Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حليمة

رصد

[رصد] الراصد للشئ: المراقب له. تقول: رَصَدَه يَرْصُدُهُ رَصْداً ورَصَداً، والتَرَصُّدُ: التَرَقُّبُ. والرَصيدُ: السَبُعُ الذي يَرْصُدُ لِيثِبَ. والرَصود من الإبل: التي تَرْصُدُ شُرْبَ الإبل، ثم تشرب هي. والرَصَدُ: القَوْمُ يَرصُدون، كالحرس، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. وربما قالوا: أرصاد. والمرصد: موضع الرَصْد. الأصمعيّ: رَصَدْتُهُ أَرْصُدُه رصدا: ترقبته. وأرصدرت له: أعددت له. والكسائي مثله. وفى الحديث: " إلا أن أرصده لدين على ". والمرصاد: الطريق. والرصدة بالضم: الزُبْيَةُ. والرَصْدَةُ بالفتح: الدُفْعَة من المَطَرِ، والجمع رِصادٌ تقول منه: رُصِدَت الأرض فهي مرصودة. والرَصَد بالتحريك: القليل من الكلأ والمطر. يقال: بهارصد من حيا. والجمع أرصاد.
رصد: {رصدا}: حرسا. {لبالمرصاد}: الطريق التي يرتصدون به. {مرصادا}: معدا للرصد. {إرصادا}: ترقبا. والإرصاد في الشر. وقيل: رصدت وأرصدت في الخير والشر. 

رصد


رَصَدَ(n. ac. رَصْد
رَصَد)
a. Watched, observed.
b. [La], Lay in wait for; waylaid.
أَرْصَدَ
a. [acc. & La], Prepared, made ready for.
تَرَصَّدَa. see I (a)
رَصْدa. Observation, scrutiny; inspection; superintendence;
attention; watch.
b. Balance ( of an account ).
رَصْدَة
(pl.
رِصَاْد)
a. Shower, downpour.

رُصْدَةa. Pitfall, trap.

رَصَد
(pl.
أَرْصَاْد)
a. see 17b. Sentinel, sentry, vedette, guard.
c. Small quantity ( of grain, of herbage ).

مَرْصَد
(pl.
مَرَاْصِدُ)
a. Hiding-place, lurking-place; out-post; ambush.
b. Observatory.

رَاْصِد
(pl.
رَصَد
رُصَّاْد & reg. )
a. Watcher, observer; lurker.

رَصِيْد
رَصُوْدa. see 21
مِرْصَاْدa. High-road.
b. see 17
رَصَاْئِدُa. Traps, snares.
ر ص د: (الرَّاصِدُ) لِلشَّيْءِ الرَّاقِبُ لَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (رَصَدًا) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ وَ (التَّرَصُّدُ) التَّرَقُّبُ. وَ (الرَّصَدُ) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ الْقَوْمُ يَرْصُدُونَ كَالْحَرَسِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ وَرُبَّمَا قَالُوا: (أَرْصَادٌ) . وَ (الْمَرْصَدُ) بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ مَوْضِعُ الرَّصْدِ وَ (أَرْصَدَهُ) لِكَذَا أَعَدَّهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِلَّا أَنْ أُرْصِدَهُ لِدَيْنٍ عَلَيَّ» وَ (الْمِرْصَادُ) بِالْكَسْرِ الطَّرِيقُ. 
رصد
الرَّصَدُ: الاستعداد للتّرقّب، يقال: رَصَدَ له، وتَرَصَّدَ، وأَرْصَدْتُهُ له. قال عزّ وجلّ: وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ
[التوبة/ 107] ، وقوله عز وجل: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ
[الفجر/ 14] ، تنبيها أنه لا ملجأ ولا مهرب.
والرَّصَدُ يقال لِلرَّاصِدِ الواحد، وللجماعة الرَّاصِدِينَ، ولِلْمَرْصُودِ، واحدا كان أو جمعا.
وقوله تعالى: يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً [الجن/ 27] ، يحتمل كلّ ذلك. والمَرْصَدُ: موضع الرّصد، قال تعالى:
وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ
[التوبة/ 5] ، والْمِرْصَادُ نحوه، لكن يقال للمكان الذي اختصّ بِالتَّرَصُّدِ، قال تعالى: إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً [النبأ/ 21] ، تنبيها أنّ عليها مجاز الناس، وعلى هذا قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها [مريم/ 71] .
رصد
المَرْصَدُ: مَوْضِعُ الرصَدِ. والرصَدُ - الكلأ -: القَوْمُ يَرْصُدُوْنَ. وهو الفِعْلُ أيضاً. وأنا أرْصُدُه رَصَاداً: أي رَصَداً. ورَصَادِ رَصَادِ - مَعْدُوْلَتَيْنِ -: أي ارْصُدْ. والرصَدُ: الكَلَأ القَلِيلُ في أرْضٍ يُرْجى لها حَيَا الربِيعِ، وأرْض مُرْصِدَة. ومن هناكَ إرْصَادُ الإنسانِ في المُكافَاةِ والتَّخَيُّرُ، هو مُرْصِدٌ بالِإحْسَانِ. وأصابَتِ الأرْضَ رَصْدَةُ غَيْثٍ: وهي أَوَلُ مَطَرٍ، وجَمْعُها رَصَد. وفي المَثَل: " قَصْدَةٌ على رَصْدَة " يُضْرَبُ مَثَلَاَ للسيْلِ الضَّعِيفِ الذي يَجِيْءُ من مَطَرٍ كانَ قَبْلَه. وُيسَمى الوَسْمِي: رَصْدَة.
ويقولونَ: لا تُخْطِئُكَ مِني رَصَدَاتُ خَيْرٍ أو شَرٍّ: أي أُكَافِئُكَ كما يكون منك. وفلانٌ يُرصِدُ الزَّكاةَ في صِلَةِ إخْوَانِه: إذا كان يُعِدُّ ما يَصِلُ به إخْوَانَه من زَكاةِ مالِه. وقال ابنُ سِيْرِيْنَ: " كانُوا لا يُرْصِدُونَ الثِّمَارَ في الدَّينِ، وَينْبَغي أنْ يُرْصِدُوا العَيْنَ في الديْن " وهو الاعْتِدَادُ بالشَّيْءِ للشَّيْءِ الآخَرِ.
رصد [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين كَانُوا لَا يرصدون الثَّمار فِي الدَّين وَيَنْبَغِي أَن يرصُدوا العَيْنَ فِي الدَّين من حَدِيث ابْن الْمُبَارك بَلغنِي عَنهُ عَن طَلْحَة بن النَّضر قَالَ سَمِعت ابْن سِيرِين يَقُول ذَلِك. قَالَ: فسره ابْن الْمُبَارك أَنه أَرَادَ إِذا كَانَ على الرجل الدَّين وَعِنْده من العَيْن مثله لم تَجِب الزكاةُ لِأَن ذَلِك الدَّين يكون قِصاصاً بِالْعينِ وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين وَله ثمار مِمَّا يخرج الأَرْض الَّتِي عَلَيْهَا العُشر فإنّ ذَلِك الدَّين الَّذِي عَلَيْهِ لَا يكون قِصاصاً بالدَّين وَلَكِن يُؤْخَذ مِنْهُ عُشر أرضه لأنّ حُكْم الْأَرْضين غيرُ حكم الْأَمْوَال فَهَذَا الَّذِي أَرَادَ ابْن سِيرِين وَقد كَانَ غَيره يُفتي بِغَيْر هَذَا يَقُول: لَا تكون عَلَيْهِ زَكَاة فِي أرضه أَيْضا إِذا كَانَ عَلَيْهِ دين بِقدر ذَلِك] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين رَحمَه الله أَنه قَالَ: النقاب مُحدث.
ر ص د

رصدته وارتصدته وترصّدته نحو رقبته وارتقبته وترقّبته: قعدت له على طريقه أترقبه، وراصدته راقبته. وتراصد الرجلان. وقال ذو الرمة:

يراصدها في جوف حدباء ضيق ... على المرء إلا ما تخرق حالها

وقعدت له بالمرصد والمرصاد والمرتصد والرصد. وقوم رصد جمع راصد نحو حرس وخدم " فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً " وفلان يخاف رصدا من قدّامه وطلباً من ورائه أي عدواً يرصده " فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً " وسبع رصيد: يرصد ليثب. وناقة رصود: ترصد شرب الإبل ثم تشرب.

ومن المجاز: أنا لك بالمرصد والمرصاد أي لا تفوتني " إن ربك لبالمرصاد " والمنايا للرجال بمرصد. وقد ارصدت هذا الجيش للقتال، وهذا الفرس للطراد، وهذا المال لأداء الحقوق إذا أعددته لذلك وجعلته بسبيل منه. وأرصدت لك خيراً أو شراً، وأرصدت لك العقوبة. وأنا لك مرصد بإحسانك إليّ حتى أكافئك. وفلان يرصد الزكاة في صلة إخوانه أي يضعها فيها على أنه يعتدّ بصلتهم من الزكاة. ولا تخطئك مني رصدات خير أو شرّ أي أكافئك بما يكون منك. وقال كثير:

سأجزيه بها رصدات شكر ... على عدواء داري واجتنابي

وهي المرّات من الرصد الذي هو مصدر رصده بالمكافأة ويجوز أن يكون جمع الرصدة وهي المطرة.
[رصد] فيه: ما أحب عندي مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله وتمسي ثالثة وعندي منه دينار إلا دينارا "أرصده" لدين، أي أعده، من رصدته إذا قعدت له على طريقه تترقبه، وأرصدت له العقوبة إذا أعددتها له، وحقيقته جعلها على طريقه كالمترقبة له. ط: إلا شيء أرصده بضم همزة، والاستثناء على معنى النفي أي لسرني أن لا يبقى منه شيء. ك: وعندي منه دينار لا أرصده لدين، أي لا أعده، وهو صفة للدينار، وفي بعضها: إلا أرصده، بالاستثناء عن الدينار، وإلا أن أقول: استثناء مفرغ من أول الكلام، والقول في عباد الله الصرف فيهم، وهكذا ثلاثًا أي يمينًا وشمالًا وقدامًا، والأكثرون مالا الأقلون ثوابا، قوله: مكانك، أي ألزمه، وعُرض بلفظ مجهول أي ظهر عليه وأصابه أفلة، فقمت أي توقفت، وضمير يقبله على الدينار أو الدين، وإلا شيء أرصده من نصر، ومن الإفعال وشيء بالرفع والنصب. ومنه: فأخذ علينا "بالرصد" أي الترقب، أو هو جمع راصد، وخرجنا أي من الغار، ورفعت أي ظهرت. غ: ""لبا المرصاد"" أي بطريق ممرك عليه. و"كل "مرصد"" أي كونوا لهم رصدا لتأخذوهم من أي وجه توجهوا. ""وارصادا" لمن حارب الله" أي إعدادا. مد: ""مرصادا" للطاغين" طريقًا عليه ممر الخلق فالكافر يدخلها والمؤمن يمر عليها. نه ومنه: "فأرصده" الله على مدرجته ملكا، وكله بحفظ المدرجة وهي الطريق. وجعله "رصدا" أي حافظًا. ومنه ح الحسن بن علي في أبيه: ما خلف من دنياكم إلا ثلاثمائة درهم كان "أرصدها" لشراء خادم. وفيه: كانوا "لا يرصدون" الثمار في الدين، وينبغي أن يرصد العين في الدين، أي إذا كان على الرجل دين وعنده من العين مثله لم تجب عليه الزكاة، فإن كان عليه دين وأخرجت أرضه ثمرًا فنه يجب فيه العشر، ولم يسقط عنه في مقابلة الدين لاختلاف حكمهما.
رصد: رَصَد، رصد الكواكب: رعى النجوم، راقب الكواكب (بوشر).
رَصَد: قام بمراقبة الكواكب (المقدمة 1: 83، القزويني 1: 31).
أرباب رصد: فلكيون (ميركهوند، سلجوق ص 112 طبعة فللرز).
رصد لفلان: طالع النجوم لمعرفة ما يحدث له (بوشر).
رصد: سحر، وجعل الشيء في حراسة رصد أي طلسم، ويقال: رصد على فلان.
ورصد: عزَّم، قرأ العزائم، طرد الشيطان بالتعزيم (بوشر، لين عادات 2: 184، ألف ليلة 2: 121، 316، 474، 3: 203، 4: 488، برسل 3: 363).
رصد: شطب الكلمة، محا (بوشر).
رَصَّد (بالتشديد)، رصَّد له: وضع له رصداً، اكمن له كميناً لمباغتته (بوشر) وضع له كميناً (فوك).
رصَّد: ذكرت في معجم فوك في مادة aspicere.
أرصد: سَحَر (ألف ليلة 4: 704).
رَصْد، وتجمع على أرصاد: مراقبة الكواكب (بوشر، المقدمة 3: 106).
رَصْد عنه التجار: ختم الحساب بالرصيد والضرب بالقلم على ما كتب منه علامة إبطاله (محيط المحيط).
رَصْد (بالفارسية راست): نغم موسيقي هو المقام الأول من الأنغام (محيط المحيط)، وعند هوست (ص258): الرسد.
رسد ادزيل ( rasd - edzeil) : نغم آخر من أنغام الموسيقى (سلفادور ص34) وقد كتبها السيد باربييه دي مينار (الجريدة الآسيوية 1865، 1: 563) رأس الذيل غير أن هذا خطأ من غير شك، لأنه عند هوست (1: 1): رصد أديل.
رَصَد: من يرصدون الكواكب، فلكيون (محيط المحيط).
رَصَد، وتجمع على أَرْصاد عند المؤلفين، وعند بوشر جمعها رُصُود: طلسم (بوشر)، وسحر (المقري 1: 121، 152، 153، 154، ألف ليلة 3: 202، 302)، وفي (4: 667) منها: انفك عنهما رصد السحر (4: 713، برسل 3: 364).
وفي محيط المحيط: والعامة يزعمون أن الرَصَد شخص سحري أو غيره ينصب في المخابي لحراستها.
وأرصاد كلمة غامضة المعنى في العبارة التي ذكرها فالتون (ص34) وهي ما كتبها وزير الخليفة المهتدي إلى أحمد بن طولون: ((أَتَّقِ الله في الأَرصاد، فإن الله بالمِرْصاد))، والفتحة على الهمزة في الأرصاد موجودة مخطوطة ليدن وكذلك في مخطوطة سنت بطرسبورج (انظر ص105)، غير أن ويجرز (ص67 رقم 2) قد ضبطها بكسر الهمزة الإِرصاد، والتفسير الذي يراه غير مقنع، وأرى أنه من المجازفة أن نبتعد عن ضبط المخطوطة.
وأعتقد أن لكلمة رصد وجمعها أَرْصاد هنا نفس معنى مَرْصد ومرَاصِد وهي تعني. كما سنرى من بعد، مركز لجنود الكمارك المكلفون بحراسة الطرق والمحافظة على أمنها وجباية المكوس، ومن هذا أصبحت كلمة مكس تدل على ضريبة المرور، فالوزير إذاً يناشد الحاكم ألا يستغل المسافرين ويوقرهم بالضرائب وليتذكر أن الله له بالمرصاد أي يراقبه.
رَصَدِيّ ورصاد، إن مقارنة الكلمة المتقدمة راصِد ومَرْصَد يحملني على الظن أن جوليوس محق في تفسيره لهذه الكلمات، على الرغم من أن لين يرى غير ذلك (انظر أعلاه: راهدار).
رصيد، في اصطلاح التجار: ما يبقى بعد إسقاط الأقل من الأكثر (محيط المحيط).
راصد، ويجمع على رُصَّاد: جندي مكلف بحراسة الحدود والمحافظة على أمن الطريق والاستفسار عن المسافرين. ففي كرتاس (ص5): وجعل الرُصَّاد في أطراف البلاد والقبلات فلا يمرّ بهم أحدٌ من الناس حتى يعرف ويعلم صحَّة نسبته وحاله ومِنْ أين قدم وإلى أين يسير.
رَصَد (جمع): العسس المكلفون بالحراسة ليلاً (انظر في مادة ثَقَّف) مثال له مأخوذ من رياض النفوس. ثم في (ص103 و) منها نجد في نفس الحكاية: ثم تماديتُ إلى ناحية سوق ابن هشام وعنده رصد وكلاب فما كلمني منهم أحد.
رَصَد: فلكي، عارف بعلم الفلك. وكانت هذه الكلمة تطلق في القرون الوسطى على المنجم غالباً (عباد 2: 60).
مَرْصَد: مركز لجنود الكمارك لجباية المكس. ففي البكري (ص19) في كلامه عن عين الزيتونة: عليها مرصد لجابي أفريقية، ومن هذا أصبحت الكلمة تدل على المكس وهي ضريبة المرور (المقري 1: 130). وفي رياض النفوس (ص 74ق) حيث يقول أحد الأولياء لعبيد الله: لو كُنْتَ أمير المؤمنين ما أمرتَ بسبّ السلف وأظهرتَ الخمر والقبالات والمراصد وقبالة السند (النبيذ).
مرصد الكواكب: موضع تعين فيه حركات الكواكب (بوشر).
بمرصد مِنّي: بمحضر منّي، بمرأى مني (فوك).
مُرْصَد: مبلغ من المال يصرفه مستأجر حانوت من حوانيت مؤسسة خيرية بإذن من مدير المؤسسة لتعمير الحانوت وإصلاحه بحيث أن هذا المبلغ يبقى مُرْصَداً له على الحانوت، أي له حق المطالبة به (زيشر 8: 347).
مُرْصِد: رقيب، راصد مَنْ يقوم بالرقابة (من أعلى برج الإنذار) (معجم الإدريسي).
مُرْصِد: راصد، أسد (معجم مسلم).
مُرَصَّد: قترة الصائد، وهي من مصطلح فن الصيد، الموضع يختبئ فيه الصائد (بوشر).
مِرْصاد، تجمع على مراصيد (معجم مسلم).
رصد
رصَدَ يَرصُد، رَصْدًا ورَصَدًا، فهو راصد، والمفعول مَرْصود
• رصَد الأسدُ فريستَه: راقبها وقعد لها "رصَد النجومَ في السَّماء- رصَد الأسدُ فريستَه- رصَد العَدُوَّ: راقب تحرُّكاته ليحدِّد موقعَه- والمنايا رَصَدٌ ... للفتى حيث سَلَك".
• رصَد الحسابَ/ رصَد الدَّرجةَ: كتبها في السِّجلّ الخاصّ بذلك.
• رصَد مبلغًا لمشروع: خصَّصه له "رصد مبلغًا لبناء مسجد/ للزواج".
• رصَد الأحداثَ والوقائعَ: سجَّلها، أرَّخَ لها. 

أرصدَ يُرصد، إرصادًا، فهو مُرصِد، والمفعول مُرصَد
• أرصدَ الحسابَ: رصَدَه، أظهره وأحصاه وأحضره "يُرصد التاجر حسابه كل شهر: يوازن بين جانب المدين وجانب الدائن".
• أرصد الرَّقيبَ: جعله يرصد الطريق أو الناس، أي يراقبهم "أرصد الحاكمُ الرقباءَ خوف انتشار الفتنة".
• أرصد له شيئًا: أعدَّه "أرصدت الدولة الجيش للقتال- {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ}: ترقُّبًا وإعدادًا" ° أرصد له خيرًا أو شرًّا: جازاه به. 

ترصَّدَ/ ترصَّدَ لـ يترصَّد، ترصُّدًا، فهو مُترصِّد، والمفعول مُترصَّد
• ترصَّد فلانًا/ ترصَّد لفلان: ترقّبه "ترصَّد خبرًا/ عدوَّه- ترصّدت الشرطة لشخص مشتَبَهٍ فيه- يترصد علماء الفلك حركات الكواكب وعلاقاتها". 

إرصاد [مفرد]:
1 - مصدر أرصدَ.
2 - (دب) أن يُذكَر قبل آخر فقرة أو البيت ما يدل على آخره متى عُرِف رَوِيُّه. 

راصِد [مفرد]: ج راصدون ورَصَد ورُصَّاد، مؤ راصِدة، ج مؤ راصِدات ورُصَّد:
1 - اسم فاعل من رصَدَ.
2 - من يقوم في المرْصَد بمراقبة النجوم والكواكب. 

رَصْد [مفرد]: ج أَرصاد (لغير المصدر):
1 - مصدر رصَدَ.
2 - فِعْل الراصد المُراقب "رصْد الأفلاك- محطة للأرصاد الجوّيَّة" ° محطَّة الأرصاد الجوّيّة: موقع يتمُّ فيه جمع معلومات الأرصاد الجويَّة وتسجيلها ونشرها.
• سفينة الرصد: مكتب يسافر في المحيطات مجهَّز للقيام بالرصد الجويّ.
• الأرصاد الجوِّيَّة: (فك) علم يبحث أحوال الجوّ وبخاصة العمليَّات الطَّبيعيَّة التي تحدث في الجو كالضَّغط الجوِّيّ والحرارة والرِّياح والرُّطوبة وتساقط الأمطار .. إلخ.
• تقرير الأرصاد: (فك) النشرة الجوية.
• مصلحة الأرصاد الجوِّيَّة: (فك) الإدارة الخاصة بملاحظة تغيرات الطقس وتسجيلها.
• الرَّصد الفلكيّ: (فك) مراقبة النّجوم وحركاتها وما يتَّصل بها بواسطة آلات الرَّصد. 

رَصَد [مفرد]: ج أَرصاد (لغير المصدر):
1 - مصدر رصَدَ.
2 - (فك) اسم موضع تُعيَّن فيه حركة الكواكب (غالبًا في صيغة الجمع).
3 - راصِدٌ، مُراقِب " {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} ".
4 - حَرَس من الملائكة " {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} ". 

رَصيد [مفرد]: ج أَرصدة: مجموع ما للمُودع من أموال في حسابه الجاري بالمصرِف "كم رصيدي في المصرف الآن؟ - قرَّروا تجميد الأرصدة" ° الرَّصيد لا يسمح: المبلغ الباقي في الرصيد لا يغطي مقدار المطلوب- شيك بدون رصيد: ليس له غطاء كافٍ يسمح بصرفه.
• رصيد الذَّهب: (قص) الذهب الضامن لإصدار الأوراق النقديّة.
• رصيدٌ دائن: (قص) رصيد الحساب الذي يزيد فيه

مجموع المبالغ الدائنة على مجموع المبالغ المدينة.
• رصيد قديم: (قص) رصيد لا يحوي شيئًا وصاحبه مقترض من المصرف.
• رصيد مدين: (قص) رصيد الحساب الذي تزيد فيه المبالغ المدينة على مجموع المبالغ الدائنة. 

