Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جحد

حَرِجَ 

(حَرِجَ) الْحَاءُ وَالرَّاءُ وَالْجِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ مُعْظَمُ الْبَابِ وَإِلَيْهِ مَرْجِعِ فُرُوعِهِ، وَذَلِكَ تَجَمُّعُ الشَّيْءِ وَضِيقُهُ. فَمِنْهُ الْحَرَجُ جَمْعُ حَرَجَةٍ، وَهِيَ مُجْتَمَعُ شَجَرٍ. وَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ حَرَجَاتٌ. قَالَ:

أَيَا حَرَجَاتِ الْحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا ... بِذِي سَلَمٍ لَا جَادَكُنَّ رَبِيعُ

وَيُقَالُ حِرَاجٌ أَيْضًا. قَالَ:

عَايَنَ حَيًّا كَالْحَرَاجِ نَعَمُهْ وَمِنْ ذَلِكَ: الْحَرَجَ الْإِثْمُ، وَالْحَرَجُ الضِّيقُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: 125] . وَيُقَالُ حَرِجَتِ الْعَيْنُ تَحْرَجُ، أَيْ تَحَارُ. وَتَقُولُ: حَرِجَ عَلَيَّ ظُلْمُكَ، أَيْ حُرُمَ. وَيُقَالُ أَحْرَجَهَا بِتَطْلِيقَةٍ، أَيْ حَرَّمَهَا. وَيَقُولُونَ: أَكْسَعَهَا بَالْمُحْرِجَاتِ، يُرِيدُونَ بِثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ. وَالْحَرَجُ: السَّرِيرُ الَّذِي تُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَوْتَى. وَالْمِحَفَّةُ حَرَجٌ. قَالَ:

فَإِمَّا تَرَيْنِي فِي رِحَالَةِ جَابِرٍ ... عَلَى حَرَجٍ كَالْقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفَانِي

وَنَاقَةٌ حَرَجٌ وَحُرْجُوجٌ: ضَامِرَةٌ، وَذَلِكَ تَدَاخُلُ عِظَامِهَا وَلَحْمِهَا. وَمِنْهُ الْحَرِجُ الرَّجُلُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَحُ الْقِتَالَ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْحِرْجَ الْوَدَعَةُ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ. وَيُقَالُ هُوَ نَصِيبُ الْكَلْبِ مِنْ لَحْمِ الصَّيْدِ. قَالَ جَحْدَــرٌ: وَتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَرْسُفُ مُوثَقًا ... حَتَّى أُكَابِرَهُ عَلَى الْأَحْرَاجِ

وَيُقَالُ الْحِرْجُ الْحِبَالُ تُنْصَبُ. قَالَ:

كَأَنَّهَا حَرَجٍ حَابِلِ

مَرَا

(مَرَا)
(هـ) فِيهِ «لَا تُمارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ» المِرَاءُ: الْجِدَالُ، والتَّمارِي والمُمَارَاةُ: المُجَادَلَةُ عَلَى مَذْهَبِ الشَّكِّ والرِّيبَة. ويقالُ لْلِمُناظَرَة: مُمَاراة، لِأَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا يَسْتَخْرجُ مَا عِنْدَ صاحِبِه ويَمْتَرِيه، كَمَا يَمْتَرِي الحالِبً اللَّبَنَ مِنَ الضَّرْعِ.
قَالَ أَبُو عُبيدٍ: لَيْسَ وجهُ الحديثِ عِنْدَنَا عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي التَّأْوِيلِ، ولكنَّه عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي اللَّفْظِ، وَهُوَ أَنْ يقولَ الرَّجُل عَلَى حَرْفٍ، فَيَقُولُ الآخَرُ: لَيْسَ هُوَ هَكَذَا، ولكنَّه عَلَى خِلافِه، وكِلاَهُمَا مُنْزَلٌ مَقْرُوءٌ بِهِ . فَإِذَا جَحَد كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِراءَة صَاحِبِهِ لَمْ يُؤْمَنْ أَنْ يكونَ ذَلِكَ يُخْرِجُه إِلَى الْكُفْرِ، لِأَنَّهُ نَفَى حَرْفاً أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى نَبِيّه.
وَالتَّنْكِيرُ فِي المِرَاءِ إِيذَانًا بِأَنَّ شَيْئًا مِنْهُ كُفْرٌ، فَضْلاً عَمَّا زَادَ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: إِنَّمَا جَاءَ هَذَا فِي الجِدَال والمِرَاءِ فِي الْآيَاتِ الَّتِي فِيهَا ذِكر القَدَر، وَنَحْوِهِ مِنَ الْمَعَانِي، عَلَى مذْهبِ أهْل الْكَلَامِ، وأصحابِ الأهواءِ والآراءِ، دُونَ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنَ الْأَحْكَامِ، وَأَبْوَابِ الحلالِ والحرامِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ جَرَى بَيْنَ الصَّحَابَةِ فَمَن بَعْدَهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَذَلِكَ فِيمَا يَكُونُ الغَرَضُ منهُ والباعثُ عليهِ ظهورَ الحقِّ لِيُتّبَعَ، دُونَ الغَلَبَةِ والتَّعْجِيز. وَاللَّهُ أعْلَم.
(هـ) وَفِيهِ «إمْرِ الدَّمَ بِمَا شئتَ» أَيِ اسْتَخْرجْهُ وأجْرِه بِمَا شئتَ. يُرِيدُ الذّبْحَ. وَهُوَ مَنْ مَرَى الضَّرْعَ يَمرِيهِ.
وَيُرْوَى «أُمِرِ الدَّمَ» مِنْ مارَ يَمُورُ، إِذَا جَرَى. واَمَارَهُ غيرُهُ.
قَالَ الخطَّابي: أصحابُ الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ مُشَدَّد الرَّاء، وَهُوَ غَلَطٌ. وَقَدْ جَاءَ فِي سَنَنِ أَبِي دَاوُدَ والنَّسائي «أَمْرِر» بِرَاءَيْنِ مُظْهَرَتَيْن. وَمَعْنَاهُ اجْعل الدَّم يَمُرُّ: أَيْ يَذْهَبُ، فَعَلَى هَذَا مَنْ رواهُ مُشَدَّد الرَّاء يَكُونُ قَدْ أَدْغَمَ، وَلَيْسَ بِغَلَطٍ. ومن الأوّل حديث عاتكة:
مروا بالسّيوف المرهقات دِمَاءَهُم
أَيِ اسْتَخْرَجُوها واسْتَدَرُّوهَا.
وَفِي حَدِيثِ نَضْلة بْنِ عَمْرو «أَنَّهُ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرِيَّيْن» هُوَ تَثْنِيَةُ مَرِيّ، بوزْنِ صَبِيٍّ.
وَيُرْوَى «مَرِيَّتَيْن» تثنيةُ مَرِيَّةٍ. والمَرِيُّ والمَرِيَّةُ: النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ الدَّرِّ، مِنَ المَرْيِ، وَهُوَ الْحَلبُ، وزنُها فَعِيل أَوْ فَعُولٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَحْنَفِ «وَسَاق مَعَهُ نَاقَةً مَرِيّاً» .
وَفِيهِ «قَالَ لَهُ عَدِيُّ بنُ حَاتم: إِذَا أَصَابَ أحَدُنَا صَيْدًا وَلَيْسَ مَعَهُ سِكِّين أنَذْبَحُ بالمَرْوَةِ وشِقَّة العَصَا؟» المَرْوَةُ: حَجَرٌ أبْيَضُ بَرَّاقٌ.
وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُقْدَحُ مِنْهَا النَّارُ.
ومَرْوَةُ المَسْعَى: الَّتِي تُذْكَرُ مَعَ الصَّفَا، وَهِيَ أَحَدُ رأسَيْه اللَّذَيْن يَنْتَهِي السَّعْي إِلَيْهِمَا سُميت بِذَلِكَ.
وَالْمُرَادُ فِي الذَّبْحِ جِنسُ الْأَحْجَارِ، لَا المَرْوَةُ نفسُها. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرها فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إِذَا رجُلٌ مِنْ خَلْفِي قَد وضعَ مَرْوَتَهُ عَلَى مَنْكِبي فَإِذَا هُوَ عليٌّ» .
وَفِيهِ «أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَقِيَهُ عِنْدَ أَحْجَارِ المِرَاءِ» قِيلَ: هِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ: قُباء، فَأَمَّا المُرَاءُ بِضَمِّ الْمِيمِ فَهُوَ دَاءٌ يُصِيبُ النَّخْل.

دعو

دعو
رجُلٌ مَدْعُوٌّ ومَدْعِيٌّ، جَميعاً. وهو داعِي قَوْمٍ وداعِيَتُهم: أي
يَدْعُوْهم إِلى هُدىً أو ضَلالٍ. والمُؤذِّنُ: داعِيْ الله. والدِّعَاوَةُ والدِّعوَةُ - بالكَسْر -: في النَّسَبِ. والدَّعْوَةُ - بالفَتْحِ - في الطَّعام. وعَدِيُّ الرِّبَابِ يَفْتَحُونَها في النَّسَب ويكسِرُونهَا في الطَّعام.
وادَّعى فُلاناً: صَيَّرَه يُدْعى إِلى غيرِ أبيه. ودَعَوْتُه كَذا: سَمَّيْتَه. والتَّدَعِّي: تَطْرِيْبُ النّائحَةِ في نِيَاحَتِها. والتَّدَعِّي والتَّدَعِّي: أنْ يَدْعُو بعضُهم بعضاً. وادَّعى في الحَرْبِ وتَدَاعى: اعْتَزى. ويُقال: دَعْ في الضَّرْع داعِيَةَ لَبَنٍ: أي لا تَأْفِنْه. والدّاعِيَة: صَرِيْخُ الخَيْل. ودَعَاهُ اللهُ بما يَكْرَه: أنْزَلَه به. وتَدَاعى عليه القَوْمُ والأعْداءُ: أقْبَلُوا عليه. وتَدَاعَتِ الحِيْطانُ: انقَاضَتْ.
وقَوْلُهُ تعالى: " تَدْعُوْ مَنْ أدْبَرَ وتَوَلّى " يُريدُ به فِعْلَها بهم لا الدُّعاء. وما بها دُعْوِيٌّ: أي أحَدٌ، وهو من الدُّعَاء. والأُدْعِيَّةُ: الأُحْجِيَّةُ، يُقال: أُدَاعِيْكَ ما كَذا وكذا، ويُقال: الأُدْعُوَّة، أيضاً.
(د ع و) : (دَعَوْتُ) فُلَانًا نَادَيْتُهُ وَهُوَ دَاعٍ وَهُمْ دُعَاةٌ وَقَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّا بَعَثْنَاكَ دَاعِيًا لَا رَاعِيًا أَيْ لِلْأَذَانِ وَإِعْلَامِ النَّاسِ لَا حَافِظًا لِلْأَمْوَالِ وَقَوْلُ النَّهْدِيِّ كُنَّا نَدْعُو وَنَدَعُ أَيْ نَدْعُوهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ مَرَّةً وَمَرَّةً نَدَعُ أَيْ وَنَتْرُكُ الدَّعْوَةَ أُخْرَى وَادَّعَى زَيْدٌ عَلَى عَمْرٍو مَالًا فَزَيْدٌ الْمُدَّعِي وَعَمْرٌو الْمُدَّعَى عَلَيْهِ وَالْمَالُ الْمُدَّعَى وَالْمُدَّعَى بِهِ لَغْوٌ وَالْمَصْدَرُ الِادِّعَاءُ (وَالِاسْمُ الدَّعْوَى) وَأَلِفُهَا لِلتَّأْنِيثِ فَلَا تُنَوَّنُ يُقَالُ دَعْوَى بَاطِلَةٌ أَوْ صَحِيحَةٌ وَجَمْعُهَا دَعَاوَى بِالْفَتْحِ كَفَتْوَى وَفَتَاوَى (وَالتَّدَاعِي) أَنْ يَدْعُوَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَقَدْ تَدَاعَوْا الشَّيْءَ إذَا ادَّعَوْهُ (وَمِنْهُ) بَابُ الرَّجُلَانِ يَتَدَاعَيَانِ الشَّيْءَ بِالْأَيْدِي وَمِثْلُهُ تَبَايَعَاهُ وَتَرَاءَوْا الْهِلَالَ وَيُقَالُ تَدَاعَتْ الْحِيطَانُ وَتَدَاعَى الْبُنْيَانُ إذَا بَلِيَ وَتَصَدَّعَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْقُطَ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَإِنْ تَدَاعَتْ حَوَائِطُ الْمَقْبَرَةِ إلَى الْخَرَابِ فَعَامِّيٌّ غَيْرُ عَرَبِيٍّ (وَفُلَانٌ دَعِيٌّ) مِنْ الدَّعْوَةِ بِالْكَسْرِ إذَا ادَّعَى غَيْرَ أَبِيهِ وَدَاعِيَةُ اللَّبَنِ مَا يُتْرَكُ فِي الضَّرْعِ لِيَدْعُوَ مَا بَعْدَهُ وَقَدْ يُقَالُ بِغَيْرِ هَاءٍ (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ لَا تُجْهِدْهُ» أَيْ لَا تَسْتَقْصِ الدَّعَةَ مَوْضِعُهَا فِي (ود) .

دعو


دَعَا(n. ac. دُعَآء [] )
a. Cried, called out.
b. Cried out to, called, summoned; convoked; invoked
called upon (God).
c. [La], Prayed for, blessed.
d. ['Ala], Imprecated, invoked curses upon.
e. [acc. & Ila], Urged, called upon to; summoned to.
f. [Bi], Called for, desired; needed, required.
g.(n. ac. دَعْوَة [] مَدْعَاة [مَدْعَو]), Invited.
h. [acc.
or
Bi], Called, named; called by name.
دَاْعَوَa. Contested with.
b. Was at variance with.
c. Proposed enigmas, riddles to.
d. Pulled down a wall.

أَدْعَوَa. Made a son to attribute himself to one who was not his
father.

تَدَعَّوَa. Cried; lamented, wailed ( wailing woman ).

تَدَاْعَوَa. Called, summoned one another.
b. Threatened to fall (wall).
c. Claimed.
d. [ 'Ala ], Agreed upon.
e. Were at strife, at variance.

إِنْدَعَوَ
a. [La], Answered, responded to ( invitation
call ).
إِدْتَعَوَ
(د)
a. [Bi], Claimed.
b. ['Ala], Preferred a claim against, summoned, brought an
action against; went to law with.
c. Asserted, pretended that he was ( of such a
race ).
إِسْتَدْعَوَa. Called, made to come.
b. Called for, desired; required.
c. Called upon, invoked.

دَعْوَة []
a. Call; invocation; invitation.
b. Banquet.
c. Affair, matter.
d. see 22t
دَعْوَى [] (pl.
دَعَاوِي)
a. Claim, demand, pretension.
b. Lawsuit, action.

دِعْوَة []
a. Claim to relationship; kinship.

دَاعِي دَاعٍ []
a. Summoner, caller, inviter.
b. (pl.
دَوَاعٍ)
see 21t
دَاعِيَة []
a. A cause, motive, means.

دَعَاوَة []
دِعَاوَة []
a. Claim, pretension.

دُعَآء [] (pl.
أَدْعِيَة [] )
a. Invocation, prayer; appeal, request, demand.
b. ['Ala], Imprecation, curse.
دَوَاعِي الدَّهْر
a. Circumstances, requirements or exigencies of the
time.

مُدَّعَى
a. Pretending to, claiming; claimant, plaintiff.

مُدَّعَى
a. Claimed, made the subject of litigation (
property ).
مُدَّعَى عَلَيْهِ
a. Defendant.

إِدَّعَآء
a. see 22tb. Law-suit, action.

الدَّاعِي لِذَلِك
a. The motive of this is ....

الدَّاعِي (a. for
الدَّاعِي لَكُم ) Your well wisher:
yours truly.
د ع و

دعوت فلاناً وبفلان: ناديته وصحت به. وما بالدار داع ولا مجيب. والنادبة تدعو الميت: ندبه. تقول: وازيداه. ودعاه إلى الوليمة، ودعاه إلى القتال. ودعا الله له وعليه، ودعا الله بالعافية والمغفرة. والنبي داعي الله. وهم دعاة الحق، ودعاة الباطل والضلالة. وتداعوا للرحيل. وما بالدار دعويٌ أي أحد يدعو. وأجيبوا داعية الخيل وهي صريخهم. وتداعوا في الحرب: اعتزوا. وبينهم دعوى، وادّعى فلان دعوى باطلة. وشهدنا دعوة فلان. وهو دعيٌّ بين الدعوة.


ومن المجاز: دعاه الله بما يكره: أنزله به. قال:

دعاك الله من رجل بأفعى ... إذا نام العيون سرت عليكا

ودعوته زيداً: سمّيته. وما تدعون هذا الشيء بينكم؟. ودع داعيَ اللبن وداعية اللبن: ما يترك في الضرع ليدعو ما بعده. والداعية تدعو المادّة. وأصابتهم دواعي الدهر: صروفه. وأنا أداعيك: أحاجيك. وبينهم أدعيةً يتداعون بها. ودعا بالكتاب: استحضره " يدعون فيها بفاكهة " وما دعاك إلى أن فعلت كذا. ودعا أنفه الطّيب إذا وجد رائحته فطلبه. قال ذو الرمة:

أمسى بوهبين مجتازالأ لمرتعه ... من ذي الفوارس تدعو أنفه الربب

وتداعت عليهم القبائل من كل جانب: اجتمعت عليه وتألبت بالعداوة. وفلان يدعي بكرم فعاله: يخبر عن نفسه بذلك. قال:

فلم يبق إلا كلّ خوصاء تدعى ... بذي شرفات كالفنيق المخاطر

أي بهاديها وما أشرف منها إذا رؤيت عرفت بذلك فكأنها تخبر عن نفسها به. وما يدعو فلان باسم فلان أي ما يذكره باسمه من بغضه له ولكن يلقبه بلقب. قال أوس:

لعمرك ما تدعو ربيعة باسمنا ... جميعاً ولم تنبيء بإحساننا مضر

وإنه لذو مساعٍ ومداع وهي المناقب في الحرب خاصة. قال أبو وجزة:

وهم الحواريون قد قسمت لهم ... إن المداعي والمساعي تقسم

وتداعت عليهم الحيطان، وتداعينا عليهم الحيطان من جوانبها: هدمناها عليهم.

ومن مجاز المجاز: تداعت إبل بني فلان: هزلت أو هلكت. قال ذو الرمة:

تباعد مني أن رأيت حمولتي ... تداعت وأن أحيا عليك قطيع
د ع و : دَعَوْتُ اللَّهَ أَدْعُوهُ دُعَاءً ابْتَهَلْتُ إلَيْهِ بِالسُّؤَالِ وَرَغِبْتُ فِيمَا عِنْدَهُ مِنْ الْخَيْرِ وَدَعَوْتُ زَيْدًا نَادَيْتُهُ وَطَلَبْتُ إقْبَالَهُ وَدَعَا الْمُؤَذِّنُ النَّاسَ إلَى الصَّلَاةِ فَهُوَ دَاعِي اللَّهِ وَالْجَمْعُ دُعَاةٌ وَدَاعُونَ مِثْلُ: قَاضٍ وَقُضَاةٌ وَقَاضُونَ وَالنَّبِيُّ دَاعِي الْخَلْقِ إلَى التَّوْحِيدِ وَدَعَوْتُ الْوَلَدَ زَيْدًا وَبِزَيْدٍ إذَا سَمَّيْتَهُ بِهَذَا الِاسْمِ
وَالدَّعْوَةُ بِالْكَسْرِ فِي النِّسْبَةِ يُقَالُ دَعَوْتُهُ بِابْنِ زَيْدٍ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الدَّعْوَةُ بِالْكَسْرِ ادِّعَاءُ الْوَلَدِ الدَّعِيِّ غَيْرَ أَبِيهِ يُقَالُ هُوَ دَعِيٌّ بَيِّنُ الدَّعْوَةِ بِالْكَسْرِ إذَا كَانَ يَدَّعِي إلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ يَدَّعِيهِ غَيْرُ أَبِيهِ فَهُوَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِنْ الْأَوَّلِ وَبِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنْ الثَّانِي وَالدَّعْوَى وَالدَّعَاوَةُ بِالْفَتْحِ وَالِادِّعَاءُ مِثْلُ: ذَلِكَ وَعَنْ الْكِسَائِيّ لِي فِي الْقَوْمِ دَعْوَةٌ بِالْكَسْرِ أَيْ قَرَابَةٌ وَإِخَاءٌ وَالدَّعْوَةُ بِالْفَتْحِ فِي الطَّعَامِ اسْمٌ مِنْ دَعَوْتُ النَّاسَ إذَا طَلَبْتَهُمْ لِيَأْكُلُوا عِنْدَكَ يُقَالُ نَحْنُ فِي دَعْوَةِ فُلَانٍ وَمَدْعَاتِهِ وَدُعَائِهِ بِمَعْنًى قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَهَذَا كَلَامُ أَكْثَرِ الْعَرَبِ إلَّا عَدِيَّ الرِّبَابِ فَإِنَّهُمْ يَعْكِسُونَ وَيَجْعَلُونَ الْفَتْحَ فِي النَّسَبِ وَالْكَسْرَ فِي الطَّعَامِ وَدَعْوَى فُلَانٍ كَذَا أَيْ قَوْلُهُ.

وَادَّعَيْتُ الشَّيْءَ تَمَنَّيْتُهُ وَادَّعَيْتُهُ طَلَبْتُهُ لِنَفْسِي وَالِاسْمُ الدَّعْوَى قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الدَّعْوَةُ الْمَرَّةُ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُؤَنِّثُهَا بِالْأَلِفِ فَيَقُولُ الدَّعْوَى وَقَدْ يَتَضَمَّنُ الِادِّعَاءُ مَعْنَى الْإِخْبَارِ فَتَدْخُلُ الْبَاءُ جَوَازًا يُقَالُ فُلَانٌ يَدَّعِي بِكَرَمِ فِعَالِهِ أَيْ يُخْبِرُ بِذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ وَجَمْعُ الدَّعْوَى الدَّعَاوَى بِكَسْرِ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا قَالَ بَعْضُهُمْ الْفَتْحُ أَوْلَى لِأَنَّ الْعَرَبَ آثَرَتْ التَّخْفِيفَ فَفَتَحَتْ وَحَافَظَتْ عَلَى أَلِفِ التَّأْنِيثِ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا الْمُفْرَدُ وَبِهِ يُشْعِرُ كَلَامُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ وَلَّادٍ وَلَفْظُهُ وَمَا كَانَ عَلَى فُعْلَى بِالضَّمِّ أَوْ الْفَتْحِ أَوْ الْكَسْرِ فَجَمْعُهُ الْغَالِبُ الْأَكْثَرُ فَعَالَى بِالْفَتْحِ وَقَدْ يَكْسِرُونَ اللَّامَ فِي كَثِيرٍ مِنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْكَسْرُ أَوْلَى وَهُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ لِأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ مَا بَعْدَ أَلِفِ الْجَمْعِ لَا يَكُونُ إلَّا مَكْسُورًا وَمَا فُتِحَ مِنْهُ فَمَسْمُوعٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ خَارِجٌ عَنْ الْقِيَاسِ قَالَ ابْنُ جِنِّي قَالُوا حُبْلَى وَحَبَالَى بِفَتْحِ اللَّامِ وَالْأَصْلُ حَبَالٍ بِالْكَسْرِ مِثْلُ: دَعْوَى وَدَعَاوٍ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَالُوا يَتَامَى وَالْأَصْلُ يَتَائِمُ فَقُلِبَ ثُمَّ فُتِحَ لِلتَّخْفِيفِ وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَإِنْ كَانَتْ فِعْلَى بِكَسْرِ الْفَاءِ لَيْسَ لَهَا أَفْعَلُ مِثْلُ: ذِفْرَى إذَا كُسِرَتْ حُذِفَتْ الزِّيَادَةُ الَّتِي لِلتَّأْنِيثِ ثُمَّ بُنِيَتْ عَلَى فَعَالٍ وَتُبْدَلُ مِنْ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ أَلِفٌ أَيْضًا فَيُقَالُ ذَفَارُ وَذَفَارَى وَفَعْلَى بِالْفَتْحِ مِثْلُ: فِعْلَى سَوَاءٌ فِي هَذَا الْبَابِ أَيْ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الِاسْمِيَّةِ وَكَوْنِ كُلِّ وَاحِدَةٍ لَيْسَ لَهَا أَفْعَلُ وَعَلَى هَذَا فَالْفَتْحُ وَالْكَسْرُ فِي الدَّعَاوَى سَوَاءٌ وَمِثْلُهُ الْفَتْوَى وَالْفَتَاوَى وَالْفَتَاوِي ثُمَّ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ قَالَ يَعْنَى سِيبَوَيْهِ قَوْلُهُمْ ذَفَارٍ يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُمْ جَمَعُوا هَذَا الْبَابَ عَلَى فَعَالٍ إذْ جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ ثُمَّ قَلَبُوا الْيَاءَ أَلِفًا أَيْ لِلتَّخْفِيفِ لِأَنَّ الْأَلِفَ أَخَفُّ مِنْ الْيَاءِ وَلِعَدَمِ اللَّبْسِ لِفَقْدِ فَعَالِلْ بِفَتْحِ اللَّامِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ
الْيَزِيدِيُّ يُقَالُ لِي فِي هَذَا الْأَمْرِ دَعْوَى وَدَعَاوَى أَيْ مَطَالِبُ وَهِيَ مَضْبُوطَةٌ فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِهَا مَعًا وَفِي حَدِيثٍ «لَوْ أُعْطِيَ النَّاسُ بِدَعَاوِيهِمْ» وَهَذَا مَنْقُولٌ وَهُوَ جَارٍ عَلَى الْأُصُولِ خَالٍ عَنْ التَّأْوِيلِ بَعِيدٌ عَنْ التَّصْحِيفِ فَيَجِبُ الْمَصِيرُ إلَيْهِ وَقَدْ قَاسَ عَلَيْهِ ابْنُ جِنِّي كَمَا تَقَدَّمَ.

وَتَدَاعَى الْبُنْيَانُ تَصَدَّعَ مِنْ جَوَانِبِهِ وَآذَنَ بِالِانْهِدَامِ وَالسُّقُوطِ وَتَدَاعَى الْكَثِيبُ مِنْ الرَّمَلِ إذَا هِيلَ فَانْهَالَ وَتَدَاعَى النَّاسُ عَلَى فُلَانٍ تَأَلَّبُوا عَلَيْهِ وَتَدَاعَوْا بِالْأَلْقَابِ دَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِذَلِكَ.
(د ع و)

الدُّعاءُ: الرَّغْبَة إِلَى الله عز وَجل. دَعَاهُ دُعاءً ودَعْوَى، حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ فِي المصادر الَّتِي فِي آخرهَا ألف التانيث، وَأنْشد لبشير بن النكث:

وَلَّتْ ودَعْوَاها شَديدٌ صَخبُهْ

ذكر على معنى الدُّعَاء، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمن كَلَامهم اللَّهُمَّ أشركنا فِي دَعْوَى الْمُسلمين. وَقَالَ: دَعَوْتُ لَهُ بِخَير، وَعَلِيهِ بشر.

والدَّعَّاءَةُ: الأُنملة، يدعى بهَا، كَقَوْلِهِم السبابَة، كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَدْعُو، كَمَا أَن السبابَة هِيَ الَّتِي كَأَنَّهَا تسب، وَقَوله تَعَالَى (لَهُ دَعْوَةُ الحقّ) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّهَا شَهَادَة أَن لَا اله إِلَّا الله. وَجَائِز أَن تكون - وَالله أعلم - دعْوَةُ الْحق أَنه: من دَعَا الله موحدا اسْتُجِيبَ لَهُ دعاؤه.

ودَعا الرجل دَعْواً ودُعاءً: ناداه، وَالِاسْم الدَّعْوُة، فَأَما قَوْله تَعَالَى (يَدْعُو لمَنْ ضَرُّه أقْرَبُ مِنْ نَفْعِه) فَإِن أَبَا إِسْحَاق ذهب إِلَى أَن يَدْعُو بِمَنْزِلَة يَقُول، وَلمن مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ، وَمَعْنَاهُ: يَقُول: لمن ضره أقرب من نَفعه إِلَه وربٌّ، وَكَذَلِكَ قَول عنترة: يَدْعُون عَنْتَر والرّماحُ كأنَّها ... أشْطانُ بِئْرٍ فِي لَبانِ الأدْهَمِ

مَعْنَاهُ: يَقُولُونَ: يَا عنتر، فدَلَّتْ يدعونَ عَلَيْهَا.

