من (ج م ز) واحدة الجُمَّيْز: ضرب من الشجر ثمره كالتين.
من (ج م ز) واحدة الجُمَّيْز: ضرب من الشجر ثمره كالتين.
جمز: جَمَزَ الإِنسانُ والبعيرُ والدابةُ يَجْمِزُ جَمْزاً وجَمَزَى:
وهو عَدْوٌ دون الحُضْر الشديد وفوق العَنَق، وهو الجَمْز، وبعير جَمَّاز
منه. والجَمَّاز: البعير الذي يركبه المُجَمِّزُ؛ قال الراجز:
أَنا النَّجاشِيّ على جَمَّاز،
حادَ ابنُ حَسَّان عن ارْتِجازي
وحمار جَمَزَى: وَثَّاب سريع؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:
كأَني ورَحْلي، إِذا رُعْتُها،
على جمَزَى جازِئٍ بالرّمالِ
وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه،
حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ
شبه ناقته بحمار وحش ووصفه بِجَمَزَى، وهو السريع، وتقديره على حمار
جَمَزَى. الكسائي: الناقة تعدو الجَمَزَى وكذلك الفَرَس. وحَيَدَى
بالدِّحال: خطأٌ لأَن فَعَلى لا يكون إِلا للمؤنث. قال الأَصمعي: لم أَسمع بفَعَلى
في صفة المذكر إِلا في هذا البيت، يعني أَن جَمَزَى وبَشَكى وزَلَجى
ومَرَطى وما جاء على هذا الباب لا يكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل، قال:
ورواه ابن الأَعرابي لنا: «حَيَدٌ بالدِّحال» يريد عن الدِّحال. قال
الأَزهري: ومَخْرج من رواه جَمَزَى على عَيْرٍ ذي جَمَزَى أَي ذي مشية جمزى،
وهو كقولهم: ناقة وَكَرَى أَي ذات مِشْيَة وكَرى. وفي حديث ماعز، رضي
الله عنه: فلما أَذْلَقَتْه الحجارة جَمَزَ أَي أَسرع هارباً من القتل؛ ومنه
حديث عبد الله بن جعفر: ما كان إِلا الجَمْزُ؛ يعني السير بالجنائز. وفي
الحديث: يَرُدُّونهم عن دينهم كُفَّاراً جَمَزَى، هو من ذلك.
وجَمَزَ في الأَرض جَمْزاً: ذهب؛ عن كراع.
والجُمَّازَة: دُرَّاعَة من صوف. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه
وسلم، توضأَ فضاق عن يديه كُمَّا جُمَّازَةٍ كانت عليه فأَخرج يديه من
تحتها؛ الجُمَّازة، بالضم: مِدْرعة صوف ضيقة الكمين؛ وأَنشد ابن
الأَعرابي:يَكْفِيكَ، من طاقٍ كثير الأَثْمانْ،
جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّانْ
وقال أَبو وجزة:
دَلَنْظى يَزِلُّ القَطْر عن صَهَواتِهِ،
هو الليث في الجُمَّازَةِ المُتَوَرِّدُ
ابن الأَعرابي: الجَمْز الاستهزاء.
والجُمْزانُ: ضرب من التمر والنخل والجميز.
والجُمْزَةُ: الكُتْلَةُ من التمر والأَقِطِ ونحو ذلك، والجمع جُمَز.
والجُمْزَةُ: بُرْعُوم النبت الذي فيه الحبة؛ عن كراع، كالقُمْزة، وسنذكرها
في موضعها. والجَمْز: ما بقي من عُرْجون النخلة، والجمع جُمُوز.
والجُمَّيز والجُمَّيْزَى: ضرب من الشجر يشبه حمله التِّين ويَعْظم
عِظَم الفِرْصاد، وتِينُ الجُمَّيْز من تين الشام أَحمر حلو كبير. قال أَبو
حنيفة: تِينُ الجُمَّيز رَطْب له معاليق طِوال ويُزَبَّب، قال: وضرب آخر
من الجُمَّيْز له شجر عظام يحمل حملاً كلتين في الخلقة ورَقََتُها أَصغر
من ورَقَة التين الذكر، وتينُها صِغار أَصفر وأَسود يكون بالغَوْرِ يسمى
التين الذكر، وبعضهم يسمى حمله الحما
(* قوله« يسمى حمله الحما» كذا
بالأصل ) ، والأَصفر منه حلو، والأَسود يُدْمي الفم، وليس لتِينها عِلاقة،
وهو لاصق بالعُود، الواحدة منه جُمَّيْزَةٌ وجُمَّيْزَى، والله أَعلم.
