Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خفض

يُنْغِضُونَ

{يُنْغِضُونَ}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ}
فقال ابن عباس: يحركون رءوسهم استهزاءً. واستشهد بقول الشاعر: أتُنغِضُ لي يَوم الفخارِ وقد ترى. . . خيولاً عليها كالأسود ضواريا
(تق) (ك، ط) وفيهما: استهزاءً "برسول الله - صلى الله عليه وسلم - "
= الكلمة من آية الإسراء 51: خطاباً للنبي عليه الصلاة والسلام في الظالمين من قومه:
{وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة.
وتأويلها في المسألة بتحريك الرأس استهزاء. رواه الطبري بإسناده عن ابن عباس وقتادة. وتأويلها عنده: فسيهزون لك رءوسهم برفع وخفض، وكذلك المنغض في كلام العرب إنما هو حركة ارتفاع ثم انخفاض، أو انخفاض ثم ارتفاع ولذلك سمي الظليم نغضا لأنه إذا عجل المشي ارتفع وانــخفض وحرك رأسه. وهو قريب من قول الفراء في معاني القرآن.
فالإنغاض بمعنى التحريك، من التقريب الذي لا يفوتنا معه ما لم يفت الفراء والطبري والراغب من ملحظ اضطراب الحركة وارتجافها في النغض والإنغاض، فليس كل تحرُّكٍ إنغاضاً. . . بل الاهتزاز والاضطراب أصل في دلالة النغص (مقاييس اللغة) .
ويقوى المعنى إذا فهمنا الآية بهذا الملحظ من الارتجاف والاضطراب حين بصك سمعهم البرهانُ المفحم: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}
وتخونهم الطمأنينة، فينم عنها إنغاضُ رءوسهم، وإن لجوا في العناد: {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم

الهذلول

(الهذلول)
الرجل الْخَفِيف وَالْفرس الطَّوِيل الصلب الْخَفِيف وَالْمَكَان المنــخفض فِي الصَّحرَاء لَا يشْعر بِهِ الْإِنْسَان حَتَّى يشرف عَلَيْهِ والسهم الْخَفِيف والتل الصَّغِير والمطر يرى من بعيد ومسيل المَاء الصَّغِير والسحابة المستدقة والجزء من اللَّيْل فِي أَوله أَو آخِره (ج) هذاليل وَيُقَال ذهب ثَوْبه هذاليل قطعا

اتضع

(اتضع) فلَان صَار وضيعا أَي دنيئا (مُطَاوع وَضعه) وَالْبَعِير خفض رَأسه إِذا كَانَ قَائِما ليضع رَاكِبه قدمه على عُنُقه فيركبه وَيُقَال اتضع الرَّاكِب الْبَعِير أَخذ بِرَأْسِهِ وخفضــه إِذا كَانَ قَائِما ليضع قدمه على عُنُقه فيركبه

الوقبة

(الوقبة) نقرة فِي الصخر يجْتَمع فِيهَا المَاء والكوة الْعَظِيمَة فِيهَا ظلّ و (فِي الجيولوجيا) الْجُزْء المنــخفض من الحاجز فِي الأمونيت وَيظْهر فِي خطّ الدرز متجها إِلَى الْخلف (مج)(ج) وقبات

حَمَإٍ مَسْنُونٍ

{حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
وسأله عن معنى قوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
قال: الحمأ السواد. واستشهد بقول حمزة بن عبد المطلب:
أغرّ كأن البدرَ سنةُ وجهِه. . . جلا الغيمَ عنه ضوؤه فتبددا
(تق) وزاد في (ك ط) : وهو الشاط أيضاً
= الكلمتان من ثلاث آيات من سورة الحجر:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} . 26 {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} . 28
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} . 33.
ومعها من كادة حَمَأ، آية الكهف 86:
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}
وأما مسنون فجاء من مادتها كثير: سُنة الله، وسُنتنا، وسنُة الأولين، وسنُنَ جمعا.
وجاءت السَّن في أحكام القصاص: {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}
اختلف أهل اللغة في حمأ وفي مسنون.
عَدّ بعضهم الحمأ من الأضداد: تقول منه حَمَأت الركية حمْأً إذا أخرجتَ منها الحمأة، وأحَمأتُها إحماءً إذا جعلت فيها الحمأة. حكاه ابن الأنباري عن قطرب، وقال: وليس هذا عندي من الأضداد، لأن لفظ حمأتُ، يخالف أحمأت، فكل واحدة منهما لا تقع إلا على معنى واحد، وما كان على هذا السبيل لا يدخل في الأضداد (الأضداد 304 / 396) .
وقال ابن السكيت في الأضداد: والحمأ الطين الأسود، وكذلك الحمْأة. تقول منه حَمِئتُ البئر إذا نزعت حمأتها، وأحمأتها ألقيت فيها الحمأة. وحكاه القرطبي في تفسير آية الحجر 26.
وفي (مسنون) بالآية، قال أبو عبيدة في المجاز: المسنون المصبوب، وهو من قول العرب: سنت الماء وغيره على الوجه إذا صببته. وحسَّنه النحاس فيما حكاه القرطبي عنه.
وقال سيبويه: المسنون المصَورّ. أُخذ من سنة الوجه وهو صورته. وقال الأخفض في المعاني: المسنون المنصوب القائم، من قولهم: وجه مسنون إذا كان فيه طول. وقال الفراء في معنى الآية: وهو المتغير، وأصله من قولهم: سننت الحجر على الحجر إذا حككته. وما يخرج من الحجرين يقال له السنانة والسنين. ومنه المِسَنُّ.
والمعاجم تجمع بين هذه الأقوال، مع شواهدهم لها: (ص، ل، ق، س) . واختلف أهل التأويل كذلك في معناهما في الآية: نقل فيه الطبري قول بعض أهل العلم بلغات العرب من البصريين، ومن الكوفيين، كالذي نقلنا عن سيبويه والفراء - ولم يسمهما - وأسند عن ابن عباس، قال: الحمأ المنتن، وعنه: هو الطين الرطب، وعن مجاهد وقتادة بلفظ: الحمأ المسنون الذي قد تغير وأنتن. وعن ابن عباس أيضاً، قال: خلق الإنسان - آدم - من ثلاثة: من طين لازب، وصلصال، وحمأ مسنون. فالطين اللازب اللازق الجيد، والصلصال المرقق الذي يصنع منه الفخار، والمسنون الطين فيه الحمأة.
قال الطبري: والذي هو أوْلى بتأويل الآية: أن يكون الصلصال في هذا الموضع الذي له صوت من الصلصلة وذلك أن الله تعالى شبهه بالفخار {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} ليُيْسِه. وأما قوله {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} فإن الحمَأ جمع حمأة، وهو الطين المتغير إلى السواد.
وذكر الراغب في الباي: السَّن واحد الأسنان، وسنَّ الحديدَ بالمِسَنَّ، وسنان الرمح، وسنَنَ الطريق، وسنة الوجه، وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - طريقته، وسنُة الله تعالى قد يقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته. وقوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} قيل: متغير. (المفردات) .
ولا يخرج عن هذا ما أورده الزمخشري من معاني سن، الأصلية والمجازية (س) وبمزيد تفصيل في جامع القرطبي. والله أعلم.
وأما الشاهد من بيت حمزة - رضي الله عنه - في النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما أدري وجه الاستشهاد به لتأويل حمأ مسنون في المسألة، بالسواد المصور، أو الشاط كما زاد في (ك، ط) وهو في اللغة الزيت المحروق.