وَهُوَ مني دَعْوَةُ الرجل ودَعْوَةَ الرجل أَي قدر مَا بيني وَبَينه ذَلِك. ينصب على انه ظرف وَيرْفَع على انه اسْم.

ولبني فلَان الدَّعْوةُ على قَومهمْ أَي يبْدَأ بهم فِي الدُّعَاء.

وتداعَى الْقَوْم على بني فلَان إِذا دَعَا بَعضهم بَعْضًا حَتَّى يجتمعوا، عَن اللحياني.

وَمَا بهَا دُعْوِىّ أَي أحدٌ يَدْعو.

والتَّداعي والادّعاءُ: الاعتزاء فِي الْحَرْب لأَنهم يتدَاعَوْن بِأَسْمَائِهِمْ.

وَدعَاهُ إِلَى الْأَمِير: سَاقه، وَقَوله تَعَالَى (ودَاعيا إِلَى الله بإذْنِهِ وسِرَاجا مُنِيراً) مَعْنَاهُ دَاعيا إِلَى تَوْحِيد الله وَمَا يُقَرِّب مِنْهُ.

ودَعاه الماءُ والكلأُ، كَذَلِك، على الْمثل.

وَالنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ داعى الله عز وَجل وَكَذَلِكَ المُوَذِّنُ.

والدَّاعِيَةُ: صريخ الْخَيل فِي الحروب لدُعائِه من يستصرخه.

وداعية اللَّبن: بقيَّته الَّتِي تَدْعُو سائره.

ودَعَّى فِي الضَّرع. أبقى فِيهِ دَاعِيَة اللَّبن.

ودَعا الْمَيِّت: نَدبه كَأَنَّهُ ناداه.

والتَّدَعَّي: تطريب النائحة وَهُوَ من ذَلِك. هَذِه عَن اللحياني.

والدَّعْوَةُ والدِّعْوَةُ والمَدْعاةُ: مَا دعَوْتَ إِلَيْهِ من طَعَام وشراب، الْكسر فِي الدّعْوَةِ لعَدِىّ الربَاب، وَسَائِر الْعَرَب يفتحون، وَخص اللحياني بالدَّعْوَةِ الْوَلِيمَة.

وَفُلَان فِي خير مَا ادّعَى أَي مَا تمنى، وَفِي التَّنْزِيل (وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ) مَعْنَاهُ مَا يتمنون وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى الدُّعاءِ أَي مَا يَدَّعِيه أهل الْجنَّة.

وَدعَاهُ الله بِمَا يكره: أنزلهُ بِهِ قَالَ:

دَعاكَ اللهُ مِنْ قَيْسٍ بِأفْعَى ... إِذا نامَ العُيونُ سَرَتْ عَلَيْكا الْقَيْس هُنَا من أَسمَاء الذّكر.

ودَوَاعي الدَّهر: صُروفهُ. وَقَوله تَعَالَى: (تَدْعُو مَن أدْبَرَ وتَوَلَّى) من ذَلِك أَي تفعل بهم الأفاعيلَ الْمَكْرُوهَة، وَقيل: هُوَ من الدُّعاءِ الَّذِي هُوَ النداء، وَلَيْسَ بِقَوي.

ودَعَوْتُه بزيد ودعوته إِيَّاه: سميته بِهِ تَعَدَّى الفِعْلُ بعد إِسْقَاط الْحَرْف، قَالَ ابْن أَحْمَر:

أهْوَى لَهَا مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها ... وكُنتُ أدْعُو قَذَاها الإْثمدَ القَرِدا

أَي سميته، وَأَرَادَ: أَهْوى لَهَا بمشقص، فَحذف الْحَرْف وأوصل.

وادَّعَيْتُ الشَّيْء: زعمته لي، حَقًا كَانَ أَو بَاطِلا، وَقَوله تَعَالَى (هَذا الَّذي كُنتمْ بِهِ تَدَّعُون) جَاءَ فِي التَّفْسِير: تكذبون. وتأويله فِي اللُّغَة: هَذَا الَّذِي كُنْتُم من اجله تَدَّعُون الأباطيل والأكاذيب. وَمن قَرَأَ تَدْعُونَ بِالتَّخْفِيفِ، فَالْمَعْنى: هَذَا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون وتدعون الله، فِي قَوْلهم (اللَّهُمَّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ منْ عِنْدِك فأمْطِرْ علينا حِجَارَة من السماءِ) وَيجوز أَن يكون يَدَّعُون يَفْتَعِلُون من الدُّعاءِ وَمن الدِّعْوَى. وَالِاسْم الدَّعْوَى والدِّعْوةُ.

والدَّعِيُّ: الْمَنْسُوب إِلَى غير أَبِيه، وَإنَّهُ لبيَّن الدِّعْوَةِ والدَّعْوَةِ، الْفَتْح لعدى الربَاب وَسَائِر الْعَرَب يكسرها بِخِلَاف مَا تقدم فِي الطَّعَام. وَحَكَاهُ اللحياني: انه لبيِّن الدِّعاوَةِ والدَّعاوِةِ.

والدَّّعْوَةُ: الْحلف يُقَال: دَعْوةُ بني فلَان فِي بني فلَان.

وتداعَتِ الْحِيطَان: انقاضت.

ودَاعَيْناها عَلَيْهِم: هدَمْناها.

وتَدَاعى عَلَيْهِ العَدُوُّ من كل جَانب: أقبل، من ذَلِك.

ودَاعاه: حاجاه وفاطنه.

والتَّدَاعي: التَّحاجي.

والأُدْعِيَّةُ والأُدْعُوَّةُ: مَا يَتَدَاعونَ بِهِ. سِيبَوَيْهٍ: صحت الْوَاو فِي أُدْعوَّةٍ لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ مَا يقلبها، وَمن قَالَ أُدْعِيَّةٌ فلخفَّة الْيَاء على حد مسنية. 
دعو
دعا1/ دعا إلى/ دعا بـ/ دعا على/ دعا لـ يَدعُو، ادْعُ، دُعاءً، فهو داعٍ، والمفعول مَدْعُوّ ودعيّ
• دعا إلى الأمر: حثَّ على اعتقاده، نادى به " {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} - {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} " ° دعا إلى نفسه/ دعا لنفسه: أراد أن يُعترف به سلطانًا.
• دعا الشَّيءُ إلى كذا: احتاج إليه "هذا الأمر يدعو إلى التريّث".
• دعا بالشَّيءِ: طلب إحضارَه "لما حضر الضيوفُ دعَا بالطَّعام- دعَا بالكتاب".
• دعا اللهَ: سأَله حاجَتَه واستغاث به وتضرَّع إليه "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ .. ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ [حديث]- {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} - {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ}: سأل وتضرّع واستغاث".
• دعا الشَّخصَ:
1 - استعانَ به " {وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ".
2 - طلبه ليأكل عنده.
3 - نصحه وأرشده " {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا} - {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ".
• دعا فلانًا/ دعا بفلانٍ: ناداه وصاحَ به، أهاب به " {وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}: نودوا وسُئلوا- {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} ".
• دعا ابنَه زيدًا/ دعا ابنَه بزيدٍ: سَمّاه بهذا الاسم "دُعِيَ حَسَّانًا".
• دعاه إلى الأمرِ: ساقَه إليه.
 • دعا على فلانٍ: طلبَ له الشَّرَّ "دعَا المظلومُ على الظَّالم".
• دعا لفلانٍ بالخير: طلبه له "دعَت لابنها بالنجاح". 

دعا2 يَدعُو، ادْعُ، دُعاءً ودَعْوةً ومَدْعاةً، فهو داعٍ، والمفعول مَدعُوّ
• دعا الشَّخصَ إلى وليمةٍ: استضافه، طلبَه ليأكُلَ عنده " {إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا}: إذا سُمح لكم بدخول البيت".
• دعاه إلى القتال: حَثَّه على قَصْده "دعاه إلى الإسلام: حثَّه على اعتقاده واعتناقه- مدعاة للتَّفاؤل/ للتَّشاؤم/ للجدل/ للغضب" ° دَعَتِ الحاجةُ إلى ذلك: اقتضَتْ، تطلَّبت- دُعِيَ فأجابَ: تُوفِّي- شيءٌ يدعُو إلى الإِعجاب: يستحِقُّ الإعجاب- ما الذي دعاك إلى هذا الأمر؟: ما الذي جَرَّك إليه؟ واضطرَّك. 

دعَا3 يَدعُو، ادْعُ، دَعْوَى، فهو دَاعٍ، والمفعول مَدْعُوّ
• دعا لفلان المهارةَ: نسبها إليه " {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} ". 

ادَّعى/ ادَّعى إلى/ ادَّعى بـ يدَّعي، ادَّعِ، ادِّعاءً ودعوى، فهو مُدَّعٍ، والمفعول مُدَّعًى
• ادَّعى الشَّيءَ: تمنّاه " {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} ".
• ادَّعى كرمَ فعالِه/ ادَّعى بكرم فِعاله: نسبه إلى نفسه زاعما أنّه له حقّا كان أو باطلاً "فواعجبًا كم يدّعي الفضل ناقصٌ ... وواأسفًا كم يظهر النَّقص فاضلُ- {إِنَّ الَّذِينَ تَدَّعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [ق] ".
• ادَّعى إلى غير أبيه: انتسب "لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ كَفَرَ [حديث]- {وَهُوَ يَدَّعِي إِلَى الإِسْلاَمِ} [ق] ".
• ادَّعى على شخص شيئًا: نسبه إليه وخاصمه فيه عند القاضي، أقام الدعوى عليه، قاضاه "ادّعى على جاره سرقة بيته- الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث] ". 

استدعى يستَدْعي، اسْتَدْعِ، اسْتِدْعاءً، فهو مُسْتَدْعٍ، والمفعول مُسْتَدْعًى
• استدعى الشَّخصَ: طلبَ حُضُورَه مناداةً أو مُراسلةً، طلب منه المجيء "استدعى القاضِي الشاهدَ- استدعاء للتَّجنيد".
• استدعى الأمرُ ذلك: استلزمه، اقتضاه، تطلَّبه "أمرٌ يستدعي الانتباه". 

تداعى/ تداعى على يتداعَى، تَداعَ، تداعيًا، فهو مُتداعٍ، والمفعول مُتَداعًى عليه
• تداعى القومُ:
1 - دعَا بعضُهم بعضًا حتى يجتمعوا "تداعوا للاجتماع- كمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى [حديث] ".
2 - احتشدوا وتجمَّعوا بالعداوة.
• تداعى البناءُ: تَصَدَّعَ وآذن بالانهيار والسّقوط، تقوَّض، تساقط "تداعى الحائطُ".
• تداعتِ الأفكارُ: تواردت، تواترت واستدعى بعضُها بعضًا "تداعتِ الذكرياتُ/ المعانِي".
• تداعى القومُ على فلان: اجتمعوا عليه وتناصروا "يُوشِك أنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا [حديث]: تجتمع عليكم وتتألّب بالعداوة". 

ادِّعاء [مفرد]: ج ادِّعاءات (لغير المصدر):
1 - مصدر ادَّعى/ ادَّعى إلى/ ادَّعى بـ.
2 - (قن) توجيه الطّلب ضدّ الخَصْم أمام القضاء، إقامة الدَّعْوى.
• ممثِّل الادِّعاء: (قن) من يتحدّث أمام القضاء باسم المدَّعي، سواءٌ أكان الدَّولة أو المجنيّ عليه. 

ادِّعائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ادِّعاء.
• حقٌّ ادِّعائيّ: (قن) مطالبة بشيء بصورة رسميّة أو قانونيّة. 

استدعاء [مفرد]: ج اسْتِدْعاءات (لغير المصدر):
1 - مصدر استدعى.
2 - (نف) عمليّة استرجاع الذِّكريات مع ما يصاحبها من ظروف المكان والزَّمان وبه تنتقل عمليّة التذكُّر من عالم المدركات الخارجيّة إلى عالم التصوّرات الذهنيّة.
 • الاستدعاء: (قن) كتاب يتضمَّن شكوًى أو طلبًا.
• كتاب الاستدعاء: وثيقة تأذن بإنهاء مُهمّة مبعوث سياسيّ. 

تداعٍ [مفرد]: مصدر تداعى/ تداعى على.
• تداعي الأفكار: (نف) الارتباط أو التداعيّ، وهو العمليّة التي تكون بها علاقات وظيفيّة بين ضروب مختلفة من النشاط الفنِّيّ.
• تداعي المعاني: (نف) إحداث علاقة بين مُدركتين لاقترانهما في الذِّهن بسببٍ ما. 

داعٍ [مفرد]: ج داعون ودُعاة ودواعٍ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من دعا1/ دعا إلى/ دعا بـ/ دعا على/ دعا لـ ودعا2 ودعَا3.
2 - داعيَةٌ، مَنْ يدعُو إلى دين أو فكرةٍ " {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ} ".
3 - سببٌ، باعثٌ، مَدْعاة "لا داعي إلى الغضب- من دواعي سروري فهمك للأمر على حقيقته- ما هو الدَّاعي لمجيئك؟ - دواعٍ صحِّيّة".
• الدَّاعِي إلى الصَّلاة: المُؤَذِّنُ. 

داعية [مفرد]: ج دُعاة ودواعٍ (لغير العاقل): مَنْ يَدْعُو ويعلِّم ويرشد إلى دينٍ أو فكرة (التاءُ للمبالغة) "داعيةُ حَرْبٍ/ سلامٍ- داعية إسلاميّ".
• دواعي الدَّهر: صُروفه ومصائبه ° دواعي الصَّدر: همومه. 

دُعاء [مفرد]: ج أَدعية (لغير المصدر):
1 - مصدر دعا1/ دعا إلى/ دعا بـ/ دعا على/ دعا لـ ودعا2.
2 - ما يُبْتَهَل ويُتَضَرَّع به إلى الله من القول، أو ما يُتَوَسَّل به إلى كبير أو عظيم "الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ [حديث]- {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِِ} ".
3 - صوت مجرّد دون المعنى الذي يقتضيه الكلام " {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً} ". 

دِعائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى دِعاية: "أسلوبك دِعائِيّ- مجلّة دِعائِيّة". 

دِعاية [مفرد]:
1 - منهج أو طريقة لخلق اتِّجاه مشايع أو معادٍ نحو سلعة أو فكرة أو مذهب بالكتابة أو الإعلان أو الخطابة أو نحوِها "دِعاية انتخابيّة- وسائل الدّعاية".
2 - وسائل مستعملة للتعريف بمشاريع اقتصاديّة وصناعيّة ونحوها أو للتنويه بإنتاجٍ ما وترويجه.
3 - دَعْوةٌ "أَدْعوك بدِعاية الإسلام [من كتاب الرسول إلى هرقل] ". 

دَعْوة [مفرد]: ج دَعْوات (لغير المصدر) ودَعَوات (لغير المصدر):
1 - مصدر دعا2 ° لهم الدَّعوة على غيرهم: يُبدأ بهم في الدُّعاء.
2 - اسم مرَّة من دعا1/ دعا إلى/ دعا بـ/ دعا على/ دعا لـ: "َاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ [حديث] ".
3 - ضيافة، ما يُدْعى إليه من طعامٍ أو شرابٍ "هم في دَعْوةِ فلانٍ: في ضيافته- دعوة على العَشَاء" ° صاحِبُ الدَّعوة: المُضيفُ- وجّه إليه دَعْوة: استضافه.
• الدَّعوة الإسلاميَّة: نشر الإسلام وشهادة أنَّ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله "قام الرسول بتبليغ الدعوة على خير وجه- {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} "? الجَهْرُ بالدَّعوة: إخراج الرسول دعوته من باب السّريّة إلى العلانية- الدَّعوة المُحمَّديَّة: دعوة النّبيّ مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام.
• الدَّعوة الانتخابيَّة: أمر قضائيّ يصدره الحاكمُ أو أيَّة سلطة تنفيذيّة أخرى تطلب عقد الانتخابات خاصَّة لملء مقعد شاغر. 

دَعْوَى [مفرد]: ج دعَاوَى (لغير المصدر) ودَعَاوٍ (لغير المصدر):
1 - مصدر دعَا3.
2 - دعاء " {وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ".
3 - (سف) قضيّة تشتمل على الحكم المقصود إثباته بالدليل أو إظهاره بالتنبيه.
4 - (قن) إجراء قانونيّ يقدّمه شخصٌ إلى المحكمة يطلب فيه الانتصاف من شخص آخر أو استرداد حقٍّ له "أقام دَعْوَى على فلانٍ- خَسِر دَعْواه ضِدّ فلانٍ" ° إعلان دعوى.
• أمر تحويل الدَّعوى: (قن) أمر قضائيّ من محكمة عليا إلى أخرى أدنى تطلب نسخة من إجراءات قضيّة لمراجعتها.
• ردُّ الدَّعوى: (قن) إبطال الدَّعوى إذا عجز المدَّعي عن

إثباتها أو تقديم أدلَّة كافية.
• قانون الدَّعوى: (قن) مجموعة السَّابقات القانونيّة باعتبارها مرجعًا فقهيًّا للدعاوى المماثلة يصحّ التَّمسُّك بما قامت عليه أحكامها من مبادئ وقواعد.
• سقوط الدَّعوى: (قن) محو آثار كلّ إجراء في الدَّعوى يتذرّع به المدَّعى عليه بعد انقضاء مُدَّة معلومة.
• شطْب الدَّعوى: (قن) قيام القاضي بحذف الدَّعوى من جدول القضايا بلا حكم فيها لسبب قانونيّ.
• عريضة الدَّعوى: (قن) مُذكّرة قانونيّة مكتوبة عادة تَعْرض أسبابَ الدَّعْوى أو الدِّفاع في قضيّة. 

دَعِيّ [مفرد]: ج أَدْعياءُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من دعا1/ دعا إلى/ دعا بـ/ دعا على/ دعا لـ: مدعوّ، منسوب إلى غير أبيه " {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} ".
2 - مُتَّهَمٌ في نسبه. 

مُدَّعٍ [مفرد]: اسم فاعل من ادَّعى/ ادَّعى إلى/ ادَّعى بـ.
• المُدَّعِي: (قن) المخاصِمُ، أحد المتقاضيين وهو الذي رفع دعواه إلى القضاء "لقد حضَر المدَّعِي فأين المدَّعَى عليه؟ ".
• المدَّعِي العامّ/ المدَّعي العُمُوميّ: (قن) قاضٍ في الاستئناف يمثِّل النِّظام العامّ، من يقيم الدَّعوى باسم الأمّة ممثِّلا للنِّظام العامّ، النَّائب العامّ.
• المدَّعِي العامّ الاشتراكيّ: (قن) وظيفة قضائيّة مستحدثة في مصر مهمَّةُ شاغِلها حمايةُ المكاسِب الاشتراكيّة. 

مُدَّعًى [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ادَّعى/ ادَّعى إلى/ ادَّعى بـ.
2 - (قن) شيء موضع الخصُومة.
• المُدَّعَى عليه: (قن) المخاصَم الذي تُرفَع عليه دَعوى إلى القضاء. 

مَدْعاة [مفرد]: مصدر دعا2 ° مَدْعاةٌ لكذا: مثيرٌ ومُسَبّبٌ له. 
دعو
: (و ( {الدُّعاءُ) ، بالضَّمِّ مَمْدوداً؛ (الرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى) فيمَا عنْدَه مِن الخيْرِ والابْتِهال إِلَيْهِ بالسُّؤَالِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ادعوا رَبَّكم تَضَرُّعاً وخفْيَة} .
( {دَعا) } يَدْعُو ( {دُعاءً} ودَعْوَى) ؛ وأَلِفُها للتَّأْنِيثِ.
وقالَ ابنُ فارِسَ: وبعضُ العَرَبِ يُؤَنِّثُ الدَّعْوَة بالأَلِفِ فيقولُ {الدَّعْوَى.
ومِن} دعائِهم: اللهُمَّ أَشْرِكْنا فِي {دَعْوَى المُسْلمين، أَي فِي} دُعائِهم، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {دَعْواهُم فِيهَا سُبْحانَك اللهُمَّ} .
وَفِي الصِّحاحِ: الدُّعاءُ واحِدُ} الأدْعِيَةِ، وأَصْلُه دُعاءٌ لأنَّه مِن {دَعَوْت إلاَّ أنَّ الواوَ لمَّا جاءَتْ بَعْد الألِف هُمِزَتْ.
وتقولُ للمَرْأَةِ: أَنت} تَدعِينَ؛ ولُغَةٌ ثانِيَة: أَنْتِ {تَدْعُوِينَ؛ ولُغَةٌ ثالِثَة: أَنتِ تَدْعُينَ باضمام العَيْنِ الضمَّة؛ وللجَمَاعَة أَنْتُنَّ} تَدْعُونَ مثْلِ الرِّجالِ سَواءً.
( {والدَّعَّاءَةُ) ، بالتَّشْديدِ: الأَنْمُلَةُ} يُدْعَى بهَا كقَوْلهم: (السَّبَّابَةُ) هِيَ الَّتِي كأَنَّها تَسُبُّ.
(و) يقالُ: (هُوَ مِنِّي {دَعْوَةُ الرَّجُلِ) ،} ودَعْوَةَ الرَّجُلِ بالنَّصْبِ والرَّفْعِ، فالنَّصْب على الظَّرْف، والرَّفْع على الاسْمِ، (أَي قَدْرَ مَا بَيْنِي وبَيْنَه ذاكَ.