حمق: الحُمْقُ: ضدّ العَقْل. الجوهري: الحُمْقُ والحُمُقُ قلة العقل،
حَمُقَ يَحْمُق حُمْقاً وحُمُقاً وحَماقةٌ
وحمِقَ وانْحَمَقَ واسْتَحَمَقَالرجل إِذا فَعَلَ فِعْلَ
الحَمْقَى. ورجل أَحمقُ وحَمِقٌ بمعنى واحد؛ قال رؤبة:
أَلَّفَ شَتَّى ليس بالراعي الحَمِقْ
الجوهري: حَمِقَ، بالكسر، يَحْمَقُ حُمْقاً مثل غَنِمَ يَغُنَمُ
غُنْماً، فهو حَميقٌ؛ قال يزيد بن الحكَم الثَّقَفي:
قد يُقْتِرُ الحُوَلُ التَّقِيُّ،
ويُكْثِرُ
الحَمِقُ الأَثِيمُ
(* قوله «الحول» في القاموس: رجل حول كصرد: كثير
الاحتيال).
وعَمرو بن الحَمِق الخُزاعِيّ، وقومٌ ونِسوة حُمق وحَمْقى وحَماقى. ابن
سيده: حَمْقَى بَنَوْه على فَعْلى لأَنه شيء أُصِيبوا به كما قالوا
هَلْكَى، وإِن كان هالِك لفظَ فاعل، وقالوا: ما أَحْمقَه، وقع التعجب فيها بما
أَفْعلَه وإِن كانت كالخُلُقِ، وحكى سيبويه حُمْقان، قال: فلا أَدري
أَهي صيغة بناها كخَبَط فرَقَدَ أَم لفظة عربية. وأَتاه فأَحْمَقَه: وجده
أَحمقَ. وأَحمقَ به: ذكره بحُمق. وحَمَّقْتُ
الرجل تَحْمِيقاً: نسبتُه إلى الحُمْقِ، وحامَقْتُه
إِذا ساعدْته على حُمْقِه، واستحمقْته أَي عددته أَحمَقَ؛ ومنه حديث ابن
عمر في طلاق امرأَته: أَرأَيتَ إِن عَجَز واستحمق؛ يقال: استحمق الرجل
إِذا فعَلِ فِعل الحَمْقَى. واستحمقْتُه: وجدته أَحمق، فهو لازم ومُتعدّ
مثل اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ ويروى: اسْتُحْمِقَ، على ما لم يسمّ فاعله،
والأَوّل أَولى ليُزاوِجَ عَجَز: وتَحامقَ فلان إِذا تكلَّف الحَماقة؛
الأَزهري: وسئل أَبو العباس عن قول الشاعر:
إِنَّ للحُمْقِ نِعْمةً في رِقابِ النَّـ
ـاس تَخْفَى على ذَوي الأَلبْابِ
قال: وسئل بعض البُلغاء عن الحُمق فقال: أَجْوَدُه حَيْرةٌ؛ قال: ومعناه
أَنَّ الأَحْمق الذي فيه بُلْغةٌ
يُطاوِلُك بحُمْقه فلا تَعْثُر على حُمْقه إِلا بعد مِراسٍ طويل.
