من (د ف ف) صانع الدفوف، والدفوف: جمع الدف: آلة طرب ينقر عليها.
من (د ف ف) صانع الدفوف، والدفوف: جمع الدف: آلة طرب ينقر عليها.
دفف: الدَّفُّ والدَّفَّةُ: الجَنْبُ من كل شيء، بالفتح لا غير؛ وأَنشد
الليث في الدفّة:
ووانِية زَجَرْتُ، عل وَجاها،
قَريح الدَّفَّتَيْنِ مِنَ البِطانِ
وقيل: الدَّفُّ صَفْحةُ الجنب؛ أَنشد ثعلب في صفة إنسان:
يَحُكُّ كُدوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبانِه
ودَفَّيهِ منها دامِياتٌ وحالِبُ
وأَنشد أَيضاً في صفة ناقة:
تَرى ظِلَّها عند الرَّواحِ كأَنه،
إلى دَفِّها، رَأْلٌ يَخُبُّ خَبِيبُ
ورواية ابن العلاء: يَحُكُّ جَنِيب، يريد أَن ظلها من سرْعتها يضطرب
اضطراب الرأْل وذلك عند الرَّواح، يقول إنها وقت كلال الإبل نَشِيطَةٌ
منْبَسِطةٌ؛ وقول ذي الرمة:
أَخو تَنائِفَ أَغْفَى عندَ ساهِمةٍ،
بأَخْلَقِ الدَّفِّ من تَصْديرها جُلَبُ
وروى بعضهم: أَخا تنائف، فهو على هذا
(* قوله «فهو على هذا إلخ» كذا
بالأصل، وعبارة الصحاح في مادة سهم: والساهمة الناقة الضامرة. قال ذو الرمة:
أخا تنائف البيت؛ يقول: زار الخيال أخا تنائف نام عند ناقة ضامرة مهزولة
بجنبها قروح من آثار الحبال. والاخلق: الأملس.) مضمر لأَن قبله زار
الخيال؛ فأَما قول عنترة:
وكأَنما تَنْأَى بِجانِبِ دَفِّها الـ
ـوحْشيِّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
فإنما هو من إضافة الشيء إلى نفسه، والجمع دُفوف. ودفَّتا الرَّحْل
والسرج والمُصْحَف: جانباه وضمامتاه
(* قوله «وضمامتاه» كذا في الأصل بضاد
معجمة، وفي القاموس بمهملة. وعبارة الاساس: ضماماه بالاعجام والتذكير.
والضمام، بالكسر، كما في الصحاح: ما تضم به شيئاً إلى شيء.) من جانبيه. وفي
الحديث: لعله يكون أَوْقَرَ دَفَّ رَحْلِهِ ذهباً ووَرِقاً؛ دَفُّ
الرحْلِ: جانِبُ كُورِ البعير وهو سَرْجُه. ودفَّتا الطبلِ: الذي على رأْسه.
ودَفّا البعير: جَنْباه. وسَنامٌ مُدَفِّفٌ إذا سَقَطَ على دَفَّي
البعير.ودَفَّ الطائرُ يَدُفُّ دَفّاً ودَفِيفاً وأَدَفَّ: ضَرَب جَنْبَيْه
بجناحيه، وقيل: هو الذي إذا حرّك جناحيه ورجلاه في الأَرض. وفي بعض
التَّنْزيه: ويسمع حركَةَ الطير صافِّها ودافِّها؛ الصافُّ: الباسِطُ جناحيه لا
يحركهما. ودَفِيفُ الطائِر: مَرُّه فُوَيْقَ الأَرض. والدَّفِيفُ أَن
يَدُفَّ الطائرُ على وجه الأَرض يحرّك جَناحيه ورجلاه بالأَرض وهو يطير ثم
يستقل. وفي الحديث: كلْ ما دَفَّ ولا تأْكلْ ما صَفَّ أَي كلْ ما حرَّك
جَناحَيْهِ في الطيران كالحمام ونحوه، ولا تأْكل ما صَفَّ جناحيه كالنُّسور
والصُّقُور. ودَفَّ العُقابُ يَدُفُّ إذا دنا من الأَرض في طيَرانِه.