(و) يقالُ: (لَهُمُ {الدَّعْوَةُ على غيرِهم) ؛ ونَصَّ المُحْكَم: على قَومِهم؛ (أَي يُبْدَأُ بهم فِي} الدُّعاءِ) ؛ ونَصّ التهْذِيبِ: فِي العَطاءِ عَلَيْهمِ.
وَفِي النِّهايَةِ: إِذا قدمُوا فِي العَطاءِ عليهِمِ. وَفِي حدِيثِ عُمَر: (كانَ يُقَدِّمُ الناسَ على سابِقتِهم فِي أَعْطِياتِهم، فَإِذا انْتَهَتْ {الدَّعْوة إِلَيْهِ كَبَّر) أَي النِّداءُ والتَّسْمِيةُ وَأَن يقالَ دونكَ أَمِيرَ المُؤْمِنِين.
(و) مِن المجازِ: (} تَداعَوْا عَلَيْهِ: تَجَمَّعُوا) .
وَفِي المُحْكَم: {تَدَاعَى القَوْمُ على بَنِي فلانٍ إِذا} دَعا بعضُهم بَعْضًا حَتَّى يَجْتَمِعوا.
وَفِي التَّهْذِيبِ: {تَدَاعَتِ القَبائِلُ على بَني فلانٍ إِذا تَأَلَّبُوا} ودَعا بعضُهم بَعْضًا إِلَى التَّناصرِ عَلَيْهِم.
( {ودَعاهُ) إِلَى الأميرِ: (ساقَهُ.
(والنبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} داعِي اللَّهِ) ؛ وَهِي مِن قوْلِه تَعَالَى: { {ودَاعِياً إِلَى اللَّهِ بإِذْنِهِ وسِراجاً مُنِيراً} ، أَي إِلَى تَوْحيدِهِ وَمَا يُقَرِّبُ مِنْهُ.
(ويُطْلَقُ) الدَّاعِي (على المُؤَذِّنِ) أَيْضاً، لأنَّه} يَدْعُو إِلَى مَا يُقَرِّبُ مِن اللَّهِ. وَقد {دَعا فَهُوَ} داعٍ، والجَمْعُ {دُعاةٌ} ودَاعُونَ كقُضاةٍ وقَاضُونَ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (الخلافَةُ فِي قُرَيْش والحُكْم فِي الأنْصارِ {والدَّعْوَة فِي الحَبَشَةِ) ؛ أَرادَ بالدَّعْوَةِ الأذانَ.
(} والَّداعِيَةُ: صَرِيخُ الخَيْلِ فِي الحُروبِ) لدعائِهِ مَنْ يَسْتَصرِخُه.
( {وداعِيَةُ اللَّبَنِ) } ودَاعِيه: (بَقِيَّتُه الَّتِي {تَدْعُو سائِرَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: مَا يُتْرَكُ فِي الضَّرْعِ ليَدْعُو مَا بَعْده؛ وَمِنْه الحدِيثُ: أنَّه أَمَرَ ضِرارَ بنَ الأَزْوَر أَنْ يَحْلُبَ ناقَةً وَقَالَ لَهُ: (دَعْ} داعِيَ اللَّبَن لَا تُجْهِدْه) ، أَي أبْقِ فِي الضَّرْعِ قَلِيلاً مِن اللَّبَنِ وَلَا تَسْتَوْعِبه كُلَّه؛ فإنَّ الَّذِي تبْقِيه مِنْهُ يَدْعُو مَا وَراءَهُ مِن اللَّبَنِ فيُنْزله وَإِذا اسْتُقْصِيَ كلُّ مَا فِي الضَّرْعِ أَبْطَأَ دَرُّه على حالِبِه؛ كَذَا فِي النِّهايةِ، وَهُوَ مَجازٌ.
(! ودَعا فِي الضَّرْعِ: أَبْقاها فِيهِ) . ونَصّ المُحْكَم: أَبْقَى فِيهِ {دَاعِيَة.
قالَ ابنُ الأثيرِ} والدَّاعِيَةُ مَصْدَرٌ كالعاقِبَةِ والعافِيَةِ.
(و) مِن المجازِ: ( {دَعاهُ اللَّهُ بمَكْرُوهٍ) ، أَي (أَنْزَلَهُ بِهِ) ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ وابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ الأَخير:
دَعاكَ اللَّهُ مِن قَيْسٍ بأَفْعَى
إِذا نامَ العُيونُ سَرَتْ عَلَيْكاالقَيْسُ هُنَا مِن أَسْماءِ الذَّكَرِ.
(و) مِن المجازِ: (دَعَوْتُه زَيْداً و) } دَعَوْتُه (بزَيْدٍ) إِذا (سَمَّيْتُه بِهِ) ، الأوَّلُ مُتعدّياً بإسْقاطِ الحَرْف.
( {وادَّعَى) زَيْدٌ (كَذَا) } يَدَّعي {ادِّعاءً: (زَعَمَ أنَّه لَهُ حَقّاً) كانَ (أَو باطِلاً) ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {كُنْتُم بِهِ} تَدَّعُونَ} ، تَأْوِيلُه الَّذِي كُنْتُم مِن أَجْلِهِ تَدَّعُون الأَباطِيلَ والأَكاذيبَ.
وقيلَ فِي تَفْسِيرِه تَكْذبُون.
وقالَ الفرَّاءُ: يَجوزُ أنْ يكونَ تَدَّعُون بمعْنَى {تَدْعُون، والمعْنى كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون} وتَدْعُونَ اللَّهَ فِي قَوْله: اللهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحَقّ الخ؛ ويَجوزُ أنْ يكونَ تَفْتَعِلونَ مِن الدُّعاءِ ومِن الدَّعْوَى؛ (والاسْمُ الدَّعْوَةُ {والدَّعاوَةُ، ويُكْسَرانِ) .
الَّذِي فِي المحْكَم: والاسْمُ الدَّعْوَى والدَّعْوَة.
وَفِي المِصْباح: ادَّعَيْت الشيءَ: طَلَبْته لنَفْسِي، والاسْمُ الدَّعْوى.
ثمَّ قالَ فِي المُحْكَم: وإِنه لبَيِّنُ} الدَّعْوَةِ! والدِّعْوَة بالفَتْحِ لعَدِيِّ الرِّيابِ وسائِرُ العَرَبِ يَكْسرُها بِخلافِ مَا فِي الطَّعامِ.
ثمَّ قالَ: وَحكى إنَّه لبَيِّنُ الدَّعاوَة {والدِّعاوَة} والدَّعْوَى.
وَفِي التَّهْذيبِ: قالَ اليَزِيديُّ لي فِي هَذَا الأَمْرِ {دَعاوَى} ودَعْوَى {ودِعاوَةٌ؛ وأَنْشَدَ:
تَأْبَى قُضاعَةُ أَن تَرْضى دِعاوَتَكم
وابْنا نِزارٍ فأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِونَصْب} دَعاوَة أَجْوَدُ، انتَهَى.
فانْظُرْ هَذِه السِّيَاقات مَعَ سياقِ المصنِّف وتَقْصِيره عَن ذِكْرِ {الدَّعْوَى الَّذِي هُوَ أَشْهَر مِن الشَّمْس، وَعَن ذِكْر جَمْعه على مَا يَأْتي الاخْتِلاف فِيهِ فِي المُسْتَدْرَكات تَفْصيلاً.
(} والدَّعْوَةُ: الحَلِفُ) . يقالُ: {دَعْوَةُ فلانٍ فِي بَني فلانٍ.
(و) } الدَّعْوَةُ: ( {الدُّعاءُ إِلَى الطَّعامِ) والشَّرابِ.
وخَصَّ اللّحْيانيُّ بِهِ الوَلِيمَة.
وَفِي المِصْباحِ:} والدَّعْوَةُ؛ بالفتْحِ، فِي الطَّعامِ اسْمٌ مِن {دَعَوْت الناسَ إِذا طَلَبْتهم ليَأْكُلُوا عنْدَكَ. يقالُ: نحنُ فِي} دَعْوَة فلانٍ؛ ومِثْلُه فِي الصِّحاحِ.
(ويُضَمُّ) ، نَسَبَه فِي التَّوْشِيح إِلَى قطرب وغَلَّطُوه، وكأَنَّهُ يُريدُ قَوْله فِي مُثَلّثِه:
وَقلت عِنْدِي {دَعْوَة
إِن زرتم فِي رَجَب (} كالمَدْعاةِ) ، كمَرْماةٍ.
قالَ الجَوهرِيُّ: {الدَّعْوَةُ إِلَى الطَّعامِ، بالفتْحِ. يقالُ: كنَّا فِي} دَعْوَةِ فلانٍ، ومَدْعاةِ فلانٍ، وَهُوَ مَصْدَرُ يُريدُونَ الدُّعاءَ إِلَى الطَّعامِ.
(و) {الدِّعْوَةُ، (بالكسْرِ:} الادِّعاءُ فِي النَّسَبِ) . يقالُ: فلانٌ {دَعِيٌّ بَيِّنُ} الدِّعْوَة! وَالدَّعْوَى فِي النَّسَبِ.
قالَ: هَذَا أَكْثَر كَلام العَرَبِ إلاَّ عَدِيّ الرِّباب فإنَّهم يَفْتَحونَ الدَّالَ فِي النَّسَبِ ويَكْسرُونها فِي الطَّعامِ.
وَفِي المُحْكَم: الكَسْر لعَدِيّ الرِّباب، والفَتْح لسائِر العَرَبَ.
فانْظُر إِلَى قُصُورِ المصنِّفِ كيفَ تَرَكَ ذِكْرَ الكَسْرِ فِي {دعْوَةِ الطَّعامِ لعَدِيّ الرِّباب، وأَتَى بالغَرِيبِ الَّذِي هُوَ الضمُّ.
(} والدَّعِيُّ، كغَنِيَ: من تَبَنَّيْتَهُ) ، أَي اتَّخَذْته ابْناً لكَ؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلَ {أَدْعِياءَكم أبْناءَكم} .
(و) أَيْضاً: (المُتَّهَمُ فِي نَسَبِه) ، والجَمْعُ} الأَدْعياءُ.
( {وادَّعاهُ) : أَي (صَيَّرَهُ} يُدْعَى إِلَى غيرِ أَبيهِ) كاسْتَلْحَقَه واسْتَلاطَه.
(و) مِن المجازِ: ( {الأُدْعِيَّةُ} والأُدْعُوَّةُ، مَضْمُومَتَيْنِ: مَا {يَتَداعَوْنَ بِهِ) ، وَهِي كالأُغْلُوطات والأَلْغازِ مِن الشِّعْر.
(} والمُداعاةُ: المُحاجاةُ) ، وَقد {دَاعَيْتُه} أُدَاعِيه؛ ومِن ذلكَ قَوْل بعضِهم يَصِفُ القَلَم:
حاجَيْتُك يَا حَسْنا
ءُ فِي بيْتٍ من الشِّعْرِبشيءٍ طُولُه شِبْرٌ
وَقد يُوفِي على الشِّبْرِله فِي رَأْسِهِ شَقٌّ
نَظُوفٌ ماؤُه يَجْرِيأَبِينِي لَمْ أَقُلْ هُجْراً
ورَبِّ البَيْتِ والحِجْرِ ( {وتَداَعى) عَلَيْهِ (العَدُوُّ) مِن كلِّ جانِبَ: أَي (أَقْبَلَ.
(و) } تَداعَتِ (الحِيطانُ) : أَي (انْقَاضَتْ) .
وَفِي الصِّحاحِ: تَدَاعَتْ للخَرابِ تَهادَمَتْ.
وقيلَ: {تَدَاعَى البِناءُ والحائِطُ: تَكَسَّرَ وآذَنَ بانْهِدَامٍ.
(} ودَاعْيناهُ) ، أَي الحَائِط عَلَيهم: أَي (هَدَمْناهُ) مِن جوانِبِه، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) مِن المجازِ: ( {دَواعِي الدَّهْرِ: صُروفُه) ، واحِدُها} دَاعِيَةٌ.
(و) يقالُ: (مَا بِهِ {دُعْوِيٌّ) ، بالضَّمِّ، (كتُرْكِيَ) : أَي (أَحَدٌ) .
قالَ الكِسائي: هُوَ مِن} دَعَوْت، أَي ليسَ فِيهِ مَنْ {يَدْعُو وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إلاَّ مَعَ الــجَحْد؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ (} وانْدَعَى: أَجابَ) .
قالَ الأَخْفَش: سَمِعْتُ مِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: لَو {دَعَوْنا} لانْدَعَيْنا أَي لأَجَبْنا كَمَا تقولُ لَو بَعَثُونا لانْبَعَثْنا، حَكَاها عَنهُ أَبو بكْرٍ بنُ السَّرَّاج؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الدَّعْوَةُ: المرَّةُ الواحِدَةُ.
} ودَعَوْتُ لَهُ بخَيْرٍ وَعَلِيهِ بشَرِّ.
ودَعْوَةُ الحَقِّ: شهادَةُ أَن لَا إلَه إلاَّ الله.
{ودَعا الرَّجُلُ} دَعْواً: نادَاهُ وصاحَ بِهِ.
{والتَّداعِي} والادِّعاءُ: الاعْتِزاءُ فِي الحَرْبِ لأنَّهم {يَتَداعَوْن بأسْمائِهم.
} وتَداعَى الكَثِيبُ: إِذا هِيلَ فانْهالَ.
{ودَعا الميِّتَ: نَدَبَه كأنَّه نادَاهُ.
} والتَّدَعِّي: تَطْرِيبُ النائِحَةِ على الميِّتِ.
{والادّعاءُ: التَّمنِّي؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {وَلَهُم مَا} يَدَّعُون} ، أَي مَا يَتَمَنَّوْنَ، وَهُوَ راجِعٌ إِلَى مَعْنى الدُّعاءِ أَي مَا {يَدَّعِيه أَهْلُ الجنَّةِ.
وقَوْلُه:} تَدْعُو مَنْ أَدْبَر وتَوَلَّى، أَي تَفْعل بهم الأَفاعِيل المُنْكَرَة والمَكْرُوهَة.
{والدُّعاءُ: العِبادَةُ والاسْتِغاثَةُ، ومِن الثَّانِي: {} وَادْعوا شُهداءَكُم} ، أَي اسْتَغِيثُوا بهم.
وَيَقُولُونَ: {دَعانا غَيْثٌ وَقَعَ ببَلَدٍ قد أَمرَعَ، أَي كَانَ سَبَباً لانْتِجاعِنا إيَّاهُ.
} والدُّعاةُ: قَوْمٌ {يَدْعُونَ إِلَى بَيْعةِ هُدىً أَو ضلالَةٍ، واحِدُهم} داعٍ.
وَقد يتَضمَّنُ {الادّعاءُ مَعْنى الإخْبَار فتَدْخلُ الْبَاء جَوَازًا، يُقَال: فلانٌ} يَدَّعي بكَرَم فِعالة، أَي يُخْبرُ بذلكَ عَن نَفْسِه.
وَله مَساعٍ {ومَداعٍ، أَي مَناقِبُ فِي الحَرْبِ خاصَّةً، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِن مَجازِ المَجازِ:} تَدَاعَتْ إبِلُ بنِي فلانٍ، إِذا تَحَطَّمَتْ هُزالاً.
وَمَا {دَعاكَ إِلَى هَذَا الأَمْرِ: أَي مَا الَّذِي جَرَّك إِلَيْهِ واضْطَرَّك.
} وتَداعَتِ السَّحابَةُ بالبَرْقِ والرَّعْدِ من كلِّ جانِبٍ: إِذا رَعَدَتْ وبَرَقَتْ مِن كلِّ جهَةٍ.
وقالَ أَبو عَدْنان: كلُّ شيءٍ فِي الأرْضِ إِذا احْتَاجَ إِلَى شيءٍ فقد دَعَا بِهِ؛ لمَنْ أَخْلَقَتْ ثيابُه: قد {دَعَتْ ثِيابُكَ، أَي احَتَجْتَ إِلَى أَن تَلْبَسَ غَيْرها.
} والمُدَّعَى: المُتَّهَمُ فِي نَسَبِه.
{والدَّاعِي: المُعَذِّبُ.
دَعاهُ اللَّهُ: عَذَّبَهُ.
} وتَداعَوْا للحَرْبِ: اعْتَدّوا.
{ودَعا بالكِتابِ: اسْتَحْضَرَه} ودَعا أَنْفَه الطَّيبُ: وجَدَ رِيحَه فطَلَبَه.
وَفِي المِصْباح: جَمْعُ {الدّعْوَى} دَعاوِيَ، بكسْرِ الواوِ وفتْحها.
قالَ بعضُهم: الفَتْح أَوْلى لأنَّ العَرَبَ آثَرَتِ التَّخْفيفَ ففَتَحَتْ وحافَظَتْ على أَلِفِ التَّأنِيث الَّتِي بُنِي عَلَيْهَا المُفْردُ، وَهُوَ المَفْهومُ مِن كَلامِ أَبي العبَّاس أَحْمَد بن وَلاَّد؛
وقالَ بعضُهم: الكَسْرُ أَوْلى وَهُوَ المَفْهومُ مِن كَلامِ سِيْبَوَيْه.
وقالَ ابنُ جنِّي: قَالُوا حبْلَى وحَبالَى بفتْحِ اللامِ، والأَصْلُ حِبالى بالكسْرِ، مثْل {دَعْوَى} ودَعاوِي.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ اليَزِيديّ: فِي هَذَا الأمْر {دَعْوى} ودَعاوَى، أَي مَطالِب، وَهِي مَضْبوطَة فِي بعضِ النسخِ بفتْحِ الواوِ وكسْرِها مَعاً.
{والدَّعَّاءُ، ككَّتانٍ: الكَثيرُ} الدُّعاءِ؛ واشْتَهَرَ بِهِ أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ مُصعب البَغْدادِيُّ عَن ابنِ المُبارَك، وأَثْنَى عَلَيْهِ ابنُ حَنْبَل.
وسَمّوا {دَعْوان.
} ودِعايَةُ الإسْلامِ، بالكسْرِ، {ودَاعِيَته:} دَعْوَته.
{والدَّاعِيَةُ أَيْضاً:} الدّعْوَى.
! والدّعاءُ: الإيمانُ، ذَكَرَه شرَّاحُ البُخارِي.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ عنْدَه {دُعَوَاء كَكُرَمَاءَ دعاهم إِلَى طعامٍ، الواحِدُ} دَعِيٌّ، كغَنِيَ.

دعو

1 دَعَوْتُ and دَعَيْتُ signify the same: (Fr, K and TA in art. دعى:) the aor. of the former is أَدْعُو, (TA in that art.,) sec. Pers\. fem. sing.

تَدْعِينَ and تَدْعُوِينَ and تَدٌعُيْنَ, the last with an inclination to the sound of a dammeh in the vowel of the ع [so that it is between a kesreh and a dammeh], and sec. Pers\. masc. and fem. pl. تَدْعُونَ: (S, TA:) aor. of the latter verb أَدْعِى: inf. n. دُعَآءٌ. (TA in art. دعى.) دُعَآءٌ [generally] signifies [or implies] The act of seeking, desiring, asking, or demanding. (KT.) b2: You say, دَعَا اللّٰهَ, (K,) first Pers\. دَعَوْتُ, aor. ـْ (Msb,) inf. n. دُعَآءٌ (Msb, K) and دَعْوَى, (K,) in which latter the alif [written ى] is to denote the fem. gender, [and therefore the word is without tenween,] (TA,) He prayed to God, supplicated Him, or petitioned Him humbly, (Msb, K, TA,) desiring to obtain some good that He had to bestow. (Msb, TA.) And دَعَوْتُ اللّٰهَ لَهُ [I prayed to God for him]; and عَلَيْهِ [against him]; inf. n. دُعَآءٌ: (S:) [and دَعَوْتُ لَهُ I prayed for him, or blessed him; and دَعَوْتُ عَلَيْهِ I prayed against him, or cursed him:] and دَعَوْتُ لَهُ بِخَيْرٍ [I supplicated for him good]; and دَعَوْتُ عَلَيْهِ بِشَرٍّ [I imprecated upon him evil]. (TA.) b3: دَعَا بِالكِتَابِ He desired, or required, or requested, that the writing, or book, should be brought. (TA.) And دَعَا أَنْفُهُ الطِّيبَ His nose, perceiving its odour, desired the perfume. (TA.) b4: [Hence,] دَعَا بِهِ, said of anything in the earth, means It needed it; or required it: [and so دَعَا إِلَيْهِ: one says of a wall, دَعَا إِلَى إِصْلَاحِهِ It needed, or required, its being repaired: (see 10 in art. رم:) and] one says to him whose clothes have become old and worn out, قَدْ دَعَتْ ثِيَابُكَ [Thy clothes have become such as to need thy putting on others; or] thou hast become in need of putting on other clothes. (Aboo-'Adnán, TA.) [See also 10.] b5: دَعَوْتُهُ, (S, MA, Mgh, Msb,) and دَعَوْتُ بِهِ, (MA, [and of frequent occurrence,]) inf. n. [دُعَآءٌ and] دَعْوٌ, (TA, [but the former is more common,]) also signify I called him, called out to him, or summoned him, (S, MA, Mgh, Msb,) syn. نَادَيْتُهُ, (Mgh, Msb,) or الدُّعَآءُ is to the near and النِّدَآءُ is to the distant, (Kull p. 184,) and desired him to come, to come forward, or to advance; (Msb;) and ↓ اِسْتَدْعَيْتُهُ signifies the same, (S, MA,) [i. e.] I called him to myself. (MA.) One says, دَعَا المُؤَذِّنُ النَّاسَ إِلَى الصَّلَاةِ [The مؤذّن called the people to prayer]. (Msb.) And the saying of En-Nahdee كُنَّا نَدْعُو وَنَدَعُ means We used to call, or invite, them to ElIslám at one time, and to leave doing so at another time. (Mgh.) And دَعَوْتُ النَّاسَ, (Msb,) inf. n. دُعَآءٌ and دَعْوَةٌ, (S,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and مَدْعَاةٌ, (S, [app. there mentioned as an inf. n., agreeably with many other instances,]) means also I invited people to eat with me, or at my abode. (Msb.) b6: [Hence,] مَا دَعَاكَ إِلَى هٰذَا الأَمْرِ What drew, led, induced, or caused, and constrained, or drove, thee to do this thing? (TA.) And دَعَانَا غَيْثٌ وَقَعَ بِبَلَدٍ قَدْ أَمْرَعَ, i. e. [Rain that fell in a region which had become abundant in herbage invited us thither, or] was the cause of our seeking its herbage. (TA.) And يَدْعُومَا بَعْدَهُ, (S, Mgh, K, *) or يَدْعُومَا وَرَآءَهُ مِنَ اللَّبَنِ, (Nh, TA,) [It draws, or attracts, what is to come after it, of the milk,] said of some milk left in the udder. (S, Nh, Mgh, K, TA.) And دَعَاهُ إِلَى الأَمِيرِ He drove him, or urged him to go, [but more commonly meaning he summoned him,] to the prince, or commander. (K, * TA. [In the TK, الى الأَمْرِ to the thing, or affair.]) b7: [Hence likewise,] الدُّعَآءُ signifies also The calling to one's aid: thus, [in the Kur ii. 21,] وَادْعُوا شُهَدَآءَكُمْ meansAnd call ye to your aid [your helpers]. (TA.) b8: And دَعَا المَيِّتَ He called upon the dead, praising him, and saying, Alas for such a one! or he wailed for, wept for, or deplored the loss of, the dead, and enumerated his good qualities and actions; as though he called him. (TA. [See also 5.]) b9: And دَعَوْتُهُ زَيْدًا and بِزَيْدٍ (tropical:) I called him, i. e. named him, Zeyd. (Msb, K, TA.) And دَعَوْتُهُ بِابْنِ زَيْدٍ (assumed tropical:) I called him, i. e. asserted him to be, the son of Zeyd. (Msb.) b10: دَعَاهُ اللّٰهُ (assumed tropical:) God destroyed him: [as though He called him away:] whence تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى, in the Kur lxx. 17, [describing the fire of Hell,] (assumed tropical:) It shall destroy him who shall have gone back from the truth and turned away from obedience: or this means (tropical:) it shall draw, and bring, &c.: or it refers to the زَبَانِيَة of Hell [i. e. the tormentors of the damned]: (Bd:) or it means (assumed tropical:) it will do to them hateful deeds. (TA.) [Also] God punished him, or tormented him. (TA.) and دَعَاهُ اللّٰهُ بِمَكْرُوهٍ (tropical:) God caused an evil, or abominable, event to befall him. (ISd, Z, K.) b11: دَعَا فِى الضَّرْعِ (tropical:) He left some milk, such as is termed دَاعِيَة, in the udder. (M, K, TA.) Accord. to IAth, دَاعِيَةٌ is an inf. n., like عَاقِبَةٌ and عَافِيَةٌ. (TA.) 3 مُدَاعَاةٌ signifies (tropical:) The proposing an enigma or enigmas to a person; or the contending with another in doing so; syn. مُحَاجَاةٌ. (S, K, TA.) You say, دَاعَيْتُهُ (tropical:) I proposed to him an enigma or enigmas; &c. (TA.) A poet says, أُدَاعِيكَ مَا مُسْتَصْحَبَاتٌ مَعَ السُّرَى حِسَانٌ وَمَا آثَارُهَا بِحِسَانِ [(assumed tropical:) I propose to thee an enigma: What are things that are taken as companions in night-journeying, good, and the effects whereof are not good?]: meaning swords. (S.) b2: And The asking a thing of one much, so as to weary; as also مُحَاجَاةٌ. (K.) b3: دَاعَيْنَا الحَائِطَ عَلَيْهِمْ (tropical:) We pulled down, or demolished, the wall upon them, from the sides [or foundations] thereof. (K, * TA.) b4: [Golius assigns other significations to دَاعَى, for which I find no authority: namely, “Convocavit ad Deum propheta, præco sacer,” followed by an accus.: and “ Contendit contra alium: Provocavit: pecul. rem vindicans sibi vel arrogans. ”]4 أَدْعَاهُ [so in some copies of the K; in other copies ↓ اِدَّعَاهُ; the former of which I regard as the right reading;] He made him to assert his relationship as a son [for يُدْعَى, in my copies of the K, I read ↓ يَدَّعِى, syn. with يَعْتَزِى,] to one who was not his father. (K.) [SM, who appears to have read ↓ اِدَّعَاهُ, says that it is like اِسْتَلْحَقَهُ and اِسْتَلَاطَهُ.]5 التَّدَعِّى [inf. n. of تَدَعَّتْ] signifies The تَطْرِيب [or singing, or quavering or trilling and prolonging of the voice, or prolonging and modulating of the voice,] of a woman wailing for the dead. (TA. [See دَعَا المَيِّتَ, above.]) 6 التَّدَاعِى signifies The calling, summoning, or convoking, one another. (Mgh.) You say, تَدَاعَوْ لِلْحَرْبِ [They called, summoned, or convoked, one another for war: and hence,] (assumed tropical:) they prepared themselves for war. (TA.) And تَدَاعَوْا عَلَيْهِ, (Msb, K,) or عَلَى بَنِى فُلَانٍ, (T, M,) They collected themselves together, (K,) or called one another so that they assembled together, (M,) or leagued together, and called one another to mutual aid, (T, Msb, *) against him, (Msb, K,) or against the sons of such a one. (T, M.) and تَدَاعَى عَلَيْهِ العَدُوُّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (assumed tropical:) The enemy advanced against him from every side. (K, * TA.) b2: [Hence,] تَدَاعَتِ السَّحَابَةُ بِالبَرْقِ وَالرَّعْدِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (assumed tropical:) The cloud lightened and thundered from every quarter. (TA.) And تَدَاعَى البُنْيَانُ, (Mgh, Msb,) or البِنَآءُ, (TA,) (tropical:) The building cracked in its sides, (Msb,) or became much broken, (TA,) and gave notice of falling to ruin: (Msb, TA:) or cracked in several places, without falling; and in like manner, تَدَاعَتِ الحِيطَانُ, (Mgh,) the walls cracked in several places, without falling: (Mgh, K: *) and تَدَاعَتِ الحِيطَانُ لِلْخَرَابِ the walls fell to ruin by degrees; syn. تَهَادَمَت: (S:) [but Mtr says,] تَدَاعَتْ إِلَى الخَرَابِ is a vulgar phrase; not [genuine] Arabic. (Mgh.) And تداعى said of a sand-hill, (assumed tropical:) It, being put in notion, or shaken in its lower part, poured down. (Msb.) And [hence,] تَدَاعَتْ إِبِلُ بَنِى فُلَانٍ (tropical:) (tropical:) The camels of such a one became broken by emaciation. (TA.) b3: تَدَاعَوْ بِالأَلْقَابِ They called one another by surnames, or nicknames. (Msb.) b4: التَّدَاعِى also signifies (assumed tropical:) The trying one another with an enigma or enigmas; or contending, one with another, in proposing an enigma or enigmas; syn. التَّحَاجِى. (TA in art. حجو.) You say, بَيْنَهُمْ أُدْعِيَّةٌ يَتَدَاعُوْنَ بِهَا (assumed tropical:) [Between them is an enigma with which they try one another; or by proposing which they contend, one with another]. (S, K. *) b5: يَتَدَاعَوْنَ فَصْلَ الخِطَابِ (assumed tropical:) They compete, one with another, [as though each one challenged the others,] in discoursing of the science of chasteness of speech, and eloquence. (Har p. 446.) b6: See also 8, in two places.

A2: [It is also used transitively:] you say, تَدَاعَوُا القَوْمَ They [together] called the people. (Mgh in art. نقض. [See 6 in that art.]) 7 اندعى i. q. أَجَابَ. (K.) Akh heard one or more of the Arabs say, لَوْدَعَوْنَا لَانْدَعَيْنَا, meaning لَأَجُبْنَا [i. e. Had they called us, &c., we had certainly answered, or replied, or assented, or consented]. (S.) 8 اِدَّعَى He asserted a thing to be his, or to belong to him, or to be due to him, either truly or falsely: (K, * TA:) he claimed a thing; laid claim to it; or demanded it for himself: and he desired a thing; or wished for it. (Msb.) and اِدَّعَوُا الشَّىْءَ and الشىء ↓ تَدَاعَوُا signify the same [i. e. They claimed the thing, every one of them for himself]. (Mgh.) You say, اِدَّعَيْتُ عَلَى فُلَانٍ كَذَا [I asserted myself to have a claim upon such a one for such a thing; preferred a claim against such a one for such a thing; or claimed of such a one such a thing]. (S.) And اِدَّعَى زَيْدٌ عَلَى عَمْرو مَالًا [Zeyd asserted himself to have a claim upon 'Amr for property; or preferred a claim against 'Amr &c.]. (Mgh.) And اِدَّعَيْتَ عَلَىَّ مَا لَمْ أَفْعَلْ [Thou hast asserted against me, or charged against me, or accused me of, that which I have not done]. (S and K in art. شرب, and S in art. اكل.) هٰذَا الَّذِى كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ, in the Kur [lxvii. 27], means This is that on account of which ye used to assert vain and false things: or which ye used to deny, or disbelieve: or, accord. to Fr, the latter verb may here be used in the sense of تَدْعُونَ; and the meaning may be, this is that which ye desired to hasten, and for which ye prayed to God in the words of the Kur [viii. 32], “O God, if this be the truth from Thee, then rain Thou upon us stones from Heaven, or bring upon us some [other] painful punishment: ” it may be from الدُّعَآءُ: and it may be from الدَّعْوَى: (TA:) [i. e.] it means this is that which ye used to demand, and desire to hasten; from الدُّعَآءُ: or that which ye used to assert, [namely,] that there will be no raising to life; from الدَّعْوَى. (Bd.) And وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ, in the Kur [xxxvi. 57], is explained as meaning and they shall have what they desire, or wish for; which is referrible to the meaning of الدُّعَآءُ. (TA.) b2: You say also, اِدَّعَى غَيْرَ أَبِيهِ [He asserted the relationship of father to him of one who was not his father; or claimed as his father one who was not his father]. (T, Mgh, Msb.) And يَدَّعِى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ [He asserts his relationship as a son, or claims the relationship of a son, to one who is not his father]. (T, Msb. See 4, in three places.) And يَدَّعِيهِ غَيْرُ أَبِيهِ [One who is not his father asserts him to be his son; or claims him as his son]. (T, Msb.) الاِدِّعَآءُ in war signifies The asserting one's relationship; syn. الاِعْتِزَآءُ; (S, TA;) as also ↓ التَّدَاعِى; (TA;) i. e. the saying “ I am such a one the son of such a one. ” (S.) And [hence] sometimes it includes the meaning of Informing, or telling; and therefore بِ may be prefixed to its objective complement; so that one says, فُلَانٌ يَدَّعِى بِكَرَمِ فِعَالِهِ, i. e. Such a one informs of the generosity of his deeds. (Msb.) 10 إِسْتَدْعَوَ see 1, near the middle of the paragraph. b2: [Hence, استدعى signifies also It called for, demanded, required, or invited, a thing. See also دَعَابِهِ.]

