Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خاذل

عَينُ صَيْدٍ

عَينُ صَيْدٍ:
من صاد يصيد صيدا، سمّيت بذلك لكثرة السمك الذي كان يصاد بها، وهي بين واسط العراق وخفّان بالسواد مما يلي البرّ تعدّ في الطّفّ بالكوفة، قال محمد بن موسى: عين صيد موضع من ناحية كلواذة من السواد بين الكوفة والحزن، حكاه ابن حبيب، وفي كتاب العزيزي: من البصرة إلى عين صيد عمل ثلاثون ميلا، قال المتلمس:
ولا تحسبنّي خاذلــا متخلّفا ... ولا عين صيد من هواي ولعلع

النوء

(النوء) يُقَال فلَان نوؤه متــخاذل ضَعِيف النهض والنجم إِذا مَال للغروب والمطر الشَّديد وَالعطَاء (ج) أنواء ونوآن
النوء: سقوطُ نجم بالغد في المَغرب وطلوع نجم هو رقيبة بحياله له من ساعته في المشرق كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوماً كذا كل نجم منها إلى انقضاء ما خلا الجبهة فإن لها أربعةَ عشر يوماً. ومن معتقدات الجاهلية أنهم قالوا: لابدّ من أن يكون عند السقوط مطرٌ فيقولون: مُطرنا بنَوء كذا وأضافوا إليها الأمطار والرياح والحرِّ والبرد فنفاها الشرع.

أَسمَاء الْأَوْلَاد

(بَاب أَسمَاء الْأَوْلَاد)
قالَ الأَصمعيّ (1) : يُقالُ: غُلامٌ وطِفْلٌ وجارِيَةٌ وطِفْلَةٌ. [وقَدْ مَرَّ تَمامُ ذلكَ فِي خَلْقِ الإنسانِ (2) ] . (188) ويُقالُ لَهُ من ذَواتِ الحافِرِ: مُهْرٌ، والأُنثى: مُهْرَة، والذُّكورُ: مِهارٌ وأَمهارٌ. وجَمْعُ مُهْرَةٍ،: مُهَرٌ ومُهَراتٌ. وَقَالَ الشاعرُ (3) : خُوصاً يُساقِطْنَ المِهارَ والمُهَرْ وقالَ آخرُ (4) : يَقْذِفْنَ بالمُهَراتِ والأَمْهارِ ثُمَّ هُوَ راضعٌ، وَالْأُنْثَى: راضِعةٌ. فَإِذا نالا من الأَرْض شَيْئا فَهُوَ قارِمٌ وَالْأُنْثَىوالثَّوْلُ: القِطْعَةُ من النَّخْلِ (196) . وذكَرَ عُمَرُ الجرادَ فَقَالَ: (ليتَ لنامنْهُ قَفْعَةً أوْ قَفْعَتَيْنِ) (197) .

يَدي

(يَدي) فلَان (ييدى) يدى أولى وَأعْطى برا ومعروفا وَضعف وَمن يَده ذهبت يَده ويبست وشلت وَيُقَال مَاله يَدي من يَده أَو من يَدَيْهِ دُعَاء عَلَيْهِ

(يَدي) شكا يَده وَيَده شلت
يَدي
: (ي (} اليَدُ) ، بتَخْفيفِ الدالِ وضَمِّه (الكَفُّ أَو مِن أَطْرافِ الأصابِعِ إِلَى الكَفِّ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ إِلَى الكَتِفِ؛ وَهَذَا قولُ الزجَّاج؛ وَقَالَ غيرُهُ: إِلَى المَنْكبِ، وَهِي أُنْثى مَحْذُوفَةُ اللامِ. (أَصْلُها! يَدْيٌ) على فَعْلٍ، بتَسْكِينِ العَيْنِ فحذِفَتِ الياءُ تَخْفِيفاً فاعْتَقَبت حَرَكَة اللامِ على لدال؛ (ج {أَيْدٍ) على مَا يَغْلب فِي جَمْعِ فَعْلٍ فِي أَدْنى العَدَدِ، (} ويُدِيٌّ) ، كثُدِيَ.
قَالَ الجَوْهرِي: وَهَذَا جَمْع فَعْلٍ مِثْل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ، وَلَا يُجْمَعُ فَعَلٌ، بتَحْريكِ العَيْن، على أَفْعُل إلاَّ فِي أَحْرفٍ يَسِيرةٍ مَعْدُودَةٍ مِثْل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وعَصاً وأَعْصٍ؛ وأَمَّا قولُ مُضَرِّسِ بنِ رِبْعِي الأسَدِي أَنْشَدَه سِيبَوَيْهٍ:
فَطِرْتُ بمُنْصُلِي فِي يَعْمَلاتٍ
دَوامِي! الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحافإنَّه احْتاجَ إِلَى حذْفِ الياءِ فحفَّفها، وكانَ يُوهم التَّكْثير فِي هَذَا فشَبَّه لامَ المَعْرفةِ بالتَّنْوينِ مِن حيثُ كانتْ هَذِه الأشْياء مِن خَواصِّ الأسْماء، فحذِفَتِ الياءُ لأجْلِ اللامِ تَخْفِيفاً كَمَا تَحْذِفُها لأَجْلِ التَّنْوينِ؛ ومِثْله:
وَمَا قَرْقَرُ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِق وَقَالَ الجَوْهرِي: هِيَ لُغَةٌ لبعضِ العَرَبِ يَحْذفُونَ الياءَ مِن الأَصْلِ مَعَ الألِفِ واللامِ فيقولونَ فِي المُهْتَدِي المُهْتَدِ، كَمَا يَحْذفُونَهَا مَعَ الإضافَةِ فِي مثْلِ قولِ الشاعِرِ، وَهُوَ خُفافُ بنُ نُدْبة:
كنَواحِ رِيشِ حَمامةٍ نَجْدِيَّةٍ أَرادَ: كنَواحِي، فحذَفَ: الياءَ لمَّا أَضافَ كَمَا كانَ يَحْذفُها مَعَ التَّنْوينِ.
قَالَ ابنُ برِّي: والصَّحيحُ أَنَّ حذْفَ الياءِ فِي البَيْتِ لضَرُورَةِ الشِّعْرِ لَا غَيْر، وكَذلكَ ذَكَرَه سِيبَوَيْهٍ، انتَهَى. وشاهِده مِن القُرْآن قولهُ تَعَالَى: {أمْ لَهُم {أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بهَا} ؛ وقولهُ تَعَالَى: {} وأَيْدِيَكُم إِلَى المَرافِقِ} ، وقولهُ تَعَالَى: {ممَّا كتبت {أَيْدِيهم} {وممَّا عَمِلَتْ} أَيْدِينا} و {بمَا كَسَبَتْ {أَيْدِيَكُم} .
(جج) أَي جَمْعُ الجَمْعِ: (} أَيادٍ) ، هُوَ جَمْعُ أَيْدٍ كأكْرُعٍ وأَكارعَ؛ وخَصَّه الجَوْهرِي فقالَ: وَقد جُمِعتِ {الأيدِي فِي الشِّعْرِ على} أَيادٍ؛ قَالَ الشاعرُ، وَهُوَ جندلُ بنُ الْمثنى الطُّهَويُّ يصِفُ الثَّلج:
كأنَّه بالصَّحْصَحانِ الأَثْجَلِ
قُطْنٌ سُخامٌ {بأَيادِي غُزَّل ِقال ابنُ برِّي: ومثْلُه قولُ الشاعرِ:
فأَمَّا وَاحِدًا فكفاكَ مِثْلي
فمَنْ أَيْدٍ تُطاوِحُها} الأيادِي وَفِي المُحْكم: وأَنْشَدَ أَبو الخطَّاب:
ساءَها مَا تَأَمَّلَتْ فِي! أَيادِينَا وإِشْناقَها إِلَى الأعْناقِوقال أَبُو الهَيْثم: اليَدُ اسْمٌ على حَرْفَيْن، وَمَا كانَ مِن الأسامِي على حَرْفَيْن وَقد حُذِفَ مِنْهُ حَرْف فَلَا يُردُّ إلاَّ فِي التَّصْغِير أَو فِي التَّثْنيةِ أَو الجَمْع، ورُبَّما لم يُردَّ فِي التَّثْنيةِ، ويُبْنى على لَفْظِ الواحِدِ.
( {واليَدَى، كالفَتَى: بمَعْناها) ، أَي بمعْنَى اليَدِ.
وَفِي الصِّحاح: وبعضُ العَرَبِ يقولُ} لليَدِ يَدَى مِثْلُ رَحَى؛ قَالَ الراجزُ:
يَا رَبَّ سارٍ سارَ مَا تَوَسَّدا
إلاَّ ذِراعَ العَنْسِ أَو كَفَّ {اليَدَا وَفِي المُحْكَم:} اليَداَ لُغَةٌ فِي اليَدَ، مُتَمماً على فَعَلٍ؛ عَن أَبي زيْدٍ، وأَنْشَدَ قولَ الراجزِ: أَو كَفَّ اليَدَا؛ وقالَ آخَر:
قد أَقْسَمُوا لَا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَه
حتَّى تَمُدَّ إِلَيْهِم كَفَّ {اليَدَا قَالَ ابنُ برِّي: ويُرْوَى لَا يَمْنَحُونَكَ بَيْعَة؛ قالَ: ووَجْه ذلكَ أنَّه ردّ لَام الكَلِمةِ إِلَيْهَا لضَرُورَةِ الشِّعْر كَمَا رَدَّ الآخَرُ لامَ دَم إليهِ عِنْدَ الضَّرورَةِ، وذلكَ فِي قولهِ:
فَإِذا هِيَ بعِظامٍ ودَمَا قُلْتُ: وَهَكَذَا حَقّقه ابنُ جنِّي فِي أَوَّلِ كتابِه المُحْتَسب.
وقيلَ فِي قولهِ تَعَالَى: {تَبَّتْ} يَدَا أَبي لَهَبٍ} أَنَّهَا على الأصْل لأنَّها لغةٌ فِي اليَدِ، أَو هِيَ الأصْلُ وحذفَ أَلِفه، أَو هِيَ تَثْنِيَة {اليَدِ كَمَا هُوَ المَشْهورُ.
(} كاليَدَةِ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ كاليَدَهِ بالهاءِ كَمَا فِي التكْملةِ؛ (! واليَدُّ، مُشدَّدةً) ، فَهِيَ أَرْبَعُ لُغاتٍ.
وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: العَرَبُ تُشَدِّدُ القَوافِي وَإِن كانتْ مِن غيرِ المُضاعَفِ مَا كانَ مِن الياءِ وغيرِهِ؛ وأَنْشَدَ:
فجازُوهُمْ بِمَا فَعَلُوا إلَيْكُمْ
مُجازاةَ القُرُومِ {يَداً} بيَدّ ِتَعالَوْا يَا حَنِيفَ بَني لُجَيْمٍ
إِلَى مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وحَدِّي (وهُما يَدانِ) ، على اللغَةِ الأُوْلى؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {بل {يَداهُ مَبْسُوطَتانِ} ، وأَمَّا على اللُّغَةِ الثانيةِ} فيَدَيانِ كَمَا قيلَ فِي تَثْنيةِ عَصاً ورَحًى ومَناً عَصَيانِ ورَحَيانِ ومَنَوانِ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
{يَدَيانِ بَيْضاوانِ عنْدَ مُحَرِّقٍ
قَدْ يَمْنَعانِك مِنْهُمَا أَنْ تَهْضَماويُرْوَى: عنْدَ مُحَلِّمٍ.
قَالَ ابنُ بَرِّي صوابُه كَمَا أنْشَدَه السِّيرافي:
قد تَمْنَعانِك أَن تُضامَ وتُضْهَدا (و) مِن المجازِ: (} اليَدُ: الجَاهُ؛ و) أَيْضاً: (الوَقارُ؛ و) أَيْضاً: (الحَجْرُ على مَنْ يَسْتَحِقُّهُ) ، أَي المَنْع عَلَيْهِ: (و) أَيْضاً: (مَنْعُ الظُّلْم) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) أَيْضاً: (الطَّرِيقُ) . يقالُ: أَخَذَ فلانٌ {يَدَ بَحْرٍ، أَي طَرِيقَه؛ وَبِه فُسِّر قولُهم: تَفَرَّقُوا} أَيادِي سَبَأ، لأنَّ أَهْلَ سَبَأ لمَّا مَزَّقهم اللهاُ تَعَالَى أَخَذُوا طُرُقاتٍ شَتَّى؛ ويقالُ أَيْضاً:! أَيْدِي سَبَا. وَفِي حديثِ الهُجْرةِ: (فأخَذَ بهم {يَدَ البَحْرِ) ، أَي طَرِيقَ الساحِلِ.
(و) أيْضاً: (بِلادُ اليَمَنِ) ؛ وَبِه فَسَّر بعضٌ:} أَيادِي سَبَا، لأنَّ مَساكِنَ أهْلَ سَبَا كَانَت بهَا، وَلَا يَخْفَى مَا فِي تَعْبيرِ الواحِدِ بالجَمْعِ، على هَذَا الوَجْهِ، من مُخالَفَةٍ.
(و) أيْضاً: (القُوَّةُ) ؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي. يقولونَ: مَالِي بِهِ يَدٌ، أَي قُوَّةٌ؛ وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {أُولي {الأَيْدِى والأَبْصار} ، مَعْناهُ أْولي القُوَّةِ والعُقُولِ؛ وَكَذَا قولُه تَعَالَى: {يدُ اللهِ فَوْقَ} أَيْدِيهم} ، أَي قُوَّتُه فَوْقَ قُواهُم.
(و) أَيْضاً: (القُدْرَةُ) ؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي يَقُولُونَ: لي عَلَيْهِ {يَدٌ، أَي قُدْرَةٌ.
(و) أَيْضاً: (السُّلْطانُ) ؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي؛ وَمِنْه يَدُ الرِّيحِ: سُلْطانُها؛ قَالَ لبيدٌ:
لِطافٌ أَمْرُها} بيَدِ الشّمالِ لمَّا مَلَكَتِ الرِّيحُ تَصْريفَ السَّحاب جُعِل لَهَا سُلْطانٌ عَلَيْهِ.
(و) أَيْضاً: (المِلْكُ، بِكسرِ المِيمِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي: يقالُ: هَذِه الصَّنْعةُ فِي {يَدِ فلانٍ، أَي فِي مِلْكِه، وَلَا يقالُ فِي يَدَيْ فلانٍ.
وقالَ الجَوْهرِي: هَذَا المشيءُ فِي} يَدِي أَي فِي مِلْكِي، انتَهَى.
وَيَقُولُونَ: هَذِه الدارُ فِي {يَدِ فلانٍ؛ وَكَذَا هَذَا الوَقْفُ فِي يَدِ فلانٍ؛ أَي فِي تصرُّفِه وتَحدّثِه.
(و) أَيْضاً: (الجماعَةُ) مِن قَوْمِ الإِنسانِ وأَنْصارِهِ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وأَنْشَدَ:
أَعْطَى فأَعْطاني} يَداً ودارَا
وباحَةً خَوَّلَها عَقارا وَمِنْه الحديثُ: (هم {يَدٌ على مَنْ سِواهم) ، أَي هم مُجْتَمعُونَ على أعْدائِم لَا يَسَعُهم التَّــخاذُل بل يُعاوِنُ بعضْهم بَعْضًا؛ قالَهُ أَبُو عبيدٍ.
(و) أَيْضاً: (الأكْلُ) ؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي. يقالُ: ضَعْ يَدَكَ، أَي كُلْ.
(و) أَيْضاً: (النَّدَمُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَمِنْه يقالُ: سَقَطَ فِي} يَدهِ إِذا نَدِمَ؛ وسَيَأْتي قرِيباً.
(و) أَيْضاً (الغِياثُ) ؛ عَن ابْن الأعْرابي.
(و) أيْضاً: (الاسْتِلامُ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ الاسْتِسلامُ وَهُوَ الانْقِيادُ، كَمَا هُوَ نَص ابنِ الْأَعرَابِي؛ وَمِنْه حديثُ المُناجاةِ: (وَهَذِه {يَدِي لكَ) ، أَي اسْتَسْلَمْتُ إِلَيْك وانْقَدْتُ لَكَ، كَمَا يقالُ فِي خِلافِ: نَزَعَ يَدَهُ مِن الطاعةِ. وَفِي حديثِ عُثْمان: (هذهِ} يَدِي لعَمَّار) ، أَي أَنا مُسْتَسْلمٌ لَهُ مُنْقادٌ فليَحْتَكِمْ عليَّ بِمَا شاءَ.
وَقَالَ ابنُ هانىءٍ: مِن أَمْثالِهم:
أَطاعَ {يَداً بالقَوْدِ وهْوَ ذَلُولُ إِذا انْقادَ واسْتَسْلَم. وَبِه فُسِّر أيْضاً قولهُ تَعَالَى: {حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ} ، أَي عَن اسْتِسْلامٍ وانْقِيادٍ.
(و) أَيْضاً: (الذُّلُّ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن} يَدٍ} ، أَي ذُلَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، قالَ: ويقالُ مَعْناهُ نَقْداً لَا نَسِيئةً.
قُلْتُ: رُوِيَ ذلِكَ عَن عُثمان البَزِّي ونَصّه: نَقْداً عَن ظَهْرِ يَدٍ ليسَ بنَسِيئةٍ.
وَقَالَ أَبو عبيدَةَ: كلُّ مَنْ أَطاعَ لمَنْ قَهَرَه فأَعْطَاها عَن طيبةِ نَفْسٍ فقد أَعْطاها عَن يَدٍ وَقَالَ الْكَلْبِيّ: عَن يَدٍ، أَي يَمْشُونَ بهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: لَا يجيئون بهَا ركباناً وَلَا يرسلون بهَا. وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان: (وأعطوا الْجِزْيَة عَن يدٍ مواتية مُطِيعةٍ بغَيْر مُمْتَنعةٍ لأنَّ من أَبْى وامْتنَعَ لم يُعطِ {يَدَه، وَإِن أُرِيدَ بهَا يَدُ الآخِذِ، فالمَعْنى عَن يَدٍ قاهِرَةٍ مُسْتَوْليَةٍ.
(و) أَيْضاً: (النِّعْمَةُ) السابغَةُ؛ عَن اللّيْث وابنِ الأعْرابي؛ وإنَّما سُمِّيَت} يَداً لأنَّها إنَّما تكونُ بالأعْطاءِ، والإعْطاءُ إنالَةٌ {باليَدِ؛ وَبِه فُسِّر أيْضاً قولهُ تَعَالَى: {عَن} يَدٍ وهُم صاغِرُونَ} ، أَي عَن إنْعامٍ عَلَيْهِم بذلكَ، لأنَّ قُبولَ الجِزْيَةِ وتَرْكَ أَنْفُسِم عَلَيْهِم نَعْمةٌ عَلَيْهِم {ويَدٌ مِن المَعْروفِ جَزِيلَةٌ.
(و) أيْضاً: (الإحْسانُ تَصْطَنِعُهُ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه قولُهم للرَّجُلِ: هُوَ طَويلُ اليَدِ وطَويلُ الباعِ، إِذا كانَ سَمْحاً جَواداً. وَفِي الحديثِ: أَسْرَعُكُنَّ بِي لُحوقاً أَطْولُكُنَّ} يَداً، كَنَّى بِطُولِ {اليَدِ عَن العَطاءِ والصَّدَقَةِ. وَفِي حديثِ قبيصَة: (مَا رأَيْتُ أَعْطَى للجَزِيلِ عَن ظَهْرِ} يَدٍ مِن طَلْحة) ، أَي عَن إنْعامٍ ابْتِداءً مِن غيرِ مُكافَأَةٍ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: لَهُ عليَّ يَدٌ، وَلَا يَقُولُونَ: لَهُ عنْدِي يَدٌ؛ وأَنْشَدَ:
لَهُ عليَّ! أيادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها
وإنَّما الكُفْرُ أَنْ لَا تُشْكَرَ النِّعَمُ (ج {يُدِيُّ، مُثَلَّثَةَ الأوَّلِ) ؛ وَمِنْه قولُ النَّابغَةِ:
فَإِن أشكر النُّعْمَان يَوْمًا بلاءه
فإنَّ لَهُ عنْدِي} يُدِيًّا وأَنْعُماهكذا رِوايَةُ الجَوْهري.
وَفِي المُحْكم. قالَ الأعْشى:
فلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إلاَّ بصالِحٍ
فإنَّ لَهُ عنْدِي {يُدِيًّا وأَنْعُما
ويُرْوَى: إلاَّ بنِعْمةٍ، وَهُوَ جَمْعٌ لليَدِ بمعْنَى النِّعْمةِ خاصَّةً.
وَقَالَ ابنُ برّي البَيْتُ لضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ النَّهَشْليّ وَبعده:
تَرَكْتَ بَني ماءِ السَّماءِ وفِعْلَهُم
وأَشْبَهْتَ تَيْسا بالحجاز مُزَنَّما