وعُقابٌ دَفُوفٌ: للذي يَدْنُو من الأَرض في طيرانه إذا انْقَضَّ؛ قال امرؤ
القيس يصف فرساً ويشبهها بالعُقاب:
كأَني بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ
دَفُوفٍ من العِقْبانِ طأْطأْتُ شِمْلالي
وقوله شِمْلالي أَي شِمالي، ويروى شِمْلال دون ياء، وهي الناقة الخفيفة؛
وأَنشد ابن سيده لأَبي ذؤيب:
فَبَيْنا يَمْشِيان جَرَتْ عُقابٌ،
من العِقْبانِ، خائِتة دَفُوفُ
وأَما قول الراجز:
والنَّسْرُ قد يَنْهَضُ وهو دافي
فعلى محوّل التضعيف فَخَفَّفَ، وإنما أَراد وهو دافِفٌ، فقَلب الفاء
الأَخيرة ياء كراهيةَ التضعيف، وكَسَره على كَسْرة دافِفٍ، وحذف إحدى
الفاءين.
ودُفُوفُ الأَرض: أَسْنادُها وهي دَفادِفُها، الواحدة دَفْدَفَةٌ.
والدَّفِيفُ: العَدْوُ. الصحاح: الدَّفِيفُ الدَّبيبُ وهو السَّير
اللَّيِّن؛ واستعاره ذو الرمة في الدَّبَران فقال يصف الثُرَيَّا:
يَدِفُّ على آثارِها دَبَرانُها،
فلا هو مَسْبُوقٌ ولا هو يَلْحَقُ
ودَفَّ الماشي: خَفَّ على وجهِ الأَرض؛ وقوله:
إلَيْك أَشْكُو مَشْيَها تَدافِيا،
مَشْيَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِيا
إنما أراد تَدافُفاً فقلَبَ كما قدَّمْنا.
والدَّافَّةُ والــدفَّافــةُ: القوم يُجْدِبُون فيُمْطَرُون، دَفُّوا
يَدِفُّونَ. وقال: دَفَّتْ دافّةٌ أَي أَتى قَوْمٌ من أَهلِ البادِيةِ قد
أُقْحِمُوا. وقال ابن دريد: هي الجَماعةُ من الناس تُقْبِلُ من بلد إلى بلد.
ويقال: دَفَّتْ علينا من بني فلان دافَّةٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه،
أَنه قال لمالك بن أَوْس: يا مالِ، إنه دَفَّتْ علينا من قومك دافَّةٌ
وقد أَمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقْسِمْه فيهم؛ قال أَبو عمرو: الدافَّةُ القوم
يسيرون جماعةً، ليس بالشّديد
(* أراد: سيراً ليس بالشديد.). وفي حديث
لُحُومِ الأَضاحي: إنما نَهَيْتُكم عنها من أَجلِ الدَّافَّةِ؛ هم قوم
يَسِيرون جماعةً سَيْراً ليس بالشَّديد. يقال: هم قوم يَدِفُّونَ دَفِيفاً.
والدافَّةُ: قوم من الأَعْراب يريدون المِصْر؛ يريد أَنهم قَدِمُوا
المدينة عند الأَضحى فنهاهم عن ادِّخارِ لُحُوم اللأَضاحي ليُفَرِّقُوها
ويَتَصَدَّقُوا بها فيَنْتَفعَ أُولئك القادِمون بها. وفي حديث سالم: أَنه كان
يَلي صَدَقةَ عمر، رضي اللّه عنه، فإذا دَفَتْ دافَّةٌ من الأَعْراب
وجَّهَها فيهم. وفي حديث الأحنف قال لمعاوِيةَ: لولا عَزْمةُ أَمِيرِ
المؤمنين لأَخبرته أَن دافّةً دفَّتْ. وفي الحديث أَن أَعرابيّاً قال: يا رسولَ
اللّه، هل في الجنة إبل؟ فقال: نعم، إنَّ فيها النجائِبَ تَدِفُّ
برُكْبانها أَي تسير بهم سَيْراً لَيِّناً، وفي الحديث الآخر: طَفِقَ القومُ
يَدِفُّونَ حَوْلَه. والدَّافَّةُ: الجيش يَدِفُّون نحو العدوِّ أَي
يَدِبُّون. وتَدافَّ القومُ إذا ركِبَ بعضهُم بعضاً.
