بلفظ العدد الواحد: جبل لكلب، قال عمرو ابن العدّاء الاجداري ثم الكلبي:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بإنبط أو بالروض شرقيّ واحد
بمنزلة جاد الربيع رياضها، ... قصير بها ليل العذارى الرواقد
وحيث ترى الجرد الجياد صوافنا ... يقوّدها غلماننا بالقلائد
حدا: حَدَــا الإِبِلَ وحَدَــا بِها يَــحْدُــو حَدْــواً وحُِدَــاءً، ممدود:
زَجَرَها خَلْفَها وساقَها. وتَحادَتْ هي: حَدَــا بعضُها بعضاً؛ قال ساعدة بن
جؤية:
أَرِقْتُ له حتَّى إِذا ما عُرُوضُه
تَحادَتْ وهاجَتْها بُرُوق تُطِيرُها
ورجلٌ حادٍ وحَدَّــاءٌ؛ قال:
وكانَ حَدَّــاءً قُراقِرِياً
الجوهري: الــحَدْــوُ سَوْقُ الإِبِل والغِناء لها. ويقال للشَّمالِ
حَدْــواءُ لأَنها تَــحْدُــو السحابَ أَي تَسوقُه؛ قال العجاج:
حَدْــواءُ جاءتْ من جبالِ الطُّورِ
تُزْجِي أَراعِيلَ الجَهَامِ الخُورِ
وبينهم أُــحْدِــيّة وأُــحْدُــوَّة أَي نوع من الــحُدَــاء يــحْدُــونَ به؛ عن
اللحياني. وحَدَــا الشيءَ يَــحْدُــوه حَدْــواً واحْتَدَاه: تبعه؛ الأَخيرة عن
أَبي حنيفة؛ وأَنشد:
حتى احتَدَاه سَنَنَ الدَّبُورِ
وحَدِــيَ بالمكان حَداً: لزمه فلم يَبْرَحْه. أَبو عمرو: الحَادِي
المتعمد للشيء. يقال: حَدَــاه وتَــحَدَّــاه وتَحَرَّاه بمعنى واحد، قال: ومنه قول
مجاهد: كنتُ أَتَــحَدَّــى القُرَّاءَ فأَقْرَأُ أَي أَتعَمَّدهم.
وهو حُدَــيَّا الناسِ أَي يَتَــحَدَّــاهم ويَتَعَمَّدهم. الجوهري:
تَــحَدَّــيْتُ فلاناً إِذا بارَيْته في فعل ونازَعْته الغَلَبةَ. ابن سيده:
وتــحَدَّــى الرجلَ تعمَّدَه، وتَــحَدَّــاه: باراه ونَازَعه الغَلَبَةَ، وهي
الــحُدَــيَّا. وأَنا حُدَــيَّاك في هذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي فيه؛ قال عمرو بن
كلثوم:
حُدَــيَّا الناسِ كلِّهِمِ جَمِيعاً،
مُقارَعَةً بَنِيهمْ عن بَنِينَا
وفي التهذيب تقول: أَنا حُدَــيَّاكَ بهذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي وَــحْدك
وجارِنِي؛ وأَنشد:
حَدَــيَّا الناسِ كُلِّهِمُو جَميعاً
لِنَغْلِبَ في الخُطُوب الأَوَّلِينَا
وحُدَــيَّا الناس: واحدُــهم؛ عن كراع. الأَزهري: يقال لا يقوم
(* قوله «لا
يقوم إلخ» هذه عبارة التهذيب والتكملة، وتمامها: يقول لا يقوم به إلا
كريم الآباء والأمهات من الرجال والإبل). بهذا الأَمر إِلا ابن إِــحْدَــاهما،
وربما قيل للحمار إِذا قَدَّمَ آتُنَه حادٍ. وحَدَــا العَيْرُ أُتُنَه
أَي تبعها؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّه حينَ يرمِي خَلْفَهُنَّ بِه
حَادِي ثَلاثٍ منَ الحُقْبِ السَّماحِيجِ
(* قوله «حادي ثلاث» كذا في الصحاح، وقال في التكملة: الرواية حادي ثمان
لا غير).
التهذيب: يقال للعَيْرِ حَادِي ثَلاثٍ وحَادِي ثَمَانٍ إِذا قَدَّم
أَمامَه عِدَّة من أُتُنِهِ. وحَدَــا الريشُ السَّهم: تبعه.
والحَوادِي: الأَرْجُل لأَنها تتلو الأَيدي؛ قال:
طِوالُ الأَيادي والحَوادِي، كأَنَّها
سَمَاحِيجُ قُبٌّ طارَ عَنْها نُسالُها
ولا أَفْعَله ما حَدَــا الليلُ النهارَ أَي ما تبعه.
التهذيب: الهَوَادِي أَوَّلُ كلِّ شيءٍ، والحَوادِي أَواخِرُ كلِّ شيءٍ.
وروى الأَصمعي قال: يقال لَكَ هُدَيَّا هذا وحُدَــيَّا هذا وشَرْوَاه
وشَكلُه كُلُّه واحِد.
الجوهري: قولهم حادِي عَشَر مقلوب من واحد لأَن تقديرَ واحدٍ فاعلٌ
فأَخَّروا الفاء، وهي الواو، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وقدم العين فصار
تقديره عالف.
وفي حديث ابن عباس: لا بَأْسَ بِقَتْلِ الــحِدَــوْ والأَفْعَوْ؛ هي لغة في
الوقف على ما آخره أَلف، تقلب الأَلف واواً، ومنهم من يقلبها ياء، يخفف
ويشدد. والــحِدَــوُ: هو الــحِدَــأُ، جمع حِدَــأَةٍ وهي الطائر المعروف، فلما
سكن الهمز للوقف صارت أَلفاً فقلبها واواً؛ ومنه حديث لقمان: إِنْ أَرَ
مَطْمَعِي فَــحِدَــوٌّ تَلَمَّعُ أَي تَخْتَطِفُ الشيءَ في انْقِضاضِها، وقد
أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقف فقَلَب وشدَّد، وقيل: أَهلُ مكة يسمُّون
الــحِدَــأَ حِدَــوّاً بالتشديد. وفي حديث الدعاء: تَــحْدُــوني عليها خَلَّةٌ
واحِدَــةٌ أَي تبعَثُني وتَسُوقُني عليها خَصْلة واحدة، وهو من حَدْــوِ الإِبل
فإِنه من أَكبر الأَشياء على سَوْقِها وبَعْثها.
وبَنُو حادٍ: قبيلة من العرب. وحَدْــواء: موضع بنجد. وحَدَــوْدَى: موضع.