والأَحمقُ: الذي لا مَلاوِمَ فيه ينكشِف حُمْقُه سريعاً فتستريحُ منه ومن
صُحْبته، قال: ومعنى البيت مُقدَّم ومؤخَّر كأَنه قال إِن للحُمْقِ نعمة في
رقاب العُقلاء تَغِيب وتخفى على غيرهم من سائر الناس لأَنهم أَفْطَن
وأَذْكَى من غيرهم. وفي حديث ابن عباس: يَنطَلِقُ أَحدكم فيركب الحَمُوقةَ؛ هي
فَعولةٌ من الحُمْقِ، أَي خَصْلةً ذات حُمْقٍ. وحقيقة الحُمق: وضع الشيء
في غير موضعه مع العلم بقُبْحه. وفي الحديث الآخَر مع نَجْدة الحَرُوريّ:
لوْلا أَن يقعَ في أُحْموقةٍ ما كتبت إِليه، هو منه. وأَحمقَ
الرجل والمرأَة: ولَدا الحَمْقَى؛ وامرأَة مُحْمِقٌ ومُحْمِقة، الأَخيرة
على الفعْل؛ قال بعض نساء العرب:
لست أُبالي أَن أَكُونَ مُحْمِقَهْ،
إِذا رأَيتُ خُصْيةً مُعَلَّقهْ
تقول: لا أُبالي أَن أَلد أَحْمَقَ
بعد أَن يكون الوَلد ذكراً له خُصية مُعلَّقة، وقد قيل في هذا المعنى
حَمِقةٌ على النسب كطَعِمٍ وعَمِلٍ، والأَكثر ما تقدَّم، وإِن كان من عادة
المرأَة أَن تلد الحَمْقَى فهي مِحْماقٌ. والأُحْموقةُ: مأْخوذ من الحُمق.
والمُحْمِقاتُ من الليالي: التي يَطلعُ القمر فيها ليلة كلَّه فيكون في
السماء ومن دونه سَحاب، فترى ضَوءاً ولا ترى قمراً،فتظُنُّ أَنك قد
أَصبحت وعليك ليل، مشتقّ من الحُمْق. وفي المثل: غَرُّوني غُرُورَ
المُحْمِقات. ويقال: سِرْنا في ليال مُحمِقات إِذا استتر القمر فيها
بغيم أَبيض فيسير الراكب ويظن أَنه قد أَصبح حتى يَملَّ، قال: ومنه أُخذ اسم
الأَحْمق لأَنه يغُرك في أَول مجلسه بتَعاقُلِه، فإِذا انتهى إِلى آخر
كلامه تبيَّن حمقه فقد غرك بأَول كلامه.
والبَقْلة الحَمْقاء: هي الفَرْفَخةُ؛ ابن سيده؛ البَقْلةُ الحمقاء التي
تسميها العامة الرِّجْلة لأَنها مُلْعِبةٌ، فشُبِّهت بالأَحمق الذي
يَسيل لُعابُه، وقيل: لأَنها تَنْبُت في مَجْرَى السيُّول.
والحُمَيْقاء: الخمر لأَنها تُعْقب شاربها الحُمْق. قال ابن بري: حكى
ابن الأَنباري أَنه يقال: حَمَّقَ
الرجلُ إِذا شرِب الحُمْقَ، وهي الخمر؛ وأَنشد للنَّمِر بن تَوْلَب:
لُقَيْمُ بن لُقْمانَ مِن أُخْتِه،
وكان ابنَ أُخْتٍ له وابْنَما
عَشِيّةَ حَمَّقَ فاسْتَحْضَنَتْ
إِليه، فَجامَعها مُظْلِما
قال: وأَنكر أَبو القاسم الزجّاجي ذلك، قال: ولم يذكر أَحد أَن الحُمقِ
من أَسماء الخَمر، قال: والوراية في البيت حُمِّقَ على ما لم يسم فاعله.
وقال ابن خالويه: حَمَّقَتْه الهَجْعةُ أَي جَعلته كالأَحْمق؛ وأَنشد:
كُفِيتُ زَمِيلاً حَمَّقَتْه بهَجْعةٍ،
على عَجَلٍ، أَضْحَى بها، وهو ساجِدُ
والباء في بِهَجْعة زائدة وموضعها رفع. وفرس مُحْمِقٌ: نِتاجُها لا
يُسْبَق؛ قال الأَزهري: لا أَعرف المُحمِق بهذا المعنى، والأَحْمقُ
مأْخوذ من انْحِماق السُّوق إِذا كَسَدت فكأَنه فَسَدَ عقلُه حتى
كَسَدَ. ابن الأَعرابي: الحُمْقُ أَصله الكَسادُ. ويقال: الأَحمقُ
الكاسِدُ العقْلِ، قال: والحُمق أَيضاً الغرور. وانْحَمق الثوبُ:
أَخْلَق. ونامَ الثوبُ في الحُمْق: أَخْلَقَ. ونامَ الثوبُ في الحُمْق
وانْحَمق الرجل: ضعُف عن الأَمر؛ قال:
والشيْخُ يُضْرَبُ أَحيْاناً فيَنْحَمِقُ
قال ابن بري: وقال الكِناني:
يا كَعْبُ، إِنَّ أَخاكَ مُنْحمِقٌ،
فاشْدُدْ إِزارَ أَخِيكَ يا كَعْبُ
والحَمِقُ: الخَفيفُ اللِّحيةِ، وبه سمي عَمرو بن الحَمِق، قتله أَصحاب
مُعاوِيةَ ورأْسُه أَوَّلُ رأْس حُمِل في الإِسلام.