دَعْوَةٌ [as an inf. n. of un.] signifies A single time or act (S, Msb) [of prayer and of imprecation, as is indicated in the S, and also, though less plainly, in the TA]. See دُعَآءٌ. b2: [Also, as such, A call.] You say, هُوَمِنِّى دَعْوَةُ الرَّجُلَ (K, TA) and الكَلْبِ, and دَعْوَةَ الرَّجُلِ and الكَلْبِ, in the former case دعوة being used as a simple subst., and in the latter case as an adv. n., (TA,) meaning قَدْرُ مَا بَيْنِى وَبَيْنَهُ ذَاكَ [i. e. He, or it, is distant from me the space of the call of the man and of the dog]. (K, TA.) And لَهُمُ الدَّعْوَةُ عَلَى

غَيْرِهِمْ The call is to them before the others of them: (K, TA: [يَبْدَأُ in the CK is a mistake for يُبْدَأُ:]) accord. to the T and the Nh, in the case of gifts, or pay, or salary. (TA.) b3: The call to prayer: whence, in a trad., الدَّعُوَةُ فِى الحَبَشَةِ [meaning The office of calling to prayer rests among the Abyssinians]; (JM, TA;) said by the Prophet in preference of his مُؤَذِّن Bilál. (JM.) b4: A call, or an invitation, to El-Islám. (Mgh.) Yousay, أَدْعُوكَ بِدَعْوَةِ الإِسْلَامِ and السلام ↓ دِعَايَةِ and الاسلام ↓ دَاعِيَةِ, meaning I call thee, or invite thee, by the declaration of the faith whereby the people of false religions are called: دَاعِيَةٌ being an inf. n. syn. with دَعْوَةٌ, like عَافِيَةٌ and عَاقِبَةٌ: (JM:) دَعْوَةُ الإِسْلَامِ and ↓ دَعايَتُهُ and ↓ دَاعِيَتُهُ signify the same: and دَعْوَةُ الحَقِّ [in like manner] means the declaration that there is no deity but God. (TA.) b5: An invitation to food, (S, M, Msb, K, TA,) and to beverage; or, accord. to Lh, specially a repast, feast, or banquet, on the occasion of a wedding or the like: (TA:) thus pronounced by most of the Arabs, except 'Adee of Er-Rabáb, who pronounce it, in this sense, ↓ دِعْوَةٌ: (A 'Obeyd, S, M, Msb:) it is an inf. n. in this sense, (S,) or a simple subst.: (Msb:) and ↓ دُعْوَةٌ signifies the same; (K;) or, as some say, this, which is given as on the authority of Ktr, is a mistake: (TA:) and so does ↓ مَدْعَاةٌ [app. an inf. n.]. (S, Msb, K.) You say, كُنَّافِى

دَعْوَةِ فُلَانٍ and ↓ مَدْعَاتِهِ, meaning [We were included in] the invitation (دُعَآء [see 1]) of such a one to food: (S, Msb: [but in the latter, نَحْنُ, in the place of كُنَّا:]) [or we were at the repast, or feast, or banquet, of such a one; for] you say [also] دَعَاهُ إِلَى الدَّعْوَةِ and ↓ الى المَدْعَاةِ [He invited him to the repast, or feast, or banquet: and in this sense دَعْوَة is commonly used in the present day]. (MA.) b6: See also دِعْوَةٌ: b7: and دَعْوَى. b8: Also i. q. حَلِفٌ or حَلْفٌ (accord. to different copies of the K) [both in the sense of Confederation to aid or assist]: (K, TA:) [whence] one says, دَعْوَةٌ فُلَانٍ فِى بَنِى فُلَانٍ

[meaning The confederation of such a one is with the sons of such a one]. (TA.) دُعْوَةٌ: see the next preceding paragraph.

دِعْوَةٌ respects relationship, (S, Msb,) like ↓ دَعْوَى or دَعْوَى فِى النَّسَبِ; (S;) meaning A claim in respect of relationship; (K;) [i. e.] one's claiming as his father a person who is not his father; (Az, Mgh, Msb;) [in other words,] one's claiming the relationship of a son to a person who is not his father: or one's being claimed as a son by a person who is not his father: (Az, Msb:) thus pronounced by most of the Arabs, except 'Adee of Er-Rabáb, who pronounce it, in this sense, ↓ دَعْوَةٌ. (S, Msb.) See also دَعْوَى. b2: Also Kindred, or relationship, and brotherhood: so in the saying, لِى فِىالقَوْمِ دِعْوَةٌ [I have in, or among, the people, or company of men, kindred, or relationship, and brotherhood]. (Ks, Msb.) b3: See also دَعْوَةٌ.

دَعْوَى: see دُعَآءٌ, in five places. b2: Also a subst. from 8; (S, M, Mgh, Msb, TA;) omitted in the K, though better known than the sun; (TA;) and so ↓ دَعَاوَةٌ (M, Msb, K) and ↓ دِعَاوَةٌ and ↓ دِعْوَةٌ, (M, K,) accord. to the general pronunciation, (M, TA,) and ↓ دَعْوَةٌ, (M, K,) accord. to the pronunciation of 'Adee of Er-Rabáb, (M, TA,) and ↓ دَاعِيَةٌ; (TA, there said to be syn. with دَعْوَى;) [meaning An assertion that a thing belongs to one, or is due to one; a claim; as is indicated in the S and Mgh and K &c.;] a demand; a suit; (Yz, Az, Msb;) whether true or false: (Mgh, K, TA:) the pl. of دَعْوَى is دَعَاوٍ and دَعَاوَى; the former of which is preferable accord. to some, being, as IJ says, the original form; but some say that the latter is preferable: (Msb:) [the latter only is mentioned in the Mgh:] the alif in the sing. [written ى] is a sign of the fem. gender; and therefore the word is without tenween. (Mgh.) Yz mentions the sayings, لِى فِى هٰذَا الأَمْرِ دَعْوَى I have, in respect of this thing, [a claim or] a demand, and دَعَاوَى or دَعَاوٍ [claims or] demands, as written in different copies. (Az, Msb.) And لَوْ أُعْطِىَ النَّاسُ بِدَعَاوِيهِمْ [If men were given according to their claims, or demands,] occurs in a trad. (Msb.) b3: See also دِعْوَةٌ.

دُعْوِىٌّ is a word used only in negative sentences: (S:) you say, مَا بِالدَّارِ دُعْوِىٌّ There is not in the house any one: (S, K: *) Ks says that it is from دَعَوْتُ, and [properly] means لَيْسَ فِيهَا مَنْ يَدْعُو [there is not in it one who calls, &c.]. (S.) دُعَآءٌ is an inf. n. of 1; (Msb, K;) as also ↓ دَعْوَى: (K:) the former is originally دُعَاوٌ: (S:) [both, used as simple substs., signify A prayer, or supplication, to God:] and the pl. of the former is أَدْعِيَةٌ. (S.) IF says that some of the Arabs, for ↓ دَعْوَةٌ, say ↓ دَعْوَى, with the fem. alif [written ى]. (Msb, TA.) One says, اَللّٰهُمَّ المُسْلِمِينَ ↓ أَشْرِكْنَا فِى دَعْوَى, meaning [O God, make us to share] in the prayer (دُعَآء) of the Muslims. (TA.) And hence, in the Kur [x. 10], فِيهَا سُبْحَانَك اللّٰهُمَّ ↓ دَعْوَاهُمْ [Their prayer in it shall be سبحانك اللّٰهمّ]. (TA.) [دُعَآءٌ followed by لِ signifies An invocation of good, a blessing, or a benediction: followed by عَلَى, an imprecation of evil, a curse, or a malediction.] سُورَهُ الدُّعَآءِ is a title of The first chapter of the Kurn. (Bd.) b2: [Hence,] دُعَآءٌ signifies also Adoration, worship, or religious service. (TA.) b3: And i. q. إِيمَانٌ [i. e. Belief; particularly in God, and in his word and apostles &c.: faith: &c.]: a meaning mentioned by the Expositors of El-Bukháree. (TA.) b4: [Also A call, or cry; and so ↓ دَعْوَى, as in the Kur vii. 4 (where the latter is explained by Bd as syn. with the former) and xxi. 15.] b5: And [particularly] A calling, or crying, for aid or succour. (TA.) دَعِىٌّ One invited to a repast: pl. دُعَوَآءُ; as in the saying عِنْدَهُ دُعَوَآءُ [With him, or at his abode, are guests invited to a repast]. (TA.) b2: One who makes a claim in respect of relationship; (S;) [i. e.] one who claims as his father a person who is not his father; (Az, Mgh, Msb;) [in other words,] one who claims the relationship of a son to a person who is not his father: or one who is claimed as a son by a person who is not his father; (Az, Msb;) an adopted son: (S, K:) pl. أَدْئِيَآءُ, (S,) which is anomalous; (Bd in xxxiii. 4;) occurring in the Kur [in the verse just referred to], where it is said, وَمَاجَعَلَ أَدْئِيَاءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ (S) Nor hath He made your adopted sons to be your sons in reality. (Jel.) b3: And One whose origin, or lineage, or parentage, is suspected; (K, TA;) as also ↓ مَدْعِىٌّ: pl. of the former as in the next preceding sentence. (TA.) دَعَاوَةٌ and دِعَاوَةٌ: see دَعْوَى.

دِعَايَةٌ: see دَعْوَةٌ, in two places.

دَعَّآءٌ One who prays, or supplicates God, or who calls, &c., much, or often. (TA.) الدَّعَّآءَةُ [an epithet in which the quality of a subst. predominates;] The سَبَّابَة [or fore finger]; (K;) i. e. the finger with which one calls [or beckons]. [TA.) دَاعٍ [Praying, or supplicating God:] calling, or summoning: (Mgh:) [inviting:] and particularly, [as an epithet in which the quality of a subst. predominates,] one who calls, or summons, or invites, to obey a right or a wrong religion: (TA:) pl. دُعَاةٌ (Mgh, Msb, TA) and دَاعُونَ. (Msb, TA.) [Hence,] دَاعِى اللّٰهِ [God's summoner, or inviter; i. e.] the prophet: (K:) and also, (Msb, K,) or simply الدَّاعِى, (TA,) The مُؤَذِّن [or summoner to prayer]. (Msb, K, TA.) [Hence also, دَاعِى المَنَايَا The summoner of death, lit. of deaths; like طَارِقُ المَنَايَا] b2: See also the next paragraph, in two places. b3: Also A punisher. (TA.) دَاعِيَةٌ: see دَعْوَةٌ, in two places: b2: and see also دَعْوَى. b3: دَاعِيَّةٌ اللَّبَنِ The remainder of the milk, (K,) or what is left, of the milk, in the udder, (S, Mgh,) that draws, or attracts, (K,) or in order that it may draw, or attract, (S, Mgh,) what is to come after it; (S, Mgh, K; *) as also اللَّبَنِ ↓ دَاعِى, occurring in a trad., where it is said, دَعْ دَاعِىَ اللَّبَنِ [Leave thou the remainder of the milk, in the udder, that is to draw, or attract, what is to come after it]; (S, Mgh;) i. e. do not exhaust it entirely. (Mgh.) b4: Hence, دَاعِيَةٌ is metaphorically applied to signify (tropical:) A mean, or means; a cause; or a motive; (Har p. 306;) [as also ↓ دَاعٍ, often used in these senses in the present day;] and so, in an intensive sense, ↓ مَدْعَاةٌ [properly signifying a cause of drawing, attracting, or inducing, &c., originally مَدْعَوَةٌ, being a noun of the same class as مَبْخَلَةٌ and مَجْبَنَةٌ]: (Idem p. 86:) [the pl. of the first is دَوَاعٍ.] b5: Also (assumed tropical:) The cry of horsemen in battle; (K;) as being a call to him who will aid, or succour. (TA.) b6: دَوَاعِى الصَّدْرِ (assumed tropical:) The anxiety [or rather anxieties] of the bosom. (Ham p. 509.) b7: دَوَاعِى الدَّهْرِ (tropical:) The vicissitudes of fortune: (K, TA:) sing. دَاعِيَةٌ. (TA.) أُدْعُوَّةٌ: see what next follows.

أُدْعِيَّةٌ (S, K) and ↓ أُدْعُوَّةٌ (K) An enigma; a riddle; (S, K; *) like أُحْجِيَّةٌ [and أُحْجُوَّةٌ]; and including such as is in verse, like that quoted above, in the second paragraph of this article. (S.) مَدْعَاةٌ: see دَعْوَةٌ, latter part, in three places: b2: and see also دَاعِيَةٌ: [pl. مَدَاعٍ. b3: Hence the saying,] لَهُ مَسَاعٍ وَمَدَاعٍ, i. e. (tropical:) [He possesses means of attaining honour and elevation, and] causes of glorying, or memorable and generous qualities, especially in war. (TA.) مَدْعُوٌّ pass. part. n. of 1; as also ↓ مَدْعِىٌّ.]

مَدْعِىٌّ: see what next precedes: b2: and see also دَعِىٌّ, last sentence.

مُدَّعًى Claimed property [&c.]: مُدَّعًى بِهِ is nought. (Mgh.) b2: مُدَّعًى عَلَيْهِ One upon whom a claim is made for property [&c.]. (Mgh.) [A defendant in a law-suit.]

مُدَّعٍ Claiming property [&c.]; a claimant. (Mgh.) [A plaintiff in a law-suit.]

لم

(لم)
الشَّيْء لما جمعه جمعا شَدِيدا وَيُقَال لم الله شعثه جمع مَا تفرق من أُمُوره وَأَصْلحهُ وبفلان أَتَاهُ فَنزل بِهِ

(لم) فلَان أَصَابَهُ لمَم طرف من جُنُون فَهُوَ ملموم
(لم)
حرف جزم لنفي الْمُضَارع وَقَلبه مَاضِيا وَقد يتَّصل نَفيهَا بِحَال النُّطْق نَحْو {لم يلد وَلم يُولد} وَقد يَنْقَطِع نَحْو {لم يكن شَيْئا مَذْكُورا} أَي ثمَّ كَانَ وتختص لم بمصاحبة الشَّرْط كَلَوْ لم وَإِن لم وَتدْخل على لم همزَة الِاسْتِفْهَام فَيصير النَّفْي مَعهَا إِيجَابا ويدخله معنى التَّقْرِير والتوبيخ مَعَ بَقَاء عمل الْجَزْم نَحْو ألم أقل لَك وَقد يفصل بِالْفَاءِ أَو بِالْوَاو بَين الْهمزَة وَلم نَحْو أفلم أقل لَك وَأَوْلَمَ أؤدبك
[لم] أبلمت الناقة، إذا ورم حياؤها من شدّة الضَبَعَةْ. وبها بَلَمَةٌ شديدةٌ. ورأيت شفتيه مُبْلَمَتَيْنِ، إذا ورِمَتا. والمِبْلامُ: الناقةُ التي لا تَرغو من شدّة الضَبَعَةِ. والتَّبْليمُ: التقبيحُ. يقال: لا تُبَلِّمْ عليه أمرَه، أي لا تُقَبِّحْ أمره. والأَبْلَمُ: خوصُ المُقْلِ. وفيه ثلاث لغات: أَبْلَمٌ وأُبْلُمٌ وإِبْلِمٌ، والواحدة بالهاء. ويقال: المال بينى وبينك شِقَّ الأُبْلُمَةِ . وبَيْلَمُ النّجارِ: لغة في البيرم.
لم
لَمْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرفُ جزمٍ لنفي المضارع، وقلبِه إلى الزَّمن الماضي، وعند دخول همزة الاستفهام عليه يصبح النفي إيجابًا مع معنى التقرير والتوبيخ، وقد يُفصل بالفاء أو الواو بين الهمزة و (لم) "لم يذاكر دروسَه- {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} - {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} - {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ} - {أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا} ".
2 - حرف تتقدَّمه أداة شرط عاملة فحينئذ يكون جزم الفعل بالشرط ويستفاد النفي من لم "إن لم تذاكر فسوف ترسب". 

لِمَ [كلمة وظيفيَّة]: أداة استفهام مركَّبة من حرف الجرّ اللام، و (ما) الاستفهاميّة، وقد حُذِفت ألفُها لدخول حرف الجرّ عليها (انظر: م ا - ما) "لِمَ عصيتَه؟ ". 
لم: لَمْ: حَرْفٌ للجَزْمِ؛ بُنِيَتْ كذلك.
ولِمَ: لامٌ ضُمَّتْ إليها " ما " ثمَّ حُذِفَتِ الألِفُ.
ولَمّا: من جَمْعٍ بَيْنَ " ما " و " لَمْ "، وقيل: هو مَأْخُوْذٌ من لَمَمْتُ؛ والآخِرَةُ زائِدَةٌ.
واللَّمَمُ: الجُنُوْنُ ومَسُّه.
واللاّمَّةُ: ما يُخَافُ من فَزْعَةٍ. وعَيْنٌ لامَّةٌ: تُصِيْبُ الإِنْسَانَ، لَمَّتْه عَيْنُه.
ورَجُلٌ مَلْمُوْمٌ: مَجْنُوْنٌ.
واللَّمُّ: الجَمْعُ الكَثِيْرُ، وكَتِيْبَةٌ مَلْمُوْمَةٌ، وحَجَرٌ مَلْمُوْمٌ. ولَمَّ الثَّرِيْدَ يَلُمُّه.
والْتَمَّ الفَرَسُ: إذا تَهَيَّأَ للعَدْوِ واسْتَجْمَعَ جَرْياً.
واللَّمَمُ: الإِلْمَامُ بالذَّنْبِ.
وكانَ هذا مُذْ شَهْرَانِ أو لَمَمُه: أي قُرَابُه.
والإلْمَامُ: الزِّيَارَةُ غِبّاً، ألْمَمْتُ به وعليه.
وألْمَمْتُ أنْ أفْعَلَ كذا: أي كِدْتُ، وفي الحَدِيث: " أوْ يُلِمُّ " بهذا المَعْنى.
وناقَةٌ ألَمَّتْ للكِبَرِ: أي قاربَتْ أنْ تَهْرَمَ.
والمُلِمَّةُ من النَّخْلِ: التي قارَبَتْ أنْ تَحْمِلَ.
والالْتِمَامُ: نَحْوُ الإِلْمَامِ بالشَّيْءِ.
والمُلِمَّةُ: الشَّدِيْدَةُ من شَدَايِدِ الدَّهْرِ. واللَّمَّةُ: الدَّهْرُ.
واللِّمَّةُ: شَعْرُ الرَّأْسِ إذا كانَ فَوْقَ الوَفْرَةِ.
ولِمَّةُ الوَتِدِ: ما تَشَعَّثَ من رَأْسِه.
واللَّمْلَمَةُ: اسْتِدَارَةُ الحَجَرِ والطِّيْنِ.
واللُّمْلُوْمُ: الجَمَاعَةُ المُجْتَمِعَةُ على أيِّ ضَرْبٍ كانَ، وجَمْعُه لَمَالِيْمُ. وحَيٌّ لَمْلَمٌ: كَثِيْرٌ مُجْتَمِعٌ.
ويَلَمْلَمُ: اسْمُ مِيْقَاتِ أهْلِ اليَمَنِ، ويُقال: أَلَمْلَمُ.
وأَلُمَّ: بمَعْنى هَلُمَّ.

لم

1 لَمَّ اللّٰهُ شَعَثَهُ God rectified, or repaired, and consolidated, what was disorganized, disordered, or unsettled, of his affairs. (S.) 2 لَمَّمَ He made a لِمَّة of his hair. (Z, TA in art. جم.) 4 أَلَمَّ بِالقَوْمِ He came to the people, and alighted at their abode as a guest. (Msb.) See أَطَافَ. b2: And hence, أَلَمَّ بِالمَعْنَى (assumed tropical:) He knew the meaning. (Msb.) b3: And أَلَمَّ بَالذَّنْبِ (assumed tropical:) He committed the sin, or offence. (Msb.) b4: And أَلَمَّ He, or it, visited covertly; (Ham, p. 23;) or in a light, slight, or hasty manner. (Idem, pp. 385 and 815.) It became near. (Msb.) b5: It happened. (Ham, p. 385.) b6: أَلَمَّ بِهِ He came to him. (Ham, p. 127.) b7: I. q. زَارَهُ غِبًّا; as also أَلَمَّ عَلَيْهِ. (TA.) 8 اِلْتَمَّ It was collected, accumulated. b2: التمّوا They collected themselves; congregated.

لَمْ with an aor. following it is often to be rendered in English by the preterperfect: ex., لَمْ أَرَهُ مُذُ يَوْمَانِ I have not seen him for two days. b2: لَمْ يَضْرِبْ He did not beat. (S, &c.) See also لَمَّا. b3: أَلَمْ: see the latter half of art. أَلَا; and the former part of art. أَمَا. b4: لَمَّا as a particle of exception [is equivalent to our But; meaning both except and, after an oath or the like, only, or nothing more than; and] is put before a nominal proposition; as, إِنْ كُلُّ نَفْسٍ

لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ [There is not any soul but over it is a guardian, (Kur lxxxvi. 4,)] accord. to those who pronounce the م with teshdeed: and before a verb which is literally, but not in meaning, a preterite; as in أَنْشُدُكَ اللّٰهَ لَمَّا فعَلْتَ [I conjure, or beg, or beseech, thee by God but that thou do such a thing], i. e. مَا أَسْأَلُكَ إَلَّا فِعْلَكَ [I do not ask of thee anything save thy doing such a thing]. (Mughnee.) See its syn. إِلَّا. In the Kur xxxviii. 13, accord. to one reading, it occurs before a verb which is a preterite literally and in meaning. b5: لَمَّا, accord. to Ibn-Málik, is syn. with إِذْ: [and sometimes, like إِذْ, it means Since, or because:] one may say, لَمَّا

أَكْرَمْتَنِى أَمْسِ أَكْرَمْتُكَ اليَوْمَ: but this is said to mean لَهَّا ثَبَتَ اليَوْمَ إِكْرَامُكَ لِى أَمْسِ أَكْرَمْتُكَ. (Mughnee.) See also an ex. voce رَزَقَ. b6: لَمَّا يَضْرِبْ He has not yet beaten. (S, &c.) See also لَمْ.

لَمَمٌ A slight insanity or diabolical possession; (Mgh, Msb:) a slight taint or infection of insanity. See طَيْفٌ.

لَمَّةٌ A touch, or somewhat [of a taint or an infection of insanity], from the jinn. (S, K.) See لَمَمٌ.

لِمَّةٌ Hair that descends below the lobe of the ear. (S, K.) But see وَفْرَةٌ: and see a tropical use of it in a verse of Kumeyt cited in art. حف, p. 597 c.

مِلَمٌّ: see مِثَمٌّ.

مُلِمَّةٌ A misfortune that befalls in the present world. (S.) See an ex. in a verse cited voce حَجَا.

مُلَمَّمٌ A boy having a لِمَّة. (IDrd, TA, voce مُجَمَّمٌ.)
باب الّلام والميم ل م، م ل مستعملان

لم: لَمْ، خفيفة: من حُروف الــجَحْد بُنِيَتْ كذلك. ولَمْ، اللاّم مفصولة من الميم، إنّما هي لام ضمّت إلى (ما) ، ثمّ حُذفت الألف، كما قالوا: بِمَ، ونحو ذلك غير أنّها لما كانت كثيرة الجَرْي على اللِّسان أُسْكنتِ الميم، وقد تسكّن في (بم) في لغةٍ رديئة. ولَمْ: عزيمةُ فعلٍ قد مَضَى فلّما جُعِل الفِعْل معها على حدّ الفِعْل الغابر جزم، وذلك قولك: لم يَخْرُجْ زيدٌ، وإنّما معناهُ: لا خَرَجَ زيد، فاستقبحوا هذا اللّفظ في الكلام فحملوا الفعل على بناء الغابر فإِذا أعيدت (لا) و (لا) مَرَّتَيَنْ أو أكْثَر حَسُن حينئذٍ لقول اللَّه عزّ وجل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ، أي: لم يُصدّقْ ولم يُصَلِّ، وإذا لم تُعَدْ (لا) فهو في المَنْطق قبيح، وقد جاء في الشِّعْر، قال:

إنْ تَغْفِرِ اللهُمّ تَغْفِرْ جَمّا ... وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمّا

أي: لم يلمّ. [وأمّا (ألم) فالأصل فيها لم أُدْخِلَ فيها ألف استفهام. وأمّا (لِمَ) فإِنّها (ما) التي تكون استفهاماً وصلت باللام] . وأمّا (لمّا) فعلى معنيين: أحدهما: من جمع (ما) و (لم) فجُعِلَتْ لمّا بناءً واحداً. وثانيهما: بمعنى (إلاّ) كقوله تعالى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ

. ومنهم من يقول: لا، بل الألف في (لمّا) أصليّة والميم منها في مَوْضِعِ العين، وهو بوزن فعّل. واللَّمَمُ: الجمعُ الكثيرُ الشَّديدُ، [تقول] : كتيبةٌ مَلْمومةٌ، وحَجَر ملموم، وطينٌ ملموم، قال أبو النجم:

ملمومة لما كظهر الجنبل

يصف هامة العبير. والآكِلُ يَلُمّ الثَّريد، فيجعَلُه لُقَماً عظاماً ثم يأكله أكلاً لمّا. واللَّمَمُ: مسُّ الجُنون. ورجلٌ مَلْمُومٌ: به لمم. واللمم: الإلمام بالذّنب الفَيْنة بَعْدَ الفينة، يقال: بل هو الذَّنب الذي ليس من الكبائر، ومنه قوله [تعالى] : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ . والإلمامُ: الزِّيارة غِبّاً. والفعلُ: ألممت به، ويجوز في الشِّعْر: ألممتُ عليه. والمُلِمّةُ: الشّديدةُ من شَدائدِ الدَّهْر. واللُّمَّةُ: شَعَر الرّأس إذا كان فوقَ الوفرة. ولِمّةُ الوَتِدِ: ما تشعّث من رأسِه الموتود بالفِهر. واللُّمَةُ، مُخَفّفة: الجماعةُ من الرِّجال والنِّساء أيضا، قال الكميت:

فقد أراني والإيفاع في لُمَةٍ ... في مرتعِ اللَّهْو لم يُكْرَبْ لي الطِّوَلُ

أي: في جماعة.

وفي الحديث: جاءت فاطمة إلى أبي بكر في لُمَيمْةٍ من حَفَدها ونساء قَوْمها .