ودَفَّفَ على الجَريح كَذَفَّفَ: أَجْهَزَ عليه، وكذلك دافَّه مُدافَّةً
ودِفافــاً ودافاه؛ الأَخيرة جُهَنِيَّةٌ. وفي حديث ابن مسعود: أَنه دافَّ
أَبا جهل يوم بَدْرٍ أَي أَجْهَزَ عليه وحَرَّرَ قَتْلَه. يقال:
دافَفْتُ عليه ودافَيْتُه ودَفَّفْت عليه تَدْفِيفاً، وفي رواية: أَقْعَصَ ابنا
عفراء أَبا جهل ودفَّف عليه ابن مسعود، ويروى بالذال المعجمة بمعناه. وفي
حديث خالد: أَنه أَسَرَ من بني جَذيمة قوماً فلما كان الليلُ نادى
مناديه: أَلا من كان معه أَسير فليدافِّه، معناه ليجهزْ عليه. يقال: دافَفْتُ
الرجل دِفافــاً ومُدافَّة وهو إجْهازُك عليه؛ قال رؤْبة:
لما رآني أُرْعِشَتْ أَطْرافي،
كان مع الشَّيْبِ منَ الــدِّفافِ
قال أَبو عبيد: وفيه لغة أُخرى: فَلْيُدافِه، بتخفيف الفاء، من
دافَيْتُه، وهي لغة لجُهَينة؛ ومنه الحديث المرفوع: أَنه أُتِيَ بأَسيرٍ فقال:
أَدْفُوه؛ يريد الدِّفْءَ من البَرْد، فقتلوه، فَوَداه رسول اللّه، صلى
اللّه عليه وسلم؛ قال أَبو عبيد: وفيه لغة ثالثة: فَلْيُذافِّه، بالذال
المعجمة. يقال: ذَفَّفْتُ عليه تذْفيفاً إِذا أَجْهَزْتَ عليه. وذافَفْتُ
الرَّجُلَ مُذافَّةً: أَجْهَزْتُ عليه. وفي الحديث: أَنَّ خُبَيباً قال وهو
أَسيرٌ بمكة: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِيبُ بها، فأُعْطِيَ مُوسَى
فاسْتَدَفَّ بها أَي حلَق عانته واسْتَأْصَلَ حَلْقها، وهو من دَفَّفْتُ على
الأَسير. ودافَفْتُه ودافَيْتُه، على التحويل: دافَعْتُه.
ودفَّ الأَمْرُ يَدِفُّ واسْتَدَفَّ: تَهَيّأَ وأَمكن. يقال: خذ ما دفَّ
لك واسْتَدَفَّ أَي خذ ما تهيّأَ وأَمكن وتَسَهَّلَ مثل اسْتَطفَّ،
والدال مبدلة من الطاء. واسْتَدَفَّ أَمْرُهم أَي اسْتَتَبّ واستقام؛ وحكى
ابن بري عن ابن القطَّاع قال: يقال استدف واستذف، بالدال والذال
المعجمة.والدَّفُّ والدُّفُّ، بالضم: الذي يَضرب به النساء، وفي المحكم: الذي
يُضْرَب به، والجمع دُفُوفٌ، والــدفَّافُ صاحبُها، والمُدَفِّفُ صانِعُها،
والمُدفدِفُ ضارِبُها. وفي الحديث: فَصْلُ ما بين الحرام والحلال الصوتُ
والدفُّ؛ المراد به إعلان النِّكاح، والدفْدفةُ استعجال ضربها. وفي حديث
الحسن: وإن دَفْدَفتْ بهم الهَماليجُ أَي أَسْرَعَتْ، وهو من الدَّفيف
السير اللَّيِّن بتكرار الفاء.
نطق: نَطَقَ الناطِقُ يَنْطِقُ نُطْقاً: تكلم. والمَنطِق: الكلام.