مِرْصاد [مفرد]: ج مَرَاصِيدُ:
1 - طريق الرَّصد والمُراقبة "قعد/ وقف له بالمرصاد: راقبه- {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}: مراقبك فلا يخفى عليه شيء من أفعالك".
2 - مَحْبِس " {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} ".
3 - (فك) آلة يقال لها تلسكوب ينظر بها إلى الكواكب وترصد أو تراقب بها الأجرام السماويَّة. 
2113 - 
مَرْصَد [مفرد]: ج مَراصِدُ:
1 - اسم مكان من رصَدَ: مكان الرَّصد والمراقبة "مَرْصَد قيادة- {وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} " ° بمرصد منِّي: بمرأًى.
2 - (فك) مبنى تُعيَّن فيه حركات الكواكب وأحوال الطَّقس وتُسجَّل فيه الزلازل "مرصد جوِّيّ" ° المرصد الطَّائر: جهاز يسجِّل آليًّا عدَّة عناصر جوّيّة كالحرارة والضغط والرطوبة، يحمله منطاد مملوء بالأيدروجين- مرصدة جويَّة: آلة في الطائرة تدوِّن الحرارة والضغط الجوي والرطوبة في وقت واحد. 

رصد

1 رَصَدَهُ, (As, S, A, Msb, K,) aor. ـُ (As, S, Msb,) inf. n. رَصْدٌ (S, Msb, K) and رَصَدٌ; (S, K;) and ↓ ارتصدهُ, (A,) and ↓ ترصّدهُ, (S, * K,) or لَهُ ↓ ترصّد, (A,) He sat [or lay in wait] for him in the road, or way: [see رَصَدٌ:] (A, Msb:) or he watched, or waited, for him; (As, S, K;) and so ↓ راصدهُ, (A,) and لَهُ ↓ ارصد: (L:) [or] you say, رَصَدَهُ بَِالخَيْرِ وَغَيْرِهِ, aor. ـُ inf. n. رَصْدٌ, he watched, or waited, for him [with that which was good and otherwise]; and in like manner, رَصَدَهُ بِالمُكَافَأَةِ [he watched, or waited, for him with requital]; (M;) and also رَصَدَ لَهُ, and ↓ ارصدهُ: (Hudot;am p. 89:) or, accord. to some, you say, لَهُ بِالخَيْرِ وَالشَّرِّ ↓ ارصد; only with ا; not otherwise: [see this verb below:] and accord. to some, one says, رَصَدَهُ, meaning he watched, or waited, for him; and لَهُ الأَمْرَ ↓ ارصد, meaning he prepared for him the thing, or affair, or event; and ↓ اِرْتِصَادٌ is syn. with رَصْدٌ. (M.) One says of a serpent (حَيَّة), تَرْصُدُ المَارَّةَ عَلَى الطَّرِيقِ لِتَلْسَعَ [It watches, or lies in wait, for the passers-by on the road, or way, that it may bite]: (L:) and of a beast of prey, (S, A, K,) or of a wolf, (M,) يَرْصُدُ لِيَثِبَ, (S, M, A,) or يَرْصُدُ الوُثُوبَ, (K,) i. e. He watches, or waits, to leap, or spring: (TA:) and of a she-camel, تَرْصُدُ شُرْبَ الإبِلِ ثُمَّ تَشْرَبُ [She watches, or waits, for the drinking of the other camels, and then she drinks]; (S, A;) or تَرْصُدُ شُرْبَ غَيْرِهَا لِتَشْرَبَ هِىَ [she watches, or waits, for the drinking of others, that she may drink]. (K.) b2: رُصِدَتِ الأَرْضُ The land was rained upon by a rain such as is termed رَصْدَةٌ, (S,) or by rain such as is termed رَصَدٌ. (TA.) 3 رَاْصَدَ see above, first sentence.4 ارصدهُ عَلَى كَذَا He charged him with the watching, or guarding, of such a thing. (L.) b2: See also 1, in four places. b3: ارصد لَهُ also signifies (tropical:) He prepared, or made ready, [a person, or thing,] for him, or it; (As, S, A, K;) as an army for battle, and a horse for charging, and property, or money, for the payment of what was due. (A, TA.) You say, أَرْصَدْتُ لَهُ العُقْوبَةَ (tropical:) I prepared for him punishment: properly signifying I put punishment in his road, or way. (L.) And أَرْصَدْتُ لَهُ خَيْرًا and شَرًّا (tropical:) [I prepared for him good and evil]. (A.) إِلَّا أَنْ أُرْصِدَهُ لِدَيْنٍ

عَلَىَّ occurs in a trad. [as meaning (tropical:) Unless I prepare it for a debt that I owe]. (S.) And [hence, app., as seems to be indicated in the TA,] you say, يُرْصِدُ الزَّكَاةَ فِى صِلَةِ إِخْوَانِهِ (tropical:) He places alms in kind, or good and affectionate and gentle and considerate, treatment of his brethren; [as though meaning he prepares for himself the recompense of alms (ثَوَابَ الزَّكَاةِ, like as one says يَحْتَسِبُ عَمَلَهُ meaning يحتسب ثَوَابَ,) عَمَلِهِ,) in so doing;] reckoning such treatment of them as alms. (TA.) b4: Also (tropical:) He requited him, or recompensed him, with good, (L, K, TA,) accord. to the original application, (L, TA,) or with evil, (L, K, TA,) as some apply it. (L, TA.) b5: And ارصد الحِسَابَ (assumed tropical:) He showed, or cast up, or produced, the reckoning. (MF, from the 'Ináyeh.) 5 تَرَصَّدَ see 1, first sentence, in two places.8 إِرْتَصَدَ see 1, in two places.

رَصْدٌ: see the next paragraph.

رَصَدٌ: see رَاصِدٌ, in three places.

A2: Also A road, or way; (Msb;) and so ↓ مَرْصَدٌ, (TA,) both signify the same, (M,) and ↓ مرْصَادٌ (S, K, TA) and ↓ مُرْتَصَدٌ: (TA:) and ↓ مِرْصَادٌ, (IAmb, K,) or ↓ مَرْصَدٌ, (S,) or both, (M, A,) and ↓ مُرْتَصَدٌ and رَصَدٌ, (A,) a place where one lies in wait, or watches, (IAmb, S, M, A, K,) for an enemy: (IAmb, K:) the pl. of رَصَدٌ is أَرْصَادٌ; (Msb;) and the pl. of ↓ مَرْصَدٌ is مَرَاصِدُ, (TA,) which signifies also lurking places of serpents. (M, L.) You say, ↓ قَعَدَ لَهُ بِالمَرْصَدِ and ↓ بِالمِرْصَادِ and ↓ بِالمُرْتَصَدِ (A, Msb) and بِالرَّصَدِ (A) He lay in wait for him in the way. (A, * Msb.) And أَنَا لَكَ بِالرَّصَدِ and ↓ بِالمِرْصَادِ (tropical:) [I am in the place of lying in wait for thee], meaning thou canst not escape me. (A.) And 'Adee says, ↓ وَإِنَّ المَنَايَا لِلّرِجَالِ بِمرْصَدِ (tropical:) [And verily deaths are in a place of lying in wait for men, so that they cannot escape them]. (TA.) ↓ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ, in the Kur [ix. 5], means And lie ye in wait for them in every road, or way; (AM, TA;) accord. to Fr, in their way to the Sacred House. (TA.) and ↓ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ, in the Kur [lxxxix. 13], means Verily thy Lord is in the way; i. e., in the way by which thou goest; (TA;) so that none of thine actions escapeth Him: (Msb:) or it means that He watcheth, or lieth in wait, to punish him who disbelieveth in Him and turneth away from Him: (Zj, TA:) or that He watcheth every man to recompense him for his deeds: (Ibn-'Arafeh, TA:) or, accord. to El-Aamash, المرصاد is here a name applied to three bridges behind the صِرَاط; on one of which is security; on another, mercy; and on the third, the Lord. (L, TA.) A3: Also A small quantity of rain: (S, K:) one says, بِهَا رَصَدٌ مِنْ حَيًا [In it, namely, the land (الأَرْض), is a small quantity of rain]: (S:) and so ↓ رَصْدٌ: (TA:) or both signify rain that comes after other rain: or rain that falls first, before other rain coming: or the first of rain: or, accord. to IAar, the former word signifies rain such as is termed عِهَاد, after which other rain is looked for; and if other rain follow it, herbage is produced: one shower thereof is termed ↓ رَصَدَةٌ and ↓ رَصْدَةٌ; the latter mentioned by Th: (M:) or ↓ رَصْدَةٌ signifies a shower, or what falls at once, of rain [app. in any case]: (S, K:) the pl. of رَصَدٌ is أَرْصَادٌ (S, M, K) and رِصَادٌ, (M,) the latter mentioned on the authority of A'Obeyd: (TA:) [or] the latter is pl. of ↓ رَصْدَةٌ. (S.) b2: Also A small quantity of herbage, (S, M, K,) in land upon which one hopes for the fall of the rain of the season called الرَّبِيع. (M.) رَصْدَةٌ an inf. n. of un. of 1: pl. رَصَدَاتٌ, whence the saying, لَا يُخْطِئُكَ مِنِّى رَصَدَاتُ خَيْرٍ, or شَرٍّ, (tropical:) [My watchings of good conduct, or of evil, will not miss thee], meaning I will requite thee for thy deeds. (A, TA.) A2: See also the latter part of the next preceding paragraph, in three places.

رُصْدَةٌ A pitfall for a lion; syn. زُبْيَةٌ. (S, K.) b2: And A ring of brass, or of silver, in the thongs [or cords] by means of which the sword is suspended. (K.) رَصَدَةٌ: see رَصَدٌ, in the latter part of the paragraph.

رَصَدِىٌّ One who lies in wait for men in the way, to take their property unjustly; (Msb;) syn. with the Pers\. رَاهْدَارْ; and so ↓ رَصَّادٌ. (Meyd, accord. to Golius [who, however, explains the Pers\. word as meaning viæ custos, et vectigalium pro transitu exactor; which I do not think to be here intended thereby].) رَصُودٌ A she-camel that watches, or waits, for the drinking of others, (S, A, K,) and then herself drinks, (S, A,) or that she may drink. (K.) رَصِيدٌ A beast of prey, (S, A, K,) or a wolf, (M,) that watches, or waits, to leap, or spring. (S, M, A, K.) And A serpent (حَيّةٌ) that watches, or lies in wait, to bite persons passing along the road, or way. (L.) رَصَائِدُ Snares, or traps, prepared for catching beasts of prey; as also وَصَائِدُ. ('Arrám, L.) رَصَّادٌ: see رَصَدِىٌّ.

رَاصِدٌ Sitting [or lying in wait] for one in the road, or way: (Msb:) or watching, or waiting; لِشَىْءٍ for a thing: (S:) or one lying in wait, or in a place of watching, or in a road or way, for the purpose of guarding: (Mgh:) pl. رَاصِدُونَ, (K,) and ↓ رَصَدٌ, like as خَدَمٌ is pl. of خَادِمٌ, (Mgh, Msb,) and حَرَسٌ of حَارِسٌ; (Mgh;) or [rather] رَصَدٌ is syn. with رَاصِدُونَ, (S, * A, * K,) or with مُرْتَصِدُونَ, [which has the same meaning,] and is a quasi-pl. n., (M,) a word like حَرَسٌ (S, A) and خَدَمٌ, (A,) and used alike as sing. and pl. [and masc.] and fem.; and sometimes they said أَرْصَادٌ; (S;) and رَصَدَةٌ also is used as a pl. of رَاصَِدٌ, agreeably with analogy; (Mgh;) and رُصَّدٌ likewise appears to be a pl. of the same. (Ham p. 415.) One says, ↓ فُلَانٌ يَخَافُ رَصَدًا مِنْ قُدَّامِهِ وَطَلَبًا مِنْ وَرَائِهِ i. e. [Such a one fears] an enemy lying in wait [before him, and pursuers behind him]. (A.) By ↓ رَصَدًا in the Kur lxxii. last verse but one, are meant watchers over an angel sent down with a revelation, lest one of the jinn, or genii, should overhear the revelation and acquaint therewith the diviners, who would acquaint other men therewith, and thus become equal to the prophets. (M, L.) b2: Hence, (TA,) الرَّاصِدُ is an appellation of The Lion. (K, TA.) مُرْصَدٌ: see رَصَدٌ, in six places.

مُرْصِدٌ [i. q. رَاصِدٌ]. One says, أَنَا لَكَ مُرْصِدٌ بِإِحْسَانِكَ حَتَّى أُكَافِئَكَ بِهِ (tropical:) [I am watching, or waiting, for thee, on account of they beneficence, that I may requite thee for it]. (Lth, A.) b2: أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ Land in which is a small quantity (رَصَدٌ, M) of herbage: (M, K:) or land which has been rained upon, and which it is hoped will produce herbage: (AHn, M, K:) and land upon which has fallen a rain such as is termed رَصْدَة; (M;) and so ↓ مَرْصُودَةٌ: (S, M:) or, accord. to some, one should not say مَرْصُودَةٌ nor مُرْصدَةٌ; but أَصَابَهَا رَصْدٌ and رَصَدٌ. (M.) مِرْصَادٌ: see رَصَدٌ, in five places.

أَرْضٌ مَرْصُودَةٌ: see مُرْصِدٌ.

مُرْتَصَدٌ: see رَصَدٌ, in three places.
رصد
: (رَصدَهُ) بِالْخَيرِ وغيرِه، يَرْصُده (رَصْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، على الْقيَاس (وَرَصَداً) ، محرَّكَةً، على غير قِيَاس، كالطَّلَبِ ونحوهِ: (رقَبَهُ) ، فَهُوَ راصِدٌ، (كَتَرَصَّدَهُ) ، وارْتَصَدَه. (والرَّاصِدُ) بالشيْءِ: الراقِبُ لَهُ، ولذالك سُمِّيَ بِهِ (الأَسَدُ) .
(والرَّصِيدُ: السَّبُعُ) الّذِي (يَرْصُدُ الوُثُوبَ) ، أَي يترقَّبُ ليَثِبَ.
(والرَّصُودُ) ، كَصَبُور: (نَاقَةٌ تَرْصُدُ شُرْبَ غيرِهَا) من الإِبل (لِتَشْرَبَ هِي) ، وَفِي الأَساس، والمحكم: ثمَّ تَشرَبُ هِيَ.
(و) رَوَى أَبو عُبَيْد، عَن الأَصمعيِّ، والكسائيّ: رَصَدْت فُلاناً أَرصُده، إِذا تَرَقَّبْته.
و (أَرْصَدْتُ لَهُ: أَعْدَدْتُ) .
قلتُ: وَبِه فَسَّر بعضُ المُفَسِّرين قولَه تَعَالَى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (التَّوْبَة: 107) .
قَالُوا: كَانَ رجُلٌ يُقَال لَهُ أَبو عَامر الراهبُ، حاربَ النبيَّ، صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، ومَضى إِلى هِرَقْلَ، وكانَ أَحَدَ المناقين، فَقَالَ المُنَافِقُونَ الّذينَ بَنَوا المسْجدَ الضِّرَار: نَقضي فِيهِ حاجَتَنَا، وَلَا يُعَاب علينا، إِذا خَلَوْنا، ونَرْصُدُه لأَبي عَار مَجيئَه من الشَّام أَي نُعدّه.
قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا صَحِيح من جِهَة اللّغَة.
وَقَالَ الزجّاج: أَي نَنْتَظِر أَبا عَامر حَتَّى يَجيءَ ويُصَلِّيَ فِيهِ. والإِرْصاد: الِانْتِظَار.
(و) من الْمجَاز: أَرْصدتُ لَهُ: (كافَأْتُهُ بالخَيْر) ، هاذا هُوَ الأَصل، (أَو بالشَّر) ، جعلَه بعضُهُم فِيهِ أَيضاً. وأَنشد لعبد المطّلب حِين أَرادت حَليمةُ أَن تَرْحلَ بالنّبي، صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، إِلى أَرضها:
لاهُمَّ رَبَّ الرَّاكبِ المُسَافِرِ
احفَظْهُ لِي مِنْ أَعْيُنِ السَّواحِرِ
وحَيَّةٍ تُرْصِدُ فِي الهَواجِرِ
فالحيّة لَا تُرصِد إِلّا بالشّرّ.
وَيُقَال: أَنا لَك مُرْصدٌ بإِحسانك حتّى أُكافئك بِهِ. قَالَ اللَّيْث: (و) المَرْصَدُ، كمَذْهَب، و (المِرْصَادُ) كمِفْتَاح (الطَّرِيقُ) ، كالمُرْتَصَدِ.
قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} .
قَالَ الفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ اقعُدوا هم على طَريقِهم إِلى البيتِ الحَرام. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: على كلِّ طَرِيق.
وَقَالَ الله عزّ جلّ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (الْفجْر: 14) مَعْنَاهُ لَبِالطرِيق، أَي بِالطَّرِيقِ الَّذِي مَمَرُّك عَلَيْهِ. وَقَالَ الزّجَّاج: أَي يَرْصُد من كَفَر بِهِ وصَدَّ عَنهُ بِالْعَذَابِ. وَقَالَ ابْن عَرَفَةَ: أَي يَرْصُد كلَّ إِنسان حَتَّى يُجازيَه بفعْله.
(و) عَن ابْن الأَنباريّ: المِرْصادُ: (الْمَكَان) الَّذِي (يُرْصَدُ فِيهِ العَدُوُّ) ، كالمضْمَار، المَوْضع الَّذِي يُضَمَّر فِيهِ الْخَيل من ميدان السِّباق نحْوه. وَجمع المَرْصَد: المَرَاصد.
وَقَالَ الأَعمش فِي تَفْسِير الْآيَة: المِرْصَاد ثَلاثة جُسور خَلْفَ الصِّراط: جِسْرٌ عَلَيْهِ الأَمانَة، وجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِم، وجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ.
(والرُّصْدَة، بالضّمّ: الزُّبْيَة) .
(و) الرُّصْدَة (حَلْقَةٌ منْ صُفْر أَو فِضَّة فِي حمائلِ السَّيْف) ، يُقَال: رَصَدْت لَهَا رُصْدَةً.
(و) قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ قَبْلُ هَذَا المَطَرُ لَهُ رَصْدةٌ. الرَّصْدة (بِالْفَتْح: الدُّفْعَة من المَطَر) وَالْجمع: رِصَادٌ.
(والرصَدُ، مُحَرَّكةً) الرَّاصدُون) ، وَيُقَال المُرْتَصِدون، وَهُوَ اسمٌ للْجمع.
وَفِي التَّنْزِيل: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} أَي إِذا نَزلَ المَلَك بالوَحْي أَرسلَ الله مَعَه رصَداً، يحفظون المَلَك من أَن يأْتيَ أَحدٌ من الجنّ فيَستمعَ الوَحْيَ فيُخْبرَ بِهِ الكَهَنَةَ ويُخْبِروا بِهِ النَّاسَ، فيُساوُوا الأَنبياءَ.
وقَومٌ رَصَدٌ، كحَرَس، وخَدَم، وفُلانٌ يَخاف رَصَداً من قُدَّامه وطَلَباً من وَرائه: عَدُوًّا يَرْصُده.
(و) الرَّصَدُ: (الْقَلِيل من الكَلإِ) ، كماقاله الجوهريّ. وَزَاد ابْن سَيّده: فِي أَرض يُرْجَى لَهَا حَيَا الرَّبيع.
(و) الرَّصَد أَيضاً: الْقَلِيل من (المَطَرِ) ، كالرَّصْد، بِفَتْح فَسُكُون، وَقيل: هُوَ المطرُ يأْتي بعد المَطَرِ، وَقيل: هُوَ المطرُ يَقَع أَوَّلاً لما يأْتي بعدَه، وَقيل: هُوَ أَوَّل المَطَر.
وَقَالَ الأَصمعيّ: من أَسماءِ المَطَرِ الرَّصْد. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الرَّصَدُ: العِهَادُ تَرْصُد مَطَراً بعدَها، قَالَ: فإِن أَصابَها مَطَرٌ فَهُوَ العُشْب، واحدتها عِهْدة واحدته رَصَدة ورَصْدة الأَخيرة عَن ثَعْلَب (ج: أَرصاد) ، عَن أَبي حنيفَة وَفِي بعض أُمَّهاتِ اللُّغَة، عَن أَبي عُبيْدٍ: رِصَادٌ، ككِتَابٍ.
(و) يُقَال: (أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ، كمُحْسِنة: بهَا شيءٌ مِن رَصَدٍ) ، أَي الكلإِ، وَيُقَال: بهَا رَصَدٌ من حَياً.
(أَو) المُرْصِدة: هِيَ (الَّتِي مُطِرَتْ، وتُرْجَى لأَنّ تُنْبِتَ) ، قَالَه أَبو حنيفةَ. وَيُقَال: رُصِدَت الأَرضُ فَهِيَ مَرصودة أَيضاً: أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا مُطِرَتْ، وتُرْجَى لأَنْ تُنْبِتَ) ، قَالَه أَبو حنيفةَ. وَيُقَال: رُصِدَت الأَرضُ فَهِيَ مَرصودة أَيضاً: أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا مُطِرت الأَرض فِي أَوَّل الشتاءِ فَلَا يُقَال لَهَا: مَرْتٌ، لأَن بهَا حينئذٍ رَصْداً، والرَّصْدُ حينئذٍ: الرّجاءُ لَهَا، كَمَا تُرجَى الحامِل.
وَقَالَ بعض أَهلِ اللغَةِ: لَا يُقَال مَرْصودَةٌ وَلَا مُرْصَدَة، إِنما يُقَال: أَصابَها رَصُد (ورَصَدٌ) .
(ورُصِّدُ، بضمّ الراءِ، وَسُكُون الصّاد المشدَّدة) ، هاكذا فِي النُّسخ. وَالصَّوَاب: كسر الصَّاد المُشَدّدة، كَمَا هُوَ نصّ التكملة: (ة بِالْيمن من أَعمال بَعْدَانَ.
وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرَّصِيد: الحَيَّةُ الْتي تَرصُدُ المارَّةَ على الطَّرِيقِ لتَلْسَعَ.
وَفِي الحَدِيث. (فأَرْصَدَ اللهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً) أَي وَكَّلَه بِحِفْظها.
ترَصَّدَ لَهُ: قَعَدَ لَهُ على طَرِيقه.
وراصَدَه: رَاقَبَه.
والمَرْصَد: مَوضِع الرَّصْد. وقَعَد لَهُ بالمَرْصَد، والمرتصَد، والرَّصَد، كالمِرْصاد. ومَرَاصِدُ الحَيّات مكَامُنْها.
وَقَالَ عرَّام: الرَّصائد والوصائد: مَصايدُ تُعَدُّ للسِّباع. وَمن الْمجَاز قولُ عَدِيّ:
وإِنَّ المَنَايا للِرِّجالِ بمَرْصَدِ وَمن الْمجَاز أَيضاً: أَرْصَدَ الجَيْشَ للقِتَال، والفَرسَ للطِّراد، والمالَ لأَدائه الحقِّ: أَعدَّه لذالك.
وارتَصدَ لَك الْعقُوبَة.
ويَرْصُد الزكاةَ فِي صِلَة إِخوانه: يَضَعُهَا فِيهَا على أَنّه يَعْتَدُّ بصِلَتِهِم من الزّكاة.
وَلَا يُخْطِئك منّي رَصَداتُ خَيرٍ أَو شَرَ: أَكافئك بِمَا كَانَ مِنْك. وَهِي المَرَّات من الرَّصد الَّذِي هُوَ مصدر، أَو جمع الرَّصْدة الي هِيَ المَرَّة. كَمَا فِي الأَساس.
وَنقل شيخُنا عَن الْعِنَايَة: وإِرصادُ الحِسَابِ: إِظهارُه وإِحصاؤُه أَو إِحضارهُ، انْتهى.
ورُوِيَ عَن ابْن سِيرِينَ أَنه قَالَ: كَانُوا لَا يَرْصُدون الثِّمارَ فِي الدَّيْنِ، وَيَنْبَغِي أَن يُرْصَد العَيْنُ فِي الدَّينِ. وفسَّره ابنُ الْمُبَارك فَقَالَ: مَن عَلَيْهِ دَيْن، وعِنْدَه من العَيْنِ مثلُه لم تَجِب عَلَيْهِ الزَّكاةُ، وتَجب إِذا أَخرجتْ أَرضُه ثَمَرةً، فَفِيهَا العُشْرُ.
(ر ص د) : (فِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ) وَيُصْرَفُ مِنْ الْخَرَاجِ إلَى أَرْزَاقِ الْقُضَاةِ وَالْعُمَّالِ، (وَالرَّصَدَةِ) وَالْمُتَعَلِّمِينَ هِيَ جَمْعُ رَاصِدٍ وَهُوَ الَّذِي يَقْعُدُ بِالْمِرْصَادِ لِلْحِرَاسَةِ وَهَذَا قِيَاسٌ وَإِنَّمَا الْمَسْمُوعُ الرَّصَدُ وَنَظِيرُهُ الْحَرَسُ وَالْخَدَمُ فِي حَارِسٍ وَخَادِمٍ.
ر ص د : الرَّصَدُ الطَّرِيقُ وَالْجَمْعُ أَرْصَادٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَرَصَدْتُهُ رَصْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَعَدْتُ لَهُ عَلَى الطَّرِيقِ وَالْفَاعِلُ رَاصِدٌ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى رَصَدٍ مِثْلُ: خَادِمٍ وَخَدَمٍ وَالرَّصَدِيُّ نِسْبَةٌ إلَى الرَّصَدِ وَهُوَ الَّذِي يَقْعُدُ عَلَى الطَّرِيقِ يَنْتَظِرُ النَّاسَ لِيَأْخُذَ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا وَقَعَدَ فُلَانٌ بِالْمَرْصَدِ وِزَانُ جَعْفَرٍ وَبِالْمِرْصَادِ بِالْكَسْرِ وَبِالْمُرْتَصَدِ أَيْضًا أَيْ بِطَرِيقِ الِارْتِقَابِ وَالِانْتِظَارِ وَرَبُّكَ لَكَ بِالْمِرْصَادِ أَيْ مُرَاقِبُكَ فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِكَ وَلَا تَفُوتُهُ. 
ر ص د