واللَّمْلَمةُ: إدارة الحَجَر واستدارة الطّين، قال:

لمّا لَمَمنْا عزّنا المُلَمْلَما

وتقول: أعوذ باللَّه من اللاّمّةِ والسّامّة، فأمّا اللاّمّة فما يُخافُ من مّسٍ، أي: فَزَع، ومن جعل السّامّة المنيّة فإِنّ الكلامَ مُحالٌ، لأنّ الموتَ لا استعاذةَ منه، ومن جعله بليّة جاز. والعين اللاّمّة، هي الّتي تُصِيبُ الإنسان ولا يقولون: لَمَّتْهُ العين، ولكنّه نعتٌ من اللّمم على حذو الذِّراع والفارس ونحوهما مما يحمل على النّسب بذي وذات. ويَلَمْلَم: هو ميقاتُ أهلِ اليَمَن، الموضع الذي يُحرمون منه إلى مكة. مل: المَلَّةُ: الرَّماد والجَمْر: يُقال: مَلَلْتُ الخَبْزةَ أَمُلُّها في المَلَّة مَلاًّ فهي مملولة، وكلّ شيءٍ تَمُلُّهُ في الجمر فهو مملول. والمَمْلولُ: الممتلُّ من المِلَّة، قال حُمَيْد:

كأنّه غولٌ علاه غولُ ... كأنّه في مِلَّةٍ مَمْلولُ

يصف الفيل، أي: كأنّه مثال ممثّل مما يُعْبَدُ في بعضِ مِلَل الأديان من المشركين. وطَرِيقٌ مُمَلٌّ: قد سُلِكَ حتى صار مُعْلَماً، قال أبو دُواد:

رفعناها ذَميلاً في ... مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ

ومِلّةُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: الأمرُ الّذي أوضحه للنّاس. وامتلَّ الرّجل: أخذ في ملّة الإسلام، أي: قصد ما أملّ منه. والمَلَلُ والمَلالُ: أن تَمَلَّ شيئاً، وتُعْرِضَ عنه. ورجلٌ مَلُولةٌ، وامرأةٌ كذلك، قال:

وأُقْسِمُ ما بي من جَفاء ولا مَلَلْ

ومَلَلٌ: اسم مَوْضعٍ في طريق البادية على طريق مكّة، قال:

على مَلَلٍ يا لَهْفَ نفسي على ملل  والإملالُ: إملالُ الكتابِ ليُكْتَب. والمَلْمَلةُ: أن يَصيرَ الإنسانُ من جَزَعٍ أو حُرقةٍ كأنّه يقفُ على جَمْرٍ. والمُلْمُولُ: المِكْحالُ. وبعير مُلامِلٌ، أي: سَريعٌ.
[ل م] لمْ حَرفٌ جَازمٌ يُنْفَى بِهِ ما قد مَضَى وَإِن لَمْ يقع بَعدَهُ إِلاَّ لَفْظُ الآتِي

ربخ

ربخ


رَبَخَ(n. ac. رَبْخ)
a. Knelt down (camel).
b. Sat ( bird; hen ).
رَبِخَ(n. ac. رَبَخ
رَبَاْخ
a. [Fī]), Floundered, stumbled along in ( the sand:
camel ).
(ربخ)
فِي الرمل ربخا عسر عَلَيْهِ السّير فِيهِ
ربخ: رَبَّخْ: من مصطلح البحرية: قلس السفينة، حبل المركب، حبل غليظ من حبال السفينة (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 589).
ر ب خ

امرأة ربوخ: يغشى عليها عند الجماع وهو من الرخاوة. يقال: مشى حتى تربخ. وتقول: سوط عذاب إلى سوط، ربوخ تحت عذيوط.
[ربخ] تربخ، أي استرخى. ومربخ: رملة بالبادية. والربيخ من الرجال: العظيم المسترخي. والرَبوخُ من النساء: التي يُغْشى عليها عند الجماع. وقد ربخت .
[ربخ] في ح على: إن رجلًا خاصم إليه أبا امرأته أنه زوجه ابنته وهي مجنونة فقال: ما بدا لك من جنونها؟ قال: إذا جامعتها غشي عليها، فقال: تلك "الربوخ" لست لها بأهل، أراد أنه يحمد منها، وأصله من تربخ في مشيه إذا استرخى، ربخت المرأة فهي ربوخ إذا عرض لها ذلك عند الجماع.
ربخ
الربُوْخُ: المَرْأةُ التي يُغْشى عليها عند المُلامَسَة، رَبَخَتْ تَرْبَخُ ربُوخاً ورَبْخاً ورَبَاخاً.
ورَبَخَتِ الإِبلُ في المُرْبِخ: أي فَتَرَتْ واسْتَرْخَتْ في ذلك الرِّمْل من الكَلال.
وأرْبَخَ الرجُلُ: لانَ وأقَرَّ بعد جَحْدٍ.
ورَجُلٌ رَبِيْخٌ: ضَخْم. ورَبَخَ لا يَبْرَحُ.
ومُربِخ: رَمْلٌ بالبادِيَة.
(ربخ) - في حَدِيثِ عَلِىٍّ : "تِلْك الرَّبُوخ".
وهي التي يُغْشَى عليها إذا جُومِعَت، ولا بُدَّ لها من استِرْخَاء عند ذلك. يقال: مَشَى حتى تَربَّخ: أي اسْتَرخَى. قال:
أَطْيَبُ لذّاتِ الفَتَى ... نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَه
: أي أَنَّ ذَلِك يُحمَد منها، وأَربَخَ: اشْتَرى جاريةً رَبُوخًا.
ربخ
: (الرَّبِيخُ: القَتَب الضَّخْمُ) . قَالَ: فلمّا اعْتَرَتْ طارقَاتُ الهُمُومِ
رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكُوراً رَبِيخاً
أَي ضَخماً، (وغَلِطَ الجوهريُّ فِي قَوْله من الرِّجال) ، أَي بِالْجِيم، (وإِنّمَا هُو مِنَ الرِّحال) ، بالحاءِ الْمُهْملَة، (وَلَوْلَا قولُه المُسْتَرْخِي لَحْمِلَ على) تحريفِ فَلم (النَّاسِخ) . قَالَ شَيخنَا: قد يُقَال لَا دلالةَ فِيهِ على مَا زَعَمَه، إِذ يدّعي أَنَّه استُعمل مجَازًا. وَيُقَال رَجلٌ مُسترْخٍ وإِكافٌ مُسترخٍ، إِذا طالَ عَن مَحلِّه المعتادِ وجاوزَ مكانَه المعروفَ، فالاسترخاءُ لَيْسَ خاصًّا ببني آدَمَ.
(و) رُوِيَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ أَنّ رجلا خاصَم إِليه أَبا امرأَتِه فَقَالَ: زَوَّجَنِي ابنَتَه وَهِي مجنونةٌ. فَقَالَ: مَا بَدَا لكَ مِن جُنونها؟ فَقَالَ: إِذا جامعْتُهَا غُشِيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: (تِلْكَ (الرَّبُوخُ) لسْتَ لهَا بأَهل) أَراد أَنّ ذَلِك يُحْمَد مِنْهَا، وَهِي (المَرْأَةُ يُغْشَى عَلَيْهَا عِنْدَ الجِمَاعِ) مِن شِدَّة الشَّهْوَة. قَالَ الشَّاعِر:
أَطْيَبُ لَذَّات الفتَى
نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَهْ
وَقيل هِيَ الّتي تَنْخِرُ عِنْد الجِماع وتَضْطَرِب كأَنَّها مَجنونة. (وَقد رَب 2 خَتْ كفَرِحَ ومَنَعَ) تَرْبَخُ رَبَخاً ورُبُوخاً و (رَبَاخاً) ، بِالْفَتْح. وأَصْل الرُّبُوخ من تَرَبَّخَ فِي مَشْيه، إِذا اسْتَرْخَى.
(وأَرْبَخَ) الرَّجلُ: (اشْتَرَى) جَارِيَة (رَبُوخاً) ، وَقد تقدّم مَعْنَاهُ.
(و) أَرْبخَ (الرَّمْلُ) ، إِذا (تَكَاثَفَ) ، وأَرْبَخَ الماشِي فِيهِ. (و) عَن ابْن الأَعرابيّ: أَرْبَخَ (زَيْدٌ) ، إِذا (وَقَعَ فِي الشَّدَائد. و) حُكِيَ عَن بعْض الْعَرَب: مَشَى حتَّى (تَرَبَّخَ) ، أَي (اسْتَرْخَى) .
(ورَابِخٌ: ع بنجْدٍ) ، قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحسب ذالك، وَلم يَتيقّنْه. وَفِي (اللِّسَان) وأَرضٌ رابِخٌ تأْخُذ اللُّؤَمَة وَلَا حِجَارةَ فِيهَا وَلَا نَقَلَ
ومُرْبِخٌ (كمُحْسن: جَبلٌ من جبالِ زَرُودَ) أَو (رَمْلَةٌ بالبَادِيَة) . قَالَ أَبو الْهَيْثَم: سُمِّبَ جبلُ مُرِبخ مُرْبِخاً. لأَنه يَرْبَخ الْمَاشِي فِيهِ من التَّعَب والمشقّة.
(ورَبِخَتِ الإِبلُ فِي الرَّمْل، كفَرِحَ: اشْتَدَّ عَلَيْهَا السَّيْرُ فِيهِ) وفَتَرَت من الكَلاَل. وأَنشد:
أَمِنْ جِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ
لَا بُدَّ مِنْهُ فانْحَدرْنَ وارْقَيْنْ
أَو يَقْضِيَ اللَّهُ ذُبَابَاتِ الدَّيْنْ
قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا أَعرف مثل هاذا يُشتَقُّ من الأَعلام، إِنّما ذالك فِي إِتيانِ المواضِع، كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ.

ونى

(ونى) الرجل لم يجد فِي الْعَمَل 
(ونى) فِي الْأَمر (يني) ونيا وونيا ووناء وونى فتر وَضعف وكل وأعيا وَيُقَال فلَان لَا يني يفعل كَذَا لَا يزَال والسحابة أمْطرت وَفُلَان الْكمّ شمره إِلَى فَوق وَالشَّيْء وَعنهُ تَركه فَهُوَ وان وَهِي وانية
[ونى] به في صفة الصديق: سبق إذ "ونيتم"، أي قصرتم وفترتم، من ونى يني ونيا. ومنه النسيم "الواني"، وهو الضعيف الهبوب. ومنه ح: لا ينقطع أسباب الشفقة منهم "فينو" في جدهم، أي يفترون في عزمهم واجتهادهم، وحذف نون الجمع لجواب النفي بالفاء. غ: "توانى" في أمره: فتر.
باب وه
(ونى) - في حديث العَوَّام بن حَوْشَب عن شَيْخ قال: "كُنتُ مُرابِطاً، فخرجتُ لَيلةَ مَحرَسِى إلى المِينَاء"
المِينَاء: الموَضِعُ الذىِ تُرْفَأ فيه السُّفُنُ، وَيُركَبُ منه، أو يُوقَف فيه، كأنه من الوَنَى والوَنْى، وهو الفُتُور، مِفْعَال؛ لأن الريحَ تَنِى فيه، كما سُمِّى الكَلاَّءُ والمُكَلَّأ لأنها تُكْلَأ فيه، وقد يُقصَرُ فيقال: مِينَا.
ونى:
ونّى: لم يجد في العمل، تكاسل، (زيتشر 150:22).
توانى: عبثّ، أضاع الوقت (بقطر).
توانى عن: أهمل، تأخر (بقطر) (عبّاد 1:257:1): ولزمه المسير لسبيله وأوعده القتل على التواني عنه؛ توانى عن فلان: تأخر عن الحضور لديه (عبّاد 3:322:1):
فلا تتوانيا عني وهبّا ... إليّ هبوب أنفاس الرياح
نية: وردت في (ديوان الهذليين 166: البيت السابع).
توانى (في موضع توان) إهمال négli gence ( بقطر).
توانى: تصنّع، رياء؛ صاحب تواني: متكلف، متصنع faconnier ( بقطر).

ون

ى1 وَنَى فِيهِ He entered upon a thing languidly; and عَنْهُ He passed from it: see عَنْ.6 تَوَانَى He was, or became, languid, remiss, weak, feeble, or faint, (T, S, M, MA, Msb, K, *) in actions, and affairs, (T,) in respect of an object of his want, (S,) or in an affair. (MA, Msb.) b2: تَوَانَى فى الأَمْرِ He flagged, or was remiss, in the affair; (Msb;) i. q. قَصَّرَ. (S.) وَنَاةٌ A woman languid, or gentle, or grave in deportment, &c.: see أَنَاةٌ.

مِينَآءٌ A port: see an ex. in a verse cited voce شُحُون: it is masc.; its being a substitute for ى: or it is an ancient Egyptian word in origin.
[ونى] الوَنى: الضعفُ والفتورُ، والكلالُ والإعياءُ. قال امرؤ القيس: مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ على الوَنى * أثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ يقال: وَنَيْتُ في الأمر أَني وَنًى ووَنْياً، أي ضعفتُ، فأنا وانٍ. قال جحدر اليماني: وظهر تنوفة للريح فيها * نسيم لا يروع الترب وانى وناقةٌ وانِيَةٌ. وأَوْنَيْتُها أنا: أتعبتها وأضعفتها. وفلانٌ لا يَني يفعلُ كذا، أي لا يزال يفعل كذا. وافْعَلْ ذاك بلا وَنْيَةٍ، أي بلا تَوانٍ. وامرأةٌ وناةٌ: فيها فتور، وقد تقلب الواو همزة فيقال: أَناةٌ. وقال : رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعَةِ عامِرٍ * نَئومِ الضُحى في مأْتمٍ أيٍّ مَأْتَمِ وتوانى في حاجته: قصر. وقول الاعشى: ولا يدع الحمد بل يشترى * بوشك الظنون ولا بالتون أراد بالتوانى فحذف الالف لاجتماع الساكنين، لان القافية موقوفة. والميناء: كَلاَّءُ السفن ومرفؤها، وهو مِفْعالٌ من الونى.

بَلَحَ 

(بَلَحَ) الْبَاءُ وَاللَّامُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ فُتُورٌ فِي الشَّيْءِ وَإِعْيَاءٌ وَقِلَّةُ إِحْكَامٍ، وَإِلَيْهِ تَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ كُلِّهِ، فَالْبَلَحُ الْخَلَالُ، وَاحِدَتُهُ بَلَحَةٌ، وَهُوَ حَمْلُ النَّخْلِ مَا دَامَ أَخْضَرَ صِغَارًا كَحِصْرِمِ الْعِنَبِ. قَالَ أَبُو خِيرَةَ: ثَمَرَةُ السَّلَمِ تُسَمَّى الْبَلَحَ مَا دَامَتْ لَمْ تَنْفَتِقْ، فَإِذَا انْفَتَقَتْ فَهِيَ الْبَرَمَةُ. أَبُو عُبَيْدَةَ: أَبْلَحَتِ النَّخْلَةُ إِذَا أَخْرَجَتْ بَلَحَهَا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ لِلثَّرَى إِذَا يَبِسَ - وَهُوَ التُّرَابُ النَّدِيُّ - قَدْ بَلَحَ بُلُوحًا. وَأَنْشَدَ:

حَتَّى إِذَا الْعُودُ اشْتَهَى الصَّبُوحَا ... وَبَلَحَ التُّرْبُ لَهُ بُلُوحًا

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ بَلَحَ الرَّجُلُ إِذَا انْقَطَعَ مِنَ الْإِعْيَاءِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى التَّحَرُّكِ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَإِذَا حُمِّلَ ثِقْلًا بَعْضُهُمْ ... وَاشْتَكَى الْأَوْصَالَ مِنْهُ وَبَلَحْ

وَقَالَ آخَرُ:

أَلَا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لَأْيٍ ... فَلَا شَاةً تَرُدُّ وَلَا بَعِيرًا

قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: يُقَالُ بَلَحَ إِذَا جَحَدَ. قَالَ قُطْرُبٌ: بَلَحَ الْمَاءُ قَلَّ، وَبَلَحَتِ الرَّكِيَّةُ. قَالَ:

مَالَكَ لَا تَجُمُّ يَا مُضَبَّحُ ... قَدْ كُنْتَ تَنْمِي وَالرَّكِيُّ بُلَّحُ

وَيُقَالُ بَلَحَ الزَّنْدُ إِذَا لَمْ يُورِ. قَالَ الْعَامِرِيُّ: يُقَالُ بَلَحَتْ عَلَيَّ رَاحِلَتِي، إِذَا كَلَّتْ وَلَمْ تُشَايِعْنِي. وَيُقَالُ بَلَحَ الْبَعِيرُ وَبَلَحَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ. قَالَ: مُعْتَرِفٌ لِلرُّزْءِ فِي مَالِهِ ... إِذَا أَكَبَّ الْبَرَمُ الْبَالِحُ

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ الْبُلَحُ، طَائِرٌ، وَالْبَلَحْلَحَةُ: الْقَصْعَةُ لَا قَعْرَ لَهَا.

جَثَمَ 

(جَثَمَ) الْجِيمُ وَالثَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَجَمُّعِ الشَّيْءِ. فَالْجُثْمَانُ: شَخْصُ الْإِنْسَانِ. وَجَثَمَ، إِذَا لَطِئَ بِالْأَرْضِ. وَجَثَمَ الطَّائِرُ يَجْثُِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ» ، وَهِيَ الْمَصْبُورَةُ عَلَى الْمَوْتِ.

وَذَلِكَ عَلَى أَضْرُبٍ:

فَمِنْهُ مَا نُحِتَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ صَحِيحَتَيِ الْمَعْنَى، مُطَّرِدَتَيِ الْقِيَاسِ. وَمِنْهُ مَا أَصْلُهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ وَقَدْ أُلْحِقُ بِالرُّبَاعِيِّ وَالْخُمَاسِيِّ بِزِيَادَةٍ تَدْخُلُهُ. وَمِنْهُ مَا يُوضَعُ كَذَا وَضْعًا. وَسَنُفَسِّرُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

فَمِنَ الْمَنْحُوتِ قَوْلُهُمْ لِلْبَاقِي مِنْ أَصْلِ السَّعَفَةِ إِذَا قُطِعَتْ (جُذْمُورٌ) . قَالَ: بَابُ مَا جَاءَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُهُ جِيمٌ

بَنَانَتَيْنِ وَجُذْمُورًا أُقِيمُ بِهَا ... صَدْرُ الْقَنَاةِ إِذَا مَا آنَسُوا فَزَعًا

وَذَلِكَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا الْجِذْمُ وَهُوَ الْأَصْلُ، وَالْأُخْرَى الْجِذْرُ وَهُوَ الْأَصْلُ. وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُمَا. وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ مِنْ أَدَلِّ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ مَذْهَبِنَا فِي هَذَا الْبَابِ. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ إِذَا سَتَرَ بِيَدَيْهِ طَعَامَهُ كَيْ لَا يُتَنَاوَلَ (جَرْدَبٌ) مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ جَدَبَ لِأَنَّهُ يَمْنَعُ طَعَامَهُ، فَهُوَ كَالْجَدْبِ الْمَانِعِ خَيْرَهُ، وَمِنِ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَالْبَاءِ، كَأَنَّهُ جَعَلَ يَدَيْهِ جِرَابًا يَعِي الشَّيْءَ وَيَحْوِيهِ. قَالَ:

إِذَا مَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ شَهَاوَى ... فَلَا تَجْعَلْ شِمَالَكَ جَُرْدُبَانًا

وَمِنْ ذَلِكَ [قَوْلُهُمْ] لِلرَّمَلَةِ الْمُشْرِفَةِ عَلَى مَا حَوْلَهَا (جُمْهُورٌ) . وَهَذَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ مِنْ جَمَرَ ; وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الِاجْتِمَاعِ، وَوَصَفْنَا الْجَمَرَاتِ مِنَ الْعَرَبِ بِمَا مَضَى ذِكْرُهُ. وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى جَهَرَ ; وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُوِّ. فَالْجُمْهُورُ شَيْءٌ مُتَجَمِّعٌ عَالٍ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِقَرْيَةِ النَّمْلِ (جُرْثُومَةٌ) . فَهَذَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ جَرَمَ وَجَثَمَ، كَأَنَّهُ اقْتَطَعَ مِنَ الْأَرْضِ قِطْعَةً فَجَثَمَ فِيهَا. وَالْكَلِمَتَانِ قَدْ مَضَتَا بِتَفْسِيرِهِمَا.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ إِذَا صُرِعَ (جُعْفِلَ) . وَذَلِكَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ جُعِفَ إِذَا صُرِعَ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً» .

وَمِنْ كَلِمَةٍ أُخْرَى وَهِيَ جَفَلَ، وَذَلِكَ إِذَا تَجَمَّعَ فَذَهَبَ. فَهَذَا كَأَنَّهُ جُمِعَ وَذُهِبَ بِهِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْحَجَرِ وَلِلْإِبِلِ الْكَثِيرَةِ (جَلْمَدٌ) . قَالَ الشَّاعِرُ فِي الْحِجَارَةِ:

جَلَامِيدُ أَمْلَاءُ الْأَكُفِّ كَأَنَّهَا ... رُءُوسُ رِجَالٍ حُلِّقَتْ فِي الْمَوَاسِمِ

وَقَالَ آخَرُ فِي الْإِبِلِ الْجَلْمَدِ:

أَوْ مِائَةٍ تُجْعَلُ أَوْلَادُهَا ... لَغْوًا وَعُرْضَ الْمِائَةِ الْجَلْمَدِ

وَهَذَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنَ الْجَلَدِ، وَهِيَ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ، وَمِنَ [الْجَمَدِ] ، وَهِيَ الْأَرْضُ الْيَابِسَةُ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُمَا.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْجَمَلِ الْعَظِيمِ (جُرَاهِمٌ جُرْهُمٌ) . وَهَذَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْجِرْمِ وَهُوَ الْجَسَدُ، وَمِنَ الْجَرَهِ وَهُوَ الِارْتِفَاعُ فِي تَجَمُّعٍ. يُقَالُ سَمِعْتُ جَرَاهِيَةَ الْقَوْمِ، وَهُوَ عَالِي كَلَامِهِمْ دُونَ السِّرِّ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْأَرْضِ الْغَلِيظَةِ (جَمْعَرَةٌ) . فَهَذَا مِنَ الْجَمْعِ وَمِنَ الْجَمْرِ. وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلطَّوِيلِ (جَسْرَبٌ) . فَهَذَا مِنَ الْجَسْرِ - وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ - وَمِنْ سَرَبَ إِذَا امْتَدَّ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلضَّخْمِ الْهَامَةِ الْمُسْتَدِيرِ الْوَجْهِ (جَهْضَمٌ) . فَهَذَا مِنَ الْجَهْمِ وَمِنَ الْهَضَمِ. وَالْهَضَمُ: انْضِمَامٌ فِي الشَّيْءِ. وَيَكُونُ أَيْضًا مِنْ أَهْضَامِ الْوَادِي، وَهِيَ أَعَالِيهِ. وَهَذَا أَقْيَسُ مِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي الْهَضَمِ الَّذِي مَعْنَاهُ الِانْضِمَامُ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلذَّاهِبِ عَلَى وَجْهِهِ (مُجْرَهِدٌّ) . فَهَذَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ جَرَدَ أَيِ انْجَرَدَ فَمَرَّ، وَمِنْ جَهَدَ نَفْسَهُ فِي مُرُورِهِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ الْجَافِي الْمُتَنَفِّجِ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ (جِعْظَارٌ) . وَهَذَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ؛ مِنَ الْجَظِّ وَالْجَعْظِ، كِلَاهُمَا الْجَافِي، وَقَدْ فُسِّرَ فِيمَا مَضَى.

وَمِنْهُ (الْجِنْعَاظُ) وَهُوَ مِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ آنِفًا وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: إِنَّهُ سَيِّئُ الْخُلُقِ، الَّذِي يَتَسَخَّطُ عِنْدَ الطَّعَامِ. وَأَنْشَدَ:

جِنْعَاظَةٌ بِأَهْلِهِ قَدْ بَرَّحَا

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْوَحْشِيِّ إِذَا تَقَبَّضَ فِي وِجَارِهِ (تَجَرْجَمَ) ، وَالْجِيمُ الْأُولَى زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِنَا لِلْحِجَارَةِ الْمُجْتَمِعَةِ: رُجْمَةٌ. وَأَوْضَحُ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ لِلْقَبْرِ: الرَّجَمُ، فَكَأَنَّ الْوَحْشِيَّ لَمَّا صَارَ فِي وِجَارِهِ صَارَ فِي قَبْرٍ.

وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ لِلْأَرْضِ ذَاتِ الْحِجَارَةِ (جَمْعَرَةٌ) . وَهَذَا مِنَ الْجَمَرَاتِ - وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ أَصْلَهَا تَجَمُّعُ الْحِجَارَةِ - وَمِنَ الْمَعِرِ وَهُوَ الْأَرْضُ لَا نَبَاتَ بِهِ.

وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ لِلنَّهْرِ (جَعْفَرٌ) . وَوَجْهُهُ ظَاهِرٌ أَنَّهُ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ جَعَفَ إِذَا صَرَعَ ; لِأَنَّهُ يَصْرَعُ مَا يَلْقَاهُ مِنْ نَبَاتٍ وَمَا أَشْبَهَهُ، وَمِنَ الْجَفْرِ وَالْجُفْرَةِ وَالْجِفَارِ وَالْأَجْفَرِ وَهِيَ كَالْجُفَرِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي صِفَةِ الْأَسَدِ (جِرْفَاسٌ) فَهُوَ مِنْ جَرَفَ وَمِنْ جَرَسَ، كَأَنَّهُ إِذَا أَكَلَ شَيْئًا وَجَرَسَهُ جَرَفَهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلدَّاهِيَةِ (ذَاتُ الْجَنَادِعِ) فَمَعْلُومٌ فِي الْأَصْلِ الَّذِي أَصَّلْنَاهُ أَنَّ النُّونَ زَائِدَةٌ، وَأَنَّهُ مِنَ الْجَدْعِ، وَقَدْ مَضَى. وَقَدْ يُقَالُ: إِنَّ جَنَادِعَ كُلِّ شَيْءٍ أَوَائِلُهُ، وَجَاءَتْ جَنَادِعُ الشَّرِّ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلصُّلْبِ الشَّدِيدِ (جَلْعَدٌ) فَالْعَيْنُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَلَدِ. وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ مَنْحُوتًا مِنَ الْجَلَعِ أَيْضًا، وَهُوَ الْبُرُوزُ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ مَكَانًا صُلْبًا فَهُوَ بَارِزٌ ; لِقِلَّةِ النَّبَاتِ بِهِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْحَادِرِ السَّمِينِ (جَحْدَــلٌ) فَمُمْكِنٌ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الدَّالَ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنَ السِّقَاءِ الْجَحْلِ، وَهُوَ الْعَظِيمُ، وَمِنْ قَوْلِهِمْ مَجْدُولُ الْخَلْقِ، وَقَدْ مَضَى.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ (تَجَرْمَزَ اللَّيْلُ) ذَهَبَ. فَالزَّاءُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنْ تَجَرَّمَ. وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ فِي وَجْهٍ آخَرَ، وَهُوَ مِنَ الْجَرْزِ وَهُوَ الْقَطْعُ، كَأَنَّهُ شَيْءٌ قُطِعَ قَطْعًا ; وَمِنْ رَمَزَ إِذَا تَحَرَّكَ وَاضْطَرَبَ. يُقَالُ لِلْمَاءِ الْمُجْتَمِعِ الْمُضْطَرِبِ: رَامُوزٌ. وَيُقَالُ: الرَّامُوزُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْبَحْرِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (تَجَحْفَلَ الْقَوْمُ) : اجْتَمَعُوا، وَقَوْلُهُمْ لِلْجَيْشِ الْعَظِيمِ (جَحْفَلٌ) ، وَ (جَحْفَلَةُ الْفَرَسِ) . وَقِيَاسُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ وَاحِدٌ، وَهُوَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنَ الْحَفْلِ وَهُوَ الْجَمْعُ، وَمِنَ الْجَفْلِ، وَهُوَ تَجَمُّعُ الشَّيْءِ فِي ذَهَابٍ. وَيَكُونُ لَهُ وَجْهٌ آخَرُ: أَنْ يَكُونَ مِنَ الْجَفْلِ وَمِنَ الْجَحْفِ، فَإِنَّهُمْ يَجْحَفُونَ الشَّيْءَ جَحْفًا. وَهَذَا عِنْدِي أَصْوَبُ الْقَوْلَيْنِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْبَعِيرِ الْمُنْتَفِخِ الْجَنْبَيْنِ (جَحْشَمٌ) فَهَذَا مِنَ الْجَشِمِ، وَهُوَ الْجَسِيمُ الْعَظِيمُ، يُقَالُ: " أَلْقَى عَلَيَّ جُشَمَهُ "، وَمِنَ الْجَحْشِ وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ، كَأَنَّهُ شُبِّهَ فِي بَعْضِ قُوَّتِهِ بِالْجَحْشِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْخَفِيفِ (جَحْشَلٌ) فَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ اللَّامُ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْجَحْشِ، وَالْجَحْشُ خَفِيفٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلِانْقِبَاضِ (تَجَعْثُمٌ) . وَالْأَصْلُ فِيهِ عِنْدِي أَنَّ الْعَيْنَ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ التَّجَثُّمِ، وَمِنَ الْجُثْمَانِ. وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْجَافِي (جَرْعَبٌ) فَيَكُونُ الرَّاءُ زَائِدَةً. وَالْجَعَبُ: التَقَبُّضُ وَالْجَرَعُ: الْتِوَاءٌ فِي قُوَى الْحَبْلِ. فَهَذَا قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْقَصِيرِ (جَعْبَرٌ) ، وَامْرَأَةٌ جَعْبَرَةٌ: قَصِيرَةٌ. قَالَ:

لَا جَعْبَرِيَّاتٍ وَلَا طَهَامِلًا

فَيَكُونُ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَيَكُونُ الرَّاءُ زَائِدَةً.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلثَّقِيلِ الْوَخِمِ (جَلَنْدَحٌ) . فَهَذَا مِنَ الْجَلْحِ وَالْجَدْعِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ الْكَلِمَتَيْنِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْعَجُوزِ الْمُسِنَّةِ (جَلْفَزِيزٌ) . فَهَذَا مِنْ جَلَزَ وَجَلَفَ. أَمَّا جَلَزَ فَمِنْ قَوْلِنَا مَجْلُوزٌ، أَيْ مَطْوِيٌّ، كَأَنَّ جِسْمَهَا طُوِيَ مِنْ ضُمْرِهَا وَهُزَالِهَا. وَأَمَّا جَلَفَ فَكَأَنَّ لَحْمَهَا جُلِفَ جَلْفًا أَيْ ذُهِبَ بِهِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْقَاعِدِ (مُجْذَئِرٌّ) فَهَذَا مِنْ جَذَا: إِذَا قَعَدَ عَلَى أَطْرَافِ قَدَمَيْهِ. قَالَ:

وَصَنَّاجَةٌ تَجْذُو عَلَى حَدِّ مَنْسِمِ

وَمِنَ الذَّئِرِ وَهُوَ الْغَضْبَانُ النَّاشِزُ. فَالْكَلِمَةُ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْعُسِّ الضَّخْمِ (جُنْبُلٌ) فَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ كَأَنَّهُ جَبَلٌ، وَالْجَبَلُ كَلِمَةٌ وَجْهُهَا التَّجَمُّعُ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْجَافِي (جُنَادِفٌ) فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَالْأَصْلُ الْجَدْفُ وَهُوَ احْتِقَارُ الشَّيْءِ ; يُقَالُ جَدَفَ بِكَذَا أَيِ احْتَقَرَ، فَكَأَنَّ الْجُنَادِفَ الْمُحْتَقِرُ لِلْأَشْيَاءِ، مِنْ جَفَائِهِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْأَكُولِ (جُرْضُمٌ) . فَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، فَيُقَالُ [مِنْ] جَرَضَ إِذَا جَرَشَ وَجَرَسَ. وَمِنْ رَضَمَ أَيْضًا فَتَكُونُ الْجِيمُ زَائِدَةً.