قَالَ الجَوْهرِي: وتُجْمَعُ على} يُدِيِّ {ويدِيٍّ مِثْلُ عُصِيَ وعِصِيَ، ويُرْوَى} يَدِيًّا بفَتْح الياءِ، وَهِي رِوايَةُ أَبي عبيدٍ.
قَالَ الجَوْهرِي: وإنّما فَتَح الياءَ كَراهَة لتَوالِي الكَسْرات، ولَكَ أنْ تَضمَّها.
قَالَ ابنُ برِّي: {يَدِيّ جَمْعُ يَدٍ، وَهُوَ فَعِيلٌ مِثْل كَلْبٍ وكَلِيبٍ ومَعزٍ ومَعِيزٍ وعَبْدٍ وعَبيدٍ؛ قالَ: وَلَو كانَ يَدِيٌّ فِي قولِ الشاعرِ} يَدِيًّا فُعُولاً فِي الأصْلِ لجازَ فِيهِ الضَّم وَالْكَسْر، وذلكَ غَيْرُ مَسْموعٍ فِيهِ.
قَالَ الجَوْهرِي (و) تُجْمَعُ أَيْضاً على ( {أَيْدٍ) ؛ وأنْشَدَ لبِشْر بن أَبي خازم:
تَكُنْ لكَ فِي قَوْمي} يَدٌ يَشْكُرونَها
{وأَيْدِي النَّدي فِي الصَّالِحين قُرُوضُ (} ويُدِيَ) الرَّجُلُ، (كعُنِيَ ورَضِيَ، وَهَذِه) أَي اللُّغَةُ الثَّانيةُ (ضَعِيفَةٌ) : أَي (أُولِيَ بِرّاً) ومَعْروفاً.
( {ويَدِيَ) فلانٌ (مِن} يَدِه، كرَضِيَ) ، أَي (ذَهَبَتْ! يَدُهُ ويَبِسَتْ) وشُلَّتْ. يقالُ: مَاله {يَدِيُّ مِن} يَدِه، وَهُوَ دُعاءٌ عَلَيْهِ؛ كَمَا يقالُ: تَرِبَتْ {يَداهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن اليَزِيدي قَالَ ابنُ برِّي: وَمِنْه قولُ الكُمَيْت:
فأَيٌّ مَا يَكُنْ يَكُ وَهْوَ مِنَّا
بأَيْدٍ مَا وبَطْنَ وَلَا} يَدِينا قالَ: وبَطْنَ: ضَعُفْنَ، ويَدِينَ: شَلِلْنَ.
( {ويَدَيْتُهُ) } يَدْياً: (أَصَبْتُ {يَدَهُ) ، أَو ضَرَبْتُها فَهُوَ} مَيْدِيٌّ.
(و) أَيْضاً: (اتَّخَذْتُ عنْدَه {يَداً،} كأَيْدَيْتُ عنْدَه، وَهَذِه أَكْثَرُ) ؛ وَلذَا قدَّمَها الجَوْهرِي فِي السِّياق؛ (فَأَنا {مُودٍ وَهُوَ} مُوْدًى إِلَيْهِ) ؛ والأُوْلى لغَةٌ، وأنْشَدَ الجَوْهرِي لبعضِ بَني أَسَدٍ:
{يَدَيْتُ على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ
بأسْفَلِ ذِي الجِذاةِ} يَدَ الكَرِيم ِوأَنْشَدَ شَمِرٌ لابنِ أَحْمر:
{يَدٌ مَّا قد} يَدَيْتُ على سُكَينٍ
وعَبْدِ اللهاِ إذْ نَهِشَ الكُفُوف {ُويَدَيْتُ إِلَيْهِ، كَذلكَ نقلَهُ ابْن القطَّاع عَن أَبي زَيْدٍ وأَبي عبيدٍ.
(وظَبْيٌ} مَيْدِيٌّ: وقَعَتْ يَدُه فِي الحِبالَةِ) . وتقولُ إِذا وَقَعَ الظَّبْيُ فِي الحِبالَةِ: {أَمَيْدِيُّ أَمْ مَرْجُولٌ، أَي أَوَقَعَتْ يَدُه فِيهَا أَمْ رِجْلهُ؟ .
(} وياداهُ) {مياداةً: (جَازاهُ} يَداً! بيَدٍ) ، أَي على التَّعْجيلِ.
(وأَعْطاهُ {مُياداةً) : أَي (مِن} يَدِه إِلَى {يدِهِ) ؛ نقلَهُما الجَوْهرِي: قالَ: (و) قالَ الأصْمعي: أعْطاهُ مَالا (عَن ظَهْرِ} يَدٍ أَي فَضْلاً) ؛ ونَصّ الصِّحاح: تَفَضُّلا؛ (لَا بِبَيْعٍ و) لَا (مُكافأَةٍ و) لَا (قَرْضٍ) ، أَي ابْتِداءٍ كَمَا مَرَّ فِي حديثِ قبيصَةَ.
(وابْتَعْتُ الغَنَمَ بيَدَيْنِ) ؛ فِي الصِّحاح: باليَدَيْنِ.
وَقَالَ ابْن السِّكيت: {اليَدَيْن أَي (بثَمَنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ) بعضُها بثَمَنٍ وبعضُها بثَمَنٍ آخر.
وَقَالَ الفرَّاء: باعَ فلانٌ غَنَمَهُ اليَدَانِ، وَهُوَ أَنْ يُسلِّمَها} بيَدٍ ويأْخُذَ ثَمَنَها بيَدٍ.
(و) يقالُ: إنَّ (بينَ {يَدَي السَّاعةِ) أَهْوالاً: أَي (قُدَّامَها) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
يقالُ بَيْنَ} يَدَيْكَ لكلِّ شيءٍ أَمامَك؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {من بَيْن {أَيْدِيهم ومِن خَلْفِهم} .
(و) قَالَ أَبُو زيْدٍ: يقالُ (لَقِيتُه أَوَّلَ ذاتِ} يَدَيْنِ) ، ومَعْناهُ (أَوَّلَ شيءٍ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وحكَى اللّحْياني: أَمَّا ذاتِ يَدَيْنِ فإنِّي أَحْمدُ اللهاَ.
قالَ الأخْفش: (و) يقالُ (سُقِطَ فِي يَدَيْهِ وأَسْقِطَ) ، بضمِّهِما: أَي (نَدِمَ) ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {ولمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهم} ، أَي نَدِمُوا، نَقلَهُ الجَوْهرِي؛ وتقدَّم ذلكَ فِي سقط وعنْدَ قولهِ والنَّدَم قرِيباً.
(وَهَذَا) الشَّيءُ (فِي! يَدِي: أَي) فِي (مِلْكِي) ، بكسْرِ الْمِيم؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وتقدَّمَ قرِيباً عنْدَ قولهِ والمِلْك.
(والنِّسْبَةُ) إِلَى {اليَدِ: (} يَدِيٌّ، و) إنْ شِئْت ( {يَدَوِيٌّ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قالُ: (وامرأَةٌ} يَدِيَّةٌ) ، أَي كغَنِيَّةٍ: (صَنَّاعٌ؛ والرَّجُلُ {يَدِيٌّ) ، كغَنِيَ، كأنَّهما نُسِبَا إِلَى اليَدِ فِي حُسْنِ العَمَلِ.
(و) يقالُ: (مَا} أَيْدَى فُلانَةَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ أَي مَا أَصْنَعَها.
(و) هَذَا (ثَوْبٌ {يَدِيٌّ وأَدِيٌّ) : أَي (واسِعٌ) ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:
فِي الدارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ
وإذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّوأَدِيُّ مَرَّ للمصنِّفِ فِي أَوَّلِ بابِ المُعْتل، وذكرَ} اليَدِيَّ هُنَاكَ أَيْضاً اسْتِطْراداً كذِكْرِه الأَدِيَّ هُنَا، وتقدَّمَ أنَّه نقلَ عَن اللّحْياني.
(وذُو {اليُدَيَّةِ، كسُمَيَّةَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن الفرَّاء؛ قَالَ: بعضُهم يقولُ ذلكَ؛ (وقيلَ: هُوَ بالثاءِ المُثلَّثةِ) وهوالمَشْهورُ المَعْروفُ عنْدَ المحدِّثِين؛ رَئِيسٌ للخَوارِجِ (قُتِلَ بالنَّهْرَوانِ) اسْمُه حَرْقوصُ بنُ زهيرٍ كَمَا تقدَّمَ للمصنّفِ فِي ثدي، وَقد أَوْضَحَه شُرَّاحُ الصَّحِيحَيْن خُصوصاً شُرَّاح مُسْلم فِي قَضايا الخَوارِجِ، وحَكَى الوَجْهَيْن الجَوْهرِي والحافِظُ ابنُ حَجَر فِي مقدِّمَةِ الفَتْحِ.
(وذُو} اليَدَيْنِ: خِرْباقُ) بنُ عَمْروٍ؛ كَمَا فِي المِصْباح؛ أَو ابنُ سارِيَةَ، كَمَا لشيْخِنا؛ أَو اسْمُه حِمْلاق، كَمَا وَقَعَ لأَبي حَيَّان فِي شَرْح التَّسْهِيل؛ قالَ شيْخُنا: وَهُوَ غَرِيبٌ؛ (السُّلَمِي الصَّحابيُّ) كانَ يَنْزلُ بذِي خشبٍ من ناحِيَةِ المَدينَةِ يَرْوِي عَنهُ مطيرٌ، وَهُوَ الَّذِي نبَّه النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على السَّهُو فِي الصَّلاةِ، وتَأَخَّر مَوْتُه، وقيلَ: هُوَ ذُو الزَّوائِدِ، قالَهُ ابنُ فَهْد: ويقالُ: هُوَ ذُو الشّمالَيْن؛ وقيلَ غيرُه؛ قالَ الجَوْهرِي: سُمِّي بذلك لأنَّه كانَ يَعْمَلُ {بيَدَيْه جمِيعاً.
(و) ذُو} اليَدَيْنِ أَيْضاً: (نُفَيْلُ بنُ حَبيبِ) بنِ عبدِ اللهاِ الخَثْعَميُّ (دَليلُ الحَبَشَةِ) إِلَى مكةَ (يَوْم الفِيلِ) سُمِّي بذلكَ لطُولِهما.
(و) {اليُداءُ، (كدُعاءٍ: وَجَعُ} اليَدِ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {ويَدُ الفاسِ: نِصابُها) .
وَقَالَ اللّيْث:} يَدُ الفاسِ ونَحْوِها مَقْبِضُها، وكَذلكَ يَد السَّيْفِ مَقْبِضُه.
(و) اليَدُ (مِن القَوْسِ: سِيَتُها) اليُمْنَى؛ رَواهُ أَبو حنيفَةَ عَن أَبي زيادٍ الكِلابي.
وقيلَ: يَدُ القَوْسِ أَعْلاَها، على التَّشْبيهِ كَمَا سَمُّوا أَسْفَلها رِجلا؛ وقيلَ: {يَدُها أَعْلاها وأَسْفَلها؛ وقيلَ: يَدُها مَا عَلا عَن كَبِدِها.
(ومِن الرَّحَى: عُودٌ يَقْبِضُه الطَّاحِنُ فيُدِيرُها) ؛ على التَّشْبيه.
(ومِن الطَّائِرِ: جَناحُه) لأنَّه يتقَوَّى بِهِ كَمَا يَتَقَوَّى الإِنْسانُ} باليَدِ.
(ومِن الرِّيحِ: سُلْطانُها) ، لمَا مَلَكَتِ الرِّيحُ تَصْريفَ السَّحابِ جُعِل لَهَا سُلْطانٌ عَلَيْهِ، وَقد تقدَّمَ قرِيباً.
(ومِن الدَّهْرِ: مَدُّ زَمانِه) . يقالُ: لَا أَفْعَله {يَدَ الدَّهْرِ أَي أَبَداً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ: أَي الدَّهْر؛ وَهُوَ قولُ أَبي عبيدٍ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: لَا آتِيه يَدَ الدَّهْرِ، أَي الدَّهْر كُلّه؛ وكَذلكَ لَا آتِيه يَدَ المُسْنَدِ، أَي الدَّهْرَ كُلَّه؛ وَقد تقدَّمَ أنَّ المُسْنَدَ الدَّهْر؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي للأعْشى:
رَواحُ العَشِيِّ وسَيْرُ الغُدُوِّ
يَدَ الدَّهْرِ حَتَّى تُلاقِي الخِياراالخِيارُ: المُختارُ، للواحِدِ والجَمْع.
قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) قَوْلهم: (لَا} يَدَيْنِ لَكَ بِهَذَا) ، أَي (لَا قُوَّةَ) لَكَ بِهِ: لم يَحْكِه سِيبَوَيْه إلاَّ مُثَنَّى، ومَعْنى التَّثْنِية هُنَا الجَمْع والتّكْثِير، قالَ. وَلَا يجوزُ أَن تكونَ الجارحَةَ هُنَا، لأنَّ الباءَ لَا تَتَعلَّق إلاَّ بفِعْل أَو مَصدَر، انتَهَى وأَجازَ غيرُ سِيبَوَيْه: مَالِي بِهِ {يَدٌ} ويَدَانِ {وأَيْدٍ بمعْنًى واحِدٍ. وَفِي حَدِيث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: (قد أَخْرَجْتُ عِباداً لي لَا} يَدانِ لأَحَدٍ بقِتالِهِم) ، أَي لَا قُدْرَةَ وَلَا طاقَةَ.
يقالُ: مالِي بِهَذَا الأمْرِ {يَدٌ وَلَا} يَدانِ لأنَّ المُباشَرَةَ والدِّفاعَ إنَّما يكونُ {باليَدِ فكأَنَّ} يَدَيْهِ مَعْدُومَتانِ لعَجْزه عَن دَفْعِه؛ وَقَالَ كعبُ بنُ سعدٍ الغنويُّ: فاعْمِدْ لمَا فَعَلُوا فمالكَ بِالَّذِي لَا تَسْتَطِيعُ مِن الأُمورِ {يَدانِ (ورجلٌ} مَيْدِيٌّ) ، كمَرْمِيَ: أَي (مَقْطوعُ اليَدِ) مِن أَصْلِها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اليَدُ: الغِنَى.
وأَيْضاً: الكَفالَةُ فِي الرَّهْنِ. يقالُ:} يَدِي لكَ رَهْنٌ بِكَذَا، أَي ضَمِنْتُ ذلكَ وكَفَلْتُ بِهِ.
وأيْضاً: الأمْرُ النافِذُ والقَهْرُ والغَلَبَةُ. يقالُ: {اليَدُ لفلانٍ على فلانٍ، كَمَا يقالُ: الرِّيحُ لفلانٍ، وَقَالَ ابنُ جنِّي: أَكْثَرُ مَا تُسْتَعْملُ} الأيادِي فِي النّعَم.
قَالَ شيْخُنا: وذَكَرَها أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبو الخطّاب الأخْفَش، وزَعَمَ أنَّها فِي عِلْمِه إلاَّ أَنّها لم تَحْضرْ.
قَالَ والمصنِّفُ: تركَها فِي النَّعَم وذَكَرَها فِي الجارِحَةِ واسْتَعْمَلَها فِي الخطْبَةِ، فتأَمَّل، وقولُ ذِي الرُّمْة:
{وأَيْدِي الثُّرَيَّا جُنَّحٌ فِي المَغارِبِ أَرادَ قُرْب الثُّرَيَّا، من المَغْربِ وَفِيه اتِّسَاعٌ وذلكَ أنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ للشَّيء ودَنَتْ إِلَيْهِ دَلَّتْ على قُرْبِها مِنْهُ؛ وَمِنْه قولُ لبيدٍ:
حَتَّى إِذا أَلْقَتْ} يَداً فِي كافِرٍ يَعْني بدأَتِ الشمسَ فِي المَغِيبِ، فجعلَ للشمسِ يَداً إِلَى المَغِيبِ.
! ويَدُ اللهاِ: كِنايَةٌ عَن الحِفْظِ والوِقايَةِ والدِّفاعِ؛ وَمِنْه الحَدِيث: ( {يَدُ اللهاِ مَعَ الجماعَةِ) ،} واليَدُ العلْيا هِيَ المُعْطِيةُ، وقيلَ: المُتَعفِّفَةُ، والسُّفْلى السَّائِلَةُ أَو المانِعَةُ.
وتُجْمَعُ {الأيدِي على} الأيْدِينَ، وأَنْشَدَ أَبو الهَيْثم:
يَبْحَثْنَ بالأرْجُلِ {والأيْدِينا
بَحْثَ المُضِلاَّت لما يَبْغِيناوتَصْغيرُ} اليَدِ {يُدَيَّةٌ، كسُمَيَّةَ.
} ويُدِيَ، كعُنِيَ: شَكَا {يَدَهُ، على مَا يُطْرد فِي هَذَا النَّحْو.
وَفِي الحديثِ: (إنَّ الصَّدَقَةَ نَقَعُ فِي يَدِ اللهاِ) ، هُوَ كِنايَةٌ عَن القُبولِ والمُضاعَفَةِ.
ويقالُ: إنَّ فلَانا لذُو مالٍ} ييدِي بِهِ، ويَبْوُعُ بِهِ، أَي يَبْسُط {يَدَه وباعَهُ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا بايَعْتَه} يَداً {بيدٍ، وَهِي مِن الأسْماءِ المَوْضوعَةِ مَوْضِعَ المَصادِرِ كَأَنَّك قُلْتَ نَقْداً، وَلَا يَنْفَرد، لأنَّك إنَّما تريدُ أخَذَ منِّي وأَعْطاني بالتّعْجيلِ، قالَ: وَلَا يجوزُ الرَّفْع لأنَّك لَا تخبِرُ أَنَّك بايَعْتَه} ويدُكَ فِي {يدِه.
وَفِي المِصْباح: بعْتَه يَداً بيَدٍ، أَي حاضِراً بحاضِرٍ، والتَّقْديرُ فِي حالِ كَوْنِه مادّاً يَدَه بالعَوَضِ فِي حالِ كوني مادّاً} يَدِيَ بالمُعَوّض، فكأنَّه قالَ: بِعْتَه فِي حالِ كوْنِ! اليَدَيْنِ مَمْدُودَتَيْن بالعَوَضَيْن. قُلْتُ: وعَلى هَذَا التَّفْسير يجَوزُ الرَّفْع وَهُوَ خِلافُ مَا حَقَّقه سِيبَوَيْهٍ فتأَمَّل.
وَهُوَ طويلُ اليَدِ: لذِي الجودِ، والعامَّةُ تَسْتَعملُه فِي المُخْتلِسِ.
وَفِي المَثَلِ: {ليدٍ مَا أَخَذَتْ، المَعْنى: مَنْ أَخَذَ شَيْئا فَهُوَ لَهُ.
وَقَوْلهمْ فِي الدُّعاءِ على الرَّجُل بالسُّوءَةِ:} لليَدَيْنِ والفمِ، أَي كَبَّه اللهاُ على وَجْهِه.
كَذَا قَوْلهم: بكُم {اليَدانِ أَي حاقَ بكُم مَا تَدْعُون بِهِ وتَبْسُطون} أَيْدِيَكم.
ورَدُّوا {أَيْدِيَهُم إِلَى أَفْواهِهم: أَي عَضُّوا على أَطْرافِ أَصابِعِهم.
وَهَذَا مَا قَدَّمَتْ} يَداكَ، هُوَ تَأْكِيدٌ، كَمَا يقالُ: هَذَا مَا جَنَتْ يَدَاكَ، أَي جَنَيْتَه أنْتَ إلاَّ أنَّك تُؤَكِّدُ بهَا.
ويقولونَ فِي التَّوْبيخ: يَدَاكَ أَوْكَتا وفُوكَ نَفَخَ؛ وكَذلكَ: بِمَا كَسَبَتْ يَداكَ، وَإِن كانتِ اليَدانِ لم تَجْنِيا شَيْئا إلاَّ أنّهما الأصْلُ فِي التَّصرُّفِ؛ نقلَهُ الزجَّاجُ.
وَقَالَ الأصْمعي: {يَدُ الثَّوْبِ مَا فَضَل مِنْهُ إِذا الْتَحَفْتَ بِهِ.
وثَوْبٌ قَصِيرُ اليَدِ يَقْصُر عَن أَن يُلْتَحَفَ بِهِ.
وقَمِيصٌ قَصيرُ} اليَدَيْن: أَي الكُمَّيْن.
وَقَالَ ابنُ برِّي. قَالَ التّوَّزيُّ: ثَوْبٌ! يَدِيٌّ: واسِعُ الكُمِّ وضَيِّقُه؛ مِن الأضْدادِ؛ وأَنْشَدَ: عَيْشِي {يَدِيٌّ ضَيِّقٌ ودَغْفَلِيّ ورجُلٌ} يَدِيٌّ {وأَدِيٌّ: رَفِيقٌ.
} ويَدِيَ الرَّجُلُ، كرَضِيَ ضَعُفَ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الكُمَيْت:
{بأَيْدٍ مَا وبَطْنَ وَلَا} يَدِينا وَقَالَ ابنُ برِّي: قولُهم: {أَيادِي سَبَا يُرادُ بِهِ نِعَمُهم وأَمْوالُهم لأنَّها تَفرَّقَتْ بتَفَرُّقِهم؛ ويُكنى} باليَدِ عَن الفِرْقَةِ.
ويقالُ: أَتاني {يَدٌ مِن الناسِ وعيْنٌ مِن الناسِ، أَي تَفرَّقُوا.
ويقالُ: جاءَ فلانٌ بِمَا أَدت يدٌ إِلَى يَدٍ، عنْدَ تَأْكِيدِ الإخْفاقِ والخَيْبةِ.
} ويَدُه مَغْلولَةٌ، كِنايَةٌ عَن الإمْساكِ.
ونَفَضَ {يَدَه عَن كَذَا: خَلاَّه وتَرَكَهُ.
وَهُوَ يَدُ فلانٍ: أَي ناصِرُه ووَلِيّه. وَلَا يقالُ للأَوْلياءِ: هُم} أيْدِي الله.
ورَدَّ يَدَه فِي فمِه: أَمْسَكَ عَن الكَلامِ وَلم يجبْ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