رَصَده بالخَيْرِ وغيرِه يَرْصُدُه رَصْداً تَرَقَّبهُ ورَصَدهُ بالمُكافأَةِ كذلك وقال بعضُهم أرْصَدَ له بالخَيْرِ والشَّرِّ لا يُقال إلابالألِف وقيل تَرَصَّدَهُ تَرَقَّبَه وأرصَدَ له الأَمْرَ أعَدَّه والارْتِصادُ الرَّصْدُ والرَّصْدُ المُرْتَصِدُونَ وهو اسمٌ للجَمْعِ وفي التنزيل {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} الجن 27 إي إذا نَزَلَ المَلَكُ بالوَحْيِ أرْسَلَ اللهُ معه رَصَداً يَحْفَظُونَ المَلَكَ مِنْ أن يَأْتِيَ أَحَدٌ من الجِنِّ فَيستمعَ الوَحْيَ فيُخْبِرَ به الكَهنةَ ويُخْبِرُوا به الناسَ فَيُساوُوا الأْنبياءَ والمِرصَدُ كالرَّصَدِ والمِرصَاد والمَرْصَدُ مَوْضِعُ الرَّصَدِ ومَرَاصِدُ الحيّات مَكامِنها قال الهُذَليُّ

(أبا مَعْقَلٍ لا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُءُوسَ الأَفاعِي في مَرَصِدها الغُرْمِ)

ودِيبٌ رَصِيدٌ يَرْصُدُ لِيَثِبَ قال

(أَسَلِيمٌ لم تَعُدْ ... أَمْ رَصِيدٌ أكَلَكْ)

والرَّصْدُ والرَّصَدُ المَطَرُ يَأْتِي بعد المَطَرِ وقيل هو المَطَرُ يَقَعُ أولاً لَمَا يَأْتِي بعده وقيل هو أَوَّلُ المَطَرِ وقال ابن الأعرابيِّ الرَّصَدُ العِهَادُ تَرْصُدُ مَطراً بعدَها قال فإنْ أصابها مَطَرٌ فهو العُشْبُ أراد نَبَتَ العُشْبُ أو كان العُشْبُ قال ويَنْبُتُ البَقْلُ حينئذٍ مُقْتَرِحاً صُلْباً واحدُته رَصَدَةٌ ورَصْدَةٌ الأخيرةُ عن ثَعْلَب قال أبو عُبَيْد يقالُ قد كان قبل هذا المَطَرِ له رَصْدَةٌ وقال أبو حنيفةً أرضٌ مُرْصِدَة مُطِرتْ وهي تُرْجَى لأن تُنْبِتَ والرَّصَدُ حينئذٍ الرَّجاءُ لأنها تُرْجَى كما تُرْجَى الحامِلُ وجمعُ الرَّصَدِ أرْصَادٌ ورِصَادٌ وأرضٌ مرْصُودةٌ ومُرْصِدَةٌ أصَابَتْها الرَّصْدَةُ وقال بعضُ أهلِ اللُّغة لا يقال مَرْصُودةٌ ولا مُرْصِدةٌ إنما يُقالُ أَصابَها رَصْدٌ ورَصَدٌ والرَّصَدُ القليلُ من الكَلأِ في أرضٍ يُرْجَى لها حيا الرَّبِيع وأرضٌ مُرْصِدَةٌ فيها رَصَد من كَلأٍ

رصد: الراصِدُ بالشيء: الراقب له. رَصَدَه بالخير وغيره يَرْصُدُه

رَصْداً ورَصَداً: يرقبه، ورصَدَه بالمكافأَة كذلك. والتَّرَصُّدُ: الترقب.

قال الليث: يقال أَنا لك مُرْصِدٌ بإِحسانك حتى أُكافئك به؛ قال:

والإِرصاد في المكافأَة بالخير، وقد جعله بعضهم في الشر أَيضاً؛ وأَنشد:

لاهُمَّ، رَبَّ الراكب المسافر،

احْفَظْه لي من أَعيُنِ السواحر،

وحَيَّةٍ تُرْصِدُ بالهواجر

فالحية لا تُرْصِدُ إِلا بالشر. ويقال للحية التي تَرْصُد المارة على

الطريق لتلسع: رصيد. والرَّصِيدُ: السبع الذي يَرْصُد لِيَثِب. والرَّصُود

من الإِبل: التي تَرْصُد شرب الإِبل ثم تشرب هي. والرَّصَدُ: القوم

يَرْصُدون كالحَرَس، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربما قالوا أَرصاد.

والرُّصْدَة، بالضم: الزُّبْية. وقال بعضهم: أَرصَدَ له بالخير والشر، لا

يقال إِلا بالأَلف، وقيل: تَرَصَّدَه ترقبه. وأَرصَدَ له الأَمر: أَعدّه.

والارتصاد: الرَّصْد. والرَّصَد: المرتَصِدُون، وهو اسم للجمع. وقال الله

عز وجل: والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين

وإِرصاداً لمن حارب الله ورسوله؛ قال الزجاج: كان رجل يقال له أَبو عامر

الراهب حارَب النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، ومضى إِلى هِرَقْلَ وكان أَحد

المنافقين، فقال المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار: نبني هذا المسجد وننتظر

أَبا عامر حتى يجيء ويصلي فيه. والإِرصاد: الانتظار. وقال غيره: الإِرصاد

الإِعداد، وكانوا قد قالوا نَقْضي فيه حاجتنا ولا يعاب علينا إِذا

خلونا، ونَرْصُده لأَبي عامر حتى مجيئه من الشام أَي نعدّه؛ قال الأَزهري:

وهذا صحيح من جهة اللغة. روى أَبو عبيد عن الأَصمعي والكسائي: رصَدْت فلاناً

أَرصُدُه إِذا ترقبته. وأَرْصَدْت له شيئاً أُرْصِدُه: أَعددت له. وفي

حديث أَبي ذر: قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: ما أُحِبُّ عِندي

(*

قوله «ما أحب عندي» كذا بالأصل ولعله ما أحب ان عندي والحديث جاء بروايات

كثيرة) . مِثلَ أُحُدٍ ذهباً فَأُنفِقَه في سبيل الله، وتمُسي ثالثةٌ وعندي

منه دينارٌ إِلاَّ دينار أُرْصِدُه أَي أُعِدُّه لدين؛ يقال: أَرصدته

إِذا قعدت له على طريقه ترقبه. وأَرْصَدْتُ له العقوبة إِذا أَعددتها له،

وحقيقتُه جعلتها له على طريقه كالمترقبة له؛ ومنه الحديث: فأَرْصَدَ الله

على مَدْرجته ملَكاً أَي وكله بحفظ المدرجة، وهي الطريق. وجعله رَصَداً

أَي حافظاً مُعَدّاً. وفي حديث الحسن بن علي وذكر أَباه فقال: ما خَلَّف

من دنياكم إِلا ثلثمائة درهم كان أَرصَدَها لشراء خادم. وروي عن ابن سيرين

أَنه قال: كانوا لا يَرْصُدون الثمار في الدَّيْن وينبغي أَن يُرْصَد

العينُ في الدَّيْن؛ قال: وفسره ابن المبارك فقال إِذا كان على الرجل دين

وعنده من العين مثله لم تجب الزكاة عليه، وإِن كان عليه دين وأَخرجت أَرضه

ثمرة يجب فيها العشر لم يسقط العشر عنه من أَجل ما عليه من الدين،

لاختلاف حكمهما وفيه خلاف. قال أَبو بكر: قولهم فلان يَرْصُد فلاناً معناه

يقعد له على طريقه.

قال: والمَرْصَدُ والمِرْصادُ عند العرب الطريق؛ قال الله عز وجل:

واقعدوا لهم كل مَرصد؛ قال الفراء: معناه واقعدوا لهم على طريقهم إِلى البيت

الحرام، وقيل: معناه أَي كونوا لهم رَصَداً لتأْخذوهم في أَيّ وجه توجهوا؛

قال أَبو منصور: على كل طريق؛ وقال عز وجل: إِنَّ ربك لبالمرصاد؛ معناه

لبالطريق أَي بالطريق الذي ممرّك عليه؛ وقال عديّ:

وإِنَّ المنايا للرجالِ بِمَرْصَد

وقال الزجاج: أَي يرصد من كفر به وصدّ عنه بالعذاب؛ وقال ابن عرفة: أَي

يَرْصُد كل إِنسان حتى يجازِيَه بفعله. ابن الأَنباري: المِرصاد الموضع

الذي ترصد الناس فيه كالمضمار الموضع الذي تُضَمَّر فيه الخيل من ميدان

السباق ونحوه، والمَرْصَدُ: مثل المِرصاد، وجمعه المراصد، وقيل: المرصاد

المكان الذي يُرْصَدُ فيه العدوّ. وقال الأَعمش في قوله: إِنَّ ربك

لبالمرصاد؛ قال: المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط: جسر عليه الأَمانة، وجسر عليه

الرحم، وجسر عليه الربّ؛ وقال تعالى: إِن جهنم كانت مرصاداً، أَي تَرْصُد

الكفار. وفي التنزيل العزيز: فإِنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً أَي

إِذا نزل الملَك بالوحي أَرسل الله معه رصداً يحفظون الملك من أَن يأْتي

أَحد من الجنّ، فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة ويخبروا به الناس، فيساووا

الأَنبياء. والمَرْصَد: كالرصَد. والمرصاد والمَرْصَد: موضع الرصد.

ومراصد الحيات: مكامنها؛ قال الهذلي:

أَبا مَعْقَلٍ لا يُوطِئَنْكَ بغاضَتي

رُؤوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْم

وليث رصيد: يَرْصُدُ ليثب؛ قال:

أَسليم لم تعد،

أَم رصِيدٌ أَكلَكْ؟

والرَّصْد والرَّصَد: المطر يأْتي بعد المطر، وقيل: هو المطر يقع

أَوّلاً لما يأْتي بعده، وقيل: هو أَوّل المطر. الأَصمعي: من أَسماء المطر

الرصْد. ابن الأَعرابي: الرصَد العهاد تَرْصُد مطراً بعدها، قال: فإِن

أَصابها مطر فهو العشب، واحدتها عِهْدَة، أَراد: نَبَت العُشْب أَو كان العشب.

قال: وينبت البقل حينئذ مقترحاً صُلْباً، واحدته رَصَدَة ورَصْدة؛

الأَخيرة عن ثعلب؛ قال أَبو عبيد: يقال قد كان قبل هذا المطر له رَصْدَة؛

والرَّصْدة، بالفتح: الدُّفعة من المطر، والجمع رصاد، وتقول منه: رُصِدَت

الأَرض، فهي مرصودة.

وقال أَبو حنيفة: أَرض مُرصِدة مطرت وهي ترجى لأَن تنبت، والرصد حينئذ:

الرجاء لأَنها ترجى كما ترجى الحائل

(* قوله «ترجى الحائل» مرة قالها

بالهمز ومرة بالميم، وكلاهما صحيح.) وجمع الرصد أَرصاد. وأَرض مرصودة

ومُرْصَدة: أَصابتها الرَّصْدة. وقال بعض أَهل اللغة: لا يقال مرصودة ولا

مُرْصَدَة، إِنما يقال أَصابها رَصْد ورَصَد. وأَرض مُرصِدة إِذا كان بها شيء

من رصَد. ابن شميل: إِذا مُطرت الأَرض في أَوّل الشتاء فلا يقال لها

مَرْت لأَنّ بها حينئذ رصداً، والرصد حينئذ الرجاء لها كما ترجى الحامل. ابن

الأَعرابي: الرَّصْدة ترصد وَلْياً من المطر. الجوهري: الرصَد، بالتحريك،

القليل من الكلإِ والمطر. ابن سيده: الرصد القليل من الكلإِ في أَرض

يرجى لها حَيَا الربيع. وأَرض مُرْصِدة: فيها رَصَدٌ من الكلإِ. ويقال: بها

رصد من حيا.

وقال عرّام: الرصائد والوصائد مصايدُ تُعدّ للسباع.

جَفَرَ

(جَفَرَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ ظِئر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ «كَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيّ فِي الشَّهْرِ، فَبَلَغَ سِتًّا وَهُوَ جَفْرٌ» اسْتَجْفَرَ الصَّبيّ إِذَا قَوِي عَلَى الْأَكْلِ.
وأصْلُه فِي أَوْلَادِ المَعَز إِذَا بَلَغ أَرْبَعَةَ أشْهُر وفُصِل عَنْ أُمِّهِ وأخَذ فِي الرَّعْي قِيلَ لَهُ جَفْرٌ، وَالْأُنْثَى جَفْرَةٌ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي اليَسَر «فخَرج إليَّ ابنٌ لَهُ جَفْرٌ» .
(هـ) وَحَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فِي الأرْنَب يُصِيبُها المُحْرِم جَفْرَةٌ» .
(هـ) وَحَدِيثُ أُمِّ زَرْع «يَكْفِيه ذِرَاع الجَفْرَةِ» مَدَحَتْه بقِلَّة الأكْلِ.
(هـ) وَفِيهِ «صُومُوا وَوَفَرُوا أشْعاركُم فَإِنَّهَا مَجْفَرَةٌ» أَيْ مَقطَعة لِلنِّكَاحِ، ونَقْصٌ للْماء.
يُقَالُ جَفَرَ الفحلُ يَجْفُرُ جُفُوراً: إِذَا أَكْثَرَ الضِّرَاب وعَدَل عَنه وَتَرَكَهُ وَانْقَطَعَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُون: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَجْفَرَةٌ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ رَأَى رجُلا فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ: قُم عَنْهَا فَإِنَّهَا مَجْفَرَةٌ» أَيْ تُذْهب شَهْوَةَ النِّكاح.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إيَّاكُم ونَوْمةَ الغَداة فَإِنَّهَا مَجْفَرَةٌ» وَجَعَلَهُ القُتيبي مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «إيَّاك وكلَّ مُجْفِرَةٍ» أَيْ متغيِّرة رِيحِ الْجَسَدِ، والفِعْل مِنْهُ أَجْفَرَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمُ امْرَأَةٌ مُجْفِرَةُ الجنْبَيْن: أَيْ عَظيمَتُهما. وجَفَرَ جَنْبَاه: إِذَا اتَّسَعا، كَأَنَّهُ كَرِه السِّمَن.
[هـ] وَفِيهِ «مَنِ اتَّخَذَ قَوْساً عَرَبية وجَفِيرَهَا نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الفَقْر» الجَفِير: الكِنانَة والجَعْبَة الَّتِي تُجعل فِيهَا السِّهام، وتَخْصِيصُه القِسِيّ العربية كَرَاهة زِيّ العجم.
(س) وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «فَوَجدْناه فِي بَعْضِ تِلْكَ الجِفَار» هِيَ جَمْعُ جُفْرَة بِالضَّمِّ: وَهِيَ حُفْرَةٌ فِي الْأَرْضِ. وَمِنْهُ الجَفْرُ، لِلْبِئْرِ الَّتِي لَمْ تُطْو.
وَفِيهِ ذِكْرُ «جُفْرَة» وَهِيَ بِضَمِّ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْفَاءِ: جُفْرَةُ خَالِدٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، تنْسب إِلَى خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسِيدٍ، لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.

مَلَحَ

(مَلَحَ)
(هـ) فِيهِ «لَا تُحَرِّمُ المَلْحَةُ والمَلْحَتان» أَيِ الرّضْعة والرَّضْعتان. فَأَمَّا بِالْجِيمِ فَهُوَ المَصَّة. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ.
والمِلْحُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الرَّضْع. والمُمَالَحة: المُراضَعةُ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، فِي وَفْدِ هَوَازِنَ: يَا مُحَمَّدُ، إنَّا لَوْ كُنَّا مَلَحْنا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ، أَوْ للنُّعمان بْنِ المُنْذِر، ثُمَّ نَزَل مَنْزِلَك هَذَا مِنَّا لَحَفِظَ ذَلِكَ فِينَا، وَأَنْتَ خيْرُ الْمَكْفُولِينَ، فَاحْفَظْ ذَلِكَ» أَيْ لَوْ كُنَّا أَرْضَعْنَا لَهُمَا. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَرْضَعاً فِيهِمْ، أرضَعَتْه حليمةُ السَّعْدية.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ ضَحَّى بكَبْشين أَمْلَحَين» الأَمْلَحُ : الَّذِي بياضُه أَكْثَرُ مِنْ سَوَادِهِ.
وَقِيلَ : هُوَ النَّقِيُّ البَياض.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يُؤتَى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ خَبَّابٍ «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا نَمِرَةٌ مَلحاءُ» أَيْ بُرْدَةٌ فِيهَا خُطوط سودٌ وبيضٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبيد بْنِ خَالِدٍ «خرجتُ فِي بُردَينِ وَأَنَا مُسْبِلُهما، فالتَفتُّ فَإِذَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ مَلْحَاءُ، قَالَ: وَإِنْ كَانَتْ مَلْحاءَ، أَمَا لَكَ فيَّ أسْوةٌ؟» .
(هـ) وَفِيهِ «الصادقُ يُعْطَى ثلاثَ خِصالٍ: المُلْحَةَ، والمحبَّةَ، والمَهابةَ» المُلْحة بِالضَّمِّ:
البَركةُ. يُقَالُ: كَانَ ربيعُنا مَمْلُوحاً فِيهِ: أَيْ مُخْصِباً مبارَكاً. وَهُوَ مِنْ تَمَلَّحَت الماشيةُ، إِذَا ظَهر فِيهَا السِّمَن مِنَ الرَّبيع.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ لَهَا امرأةٌ: أزُمُّ جَمَلِي، هَلْ عليَّ جُناحٌ؟ قَالَتْ: لَا، فَلَمَّا خرجَت قَالُوا لَهَا: إِنَّهَا تَعْني زوجهَا، قَالَتْ: رُدُّوها عليَّ، مُلْحةٌ فِي النَّارِ، اغْسِلُوا عَنِّي أثَرَها بِالْمَاءِ والسِّدْر» المُلْحَةُ: الكلمةُ المَلِيحةُ. وَقِيلَ: القبيحةُ.
وَقَوْلُهَا: «اغْسِلُوا عَنِّي أثَرَها» تَعني الكلمةَ الَّتِي أذِنَت لَهَا بِهَا، رُدُّوها لأُعْلِمَها أَنَّهُ لَا يَجُوزُ.
وَفِيهِ «إِنَّ اللَّهَ ضَرَب مَطْعم ابن آدَمَ لِلدُّنْيَا مَثَلاً، وَإِنْ مَلَحَه» أَيْ ألْقَي فيه المِلْحَ بِقَدرٍ لِلْإِصْلَاحِ. يُقَالُ مِنْهُ: مَلَحْتُ القِدْرَ، بِالتَّخْفِيفِ، وأَمْلَحْتُهَا، ومَلَّحْتُها، إِذَا أكثْرتَ مِلْحَها حَتَّى تَفْسُد.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «وَأَنَا أشَربُ ماءَ المِلْحِ» يُقَالُ: ماءٌ مِلْحٌ، إِذَا كَانَ شديدَ المُلوحة، وَلَا يُقَالُ: مالِحٌ، إلاَّ عَلَى لُغَةٍ لَيْسَتْ بالعالية.
وقوله «ماءَ المِلْحِ» مِنْ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى الصِّفَةِ.
وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حُرَيثٍ «عَناقٌ قَدْ أُجِيدَ تَمليحُها وأُحْكِمَ نَضْجُها» التَّمْلِيحُ هَاهُنَا: السَّمْطُ، وَهُوَ أخْذُ شَعْرِها وصُوفِها بِالْمَاءِ.
وَقِيلَ: تَمْلِيحُها: تَسْمينُها، مِنَ الجَزُور المُمَلَّح، وَهُوَ السَّمينُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «ذُكِرت لَهُ النُّورة فَقَالَ: أتُريدون أَنْ يَكُونَ جِلْدِي كجِلد الشاةِ المَمْلُوحةِ» يُقَالُ: مَلَحْتُ الشاةَ ومَلَّحْتُها، إِذَا سَمَطْتَها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ «وَكَانَتِ امْرَأَةً مُلَاحةً» أَيْ شديدةَ الملاحةِ، وَهُوَ مِنْ أبْنِية المُبالغة.
وَفِي كِتَابِ الزَّمَخْشَرِيِّ: «وَكَانَتِ امْرَأَةً مُلاحةً: أَيْ ذاتَ مَلاحةٍ. وفُعَالٌ مبالغةٌ فِي فَعِيلٍ.
نَحْوُ كريمٍ وكُرَامٍ، وكبيرٍ وكُبَارٍ. وفُعَّالٌ مُشَدَّدٌ أبْلَغُ مِنْهُ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ظَبْيانَ «يَأْكُلُونَ مُلَّاحَها، ويَرْعَون سِراحَها» المُلَّاحُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّباتِ. والسِّراح: جمعُ سَرْحٍ، وهو الشجرُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُخْتَارِ «لَما قَتل عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعل رأسَه فِي مِلَاحٍ وعَلَّقه» المِلَاحُ:
المِخْلاةُ، بلُغةِ هُذَيلٍ. وَقِيلَ: هُوَ سِنانُ الرُّمْحِ.

