Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جلاء

الأمر والنهى

الأمر والنهى
الأصل في الأمر أن يكون لطلب الفعل على سبيل الإيجاب، كقوله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (البقرة 144).
ولكنه يجيء لغير الإيجاب كثيرا، فيكون مثلا للدعاء في قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (الفاتحة 6). وللتهديد في قوله: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ
فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
(فصلت 40)، ألا ترى أن هذا الأمر يحمل معنى عدم الاكتراث بأعمالهم، لأن وبالها عائد عليهم لا محالة. وللتعجيز في قوله: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ (يونس 38)، وفي هذا الأمر معنى التحدى، ليظهر عجزهم في وضوح وجلاء.
ولما كان الأثيم ولا ريب في أقصى حالات التنبه لما ينزل به من عذاب أليم، ولما يغلى في بطنه كغلى الحميم، كان الأمر في قوله سبحانه: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (الدخان 49)، للإهانة. ويأتى الأمر لأغراض أخرى تدرك من سياق المقام.
والأصل في النهى أن يكون لطلب الكف على سبيل التحريم كما في قوله سبحانه: وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ (الأنعام 151).
ويأتى لغير ذلك، كالدعاء في قوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا (آل عمران 8).
ويفهم من النّهى في قوله تعالى: قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (المؤمنون 108). الإهانة ومن قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (التحريم 7)، اليأس من جدوى الاعتذار. ويأتى النهى في القرآن لغير ذلك.

بدائع القرآن

بدائع القرآن
لابن أبي الإصبع: زكي الدين، أبي محمد: عبد العظيم بن عبد الواحد القيرواني، ثم المصري.
المتوفى: سنة 654.
بدائع القرآن
ليس البديع في يد الفنان حلية تقتسر، ولا زينة يستغنى الكلام عنها، ولا زخرفة يأتى دورها، بعد أن يكون المعنى قد استوفى تمامه. ولا يجيء مكانه فى المرتبة الثالثة، بعد استيفاء علمى المعانى والبيان حقهما، فإن الإنتاج الأدبى يبرز إلى الوجود في نظمه الخاص، وبه الصور البيانية، والمحسنات البديعية، دفعة واحدة، فكأنما هذا المحسن البديعى جاء في مكانه ليقوم بنصيبه من أداء المعنى أولا، أما ما فيه من جمال لفظى فقد جاء من أن تلك الكلمة بالذات يتطلبها المعنى، ويقتضى المجيء بها.
وليس كل ما ذكره علماء البديع بألوان جمال تستحق أن تذكر بين المحسنات، وذلك يتطلب معاودة النظر، فى دراسة هذه الألوان، لاستبقاء الجميل، وحذف ما لا غناء فيه.
ولست أريد الحديث الآن عن جناية البديع على الأدب العربى عند ما يراد لذاته، فيستغلق المعنى، ويضؤل. أما ما ورد في القرآن مما نعده محسنات بديعية فقد وردت الألفاظ التى كان بها هذا المحسن البديعى في مكانها، يتطلبها المعنى، ولا يغنى غيرها غناءها.
خذ ما ورد في القرآن الكريم من الجناس التام، كقوله تعالى: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (النور 43، 44). تجد كلمة الْأَبْصارِ الأولى مستقرة في مكانها فهى جمع بصر، ويراد به نور العين الذى تميز بين الأشياء وكلمة الْأَبْصارِ الثانية جمع بصر بمعنى العين، ولكن كلمة الْأَبْصارِ هنا أدل على المعنى المراد من كلمة (العيون)، لما أنها تدل على ما منحته العين من وظيفة الإبصار، وهى التى بها العظة والاعتبار، فأنت ذا ترى أن أداء المعنى كاملا، تطلب إيراد هذه الكلمة، حتى إذا وردت رأينا هذا التناسق اللفظى.
واقرأ قوله تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ (الروم 55). فكلمة (الساعة) الأولى جىء بها دالة على يوم القيامة، واختير لذلك اليوم هذا الاسم هنا؛ للدلالة على معنى المفاجأة والسرعة، وكلمة ساعَةٍ الثانية تعبر أدق تعبير عن شعور هؤلاء المجرمين، فهم لا يحسون أنهم قضوا في حياتهم الدنيا برهة قصيرة الأمد جدّا، حتى يعبروا عنها ببرهة أو دقيقة مثلا، ولا بفترة طويلة، يعبرون عنها بيوم مثلا، فكانت كلمة (ساعة) خير معبر عن شعورهم بهذا الوقت الوجيز.
وما ورد في القرآن من جناس ناقص، فسبيله سبيل الجناس التام، وانظر إلى قوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 26).
ألا ترى أن موقف الكفار من القرآن، أنهم يبعدون الناس عنه، كما يبعدون أنفسهم عنه، فعبر القرآن عن ذلك بكلمتين متقاربتين ليشعر قربهما بقرب معنييهما.
ويطول بى القول إذا أنا مضيت في بيان كيف حلت كل كلمة في جمل الجناس محلها، بحيث لا تغنى كلمة أخرى في هذا الوضع غناءها، وحسبى أن أشير إلى تلك الآيات، التى ورد فيها ما كون بعض ألوان من الجناس، مثل قوله تعالى:
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (الضحى 9، 10). وقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (القيامة 22، 23). وقوله: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (القيامة 29، 30). وقوله سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (الصافات 72، 73).
فأنت ترى النهى عن القهر جاء إلى جانب اليتيم، بمعنى الغلبة عليه والاستيلاء على ماله، وأما السائل فقد نهى عن نهره وإذلاله، فكلتا الكلمتين جاءت في موضعها الدقيق، كما وردت كلمتا (ناظرة وناضرة) أى مشرقة، وإشراقها من نظرها إلى ربها، وقد توازنت الكلمتان في جملتيهما لما بينهما من صلة السبب بالمسبب. واختيار كلمة الْمَساقُ فى الآية الثانية لتصور هذه الرحلة التى ينتقل فيها المرء من الدنيا إلى الآخرة، فكأنه سوق مسافر ينتهى به السفر إلى الله. وفي كلمة المنذرين ما يشير إلى الربط بينهم وبين المنذرين الذين أرسلوا إليهم. وقل مثل ذلك في قوله تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (الهمزة 1). فإن شدة التشابه بين الكلمتين توحى بالقرابة بينهما، مما يجعل إحداهما مؤكدة للأخرى فالهمزة المغتاب، واللمزة العياب، فالصلة بينهما وثقى، كالصلة بين الفرح والمرح في قوله تعالى: ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (غافر 75).
وإيثار كلمة النبأ في قوله سبحانه: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل 22). لما فيها من معنى القوة؛ لأن هذه المادة تدل على الارتفاع والنتوء والبروز والظهور، فناسب مجيئها هنا، ووصف النبأ تأكيدا لقوته باليقين.
ويعدون من أنواع البديع المشاكلة، ويعنون بها ذكر الشيء بغير لفظه، لوقوعه فى صحبته، ويمثلون لذلك بقوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها (الشورى 40). قالوا:
فالجزاء عن السيئة في الحقيقة غير سيئة، والأصل وجزاء سيئة عقوبة مثلها.
وبقوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (آل عمران 54). والأصل أخذهم بمكرهم. وبقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ (البقرة 194). قالوا: والمراد فعاقبوه، فعدل عن هذا؛ لأجل المشاكلة اللفظية. ولكننى أرى القرآن أجل من أن يسمى الشيء بغير اسمه لمجرد وقوعه في صحبته، بل أرى هذا التعبير يحمل معنى، وجىء به ليوحى إلى القارئ بما لا يستطيع أن يوحى به ولا أن يدل عليه ما قالوا إنه الأصل المعدول عنه، فتسمية جزاء السيئة سيئة؛ لأن العمل في نفسه سوء، وهو يوحى بأن مقابلة الشر بالشر، وإن كانت مباحة، سيئة يجدر بالإنسان الكامل أن يترفع عنها، وكأنه بذلك يشير إلى أن العفو أفضل وأولى، وعلى هذا النسق تماما ورد قوله: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ (البقرة 194). وأما مكر الله فأن يفعل بهم كما يفعل الماكر، يمدهم في طغيانهم يعمهون، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وعدوا من ألوان البديع الاستثناء، ومثلوا له بقوله تعالى: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً (العنكبوت 14). وفي هذا التعبير، فضلا عن إيجازه، إيحاء بطول المدة، وتهويل للأمر على السامعين، وفي ذلك تمهيد العذر لنوح في الدعاء على قومه، وذلك لأن أول ما يطرق السمع ذكر الألف، فتشعر بطول مدته، وتتصور جهاد نوح في ذلك الزمن المديد، ولن يقلل الاستثناء من شأن هذا التصور، ولا يتحقق هذا الإحساس إذا بدأت بغير الألف.
ومنها اللف والنشر بذكر شيئين أو أكثر، ثم ذكر ما يقابلها، وفيه جمع للمتناسبات من غير فاصل بينها. خذ قوله تعالى: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ (القصص 73). ألا ترى بين الليل والنهار مناسبة تجمع بينهما، ثم يثير هذا تطلعا إلى معرفة السبب في أنهما من رحمته، وفي ذلك عنصر التشويق، وفي تقديم السكون على ابتغاء الفضل تقديم الاستعداد للجهاد فى الحياة على الجهاد. وتأمل كذلك ما يثيره الإجمال من التشويق في قوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها
خالِدُونَ
(آل عمران 106، 107)، وفي الإجمال الأول إعطاء صورة سريعة لهذا اليوم، ثم يعود بعدئذ إلى إكمال الصورة في تفصيل وإيضاح، وربما يكون قد بدأ عند ما فصل بذكر من اسودت وجوههم، ليكون الحديث منتهيا بذكر طريقة الخلاص من عذاب ذلك اليوم. ومن اللف والنشر قوله تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (الإسراء 29). والسر في الجمع أولا ذكر النهى عنه جملة واحدة، ثم العود بعد ذلك لبيان سر هذا النهى.
وما ورد في القرآن من طباق بالجمع بين المتضادين، كانت الكلمة فيه مستقرة في مكانها تمام الاستقرار، سواء كان التضاد لفظا أو معنى، حقيقة أو مجازا، إيجابا أو سلبا، كقوله تعالى: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ (فاطر 19، 20). فأنت تراه يعقد الموازنة بين هذين الضدين ولا مفر من الجمع بينهما في الجملة لعقد هذه الموازنة التى تبين عدم استوائهما.
وكقوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (النجم 43، 44)، وقوله سبحانه: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ (الكهف 18).
ومن الطباق السلبى قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (الزمر 9). وقوله: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (المائدة 44). ومن الطباق المعنوى قوله تعالى: إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (يس 15، 16)، أى إنا لصادقون فإن الرسول يجب أن يكون صادقا.
ومما يرتبط بالطباق المقابلة بأن يؤتى بمعنيين أو أكثر ثمّ بما يقابل ذلك على الترتيب، فمن الجمع بين الاثنين قوله تعالى: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً (التوبة 82).
وبين الثلاثة قوله سبحانه: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ (الحديد 23).
وبين الأربعة قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (الليل 5 - 10)، وهذه المقابلة بين المعانى تزيدها في الفكر وضوحا، وفي النفس رسوخا. ومن ذلك ترى أن ما ورد في القرآن من طباق ومقابلة لم يجئ اعتسافا، وإنما جاء المعنى مصورا في هذه الألفاظ، التى أدت المعنى خير أداء وأوفاه، وكان منها هذا الطباق والمقابلة.
ومن ألوان البديع العكس بأن يقدم في الكلام جزء، ويؤخر آخر، ثم يقدم المؤخر ويؤخر المقدم، وجمال العكس في أنه يربط بين أمرين، ويعقد بينهما أوثق الصلات أو أشد ألوان النفور، تجد ذلك في قوله سبحانه: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ (الحج 61). وقوله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (يونس 31). وقوله سبحانه: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ (البقرة 187). وقوله تعالى: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ (الممتحنة 10). وقوله تعالى: ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ (الأنعام 52).
ومن أجمل أنواعه ائتلاف المعنى مع المعنى بذكر الأمور المتناسبة بعضها إلى جانب بعض، كقوله سبحانه: قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ (يوسف 86). وقد يخفى في بعض الأحيان وجه الجمع بين المعنيين، كما في قوله سبحانه: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (طه 118، 119)، فقد يبدو أن الوجه الجمع بين الجوع والظمأ، والعرى والضحاء، ولكن التأمل الهادئ يدل على أن الجوع والعرى يسببان الشعور بالبرد فجمعا معا، والظمأ والضحاء يسببان الشعور بالحر، إذ الأول يبعث التهاب الجوف، والثانى يلهب الجلد، فناسب ذلك الجمع بينهما.
هذا ولست أرمى هنا إلى حصر ما عثر عليه العلماء من ألوان البديع في القرآن، فقد تكفل بذلك غيرى، وأفرد ابن أبى الإصبع لذلك كتابا عدّد فيه هذه الألوان ومثّل لها، وذكر من ذلك أكثر من مائة نوع، وكل ما قصدت إليه هو بيان أن ما نشعر به من جمال لفظى حينا ومعنوى حينا آخر، لم يأت إلا من أن اللفظة القرآنية قد استدعاها المعنى، ولم يكن ثمة لفظة أخرى تغنى غناءها، فلما استقرت في مكانها زاد بها الكلام إشراقا، والمعنى وضوحا وجلاء.

علم الباه

علم الباه
هو: علم باحث عن: كيفية المعالجة المتعلقة بقوة المباشرة، من الأغذية المصلحة لتلك القوة، والأدوية المقوية، أو المزيدة للقوة، أو الملذذة للجماع، أو المعظمة، أو المضيقة، وغير ذلك من الأعمال والأفعال المتعلقة بها، كذكر أشكال الجماع، وحكايات محركة للشهوة، التي وضعوها لمن ضعفت قوة مباشرته، أو بطلت، فإنها تعيدها بعد الإياس.
روى أن: ملكا بطلت عنه القوة، فزوج عبدا من مماليكه جارية حسناء، وهيأ لهما مكانا بحيث يراهما الملك ولا يريانه، فعادت قوته بمشاهدة أفعالهما. انتهى ملخصا من: (المفتاح).
ولا يبعد أن يقال: وكذا النظر إلى تسافد الحيوانات، لكن النظر إلى فعل الإنسان أقوى في تأثير عود القوة.
وهذا العلم من: فروع علم الطب، بل هو: باب من أبواب كتبه، غير أنهم أفردوه بالتأليف، اهتماما لشأنه.
ومن الكتب المصنفة فيه:
كتاب: (الألفية والشلفية).
قال أبو الخير: يحكى أن ملكا بطلت عنه قوة المباشرة بالكلية، وعجز الأطباء عن معالجتها بالأدوية، فاخترعوا حكايات عن لسان امرأة مسماة: بالألفية، لما أنها جامعها ألف رجل، فحكت عن كل منهم أشكالا مختلفة، فعادت لاستماعها قوة الملك. انتهى.
وقد سبق ذكر الألفية في موضعها.
ومن الكتب المصنفة:
علم الباه
هو: علم باحث عن كيفية المعالجة المتعلقة بقوة المباشرة من الأغذية المصلحة لتلك القوة والأدوية المقوية والمزيدة للقوة أو الملذذة للجماع أو المعظمة أو المضيقة وغير ذلك من الأعمال والأفعال المتعلقة بها كذكر أشكال الجماع وآدابه الذين لهما مدخل في اللذة وحصول أمر الخيال إلا أنهم يذكرون لأجل إكثار الصناعة أشكالا يعسر فعلها بل يمتنع ويذيلون ذلك الإشكال بحكايات مشهية تحصل باستماعها الشهوة وتحرك قوة المجامعة وإنما وضعوها لمن ضعفت قوة مباشرته أو بطلت فإنها تعيدها له بعد الإياس.
روي أن ملكا بطلت عنه القوة فزوج عبدا من مماليكه جارية حسناء وهيأ لهما مكانا بحيث يراهما الملك ولا يريانه فعادت قوته بمشاهدة أفعالهما حتى خرجت من إحليله شبيهة الخبز الرطب فقدر بعد ذلك قدرة زائدة. انتهى ملخصا من: المفتاح ومثله في: مدينة العلوم.
وما يبعد أن يقال: وكذا النظر إلى تسافد الحيوانات ولكن النظر إلى فعل الإنسان أقوى في تأثير عود القوة.
وهذا العلم من فروع علم الطب بل هو باب من أبوابه كبير غير أنهم أفردوه بالتأليف اهتماما بشأنه.
ومن الكتب المصنفة فيه كتاب: الألفية والشلفية.
قال أبو الخير: يحكى أن ملكا بطلت عنه قوة المباشرة بالكلية وعجز الأطباء عن معالجتها بالأدوية، فاخترعوا حكايات عن لسان امرأة مسماة بالألفية لما أنها جامعها ألف رجل فحكت عن كل منهم أشكالا مختلفة وأوضاعا متشتة فعادت باستماعها قوة الملك. انتهى ومثله في: مدينة العلوم.
و: الإيضاح في أسرار النكاح أي في الباه للشيخ عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله الشيرازي وهو مختصر أوله: الحمد لله الذي خلق الإنسان من طين وأنشد فيه:
عليك بمضمون الكتاب فإننا ... وجدناه حقا عندنا بالتجارب
يزيدك في الاتعاظ بطشا وقوة ... ويحظيك عند الغانيات الكواعب
قال في: مدينة العلوم: ومن الكتب الجامعة في هذا الباب كتاب: رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه وكتاب: رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب وكتاب: الفتح المنصوب إلى صيد المحبوب وكتاب: تحفة العروس وجلاء النفوس وكتاب نصير الطوسي نافع في هذا الباب وقد طبع الكتاب الأول بمصر القاهرة في هذا الزمان فليعلم.
علم بدائع القرآن
ذكره أبو الخير من جملة فروع علم التفسير ولا يخفى أنه: هو علم البديع إلا أنه وقع في الكلام القديم.
علم البديع
هو علم تعرف به وجوه تفيد الحسن في الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال وبعد رعاية وضوح الدلالة على المرام فإن هذه الوجوه إنما تعد محسنة بعد تينك الرعايتين وإلا لكان كتعليق الدرر على أعناق الخنازير ومرتبة هذه العلم بعد مرتبة علمي: المعاني والبيان حتى أن بعضهم لم يجعله علما على حدة وجعله ذيلا لها لكن تأخر رتبته لا يمنع كونه علما مستقلا ولو أعتبر ذلك لما كان كثير من العلوم علما على حدة فتأمل وظهر من هذا موضوعه وغرضه وغايته.
قال في: مدينة العلوم: موضوعه: اللفظ العربي من حيث التحسين والتزيين العرضيين بعد تكميل دائرتي الفصاحة والبلاغة.
وغرضه: تحصيل ملكة تحلية الكلام بالمحسنات العرضية وغايته: الاحتراز عن خلو الكلام عن التحلية المذكورة ومنفعته: النظرية لنشاط السامع وزيادة القبول في العقول ومباديه: تتبع الخطب والرسائل والأشعار المتحلية بالصنائع البديعية. انتهى.
وعبارة: الكشاف: موضوعه اللفظ البليغ من حيث أن له توابع.
قال في: الكشف: وأما منفعته: فإظهار رونق الكلام حتى يلج الأذن بغير إذن ويتعلق بالقلب من غير كد وإنما دونوا هذا العلم لأن الأصل وإن كان الحسن الذاتي وكان المعاني والبيان مما يكفي في تحصيله لكنهم اعتنوا بشأن الحسن العرضي أيضا لأن الحسناء إذا عريت عن المزينات ربما يذهل بعض القاهرين عن تتبع محاسنها فيفوت التمتع بها ثم إن وجوه التحسين الزائد إما: راجعة إلى تحسين المعنى أصالة وإن كان لا يخلو عن تحسين اللفظ تبعاً. وإما: راجعة إلى تحسين اللفظ كذلك فالأولى: تسمى معنوية والثانية: لفظية.
وهذا الفن ذكره أهل البيان في أواخر علم البيان إلا أن المتأخرين زادوا عليها شيئا كثيرا ونظموا فيه قصائد وألفوا كتباً.
ومن الكتب المختصة بعلم البديع كتاب: البديع لأبي العباس عبد الله بن المعتز العباسي المتوفى سنة ست وتسعين ومائتين وهو أول من صنف فيه وكان جملة ما جمع منها سبع عشرة نوعا ألفه سنة أربع وسبعين ومائتين ولأبى أحمد حسن العسكري وشهاب الدين أحمد بن شمس الدين الخولي المتوفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة و: زهرة الربيع للشيخ المطرزي ومنها: بديعيات الأدباء وهي قصائد مع شروحها.
قال في: مدينة العلوم و: البديع للتيفاشي و: التحرير والتحبير لابن أبي الأصبع و: شرح البديعيات لابن حجة ومن الكتب المشتملة على الفنون الثلاثة: روض الأذهان وكذا: المصباح لابن مالك وكتاب: مفتاح العلوم للسكاكي اشتمل على هذه الثلاثة وقدم عليها الاشتقاق والنحو والصرف وأورد عقيب الثلاثة المذكورة بطريق التكملة على الاستدلال علم العروض والقوافي ودفع المطاعن عن القرآن وله شروح كثيرة ذكرها في: كشف الظنون منها: شرح السعد التفتازاني.
ومن الكتب النافعة في العلوم المذكورة: تلخيص المفتاح و: الإيضاح وهو يجري مجرى الشرح ل: التخليص كلاهما لقاضي القضاة جلال لدين القزويني الشافعي.
ومن أراد الوقوف في علم البلاغة على العجب العجاب والسحر في هذا الباب فعليه بكتاب: دلائل الإعجاز و: أسرار البلاغة كلاهما من مؤلفات الشيخ عبد القاهر الجرجاني وقيل: إن كتابيه في هذه الفنون بحران تنشعب منهما العيون - والله أعلم - و: حدائق البلاغة للشيخ شمس الدين الفقير وهي بالفارسية.

علم الفال

علم الفال
هو علم يعرف به بعض ما يحدث من الحوادث الآتية بطريق اتفاق حدوث أمر من جنس الكلام المسموع من الغير أو بفتح المصحف أو كتب الأنبياء والمشائخ كديوان الحافظ والمثنوي ونحوهما.
وموضوع هذا العلم ظاهر من تعريفه.
ومنفعته وفائدته كعلم الرمل.
وقد اشتهر ديوان الحافظ بالتفاؤل حتى صنفوا فيه وهو ديوان معروف متداول بين أهل الفرس ويتفاءل به وكثيرا ما جاء بيت منه مطابقا بحسب حال المتفائل ولهذا يقال له لسان الغيب وقد ألف في تصديق هذا المدعا محمد بن الشيخ محمد الهروي رسالة مختصرة وأورد أخباره متعلقة بالتفاؤل به ووقع مطابقا لمتقضى حال المتفائل.
وأفرط في مدح الشيخ المذكور وللكفري حسين المتوفى بعد سنة ثمانين وتسعمائة رسالة تركية في تفاؤلات ديوان الحافظ مشحونة بالحكايات الغريبة.
وقد شرحه مصطفى بن شعبان المتخلص بسروري المتوفى سنة تسع وستين تسعمائة شرحا تركياً.
وأما التفاؤل بالقرآن الكريم فجوزه بعضهم لما روي عن الصحابة وكان عليه الصلاة والسلام يحب الفال وينهي عن الطيرة.
ومنعه آخرون، وقد صرح الإمام العلامة أبو بكر بن العربي في كتابه الأحكام في سورة المائدة بتحريم أخذ الفال وهو الحق ونقله الإمام القرافي عن الإمام الطرطوشي أيضاً.
قال الدميري: ومقتضى مذهبنا كراهيته لكن أباحه ابن بطة الحنبلي.
قال في مدينة العلوم:
الأصح الذي شهد الشرع بجوازه التجربة بصدقه هو التفاؤل بالقرآن العظيم وقد نقل عن الصحابة وعن السلف الصالحين وطريق فتح الفال من المصحف كثير مشهور عند الناس لكن الأحسن الاعتبار بالمعاني دون الألفاظ والحروف انتهى.
قلت: والمعتمد عدم التفاؤل من كتاب الله ولم يرو عن السلف بطريق يعمد عليها في هذا الباب ولم يقل به أحد من أهل العلم بالحديث وإذا كان فتح الفال من التنزيل ممنوعا فكيف بغيره من كتب الأنبياء والأولياء والمشائخ؟
وقد تدرب بهذا نوع من الشرك في عقائد المسلمين أعاذنا الله منه نعم كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه الفال ولا يتطير.
ولما هاجر إلى المدينة وقاربها سمع مناديا ينادي: يا سالم فقال لأصحابه: سلمنا.
فلما دخل المدينة سمع قول الأخر يقول: يا غانم فقال: غنمنا.
فلما نزل أتي برطب فقال: حلانا البلد رواه أهل السير والله أعلم بسنده وأمثال ذلك كثيرة والاقتصار على ما وردت به السنة أسلم وأصون للدين وأما الطيرة والزجر فهو عكس الفال لأن المطلوب في الفال الإقدام وفي الطيرة والإحجام وأصل الزجر أن يتشاءم الإنسان من شيء تتأثر النفس من وروده على المسامع والمناظر تأثرا لا بالطبع فإن التنفر الطبيعي كالنفرة من صوت صرير الزجاج أو الحديد ليس من هذا القبيل.
واشتقاق التطير من الطير لأن أصل الزجر في العرب كان من الطير كصوت الغراب فألحق به غيره في التعبير وأمثاله من الطيرة في العرب كثيرة.
وقد تكون في غيرهم فيتكدر به عيشهم وينفتح عليهم أبواب الوسوسة من اعتبارهم إلى المناسبات البعيدة من حيث اللفظ والمعنى كالسفر والــجلاء من السفرجل واليأس والمين من الياسمين وسوء سنة من السؤسنة والمصادفة إلى معلول حين الخروج وأمثال ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح السعادة اعلم: أن مضرة التطير وتأثيره لمن يخاف به ويتغير منه وأما من لم يكن له مبالاة منه فلا تأثير له أصلا خصوصا إذا قال عند المشاهدة أو السماع: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك انتهى.
قلت: وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن التطير وقال: "لا طيرة ولا هامة ولا صفر" والمسئلة مصرحة في كتب الأحاديث لا سيما في فتح الباري شرح صحيح البخاري ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وغير ذلك.