وَمَعْنَى الرَّضَمِ أَنْ يَرْضِمَ مَا يَأْكُلُهُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْجَمَلِ الْعَظِيمِ (جُخْدَُبٌ) ، فَالْجِيمُ زَائِدَةٌ. وَأَصْلُهُ مِنَ الْخَدَبِ ; يُقَالُ لِلْعَظِيمِ خِدَبٌّ. وَتَكُونُ الدَّالَّ زَائِدَةً ; فَإِنَّ الْعَظِيمَ جِخَبٌّ أَيْضًا. فَالْكَلِمَةُ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْعَظِيمِ الصَّدْرِ (جُرْشُعٌ) فَهَذَا مِنَ الْجَرْشِ، وَالْجَرْشُ: صَدْرُ الشَّيْءِ، يُقَالُ: جَرْشٌ مِنَ اللَّيْلِ، مِثْلُ جَرْسٍ. وَمِنَ الْجَشَعِ، وَهُوَ الْحِرْصُ الشَّدِيدُ. فَالْكَلِمَةُ أَيْضًا مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْجَرَادَةِ (جُنْدَبٌ) . فَهَذَا نُونُهُ زَائِدَةٌ، وَ [هُوَ] مِنَ الْجَدْبِ ; وَذَلِكَ أَنَّ الْجَرَادَ يَجْرُدُ فَيَأْتِي بِالْجَدْبِ، وَرُبَّمَا كَنَوْا فِي الْغَشْمِ وَالظُّلْمِ بِأُمٍ جُنْدَبٍ، وَقِيَاسُهُ قِيَاسُ الْأَصْلِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلشَّيْخِ الْهِمِّ (جِلْحَابَةٌ) . فَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ جَنَحَ وَلَحَبَ. أَمَّا الْجَلَحُ فَذَهَابُ شَعَْرِ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ. وَأَمَّا لَحَبَ فَمِنْ قَوْلِهِمْ لُحِبَ لَحْمُهُ يُلْحَبُ، كَأَنَّهُ ذُهِبَ بِهِ. وَطَرِيقٌ لَحْبٌ مِنْ هَذَا.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْحَجَرِ (جَنْدَلٌ) . فَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ نُونُهُ زَائِدَةً، وَيَكُونُ مِنَ الْجَدْلِ وَهُوَ صَلَابَةٌ فِي الشَّيْءِ وَطَيٌّ وَتَدَاخُلٌ، يَقُولُونَ: خَلْقٌ مَجْدُولٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْحُوتًا مِنْ هَذَا وَمِنَ الْجَنَدِ، وَهِيَ أَرْضٌ صُلْبَةٌ. فَهَذَا مَا جَاءَ عَلَى الْمَقَايِيسِ الصَّحِيحَةِ.

وَمِمَّا وُضِعَ وَضْعًا وَلَمْ أَعْرِفْ لَهُ اشْتِقَاقًا:

مَرَى

مَرَى الناقةَ يَمْريها: مَسَحَ ضَرْعَها،
فَأمْرَتْ هي: دَرَّ لَبَنُها،
وهي: المُرْيَةُ، بالضم والكسر.
ومَرَى الشيءَ: اسْتَخْرَجَهُ،
كامْتَراهُ،
وـ حَقَّه: جَحَدَــه،
وـ فلاناً مِئَةَ سَوْطٍ: ضَرَبَه،
وـ الفَرَسُ: جعلَ يَمْسَحُ الأرضُ بِيَدهِ أو رِجْلِه، وَيَجُرُّها من كَسْرٍ أَو ظَلَعٍ.
وناقةٌ مَرِيٌّ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، أَو لاَ وَلَدَ لَهَا، فهي تَدُرُّ بالمَرْيِ على يَدِ الحالِبِ.
والمُمْرِي: الناقةُ التي جَمَعَتْ ماءَ الفَحْلِ في رَحِمِها.
والمِرْيَةُ بالكسر والضم: الشَّكُّ، والجَدَلُ.
وماراهَ مماراةً ومِراءً،
وامْتَرَى فيه،
وتمارَى: شَكَّ.
والمارِيَّةُ: القَطاةُ المَلْساءُ، والمرأةُ البَيْضاءُ البَرَّاقَةُ.
والمَارِيُّ: ولَدُ البَقَرَةِ الأمْلَسُ الأبيضُ، وهي: بهاءٍ، وكِساءٌ صغيرٌ له خُطوطٌ مُرْسَلَةٌ، وإزارُ السَّاقِي من الصُّوفِ المُخَطَّطِ، وصائِدُ القَطَا، وثَوْبٌ خَلَقٌ إلى المَأْكِمَتَيْنِ.
والمُمْرِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ،
والمارِيَةُ، كصاحِبةٍ: البَقَرَةُ ذاتُ الوَلَدِ المارِي. ومارِيَةُ بِنْتُ أرْقَمَ أو ظالِمٍ: كان في قُرْطِها مِئَتا دينارٍ، أو جَوْهَرٌ قُوِّمَ بأَرْبَعِينَ ألْفَ دِينارٍ، أو دُرَّتانِ كبَيْضَتَيْ حَمامَةٍ لم يُرَ مثْلُهُما قَطُّ، فأَهْدَتْهُما إلى الكَعْبَةِ، فقيلَ: خُذْه ولو بقُرْطَيْ ماريَةَ، أو على كُلِّ حالٍ.
والمَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: د بالأنْدَلُس،
وع آخَرُ بها،
وة بينَ واسِطَ والبَصْرَةِ.
والمَرايَا: العُروقُ التي تَمْتَلِئُ وتَدُرُّ باللبنِ.
وتَمَرَّى به: تَزَيَّنَ.
وأمْرٌ مُمْرٍ: مُسْتقيمٌ.

خَتَرَ 

(خَتَرَ) الْخَاءُ وَالتَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى تَوَانٍ وَفُتُورٍ. يُقَالُ تَخَتَّرَ الرَّجُلُ فِي مِشْيَتِهِ، وَذَلِكَ أَنْ يَمْشِيَ مِشْيَةَ الْكَسْلَانِ. وَمِنَ الْبَابِ الْخَتْرُ، وَهُوَ الْغَدْرُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا خَتَرَ فَقَدْ قَعَدَ عَنِ الْوَفَاءِ. وَالْخَتَّارُ: الْغَدَّارُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا يَــجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [لقمان: 32] .

كَوَدَ 

(كَوَدَ) الْكَافُ وَالْوَاوُ وَالدَّالُ كَلِمَةٌ كَأَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى الْتِمَاسِ شَيْءٍ بِبَعْضِ الْعَنَاءِ. يَقُولُونَ: كَادَ يَكُودُ كَوْدًا وَمَكَادًا. وَيَقُولُونَ لِمَنْ يَطْلُبُ مِنْكَ الشَّيْءَ فَلَا تُرِيدُ إِعْطَاءَهُ: لَا وَلَا مَكَادَةَ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي الْمُقَارَبَةِ: كَادَ، فَمَعْنَاهَا قَارَبَ. وَإِذَا وَقَعَتْ كَادَ مُجَرَّدَةً فَلَمْ يَقَعْ ذَلِكَ الشَّيْءُ تَقُولُ: كَادَ يَفْعَلُ، فَهَذَا لَمْ يُفْعَلْ، وَإِذَا قُرِنَتْ بِــجَحْدٍ فَقَدْ وَقَعَ، إِذَا قُلْتَ مَا كَادَ يَفْعَلُهُ فَقَدْ فَعَلَهُ. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة: 71] . 

حدن

الْحَاء وَالدَّال وَالنُّون

الدَّحِنُ: الْحبّ الْخَبيث، كالدَّحِلِ. وَقيل: الداهي، وَقيل: الدَّحِنُ المسترخي الْبَطن، وَقيل: الْعَظِيمَة، وَقيل: الدَّحِنُ والدَّحَنُ، السمين المندلق الْبَطن الْقصير. وَالْفِعْل من ذَلِك كُله، دَحِنَ دَحَنا.

والدِّحَنَّةُ والدِّحْوَنَّة كالدَّحنِ.

وبعير دِحنَّةٌ ودِحْوَنَّةٌ: عريض. وَكَذَلِكَ النَّاقة وَالْمَرْأَة، عَن أبي زيد.

والدّحَنَّةُ: الأَرْض المرتفعة، عَن أبي مَالك يَمَانِية.

والدَّيحانُ: الْجَرَاد، فيعال عِنْد كرَاع.

ودَحْنا: مَوضِع، قَالَ ربيعَة بن جحدر:

فَلَو رَجُلا خادَعْتُه لخدَعتُه ... ولكنَّما حُوتا بدحناء قامِس

نفى

(نفى)
الشَّيْء نفيا نحاه وأبعده يُقَال نفى الْحَاكِم فلَانا أخرجه من بَلَده وطرده ونفيت الْحَصَى عَن الطَّرِيق وَنفى السَّيْل الغثاء وَيُقَال نفت السحابة ماءها أسالته وصبته وجحده وتبرأ مِنْهُ وَأخْبر أَنه لم يَقع وَالرِّيح التُّرَاب نفيا ونفيانا أطارته
(نفى) - في حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "أن زيد بنِ أسْلم قال: أرْسَلَنى أبي إليه، وكانتْ لَنَا غَنَم، فَأَردْنَا نَفِيتَيْن نجَفِّفُ عليهما الأَقِطَ، فأمَرَ قَيِّمَهُ لنا بذلك"
كذا رُوِى عِلى وزن بَعِيرَيْن، وإنّما هو نَفيَّتَين، على وَزن سَفِينَتَيْن واحِدَتُهما نَفِيَّةٌ، وهي شىء يُعْمَلُ من خُوصٍ شِبْه طَبَقٍ عريضٍ، ويُقال لها: نُفْيَة أيضاً.
فأمَّا النَّفِيتَةُ فالدَّقِيق يُذَزُّ على ماءٍ، أو لَبَن حَلِيبٍ فَيُطْبَخُ أغلظ من السَّخِينَة تُؤكَلُ عند عِزَّةِ الطّعَامِ يَتَوسَّعُ بها ذوو العِيَال.

نف

ى1 نَفَاهُ He drove away, expelled, or banished, him, or it. (T, in TT.) 3 هٰذَا يُنَافِىهٰذَا This precludes the co-existence of this therewith; is inconsistent, or incompatible, with this.6 تَنَافَيَا They two were incompatible.8 اِنْتَفَى

It was negative: contr. of ثَبَتَ and and وَجَبَ. (IbrD.) b2: اِنْتَفَى مِنْ شَىْءٍ

He denied a thing; meaning an accusation or the like: syn. تَنَضَّحَ.

نُفَايَةٌ Refuse; i. e. what one rejects, of a thing, because of its badness: (S:) or refuse little in quantity: (T:) or the remains, and bad portion, of a thing: (M, K:) or, accord. to IAar, what is bad of wheat or food. (M.) فِعْلٌ مَنْفِىٌّ A verb rendered negative by its being preceded by مَا or the like; contr. of مُثْبَتٌ and مُوجَبٌ. b2: كَلاَمٌ مَنْفِىٌّ A denied sentence; contr. of مُثْبَتٌ and مُوجَبٌ; virtually the same as كَلاَمٌ نَافٍ a denying, or negative, sentence.
نفى: نَفَى الشَّيْءَ يَنْفي نَفْياً: أي نَحَّى.
والانْتِفَاءُ من الوَلَدِ: مَعْرُوْفٌ.
ونَفَى الرَّجُلُ من الأرْضِ، ونَفَيْتُه.
والنِّفْيَةُ والنِّفْوَةُ: اسْمٌ لنَفِيِّ الشَّيْءِ إذا نَفَيْتَه.
ونَفَى شَعْرُه: ذَهَبَ، وانْتَفَى: تَسَاقَطَ.
والنُّفَايَةُ والنُّفَاءُ من الدَّرَاهِمِ وغَيْرِها: الرَّدِيْءُ. ونُفَى الطَّعَامِ ونُفَايَا ونُفَايَاتٌ: واحِدٌ، هي النَّفَاةُ أيضاً.
ونَفِيُّ الرِّيْحِ: ما بَقِيَ من التُّرَابِ في أُصُوْلِ الحِيْطَان، وكذلك نَفِيُّ المَطَرِ والقِدْرِ، والماءُ إذا وَقَعَ من الرِّشَاءِ على ظَهْرِ المائحِ.
والنُّفْيَةُ: النُّفَايَةُ.
والنَّفَيَانُ من المَطَرِ: ما فاضَ من مُجْتَمَعِه، وما نَفَاه السَّحَابُ وأَسَالَه.
والنَّفِيَّةُ: شَيْءٌ يُعْمَلُ من خُوْصٍ شِبْهُ طَبَقٍ عَرِيْضٍ على وَجْهِ الأرْضِ، وهي النُّفْيَةُ.
والنّافِيَةُ في الرَّأْسِ: الهِبْرِيَةُ.
وأَتَانِي نَفِيُّكُم: أي وَعِيْدُكم.
نفى: نفاه من بلده: في (محيط المحيط): (نفاه عنه .. نحاه ودفعه وأزاله. ونفى فلانا حبسه في سجن ونفاه من بلده أخرجه وسيره منه إلى بلد آخر) وتأتي كلمة نفاه، في العادة، وحدها أما كلمة نفي الإبعاد والإقصاء والسفر عند (فوك، وبوشر، همبرت 214، وكليلة ودمنة 283: 4، فهرست المخطوطات، ليدن 1: 32، المقري 2: 203، مرسنج 26؛ 16).
نفى: نبذ، رفض، استنكر أو دان عملا أو رأيا (بوشر).
حلف أنه لا يعلم أن غيره فعل كذا أي أنه حلف على نفي العلم (معجم التنبيه).
نفى: تبرأ من الولد، أنكر معرفة شخص، انتفى الولد من أبيه، لأنكر أهله أو وطنه، جحد إيمانه، ارتد عن دينه، أنكر ولده (الماوردي 391: 10): (وهكذا قال المنصور نفيت من العباس أن ... ) وقال الرشيد (نفيت من المهدي لئن لم تأتني برأسه لأرسلن إليك من يأتيني برأسك أولا ثم برأسه) (معجم الطرائف).
نفى: سجن، حبس، اعتقل (محيط المحيط).
نافي: في (محيط المحيط): (نافاه منافاة طارده. وهذا ينافي ذاك أي يباينه ويدفعه) (معجم التنببه، دي ساسي كرست 1: 139، 104 و2: 248 والمقري 1: 103).
أنفى: في (أسبانيا)؛ أبعد، طرد (فوك) (الكالا).
تنفى: دحر (كارتاس 92: 2) فكتبوا إليه جميعهم يستنصرونه ويستصرخون به وتنفي العدو عن مخنق بلادهم، وفي (93: 1): لنصرة المسلمين وتنفي العدو عن مخنق بلادهم، وفي مخطوطتنا نفي في (موضع العبارتين) بدلا من تنفى.
انتفى: ابتعد وانفصل، وفي (محيط المحيط) (انتفى عنه انتفاء تنحى ونفاه فانتفى أي طرده فانطرد وانتفى الشي ضد ثبت) (الماوردي 391: 5) وانتفى من (هوجفلايت 47: 8).
انتفى: عن أيضا: أنكر ممارسته عملا من الأعمال (حيان بسام 1: 114) أقسموا بأنهم لم يشغلوا تلك المراكز فجرت لبعضهم عند الانتفاء عن تلك الخطط نوادر ظريفة مضحكة.
انتفى من: أي طرد منه (الولد من أبيه). وهو نفي أي أنكره أبوه أو أسرته (معجم الطرائف).
انتفى من: انظرها في (فوك) في exulare.
انتفى من: هاجر (الجريدة الآسيوية 1849: 1: 187).
نفي: انظر نفى.
للنفي: هو الامتناع (في النحو) أو الذي يشير إليه (بوشر).
حرف النفي: أداة النفي (في النحو) (بوشر).
نفي: اسم لأحد الفواكه؟ (ألف ليلة 1: 309): وأخذ من البستان نفيا وليمونا؛ وكذلك (ماكني. وبرسل). أما (طبعة بولاق) فقد حذفت الكلمة.
مفية: إبعاد، إقصاء (بوشر).
نفيني: منسوب إلى النفي (بوشر).
نافية والجمع نوافي: إنكاري، سلبي (فوك).
أنفى: أكثر إبعادا أو عزلا (الماوردي 112: 2).
منفى: في (محيط المحيط): المكان الذي ينفى إليه.
منفي: تقال في (غرناطة) للمنفى أي للمبعد، ثم على اللصوص وقطاع الطرق الذين يمارسون اللصوصية (معجم الأسبانية 317).

حلي

(حلي) من فلَان بِخَير حلى حلا وَالشَّيْء عده حلوا

حلي


حَلِيَ(n. ac. حَلْي)
a. Was adorned, ornamented.

حَلَّيَa. Adorned with jewels.
b. Described, depicted.

تَحَلَّيَa. Was adorned, decked out, decorated.

حَلْي
(pl.
حُلِيّ)
a. Ornament, adornment.

حِلْيَة
(pl.
حُِلًى)
a. see 1b. Outward appearance; characteristic.
(ح ل ي) : (وَالْحُلِيُّ) عَلَى فُعُولٍ جَمْعُ حَلْيٍ كَثُدِيٍّ فِي جَمْعِ ثَدْيٍ وَهِيَ مَا تَتَحَلَّى بِهِ الْمَرْأَةُ مِنْ الذَّهَبِ أَوْ الْفِضَّةِ وَقِيلَ أَوْ جَوْهَرٍ (وَالْحِلْيَةُ) الزِّينَةُ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ وَهِيَ مَا تَتَحَلَّى بِهِ الْمَرْأَةُ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يُقَالُ حِلْيَةُ السَّيْفِ أَوْ السَّرْجِ وَغَيْرِهِ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} [فاطر: 12] اللُّؤْلُؤَ وَالْمَرْجَانَ (وَحِلْيَةُ) الْإِنْسَانِ صِفَتُهُ وَمَا يُرَى مِنْهُ مِنْ لَوْنٍ وَغَيْرِهِ وَالْجَمْعُ حُلًى بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ.
[حلي] نه وفيه: "حليت" الدنيا في أعينهم، حلي الشيء بعيني يحلى إذا استحسنته، وحلا بفمي يحلو. وفيه: و"حلى" وأقاح، هو فعيل يبيس النصي من الكلأ، والجمع أحلية. وفي ح المبعث: فسلقني "لحلاوة" القفا، أي أضجعني على وسط الفقا لم يمل بي إلى أحد الجانبين، وهو بتثليث حركة الحاء. ومنه ح الخضر: وهو نائم على "حلاوة" القفا. وفي ح خاتم حديد: مالي أرى عليك "حلية" أهل النار، الحلي اسم لكل ما يتزين به من مصاغ الذهب والفضة، والجمع حلي بالضم والكسر، وجمع الحلية حلي كلحية ولحي وربما ضم، وتطلق الحلية على الصفة أيضاً، وإنما جعلها حلية أهل النار لأن الحديد زي بعض الكفار وهم أهل النار، وقيل: إنما كرهه لنتنه وزهوكته، وقال: في خاتم الشبه ريح الأصنام، لأنها كانت تتخذ من الشبه. مف: وقيل: ذهب به إلى سلاسل وأغلال يعذبون بها في جهنم، وحديث: ولو خاتماً من حديد، مبالغة في بذل ما يمكن في المهر، نحو أعطني ولو كفاً من تراب، أو هو منسوخ به، واستدل به المصنف على أن نهى خاتم الحديد ليس بتحريم. وقد عرفت جوابه. ط: من "تحلى" بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور، الحلي كل ما يتزين به، وهو المرائي يلبس ثياب الزهاد ويرى أنه زاهد، وقيل: أن يلبس قميصاً يصل كميه بكمين آخرين يرى أنه لابس قميصين، وقيل: شبه بالثوبين لأن المتحلى كذب كذبين فوصف نفسه بصفة ليست فيه، ووصف غيره بأنه خصه بصلة، وكان رجل يلبس ثوبين كثياب المعاريف ليظن أنه معروف محترم فيعتمد على قوله وشهادته الزور. وح: يبلغ "الحلي" حيث يبلغ الوضوء، أي يتمكن الحلية مبلغاً يتمكنه الوضوء. مف: بكسر مهملة وسكون لام وخفة ياء وهي هنا التحجيل من أثر الوضوء يوم القيامة، واعترض أن الحمل على قوله تعالى: {يحلون فيها من أساور} أولى، وهو غير مستقيم إذ لا مرابطة بين الحلية والحلي لأن الحلية السيما، والحلي التزين، ويمكن أن يجاب بأنه مجاز عنه. نه: "الحلية" تبلغ إلى مواضع الوضوء، أي التحجيل، حليته أحليه تحلية إذا ألبسته حلية. مف: واستدل به على اختصاص هذه الأمة بالوضوء، وقال آخرون: إنما المختص به الغرة والتحجيل لا الوضوء لحديث: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء، ورد بأنه حديث معروف الضعف، على أنه يحتمل تخصيص الأنبياء بالوضوء دون الأمم. ن: ولو من "حليكن" ليس فيه وجوب الزكاة فيها لأن ما قبله تخضيض ومبالغة في الخير. ك: تصدقن ولو من "حليكن" بضم حاء وكسر لام وشدة تحتية على الجمع، ويجوز فتح الحاء وسكون اللام مفرداً. وح: فإذا ذهب ساعة من الليل "فحلوهم" بحاء مهملة مضمومة وبخاء معجمة مفتوحة. وح: "فيحلون" عن ماء الحوض، من التحلية وهو المنع، حلاه من الماء إذا طرده، وروى من الثلاثي، وروى بالمعجمة، وروى: يجلون، بالجيم من جلاء الوطن. ج: "فحليتهم" عنه، طردتهم، وهو بالتشديد غير مهموز رواية، واللغة بالهمز، ولعلها قلبت همزة شذوذاً. ش: لا "يحلى" منه بطائل، هو بحاء مهملة ببناء مجهول أي ليس فيه فائدة.
حلي
حلَى يَحلِي، احْلِ، حَلْيًا، فهو حالٍ، والمفعول محليّ
• حلَى المرأةَ أو السَّيفَ أو غيرَهما: زيَّنها بمصوغ المعدنيّات أو الأحجار الثَّمينة. 

حلِيَ/ حلِيَ بـ/ حلِيَ في يَحلَى، احْلَ، حلْيًا، فهو حالٍ، والمفعول مَحْليّ به
• حلِيتِ المرأةُ: تزيَّنَت بمصوغات وأحجار ثمينة، صارت ذات حُلِيّ.
• حلِيتِ الشَّجَرةُ: أورقت وأثمرت.
• حلِي فلانٌ بعيني/ حلِي فلانٌ في عيني: أعجبني. 

تحلَّى/ تحلَّى بـ يَتحلَّى، تَحَلَّ، تحلّيًا، فهو مُتَحَلٍّ، والمفعول مُتحلًّى به
• تحلَّتِ المرأةُ: مُطاوع حَلَّى: حَلِيت؛ تزيَّنت بمصوغات وأحجار ثمينة، صارت ذات حُلِيّ.
• تحلَّى الشَّيءَ: حَلِيَه؛ عدّه حُلوًا كطعم السُّكّر أو استلذّه "تحلَّى الطَّعامَ/ الحياةَ".
• تحلَّى بالشَّيءِ: اتّصف به وتزيَّن "يتحلَّى المجاهدون بالصّبر والشّجاعة والإيمان- تحلّى بالأخلاق الفاضلة".
• تحلَّى بما ليس فيه: ادّعاه وتكلَّفه "تحلَّى بالصِّدق وهو كذوب- تحلَّى بالشَّجاعة وهو الجَبَان". 

حَلَّى يحلِّي، حَلِّ، تحليةً، فهو مُحَلٍّ، والمفعول مُحلًّى
• حلَّى المرأةَ والسَّيفَ وغيرَهما: حَلاها؛ زيَّنها بمصوغ المعدنيّات أو الأحجار الثَّمينة " {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} ".
• حلَّى الشَّيءَ أو الشَّخْصَ: وصفه ونعته بما يحسِّنه "حلَّى أباه أمام الحاضرين- حلَّى أحدَ المرشَّحين أمام المجلس". 

تَحْلِية [مفرد]: مصدر حَلَّى. 

حَلْي [مفرد]: ج حُلِيّ (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَى وحلِيَ/ حلِيَ بـ/ حلِيَ في.
2 - ما يُتزيّن به من المصوغات أو الأحجار الثّمينة " {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ}: وقرئ: حَلْيِهِمْ". 

حِلْيَة [مفرد]: ج حِلْيات وحِلًى: حَلْي؛ ما يُتزيّن به من المصوغات أو الأحجار الثَّمينة " {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} - {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}: من يُنَشَّأ في الحِلْيَة: كناية عن البنات".
• حِلية الرَّجُل: صفته وخلقه وصورته "عرفته بحِلْيته: بهيئته- لها حِلْية جميلة أخذت بألباب النّاس".

• حِلْية السَّيف: زينته. 
الْحَاء وَاللَّام وَالْيَاء

الحَلْيُ: مَا تزين بِهِ من مصوغ المعدنيات أَو الْحِجَارَة، قَالَ:

كأنَّها من حُسُنٍ وشارَهْ

والحَلْيِ حَلْيِ التِّبْرِ والحجارَهْ

مَدفَعُ مَيْثَاءَ إِلَى قَرارَه

وَالْجمع حُلِيٌّ، وَقد أَنْعَمت شرح هَذَا فِي بَاب الْحلِيّ فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " قَالَ الْفَارِسِي: وَقد يجوز أَن يكون الْحلِيّ جمعا، وَتَكون الْوَاحِدَة حَلْيَةً، كشرية وشرى وهدية وهَدْيٍ.

والحِلْيَةُ كالحَلْيِ، وَالْجمع حِلًي وحُلًي. قَالَ بَعضهم: يُقَال حِلْيَةُ السَّيْف وحَلْيُه، وكرِهَ آخَرُونَ حَلْيَ السَّيْف وَقَالُوا: هِيَ حِلْيَتُه، قَالَ الْأَغْلَب الْعجلِيّ: جارَيةٌ من قيسِ بنِ ثَعلبَه

بيضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَه

كَأَنَّهَا حِليَةُ سيفٍ مُذَهَّبَه

وَحكى أَبُو عَليّ: حَلاةٌ فِي حِلْيَةٍ، وَهَذَا فِي الْمُؤَنَّث كشبه وَشبه فِي الْمُذكر.

وَقَوله تَعَالَى: (ومِن كلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طرِياً وتستخرجون حِلْيَةً تَلبَسونَها) جَازَ أَن يخبر عَنْهُمَا بذلك لاختلاطهما، وَإِلَّا فالحِلْيةُ إِنَّمَا تستخرج من الْملح دون العذب.

وحَلِيَت الْمَرْأَة حَلْياً، وَهِي حالٍ وحالِيَةٌ: استفادت حَلْياً أَو لبسته.

وحليَتْ صَارَت ذَات حَلْيٍ. وتَحَلَّت، لبست حَلْياً.

وحَلاَّها ألبسها حَلْياً أَو اتَّخذهُ لَهَا.

وَقَوله تَعَالَى: (يُحَلَّونَ فِيهَا من أساوِرَ من ذَهَبٍ ولؤلؤا) عداهُ إِلَى مفعولين لِأَنَّهُ فِي معنى يلبسُونَ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ يحلينا رعاثا من ذهب ولؤلؤ ". وحَلَّي السَّيْف: كَذَلِك.

وحَلِيَ فِي عَيْني وصدري، قيل: لَيْسَ من الحلاوَةِ وَإِنَّمَا هِيَ مُشْتَقَّة من الحَلْيِ الملبوس، لِأَنَّهُ حسن فِي عَيْنك كحسن الحَلْيِ.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: حَلِيَتْه الْعين، وَأنْشد:

كَحْلاء تَحْلاَها العيونُ النُّظَّرُ

والحِلْيَةُ: الْخلقَة.

والحِليَةُ: الصّفة وَالصُّورَة.