جخو

جخو
: (و {الجَخْو: سِعَةُ الجِلْدِ أَو اسْتِرْخاؤُه) .) يقالُ: رجُلٌ} أَجْخَى وامْرأَةٌ {جَخْواءُ.
(و) قالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ مدْركا يقولُ} الجَخْوُ (قِلَّةُ لَحْمِ الفَخِذَيْنِ) مَعَ تَــخاذُلِ العِظام وتَفَاحُجٍ. (والنَّعْتُ أَجْخَى {وجَخْواءُ) ، وكَذلِكَ أَجْخَرُ وجَخْراءُ.
(} وجَخَّى المُصَلِّي {تَجْخِيَةً: خَوَّى فِي سُجودِهِ) ومَدَّ ضَبُعَيْهِ وتَجافَى عَن الأَرْضِ؛ وَقد جاءَ فِي الحدِيثِ.
ويقالُ:} جَخَّى إِذا رَفَعَ بَطْنَه عَن الأرْضِ وفَتَحَ عَضُدَيْه.
(و) جَخَّى (اللَّيلُ: مالَ) فذَهَبَ وأَدْبَرَ.
(و) جَخَّى (الشَّيخُ: انْحَنَى) من الْكبر؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للراجزِ:
لَا خَيْرَ فِي الشيخِ إِذا مَا جَخَّى
وسَال غَرْبُ عَيْنِه ولَخَّاويُرْوَى: إِذا مَا اجْلَخَّا.
(وَمِنْه الحدِيثُ) فِي وصفِ القُلوبِ: (وقلبٌ مُرْبَدٌّ (كالكُوزِ {مُجَخِّياً)) ، أَي مائِلاً مُنْحنياً شبَّه القَلْبَ الَّذِي لَا يَعِي خَيْراً بالكُوزِ المائِلِ المُنْحنِي الَّذِي لَا يَثْبت فِيهِ شيءٌ، لأنَّ الكُوزَ إِذا مالَ انَصَبَّ مَا فِيهِ.
(ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ) حيثُ جَعَلَه قَوْلَ حذيفَةَ، وَهُوَ حديثٌ.
قُلْتُ: وَعند التأمّل لَا وَهم فِيهِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:
كَفَى سَوْأَةً أَن لَا تزالَ} مُجَخِّياً
إِلَى سَوْأَةٍ وَفْراءَ فِي استِكَ عُودُها
( {وتَجَخَّى على المِجْمَرَةِ: تَبَخَّرَ) ؛) عَن أَبي عَمْرو؛ وكَذلِكَ تَجَبَّى وتَشَذَّى.
(و) } تَجَخَّى (الكُوزُ: انْكَبَّ؛ وَقد {جَخَوْتُه) ؛) عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} جَخَّت النجومُ: {تَجْخِيةً مالَت للمغيبْ.
} وجَخَى برِجْلِه كَخَجَى؛ حَكَاهُما ابنُ دُرَيْدٍ مَعًا.
{والمُجَخِّي: المائِلُ عَن الاسْتِقامَةِ والاعْتِدالِ.
} وجَخَّى على المِجْمَرِ: إِذا تَبَخَّرَ؛ عَن أَبي عَمْرو.

مَثْعَرٌ

مَثْعَرٌ:
يروى بالغين والعين والفتح ثم السكون ثم الفتح، والعين مهملة، وآخره راء، ويحتمل أن يكون من الثعر وهو الثآليل لحجارته أو شيء شبّه به، أو يكون من الثّعرور وهي رؤوس الطراثيث: واد من أودية القبلية وهو ماء لجهينة معروف إلى جنب منتخر، قال ابن هرمة:
يا أثل لا غيرا أعطى ولا قودا، ... علام أو فيم إسرافا هرقت دمي؟
إلّا تريحي علينا الحقّ طائعة ... دون القضاة فقاضينا إلى حكم
صادتك يوم الملا من مثعر عرضا، ... وقد تلاقي المنايا مطلع الأكم
بمقلتي ظبية أدماء خاذلــة، ... وجيدها يتراعى ناضر السلم
ما أنجزت لك موعودا فتشكرها، ... ولا أنالتك منها برّة القسم

أَبل

(أَبل) المُسْتَأبِلُ: الظَّلُوم، قال:
قبلان: مِنهُم خاذِلٌ ما يُجِيبُنِي ... ومُسْتَأْبِلٌ منهم يَعُقُّ وَيَظْلِمُ 
أَبل
{الإِبِلُ، بكَسرَتَيْنِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الأَسماءِ كحِبِرٍ، وَلَا ثالِثَ لَهُما، قَالَه سِيبَوَيْهِ، ونَقَلَه شيخُنا، وَقَالَ ابنُ جِنِّي فِي الشّواذِّ: وأَمّا الحِبِكُ ففِعِلٌ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ، مِنْهُ:} إِبِلٌ وِإطِلٌ، وامْرَأَةٌ بِلِزٌ، أَي: ضَخْمَةٌ وبأَسْنانِه حِبِرٌ، وَقد ذُكِرَ ذَلِك فِي ح ب ك وَفِي ب ل ز وَفِي ح ب ر فالاقتصارُ على اللَّفْظَيْنِ فِيهِ نظرٌ، وتُسَكَّنُ الباءُ للتَّخْفِيفِ على الصَّحِيحِ، كَمَا أَشارَ لَهُ الصاغانيُ وابنُ جِنِّي، وجَوَّزَ شيخُنا أَنْ تكونَ لُغَةً مُستَقِلَّةً. قلتُ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ كُراع، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِي للشّاعِرِ:
(إِنْ تَلْقَ عَمْرا فقَدْ لاقَيتَ مُدَّرِعًا ... ولَيس من هَمِّهِ {إِبْلٌ وَلَا شاءُ)
وأَنْشَدَ شَيخُنَا:
(أَلْبانُ إِبْلِ نُخَيلَةَ بنِ مُسافِرٍ ... مَا دامَ يَمْلِكُها علىَ حَرامُ)
وأَنْشَدَ صَاحب المِصْباحِ قولَ أبي النَّجْمِ:} والإِبْلُ لَا تَصْلُحُ فِي البستانِ وحَنَّتِ {الإِبْلُ إِلى الأَوْطانِ مَعْرُوفٌ واحِدٌ يَقَعُ على الجَمعِ قالَ شَيخُنا: وَهَذَا مُخالِفٌ لاسْتِعْمالاتِهِم إِذْ لَا يُعْرَف فِي كَلامِهِم إِطْلاقُ الإِبِلِ عَلَى جَمَل واحِدٍ، وقوِلُه: لَيسَ بجَمْعٍ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ ليسَ فِي أبْنِيَةِ الجُمُوعِ فِعِل بكسرَتَيْنِ، وقولُه: وَلَا اسْم جَمْعٍ فِيهِ شِبهُ تَناقُض مَعَ قَوْلِه بعدُ: تَصْغِيرُها} أُبَيلَةٌ لأنَّه إِذا كانَ واحِداً ولَيسَ اسْمَ جَمْعٍ فَمَا المُوجِبُ لتَأْنِيثِه إٍ ذَنْ مَعَ مخالَفَتِه لما أَطْبَقَ عَلَيْهِ جميعُ أرْبابِ التَّآلِيفِ من أَنَّه اسمُ جَمْعٍ، وَفِي العُبابِ: الإِبِلُ: لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها، وَهِي مُؤَنَثةٌ لأَنَّ أَسْماءَ الجُمُوعٍ الَّتِي لَا واحِدَ لَها من لَفْظِها إِذا كانتْ لِغَيرِ الآدَمِيِّينَ فالتَّأْنِيث لَهَا لازِمٌ ج: {آبالٌ قَالَ: وَقد سَقَوْا} آبالَهُم بالنّارِ والنّارُ قَدْ تَشْفي مِنَ الأُوارِ وتَصْغِيرُها أُبَيلَةٌ أَدْخُلُوها الهاءَ كَمَا قالُوا غُنَيمَةٌ. قلتُ: ومُقْتَضاهُ أَنّه اسمُ جَمْعٍ كغَنَمٍ وبَقَرٍ، وَقد صَرَحَ بِهِ الجوهرِيُّ وابنُ سِيدَه والفارابي والزُّبَيدِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ وأَبو حَيّان وابنُ مالِكٍ وابنُ هِشامٍ وابنُ عُصْفُورٍ وَابْن إِياز والأَزْهَرِيُّ وابنُ فارِس، قَالَ شيخُنا: وَقد حَرَّرَ الكلامَ فِيهِ الشِّهابُ الفَيُّومِيُ فِي المِصْباحِ أَخذاً من كلامِ أُسْتاذِه الشَّيخِ أبي حَيّان فقالَ: الإِبِلُ: اسمُ جَمْع لَا واحِدَ لَهَا من لَفظهَا، وَهِي مُؤَنّثَة لِأَن اسْمَ الجَمْعِ الَّذِي لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِه إِذا كانَ لما)
لَا يَعْقِلُ يَلْزَمُه التَّأْنِيثُ، وتَدْخُلُه الهاءُ إِذا صُغِّرَ نَحْو أُبَيلَةٍ وغُنَيمَةٍ، قَالَ شيخُنا: واحْتَرَزَ بِمَا لَا يَعْقِلُ عمّا إِذا كَانَت للعاقِلِ، كقَوْمٍ ورَهْطٍ فإِنها تُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ، فتَقُولُ فِي قَوْمٍ: قُوَيْمٌ، وَفِي رَهْطٍ رُهَيطٌ، قَالَ: وظاهِرُ كلامِه أَنَّ جَمِيعَ أَسماءِ الجُمُوعَ الَّتِي لما لَا يَعْقِلُ تُؤَنث، وفيهَا تَفْصِيلٌ ذكَرَه الشيخُ ابنُ هِشامٍ تَبَعًا للشَّيخ ابنِ مالِكٍ فِي مُصَنَّفاتِهِما.
وَقَالَ أَبو عَمْرو فِي قولِه تَعالَى: أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ الإِبِلُ: السَّحابُ الَّذِي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ وَهُوَ مجازٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: من قَرَأَها بالتَّخْفِيفِ أَرادَ بِهِ البَعِيرَ لأَنَّه من ذواتِ الأَرْبَعِ يَبرُكُ فتُحْمَلُ عَلَيْهِ الحَمُولَة، وغيرُه من ذَواتِ الأَرْبَعِ لَا تُحْمَلُ عليهِ إِلاّ وَهُوَ قائِمٌ، ومَنْ قَرَأَها بالتَّثْقِيلِ قالَ: الإِبِلُ: السَّحابُ الَّتِي تَحْمِلُ الماءَ للمَطَرِ، فتأَمل.
ويُقالُ: {إِبِلانِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لأَنَّ} إِبِلاً اسمٌ لم يُكَسَّر عليهِ وِإنّما هما للقَطِيعَيْنِ من الإِبِلِ قَالَ أَبُو الحَسَن: إِنّما ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِيناسِ بتَثْنِيَةِ الأَسْماءِ الدّالَّةِ على الجَمْعِ، فَهُوَ يُوَجِّهُها إِلى لفظِ الآحادِ، وَلذَلِك قالَ: إِنَّما يُرِيدونَ القَطِيعَيْنِ، قَالَ: والعربُ تقولُ إِنّه ليَرُوحُ على فلانٍ إِبِلانِ إِذا راحت {إِبِلٌ مَعَ راعٍ} وإِبِلٌ مَعَ راعٍ آخَرَ. وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ فِي نَوادِرِه: لشُعْبَةَ بنِ قُمَيرٍ:
(هُما إِبلانِ فِيهِما مَا عَلِمْتُمَا ... فعَنْ آيَةٍ مَا شِئْتُمُ فتَنَكَّبُوا)
وَقَالَ المُساوِرُ بنُ هِنْد:
(إِذا جارَةٌ شلَّتْ لسَعْدِ بنِ مالِكٍ ... لَهَا إِبِلٌ شلَّتْ لَهَا إِبِلانِ)
وَقَالَ ابنُ عَبّاد: فلانٌ لَهُ إِبِلٌ، أَي: لَهُ مائِةٌ من الإِبِلِ، وِإبِلانِ: مائتانِ، وَقَالَ غيرُه: أَقلّ مَا يَقعُ عَلَيْهِ اسمُ الإِبِلِ الصِّرمَةُ، وَهِي الَّتِي جاوَزَتْ الذَّوْدَ إِلى ثَلاثِينَ، ثمَّ الهَجْمَةُ، ثمَّ هُنَيدَةٌ: مائةٌ مِنْهَا.
{وتأَبَّلَ} إِبِلاً: اتَّخَذَها كتَغَنَّمَ غَنَمًا اتَّخَذَ الغَنَم، نَقله أَبو زَيْدٍ سَماعًا عَن رَجُلٍ من بني كِلابٍ اسمُه رَدّادٌ.
{وأَبَلَ الرَّجُلُ كضَرَبَ: كَثُرَتْ} إِبِلُه {كأَبَّلَ} تَأبِيلاً، وَقَالَ طُفَيلٌ:
( {فأَبَّلَ واسْتَرخَى بهِ الخَطْبُ بعدَمَا ... أَسافَ وَلَوْلَا سَعْيُنَا لم} يُؤَبَّلِ) نَقَلَه الفَرّاءُ وابنُ فارِسٍ فِي المُجْمَلِ.
{وآبَلَ إِيبالاً.
(و) } أَبَلَ {يأبل أَبْلاً: إِذا غَلَبَ وامْتَنَعَ عَن كُراع} كأَبَّلَ {تَأبِيلاً، والمَعْرُوف أَبَلَ.
(و) } أَبَلَتِ الإِبِلُ والوَحْش {تَأْبُلُ} وتَأْبِلُ من حَدّيْ نَصَرَ وضَرَبَ {أَبْلاً بالفتحِ} وأبُولاً بِالضَّمِّ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْبِ قالَ لَبِيدٌ رَضِي اللُّه عَنهُ:
(وِإذا حَرَّكْتُ غَرزِي أَجْمَرَتْ ... أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ)