الإشارات والتنبيهات، في المنطق والحكمة

الإشارات والتنبيهات، في المنطق والحكمة
للشيخ، الرئيس، أبي علي: الحسن بن عبد الله، الشهير: بابن سينا.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وهو: كتاب صغير الحجم، كثير العلم، مستصعب على الفهم، منطو على كلام أولي الألباب، مبين للنكت العجيبة، والفوائد الغريبة التي خلا عنها أكثر المبسوطات.
أورد: المنطق في عشرة مناهج، والحكمة: في عشرة أنماط:
الأول: في الأجسام.
والثاني: في الجهات.
والثالث: في النفوس.
والرابع: في الوجود.
والخامس: في الإبداع.
والسادس: في الغايات، والمبادي.
والسابع: في التجريد.
والثامن: في السعادة.
والتاسع: في مقامات العارفين.
والعاشر: في أسرار الآيات.
قال في أوله: (الحمد لله على حسن توفيقه... الخ، أيها الحريص على تحقيق الحق، إني مهدت إليك فيه أصولا من الحكمة، إن أخذت الفطانة بيدك، سهل عليك تفريعها وتفصيلها..). انتهى.
ولها شروح، منها:
شرح: الإمام، فخر الدين: محمد بن عمر الرازي.
المتوفى: سنة ست وستمائة.
أوله: (أما بعد الحمد لمن يستحق الحمد لذاته... الخ).
وهو شرح: بقال، أقول.
طعن فيه: بنقض، أو معارضة، وبالغ في الرد على صاحبه، ولذلك سمى بعض الظرفاء شرحه: جرحا.
وله: (لباب الإشارات).
لخصه منها، بالتماس بعض السادات، في جمادى الأولى، سنة: سبع وتسعين وخمسمائة.
ورتب على: ترتيبه في: المنطقيات، والطبيعيات، والإلهيات.
ومنها: شرح، العلامة، المحقق، نصير الدين: محمد بن الحسن الطوسي.
المتوفى: سنة تسع وسبعين وستمائة.
أوله: (الحمد لله الذي وفقنا لافتتاح المقال بتحميده... الخ).
ذكر فيه: أن الرئيس كان مؤيدا بالنظر الثاقب، وأن كتابه هذا من تصانيفه كاسمه، وقد سأله بعض الأجلاء: أن يقرر ما عنده من معانيه المستفادة من المعلمين، ومن شرح الإمام الرازي، وغيره؟ فأجاب، وأشار إلى أجوبة بعض ما اعترض به الفاضل المذكور.
وسماه: (بحل مشكلات الإشارات).
وفرغ من تأليفه: في صفر، سنة أربع وأربعين وستمائة.
و (المحاكمة بين الشارحين الفاضلين المذكورين).
للمحقق، قطب الدين: محمد بن محمد الرازي، المعروف: بالتحتاني.
المتوفى: سنة ست وستين وسبعمائة.
كتبها: بإشارة من: العلامة، قطب الدين الشيرازي، لما عرض عليه ماله من الأبحاث، والاعتراضات على كلام الإمام، فقال له العلامة، قطب الدين: التعقب على صاحب الكلام الكثير يسير، وإنما اللائق بك أن تكون حكما بينه وبين النصير.
فصنف الكتاب المشهور: (بالمحاكمات).
وفرغ في: أواخر جمادى الآخرة، سنة خمس وخمسين وسبعمائة.
وللشيخ، بدر الدين: محمد أسعد اليماني، ثم التستري.
كتاب أيضا في: المحاكمة بينهما.
وعلى أوائل شرح النصير: (حاشية).
للمولى، شمس الدين: أحمد بن سليمان، الشهير بابن كمال باشا.
المتوفى: سنة أربعين وتسعمائة.
وله: (حاشية)، على (محاكمات القطب) أيضا.
وللفاضل: حبيب الله، الشهير: بميرزاجان الشيرازي.
المتوفى: سنة أربع وتسعين وتسعمائة.
(حاشية على شرح النصير) أيضا.
ومن شروحها:
شرح: الفاضل، سراج الدين: محمود بن أبي بكر الأرموي.
المتوفى: سنة اثنتين وثمانين وستمائة.
وشرح: الإمام، برهان الدين: محمد بن محمد النسفي، الحنفي.
المتوفى: سنة ثمان وثمانين وستمائة.
وشرح: عز الدولة: سعد بن منصور، المعروف: بابن كمونة.
المتوفى: سنة (676).
أوله: (أحمد الله على حسن توفيقه... الخ).
ألفه: لولد: شمس الدين، صاحب ديوان الممالك.
ممزوجا.
أتى فيه: بجميع ألفاظ الرئيس، من غير إخلال، إلا بما هو لضرورة اندراج الكلام، ومزج ما التقطه من كتب الحكماء، ومن شرح: العلامة نصير الدين، وما استنبطه بفكره، مزجا غير مميز، فصار كتابا كالشرح للإشارات.
وسماه: (شرح الأصول والجمل، من مهمات العلم والعمل).
ومنها: شرح: رفيع الدين... الجيلي.
المتوفى: سنة (641).
ونظم: (الإشارات).
لأبي نصر: فتح بن موسى الخضراوي.
المتوفى: سنة ثلاث وستين وستمائة.
ومختصرها.
لنجم الدين... بن اللبودي، (محمد بن عبدان الدمشقي، الحكيم.
المتوفى: سنة 621).

تِنِّيسُ

تِنِّيسُ، كسِكِّينٍ: د بِجَزِيرَةٍ من جَزائِرِ بَحْرِ الرُّومِ قُرْبَ دِمْيَاطَ، تُنْسَبُ إليه الثِّيَابُ الفاخِرَةُ.
وتُونِسُ: قاعِدَةُ بلادِ إفْرِيقِيَّةَ، عُمِّرَتْ من أنْقَاضِ مدينةِ قَرْطاجَنَّةَ. ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ التَّنَسِيِّ، محركةً: إسْكَنْدَرِيٌّ لَهُ نَسْلٌ.
تِنِّيسُ:
بكسرتين وتشديد النون، وياء ساكنة، والسين مهملة: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط، والفرما في شرقيّها قال المنجمون: طولها أربع وخمسون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلث في الإقليم الثالث قال الحسين بن محمد المهلّبي: أما تنيس فالحال فيها كالحال في دمياط إلا أنها أجل وأوسط، وبها تعمل الثياب الملونة والفرش البوقلمون، وبحيرتها التي هي عليها مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم، ويكون ماؤها أكثر السنة ملحا لدخول ماء بحر الروم إليه عند هبوب ريح الشمال، فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء وكثر هبوب الريح الغربية حلت البحيرة وحلا سيف البحر الملح مقدار بريدين حتى يجاوز مدينه الفرما، فحينئذ يخزنون الماء في جباب لهم ويعدونه لسنتهم ومن حذق نواتيّ البحر في هذه البحيرة أنهم يقلعون بريح واحدة، يديرون القلوع بها حتى يذهبوا في جهتين مختلفتين فيلقى المركب المركب مختلف السير في مثل لحظ الطرف بريح واحدة قال:
وليس بتنيس هو امّ مؤذية لأن أرضها سبخة شديدة الملوحة. وقرأت في بعض التواريخ في أخبار تنّيس: قيل فيه إن سور تنيس ابتدئ ببنيانه في شهر ربيع الأول سنة 230، وكان والي مصر يومئذ عيسى بن منصور بن عيسى الخراساني المعروف بالرافعي من قبل ايتاخ التركي في أيام الواثق ابن المعتصم، وفرغ منه في سنة 239 في ولاية عنبسة ابن إسحاق بن شمر الضبي الهروي في أيام المتوكل، كان بينهما عدة من لولاة في هذه المدة، بطالع الحوت اثنتا عشرة درجة في أول جد الزهرة وشرفها وهو الحد الأصغر، وصاحب الطالع المشتري وهو في بيته وطبيعته، وهو السعد الأعظم في أول الإقليم الرابع الأوسط الشريف، وإنه لم يملكها من لسانه أعجمي لأن الزهرة دليلة العرب، وبها مع المشتري قامت شريعة الإسلام، فاقتضى حكم طالعها أن لا تخرج من حكم اللسان العربي. وحكي عن يوسف بن صبيح أنه رأى بها خمسمائة صاحب محبرة يكتبون الحديث، وأنه دعاهم سرّا إلى بعض جزائرها وعمل لهم طعاما يكفيهم، فتسامع به الناس فجاءه من العالم ما لا يحصى كثرة، وإن ذلك الطعام كفى الجماعة كلهم وفضل منه حتى فرّقه بركة من الله الكريم حلت فيه بفضائل الحديث الشريف.
وقيل إن الأوزاعي رأى بشر بن مالك يلتبط في المعيشة فقال: أراك تطلب الرزق، الا أدلك على أمّ متعيّش قال: وما أمّ متعيّش؟ قال: تنيس ما لزمها أقطع اليدين إلا ربّته، قال بشر: فلزمتها فكسبت فيها أربعة آلاف، وقيل: إن المسيح، عليه السلام، عبر بها في سياحته فرأى أرضا سبخة مالحة قفرة والماء الملح محيط بها، فدعا لأهلها بإدرار الرزق عليهم.
قال: وسمّيت تنّيس باسم تنيس بنت دلوكة الملكة، وهي العجوز صاحبة حائط العجوز بمصر، فإنها أول من بنى بتنيس وسمتها باسمها، وكانت ذات حدائق وبساتين، وأجرت النيل إليها، ولم يكن هناك بحر، فلما ملك دركون بن ملوطس وزمطرة من أولاد العجوز دلوكة فخافا من الروم، فشقّا من بحر الظلمات خليجا يكون حاجزا بين مصر والروم فامتدّ وطغى وأخرب كثيرا من البلاد العامرة والأقاليم المشهورة، فكان فيما أتى عليها أحنّة تنّيس وبساتينها وقراها ومزارعها ولما فتحت مصر في سنة عشرين من الهجرة كانت تنيس حينئذ خصاصا من قصب، وكان بها الروم، وقاتلوا أصحاب عمرو، وقتل بها جماعة من المسلمين، وقبورهم معروفة بقبور الشهداء عند الرمل فوق مسجد غازي وجانب الأكوام، وكانت الوقعة عند قبّة أبي جعفر بن زيد، وهي الآن تعرف بقبّة الفتح، وكانت تنيس تعرف بذات الأخصاص إلى صدر من أيام بني أميّة، ثم إن أهلها بنوا قصورا ولم تزل كذلك إلى صدر من أيام بني العباس، فبني سورها كما ذكرنا، ودخلها أحمد ابن طولون في سنة 269، فبنى بها عدّة صهاريج وحوانيت في السوق كثيرة، وتعرف بصهاريج الأمير.
وأما صفتها فهي جزيرة في وسط بحيرة مفردة عن البحر الأعظم يحيط بهذه البحيرة البحر من كل جهة، وبينها وبين البحر الأعظم برّ آخر مستطيل، وهي جزيرة بين البحرين، وأول هذا البر قرب الفرما والطينة، وهناك فوهة يدخل منها ماء البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس في موضع يقال له القرباج، فيه مراكب تعبر من برّ الفرما إلى البر المستطيل الذي ذكرنا أنه يحول بين البحر الأعظم وبحيرة تنيس، يسار في ذلك البر نحو ثلاثة أيام إلى قرب دمياط، وهناك أيضا فوهة أخرى تأخذ من البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس، وبالقرب من ذلك فوهة النيل الذي يلقي إلى بحيرة تنيس، فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة، فحينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم، وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماء إذا حلت البحيرة، وهي ظاهرة الى الأرض، وصورتها في الصفحة المقابلة.
قال صاحب تاريخ تنيس: ولتنيس موسم يكون فيه من أنواع الطيور ما لا يكون في موضع آخر، وهي مائة ونيف وثلاثون صنفا، وهي: السلوى، القبج المملوح، النصطفير، الزرزور، الباز الرومي، الصفري، الدبسي، البلبل، السقاء، القمري، الفاختة، النواح، الزّريق، النوبي، الزاغ، الهدهد، الحسيني، الجرادي، الأبلق، الراهب، الخشّاف، البزين، السلسلة، درداري، الشماص، البصبص، الأخضر، الأبهق، الأزرق، الخضير، أبو الحناء، أبو كلب، أبو دينار، وارية الليل، وارية النهار، برقع أم علي، برقع أم حبيب، الدوري، الزنجي،
الشامي، شقراق، صدر النحاس، البلسطين، الستة الخضراء، الستة السوداء، الأطروش، الخرطوم، ديك الكرم، الضريس، الرقشة الحمراء، الرقشة الزرقاء، الكسر جوز، الكسر لوز، السمانى، ابن المرعة، اليونسة، الوروار، الصردة، الحصية الحمراء، القبرة، المطوق، السقسق، السلار، المرع، السكسكة، الارجوجة، الخوخة، فردقفص، الاورث، السلونية، السهكة، البيضاء، اللبس، العروس، الوطواط، العصفور، الروب، اللفات، الجرين، القليلة، العسر، الأحمر، الأزرق، البشرير، البون، البرك، البرمسي، الحصاري، الزجاجي، البج، الحمر، الرومي، الملاعقي، البط الصيني، الغرناق، الأقرح، البلوى، السطرف، البشروش، وز الفرط، أبو قلمون، أبو قير، أبو منجل، البجع، الكركي، الغطاس، البلجوب، البطميس، البجوبة، الرقادة، الكروان البحري، الكروان الحرحي، القرلّى، الخروطة، الحلف، الارميل، القلقوس، اللدد، العقعق، البوم، الورشان، القطا، الدّرّاج، الحجل، البازي، الصردي، الصقر، الهام، الغراب، الأبهق، الباشق، الشاهين، العقاب، الحداء، الرخمة، وقيل: إن البجع من طيور جيحون وما سوى هذا الجنس من طيور نهر جيحون وما سوى ذلك من طيور نهري العراق: دجلة والفرات، وإن البصبص يركب ظهر ما اتفق له من هذه الطيور، ويصل إلى تنيس طير كثير لا يعرف اسمه صغار وكبار، ويعرف بها من السمك تسعة وسبعون صنفا، وهي: البوري، البلمو، البرو، اللبب، البلس، السكس، الاران، الشموس، النسا، الطوبان، البقسمار، الأحناس، الأنكليس، المعينة، البنّي، الإبليل، الفريص، الدونيس، المرتنوس، الاسقملوس، النفط، الخبار، البلطي، الحجف، القلارية، الرخف، العير، التون، اللت، القجاج، القروص، الكليس، الأكلس، الفراخ، القرقاج، الزلنج، اللاج، الأكلت، الماضي، الــجلاء، السلاء، البرقش، البلك، المسط، القفا، السور، حوت الحجر، البشين، الشربوت، البساس، الرعاد، المخيرة،
اللبس، السطور، الراي، الليف، اللبيس، الابرميس، الاتونس، اللباء، العميان، المناقير، القلميدس، الحلبوة، الرقاص، القريدس، الجبر، هو كباره، الصيح، المجزّع، الدّلّينس، الأشبال، المساك الأبيض، الزقزوق، أم عبيد، السلور، أم الأسنان، الأبسارية، اللجاة.
وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم، منهم:
محمد بن علي بن الحسين بن أحمد أبو بكر التنيسي المعروف بالنقّاش، قال أبو القاسم الدمشقي: سمع بدمشق محمد بن حريم ومحمد بن عتاب الزّفتي وأحمد بن عمير بن جوصا وحمامة بن محمد وسعيد ابن عبد العزيز والسلّام بن معاذ التميمي ومحمد بن عبد الله مكحولا البيروتي وأبا عبد الرحمن السناني وأبا القاسم البغوي وزكرياء بن يحيى الساجي وأبا بكر الباغندي وأبا يعلى الموصلي وغيرهم، روى عنه الدارقطني وغيره، ومات سنة 369 في شعبان، ومولده في رمضان سنة 282 وأبو زكرياء يحيى بن أبي حسان التنيسي الشامي، أصله من دمشق سكن تنيس، يروي عن الليث بن سعد وعبد الله بن الحسن بن طلحة ابن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن كامل أبو محمد البصري المعروف بابن النحاس من أهل تنيس قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة، وسمع الكثير من أبي بكر الخطيب، وكتب تصانيفه، وعبد العزيز الكناني وأبي الحسن بن أبي الحديد وغيرهم، ثم حدث بها وببيت المقدس عن جماعة كثيرة، فروى عنه الفقيه المقدسي وأبو محمد بن الأكفاني ووثّقه وغيرهما، وكان مولده في سادس ذي القعدة سنة 404، ومات بتنيس سنة 461 وقيل 462.

الجَرَدُ

الجَرَدُ:
بالتحريك: جبل في ديار بني سليم. وجرد القصيم: في طريق مكة من البصرة على مرحلة من القريتين، والقريتان دون رامة بمرحلة ثم إمّرة الحمى ثم طخفة ثم ضريّة قال النعمان بن بشير الأنصاري في جرد:
يا عمرو لو كنت أرقى الهضب من بردى، ... أو العلى من ذرى نعمان أو جردا
وأنشد ابن السكيت في جرد القصيم:
يا زيّها اليوم على مبين، ... على مبين جرد القصيم
الجَرَدُ، محركةً: فَضَاءٌ لا نباتَ فيه.
مكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ، كفَرِحٍ،
وأرضٌ جَرْدَاءُ وجَرِدَةٌ، كفَرِحَةٍ،
وجَرَدَها القَحْطُ،
وسَنَةٌ جَارُودٌ.
وجَرَدَهُ وجَرَّدَهُ: قَشَرَهُ،
وـ الجِلْدَ: نَزَعَ شَعْرَهُ،
وـ القَوْمَ: سَأَلَهُمْ فَمَنَعُوهُ، أو أعْطَوهُ كارِهِينَ،
وـ زَيْداً من ثَوْبِهِ: عَرَّاهُ فَتَجَرَّدَ،
وانْجَرَدَ،
وـ القُطْنَ: حَلَجَهُ.
وثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ.
ورجلٌ أَجْرَدُ: لا شَعْرَ عليه.
وفرسٌ أجْرَدُ: قصيرُ الشَّعَر رقيقُه،
جَرِدَ كفَرِحَ،
وانجرد.
والأجْرَدُ: السَّبَّاقُ.
وجَرَدَ السَّيْفَ: سَلَّهُ،
وـ الكِتَابَ: لم يَضْبِطْهُ،
وـ الحَجَّ: أفْرَدَهُ ولم يَقْرِنْ،
ولَبِسَ الجُرُودَ: لِلْخُلْقَانِ.
وامرأةٌ بَضَّةُ الجُرْدَةِ والمُجَرَّدِ والمُتَجَرَّدِ، أي: بَضَّةٌ عِنْدَ التَّجَرُّدِ.
المُتَجَرَّدُ: مَصْدَرُ، فإنْ كَسَرْتَ الراء: أَرَدْتَ الجِسْمَ.
وتَجَرَّدَ العَصِيرُ: سَكَنَ غَلَيَانُهُ،
وـ السُّنْبُلَةُ: خَرَجَتْ من لَفَائِفِهَا،
وـ زَيْدٌ لأمْرِهِ: جَدَّ فيه،
وـ بالحَجِّ: تَشَبَّهَ بالحاجِّ.
وخَمْرٌ جَرْداءُ: صافِيَةٌ.
وانْجَرَدَ به السَّيْلُ: امْتَدَّ، وطالَ،
وـ الثَّوْبُ: انْسَحَقَ.
والجَرْدُ: الفَرْجُ، والذَّكَرُ، والتُّرْسُ، والبَقِيَّةُ من المالِ،
وبالتحريكِ: د بِبِلاَدِ تميمٍ،
وعَيْبٌ م في الدَّوابِّ، أو هو بالذالِ.
والجارُودُ: المَشْؤُومُ، ولَقَبُ بِشرِ بنِ عَمْرٍو العَبْدِيِّ الصحابيِّ، لأنه فَرَّ بإبِلِهِ الجُرْدِ إلى أخْوَالِهِ، فَفَشَا الداءُ في إبِلِهِمْ، فَأَهْلَكَها.
والجَارُودِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الزَّيْدِيَّةِ نُسِبَتْ إلى أبي الجارُودِ زِيادِ بنِ أبي زياد.
والجَرِيدَةُ: سَعَفَةٌ طويلَةٌ رَطْبَةٌ أو يابِسَةٌ، أو التي تُقَشَّرُ من خُوصِهَا، وخَيْلٌ لا رَجَّالَةَ فيها،
كالجُرْدِ، والبَقِيَّةُ من المالِ.
والجَرَادَةُ: امرأةٌ، وفرسُ عبدِ اللهِ بنِ شُرَحْبِيل، ولأبي قَتَادَةَ الحارِثِ بنِ رِبْعِيٍّ، ولِسَلاَمَةَ بنِ نَهارِ بنِ أبي الأَسْوَدِ، ولعامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ، وأخَذَهَا سَرْحُ بنُ مالِكٍ.
وجَرادةُ العَيَّارِ: فرسٌ أو العَيَّارُ أثْرَمُ أَخَذَ جرادَةً لِيَأْكُلَها، فَخَرَجَتْ من مَوْضِعِ الثَّرَمِ بعد مُكابَدَةِ العَناءِ.
والجَرادتَانِ: مُغَنِّيَتَانِ كانَتَا بمَكَّةَ، أو للنُّعْمَانِ.
ويومٌ جَرِيدٌ وأَجْرَدُ: تامٌّ.
والمُجَرَّدُ والجُرْدَانُ، بالضم،
والأَجْرَدُ: قَضِيبُ ذواتِ الحافِرِ، أو عامٌّ، ج: جَرادينُ.
وما رأيتُهُ مُذْ أَجْردانِ وجَريدانِ: مُذْ يَوْمَيْنِ، أو شهرين.
والجَرَّادُ: جلاَّءُ آنِيَةِ الصُّفْرِ،
والإِجْرِدُّ، بالكسرِ، كإكْبِرٍّ، وقد يُخَفَّفُ، كإثْمِد: نَبْتٌ يَدُلُّ على الكَمْأَةِ.
والجَرادُ: م لِلذَّكَرِ والأُنْثَى،
وع، وجَبَل.
وأرضٌ مَجْرُودَةٌ: كَثيرتُهُ. وكفَرِحَ: شَرِيَ جِلْدُهُ عن أكْلِهِ. وكعُنِيَ: شَكَا بَطْنَهُ عن أكْلِهِ،
وـ الزَّرْعُ: أصابَهُ. وما أدْرِي أيُّ جَرادٍ عارَهُ، أي: أيُّ النَّاسِ ذَهَبَ به.
والجُرَادِيُّ، كغُرَابِيٍّ: ة بِصَنْعَاءَ.
والجُرَادَةُ، بالضم: رَمْلَةٌ.
وجُرادٌ: ماءٌ بِدِيارِ بني تَمِيمٍ.
ورُمِيَ على جَرَدِهِ، محركةً،
وأجْرَدِه، أي: ظَهْرِهِ.
ودَرابُ جِرْدَ: مَوْضِعَانِ. وابنُ جَرْدَةَ: كانَ من مَتَمَوِّلِي بَغْدَادَ.
وجُرَادَى، كفُعَالَى: ع.
وجُرْدَانُ: واد بينَ عَمْقَيْنِ.
والمُتَجَرِّدَةُ: اسم امرأةِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ.
وجَرُودٌ: ع بِدِمَشْقَ.
وأُجارِدُ، بالضم،
وجارِدٌ: مَوْضِعَانِ.