والحُماقُ
والحَماق والحُمَيْقاء: مثل الجُدَرِيِّ الذي يُصِيب الإنسان
يَتَفَرَّقُ في الجسد، وقال اللحياني: هو شيء يخرج بالصبيان وقد حُمِقَ. الجوهري:
الحُماقُ مثل السُّعال كالجُدَرِيّ يُصيب الإِنسان، ويقال منه رجل
مَحْمُوقٌ. والحُماقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ: نبت. الأَزهري: الحُماق نبت
ذكرتْه أُمّ الهيثم، قال: وذكر بعضهم أَن الحَمَقِيقَ نبت، وقال الخليل: هو
الهَمَقِيقُ. الأَزهري: انْحَمَقَ الطَّعام انْحِماقاً ومأَقَ مُؤُوقاً
إِذا رَخُص.
والحُمَيْمِيقُ: طائر يصيد العَظاء والجَنادِب ونحوهما.
بلع: بَلِع الشيءَ بَلْعاً وابْتَلَعَه وتَبَلَّعه وسرَطَه سَرْطاً:
جَرَعَه، عن ابن الأَعرابي. وفي المثل: لا يَصْلُح رفِيقاً مَن لم
يَبْتَلِعْ رِيقاً. والبُلْعةُ من الشراب: كالجُرْعةِ. والبَلُوع: الشَّراب.
وبَلِعَ الطعامَ وابْتَلَعَه: لم يَمْضَغْه، وأَبْلَعَه غيره.
والمَبْلَعُ والبُلْعُم والبُلْعُومُ، كلُّه: مَجْرى الطعامِ وموضع
الابْتِلاعِ من الحَلْق، وإِن شئت قلت: ان البُلْعُم والبُلْعُومَ
رباعي.ورجل بُلَعٌ ومِبْلَعٌ وبُلَعةٌ إِذا كان كثير الأَكل. وقال ابن
الأَعرابي: البَوْلَعُ الكثير الأَكل.
والبالُوعة والبَلُّوعةُ، لغتان: بئر تحفر في وسط الدار ويُضَيَّقُ
رأْسها يجري فيها المطر، وفي الصحاح:ثقب في وسط الدار، والجمع البَلالِيعُ،
وبالُوعة لغة أَهل البصرة.
ورجل بَلْعٌ: كأَنه يَبْتَلِعُ الكلام.
والبُلَعةُ: سَمُّ البكرة وثَقْبها الذي في قامتها، وجمعها بُلَعٌ.
وبَلَّع فيه الشيبُ تَبلِيعاً: بدا وظهر، وقيل كثُر، ويقال ذلك للإِنسان
أَوّل ما يظهر فيه الشيْب؛ فأَما قول حسان:
لَمَّا رأَتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَت،
قد بَلَّعَت بي ذُرْأَةٌ فأَلْحَفَتْ
فإِنما عدّاه بقوله بي لأَنه في معنى قد أَلمَّتْ، أَو أَراد فيَّ فوضع
بي مكانها للوزن حين لم يستقم له أَن يقول فيّ. وتَبَلَّع فيه الشيْبُ:
كبَلَّع، فهما لغتان؛ عن ابن الأَعرابي.
وسَعْدُ بُلَعَ: من منازل القمر وهما كوكبان مُتقارِبان مُعْترضان
خفيّان، زعموا أَنه طلع لما قال الله تعالى للأَرض: يا أَرضُ ابْلَعِي ماءك.
ويقال: إنه سمي بُلَغ لأَنه كأَنه لقرب صاحبه منه يكادُ يبْلَعُه يعني
الكوكب الذي معه.
وبنو بُلَعَ: بُطَيْنٌ من قُضاعة. وبُلَع: اسم موضع؛ قال الراعي:
بل ما تذكّر من هِنْدٍ، إِذا احْتَجَبَت
بابْنَيْ عُوارٍ، وأَمْسَى دُونَها بُلَعُ
(* قوله «بل ما تذكر» في معجم ياقوت في غبر موضع: ماذا تذكر.)