والمِنْطِيق: البليغ؛ أَنشد ثعلب:
والنَّوْمُ ينتزِعُ العَصا من ربِّها،
ويَلوكُ، ثِنْيَ لسانه، المِنْطِيق
وقد أَنْطَقَه الله واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه. وكتاب ناطِقٌ
بيِّن، على المثل: كأَنه يَنْطِق؛ قال لبيد:
أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحه،
أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ
وكلام كل شيء: مَنْطِقُه؛ ومنه قوله تعالى: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير؛
قال ابن سيده: وقد يستعمل المَنطِق في غير الإنسان كقوله تعالى: عُلِّمْنا
مَنْطِقَ الطير؛ وأَنشد سيبويه:
لم يَمْنع الشُّرْبَ منها، غَيْرَ أَن نطقت
حمامة في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ
لما أضاف غيراً إلى أن بناها معها وموضعها الرفع. وحكى يعقوب: أَن
أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه، وقال: إنها خَلْف
نَطَقَت خَلْفاً، يعني بالنطق الضرط.
وتَناطَق الرجلان: تَقاوَلا؛ وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه: قاوَلَه؛
وقوله أَنشده ابن الأعرابي:
كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ
تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ
أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته. وقولهم: ما له صامِت ولا
ناطِقٌ؛ فالناطِقُ الحيوان والصامِتُ ما سواه، وقيل: الصامِتُ الذهب
والفضة والجوهر، والناطِقُ الحيوان من الرقيق وغيره، سمي ناطِقاً لصوته.
وصوتُ كلِّ شيء: مَنْطِقه ونطقه.
والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ: كل ما شد به وسطه. غيره:
والمِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة، تقول منه: نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق
أي شدَّها في وسطه، ومنه قولهم: جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا
يبلغ أَعلاه وجاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه، قال خداش بن
زهير:
وأَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمي،
على الأَعداء، مُنْتَطِقاً مُجِيدا
يقول: لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً، ويقال: إنه أَراد قولاً يُسْتجاد
في الثناء على قومي، وأَراد لا أَبرح، فحذف لا، وفي شعره رَهْطي بدل قومي،
وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد، وقد انْتَطق بالنِّطاق
والمِنْطَقة وتَنعطَّق وتَمَنْطَقَ؛ الأَخيرة عن اللحياني. والنِّطاق: شبه إزارٍ
فيه تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به. وفي حديث أُم إسمعيل: أَوَّلُ ما
اتخذ النساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعيل اتخذت مِنْطَقاً؛ هو
النِّطاق وجمعه مناطق، وهو أَن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء وترفع
وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند مُعاناةِ الأَشغال، لئلا تَعْثُر في
ذَيْلها، وفي المحكم: النَّطاق شقَّة أو ثوب تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل،
ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، فالأَسفل يَنْجَرّ على الأَرض،
وليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَق ولا ساقانِ، والجمع نُطُق . وقد انْتَطَقت
وتَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها على وسطها؛ وأَنشد ابن الأعرابي:
تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ،
ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ،
وانْتَطق الرجل أَي لبس المِنْطَق وهو كل ما شددت به وسطك. وقالت عائشة
في نساء الأَنصار: فعَمَدْن إلى حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها
وسَوَّيْنَ منها خُمُراً واخْتَمَرْنَ بها حين أَنزل الله تعالى:
ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرهنّ على جيوبهن؛ المَناطِق واحدها مِنْطق، وهو النِّطاق.