البَخْرُ

البَخْرُ: فِعْلُ البُخارِ، بَخَرَتِ القِدْرُ، كمَنَعَ، وبالتحريكِ: النَّتْنُ في الفَمِ وغيرِهِ،
بَخِرَ، كفَرِحَ،
فهو أبْخَرُ، وأبْخَرَهُ الشيءُ،
وكُلُّ رائِحَةٍ ساطِعَةٍ: بَخَرٌ.
وكُلُّ دُخانٍ من حارٍّ: بُخارٌ.
والمَبْخورُ: المَخْمورُ.
والباخِرُ: ساقِي الزَّرْعِ.
وبَناتُ بَخْر: كبَحْرٍ.
والبَخُورُ، كصَبورٍ: ما يُتَبَخَّرُ به.
وبَخُورُ مَرْيَمَ: نَباتٌ جَلاَّءٌ، مُفَتِّحٌ، مُدِرٌّ نَفَّاعٌ.
والبَخْراءُ: أرضٌ، وماءَةٌ مُنْتِنَةٌ قُرْبَ القُلَيْعَةِ بالحِجازِ، ونَباتٌ،
كالبَخْرَةِ.
وبُخاراءُ: د، ويُقْصَرُ.
والبُخارِيَّةُ: سِكَّةٌ بالبَصْرَةِ،
أسْكَنَها زِيادٌ ألْفَ عبدٍ من بُخاراءَ، وعليُّ بنُ بُخارٍ، كغُرابٍ، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ البخارِيُّ، المَنْسوبُ إلى بُخارِ العُودِ، لأِنَّه كان يُبَخِّرُ به في الخاناتِ. محدِّثانَ. (وأحمدُ بنُ بُخارٍ، وعليٌّ البُخارِيُّ) : محدِّثانِ.

رعي

رعي
رعَى1 يَرعَى، ارْعَ، رَعْيًا، فهو راعٍ، والمفعول مَرعِيّ (للمتعدِّي)
• رَعَتِ الماشيةُ/ رعَت الماشيةُ الكلأَ: سرَحت فيه وأكلت منه.
• رعَى الشَّخصُ الماشيةَ: جعلها تسرح وتأكل في الكلأ " {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ} ". 

رعَى2 يَرعَى، ارْعَ، رِعايةً، فهو راعٍ، والمفعول مَرعِيّ
• رعَى الشَّخصُ عَهْدَه: حفِظَه، حافظ عليه وقام به حقَّ القيام "رعى ولدَه- في رعاية الله- {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} ".
• رعَى الحفلَ: راقبه وأشرف عليه "أقام حفلة برعاية فلان: بتمويله وإشرافه" ° رعى النُّجومَ السَّاهرة: أرِق ولم يستطع النَّوم لشيءٍ في نفسه.
• رعَى الحاكمُ الرعيَّةَ: تولَّى أمرَهم ودبَّر شئونهم "رعى اليتيم: كفَلَه". 

أرعى يُرعي، أرْعِ، إرعاءً، فهو مُرْعٍ، والمفعول مُرعًى (للمتعدِّي)
• أرعت الأرضُ: كثر كلؤها.
• أرعى فلانٌ الماشيةَ: رعاها؛ جعلها تسرح في الكلأ وتأكل من العُشب.
• أرعى اللهُ البهائمَ: أنبت لها المراعي.
• أرعى فلانٌ فلانًا: رَحِمَهُ.
• أرعى فلانًا سمعَه: اهتمّ به فأصغى إليه واستمع لكلامه "أرعاه نظرَه/ قلبَه". 

ارتعى يرتعي، ارتعِ، ارتعاءً، فهو مُرتعٍ
• ارتعى فلانٌ: رعَى الماشيةَ، أي جعلها تسرح وتأكل في الكلأ " {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ} [ق] ". 

استرعى يسترعي، اسْتَرْعِ، استرعاءً، فهو مسترعٍ، والمفعول مسترعًى
• استرعاه الشَّيءَ: طلَب منه أن يحفظه ويتعهده "استرعاه الأموالَ/ الحُرُمات- استرعاه ماشيته- مَن استرعَى الذِّئْبَ فقد ظَلَم [مثل]: يُضرب لمن يأتمن الخائن أو يولِّي غيرَ الأمين" ° استرعاه سرَّه: استودعه- استرعى الانتباه/ استرعى النَّظرَ: استدعى الالتفاتَ والإصغاءَ.
• استرعاه سمعَه: طلب منه أن يُصغي إليه. 

راعى يُراعي، رَاعِ، مُراعاةً، فهو مُراعٍ، والمفعول مُراعًى
• راعى الدِّقّةَ وآدابَ السُّلوك: لزِمها وعمِل بمقتضاها ووضعها في اعتباره وحُسبانه "راعَى التقاليدَ والأعراف المتبعة- راعى الجميل: رعاه؛ حفظه- راعَى صداقته لفلان- راعى خاطره: سايره، وسامحه".
• راعى الأمرَ: راقب مصيرَه، ونظر في عواقبه "راعى ما يفعل صديقَه- راعَى النجومَ".
• راعى الشَّيءَ: حفِظه "راعَى الأمانةَ/ عِرضَه- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}: راقبنا وحافظ علينا، وكان اليهود يقولونها سبًّا وتنقيصًا على أنَّها من الرُّعونة" ° راعِي الفنون: نصيرها ومشجِّعها.
• راعى الشَّخصَ:
1 - اعتنى معه بالماشية (رعى معه).
2 - قدَّر مشاعره ° راعى فلانًا سمعَه: أصغى إليه. 

رعَّى يُرعِّي، رَعِّ، تَرْعِيَةً، فهو مُرَعٍّ، والمفعول مُرَعًّى
 • رَعَّى ولدَه: قال له: (رعاك الله)، وهو دعاء له بالحِفْظ والرعاية. 

إرعاء [مفرد]: مصدر أرعى. 

ارتعاء [مفرد]: مصدر ارتعى. 

استِرعاء [مفرد]: مصدر استرعى. 

ترعية [مفرد]: مصدر رعَّى. 

راعٍ [مفرد]: ج راعون ورِعاء ورُعاة ورُعْيان، مؤ راعية، ج مؤ راعيات ورَوَاعٍ:
1 - اسم فاعل من رعَى1 ورعَى2: " {قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} - {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} " ° رعاة البقر: قُطَّاع طرق أمريكيون، اتخذوا موقف الولاء للتَّاج البريطاني إبَّان الثَّورة الأمريكية، وكانوا يُغيرون على أراضي وممتلكات الثُّوار.
2 - كُلُّ من وُلِّي أمرًا بالحفظ والسِّياسة، كالمَلِك والأمير والحاكِم "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ [حديث] " ° راعية البيت: المرأة.
3 - مموِّل لمشروع أو حدث يقوم به آخر خاصَّة مؤسسة تجاريَّة تدفع للبثِّ الإذاعيّ أو التليفزيونيّ في مقابل وقت الإعلان ° الرَّاعي الرَّسميّ.
4 - من يتكفل بمسئولية شخص أو جماعة أخرى خلال فترة تدريب أو تمهُّن أو مراقبة. 

رِعاية [مفرد]: مصدر رعَى2 ° الدَّولة الأكثر رعاية: ذات الأفضليَّة في المعاملة- تحت رعاية: بمباركة وموافقة- دار الرِّعاية: مؤسَّسة خاصَّة توفِّر مكانًا للسَّكن والرِّعاية للمسنِّين وذوي الأمراض المزمنة أو للأيتام- رعاية الأمومة: العناية بالحوامل وحديثات الولادة- مَرْكَز رعاية الطِّفل: مصحَّة للاهتمام بالأطفال حديثي الولادة. 

رَعَوِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رَعْي: مَنْ يقوم على تربية الإبل والغنم "مُجتمَعٌ رَعَوِيٌّ: مجتمع يقوم على تربية الإبل والغنم".
• اللَّحن الرَّعَوِيُّ: (سق) لحن موسيقيّ يمتاز بالحنان والرِّقَّة والنَّغمات البطيئة المبيّنة للحياة الرِّيفيَّة التَّقليديَّة ° الأوبرا الرَّعويّة: نوع من أنواع الأوبرا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، مبنيَّة على مغزًى أو موضوع متعلق بالحياة الرعوية. 

رَعْي [مفرد]:
1 - مصدر رعَى1 ° رَعْيًا لك: دعاء بأن يحفظك الله ويرعاك، وهو مفعول مطلق- سَقْيًا لك ورَعْيًا: دعاء له بالسقيا والمرعى الخصيب.
2 - تربية أنواع خاصَّة من الماشية يعتمد عليها الإنسان في الحصول على ضروريات حياته "مجتمَعٌ يعتمد على الرَّعْي". 

رِعْي [مفرد]: ج أَرعاء: ما تأكله الماشية من العُشْب والكلأ. 

رَعِيَّة [جمع]: جج رَعِيَّات ورَعايا: عامَّة النَّاس الذين عليهم والٍ يرعى مصالحهم وأمورهم "تم إجلاء الرعايا الأجانب- إصلاح الرَّعيَّة بإصلاح الرَّاعي- كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ [حديث] " ° رعيَّة معطَّلة: ليس لها والٍ يسوسها بالعدل والحكمة فهي أشقى الرَّعايا. 

مُراعاة [مفرد]: مصدر راعى ° مراعاةً لخاطره: اعتبارًا لرضاه- مع مراعاة كذا: مع العمل بمقتضاه.
• مُراعاة النَّظير: (بغ) جمع كلمات أو عبارات متناسبة، بحيث يُقوَّى المعنى لكلٍّ منها بمعاني الكلمات أو العبارات الأخرى، أو الجمع بين الشَّيء وما يناسبه بغير تضاد، كالسوق والبيع والدَّلاَّل. 

مَرعًى [مفرد]: ج مَراعٍ:
1 - موضع الماشية من العُشب والكلأ، ما يقتات به النّاسُ والدَّوابُّ من النَّبات " {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} ".
2 - اسم مكان من رعَى1: مكان العُشب والكلأ يُباح لكل أحد "خُذ ماشيتَك إلى المَرعَى الخَصب- منطقة لا مراعي فيها". 
ر ع ي : رَعَتْ الْمَاشِيَةُ تَرْعَى رَعْيًا فَهِيَ رَاعِيَةٌ إذَا سَرَحَتْ بِنَفْسِهَا وَرَعَيْتُهَا أَرْعَاهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَالْفَاعِلُ رَاعٍ وَالْجَمْعُ رُعَاةٌ بِالضَّمِّ مِثْلُ: قَاضٍ وَقُضَاةٍ وَقِيلَ أَيْضًا رِعَاءٌ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَرُعْيَانٌ مِثْلُ: رُغْفَانٍ وَقِيلَ لِلْحَاكِمِ وَالْأَمِيرِ رَاعٍ لِقِيَامِهِ بِتَدْبِيرِ النَّاسِ وَسِيَاسَتِهِمْ وَالنَّاسُ رَعِيَّةٌ وَالرَّعْيُ وِزَانُ حَمْلٍ وَالْمَرْعَى بِمَعْنًى وَهُوَ مَا تَرْعَاهُ الدَّوَابُّ وَالْجَمْعُ الْمَرَاعِي وَارْعَوَى عَنْ الْقَبِيحِ مِثْلُ: ارْتَدَعَ وَرَاعَيْتُ الْأَمْرَ نَظَرْتُ فِي عَاقِبَتِهِ وَرَاعَيْتُهُ لَاحَظْتُهُ وَأَرْعَيْتُهُ سَمْعِي مِثْلُ: أَصْغَيْتُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَرْعِنِي سَمْعَكَ. 

رعي


رَعَى(n. ac. رَعْي)
a. Browsed, grazed; cropped, pastured upon.
b. Pastured, tended, kept, guarded, watched.
c. Ruled, governed.
d. ['Ala], Kept the flocks of.
e.(n. ac. رُعْيًا
رُعْوَى )
a. Kept, guarded, took care of.
f. Watched, observed (stars).
g. Itched.

رَاْعَيَa. Grazed together.
b. Abounded in pasture.
c. Shewed regard, consideration for.
d. see I (e) (f).
أَرْعَيَa. Pastured, led to the pasture; gave to ( pasture
field ).
b. Abounded in pasture.
c. [Ila], Gave heed, listened to.
d. ['Ala], Shewed kindness to; spared.
تَرَعَّيَإِرْتَعَيَa. see I (a)
إِسْتَرْعَيَa. Took as shepherd, as herdsman.
b. Asked for attention, for a hearing.

رِعْي (pl.
أَرْعَآء [] )
a. Pasture, herbage.

رِعْيَة []
a. Pasturing.

مَرْعًى []
مَرْعَاة [] ( pl.

مَرَاعٍ [] )
a. Pasture, pastureland; field, meadow.

رَاعٍ (pl.
رُعَاة
[رُعَيَة
9t
a. A ], رُِعَآء [رِعَاْي], رُعْيَان [رُعْيَاْن]), Herdsman, shepherd; pastor; ruler, governor.

رِعَايَة []
a. Cattle-keeping; watching, tending of cattle
&c.
b. Itching.

رَعِيّa. Pastured, tended, guarded; ruled, governed.

رَِعَِيَّة [] (pl.
رَعَايَا)
a. Cattle; flocks, herds.
b. Community; subjects; parishioners.

مُرَاعَاة ل
a. In consideration of; out of regard for; for the sake
of.
(ر ع ي) : (الرَّعْيُ) مَصْدَرُ رَعَتْ الْمَاشِيَةُ الْكَلَأَ (وَالرِّعْيُ) بِالْكَسْرِ الْكَلَأُ نَفْسُهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْتَمِسُوا فِيهِ الرِّعْيَ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) نَوَوْا أَنْ يُقِيمُوا فِيهِ لِلرَّعْيِ فَالْفَتْحُ أَظْهَرُ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَإِنْ كَانَتْ الْيَدُ تَرْعَى مَا هُنَالِكَ كِنَايَةٌ عَنْ مَسِّ الْفَرْجِ نَفْسِهِ (وَقَوْلُ) الْكَرْخِيِّ فِي جَامِعِهِ الصَّغِيرِ بَاعَ طَيْرًا عَلَى أَنَّهُ رَاعٍ مِنْ الرِّعَايَةِ بِمَعْنَى الْوَفَاءِ وَذَلِكَ فِي الْحَمَامِ مَعْرُوفٌ حَتَّى قَالَ أَحْمَدُ
يَا لَائِمِي فِي اصْطِنَاعِي لِلْحَمَامِ لَقَدْ ... خَابَتْ ظُنُونُكَ فِي هَذَا وَلَمْ أَخِبْ
رِعَايَةٌ لَوْ غَدَا فِي النَّاسِ أَيْسَرُهَا ... لَمْ يُعْرَفْ الْغَدْرُ فِي عُجْمٍ وَلَا عَرَبٍ
وَفِي أَمْثَالِ الْعَرَبِ أَهْدَى مِنْ حَمَامَةٍ وَالْهِدَايَةُ بِالرِّعَايَةِ وَالْحَمَامُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ تُشْتَرَى بِالْأَثْمَانِ الْغَالِيَةِ وَتُرْسَلُ مِنْ الْغَايَاتِ الْبَعِيدَةِ بِكُتُبِ الْأَخْبَارِ فَتُؤَدِّيهَا ثُمَّ تَعُودُ بِالْأَجْوِبَةِ عَنْهَا قَالَ الْجَاحِظُ لَوْلَا الْحَمَامُ الْهُدَى لَمَا عُرِفَ بِالْبَصْرَةِ مَا حَدَثَ بِالْكُوفَةِ فِي بَيَاضِ يَوْمٍ وَاحِدٍ (وَفِي بَعْضِ) نُسَخِ الْمُنْتَقَى عَلَى أَنَّهُ رَاعِبِيٌّ مَكَانُ رَاعٍ وَكَأَنَّهُ هُوَ الصَّوَابُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ هُوَ مِنْ جِنْسِ الْحَمَامِ وَالْأُنْثَى رَاعِيَةٌ وَقَالَ اللَّيْثُ الْحَمَامُ الرَّاعِبِيُّ يُرَعِّبُ فِي صَوْتِهِ تَرْعِيبًا وَهُوَ شِدَّةُ الصَّوْتِ وَكَذَا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ.
ر ع ي: (الرِّعْيُ) بِالْكَسْرِ الْكَلَأُ وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ. وَ (الْمَرْعَى) الرِّعْيُ وَالْمَوْضِعُ وَالْمَصْدَرُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَرْعًى وَلَا كَالسَّعْدَانِ. وَجَمْعُ (الرَّاعِي) رُعَاةٌ كَقَاضٍ وَقُضَاةٍ وَ (رُعْيَانٌ) كَشَابٍّ وَشُبَّانٍ وَ (رِعَاءٌ) كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ. وَ (رَاعَى) الْأَمْرَ نَظَرَ الْأَمْرَ إِلَى أَيْنَ يَصِيرُ. وَ (رَاعَاهُ) لَاحَظَهُ. وَرَاعَاهُ مِنْ (مُرَاعَاةِ) الْحُقُوقِ. وَ (اسْتَرْعَاهُ) الشَّيْءَ (فَرَعَاهُ) . وَفِي الْمَثَلِ: مَنِ (اسْتَرْعَى) الذِّئْبَ فَقَدْ ظَلَمَ. وَ (الرَّاعِي) الْوَالِي وَ (الرَّعِيَّةُ) الْعَامَّةُ يُقَالُ: لَيْسَ الْمَرْعِيُّ كَالرَّاعِي. وَقَدِ (ارْعَوَى) عَنِ الْقَبِيحِ أَيْ كَفَّ. وَ (أَرْعَاهُ) سَمْعَهُ أَصْغَى إِلَيْهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رَاعِنَا} [البقرة: 104] قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ فَاعِلْنَا مِنَ الْمُرَاعَاةِ عَلَى مَعْنَى أَرْعِنَا سَمْعَكَ وَلَكِنَّ الْيَاءَ ذَهَبَتْ لِلْأَمْرِ. قَالَ: وَيُقَالُ: رَاعِنًا بِالتَّنْوِينِ عَلَى إِعْمَالِ الْقَوْلِ فِيهِ كَأَنَّهُ قَالَ: لَا تَقُولُوا حُمْقًا وَلَا تَقُولُوا هَجْرًا وَهُوَ مِنَ الرُّعُونَةِ. وَ (رَعَى) الْأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ (رِعَايَةً) وَكَذَا (رَعَى) عَلَيْهِ حُرْمَتَهُ (رِعَايَةً) . وَ (رَعَيْتُ) الْإِبِلَ وَ (رَعَتِ) الْإِبِلُ (رَعْيًا) فِيهِمَا وَ (مَرْعًى) أَيْضًا وَ (ارْتَعَتِ) الْإِبِلُ مِثْلُ رَعَتْ. وَ (رَعَى) النُّجُومَ رَقَبَهَا (رِعْيَةً) بِالْكَسْرِ. قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

أَرْعَى النُّجُومَ وَمَا كُلِّفْتُ رِعْيَتَهَا
وَ (أَرْعَى) اللَّهُ الْمَاشِيَةَ أَنْبَتَ لَهَا مَا تَرْعَاهُ. 
(ر ع ي)

رَعاهُ يَرْعاهُ رَعْيا ورِعايَةً: حفظه.

وكل من ولى أَمر قوم فَهُوَ رَاعيهم وهم رَعِيَّتُه: فَعِليَةٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ.

وَقد استرعاه اياهم: استحفظه، وَفِي الْمثل " من استَرْعَى الذِّئْب فقد ظلم " أَي من ائْتمن خائنا فقد وضع الْأَمَانَة غير موضعهَا.

ورَعَى النُّجُوم رَعْيا ورَعاها: راقبها وانتظر مغيبها.

وراعَى أمره: حفظه وترقبه. وَقَوله عز وَجل (يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنا) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال، قَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ أرعِنا سَمعك. وَقيل: كَانَ الْمُسلمُونَ يَقُولُونَ للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَاعِنا، وَكَانَت الْيَهُود تساب بِهَذِهِ الْكَلِمَة بَينهَا وَكَانُوا يسبون النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نُفُوسهم فَلَمَّا سمعُوا هَذِه الْكَلِمَة اغتنموا أَن يظهروا سبه بِلَفْظ يسمع وَلَا يلحقهم فِي ظَاهره شَيْء، فأظهر الله النَّبِي وَالْمُسْلِمين على ذَلِك وَنهى عَن الْكَلِمَة. وَقَالَ قوم قَوْله: راعِنا، من المراعاة والمكافأة فأُمروا أَن يخاطبوا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتعزيز والتوقير أَي لَا تَقولُوا رَاعنا أَي كافئنا فِي الْمقَال كَمَا يَقُول بَعْضكُم لبَعض.

ورَعا عَهده وَحقه: حفظه وَالِاسْم من كل ذَلِك الرَّعْيا والرَّعْوَى وَأرى ثعلبا حكى الرُّعْوَى بِضَم الرَّاء وبالواو وَهُوَ مِمَّا قلبت ياؤه واوا للتصريف وتعويض الْوَاو من كَثْرَة دُخُول الْيَاء عَلَيْهَا، وللفرق أَيْضا بَين الِاسْم وَالصّفة، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مثله كالبقوي وَالْفَتْوَى وَالتَّقوى والشروى والثنوى.

ورَاعي الْمَاشِيَة: حافظها، صفة غالبة غَلَبَة الِاسْم، وَالْجمع رُعاةٌ ورِعاءٌ ورُعْيانٌ كسروه تكسير الْأَسْمَاء كحاجر وحجران لِأَنَّهَا صفة غالبة وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم على فَاعل يعتور عَلَيْهِ فُعَلَةٌ وفِعالٌ إِلَّا هَذَا، وَقَوْلهمْ آس وأساة وإساء، فَأَما قَول ثَعْلَبَة بن عبيد الْعَدوي فِي صفة نخل: تَبِيتُ رُعاها لَا تخافُ نِزَاعَها ... وَإِن لمْ تُقَيَّدْ بالقُيُودِ وبالأُبْضِ

فَإِن أَبَا حنيفَة ذهب إِلَى إِن رُعىً جمع رُعاةٍ لِأَن رُعاةً وَإِن كَانَ جمعا فَإِن لَفظه لفظ الْوَاحِد فَصَارَ كمهاة ومهى إِلَّا أَن مهاة وَاحِد وَهُوَ مَاء الْفَحْل فِي رحم النَّاقة، ورعاة جمع، وَقَول أحيحة:

وتُصْبِحُ حيثُ يبيتُ الرِّعاءُ ... وَإِن ضَيَّعُوها وَإِن أْهَمَلُوا

إِنَّمَا عَنى بالرِّعاءِ هُنَا حفظَة النّخل، لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ فِي صفة النخيل. يَقُول: تصبح النّخل فِي أماكنها لَا تَنْتَشِر كَمَا تَنْتَشِر الْإِبِل الْمُهْملَة.