الكَبْش

الكَبْش: فحلُ الضأن في أي سِنٍّ كان وقيل: إذا أثنى وقيل: إذا أرْبَعَ كذا في "حياة الحيوان".
الكَبْش: الحَمَلُ إذا أثْنَى، أو إذا خَرَجَتْ رَباعِيَتُه
ج: أكْبُشٌ وكِباشٌ وأكْباشٌ، وسَيِّدُ القومِ، وقائدُهُمْ.
وكَبْشةُ: قُنَّةٌ بجَبَلِ الرَّيَّانِ.
ويومُ كَبْشةَ: من أيامِهِم. وكان المُشْركونَ يقولون للنبيِّ، صلى الله عليه وسلم: ابنُ أبي كَبْشَة، شَبَّهوه بأبي كَبْشةَ، رجلٌ من خُزاعةَ، خالَفَ قُرَيْشاً في عِبادَةِ الأصْنامِ، أو هي كُنْيَةُ وهْبِ بنِ عبدِ مَنافٍ جدِّه، صلى الله عليه وسلم، من قِبَلِ أمِّه، لأنه كان نَزَعَ إليه في الشَّبَهِ، أو كُنْيَةُ زَوجِ حَليمَةَ السَّعْدِيَّةِ، أو كُنْيَةُ عَمِّ ولدِها، وكُنْيَةُ سُلَيْمٍ، أو أوْسٍ الدَّوْسِيِّ. وعَمْرِو بنِ سَعْدٍ الأَنْمارِيِّ الصحابيَّيْنِ. وأمُّ كَبْشَةَ القُضاعِيَّةُ: صحابيَّةٌ.
وأبو كَبْشَةَ السَّلُوليُّ: م
وكَبْشٌ: ع، منه أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الصَّبَّاحِ، وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ نَصْرٍ الكَبْشِيَّانِ. وأبو كِباشٍ، ككِتابٍ: عَبْسِيٌّ تابعيٌّ، وكِندِيٌّ محدِّثٌ.
وكَبْشاتُ: أجْبُلٌ بدِيارِ بني ذُؤَيْبَةَ، بها ماءٌ.
وكزُبيرٍ: ع. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ كُباشٍ القَصَّابُ، كغُرابٍ: محدِّثٌ. وجعفرُ بنُ إلْياسَ الكَبَّاشُ، ككَتَّانٍ، وأبو الحُسَيْنِ بنُ الكَبَّاشِ: محدِّثانِ.

قَمَرَ

(قَمَرَ)
(هـ) فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ «هِجَانٌ أَقْمرُ» هُوَ الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ. والأنْثَى قَمْراءُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمة «وَمَعَهَا أتانٌ قَمْراء» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكرُ «القُمْرة» فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «مَن قَالَ: تَعالَ أُقَامِرْك فَلْيتصدّقْ» قِيلَ: يَتَصدّق بقَدْر مَا أَرَادَ أنْ يَجْعَله خَطَراً فِي القِمَار.

عَلَقَ

(عَلَقَ)
(هـ) فِيهِ «جَاءَتْهُ امْرأةٌ بابْن لَهَا قَالَتْ: وقَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ مِنَ العُذْرَة، فَقَالَ: عَلَامَ تَدْغَرْن أوْلاَدَكُنَّ بِهَذِهِ العُلُق؟» وَفِي رِوَايَةٍ «بِهَذَا العِلَاق» وَفِي أُخْرَى «أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ» .
الإِعْلَاق: مُعالجة عُذْرة الصَّبيِّ، وَهُوَ وَجَع فِي حَلْقه وَوَرَم تَدْفَعُه أمُّه بأصْبعها أَوْ غَيْرِهَا.
وَحَقِيقَةُ أَعْلَقْتُ عَنْهُ: أزلْتُ العَلُوق عَنْهُ، وَهِيَ الدَّاهيَة. وَقَدْ تقَدَّم مَبْسُوطاً فِي العُذْرة.
قَالَ الخطَّابي: المحدِّثون يَقُولُونَ: «أَعْلَقْتُ علَيه» وَإِنَّمَا هُوَ «أَعْلَقْتُ عَنْهُ » : أَيْ دَفَعْت عَنْهُ. وَمَعْنَى أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ: أورَدْتُ عَلَيْهِ العَلُوق، أي ما عَذَّبَتْه به من دَغْرِها.
ومنه قَوْلُهُمْ «أَعْلَقْتُ عليَّ» إِذَا أدْخَلْتُ يَدي فِي حَلْقي أتَقَيَّأ.
وَجَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوايات «العِلَاق» وَإِنَّمَا المعْروف «الإِعْلَاق» وَهُوَ مَصْدَرُ أَعْلَقْتُ، فإنْ كَانَ العِلَاق الِاسْمَ فَيَجُوزُ، وأمَّا العُلُق فَجَمْعُ عَلُوق.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «إِنْ أنْطِقْ أُطَلَّقْ، وإنْ أسْكُتْ أُعَلَّقْ» أَيْ يَتْركُني كالمُعَلَّقَة، لَا مُمْسَكة وَلَا مُطَلَّقة.
(س) وَفِيهِ «فعَلِقَتِ الأعرابُ بِهِ» أَيْ نَشِبوا وتَعَلَّقُوا. وَقِيلَ: طَفِقُوا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعَلِقُوا وجْهَه ضَرباً» أَيْ طَفِقُوا وجَعَلوا يَضْرِبونه.
(س) وَفِي حَدِيثِ حَليمة «رَكِبْتُ أتَاناً لِي فخرجتُ أمامَ الرَّكْب حَتَّى مَا يَعْلَقُ بِهَا أحَدٌ مِنْهُمْ» أَيْ مَا يتَّصل بِهَا ويَلْحَقُها.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّ أمِيراً بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّم تَسْليمَتين، فَقَالَ: أَنَّى عَلِقَها؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهَا» أَيْ مِنْ أَيْنَ تَعلَّمها، وممن أخذها؟ (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ: أَدُّوا العَلَائِق، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا العَلَائِق؟» وَفِي رِوَايَةٍ في قوله تعالى: «وانْكحوا الأيَامى مِنْكم، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا العَلَائِق بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: مَا تَرَاضَى عَلَيْهِ أهْلُوهم» العَلَائِق: المُهور، الواحِدة: عَلَاقَة ، وعَلَاقَة المَهر: مَا يَتَعَلَّقُون بِهِ عَلَى المُتَزَوِّج.
(س) وَفِيهِ «فعَلِقت مِنْهُ كلَّ مَعْلَق» أَيْ أحَبَّها وشُغِف بِهَا. يُقَالُ: عَلِقَ بقَلْبِه عَلَاقَة، بِالْفَتْحِ، وَكُلُّ شَيْءٍ وقَع مَوْقِعَه فَقَدْ عَلِقَ مَعَالِقَه.
وَفِيهِ «مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» أَيْ مَنْ عَلَّقَ عَلَى نَفْسِهِ شيئاً من التعاويد والتَّمائم وأشْباهِها مُعْتقدا أَنَّهَا تَجْلِب إِلَيْهِ نَفْعاً، أَوْ تَدْفع عَنْهُ ضَرًّا.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
عَيْنُ فابْكي سَامَةَ بنَ لُؤَيٍّ فَقَالَ رجَل:
عَلِقَتْ بِسَامَةَ العَلَاقَهْ
هِيَ بِالتَّشْدِيدِ: المَنِيَّة، وَهِيَ العَلُوق أَيْضًا.
وَفِي حَدِيثِ المِقْدام «أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنَّ الرجُل مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَمَا يَعْلَقُ عَلَى يَدَيْهَا الخَيْط، وَمَا يَرْغَب واحدٌ عَنْ صَاحِبِهِ حتَّى يَمُوتَا هَرَماً» قَالَ الحَرْبيّ:
يَقُولُ مِنْ صِغَرِها وقِلَّة رِفْقِها، فيَصْبر عَلَيْهَا حَتَّى يَمُوتا هَرَماً. والمُراد حَثُّ أَصْحَابَهُ عَلَى الوصيَّة بالنِّساء والصَّبر عليهنَّ: أَيْ أنَّ أهلَ الْكِتَابِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِنِسائهم.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّ أَرْوَاحَ الشُّهداء فِي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ» أَيْ تأكُل. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ لِلْإِبِلِ إِذَا أكَلَت العِضَاه. يُقَالُ عَلَقَتْ تَعْلُقُ عُلُوقاً، فنُقلَ إِلَى الطَّيْر.
(هـ) وَفِيهِ «ويجتزئُ بالعُلْقَة» أَيْ يَكْتَفِي بالبُلْغة من الطَّعام. وَمِنْهُ حَدِيثُ الإفْك «وإنَّما يأكُلْنَ العُلْقَة مِنَ الطَّعام» .
وَفِي حَدِيثِ سَرِيَّة بَنِي سُلَيم «فَإِذَا الطَّيْر تَرْمِيهِم بالعَلَق» أَيْ بِقِطَع الدَّمِ، الواحِدة: عَلَقَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي أوْفَى «أَنَّهُ بَزَق عَلَقَةً ثُمَّ مَضَى فِي صِلَاتِهِ» أَيْ قِطْعَة دَمٍ مُنْعَقِد.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَامِرٍ «خَيْرُ الدَّوَاءٍ العَلَق والحِجَامة» العَلَق: دُوَيْبَّة حَمْراءُ تَكُونُ فِي الْمَاءِ تَعْلَق بالبَدن وتَمُصُّ الدَّم، وَهِيَ مِنْ أَدْوِيَةِ الحَلْق وَالْأَوْرَامِ الدَّمَويَّة، لامْتِصَاصِها الدَّمَ الْغَالِبَ عَلَى الْإِنْسَانِ.
وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة «فَمَا بالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْرِقُون أَعْلَاقَنا» أَيْ نَفائسَ أموالِنا، الْوَاحِدُ:
عِلْق، بِالْكَسْرِ. قِيلَ: سُمِّي بِهِ لتَعَلُّقِ الْقَلْبِ بِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إنَّ الرجُل لَيُغالي بِصَداق امْرأته حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ لَهَا فِي قَلْبه عَدَاوةً، يَقُولُ: جَشِمْت إلَيكِ عَلَق القِرْبة» أَيْ تَحَمَّلْتُ لأجْلِكِ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى عَلَق القِرْبة.
وَهُوَ حَبْلُها الَّذِي تُعَلَّق بِهِ. وَيُرْوَى بِالرَّاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرة «رُئِيَ وَعَلَيْهِ إزارٌ فِيهِ عَلْق، وَقَدْ خَيَّطه بالأُصْطَبَّة» العَلْق:
الخَرْق، وَهُوَ أَنْ يَمُرّ بشَجَرة أَوْ شَوْكَةٍ فتَعْلَق بِثَوْبِهِ فتَخْرِقَه.

ظَعَنَ

(ظَعَنَ)
(س) فِي حَدِيثِ حُنَين «فَإِذَا بِهَوازِنَ عَلَى بَكْرَة آبائِهم بظُعُنِهِم وشَائِهم ونعمِهم» الظُّعُن: النِّساء، واحِدَتها: ظَعِينَة. وأصلُ الظَّعِينَة: الرَّاحلَةُ الَّتِي يُرحَل ويُظْعَنُ عَلَيْهَا:
أَيْ يُسار. وَقِيلَ لِلْمَرْأَةِ ظَعِينَة، لِأَنَّهَا تَظْعَنُ مَعَ الزَّوج حَيثُما ظَعَنَ، أَوْ لأنَّها تُحْمَل عَلَى الرَّاحِلَة إِذَا ظَعَنَتْ. وَقِيلَ الظَّعِينَة: المَرأةُ فِي الْهَوْدَجِ، ثُمَّ قِيلَ للهَودَج بِلَا امْرَأة، وللِمَرأة بِلَا هَودَج:
ظَعِينَة. وَجَمْعُ الظَّعِينَة: ظُعْن وظُعُن وظَعَائِن وأَظْعَان. وظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً بِالتَّحْرِيكِ إِذَا سارَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أَعْطَى حَلِيمة السَّعْديّة بَعيرا مُوَقَّعَاً للظَّعِينَة» أَيْ للهَودَج.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ جُبَير «لَيْسَ فِي جَمَل ظَعِينَة صَدقةٌ» إنْ رُوي بالإضافةِ فالظَّعِينَة المرأةُ، وَإِنْ رُوي بالتَّنوين، فَهُوَ الْجَمَلُ الَّذِي يُظْعَنُ عَلَيْهِ، وَالتَّاءُ فِيهِ للمُبَالغة. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ. 
ظَعَنَ، كمَنَعَ، ظَعْناً، ويُحَرَّكُ: سارَ.
وأظْعَنَهُ: سَيَّرَهُ.
والظَّعينَةُ: الهَوْدَجُ فيه امرأةٌ أم لا
ج: ظُعْنٌ وظُعُنٌ وظَعائِنُ وأظْعانٌ، والمرأةُ ما دَامَتْ في الهَوْدَجِ.
واظَّعَنَتْه، كافْتَعَلَتْهُ: رَكِبَتْه. وكصَبورٍ: البعيرُ يُعْتَمَلُ ويُحْمَلُ عليه. وككتابٍ: الحَبْلُ يُشَدُّ به الهَوْدَجُ.
وعثمانُ بنُ مَظْعُونٍ: أوَّلُ صَحابِيٍّ ماتَ بالمدينة.
وذُو الظُّعَيْنَةِ، كجُهَيْنَةَ: ع.
وظاعِنةُ بنُ مُرٍّ: أبو قَبيلةٍ.

شَهَبَ

(شَهَبَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ: أسْلموا تَسْلَموا، فَقَدِ اسْتْبطْنتُم بِأَشْهَبَ بَازِل» أَيْ رُمِيتم بأمرٍ صَعْب شَدِيدٍ لَا طاقَة لَكُمْ بِهِ. يُقَالُ يومٌ أَشْهَبُ، وسَنةٌ شَهْبَاءُ، وجَيْشٌ أَشْهَبُ: أَيْ قَوىٌّ شديدٌ. واكثرُ مَا يُستعمل فِي الشدَّةِ والكَراهة.
وجعَلَه بازِلاً لِأَنَّ بُزُول البَعير نهايُته فِي القُوّة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ «خَرَجْتُ فِي سَنةٍ شَهْبَاءَ» أَيْ ذاتِ قَحْط وجَدْب. والشَّهْبَاءُ:
الأرضُ البيضاءُ الَّتِي لَا خَضْرَة فِيهَا لِقِلَّة المَطَر، مِنَ الشُّهْبَةِ، وَهِيَ البَياضُ، فسُمِّيت سَنةُ الجَدْب بِهَا.
وَفِي حَدِيثِ اسْتِراق السَّمْع «فربَّما أدْرَكه الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلّقِيَها» يَعْنِي الكلِمةَ المُسْتَرَقة، وَأَرَادَ بِالشِّهَابِ الَّذِي يَنْقَضُّ فِي اللَّيْلِ شِبْه الْكَوْكَبِ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الشُّعْلة مِنَ النَّارِ.

سَوَطَ

(سَوَطَ)
(س) فِي حَدِيثِ سَوْدة «أَنَّهُ نَظَرَ إِلَيْهَا وَهِيَ تَنْظُرُ فِي رَكْوَة فِيهَا مَاءٌ فَنَهَاهَا وَقَالَ:
إنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ مِنْهُ الْمِسْوَطَ» يَعْنِي الشَّيْطَانَ، سُمِّيَ بِهِ مِنْ سَاطَ القِدْرَ بِالْمِسْوَطِ: والْمِسْوَاطِ، وَهُوَ خَشَبَةٌ يُحرَّك بِهَا مَا فِيهَا ليختَلِط، كَأَنَّهُ يُحرِّك النَّاسَ للمعْصِية وَيَجْمَعُهُمْ فِيهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَتْسَاطُنَّ سَوْطَ القِدْر» .
وَحَدِيثُهُ مَعَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
مَسُوطٌ لحمُها بدَمى ولْحَمِي أَيْ مَمْزُوج ومَخْلوط.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
لكنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهاَ ... فجْعٌ وَوَلْعٌ وإخْلافٌ وتَبْدِيلُ
أَيْ كأنَّ هَذِهِ الأخلاقَ قَدْ خُلِطَت بدَمها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ «فشَقَّا بطْنَه، فَهُمَا يَسُوطَانِهِ» (س) وَفِيهِ «أوّلُ مَنْ يَدْخُلُ النارَ السَّوَّاطُونَ» قِيلَ هُمُ الشُّرَط الَّذِينَ يَكُونُ معهم الْأَسْوَاطُ يَضْربون بها الناس. 

سنَهَ

(سنَهَ)
فِي حَدِيثِ حليمَة السَّعْدِيَّةِ «خَرَجْنَا نَلتَمِس الرُّضَعاَء بِمَكَّةَ فِي سَنَةٍ سَنْهَاء» أَيْ لَا نباتَ بِهَا وَلَا مَطَر. وَهِيَ لفظةٌ مبْنِية مِنَ السَّنَةِ، كَمَا يُقَالُ ليلةٌ لَيْلاَءُ ويومٌ أيْوَمُ. ويُرْوى فِي سَنه شَهبْاء، وَسَيَجِيءُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مُضَرَ بِالسَّنَةِ» السَّنَةُ: الجَدْبُ، يُقَالُ أخذتْهم السَّنة إِذَا أجْدبوا وأُقْحطُوا، وَهِيَ مِنَ الأسماءِ الْغَالِبَةِ، نَحْوَ الدَّابَّة فِي الفَرَس، وَالْمَالِ فِي الْإِبِلِ: وَقَدْ خَصُّوها بقَلْب لَامِهَا تَاءً فِي أسْنَتُوا إِذَا أجْدَبوا. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ لَا يُجيزّ نِكاحا عامَ سَنَةٍ» أَيْ عامَ جَدْب، يَقُولُ لعَلّ الضِّيق يَحْمِلهم عَلَى أَنْ يُنْكِحوا غيرَ الأكْفاَء.
(هـ) وَكَذَلِكَ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «كَانَ لَا يَقْطعُ فِي عَامِ سَنَةٍ» يَعْنِي السَّارقَ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة «فأصابَتْنا سُنَيَّةٌ حَمْرَاءُ» أَيْ جَدْبٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ تَصْغير تَعْظيم.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ عَلَى قُرَيْشٍ «أعِنّي عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يوسفَ» هِيَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ «ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ» أَيْ سَبْع سِنِينَ فِيهَا قحْطٌ وجَدْبٌ.
(س) وَفِيهِ أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْع السِّنِينَ» هُوَ أَنْ يَبِيعَ ثَمَرة نَخْلة لِأَكْثَرَ مِنْ سَنَة، نَهَى عَنْهُ لِأَنَّهُ غَرَرٌ، وَبَيْعُ مَا لَمْ يُخْلَق.
وَهُوَ مِثْلُ الْحَدِيثِ الْآخَرِ «أَنَّهُ نهَى عن المعاومة» . وأصل السَّنَةِ سَنْهَةٌ بِوَزْنِ جَبْهةٍ، فحُذِفَت لامُها ونُقِلت حَرَكَتُها إِلَى النُّون فبَقيت سَنَة؛ لِأَنَّهَا مِنْ سَنَهَتِ النخلةُ وتَسَنَّهَتْ إِذَا أَتَى عَلَيْهَا السِّنُون. وَقِيلَ إِنَّ أَصْلَهَا سَنَوَةٌ بِالْوَاوِ فَحُذِفَتِ الْهَاءُ، لِقَوْلِهِمْ: تَسَنَّيتُ عِنْدَهُ إِذَا أَقَمْتُ عِنْدَهُ سَنَةً فَلِهَذَا يُقَالُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ: اسْتَأْجَرْتُهُ مُسَانَهَة ومُساَناةً. وتُصَغَّر سُنَيْهَة وسُنيّة، وتُجْمعُ سَنَهَات وسَنَوَات فَإِذَا جَمَعْتها جَمْعَ الصِّحَّةِ كَسْرت السِّينَ، فَقُلْتَ سِنُون وسِنِين. وَبَعْضُهُمْ يضمُّها. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ سِنِينٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي الرَّفع والنَّصب وَالْجَرِّ، وَيَجْعَلُ الإعْرّاب عَلَى النُّونِ الْأَخِيرَةِ، فَإِذَا أضَفْتها عَلَى الأوَّل حَذَفْتَ نُونَ الْجَمْعِ لِلْإِضَافَةِ، وَعَلَى الثَّانِي لَا تَحْذِفْهَا فَتَقُولُ سِنِي زَيْدٍ، وسِنِينُ زيدٍ.