{كأَبِلَتْ كسَمِعَتْ} وتَأَبَّلَتْ وَهَذِه عَن الزَّمَخْشَرِيِّ، قالَ: وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قِيلَ للرّاهِبِ: {الأَبِيلُ. الواحِدُ} آبِلٌ {أُبّالٌ ككافِرٍ وكُفّارٍ.
أَو} أَبِلَت الإِبِلُ تَأْبَلُ: إِذا هَمَلَتْ فغابَتْ وليسَ مَعَها راعٍ أَو تَأَبَّدَتْ أَي تَوَحَّشَتْ.
وَمن المَجازِ: أَبَلَ الرجُلُ عَن امْرَأَتِه: إِذا امْتَنَعَ عَن غِشْيانِها، {كتَأَبَّلَ، وَمِنْه حَدِيثُ وَهْبِ بنِ منبهٍ: لقد} تَأبَّلَ آدَمُ عَلَيْهِ السلامُ على ابْنِه المَقْتُولِ كَذَا وَكَذَا عَاما لَا يُصِيبُ حَوّاءَ أَي امتَنَعَ من غِشْيانِها مُتَفَجِّعًا على ابنهِ فعُدِّيَ بعَلَى لتَضَمُّنِه معنى تَفَجَّعَ.
وَمن المجازِ: {أَبَلَ} يَأْبِلُ {أَبَلاَ: إَذا نَسَكَ.
وأَبَلَ بالعَصَا: ضَرَبَ بهَا عَن ابنِ عَبّاد.
(و) } أَبَلت الإِبِلُ {أُبُولاً كقُعُودٍ: أَقامَتْ بالمكانِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(بِها أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهمَا ... فقَدْ مارَ فِيها نَسؤُها واقْتِرارُها)
وَفِي المُحِيط:} الأُبُولُ: طُولُ الإِقامَةِ فِي المَرعَى والمَوضِع. {وَأَبَل، كنَصَرَ وفرِح الأُولَى حَكاها أَبو نَصْرٍ} أَبالَةً كسَحابَة {وأَبَلاً مُحَرَّكَةً، وهما مَصْدَرَا الأَخِيرِ مثالُ الأَوّل مثل شَكِسَ شَكاسَةً، وِإذا كَانَ الإبالَةُ بكسرِ الهَمْزَةِ فيكونُ من حَدِّ نَصَرَ ككًتَبَ كِتابَةً وأَما سِيبَوَيْه فذَكَرَ} الإِبالَةَ فِي فِعالَةَ مِمَّا كانَ فِيهِ مَعْنَى الولايَةِ كالإِمارَةِ قَالَ: ومثلُ ذَلِك الإبالَةُ والعِياسَةُ فعَلَى قولِه تكونُ الإِبالَةُ مكَسورةً لأَنّها وِلايَةٌ فَهُوَ {آبِلٌ كصاحِبٍ} وأَبِلٌ ككَتِفٍ، وَفِيه لَفٌّ ونَشْر مُرتَّبٌ: حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشّاءِ، وَفِي الأَساس: هُوَ حَسَنُ الإِبالَةِ أَي السِّياسَةِ والقِيامِ على مالِه. شاهِدُ المَمْدُودِ قولُ بنِ الرِّقاع:
(فنَأَتْ وانْتَوَى بِها عَنْ هَواهَا ... شَظِفُ العَيشِ آبِلٌ سَيّارُ)
وشاهِدُ المَقْصُورِ قولُ الكُمَيتِ:
(تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومِنْ أَيْنَ شُربُه ... يُؤَامِرُ نَفْسَيهِ كذِي الهَجْمَةِ {الأَبِلْ)
ويُقالُ: إِنّه مِنْ} آبَلِ النّاسِ. أَي مِنْ أَشَدِّهِم تَأنقًا فِي رِعْيتِها وأعْلَمِهِم بهَا، حَكَاهُ سِيبَوَيْه، قَالَ: وَلَا فِعْلَ لَه، وَفِي المَثَلِ: آبَلُ مِنْ حُنَيفِ الحَناتِمِ وَهُوَ أَحَدُ بني حَنْتَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ ابنِ تَيمِ الله بنِ ثَعْلَبَةَ، ويُقال لَهُم الحَناتِمُ، قَالَ يَزِيدُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيسِ بنِ الأَحْوصِ:
(لِتَبْكِ النِّساءُ المُرضِعاتُ بسُحْرَة ... وَكِيعًا ومَسعُودا قَتِيلَ الحَناتِمِ)
وَمن {إِبالَتِه أَنَّ ظِمْءَ إِبِلِه كانَ غِبًّا بعدَ العَشْرِ، ومِنْ كَلِماتِه: من قاظَ الشَّرَفَ، وتَرَبَّعَ الحَزْنَ، وتَشَتَّى الصَّمّانَ فقد أَصابَ المَرعَى.)
} وأَبِلَت الإِبِلُ، كفَرِحَ، ونَصَرَ: كَثُرَتْ أَبْلاً وأُبُولاً.
{وأَبَلَ العُشْبُ} أُبُولاً: طالَ فاسْتَمْكَنَ مِنْهُ الإِبِلُ.
{وأَبَلَه} يَأْبُلُه {أَبْلاً بالفتحَ: جَعَلَ لَهُ إِبِلاً سائِمَةً.} وِإبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ، كمُعَظَّمة: اتّخِذَتْ للقِنْيَةِ.
وَهَذِه {إِبِلٌ} أُبَّلٌ كقُبَّرِ، أَي: مُهْمَلَة بِلَا راعٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وراحَت فِي عَوازِبَ أُبَّلِ وإِبِلٌ {أَوابِلُ، أَي: كَثِيرَةٌ.
وإِبِلٌ} أَبابِيلُ، أَي فِرَقٌ قَالَ الأَخْفَشُ: يُقالُ: جاءَتْ! إِبِلُكَ أَبابِيلَ، أَي: فِرَقًا، وطَيراً أَبابِيلَ قالَ: وَهَذَا يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّكثِيرِ، وَهُوَ جَمعٌ بِلَا واحِدِ كعَبادِيدَ وشَماطِيطَ، عَن أبي عُبَيدَةَ.
{والإِبّالَةُ، كإِجّانَة عَن الرُّواسِيِّ ويُخَفَّفُ، و} الإِبِّيلُ، {والإِبَّوْلُ} والإِيبالُ كسِكِّيتٍ وعِجَّوْل ودِينارٍ الثلاثَةُ الأُوَلُ عَن ابْن سيدَه، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَو قِيلَ: واحِدُ {الأَبابِيلِ إِيبالَةٌ كانَ صَوابًا، كَمَا قالُوا: دِينارٌ ودَنانِيرُ: القِطْعَةُ من الطَّيرِ والخَيلِ والإِبِلِ قالَ: أَبابِيل هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهْمَلِ وقالَ ابنُ الأَعرابِي:} الإِبَّوْلُ: طائِرٌ يَنْفَرِدُ من الرَّفَ، وَهُوَ السَّطْرُ من الطّيرِ. أَو المُتَتابعَةُ مِنْها قَطِيعًا خَلْفَ قَطِيعِ، قالَ الأًخْفَشُ: وَقد قالَ بعضُهم واحِدُ الأبابِيلِ {إِبَّوْلٌ مِثَال عِجَّوْلٍ، قَالَ الجَوهَرِيُّ: وَقَالَ بعَضْهُم:} إِبِّيلٌ، قَالَ: وَلم أجِدِ العَرَبَ تَعْرِفُ لَهُ واحِداً.
(و) {الأَبِيلُ كأَمِير: العَصَا، وقِيلَ: الحَزِينُ بالسُّريانِيَّةِ، وقِيلَ: رَئِيسُ النَّصارَى، أَو هُوَ الرَّاهِبُ سُمِّيَ بِهِ} لتأبّلِه عَن النِّساءِ وتَركِ غِشْيانِهِم قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(إِنَّنِي واللِّه فاقْبَلْ حِلْفَتِي ... {بأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَرْ)
أَو صاحِبُ النّاقُوسِ يَدْعُوهُم للصَّلاةِ، عَن أبي الهَيثَمِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: ضارِبُ النّاقُوس، وأَنْشَدَ: وَمَا صَكَّ ناقُوسَ الصَّلاةِ} أَبِيلُها {- كالأَيْبُلِيِّ بِضَم الباءِ} - والأَيْبَلِيِّ بفتحِها، فإِمّا أَن يكونَ أَعْجَمِيًّا وإِمّا أَنْ يكونَ غَيَّرَتْه ياءُ الإِضافَةِ، وإِمّا أَنْ يَكُونَ من بابِ إنْقَحْلٍ والهَيبَلِيِّ بقَلْبِ الهَمْزَةِ هَاء {- والأَبُلِيِّ بِضَم الباءِ مَعَ قصر الْهمزَة،} والأيْبَلِ كصَيقَل، وأَنْكَرَه سِيبَوَيْهِ، وقالَ: لَيْسَ فِي الكَلامِ فَيعَلٌ {والأيْبُلِ كأَيْنُق} - والأبِيلِي بِفَتْح الهَمْزَة وكَسرِ الباءِ وسُكونِ الياءِ قَالَ الأعْشَى:
(وَمَا! - أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيكَل ... بَناهُ وصَلَّبَ فيهِ وصَارا)
قيل: أُرِيدَ {- أَبِيلِي، فَلَمَّا اضْطُّرَّ قدّم الياءَ كَمَا قَالُوا: أَيْنُقٌ والأَصلُ أَنْوُقٌ} آبالٌ بالمَدِّ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ {وأُبْلٌ، بالضمِّ.
والإِبالَة، ككِتابَةٍ: لُغَةٌ فِي المُشَدَّدِ: الحُزْمَةُ من الحَشِيشِ وَفِي العُبابِ والتَّهْذِيبِ من الحَطَبِ} كالأَبِيلَةِ كسَفِينَة {والإِبّالَةِ، كإِجّانَةٍ نقَلَه الأَزْهَرِيُّ سَماعًا من العَرَبِ، وَكَذَا الجَوْهَرِيُّ، وَبِه رُوِي: ضِغْثٌ على} إِبّالَة أَي بَلِيَّةٌ على أخْرَى كانَتْ قَبلَها {والإيبالَةُ بقَلْبِ إِحْدَى الباءَيْنِ يَاء، نَقَلَها الأَزْهَرِيُّ، وَهَكَذَا رُوِيَ المَثَل والوَبيلَةُ بِالْوَاو، ومَحَلُّ ذِكْرِه فِي وب ل وَمن المُخَفَّفِ قولُ أَسْماءَ ابنِ خارِجَةَ:
(لِي كُلَّ يَوْم مِنْ ذُؤالَهْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبالَهْ)
وَفِي العُبابِ والصِّحاحِ: وَلَا تَقُلْ إِيبالَة، لأَنّ الاسْمَ إِذا كانَ على فِعالَةٍ بالهاءِ لَا يُبدَلُ مِنْ حَرفَي تَضْعِيفِه يَاء مثل: صِنّارَةٍ ودِنّامَةٍ، وإِنّما يُبدَلُ إِذا كانَ بِلَا هَاء مثل: دِينارٍ وقِيراط، وَفِي سياقِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفى عِنْد التَّأَمُّل.
ويُرِيدُونَ} بأَبِيل {الأَبِيلِينَ عِيسَى صَلَواتُ اللِّه وسَلامُه عليهِ وعَلى نَبِيِّنا، قَالَ عَمْرُو بنُ عبد الحَقِّ:
(وَمَا سَبَّحَ الرُّهْبانُ فِي كُلِّ بِيعَةٍ ... } أَبِيلَ الأَبِيلِينَ المَسِيحَ ابنَ مَرَيمَا)
ويُرْوَى على النّسَب: أَبِيلَ {الأَبِيلِيِّينَ عِيسَى ابنَ مَرَيمَا} والإِبالَةُ، ككِتابة: السِّياسَةُ أَو حُسنُ القِيامِ بالمالِ، وَقد تَقَدّم.
! والأَبِلَةُ، كفَرِحَةٍ: الطَّلِبَةُ يُقال: لِي قِبَلَه {أَبِلَةٌ، أَي: طَلِبَةٌ، قالَ الطِّرِمّاحُ:
(وجاءَتْ لتَقْضِي الحِقْدَ مِنْ} أَبِلاتِها ... فثَنَّتْ لَهَا قَحْطانُ حِقْداً على حِقْدِ)
أَي جاءَتْ تَمِيمٌ لتَقْضِيَ الحِقْدَ، أَي لتُدْرِكَه أَي الحِقْد الَّذِي من طَلِباتِ تَمِيم فصَيَّرَتْ قَحْطانُ حِقْدَها اثْنَيْن، أَي زادَتْها حِقْداً على حِقْدٍ إِذ لم تَحْفَظْ حَرِيمَها.
(و) {الأَبِلَةُ أَيضًا: الحاجَةُ عَن ابنِ بُزُرْجَ، يقالُ: مَالِي إِلَيكَ أَبِلَةٌ، أَي حاجَةٌ.
والأَبِلَةُ: النَّاقَةُ المُبارَكَةُ من الوَلَدِ ونَصّ المُحِيطِ فِي الوَلَدِ، وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ قَرِيبا.
ويُقال: إِنّه لَا} يَأْتَبِلُ، وَفِي العُباب لَا {يَتَأَبَّلُ، أَي لَا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ وَلَا يُحْسِنُ مِهْنَتَها وخِدْمَتَها، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: لَا يَقُومُ عَلَيْهَا فِيمَا يُصْلِحُها أَو لَا يَثبُتُ علَيها راكِبًا أَي إِذا رَكِبَها، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ حَدِيثَ المُعْتَمِرِ بنِ سُلَيمانَ: رَأَيْتُ رَجُلاً من أَهْلِ عُمَانَ ومَعَه أَبٌ كَبِيرٌ يَمشِي، فقُلْتُ لَهُ احْمِلْهُ، فَقَالَ: إِنه لَا يَأْتبِلُ.
} وتَأْبِيلُ الإِبِلِ: تَسمِينُها وصَنْعَتُها، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن أبي زِيادٍ الكِلابي.
ورَجُلٌ {آبِلٌ،} وأَبِلٌ ككَتِفٍ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وأَنْكَرَ آبِل على فاعِل {- وِإبلِي، بكَسرَتَيْنِ وبفَتْحَتَيْنِ الصوابُ بكسرٍ ففَتْحٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العبابِ، قَالَ: إِنّما يَفْتَحُون الباءَ اسْتِيحاشًا لتَوالِي الكَسراتِ، أَي ذُو} إِبِلٍ وشاهِدُ المَمْدُودِ قَالَ ابنُ هاجَك:) أَنْشَدَني أَبو عُبَيدَةَ للرّاعِي:
(يَسُنُّها آبِلٌ مَا إِنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيدًا وَمَا إِنْ ترتَوي كَرَعَا)
(و) {أَبّالٌ كشَدّادٍ: يَرعاهَا بحُسنِ القِيامِ عَلَيْهَا.
} والإِبْلَةُ، بالكَسرِ: العَداوَةُ عَن كُراع.
وبالضّمِّ: العاهَةُ والآفَةُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: لَا تَبعْ الثَّمَرةَ حَتّى تَأْمَنَ عَلَيها! الأُبْلَة هَكَذَا ضَبَطه ابنُ الأَثِيرِ، وَهُوَ قولُ أبي مُوسَى، ورأَيْت فِي حاشِيَةِ النِّهاية: وَهَذَا وَهَمٌ والصّوابُ {أَبَلَته بالتَّحْرِيكِ.
(و) } الأَبْلَةُ بالفَتْحِ، أَو بالتَّحْرِيكِ: الثِّقَلُ والوَخامَةُ من الطَّعامِ كالأَبَلِ، مُحَرَّكَةً.
(و) {الأَبَلَةُ، بالتَّحْرِيكِ: الإِثْمُ وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ أَي مَال أُدِّيَتْ زَكاتُه فقد ذَهَبَتْ} أَبَلَتُه أَي وَبالُه ومَأْثَمُه، وهَمْزَتُها مُنْقَلِبَةٌ عَن واوٍ، من الكَلأ الوَبيلِ، فأُبْدِلَ من الواوِ هَمْزَة كقَوْلِهِم: أَحَدٌ فِي وَحد.
(و) ! الأُبُلَّةُ كعُتُلَّةٍ ويُفْتَحُ أَوّلُه أَيْضًا كَمَا سَمِعَه الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ قُتَيبَةَ الرّازِيُّ عَن أبي بَكْرٍ صالِحِ بنِ شُعَيب القارِئ كَذَا وُجِدَ بخَطِّ بَدِيعِ بنِ عبدِ اللهِ الأَدِيبِ الهَمَذاني فِي كتاب قَرأه على ابنِ فارِسٍ اللّغَوِيّ: تَمْرٌ يُرَضّ بينَ حَجَرَيْنِ ويُحْلَبُ عَلَيْهِ لَبَنٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْقَارِي: هُوَ المَجِيعُ، والمَجِيع: التَّمْرُ باللَّبنَ، قَالَ أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيُ يَذْكُرُ امرأَتَه أمَيمَةَ:
(فتَأْكُل مَا رُضَّ من زادِهَا ... وتَأبى الأبُلَّةَ لم تُرضَضِ)
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بنُ الأَنْبارِيِّ: إِنَّ الأبُلَّةَ عندَهُم: الجُلَّةُ من التَّمْرِ، وأَنْشَدَ الشِّعْرَ المَذْكُورَ.
وَقَالَ أَبُو القاسِمِ الزَّجّاجِيّ: الأُبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التَّمْرِ وليسَتِ الجُلُّةَ كَمَا زَعَمَه ابنُ الأَنْبارِيِّ.
والأُبُلَّةُ: بالبَصْرَةِ الأَوْلَى مَدِينَةٌ بالبَصْرَةِ فإِنّ مثلَ هَذِه لَا يُطْلَقُ عَلَيْهَا اسْم المَوْضِعِ، فَفِي العُبابِ: مَدِينَةٌ إِلى جَنْبِ البَصْرَةِ، وَفِي مُعْجَمِ ياقوت: بَلْدَةٌ على شاطِئ دِجْلَةِ البَصْرَةِ العُظْمَى فِي زاوِيَةِ الخَلِيجِ الَّذِي يُدْخَلُ مِنْهُ إِلى مَدِينَةِ البَصْرَةِ، وَهِي أَقْدَمُ من البَصْرةِ، لأَنّ البَصْرَةَ مُصِّرَتْ فِي أَيامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله تعالَى عَنهُ، وَكَانَت الأُبُلَّةُ حينَئذٍ مَدِينَةً فِيهَا مَسالِحُ من قِبَلِ كِسرَى وقائِدٌ، قَالَ ياقوت: قَالَ أَبُو عَلِيَ: الأبُلَّةُ: اسمُ البَلَدِ، الهَمْزَةُ فِيهِ فاءٌ وَفُعُلَّةُ قد جاءَ اسْمًا وصِفةً نَحْو خُضُمَّة وغُلُبَّة، وَقَالُوا: قُمُدٌّ، فَلَو قالَ قائِلٌ: إِنّه أُفْعُلَةٌ والهَمْزَةُ زائِدَةٌ مثل أُبْلُمَة وأسْنُمَة لكانَ قَولاً، وذهَبَ أَبُو بَكْرٍ فِي ذَلِك إِلى الوَجْهِ الأوّلِ، كأَنّه لما رَأى فُعُلَّةَ أَكْثَرَ من أفْعُلَة كَانَ عِنْدَه أَوْلَى من الحُكْمِ بزِيادَةِ الهَمزةِ، لقِلَّةِ أفْعُلَة، ولِمَنْ ذَهَبَ إِلى الوَجْهِ الآخَرِ أَنْ يَحْتَجَّ بكَثْرَةِ زِيادَةِ الهَمْزةِ أَوّلاً، ويُقال للفِدْرَةِ من التَّمْرِ: أُبُلَّةٌ فَهَذَا أَيضًا فُعُلَّة من قَوْلِهم: طَيرٌ أَبابِيلُ، فسَّره أَبو عُبَيدَةَ: جَماعاتٍ فِي تَفْرِقَة، فَكَمَا أَنَّ {أَبابيلَ فَعاعِيلُ وليسَتْ بأَفاعِيلَ، كَذَلِك الأبُلَّةُ فُعُلَّةٌ، ولَيسَتْ بأفْعُلَة: أَحَدُ جِنانِ الدُّنْيا وَالَّذِي قالَهُ الأَصْمَعِيُ: جِنانُ الدّنْيا ثَلاثٌ: غُوطَةُ) دِمَشْقَ، ونَهْرُ بَلْخ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ، وحشُوش الدُّنْيا ثلاثَة: الأُبُلَّةُ وسِيرافُ وعُمانُ، وقِيلَ: عُمانُ وأَرْدَبِيلُ وهِيتُ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ هَذَا هُوَ الضّارِبُ إِلى البَصْرَةِ، حفره زِيادٌ، وَكَانَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ يَقُول: مَا رَأَيْتُ أَرضًا مثلَ الأُبُلَّةِ مَسافَةً، وَلَا أَغْذَى نُطْفَةً وَلَا أَوْطَأَ مَطِيَّةً، وَلَا أَرْبَحَ لتاجِر، وَلَا أَحْفى بعابِدٍ مِنْها شَيبانُ بنُ فَرّوخٍ} - الأُبُلِّيُّ شيخُ مُسلم، ومُحَمَّدُ بنُ سُفْيانَ بنِ أبي الوَرْدِ الأبُلِّيُ شَيخُ أبي داودَ، وحَفْصُ بن عُمَر بنِ إِسماعِيلَ الأُبُلِّيُّ رَوَى عَن الثَّوْرِيِّ، ومالِكٌ، ومِسعَرٌ، وأَبو هاشِمٍ كَثِيرُ بنُ سَلِيم الأبُلِّيُّ، كانَ يَضَعُ الحَدِيثَ على أَنَس، وغيرُهم.
{وأُبَيلَى، بالضمِّ وفَتْحِ الباءِ مَقْصُوراً: عَلَمُ امْرَأَة قَالَ رُؤْبَةُ: وضَحِكَتْ مِنِّي} أُبَيلَى عُجْبَا لما رَأَتْنِي بَعْدَ لِين جَأْبَا {وتَأْبيلُ المَيِّتِ: مثل تَأْبِينه وَهُوَ أَنْ تُثْنيَ عَلَيْهِ بعدَ وفاتِه، قَالَه اللِّحْياني، ونَقَله ابنُ جِنِّي أَيْضًا.
(و) } المُؤَبَّلُ كمعظَّمٍ: لَقَبُ إِبْراهِيمَ بنِ إِدرِيسَ العَلَويِّ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ كانَ فِي الدَّوْلَةِ العامِرِيَّةِ، نَقله الحافِظُ.
{والأَبْلُ بالفَتْحِ الرَّطْبُ، أَو اليَبِيسُ، ويُضَمُّ.
(و) } أُبْلٌ بالضَّمِّ: وأَنْشَدَ أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ السَّرِيِّ السَّرّاج:
(سَرَى مِثْلَ نَبضِ العِرقِ واللَّيلُ دُونَه ... وأَعْلامُ أُبْلٍ كُلُّها فالأَصالِقُ)
ويُروَى وأَعْلامُ أُبْلَى.
(و) {الأبُلُ بضَمَّتَين: الخِلْفَةُ من الكَلإِ اليابِسِ يَنْبُت بعدَ عامٍ يَسمَنُ عَلَيْهَا المالُ.
ويُقال: جاءَ فلانٌ فِي} إِبالَتِه، بالكَسرِ، {وأبُلَّتِه، بضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةً وعلىِ الأَخيرِ اقْتَصَرَ الصّاغانيُّ أَي فِي أَصْحابه وقَبيلَتِه، ونَصُّ نوادِرِ الأَعْرابِ: جاءَ فلانٌ فِي} إبِله {وِإبالَتِه، أَي فِي قَبِيلَته يُقال: هُوَ من إِبِلَّةِ سَوْءٍ، مُشَدَّدَةً بكَسرَتَيْنِ، ويُروَى أَيْضًا بضَمَّتَين أَي مَعَ التّشْدِيدِ أَي طَلِبَةٍ، وَكَذَا من} إِبْلاتِه {وإِبالَتِه بكَسرِهِما.
وَفِي المَثَلِ: ضِغْثٌ على إِبّالَةٍ يُروَى كإِجّانَةٍ نَقَلَه الأزْهِرِيُّ والجَوْهَريُّ ويُخَفَّفُ وَهُوَ الأكْثَرُ، وتَقَدَّم قولُ أَسْماءَ بنِ خارجَةَ شاهِداً لَهُ، أَي بَلِيَّةٌ على أُخْرَى كانَتْ قَبلَها كَمَا فِي العُباب أَو خِصْبٌ عَلَى خِصْب وكأَنه ضِدٌّ، وِقال الجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ:} إِيبالَة، وَأجازَه الأَزْهَرِيّ، وَقد تَقَدَّم.
{وآبِلُ، كصاحِبٍ: اسمُ أَرْبَعِ مَواضِعَ، الأَوّل: بحِمْصَ من جِهَةِ القِبلَةِ، بينَها وبينَ حِمْصَ نَحْو مِيلَين.
والثّاني: بدِمَشْقَ فِي غُوطَتِها من ناحِيَةِ الْوَادي، وَهِي} آبِلُ السُّوقِ، مِنْهَا أَبُو طاهِرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الْحُسَيْن بن عامِر بنِ أَحْمَدَ، يُعْرَفُ بابنِ خُراشَةَ الأَنصارِيُّ الخَزْرَجِيُ المُقْرِئُ {- الآبِلِيُّ إِمامُ جامِعِ دِمَشْقَ، قَرَأَ القُرآنَ على أبي المُظَفَّرِ الفَتْحِ بنِ بَرهانَ الأَصْبَهانيِّ وأَقرانِه، ورَوَى عَن أبي بَكْر الحِنّائي وَأبي بَكْر المَيَانَجِيِّ، وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ)
السَّمّانُ، وأَبو مُحَمَّدٍ الكَتّانيُ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلاً، تُوفي سنة وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُنِيرٍ:
(فالماطِرُونَ فدَارَيَّا فجارَتِها ... } فآبِلٍ فمَغانِي دَيْرِ قانُونِ)
والثالِثُ: بِنابُلُسَ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ صَوابُه ببانِياس بَين دِمَشْقَ والساحِلِ، كَمَا هُوَ نَصّ المُعْجَم.
وَالرَّابِع: قُربَ الأُرْدُنِّ، وَهُوَ {آبِلُ الزَّيْتِ من مَشارِف الشّامِ، قَالَ النَّجاشِيُّ:
(وصَدَّتْ بَنُو وُدِّ صُدُودا عَن القَنَا ... إِلى آبِلٍ فِي ذِلَّةٍ وهَوانِ)
وَفِي الحَدِيث: أَنَّ رَسُولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلّمَ جَهّزَ جَيشًا بعد حِجَّةِ الوَداعِ، وقبلَ وفاتِه، وأَمَّرَ عليهِمْ أْسامَةَ بنَ زَيْد، وأَمَرَه أَنْ يُوطِئَ خَيلَه آبِلَ الزَّيْتِ هُوَ هَذَا الَّذِي بالأرْدُنِّ.
} - وأُبْلِيٌ، بالضّمِّ ثمَّ السكونِ وكسرِ اللامِ وتَشْدِيدِ الياءِ: جَبَلٌ مَعْروفٌ عندَ أَجَأَ وسَلْمَى جَبَلَي طَيّئ، وهناكَ نَجْلٌ سَعَتُه فَراسِخُ، والنَّجْلُ، بِالْجِيم: الماءُ النَّزُّ، ويَستَنْقِعُ فِيهِ ماءُ السَّماءِ أَيْضًا.
{وأُبْلَى، كحُبلَى قالَ عَرّامٌ: تَمْضِي من المَدِينَةِ مُصْعِداً إِلى مَكَّةَ فتَمِيلُ إِلى وَاد يُقال لُه: عُرَيْفِطانُ مَعْنٍ لَيسَ بهِ ماءٌ وَلَا رِعْيٌ وحِذاءه جِبالٌ يُقالُ لَهَا} أبْلَى، فِيهَا مِياهٌ مِنْها بِئْرُ مَعُونَةَ وَذُو ساعِدَةَ وذُو جَماجِمَ والوَسْباءُ، وَهَذِه لبني سُلَيمٍ، وَهِي قِنانٌ مُتَّصِلَةٌ بَعْضهَا إِلى بعضٍ، قَالَ فِيها الشّاعِرُ:
(أَلا لَيتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أَرُوم فآرامٌ فشابَةُ فالحَضْرُ)