والرَّعِيَّةُ: الْمَاشِيَة الرَّاعِيَةُ والمَرْعيَّةُ قَالَ:

ثمَّ مُطِرْنا مَطْرَةً رَوِيَّةْ ... فَنَبَتَ البَقْلُ وَلَا رَعِيَّهْ

وَرجل تِرْعِيَّةٌ وتِرْعِىٌّ - بِغَيْر هَاء نَادِر - قَالَ تأبط شرا:

ولسْت بِترِعْىٍّ طَوِيلٍ عَشاؤُه ... يُؤَنِّفُها مُسْتأنِفَ النَّبْتِ مُبْهِلِ

وَكَذَلِكَ تُرْعيَّةٌ وتَرْعِيَّةٌ وتِرْعايَةٌ: صناعته وصناعة آبَائِهِ الرّعايةُ - وَهُوَ مِثَال لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ -.

والِّتْرِعَّيُة: الْحسن الالتماس والارتياد للكلأ للماشية.

ورَعَتِ الْمَاشِيَة تَرْعَى رَعْيا ورِعايَة وارْتعتْ وتَرَعَّت، قَالَ كثير عزة:

ومَا أمُّ خشْفٍ تَرَعَّى بِهِ ... أرَاكا عَمِيماً ودَوْحا ظَلِيلاَ

ورَعاها وأرْعاها، وَفِي التَّنْزِيل (كُلُوا وارْعَوْا أنْعامَكُمْ) ، وَقَالَ الشَّاعِر:

كَأَنَّهَا ظَبيةٌ تَعطُو إِلَى فَننٍ ... تأكُلُ مِنْ طَيِّبٍ وَالله يُرْعِيها

أَي ينْبت لَهَا مَا تَرْعَى.

وَالِاسْم الرِّعْيَةُ عَن اللحياني.

وأرْعاه الْمَكَان: جعله لَهُ مَرْعى، قَالَ الْقطَامِي: فَمَنْ يَكُ أرْعاهُ الحِمى أخَوَاتُه ... فماليَ منْ أُخْتٍ عَوَانٍ وَلَا بِكْرِ

والرِّعْيُ: الْكلأ، وَالْجمع أرْعاءٌ.

والمَرْعَى: كالرِّعْي. وَفِي التَّنْزِيل (والَّذي أخْرَجَ المَرْعَى) وَفِي الْمِثَال " مرعى وَلَا كالسعدان " وَقَول أبي الْعِيَال:

أفُطَيْمُ هَلْ تَدْرِينَ كمْ مِنْ مَتْلَفٍ ... جاوَزْتُ لَا مَرْعى وَلَا مَسْكُونِ

عِنْدِي أَن المَرْعَى هُنَا فِي مَوضِع المَرْعِىّ لمقابلته إِيَّاه بقوله، وَلَا مسكون. وَقد يكون المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ.

وأرْعتِ الأَرْض: كثر رعيها.

والرَّعايا والرَّعاوِيَّة: الْمَاشِيَة المرعيَّة تكون للسوقة وَالسُّلْطَان. والأرْعاوِيَّةُ: للسُّلْطَان خَاصَّة، وَهِي الَّتِي عَلَيْهَا وسومة ورسومة.

وأرْعى عَلَيْهِ: أبقى، قَالَ أَبُو دهبل، أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء:

إنْ كَانَ هَذَا السِّحْرُ منكِ فَلَا ... تُرْعِى عَلىَّ وجَدّدِي سِحْرَا

وأرْعِني سَمعك، ورَاعِنِي سَمعك أَي اسْتمع إليَّ، وَفِي التَّنْزِيل (لَا تَقُولُوا رَاعِنا) وَفِي مصحف ابْن مَسْعُود راعونا.

وأرْعَى إِلَيْهِ: اسْتمع، وَقَول عمر رَضِي الله عَنهُ " وَرِّع اللص وَلَا تُراعِه " فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ كَفه أَن يَأْخُذ متاعك وَلَا تشهد عَلَيْهِ. ويروي عَن ابْن سِيرِين انه قَالَ: مَا كَانُوا يمسكون عَن اللص إِذا دخل دَار أحدهم تأثما.

والرَّاعِيَةُ: مُقَدّمَة الشيب.

والرِّعْيُ: أَرض فِيهَا حِجَارَة ناتئة تمنع اللؤمة أَن تجْرِي.

وراعيةُ الأتن: ضرب من الجنادب.
رعي
: (ى {الرِّعْيُ، بالكسْرِ: الكَلأُ، ج} أرْعاءٌ) ، كحِمْلٍ وأَحْمالٍ.
(و) الرَّعْيُ، (بالفتْحِ: المَصْدَرُ) . يقالُ: {رَعَى} رَعْياً.
( {والمَرْعَى) و (} الرِّعْيُ) بمعْنىً واحِدٍ وَهُوَ مَا {تَرْعاهُ} الرَّاعِيَةُ؛ قالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ {المَرْعَى} ، وأَيْضاً: {أَخْرَجَ مِنْهَا ماءَها} ومَرْعَاها} .
(و) المَرْعَى أَيْضاً: (المَصْدَرُ) المِيمِي من رَعَى.
(و) أَيْضاً: (المَوْضِعُ) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: {مَرْعىً وَلَا كالسَّعْدانِ، والجَمْعُ} المَراعِي؛
( {كالمَرْعاةِ) ، وَهَذِه عَن الصَّاغانيّ.
قالَ أَبو الهَيْثم: يقالُ: لَا تَفْتَنِ فَتاةً وَلَا} مَرْعاةً فإنَّ لكُلَ بُغاةً، يقولُ: {المَرْعَى حيثُما كانَ يُطْلَبُ والفَتاةُ تُخْطَبُ حيثُما كانتْ.
(} والرَّاعي: كُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ قَوْمٍ) بالحِفْظِ والسِّياسَةِ.
ويُسَمَّى أَيْضاً مَنْ وَلِيَ أَمْرَ نَفْسِه بالسِّياسَةِ {رَاعِياً، وَمِنْه الحدِيثُ: (كُلُّكُم} رَاعٍ وكُلَّكُم مَسْؤُولٌ عَن {رَعِيَّتِه) ؛ (ج} رُعاةٌ) كقَاضٍ وقُضاةٍ، ( {ورُعْيانٌ) بالضمِّ كشَابَ وشُبَّانٍ.
وقيلَ: أَكْثَر مَا يقالُ رُعاةٌ للوُلاةِ، ورُعْيانٌ لجمْعِ رَاعِي الغَنَم.
(} ورُعاءٌ) ، بالضَّمِّ (ويُكْسَرُ) ، كجائِعٍ وجِياعٍ، وَلم يَذْكُرِ الجوهريُّ الضمَّ.
(و) {الرَّاعِي: (شاعِرٌ) مِن بَني نُمَيْر، وَهُوَ عبيدُ بنُ الحُصَيْن،} والرّاعِي لَقَبٌ لَهُ، وَهُوَ مِن رِجالِ الحماسَةِ.
(والقوْمُ {رَعِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ) ، وهم العامَّةُ، والجَمْعُ} الرَّعايا.
(و) يقالُ: (رجُلٌ {تَرْعِيَّةٌ، مُثَلَّثَةً) مَعَ تَشْدِيدِ الياءِ، ذَكَرَ التَّثْلِيثَ ابنُ سِيدَه وذَكَرَه الجوهرِيُّ عَن الفرَّاء بكَسْر التاءِ وضمِّها مَعَ التّشْديدِ؛
(وَقد يُخَفَّفُ) كَسْر التاءِ مَعَ التَّخْفيفِ نقلَهُ الصَّاغانيُّ عَن الفرَّاء.
(و) يقالُ أَيْضاً: رجُلٌ (} تِرْعايَةٌ) ، بالكسْرِ، ( {وتُراعيَةُ بالضَّمِّ والكسْرِ) ؛ الَّذِي نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ بالضمِّ فَقَط عَن الفرّاء؛ (} وتِرْعِيٌّ بالكسْر) : إِذا كانَ (يُجيدُ {رِعْيَةَ الإِبِلِ) أَو هُوَ الحسَنُ الارْتِياد للكَلأِ للماشِيَةِ.
(أَو صِناعَتُهُ وصِناعَةُ آبائِهِ} رِعايَةُ الإِبِلِ) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
واقْتَصَرَ الجوهرِيُّ على القوْلِ الأوَّل.
( {والرَّعاوَى، كسَكارَى ويُضَمُّ: الإِبلُ) الَّتِي (} تَرْعَى حَوالِيَ القَوْمِ ودِيارِهِمْ) لأنَّها الإِبلُ الَّتِي يُعْتَملُ عَلَيْهَا، قَالَت امْرأَةٌ مِن العَرَبِ تُعاتِبُ زوْجَها:
تَمَشَّشْتَني حَتَّى إِذا مَا تَرَكْتَني
كنِضْو {الرَّعاوَى قلتَ إنِّي ذَاهِبُوالذي فِي التكمِلَةِ:} الرُّعاوِيَّةُ، هَكَذَا هُوَ بالضمِّ وكسْرِ الواوِ مَعَ تَشْديدِ الياءِ، مِن المالِ: مَا {يَرْعَى حَوْل دِيارِهِمْ.
(} وراعَيْتُه) {مُراعاةً: (لاحَظْتُه مُحْسِناً إِلَيْهِ) ، وَمِنْه} مُراعاةُ الحُقوقِ.
(و) {راعَيْتُ (الأَمْرَ) } مُراعاةً: راقَبْتُه و (نَظَرْتُ إلامَ يَصِيرُ) وماذا مِنْهُ يكون؛ نقلَهُ الراغبُ؛ قالَ: وَمِنْه {مُراعاةُ النّجُومِ.
(و) } رَاعَى (الحِمارُ الحُمُرَ) : إِذا ( {رَعَى مَعهَا) ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
من وَحشِ حَوْضَى} يُراعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً
كأَنَّهُ كوْكَبٌ فِي الجَوِّ مُنْجَرِدُويقالُ: هَذِه الإبِلُ {تُراعِي الوَحْشَ: أَي} تَرْعَى مَعهَا.
(و) {رَاعَى (النُّجُومَ) } مُراعاةً: (راقَبَها) وتأَمَّل فِيهَا (وانْتَظَرَ مَغِيبَها؛ {كرَعَاها) ، وأَنْشَدَ الجوهريُّ للخنساءِ:
} أَرْعى النُّجومَ وَمَا كُلِّفْت {رِعْيَتَها
وتارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمارِي (و) } رَاعَى (أَمْرَهُ) {مُراعاةً: (وحَفِظَهُ) وتَرَقَّبَهُ، (} كرَعاهُ) ! رعْياً.
وقالَ الراغبُ: أَصْلُ {الرّعْي حفْظُ الحَيَوانِ إمَّا بغِذائِهِ الحافِظِ لحَياتِه، أَو بذبِّ العَدُوِّ عَنهُ، ثمَّ جُعِلَ للحفْظِ والسِّياسَةِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {فَمَا} رعوها حَقّ {رِعايتِها} ، أَي مَا حافَظُوا عَلَيْهَا حَقّ المُحافَظَةِ؛
(والاسمُ} الرُّعْيَا {والرُّعْوَى) ، بضمِّهما (ويُفْتَحُ) ، أَي فِي الأخيرِ كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي المُحْكَم.
(و) } رَاعَتِ (الأرضُ) ؛ هَكَذَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه والصَّوابُ {أَرْعَتِ الأرضُ؛ (كَثُرَ فِيهَا} المَرْعَى) ، وسَيَأْتِي قرِيباً.
( {واسْتَرعاهُ إيَّاهُم) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ إيَّاهُ بدَلِيلِ قوْلِه: (اسْتَحْفَظَهُ) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: مَنِ} اسْتَرْعَى الذئبَ فقد ظَلَمَ، أَي مَنِ ائتَمَنَ خائِناً فقد وَضَعَ الأَمانَةَ غَيْر موضِعِها.
( {والرَّعِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (الماشِيَةُ} الرَّاعِيَةُ) ، فَعِيلَة بمعْنَى فاعِلَةٍ.
(و) أَيْضاً: ( {المَرْعِيَّةُ) فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ، والجَمْعُ} الرَّعايا، وَمِنْه الحدِيثُ: (كلُّ {راعٍ مَسْؤُولٌ عَن} رعيَّتِه) .
( {ورَعَتِ الماشِيَةُ) الكَلأَ (} تَرْعَى {رَعْياً) ، بالفتْحِ، (} ورِعايَةً) ، بالكسْرِ، ( {وارْتَعَتْ} وتَرَعَّتْ) ، كُلُّه بمعْنىً واحِدٍ.
( {ورَعاها) } يَرْعَاها {رعْياً، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {كُلُوا} وارْعَوْا أَنْعامَكُم} .
( {وأَرْعاها) مثْلُه.
(} والرِّعْيَةُ، بالكسْرِ: الاسمُ) مِنْهُ.
(و) {الرِّعْيَةُ: (أَرْضٌ فِيهَا حِجارَةٌ ناتِئَةٌ تَمْنَعُ اللُّؤْمَةَ) أَنْ تَجْرِي.
(و) } رَعْيَةٌ، (بِلا لامٍ: صَحابيٌّ سُحَيْمِيٌّ) ؛ هَكَذَا ضَبَطَه المحدِّثُونَ.
(أَو هُوَ كسُمَيَّة) ، وَهَكَذَا ضَبَطَه جريرٌ الطَّبَرِيّ.
( {وأَرْعاهُ المَكانَ: جَعَلَهُ لَهُ} مَرْعىً) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) {أَرْعَتِ (الأَرْضُ: كَثُرَ} رِعْيُها) ، أَي الكَلأُ أَو المَرْعَى، قالَهُ الزجَّاجُ.
( {والرَّعايا} والرَّعاوِيَّةُ) ، بتَشْديدِ الياءِ، وَفِي نسختنا بتَخْفِيفها: (الماشِيَةُ {المَرْعِيَّةُ لكُلِّ مَنْ كَانَ) للسوقةِ والسُّلْطانِ.
(} والأَرْعاوِيَةُ للسُّلْطانِ) خاصَّةً وَهِي الَّتِي عَلَيْهَا وُسومُه ورُسومُه.
( {وأَرْعِنِي سَمْعَكَ) ، بقَطْعِ الهَمْزةِ، (} وراعِنِي سَمْعَكَ) ، مِن بابِ المُفاعَلَةِ، أَي (اسْتَمِعْ لمقالِي) .
وَفِي مُصْحَف ابنِ مَسْعود: {لَا تَقولُوا {رَاعُونا} .
وَفِي الصَّحاحِ: أَرْعَيْتُه سَمْعِي، أَي أَصْغَيْتُ إِلَيْهِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} رَاعِنا} .
قالَ الأخْفَش: هُوَ فاعِلُنا مِن المُراعاةِ على مَعْنى {أَرْعِنا سَمْعَك، ولكنَّ الياءَ ذَهَبَتْ للأَمْرِ.
وقالَ الَّراغبُ:} أَرْعَيْتُه سَمْعِي جَعَلْتَه راعِياً لكَلامِه.
( {وراعِي البُسْتانِ،} وراعِيَةُ الأُتُنِ: ضَرْبانِ مِنَ الجَنادِبِ) ، الْأَخير نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وقالَ الصَّاغانيُّ: راعِي البُسْتانِ جندبٌ عَظِيمٌ تُسَمِّيه العامَّةُ جَمَل الحُمَّى، وراعِيَةُ الأُتْنِ ضَرْبٌ آخَرُ لَا يطيرُ.
(وراعِيَةُ الجَبَلِ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الخَيْل، بالخاءِ المعْجمةِ والتَّحْتيَّة كَمَا هُوَ نَصّ التكْمِلَةِ؛ (طائِرٌ) أَصْفَر يكونُ تحْتَ بطونِ الدَّوابِ، هَكَذَا هُوَ فِي التكْملَةِ.
وقالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل: طائِرَةٌ صَغيرَةٌ مثْلُ العُصْفورِ تَقَعُ تحْتَ بُطونِ الخَيْلِ والدَّوابِّ صَفْراءُ، كأَنَّما خضبَ عُنُقُها وجَنَاحُها بالزَّعْفرانِ وظَهْرُها فِيهِ كدْرَةٌ وسَوادٌ ورأْسُها أَصْفَر وزمكاها ليسَتْ بطَوِيلَةٍ وَلَا قَصيرَةٍ، انتَهَى.
( {والأُرْعُوَّةُ، بالضَّمِّ) والواوُ مُشدَّدَة: (نِيرُ الفَدَّانِ) يُحْتَرَثُ بهَا، بلُغَةِ أَزْدشَنُوءَةَ، نقلَهُ الصَّاغانيُّ عَن أَبي عَمْروٍ.
(} وأَرْعَيْتُ عَلَيْهِ: أَبْقَيْتُ) عَلَيْهِ (وتَرَحَّمْتُه.
( {وراعِيَةُ الشَّيْبِ} ورَواعِيهِ: أَوائِلُهُ) ومُقدّماتُه وَهُوَ مجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{راعِي الماشِيَةِ: حافِظُها، صفَةٌ غالبَةٌ عَلَيْهِ،} يَرْعاها أَي يحوطُها، والجَمْعُ {الرِّعاءُ، بالكسْرِ،} والرُّعاةُ {والرُّعْيانُ، وجَمْعُ} رُعاةٍ {رُعىً، كمُهاةٍ ومُهىً.
} والرِّعاءُ، ككِتابٍ: حفظ النَّخْل، وَقد جاءَ فِي قَوْل أُحَيْحَة.
{والمَرْعِيُّ، كمَرْمِيِّ: المَسُوسُ؛ وَمِنْه المَثَلُ: ليسَ} المَرْعِيّ {كالرَّاعِي.
} وأَرْعَى عَلَيْهِ كَذَا: أَبْقَى، يعدَّى بعلَى، وحَقِيقَتُه {أَرْعاه مُتَطلِّعاً عَلَيْهِ؛ قالَ أَبو دَهْبَل:
إنْ كانَ هَذَا السِّحْرُ منكِ فَلَا
} تُرْعي عليَّ وجَدِّدِي سِحْراوفي حدِيثِ عُمَر: (ورِّع اللِّصَّ وَلَا تُراعِهْ) ، أَي كُفَّه أَنْ يأْخُذَ مَتاعَكَ وَلَا تُشْهِدْ عَلَيْهِ؛ قالَهُ ثَعْلَب.
وَعَن ابنِ سِيرِين: أنَّهم مَا كَانُوا يُمْسِكون عَن اللِّصِّ إِذا دَخَلَ دُورَهُم تأَثُّماً؛ وقيلَ: مَعْناه وَلَا تَنْتَظِره.
وإبِلٌ {راعِيَةٌ، والجَمْعُ} رَواعِي.
{والمُراعاةُ: الإبْقاءُ على الشيءِ والمُناظَرَةُ.
وَهُوَ لَا} يُرعِي إِلَى قَوْل أَحَدٍ: أَي لَا يَلْتَفِتُ إِلَى أَحدٍ. وأَمْرُ كَذَا أَرْفَقُ بِي {وأَرْعى عليَّ.
وفلانٌ} يرْعَى على أَبيهِ: أَي {يَرْعَى غَنَمَه؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يقالُ} رَعَيْتُ عَلَيْهِ حُرْمَتَه {رِعايَةً.
} وأَرْعَى اللَّهُ الماشِيَةَ: أَي أَنْبَتَ لَهَا مَا {تَرْعاهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
كأنَّها ظَبْيةٌ تَعْطُو إِلَى فَنَنٍ
تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ واللَّهُ} يُرْعِيها {ورَعاهُ} تَرْعِيَةً: قالَ رَعاهُ اللَّهُ.
{والرَّاعِيَةُ: طائِرٌ.
} ورعاءَةُ الخَيْلِ: لُغَةٌ فِي رَاعِيَةِ الخَيْل، عَن الصَّاغاني.
ورجُلٌ {تُرْعايَةٌ، بالضمِّ: لُغَةٌ فِي} تَرْعِيَّةِ، عَن الفرَّاء نقلَهُ الصَّاغانيُّ.
{والرَّعوة: هنيةٌ تدْخُلُ فِي الشَّجرِ لَا تَراها الدَّهْرَ إلاَّ مزعورَةً تهزُّ ذَنَبَها؛ نقلَهُ السُّيُوطِيّ.
رعي: {راعنا}: احفظنا، نرعى من الرعي. 
ر ع ي

رعاك الله وأحسن رعايتك. وهو راعيهم وهم رعيته ورعاياه. وليس المرعيّ كالراعي. ويقولون للمرأة: راعية البيت. واسترعى الله خليفته خليقته. ورعيت له عهده وحرمته. وما أرعاك للعهود. وأرعى عليه: أبقى. وهو حسن الرعوى والرعيا، كالبقوي والبقيا. وارعوى عن القبيح. ورعت الماشية الكلأ وارتعت، ورعاها صاحبها. وهو راعي الإبل وهم رعاتها ورعاؤها ورعاؤها ورعيانها. ورجل ترعية وترعية: حسن الرعية للإبل. قال:

يسوقها ترعي جاف فضل ... إن رتعت صلّى وإلا لم يصل

وأخرجها إلى المرعى والرعي. وإبل راعية ورواع. والحمار يراعى الحمر: يرعى معها. وظلت الإبل تراعى. واسترعيت راعي سوء ورويعي سوء. وفي مثل " من استرعى الذئب ظلم " وأرعت الأرض: كثر مرعاها. وأرض مرعية. وأرعى الله البهائم: أنبت لها المراعي.

ومن المجاز: رعيت النجوم وراعيتها، وطالت عليّ رعية النجوم. قالت الخنساء:

أرعى النجوم وما كلفت رعيتها ... وتارة أتغشى فضل أطماري

وراعيت الأمر: نظرت إلام يصير. وأنا أراعي فلاناً: أنظر ماذا يفعل. وأرعيته سمعي، وأرعني سمعك وراعني سمعك. وما في رأسه راعية: فملة لأنها ترعى في الرأس وهو مرعاها.

رعي: الرَّعْيُ: مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى رَعْياً. والراعِي

يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها. والماشيةُ تَرْعى أَي ترتفع

وتأْكل. وراعي الماشيةِ: حافظُها، صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم، والجمع رُعاةٌ مثل

قاضٍ وقُضاةٍ، ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ، ورُعْيانٌ مثل شابٍّ

وشُبَّانٍ، كسَّروه تكسير الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة، وليس في

الكلام اسم على فاعل يَعْتَوِرُ عليه فُعَلَة وفِعالٌ إلا هذا، وقولهم

آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ. وفي حديث الإيمان: حتى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ

يَتَطاوَلُون في البُنْيان. وفي حديث عمر: كأَنه راعِي غَنَمٍ أَي في الجَفَاء

والبَذاذةِ. وفي حديث دُرَيْدٍ قال يوم حُنَيْنٍ لمالك بن عوف: إنما هو

راعِي ضأْنٍ ما لَه وللحربِ، كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به عن رُتْبةِ

من يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها؛ وأَما قول ثعلبة بن عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ

في صفة نخل:

تَبِيتُ رُعاها لا تَخافُ نِزاعَها،

وإن لم تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض

فإن أَبا حنيفة ذهب إلى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً وإن كان

جمعاً فإن لفظه الواحد، فصار كمَهُاةٍ ومُهىً، إلا أَن مُهاةً واحد وهو

ماءُ الفحل في رَحِم الناقة، ورُعاة جمع؛ وأَما قول أُحَيْحَة:

وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعاء،

وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا

إنما عنى بالرِّعاء هنا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إنما هو في صفة

النَّخِيل؛ يقول: تُصْبح النخلُ في أَماكنها لا تَنْتَشِر كما تنتشر الإبل

المُهْمَلة. والرَّعِيَّة: الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة؛ قال:

ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ،

فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ

وفي التنزيل: حتى يُصْدِرَ الرِّعاءُ؛ جمع الراعي. قال الأَزهري:

وأَكثر ما يقال رُعاةٌ للوُلاةِ، والرُّعْىانُ لراعِي الغَنَمِ. ويقال

للنَّعَم: هي تَرْعَى وتَرْتَعِي. وقرأَ بعض القُرَّاء: أَرْسِلْهُ مَعَنا

غَداً نَرْتَعي

(* قوله «نرتعي» كذا بالأصل والتهذيب بإثبات الياء بعد العين

وهي قراءة قنبل وقفاً ووصلاً كما في الخطيب المفسر). ونَلْعَبْ؛ وهو

نَفْتَعِلُ من الرَّعْيِ، وقيل: معنى نَرْتَعي أَي يَرْعَى بعضُنا بعضاً.

وفلان يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى غَنَمَه.