رَبَعَ

(رَبَعَ)
(س) فِي حديث القيامة «ألَم أذَرْك تَرْبَعُ وتَرْأس» أي تأخُذ رُبع الْغَنِيمَةِ.
يُقَالُ رَبَعْتُ القومَ أَرْبُعُهُمْ: إِذَا أخَذْت رُبع أَمْوَالِهِمْ، مِثْلَ عَشَرْتُهم أعشُرُهم. يُرِيدُ أَلَمْ أجْعَلْكَ رَئِيسًا مُطاعا؛ لِأَنَّ الْمَلِكَ كَانَ يأخذُ الرُّبع مِنَ الْغَنِيمَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ دُون أَصْحَابِهِ، ويُسَمَّى ذَلِكَ الرُّبعُ: الْمِرْبَاعُ.
(هـ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِعديّ بْنِ حَاتِمٍ «إِنَّكَ تأكُلُ المِرْبَاعَ وَهُوَ لَا يَحِل لَكَ فِي دِينِك» وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمِرْبَاع فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ شِعْرُ وَفْدِ تَمِيمٍ.
نَحْنُ الرُّءُوس وفِينَا يُقْسمُ الرُّبُع يُقَالُ رُبْعٌ ورُبُعٌ، يُرِيدُ رُبُعَ الغَنِيمة، وَهُوَ واحدٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسة «لَقَدْ رَأيتُني وَإِنِّي لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ» أَيْ رَابِعُ أهْل الإسْلام، تَقَدَّمَنِي ثَلَاثَةٌ وَكُنْتُ رابعَهم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ» أي واحِداً من أربعَة. (س) وَفِي حَدِيثِ الشَّعبي فِي السِّقْط «إِذَا نُكِسَ فِي الخَلْق الرَّابِعِ» أَيْ إِذَا صَارَ مُضْغَة فِي الرَّحم؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ، ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: حَدِّثِ امْرَأَةً حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبَت فَأَرْبَع» هَذَا مَثلٌ يُضْرب لِلْبَليد الَّذِي لَا يَفْهم مَا يقالُ لَهُ، أَيْ كرِّر الْقَوْلَ عَلَيْهَا أربعَ مَرَّاتٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرويه بِوَصْلِ هَمْزَةِ أرْبع بِمَعْنَى قِفْ واقْتِصر، يَقُولُ حَدِّثها حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبتْ فَأَمْسك وَلَا تُتْعِب نَفْسَكَ.
(س) وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ «فَجَاءَتْ عَيناه بِأَرْبَعَةٍ» أَيْ بدمُوع جَرت مِنْ نَوَاحِي عَيْنَيْهِ الْأَرْبَعِ.
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «إِنَّهُ لمَّا رُبِعَ يَوْمَ أحُد وشَلَّت يَدُه قَالَ لَهُ: بَاءَ طلحةُ بِالْجَنَّةِ» رُبِعَ:
أَيْ أُصيبَتْ أَرْبَاع رأسه وهى نواحيه. وقيل أصَابه حَمَّى الرِّبْع. وَقِيلَ أُصِيب جَبِينُه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سُبَيعة الْأَسْلَمِيَّةِ «لمَّا تَعلَّت مِنْ نِفَاسها تَشوّفَت للخُطَّاب، فَقِيلَ لَهَا لَا يَحِل لَكِ، فسألَت النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: ارْبَعِي عَلَى نَفْسِكِ» لَهُ تَأْويلاَن: أحدُهما أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى التَّوقُّف والانْتظار، فيكونُ قَدْ أمَرها أَنْ تكُفَّ عن التزوُّج وأن تنتظر تَمام عِدَّةِ الْوَفَاةِ، عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ عِدَّتَهَا أبْعدُ الْأَجَلَيْنِ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ يَرْبَعُ إِذَا وقَف وانْتظر، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مِنْ رَبَعَ الرجُل إِذَا أخْصَب، وأَرْبَع إِذَا دَخَل فِي الرَّبِيعِ: أَيْ نَفِّسي عَنْ نَفْسِك وأخْرِجيها مِنْ بُؤُس العدِّة وسُوء الحالِ. وَهَذَا عَلَى مَذهب مَنْ يَرَى أَنَّ عِدّتها أدْنى الْأَجَلَيْنِ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَر: إِذَا ولدَت وزوْجُها عَلَى سَرِيره- يَعْنِي لَمْ يُدْفَنْ- جَازَ أَنْ تتَزوَّج.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنَّهُ لَا يَرْبَع عَلَى ظَلْعك مَنْ لَا يَحْزُنه أمْرُك» أَيْ لَا يَحْتَبس عَلَيْكَ ويَصْبِرُ إلاَّ مَن يَهُمُّه أمْرُك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ «ارْبَعِي عَلَيْنَا» أَيِ ارْفُقي واقْتَصري.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلَة بْنِ أشْيَم «قُلْتُ أَيْ نَفْسُ، جُعِل رزْقُك كَفَافا فَارْبَعِي فَرَبَعْتُ وَلَمْ تَكُدّ» أَيِ اقْتَصري عَلَى هَذَا وارضى به. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ «ويُشْتَرطُ مَا سَقى الرَّبِيعُ والْأَرْبِعَاءُ» الرَّبِيعُ: النهرُ الصغيرُ، والْأَرْبِعَاء: جمعُه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمَا يَنْبُتُ عَلَى رَبِيعِ السَّاقي» هَذَا مِنْ إضافَة الموصُوف إِلَى الصِّفة:
أَيِ النَّهر الَّذِي يَسْقي الزَّرع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعدل إِلَى الرَّبِيعِ فتطَهَّر» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُمْ كَانُّوا يُكْرُون الأرضَ بِمَا يَنْبُت عَلَى الْأَرْبِعَاءِ» أَيْ كَانُوا يُكْرُون الْأَرْضَ بِشَيْءٍ مَعْلُوم ويَشْتَرِطُون بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُكْتَرِيها مَا يَنْبُتُ عَلَى الْأَنْهَارِ والسَّواقي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ «كَانَتْ لَنَا عَجُوز تأخُذُ مِنْ أًصُول سِلْق كُنَّا نغْرسه عَلَى أَرْبِعَائِنَا» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَل القُرآنَ رَبِيعَ قَلْبي» جَعَله رَبِيعاً لَهُ لِأَنَّ الإنْسَانَ يَرْتَاحُ قلبُه فِي الرَّبِيعِ مِنَ الأزْمَان ويميلُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ «اللَّهُمَّ اسْقنا غَيثاً مُغِيثاً مُرْبِعاً» أَيْ عَامًّا يُغْني عَنِ الارْتِياد والنُّجْعَة، فَالنَّاسُ يَرْبَعُونَ حَيْثُ شَاءُوا: أَيْ يُقِيمون وَلَا يحتاجُون إِلَى الِانْتِقَالِ فِي طَلب الْكَلَأِ، أَوْ يَكُونُ مِنْ أَرْبَعَ الغيثُ إِذَا أنْبَت الرَّبِيعَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ جَمَّع فِي مُتَرَبَّعٍ لَهُ» الْمَرْبَعُ والْمُتَرَبَّعُ والْمُرْتَبَعُ:
الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْزل فِيهِ أَيَّامَ الرَّبِيع، وَهَذَا عَلَى مَذْهب مَنْ يَرَى إِقَامَةَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِ الْأَمْصَارِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مِرْبَع» بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ مَالُ مِرْبَعٍ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حارِثة، فَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَهُوَ جَبلٌ قُرْب مَكَّةَ.
(س) وَفِيهِ «لَمْ أَجِدْ إِلَّا جَمَلًا خِيارا رَبَاعِيّاً» يُقَالُ للذَّكر مِنَ الْإِبِلِ إِذَا طلعتْ رَبَاعِيَتِهِ رَبَاعٌ، والأنثَى رَبَاعِيَةٌ بِالتَّخْفِيفِ، وَذَلِكَ إِذَا دَخَلَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مُرِي بَنِيك أَنْ يحسِنوا غِذاء رِبَاعِهِمْ» الرِّبَاعُ بِكَسْرِ الراءِ جَمْعُ رُبَعٍ، وَهُوَ مَا وُلد مِنَ الْإِبِلِ فِي الرَّبيع. وَقِيلَ مَا وُلد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ، وإحْسانُ غِذائِها أَنْ لَا يُسْتقصَى حَلب أُمهاتها إبْقَاءً عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير «كَأَنَّهُ أخْفاف الرِّبَاع» وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «سَأَلَهُ رجلٌ مِنَ الصَّدقة فَأَعْطَاهُ رُبَعَةً يَتْبَعُها ظْئْراها» هُوَ تأنيثُ الرُّبَع.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ:
إنَّ بَنِيَّ صبْيَةٌ صَيْفِيُّون ... أفْلَحَ مَنْ كَان لَهُ رِبْعِيُّونَ
الرِّبْعِيُّ: الَّذِي وُلِد فِي الرَّبِيع عَلَى غيرِ قياسٍ، وَهُوَ مَثلٌ للعَرَب قَديمٌ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ فِي وَصْفِ ناقةٍ «إنَّها لَمِرْبَاعٌ مِسْيَاع» هِيَ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَلِد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ. وَقِيلَ هِيَ الَّتِي تُبَكِّر فِي الحَمل. ويُروى بِالْيَاءِ، وسيُذْكر.
وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَهَلْ تَرك لَنَا عِقِيل مِنْ رَبْعٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «مِنْ رِبَاع» الرَّبْعُ: المنزِل ودارُ الإقامةِ. ورَبْعُ الْقَوْمِ مَحِلَّتُهم، والرِّبَاعُ جَمْعُهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَرَادَتْ بَيْعَ رِبَاعِهَا» أَيْ مَنازِلها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الشُّفعة فِي كُلِّ رَبْعَةٍ أَوْ حائطٍ أَوْ أرضٍ» الرَّبْعَةُ أخَصُّ مِنَ الرَّبْع.
وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ «ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَالرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ» الرَّبْعَةُ: إِنَاءٌ مُرَبَّعٌ كالجُونة.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ «إِنَّهُمْ أمَّةٌ واحدةٌ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ» يُقَالُ الْقَوْمُ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ ورِبَاعِهِمْ: أَيْ عَلَى اسْتقامتِهم، يُرِيدُ أَنَّهُمْ عَلَى أمرِهم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ. ورِبَاعَةُ الرجُل: شأنُه وحالُه الَّتِي هُوَ رَابِعٌ عَلَيْهَا: أَيْ ثابتٌ مقيمٌ.
وَفِي حَدِيثِ المُغيرة «إِنَّ فُلَانًا قَدِ ارْتَبَعَ أمرَ الْقَوْمِ» أَيِ انْتظر أَنْ يُؤَمَّر عَلَيْهِمْ.
وَمِنْهُ «الْمُسْتَرْبِعُ» المُطِيقُ لِلشَّيْءِ. وَهُوَ عَلَى رِبَاعَةِ قومِه: أَيْ هُوَ سيِّدهم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجرا» ويُرْوى يَرْتَبِعُونَ. رَبْعُ الْحَجَرِ وارْتِبَاعُهُ: إشالتُه ورَفْعُه لإظْهارِ القُوَّة. ويُسمَّى الْحَجَرَ الْمَرْبُوعَ والرَّبِيعَةَ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ بِالْمَكَانِ إِذَا ثَبَت فِيهِ وَأَقَامَ.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أطْوَل مِنْ الْمَرْبُوعِ» هُوَ بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ.
يُقَالُ رجلٌ رَبْعَةٌ ومَرْبُوعٌ.
(هـ) وَفِيهِ «أغِبُّوا عِيادة الْمَرِيضِ وأَرْبِعُوا» أَيْ دَعُوه يَوْمَيْنِ بَعْدَ العِيادة وأْتُوه الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وأصلُه مِنَ الرِّبْعِ فِي أَوْرَادِ الإبِل، وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وتُتْركَ يَوْمَيْنِ لَا تُسْقى، ثُمَّ تَرِد الْيَوْمَ الرَّابِعَ.

ذَمَمَ

(ذَمَمَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكْرُ «الذِّمَّة والذِّمَام» وهُما بِمَعْنَى العَهْد، والأمَانِ، والضَّمان، والحُرمَة، والحقِّ. وسُمِّي أَهْلُ الذِّمَّة لدخُولهم فِي عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَانِهِمْ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أدناهُم» أَيْ إِذَا أعْطَى أحدُ الجَيْشِ العَدُوَّ أمَاناً جَازَ ذَلِكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُخْفِرُوه، وَلَا أَنْ يَنْقُضوا عَلَيْهِ عَهْده. وَقَدْ أجازَ عُمَر أمَانَ عبدٍ عَلَى جَميعِ الْجَيْشِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ واحدةٌ» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ فِي دُعَاءِ المُسَافر «اقْلِبْنا بِذِمَّة» أَيِ ارْدُدنا إِلَى أَهْلِنَا آمِنِينَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَقَدْ بَرِئَت مِنْهُ الذِّمَّة» أَيْ إنَّ لكُلِّ أحَدٍ مِنَ اللَّهِ عَهْداً بالحفْظ والكلاءَة، فَإِذَا ألْقى بِيَدِهِ إِلَى التهْلُكة، أَوْ فعَل مَا حُرِّم عَلَيْهِ، أَوْ خَالَفَ مَا أُمِرَ بِهِ خَذلَتْه ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى.
وَفِيهِ «لَا تَشْتروا رَقيق أهْل الذِّمَّةِ وأرَضِيهِم» الْمَعْنَى أَنَّهُمْ إِذَا كَانَ لَهُمْ مَمَاليكُ وأرَضُون وحالٌ حسَنةٌ ظاهِرَةٌ كَانَ أكْثَر لجزْيتهم، وَهَذَا عَلَى مَذْهب مَنْ يَرَى أَنَّ الجِزْية عَلَى قَدْرِ الحالِ، وَقِيلَ فِي شِرَاءِ أرَضيهم أَنَّهُ كَرِهَهُ لِأَجْلِ الخَرَاج الَّذِي يلزَمُ الْأَرْضَ لئلاَّ يَكُونَ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذَا اشْتَراها فَيَكُونَ ذُلاًّ وصَغَارا.
وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ «قِيلَ لَهُ مَا يحِل مِن ذِمَّتِنَا» أرَادَ مِنْ أهْل ذمَّتِنا، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «ذِمَّتِي رَهينَةٌ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ» أَيْ ضَمَاني وعَهدي رهْن فِي الْوَفَاءِ بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «مَا يُذْهِب عَنِّي مَذَمَّة الرَّضاع؟ فَقَالَ: غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أمةٌ» الْمَذَمَّةُ بِالْفَتْحِ مَفْعَلةٌ مِنَ الذَّم، وَبِالْكَسْرِ مِنَ الذِّمَّة والذِّمَام. وَقِيلَ هِيَ بالكَسْر والفَتح الحَقُّ والحُرْمة الَّتِي يُذَمُّ مُضَيّعها، وَالْمُرَادُ بِمَذَمَّةِ الرَّضاع: الحَقُّ اللاَّزِم بِسَبب الرَّضاع، فكأنَّه سألَ مَا يُسْقِط عَنِّي حَقَّ المُرْضعة حتَّى أَكُونَ قَدْ أدَّيته كَامِلًا؟ وَكَانُوا يَسْتَحِبُّون أَنْ يُعْطوا لِلمُرْضعة عندَ فِصَالِ الصَّبيِّ شَيْئًا سِوى أجْرتها.
(هـ) وَفِيهِ «خِلاَل المَكَارم كَذَا وَكَذَا والتَّذَمُّم للصَّاحب» هُوَ أَنْ يَحْفظ ذمَامَه ويَطْرح عَنْ نَفْسه ذَمَّ النَّاس لَهُ إِنْ لَمْ يَحْفَظه.
(هـ) وَفِيهِ «أُريَ عبدُ المُطَّلب فِي مَنَامه احْفِرْ زَمزَم لَا تُنْزَف وَلَا تُذَمّ» أَيْ لَا تُعاب، أَوْ لاَ تُلْفى مَذْمُومَة، مِنْ قَوْلِكَ أَذْمَمْتُهُ إِذَا وجَدْتَه مَذْمُوماً. وَقِيلَ لَا يُوجُد ماؤُها قَلِيلًا، مِنْ قَوْلهم بئرٌ ذَمَّة، إِذَا كَانَتْ قَلِيلَةَ الْمَاءِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَرَاءِ «فأتيْنَا عَلَى بئرٍ ذمَّة فَنَزَلْنَا فِيهَا» سمِّيت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا مَذْمُومَةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «قَدْ طَلَعَ فِي طَرِيقٍ مُعْوِرَةٍ حَزْنَةٍ، وَإِنَّ رَاحِلَتَهُ أَذَمَّتْ» أَيِ انْقَطع سيرُها، كأنَّها حَمَلَتِ النَّاسَ عَلَى ذَمِّهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ السَّعْدِية «فخرَجْتُ عَلَى أَتانِي تِلْكَ، فلقَد أَذَمَّتْ بالرَّكْبِ» أَيْ حَبَسَتْهم لضَعْفِها وانْقِطاع سَيرها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمِقْدَادِ حِينَ أحْرَزَ لِقاحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَإِذَا فِيهَا فَرَسٌ أَذَمُّ» أَيْ كالٌّ قَدْ أعْيا فَوَقَفَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «إِنَّ الحُوتَ قاءَه رَذِيًّا ذَمّاً» أَيْ مَذْمُوماً شِبْه الْهَالِكِ، والذَّمُّ والْمَذْمُومُ واحدٌ.
وَفِي حَدِيثِ الشُّؤْم والطَّيَرة «ذَرُوها ذَمِيمَةً» أَيِ اتْرُكوها مَذْمُومَةً، فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُوِلَةٍ، وَإِنَّمَا أمَرَهم بالتَّحَوُّل عَنْهَا إبْطالا لِما وقَع فِي نُفوسهم مِنْ أَنَّ الْمَكْرُوهَ إِنَّمَا أصابَهم بِسَبَبِ سكنى الدار، فَإِذَا تَحَوَّلوا عَنْهَا انْقَطعت مادَّة ذَلِكَ الوَهْم وزالَ مَا خامَرَهم مِنَ الشُّبهة.
وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «أخَذَته مِنْ صاحِبهِ ذِمَامَةٌ» أَيْ حَيَاءٌ وَإِشْفَاقٌ، مِنَ الذَّمِّ وَاللَّوْمِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ صَيَّادٍ «فأصابَتْني مِنْهُ ذِمَامَةٌ» .

دَلَقَ

(دَلَقَ)
(هـ) فِيهِ «يُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أقْتَاب بَطْنه» الِانْدِلَاقُ: خُروج الشَّيء مِنْ مَكَانِهِ، يُرِيد خُروج أمْعَائه مِنْ جَوْفه.
وَمِنْهُ «انْدَلَقَ السَّيف مِنْ جَفْنِهِ» إِذْ شَقَّه وخَرج مِنْهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جِئْتُ وَقَدْ أَدْلَقَنِي البَرْد» أَيْ أخْرَجَنِي.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ السَّعْدية «ومعَها شَارِفٌ دَلْقَاء» أَيْ مُتَكَسّرةُ الْأَسْنَانِ لكِبَرها، فَإِذَا شَرِبَت الْمَاءَ سَقَط مِن فِيها. وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا الدَّلُوقُ، والدِّلْقِم، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ.
دَلَقَ السيفَ من غِمْدِه: أخْرَجَهُ.
وسيفٌ دَلِقٌ، ككتِفٍ وصَبورٍ وحَمْراءَ: سَهْلُ الخُروجِ من غِمْدِه. وكصاحِبٍ: لَقَبُ عُمارَةَ بنِ زِيادٍ العَبْسِيِّ، لكَثْرَةِ غَلَطاتِه.
وخَيْلٌ دُلُقٌ، بضمتينِ: شديدةُ الدّفْعَةِ.
والدَّلوقُ من الغاراتِ: الشديدةُ،
وـ من النُّوقِ: المُنْكَسِرَةُ الأسْنانِ كِبَراً،
كالدَّلْقاءِ،
والدِلْقِمِ، بزِيادةِ الميمِ.
والدَّلَقُ، محرَّكةً: دُوَيْبَّةٌ كالسَّمُّورِ، مُعَرَّبَةُ: دَلَهْ.
وأدْلَقَهُ: أخْرَجَهُ،
كاسْتَدْلَقَهُ.
وانْدَلَقَ: خَرَجَ من مكانِهِ،
وـ السَّيلُ: انْدَفَعَ،
كتَدَلَّقَ،
وـ السيفُ: انْسَلَّ بِلا سَلٍّ، أو شَقَّ جَفْنَهُ فخَرَجَ منه.

حَمُرَ

(حَمُرَ)
(هـ س) فِيهِ «بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمِرِ والأسْود» أَيِ العَجم والعَرب؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى ألْوان العَجم الْحُمْرَةُ وَالْبَيَاضُ، وَعَلَى أَلْوَانِ الْعَرَبِ الْأُدْمَةُ وَالسُّمْرَةُ. وَقِيلَ أَرَادَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ. وَقِيلَ أَرَادَ بالأَحْمَرِ الْأَبْيَضَ مُطلقا، فَإِنَّ العرَب تَقُولُ امْرأة حَمْرَاء أَيْ بَيْضَاءُ. وسُئل ثَعْلَبٌ: لِمَ خَصَّ الأَحْمَر دُون الْأَبْيَضِ؟ فَقَالَ: لِأَنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُولُ رَجُلٌ أبْيَض؛ مِن بَيَاضِ اللَّون، وإنَّما الْأَبْيَضُ عِنْدَهُمُ الطَّاهِر النَّقِيّ مِنَ العُيوب، فَإِذَا أَرَادُوا الْأَبْيَضَ مِنَ اللَّون قَالُوا الأَحْمَر. وَفِي هَذَا الْقَوْلِ نَظَر، فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتَعْمَلوا الْأَبْيَضَ فِي أَلْوَانِ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُعْطِيتُ الكَنْزَين الأَحْمَر والأبيضَ» هيَ مَا أفَاء اللَّهُ عَلَى أمَتِه مِنْ كُنُوز الْمُلُوكِ، فالأَحْمَر الذَّهَبُ، وَالْأَبْيَضُ الفِضة. والذَّهَب كُنوز الرُّوم لِأَنَّهُ الْغَالِبُ عَلَى نُقودهم، والفِضَّة كُنُوزُ الأكاسِرة لِأَنَّهَا الْغَالِبُ عَلَى نُقُودهم. وَقِيلَ: أَرَادَ العَرب والعَجم جَمعَهم اللَّهُ عَلَى دِينِهِ ومِلته.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قِيلَ لَهُ: غَلَبَتْنا عَلَيْكَ هَذِهِ الحَمْرَاء» يَعْنُون العَجم والرُّوم، والعَربُ تُسَمّي الموَاليَ الحَمْرَاء.
(هـ) وَفِيهِ «أهْلَكَهُنّ الأَحْمَرَانِ» يَعْنِي الذهَب وَالزَّعْفَرَانَ. والضَّمير للنِّساء: أَيْ أهلكَهُنّ حُب الحُلِيّ والطِّيب. وَيُقَالُ للَّحْم والشَّراب أَيْضًا الأَحْمَرَانِ، وَلِلذَّهَبِ وَالزَّعْفَرَانِ الأصْفَران، وللْماء واللّبن الأبيضان، وللتَّمر والماء الأسْودَان.
(س) وَفِيهِ «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الموْت الأَحْمَر» يَعْنِي القَتْلَ لِمَا فِيهِ مِنْ حُمْرة الدَّمِ، أَوْ لِشدّتِه، يُقَالُ مَوت أَحْمَرُ: أَيْ شَدِيدٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ البأسُ اتَّقَيْنا بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ إِذَا اشْتَدَّت الحرْب اسْتَقْبَلْنا العدُوّ بِهِ وجَعَلْناه لَنا وِقَايَةً. وَقِيلَ أَرَادَ إِذَا اضْطَرمَت نَارُ الحرْب وتَسَعَّرت، كَمَا يُقَالُ فِي الشَّرّ بيْن الْقَوْمِ: اضْطَرمَت نارُهم، تَشْبيها بحُمْرَةِ النَّار. وَكَثِيرًا مَا يُطْلقون الحُمْرَة عَلَى الشِّدَّة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَة «أصابَتْنا سَنةٌ حَمْرَاء» أَيْ شَدِيدَةُ الجَدْب؛ لِأَنَّ آفَاقَ السَّمَاءِ تَحْمرُّ فِي سِنِي الجدْب والقَحْط.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمة «أَنَّهَا خرَجت فِي سَنَة حَمْرَاء قَدْ بَرَت المالَ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «خُذُوا شَطْر دِينِكم مِنَ الحُمَيْرَاء» يَعْنِي عَائِشَةَ، كَانَ يَقُولُ لَهَا أَحْيَانًا يَا حُمَيْرَاء تَصْغير الحَمْرَاء، يُرِيدُ البَيْضاء. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الحديث. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ «أَرَاكَ أَحْمَرَ قَرِفاً، قَالَ: الحُسن أَحْمَر» ، يَعْنِي أَنَّ الحُسن فِي الحُمْرَة، ومنه قول الشاعر:
فإذا ظهرت تتنّعي ... بالحُمْر إِنَّ الحُسْنَ أَحْمَر
وَقِيلَ كَنَى بالأَحْمَرِ عَنِ المَشَقَّة والشِّدة: أَيْ مَنْ أَرَادَ الحُسْن صَبَر عَلَى أَشْيَاءَ يكْرَهُها.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فوضَعته عَلَى حِمَارَة مِنْ جَريد» هِيَ ثَلَاثَةُ أعْواد يُشَدّ بعضُ أَطْرَافِهَا إِلَى بَعْضٍ، ويُخالَف بَيْنَ أرْجُلها وتُعَلَّق عَلَيْهَا الْإِدَاوَةُ لِيَبْرُد الْمَاءُ، وتُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ سَهْبَايْ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «قَدِمْنا رسولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة جَمْعٍ عَلَى حُمُرَات» هِيَ جَمْعُ صِحَّة لحُمُر، وحُمُر جَمْعُ حِمَار.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ شُريح «أَنَّهُ كَانَ يَرُدّ الحَمَّارَة مِنَ الْخَيْلِ» الحَمَّارَة: أَصْحَابُ الحَمِير: أَيْ لَمْ يُلْحِقْهم بِأَصْحَابِ الْخَيْلِ فِي السِّهَامِ مِنَ الغَنيمة. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فِيهِ [أَيْضًا] أَنَّهُ أَرَادَ بالحَمَّارَة الْخَيْلَ الَّتِي تعْدُو عَدْوَ الحَمِير.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَتْ لَنَا داجِنٌ فَحَمِرَتْ مِنْ عَجين» الحَمَرُ بِالتَّحْرِيكِ: دَاءٌ يَعْتَري الدَّابَّةَ مِنْ أَكْلِ الشَّعِيرِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ حَمِرَتْ تَحْمَرُ حَمَرًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «يُقْطَع السَّارِقُ مِنْ حِمَارَّةِ القَدَم» هِيَ مَا أشْرَف بَيْنَ مَفْصِلِهَا وَأَصَابِعِهَا مِنْ فَوْقُ.
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «أَنَّهُ كَانَ يغسِل رِجْلَيْهِ مِنْ حِمَارَّةِ القَدَم» وَهِيَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «فِي حَمَارَّة القَيْظ» أَيْ شِدّة الْحَرِّ، وَقَدْ تُخَفِّفُ الرَّاءُ.
وَفِيهِ «نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ حُمَّرَةُ» الحُمَّرَةُ- بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَقَدْ تُخَفَّفُ: طَائِرٌ صغير كالعصفور. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «مَا تَذْكُر مِنْ عَجُوزٍ حَمْرَاء الشِدْقَيْن» وَصَفَتْها بالدَّرَد، وَهُوَ سُقوط الْأَسْنَانِ مِنَ الكِبَرِ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا حُمْرة اللّثَاة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «عارَضَه رجُل مِنَ المَوالِي فَقَالَ: اسْكُتْ يَا ابْنَ حَمْرَاء العِجَانِ» أى أَيْ يَا ابْنَ الأمَة، والعِجان مَا بَيْنَ القُبُل والدُّبر، وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ فِي السَبّ والذَّم.