يقال: مِنْطَق ونِطاق بمعنى واحد، كما يقال مِئْزر وإزار ومِلحف ولِحاف
ومِسْردَ وسِراد، وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، ذات
النطاقَيْنِ لأنها كانت تُطارِق نِطاقاً على نِطاق، وقيل: إنه كان لها نِطاقان
تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، وأبي بكر، رضي الله عنه، وهما في الغار؛ قال: وهذا أصح القولين،
وقيل: إنها شقَّت نِطاقها نصفين فاستعملت أَحدهما وجعلت الآخر شداداً
لزادهما. وروي عن عائشة، رضي الله عنها: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما خرج
مع أبي بكر مهاجرَيْنِ صنعنا لهما سُفْرة في جِراب فقطعت أَسماء بنت أبي
بكر، رضي الله عنهما، من نِطاقها وأَوْكَت به الجراب، فلذلك كانت تسمى
ذات النطاقين، واستعاره علي، عليه السلام، في غير ذلك فقال: من يَطُلْ
أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به أَي من كثر بنو أَبيه يتقوى بهم؛ قال ابن بري:
ومنه قول الشاعر:
فلو شاء رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكمُ
طويلاً، كأَيْرِ الحَرثِ بنَ سَدُوسِ
وقال شمر في قول جرير:
والتَّغْلَبيون، بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ
قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيقُ
تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة،
مثل الدُّوِيِّ بها الأَقلامُ واللِّيقُ
قال شمر: مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بها عجيزتها، وقال بعضهم:
النِّطاق والإزار الذي يثنى؛ والمِنْطَقُ: ما جعل فيه من خيط أَو غيره؛
وأَنشد:
تَنْبُو المَناطقُ عن جُنُوبهِمُ،
وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ ما تَنْبُو
وصف قوماً بعظم البطون والجُنوب والرخاوة. ويقال: تَنَطَّقَ بالمِنْطقة
وانْتَطق بها؛ ومنه بيت خِداش بن زهير:
على الأعداء مُنْتطقاً مُجِيدا
وقد ذكر آنفاً.
والمُنَطَّقةُ من المعز: البيضاءُ موضِع النِّطاق. ونَطَّق الماءُ
الأَكَمَةَ والشجرة: نَصَفَها، واسم ذلك الماء النِّطاق على التشبيه بالنِّطاق
المقدم ذكره، واستعارة عليّ، عليه السلام، للإسلام، وذلك أَنه قيل له:
لَمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد خَضَب؟ فقال: كان
ذلك والإسلامُ قُلٌّ، فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإسلام فامْرَأً وما
اختار. التهذيب: إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة والأكَمَة يقال قد
نَطَّقَها؛ وفي حديث العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:
حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من
خِنْدِفَ عَلْياءَ، تحتها النُّطُقُ
النُّطُق: جمعِ نطاقٍ وهي أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض أَي نواحٍ
وأَوساط منها شبهت بالنُّطُق التي يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلاً له في
ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، وأَراد ببيته
شرفه، والمُهَيْمِنُ نعته أَي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان
من نسبِ خِنْدِفَ. وذات النِّطاقِ أَيضاً: اسم أَكَمةٍ لهم. ابن سيده:
ونُطُق الماء طرائقه، أَراه على التشبيه بذلك؛ قال زهير:
يُحِيلُ في جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ،
حَبْوَ الجَواري تَرى في مائة نُطُقا
والنَّاطِقةُ: الخاصرة.
فرعن: الفَرْعَنَةُ: الكِبْرُ والتَّجَبُّر. وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ
مَلِكُ دَهْره؛ قال القَطامِي:
وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَى،
وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ
الكِفارُ: جمع كافر كصاحب وصحاب، وفرعون الذي ذكره الله تعالى في كتابه
من هذا، وإِنما ترك صرفه في قول بعضهم لأَنه لا سَمِيَّ له كإِبليس فيمن
أَخذه من أَبْلَسَ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن فرعون هذا العَلَم أَعجميٌّ،
ولذلك لم يصرف. الجوهري: فرعون لقب الوليد بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر.
وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ، والعُتاةُ: الفراعنة. وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو
فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر. وفي الحديث: أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هذه الأُمة.
الأَزهري: من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ؛ قال شمر: هي منسوبة إِلى
فِرْعَوْنِ موسى، وقيل: الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح، قال ابن بري: حكى
ابن خالويه عن الفراء فُرْعُون، بضم الفاء، لغة نادرة.