الفراء: يقال إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ

(* قوله «إنه لترعية مال» حاصل

لغاتها إنها مثلثة الأول مع تشديد الياء المثناة التحتية وتخفيفها كما في

القاموس). إذا كان يَصْلُح المالُ على يَدِهِ ويُجِىدُ رِعْيةَ الإبِل.

قال ابن سيده: رجلٌ تَرعيَّةٌ وتِرْعِيٌّ، بغير هاء، نادرٌ؛ قال تأَبط

شرّاً:

ولَسْت بِتِرْعِيّ طَوِيلٍ عَشَاؤُه،

يُؤَنِّفُها مُسْتَأَنَفَ النَّبْتِ مُبْهِل

وكذلك تَرْعِيّة وتُرْعِيَّة، مشددة الياء، وتِرْعايَة وتُرْعَايَةٌ

بهذا المعنى صِناعتُه وصِنَاعة آبائِهِ الرِّعَايَة، وهو مثال لم يذكره

سيبويه. والتِّرْعِيَّة: الحَسَن الالْتِماسِ والارْتِيادِ لِلْكَلإ

للماشية؛ وأَنشد الأََزهري للفراء:

ودَار حِفاظٍ قَدْ نَزَلْنَا، وغَيرُها

أَحبُّ إلى التِّرْعِيَّةِ الشَّنَآنِ

قال ابن بري: ومنه قول حكيم بن مُعَيَّة:

يَتْبَعُها تِرْعِيَّةٌ فيه خَضَعْ،

في كَفِّة زَيْعٌ، وفي الرُّسْغِ فَدَعْ

والرِّعَايَةُ: حِرْفةُ الرَّاعِي، والمَسُوسُ مَرْعِيٌّ؛ قال أَبو قيس

بن الأَسْلَت:

لَيس قَطاً مثلَ قُطَيٍّ، ولا الـْ

ـرْعِيٌّ، في الأَقْوامِ، كالرَّاعِي

وَرَعتِ الماشِيةُ تَرْعَى رَعْياً ورِعايَةً وارْتَعَتْ وتَرَعَّتْ؛

قال كثير عزة:

وما أُمُّ خِشْفٍ تَرَعَّى به

أَراكاً عَمِيماً ودَوْحاً ظَلِيلا

ورَعاها وأَرْعاها، يقال: أَرْعَى اللهُ المَواشِيَ إذا أَنْبَتَ لها ما

تَرْعاه. وفي التنزيل العزيز: كُلُوا وارْعَوْا أَنْعامَكُم؛ وقال

الشاعر:

كأَنَّها ظَبْيةٌ تَعْطُو إلى فَنَنٍ،

تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ، واللهُ يُرْعِيها

أَي يُنْبِتُ لها ما تَرْعَى، والاسمُ الرِّعْية؛ عن اللحياني.

وأَرْعاهُ المكانَ: جعلَهَ له مَرْعىً؛ قال القُطامي:

فَمَنْ يَكُ أَرْعاهُ الحِمَى أَخَواتُه،

فَما ليَ مِنْ أُخْتٍ عَوانٍ ولا بِكْرِ

وإبِلٌ راعِيةٌ، والجمع الرَّواعِي. ورَعَى البعِيرُ الكلأَ بنَفْسِه

رَعْىاً، وارْتَعَى مثلُه؛ وأَنشد ابن بري شاهداً عليه:

كالظَّبْيةِ البِكْرِ الفَرِيدةِ تَرْتَعِي،

في أَرْضِها، وفَراتِها وعِهادَها

خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبِينَها،

من عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها

والرِّعْي، بكسر الراء: الكَلأُ نَفْسُه، والجمع أَرْعاءٌ. والمَرْعَى:

كالرَّعْيِ. وفي التنزيل: والذي أَخْرَجَ المَرْعَى. وفي المثل:

مَرْعىً ولا كالسَّعْدانِ؛ قال ابن سيده: وقول أَبي العِيالِ:

أَفُطَيْم، هل تَدْرِينَ كَمْ مِنْ مَتْلَفٍ

جاوَزْتُ، لا مرْعىً ولا مَسْكُونِ؟

عندي أَن المَرْعَى ههنا في موضع المَرْعِيَّ لمقابلته إياه بقوله ولا

مَسْكون. قال: وقد يكون المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ. قال

الأَزهري: أَفادني المُنْذِرِيُّ يقال لا تَقْتَنِ فَتاةً ولا مَرْعاة فإنَّ

لكُلٍّ بُغاةً؛ يقول: المَرْعَى حيث كان يُطْلَبُ، والفَتاةُ حيثما كانت

تُخْطَبُ، لكلِّ فتاةٍ خاطِب، ولكلِّ مَرْعىً طالب؛ قال: وأَنشدني محمد بن

إسحق:

ولَنْ تُعايِنَ مَرْعىً ناضِراً أُنُفاً،

إلاَّ وجَدْتَ به آثارَ مأْكُولِ

وأَرْعَتِ الأَرضُ: كثُر رِعْيُها.

والرَّعايا والرَّعاوِيَّةُ: الماشية المَرْعِيَّة تكون للسوقة

والسلطان، والأَرْعاوِيَّةُ للسلطان خاصة، وهي التي عليها وُسومُه

ورُسومُه.والرَّعاوَى والرُّعاوَى، بفتح الراء وضمها: الإبل التي تَرْعَى حَوالَى

القومِ وديارِهم لأنها الإبل التي يُعْتَمَلُ عليها؛ قالت امرأَة من

العرب تُعاتب زوجَها:

تَمَشَّشْتَني، حتى إذا ما تَرَكْتَنِي

كنِضْوِ الرَّعاوَى، قلتَ: إنِّي ذَاهِبُ

قال شمر: لم أَسمع الرَّعاوَى بهذا المعنى إلاّ ههنا. وقال أَبو عمرو:

الأُرْعُوَّة بلغة أَزْدِ شَنُوأَة نِيرُ الفَدَّان يُحْتَرَثُ بها.

والراعِي: الواليِ. والرِّعِيَّة: العامَّة. ورَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّته

رِعايةً، ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً ورَعاه يَرْعاه رَعْياً

ورِعايَةً: حَفِظَه. وكلّ مَنْ وَلِيَ أَمرَ قومٍ فهو راعِيهم وهُم رَعِيَّته،

فعيلة بمعنى مفعول. وقد اسْترعاهُ إيَّاهم: اسْتَحْفَظه، وإسْتَرْعَيْته

الشيءَ فَرَعاه. وفي المثل: مَن اسْترعى الذئْبَ فقد ظَلَمَ أَي مَنِ

ائتَمَنَ خائناً فقد وضع الأَمانة في غيرِ موْضِعِها. ورَعى النُّجُوم

رَعْياً وراعاها: راقَبَها وانْتَظَر مَغِيبَها؛ قالت الخنساء:

أَرْعى النُّجوم وما كُلِّفْت رِعْيَتَها،

وتارةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمارِي

وراعَى أَمرهَ: حَفِظَه وتَرَقَّبَه. والمُراعاة: المُناظَرة

والمُراقَبَة. يقال: راعَيْتُ فلاناً مراعاةً ورِعاءً إذا راقَبْتَه وتأَمَّلْت

فِعْلَه. وراعَيْتُ الأَمرَ: نَظَرْت إلامَ يصير. وراعَيْته: لاحَظته.

وراعَيْته: من مُراعاةِ الحُقوق. ويقال: رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَه رِعايَةً.

وفلانُ يُراعي أَمرَ فُلانٍ أَي ينظر إلى ما يصير إليه أَمره. وأَرْعى

عليه: أَبْقى؛ قال أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عمرو بن العلاء:

إن كان هذا السِّحْرُ منكِ، فلا

تُرْعي عَليَّ وجَدَّدِي سِحْرا

والإرْعاءُ: الإبْقاء على أَخيكَ؛ قال ذو الإصْبَع:

بَغى بعضُهُمُ بَعْضاً،

فلم يُرْعُوا على بَعْضِ

والرُّعْوى: اسم من الإرْعاء وهو الإبْقاءُ؛ ومنه قول ابن قيس:

إن تكن للإله في هذه الأُمْـ

مَةِ رُعْوى، يعُدْ إليك النَّعيمُ

وأَرْعِني سَمْعَكَ وراعِني سمعكَ أَي اسْتَمِعْ إليّ. وأَرْعى إليه:

اسْتَمَع. وأَرْعَيْت فُلاناً سَمْعي إذا اسْتَمَعْت إلى ما يقولُ

وأَصْغَيْت إليه. ويقال: فلان لا يُرْعِي إلى قَوْلِ أَحدٍ أَي لا يلتفِتُ إلى

أَحد. وقوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا

انْظُرْنا؛ قال الفراء: هو من الإرْعاءِ والمُراعاةِ، وقال الأَخفش: هو فاعِلْنا

من المُراعاة على معنى أَرْعِنا سَمْعَك ولكن الياء ذَهَبَتْ للأَمْر،

وقرئ راعِناً، بالتنوين على إعْمال القولِ فيه كأَنه قال لا تقولوا

حُمْقاً ولا تقولوا هُجْراً، وهو من الرُّعونَةِ، وقد تقدم. وقال أَبو إسحق:

قيل فيه ثلاثة أَقوال، قال بعضهم: معناه أَرْعِنا سَمْعَك، وقيل: أَرْعِنا

سَمْعَك حتى نُفْهِمَك وتَفْهَمَ عَنَّا، قال: وهي قراءة أَهل المدينة،

ويُصَدِّقُها قراءة أُبَيِّ بنِ كعب: لا تقولوا راعونا، والعرب تقول

أَرْعِنا سَمْعك وراعنا سَمْعَك، وقد مَرَّ معنى ما أَراد القومُ يقول

راعِنا في تَرْجَمة رَعَنَ، وقيل: كان المسلمون يقولون للنبي، صلى الله عليه

وسلم: راعِنا، وكانت اليهود تَسابُّ بهذه الكلمة بينها، وكانوا يسُبُّون

النبي، عليه السلام، في نُفوسِهِم فلما سَمِعوا هذه الكلمة اغتنموا أَن

يظهروا سبّه بلفظ يُسمع ولا يلحقهم في ظاهره شيء؛ فأَظهر الله النبيَّ، صلى

الله عليه وسلم، والمسلمين على ذلك ونَهَى عن الكلمة، وقال قوم: راعِنا

من المُراعاة والمُكافأَةِ، وأُمِرُوا أَن يخاطِبوا النبي، صلى الله عليه

وسلم، بالتعزير والتَّوْقير، أَي لا تقولوا راعِنا أَي كافِئْنا في

المَقال كما يقول بعضهم لبعض. وفي مصحف ابن مسعود، رضي الله عنه: راعُونا.

ورَعى عَهْدَه وحَقَّه: حَفِظَه، والاسم من كل ذلك الرَّعْيا والرَّعْوى.

قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً حكى الرُّعوى، بضم الراء وبالواو، وهو مما

قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول الياء عليها وللفرق

أَيضاً بين الاسم والصفة، وكذلك ما كان مثله كالَبقْوى والفَتْوى والتَّقْوى

والشِّرْوى والثَّنْوى، والبَقْوى والبَقْيا اسمان يوضعان موضع

الإبْقاء. والرَّعْوى والرَّعْيا: من رِعايةِ الحِفاظِ.

ويقال: ارْعَوى فلان عن الجهل يَرْعوي ارْعِواءً حَسَناً ورَعْوى

حَسَنةً، وهو نُزُوعُه وحُسْنُ رُجوعهِ. قال ابن سيده: الرَّعْوى والرَّعْيا

النزوع عن الجهل وحسنُ الرجوعِ عنه. وارْعَوى يَرْعَوي أَي كفَّ عن

الأُمور. وفي الحديث: شَرُّ الناسِ رجلٌ يقرأُ كتابَ اللهِ لا يَرْعَوي إلى

شَيءٍ منه أَي لا ينكفُّ ولا ينزجر، من رعا يَرْعُو إذا كفَّ عن الأُمور.

ويقال: فلان حسن الرَّعْوةَ والرِّعْوة والرُّعْوة والرُّعوى والارْعواء،

وقد ارْعَوى عن القبيح، وتقديره افْعَوَلَ ووزنه افْعَلَل، وإنما لم

يُدْغَمْ لسكون الياء، والاسم الرُّعْيا، بالضم، والرَّعْوى بالفتح مثل

البُقْيا والبَقْوى. وفي حديث ابن عباس: إذا كانت عندك شهادة فسُئِلْت عنها

فأَخْبِرْ بها ولا تقُلْ حتى آتِيَ الأَمير لعله يرجع أَو يَرْعَوي. قال

أَبو عبيد: الارْعواءُ النَّدَم على الشيء والانصراف عنه والتركُ له؛

وأَنشد:

إذا قُلْتُ عن طُول التَّنائي: قد ارْعَوى،

أَبى حُبُّها إلا بَقاءً على هَجْرِ

قال الأَزهري: ارْعَوى جاء نادراً، قال: ولا أَعلم في المعتلات مثله

كأَنهم بنوه على الرَّعْوى وهو الإبْقاءُ. وفي الحديث: إلاَّ إرْعاءً عليه

أَي إبْقاءً ورِفْقاً. يقال: أَرْعَيْتُ عليه، من المُراعاةِ والمُلاحظةِ.

قال الأَزهري: وللرَّعْوى ثلاثةُ مَعانٍ: أَحدها الرَّعْوى اسمٌ من

الإبْقاء، والرَّعْوى رِعاية الحِفاظِ للعهد، والرَّعْوى حسنُ المُراجَعةِ

والنُّزوع عن الجَهْلِ. وقال شمر: تكون المُراعاة من الرَّعْيِ مع آخَرَ،

يقال: هذه إبِلٌ تُراعِي الوَحْشَ أَي تَرْعى معها. ويقال: الحِمارُ

يُراعي الحُمُر أَي يَرْعى معها؛ قال أَبو ذُؤَيب:

من وَحشِ حَوضَى يُراعى الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً،

كأَنَّه كوْكَبٌ في الجَوِّ مُنْجَرِدُ

والمُراعاةُ: المحافَظة والإبْقاءُ على الشيءِ. والإرْعاء: الإبْقاء.

قال أَبو سعيد: يقال أَمْرُ كذا أَرْفَقُ بِي وأَرْعى عليَّ. ويقال:

أَرْعَيْت عليه إذا أَبْقَيْت عليه ورحِمتْه. وفي الحديث: نِساءُ قُرَيْشٍ

خيرُ نِساءٍ أَحْناهُ على طِفْلٍ في صِغَرِه وأَرْعاهُ على زوجٍ في

ذاتِ يدهِ؛ هو من المُراعاةِ الحِفْظِ والرِّفْقِ وتَخْفِيفِ الكُلَفِ

والأَثْقالِ عنه، وذاتُ يدهِ كِنايةٌ عما يَمْلِكُ من مالٍ وغيرهِ. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: لا يُعْطى من الغَنائِمِ شيءٌ حتى تُقْسَم إلا لِراعٍ

أَو دليلٍ؛ الراعي هنا: عَيْنُ القوم على العدوِّ، من الرِّعايَةِ

الحِفْظِ. وفي حديث لقمان بن عادٍ: إذا رَعى القومُ غَفَلَ؛ يريد إذا

تَحافَظَ القومُ لشيءٍ يخافُونَه غَفَلَ ولم يَرْعَهُم. وفي الحديث: كُلُّكُمْ

راعٍ وكلُّكُم مسؤول عن رعيَّتهِ أَي حافِظٌ مؤْتَمَنٌ. والرَّعِيَّةُ:

كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعي ونَظَرهُ.

وقول عمر، رضي الله عنه:ورِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِهْ، فسره ثعلب فقال:

معناه كُفَّه أن يأْخُذَ مَتاعَك ولا تُشْهِدْ عليه، ويروى عن ابن

سيرين أَنه قال: ما كانوا يُمْسِكون عن اللِّصِّ إذا دخل دارَ أَحدِهم

تأَثُّماً.

والراعِيَةُ: مُقَدِّمَةُ الشَّيْبِ. يقال: رأَى فلانٌ راعِيَةَ

الشَّيْبِ، ورواعي الشيب أَوَّلُ ما يَظْهَرُ منه.

والرِّعْيُ: أَرْضٌ فيها حجارة ناتِئَةٌ تمنع اللُّؤْمَة أَن تَجْري.

وراعِية الأَرضِ: ضَرْبٌ من الجَنادِب. والراعي: لقب عُبْيدِ لله ابن

الحُصَيْن النُّمَيْري الشاعر.

نجع

(نجع) الشَّيْء نجع
(ن ج ع) : (النُّجْعَةُ) اسْمٌ مِنْ الِانْتِجَاعِ وَهُوَ طَلَبُ الْكَلَأِ وَمِنْهُ أَبْعَدْت فِي النُّجْعَةِ وَمَنْ أَجْدَبَ جَنَابُهُ انْتَجَعَ.
(نجع) - في حديث بُدَيلٍ: "هذه هَوازِن تنجَّعَتْ أرْضَنَا"
التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ: إتيَانُ الغَيْث، والنُّجْعَةُ: طَلَبُ الكَلإِ، وانتجعَ فُلَانٌ فلانًا: طَلَبَ مَعْروفَه، ونجَّعَ: أي انتَجَعَ أيضًا، وتنجَّعَ: تَلطَّخَ بالدَّمِ النَّجِيع.
ن ج ع : انْتَجَعَ الْقَوْمُ إذَا ذَهَبُوا لِطَلَبِ الْكَلَأِ فِي مَوْضِعِهِ وَنَجَعُوا نَجْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَنُجُوعًا كَذَلِكَ وَالِاسْمُ النُّجْعَةُ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَهُوَ نَاجِعٌ وَقَوْمٌ نَاجِعَةٌ وَنَوَاجِعُ وَنَجَعْتُ الْبَلَدَ أَتَيْتُهُ وَنَجَعَ الدَّوَاءُ وَالْعَلَفُ وَالْوَعْظُ ظَهَرَ أَثَرُهُ. 
(نجع)
الشَّيْء نجوعا نفع وَظهر أَثَره يُقَال نجع الدَّوَاء فِي العليل ونجع الْعلف فِي الدَّابَّة وَيُقَال نجع القَوْل فِي سامعه وَالْعِقَاب فِي المذنب والكلأ نجعا ونجوعا طلبه فِي موَاضعه وَالْمَكَان أَتَاهُ وَنزل بِهِ وَيُقَال نجع الصَّبِي اللَّبن سقَاهُ إِيَّاه وغذاه بِهِ وَهَذَا طَعَام ينجع بِهِ وَعنهُ يستمرأ ويسمن عَنهُ

(نجع) نجعا انتجع
[نجع] نه: فيه: دخل عليه المقداد بالسقيا وهو "ينجع" بكرات له دقيقًا وخبطًا، أي يعلفها، نجعت الإبل: علفتها النجوع والنجيع، وهو أن يخلط العلف من الخبط والدقيق بالماء ثم تسقاه الإبل. ومنه: سئل عن النبيذ فقال: عليك باللبن الذي "نجعت" به، أي سقيته في الصغر وغذيت به، ونجع فيه الدواء ونجع وأنجع- إذا نفعه وعمل فيه. وفيه: هذه هوازن "تنجعت" أرضنا، التنجع والانتجاع والنجعة: طلب الكلأ ومساقط الغيث، وانتجعته: طلبت معروفه. ومنه ح: ليست بدار "نجعة".
نجع
النُّجْعَةُ: طَلَبُ الكَلأِ والخَيْرِ، يُقال: نَجَعْنا وانْتَجَعْنا، ونحن نَاجِعَة ومُنْتَجِعُوْن. ونَجَعَ الطَّعَامُ فيه نُجُوْعاً: هَنَأه. ونَجَعَ فيه القَوْلُ: أثرَ. والنًجِيْعُ: دَمُ الجَوْف، وقد تَنَجَّعَ به: تَلَطَخَ. والخَبَط يُضْرَبُ بالدَّقِيْق وبالماءِ يُوْجَرُ به الجَمَلُ، وكذلك النَجُوْعُ: هو المَدِيْدُ، وقد نَجَعْتُ البَعيرَ.
وماء نَجُوْعٌ: نَمِيْرٌ. ونَجَعْتُ به ونُجِعْتُ نَجْعاً: انْتَفَعْتُ وشُجَاعٌ نُجَاعٌ: على الإتْباع.
وأنْجَعَ الفَصِيْلَ: أرْضَعَه.
ن ج ع: (نَجَعَ) فِيهِ الْخِطَابُ وَالْوَعْظُ وَالدَّوَاءُ أَيْ دَخَلَ وَأَثَّرَ وَبَابُهُ خَضَعَ. وَ (النُّجْعَةُ) بِوَزْنِ الرُّقْعَةِ طَلَبُ الْكَلَأِ فِي مَوْضِعِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: (انْتَجَعَ) . وَانْتَجَعَ فُلَانًا أَيْضًا أَتَاهُ يَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ. وَ (الْمُنْتَجَعُ) بِفَتْحِ الْجِيمِ الْمَنْزِلُ فِي طَلَبِ الْكَلَأِ. وَ (النَّجِيعُ) مِنَ الدَّمِ مَا كَانَ يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ دَمُ الْجَوْفِ خَاصَّةً. 

نجع


نَجَعَ(n. ac. نَجْع
نُجُوْع)
a. Was wholesome, nourishing.
b. [Fī], Benefited, did good to, profited.
c. [acc.
or
Bi], Gave a certain drink to ( a camel ).
d. see V
نَجَّعَa. see I (b)
أَنْجَعَa. Throve, prospered.
b. Benefited; nourished.
c. Allowed to suck.

تَنَجَّعَa. Foraged.
b. Sought a favour of.

إِنْتَجَعَa. see V
إِسْتَنْجَعَa. see V (a)b. [pass.] [Bi], Was nourished, fattened by.
نُجْعَة
(pl.
نُجَع)
a. Foraging expedition; pasturing.

مَنْجَعa. Pasture.

نَاْجِع
(pl.
نَاْجِعَة
نَوَاْجِعُ
41)
a. Foraging; forager.

نَجَاْعa. A species of nettle.

نَجِيْعa. Wholesome.
b. Impressive, effective (speech).
c. Black blood.
d. A decoction.

نَجُوْعa. Water mixed with flour &c.
b. Good, wholesome (water).
N. Ag.
إِنْتَجَعَa. see 21
N. P.
إِنْتَجَعَإِسْتَنْجَعَa. Foragingground.

شُجَاع نُجَاع
a. Courageous, intrepid.

نَجُوْع الصَّبِيّ
a. Milk.
[نجع] نَجَعَ الطعامُ يَنْجَعُ ويَنجِعُ نُجوعاً، أي هَنَأَ آكِله. وماءٌ نَجوعٌ، كما يقال نميرٌ. ونَجوعُ الصبيّ هو اللبن. وقال ابن السكيت: النَجوعُ: المديدُ. وقد نَجَعْتُ البعير. قال: ونَجَعَ في الدابَّة العلفُ، ولا يقال أنْجَعَ. وقد نَجَعَ فيه الخطابُ، والوعظُ، والدواءُ، أي دخل وأثَّر. والنُجْعَةُ بالضم: طلب الكلا في موضعه. تقول منه: انْتَجَعْتُ فلاناً، إذا أتيتَه تطلب معروفه. والمُنْتَجَعُ: المنزلُ في طلب الكلأ. وهؤلاء قوم ناجِعَةٍ ومُنْتَجِعون. وقد نَجَعوا يَنْجَعونَ في معنى انتجعوا ينتجعون، عن يعقوب. والنجيع: خبط يضرب بالدقيق وبالماء، يوجره البعير. والنَجيعُ من الدم: ما كان إلى السواد. وقال الأصمعيّ: هو دم الجوف خاصة .

نجع

1 نَجَعَ فِيهِ It (a discourse, S, K: and exhortation, S, Msb, K; and medicine, S, Msb; and fodder, Msb) entered into him, and produced an effect upon him: (S, K:) or showed its effect [upon him]. (Msb.) b2: It (medicine) benefited him; as also ↓ أَنْجَعَ and ↓ نَجَّعَ. (TA.) [And It (eating) had an agreeable, a wholesome, or a beneficial, effect upon him: so I have rendered it voce عَنَى.] b3: نَجَّعَ said of food and of beverage, inf. n. نُجُوعٌ, It was wholesome, or] suitable, or it agreed. (So accord. to an expl. of the inf. n. in the KL.) 2 نَجَّعَ see 1.4 أَنْجَعَ see 1.8 اِنْتَجَعَ He sought after herbage (S, Mgh, K) in its place: (S, K:) or went to seek after herbage in its place. (Msb.) And انتجع بَلَدًا [He sought after herbage in a district, or country]. (K in art. حنك.) نِجَعٌ for نُجَعٌ: see رِجْعَةٌ.