حَفَلَ

(حَفَلَ)
(هـ) فِيهِ «مَنِ اشتَرى مُحَفَّلَة وردَّها فلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا» المُحَفَّلَة: الشَّاةُ. أَوِ الْبَقَرَةُ، أَوِ النَّاقَةُ، لَا يَحْلُبُها صَاحِبُهَا أيَّاماً حَتَّى يَجْتمِع لبَنُها فِي ضَرْعها، فَإِذَا احْتَلبها المُشْتري حسبها غزيرة، فَزَادَ فِي ثَمنِها، ثُمَّ يَظهر لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ نَقْصُ لبَنِها عَنْ أَيَّامِ تَحْفِيلِها، سُمِّيَت مُحَفَّلَة، لِأَنَّ اللَّبَنَ حُفَّلٌ فِي ضَرْعها: أَيْ جُمِع.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «فَقَالَتْ: لِلّه أمٌّ حَفَلَت لَهُ ودَرَّت عَلَيْهِ» أَيْ جَمَعَت اللَّبن فِي ثَدْيها لَهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ «فَإِذَا هِيَ حَافِل» أَيْ كَثِيرَةُ اللَّبَن.
وَحَدِيثُ مُوسَى وَشُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «فاسْتَنْكَر أبوهُما سُرعة صَدَرِهما بغَنَمهِما حُفَّلًا بِطاناً» هِيَ جَمْع حَافِل: أَيْ مُمْتلئِة الضُّروع.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفة عُمر «ودَفَقَت فِي مَحَافِلِها» جَمْع مَحْفِل، أَوْ مُحْتَفَلٌ، حَيْثُ يَحْتَفِل الْمَاءُ: أَيْ يَجْتَمع.
وَفِيهِ «وتَبْقَى حُفَالَة كحُفَالَة التَّمر» أَيْ رُذالَة مِنَ النَّاسِ كَردِيء التَّمْرِ وَنُفَايَتِهِ، وَهُوَ مِثْلُ الْحُثَالَةِ بِالثَّاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَفِي رُقْيَة النَمْلة «العروس تكنحل وتَحَنْفِل» أَيْ تتَزيَّن وتَحْتَشِد للزِّينة. يُقَالُ:
حَفَلْتُ الشَّيْءَ، إِذَا جَلَوْتَه.
وَفِيهِ ذِكْرُ «المَحْفِل» وَهُوَ مُجْتَمَع النَّاسِ، ويُجمَع عَلَى المَحَافلِ.
حَفَلَ الماءُ واللَّبَنُ يَحْفِلُ حَفْلاً وحُفولاً وحَفيلاً: اجْتَمَعَ،
كَتَحَفَّلَ واحْتَفَلَ، وحَفَّلَهُ هو، وحَفَلَهُ،
وـ الوادي بالسَّيْلِ: جاءَ بِمِلْءِ جَنْبَيْهِ،
كاحْتَفَلَ،
وـ السماءُ: اشْتَدَّ مَطَرُها،
وـ الدمْعُ: نُثِرَ،
وـ القومُ حَفْلاً: اجْتَمعوا،
كاحْتَفَلوا.
وتَحَفَّلَ: تَزَيَّنَ،
وـ المَجْلِسُ: كَثُرَ أهلُهُ.
وضَرْعٌ حافِلٌ: كثيرٌ لَبَنُهُ، ج: كرُكَّعٍ، وناقةٌ حافِلَةٌ وحَفولٌ، وشاةٌ حافِلٌ.
ودَعاهُمُ الحَفَلَى، والأَحْفَلَى: لُغَةٌ في الجيمِ.
وجَمْعٌ حَفْلٌ وحَفيلٌ: كثيرٌ.
وجاؤوا بِحَفِيلَتِهِم: بأَجْمَعهم.
والمَحْفِلُ، كمَجْلِسٍ: المُجْتَمَعُ،
كالمُحْتَفَلِ.
والاحْتِفالُ: الوُضوحُ، والمُبَالَغَةُ،
كالحَفِيلِ، وحُسْنُ القِيامِ بالأمورِ.
ورجُلٌ حَفيلٌ وذو حَفْلٍ وحَفْلَةٍ: مُبالِغٌ فيما أخَذَ فيه.
وأخَذَ للأمرِ حَفْلَتَه: جَدَّ فيه.
والحُفَالَةُ: الحُثَالَةُ، وما رَقَّ من عَكَرِ الدُّهْنِ ورُغْوَةِ اللَّبنِ.
والتَّحْفِيلُ: التَّزْيينُ، وتَصْرِيَةُ الشاةِ.
وما حَفَلَهُ،
وـ به، يَحْفِلُهُ،
وما احْتَفَلَ به: ما بالَى.
والحِفْوَلُ، كخِرْوَعٍ: شَجَرٌ ثَمَرُهُ كإجَّاصَةٍ صَغيرَةٍ، فيه مَرارةٌ، ويُؤْكَلُ.
والحَوْفَلَةُ: القَنْفَاءُ.
وحَوْفَلَ: انْتَفَخَتْ حَوْفَلَتُه. وكغُرابٍ: الجمعُ العَظيمُ، واللَّبَنُ المُجْتَمِعُ.
وهو مُحافِظٌ على حَسَبِهِ مُحافِلٌ، أَي: يَصونُهُ.
واحْتَفَلَ الطَّريقُ: بانَ وظَهَرَ،
وـ الفَرَسُ: أظْهَرَ لِفارِسِهِ أنَّهُ بَلَغَ أقْصى حُضْرِهِ وفيه بَقِيَّةٌ.
وذاتُ الحَفائِلِ: ع.
وحَفائلُ، ويُضَمُّ: ع، أَو وادٍ.
والحَفَيْلَلُ: شَجَرٌ.

سرّ

س ر ر [سرّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا .
قال: السّر: الجماع.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس وهو يقول:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يحسن السّرّ أمثالي 
سرّ: سَرَّ: أفرح، أرضى (المعجم اللاتيني العربي، الكالا) سَرَّ: أعلن السر وأفشاه (ألكالا) وفيه أشْهرَ سُرَّ (بالبناء للمجهول) أولم صنع وليمة (المعجم اللاتيني - العربي) أسَرَّ له ب: نبأه سراً ب، ففي تاريخ تونس (ص111): وداواه الطبيب وأسرَّ له بحصول العافية
أسرَّها له في نفسه: حقد عليه سراً بسبب ذلك (الخطيب ص44 ق) وقد حذف المقري (2: 209) له وهو ينقل هذه العبارة وفي ابن رشد لرينان (ص439): فأستحسن ذلك في الوقت وأسرها المنصور في نفسه حتى جرى ما جرى (مختارات من تاريخ العرب ص181، تاريخ البربر 1: 593) ويقال أيضاً: أسرها له فقط (تاريخ البربر 1: 476، 509).
أسرّ: أبهج، أجذل، أفرح (بوشر).
أسرّ: أعّجبَ (ديوان الهذليين ص49، 50) انسر. فرح. وانسر له: استحسنه وافتتن به (بوشر).
استسر مع: اشترك معه في السر (فوك) سِرّ وجمعه أسرار: تعني: الحشيشة. (دسكرياك ص225).
سِرّ: فضيلة خفيّة، ومنها: أسرار القرآن أي فضائله الخفية (لين عادات 1: 189) ويقال في الكلام عن الولي المتوفى: نفعنا الله بسره، بفضائله الخفية.
سرّ (عند النصارى): معمودية (بوشر، همبرت ص155، محيط المحيط)، سِرَّ دفين: واجب خفي (المعجم اللاتيني - العربي). سرّ الميرون: سرّ التثبيت، سرّ الكنيسة الذي يتأكد بفضل المعمودية (بوشر). سر الزيجة: زواج.
سرّ فضيلة. بهجة في الأشخاص والأشياء (ألكالا) بسرّ: بلطف، ببشاشة. وقلة سر: قلة فضل، وهو قليل السر، وفي كتاب الخطيب (ص71 ق): كل من أهل السر والخصوصية والصمت والوقار. وفي دوماس (حياة العرب ص175): ((تبتسم بظرافة أو تترك السر بالأوقية)) أي ان حليمة الحلوة تبتسم برقة وتترك الملاطفة بالأوقية.
سِرّ: فرج (ألكالا) وفيه جمعه: سُرُور.
سِرّ: تهريج، مزح (ألكالا).
سِرّ: اسم نبات (كاريت جغرافية ص137).
السر الربَّاني: انجذاب (بوشر، هابيث معجم الجزء الأول والثاني من طبعته لألف ليلة).
السر المضاعف: سلفات البوتاس (بوشر).
بِسّرك وبسِرّ محّبتك: في صحتك، نخبك (بوشر).
كلمة سرّ: كلمة تعارف (بوشر).
أتعب سرّه: صرفه عن أعماله (بوشر).
سُرَّة: خاصرة: كشح (ألكالا).
سُرَّة: شعر الفرج (فوك) (شعر العانة).
سُرَّة الأرض: فوطوليدون (ابن البيطار 2: 14) وفي معجم بوشر: سرة الأرض أنُثَى.
سِرّي: نسبة إلى السِر وهو الخفي (بوشر).
حبر سري حبر لا لون له، حبر أبيض يسود بعرضه على النار (بوشر).
سُرّيّة: جارية مملوكة أعدت للوط، محظية، خليلة. وجمعها سرّيّات (البيضاوي 2: 1) سُرُور. شرب سروراً به: شرب فرحاً به أي شرب نخب صحته ويقال أيضاً: شرب صائحاً بسروره، وشرب سروراً به وله. (رسالة إلى فليشر ص205).
سُرُور: مأدبة، وليمة.
سَرير: عند المولدين مهد الطفل (محط المحيط) أَسِرَّة تأكُل اللحم: نواويس، توابيت حجرية. (ابن البيطار 1: 43) وهي ترجمة حرفية للكلمة اليونانية، وكانت النواويس تصنع من حجارة كاوية تستهلك اللحم في مدة قصيرة.
سَرير: صقالة، محالة (هلو). وتستعمل هذه الكلمة بمعني: عريش يتسلق عليه الياسمين ونحوه لإقامة عرائش في البساتين.
وفي ابن العوام (1: 312): ويتعرش لذا عملت له أسرّة من الخشب والقصب. ويتعرش الياسمين إذا جعلوه يتسلق أسرة من الخشب والقصب (وفيه: ويغرس وهو خطأ وصوابه يتعرّش كما في مخطوطتنا) وفي (2: 230) منه: يتحدث عن البطيخ الأحمر (الرقيّ) فيقول: يجعلونه يتسلق على الأسرة.
وقد فسر برايتنباخ في رحلته كلمة سرير بكلمة شلق وهذه معناها: نصّاب، محتال وقد تدل على معنى أقل سوء وهو مسخرة ومهرج ويبرر ألكالا هذا المعنى الأخير ففيه: سِرّ: تهرج وسِرْار: مهرج، وجمعه سِرَار هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة. ففي الخطيب (136و): كان مألفاً للذعرة والإخلاف والسرار وأهل الريب.
سَريرة: ضمير، طويّة (فوك، بوشر) وعاطفة الضمير الداخَلية (بوشر). أكل السريرة: تبكيت الضمير (بوشر).
سَرِيرة = Allegoria ( المعجم اللاتيني - العربي).
سَرِيرِيّة: سُّرِّيَّة، محظية، خليلة (عباد 1: 245، بدرون ص244).
أَسَرُّ: يسبب سروراً أكثر (عباد 2: 17، 130، المقري 1: 645).
سِرْار: ظريف، لطيف (ألكالا، دوماس حياة العرب ص123).
مِسرْار: فرح، بشوش، جذلان (ألكالا).
مِسرْار مضحك، مهرج مشعبذ (ألكالا).

دلق

دلق
دَلَقَ السَّيفَ من غِمْدِه يَدْلقُه دَلقاً: أَخْرَجَه مِنْهُ، وَفِي الصِّحاح: أزْلَقَهُ. وسَيْفٌ دَلِق، ككَتِفٍ وَهَذِه عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.
ودالِق، مثلُ صاحِبٍ، وصَبُورٍ كِلاهُما عَن الجَوْهَرِي. ودَلْقاءُ مثل حَمراء أَي: سَهْلُ الخُرُوج من غِمدِه وَفِي الصِّحاح: سَلِسُ الخُروج، أَي: يخْرُجُ من غَيرِ سَلٍّ، وَهُوَ أجْوَدُ السُّيوفِ وأخْلَصُها. والدّالِقُ، كصاحِب: لَقَبُ عُمارَةَ بنِ زِياد العَبْسي أَخِي الرَّبِيع ابنِ زِيادِ، لكَثْرَةِ غَلَطاتِه هَكَذَا فِي النًّسَخ، والصَّوابُ: غاراتِه، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح والعُبابِ واللِّسانِ. وخَيْلٌ دُلُقٌ بضَمَّتَيْنِ أَي: مُنْدَلِقَةٌ شَدِيدَةُ الدفْعَةِ قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ يصف خيلاً:
(دُلُقٌ فِي غارَةٍ مَسْفُوحَةِ ... كرِعالِ الطَّيْرِ أَسراباً تَمُرّْ)
واحِدُها دالِقٌ، ودَلُوقٌ، وَقد دَلَقَت دُلُوقاً: إِذا خَرَجَتْ مُتَتابِعَةً. والدّلُوقُ، من الغارِاتِ: الشديدَةُ، والغارَة: الخَيْلُ المُغِيرَةُ. والدلُوقُ من النُّوقِ. المُنْكَسِرَةُ الأسْنانِ كِبَرًا وهَرَماً، فتَمُجًّ المَاء كالدَّلْقاءَ والدِّلْقِم كزِبْرِج بزِيادَة المِيمَ أَنْشَدَ يعقْوبُ: (شارِفٌ دَلقاءُ لَا سِن لَها ... تَحْمِل الأعْباءَ من عَهْدِ إِرَمْ)
وفى حَدِيثَ حَلِيمَةَ: مَعها شارِفٌ دَلْقاءُ أَي: مُتَكَسِّرَةُ الأسنانِ، فإِذا شَرِبَتِ الماءَ سَقَطَ من فِيها.
وقالَ أَبو زَيْدِ: يُقَال للنّاقَةِ بعدَ البُزُولِ: شارِفٌ، ثمَّ عَوْزَمٌ، ثمَّ لَطْلَطٌ، ثمَّ جَحْمَرِشٌ، ثمَّ جَعْماءُ، ثمَّ دِلْقِمٌ: إِذا سَقَطَتْ أَضْراسُها هَرَماً، والدِّلْقِمُ بالكسرِ، والميمُ زائِدَة، كَمَا قالُوا للدَّقْعاءَ: دِقْعِم، وللدَّرْداء: دِردِمٌ، وَقد يكُونُ الدِّلْقِمُ للذكَرِ، قَالَ: أقْمَرُ نَهّازٌ يُنَزِّى وَفْرَتِجْ لَا دِلْقِمُ الأسْنانِ بل جَلْدُ فَتِجْ والدَّلَقُ، محرَّكَةً: دُوَيبةٌ كالسَّمُّورِ، مُعَربَةُ دَلَهْ بالفارِسِية. وأدْلَقَه أَي: السَّيْفَ وغيرَه: إِذا أخْرَجَهُ، وَمِنْه حَدِيثُ عَلِي رضِيَ الله عَنهُ: جِئتُ وَقد أَدْلَقَنِي المَطَرُ أَي: أَخْرَجَنِي كاستَدْلَقَهُ بالدّالِ وبالذّال، يُقال: المَطَرُ يسَتدْلِقُ الحَشَراتِ ويَسْتَذْلِقُها، أَي: يُرِجُها من جِحَرَتِها. وانْدَلَقَ الشّيْءُ: خَرَج من مَكانِه نَقَلَه أبُو عُبَيْد، يُقال: طَعَنَهُ فانْدَلَقَتْ أَقْتابُ بَطْنِه، أَي: خَرَجَتْ أمْعاؤُه من جَوْفِه.
وانْدَلَقَ عَلَيْهِم السَّيْلُ: إِذا انْدَفَعَ وهَجَمَ، كتَدَلَّقَ قالَ رُؤبَة: لمّا رَأَى آذِيَّنا تَدَلَّقَا) يَضْرِبُ عِبْرَيْهِ ويَغشَى المِدْعَقَا وانْدَلَق السَّيْفُ استَرْخَى وانْسَل بِلا سَلّ وخَرَجَ سَرِيعاً. أَو: إِذا شَقَّ وَفِي المُحْكَم: انْشَقَّ جَفْنه، فخَرَجَ مِنْهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الدَّلْقُ: خُروجُ الشيءَ من مَخْرَجِه سَرِيعاً، يُقال: دَلَقَ السَّيفُ من غِمِده دلقاً: سَقَطَ وخَرَجَ من غَيرِ أَن يُسَلَّ، فهُو سَيْفٌ دالِق، قالَهُ اللَّيْثُ، وأنْشَدَ: كالسيْفِ مِنْهُ جَفْنِ السِّلاح الدّالِق والدُّلُوقُ: مثلُ الدَّلْقِ، كَمَا فِي المُحْكَم، وكُلُّ سابِقٍ مُتَقَدِّم فَهُوَ دالِقٌ. وانْدَلَقَ بينَ أَصْحابِه: سَبَقَ فمَضَى. وانْدَلَقَ بَطْنُه: اسْتَرْخَى وخَرَجَ متَقَدماً. وانْدَلَقَ البابُ: إِذا كانَ يَنْصَفِق إِذا فُتِحَ، لَا يَثْبُتُ مَفْتُوحًا. ودَلَقَ بابَهُ دَلْقاً: فَتَحَه فَتْحاً شَدِيداً.
وغارَةٌ دُلُقٌ، بضَمتَيْنِ، كدَلُوقٍ. ودَلَقُوا عَلَيْهِم الغارَةَ: شَنُّوها. وانْدَلَقَتِ الخَيْلُ: إِذا خَرَجتْ فأسْرَعَتْ، قالَ الرّاجِزُ يصِفُ جَمَلاً: يَدْلُقُ مِثْلَ الحَرَمِىِّ الوافِرِ من شَدْقَمِيٍّ سَبِطِ المَشافِرِ أَي: يُخْرِجُ شِقْشِقَتَهُ مثلَ الحَرَمِيِّ، وَهُوَ دَلْوٌ مُسْتَوٍ من أَدَم الحَرَم. والدِّلْقَمُ بِفَتْح القافِ: لُغةٌ فِي الدِّلْقِم، كزِبْرِج، عَن يَعْقُوبَ. ويُقال: جاءَ وقَدْ دُلِقَ لِجامُه، وَهُوَ مَجْهُود من العَطَشِ والإعياءِ.
د ل ق: (الِانْدِلَاقُ) التَّقَدُّمُ وَكُلُّ مَا نَدَرَ خَارِجًا فَقَدَ (انْدَلَقَ) . وَ (الدَّلَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ دُوَيْبَةٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
(دلق)
دلوقا خرج سَرِيعا وَيُقَال دلق السَّيْف من غمده انزلق مِنْهُ وَالْخَيْل خرجت متتابعة وَالشَّيْء دلقا أخرجه يُقَال دلق السَّيْف من غمده ودلق الْبَعِير شقشقته والغارة عَلَيْهِم شنها وبابه فَتحه فتحا شَدِيدا

دلق


دَلَقَ(n. ac. دَلْق)
a. Drew out, unsheathed (sword).
b. Poured forth, out.

أَدْلَقَa. see I
تَدَلَّقَa. Rushed or dashed along (torrent).

إِنْدَلَقَa. Fell or slipped out ( of the scabbard ).
b. Dashed forward (horseman).
c. Was poured out.

دَلِق
دَاْلِقa. A sword loose in the scabbard.

دَلُوْقa. Dashing onward, impetuous.