اهل

اهل أهل الرجل زوجه. والتأهل التزوج. ويقولون أهلة. وأهل يأهل أهولاً وأهلاً. وأهل الرجل أخص الناس به. وقيل أهل البيت سكانه، وأهل الإسلام من يدين به. وجمعه أهلون وأهالٍ وأهلات. ومكان مأهول وآهل له أهل. وحمر أهلية تالف المنازل والبيوت. وأهلته للأمر تأهيلاً، ووهلته أيضاً. وقيل هو أهلة لكل خير - بالهاء -. وقولهم مرحبا وأهلا أي أهل الله بك، وقيل نراك لهما أهلا. وأهلت به أي أنست. وأهل به يأهل. وإنهم لأهل أهِلَةٍ الأهل الحلول، والأهلة المال. والإهالة الألية ونحوها تذاب. واهتهلت أخذت الإهالة. وثريدة مأهولة. وأستأهل الرجل أخذ الإهالة. وفي المثل " وشكان ذا إهالةٍ ".

اهل

1 أَهَلَ, aor. ـُ inf. n. أُهُولٌ; (Msb;) or أُهِلَ, like عُنِىَ; (K, TA;) It (a place, Msb, TA) was, or became, peopled, or inhabited. (Msb, K, TA.) b2: أَهَلَ, aor. ـُ and اَهِلَ, inf. n. as above, He married, or took a wife; (Yoo, S, Msb, K;) as also ↓ تأهّل; (S, Mgh, Msb, K;) and ↓ اتَّهَلَ, [written with the disjunctive alif اِتَّهَلَ, like اتَّخَذَ and اتَّزَرَ and اتَمَنَ &c.], (K,) of the measure افتعل. (TA.) b3: أَهَلَ; (Ks, S, Msb;) or أَهِلَ, aor. ـَ (K;) or both; (JK;) بِهِ, (JK,) i. e. بِالرَّجُلِ, (Ks, S,) or بِالشَّىءِ; (Msb;) i. q. أَنِسَ [He was, or became, sociable, companionable, friendly, amicable, or familiar, with him, i. e. the man; or he was, or became, cheered, or gladdened, by his company or converse, or by his, or its (the thing's) presence]. (JK, S, Msb, K.) 2 أهّل بِهِ, (K,) or أهّلهُ, (Ham p. 184,) inf. n. تَأْهِيلٌ, (Ham, K,) He said to him أَهْلًا: (Ham:) or he said to him مَرْحَبًا وَأَهْلًا: (K:) like رَحَّبَ بِهِ: (TA:) [see أَهْلٌ:] IB says that [the first Pers\. of] the aor. of this verb is with fet-h to the ه [contr. to rule: a strange assertion]. (TA.) b2: أهّلهُ لِذٰلِكَ, inf. n. as above; and ↓ آهلهُ; He saw him, judged him, thought him, or held him, to be worthy, or deserving, of that; to merit it; to have a right, or just title or claim, to it: (K, * TA:) or he made him to be worthy, or deserving, of that; &c. (TA.) You say, أَهَّلَكَ اللّٰهُ لِلْخَيْرِ [May God make thee worthy, or deserving, of good, good fortune, prosperity, or the like]. (S.) 4 آهَلَكَ اللّٰهُ فِى الجَنَّةِ, inf. n. إِيهَالٌ, May God make thee to enter with thy wife into Paradise: (Az, S, TA:) or may God make thee to have a family in Paradise, and unite thee with them [therein]. (TA.) b2: See also 2.5 تَاَهَّلَ see 1.8 إِاْتَهَلَ see 1.10 استأهلهُ as signifying He was, or became, worthy, or deserving, of it, or he merited it, or he had a right, or just title or claim, to it, is not allowable: (Msb, * MF:) not only does J disallow it, but the generality of those before him do so; saying that it is not chaste: in the Fs it is said to be of weak authority; and the expositors thereof confirm this assertion, saying that it occurs, but is inferior to other words in chasteness; and El-Hareeree asserts it to be erroneous: (MF:) or it is good in this sense; and J's disallowance of it is of no account: (K:) Az and Z and Sgh and others assert it to be good: and Az says, in the T, some have asserted the saying فُلَانٌ يَسْتَأْهِلُ أَنْ يُكْرَمَ أَوْ يُهَانَ, as meaning [Such a one] is worthy, or deserving, [of being treated with honour, or of being held in light estimation,] to be erroneous; and الاِسْتِئْهَالُ to be only from الإِهَالَةُ; but I do not disallow it, nor charge with error him who says thus; for I have heard the verb thus used by a chaste Arab of the desert, of the BenooAsad, and there was present a number of Arabs of the desert who did not disapprove his saying: and this is confirmed by the saying in the Kur [lxxiv. 55], هُوَ أَهْلُ التَّقْوَي وَ أَهْلُ المَغْفِرَةِ [explained below: see أَهْلُ]. (T.) A2: استأهل, (JK, K,) or استأهل الأَهَالَةَ, (Msb,) He took the إِهَالَةَ: (JK, K:) or he ate the اهالة: see this word below. (Msb, TA.) أَهْلٌ [The people of a house or dwelling, and of a town or village, and of a country: and the family of a man:] a man's cohabitants of one dwelling or place of abode, (Er-Rághib, Kull p. 84,) and of one town or country: (Er-Rághib:) afterwards applied to a man's fellow-members of one family or race, and of one religion, and of one craft or art or the like: (Er-Rághib, Kull:) or, as some say, relations, whether they have followers or dependents, or not; whereas آلٌ signifies relations with their followers or dependents: (Kull:) or it originally signifies relations: and sometimes is applied to followers or dependents: and signifies also the أَهْل [i. e. people, or inhabitants, or family,] of a house or tent: (Msb:) or a man's nearer, or nearest, relations by descent from the same father or ancestor; or his kinsfolk; his relations: (K:) or, accord. to [the Imám] Mohammad, a man's wife [or wives] and his children and household who are the objects of his expenditure; and thus, any brother and sister, or paternal uncle and son of a paternal uncle, or strange or distantly-related child, whom a man feeds or sustains in his abode: the most particular, or most special, dependents, or the like, of a man: on the authority of El-Ghooree: (Mgh:) [J indicates some of these meanings merely by saying that it signifies] the أَهْل of a man, and the أَهْل of a house; as also ↓ أَهْلَةٌ: (S:) [see also آلٌ; in the explanations of which, certain distinctions between it and أَهْلٌ will be found mentioned:] the pl. is أَهْلُونَ, [like أَرْضُونَ, a form sometimes used for أَرَضُونَ] (Mgh, Msb, K,) and أَهَالٍ, (S, Mgh, Msb, K,) with an additional ى [implied by the tenween, and expressed in the accus. case, and when the word is determinate, as in الأَهَالِى,] (S,) contr. to rule, (S, Mgh,) like لَيَالٍ, pl. of لَيْلٌ, (S,) [and like أَرَاض, respecting which and ليَالٍ and أَهَالٍ, see أَرْضٌ,] and آهَالٌ, (S, K,) a pl. [of pauc.] sometimes occurring in poetry, (S,) [like آرَاضٌ,] and أَهْلَاتٌ and أَهَلَاتٌ [as though pls. of أَهْلَةٌ]. (S, K.) b2: أَهْلُ البَيْتِ The [people or] inhabitants [or family] of the house or tent. (Mgh, K.) But أَوْصَى لأَهْلِ بَيْتِهِ means the same as اوصى لِجِنْسِهِ, i. e. He left by will, of his property, to the children of his father, [or his kindred by the father's side,] exclusively of all relations of the mother. (Mgh in art. جنس.) [See also أَهْلُ الرَّجُلِ, below.] b3: أَهْلَ القُرَى The [people or] inhabitants of the towns or villages. (TA.) And أَهْلُ البَلَدِ The settled, or constant, inhabitants of the country or town. (Msb.) and أَهْلُ الحَضَرِ The people of the region, or regions, of cities, towns, or villages, and of cultivated land. (A in art. حضر.) And أَهْلُ المَدَرِ وَ الوَبَرِ (S in art. مدر, &c.) [The people of the towns or villages, or] the inhabitants of the buildings, and of the tents, (Kull,) or deserts. (TA in art. وبر) b4: [أَهْلُ القُبُورِ, and المَقَابِرِ, The people of the graces, and of the places of graves; i. e., those buried therein.] b5: [أَهْلُ الجَنَّةِ The people of Paradise.]