نُجْعَةٌ The seeking after herbage (S, Mgh, K) in its place; (S, K;) the going to seek after herbage in its place. (Msb.) نَجِيعٌ Effused blood: see 2 in art. خوض.

مَنْجَعٌ

, pl. مَنَاجِعُ A desert: see بَادِيَةٌ.

مُنْتَجَعٌ A place where herbage is sought: see مَحْضَرٌ.
ن ج ع

خرجوا للانتجاع والنجعة وهي طلب الكف وقد انتجعوا ونجعوا. ومرّت بنا ناجعة ونواجع: قوم منتجعون. قال:

وأعلم أنني سأصير رسماً ... إذا انتجع النواجع لا أسير

ونجعت البعير: سقيته النّجوع المديد وهو الخبط يضرب بالدقيق والماء. ودخل المقداد على عليّ رضوان الله تعالى عليهما وهو ينجع بكراتٍ له. ونجع فيه طعامه: هنأه، ونجع فيه الدواء: نفعه. وماء نجوع: نمير. وطعنة تمجّ النجيع وهو دم الجوف. وتنجّع بالدم: تلطّخ به. قال أسد بن باعصة:

ولربّ كبش كتيبة غادرته ... يكبو لجبهته صريعاً أطحلا

متنجّعاً قد دقّ في حيزومه ... صدر القناة على العزاز مجدّلا

ومن المجاز: انتجعت فلاناً: طلبت معروفه. وعن معاوية رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً تغدى معه فتناول من مخّة معاوية شيأ فقال له: إنك لبعيد النجعة فقال: " من أجدب جنابهُ انتجع ". قال ذو الرمة:

رأيت الناس ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح انتجعي بلالاً

ونجع الصبيّ لبن الشاة وبلبن الشاة: غذيَ به وسقيه. وسئل أبيّ عن النبيذ فقال: عليك بالماء عليك بالسويق الذي نجعت به أي غذيت به في الغصر. وفلان لا ينجع فيه القول.
(ن ج ع)

النُّجْعة: طلب الْكلأ وَالْعرْف، ويستعار فِيمَا سواهُمَا. فلَان نُجْعَةُ أمْلى: على الْمثل. ونَجَعُوا الأَرْض يَنْجَعونها، وانْتَجُعوها. وَفِي الْمثل: " من أجْدَبَ انْتَجَعَ ". وَكَذَلِكَ: نَجَعَت الْإِبِل وَالْغنم المرتع، وانْتَجَعه. قَالَ:

أعْطاكَ يَا زيدُ الَّذِي يُعْطي النِّعَمْ

بَوَائِكاً لم تَنْتَجِع مِن الغَنم وَاسْتعْمل عبيد الانتجاعَ فِي الجدب، لأَنهم إِنَّمَا يذهبون فِي ذَلِك إِلَى الإغارة والنَّهب، فَقَالَ:

وانْتَجَعْنا الحارثَ الأعْرَج فِي ... جَحْفَلٍ كاللَّيلِ خَطَّارِ العَوَالِي

ونَجَعَ الطَّعَام فِي الْإِنْسَان يَنْجَعُ نُجوعا: تَبَيَّنَتْ تنميته. ونَجَع فِيهِ الدَّوَاء وَالْقَوْل: عمل فِيهِ.

والنَّجُوع: المديد. ونَجَعَه: سقَاهُ إِيَّاه وَمَاء ناجع، ونَجِيع: مرئ والنَّجيع: الدَّم. وَقيل: هُوَ دم الْجوف. وَقيل هُوَ الطري مِنْهُ. وَقيل هُوَ مَا كَانَ إِلَى السوَاد. وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ الدَّم المصبوب. وَبِه فسر قَول طرفَة:

عالَيْنَ رَقْما فاخِراً لَوْنُه ... مِن عَبْقَرِيٍّ كنَجيعِ الذَّبيحْ
نجع
نجَعَ يَنجَع، نَجْعًا ونُجوعًا، فهو ناجِع، والمفعول منجوع (للمتعدِّي)
• نجَع الشّيءُ: نفَع، وظهر أثرُه "نجَع الدّواءُ- نجَع القولُ في سامعه- نجَع العِقابُ في المذنب" ° دواء ناجع: نافع مفيد- مواقف ناجعة: مفيدة.
• نجَع المكانَ: أتاه ونزل به "نجع البَدْوُ الرُّحَّلُ في مواضعَ الكلأ". 

انتجعَ ينتجع، انتجاعًا، فهو مُنتجِع، والمفعول مُنتجَع (للمتعدِّي)
 • انتجع القومُ: ذهبوا لطلب العُشب "من أجدبَ انتجع [مثل]: يُضرب للمحتاج ترغيبًا له في العمل، ويُضرب لكلِّ من هاجر في طلب الرزق".
• انتجع العشبَ: طلبه في موضعه. 

مُنتجَع [مفرد]: ج مُنْتَجعات:
1 - اسم مفعول من انتجعَ.
2 - مكان يقصده الناسُ في طلب الرَّاحة والتجديد "مُنْتَجع صيفيّ/ سياحيّ".
3 - دار نقاهة أو استشفاء "منتجع طبِّي- في الشمس للراجين منتجعٌ". 

نَجْع [مفرد]: ج نُجُوع (لغير المصدر):
1 - مصدر نجَعَ.
2 - مكان يَحُطُّ فيه القومُ رحلَهم لوجود الماء والعشب. 

نُجوع [مفرد]: مصدر نجَعَ. 
نجع: نجع: أسرع. نجع المركب: اقلع، سار على الماء بكل قوة الأشرعة، أقلع ناشرا جميع القلوع (بوشر).
انتجع: في محيط المحيط (انتجع فلان إذا سافر في طلب الرزق).
انتجع: اكتسب رزقه (اوتوب 206): ولوه الوظائف العلمية فكان ينتجع منها.
انتجع: التقط وأكل (البكري 17: 3): ويتكادس التمر هناك أعواما لا يقع عليه أحد ولا يبلغ إليه حتى ينتجعه الناس في السنين الجدبة وعند الحاجة والضرورة: انتجع الميرة: تمون (اوتوب في دي سلين، المقدمة 1: 38. اقرأ التعبير على هذا النحو في مخطوطتنا وفي طبعة بولاق).
انتجع موضعا: يقصد مكانا يرعى فيه مواشيه (البكري 149: 8).
انتجع الغيث أو الأمطار بدلا من انتجع مساقط الغيث: قصد المواقع التي يسقيها المطر (معجم الجغرافيا).
انتجع: قصد الميناء (البكري 70: 11).
انتجع: اتهم بأنه قد جعل ابله ترعى الكلأ في ملك غيره (معجم الادريسي).
نجعة والجمع نجع: هي fruges في (فوك).
نجعة والجمع تجوع: قطيع، ماشية (المقدمة 3: 364).
نجعة والجمع نجع: خيمة، مخيم (انظر الأمثلة التي ذكرتها في الجريدة الآسيوية 1869: 2: 179).
نجعة: قبيلة (بوسييه، دوماس حياة العرب 360) رحالة (جودارد 1: 228 ساندوفال 305، كاريت جغرافيا 164).
نجعة والجمع نجوع: (بوسييه، دوماس حياة العرب 359 تاريخ تونس 123): ووافتهم نجوع أفريقية بالمدد والميرة.
نجعة: المسافر في طلب الرزق (حيان بسام 1: 12): وكان ممن طرحت به تلك الفتنة الشنعاء واضطر إلى النجعة (بها تلك ... الخ) وفيه: (جرت له في طول الاغتراب والنجعة أخبار وفي (142): بعد النجعة لابتغاء الفائدة (المقري 1: 798).
ناجعة: قبيلة رحالة، البدو الرحل (البربرية 1، 29، 34،، 36، 47، 56).
ناجعة: حياة البداوة (البربرية 1: 37، 2) عهد البداوة والناجعة ص56: أهل الناجعة.
أنجع: نعت تفضيل لنجيع (ابن العوام 1: 154).
أنجع: التمسني السيد دي غويا أن أحذف من معجمه الجغرافي هذه الكلمة وأضع مكانها أنجع (انظر هذه الكلمة عند لين).

نجع: النُّجْعةُ عند العرب: المَذْهَبُ في طلَبِ الكلإِ في موضعه.

والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عند هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ

ماء السماء في الغُدْرانِ، فلا يزالون حاضرة يشربون الماء العِدَّ حتى

يقع ربِيعٌ بالأَرض، خَرَفِيّاً كان أَو شَتِيّاً، فإِذا وقع الربيع

تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وتتبعوا مَساقِطَ الغيث يَرْعَوْنَ الكَلأَ

والعُشْبَ، إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ، ويشربون الكَرَعَ، وهو ماءُ السماءِ، فلا

يزالون في النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ من عام قابل وتَنِشَّ

الغُدْرانُ، فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم على أَعدادِ المياه. والنُّجْعةُ:

طَلَبُ الكَلإ والعُرْفِ، ويستعار فيما سواهما فيقال: فلان نُجْعَتِي أَي

أَمَلي على المثال. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ.

والمُنْتَجَعُ: المَنْزِلُ في طَلب الكلإِ، والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى

المياه. وهؤلاء قوم ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون، ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها

وانْتَجَعُوها. وفي حديث بديل: هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا؛

التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة: طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. وفي

المثل: مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ. ويقال: انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف،

وانْتَجَعْنا فلاناً إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه؛ قال ذو الرمة:

فقلتُ لصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا

ويقال للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ، وجمعه مناجِعُ؛ ومنه قول ابن أَحمر:

كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها،

والقُفّ مما تَراه فِرْقةً دَرَرا

(* قوله« فرقة» كذا بالأصل مضبوطاً، والذي تقدم في مادة درر: فوقه) .

وكذلك نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه؛ قال:

أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي أَعْطَى النّعَمْ

بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ من الغَنَمْ

(* قوله« أعطاك إلخ» كذا بالأصل هنا وسيأتي انشاده في مادة بوك:

أعطاك يا زيد الذي يعطي النعم

من غير ما تمنن ولا عدم

بوائكاً لم تنتجع مع الغنم )

واستعمل عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ في الحرب لأَنهم إِنما يذهبون في ذلك إِلى

الإِغارة والنهب فقال:

فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ في

جَحْفَلٍ، كالليْلِ، خَطَّارِ العَوالي

ونَجع الطعامُ في الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً: هَنأَ آكِلَه أَو

تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عليه. ونَجع فيه الدّواءُ وأَنْجَعَ

إِذا عَمِلَ، ويقال: أَنْجَعَ إِذا نفَع. ونجَع فيه القولُ والخِطابُ

والوَعْظُ: عَمِلَ فيه ودخل وأَثَّرَ. ونجَع فيه الدواءُ يَنْجَعُ

ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بمعنى واحد، ونجَع في الدابة العلَفُ، ولا يقال

أَنْجَعَ.والنَّجُوعُ: المَدِيدُ. ونَجَعَه: سقاه النَّجُوعَ وهو أَن يَسْقِيَه

الماء بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ، وقد نَجَعْتُ البعير. وتقول: هذا طعام

ىننْجَعُ عنه ويُنْجَعُ به ويُسْتَنْجَعُ به ويُسْتَرْجَعُ عنه، وذلك

إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عنه، وكذلك الرِّعْيُ، وهو طعام ناجِعٌ

ومُنْجِعٌ وغائِرٌ. وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ: مَرِيءٌ، وماء نَجِيعٌ كما

يقال نَمِيرٌ. وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح.

والنَّجِيعُ: الدمُ، وقيل: هو دم الجَوفِ خاصَّة، وقيل: هو الطَّرِيُّ

منه، وقيل: ما كان إِلى السواد، وقال يعقوب: هو الدمُ المَصْبُوب؛ وبه فسر

قول طرفة:

عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه،

مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح

ونَجُوعُ الصبيّ: هو اللبن. ونُجِعَ الصبيّ بلبن الشاة إِذا غُذِيَ به

وسُقِيَه؛ ومنه حديث أُبيّ: وسل عن النبيذ فقال: عليك باللبن الذي

نُجِعْتَ به أَي سُقِيتَه في الصغر وعُذِّيت به. والنَّجِيعُ: خَبَطٌ يُضْرَبُ

بالدقيق وبالماء يُوجَرُ الجَمل. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: دخل عليه

المِقْدادُ بالسُّقْيا وهو يَنْجَع بَكَراتٍ له دقيقاً وخَبَطاً أَي

يَعْلِفُها، يقال: نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ، وهو

أَن يُخْلَطَ العلَفُ من الخبَط والدقيق بالماء ثم تسقاه الإِبلُ.

نجع
نَجَعَ الطَّعَامُ فِي الإنْسانِ، كمَنَعَ يَنْجَعُ نُجوعاً بالضَّمِّ وضبَطَه فِي الصِّحاحِ: من حَدَّيْ ضَرَبَ ومَنَعَ، هَكَذَا هُوَ بالكَسْرِ والفَتْحِ، على لَفْظِ يَنْجَِعُ وعليهِ إشارَة مَعًا: هَنَأ آكِلَهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ زادَ فِي اللِّسانِ: أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه، واسْتَمْرَأهُ وصَلَحَ عَلَيهِ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للأعْشَى:
(لَوْ أُطْعِمُوا المنَّ والسَّلْوى مَكانَهُم ... مَا أبْصَرَ النّاسُ طُعْماً فيهِمْ نُجَعَا)
ونَجعَ العَلَفُ فِي الدّابَةِ نُجُوعاً: أثَّرَ، وَلَا يُقَالُ: أنْجَعَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ.
وَمن المَجَازِ: نَجَعَ الوَعْظُ والخِطَابُ فيهِ أَي: عَمِلَ فيهِ ودَخَلَ فأثَّرَ، وقَوْلُه: الخِطَابُ هَكَذَا هُوَ فِي العُبَابِ، والأساسِ، واللِّسَانِ، وسائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ بالطّاءِ ووجِدَ بخَطِّ أبي زكريّا فِي الحاشِيَة الخِضابِ، وقدْ صَحَّحَ عَلَيْهِ، كأنْجَعَ ونَجَّعَ.
ويُقَالُ: هَذَا طَعَامٌ يُنْجَعُ عَنْه، ويُنْجَعُ بهِ، ويُسْتَنْجَعُ بهِ ويُسْتَرْجَعُ عنهُ، وذلكَ إِذا نَفَعَ، ويُسْتَمْرَأُ بهِ، ويُسْمَنُ عَنْهُ، وكذلكَ الرِّعْيُ.
وماءٌ نَجُوع، كصَبُورٍ، كَمَا يُقَالُ: نمِيرٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لأرْطاةَ بنِ سُهَيَّةَ:
(مَرَرْن على ماءِ الغِمَارِ فماؤُه ... نَجُوعٌ كَمَا ماءُ السّمَاءِ نَجُوعُ)
والنَّجُوعُ: المَديدُ، عَن ابنِ السّكِّيتِ، وهوَ: ماءُ بِبَزْرٍ أَو دَقيقٍ، تُسْقَاهُ الإبِلُ، وقَدْ نَجَعْتُها إيّاهُ، ونَجَعْتُها بهِ، كمنَعَ أَي: عَلَفْتُها بهِ.
والنُّجْعَةُ بالضَّمِّ طلبُ الكلإِ فِي مَوْضِعهِ تَقُولُ مِنْهُ: انْتَجَعْتُ كَمَا فِي الصِّحاحِ ج: النُّجَعُ، بضَمٍّ ففَتْحٍ، ومِنْهُ قيلَ لِقَومٍ: بِمَ كثُرَتْ أمْوالُكُم فقالُوا: أوْصانَا أبُونَا بالنُّجَعِ والرُّجَعِ، وَقد تَقَدَّم فِي رَجَعَ وقالَ الأزْهَرِيُّ: النُّجْعَةُ عندَ العَرَبِ: المَذْهَبُ فِي طَلَبِ الكَلإِ فِي مَوْضِعِه، والبادِيَةُ تُحْضَرُ) مَحاضِرُها عِنْدَ هَيْجِ العُشْبِ، ونَقْصِ الخُرَفِ، وفَنَاءِ ماءِ السّماءِ فِي الغُدْرانِ، فَلَا يَزَالُونَ حاضِرَةً يَشْرَبُونَ الماءَ العِدَّ، حَتَّى يَقَعَ رَبيعٌ بالأرْضِ خَرَفِيّاً كانَ أَو شَتِياً، فَإِذا وَقَعَ الرَّبيعُ تَوَزَّعَتْهُم النُّجَعُ، وتَتَبَّعُوا مَساقِطَ الغَيْثِ، يَرْعَونَ الكَلأ والعُشْبَ إِذا أعْشَبَتِ البِلادُ، ويَشْرَبُونَ الكَرَعَ، وهُوَ ماءُ السَّمَاءِ، فَلَا يَزالُون فِي النُّجَعِ إِلَى أنْ يَهِيجَ العُشْبُ منْ عامٍ قابِلٍ، وتَنِشَّ الغُدْرَانُ، فيَرْجِعُونَ إِلَى مَحاضِرِهِمْ على أعْدَادِ المِياهِ.
وقالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنا أنَّ مُعاوِيَةَ رَضِي الله عَنهُ قالَ لرجُلٍ كانَ يأكُلُ معَه على مائِدَتِه، فغاظَهُ كَثْرَةُ أكْلِه: إنَّكَ لَبَعِيدُ النُّجْعَةِ، أَي: بَعيدُ الطَّلَبِ للشّبَعِ، فقالَ: لعَنَ اللهُ طَعاماً يُؤْذى عليهِ أهْلُه، وكانَ تَنَاوَلَ دجاجَةً منْ بَيْنِ يَدَيْهِ، رَضِي اللهُ عَنهُ.
وشُجَاعٌ نُجاعٌ بضمِّ النُّونِ: إتْبَاعٌ لهُ، وَلَا يُفْرَدُ.
والنَّجِيعُ، كأمِيرٍ: خَبَطٌ يُضْرَبُ بالدَّقِيقِ وَالْمَاء ثُمَّ يُوجَرُ الإبِلَ أَي: تُسقاهُ، وقدْ نَجَعْتُها إيّاه، وبهِ ومنْهُ حديثُ عليٍّ: وهُوَ يَنْجَعُ بَكَراتٍ لهُ دَقيقاً وخَبَطاً أَي: يَعْلِفُها.
والنَّجِيعُ منَ الدَّمِ: مَا كانَ إِلَى السَّوادِ، أَو هُوَ الدَّمُ مُطْلَقاً، وقالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الدَّمث المَصْبُوبُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَةَ:
(عالَيْنَ رَقْماً فاخِراً لَوْنُه ... منْ عَبْقَرِيٍّ كنَجِيعِ الذِّبِيحْ)
أَو: دَمُ الجَوْفِ خاصَّةً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الأصْمَعِيِّ، وقيلَ: هُوَ الطَّرِيُّ منهُ، قالَ الشّاعِرُ:
(وتُخْضَبُ لِحْيَةٌ غَدَرَتْ وخانَتْ ... بأحْمَرَ منْ نَجِيعِ الجَوْفِ آنِ)
ويُقَالُ: طَعْنَةٌ تَمُجُّ النَّجِيعَ أَي: دَمَ الجَوْفِ، وقالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ:
(تَنَفَّسُ طَعْنَةٌ نَــجْلاءُ مِنْه ... ويقْلِسُ جانِباهُ دَماً نَجِيعَا)
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: أنْجَعَ الرَّجُلُ: إِذا أفْلَحَ.
وقالَ غَيْرُه: أنْجَعَ الفَصِيلَ: أرْضَعَه كَمَا فِي التَّكْمِلَة.
وانْتَجَعَ: طَلَبَ الكَلأَ فِي مَوْضِعِه قالَ سُوَْيَدٌ اليَشْكُرِيُّ:
(هَلْ سُوَيْدٌ غَيْرُ لَيْثٍ خادِرٍ ... ثَئِدَتْ أرْضٌ عليهِ فانْتَجَعْ)
وقالَ ابنُ الرِّقاعِ: (ولَيْسَ يأكُلُ ممّا أنْبَتَتْ أحَدٌ ... ولَوْ تَقَلَّبَ فِي الآفاقِ وانْتَجَعا)
وقالَ أَبُو ليْلَى: تَنَاوَلَ رَجُلٌ منْ بَيْنِ يَدَيْ مُعَاوِيَةَ من مُخَّة كانَ يأْكُلُهَا، فقالَ: منْ أجْدَبَ انْتَجَعَ.)
وَمن المَجَازِ: انْتَجَع فُلاناً: إِذا أتاهُ طالِباً مَعْرُوفَه، قَالَ ذُو الرُّمَةِ يَمْدَحُ بِلالَ بنَ أبي بُرْدَةَ:
(سَمِعْتُ النّاسَ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً ... فقُلْتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلالا)
كتَنَجَّع فيهِمَا، أَي فِي طَلَبِ الكَلإِ والمَعْرُوفِ، وَفِي حَدِيث بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ لَيْلَةَ فَتْحِ مَكَّةَ: هَذِه هَوازِنُ تَنَجَّعَتْ أرْضَنا.
والمُنْتَجَعُ بفتحِ الجِيمِ: المَنْزلُ فِي طَلَبِ الكَلإِ كَمَا فِي الصِّحاحِ والمَحْضَرُِ: المَرْجِعُ إِلَى المِياهِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: نَجِعَ، كفَرِحَ يَنْجَعُ فِي مَعْنَى انْتَجَعَ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ عَن يَعْقُوبَ.
وهؤلاءِ قَوْمٌ ناجِعَةٌ، ونَواجِعُ، وقَدْ نَجَعُوا الأرْضَ، منْ حَدِّ مَنَع.
والمَنْجَعُ: المُنْتَجَعُ، والجَمْعُ المَنَاجِعُ، قالَ ابنُ أحْمَرَ:
(كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُهَا ... والقُفُّ ممّا تَرَاهُ فَوْقَهُ دَرَرَا)
وكذلكَ: نَجَعَتِ الإبِلُ والغَنَم المَرْتَعَ، كانْتَجَعَتْهُ.
واسْتَعْمَلَ عَبِيدٌ الانْتِجَاعَ فِي الحَرْبِ، لأنَّهُم إنَّمَا يَذْهَبُونَ فِي ذلكَ إِلَى الإغَارَةِ والنَّهْبِ، فقالَ:
(فانْتَجَعْنَ الحارثَ الأعْرَجَ فِي ... جَحْفَلٍ كاللَّيْلِ خَطّارِ العَوالِي) ويُقَالُ: هُوَ نُجَْعتِي: أَي: أمَلِي، على المثلِ.
ونَجَعَ فيهِ الدّواءُ، وأنْجَعَ، ونَجَّعَ: نَفَعَ، يَنْجَعُ ويَنْجِعُ.
وطَعامٌ ناجِعٌ ومُنْجِعٌ: إِذا اسْتُمْرِئَ ونَفَعَ.
وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ: مَرِئَ.
والنَّجِيعُ: مَا نَجَعَ فِي البدَنِ منْ طَعامٍ أَو شَرَابٍ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لِمَسْعُودٍ أخي ذِي الرُّمَةِ:
(وقدْ عَلِمَتْ أسْمَاءُ أنَّ حَدِيثَها ... نَجِيعٌ كَمَا ماءُ السَّمَاءِ نَجِيعُ)
وتَنَجَّعَ: تَلَطَّخَ بالدَّمِ.
ونَجُوعُ الصَّبِيِّ: هُوَ اللَّبَنُ.
ونُجِعَ الصَّبِيُّ بلَبَنِ الشّاةِ، إِذا غُذِيَ بهِ، وهوَ مجازٌ.
وأنْجَعْتُ الإبِلَ: ألْقَمْتُها النَّجُوعَ، لُغَةٌ فِي نَجَعْتُ، عَن ابنش القَطّاعِ.
والنَّجْعُ، بالفَتْحِ: بَيْتٌ منْ شَعَرٍ، جَمْعُه النُّجُوعُ، كَبدْرٍ وبُدُورٍ، يُقَالُ: هَذَا نَجْعُ بَنِي فُلانٍ، يُطْلَقُ على مَواضِعِ النُّجْعَةِ.)
وقَدْ سَمَّوْا مُنْتَجِعاً.