والمُتَبَلِّع: فرس مَزْيدةَ المُحاربي. وبَلْعاء بن قيس: رجل من كُبراء
العرب. وبَلْعاء: فرس لبني سَدُوس. وبَلْعاء أَيضاً: فرس لأَبي
ثَعْلبةَ، قال ابن بري: وبَلْعاء اسم فرس، وكذلك المُتَبَلِّعُ.
دير: التهذيب: الدير الدارات في الرمل، ودَيْرُ النصارى، أَصله الواو،
والجمع أَدْيارٌ. والدَّيْرَانِيُّ: صاحب الدَّيْرِ. ابن سيده: الدَّيْرُ
خان النصارى؛ وفي التهذيب: دَيْرُ النصارى، والجمع أَدْيارٌ، وصاحبه الذي
يسكنه ويعمره دَيَّارٌ ودَيْرَانِيٌّ، نسب على غير قياس. قال ابن سيده:
وإِنما قلنا إِنه من الياء وإِن كان دور أَكْثَرَ وأَوسع لأَن الياء قد
تصرفت في جمعه وفي بناء فَعَّالٍ، ولم نقل إِنها معاقبة لأَن ذلك لو كان
لكان حَرِيّاً أَن يسمع في وجه من وجوه تصاريفه. ابن الأَعرابي: يقال
للرجل إِذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّيْرِ.
ضرط: الضُّراطُ: صوت الفَيْخِ معروف، ضَرَطَ يَضْرِطُ ضرْطاً وضِرطاً،
بكسر الراء، وضَرِيطاً وضُراطاً. وفي المَثَل: أَوْدَى العَيْرُ إِلا
ضَرِطاً أَي لم يَبْقَ من جَلَدِه وقُوّته إِلا هذا. وأَضرَطَه غيرُه
وضَرَّطَه بمعنى. وكان يقال لعمرو بن هند: مُضَرِّطُ الحِجارة لشِدّتِه
وصَرامَتِه. وفي الحديث: إِذا نادَى المُنادي بالصلاة أَدْبَرَ الشيطانُ وله
ضُراطٌ، وفي رواية: وله ضَرِيطٌ. يقال: ضُراطٌ وضَرِيطٌ كنُهاقٍ ونَهِيقٍ.
ورجل ضَرّاطٌ وضَرُوطٌ وضِرَّوْطٌ، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي.
وأَضْرَطَ به: عَمِلَ له بفِيه شبه الضُّراط. وفي المثل: الأَخْذُ سُرَّيْطَى،
والقضاءُ ضُرَّيْطَى، وبعض يقولون: الأَخذ سُرَّيْطٌ، والقضاءُ
ضُرَّيْطٌ؛ معناه أَن الإِنسان يأْخذ الدَّيْنَ فيَسْتَرِطُه فإِذا طالَبه
غَرِيمُه وتَقاضاه بدينه أَضرطَ به، وقد قالوا: الأَكلُ سَرَطانٌ، والقَضاءُ
ضَرَطان؛ وتأْويل ذلك تُحِبُّ أَن تأْخذ وتكره أَن تَرُدَّ. ومن أَمثال
العرب: كانت منه كضَرْطةِ الأَصَمِّ؛ إِذا فَعَلَ فَعْلةً لم يكن فَعَل قبلها
ولا بعدها مثلَها، يُضْربُ له
(* قوله «يضرب له» عبارة شرح القاموس عن
الصاغاني: وهو مثل في الندرة.). قال أَبو زيد: وفي حديث عليّ، رضي اللّه
عنه: أَنه دخل بيت المال فأَضْرَط به أَي استَخَفَّ به وسَخِرَ منه. وفي
حديثه أَيضاً، كرَّم اللّه وجهه: أَنه سئل عن شيء فأَضْرَطَ بالسائل أَي
استخفَّ به وأَنْكر قوله، وهو من قولهم: تكلم فلان فأَضْرط به فلان، وهو
أَن يجمع شَفَتيه ويخرج من بينهما صَوتاً يشبه الضَّرْطة على سبيل
الاستخفاف والاستهزاء.