b6: [أَهْلُ النَّارِ The people of the fire, i. e., of Hell.]

b7: See also أَهِلَةٌ. b8: The following is an ex. of اهل as explained above in the first sentence on the authority of the K: الأَهْلُ إِلَى الأَهْلِ أَسْرَعُ مِنَ السِّيلِ إِلَى السَّهْلِ a prov. [meaning Kinsfolk are quicker of tendency to kinsfolk than the torrent to the plain]. (TA.) So, too, a saying of a poet cited voce خَفْضٌ. (TA.) [And] أَهْلَكَ وَاللَّيْلَ a prov. meaning بَادِر أَهْلَكَ وَاحْذَرِ اللَّيْلَ وَ ظُلْمَتَهُ [Betake thyself early to thy family, and beware of the night and its darkness]. (Har p. 175.) [And] مَرْحَبًا وَأَهْلًا (S, K) a saying meaning Thou hast come to an ample, or a spacious, or roomy, place, and to [people like thine own] kinsfolk; therefore be cheerful, or sociable, not sad, or shy: (S:) or thou hast found, or met with, [an ample, or a spacious, or roomy, place, and] kinsfolk, not strangers. (K.) [And] أَهْلًا وَ سَهْلًا وَمَرْحَبًا Thou hast come to a people who are [like] kinsfolk, and to a place that is plain, even, not rugged, and that is ample, spacious, or roomy; therefore rejoice thyself, and be not sad, or shy. (Msb.) b9: أَهْلُ النَّبِىِّ The [family or] wives and daughters of the Prophet, and his son-in-law

'Alee: or his women; and (as some say, TA) the men who are his آل; (K, TA;) comprising the grandchildren (أَحْفَاد) and [other] progeny: and so أَهْلُ البَيْتِ as used in the Kur xxxiii. 33, occurring also [in a like sense] in xi. 76: (TA:) and الأَهْلُ is conventionally applied to the nearer, or nearest, kinsfolk of the Prophet. (Er-Rághib.) b10: أَهْلُ كُلِّ نَبِىٍّ also means The people to whom any prophet is sent; (K, TA;) and those who are of his religion. (TA.) b11: In the phrase آلٌ اللّٰهِ وَرَسُولِهِ, meaning The friends, or the like, (أَوْلِيَآء K, TA,) and the assistants, (TA,) of God and of his apostle, the first word is originally أَهْل. (K, TA.) b12: أَهْلُ اللّٰهِ is also an appellation which used to be applied to The readers or reciters [of the Kur-án]. (TA.) b13: أَهْلُ الرَّجُلِ also signifies (tropical:) The man's wife; (Mgh, * Msb, * K;) as well as his wife and children; (TA;) [so, too, in the present day, أَهْلُ بَيْتِ الرَّجُلِ;] and so, too, ↓ أَهْلَتُهُ. (K.) Hence the phrase بَنَى عَلَي