والتَّحْلِيَةُ: الْوَصْف. وتَحَلاَّه، عرف صفته.

والحَلاَ: بثر يخرج بأفواه الصّبيان، عَن كرَاع، وَإِنَّمَا قضينا بِأَن لامه يَاء لما تقدم من أَن اللَّام يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.

والحَلِيُّ: مَا أَبيض من يبيس السبط والنصي، واحدته حَلِيَّةٌ، قَالَ: لمَّا رأتْ حَليلَتي عَيْنيَّهْ

ولِمَّتِي كأنَّها حَلِيَّه

تقولُ هَذِه قُرَّةٌ عَلَيَّه

وحَلْيَةُ: مَوضِع، قَالَ الشنفري:

بريحانةٍ من بَطنِ حَلْيةَ نَوَّرتْ ... لَهَا أرَجٌ، مَا حولَها غيرُ مُسْنِتِ

وَقَالَ بعض نسَاء أَزْد ميدعان:

لَو بَيْنَ أبياتٍ بِحَلْيَةَ مَا ... ألهاهُمُ عَن نصركِ الجُزُرُ

وحُلَيَّةُ: مَوضِع، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ الْهُذلِيّ:

أَو مُغْزِلٌ بالخَلّ أَو بِحُلَيَّةٍ ... تَقْرُو السلامَ بشادنٍ مخْماصِ

قَالَ ابْن جني: يحْتَمل حُلَيَّةُ الحرفين جَمِيعًا، يَعْنِي الْوَاو وَالْيَاء، وَلَا ابعد أَن يكون تحقير حَلْيَةٍ، وَيجوز أَن تكون همزَة مُخَفّفَة من لفظ حَلأْتُ الْأَدِيم، كَمَا تَقول فِي تَخْفيف الحطيئة الحطية.

وإحْليَّاءُ: مَوضِع، قَالَ الشماخ:

فأيقنتْ أنَّ ذَا هاشٍ منيَّتُها ... وأنَّ شَرْقِيَّ إحليَّاءَ مشغولُ
حلي
: (ي (} الحَلْيُ، بالفَتحِ: مَا يُزَيَّنُ بِهِ مِن مَصُوغِ المَعْدنِيَّاتِ أَو الحِجارَةِ؛) قالَ:
كأنّها من حُسُنٍ وشارهْ {والحَلْيِ} حَلْيِ التِّبْر والحِجارَهْ مَدْفَعُ مَيْثاءَ إِلَى قَرارَهْ (ج {حُلِيٌّ، كدُليَ) فِي جَمْعِ دَلْوٍ.
وَنَظره الجَوهرِيّ بثَدْيٍ وثُدِيَ، قالَ: وَهُوَ فُعُولٌ، وَقد تُكْسَرُ الحاءُ لمَكانِ الياءِ مثْلُ عِصيَ، وقُرِىءَ قَوْلُه تَعَالَى: {من} حُلِيِّهِم عِجْلاً جسَداً} ، بالضمِّ والكسْر.
(أَو هُوَ جَمْعٌ، والواحِدُ {حَلْيَةٌ، كظَبْيَةٍ) وظَبْيٍ، وشَرْيَةٍ وشَرْيٍ، هَذَا قَوْلُ الفارِسِيّ.
(} والحِلْيَةُ، بالكسْرِ) ، مثْلُ (الحَلْيِ، ج {حِلًى} وحُلًى) ، بالكسْرِ والضَّمِّ مَقْصورانِ.
وقالَ اللَّيْثُ: الحَلْيَ كلُّ حِلْيةٍ حَلَّيْتَ بِهِ امرأَةً أَو سَيْفاً ونحْوَه.
(وحُلَى السَّيفِ،) بالضَّمِّ.
وقالَ الجَوهرِيُّ:! حِلْيَةُ السيفِ جَمْعُها حِلىً كلِحْيَةٍ ولِحىً، ورُبَّما ضُمّ.
وقالَ غيرُهُ: إنَّما يقالُ الحَلْيُ للمَرْأَةِ، وأَمَّا سِوَاها فَلَا يقالُ إلاَّ حِلْيَةٌ للسيْفِ ونحْوِ؛ قالَ الأغْلَبُ:
جارِيةٌ من قيْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ بَيْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَةْ كأنّها حِلْيَةُ سَيْفٍ مُذْهَبَةْ ( {وحَلاتُهُ) ، قالَ أَبو عليَ: وَهَذَا فِي المُؤَنّثِ كشِبْهٍ وشَبَهٍ فِي المُذَكَّرِ، (} حِلْيَتُه.
( {وحَلِيَتِ المرْأَةُ، كرَضِيَ،} حَلْياً) ، بالفتْحِ، (فَهِيَ {حالٍ} وحالِيَةٌ) ، إِذا (اسْتَفادَتْ حَلْياً أَو لَبِستْهُ) ، والجَمْعُ {حوالٍ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
} وحَلْي الشَّوَى مِنْهَا إِذا {حَلِيَتْ بِهِ
على قَصَباتٍ لَا شِخاتٍ وَلَا عُصْلِ (} كتَحَلَّت فَهِيَ {مُتَحلِّيَةً.
وقيلَ:} تَحَلَّتْ اتَّخَذَتْ حَلْياً.
(أَو) حَلِيَتْ: (صارَتْ ذاتَ {حَلْيٍ) .
(} وتَحَلَّتْ: تَزَيَّنَتْ بالحَلْي.
( {وحَلاَّها} تَحْلِيَةً: أَلْبَسَها حَلْياً) ؛) وقوْلُه تَعَالَى: { {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِن أَسَاوِر مِن ذَهَبٍ} ؛ عدَّاهُ إِلَى مَفْعولَيْن لأنَّه فِي معْنى يَلْبَسُونَ.
وَفِي الحدِيثِ: (كانَ} يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤٍ) .
(أَو) {حَلاَّها: (اتَّخَذَه لَهَا) ؛) وَمِنْه سيفٌ مُحَلّىً.
(أَو) حَلاَّها: (وَصَفَها ونَعَتَها.
(و) قالَ ابنُ سِيدَه فِي مُعْتل الياءِ: (} حَلِيَ فِي عَيْنِي) وصَدْرِي، (قيلَ) :) ليسَ مِن الحلاَوَةِ، إنَّما هِيَ مُشْتقَّةٌ (مِن الحَلْي) المَلْبوسِ لأنَّه حَسُنَ كحُسْنِ الحَلْيِ.
وَفِي التَّهذيبِ: قالَ اللّحْيانيُّ: {حَلِيَتِ المرْأَةُ بعَيْنِي وَفِي عَيْنِي وبقَلْبي وَفِي قَلْبي وَهِي} تَحْلَى {حَلاوَةً؛ وقالَ أَيْضاً:} حَلَتْ تَحْلُو حَلاوَةً. وَفِي الصِّحاحِ: حَلِيَ فلانٌ بعَيْنِي، بالكسْرِ، وَفِي عَيْني وبصَدْرِي وَفِي صَدْرِي {يَحْلَى حَلاوَةً إِذا أَعْجَبَك؛ قالَ الراجزُ:
إنَّ سِراجاً لكَرِيمٌ مَفْخَرُهُ
تَحْلَى بِهِ العَيْن إِذا مَا تَجْهَرُه ْقال: وَهَذَا مِن المَقْلوبِ، والمعْنَى يَحْلَى بالعَيْن.
(} والحِلْيَةُ، بِالْكَسْرِ الخِلْقَةُ والصُّورَةُ والصِّفَةُ) ؛ (وَمِنْه حِلْيَةُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
(والحِلْيَةُ فِي حِديثِ الوُضوءِ: التَّحْجِيل، وَهُوَ مِنْهُ، والجَمْعُ حِلىً، بالكَسْرٍ على القِياسِ ويُضَمُّ، كلِحْيَةٍ ولِحىً ولُحىً، وجِزْيَةٍ وجِزىً وجُزىً لَا رابِعَ لَهَا.
(و) {حَلْيَةُ، (بالفتْحِ: ثلاثَةُ مواضِعَ) :
(الأوَّلُ: مأْسَدَةٌ باليَمَنِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهريُّ؛ وأَنْشَدَ للمُعَطّل الهُذَليّ يَصِفُ أَسداً:
كأنَّهُمْ يَخْشَوْنَ منْك مُذَرَّباً} بحَلْية مَشْبُوحَ الذّراعَيْن مِهْزَعَاوقالَ الشَّنْفَري:
برَيْحانةٍ من بطنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْلها أَرَجٌ مَا حَوْلَها غَيْرُ مُسْنِتِوقالَ بعضُ نِساءِ أَزدِ مَيْدَعانَ:
لَوْ بَيْنَ أَبْياتٍ بحَلْيَةَ ماأَلْهاهُمُ عَنْ نَصْرِكَ الجُزُرُوالثَّاني: مَوْضِعٌ بالطائِفِ.
والثَّالِثُ: وادٍ بتِهامَة أَعْلاهُ لهُذَيْل، وأَسْفَله لكِنانَةَ؛ وقيلَ: بينَ أَعْيار وعُلَيب يفرغ فِي السِّرَّين؛ قالَهُ نَصْر.
(! وإِحْلِياءُ، بالكسْرِ: ع) ؛) ظاهِرُه أنَّه بتَخْفيفِ الياءِ، والصَّوابُ بتَشْديدِ الياءِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشمَّاخ: فأَيْقَنَتْ أنَّ ذاهاشٍ مَنِيَّتُها
وأنَّ شَرْقِيَّ {إحْلِياءَ مَشْغُولُوقد أَهْمَلَه ياقوتُ هُنَا، وأَنْشَدَ صَدْرَ بيتِ الشمَّاخ فِي هاش فِي آخرِ المجلد.
(و) } الحَلِيُّ، (كغَنِيَ: مَا ابْيَضَّ من يَبيسِ النَّصِيِّ) والسَّبَطِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ مِن خَيْر مَراتِع أَهْلِ البادِيَةِ للنَّعَم والخَيْل، وَإِذا ظَهَرَتْ ثَمَرَتُه أَشْبَه الزَّرْع إِذا أَسْبَل.
وَقَالَ الليْثُ: هُوَ كلُّ نَبْتٍ يُشْبِه نَباتَ الزَّرْع.
قالَ الأزْهريُّ: هَذَا خَطَأٌ إنَّما الحَلِيُّ اسْم نُبْتٍ بعَيْنِه، وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للراجزِ:
نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ
ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ {والحَلِيِّ (الواحِدَةُ} حَلِيَّةٌ) ؛) قالَ الراجزُ:
لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّهْ
ولِمَّتِي كأنَّها حَلِيَّهْ تَقول هَذَا قرَّةٌ عَلَيَّهْ والجَمْعُ {أَحْلِية؛ نَقَلَه الجِوهرِيُّ.
(} والحُلَيَّا، كالحُمَيَّا: نَبْتٌ؛ و) اسمُ (طَعام لَهُم) .
(وَقَالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ مِن الأَطْعِمَةِ مَا يُدْلَكُ فِيهِ التَّمْر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَلَيْتُ المرْأَةَ {أَحْلِيها حَلْياً: جَعَلْتُ لَهَا حُلِيّاً؛ وكَذلِكَ} حَلَوْتُها؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
ويقالُ للشَّجَرةِ إِذا أَوْرَقَتْ وأَثْمَرَتْ: {حالِيَةٌ؛ فَإِذا تَناثَرَ وَرَقُها قيلَ: تعطَّلَتْ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
وهاجَتْ بقَايا القُلْقُلانِ وعَطَّلَتْ} حَوَالِيَّةُ هُوجُ الرِّياحِ الحَواصِد وقالَ ابنُ برِّي: وقوُلُهم لم {يَحْلَ بطائِلٍ، أَي لم يَظْفر وَلم يَسْتَفدْ مِنْهُ كبيرَ فائِدَةٍ، لَا يُتَكَلَّم بِهِ إلاَّ مَعَ الــجَحْد، وَمَا} حَلِيتُ بطائِلٍ لَا يُسْتَعْمل إلاَّ فِي النَّفْي، وَهُوَ مِن معْنَى الحَلْيِ {والحِلْيَةِ، وهُما مِن الياءِ لأنَّ النفسَ تعدّ الحِلْيَة ظَفَراً، وليسَ هُوَ مِن الواوِ.
وحكَى ابنُ الأعرابيِّ:} حَلِيَتْه العَيْنُ؛ وأَنْشَدَ:
كَحْلاءُ {تَحْلاها العُيونُ النُّظَّرُ والحِلْيَةُ:} تَحْلِيَتُك وَجْهَ الرجل إِذا وَصَفْتَه.
{وتَحَلاَّه: عَرَفَ صِفَتَه.
والحَلِيُّ، كغَنِيَ: اليابِسُ؛ وَمِنْه قَوْلُ صَخْر بنِ هرم الباهِلِيّ:
وإِنَّ عِنْدِي إِن رَكِبْتُ مِسْحَلِيسَمَّ ذَراريحَ رطابٍ} وَحَلِي ويُرْوَى وحشيّ، كَمَا تقدَّمَ وسَيَأتي فِي خَشي أَيْضاً.
{وحُلَيَّةُ، كسُمَيَّة: عينٌ أَو بِثْرٌ بضريَّة من مِياهِ غَنِيَ؛ قالَهُ نَصْر؛ وقالَ أمَيَّةُ الهُذَليُّ:
أَو مُغْزِلٌ بالخَلِّ أَو} بحُلَيَّةٍ تَقْرُو السلامَ بشَادِنٍ مِخْماصِ قالَ ابنُ جنِّي: يحتملُ {حُلَيَّة الحَرْفَيْن جمِيعاً يعْنِي الواوَ والياءَ، قالَ: وَلَا أُبْعِد أَن يكونَ تَحْقِير} حَلْية، ويَجوزُ أنْ يكونَ هَمْزه مُخَفَّفاً مِن لَفْظِ حلاَّت الأدِيم كَمَا تقولُ فِي تَخْفيفِ الخُطَيْئة الخُطَيَّة.
{وتَحَلَّى فلانٌ بِمَا ليسَ فِيهِ: تَكَلَّفَ.
} والحَلَى: بَثْرٌ يخرُجُ بأَفْواهِ الصِّبْيان؛ عَن كُراعٍ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ لامَه ياءٌ لمَا تقدَّمَ مِن أنَّ اللامَ ياءٌ أَكْثَر مِنْهَا واواً.
وَقَالَ الأصْمعيُّ: يقالُ فِي زَجْرِ الناقَةِ {حَلى لَا} حَلِيتِ.
والحَلِيّ كغَنِيَ: الخَشَبَةُ الطَّويلَةُ بينَ الثَّوْرَيْن؛ يمانِيَّةٌ.

بغي

بغي: {البِغاء}: الزنا. {بغيا}: فاجرة. {بغى عليهم} ترفع وعلا. 
بغي: بغى فلان: عدا عن الحق واستطال واعتدى (أخبار 142) وطلب باستطالة، وسبه وافترى عليه (هلو).
وبغى عليه: ظلمه، واستطال عليه وشتمه (بوشر).
بَغْي. أهل البغي أو البغاة هم أهل البدع والخوارج الذين يسعون بالفساد ويعادون أهل السنة ويحاربونهم (زيشر 13: 708 نقلا من الماوردي ص96 وما يليها).
بُغْيَة: رغبة، منية (بوشر).
بَغّاء: في ابن البيطار (2: 143): ((وهذا الحيوان بغّاء الحيوان وذلك إنه لا يمر به حيوان من غير جنسه إلا وعلاه)) ويظهر أن معنى هذه الكلمة: من يفجر بالحيوان.
باغ: انظر بَغْي.

بغي


بَغَى(n. ac. بِغْيَة
بُغْيَةبُغًى [ ]بُغَآء [] )
a. Desired, wished, sought for.
b. ['Ala], Tyrannized over, oppressed.
c. Prostituted; fornicated.

بَاْغَيَa. see I (c)
أَبْغَيَa. Helped to obtain, sought for (another).

تَبَغَّيَa. see I (a)
تَبَاْغَيَa. Oppressed one another.

إِنْبَغَيَa. Was suitable, proper, fitting, behoved, was necessary;
must be.

إِبْتَغَيَإِسْتَبْغَيَa. see I (a)
بَغْيa. Injustice, oppression; transgression, iniquity.
b. Rebellion.
c. Downpour.

بِغْيَةa. see 8t
بُغْيَةa. Object of desire, need; requisite.

بَاْغِي
( pl.

بُغَاة [] )
a. Seeking, desirous of.
b. Tyrant, oppressor.
c. Rebellious.

بُغَاْيa. Desire, request.

بَغِيّa. Prostitute.

بَغِيَّةa. see 3t
(ب غ ي) : (بَغَيْتُهُ) طَلَبْتُهُ بُغَاءً بِالضَّمِّ وَهَذِهِ بُغْيَتِي أَيْ مَطْلُوبِي وَيُقَالُ أَبْغِنِي ضَالَّتِي أَيْ اُطْلُبْهَا لِي (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي شُرُوطِ السَّيْرِ فَإِنْ بَغَى أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ أَيْ طَلَبَ لَهُ شِرَاءً وَأَرَادَ لَهُ وَمِنْهُ نُهِيَ عَنْ مَهْرِ (الْبَغِيِّ) أَيْ عَنْ أُجْرَةِ الْفَاجِرَةِ وَالْجَمْعُ بَغَايَا وَتَقُولُ مِنْهُ بَغَتْ بِغَاءً أَيْ زَنَتْ (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الْبِغَاءُ أَنْ يَعْلَمَ بِفُجُورِهَا وَيَرْضَى وَهَذَا إنْ صَحَّ تَوَسُّعٌ فِي الْكَلَامِ (يَا بغاء) فِي شخ.
ب غ ي: (الْبَغْيُ) التَّعَدِّي وَ (بَغَى) عَلَيْهِ اسْتَطَالَ وَبَابُهُ رَمَى، وَكُلُّ مُجَاوَزَةٍ وَإِفْرَاطٍ عَلَى الْمِقْدَارِ الَّذِي هُوَ حَدُّ الشَّيْءِ فَهُوَ (بَغْيٌ) . وَ (الْبِغْيَةُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا الْحَاجَةُ وَ (بَغَى) ضَالَّتَهُ يَبْغِيهَا (بُغَاءً) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ وَ (بُغَايَةً) بِالضَّمِّ أَيْضًا أَيْ طَلَبَهَا، وَكُلُّ طَلِبَةٍ (بُغَاءٌ) وَ (بَغَى) لَهُ وَ (أَبْغَاهُ) الشَّيْءَ طَلَبَهُ لَهُ. وَقَوْلُهُمْ: يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا هُوَ مِنْ أَفْعَالِ الْمُطَاوَعَةِ يُقَالُ: بَغَاهُ فَانْبَغَى كَمَا يُقَالُ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ وَ (ابْتَغَيْتُ) الشَّيْءَ وَ (تَبَغَّيْتُهُ) طَلَبْتُهُ مِثْلُ بَغَيْتُهُ. وَ (تَبَاغَوْا) أَيْ بَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. 
ب غ ي

بغيته وابتغيته، وطال بي البغاء فما وجدته. وفلان بغيتي: أي طلبتي وظنتي. وعند فلان بغيتي. وابغني ضالتي: اطلبها لي. وأبغني ضالتي: أعني على طلبها. قال رؤبة:

واذكر بخير وابغني ما يبتغى

أي اصنع بي ما يحب أن يصنع. وخرجوا بغياناً لضوالهم. وبغت فلانة بغاء وهي بغي: طلوب للرجال وهن بغايا. ومنه قيل للإماء البغايا، لأنهن كن يباغين في الجاهلية. يقال: قامت البغايا على رءوسهم وقال الأعشى:

والبغايا يركضن أكسية الإض ... ريح والشرعي ذا الأذيال

وخرجت أمة فلان تباغي، وهو ابن بغية وغية بمعنى. وإنك لعالم ولا تباغ أي لا تصبك عين فتباغيك بسوء. وروي ولا تبغ ولا تباغ بالرفع، من تبيغ الدم أي لا تبيغت بك عين فتؤذيك، كما يتبيغ الدم فيؤذى. وأقبلت البغايا وهي الطلائع. وبغى علينا فلان: خرج علينا طالباً أذاناً وظلمنا. وهي الفئة الباغية وهم البغاة وأهل البغي والفساد. وقد تباغوا: تظالموا.

ومن المجاز: بغي الجرح: ترامى إلى الفساد. وبغت السماء: ألح مطرها. ودفعنا بغي السماء خلفنا. ويقال للفرس إنه لذو بغي في عدوه أي ذو مرح، وفرس باغ.
بغي
البَغْي: طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرّى، تجاوزه أم لم يتجاوزه، فتارة يعتبر في القدر الذي هو الكمية، وتارة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية، يقال: بَغَيْتُ الشيء: إذا طلبت أكثر ما يجب، وابْتَغَيْتُ كذلك، قال الله عزّ وجل: لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ [التوبة/ 48] ، وقال تعالى:
يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ [التوبة/ 47] . والبَغْيُ على ضربين:
- أحدهما محمود، وهو تجاوز العدل إلى الإحسان، والفرض إلى التطوع.
- والثاني مذموم، وهو تجاوز الحق إلى الباطل، أو تجاوزه إلى الشّبه، كما قال عليه الصلاة والسلام: «الحقّ بيّن والباطل بيّن، وبين ذلك أمور مشتبهات، ومن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه» ، ولأنّ البغي قد يكون محمودا ومذموما، قال تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الشورى/ 42] ، فخصّ العقوبة ببغيه بغير الحق.
وأَبْغَيْتُك: أعنتك على طلبه، وبَغَى الجرح: تجاوز الحدّ في فساده، وبَغَتِ المرأة بِغَاءً: إذا فجرت، وذلك لتجاوزها إلى ما ليس لها. قال عزّ وجلّ: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [النور/ 33] ، وبَغَتِ السماء: تجاوزت في المطر حدّ المحتاج إليه، وبَغَى: تكبّر، وذلك لتجاوزه منزلته إلى ما ليس له، ويستعمل ذلك في أي أمر كان. قال تعالى: يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الشورى/ 42] ، وقال تعالى:
إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ [يونس/ 23] ، ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحج/ 60] ، إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ [القصص/ 76] ، وقال: فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي [الحجرات/ 9] ، فالبغي في أكثر المواضع مذموم، وقوله: غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ [البقرة/ 173] ، أي: غير طالب ما ليس له طلبه ولا متجاوز لما رسم له.
قال الحسن: غير متناول للذّة ولا متجاوز سدّ الجوعة .
وقال مجاهد رحمه الله: غير باغ على إمام ولا عاد في المعصية طريق الحق .
وأمّا الابتغاء فقد خصّ بالاجتهاد في الطلب، فمتى كان الطلب لشيء محمود فالابتغاء فيه محمود نحو: ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ [الإسراء/ 28] ، وابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى [الليل/ 20] ، وقولهم: يَنْبغي مطاوع بغى. فإذا قيل: ينبغي أن يكون كذا؟
فيقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخّرا للفعل، نحو: النار ينبغي أن تحرق الثوب، والثاني: على معنى الاستئهال، نحو: فلان ينبغي أن يعطى لكرمه، وقوله تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ [يس/ 69] ، على الأول، فإنّ معناه لا يتسخّر ولا يتسهّل له، ألا ترى أنّ لسانه لم يكن يجري به، وقوله تعالى: وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص/ 35] . 
(ب غ ي)

بغى الشَّيْء مَا كَانَ خيرا أَو شرا يبغيه بغاء، وبغي. الْأَخِيرَة عَن اللحياني. وَالْأولَى اعرف. وانشد غَيره:

فَلَا احبسنكم عَن بغي الْخَيْر إِنَّنِي ... سَقَطت على ضرغامة وَهُوَ آكِلِي

وابتغاه. وتبغاه، واستبغاه، كل ذَلِك: طلبه. قَالَ:

أَلا من بَين الاخوي ... ن امهما هِيَ الثكلى

تسائل من رأى ابنيها ... وتستبغي فَمَا تبغى

جَاءَ بهما بِغَيْر حرف اللين المعوض مِمَّا حذف. وَبَين: تبين.

وَالِاسْم: البغية، والبغية.

وَقَالَ ثَعْلَب: بغى الْخَيْر بغية، وبغية، فجعلهما مصدرين.

والبغية: الْحَاجة.

والبغية، والبغية، والبغية: مَا ابْتغى.

والبغية: الضَّالة المبغية.

والبغية، والبغية: الْحَاجة المبغية.

وابغاه الشَّيْء: طلبه لَهُ أَو اعانه على طلبه.

وَقيل: بغاه الشَّيْء: طلبه لَهُ، وابغاه إِيَّاه: اعانه عَلَيْهِ.

وَقَالَ اللحياني: استبغى الْقَوْم فبغوه، وبغوا لَهُ أَي طلبُوا لَهُ.

والباغي: الطَّالِب.

وَالْجمع: بغاة. وبغيان.

وانبغى الشَّيْء: تيَسّر وتسهل، وَقَوله تَعَالَى: (ومَا علمناه الشّعْر وَمَا يَنْبَغِي لَهُ) ، أَي: يتسهل لَهُ.

وَإنَّهُ لذُو بغاية: أَي كسوب.

والبغية فِي الْوَلَد: نقيض الرشدة.

وبغت الْأمة تبغي بغيا، وباغت مباغاة، وبغاء، وَهِي بغي وبغو: عهرت. وَقيل: الْبَغي: الْأمة، فاجرة كَانَت أَو غير فاجرة.

وَقيل: الْبَغي أَيْضا: الْفَاجِرَة، حرَّة كَانَت أَو أمة. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا كَانَت أمك بغيا) فَأم مَرْيَم حرَّة لَا محَالة، وَلذَلِك عَم ثَعْلَب بالبغاء فَقَالَ: بَغت الْمَرْأَة، فَلم يخص أمة وَلَا حرَّة.

وَقَالَ أَبُو عبيد: البغايا: الْإِمَاء، لِأَنَّهُنَّ كن يفجرن قَالَ الْأَعْشَى:

والبغايا يركضن أكسية الإضر ... يح والشرعبى ذَا الاذيال

أَرَادَ: ويهب البغايا، لِأَن الْحرَّة لَا توهب، ثمَّ كثر فِي كَلَامهم حَتَّى عموا بِهِ الفواجر، إِمَاء كن أَو حرائر.

قَالَ اللحياني: وَلَا يُقَال: رجل بغي.

والبغية: الطليعة. قَالَ طفيل:

فألوت بغاياهم بِنَا وتباشرت ... إِلَى عرض جَيش غير أَن لم يكْتب

وبغى الرجل علينا بغيا: عدل عَن الْحق واستطال.

وبغى عَلَيْهِ يَبْغِي بغيا: علا عَلَيْهِ وظلمه. وَفِي التَّنْزِيل: (بغى بَعْضنَا على بعض) وَفِيه: (والْإِثْم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق) .

وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: مَالِي وللبغ بَعْضكُم على بعض، أَرَادَ: وللبغي، وَلم يعلله. وَعِنْدِي: انه استثقل كسرة الْإِعْرَاب على الْيَاء فحذفها وَألقى حركتها على السَّاكِن قبلهَا.

وَقوم بغاء: بغى بَعضهم على بعض، عَن ثَعْلَب.

وَقَالَ اللحياني: بغى على أَخِيه بغيا: حسده.

وبغى بغيا: كذب. وَقَوله تَعَالَى: (يَا ابانا مَا نبغي) يجوز أَن يكون: مَا نبتغي: أَي مَا نطلب، ف " مَا " على هَذَا اسْتِفْهَام، وَيجوز أَن يكون: مَا نكذب وَلَا نظلم ف " مَا " على هَذَا جحدوبغى فِي مشيته بغيا: اختال وأسرع، وَكَذَلِكَ الْفرس وَلَا يُقَال: فرس بَاغ.

وَالْبَغي: الْكثير من الْمَطَر. وَحكى اللحياني: دفعنَا بغي السَّمَاء عَنَّا: أَي شدتها ومعظم مطرها.

وبغى الْجرْح بغيا: فسد وامد.

وبرى جرحه على بغي: إِذا بَرِيء وَفِيه شَيْء من نغل.

وجمل بَاغ: لَا يلقح. عَن كرَاع.

وبغى الشَّيْء بغيا: نظر إِلَيْهِ كَيفَ هُوَ.