دَلَق
a. A species of weasel.
[دلق] فيه: يلقى في النار "فتندلق" أقتاب بطنه، أي يخرج أمعاؤه من جوفه. ط: فيطحن فيها أي يطحن الرجل في أقتابه أي يدور حولها كطحن الحمار الدقيق بالرحا. نه ومنه: "اندلق" السيف من جفنه، إذا شقه وخرج منه. وح: جئت وقد "أدلقني" البرد، أي أخرجني. وح: شارف "دلقاه" أي منكسرة الأسنان لكبرها فإذا شربت الماء سقط من فيها، ويقال لها أيضًا الدلوق والدلقم.
د ل ق : الدَّلَقُ بِفَتْحَتَيْنِ دُوَيْبَّةٌ نَحْوُ الْهِرَّةِ طَوِيلَةُ الظَّهْرِ يُعْمَلُ مِنْهَا الْفَرْوُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ دله وَقِيلَ الدَّلَقُ هُوَ ابْنُ مُقْرَضٍ وَيُقَالُ إنَّهُ يُشْبِهُ النِّمْسَ وَيُقَالُ هُوَ النِّمْسُ الرُّومِيّ وَانْدَلَقَ السَّيْفُ مِنْ غِمْدِهِ خَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسَلَّ وَانْدَلَقَ السَّيْلُ أَقْبَلَ. 
دلق: دَلَق الماء: صبه دفعة (محيط المحيط). (ألف ليلة 1: 47، 3: 445، 663).
اندلق: اندلق ساقه: انخلعت فخذه (البكري ص127).
اندلق الماء: انصب دفعة (محيط المحيط).
دَلَق: يطلق على ابن عرس، نمس فقط بل على فرائه أيضاً ففي (ابن البيطار 1: 424): دَلَق هو في الفراء كالسمور في جميع حالاته. البالسي: هو أضعف حراً من السمور واثقل جملا الخ.
ودَلَق اسم ثوب، وفي معجم فوك دَلَق وجمعه أدلاق.
دَلَق (بالسريانية دلقا): حباحب، يراع، سراج الليل (باين سميث 1910).
دلق
الدَّلْقُ - مَجْزُوْمٌ -: خُرُوْجُ شَيْءٍ عن مخرجِهِ سَرِيعاً كدُلُوْقِ السَّيْفِ من غِمْدِه. ودَلَقَ عليهم السَّيْلُ.
وانْدَلَقَ الرَّجُلُ: كأنَه أقْبَلَ من بَيْنِ أصحابِهِ فمضى. وأدْلَقْتُ المُخَّةَ.
ونابٌ دَلْقَاءُ ودِلْقَمٌ: التي ذَهَبَتْ أضْرَاسُها، وهي دَلُوْقٌ: أي تَكَسَّرَتْ أسنانُها فهي تمج بها. والأدْلَقُ: الحَفْرُ في الأرض.
والدُّلَّقُ: اللَّواتي ذَهَبَتْ أفواهُهُنَّ. وغارَةٌ دُلُقٌ: وهي الشَّدِيدةُ الدَّفْعَةِ.
دلق قَالَ أَبُو عُبَيْد: [أما -] قَوْله: فتندلق أقتاب بَطْنه فَإِن الاندلاق خُرُوج الشَّيْء من مَكَانَهُ وكل شَيْء ندر خَارِجا فقد اندلق وَمِنْه قيل للسيف: قد اندلق من جفْنه إِذا شقَّه حَتَّى يخرج مِنْهُ وَيُقَال للخيل: قد اندلقت إِذا خرجت فأسرعت [السّير -] قَالَ طرفه: [الرمل]

دُلُقٌ فِي غارةٍ مسفوحةٍ ... كرعال الطير أسرابا تمر 
دلق أقتاب بَطْنه فيدور بهَا كَمَا يَدُور الْحمار بالرحى فَيُقَال: مَالك فَيَقُول: إِنِّي كنت آمُر بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتيه وأنهى عَن الْمُنكر وآتيه. قَالَ أَبُو عُبَيْد قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: الأقتاب الأمعاء قَالَ الْكسَائي: وَاحِدهَا قتب [و -] قَالَ الْأَصْمَعِي: وَاحِدهَا قتبة وَبهَا سمي الرجل قُتَيْبَة وَهُوَ تصغيرها. [و -] قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القتب مَا تحوي من الْبَطن يَعْنِي اسْتَدَارَ وَهِي الحوايا قَالَ: وَأما الأمعاء فَإِنَّهَا الأقصاب وَاحِدهَا قصب.
د ل ق

دلق السيف دلوقاً: خرج من غمده من غير أن يسل، واندلق، وسيف دالق. قال:

أبيض خرّاج من المآزق ... كالسيف من جفن السلاح الدالق

وقال ابن مقبل:

دلوق السري ينضو الهماليج مشيها ... كما دلق الغمد الحسام المهنّدا

أخرجه بسرعة حين أكله. وبينما هم آمنون إذ دلق عليهم السيل. ودلقت عليهم الخيل واندلقت. وخيل دوالق ودلق. قال طرفة:

دلق في غارة مسفوحة ... كرعال الخيل أسراباً تمرّ

ودلقوا عليها الغارة: شنّوها. ودلق البعير شقشقته: أخرجها. وضربه فاندلقت أقتاب بطنه.
[دلق] الانْدِلاقُ: التقدم. وكلُّ ما نَدَر خارجاً فقد انْدَلَق. وانْدَلَقَ السيفُ: خرج من غير سَلٍّ، وكذلك إذا انشقَّ جَفْنه وخرج منه. ودَلَقْتُهُ أنا دَلْقاً، إذا أزلقته من غمده. وسيف دالق ودَلوقٌ، إذا كان سلِسَ الخروج من غمده. وكان يقال لعمارة بن زياد العبسى أخى الربيع بن زياد: " دالق " لكثرة غاراته. ويقال: طعنه فاندلقت أقتابُ بطنِه أي خرجت أمعاؤه. وانْدَلَقَ السيل على القوم، أي هَجَم. وانْدَلَقَتِ الخيل. وغارةٌ دَلوقٌ وخيل دُلُقٌ، أي مُنْدَلِقَةٌ شديدة الدُفْعَةِ. قال طرفة: دُلُقٌ في غارةٍ مِسْفُوحَةٍ كرِعالِ الطيرِ أسراباً تمر والدلوق: النافة التى تكسرت أسنانها من الكبر فتَمُجُّ الماءَ، وهي الدَلْقاءُ والدِلْقِمُ أيضاً بالكسر، والميم زائدة، كما قالوا للدقعاء: دقعم، وللدرداء: دردم. قال أبو زيد: يقال: للناقة بعد البزول شارف، ثم عوزم، ثم لطلط، ثم جحمرش، ثم جعماء، ثم دلقم، إذا سقطت أضراسها هرما. والدلق بالتحريك دويبة، فارسي معرب.
دلق
دلَقَ يَدلُق، دَلْقًا ودُلُوقًا، فهو دالِق، والمفعول مَدْلُوق
• دلَق السَّائلَ: سكَبه، صَبَّه وأراقَه، صبَّه دَفْعَةً واحدة "دَلَق الماءَ/ الزّيتَ". 

اندلقَ/ اندلقَ على يندلق، اندلاقًا، فهو مندلِق، والمفعول مُندَلق عليه

• اندلقَ السَّائِلُ ونحوُه: مُطاوع دلَقَ: انصبَّ، انسكب "اندلق الماءُ: انصبّ دُفعَةً- اندلق الدَّمُ" ° اندلَقَتْ أحشاؤُه: خرجت مندفعةً من مكانِها.
• اندلقَتِ الخيْلُ: اندفعت اندفاعًا شديدًا.
• اندلق السَّيلُ عليه: اندفع وهجم. 

دَلْق [مفرد]: مصدر دلَقَ. 

دَلَق [مفرد]: (حن) دُوَيْبَّة من فصيلة السَّمُّوريّات نحو الهرَّة، طويلة الظَّهر، يُعْمل منها الفروُ. 

دُلُوق [مفرد]: مصدر دلَقَ. 
(د ل ق)

دلق السَّيْف من غمده دلقاً، ودلوقا، واندلق، كِلَاهُمَا: استرخي وَخرج سَرِيعا من غير استلال.

وأدلقه هُوَ.

وكل شَيْء يدر خَارِجا: فقد اندلق.

واندلق من بَين أَصْحَابه: سبق فَمضى.

واندلق بَطْنه: استرخى وَخرج مُتَقَدما.

واندلقت أقتاب بَطْنه: خرجت أمعاؤه.

واندلق الْبَاب: إِذا كَانَ ينصفق إِذا فتح لَا يثبت مَفْتُوحًا.

ودلق بَابه دلقاً: فَتحه فتحا شَدِيدا، هَذِه وَحدهَا عَن كرَاع.

ودلق عَلَيْهِم الْغَارة. وأدلقها: شنها. وغارة دلق: شَدِيدَة الدفعة.

والدلوق، والدلقاء: النَّاقة الَّتِي يتكسر فوها فتمج المَاء، انشد يَعْقُوب:

شَارف دلقاء لَا سنّ لَهَا ... تحمل الأعباء من عهد إرم

وَهِي الدلقم، والدلقم، الْأَخِيرَة عَن يَعْقُوب وَقد يكون ذَلِك للذّكر. قَالَ:

لَا هم إِن كنت قبلت حجتج ... فَلَا يزَال واسج يَأْتِيك بج

أقمر نهام ينزى وفرتج ... لَا دلقم الْأَسْنَان بل جلد فتج

وَجَاء وَقد دلق لجامه، أَي وَهُوَ مجهود من الْعَطش والإعياء.
باب القاف والدال واللام معهما د ل ق، د ق ل، ق ل د مستعملات

دلق: دَلَقَ السيف من غمده، وكل شيء خرج من مخرجه، دَلقاً سريعاً من غير أن يسل، قال:

أبيض خراج من المآزق ... كالسيف من جفن السلاح الدّالِقِ

وبينا هم آمنون إذ دَلَقَ عليهم السيل: قال

وغرداً يستن سيلاً دُلقا

واندَلَقَ الرجل كأنه أقبل من بين أصحابه فمضى. وادْلَقْتُ المخة فانْدَلَقَتْ.

دقل: الدَّقَلُ من أردأ التمر، وما لم يكن ألواناً. والدًّقَلُ: خشبة طويلة تشد في وسط السفينة يمد عليها الشراع. والدَّوْقَلُ: من أسماء رأس الذكر، وكمرة دَوْقَلةٌ: ضخمة. والدَّوقَلةُ: الأكل وأخذ الشيء اختصاصاً تُدَوْقِلُه لنفسك.

قلد: القلد: إدارتك قلباً على قلب من الحلي. ولو دققت حديدة ثم لويتها على شيء فقد قَلَدْتَها. والبرة التي فيها الزمام إقليد، يثنى طرفها على الطرف الآخر ويلوى لياً شديداً حتى يستمسك. ويفعل ذلك ببعض الأسورة إذا كان برة، أو كان قلداً واحداً. وسوار مَقلُودٌ: ذو قلبين ملويين. والاقليدُ: المفتاح، يمانية، قال تبع حيث حج:

وأقَمْنا به من الدهر سبتاً ... وجعلنا لبابه إقليدا

ويروى: ستاً. والمِقلادُ: الخزانة، ويجمع مَقاليدَ وأقْلَدَ البحر على خلق كثير أي ضم عليهم، قال:

تسبحه الحيتان والبحر زاخراً ... وما ضم من شيء وما هو مُقلِدُ

وتقول: هي قِلادةُ الإنسان والبدنة والكلب ونحوه. وتقليد البدنة أن يعلق في عنقها عروة مزادة ونعل خلق فيعلم أنها هدي، وإذا قلدها وجب عليه الإحرام عند بعض العلماء. وتقلدت السيف والأمر ونحوه: ألزمته نفسي، وقلدنيه فلان أي ألزمنيه وجعله في عنقي. 

دلق: الانْدِلاقُ: التقدُّم. وكل ما ندر خارجاً، فقد انْدلَق. الليث:

الدَّلْقُ، مجزوم، خروج الشيء من مَخْرجه سريعاً. يقال: دَلَق السيفُ من

غِمْده إذا سقط وخرج من غير أَن يُسَلَّ؛ وأَنشد:

كالسيْفِ، من جَفْنِ السِّلاح، الدَّالِق

ابن سيده: دَلَق السيفُ ممن غِمده دَلْقاً ودُلوقاً وانْدلَق، كلاهما:

استرْخى وخرج سريعاً من غير اسْتِلال، وكذلك إذا انشقَّ جَفْنُه وخرج منه.

وأَدْلَقَه هو ودلَقْته أنا دَلْقاً إذا أَزْلَقْته من غمده. وسيفٌ

دالِقٌ ودَلوق إذا كان سَلِسَ الخروج من غمده يخرج من غير سَلٍّ، وهو أَجْودُ

السُّيوف وأخلصُها؛ وكلُّ سابق متقدِّم، فهو دالق.

وانْدلَق بين أَصحابه: سبَقَ فمضى. وانْدلق بطنُه: استرخى وخرج

متقدِّماً. وطعَنَه فاندَلَقَتْ أَقتاب بطنه: خرجت أَمعاؤه. وفي الحديث: أنه، صلى

الله عليه وسلم، قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار

فتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطنه؛ قال أَبو عبيد: الاندلاق خروج الشيء من مكانه، يريد

خروج أَمعائه من جَوْفه؛ ومنه الحديث: جئت وقد أَدْلقَني البَرْد أَي

أَخرجني. واندلقَ السيْلُ على القوم أي هجم، واندلقت الخيل. وخَيْلٌ دُلُقٌ

أَي مُنْدَلِقة شديدة الدُّفْعة؛ قال طرفة يصف خيلاً:

دُلْقٌ في غارةٍ مَسْفُوحةٍ،

كرِعالِ الطير أَسْراباً تَمُرْ

(* في ديوان طرفة روي صدرُ البيت على هذه الصورة:

ذُلُقُ الغارةِ في إفزاعهم).

وانْدلَق البابُ إذا كان يَنْصَفِق إذا فُتح لا يثبت مفتوحاً. ودَلَق

بابَه دَلْقاً: فتحه فَتْحاً شديداً. وغارةٌ دُلُقٌ ودَلوقٌ: شديدة

الدفْعِ؛ والغارةُ: الخيل المُغيِرة، وقد دَلَقُوا عليهم الغارةَ أي شنُّوها.

ويقال للخيل: وقد انْدلَقت إذا خرجت فأسرعت السير. ويقال: دَلَقتِ الخيلُ

دُلوقاً إذا خرجت مُتَتابِعةً، فهي خيل دُلُقٌ، واحدها دالق ودَلوق؛ وكان

يقال لعُمارةَ بن زيد العَبْسي أخي الربيع بن زياد دالِق لكثرة غاراته.

ودَلَقَ الغارةَ إذا قدَّمها وبَثَّها. ويقال: بَيْناهم آمِنون إذ دلَق

عليهم السيلُ. ويال: أدْلَقْت المُخَّةَ من قَصَبة العظم فانْدَلَقت.

ويقال: دلَق البعيرُ شِقْشِقَته يَدْلقُها دَلْقاً إذا أخرجها فاندلقت؛ قال

الراجز يصف جملاً:

يَدْلُق مِثْل الحَرَمِيِّ الوافِرِ،

من شَدْقَمِيٍّ سَبِطِ المَشافِرِ

أي يُخرج شِقشقته مثل الحَرَمِيّ، وهو دَلْو مستوٍ من أدَم الحرَم.

والدَّلُوق والدَّلْقاء: الناقة التي تتكسر أسنانها من الكِبَر فتَمُجُّ

الماء؛ أنشد يعقوب:

شارِف دَلْقاء لا سِنَّ لها،

تَحْمِلُ الأَعْباء من عَهْدِ إرَمْ

وفي حديث حَليمة: معها شارف دلقاء أي متكسرة الأسنان لكبرها، فإذا شربت

الماء سقط من فِيها، وهي الدِّلْقِمُ والدِّلْقَمُ؛ الأَخيرة عن يعقوب،

وقد يكون ذلك للذكر؛ قال:

لاهُمَّ إنْ كنتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ،

فلا يَزالُ شاحِجٌ يأْتيكَ بِجْ

أقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وفْرَتِجْ،

لا دِلْقِمُ الأَسْنانِ بل جَلْدٌ فَتِجْ

قال أبو زيد: يقال للناقة بعد البُزول شارِف ثم عَوْزَمٌ ثم لِطْلِطٌ ثم

جَحْمَرِشٌ ثم جَعْماء ثم دِلْقِمٌ إذا سقطت أضْراسُها هَرَماً؛

والدلقم، بالكسر، والميم زائدة، كما قالوا للدَّقْعاء دِقْعِم وللدَّرْداء

دِرْدِمٌ.

وجاء وقد دَلَق لجامَه أي وهو مجهود من العطش والإعياء. والدَّلَقُ،

بالتحريك: دويبَّة، فارسي معرب.

دلق

1 دَلَقَ as an intrans. verb: see 7, in three places.

A2: دَلَقَهُ, (S, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. دَلْقٌ, (S,) He made it (a sword) to slip forth from its scabbard: (S:) or he drew it forth, or made it to come forth; namely, a sword, from its scabbard: (K:) and [in like manner] ↓ ادلقهُ he drew it forth, or made it to come forth; (K;) namely, a sword, &c.; (TA;) as also ↓ استدلقهُ (K) and استذلقهُ. (TA.) Hence, in a trad. of 'Alee, المَطَرُ ↓ جِئْتُ وَقَدْ أَذْلَقَنِى I came, the rain having drawn me forth, or having made me to come forth. (TA.) And الحَشَرَاتِ ↓ المَطَرُ يَسْتَدْلِقُ The rain draws forth the reptiles, or small creeping things, or makes them to come forth, from their holes; as also يستذلقها. (TA.) b2: You say also, جَآءَ وَقَدْ دَلَقَ لِجَامَهُ, [as to the letter and the meaning like جَآءَ وَقَدْ لَفَظَ لِجَامَهُ,] i. e. (assumed tropical:) He came harassed, or distressed, by thirst and fatigue. (TA.) b3: And دَلَقُوا عَلَيْهِمُ الغَارَةَ They scattered, or poured forth, upon them the horsemen making a sudden attack and engaging in conflict, or the horsemen urging their horses. (TA.) b4: and دَلَقَ بَابَهُ, inf. n. as above, He opened his door vehemently. (TA.) A3: دَلِقَتِ النَّابُ The aged she-camel lost her teeth by reason of extreme age; like دَلِصَت. (TA in art. دلص.) 4 أَدْلَقَ see 1, in two places.5 تَدَلَّقَ see the next paragraph.7 اندلق It (a sword) came forth (S, Msb, K) from its scabbard (Msb) without being drawn: (S, Msb, K:) or became loose, and so came forth, and came forth quickly: (TA:) and in like manner, its scabbard became slit, (S,) or it slit its scabbard, (K,) so that it came forth from it: (S, K:) or it fell from its scabbard, and came forth, without being drawn; (Har p. 386;) and so ↓ دَلَقَ, inf. n. دُلُوقٌ (TA, and Har ubi suprà) and دَلْقٌ: (TA:) which also signifies it (a thing) came forth, or issued, from its place of egress quickly: (TA:) and [in like manner] the former verb signifies it (a thing) came forth, or issued, from its place: (A 'Obeyd, K:) it (anything) came forth, or issued, or fell out. (S.) You say, طَعَنَهُ فَانْدَلَقَتْ أَقْتَابُ بَطْنِهِ He pierced him, and the intestines of his belly came forth. (S.) And اندلقت الخَيْلُ (S, TA) The horses, or horsemen, came forth, or issued, and hastened: (TA:) and الخَيْلُ ↓ دَلَقَتِ The horses, or horsemen, came forth, or issued, consecutively, or uninterruptedly. (TA.) b2: It (a torrent) came suddenly, or unawares, عَلَى قَوْمٍ upon a people, or party: (S:) or rushed, or became impelled, or poured forth as though impelled, (K, TA,) عَلَيْهِمٌ upon them; (TA;) as also ↓ تدلّق: (K:) or came, or advanced: (Msb:) and [in like manner]

عَلَيْهِمٌ ↓ دَلَقَ. (JK.) b3: He preceded: (S:) or went before and away. (TA.) You say, اِنْدَلَقَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ He went before and away from among his companions. (TA.) b4: It was, or became, flabby and prominent; said of a belly; (TA in the present art.;) or, accord. to Naseer, said of the belly of a woman, like اندلع, meaning it became large and flabby. (TA in art. دلع.) b5: It (a door) shut again (اِنْصَفَقَ) when opened; would not remain open. (TA.) 10 إِسْتَدْلَقَ see 1, in two places.

دَلَقٌ, a Persian word (S, Msb) arabicized, (S, Msb, K,) originally دَلَهٌ; (Msb, K;) [A species of weasel; accord. to some, app., the common weasel;] a certain small beast (دُوَيْبَّةٌ, S, Msb, K) like the سَمُّور [or sable], (K,) or like the cat, having a long back, [of the coat] of which are made fur garments: some say that it is the [animal called] اِبْن مِقْرَض [q. v.; and this is agreeable with the description of Kzw, who says that it is “ a certain wild animal, an enemy to pigeons, likened to the cat, which, when it enters a pigeonhouse, leaves not in it anything, and abundant in Egypt; ” a description altogether applicable to the common weasel, now generally called اِبْن نِمْس]: some say that it resembles the عِرْس [or ichneumon]: some, that it is the Greek ichneumon (نِمْس رُومِىّ): (Msb in the present art.:) accord. to IF, the [common] نِمْس. (Msb in art. نمس.) b2: [Also, from the same Persian original, in post-classical times, but variously pronounced by moderns, دَلَقٌ and ↓ دَلِقٌ and دَلْقٌ and (now generally by the vulgar) دِلْقٌ; the third being perhaps a contraction of the first, like as شَعْرٌ is of شَعَرٌ, or, as also the fourth, of the second, like as كَتْفٌ and كِتْفٌ are contractions of كَتِفٌ; A certain kind of garment; first probably applied to one made of the fur of the animal so called: then applied to a kind of garment formerly worn by the kádees and other 'ulamà and the khateebs of mosques, (see De Sacy's Chrest. Ar., 2nd ed., vol. ii. pp. 267-269,) and by other persons of religious orders: and lastly, to a kind of patched garment worn by many devotees, reputed saints, and darweeshes; also called مُرَقَّعَةٌ (q. v.) and خِرْقَةٌ. It occurs in a piece of post-classical poetry, quoted in p. 45 of the Arabic text of the vol. of the Chrest. above referred to, necessarily with the ل quiescent; probably by poetic license, or in conformity with the common vulgar pronunciation.]

دَلِقٌ: see دَلُوقٌ: A2: and see also دَلَقٌ.

دَلْقَآءُ: see دَلُوقٌ, in four places.

دِلْقَمٌ: see what next follows, in three places.