أَهْلِهِ [see art. بنىِ]: (Kull:) and دَخَلَ بِأَهْلِهِ and دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ [see art. دخل]. (Har p. 502; &c.) b14: أَهْلُ مَذْهَبٍ [The people of, or] those who follow, (K, TA,) and believe, (TA,) a certain persuasion, or body of tenets. (K, TA.) [Hence,] أَهْلُ السُّنَةِ [Those who conform to the institutes of Mohammad]. (TA.) [And] أَهْلُ الأَهْوَآءِ [The people of erroneous opinions;] those whose belief is not that of the class termed أَهْلُ السُّنَّةِ, but who share the same قِبْلَة. (TA.) [And] أَهْلُ الإِسْلَامِ Those who follow the religion of El-Islám. (Mgh.) [And] أَهْلُ القُرْآنِ Those who read, or recite, the Kur-án, and perform the duties enjoined thereby. (Mgh.) [And] أَهْلُ الكِتَابِ [The people of the Scripture, or Bible: and] the readers, or reciters, of the Mosaic Law, and of the Gospel. (TA.) b15: أَهْلُ العِلْمِ [The people of knowledge, or science;] those who are characterized by knowledge, or science. (Msb.) b16: أَهْلُ الأَمْرِ [The possessors of command: or] those who superintend the affairs [of others]; (K, TA;) like أُلُوالأَمرِ, q. v. (TA.) b17: أَهْلُ المَرَاتِبِ [The people of exalted stations, posts of honour, or dignities]. (TA in art. رتب.) b18: أَهْلُ الذِّمَّةِ (Mgh in art. ذم) and أَهْلُ العَهْدِ (TA in art. عهد) Those persons, (Mgh, TA,) of the unbelievers, (Mgh,) [namely, Christians, Jews, and Sabians, but no others,] who have a compact, or covenant, with the Muslims, (Mgh, TA,) paying a poll-tax, whereby they are secure of their property and blood, (Mgh,) or whereby the Muslims are responsible for their security [and freedom and toleration] as long as they act agreeably to the compact. (TA.) b19: أَهْلٌ also signifies The possessors, or owners, of property: as in the Kur iv. 61. (TA.) b20: أَهْلٌ لِكَذَا A person, (S, K,) and persons, for it is used as a sing. and as a pl., (K,) having a right, or just title, to such a thing; entitled thereto; worthy, or deserving, thereof; meet, or fit, for it: (S, K:) the vulgar say ↓ مُسْتَأْهِلٌ, which is not allowable: (S:) or this assertion of J's is of no account. (K: see 10.) You say, هُو أَهْلٌ لِإِكْرَامِ He is entitled to be, or worthy of being, treated with honour. (Msb.) And لِكُّلِ ↓ هُوَ أَهْلَةٌ خَيْر [He is entitled to, or worthy of, all that is good]. (Ibn- 'Abbád.) And وُدٍّ ↓ أَهلَةٌ He who is, or they who are, entitled to, or worthy of, love, or affection. (S, Sgh.) And hence, in the Kur [lxxiv. last verse], هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ (TA) He is the Being entitled to be regarded with pious fear, and the Being entitled to forgive those who so regard Him. (Jel.) In the phrase أهْلَ الثَنَآءِ وَالمَجْدِ [0 Thou who art the Being entitled to praise and glory], occurring in a form of prayer, the first word is mansoob as a vocative: and it may be marfooa, as the enunciative of an inchoative suppressed; i. e. أَنْتَ أَهْلُ [Thou art the Being entitled &c.]. (Msb.) b21: [Frequently, also, أَهْلٌ signifies The author, or, more commonly, authors, of a thing; like صَاحِبٌ and أَصْحَابٌ; as in أَهْلُ البِدَعِ The author, or authors, of innovations; and أَهْلُ الظُّلْمِ The author, or authors, of wrong.]

أَهِلٌ: see أَهْلِيىٌ.

أَهْلَةٌ: see أَهْلٌ, in four places: A2: and see أَهلَةٌ.

أَهِلَةٌ i. q. مَالٌ [Property; or cattle]: so in the saying إِنَّهُمْ لَأَهْلُ أَهِلَةٍ (JK, K) [app. meaning Verily they are sojourners, or settlers, possessed of property, or cattle]: ↓ أَهْلٌ here signifying حُلُولٌ [pl. of حَالٌّ]. (JK, TA.) [But] Yoo says that ↓ هُمْ أَهْلُ أَهْلَةِ and أَهِلَةٍ means They are people of the distinguished sort. (TA.) أَهْلِىٌّ A domestic beast [or bird]; a beast [or bird] that keeps to the dwelling [of its owner]; (JK, Msb, K, TA;) contr. of وَحْشِىٌّ; (TA;) as also ↓ أَهِلٌ. (K.) You say حُمُرٌ أَهْلِيَّةٌ [Domestic asses]: (JK, TA:) occurring in a trad., in which their flesh is forbidden to be eaten. (TA.) أَهْلِيَّةٌ The quality of having a right, or just title, to a thing; worthiness, or desert; meetness, or fitness; in Pers\. سَزَوَارِى: (Golius, app. from a gloss. in a copy of the KL:) the state, or quality, of meetness, or fitness, [of a person,] for the bindingness of the rights which the law imposes for one or upon him. (TA.) إِهَالَةٌ Grease: (S:) or melted grease: (Msb:) or fat: or melted fat: or olive-oil: and anything that is used as a seasoning or condiment: (K:) such as fresh butter, and fat, and oil of sesame: (TA:) or melted fat of a sheep's tail and the like. (JK.) Hence, سَرْعَانَ ذَا إِهَالَةٌ, a prov., mentioned in art. سرع; (K, * TA;) or, as some say, وَشْكَانَ. (TA.) آهِلٌ, (JK, S, Msb, K,) [said by those unacquainted with the verb أَهَلَ in the first of the senses explained in this art. to be] a kind of rel. n., (TA,) and ↓ مَأْهُولٌ, (JK, K,) A place peopled, or inhabited: (Msb:) or a place having people: (JK:) or the former has this signification; and the latter signifies having its people in it: (ISk, K:) or the former has this last signification: (Yoo, S:) pl. of the latter مَآهِلُ, occurring in a poem of Ru-beh [app. by poetic licence for مَآهِيلُ]. (TA.) You say قَرْيَةٌ آهِلَةٌ A peopled, or inhabited, town or village. (Msb.) And أَمْسَتْ نِيرَانُهُمْ آهِلَةٌ Their fires became in the evening attended by many people. (TA.) مَأهُولٌ: see آهِلٌ.

A2: ثَرِيدَةٌ مَأْهُولَةٌ [A mess of crumbled bread] having much إِهَالَة, q. v. (A, TA.) مُتَأَهِّلٌ Having a wife. (Har p. 571.) مُسْتَأْهِلٌ: see أَهْلٌ; latter part of the paragraph.

A2: Also Taking, or eating, إِهَالَة, q. v. (S.)

اسك

اسك
مُهْمَل عنده.
الخارزنجيٌّ: الإِسَكُ جَع الإِسْكَةِ: وهي شُفْرُ الحَيَاءِ. والمَأْسُوْكَةُ من النَّسَاء: التي أخْطَأتْ خافِضَتُها فأصابَتْ غَيْرَ مَوْضِع الــخَفْض، وقيل: هي التي أصيْبَتْ إسْكَتَاها. والفِعْلُ أسَكَها يَأسِكُها أسْكاً.

اسك

1 أَسَكَهَا, aor. ـِ inf. n. أَسْكٌ, He hit, hurt, or wounded, her (a woman's) إِسْكَتَانِ. (TA.) and أُسِكَتْ She (a woman) was hurt, or wounded, in a place not that of circumcision, [i.e., in her إِسْكَتَانِ,] by the circumcising woman's missing the proper place. (Msb.) [See بَظْرق.]

أَسْكٌ: see الإِسْكَتَانِ.