عنز: العَنْزُ: الماعِزَةُ، وهي الأُنثى من المِعْزَى والأَوْعالِ
والظِّباءِ، والجمع أَعْنُزٌ وعُنُوزٌ وعِنازٌ، وخص بعضهم بالعِنازِ جمع
عَنْزِ الظِّباءِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
أبُهَيُّ، إِنَّ العَنْزَ تَمْنَع رَبَّها
مِن أَنْ يُبَيِّتَ جارَهُ بالحائِل
أَراد يا بُهَيَّةُ فرخَّم، والمعنى أَن العنز يتبلغ أَهلُها بلبنها
فتكفيهم الغارةَ على مال الجار المستجير بأَصحابها. وحائل: أَرض بعينها،
وأَدخل عليها الأَلف واللام للضرورة، ومن أَمثال العرب: حَتْفَها تَحْمِلُ
ضأْنٌ بأَظلافها. ومن أَمثالهم في هذا: لا تَكُ كالعَنْزِ تَبْحَثُ عن
المُدْيَةِ؛ يضرب مثلاً للجاني على نفسه جناية يكون فيها هلاكه، وأَصله أَن
رجلاً كان جائعاً بالفلاة فوجد عنزاً ولم يجد ما يذبحها به، فبحثت بيديها
وأَثارت عن مدية فذبحها بها. ومن أَمثالهم في الرجلين يتساويان في الشرف
قولهم: هما كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ؛ وذلك أَن ركبتيها إِذا أَرادت أَن
تَرْبِضَ وقعتا معاً. فأَما قولهم: قَبَّحَ اللهُ عَنْزاً خَيْرُها
خُطَّةٌ فإِنه أَراد جماعة عَنْزٍ أَو أَراد أَعْنُزاً فأَوقع الواحد موقع
الجمع. ومن أَمثالهم: كُفِيَ فلانٌ يومَ العَنْزِ؛ يضرب للرجل يَلْقَى ما
يُهْلِكُه. وحكي عن ثعلب: يومٌ كيومِ العَنْزِ، وذلك إِذا قاد حَتْفاً؛ قال
الشاعر:
رأَيتُ ابنَ ذِبْيانَ يَزِيدَ رَمَى به
إِلى الشام يومُ العَنْزِ، واللهُ شاغِلُهْ
(* قوله« رأيت ابن ذبيان» الذي في الاساس: رأيت ابن دينار.)
قال المفضل: يريد حَتْفاً كحتف العَنْزِ حين بحثت عن مُدْيَتِها.
والعَنْزُ وعَنْزُ الماءِ، جميعاً: ضَرْبٌ من السمك، وهو أَيضاً طائر من طير
الماء. والعَنْزُ: الأُنثى من الصُّقور والنُّسور. والعَنْزُ: العُقاب،
والجمع عُنُوزٌ. والعَنْزُ: الباطل. والعَنْزُ: الأَكَمَةُ السوداء؛ قال
رؤبة:
وإِرَمٌ أَخْرَسُ فوقَ عَنْزِ
قال الأَزهري: سأَلني أَعرابي عن قول رؤبة:
وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوقَ عَنْزِ
فلم أَعرفه، وقال: العَنْزُ القارة السوداء،والإِرَمُ عَلَمٌ يبنى
فوقها، وجعله أَعيس لأَنه بنى من حجارة بيض ليكون أَظهر لمن يريد الاهتداء به
على الطريق في الفلاة. وكلُّ بناءٍ أَصَمَّ، فهو أَخرس؛ وأَما قول
الشاعر:وقاتَلَتِ العَنْزُ نصف النَّها
رِ، ثم تَوَلَّتْ مع الصَّادِرِ
فهو اسم قبيلة من هوزان؛ وقوله:
وكانت بيومِ العَنْزِ صادَتْ فُؤادَهُ
العنز: أَكمة نزلوا عليها فكان لهم بها حديث. والعَنْزُ: صخرة في الماء،
والجمع عُنُوزٌ. والعَنْزُ: أَرض ذات حُزُونَةٍ ورمل وحجارة أَو أَثْلٍ،
وربما سميت الحُبارَى عَنْزاً، وهي العَنْزَةُ أَيضاً والعَنَزُ.