دَلُوقٌ A sword that comes forth easily from its scabbard; as also ↓ دَالِقٌ (S, K) and ↓ دَلِقٌ (IDrd, K) and ↓ دَلْقَآءُ: (K:) [which last is strange, and requires consideration; being fem., whereas سَيْفٌ (a sword) is masc.:] all, applied to a sword, signify that comes forth from its scabbard without being drawn; and that which does so is the best of swords. (TA.) [For the pl., see what follows.] b2: غَارَةٌ دَلُوقٌ (S, K) and دُلُقٌ, (TA,) and خَيْلٌ دُلُقٌ and ↓ مُنْدَلِقَةٌ, (S,) [Horsemen making a sudden attack and engaging in conflict, or horsemen urging their horses, and simply horsemen, or horses,] rushing vehemently: (S, K, TA:) دُلُقٌ is pl. of دَلُوقٌ and of ↓ دَالِقٌ having the same signification. (TA.) A2: Also, and ↓ دَلْقَآءُ and ↓ دِلْقِمٌ, with an augmentative م, (S, K,) like as one says دَقْعَآءُ and دِقْعِمٌ, and دَرْدَآءُ and دِرْدِمٌ, (S,) and ↓ دِلْقَمٌ, (TA,) A she-camel having her teeth broken by old age (S, K) so that she spirts out water [after drinking]. (S, TA.) A poet, cited by Yaakoob, says, لَا سِنَّ لَهَا ↓ شَارِفٌ دَلْقَآءُ تَحْمِلُ الأَعْبَآءَ مِنْ عَهْدِ إِرَمْ [Old and decrepit, having her teeth broken by old age so that water falls from her mouth when she drinks, having no tooth left, carrying burdens from the time of Irem, i. e. Aram the son of Shem the son of Noah]: and ↓ شَارِفٌ دَلْقَآءُ occurs in a trad. as meaning having the teeth broken so that water falls from her mouth when she drinks: (TA:) [but] Az says that one applies to the she-camel, after what is termed بُزُولٌ, the epithet شَارِفٌ; then, عَوْزَمْ; then, لِطْلِطٌ then, جَحْمَرِشٌ; then, جَعْمَآءُ; and then, ↓دِلْقِمٌ, when having her teeth (أَضْرَاس) fallen out by reason of extreme old age. (S, TA.) [See also art. دلقم.]

دَالِقٌ: see دَلُوقٌ, in two places. b2: Also Preceding; going before. (TA.) خَيْلٌ مُنْدَلِقَةٌ: see دَلُوقٌ.

مِصْرُ

مِصْرُ:
سمّيت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح، عليه السّلام، وهي من فتوح عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقد استقصينا ذلك في الفسطاط، قال صاحب الزيج:
طول مصر أربع وخمسون درجة وثلثان، وعرضها تسع وعشرون درجة وربع، في الإقليم الثالث، وذكر ابن ما شاء الله المنجم أن مصر من إقليمين: من الإقليم الثالث مدينة الفسطاط، والإسكندرية، ومدن إخميم، وقوص، واهناس، والمقس، وكورة الفيوم، ومدينة القلزم، ومدن أتريب، وبنى، وما والى ذلك من أسفل الأرض، وإن عرض مدينة الإسكندرية وأتريب وبنى وما والى ذلك ثلاثون درجة، وإن عرض مصر وكورة الفيوم وما والى ذلك تسع وعشرون درجة، وإن عرض مدينة اهناس والقلزم ثمان وعشرون درجة، وإن عرض إخميم ست وعشرون درجة، ومن الإقليم الرابع تنيس ودمياط وما والى ذلك من أسفل الأرض، وإن عروضهنّ إحدى وثلاثون درجة، قال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم في قوله تعالى: وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين، قال: يعني مصر، وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها، ألا ترى إلى قول يوسف، عليه السّلام، لملك مصر: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم، ففعل فأغاث الله الناس بمصر وخزائنها، ولم يذكر، عز وجل، في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكة ومصر فإنه قال: أليس لي ملك مصر، وهذا تعظيم ومدح، وقال: اهبطوا مصرا، فمن لم يصرف فهو علم لهذا الموضع، وقوله تعالى: فإن لكم ما سألتم، تعظيم لها فإن موضعا يوجد فيه ما يسألون لا يكون إلا عظيما، وقوله تعالى: وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته، وقال: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، وقال: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّا لقومكما بمصر بيوتا، وسمّى الله تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى: وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه، وقالوا ليوسف حين ملك مصر: يا أيها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ، فكانت هذه تحيّة عظمائهم، وأرض مصر أربعون ليلة في مثلها، طولها من الشجرتين اللتين كانتا بين رفح والعريش إلى أسوان، وعرضها من برقة إلى أيلة، وكانت منازل الفراعنة، واسمها باليونانية مقدونية، والمسافة ما بين بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخا، وروى أبو ميل أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو ابن العاص فقال: ما أقدمك إلى بلدنا؟ قال: أنت أقدمتني، كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض خرابا ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع واطمأننت، فقال:
إن مصر قد وقع خرابها، دخلها بختنصر فلم يدع فيها حائطا قائما، فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها، وهي اليوم أطيب الأرضين ترابا وأبعدها خرابا لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان، قوله تعالى:
فإن لم يصبها وابل فطلّ، هي أرض مصر إن لم يصبها مطر زكت وإن أصابها أضعف زكاها، وقالوا:
مثلت الأرض على صورة طائر، فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا خربت الدنيا، وقرأت بخط أبي
عبد الله المرزباني حدثني أبو حازم القاضي قال: قال لي أحمد بن المدبّر أبو الحسن لو عمّرت مصر كلها لوفت بالدنيا، وقال لي: مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فدّان وإنما يعمل فيها في ألف ألف فدّان، وقال لي: كنت أتقلّد الدواوين لا أبيت ليلة من الليالي وعليّ شيء من العمل، وتقلّدت مصر فكنت ربما بتّ وعليّ شيء من العمل فأستتمه إذا أصبحت، قال: وقال لي أبو حازم القاضي: جبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، اثني عشر ألف ألف دينار فصرفه عثمان وقلّدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف، فقال عثمان لعمرو:
يا أبا عبد الله أعلمت أن اللّقحة بعدك درّت؟ فقال:
نعم ولكنها أجاعت أولادها، وقال لنا أبو حازم:
إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصّة دون الخراج وغيره، ومن مفاخر مصر مارية القبطية أمّ إبراهيم ابن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ولم يرزق من امرأة ولدا ذكرا غيرها وهاجر أم إسماعيل، عليه السّلام، وإذا كانت أمّ إسماعيل فهي أم محمد، صلّى الله عليه وسلّم، وقال النبي، صلّى الله عليه وسلّم: إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا، وقرأت بخط محمد بن عبد الملك النارنجي حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال: قال إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي قال:
كتبت إلى أبي عبد الله عند قدومه مصر أسأله عن أهله في فصل من كتابي إليه فكتب إليّ: وسألت عن أهل البلد الذي أنا به وهم كما قال عباس بن مرداس السّلمي:
إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة ... له بوجوه كالدنانير: مرحبا
وأهلا ولا ممنوع خير تريده، ... ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنّبا
وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد يشير عليه في أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب يصف مصر وجلالتها: ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ويقوّت بها عامّة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ومجاورتها أجناد الشام وبقية من بقايا العرب ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات فليس أمرها بالصغير ولا فسادها بالهين ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقة ويأتي بالرفق، وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها، منهم: يوسف الصدّيق، عليه السّلام، والأسباط وموسى وهارون، وزعموا أن المسيح، عليه السّلام، ولد بأهناس، وبها نخلة مريم، وقد وردها جماعة كثيرة من الصحابة الكرام، ومات بها طائفة أخرى، منهم: عمرو بن العاص وعبد الله بن الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وغيرهم، قال أمية:
يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدّا في وضعهما أحدهما في ضفّة النيل الشرقية وهو جبل المقطّم والآخر في الضّفّة الغربية منه والنيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط فثمّ تتّسع مسافة ما بينهما وتنفرج قليلا ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسليكهما فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنّيس ودمياط ورشيد والإسكندرية،
ولذلك مهبّ الشمال يهب إلى القبلة شيئا مّا، فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت الجنوب وتسير في الرمل وأنت متوجّه إلى القبلة فيكون الرمل من مصبّه عن يمينك إلى إفريقية وعن يسارك من أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر وهو ما استقبلته منه، ثم تعرّج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائرا إلى النيل تسير ثماني مراحل إلى النيل ثم على النيل صاعدا وهي آخر أرض الإسلام هناك وتليها بلاد النوبة ثم تقطع النيل وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكّبا على بلاد السودان إلى عيذاب ساحل البحر الحجازي، فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة، وذلك كله قبليّ أرض مصر ومهبّ الجنوب منها، ثمّ تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء أول أرض مصر وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، وهذا البحر المذكور هو بحر القلزم وهو داخل في أرض مصر بشرقيّه وغربيّه، فالشرقيّ منه أرض الحوراء وطبة فالنبك وأرض مدين وأرض أيلة فصاعدا إلى المقطم بمصر، والغربي منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم، والبحري مدينة القلزم وجبل الطور، وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة وهو الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر الروم، وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى العريش، وذكر من له معرفة بالخراج وأمر الدواوين أنه وقف على جريدة عتيقة بخط أبي عيسى المعروف بالنّويس متولي خراج مصر يتضمن أن قرى مصر والصعيد وأسفل الأرض ألفان وثلاثمائة وخمس وتسعون قرية، منها: الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية، وأسفل أرض مصر ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية، والآن فقد تغيّر ذلك وخرب كثير منه فلا تبلغ هذه العدّة، وقال القضاعي: أرض مصر تنقسم قسمين فمن ذلك صعيدها وهو يلي مهبّ الجنوب منها وأسفل أرضها وهو يليّ مهبّ الشمال منها، فقسم الصعيد عشرون كورة وقسم أسفل الأرض ثلاث وثلاثون كورة، فأما كور الصعيد: فأولاها كورة الفيوم، وكورة منف، وكورة وسيم، وكورة الشرقية، وكورة دلاص، وكورة بوصير، وكورة أهناس، وكورة الفشن، وكورة البهنسا، وكورة طحا، وكورة جيّر، وكورة السّمنّودية، وكورة بويط، وكورة الأشمونين، وكورة أسفل أنصنا وأعلاها، وكورة قوص وقاو، وكورة شطب، وكورة أسيوط، وكورة قهقوه، وكورة إخميم، وكورة دير أبشيا، وكورة هو، وكورة إقنا، وكورة فاو، وكورة دندرا، وكورة قفط، وكورة الأقصر، وكورة إسنا، وكورة أرمنت، وكورة أسوان ... ثم ملك مصر بعد وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ثم قفط بن مصر، وذكر ابن عبد الحكم بعد قفط اشمن أخاه ثم أخوه أتريب ثم أخوه صا ثم ابنه تدراس بن صا ثم ابنه ماليق بن تدراس ثم ابنه حربتا بن ماليق ثم ابنه ملكي بن حربتا فملكه نحو مائة سنة ثم مات ولا ولد له فملك أخوه ماليا إن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر لسارة زوجة إبراهيم الخليل، عليه السّلام، عند قدومه عليه، ثم مات طوطيس وليس له إلّا ابنة اسمها حوريا فملكت مصر، فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح، عليه السّلام، ثم ابنة عمها زالفا وعمّرت دهرا طويلا فطمع فيهم العمالقة وهم الفراعنة وكانوا يومئذ أقوى أهل الأرض وأعظمهم ملكا وجسوما وهم ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام، فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر
الفراعنة وظهر عليهم ورضوا بأن يملّكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة: أولهم الوليد بن دوموز هذا ملكه نحوا من مائة سنة ثم افترسه سبع فأكل لحمه، ثم ملك ولده الريان صاحب يوسف، عليه السلام، ثم دارم بن الريان وفي زمانه توفي يوسف، عليه السّلام، ثم غرّق الله دارما في النيل فيما بين طرا وحلوان، ثم ملك بعده كاتم بن معدان فلما هلك صار بعده فرعون موسى، عليه السّلام، وقيل:
كان من العرب من بليّ وكان أبرش قصيرا يطأ في لحيته، ملكها خمسمائة عام ثم غرّقه الله وأهلكه وهو الوليد بن مصعب، وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة، وخلت مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرجال ولم يكن إلا العبيد والإماء والنساء والذراري فولوا عليهم دلوكة، كما ذكرناه في حائط العجوز، فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم من قوي على تدبير الملك فملّكوه وهو دركون بن بلوطس، وفي رواية بلطوس، وهو الذي خاف الروم فشق من بحر الظلمات شقّا ليكون حاظرا بينه وبين الروم، ولم يزل الملك في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس وظهر على بني إسرائيل وخرّب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون من منعته فأرسل إليه بختنصر يأمره أن يردّهم إليه وإلا غزاه، فامتنع من ردّهم وشتمه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله وسبى أهل مصر ولم يترك بها أحدا وبقيت مصر خرابا أربعين سنة ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام ولا ينتفع به حتى خرّبها وخرّب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن دخلها ارميا النبي، عليه السّلام، فملكها وعمّرها وأعاد أهلها إليها، وقيل: بل الذي ردّهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمّروها وملّك عليها رجلا منهم فلم تزل مصر منذ ذلك الوقت مقهورة، ثم ظهرت الروم وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين سنة وحاصروهم برّا وبحرا إلى أن صالحوهم على شيء يدفعونه إليهم في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمتهم، ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام وألحّوا على مصر بالقتال، ثم استقرّت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والروم في كل عام وأقاموا على ذلك تسع سنين ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام وصار صلح مصر. كله خالصا للروم وذلك في عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في أيام الحديبية وظهور الإسلام، وكان الروم قد بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصنا سموه قصر اليون وقصر الشام وقصر الشمع، ولما غزا الروم عمرو بن العاص تحصّنوا بهذا الحصن وجرت لهم حروب إلى أن فتحوا البلاد، كما نذكره إن شاء الله تعالى في الفسطاط، وجميع ما ذكرته ههنا إلا بعض اشتقاق مصر من كتاب الخطط الذي ألّفه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وقال أميّة: ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الإقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها في الثالث، وأما سكان أرض مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس إلا أن جمهورهم قبط، والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلّبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من
الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم، وكانوا قديما عبّاد أصنام ومدبّري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصّروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية، وغالب مذهبهم يعاقبة، قال: أما أخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف المرائر والعزمات، قالوا:
ومن عجائب مصر النّمس وليس يرى في غيرها وهو دويبة كأنها قديدة فإذا رأت الثعبان دنت منه فيتطوّى عليها ليأكلها فإذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقدّ الثعبان من شدّته قطعتين، ولولا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر وهي أنفع لأهل مصر من القنافذ لأهل سجستان، قال الجاحظ: من عيوب مصر أن المطر مكروه بها، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ 7: 57، يعني المطر وهم لرحمة الله كارهون وهو لهم غير موافق ولا تزكو عليه زروعهم، وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
يقولون مصر أخصب الأرض كلها، ... فقلت لهم: بغداد أخصب من مصر
وما خصب قوم تجدب الأرض عندهم ... بما فيه خصب العالمين من القطر
إذا بشّروا بالغيث ريعت قلوبهم ... كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر
قالوا: وكان المقوقس قد تضمّن مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار وكان يجبيها عشرين ألف ألف دينار وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام وفي العام الثاني اثني عشر ألف ألف، ولما وليها في أيام معاوية جباها تسعة آلاف ألف دينار، وجباها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أربعة عشر ألف ألف دينار، وقال صاحب الخراج: إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعا وافى خراجها كما جرت عادته، فإن زاد ذراعا آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي، فإن زاد ذراعا آخر نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون، قال كشاجم يصف مصر:
أما ترى مصر كيف قد جمعت ... بها صنوف الرياح في مجلس
السوسن الغضّ والبنفسج وال ... ورد وصنف البهار والنرجس
كأنها الجنّة التي جمعت ... ما تشتهيه العيون والأنفس
كأنما الأرض ألبست حللا ... من فاخر العبقريّ والسّندس
وقال شاعر آخر يهجو مصر:
مصر دار الفاسقينا ... تستفزّ السامعينا
فإذا شاهدت شاهد ... ت جنونا ومجونا
وصفاعا وضراطا ... وبغاء وقرونا
وشيوخا ونساء ... قد جعلن الفسق دينا
فهي موت الناسكينا ... وحياة النائكينا
وقال كاتب من أهل البندنيجين يذمّ مصر:
هل غاية من بعد مصر أجيئها ... للرزق من قذف المحل سحيق
لم يأل من حطّت بمصر ركابه ... للرزق من سبب لديه وثيق
نادته من أقصى البلاد بذكرها، ... وتغشّه من بعد بالتعويق
كم قد جشمت على المكاره دونها ... من كل مشتبه الفجاج عميق
وقطعت من عافي الصّوى متخرّقا ... ما بين هيت إلى مخارم فيق
فعريش مصر هناك فالفرما إلى ... تنّيسها ودميرة ودبيق
برّا وبحرا قد سلكتهما إلى ... فسطاطها ومحلّ أيّ فريق
ورأيت أدنى خيرها من طالب ... أدنى لطالبها من العيّوق
قلّت منافعها فضجّ ولاتها، ... وشكا التّجار بها كساد السوق
ما إن يرى فيها الغريب إذا رأى ... شيئا سوى الخيلاء والتبريق
قد فضّلوا جهلا مقطّمهم على ... بيت بمكة للإله عتيق
لمصارع لم يبق في أجداثهم ... منهم صدى برّ ولا صدّيق
إن همّ فاعلهم فغير موفّق، ... أو قال قائلهم فغير صدوق
شيع الضلال وحزب كل منافق ... ومضارع للبغي والتّنفيق
أخلاق فرعون اللعينة فيهم، ... والقول بالتشبيه والمخلوق
لولا اعتزال فيهم وترفّض ... من عصبة لدعوت بالتّغريق
وبعد هذا أبيات ذكرتها في رحا البطريق، وما زالت مصر منازل العرب من قضاعة وبليّ واليمن، ألا ترى إلى جميل حيث يقول:
إذا حلّت بمصر وحلّ أهلي ... بيثرب بين آطام ولوب
مجاورة بمسكنها تجيبا، ... وما هي حين تسأل من مجيب
وأهوى الأرض عندي حيث حلّت ... بجدب في المنازل أو خصيب
وبمصر من المشاهد والمزارات: بالقاهرة مشهد به رأس الحسين بن علي، رضي الله عنه، نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان وهو خلف دار المملكة يزار، وبظاهر القاهرة مشهد صخرة موسى ابن عمران، عليه السّلام، به أثر أصابع يقال إنها أصابعه فيه اختفى من فرعون لما خافه، وبين مصر والقاهرة قبّة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومشهد يقال إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت محمد الباقر، ومشهد فيه قبر رقيّة بنت علي بن أبي طالب، ومشهد فيه قبر آسية بنت مزاحم زوجة فرعون، والله أعلم، وبالقرافة الصغرى قبر الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وعنده في القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين العابدين وقبر الشيخ أبي عبد الله الكيراني وقبور أولاد عبد الحكم من أصحاب الشافعي، وبالقرب منها مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم ابن محمد بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت موسى الكاظم في مشهد، ومشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن
زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقبر أمّ عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر عيسى بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، ومشهد فيه قبر كلثم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل إلى مصر فدفن هناك، وعلى باب درب معالي قبة لحمزة بن سلعة القرشي، وعلى باب درب الشعارين المسجد الذي باعوا فيه يوسف الصديق، عليه السلام، وبها غير ذلك مما يطول شرحه، منهم بالقرافة يحيى ابن عثمان الأنصاري وعبد الرحمن بن عوف، والصحيح أنه بالمدينة، وقبر صاحب انكلوته وقبر عبد الله بن حذيفة بن اليمان وقبر عبد الله مولى عائشة وقبر عروة وأولاده وقبر دحية الكلبي وقبر عبد الله بن سعيد الأنصاري وقبر سارية وأصحابه وقبر معاذ بن جبل، والمشهور أنه بالأردنّ، وقبر معن بن زائدة، والمشهور أنه بسجستان، وقبر ابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما وقبر روبيل بن يعقوب وقبر اليسع وقبر يهوذا بن يعقوب وقبر ذي النون المصري وقبر خال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو أخو حليمة السعدية، وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق وقبر أبي مسلم الخولاني وهو بغباغب من أعمال دمشق، ويقال الخولاني عند داريا، وقبر عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، وبالقرافة أيضا قبر أشهب وعبد الرحمن بن القاسم وورش المدني وقبر أبي الثريا وعبد الكريم بن الحسن ومقام ذي النون النبيّ وقبر شقران وقبر الكر وأحمد الروذباري وقبر الزيدي وقبر العبشاء وقبر علي السقطي وقبر الناطق والصامت وقبر زعارة وقبر الشيخ بكّار وقبر أبي الحسن الدينوري وقبر الحميري وقبر ابن طباطبا وقبور كثير من الأنبياء والأولياء والصدّيقين والشهداء، ولو أردنا حصرهم لطال الشرح.

أُباغُ

أُباغُ:
بضم أوله وآخره غين معجمة: إن كان عربيّا فهو مقلوب من بغى يبغي بغيا، وباغ فلان على فلان، إذا بغى. وفلان ما يباغ عليه، ويقال: إنه لكريم ولا يباغ، وأنشدوا:
إما تكرّم إن أصبت كريمة، ... فلقد أراك، ولا تباغ، لئيما
فهذا من: تباغ أنت، وأباغ أنا، فعل لم يسمّ فاعله.
وقرأت بخطّ أبي الحسن بن الفرات، وسمّي حجر آكل المرار، لأن امرأته هندا سباها الحارث بن جبلة الغسّاني، وكان أغار على كندة، فلما انتهى بها إلى عين أباغ، هكذا قال أبو عبيدة أباغ، بضم الهمزة، وقال الأصمعي: أباغ، بالفتح، وقال عبد الرحمن بن حسّان:
هنّ أسلاب يوم عين أباغ، ... من رجال سقوا بسمّ ذعاف
وقالت ابنة فروة بن مسعود ترثي أباها، وكان قد قتل بعين أباغ:
بعين أباغ قاسمنا المنايا، ... فكان قسيمها خير القسيم
وقالوا: سيّدا منكم قتلنا، ... كذاك الرّمح يكلف بالكريم
هكذا الرواية: في البيت الأول بالفتح، وفي الثاني بالضم، آخر خطّ ابن الفرات. قال أبو الفتح التميمي النّسّاب: كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ، وأباغ رجل من العمالقة نزل ذلك الماء فنسب إليه.
قال: وعين أباغ ليست بعين ماء، وإنما هو واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام، وقيل في قول أبي نواس:
فما نجدت بالماء حتّى رأيتها، ... مع الشمس في عيني أباغ، تغور
حكي أنه قال: جهدت على أن تقع في الشعر عين أباغ، فامتنعت عليّ، فقلت: عيني أباغ ليستوي الشعر. وقوله: تغور أي تغرب فيها الشمس، لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها. وكان عندها في الجاهلية يوم لهم بين ملوك غسّان ملوك الشام، وملوك لخم ملوك الحيرة، قتل فيه المنذر ابن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، فقال الشاعر:
بعين أباغ قاسمنا المنايا، ... فكان قسيمها خير القسيم
وقد أسقط النابغة الذّبياني الهمزة من أوله، فقال يمدح آل غسّان:
يوما حليمة كانا من قديمهم، ... وعين باغ فكان الأمر ما ائتمرا
يا قوم! إن ابن هند غير تارككم، ... فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.