إِسْكٌ see الإِسْكَتَانِ.b2: Also The side of the اِسْت [i. e., of the podex, or of the anus]. (Sh, TA.) [Hence,] one says of a man, إِنَّمَا هُوَ إِسْكُ أَمَةٍ, meaning He is but a stinking fellow. (TA.) الإِسْكَتَانِ (T, S, M, Mgh, Sgh, Msb, K) and الأَسْكَتَانِ, (M, K,) The two sides [or labia majora] of the vulva, or external portion of the female organs of generation, (T, S, Mgh, Msb,) i. e., of a woman, above [or rather within] the شُفْرَانِ; (Mgh; the شُفْرَانِ being the two borders thereof; T, Msb;) i. e. the قُذَّتَانِ thereof; (S and M and L in art. قذ;) the two sides, on the right and left, of the vulva, or external portion of the organs of generation, of a woman, between which is the مَشَقّ: (Zj in his “ Khalk el-Insán ”) or [accord. to some, but incorrectly,] the شُفْرَانِ [in the CK the شَفْر] of the رَحِم [here meaning, as in many other instances, the vulva, i. e. فَرْج], (M, K,) or of the حَيَآء [which also means the vulva, but seldom that of a woman]: (El-Khárzenjee:) or [agreeably with general usage, and with the explanations given before this last,] its two sides, next to its شُفْرَانِ: (M, K:) or, [what is the same,] its قُذَّتَانِ: (K:) pl. إِسَكٌ (El-Khárzenjee, K) and [quasi-pl. ns.] ↓ إِسْكٌ and ↓ أَسْكٌ. (M, K.) مَأْسُوكَةٌ A woman hit, hurt, or wounded, in her إِسْكَتَانِ: (TA:) a woman (Msb) hurt, or wounded, in a place not that of circumcision, by the circumcising woman's missing the proper place; (S Msb, K;) [i. e.,] hurt, or wounded, by that cause, in her إِسْكَتَانِ. (T, TA.)

اللفيف من الهاء

ما اوله هاء
الهاء: حرف هش لين. وقد تجيء خلفا من الألف الذي يبنى للقطع. وهه: تذكرة في حال. وتحذير في أي أخرى. وهاه: وعيد. وحكاية للضاحك. وتكون في معنى آه من التوجع. وتهوه هاهة. وهيه: في موضع إيه؛ أي حسبك يا رجل، وينون بفتح وخفض. ويقولون في موضع لبى في الإجابة: ها وهي. وها إنك زيد وهإنك. ولا ها الله ذا: يمين، يريد: لا هاذا الله. وتعلمن ها: أي هذا. وهاء تلبية في قوله:
فيقول هاء وطالما لبى
وهي بن بي وهيان بن بيان: كناية عن اسم لا يعرف. وما هيان هذا: أي ما هينه. ويقولون: خالف هياني لهيانك. ورجل هآة: ذاهب اللب. وهيا: من زجر الإبل. ورجل هاء وهوهاء: نعت له من الضحك. ورجل هوهاة وهوهة: أي جبان، وهواهية مثله. وهو الأحمق أيضا. وبئر هوهاء - بوزن حمراء -: التي لا متعلق بها ولا موضع للرجل لبعد جاليها. هو: في حكاية المهوهي. ومن كلام الرعاء: يهاهي. وها: من زجر الإبل، هيهيت بها هياء وهياة. والهاهاة: زجر بالجمل إذا أردت أن يضرب الناقة. ويهأهأ بالمخاض. وقولهم:
هيهات من مخترق هيهاؤه 
معناه البعد والشيء الذي لا يرجى. ومن نصب هيهات وقف عليها بالهاء. وأيهات بمعناه. ومن قال ها فحكى ذلك قال: ها هيت. وإذا قال لك ها قلت: ما أهاء أي ما آخذ. ويقال: هات؛ فتقول: ما أهاتي أي ما أعطي. والهيئة: للمتهيء في ملبسه ونحوه، هاء فلان وهو يهاء هيئة. ويقرأ: " هئت لك " أي تهيأت لك، ومن نصب قال: هلم لك. والهيي - على فعيل -: الحسن الهيئة من كل شيء، وما كان هييا، ولقد هاء يهاء ويهيء: أي صار ذا هيئة. والهوء: الإزنان بخير، هؤت به خيرا 114أ. وأنا أهوء به عن كذا: أي أرفعه. والهوء: الهمة، وما هؤت هوءه ولا شأنت شأنه. والمهاياة: أمر يتهايا القوم عليه فيتراضون. وهياه: من أسماء الشياطين. وهوى يهوى هويا: من المهواة، والمهواة: موضع في الهواء مشرف. والهوي إلى فوق؛ والهوي إلى أسفل، وعن أبي زيد بالضد من ذلك. وانهوى الشيء: سقط. والهاوية: كل شيء لا يدرك قعرها. والهوة: كل وهدة معيقة. وهم يتهاوون في المهواة. وهوة من الأرض وخوة: بمعنى. وإذا هوى الطائر فتمهل في هويه يقال: هوى هويا. والهواءة - على فعالة -: مثل الهوة. والأهوية: البئر. وما بين أعلى الجبل إلى مستقر بطن الوادي. والهواء - ممدود -: الجو. والإنسان الجبان، وقلبه هواء. والمستهام لذي يستهيمه الحب. والهاوية: المهواة، وكذلك الهوة. والهاوية: اسم من أسماء جهنم. وهوى فلان: إذا مات. وأهوى إليه يده وبيده فأخذه. والهوى - مقصور -: هوى الضمير، هوى يهوي هوى - خفيفة -. وهوى مخامر. وامرأة هوية: لا تزال تهوى. ورجل هو وهوية - على فعلة -، وأصله هية أدغم الواو في الياء. وهو كناية عن تذكير. وهي: عن تأنيث، وهيَّ - في التأنيث -: مشددة عن مخففة. وها حرف يستعمل في المناولة. ويقال: هاء وهاك، وللمرأة: هاء، وللاثنين من الرجال والنساء: هاآ، وللنساء: هأن. وهأ يا رجل - بجزم الهمزة -، وهاؤما يا رجلان، وهاؤم، وهاؤن يا نسوة. ومن أدخل كاف المخاطبة قال: هاكما للذكرين والأنثيين، وهاكم للذكران، وللإناث هاكن. وقوله: " هاؤم اقرأوا كتابيه " يقال للرجل: ها اقرأ وللاثنين: هاؤما، وللجميع: هاؤم. وهذا وهذاك: ها - فيهما - للتنبيه. وكذلك هيه في قولك: هاناذا وها هوذا وها هم أولاء. ويا أيها: ها صلة في التأييه، تقول للمرأة: يا أيتها المرأة، ومنهم من يرفع مدتها فيقول: يا أيه ويا أيته المرأة. والهيه من الناس: الذي كلما أتى موضعا قيل: هيه وراءك. والهوهاة وجمعها الهواهي: المفاوز. وهي الترهات والأباطيل. وسمعت هواهية القوم: مثل عزيف الجنِّ. والهوة: الكوة، وجمعها، الهوى وهواء. وباب يتهاوى وإناء يتهاوى: إذا كان فيه فرج وخروق. وهوت الطعنة تهوي: فتحت فاها. وأرسل القوم إليه بالهواء واللواء: بمعنى اللين والشدة. وهاء قلبي بكذا يهيء هيئا: إذا أولع به. وهاء به: إذا هذى به. وهئت إلى الشيء: اشتقت إليه، أهاء هيئة. والمهاواة: الملاجة في الأمر. وهاويت الرجل وهاوأته: بمعنى. ورأيت هاوية من الناس: إذا رأيتهم محتلطين يتتايعون. ويقولون: يا هي ما أصحابك ويا هي مالي: تأويله يا عجبا مالي ويا عجبا ما أصحابك. ولا يعرف الهي من الجي: الهي الأكل والجي الشرب. وقيل هما اسمان من هأهأت بالإبل للعلف وجأجأت بها للشرب، وحينئذ يكونا مهموزين: الهيء والجيء. ويقال للفرس: أهو أهو؛ لينزو. وإذا أردت أن تقف الإبل قلت: هي هي، وإذا أردت أن تنطلق قلت: هه هه، وإذا أدرت أن ترعى قلت: يايه يايه. ويقولون: يا هياه أقبل ويا هياه أقبلي. ويقال: يهياه أقبل؛ وللاثنين: يهياهان أقبلا؛ وللثلاثة: يهياهون أقبلوا. والهوي الساعة الطويلة من الليل، وكذلك الهوي. ومضى تهواء من الليل وهو من الليل - مقصور - وهو من الليل - مثل جو - أي طائفة منه. وهوى الكلب: نبح. وهويك: معناه ويك. وهوي: تصغير هو. ويشدد الواو من هو وهي. وحكى الأصمعي: إن صليت العصر فلم تحسسها فلا هيه: أي فلا تجئ. والمتهيئة من النوق: التي ما تختلف إذا قرعت أن تحمل. وفي حث سوق البهائم: هيا هيا. وقالت عجوز: إن ابني يقع خطوته كمهى هيه: أي كو كاان ذاك، ويروى: كم هيهاه.