والعَنَزَةُ أَيضاً: ضَرْبٌ من السباع بالبادية دقيق الخَطْمِ يأْخذ
البعير من قِبَلِ دُبُرِه، وهي فيها كالسَّلُوقِيَّةِ، وقلما يُرَى؛ وقيل:
هو على قدر ابن عُرْسٍ يدنو من الناقة وهي باركة ثم يَثِبُ فيدخل في
حيائها فَيَنْدَمِصُ فيه حتى يَصِلَ إِلى الرَّحِم فَيَجْتَبِذُها فَتَسْقُطُ
الناقةُ فتموت، ويزعمون أَنه شيطان؛ قال الأَزهري: العَنَزَةُ عند العرب
من جنس الذئاب وهي معروفة، ورأَيت بالصَّمَّانِ ناقةً مُخِرَتْ من قِبَلِ
ذنبها ليلاً فأَصبحت وهي مَمْخُورة قد أَكلت العَنَزَةُ من عَجُزِها
طائفةً فقال راعي الإِبل، وكان نُمَيْرِيّاً فصيحاً: طَرَقَتْها العَنَزَةُ
فَمَخَرَتْها، والمَخْرُ الشَّقُّ، وقلما تظهر لخبثها؛ ومن أَمثال العرب
المعروفة:
رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا
وفيها يقول الشاعر:
شَرَّ يَوْمَيْها وأَغواهُ لها،
رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا
قال الأَصمعي: وأَصله أَن امرأَة من طَسْمٍ يقال لها عَنْزٌ أُخِذَتْ
سَبِيَّةً، فحملوها في هَوْدَج وأَلطفوها بالقول والفعل فعند ذلك قالت:
شر يوميها وأَغواه لها
تقول: شَرُّ أَيامي حين صرت أُكرم للسِّباء؛ يضرب مثلاً في إِظهار
البِرِّ باللسان والفعل لمن يراد به الغوائل. وحكى ابن بري قال: كان
المُمَلَّكُ على طَسْمٍ رجلاً يقال له عُمْلُوقٌ أَو عِمْلِيقٌ، وكان لا تُزَفُّ
امرأَةٌ من جَدِيسَ حتى يؤْتى بها إِليه فيكون هو المُفْتَضّ لها أَولاً،
وجَدِيسُ هي أُخت طَسْمٍ، ثم إِن عُفَيْرَةَ بنت عَفَارٍ، وهي من سادات
جَدِيسَ، زُفَّتْ إِلى بعلها، فأَُتِيَ بها إِلى عِمْلِيقٍ فنال منها ما
نال، فخرجت رافعة صوتها شاقة جيبها كاشفة قُبُلَها، وهي تقول:
لا أَحَدٌ أَذَلَّ من جَدِيسِ
أَهكذا يُفْعَلُ بالعَرُوسِ
فلما سمعوا ذلك عظم عليهم واشتد غضبهم ومضى بعضهم إِلى بعض، ثم إِن أَخا
عُفَيْرَةَ وهو الأَسود ابن عَفَار صنع طعاماً لعُرْسِ أُخته عُفَيرة،
ومضى إِلى عِمْلِيقٍ يسأَله أَن يَحْضُرَ طعامه فأَجابه، وحضر هو وأَقاربه
وأَعيان قومه، فلما مَدُّوا أَيديهم إِلى الطعام غَدَرَتْ بهم جَدِيسُ،
فَقُتِلَ كل من حضر الطعام ولم يُفلِتْ منهم أَحد إِلا رجل يقال له
رِياحُ بن مُرَّة، توجه حتى أَتى حَسَّان بن تُبَّعٍ فاسْتَجاشَهُ عليهم
ورَغَّبَهُ فيما عندهم من النِّعم، وذكر أَن عندهم امرأَة يقال لها عَنْز، ما
رأَى الناظرون لها شِبْهاً، وكانت طَسْم وجَدِيسُ بجَوِّ اليمامة،
فأَطاعه حسانُ وخرج هو ومن عنده حتى أَتوا جَوًّا، وكان بها زرقاءُ اليمامة،
وكانت أَعلمتهم بجيش حسان من قبل أَن يأْتي بثلاثة أَيام، فأَوقع بجديس
وقتلهم وسبى أَولادهم ونساءَهم وقلع عيني زرقاء وقتلها، وأُتِيَ إِليه
بعَنْز راكبة جملاً، فلما رأَى ذلك بعض شعراء جديس قال:
أَخْلَقَ الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا،
مثلَ ما أَخْلَقَ سَيْفُ خِلَلا
وتَداعَتْ أَرْبَعٌ دَفَّافَــةٌ،
تَرَكَتْه هامِداً مُنْتَخِلا
من جَنُوبٍ ودَبُورٍ حِقْبَةً،
وصَباً تُعْقبُ رِيحاً شَمْأَلا
وَيْلَ عَنْزٍ واسْتَوَتْ راكِبَةً
فوقَ صَعْب، لم يُقَتَّلْ ذُلُلا
شَرَّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لها،
رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا
لا تُرَى من بيتها خارِجَةً،
وتَراهُنَّ إِليها رَسَلا
مُنِعَتْ جَوّاً، ورامَتْ سَفَراً
تَرَكَ الخَدَّيْنِ منها سَبَلا
يَعْلَمُ الحازِمُ ذو اللُّبِّ بِذا،
أَنما يُضْرَبُ هذا مَثَلا
ونصب شر يوميها بركبت على الظرف أَي ركبت بحدج جملاً في شر يوميها.