نجل

نجل: {إنجيل}: من النجل، وهو الأصل. وقيل: من نجلت، أي استخرجت.
ن ج ل

نجلت الشيء نجلاً: رميت به. والناقة تنجل الحصى بمناسمها، ومنه: المنجل يقضب به العود من الشجرة ويرمى به. وعين نــجلاء، وعيون نجل. والأسد أنجل.

ومن المجاز: نجله أب كريم، ونجل به. وفحل ناجل: منجب. وهو نجل فلان. وقبّح الله تعالى ناجليه. وطعنة نــجلاء.
(ن ج ل) : (الْمِنْجَلُ) مَا تُحْصَدُ بِهِ الزَّرْعُ وَمِنْهُ يُكْرَهُ الِاصْطِيَادُ بِالْمَنَاجِيلِ الَّتِي تَقْطَعُ الْعَرَاقِيبَ وَالْيَاءُ لِإِشْبَاعِ الْكَسْرَةِ (وَقَوْلُهُ) الْقَيْلُولَةُ الْمُسْتَحَبَّةُ مَا بَيْنَ الْمِنْجَلَيْنِ أَيْ بَيْنَ دَاسِ الشَّعِيرِ وَدَاسِ الْحِنْطَةِ فِي الْوَاقِعَاتِ.
(نجل)
الْحَيَوَان نجلا سَار سيرا شَدِيدا وَالْأَرْض اخضرت وأنبتت النجيل وَالْولد نَسْله وَيُقَال نجل بِهِ وَالْأَرْض للزِّرَاعَة شقها والمرعى حشه بالمنجل وعدوه بِالرُّمْحِ رَمَاه بِهِ وَيُقَال فلَان ينجل النَّاس يعيبهم ويغتابهم وَالرجل ضربه بِمقدم رجله فتدحرج

(نجل) نجلا اتسعت عينه وَحسنت والشجة اتسعت فَهُوَ أنجل (ج) نجل ونجال وَهِي نــجلاء (ج) نجل
ن ج ل: (النَّجْلُ) النَّسْلُ. وَ (الْمِنْجَلُ) مَا يُحْصَدُ بِهِ. وَ (النَّجَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ سَعَةُ شَقِّ الْعَيْنِ، وَالرَّجُلُ (أَنْجَلُ) ، وَالْعَيْنُ (نَــجْلَاءُ) ، وَالْجَمْعُ (نُجْلٌ) . وَ (الْإِنْجِيلُ) كِتَابُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَمَنْ أَنَّثَ أَرَادَ الصَّحِيفَةَ وَمَنْ ذَكَّرَ أَرَادَ الْكِتَابَ. 
ن ج ل : النَّجْلُ قِيلَ الْوَالِدُ وَقِيلَ النَّسْلُ وَهُوَ مَصْدَرُ نَجَلَهُ أَبُوهُ نَجْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَالْمِنْجَلُ بِالْكَسْرِ آلَةٌ مَعْرُوفَةٌ.

وَالنَّجَلُ بِفَتْحَتَيْنِ سَعَةُ الْعَيْنِ وَحُسْنُهَا وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَعَيْنٌ نَــجْلَاءُ مِثْلُ حَمْرَاءَ وَالْإِنْجِيلُ قِيلَ مُشْتَقٌّ مِنْ نَجَلْتُهُ إذَا اسْتَخْرَجْتَهُ. 

نجل



طَعْنَةٌ نَجْلَآءُ A wide wound with a spear or the like. (TA.) See an ex. in a verse cited voce رُبَّ. b2: عَيْنٌ نَجْلَآءُ A wide eye; pl. عُيُونٌ نُجْلٌ. (TA.) See a verse in art. فرغ (conj. 4).

مِنْجَلٌ A reaping-hook. (Mgh; and S, K, voce مِحْصَدٌ.) It has a toothed, or serrated, edge: (A, art. حز; and K, art. اشر:) and is sometimes plain. (K, voce مِحَشٌّ, and M and L, voce سِنٌّ.) See مِخْلَبٌ and دَرَهْرَهَةٌ. b2: [A reaping-hook: or a pruning-hook: sometimes signifying the latter:] an iron implement, having teeth, with which seed-produce is cut: or one with which the wood, or branch, is cut off from the tree, and cast down, or away. (TA.) نَجيلٌ

: see طَحْمَآءُ.
(نجل) - قَولُه تعالى: {وَالْإِنْجِيلَ}
: أي الأَصلُ، كأَنّه جُعِلَ أصْلًا لهم؛ ليُحِلُّوا حَلالَه، ويُحرِّمُوا حَرامَه.
وقيل: أُخِذَ مِن نجَلْتُ الشىّءَ؛ أي استَخرَجْتُه، كَأنه أُظهِر للخَلْقِ بعد دُرُوسِ الحقّ، وَقيل: هو مُعَرَّبٌ.
- في الحديث: "وَتَتَّخِذُونَ السُّيُوفَ مَناجِلَ"
: أي إنّ الناسَ يَترُكُونَ الِجهادَ، ويشتَغِلونَ بالحَرْثِ وَالزِّرَاعَةِ.
- في حديث الزبير: "عَيْنَينِ نَجْلاويْنِ "
: أي واسِعَتَينِ. 
بَاب النجل

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن ابيه قَالَ النجل المَاء المستنقع والنجل الْوَلَد والنجل النز والنجل الْجمع الْكثير من النَّاس والنجل المحجة الْوَاضِحَة والنجل سلخ الْجلد من قَفاهُ والنجل إثارة أَخْفَاف الْإِبِل الكمأة أَي إظهارها والنجل السّير الشَّديد وَيُقَال للجمال إِذا كَانَ حاذقا منجل والنجل محو الصَّبِي اللَّوْح والنجل الْجَمَاعَة تَجْتَمِع فِي الْخَيْر وَيجوز أَن يكون الْإِنْجِيل مأخوذا من هَذَا كُله وَمن النجل الْوَلَد قَوْله للأعشى

(أَنْجَب أزمان والداه بِهِ ... إِذْ نجلاه فَنعم مَا نجلا) منسرح

[نجل] نه: في صفة الصحابة: معه قوم صدورهم "أناجيلهم"، هي جمع إنجيل وهو كتاب عيسى عليه السلام، وهو اسم عبراني أو سرياني وقيل: عربي، أي يقرؤن كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في صدورهم حفظًا، وكان أهل الكتاب إنما يقرؤن كتبهم من الصحف وما يحفظها إلا القليل، وروى: وأناجيلهم في صدورهم، أي كتبهم محفوظة فيها. وفيه: وكان واديها يجري "نجلًا"، أي نزا وهو الماء القليل أي وادي المدينة، وجمعه أل. ط: هو بفتح نون وسكون جيم: ماء يظهر على وجه الأرض. نه: ومنه: البلاد الوبيئة ذات "الأنجال" والبعوض، أي النزوز والبق. وفيه: عينين "نجلاوين"، أي واسعتين.: ومنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم "أنجل"، والنجل: سعة العين في حسن. نه: وفي ح الزهري: كان له كلب صائد يطلب لها الفحولة يطلب "نجلها"، أي ولدها. غ: قبح الله "ناجليه"، والديه. نه: وفيه: من "نجل" الناس "نجلوه"، أي عابهم وقطع أعراضهم بالشتم كما يقطع المنجل الحشيش. ومنه ح: وتتخذ السيوف "مناجل"، أراد أن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحرث والزراعة.

نجل


نَجَلَ(n. ac. نَجْل)
a. Begot.
b.(n. ac. نَجْل
نَجْلَة), Kicked; knocked; illtreated.
c. Split; tore off.
d. Manifested, disclosed.
e. Became covered with verdure (earth).
f.(n. ac. نَجْل), Threw, flung.
g. Wiped (writingtablet).
h. [acc. & Bi], Pierced, stabbed with.
i. Hastened.
j. Drew, took out.

نَجِلَ(n. ac. نَجَل)
a. Had large eyes.

تَنَاْجَلَa. Came to blows, fought.
b. Begot children.

إِنْتَجَلَa. Appeared; disappeared.

إِسْتَنْجَلَa. Abounded with springs, was well-watered.

نَجْل
(pl.
أَنْجَاْل)
a. Offspring, progeny; son.
b. Spring, running water.
c. Progenitor; begetter.
d. Broad road; highway.
e. Work; operations.
f. Multitude.

أَنْجَلُ
(pl.
نُجْل نِجَاْل)
a. Large-eyed.
b. Large, wide; deep (thrust).
مِنْجَل
(pl.
مَنَاْجِلُ)
a. Scythe; sickle.
b. Luxuriant, flourishing (corn).
c. Rag, wiper, sponge.
d. Having many children.

نَاْجِلa. Of noble race.
b. Progenitor; parent.

نَاْجِلَة
(pl.
نَوَاْجِلُ)
a. fem. of
نَاْجِل
نَجِيْل
(pl.
نُجُل)
a. A certain plant.

إِنْجِيْل
(pl.
أَنَاْجِيْلُ), G.
a. Evangel, gospel.

إِنْجِيْلِيّa. Evangelical.
b. Evangelist.

نَجْلَآءُa. fem. of
أَنْجَلُ
شَمَّاس إِنْجِيْلِيّ
a. Deacon.
[نجل] النجْل: النَسْل. ونَجلَه أبوه، أي وَلَدهُ. يقال: قبَّح الله ناجليْه. وفرسٌ ناجل، إذا كان كريم النجل. ونجل الشئ أي رمى به. والناقةُ تنجُل الحَصى بمناسِمِها نجلاً، أي ترمي به وتدفعه. ونجلَه، أي طعنه فأوسع شقه. ونجلْتُ الإهاب، إذا شققت عن عُرقوبَيْه جميعاً ثم سلخته، كما يَسلخ الناسُ اليومَ. وهو إهابُ مَنْجولٌ. ونجَلت الأرض: اخضرَّت. ونجلْت الرجلَ نجلَة، إذا ضربته بمقدم رجلك فتدحرج. يقال: " من نَجَلَ الناسَ نجلوه " أي من شارَّهم شارُّوه. ويقال: استنجل الموضعُ، أي كثُر به النَجْلُ، وهو الماء يَظْهَرُ من الأرض. والنجيل: ما تكَسَّرَ من ورق الهَرْم، وهو ضرب من الحمض. قال أبو خراش يصف ماء آجنا:

له عرمض مستأسد ونجيل * والنواجل من الإبل: التي ترعاه. والمِنْجَلُ: ما يُحْصد به. والنَجَلُ بالتحريك: سَعةُ شقِّ العين. والرجلُ أنجلُ والعينُ نــجلاءُ، والجمع نُجل . وطعنةٌ نَــجْلاءُ، أي واسعة بيِّنة النَجَلِ. وسِنانٌ مِنْجل، أي واسعُ الطعنةِ. والصحصحان الانجل، هو الواسع. ونجلت الشئ، أي استخرجته. والانجيل: كتاب عيسى عليه السلام، يؤنث ويذكر. فمن أنث أراد الصحيفة، ومن ذكر أراد الكتاب.
نجل: استنجل: وردت (في ديوان الهذليين 188: 6 و234: 2).
نجلة = نجل: (باين سميث. اقرأها على هذه الصورة).
نجيل: إصبعية (جنس أعشاب علفية): Dectyle ( من النجيليات وحيدات الفلقة تشمل النباتات الحبية والعلفية). Panic dactyle عرق النجيل الغليظ (سانح).
نجيل: بقلة الغزال البيضاء dictame blane ( بوشر).
نجيل: نجم، ثيل chiendent هو عرق الإنجيل أيضا (بوشر).
نجيل: العشب عامة (سانح، انظر راوولف 230).
أنجلك في محيط المحيط (الانجل الواسع العين الحسنها والأنثى نــجلاء) (عبد الواحد 188): ذوات الأعين النجل.
النجيل: انظر مادة نجيل.
منجل: منجل البستاني (برجرن) مشذب صغير: منجل الزير (ابن العوام 1: 437: 18 و502: 11).
منجل: يدعى بالبرتغالية manchil وهو الساطور couperet الذي يستعمله القصاب أيضا (انظر 1 و6 عند فريتاج).
نجم نجم: قدر، صمم، استطاع، أمكنه كذا (شيرب).
نجم (بالتشديد) قسط الدين إلا أن نجم عليه الدين معناها جعله يدفع دينه مقسطا (معجم الطرائف).
نجم: قام بمهمات علم الفلك (مملوك 1، 2، 50). تعرض لتأثير الهواء خلال الليل وهذا ما قصده (فريتاج) حين شدد هذه الكلمة لأن ابن البيطار (1: 58) ذكر: وترك إلى الصباح منجما. لقد ورد التشديد في مخطوطتنا أيضا وكذلك عند (ابن العوام 1: 143).
نجم: قدر، صمم (بوشر -دليل الجزائر) (رولاند).
أنجم الربيع عنا: تركنا الربيع (الكامل 15: 504).
نجم: الواحدة نجمة (فوك، بوشر ألف ليلة 3: 49).
نجم: طالع فلكي كشف له النجم: قرأ له طالعه (بوشر).
النجوم: علم النجوم (باين سميث 1745).
نجم: أجل. الوقت المحدد للدفع، مواعيد الدفع (انظر أصل هذا التعبير في معجم الطرائف) (الدفع على آجال: رولاند).
نجم ونجمة: الوقت المحدد لدفع القسط (همبرت 254) نجما بعد نجم: دفوعات متعاقبة الأجل (الجريدة الآسيوية 1843: 2، 222).
نجوم القرآن (المقدمة 1: 180).
نجم: مصنوعات زجاجية حباتها كبيرة (غدامس 40).
نجوم: لآلئ صغيرة أو قطع ذهبية (رولاند).
نجم: cynodon dactylon نجيل، ثيل (براكس جريدة الشرق والجزائر 8: 341).
نجمة العين: غضن العين (طبقة تغلف العين) (دومب 88).
نجام: موارد الرزق ressourees ( شيرب ديال 35).
نجامة: تنجيم بالتعقل (أيار 91: 1، أماري 331، المقدمة 1: 203 وما بعدها 213: 6 و3: 86 و133: 16 اوتوب 213): المقدم في الطب والنجامة.
النجومية أو الفلكية: نوع من أنواع لعب الشطرنج (فإن درلند 1: 108).
علم التنجيم: التنجيم بالتعقل (بوشر) وكذلك التنجيم وحده (المقري 1: 136).
تنجيمي: متعلق بعلم التنجيم (بوشر).
منجم: مرصع بالنجوم، كوكبي الشكل (الكالا).
منجم: ضارب الرمل (المقدمة 2: 117).
نجل
نجَلَ/ نجَلَ بـ يَنجُل، نَجْلاً، فهو ناجِل، والمفعول مَنْجول
• نجَل المولودَ/ نجَل بالمولود: وَلَدَه، نَسَلَه. 

نجِلَ يَنجَل، نَجَلاً، فهو أنْجَلُ
• نجِلتِ العينُ: اتّسَعَت، وحَسُنت. 

نجَّلَ ينجِّل، تنجيلاً، فهو مُنجِّل، والمفعول مُنجَّل
• نجَّل الملعبَ: زرعه نجيلاً. 

أنْجَلُ [مفرد]: ج نِجال ونُجْل، مؤ نَــجلاءُ، ج مؤ نَجْلاوات ونُجْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نجِلَ ° طعنة نَــجْلاء: واسعة نافذة، قاتلة- غادة نَــجْلاء: واسعة العينين- لَيْلَةٌ نَــجْلاء: طويلة. 

مِنْجَل [مفرد]: ج مَنَاجِلُ: آلة لها شفرة شبه دائريَّة ونصل معقوف تستخدم لحصد الزَّرع، أو لحَشِّ العُشب.
• أبو مِنْجَل: (حن) طائر قدّسه قدماء المصريين، وهو لديهم رسول العلم والمعرفة. 

مِنْجَلة [مفرد]: ج مَنَاجِلُ: أداة من فكّين أحدهما ثابت والآخر مُتحرِّك تُستعمل للقبض على الأشياء المُراد قطعُها أو تشكيلُها، منها ما يُثبَّت بالمنضدة، ومنها ما يُثبَّت في ماكينات التشغيل. 

مِنجليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مِنْجَل.
• فقر الدَّم المِنْجَليّ: (طب) فقر دم مزمن وقاتل يسبِّبه جين مُورَّث يتَّسم بخلايا دم حمراء منجليّة الشكل، وهذا المرض يصيب السودَ في إفريقيا أو الأشخاصَ من أصل إفريقيّ، ويُؤدِّي إلى ألم في المفاصل وحمّى وتقرحات في الساق. 

نَجْل [مفرد]: ج أنْجال (لغير المصدر):
1 - مصدر نجَلَ/ نجَلَ بـ.
2 - أصل طيِّب، وطبع حسن "هو كريم النَّجل".
3 - وَلَدٌ، ابن، نَسْل "أقرّ الله عينك بأنجالك- وفي الأصل غشّ والفروع توابعُ ... وكيف وفاء النجل والأبُ غادرُ".
4 - كلمة تستعمل للتمييز بين الوالد والابن عندما يحملان الاسم نفسه. 

نَجَل [مفرد]: مصدر نجِلَ. 

نَجيل [جمع]: جج نُجُل: (نت) نبات عشبيّ مُعَمَّر يفترش على الأرض، ويذهب ذهابًا بعيدًا، يكثر في الأراضي التي تُسْقَى، فيضرُّ بالزروع. 

نَجيليَّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من وحيدات الفلْقة، معظمها أعشاب حَوْليّة وبعضها مُعَمَّر، ثمارُها حُبوب غنيَّة بالموادّ النشويّة، تشمل أهمّ النباتات الغذائيّة والعلفيّة كالقمح، والشعير، والذرة، والأرز. 
(ن ج ل)

النَّجْل: الْوَلَد. نَجَل بِهِ أَبوهُ يَنْجل نَجْلا، ونَجَله، قَالَ الْأَعْشَى:

أَنْجَب أَيَّام والداه بِهِ ... إِذْ نَجَلاه فنِعْم مَا نَجَلا

قَالَ الْفَارِسِي: معنى والداه بِهِ: كَمَا تَقول: أَنا بِاللَّه وَبِك.

والانتجال: اخْتِيَار النَّجْل، قَالَ:

وانتجلوا من خير فَحْل يُنْتَجَلْ

والنَّجْل: الْوَلَد ايضا، ضد، حكى ذَلِك أَبُو الْقَاسِم الزجاجي فِي نوادره.

والنَّجْل: الرَّمْي بالشَّيْء.

وَقد نَجَل بِهِ، ونَجَله، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

كأنَّ الحَصَى من خلفهَا وأمامها ... إِذا نجلته رِجْلُها خَذْفُ أعسرا

والمِنْجَل: الَّذِي يقضب بِهِ الْعود فيُنْجَل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهَذَا الضَّرْب مِمَّا يعتمل بِهِ، مكسور الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن، واستعاره بعض الشُّعَرَاء لأسنان الْإِبِل فَقَالَ:

إِذا لم يكن إلاَّ القَتَادُ تنزَّعَتْ ... مناجلُها أصل القَتَاد المكالِب

ونَجَل الشَّيْء يَنْجُله نَجْلا: شقَّه.

والمنجول من الْجُلُود: الَّذِي يشق من عرقوبيه جَمِيعًا، قَالَ المخبل:

وأنكحتمُ رَهْواً كَأَن عِجانَها ... مَشَقُّ إهابٍ أوسع السَّلْخَ ناجلُهْ

يَعْنِي بالرهو هُنَا: خليدة بنت الزبْرِقَان ابْن بدر، وَلها حَدِيث قد تقدم.

ونَجَله بِالرُّمْحِ يَنْجله نَجْلا: طعنه.

وَسنَان مِنْجَل: وَاسع الْجرْح.

وطعنة نــجلاء: وَاسِعَة.

وبئر نــجلاء المجم: واسعته، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: إِن لَهَا بِئْرا بشرقِيّ العَلَمْ ... واسعةَ الشُّقَّة نــجلاء المِجَمّ

والنَّجَل: سَعَة الْعين.

نجِل نَجَلا، وَهُوَ أَنْجل.

وَالْجمع: نُجْل، ونِجَال.

ومزاد أنجل: وَاسع عريض.

وليل أنجل: وَاسع طَوِيل.

والنَّجْل: المَاء السَّائِل.

والنَّجْل: النز الَّذِي يخرج من الأَرْض والوادي. وَالْجمع: نِجَال.

واستنجلت الأَرْض: كثت فِيهَا النِّجَال.

واستنجل النز: استخرجه.

والإنْجِيل: صحيفَة النَّصَارَى، مُشْتَقّ مِنْهُ.

وَقيل: اشتقاقه من النَّجْل الَّذِي هُوَ الأَصْل، وَقَرَأَ الْحسن: (وليحكم أهل الأنجيل) بِفَتْح الْهمزَة، وَلَيْسَ هَذَا الْمِثَال فِي كَلَام الْعَرَب، قَالَ الزّجاج: وللقائل أَن يَقُول: هُوَ اسْم أعجمي، فَلَا يُنكر أَن يَقع بِفَتْح الْهمزَة؛ لِأَن كثيرا من الامثلة الأعجمية يُخَالف الْأَمْثِلَة الْعَرَبيَّة؛ نَحْو آجر، وَإِبْرَاهِيم، وهابيل، وقابيل.

والنَّجِيل: ضرب من دق الحمض.

وَالْجمع: نُجُل.

قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ خير الحمض كُله وألينه على السَّائِمَة.

وأنجلوا دوابهم: أرسلوها فِي النَّجِيل.

ومَنَاجِل: اسْم مَوضِع، قَالَ لبيد:

وجادَ رَهْوَى إِلَى مَنَاجِلَ فالصَّحْ ... رَاء أمست نِعَاجُه عُصَبا 

نجل: النَّجْل: النَّسْل. المحكم: النَّجْل الولد، وقد نَجَل به أَبوه

يَنْجُل نَجْلاً ونَجَلَه أَي ولَدَه؛ قال الأَعشى:

أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ به،

إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم ما نَجَلا

قال الفارسي: معنى والداه به كما تقول أَنا بالله وبِكَ. والناجِلُ:

الكريم النَّجْل، وأَنشد البيت، وقال: أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه في

زمانه، والكلام مقدَّم ومؤخَّر. والانْتِجالُ: اختيار النَّجْل؛ قال:

وانْتَجَلُوا من خير فَحْلٍ يُنْتَجَلْ

والنَّجْل: الوالد أَيضاً، ضدّ؛ حكى ذلك أَبو القاسم الزجاجي في نوادره.

يقال: قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه. وفي حديث الزهري: كان له كَلْب صائد يطلب

لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي ولدها. والنَّجْل: الرمي بالشيء، وقد

نَجَل به ونَجَله؛ قال امرؤ القيس:

كأَنَّ الحَصَى من خَلْفها وأَمامِها،

إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرَا

وقد نجَل الشيءَ أَي رمَى به. والناقة تَنْجُل الحَصَى مَناسِمُها

نَجْلاً أَي ترمِي به وتدفعه. ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضربته بمقدَّم

رجلك فتدحرج. يقال: من نَجَل الناس نَجَلوه أَي من شارَّهم شارُّوه. وفي

الحديث: من نَجَل الناس نَجَلوه أَي مَنْ عاب الناس عابوه ومَنْ سَبَّهم

سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ، وقد

صُحِّف هذا الحرف فقيل فيه: نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه، فهو ينْحَله

يُسابُّه؛ وأَنشد لطرفة:

فَذَرْ ذَا، وَانْحَل النُّعْمان قَوْلاً،

كنَحْتِ الفَأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قال الأَزهري: قوله نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه باطل وهو تصحيف

لِنَجَل فلان فلاناً إِذا قَطَعه بالغيبةِ؛ قال الأَزهري: قاله لليث بالحاء

وهو تصحيف.