وما أوله الياء
يه: حكاية صوت الميهيه. ويهيهت بالإبل: قلت له ياه ياه أقبل، والفاعل ميهيه. ويقال: يا هياه؛ فتنصب الهاء الأولى.

وما أوله الألف 
يقال للفرس: أهو أهو؛ لينزو. وأيه الكلاَّب كلابه: أشلاها وقال إيه إيه خذي. وأوه الراعي: نحوه. وأيهت بالإبل. والأيهة: التأوه والأنين. و " الأواه " في قوله تعالى: الرحيم. وقيل: الدعاء، والفقيه، والمسبِّح، والمؤمن الموقن. وقيل: هو الذي يقول أوَّه من عذاب اللهِ، وآه من عذابه، وآوَّهْ - بالمد والتشديد -، يقال منه: أهت وتأوهت. وإيها: كف عنا. وإيه: حدِّثنا. ويقولون: آهة وأميهة: الآهة الحصبة، والأميهة الجدريُّ. والآهة - أيضا -: التوجع. وفي الزجر: أيهك يا فلان وأيها: في معنى ويهك. وفي زجر الضأن: أهْ أهْ. الباهلي 114ب في قول الشاعر:
تعدوا بأهياه
قال: هو حكاية تثاؤبهم من الكسل والإعياء.

ما أوله الواو
حمار وهواه: يوهوه حول عانته شفقة عليها. والكلب يوهوه في صوته. وقد يفعله الرجل جزعاً. وويه - الهاء منصوبٌ -: إغراء، يقول: ويه فلان اضرب، وينون أيضاً. وواه: تلذذ وتلهف، وينون. وواها له: رحمة له، وانه لواها من الرجال: أي طيب الذكر. وتعجبٌ - أيضا -، واها له ما أعلمه. وويهاً اقصد إلى فلان: إذا أغراه به. ووهي الحائط يهي وهيا: تقور وتشقق، وكذلك القربة والثوب. والوهي: الشق في الأديم. والسحاب إذا انبعق بالماء يقال: وهت غزاليه. وجمع الوهي: وُهْيٌ. وفي السقاء وهية وأوهية: أي خرق. والأوهية: النفنف. وما بين أعلى الجبل إلى مستقر الوادي. وفي المثل: " غادر وهية لا ترقع " أي فتق ما لا يقدر على رتقه. وجزور وهيةٌ: أي ضخمة سمينة.