(وهَلْ تَرَكَتْ أُبْلَى سَوادَ جِبالِها ... وَهل زالَ بَعْدِي عَن قُنَينَتِه الحِجْر)
وَعَن الزّهْريِّ: بَعث رسولُ اللِّه صَلَّى الله عليهِ وسَلّمَ قِبَلَ أَرضِ بني سلَيمٍ، وَهُوَ يَوْمَئذٍ ببِئْرِ مَعُونَةَ بجُرفِ أُبْلَى، وأُبْلَى بينَ الأَرْحَضِيَّةِ وقُرّآنَ، كَذَا ضَبَطَه أَبُو نُعَيمٍ.
وبَعِيرٌ {أَبِلٌ، ككَتِفٍ: لَحِيمٌ عَن ابنِ عَبّادٍ.
قالَ: وناقَةٌ} أَبِلَةٌ، كفَرِحَة: مُبارَكَةٌ فِي الوَلَدِ وَهَذَا قد تَقَدَّمَ بعَينِه، فَهُوَ تَكْرارٌ.
قَالَ (و) {الإِبالَةُ ككِتابَةٍ: شَيْء تُصَدَّرُ بِهِ البِئْرُ وَهُوَ نَحْو الطّي وقَدْ} أَبَلْتُها فَهِيَ {مَأْبُولَةٌ، كَذَا فِي المُحِيط.
والإِبالَةُ: الحُزْمَةُ الكَبِيرَةُ من الحَطَبِ وَبِه فُسِّرَ المَثَلُ المَذْكُور ويضَم،} كالبُلَةِ كثُبَةٍ.
قَالَ ابنُ عَبّادٍ: وأَرْضٌ {مَأْبَلَةٌ كمَقْعَدَةٍ: ذاتُ} إِبِلٍ.
وأَبَّلَ الرجل {تَأْبِيلاً، أَي: اتَّخَذَ} إِبِلاً واقْتَناهَا وَهَذَا قد تَقَدَّمَ فَهُوَ تَكْرارٌ، ومَرَ شاهِدُه من قَول طُفَيلٍ الغَانَوِيِّ.
وَمِمَّا يستَدْركُ عَلَيْهِ: أَبَلَ الشَّجَرُ {يَأْبُلُ} أبُولاً: نَبَتَ فِي يَبيسِه خُضْرَةٌ تَخْتَلِطُ بِهِ فيَسمَنُ المالُ عليهِ، عَن ابنِ عَبّادِ.
ويُجْمَعُ {الإِبِلُ أَيْضًا على} أَبِيلٍ، كعَبِيدٍ، كَمَا فِي المِصْباحِ، وإِذا جُمِعَ فالمُراد قَطِيعاتٌ، وَكَذَلِكَ أَسْماءُ الجُمُوعِ كأَغْنامٍ)
وأَبْقارٍ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: {الأَيْبُلُ: قَريَةٌ بالسِّنْدِ، قَالَ الصّاغاني: هَذِه القَريَةُ هِيَ دَيْبل لَا} أَيْبُل.
! وأُبِلَت الإِبِلُ، على مَا لَم يُسَمَّ فاعِلُه: اقْتُنِيَتْ. {والمُستَأْبِلُ: الرَّجُلُ الظَّلُومُ قالَ:
(وقَيلانِ مِنْهُم خاذِلٌ مَا يُجِيبني ... } ومُستَأْبِلٌ مِنْهُم يُعَقُّ ويُظْلَمُ)
وأَبُلَ الرَجُلُ {أَبالَةً فَهُو} أَبِيلٌ، كفَقُهَ فَقاهَةً: إِذا تَرَهَّبَ أَو تَنَسَّكَ.
{- وأُبْلِيٌّ، كدُعْمِي: وادٍ يَصُبُّ فِي الفُراتِ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(يَنْصَبّ فِي بَطْنِ} أُبْلِي ويَبحَثُه ... فِي كُلِّ مُنْبَطِحٍ مِنْهُ أَخادِيدُ)
يَصِفُ حِماراً، أَي: يَنْصَبّ فِي العَدْوِ، ويَبحَثُه، أَي يَبحَثُ عَن الوادِي بحافِرِه.
{والأَبِيلُ، كأَمِيرٍ: الشَّيخُ.
} والأَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الحِقْدُ، عَن ابنِ بَري.
والعَيبُ، عَن أَبي مالِكٍ.
والمَذَمَّةُ، والتَّبِعَةُ، والمَضَرَّةُ، والشَّر.
وأَيْضًا: الحِذْقُ بالقِيامِ على الإِبِلِ.
{والأُبلَّةُ، كعُتُلَّةٍ: الأَخْضَرُ من حَمْلِ الأَراكِ، عَن ابنِ بَريّ، قَالَ: ويُقال:} آبِلَةٌ على فاعِلَةٍ.
{وأُبِلْنا، بالضَّمِّ أَي: مُطِرنَا وابِلاً.
ورَجُلٌ} أَبِلٌ {بالإِبِلِ: حاذِق بالقِيامِ عَلَيها، قَالَ الرّاجِزُ: إِن لَها لَرَاعِيًا جَرِيَّا} أَبْلاً بِمَا يَنْفَعها قَوِيَّا لَم يَرعَ مَأْزُولاً وَلَا مَرعِيَّا ونُوقٌ {أَوابِلُ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْب عَن أبي عَمْرو، وأَنشد:
(أوابِلُ كالأَوْزانِ حوشٌ نُفُوسُها ... يُهَدِّرُ فِيها فَحْلُها ويَرِيسُ)
} وإِبِلٌ {أُبّال، كرُمّان: جُعِلَت قَطِيعًا قَطِيعًا.
وإِبِلٌ} آبِلَةٌ، بِالْمدِّ: تَتْبَعُ! الأُبْلَ، وَهِي الخِلْفَةُ من الكَلإِ، وَقد أَبَلَتْ.
ورِحلَة أُربِع: مَشْهُورَةٌ عَن أَبي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ:) (دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قَدْ وَرَدْنَه ... برِحْلَةِ أُبْلِي وإِنْ كَانَ نائِيَا)
{وآبُلُ، كآنك: بلَد بالمَغْرِبِ، مِنْهُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ} - الآبُلي شيخُ المَغْرِبِ فِي أُصُولِ الفِقْه، أخَذَ عَنهُ ابنُ عَرَفَةَ وابنُ خَلْدُون، قيَّدَه الحافِظُ.

يد

(يد) - في الحديث : "ما رَأَيْتُ أَعْطَى لِلجَزِيل عن ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة" : أي ابتدَاءً مِن غَير مُكَافَأة.
- وفي الحديث: "اجْعَل الفُسَّاقَ يَدًا يَدًا ورِجْلاً رِجْلاً"
: أي فَرّق بَيْنهم في الهِجْرَة.
- وفي الحديث: "فأخَذَ بهم يَدَ بَحْرٍ"
: أي طَرِيقَ بَحْرٍ، يريد: السَّاحِل.

يد



يَدٌ The arm, from the shoulder-joint to the extremities of the fingers. (Msb.) b2: [The foreleg of a horse, &c.] b3: يَدٌ بَيْضَآءُ: see أَبْيَضُ, in two places, near the end of the paragraph. b4: يَدٌ A sleeve: see R. Q. 1 in art. ذب. b5: يَدُ القَوْسِ: see رِجْلٌ, in two places. b6: طِوَالُ الأَيْدِ for الأَيْدِى: see ثَمَانِيَةٌ. b7: أَعْطَاهُ عَنْ يَدٍ, as occurring in the Kur, ix., 29, He gave it in acknowledgement of the superiority of the receiver; that the power (يَدْ) of the latter was superior to that of the giver: or, because of favour received; or, from subjection and abasement: (M:) or, from compulsion: (A 'Obeyd, T:) or, obediently: or, walking with it; not riding, nor sending it: or, in ready money. (TA.) b8: أَسْلَمَ عَلَى يَدَىْ فُلَانٍ

He became a Muslim by the advice and persuasion of such a one. (Marg. note in a copy of the Jámi' es-Sagheer, on a trad. commencing مَنْ

أَسْلَمَ.) b9: أَخَذتُّ عِنْدَهُ يَدًا: see art. اخذ. b10: لِفُلَانٍ عِنْدِى يَدٌ I owe such a one a benefit. b11: عَلَى يَدِهِ By his agency, or means. See the corresponding expression in Hebrew, in Ps. lxiii. 11, Jer. xviii. 21, and Ezek. xxxv. 5, in the phrase “ to pour out (the blood of) a person by means of the sword. ” b12: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (Kur, ii. 191): see ب (used redundantly). b13: لا آتِيهِ يَدَ الدَّهْرِ, and يَدَ المُسْنَدِ I will not come to him, or do it, ever; I will never do it. (IAar, in I., voce مُسْنَدٌ.) See أَبَدٌ and جَدًا. b14: عَلَى يَدَىِ الخَيْرِ وَاليُمْنِ: see خَيْرٌ. b15: بِعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ: see نَاجِزٌ. b16: You say, also, بَايَعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ, the two nouns being only thus used, as a denotative of state, I contracted a sale with him for ready money; i. q. بِالتَّعْجِيلِ وَالنَّقْدِ. (Mgh.) b17: لَكَ أَنْ يَكُونَ كَذَا [or يَدَىَّ?] يَدِىَّ is like عَلَىَّ لك ان يكون كذا. (Aboo-Sahl El-Harawee, TA in art. حبق.) b18: أُتِىَ عَلَى يَدِ فُلَانٍ: see أَتَى. b19: أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ and ذَاتِ يَدَيْنِ: see art. ذو. b20: تَحْتَ يَدِهِ Under his authority. b21: يَدٌ (assumed tropical:) Generosity. (A, voce شَبْرٌ) مَيْدِىٌّ A gazelle whose fore-leg is caught in a snare: see مَرْجُولٌ.
[يد] نه: فيه: عليكم بالجماعة فإن "يد" الله على الفسطاط، هو المصر الجامع، ويد الله كناية عن الحفظ والدفاع عن أهل المصر، كأنهم خصوا بواقية الله وحسن دفاعه. ومنه: "يد" الله على الجماعة، أي إن المتفقة من أهل الإسلام في كنف الله ووقايته فوقهم وهم بعيد من الأذى والخوف فأقيموا بين ظهرانيهم، وأصل اليد يدي. ج: أي سكينته ورحمته مع المتفقين وهم بعيدة من الأذى والخوف والاضطراب فإذا تفرقوا زال السكينة وأوقع بأسهم بينهم وفسد الأحوال. نه: وفيه: "اليد" العليا خير من السفلى، العليا: المعطية. ج: لأنها بالحقيقة تعلو على يد السائل صورة ومعنى. نه: وقيل: المتعففة، والسفلى: السائلة، وقيل:لمن دعا عليه بالسوء، أي به الله لوجهه أي خر إلى الأرض على يديه. وفيه: اجعل الفساق "يدًا يدًا" ورجلًا رجلًا، فإنهم إذا اجتمعوا وسوس الشيطان بينهم في الشر أي فرق بينهم. ومنه: تفرقوا "أيدي" سبأ و"أيادي" سبأ، أي تفرقوا في البلاد. وفي ح الهجرة: فأخذ بهم "يد" البحر، أي طريق الساحل. ط: حتى البضاعة يضعها في "يد" قميصه، البضاعة بالنصب قسط من المال يقتني للتجارة، ويد القميص: الكمن يعني إذا وضع بضاعة في كمه ووهم أنها عابت فطلبها وفرغ كفرت عنه ذنوبه. غ: "غلت "أيديهم" جعلوا بخلاء وهم أبخل الناس، أو غلت أيديهم في النار جزاء ما قالوا. و"لأتينهم من بين "أيديهم"" أي بالتكذيب بما هو أمامهم من البعث والحساب. "ومن خلفهم" من قبل المال فخوفهم الفقر ولم يؤدوا زكاة، "وعن أيمانهم" من قبل الدين فلبس عليهم الحق، "وعن شمائلهم" من قبل الشهوات. و"بين "أيديهن" وأرجلهن" أي من جميع الجهات، لأن الأفعال تنسب إلى الجوارح، أو كنى بها عن ولد تحمله من غير زوجها لأن فرجها بين الرجلين وبطنها بين اليدين. و"أولى "الأيدي"" أولى القوة. و""يد" الله فوق "أيديهم"" أي في المنة عليهم فوق أيديهم في الطاعة. واليد: النعمة والطاعة والقدرة والقوة والملك والسلطان والجماعة. وضع "يدك"، أي كل. و"لما سقط في "أيديهم"" أي ندم. وخرج نازع "يد" أي عاصيًا.
يد
الْيَدُ: الجارحة، أصله: يَدْيٌ لقولهم في جمعه: أَيْدٍ ويَدِيٌّ . وأَفعُلٌ في جمع فَعْلٍ أكثرُ. نحو: أفلُس وأكلُب، وقيل: يَدِيٌّ نحو:
عَبْدٍ وعَبِيدٍ، وقد جاء في جمع فَعَلٍ نحو: أَزمُن وأَجبُل. قال تعالى: إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
[المائدة/ 11] ، أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها
[الأعراف/ 195] وقولهم: يَدَيَانِ على أنّ أصله يَدْيٌ على وزن فَعْلٍ، ويَدَيْتُهُ: ضربت يَدَهُ، واستعير اليَدُ للنّعمة، فقيل: يَدَيْتُ إليه. أي: أسديت إليه، وتجمع على أَيَادٍ، وقيل: يَدِيٌّ. قال الشاعر:
فإنّ له عندي يَدِيّاً وأَنْعُماً
وللحوز والملك مرّة يقال: هذا في يَدِ فلانٍ.
أي: في حوزه وملكه. قال تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ
[البقرة/ 237] وقولهم: وقع في يَدَيْ عَدْلٍ.
وللقوّة مرّةً، يقال: لفلان يَدٌ على كذا، ومالي بكذا يَدٌ، ومالي به يَدَانِ. قال الشاعر:
فاعمد لما تعلو فمالك بالّذي لا تستطيع من الأمور يَدَانِ
وشبّه الدّهر فجعل له يَدٌ في قولهم: يَدُ الدّهرِ، ويَدُ المِسْنَدِ، وكذلك الريح في قول الشاعر:
بِيَدِ الشّمال زمامها
لما له من القوّة ومنه، قيل: أنا يَدُكَ، ويقال:
وضع يَدَهُ في كذا: إذا شرع فيه. ويَدُهُ مطلقة:
عبارة عن إيتاء النّعيم، ويَدٌ مَغْلُولَةٌ: عبارة عن إمساكها. وعلى ذلك قيل: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ
[المائدة/ 64] ، ويقال: نفضت يَدِي عن كذا. أي: خلّيت وقوله عزّ وجلّ: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ
[المائدة/ 110] ، أي:
قوّيت يَدَكَ، وقوله: فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ [البقرة/ 79] ، فنسبته إلى أَيْدِيهِمْ تنبيه على أنهم اختلقوه، وذلك كنسبة القول إلى أفواههم في قوله عزّ وجلّ: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ [التوبة/ 30] ، تنبيها على اختلافهم.
وقوله: أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها
[الأعراف/ 195] ، وقوله: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ
[ص/ 45] ، إشارة إلى القوّة الموجودة لهم. وقوله: وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ
[ص/ 17] ، أي: القوّة. وقوله: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ
[التوبة/ 29] ، أي: يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم في مقارّتهم. وموضع قوله: عَنْ يَدٍ
في الإعراب. حال . وقيل: بل اعتراف بأنّ أَيْدِيَكُمْ فوق أَيْدِيهِمْ. أي: يلتزمون الذّلّ.
وخذ كذا أثر ذي يَدَيْنِ ، ويقال: فلانٌ يَدُ فلانٍ أي: وَلِيُّهُ وناصرُهُ، ويقال لأولياء الله: هم أَيْدِي اللهِ، وعلى هذا الوجه قال عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
[الفتح/ 10] ، فإذا يَدُهُ عليه الصلاة والسلام يَدُ اللهِ، وإذا كان يَدُهُ فوق أيديهم فيَدُ اللهِ فوق أيديهم، ويؤيّد ذلك ما روي: «لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويَدَهُ الّتي يبطش بها» وقوله تعالى: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا
[يس/ 71] ، وقوله: لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ
[ص/ 75] ، فعبارة عن تولّيه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له عزّ وجلّ. وخصّ لفظ اليَدِ ليتصوّر لنا المعنى، إذ هو أجلّ الجوارح التي يتولّى بها الفعل فيما بيننا ليتصوّر لنا اختصاص المعنى لا لنتصوّر منه تشبيها، وقيل معناه: بنعمتي التي رشّحتها لهم، والباء فيه ليس كالباء في قولهم: قطعته بالسكّين، بل هو كقولهم: خرج بسيفه. أي: معه سيفه، معناه:
خلقته ومعه نعمتاي الدّنيويّة والأخرويّة اللّتان إذا رعاهما بلغ بهما السّعادة الكبرى. وقوله: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
[الفتح/ 10] ، أي: نصرته ونعمته وقوّته، ويقال: رجل يَدِيٌّ، وامرأةٌ يَدِيَّةٌ.
أي: صناع، وأما قوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
[الأعراف/ 149] ، أي: ندموا، يقال:
سقط في يَدِهِ وأسقط: عبارة عن المتحسّر، أي:
عمّن يقلّب كفّيه كما قال عزّ وجلّ: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها [الكهف/ 42] ، وقوله: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ [إبراهيم/ 9] ، أي: كفّوا عمّا أمروا بقبوله من الحقّ، يقال: ردّ يَدَهُ في فمه. أي: أمسك ولم يجب ، وقيل: ردّوا أَيْدِيَ الأنبياءِ في أفواههم.
أي: قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا، وقيل: ردّوا نعم الله بأفواههم بتكذيبهم.