وضَمارِيطُ الاسْتِ: ما حَوالَيْها كأَنّ الواحد ضِمْراطٌ أَو ضُمْرُوطٌ
أَو ضِمْريط مشتقٌّ من الضَّرْطِ؛ قال الفَضِمُ بن مُسْلم البكائي:
وبَيَّتَ أُمَّه، فأَساغَ نَهْساً
ضَمارِيطَ اسْتِها في غَيْر نارِ
قال ابن سيده: وقد يكون رباعيّاً، وسنذكره. وتكلم فلان فأَضرط به فلان
أَي أَنكر قوله. يقال: أَضرط فلان بفلان إِذا استخفّ به وسخِر منه، وكذلك
ضَرَّطَ به أَي هَزِئَ به وحكى له بفِيهِ فِعْلَ الضارِطِ.
والضَّرَطُ: خِفَّة الشعَر. ورجل أَضْرَطُ: خَفِيفُ شعرِ اللحيةِ، وقيل:
الضرَطُ رِقَّة الحاجِبِ. وامرأَة ضَرْطاء: خفيفة شعر الحاجب
رَقِيقَتُه. وقال في ترجمة طرط: رجل أَطْرَطُ الحاجبين ليس له حاجبان، قال وقال
بعضهم: هو الأَضْرَطُ، بالضاد المعجمة، قال: ولم يعرفه أَبو الغَوْث.
ونعجة ضُرَّيْطةٌ: ضخْمة.
قبط: ابن الأَعرابي: القَبْط الجمع، والبَقْط التَّفْرقة. وقد قَبَط
الشيءَ يَقْبِطه قَبْطاً: جمعه بيده. والقُبّاط والقُبَّيْط والقُبَّيْطى
والقُبَيْطاء: الناطِف، مشتقّ منه، إِذا خففت مددت وإِذا شددت الباء قصرت.
وقَبَّط ما بين عينيه كقَطَّب مقلوب منه؛ حكاه يعقوب.
والقِبْط: جِيل بمصر، وقيل: هم أَهل مصر وبُنْكُها. ورجل قِبْطِيّ.
والقُبْطِيَّة: ثياب كتان بيض رِقاق تعمل بمصر وهي منسوبة إِلى القِبْط على
غير قياس، والجمع قُباطِيٌّ، والقِبْطِيَّة قد تضم لأَنهم يغيّرون في
النسبة كما قالوا سُهِليّ ودُهْريّ؛ قال زهير:
ليَأْتِيَنَّك منِّي منطِقٌ قَذَعٌ
باقٍ، كما دنَّس القُبْطِيَّة الوَدَكُ
قال الليث: لما أُلزِمت الثيابُ هذا الاسم غيروا اللفظ فالإِنسان
قِبْطيّ، بالكسر، والثوب قُبْطيّ، بالضم. شمر: القُباطِيّ ثياب إِلى الدقَّة
والرقَّة والبياض؛ قال الكميت يصف ثوراً:
لِياح كأَنْ بالأَتْحَمِيَّةِ مُسْبَعٌ
إِزاراً، وفي قُبْطِيِّه مُتَجَلْبِبُ
وقيل: القُبْطُرِيّ ثياب بيض، وزعم بعضهم أَن هذا غلط، وقد قيل فيه: إِن
الراء زائدة مثل دَمِثٍ ودِمَثْر؛ وشاهده قول جرير:
قومٌ ترى صَدَأَ الحديد عليهمُ،
والقُبْطُرِيّ من اليَلامِقِ سُودا
وفي حديث أُسامة: كساني رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، قُبْطِيّةً؛
القُبْطِيَّةُ: الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء وكأَنه منسوب إِلى
القِبْط وهم أَهل مصر. وفي حديث قتل ابن أَبي الحُقَيْقِ: ما دلنا عليه إِلا
بياضه في سواد الليل كأَنه قُبْطِيَّة. وفي الحديث: أَنه كَسا امرأَةً
قُبْطِيَّة فقال: مُرْها فلتتخذ تحتها غلالة لا تصِف حَجْم عظامها، وجمعها
القُباطِيّ؛ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تُلْبسوا نِساءكم
القَباطِيَّ فإِنه إِن لا يَشِفَّ فإِنه يَصِفُ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان
يُجَلِّلُ بُدْنَه القَباطِيَّ والأَنْماطَ.