الفصل والوصل

الفصل والوصل
عنى البلاغيون بالحديث عن الواو، التى تذكر فتصل الجملة بأختها، أو تترك فتدع الجملتين منفصلتين، وغالوا في تقدير معرفة الموضع الذى تصلح فيه الواو، والموضع الذى لا تصلح فيه، حتى قصر بعض العلماء البلاغة على معرفة الفصل والوصل، وقد قصروا حديثهم في ذلك الموضع على الجمل التى لا محل لها من الإعراب، وهذا لأن الجمل التى لها موقع من الإعراب، ويكون موضع الواو فيها من الوضوح بمكان؛ لأنها تشرك الجملة الثانية في حكم الأولى، فتكون مثلها خبرا، أو صفة، أو حالا، أو مفعولا، أو غير ذلك، والأمر فيه سهل بيّن. أما الذى يشكل، فأن تعطف على الجملة التى لا موضع لها من الإعراب جملة أخرى، فهنا نقف لنرى لم لم يستو الحال بين أن تعطف، وبين أن تدع العطف، وخصت الواو بالحديث؛ لأن غيرها من حروف العطف تفيد مع الإشراك معانى، كأن تدل الفاء على الترتيب من غير تراخ، وثمّ على الترتيب مع التراخى، وأو للتردد بين شيئين، فإذا عطفت جملة على جملة بواحد منها، ظهرت فائدة هذا الحرف واضحة جلية. أما الواو فإنها لما كانت لمطلق الجمع، لا تصل جملة بأخرى، إلا إذا كان المعنى في إحدى الجملتين متصلا بمعنى الجملة الأخرى، ومرتبطا به، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (التوبة 45 - 50). فالواو في هذه الآيات قد وصلت الجمل بعضها ببعض لمكان الصلة بينها والتناسب، فعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر يناسبه ارتياب قلوبهم ارتيابا ينغمسون فيه، وخذ الآية الثانية تر التناسب واضحا بين تقاعسهم عن الخروج، وعدم الإعداد له، وبين كره الله لانبعاثهم، وهكذا تجد الصلة جامعة بين الجملة وأختها جمعا يهيئ للواو مكانها بينهما.
وتأمّل جمال الوصل في قوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية 17 - 20). فالمطلوب في الآية التأمل فيما خلق الله، ليصلوا بهذا التأمل إلى الإيمان بالبعث الذى ينبنى عليه أساس الدين، والتناسب هنا بين الجمل واضح، فقد بدأ حديثه بالإبل التى هى عنصر أساسى في حياة البدوى في صحرائه، وانتقل من الإبل إلى ما يرونه أمامهم في كل حين من سماء رفعت بلا عمد، وللسماء عند البدوى مكانة خاصة، يتجه إليها ببصره، يستنزل منها الغيث ويهتدى بنجومها في سراه بالليل، فإذا هبط ببصره قليلا رأى هذه الجبال الشامخة، منصوبة تناطح السماء بقممها، وترسو في ثبات واطمئنان على أرض مهدت له، وسطحت أمامه، أو لا ترى أن تنقل البصر بين هذه المخلوقات تنقّل هادئ طبيعى لا قفز فيه، وأن ارتباط بعضها ببعض في طبيعة البدوى مهد للربط بينها، وعطف بعضها على بعض.
واتصلت الجمل في قوله سبحانه: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (الانفطار 1 - 4). لما كانت تلك المظاهر من أمارات القيامة، وما أقوى الصلة بين السماء تنشق، والكواكب تنتثر، لا نظام يجمعها، ولا جاذبية تحفظها في مكانها، وما أقوى الصلة أيضا بين تفجر البحار فتطغى مياهها، وبعثرة القبور تخرج ما دفن فيها من الموتى، فكأنها تتفجر كذلك. ومثل هذا قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (الانشقاق 1 - 5).
واقرأ قوله تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الأنفال 26). إن في هذه النعم لرابطا يصل بعضها ببعض، ويسمح للواو أن تجمع بينها، فهؤلاء قوم كانوا قليلين مستضعفين، يخشون أن يغير عليهم مغير، يسلبهم الحريّة، فلا جرم كانت نعمة الأمن، لها المكان الأول بين نعم الله عليهم، ولم يقف الأمر عند حدّ الأمن، بل زاد عليه أن أيدهم بنصره، ولم تنته نعمه عند حد الطمأنينة والغلب، بل رزقهم خفض العيش، وطيبات الحياة.
وتأمّل الواو الواصلة في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (الحج 3). فالمجادلة في الله واتباع الشيطان ينشئان من عدم الاحتكام إلى العقل. وقوله سبحانه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان 17 - 19). فإنه إذا كانت الصلاة تنهى عن
الفحشاء والمنكر، فالمقيم لها جدير أن يأخذ على عاتقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإن من يعرّض نفسه لذلك، جدير أن يلم به بعض الأذى، فوصى من ينهض بهذا العبء أن يحتمل ويصبر، وإذا كان قد أمره بالصلاة، وهى خضوع للرّب، فجدير به ألا يمتلئ بالتيه ولا الخيلاء، وأن يسير على الأرض في تؤدة، ويتحدّث إن تحدث في وداعة وهدوء، ومن ذلك ترى هذه الصلات القوية التى تربط بين هذه الجمل ربطا محكما. وخذ قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (فاطر 15). لترى الرباط القوى بين فقر الناس وغنى الله.
وتأمل جمال الوصل في قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ (آل عمران 54). وقوله:
يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ (النساء 142). وقوله: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (يونس 31)، وقوله: يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 142). وقوله:
كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا (الأعراف 31).
وقد يحتاج الأمر إلى فضل تدبر لمعرفة الصلة التى تربط بين جملتين، تلك الصلة التى تسمح بمجيء الواو بينهما، كما في قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها (الحج 189). ففي النظرة العاجلة يبدو كأنه لا ارتباط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت من ظهورها، ولكن الربط نشأ من أن ناسا من العرب كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحدهم بيتا ولا خيمة ولا خباء من باب، بل إن كان من أهل المدر نقب نقبا من ظاهر البيت ليدخل منه، وخرج من خلف الخيمة أو الخباء إن كان من أهل الوبر . فلما تحدث القرآن عن الأهلة وأنها مواقيت للحج، ناسب ذلك أن يتحدث عن عادتهم هذه في الحج، ذاكرا أنها ليس من البر في شىء.
وتفصل الجملتان إذا كان بينهما امتزاج معنوى، كأن ترفع الجملة الثانية ما قد يتوهم في الجملة الأولى من تجاوز أو سهو ونسيان، كما تجد ذلك في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). فتعريف جزءي الجملة الأولى، والمجيء باسم الإشارة للبعيد، مؤذن بوصف هذا الكتاب بأنه قد بلغ أسمى درجات الكمال، ولما كان ذلك قد يوهم أن ثمة مبالغة في هذا الوصف، نفى هذا الوهم، وأتبع ذلك بقوله: لا رَيْبَ فِيهِ أى في بلوغه تلك الغاية من الكمال، تأكيدا لما فهم من الجملة الأولى، وأتبعه كذلك بقوله: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ تأكيدا ثانيا؛ لأن معنى بلوغ القرآن للكمال إنما هو كماله في الهداية والإرشاد.
ومن هذا الباب قوله تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً (لقمان 7). لم يقل: (وكأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقرا)؛ لأن المقصود من التشبيه بمن في أذنيه وقر، هو بعينه المقصود من التشبيه بمن لم يسمع، ولكن الثانى أبلغ وآكد فيما سيق له، فالمراد من التشبيهين جميعا بيان أنه ليس لتلاوة الآيات عليه من فائدة، وأن يجعل حاله إذا تليت عليه كحاله إذا لم تتل، ولا ريب فى أن تشبيهه بمن في أذنيه وقر، أبلغ في دلالته على هذا المعنى.
وعلى هذا النسق مما كانت الجملة الثانية فيه مؤكدة للجملة الأولى قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 6، 7). فقوله: لا يُؤْمِنُونَ تأكيد لقوله: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ وقوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ... تأكيد ثان أبلغ من الأول. وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ (البقرة 8، 9). فليست المخادعة شيئا سوى قولهم آمنا، من غير أن يكونوا مؤمنين وكذلك قوله سبحانه: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 14). وقوله تعالى: ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف 31). وقوله سبحانه: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وقوله: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 3، 4).
وقد يكون الامتزاج المعنوى بين الجملتين منشؤه أن الجملة الثانية شارحة وموضحة للجملة الأولى، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (المؤمنون 81، 82)، فالقول الثانى ورد شارحا ومبيّنا للقول الأول، وقوله تعالى: وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الشعراء 132 - 134). فجاء الإمداد الثانى موضحا للأول. وقوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (يس 20، 21). فلما كان المراد حث المخاطبين على اتباع الرسل، جاء الاتباع الثانى موضحا ذلك، إذ معناه اتبعوا من لا تخسرون شيئا من دنياكم فى اتباعهم، وهم مهتدون، تنالون باتباعهم سلامة دينكم، وإذا أنت تأملت هذه الآيات وجدت الجملة الثانية في الآية الأولى تقع من جملتها السابقة كما يقع بدل الكل من الكل، ووجدتها في الآية الثانية واقعة موقع بدل البعض من الكل، وفي الآية الثالثة واقعة موقع بدل الاشتمال. وقد تقع موقع عطف البيان، كما تجد ذلك في قوله
تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (طه 120). فجاء قوله: قالَ يا آدَمُ بدون الواو؛ لأنه يوضح الوسوسة ويبين عنها، ولو أنه جاء بالواو لأوهم المخالفة والتغاير.
وقد يكون منشأ هذا الامتزاج أن الجملة الثانية واقعة في موضع جواب لسؤال صريح في الجملة الأولى، أو يفهم منها، كما في قوله تعالى: قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (الشعراء 23 - 31). ومنه قوله سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (البقرة 11، 12). وقوله: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (البقرة 14، 15). وتتجلى دقة القرآن كذلك في وصل الجمل بباقى حروف العطف غير الواو، وتأمل قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (الشعراء 75 - 81). فهو قد عطف السقى على الإطعام بالواو إرادة للجمع بينهما بلا ترتيب، ثم عطف الإحياء على الإماتة بثم؛ لأنه إنما يكون بمهلة وتراخ، وترى هذه الدقة في قوله تعالى: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (عبس 17 - 22). فجاء قوله من نطفة خلقه بلا واو؛ لأنها مفسرة لقوله من أى شىء خلقه، «وعطف قوله: فقدره بالفاء، تنبيها على أن التقدير مرتب على الخلق وعلى عدم التراخى بينهما، وعطف السبيل بثم، لما بين الخلق والهداية من التراخى والمهلة الكثيرة، ثم عطف الإماتة بثم، إشارة إلى التراخى بينهما بأزمنة طويلة، ثم عطف الإقبار بالفاء، إذ لا مهلة هناك، ثم عطف الإنشار بثم، لما يكون هناك من التراخى باللبث في الأرض أزمنة متطاولة».
وقد يبدو في بادئ الرأى أن الموضع لحرف غير ما ذكر، ولكن التأمل الدقيق يجعل الموضع للحرف المذكور، كما تجد ذلك في قوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (الكهف 28). فقد يبدو بادئ الرأى أن الموضع للفاء هنا، فيقال: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فاتبع هواه؛ لأن فعل المطاوعة لا يعطف إلا بالفاء، تقول أعطيته فأخذ، وكسرته فانكسر، ولكن التأمل يدل على أن الآية تعدد صفات الشخص الذى نهى الرسول عن طاعته، ومن أغفل الله قلبه عن ذكره فقد غفل قلبه، فكأنه قال: ولا تطع من غفل قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه، ومن هنا كانت الواو في مكانها.
ويجمع القرآن بالواو أيضا بين المفردات المتناسبة، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (الأنعام 162). وقوله:
قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (الأعراف 33).
وجرى الاستعمال القرآنى على ألا يعطف بعض الصفات على بعض إلا إذا كان بينها تضاد، تجد ذلك في قوله تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (التحريم 5). فقد مضت الصفات بعضها بجوار بعض من غير عاطف، إلا بين ثيبات وأبكار، للتنويع ورفع التناقض، وفي قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (الحشر 23، 24). فلما تضادت الصفات عطفت كما في قوله سبحانه: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ (الحديد 3). وجاءت الواو في قوله سبحانه: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (غافر 2، 3). لأن الصفتين وهما غفران الذنوب وقبول التوبة تواردا على معنى واحد، هو التجاوز عن الذنب، فجاءت الواو بينهما مؤذنة بالتغاير، ومشيرة إليه، فالله يغفر الذنب حينا من تلقاء نفسه بفضله، وحينا يعفو عنه بسبب ندم التائب واعتذاره، فدلت الواو على هذا المعنى، وأشارت إليه.