والعَنَزَةُ: عصاً في قَدْر نصف الرُّمْح أَو أَكثر شيئاً فيها سِنانٌ
مثل سنان الرمح، وقيل: في طرفها الأَسفل زُجٌّ كزج الرمح يتوكأُ عليها
الشيخ الكبير، وقيل: هي أَطول من العصا وأَقصر من الرمح والعُكَّازَةُ قريب
منها. ومنه الحديث لما طُعِنَ أُبيّ ابن خلف بالعَنَزَة بين ثَدْيَيْه
قال: قتلني ابنُ أَبي كَبْشَة.
وتَعَنَّزَ واعْتَنَزَ: تَجَنَّب الناسَ وتنحى عنهم، وقيل: المُعْتَنِزُ
الذي لا يُساكِنُ الناسَ لئلا يُرْزَأَ شيئاً. وعَنَزَ الرجلُ: عَدَلَ،
يقال: نزل فلان مُعْتَنِزاً إِذا نزل حَرِيداً في ناحية من الناس.
ورأَيته مُعْتَنِزاً ومُنْتَبِذاً إِذا رأَيته متنحياً عن الناس؛ قال
الشاعر:أَباتَكَ اللهُ في أَبياتِ مُعْتَنِزٍ،
عن المَكارِمِ، لا عَفٍّ ولا قارِي
أَي ولا يَقْرِي الضيفَ ورجل مُعَنَّزُ الوجه إِذا كان قليل لحم الوجه
في عِرْنِينِه شَمَمٌ. وعُنِّزَ وجه الرجل: قَلَّ لحمه. وسمع أَعرابي يقول
لرجل: هو مُعَنَّزُ اللِّحْيَة، وفسره أَيو داود بُزْرِيش: كأَنه شبه
لحيته بلحية التيس.
والعَنْزُ وعَنْزٌ، جميعاً: أَكَمَةٌ بعينها. وعَنْزُ: اسم امرأَة يقال
لها عَنْز اليمامة، وهي الموصوفة بحدَّة النظر. وعَنْزٌ: اسم رجل، وكذلك
عِنازٌ، وعُنَيْزَةُ اسم امرأَة تصغير عَنَزَة. وعَنَزَةُ وعُنَيْزَةُ:
قبيلة. قال الأَزهري: عُنَيْزَة في البادية موضع معروف، وعُنَيْزَة قبيلة.
قال الأَزهري: وقبيلة من العرب ينسب إِليهم فيقال فلان العَنَزِيّ،
والقبيلة اسمها عَنَزَةُ. وعَنَزَةُ: أَبو حي من ربيعة، وهو عَنَزَة ابن أَسد
بن ربيعة بن نِزار؛ وأَما قول الشاعر:
دَلَفْتُ له بِصَدْرِ العَنْزِ لَمَّا
تَحامَتْهُ الفَوارِسُ والرِّجالُ
فهو اسم فرس؛ والعَنْزُ في قول الشاعر:
إِذا ما العَنْزُ من مَلَقٍ تَدَلَّتْ
هي العُقاب الأُنثى. وعُنَيْزَةُ: موضع؛ وبه فسر بعضهم قول امرئِ
القيس:ويوم دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
وعُنازة: اسم ماء؛ قال الأَخطل:
رَعَى عُنازَةَ حتى صَرَّ جُنْدُبُها،
وذَعْذَعَ المالَ يومٌ تالِعٌ يَقِرُ