والقُنَّبِيطُ: معروف؛ قال جندل:
لكن يَرَوْنَ البَصَل الحِرِّيفا،
والقُنَّبِيطَ مُعْجِباً طَرِيفا
ورأَيت حاشية على كتاب أَمالي ابن بري، رحمه اللّه تعالى، صورتها: قال
أَبو بكر الزبيدي في كتابه لحن العامّة: ويقولون لبعض البقول قَنَّبيط،
قال أَبو بكر: والصواب قُنَّبيط، بالضم، واحدته قُنَّبيطة؛ قال: وهذا
البناء ليس من أَمثلة العرب لأَنه ليس في كلامهم فُعَّليل.
تين: التِّينُ: الذي يُؤكل، وفي المحكم: والتينُ شجر البَلَس، وقيل: هو
البَلَس نفْسُه، واحدته تِينة؛ قال أَبو حنيفة: أَجناسُه كثيرة بَرِّيّة
وريفيّة وسُهْليّة وجبَلِيّة، وهو كثير بأَرض العرب، قال: وأَخبرني رجل
من أَعراب السَّراة، وهم أَهلُ تينٍ، قال: التِّينُ بالسراة كثيرٌ جدّاً
مُباح، قال: وتأْكله رَطباً وتُزَبِّبه فتَدَّخِرُه، وقد يُكسَّر على
التِّين. والتينةُ: الدُّبُرُ. والتين: جبَل بالشأْم؛ وقال أَبو حنيفة: هو
جبل في بلاد غَطَفان، وليس قول من قال هو جبل بالشأْم بشيء، لأَنه ليس
بالشأْم جبل يقال له التِّين، ثم قال: وأَين الشأْم من بلاد غَطَفان؛ قال
النابغة يصف سَحائب لا ماءَ فيها فقال:
صُهْب الشمال أَتَينَ التِّينَ عن عُرُضٍ،
يُزْجِينَ غَيْماً قليلاً ماؤُه شَبِما.
وإيّاه عَنى الحَذْلِميُّ بقوله:
تَرْعى إلى جُدٍّ لها مَكِين،
أَكْنافَ خَوٍّ فبِراقِ التِّين.
والتِّينةُ: مُوَيهة في أَصل هذا الجبل؛ هكذا حكاه أَبو حنيفة، مُوَيهة
كأَنه تصغيرُ الماء. وقوله عز وجل: والتين والزيتون؛ قيل: التين دِمَشق،
والزَّيتونُ بيتُ المَقْدس، وقيل: التين والزيتون جَبَلان، وقيل: جَبَلان
بالشأْم، وقيل: مَسجِدان بالشام، وقيل: التين والزيتون هو الذي نَعرفه.
قال ابن عباس: هو تِينُكم هذا وزَيتونكم؛ قال الفراء: وسمعت رجلاً من
أَهل الشأْم، وكان صاحبَ تفسير، قال: التين جبالُ ما بين حُلوان إلى
هَمَذان، والزيتونُ جبال الشأْم. وطُورُ تَيْنا وتَيْناء وتِيناء كَسِيناء.
والتِّينانُ: الذئبُ؛ قال الأَخطل:
يَعْتَفْنَه عند تِينانٍ، يُدَمِّنُه
بادي العُواءِ ضَئيل الشَّخْصِ مُكتَسِب.
وقيل: جاء الأَخطل بحرْفَيْن لم يجئْ بهما غيرُه، وهما التِّينانُ
الذئبُ والعَيْثومُ أُنْثى الفِيَلةِ. وفي حديث ابن مسعود: تانِ كالمرّتانِ؛
قال أَبو موسى: هكذا ورد في الرواية، وهو خطأٌ، والمراد به خَصْلَتانِ
مَرَّتانِ، والصواب أَن يقال: تانِكَ المرَّتانِ، وتَصِل الكافَ بالنون،
وهي للخطاب أَي تانِك الخَصْلَتانِ اللَّتانِ أَذْكُرُهما لكَ، ومَنْ
قَرَنَها بالمرَّتيْن احتاج أَن يَجُرَّهما، ويقول كالمرَّتَيْن، ومعناه
هاتانِ الخَصْلَتان كخَصْلَتَيْن مَرَّتَيْن، والكافُ فيها للتشبيه.
جأْن: الجُؤنة: سَلَّة مُسْتَديرة مُغَشَّة أَدَماً يجعل فيها الطِّيبُ
والثِّياب.