رهو

(رهو) : قال أبو القاسم في (لغات القرآن) قوله تعالى (وَاِترُكِ البَحرَ رَهوًا) أي سهلا دمثا بلغة النبط.
قال الواسطي: أي ساكناً بالسريانية. 
رهو
وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً
[الدخان/ 24] ، أي:
ساكنا، وقيل: سعة من الطّريق، وهو الصحيح، ومنه: الرَّهَاءُ للمفازة المستوية، ويقال لكلّ جوبة مستوية يجتمع فيها الماء رهو، ومنه قيل: «لا شفعة في رَهْوٍ» ، ونظر أعرابيّ إلى بعير فالج فقال: رَهْوٌ بين سنامين .
رهـو
رَهْو [مفرد]:
1 - ساكن هادئ "مَطَرٌ رَهْو: خفيف- {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}: ساكنًا متَّسعًا، لا اضطراب في أمواجه".
2 - ما اطمأنّ من الأرض وارتفع ما حوله فيجتمع فيه الماء، ويطلق مجازًا على الفجوة بين سنامي الجمل "سبحان الله، رَهْوٌ بين سنامين: قالها أعرابي عندما نظر إلى جَمَل ذي سنامين". 

رهو


رَهَا(n. ac. رَهْو)
a. Walked slowly, leisurely.
b. Became calm (sea).
c. ['Ala], Dealt gently with.
d. [Bain], Opened wide ( the legs ), straddled.

رَاْهَوَa. Drew near to, approached; was near to.
b. Came to an understanding with.

أَرْهَوَa. see I (c)b. [acc. & La], Made accessible to.
إِرْتَهَوَa. Was mixed together pell-mell, was confused, was jumbled
together.
b. Prepared the dish called رَهِيَّة.
رَهْو
[ ], (pl.
رِهَآء
[رِهَاْو]), Crane (bird)
b. Crowd.
c. High ground; steep; slope.

رَهْوَة []
a. see 1 (c)
رَاهٍa. Easy, tranquil.
b. Plentiful

رَهَآء []
a. Even ground.

رَهِيَّة []
a. Wheat boiled in milk.

رَهْوَان []
a. Low ground.
ر هـ و

واترك البحر رهواً ": ساكناً كما هو، وعيش راهٍ: ساكن. وقيل هجوبة بين ماءين قائمين. والرهو ما اطمأن من الأرض وارتفع ما حوله. ومرّ بأعرابي فالج فقال: سبحان الله رهوٌ بين سنامين، والرهوة مثله. ويقال: طلع رهواً ورهوة وهو نحو التل. قال ذو الرمة:

يجلّى كما جلّى على رأس رهوة ... من الطير أقنى ينفض الطل أزرق

وجاءت الخيل رهواً: متتابعة. وأناه بالشيء رهواً سهواً: أي عفواً سهلاً لا احتباس فيه. قال:

يمشين رهواً فلا الأعجاز خاذلــة ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل
رهو الكركي يسمى رهواً، وجمعه رهاءٌ. والرهو مشي في سكون. وسير خفيف. والجماعة من الناس. والمرأة التي لا تمتنع من الفجور، والرهوى مثله، وهي - أيضاً - التي تعاب في الجماع لسعتها. ومستنقع الماء. والفرجة بين الشيئين، ورها ما بين رجليه وسع ما بينهما. والعفو في الشيء، أعطيته رهواً. وقوله عز وجل " واترك البحر رهواً " أي واسعاً متتابعاً، وقيل كثيراً؛ من قولهم ماء رهو. وقيل متفرقا منفرجاً. والرهاء المستوية قل ما تخلو من السراب. ورهاء بلد بالجزيرة. وحي من مذحج. وريح لينة، والجمع الرهو. والمراهي والمراخي السراع، واحدها مرهاء. والرهوة شبه تل صغير في متن من الأرض أو على جبل. والرهيأة أن تجعل أحد العدلين أثقل من الآخر، تقول رهيأت حملك. وفي الرأي إذا لم تقومه. وترهيأ الرجل في أمره هم به وأمسك عنه. والمرأة ترهيأ في مشيها تتبختر. وترهيأت السحابة أي تتمخض للمطر. وما أرهيت إلاَّ على نفسك أي ما أبقيت إلاَّ عليها. وأرهى له الطعام أي دام له. ورها الطائر إذا نشر جناحيه ولم يخفق بهما، يرهو رهواً. والراهية النحلة؛ لأنها تطير راهية أي ساكنة. وراهيت الاحتلام قاربت. وتراهى الرجلان تراهياً توادعا.
(ر هـ و)

رَها الشَّيْء رَهْواً: سكن.

وعيش راهٍ: خصيب سَاكن، وكل سَاكن لَا يَتَحَرَّك: راهٍ، ورَهْوٌ.

وأرْهَى على نَفسه: رفق بهَا وسكَّنها. والرَّهْوُ أَيْضا: الْكثير الْحَرَكَة. ضد.

وَقيل: الرَّهْوُ: الْحَرَكَة نَفسهَا.

والرَّهْوُ أَيْضا: السَّرِيع، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

فإنْ أهْلِكْ عُمَيْرُ فَرُبَّ زَحْفٍ ... يُشَبَّهُ نَقْعُهُ رَهْواً ضَبابا

وَهَذَا قد يكون السَّاكِن، وَيكون السَّرِيع.

وَجَاءَت الْخَيل رَهْواً، أَي سَاكِنة، وَقيل: متتابعة.

وغارة رَهْوٌ: متتابعة.

وَامْرَأَة رَهْوٌ، ورَهْوَى: لَا تمْتَنع من الْفُجُور وَقيل: هِيَ الَّتِي لَيست بمحمودة عِنْد الْجِمَاع، من غير أَن يعين ذَلِك، وَقيل: هِيَ الواسعة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره: نزل المخبل السَّعْدِيّ، وَهُوَ فِي بعض أَسْفَاره، على ابْنة الزبْرِقَان ابْن بدر، وَقد كَانَ يهاجي أَبَاهَا، فعرفته وَلم يعرفهَا، فَاتَتْهُ بغسول فغسلت رَأسه وأحسنت قراه، وزودته عِنْد الرِّحلة، فَقَالَ لَهَا: من أَنْت؟ فَقَالَت وَمَا تُرِيدُ إِلَى اسْمِي؟ فَقَالَ: أُرِيد أَن أمدحك، فَمَا رَأَيْت امْرَأَة من الْعَرَب أكْرم مِنْك، قَالَت: اسْمِي رَهْوٌ، قَالَ: تالله مَا رَأَيْت امْرَأَة شريفة سميت بِهَذَا الِاسْم غَيْرك، قَالَت: أَنْت سميتني بِهِ، قَالَ: وَكَيف ذَلِك؟ قَالَت: أَنا خليدة بنت الزبْرِقَان، وَقد كَانَ هجاها فِي شعره فسماها رَهْواً، وَذَلِكَ قَوْله:

فأنْكَحْتُمُ رَهْواً كأنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إهابٍ أوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ

فَجعل على نَفسه أَلا يهجوها وَلَا يهجو أَبَاهَا أبدا وَأَنْشَأَ يَقُول:

لَقَدْ زَلَّ رَأْيِي فِي خُلَيْدَةَ زَلَّةً ... سأُعْتِبُ قَوْمي بَعْدَها فأتُوبُ

وأشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللهُ، أنَّنِي ... كذَبْتُ عَلَيْها والهِجاءُ كَذُوبُ

وبئر رَهْوٌ: وَاسِعَة الْفَم.

والرَّهْوُ: مستنقع المَاء، وَقيل: هُوَ مستنقع المَاء من الجوب خَاصَّة، وَأما قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا يُمنَعُ نَقْعُ البِئرِ وَلَا رَهْوُ الماءِ " ويروى " لَا يُباع " فَإِن الرَّهْوَ هُنَا المستنقع، وَقد يجوز أَن يكون المَاء الْوَاسِع المتفجر.

والرَّهْوُ: حفير يجمع فِيهِ المَاء.

والرَّهاءُ: الْوَاسِع من الأَرْض المستوى قل مَا يَخْلُو من السراب.

ورَهاءُ كل شَيْء: مستواه.

وَطَرِيق رَهاءٌ: وَاسع.

والرَّهاءُ: شَبيه بالدخان والغبرة قَالَ:

وتَحْرَجُ الأبْصارُ فِي رَهائِهِ

أَي تحار.

والأَرْهاءُ: الجوانب عَن أبي حنيفَة، قَالَ: وَقيل لِابْنِهِ الخس: أَي الْبِلَاد أمرأ؟ قَالَت: أرْهاءُ أجإ أنَّى شَاءَت.

وَإِنَّمَا قضينا أَن همزَة الرَّهاء والأرْهاء وَاو لَا يَاء لِأَن " ر هـ و" أَكثر من " ر هـ ي " وَلَولَا ذَلِك لكَانَتْ الْيَاء أمْلَكَ بهَا، لِأَنَّهَا لَام.

ورَهَتْ ترْهُو رَهْواً: مشت مشيا خَفِيفا، قَالَ:

يَمشِينَ رَهْواً فَلا الأعجازُ خاذِلَــةٌ ... وَلَا الصُّدورُ على الأعجازِ تَتَّكِلُ

والرَّهْوُ: سير خَفِيف: حَكَاهُ أَبُو عبيد فِي سير الْإِبِل.

والرَّهْوُ: شدَّة السّير، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقَوله:

إِذا مَا دَعا داعِي الصَّباحِ أجابَهُ ... بَنو الحَرْبِ مِنَّا والمَراهِي الضَّوابِعُ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: المَراهِي: الْخَيل السراع، وَاحِدهَا مُرْهٍ وَقَالَ ثَعْلَب: لَو كَانَ مِرْهىً كَانَ أَجود، فَهَذَا يدل على انه لم يعرف أرْهَى الْفرس، وَإِنَّمَا مِرْهىً عِنْده على رَها، أَو على النّسَب.

وَشَيْء رَهْوٌ: رَقِيق، وَقيل: متفرق، وَفِي التَّنْزِيل: (واتْرُكِ البَحْرَ رَهْوا) يَعْنِي تفرق المَاء مِنْهُ، وَقَالَ الزّجاج: رَهْواً هُنَا: يبسا، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِير، كَمَا قَالَ: (فاضرِبْ لهُمْ طَرِيقاً فِي البَحْرِ يَبَساً) قَالَ المثقب: كالأَجْدَلِ الطَّالِبِ رَهْوَ القَطا ... مُستَنْشِطا فِي العُنُقِ الأصْيَدِ

الأجدل: الصَّقْر.

وثوب رَهْوٌ: رَقِيق، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد لأبي الْعَطاء:

ومَا ضَرَّ أثوابِي سَوادِي وتَحتَه ... قَميصٌ مِنَ القُوهِىِّ رَهْوٌ بَنائِقُهْ

ويروى " مَهْوٌ " و" رَخْفٌ " وكل ذَلِك سَوَاء.

وخِمار رَهْوٌ: رَقِيق، وَهُوَ الَّذِي يَلِي الرَّأْس، وَهُوَ أسرعه وسخا.

والرَّهْوُة: الِارْتفَاع والانحدار، ضد، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس النميري:

دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ فِي رَهْوَةٍ

فَهَذَا انحدار.

وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:

نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ ... مُحافَظَةٍ وكُنَّا السَّابِقِينا

فَهَذَا ارْتِفَاع.

والرَّهْوُ والرَّهْوَة: شبه تل صَغِير يكون فِي متون الأَرْض وعَلى رُؤُوس الْجبَال، وَهِي مواقع الصقور والعقبان، الأولى عَن اللحياني، قَالَ ذُو الرمة:

نَظَرْتُ كَمَا جَلَّى على رَأسِ رَهْوَةٍ ... مِنَ الطَّيرِ أقنَى يَنْفُضُ الطَّلَّ أزرَقُ

والرَّهْوُ: طَائِر يُقَال لَهُ: الكركي، وَقيل: هُوَ من طير المَاء، يُشبههُ وَلَيْسَ بِهِ.

وأرْهَى لَك الشَّيْء: أمكنك، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وأرْهَيْتُه أَنا لَك، أَي مكنتك بِهِ.

والرُّها: بلد بالجزيرة، ينْسب إِلَيْهِ ورق الْمَصَاحِف.

وبَنو رُهاءٍ: قَبيلَة من مذْحج.

ورَهْوَى: مَوضِع، وَكَذَلِكَ رَهْوَةُ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ لأبي ذُؤَيْب: فإنْ تُمْسِ فِي قَبْرٍ بِرَهْوَةَ ثاوِياً ... أنِيسُكَ أصداءُ القُبورِ تَصيحُ

وَقَالَ ثَعْلَب: رَهْوَةُ: جبل، وَأنْشد:

يُوعِدُ خَيْراً وهْوَا بالرَّحْراحِ

أبعَدُ مِنْ رَهْوَةَ مِنْ نُباحِ

نُباح: جبل.
رهو
: (و ( {الرَّهْوُ: الفتْحُ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ) .
قالَ أَبو عُبيدَةَ:} رها بَيْنَ رِجْلَيْه {يَرْهُو} رَهْواً: أَي فتَحَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {واتْرُكِ البَحْر رَهْواً} كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) الرَّهْوُ: (السَّيْرُ السَّهْل) . يقالُ: جاءَتِ الخَيْلُ رَهْواً.
قالَ ابنُ الأعرابيِّ: رَها يَرْهُو فِي السَّيْر: أَي رَفَقَ؛ قالَ القطاميُّ فِي نعْتِ الركابِ:
يَمْشِينَ رَهْواً فَلَا الأَعْجازُ خاذِلَــةٌ
وَلَا الصُّدُورُ على الأَعْجازِ نَتَّكِلُوقيلَ: الرَّهْوُ فِي السَّيْرِ اللَّينُ مَعَ دَوامٍ.
(و) الرَّهْوُ: (المَكانُ المُرْتَفِعُ والمُنْخَفِضُ) أَيْضاً يَجْتَمِع فِيهِ الماءُ؛ ( {كالرَّهْوَةِ فيهمَا ضِدٌّ) ؛ شاهِدُ الارْتِفاعِ قوْلُ عَمْرو بنِ كُلْثوم:
نَصَبْنا مِثْلَ} رَهْوَةَ ذَاتَ حَدِّ
مُحافَظَةً وكُنَّا السَّابقِيناوشاهِدُ الانْخِفاضِ قوْلُ أَبي العبَّاس النُّمَيْرِي:
دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ فِي رَهْوَةٍ وقالَ أَبو عبيدٍ: الرَّهْوُ الجَوْبَةُ تكونُ فِي مَحَلَّة القَوْم يسيلُ فِيهَا ماءُ المَطَرِ أَو غَيره.
وَفِي الحدِيثِ: (قَضَى أنَّه لَا شُفْعَة فِي فِناءٍ وَلَا طَرِيقٍ وَلَا مَنْقَبَةٍ وَلَا رُكْحٍ وَلَا رَهْوٍ) . ومِنْ الارْتِفاعِ أَيْضاً الحدِيثُ: سُئِل عَن غَطَفان فقالَ: ( {رَهْوَةٌ تَنْبَع مَاء) ، أَرَادَ أنَّهم جَبَلٌ يَنْبَعُ مِنْهُ الماءُ، وأَنَّ فيهم خُشونةً وتَوَعُّراً.
وقيلَ:} الرَّهْوَةُ الرَّابيَةُ تضْرُب إِلَى اللِّيْن وطولُها فِي السَّماءِ ذِراعانِ أَو ثلاثٌ، وَلَا يكونُ إلاَّ فِي سُهولِ الأرْضِ وجَلَدِها مَا كَانَ طِيناً وَلَا تكونُ فِي الجِبالِ، والجَمْعُ {رِهاءٌ.
وقيلَ:} الرَّهْوُ مُسْتَنْقعُ الماءِ.
{والرَّهْوَةُ شبْهُ تلَ صَغيرٍ يكونُ فِي مُتُونِ الأرْضِ على رُؤُوس الجِبالِ، وَهِي مَواقِعُ الصُّقُورِ والعقْبانِ.
} والرَّهاءُ أرْضٌ مُسْتويةٌ قلَّما تَخْلو مِن التُّرابِ.
(و) الرَّهْوُ: المرْأَةُ (الواسِعَةُ الهَنِ) ؛ حَكَاها النِّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
( {كالرَّهْوَى) ، كسَكْرَى، لُغتانِ عَن اللَّيثِ؛ قالَ المخبَّلُ السَّعدِيُّ:
وأَنْكَحْتُها} رَهْواً كأَنَّ عِجانَها
مَشَقُّ إهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ قُلْتُ: عَنَى بهَا جليدَةَ بنْت الزِّبْرقان بنِ بَدْرٍ الفَزارِيِّ، يُحْكَى أنَّه نَزَلَ المخبَّلُ فِي سَفَرٍ على ابْنَةِ الزِّبْرِقانِ هَذِه فعَرَفَتْه وَلم يَعْرِفْها، فأَحْسَنَتْ قِراهُ وزَوَّدَتْه عنْدَ الرِّحْلةِ، فقالَ لَهَا: من أَنْتِ؟ فَقَالَت: وَمَا تُريدُ إِلَى اسْمي؟ قالَ: أُرِيدُ أَنْ أَمْدَحَكِ فَمَا رأَيْتُ أَكْرَمَ منْكِ، قَالَت: اسْمِي رَهْو، قالَ: تاللَّهِ مَا رأَيْتُ امْرأَةً شرِيفَةً سُمِّيتَ بِهَذَا الاسْم غَيْرَك، قَالَت: أَنْتَ سَمَّيْتنِي بِهِ، قالَ: وَكَيف؟ قَالَت: أَنا جليدَةُ بنْتُ الزِّبْرِقان، فجعلَ على نَفْسِه أَنْ لَا يَهْجُوهَا وَلَا أَباها أَبَداً واعْتَذَرَ لَهَا.
( {والرَّهَا) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيِّ.
(و) } الرَّهْوُ: (الكُرْكِيُّ) .
وقيلَ: هُوَ مِن طَيْرِ الماءِ شَبيهٌ بِهِ.
(و) الرَّهْوُ: (الجماعَةُ) المُتَتابعَةُ (من النَّاسِ) . يقالُ: الناسُ رَهْوٌ واحِدٌ مَا بينَ كَذَا وَكَذَا، أَي مُتَقاطِرُونَ.
(و) الرَّهْوُ: (نَشْرُ الطَّائِرِ جَناحَيْه) وَقد رَها يَرْهو.
(و) الرَّهْوُ: (السَّكونُ) . يقالُ: {رَها البَحْرُ إِذا سَكَنَ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {واتْرُك البَحْرَ} رَهْواً} ، أَي ساكِناً على هِينَتِك.
قالَ الزجَّاجُ: هَكَذَا فسَّرَه أهْلُ اللّغَةِ؛ وَجَاء فِي التَّفْسِير يَبَساً.
وقالَ أَبو سعيدٍ: أَي دَعْه كَمَا فلَقْته لكَ لأنَّ الطَّريقَ كَانَ فِيهِ رَهْواً بينَ فِلْقَيْه.
( {وأَرْهى: تَزَوَّجَ) امْرأَةً (واسِعَةَ) الهَنِ.
(و) أَيْضاً: (دامَ على أَكْلِ الكُرْكِيِّ.
(و) أَيْضاً: (صادَفَ مَوْضِعاً} رَهاءً، كسَماءٍ، أَي واسِعاً) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: {الرّهاءُ الأَرْضُ الواسِعَةُ.
وَفِي المُحْكَم: مَا اتَّسَعَ من الأرْضِ؛ وأَنْشَدَ:
بشُعْثٍ على أَكْوارِ شدت رَمى بهم
} رَهاء الفَلا نابِي الهُمومِ القَواذِفِ (و) {أَرْهَى (لَهُم الطَّعامَ والشَّرابَ: أَدامَهُ) لَهُم.
قالَ الجوهرِيُّ: حكَاهُ يَعْقوب مِثْل أَرْهَنَ.
(} والرَّاهِيَةُ: النَّحْلَةُ لسُكونِها فِي طَيَرانِها.
( {وتَراهَيَا) } تراهياً: (تَوادَعا.
( {ورَاهاهُ) } مُراهاةً: (قارَبَهُ. (و) أَيْضاً: (حامَقَهُ) .
وهارَاهُ: طانَزَهُ.
(وفَرَسٌ {مِرْهاةٌ، بالكسْرِ) : أَي (سَريعةُ) السَّيْرِ، (ج} مَراهِي) ، كمِسْحاةٍ ومَساحِي؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِر:
إِذا مَا دَعا دَاعِي الصَّباحِ أجابَهُ
بَنُو الحَرْبِ مِنَّا {والمَرَاهِي الضَّوابِعُ وَهِي الخَيْلُ السراعُ، واحِدُها مُرْهٍ.
قالَ ثَعْلَب: لَو كانَ} مِرْهىً كانَ أَجْوَد، فدلَّ على أنَّه لم يَعْرف {أَرْهَى الفَرَسُ، وإنَّما} مِرْهىً عنْدَه على رَها أَو على النَّسَبِ.
( {ورَهْواءُ) ، كصَهْباء: (ع) .
وَفِي المُحْكَم: رَهْوَى، كسَكْرَى، ومِثْلُه فِي التكْملَةِ والجَمْهَرةِ.
(و) } رَهاءُ، (كسَماءٍ: حيٌّ من مَذْحِجٍ) . قالَ الحافِظُ: قَرَأْتُ بخطِّ الإِمام رَضِيِّ الدِّيْن الشَّاطِبيّ على حاشِيَةِ كتابِ ابنِ السَّمعاني فِي ترجمةِ {الرَّهاوي، بالفتْحِ، قَيَّده جماعَةٌ بالضمِّ، وَلم أَرَ أَحَداً ذَكَرَه بالفتْحِ إلاَّ عَبْد الغَنِيّ بن سعيدٍ:
قُلْتُ: وَقد انْفَرَدَ بِهِ، وإيَّاه تَبِعَ المصنِّفُ وَلم أَرَ أَحَداً مِن أَئِمَّةِ اللغَةِ تابَعَه؛ فإنَّ الجوهريَّ ضَبَطَه بالضمِّ؛ وكَذلِكَ ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ الكَلْبي وغيرُهُم، ثمَّ اخْتُلِفَ فِي نَسَبهِ فقيلَ: هُوَ} الرَّهاءُ بنُ مُنَبّه بنِ حَرْبِ بنِ عبد اللَّهِ بنِ خالِدٍ بنِ مالِكِ؛ وَمَالك جماع مَذْحج.
وقيلَ: هُوَ! رَهاءُ بنُ يزِيد بنِ حَرْبِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ وَهَذَا قَوْلُ ابنِ الأثِيرِ، يَجْتمِعُ مَعَ النَّخْع فِي خالِدٍ، وَهَذَا سِياقُ ابنِ الأثيرِ.
وَفِي أنسابِ أَبي عبيدٍ: وَلَد حَرْبُ بنُ علةَ بنِ جلدِ بنِ مالِكِ بنِ أُدَدِ بنِ زيْد بنِ يَشْجب منبهاً ويَزِيد فوَلَد منبهٌ رَهاءَ بَطْنٌ، ووَلَدَ يَزيدُ بنُ حَرْب منبهاً إِلَيْهِ الْبَيْت مِن جنب؛ (مِنْهُم مالِكُ بنُ مُرارَةَ) ، ويقالُ ابنُ فزارَةَ، ويقالُ ابنُ مرَّةَ، والصَّحيحُ الأوَّل؛ كَذَا فِي أَسَدِ الغابَةِ؛ بَعَثَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى اليَمَنِ؛ وَله حدِيثٌ. وقالَ أَبو عمر: ليسَ هُوَ بالمَشْهُورِ فِي الصَّحابَةِ؛ وقالَ ابنُ فهْدٍ ذُو يَزَن مالِكُ بنُ مُرارَةَ {الرّهاوِيُّ بَعَثَهُ زَرْعَةُ بكِتابِ مُلُوكِ حِمْيَر إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبإسْلامِهم بَعْدَ تَبُوك فكتَبَ إِلَيْهِم جَوابَهم مَعَ ذِي يَزَن.
(ويَزيدُ بنُ سحرَةَ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ شَجَرَةَ، لَهُ رِوايَةٌ، رَوَى عَنهُ مجاهدُ بنُ جبرٍ؛ (الصَّحابِيَّانِ) ، رضِيَ الله عَنْهُمَا؛ (و) أَبو سماعَةَ (عَمِيرَةُ بنُ عبدِ المُؤْمِنِ) مولى الرَّهاء، (} الرَّهاويُّونَ) ، رَوَى عَمِيرَةُ عَن عصامِ بنِ بشيرٍ.
(و) {الرُهَّا، (كَهُدًى: د) بالجزِيرَةِ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَرَقُ المَصاحِفِ.
قالَ الصَّاغانيُّ: وحقُّه أنْ يُكْتَبَ بالياءِ لضمَّةِ أَوَّلِه، وليسَ فِي العربيَّةِ كَلمةٌ أَوَّلها وَاو وآخِرُها وَاو إلاَّ الْوَاو؛ (مِنْهُ زَيْدُ بنُ أَبي أُنَيْسَةَ) الغَنَويُّ مَوْلاهم، جزريٌّ} رَهاوِيٌّ ثِقَة، رَوَى عَنهُ مالِكُ، ماتَ سَنَة 125. وأَخُوهُ يَحْيَى بنُ أَبي أُنَيْسَةَ عَن الزهريِّ وعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ تُكُلِّم فِيهِ، ماتَ سنة 146. (ويزيدُ بنُ سِنانٍ) رَوَى عَنهُ ابْنُه أَبو عبدِ اللَّهِ محمدُ المُتَوفَّى سَنَة 220، وحَفِيدُه أَبو فَرْوَةَ يزيدُ بنُ محمدِ بنِ يَزِيد بنِ سِنانٍ؛ قالَ ابنُ القراب مَاتَ! بالرُّها سَنَة 269. (والحافِظُ عَبْدُ القادِرِ) بنُ محمدٍ ( {الرُّهاويُّونَ) مُحدِّثُونَ.
(وأَرْهِ على نَفْسِك) : أَي (ارْفُقْ) بهَا؛ نقلَهُ الجوهريّ.
ويقالُ: مَا} أَرْهَيْتُ إلاَّ على نَفْسِك، أَي مَا رَفَقْتُ إلاَّ بهَا.
(وعَيْشٌ {راهٍ) : أَي ساكِنٌ (راِفهٌ) ؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ، وَهُوَ فِي الجَمْهَرَةِ.
(} وارْتَهَوْا: اخْتَلَطُوا.
(و) {ارْتَهَوْا} رهيةً: (أَخَذُوا السُّنْبُلَ فادَّلَكُوهُ بأَيْديهم ثمَّ دَقُّوهُ فأَلْقُوْا عَلَيْهِ لَبَناً فُطبِخَ؛ فَتلك: {الرَّهِيَّةُ) عنْدَهُم، كغَنِيَّةٍ.
وَفِي المُحْكَم: بُرٌّ يُطْحَنُ بينَ حَجَرَيْن ويُصَبُّ عَلَيْهِ لَبَنٌ، وَقد} ارْتَهَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طعامُ راهٍ: أَي دائِمٌ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن أَبي عَمْروٍ.
وفَعَلَ ذلكَ سَهْواً {رَهْواً: أَي ساكِناً بغيْرِ تَشَدُّدٍ.
وجاءَتِ الإِبِلُ رَهْواً: أَي يَتْبَعُ بعضُها بَعْضًا.
ويقالُ: لكُلِّ ساكِنٍ لَا يَتَحرَّكُ: ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ.
} والرَّهْوانُ، كسَحْبان: المُطْمَئِنُّ مِن الأَرْضِ، وَبِه سُمِّي البِرْذَوْن إِذا كانَ لَيِّنَ الظَهْرِ فِي السَّيْرِ رَهْوان، وَهِي عربيَّةٌ صَحِيحةٌ.
وامْرأَةٌ {رَهْوٌ} ورَهْوَى: لَا تَمْتَنِعُ من الفُجورِ؛ أَو الَّتِي ليسَتْ بمَحْمودَةٍ عنْدَ الجِماعِ؛ وقوْلُ الشاعِرِ:
فإنْ أَهْلِكْ عُمَيْرُ فرُبَّ زَحْفٍ
يُشَبَّه نَقْعُه {رَهْواً ضَبَاباقد يكونُ} الرَّهْوُ السَّرِيعُ والساكِنُ.
وغارَةٌ {رَهْوٌ: مُتَتابِعَةٌ.
وبئْرٌ رَهْوٌ: واسِعَةُ الفَمِ.
} ورَها كُلِّ شيءٍ: مُسْتواهُ.
{والرَّهاءُ: شَبِيهٌ بالغَبَرةِ والدُّخَانِ.
} ورَهَتْ {تَرْهُو} رَهْواً: مَشَتْ مَشْياً خَفِيفاً. {والرَّهْوُ: خِمارُ الَّرأْسِ الَّذِي يَلِيه وَهُوَ أَسْرَعُهُ وسَخاً.
} والرَّهْوَةُ: الارْتِفاعُ والانْحِدارُ ضِدٌّ.
{وأَرْهاءُ أَجَأَ: جوانِبُها.
وشيءٌ رَهْوٌ: مُتَفرِّقٌ.
} وأَرْهَى لكَ الشَّيءُ: أَمْكَنَكَ.
{وأَرْهَيْتُه لكَ: أَمْكَنْتُه لكَ.
وَمَا} أَرْهَيْتُه: أَي مَا تَرَكْته ساكِناً.
{وأَرْهِ ذاكَ: أَي دَعْهُ حَتَّى يَسْكُنَ. ومَرَّ بأَعْرابيِّ فالِجٌ، أَي جَمَلٌ ضَخْمٌ ذُو سَنامَيْن فقالَ: سبْحانَ اللَّهِ رَهْوٌ بَيْنَ سَنامَيْنِ، أَي فَجْوَةٌ بَيْنَ سَنامَيْن.
} والرَّهْوُ: الواسِعُ.
وأَيْضاً: شدَّةُ السَّيْرِ؛ ومُسْتَنْقعُ الماءِ.
وخِمْسٌ {راهٍ: إِذا كانَ سَهْلاً.
} وأَرْهَى: أَدَامَ لأَضْيافِه الطَّعامَ سَخاءً.
{وأَرْهَيْتُ: أَحْسَنْت.
وَيَقُولُونَ للرَّامِي إِذا أَسَاءَ} أرهه أَي أَحْسن.
{والرَّهْوُ: المَطَرُ الساكِنُ.
} ورَهْوَةُ فِي شِعْرِ أَبي ذُؤيب: عقبَةٌ بمكانٍ مَعْروفٍ، نقلَهُ الجوهريُّ.
وقالَ نَصْر: جَبَلٌ بالحِجازِ.
( {وراهوية: تقدَّمَ فِي الهاءِ.
} والرهاوى: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الجيزةِ؛ وَقد دَخَلْتها.

رهو: {رهوا}: ساكنا أو منفرجا.
رهو: رَهْوٌ: ساكن، هادئ (فريتاج، لين، تاج العروس). وفي رحلة ابن جبير (ص316): والبحر في أثناء ذلك رهو ساكن. وكلامه هذا تام لا ينقصه شيء كما يرى رايت، غير أنه يجب إبدال وهو برَهْو.
ترك البابَ رَهْواً: ترك الباب مفتوحاً، ففي رياض النفوس (ص68 و): فضرب على أبي عثمان البابُ فقال مَنْ هذا فقال فلان أصلحك الله فرفع الخيط وقال له لِجُّ واتركه رهواً فلما دخل الخ.
رَهْوَة: مبلغ عظيم من المال (محيط المحيط).
رهوانة: فرس تسير الرَهْونَة وهو السير السريع الهادئ (بوشر).
رَهَاوِيّ: لحن من ألحان الموسيقى منسوب إلى الرها (وهي مدينة ادسا أو أورفه) يجمع الجن عن سماعه (محيط المحيط).
رَهْوَن: (فعل مشتق من رَهْوَان) بمعنى سار الفرس سيراً سريعاً هادئاً، ويقال أيضاً: يمشي رَهْوَنة (محيط المحيط)، وفي ابن الأثير فيما نقله الدميري: فجعل يرهون في مشيه (رايت).

رهو

1 رَهَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ, aor. ـْ (AO, JK, S,) inf. n. رَهْوٌ, (AO, S, K,) He parted, or made an opening between, his legs: (AO, S, K:) or he parted widely, or made a wide opening between, his legs. (JK.) Hence the saying in the Kur [xliv. 23], وَ اتْرُكِ البَحْرَ رَهْوًا [expl. in art. ترك, and below]. (S.) b2: رَهْوٌ also signifies The going easily: (S, K:) one says, جَآءَتِ الخَيْلُ رَهْوًا [The horses, or horsemen, came pacing along easily]: and accord. to IAar, رَهَا فِى السَّيْرِ, aor. as above, mean He was gentle in going, or pace: (S:) or, as some say, رَهْوٌ in going, or pace, is the being soft, or gentle, with continuance: (TA:) or the going along quietly: (JK:) and one says, جَآءَتِ الإِبِلُ رَهْوًا, meaning The camels came following one another. (TA.) Also The going lightly: (JK:) you say, رَهَتْ, aor. and inf. n. as above, They, [i. e. camels or the like,] or she, went lightly. (TA.) And The going vehemently. (TA.) [Thus it has two contr. significations.]

b3: Also The being still, quiet, motionless, calm, allayed, or assuaged. (K, TA.) You say, رَهَا البَحْرُ The sea became still, or calm. (S.) and رَهَا الحَرُّ The heat became allayed, or assuaged. (TA.) Hence some explain وَ اتْرُكِ البَحْرَ رَهْوًا [mentioned above] as meaning And leave thou the sea motionless, or calm: some, as meaning dry. (TA.) And you say, اِفْعَلْ ذٰلِكَ رَهْوًا Do thou that quietly, or calmly. (S.) And فَعَلَ ذٰلِكَ سَهْوًا رَهْوًا He did that quietly, or calmly, without being hard, or difficult: (TA:) or voluntarily; without its being asked, or demanded; (K and TA in art. سهو;) and without constraint. (TA in that art.) And أَعْطَيْتُهُ رَهْوًا I gave to him voluntarily; without being asked; or without con straint. (JK.) b4: رَهَا, (JK, TA) aor. as above, (TA,) inf. n. رَهْوٌ, (JK, K,) said of a bird, He spread his wings, (JK, K, TA,) without flapping them. (JK.) 3 راهاهُ, (K,) inf. n. مُرَاهَاةٌ, (TA,) He ap proached it, or drew near to it. (K, TA.) [App. a dial. var. of رَاهَقَهُ, which is better known.] Yousay, رَاهَيْتُ الاِحْتِلَامَ I approached, or drew near to, puberty, or virility. (JK.) A2: Also He aided him in his foolishness, or stupidity; syn. حَامَقَهُ. (K, TA: in the CK جَامَعَهُ.) 4 ارهى He found, or met with, a wide, or an ample, place. (M, K.) b2: He took to wife a woman wide in the vulva. (K, * TA.) b3: He continued the food to his guests by reason of liberality. (TA.) And أَرْهَيْتُ لَهُمُ الطَّعَامَ وَ الشَّرَابَ I continued to them the food and the beverage; (Yaakoob, S, K;) like أَرْهَنْتُ. (S.) b4: He did well: they say to the shooter, or thrower, when he does ill, أَرْهِهْ, i. e. Do thou well. (TA.) b5: أَرْهِ عَلَى نَفْسِكَ Be gentle with, or to, thyself: (S, K, TA;) [in the CK ارْهُ; and (hence, perhaps,) thus in the printed edition of Har, p. 498; where it is said to be from رها فى السير, meaning رفق: but the right reading is أَرْهِ, for] one says also مَا أَرْهَيْتَ إِلَّا عَلَى

نَفْسِكَ Thou wast not, or hast not been, gentle, save with, or to, thyself: (TA:) or thou didst not show, or hast not shown, mercy, save to thyself. (JK.) b6: ارهى لَكَ الشَّىْءُ The thing became, or has become, within thy power, or reach; or possible, or practicable, to thee. (TA.) b7: and أَرْهَيْتُهُ لَكَ I made it, or have made it, to be within thy power, or reach; or possible, or practicable, to thee. (TA.) b8: مَا أَرْهَيْتُهُ I did not leave it still, or motionless: and أَرْهِ ذَاكَ Leave thou that until it become still, or motionless. (TA.) A2: He kept continually, or constantly, to the eating of the [رَهْو, or species of crane called] كُرُكِىّ. (K.) 6 تَرَاهَيَا, (JK, K,) inf. n. تَرَاهٍ, (JK,) They two made peace, or became reconciled, each with the other; syn. تَوَادَعَا. (JK, K, TA: in the CK توارعا.) 9 اِرْتَهَوْا They became commingled, confounded, or confused. (K.) A2: Also, (K,) or ارتهوا رَهِيَّةً, (TA,) They made رَهِيَّة; i. e. they took ears of corn, and rubbed them with their hands, then bruised, or pounded, them, and poured milk thereon, and then cooked this mixture. (K, TA.) رَهْوٌ inf. n. of 1. (S, K, &c.) b2: Also An intervening space (JK, TA) between two things, (JK,) as, for instance, between the two humps of a camel of the species termed فَالِج. (TA.) b3: A place where water remains and collects or stagnates: (JK, TA:) a جَوْبَة [i. e. a depressed place, or a hollow, or an excavation, or such as is round and wide,] in the place of abode of a people, into which flows the rain-water or other fluid: (A 'Obeyd, S:) or, as also ↓ رَهْوَةٌ, a depressed place (S, K) in which water collects: (S:) and, both words, an elevated place: thus they have two contr. significations: (S, K:) or ↓ رَهْوَةٌ signifies an elevation like a hillock, upon a hard and elevated, or an elevated and plain, tract of ground, or upon a mountain, (JK, TA,) where hawks and eagles alight: (TA:) or a hillock inclining to softness, two or three cubits in height, but only in a soft tract of ground, and in hard, or hard and level, ground consisting of earth, mould, or clay; not upon a mountain: (TA:) [and accord. to some, it signifies a mountain itself; for] Ghatafán are called in a trad. تَنْبَعُ مَآءً ↓ رَهْوَةٌ, meaning a mountain welling forth water: or it means that in them were roughness and hardness: (TA:) the pl. [accord. to the S app. of رَهْوٌ, and accord. to the TA app. of ↓ رَهْوَةٌ, in each case agreeable with analogy,] is رِهَآءٌ. * (S, TA.) b4: [Also, accord. to Golius, as on the authority of the KL, A way through a market-place, at the sides of which sit the sellers: but not in my copy of the KL.]

A2: Also Wide, ample, or spacious. (TA.) b2: A well (بِئْرٌ) wide in the mouth. (TA.) b3: A woman (S) wide in the vulva; (Lth, ISh, S, K;) as also ↓ رَهْوَى (Lth, K) and ↓ رَهَآءٌ: (IAar, K:) [or] a woman who will not refrain from vitious conduct, or adultery, or fornication; as also ↓ رَهْوَى: (JK, TA:) or (TA) a woman that is not approved on the occasion of جِمَاع, (JK, TA,) because of her being wide [in the vulva]. (JK.) b4: A thing dispersed, or scattered. (TA.) b5: And sometimes, Quick, or swift. (TA.) b6: and Still, quiet, or motionless. (TA.) b7: And [hence, or مَطَرٌ رَهْوٌ,] A still rain. (TA.) A3: Also A company of men (JK, K, TA) following one another. (TA.) And غَارَةٌ رَهْوٌ [A company of horsemen making a raid, or an inroad, or incursion,] following one another. (TA.) And one says, النَّاسُ رَهْوٌ وَاحِدٌ مَا بَيْنَ كَذَا وَ كَذَا i. e. مُتَنَاظِرُونَ [app. meaning The people are disposed consecutively in one double rank, partly such and partly such, facing one another]. (TA.) A4: Also A certain species of bird; as some say, (S,) the [species of crane called] كُرْكِىّ: (JK, S, K, TA:) or a certain aquatic bird resembling the كركىّ: (TA:) pl. رِهَآءٌ. (JK.) A5: And A headcovering which is next to the head, and which very soon becomes dirty. (TA.) رَهْوَةٌ A state of elevation: and a state of depression: thus having two contr. significations. (TA.) b2: See also the next preceding paragraph, in four places.