حَنَانًا

{حَنَانًا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل - {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} ما الحنان؟
قال: الرحمة. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت يقول طرفة بن العبد وهو يقول للنعمان بن المنذر:
أبا منذرٍ أفنيت فاستبق بعضَنا. . . حناَنيْكَ بعض الشر أهون من بعضِ
(ظ، تق، ك، ط)
= الكلمة من آية مريم 13:
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة.
وأما الرحمة - في تفسيرها بالمسألة - فكثير الورود في القرآن الكريم، نكرة ومعرفة و"المرحمة" والفعل الثلاثي ماضياً ومضارعاً وأمراً، ورحماء و"أرحم الراحمين" والرحمن والرحيم من الأسكماء الحسنى.
ومن المادة جاءت الأرحام اثنتى عشرة مرة، و"أقرب رحماً" في آية الكهف.
ومعنى الكلمة بالآية: الرحمة، عند أبي عبيدة والفراء. وفيما نقل الطبري فيها من اختلاف أهل التأويل: القول بأن
"حناناً" الرحمة، والتعطف والمحبة، وأسند عن ابن جريح عن عمرو بن دينار، أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال: لا والله ما أدري ما حناناً. وقال الطبري: وللعرب فيها لغتان: حنانك وحنانيك، واختلفوا في حنانيك: هل هو تثنية حنان، أو كقولهم: حواليك؟ واصل الحنان من قولهم: حَنّ إلى كذا، ارتاح إليه واشتاق، وتحنن: تعطف عليه ورَقَّ (سورة مريم) .
وفي إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس وفي جامع القرطبي أنه من حنين الناقة. وأنشدوا في حنانيك بيت طرفة، وفي حنان قول امرئ القيس:
* حنانك ذا الحنان *
وحكى القرطبي فيها قول جمهرة المفسرين: الحنان الشفقة والرحمة والمحبة، وهو من أفعال القلوب.
وفي الرحمة ملحظ من التسامح واللطف والعفو، إذا كانت من الله سبحانه وتعالى: ذي الرحمة، الرحمن الرحيم، أرحم الراحمين، فإذا كانت من الناس فبملحظ من القربى والرحم، والتراحم بين أولى الأرحام، والأخوة في الدين: والوجهان في آية الإسراء 245: في الإحسان بالوالدين:
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}
صدق الله العظيم.

الجو

(الجو) الفضاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ألم يرَوا إِلَى الطير مسخرات فِي جو السَّمَاء} وَمَا اتَّسع من الأَرْض وانــخفض
وجو كل شَيْء بَطْنه وداخله (ج) جواء وأجواء
الجو: ما بين السماء والأرضِ.
الجو: الْهَوَاء وَقيل هُوَ مُعرب كو - وَفِي الصِّحَاح هُوَ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. وكائنات الجو مَا يحدث من العناصر بِلَا مزاج كالسحاب والمطر والطل والثلج وَالْبرد والقزح وَغير ذَلِك مِمَّا يحدث من العناصر بِلَا مزاج فَإِن المزاج يَقْتَضِي التَّرْكِيب وَلَا تركيب فِي أَكْثَرهَا فَإِن قيل إِن الزلزلة وانفجار الْعُيُون تحدث فِي الأَرْض لَا فِي الجو مَعَ أَنهم عدوها من كائنات الجو قُلْنَا وَجه التَّسْمِيَة إِن أَكْثَرهَا يحدث فِي الجو أَي مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض أَو لِأَن الزلزلة وانفجار الْعُيُون تحدث بتأثير مَا فِي الجو.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.