والنَّجْل والفَرْض معناهما القَطْع؛ ومنه قيل للحديدة ذات الأَسنان:

مِنْجَل، والمِنْجَل ما يُحْصَد به. وفي الحديث: وتُتَّخَذ السُّيوف

مَناجِل؛ أَراد أَن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة، والميم

زائدة. والمِنْجَل: المِطْرَد؛ قال مسعود بن وكيع:

قد حَشَّها الليل بِحادٍ مِنْجَلِ

أَي مِطْرَد يَنْجلها أَي يسرع بها. والمِنْجَل: الذي يقضَب به العود من

الشجر فيُنْجَل به أَي يرمَى به؛ قال سيبويه: وهذا الضرب مما يُعتمل به

مكسور الأَول، كانت فيه الهاء أَو لم تكن؛ واستعاره بعض الشعراء لأَسْنان

الإِبل فقال:

إِذا لم يكن إِلاَّ القَتادُ، تَنَزَّعت

مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب

ابن الأَعرابي: النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ في السابِل، وهو مِحْمَل

الطيَّانين، إِلى البَنَّاء.

ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلاً: شقَّه. والمَنْجُول من الجلود: الذي

يُشق من عُرْقوبَيْه جميعاً ثم يسلَخ كما تسلخ الناس اليوم؛ قال

المُخَبَّل:وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها

مَشَقُّ إِهاب، أَوْسَع السَّلْخَ ناجِلُهْ

يعني بالرَّهْو هنا خُلَيدة بنت الزِّبْرقان، ولها حديث مذكور في موضعه.

وقد نَجَلْت الإِهاب وهو إِهابٌ مَنْجول؛ اللحياني: المَرْجُول

والمَنْجول الذي يُسلخ من رجليه إِلى رأْسه. أَبو السَّمَيْدع: المَنْجول الذي

يُشقّ من رجله إِلى مذبحه، والمَرْجُول الذي يُشقّ من رجله ثم يقلَب

إِهابه. ونَجَله بالرُّمْح يَنْجُله نَجْلاً: طَعَنه وأَوسع شَقَّه. وطَعْنة

نَــجْلاء أَي واسعة بَيِّنة النَّجَل. وسِنان مِنْجَل واسع الجُرْح. وطَعْنة

نــجلاء: واسعة. وبئر نَــجْلاء المَجَمِّ: واسِعَته؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنَّ لها بئراً بِشَرْقِيِّ العَلَمْ،

واسعةَ الشُّقّة، نَــجْلاءَ المَجَمْ

والنَّجَل، بالتحريك: سعة شقِّ العين مع حُسْنٍ، نَجِل نَجَلاً وهو

أَنْجَل، والجمع نُجْل ونِجال، وعين نَــجْلاء، والأَسد أَنْجَل. وفي حديث

الزبير: عينين نَجْلاويْن؛ عين نــجلاء أَي واسعة. وسنان مِنْجَل إِذا كان

يُوسِّع خرق الطعنة؛ وقال أَبو النجم:

سِنانُها مثل القُدامَى مِنْجَل

ومَزاد أَنْجَلُ: واسع عريض. وليل أَنْجَل: واسع طويل قد علا كلَّ شيء

وأَلبَسَه، وليلة نَــجْلاء.

والنَّجْل: الماء السائل. والنَّجْل: الماءُ المُستنقِع، والولَد،

والنَّزُّ، والجمع الكثير من الناس، والمَحَجَّة الواضحة، وسلْخ الجِلْد من

قَفاه. والنَّجْل أَيضاً: إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها.

والنَّجْل: السير الشديد والجماعة أَيضاً تَجتمع في الخير. وروي عن عائشة،

رضي الله عنها، أَنها قالت: قَدِم رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

المدينةَ وهي أَوْبأُ أَرض الله وكان واديها يَجْري نَجْلاً؛ أَرادت أَنه كان

نَزًّا وهو الماء القليل، تعني واديَ المدينة، ويجمع على أَنْجال؛ ومنه

حديث الحرث بن كَلْدة: قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجال والبَعوض

أَي النُّزُوز والبَقِّ. ويقال: استَنْجلَ الموضع أَي كثُر به النَّجْل

وهو الماء يظهر من الأَرض. المحكم: النَّجْل النزّ الذي يخرج من الأَرض

والوادي، والجمع نِجال. واستَنْجلَتِ الأَرض: كثرت فيها النِّجال. واستنجَل

النزَّ: استخرجه. واستنْجَل الوادي إِذا ظهرَ نُزُوزه. الأَصمعي:

النَّجْل ماء يُستَنْجل من الأَرض أَي يستخرج. أَبو عمرو: النجْل الجمع الكثير

من الناس، والنَّجْل المَحَجَّة.

ويقال للجَمَّال إِذا كان حاذقاً: مِنْجَل؛ قال لبيد:

بِجَسْرَة تنجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ،

إِذا توقَّد في الدَّيْمُومة الظُّرَر

أَي تثيرُها بخفها فترمي بها. والنَّجْل: مَحْوُ الصبيّ اللوح. يقال:

نَجَل لوحَه إِذا محاه. وفحل ناجِل: وهو الكريم الكثير النَّجْل؛

وأَنشد:فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها،

وانْتَجَلُوا من خير فحل يُنْتَجَل

وفرس ناجِل إِذا كان كريم النَّجْل. أَبو عمرو: التَّناجُل تنازع الناس

بينهم. وقد تناجَل القومُ بينهم إِذا تنازعوا. وانْتَجَلَ الأَمرُ

انتِجالاً إِذا استبان ومضى. ونَجَلْت الأَرض نَجْلاً: شقَقْتها للزراعة.

والإِنْجِيل: كتاب عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، يؤَنث ويذكَّر، فمَن

أَنث أَراد الصحيفة، ومن ذكَّر أَراد الكتاب. وفي صفة الصحابة، رضي الله

عنهم: معه قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم؛ هو جمع إِنجيل، وهو اسم كتاب الله

المنزَّلِ على عيسى، عليه السلام، وهو اسم عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ،

وقيل: هو عربي، يريد أَنهم يقرؤون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في

صدورهم حِفظاً، وكان أَهل الكتاب إِنما يقرؤون كتبهم في الصحف ولا يكاد أَحدهم

يجمعها حفظاً إِلا القليل، وفي رواية: وأَناجِيلهم في صدورهم أَي أَن

كتُبَهم محفوظة فيه. والإِنْجيل: مثل الإِكْلِيل والإِخْرِيط، وقيل اشتقاقه

من النَّجْل الذي هو الأَصل، يقال: هو كريم النَّجْل أَي الأَصل

والطَّبْع، وهو من الفِعل إِفْعِيل. وقرأَ الحسن: وليحكُم أَهل الأَنْجِيل، بفتح

الهمزة، وليس هذا المثال من كلام العرب. قال الزجاج: وللقائل أَن يقول

هو اسم أَعجمي فلا يُنكَر أَن يقع بفتح الهمزة لأَن كثيراً من الأَمثلة

العجمية يخالف الأَمثلةَ العربية نحو آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل.

والنَّجِيل: ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف، والجمع نُجُل. قال أَبو حنيفة:

هو خير الحَمْض كله وأَلْيَنُه على السائمة. وأَنْجَلوا دوابَّهم:

أَرسلوها في النَّجِيل. والنَّواجِلُ من الإِبل: التي ترعَى النجيل، وهو

الهَرْم من الحَمْض. ونَجَلَتِ الأَرض: اخْضرَّتْ. والنَّجِيل: ما تكسَّر من

ورَق الهَرْم، وهو ضرْب من الحَمْض؛ قال أَبو خراش يصف ماءً آجِناً:

يُفَجِّين بالأَيْدي على ظهر آجِنٍ،

له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ

(* قوله «يفجين إلخ» هكذا في الأصل بالجيم، وتقدم في مادة أسد يفحين

بالحاء، والصواب ما هنا).

ابن الأَعرابي: المِنْجَل السائق الحاذِق، والمِنْجَل الذي يمحو أَلْواح

الصِّبْيان، والمِنْجَل الزرع الملتفُّ المُزْدَجُّ، والمِنْجَل الرجل

الكثير الأَولاد، والمِنْجَل البعير الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه.

والصَّحْصَحانُ الأَنْجل: هو الواسع. ونَجَلْت الشيء أَي استخرجْته.

ومَناجِلُ: اسم موضع؛ قال لبيد:

وجادَ رَهْوَى إِلى مَناجِلَ فالـ

ـصَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

نجل
النَّجْل: الولَد، كَمَا فِي المُحْكَم، وَمِنْه حديثُ الزُّهْريِّ: كانَ لَهُ كَلبٌ صائِدٌ يَطْلُبُ لَهَا الفُحولَةَ، يطلبُ نَجْلَها، أَي وَلَدَها، وَفِي العُباب: أَي نَسْلَها. والوالِدُ أَيْضا ضِدٌّ، حكى ذَلِك أَبُو القاسمِ الزّجّاجيُّ فِي نوادرِه. النَّجْل: الرَّمْيُ بالشيءِ، وَقد نَجَلَ بِهِ، ونَجَلَه، قَالَ امرؤُ القَيس:
(كأنَّ الحَصى مِن خَلْفِها وأمامِها ... إِذا أَنْجَلَتْه رِجلُها خَذْفُ أَعْسَرا)
والناقةُ تَنْجُلُ الحَصى بمَناسِمِها نَجْلاً: أَي ترمي بِهِ وتدفعُه. النَّجْل: العملُ والصُّنْع، قَالَ بَلْعَاءُ بنُ قَيسٍ:
(ولمّا أَتَى يومٌ بأيّامِ فَخَّةٍ ... وَأَنْجُلُ فِي ذاكَ الصَّنيعِ كَمَا نَجَلْ)
قَالَ أَبُو عمروٍ: النَّجْل: الجمعُ الكثيرُ من النَّاس، زادَ غيرُه: يجتمعونَ فِي الْخَيْر. النَّجْل: السَّيرُ الشَّديد. أَيْضا: المَحَجَّةُ الواضحةُ. أَيْضا: مَحْوُ الصبيِّ لَوْحَه. أَيْضا: الطَّعنُ، يُقَال: نَجَلَه بالرُّمْح: أَي طَعَنَه فأوسَعَ شَقَّه. أَيْضا: الشَّقُّ، وَقد نَجَلَه يَنْجُلُه نَجْلاً. أَيْضا: النَّزُّ الَّذِي يخرجُ من الأرضِ وَمن الْوَادي وَهُوَ الماءُ المُستنقَعُ، وَمِنْه حديثُ الْمَدِينَة: وَكَانَ واديها نَجْلاً يَجْرِي، أَي: نَزَّاً وَهُوَ الماءُ القليلُ، ويُجمَعُ على نِجالٍ، وأَنْجَالٍ، وَمِنْه حديثُ الحارثِ بن كَلَدَةَ أنّه قالَ لعُمرَ: البلادُ الوَبِئَةُ ذاتُ الأَنْجالِ والبَعوض، أَي: النُّزوزِ والبَقِّ. واسْتَنجلَتِ الأرضُ: كَثُرَ نَجْلُها وَهُوَ الماءُ يخرجُ من الأَرْض. النَّجْلُ: الماءُ السائلُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: النَّجْل: ماءٌ يُستَنْجَلُ من الأَرْض، أَي يُستَخرَج.النُّجْلُ، بالضَّمّ: ة أَسْفَلَ صُفَيْنةَ بالحِجاز. النَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: سَعَةُ شِقِّ العَينِ مَعَ حُسنٍ. نَجِلَ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَنْجَلُ، ج: نُجْلٌ، بالضَّمّ ونِجالٌ بالكَسْر. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّجَلُ: نَقّالو الجَعْوِ لطِينِ اللبِنِ فِي السابِلِ، وَهُوَ مِحمَلُ الطّيّانين، إِلَى الْبناء.
والأَنْجَل: الواسعُ العريضُ الطويلُ من كلِّ شيءٍ، يُقَال: مَزادٌ أَنْجَلُ: أَي واسعٌ عريضٌ، وَلَيْلٌ أَنْجَلُ: واسعٌ طويلٌ قد عَلا كلَّ شيءٍ وأَلْبَسَه. وَنَجَله أَبوهُ نَجْلاً وَلَدَه، قَالَ الْأَعْشَى:
(أَنْجَبَ أَزْمَانَ والِداهُ بهِ ... إذْ نَجَلاه فنِعمَ مَا نَجَلا)
نَجَلَ الإهابَ: شَقَّه عَن عُرْقوبَيْهِ ثمّ سَلَخَه كَمَا يَسْلُخُ الناسُ اليومَ، وَهُوَ مَنْجُولٌ وذاكَ ناجِلٌ، قَالَ المُخَبّل:
(وَأَنْكَحْتُمُ رَهْوَاً كأنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ)
يَعْنِي بالرَّهْوِ هُنَا خُلَيْدةَ بنتَ الزِّبْرِقان، وَلها حديثٌ مذكورٌ فِي مَوْضِعه، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ:)
المَرْجولُ والمَنْجول: الَّذِي يُسلَخُ من رِجلَيْه إِلَى رأسِه، وَقَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: المَنْجول: الَّذِي يُشَقُّ من رِجلِه إِلَى مَذْبَحِه، والمَرْجول: الَّذِي يُشَقُّ من رِجلِه ثمّ يُقلَبُ إهابُه. نَجَلَ فلَانا يَنْجُلُه نَجْلاً: ضَرَبَه بمُقدَّمِ رِجلِه فَتَدَحْرَجَ. نَجَلَت الأرضُ: اخْضرَّتْ. يُقَال: مَن نَجَلَ الناسَ نجَلُوه، أَي مَن شارَّهُم شارُّوه، وَقد وَرَدَ هَذَا بعَينِه فِي الحديثِ وفسَّروه بقولِهم: مَن عابَ الناسَ عابُوه، وَمن سبَّهُم سَبُّوه وَقَطَعَ أَعْرَاضَهُم بالشَّتمِ كَمَا يَقْطَعُ المِنجَلُ الحَشيشَ، وَقد صُحِّفَ هَذَا الحرفُ فَقيل: نَحَلَ فلانٌ فلَانا: إِذا سابَّه كَمَا سَيَأْتِي فِي التركيبِ الَّذِي يَلِيهِ. نَجَلَ الشيءَ يَنْجُلُه نَجْلاً: أَظْهَره، قيل: وَمِنْه اشتِقاقُ الْإِنْجِيل. والناجِل: الكريمُ النَّجِل، أَي النَّسْل، يُقَال: فَحْلٌ ناجِلٌ، وَفَرَسٌ ناجِلٌ.
المِنْجَلُ، كمِنبَرٍ: حديدةٌ ذاتُ أسنانٍ يُقضَبُ بهَا الزَّرعُ، وَقيل: هُوَ مَا يُقضَبُ بِهِ العُودُ من الشجرِ فيُنجَلُ بِهِ أَي يُرمى بِهِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهَذَا الضَّربُ ممّا يُعتَمَلُ بِهِ مكسورُ الأوّلِ كانتْ فِيهِ الهاءُ أَو لم تكنْ، واستعارهُ بعضُ الشُّعراءِ لأسنانِ الإبلِ، فَقَالَ:
(إِذا لم يكنْ إلاّ القَتادُ تنَزَّعَتْ ... مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ المُكالَبِ)
وَفِي الحَدِيث: مِن أَشْرَاطِ الساعةِ أَن تُتَّخَذَ السيوفُ مَناجِلَ، أَي يتركونَ الجهادَ ويشتَغِلونَ بالزِّراعة. المِنْجَل: الواسعُ الجُرحِ والطَّعنِ من الأسِنَّةِ، يُقَال: سِنانٌ مِنْجَلٌ: إِذا كَانَ مُوسِعَ خَرْقِ الطَّعنَةِ، قَالَ أَبُو النَّجْم: سِنانُها مِثل القُدامى مِنْجَلُ قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: المِنجَل: الزَّرعُ المُلتَفُّ المُزْدَجُّ. أَيْضا الرجلُ الكثيرُ النَّجْلِ، أَي الولَدِ.
أَيْضا: البعيرُ الَّذِي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بخُفِّه: أَي يُثيرُها، وَقد نَجَلَها نَجْلاً. أَيْضا: شيءٌ تُمحى بِهِ أَلْوَاحُ الصِّبيانِ هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم والعُباب: المِنْجَلُ: الَّذِي يمحو أَلْوَاحَ الصِّبيانِ، فتأمَّلْ ذَلِك. مَنْجَلٌ، كَمَقْعَدٍ: جبَلٌ، وَضَبَطه نصرٌ بكسرِ الْمِيم، وَقَالَ هُوَ اسمُ وادٍ، قَالَ الشَّنْفَرى:
(وَيَوْماً بذاتِ الرَّسِّ أَو بَطنِ مَنْجَلٍ ... هنالِكَ نَبْغِي القاصِيَ المُتَغَوِّرا)
والإنْجيل بالكَسْر كإكْليلٍ وإخْريط، ويُفتَحُ وَبِه قَرَأَ الحسَنُ قَوْله تَعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنْجيلِ، وَلَيْسَ هَذَا المثالُ فِي كلامِ العربِ، قَالَ الزّجّاج: ولقائلٍ أَن يَقُول: هُوَ اسمٌ أعجميٌّ فَلَا يُنكَر أنْ يَقع بفتحِ الهمزةِ لأنّ كثيرا من الأمثلِةِ العجمِيّةِ تُخالِفُ الأمثلةِ العربيّةَ، نحوُ آجَرَ وإبراهيمَ وهابيلَ وقابيلَ، يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ فَمَنْ أنَّثَ أرادَ الصَّحيفةَ، وَمن ذكَّرَ أرادَ الكتابَ، وَهُوَ: اسمُ كِتابِ)
اللهِ المُنَزَّلِ على عِيسَى عَلَيْهِ وعَلى نبيِّنا أفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام، والجمعُ أناجيل، وَمِنْه الحديثُ فِي صِفةِ الصَّحَابَة: صُدورُهم أناجيلُهم، وَفِي رِوَايَة: وأَناجيلُهم فِي صُدورِهم. واختُلفَ فِي لفظِ الإنْجيل فَقيل: اسمٌ عِبْرانيٌّ، وَقيل: سُرْيانيٌّ، وَقيل: عربيٌّ، وعَلى الأخيرِ قيل: مُشتَقٌّ من النَّجْلِ، وَهُوَ الأَصْل، أَو من نَجَلْتُ الشيءَ: أَي أَظْهَرتُه، أَو من نَجَلَه: إِذا استخرجَه، وقيلَ غيرُ ذَلِك، وَحكى شَمِرٌ عَن الأَصْمَعِيّ: الإنْجيل: كلُّ كتابٍ مكتوبٍ وافرِ السُّطورِ، وَهُوَ إفْعيلٌ من النَّجْل، وَقد أَوْسَعَ الكلامَ فِيهِ الخَفاجِيُّ فِي شِفاءِ الغَليل، وغيرُه. قَالَ أَبُو عمروٍ: تَناجَلوا بَينهم: إِذا تنازَعوا. وانْتَجلَ الأمرُ انْتِجالاً: إِذا استبانَ وَمضى. والنَّجيل، كأميرٍ: ضَربٌ من دِقِّ الحَمضِ، قَالَ أَبُو حنيفةَ: هُوَ خَيْرُ الحَمضِ كلِّه وأَلْيَنُه على السائمةِ، وَهَذَا عَن الأعرابِ القُدَّم، وَقَالُوا: إِذا أُخرجَ عَن الحَمضِ أربعُ شَجَرَاتٍ فسائرُه نَجيلٌ، وَهِي الرِّمْثُ والغَضَى والحاذُ، والسُّلَّجُ، قَالُوا: فمِن النَّجيل: الخِذْراف، والرُّغْل، والغَوْلان، والهَرْم، والغُذّام، والقُلاّم، والطَّحْماء. أَو النَّجيل: مَا تكسَّرَ من ورَقِه، أَي من ورَقِ الحَمضِ، وَقَالَ أَبُو عمروٍ: النَّجيلُ من الحمضِ: مَا قد وَطِئَهُ المالُ، وَنَجَله بأخفافِه، وأنشدَ: إنَّ قَعُودَيْكَ لمُخْتَلاّنِ مَا هَبَطَا النَّجيلَ مُذْ زَمانِ وأمّا ابْن الأَعْرابِيّ فَزَعَم أنّ النَّجيل: الحمضُ الَّذِي يكونُ قَرِيبا من الماءِ، وليسَ لهَذَا وجهٌ، وأنشدَ غيرُه لأبي خِراشٍ:
(يُفَجِّينَ بِالْأَيْدِي على ظَهْرِ آجِنٍ ... لَهُ عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجيلُ)
ج: نُجُلٌ بضمّتَيْن. وأَنْجَلَ دابَّتَه: أَرْسَلَها فِيهِ، عَن أبي حنيفَة. نُجَيْلٌ، كزُبَيرٍ: ع بالمدينةِ على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام، أَو من أعراضِ المدينةِ من يَنْبُعَ، ويُروى بالراءِ بَدَلَ اللامِ أَيْضا، وَهُوَ عَيْنُ ماءٍ ونَخيلٌ بَين الصَّفراءِ ويَنْبُعَ. النَّجيل، كأَميرٍ: قاعٌ قربَ المَسْلَحِ والأَتْمِ، فيهِ مَزارِعُ على السَّواني. النُّجَيْلة، كجُهَيْنة: ماءٌ بوادي النَّشْناشِ بَين اليمامةِ وضَرِيّةَ، قَالَه نَصرٌ، وَقد تقدّمَ فِي الشين. وانْتَجلَ انْتِجالاً: صَفَّى ماءَ النَّجْلِ أَي النَّزِّ من أصلِ حائطِه. ومَناجِل: ع، قَالَ لَبيدٌ:
(وجادَ رَهْوَى إِلَى مَناجِلَ فالص ... حراءِ أَمْسَتْ نِعاجُهُ عُصَبا) ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الانْتِجال: اختيارُ النَّجْل، قَالَ:)
وانْتَجَلوا من خَيْرِ فَحْلٍ يُنْتَجَلْ والنَّجْل: القَطْع. وَأَيْضًا: إثارةُ أَخْفَافِ الإبلِ الكمْأَةِ. وَهُوَ كريمُ النَّجْل: أَي الأصلِ والطَّبْع. وَطَعْنَةٌ نَــجْلاء: واسعةٌ بيِّنَةُ النَّجَل. وبِئرٌ نَــجْلاءُ المَجَمِّ: واسِعتُه، أنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ: إنَّ لَهَا بِئراً بشَرقِيِّ العَلَمْ واسِعةَ الشَّقَّةِ نَــجْلاءَ المَجَم وَعَيْنٌ نَــجْلاء: واسعةٌ، وعيونٌ نُجْلٌ. والأسَدُ أَنْجَلُ. واسْتَنْجلَ النَّزَّ: استخرجَه. وَيُقَال للجَمّالِ إِذا كَانَ حاذِقاً بالسَّوْقِ: مِنْجَلٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ المِطْرَد، قَالَ مَسْعُودُ بن وَكيع: قد حَشَّها الليلُ بحادٍ مِنْجَلِ أَي مِطرَدٌ يَنْجُلُها أَي يُسرعُ بهَا. وَلَيْلةٌ نَــجْلاء: واسعةٌ طَوِيلَة. وصَحْصَحانٌ أَنْجَلٌ: واسعٌ، قَالَ جَنْدَلٌ يصفُ السَّرابَ: كأنَّه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ وأَنْجَلَ الصبيُّ لَوْحَه: إِذا محاه. وَنَجَلَ الأرضَ نَجْلاً: شَقَّها للزِّرَاعَة. والنَّجيلَة، كسَفينَةٍ: قريةٌ ببُحَيرةِ مِصر، وَقد وَرَدْتُها، وَهِي على غربِيِّ النّيل. والنَّواجِلُ من الْإِبِل: الَّتِي ترعى النَّجيلَ. قَالَ الصَّاغانِيّ: وصَحَّفَ بعضُ أصحابِ الحديثِ فِي زَيْنَبَ بِنتِ مُنَخَّلٍ بفتحِ الخاءِ المُشدَّدةِ فَقَالَ: بِنتُ مِنْجَلٍ. وأَنْجَلَت الأرضُ: اخْضَرَّت. ونِجالٌ، ككِتابٍ: مَوْضِعٌ بَين الشامِ وسَماوَةِ كَلبٍ. ومنَ المَجاز: قبَّحَ اللهُ ناجِلَيْه: أَي والِدَيْه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.