رَهْوَى: see رَهْوٌ, as applied to a woman, in two places: b2: and see also مِرْهَاةٌ.

رَهْوَانٌ A depressed piece of land or ground. (TA.) b2: And applied to A بِرْذَون [or horse for ordinary use and for journeying] that has an easy back in going along: a genuine Arabic word: (TA:) or رَهَوَانٌ [thus I find it written, but it is commonly pronounced رَهْوَان, or رَحْوَان with ح,] is a vulgar term applied to a pacing horse. (MF voce هِمْلَاجٌ.) رَهَآءٌ A wide place. (K.) b2: A wide tract of land: (S, TA:) or what is wide of land: (M, TA:) [or] an even tract of land, seldom free from the سَرَاب [or mirage]: (JK, TA:) and what is even of anything. (TA.) b3: See also رَهْوٌ, as applied to a woman.

A2: It is also [app. A hue, or a haze,] like dust-colour and smoke. (TA.) رَهِيَّةٌ Wheat which is ground between two stones, and upon which milk is poured: (M, TA:) or ears of corn rubbed with the hands, then bruised, or pounded, and then milk is poured thereon, and it is cooked. (K.) رَاهٍ A life (عَيْشٌ) ample in its means or circumstances, unstraitened, or plentiful, easy, pleasant, soft, or delicate; (S, K;) and quiet, or calm. (S.) Easy; as an epithet applied to a [journey such as is termed] خِمْس. (S.) And Anything still, or motionless; as also رَآءٍ. (TA.) b2: طَعَامٌ رَاهٍ

Food that continues, or is permanent; like رَاهِنٌ: (AA, S:) and [in like manner (see رَاهِنٌ)] the fem. of each, with ة, is applied to wine. (S.) [Freytag adds, “Inde dicitur راهى الاباجل Celer de equo: ” but راهى is here a mistranscription for وَاهِى: see أَبْجَلُ.]

رَاهِيَةٌ [the epithet رَاهٍ converted by the affix ة into a subst.,] A bee; because of its quiet manner of flying. (JK, K.) فَرَسٌ مِرْهَاةٌ, with kesr, (K, TA,) like مِسْحَاةٌ [in form], (TA,) or مِرْهَآءٌ, (JK, and so in the CK, [like مِرْخَآءٌ in form, and, as most explain the latter, similar also in meaning, whence it seems that مِرْهَآءٌ is the more probably correct,]) A quick, swift, or fleet, mare: (JK, * K, TA:) pl. مَرَاهِى, (JK, K,) [or rather مَرَاهٍ if the sing. be مِرْهَاةٌ, and مَرَاهِىّْ if the sing. be مِرْهَآءٌ,] like مَسَاحِى [or rather مَسَاحٍ], (TA,) or like مَرَاخِى [or rather مَرَاخِىّْ, pl. of مِرْخَآءٌ]: (JK:) but in the M, it is ↓ رَهْوَى, [app. meaning that the sing. is thus,] like سَكْرَى; and in like manner in the Tekmileh and the JM. (TA.)

نَوَى 

(نَوَى) النُّونُ وَالْوَاوُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا مَقْصِدٌ لِشَيْءٍ، وَالْآخَرُ عَجَمُ شَيْءٍ.

فَالْأَوَّلُ النَّوَى. قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: النَّوَى: التَّحَوُّلُ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ، ثُمَّ حُمِلَ عَلَيْهِ الْبَابُ كُلُّهُ فَقَالُوا: [نَوَى] الْأَمْرَ يَنْوِيهِ، إِذَا قَصَدَ لَهُ. وَمِمَّا يُصَحِّحُ هَذِهِ التَّآوِيلَ قَوْلُهُمْ: نَوَاهُ اللَّهُ، كَأَنَّهُ قَصَدَهُ بِالْحِفْظِ وَالْحِيَاطَةِ. قَالَ:

يَا عَمْرُو أَحْسِنْ نَوَاكَ اللَّهُ بِالرَّشَدِ ... وَاقْرَأْ سَلَامًا عَلَى الذَّلْفَاءِ بِالثَّمَدِ

أَيْ قَصَدَكَ بِالرَّشَدِ. وَالنِّيَّةُ: الْوَجْهُ الَّذِي تَنْوِيهِ. وَنَوِيُّكَ: صَاحِبُكَ نِيَّتُهُ نِيَّتُكَ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ النَّوَى: نَوَى التَّمْرِ. وَرُبَّمَا عَبَّرُوا بِهِ عَنْ بَعْضِ الْأَوْزَانِ. وَيُقَالُ إِنَّ النَّوَاةَ زِنَةُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ. وَتَزَوَّجَهَا عَلَى نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَيْ وَزْنِ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ مِنْهُ.

وَبِالْهَمْزِ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى النُّهُوضِ وَنَاءَ يَنُوءُ نَوْءًا: نَهَضَ. قَالَ:

فَقُلْنَا لَهُمْ تِلْكُمْ إِذًا بَعْدَ كَرَّةٍ ... نُغَادِرُ صَرْعَى نَوْؤُهَا مُتَــخَاذِلُ

أَيْ نُهُوضُهَا ضَعِيفٌ وَالنَّوْءُ مِنْ أَنْوَاءِ الْمَطَرِ كَأَنَّهُ يَنْهَضُ بِالْمَطَرِ. وَكُلُّ نَاهِضٍ بِثِقْلٍ فَقَدْ نَاءَ. وَنَاءَ الْبَعِيرُ بِحِمْلِهِ. وَالْمَرْأَةُ تَنُوءُ بِهَا عَجِيزَتُهَا، وَهِيَ تَنُوءُ بِهَا. فَالْأُولَى تُثْقَلُ بِهَا، وَالثَّانِيَةُ تَنْهَضُ.

وَمِنَ الْبَابِ الْمُنَاوَأَةُ تَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ يُقَالُ: نَاوَأَهُ، إِذَا عَادَاهُ. وَهُوَ قِيَاسُ مَا ذَكَرْنَاهُ، لِأَنَّهَا الْمُنَاهَضَةُ، هَذَا يَنُوءُ إِلَى هَذَا وَهُوَ يَنُوءُ إِلَيْهِ أَيْ يَنْهَضُ.

خَذَلَ 

(خَذَلَ) الْخَاءُ وَالذَّالُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الشَّيْءِ وَالْقُعُودِ عَنْهُ. فَالْخِذْلَانُ: تَرْكُ الْمَعُونَةِ. وَيُقَالُ خَذَلَتِ الْوَحْشِيَّةُ: أَقَامَتْ عَلَى وَلَدِهَا ; وَهِيَ خَذُولٌ. قَالَ:

خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَبًا بِخَمِيلَةٍ ... تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْبَرِيرِ وَتَرْتَدِي

وَمِنَ الْبَابِ تَــخَاذَلَــتْ رِجْلَاهُ: ضَعُفَتَا. مِنْ قَوْلِهِ: وَخَذُولِ الرِّجْلِ مِنْ غَيْرِ كَسَحْ

وَقَالَ آخَرُ:

صَرْعَى نَوْؤُهَا مُتَــخَاذِلُ

وَرَجُلٌ خُذَلَةٌ، لِلَّذِي لَا يَزَالُ يَخْذُلُ.

أَبَلَ 

(أَبَلَ) الْهَمْزَةُ وَالْبَاءُ وَاللَّامُ بِنَاءٌ عَلَى أُصُولٍ ثَلَاثَةٍ: [عَلَى] الْإِبِلِ، وَعَلَى الِاجْتِزَاءِ، وَعَلَى الثِّقَلِ، وَ [عَلَى] الْغَلَبَةِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْإِبِلُ مَعْرُوفَةٌ. وَإِبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ جُعِلَتْ قَطِيعًا قَطِيعًا، وَذَلِكَ نَعْتٌ فِي الْإِبِلِ خَاصَّةً. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ ذِي الْإِبِلِ: آبِلٌ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْإِبِلُ يُقَالُ لِمَسَانِّهَا وَصِغَارِهَا، وَلَيْسَ لَهَا وَاحِدٌ مِنَ اللَّفْظِ، وَالْجَمْعُ آبَالٌ. قَالَ:

قَدْ شَرِبَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ ... وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِي مِنَ الْأُوَارِ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ آبِلٌ: إِذَا كَانَ صَاحِبَ إِبِلٍ، وَأَبِلٌ بِوَزْنِ فَعِلٍ: إِذَا كَانَ حَاذِقًا بِرَعْيِهَا، وَقَدْ أَبِلَ يَأْبَلُ. وَهُوَ مِنْ آبَلِ النَّاسِ، أَيْ: أَحْذَقِهِمْ بِالْإِبِلِ، وَيَقُولُونَ: " هُوَ آبَلُ مِنْ حُنَيفِ الْحَنَاتِمِ ". وَالْإِبِلَاتُ الْإِبِلُ. وَأَبَّلَ الرَّجُلُ كَثُرَتْ إِبِلُهُ فَهُوَ مُؤَبِّلٌ، وَمَالٌ مُؤَبَّلٌ فِي الْإِبِلِ خَاصَّةً، وَهُوَ كَثْرَتُهَا وَرُكُوبُ بَعْضِهَا بَعْضًا. وَفُلَانٌ لَا يَأْتَبِلُ، أَيْ: لَا يَثْبُتُ عَلَى الْإِبِلِ. وَرَوَى أَبُو عَلِيٍّ الْأَصْفَهَانِيُّ عَنِ الْعَامِرِيِّ قَالَ: الْأَبَلَةُ كَالتَّكْرِمَةِ لِلْإِبِلِ، وَهُوَ أَنْ تُحْسِنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا، وَكَانَ أَبُو نَخِيلَةَ يَقُولُ: " إِنَّ أَحَقَّ الْأَمْوَالِ بِالْأَبَلَةِ وَالْكِنِّ، أَمْوَالٌ تَرْقَأُ الدِّمَاءَ، وَيُمْهَرُ مِنْهَا النِّسَاءُ، وَيُعْبَدُ عَلَيْهَا الْإِلَهُ فِي السَّمَاءِ، أَلْبَانُهَا شِفَاءٌ، وَأَبْوَالُهَا دَوَاءٌ، وَمَلَكَتُهَا سَنَاءٌ "، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: لِفُلَانٍ إِبِلٌ، أَيْ: لَهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، جُعِلَ ذَلِكَ اسْمًا لِلْإِبِلِ الْمِائَةِ، كَهُنَيْدَةَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَيْسَتْ فِيهَا رَاحِلَةٌ» . قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: فُلَانٌ يُؤَبِّلُ عَلَى فُلَانٍ: إِذَا كَانَ يُكَثِّرُ عَلَيْهِ. وَتَأْوِيلُهُ التَّفْخِيمُ وَالتَّعْظِيمُ. قَالَ:

جَزَى اللَّهُ خَيْرًا صَاحِبًا كُلَّمَا أَتَى ... أَقَرَّ وَلَمْ يَنْظُرْ لِقَوْلِ الْمُؤَبِّلِ

قَالَ: وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَتِ الْإِبِلُ لِعِظَمِ خَلْقِهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: بَعِيرٌ آبِلٌ فِي مَوْضِعٍ لَا يَبْرَحُ يَجْتَزِئُ عَنِ الْمَاءِ. وَتَأَبَّلَ الرَّجُلُ عَنِ الْمَرْأَةِ كَمَا يَجْتَزِئُ الْوَحْشُ عَنِ الْمَاءِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «تَأَبَّلَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى ابْنِهِ الْمَقْتُولِ أَيَّامًا لَا يُصِيبُ حَوَّاءَ» . قَالَ لَبِيدٌ:

وَإِذَا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ ... أَوْ قِرَابَيْ عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ

يَعْنِي حِمَارًا اجْتَزَأَ عَنِ الْمَاءِ. وَيُقَالُ مِنْهُ: أَبَلَ يأْبِلُ وَيَأْبُلُ أُبُولًا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

كَأَنَّ جَلْداتِ الْمَخَاضِ الْأُبَّالْ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَبَلَتْ تَأْبِلُ أَبْلًا: إِذَا رَعَتْ فِي الْكَلَأِ وَالْكَلَأُ [الرُّطْبُ وَ] الْيَابِسُ - فَإِذَا أَكَلَتِ الرُّطْبَ فَهُوَ الْجَزْءُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِبِلٌ أَوَابِلُ، وَأُبَّلٌ، وُأُبَّالُ، أَيْ: جَوَازِئُ. قَالَ: بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِمَا

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ كَثِيرَةٌ، كَقَوْلِهِمْ غَنَمٌ مُغَنَّمَةٌ، وَبَقَرٌ مُبَقَّرَةٌ. وَيُقَالُ: هِيَ الْمُقْتَنَاةُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: نَاقَةٌ أَبِلَةٌ، أَيْ: شَدِيدَةٌ. وَيَقُولُونَ " مَا لَهُ هَابِلٌ وَلَا آبِلٌ "، الْهَابِلُ: الْمُحْتَالُ الْمُغْنِي عَنْهُ، وَالْآبِلُ: الرَّاعِي. قَالَ الْخَلِيلُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {طَيْرًا أَبَابِيلَ} [الفيل: 3] : أَيْ: يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَاحِدُهَا إِبَّالَةٌ وَإِبَّوْلٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَبِيلُ مِنْ رُؤُوسِ النَّصَارَى، وَهُوَ الْأَبِيلِيُّ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ ... بَنَاهُ وَصَلَّبَ فِيهِ وَصَارَا

قَالَ: يُرِيدُ أَبِيليٌّ، فَلَمَّا اضْطُرَّ قَدَّمَ الْيَاءَ، كَمَا يُقَالُ: أَيْنَقُ وَالْأَصْلُ أَنْوَقُ.

قَالَ عَدِيٌّ:

إِنَّنِي وَاللَّهِ فَاقْبَلْ حَلْفَتِي ... بِأَبِيلٍ كُلَّمَا صَلَّى جَأَرْ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَأَبَّلَ عَلَى الْمَيِّتِ حَزِنَ عَلَيْهِ. وَأَبَّلْتُ الْمَيِّتَ مِثْلَ أَبَّنْتُ. فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:

قَبِيلَانِ، مِنْهُمْ خَاذِلٌ مَا يُجِيبُنِي ... وَمُسْتَأْبَلٌ مِنْهُمْ يُعَقُّ وَيُظْلَمُ فَيُقَالُ: إِنَّهُ أَرَادَ بِالْمُسْتَأْبَلِ الرَّجُلَ الْمَظْلُومَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْأَبَلَاتُ الْأَحْقَادُ، الْوَاحِدَةُ أَبَلَةٌ. قَالَ الْعَامِرِيُّ: قَضَى أَبَلَتَهُ مِنْ كَذَا، أَيْ: حَاجَتَهُ. قَالَ: وَهِيَ خَصْلَةُ شَرٍّ لَيْسَتْ بِخَيْرٍ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: مَا لِي إِلَيْكَ أَبِلَةٌ بِفَتْحِ الْأَلِفِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، أَيْ: حَاجَةٌ. وَيُقَالُ: أَنَا أَطْلُبُهُ بِأَبِلَةٍ، أَيْ: تِرَةٍ. قَالَ يَعْقُوبُ: أُبْلَى مَوْضِعٌ. قَالَ الشَّمَّاخُ:

فَبَانَتْ بِأُبْلَى لَيْلَةً ثُمَّ لَيْلَةً ... بِحَاذَةَ وَاجْتَابَتْ نَوًى عَنْ نَوَاهُمَا

وَيُقَالُ: أَبَلَّ الرَّجُلُ يَأبِلُ أَبْلًا: إِذَا غَلَبَ وَامْتَنَعَ. والْأبَلَةُ: الثِّقَلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كُلُّ مَالٍ أُدِّيَتْ زَكَاتُهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ أَبَلَتُهُ» . وَالْإِبَّالَةُ: الْحُزْمَةُ مِنَ الْحَطَبِ.

جخى

(جخى) الشَّيْخ انحنى وَالرجل فِي سُجُوده فتح عضديه وعَلى المجمر تبخر وَمَال عَن الاسْتقَامَة والاعتدال وَاللَّيْل أدبر والنجوم مَالَتْ للمغيب والكوز مَال
[جخى] فيه: إذا سجد "جخى بمعنى جخ، وفيه: كالكوز "مجخيا" هو المائل عن الاستقامة فلا يثبت فيه الماء، شبه به قلب لا يعي خيراً. ن: هو بميم مضمومة فجيم مفتوحة فخاء معجمة مكسورة ويشرح في تعرض الفتن.
جخى
رَجُلٌ أجْخَى: قَليل لَحْم الفَخِذيْن وفيهما تَــخَاذُلٌ من العِظام، وهو يَتجَاخى في مَشْيِه. وجَخَّتِ النُّجُومُ: خَوَتْ. وجَخّى اللَّيْلُ: مالَ لِيَذْهَبَ. والمُجَخّي: المُنْحَني. والتَّجْخِيَةُ: مِثْلُ التَّجاخي.
[جخى] التَجْخيَةُ: المَيْلُ ; ومنه قول حذيفة: " كالكوز مَجْخِيَّاً " أي مائلاً، لأنَّه إذا مال انصبَّ ما فيه. وأنشد أبو عبيدة:

كَفَى سوأةً أنْ لا تزالَ مُجَخِّياً * وجَخَّى الشيخ أيضاً: انحنى. قال الراجز:

لا خير في الشيخ إذا ما جخى  ويروى: " اجلخا ". وفى الحديث أنه عليه السلام: " جخى في سجوده "، أي خوى ومد ضبعية وتجافى عن الارض.

صرخد

ص ر خ د: (صَرْخَدٌ) مَوْضِعٌ نُسِبَ إِلَيْهِ الشَّرَابُ فِي الشِّعْرِ. 
[صرخد] الصرخد : موضع نسب إليه الشراب في قول الشاعر : ولذ كطَعمِ الصَرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ * عَشِيَّةَ خِمْسِ القوم والعين عاشقة - واللذ: النوم.

صرخد: صَرْخَدُ: موضع نسب إِليه الشراب في قول الراعي:

ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَديِّ طَرَحْتُه،

عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ، والعينُ عاشِقُه

واللَّذُّ: النومُ. قال ابن بري: ورواه ابن القطاع والعين عاشقَه؛ قال:

والرفع أَصح لأَن قبله:

وسِرْبالِ كَتَّانٍ لَبِسْتُ جَدِيدَه

على الرَّحْلِ، حتى أَسْلَمَتْه بَنَائِقُهْ

وقوله: ولَذٍّ، يريد وَرُبَّ نوم لذيذ، والهاء في عاشقه تعود على النوم،

وذكَّرَ العينَ على معنى الطَّرْف، كقول طفيل:

إِذ هي أَحْوى من الرِّبْعيِّ خاذِلَــةٌ،

والعينُ بالإِثمدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ

صرخد
: (الصَّرْخَدُ) ، بِالْفَتْح: (اسمٌ لِلْخَمْره) عَن الفرّاءِ، وأَنشد:
قامَ وُلاهَا فَسَقَوْهُ صَرْخَدَا
يُرِيد: وُلَاتها.
(و) صَرْخَدُ، (بِلَا لامٍ د، بالشامِ) وَقيل: موضِع مِنْهُ، (يُنسَب إِليه الخَمْرُ) فِي قَول الرَّاعِي يَصِفُ النَّوْمَ:
وَلذَ كطَعْمِ الصَّرْخَدِيّ طَرَحْتُهُ
عَشِيَّةَ خِمْسِ القَوْمِ والعَيْنُ عاشِقُهْ
وإِليه نُسِبَ الحَسَن بنُ أَحمدَ بنِ هلالِ بن سعْد الصَّرْخَدِيّ، الْمَعْرُوف بأَبي هُبَل، سَمعَ عليَّ بن البخاريّ، وحَدَّثَ وعُمِّرَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.