وبغاه بغيا: رقبه وانتظره، عَنهُ أَيْضا.

وَمَا يَنْبَغِي لَك أَن تفعل، وَمَا يَبْتَغِي: أَي لَا نولك.

وَحكى اللحياني: مَا انبغى لَك أَن تفعل: أَي مَا يَنْبَغِي.

وَقَالُوا: إِنَّك لعالم وَلَا تباغ: أَي لَا تصب بِالْعينِ.
بغي
بغَى1/ بغَى على يَبغِي، ابْغِ، بَغْيًا، فهو باغٍ، والمفعول مَبْغيٌّ عليه
• بغَى الشَّخصُ:
1 - تجاوَز الحدَّ واعْتَدى، تسلَّط وظلَم "*فإنّ البغي مَرْتَعُه وخيم*: سيِّئ العاقبة- {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} - {وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ} ".
2 - سعى بالفَساد واقترف الإثمَ خارجًا على القانون أو الشَّرع "بغى وتجبّر وحقَّ عليه العقابُ- {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} ".
• بغَى على فلان: تعدَّى وجنى عليه "بغى على رعاياه". 

بغَى2 يبغِي، ابْغِ، بِغاءً، فهو بَغِيّ
• بغَتِ المرأةُ: زَنَتْ، فَجَرت وتكسَّبتْ بفُجورِها " {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} - {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} ". 

بغَى3 يَبغِي، ابْغِ، بُغْيَةً، فهو باغٍ، والمفعول مَبْغِيّ
• بغَى المالَ/ بغَى الأمرَ: طلَبه، أرادَه ورغب فيه "بغَى الشّهادَة/ الجنةَ- أَبْغِي مشاهدةَ الآثار- {خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} - {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ} ". 

ابتغى يبتغي، ابتغِ، ابتِغاءً، فهو مُبتغٍ، والمفعول مُبتغًى
• ابتغى الأجرَ وغيرَه: أراده وطلبه "كان لا يبتغي في عمله سوى خير المجتمع- تصدَّق ابتغاء مرضاة الله- {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} ".
• ابتغى الرَّجلَ: صحبه " {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} ".
• ابتغى الشَّيءَ: اتّخذه " {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ} ". 

انبغى/ انبغى على/ انبغى لـ ينبغي، انبغِ، انبغاءً، فهو منبغٍ، والمفعول مُنْبَغًى عليه
• ينبغي مُساعدةُ المحتاجين: يلزم ويجب، وندر استعماله في غير المضارع، فإذا أريد الماضي قيل: كان ينبغي "ينبغي عدم الابتداء في أي مشروع إلاّ بعد دراسته بدقّة- ينبغي ألاّ/ لا ينبغي أن نَسْكُتَ على عدوان إسرائيل".
• ينبغي الأمرُ: يصحّ حُدوثُه، يَسْهُل ويتيسّر " {لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} ".
• ينبغي نشرُ السَّلام/ ينبغي عليه أن ينشر السَّلام/ ينبغي له أن ينشر السَّلام: يحسن ويصحّ ويُستحبّ ويليق ويجوز " {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} " ° كما ينبغي: كما يجب.
ابتغاء [مفرد]: مصدر ابتغى. 

انبغاء [مفرد]: مصدر انبغى/ انبغى على/ انبغى لـ. 

باغٍ [مفرد]: ج باغون وبُغاة، مؤ باغية، ج مؤ باغيات وبُغاة: اسم فاعل من بغَى1/ بغَى على وبغَى3 ° الفئة الباغية: الجماعة الظَّالمة، الخارجة عن طاعة الإمام العادل- على الباغي تدور الدَّوائر: التعبير عن عقاب الظالم. 

بِغاء [مفرد]: مصدر بغَى2 ° بَيْتُ بِغاء: منزل يُرتكب فيه الزِّنا والدَّعارة مقابل مال. 

بَغْي [مفرد]: مصدر بغَى1/ بغَى على ° أهل البَغْي: هم أهل البدع والخوارج الذين يسعون بالفساد ويعادون أهل السُّنَّة ويحاربونهم. 

بُغْيَة [مفرد]:
1 - مصدر بغَى3 ° بُغْيَة: طلبًا لِـ أو لغرض- بُغْيَة أن: بنيَّة أن، لكي، من أجل بلوغ هدف أو الظفر بحاجة.
2 - حاجة مطلوبة، رغبة، مُنْية "ليكن الحقّ بُغْيتَنا من وراء تحرّكنا- نال/ حقّق بغيتَه". 

بَغِيّ [مفرد]: ج بَغايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بغَى2: فاجرة تتكسَّب بفجورها. 

مَبْغاة [مفرد]:
1 - اسم مكان من بغَى3: مكان الطّلب "بغيت المالَ من مبغاته".
2 - ما يُطْلب "ما هي مبغاتُك في السّفر؟ ". 

مَبْغًى [مفرد]: ج مَبَاغٍ:
1 - مَبْغاة، ما يُطْلب "كان مَبْغاه أن يزور الأماكنَ المقدّسة".
2 - اسم مكان من بغَى2: مكان الدعارة "داهم بوليس الآداب بعض المباغي السِّرِّيَّة". 
بغي
: (ى (} بَغَيْتُهُ) ، أَي الشَّيءَ مَا كانَ خَيراً أَو شرّاً، ( {أَبْغيهِ} بُغاءً) ، بالضَّمِّ مَمْدوداً، ( {وبُغىً) ، مَقْصوراً، (} وبُغْيَةً، بضَمِّهنَّ، {وبِغْيَةً، بالكسْرِ) ، الثَّانِيَةُ عَن اللّحْيانيِّ: بَغَى الرَّجُلُ الخَيْرَ والشَّرَّ وكُلَّ مَا يَطْلبُه بُغاءً فإنَّه جَعَلَهما مَصْدَرَيْن فقالَ:} بَغَى الخَيْرَ {بُغْيَةً وبِغْيَةً، وجَعَلَهُما غَيْرُه اسْمَيْنِ كَمَا يَأْتي.
وقالَ اللّحْيانيُّ: بَغَى الرَّجُلُ الخَيْرَ والشَّرَّ وكُلَّ مَا يَطْلبُه بُغاءً وبِغْيَةً} وبغىً، مَقْصوراً وقالَ بعضُهم: بُغْيَةً وبُغىً؛ (طَلَبْتُهُ) .
وقالَ الرّاغِبُ: {البَغْي: طَلَبُ تَجاوُزِ الاقْتِصادِ فيمَا يُتحرَّى؛ تَجَاوَزَه، أَم لم يَتَجاوَزْه، فتارَةً يُعْتَبَر فِي القَدرِ الَّذِي هُوَ الكَميَّةِ وتارَةً فِي الوَصْفِ الَّذِي هُوَ الكَيْفِيَّة؛ انتَهَى.
وشاهِدُ} البُغى، مَقْصوراً، قَوْلُ الشاعِرِ:
فَلَا أَحْبِسَنْكُم عَن {بُغَى الخَيْر إِنَّنِي
سَقَطْتُ على ضِرْغامةٍ وَهُوَ آكلِي وشاهِدُ المَمْدودِ قَوْلُ الآخر:
لَا يَمْنَعَنَّك من} بُغا
ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائم ( {كابْتَغَيْتُهُ} وتَبَغَّيْتُهُ! واسْتَبْغَيْتُهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لساعِدَةَ ابنِ جُؤَيَّة: ولكنَّما أَهْلي بوادٍ أَنِيه
سِباعٌ {تَبَغَّى الناسَ مَثْنى ومَوْحَداً وقالَ آخَرُ:
أَلا مَنْ بَيَّنَ الأَخَوَيْ
نِ أُمُّهما هِيَ الثَّكْلَى تُسائلُ من رَأَى ابْنَيْها
} وتَسْتَبِغي فَمَا {تُبْغَى وبَيَّنَ بمعْنَى تَبَيَّنَ.
وشاهِدُ} الابْتِغاءِ قَوْلُه تَعَالَى: {فمَن {ابْتَغَى وَراءَ ذلِكَ} .
وقالَ الرَّاغبُ: الابْتِغاءُ خصَّ بالاجْتِهادِ فِي الطَلَبِ، فمَتى كانَ الطَّلَبُ لشيءٍ مَحْمود} فالابْتِغاءُ فِيهِ مَحْمودٌ نَحْو { {ابْتِغاء رَحْمَة مِن رَبِّكَ تَرْجُوها} .
وقوْلُه تَعَالَى: {إلاَّ ابْتِغاء وَجْه رَبِّه الأعْلى} .
} والبَغِيَّةُ، كرَضِيَّةٍ: مَا {ابْتُغِيَ} كالبُغْيَةِ، بالكسْرِ والضَّمِّ) .
يقالُ: {بَغِيَّتي عنْدَكَ} وبِغْيَتي عنْدَكَ.
ويقالُ: ارْتَدَّتْ على فلانٍ {بُغْيَتُه، أَي طَلِبَتُه، وذلِكَ إِذا لم يَجِدْ مَا طَلَبَ.
وَفِي الصِّحاحِ:} البُغْيَةُ: الحاجَةُ. يقالُ: لي فِي بَني فلانٍ {بَغْيَةٌ} وبُغْيَةٌ، أَي حاجَةٌ، {فالبِغْيَةُ مثْل الجِلْسَةِ الحاجَةُ الَّتِي} تَبْغِيها {والبُغْيَةُ الحاجَةُ نَفْسُها؛ عَن الأَصْمعيّ.
(و) } البَغِيَّةُ: (الضَّالَّةُ {المَبْغِيَّةُ.
(} وأَبْغاهُ الشيءَ: طَلَبَه لَهُ) . يقالُ: {أَبْغِني كَذَا} وابْغِ لي كَذَا؛ ( {كَبَغاهُ إيَّاهُ، كرَمَاهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
وَكم آمِلٍ من ذِي غِنىً وقَرابةٍ
} لَيَبْغِيَه خيرا وليسَ بفاعِل وَبِهِمَا رُوِي الحدِيثُ: (أبْغِني أَحْجاراً لأَسْتَطِيب بهَا) ، بهَمْزَةِ القَطْعِ والوَصْلِ.
(أَو) {أبْغاهُ خَيْراً: (أَعَانَهُ على طَلَبِهِ) .
ومعْنَى قَوْلِهم:} أَبغِني كَذَا، أَي أعِنِّي على {بُغائِه.
وقالَ الكِسائيُّ:} أَبْغَيْتُك الشيءَ إِذا أَرَدْتَ أنكَ أَعَنْته على طَلَبِه، فَإِذا أَرَدْتَ أنَّك فَعَلْتَ ذلِكَ لَهُ قُلْتَ لَهُ: قد {بَغَيْتُكَ، وكَذلِكَ أَعْكَمْتُك أَو أَحْمَلْتُك.
وعَكَمْتُكَ العِكْم: أَي فَعَلْته لكَ.
(و) قالَ اللَّحْيانيُّ: (} اسْتَبْغَى القَوْمَ {فبَغَوْهُ و) بَغَوْا (لَهُ) أَي: (طَلَبُوا لَهُ.
(} والباغِي: الطَّالِبُ) .
وَفِي حِدِيثِ أَبي بكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فِي الهِجْرةِ: (لقِيهما رجُلٌ بكُراعِ الغَمِيمِ فقالَ: مَنْ أَنْتم؟ فقالَ أَبو بكْرَ: {باغٍ وهادٍ) ؛ عَرَّضَ} بِبُغاءِ الإِبِلِ وهِدَايَة الطَّريقِ، وَهُوَ يُريدُ طلبَ الدِّينِ والهِدايَةِ من الضّلالَةَ؛ وقالَ ابنُ أَحْمر:
أَو {باغِيانِ لبُعْرانٍ لنا رَفَضَتْ
كي لَا يُحِسُّون من بُعْرانِنا أَثَرَاقالوا: أَرادَ كيفَ لَا يُحِسُّون.
(ج} بُغاةٌ) ، كقاضٍ وقُضاةٍ، ( {وبُغيانٌ) ، كرَاعٍ ورُعاةٍ ورُعْيان؛ وَمِنْه حدِيثُ سُراقَة والهِجْرةِ: (انْطَلِقُوا} بُغياناً) ، أَي ناشِدِينَ وطالِبِينَ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ: فَرِّقُوا لهَذِهِ الإِبِلِ بُغياناً يُضِبُّون لَهَا أَي يَتَفَرَّقون فِي طَلَبِها.
فقولُ شيخِنا: وأَمَّا {بُغيان فَفِيهِ نَظَرٌ مَرْدودٌ.
(} وانْبَغَى الشَّيءُ: تَيَسَّرَ وتَسَهَّلَ) .
وقالَ الزجَّاجُ:! انْبَغَى لفلانٍ أَنْ يَفْعَل، أَي صَلَحَ لَهُ أَنْ يَفْعَل كَذَا، وكأنَّه قالَ طَلَبَ فِعْلَ كَذَا فانْطَلَبَ لَهُ أَي طاوَعَهُ، ولكنَّهم اجتزوا بقَوْلِهم انْبَغَى.
وقالَ الشَّريفُ أَبو عبدِ اللَّهِ الغرْناطيُّ فِي شرْحِ مَقْصُورَةِ حَازِم: قد كانَ بعضُ الشُّيُوخ يَذْهَبُ إِلَى أنَّ العَرَبَ لَا تقولُ انْبَغَى بلَفْظِ الْمَاضِي، وأنَّها إنَّما اسْتَعْمَلَتْ هَذَا الفَعْلَ فِي صيغَةِ المُضارِعِ لَا غَيْر، قالَ: وَهَذَا يردّه نَقْل أَهْل اللغَةِ؛ فقد حَكَى أَبو زيْدٍ: العَرَبُ تقولُ: انْبَغَى لَهُ الشَّيْء {يَنْبَغي} انْبِغاءً، قالَ: والصَّحيحُ أنَّ اسْتَعْمالَه بلَفْظِ الْمَاضِي قَليلٌ، والأَكْثَر مِن العَرَبِ لَا يَقُوله، فَهُوَ نظِيرُ يدعِ وودع إِذْ كَانَ ودع لَا يُسْتَعْمل إلاّ فِي القَليلِ، وَقد اسْتَعْمَل سِيْبَوَيْه انْبَغَى فِي عِبارَتِه فِي بابِ منصرف رويد. قالَ شيْخُنا: وَقد ذَكَرَ انْبَغَى غير أبي زيدٍ نَقَلَهُ الخطابيُّ عَنْ الْكسَائي والواحدِيُّ عَن الزجَّاجِ وَهُوَ فِي الصِّحاحِ وَغَيره واسْتَعَمْلَهُ الشَّافِعِي كثيرا وردُّوه عَلَيْهِ وانتصر لَهُ البَيْهَقيّ فِي الانْتِصارِ بمثْلِ مَا هُنَا؛ وعَلى كلِّ حالٍ هُوَ قَليلٌ جدّاً وَإِن وَرَد، انتَهَى.
قُلْتُ: أَمَّا قَوْلُ الزجَّاجِ فقد قَدَّمْناهُ، وأَمَّا نَصُّ الصِّحاحِ فقالَ: وقَوْلُهم: يَنْبَغي لكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، هُوَ مِن أَفْعالِ المُطاوَعَةِ. يقالُ: {بَغَيْتُه} فانْبَغَى كَمَا تَقولُ كَسَرْتُه فانْكَسَرَ.
(وإنَّه لَذُو {بُغايَةٍ، بالضَّمِّ) : أَي (كَسوبٌ) .
وَفِي المُحْكَمِ: ذُو بُغايَةٍ للكَسْبِ إِذا كانَ} يَبْغي ذلِكَ.
وقالَ الأصْمَعيُّ: {بَغَى الرجلُ حاجَتَه أَو ضَالَّتَه} يَبْغِيها! بُغاءً {وبُغْيَةً} وبُغايةً، إِذا طَلَبَها؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
{بُغايةً إنَّما يبغِي الصحاب من ال
فتيانِ فِي مثْلِه الشُّمُ الأناجِيحُ (} وبَغَتِ المرأَةُ {تَبْغي} بَغْياً) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر ابنُ سِيدَه.
وَفِي الصِّحاحِ: {بَغَتِ المرأَةُ} بغاءً، بالكسْرِ والمدِّ؛ ( {وباغَتْ} مُباغاةً {وبِغاءً) .
قالَ شَيْخُنا: ظاهِرُه أنَّ المَصْدرَ مَن الثّلاثي الْبَغي وأنَّه يقالُ} باغَتْ بغاءً، والأوَّل صَحِيحٌ، وأَمَّا باغَتْ فَغَيْرُ مَعْروفٍ وَإِن ورد سَافر ونَحْوه لأصْل الفِعْل بل صَرَّح الجَماهِير بأنَّ {البغاءَ مَصْدَرٌ لبَغَتْ الثلاثي لَا يُعْرفُ غَيْرُه، والمُفاعَلَة وَإِن صحَّ، فَفِيهِ بُعْدٌ وَلم يَحْمل أَحدٌ من الأئِمَّةِ الآيَةَ على المُفاعَلَة بل حَمَلُوها على أَصْلِ الفِعْل؛ انتَهَى.
قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَه كُلّه صَحِيح، إلاَّ أنَّ قَوْلَه: وأَمَّا باغَتْ فغَيْرُ مَعْروفٍ فَفِيهِ نَظَرٌ. فقالَ ابنُ خَالَوَيْه: البِغاءُ مصْدَرُ بَغَتِ المرأَةُ وباغَتْ؛ وَفِي الصِّحاحِ: خَرَجَتِ الأَمَةُ} تُباغِي أَي تُزانِي؛ فَهَذَا يَشْهَدُ أَنَّ باغَتْ مَعْروفٌ، وجَعَلُوا البِغاءَ، على زِنَةِ العُيوبِ كالحِرانِ والشِّرادِ لأنَّ الزِّنا عَيْبٌ.
وقوْلُه تَعَالَى: {وَلَا تُكْرِهوا فَتياتِكُم على البِغاءِ} ، أَي الفُجُور (فَهِيَ! بَغِيٌّ) ؛ وَلَا يقالُ ذلِكَ للرَّجُل، قالَهُ اللّحْيانيُّ.
وَلَا يقالُ للمرأَةِ بَغِيَّةٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (امْرأَةٌ بَغِيٌّ دَخَلَتِ الجَنَّةَ فِي كَلْبٍ) ، أَي فاجِرَةٌ. ويقالُ للأَمَةِ بَغِيٌّ وَإِن لم يُرَدْ بِهِ الذَّم، وَإِن كانَ فِي الأصْلِ ذمّاً.
وقالَ شيْخُنا: يَجوزُ حَمْلُه على فَعِيلٍ، كغَنِيَ؛ وأَمَّا فِي آيَةِ السيِّدَةِ مَرْيَم فَالَّذِي جَزَمَ بِهِ الشيخُ ابنُ هشامِ وغيرُهُ أنَّ الوَصْفَ هُنَاكَ على فَعول وأَصْلُه {بغوي، ثمَّ تَصَرَّفُوا فِيهِ، ولذلِكَ لم تَلْحقْه الهاءُ.
(و) يقالُ أَيْضاً: امْرأَةٌ (} بَغُوٌ) ، كَمَا فِي المُحْكَم. وكأنَّه جِيءَ بِهِ على الأَصْلِ.
قالَ شيْخُنا: وأَمَّا قَوْلُه بَغُوُّ بِالْوَاو فَلَا يظْهرُ لَهُ وَجْهٌ، لأنَّ اللامَ ليسَتْ واواً اتِّفاقاً، وَلَا هُنَاكَ سماعٌ صَحِيحٌ يَعْضدُه، مَعَ أَنَّ القِياسَ يَأْباهُ، انتَهَى.
قُلْتُ: إِذا كانَ {بَغِيّاً أَصْلُه فعول كَمَا قَرَّرَه ابنُ هِشامِ، فقُلِبَتِ الياءُ واواً ثُم أُدْغِمَتْ، فالقِياسُ لَا يَأْباهُ، وأَمَّا السماعُ الصَّحيحُ فناهِيك بابنِ سِيدَه ذَكَرَه فِي المُحْكَم وكَفَى بِهِ قدْوَة، فتأَمَّل.
(عَهَرَتْ) ، أَي زَنَتْ، وذلِكَ لتَجاوزِها إِلَى مَا ليسَ لَهَا.
(} والبَغِيُّ: الأَمَةُ) ، فاجِرَةً كَانَت أَو غَيْر فاجِرَةٍ؛ (أَو الحُرَّةُ الفاجِرَةُ) ، صَوابُه: أَو الفاجِرَةُ حُرَّة كَانَت أَو أَمَة.
وقَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا كانتْ أُمُّكِ بغِيّاً} ؛ أَي مَا كانتْ فاجِرَةً، مثْلُ قَوْلِهم مِلْحَفَة جَدِيدٌ؛ عَن الأخْفَش، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأُمُّ مَرْيَم حُرَّةٌ لَا مَحَالَةَ. ولذاك عَمَّ ثعلبٌ بالبِغاءِ فقالَ: {بَغَتِ المرأَةُ، فَلم يَخُصَّ أَمَةٌ وَلَا حُرَّةً، والجَمْعُ} البَغايَا؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للأَعْشى:
يَهَبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ كالبُسْ
تانِ تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطْفال! ِوالبَغايا يَرْكُضْنَ أَكْسِيَة الإضْ
رِيجِ والشَّرْعَبيَّ ذَا الأَذْيالِ أَرادَ: ويَهَبُ البَغايَا لأنَّ الحرَّةَ لَا تُوهَب، ثمَ كَثُر فِي كَلامِهم حَتَّى عَمُّوا بِهِ الفَواجِر، إماءًكنَّ أَو حَرائِرَ،
( {وبَغَى عَلَيْهِ} يَبْغِي {بَغْياً: عَلاَ وظَلَم.
(و) أيْضاً: (عدا عَن الحَقِّ واسْتَطالَ) .
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {والإثْم} - والبَغْيَ بغيرِ الحَقِّ} : إنَّ {البَغْيَ الإسْتِطالَةُ على النَّاسِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: مَعْناه الكبرُ؛ وقيلَ: هُوَ الظُّلْمُ والفَسادُ.
وقالَ الرَّاغبُ: البَغْيُ على ضَرْبَيْن: أَحدُهما مَحْمودٌ وَهُوَ تَجاوزُ العَدْلِ إِلَى الإحْسانِ والفَرْضِ إِلَى التَّطوّعِ؛ وَالثَّانِي: مَذْمومٌ وَهُوَ تَجاوزُ الحقِّ إِلَى الباطِلِ، أَو تَجاوزُه إِلَى الشّبَهِ، ولذلِكَ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّما السَّبيلُ على الَّذين يَظْلمونَ الناسَ} ويَبْغُونَ فِي الأرضِ بغَيْرِ الحقِّ} ، فخصَّ العُقوبَةَ بمَنْ {يَبْغِيه بغيرِ الحقِّ، قالَ: والبَغْيُ فِي أَكْثَر المَواضِع مَذْمومٌ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {فَمن اضْطُرَّ غيرَ} باغٍ وَلَا عادٍ} فقيلَ: غَيْر باغٍ أَكْلَها تَلذُّذاً، وقيلَ: غَيْر طالِبٍ مُجاوَزَة قدْرِ حاجَتِهِ، وقيلَ: غَيْر باغٍ على الإِمام.
وقالَ الرَّاغبُ: أَي غَيْر طالِبٍ مَا ليسَ لَهُ طَلَبَه.
قالَ الأزْهرِيُّ: ومعْنَى البَغْي قَصْدُ الفَسادِ.
وفلانٌ يَبْغي على النَّاسِ: إِذا ظَلَمَهُم وطَلَبَ أَذَاهُم.
وقالَ الجوْهرِيُّ: كلُّ مجاوزَةٍ وإفْراطٍ على المقْدارِ، الَّذِي هُوَ حَدُّ الشيءِ، {بَغْيٌ.
وقالَ شيْخُنا: قَالُوا إنَّ بَغْيَ من الْمُشْتَرك وتفرقته بالمَصادرِ} بغى الشيءَ إِذا طَلَبَه وأَحَبَّه {بغيةً} وبغيةً وبَغَى إِذا ظَلَم {بَغْياً، بالفتْحِ، وَهُوَ الوَارِدُ فِي القُرْآنِ.} وبَغَتِ الأَمَةُ زَنَتْ بِغاءً، بالكسْرِ والمدِّ كَمَا فِي القُرْآنِ، وجَعَلَ المصنِّفُ البِغاءَ مِن باغَتْ غَيْر مُوافَقٍ عَلَيْهِ، انتَهَى.
قُلْتُ: فِي سِياقِه قُصُورٌ مِن جهاتٍ: الأولى: أنَّ بَغَى بمْعنَى طَلَبَ مَصدَرهُ {البُغاء، بالضمِّ والمدِّ على الفَصيحِ.
ويقالُ:} بِغي {وبُغى، بالكسْرِ والضمِّ مَقْصورانِ، وأَمَّا} البُغْيَة {والبُغْيَة فهُما اسْمانِ إلاّ على قَوْل ثَعْلَب كَمَا تقدَّمَ. وَالثَّانيَِة: أنَّه أهمل مَصْدَر بَغَى الضالَّةَ} بُغايَةً، بالضمِّ، عَن الأصْمعيّ؛ {وبُغاءً، كغُرابٍ عَن غيرِهِ، والثالِثَةُ: أنَّ} بِغَاء بالكسْرِ والمدِّ مَصْدَرٌ {لبَغَتْ} وباغَتْ، كَمَا صرَّحَ بِهِ ابنُ خَالَويه.
(و) بَغَى يَبْغِي بَغْياً: (كَذَبَ) ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {يَا أَبانا مَا {نَبْغِي هَذِه بضاعَتُنا} ، أَي مَا نَكْذِبُ وَمَا نَظْلِم فَمَا على هَذَا جَحْد، ويَجوزُ أَنْ يكونَ مَا نَطْلُبُ، فَمَا على هَذَا اسْتِفْهام.
(و) بَغَى (فِي مِشْيَتِهِ) بَغْياً: (اخْتَالَ وأَسْرَعَ) .
وَفِي الصِّحاحِ: البَغْيُ اخْتِيالٌ ومَرَحٌ فِي الفَرَسِ؛ قالَ الخَليلُ: وَلَا يقالُ فَرَسٌ باغٍ، انتَهَى.
وقالَ غيرُهُ: البَغْيُ فِي عَدْوِ الفَرَسِ: اخْتِيالٌ ومَرَحٌ. بَغَى يَبْغي بَغْياً: مَرَحَ واخْتالَ، وإنَّه} ليَبغِي فِي عَدْوِهِ. (و) {بغى الشَّيء بَغْياً:
(نظر إِلَيْهِ كَيفَ هُوَ) وَكَذَلِكَ} بَغَا {بَغْواً يائيةٌ وواية عَن كرَاع (و) } بَغَاهُ بَغْياً (رَقَبَهُ (وانْتَظَرَهُ) عَن كُراعٍ أَيْضا.
(و) بَغَتِ (السَّماءُ) بَغْياً: (اشْتَدَّ مَطَرُها) ؛ حَكَاها أَبو عبيدٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الرَّاغبُ: بَغَتِ السَّماءُ: تَجاوَزَتْ فِي المَطَرِ حَدّ المْحتاجِ إِلَيْهِ.
( {والبَغْيُ: الكثيرُ من البَطَر) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّواب: مِن المَطَرِ.
قالَ اللحْيانيُّ: دَفَعْنا} بَغْيَ السَّماءِ عَنَّا أَي شِدَّتَها ومُعْظَم مَطَرِها.
وَفِي التّهْذِيبِ: دَفَعْنا بَغْيَ السَّماءِ خَلفَنا؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ عَن الأَصْمعيّ.
(وجَمَلٌ باغٍ: لَا يُلْقِحُ) ؛ عَن كُراعٍ.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ: (مَا {انْبَغَى لَكَ أنْ تَفْعَلَ) هَذَا، (وَمَا} ابْتَغَى) ، أَي مَا يَنْبَغِي هَذَا نَصّه. (و) يقالُ: (مَا {يُنْبَغَى) لَكَ أَنْ تَفْعَل، بفتْحِ الغَيْن (وَمَا يَنْبَغِي) بكسْرِها: أَي لَا نَوْءلُكَ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
قالَ الشَّهابُ فِي أَوَّلِ البَقَرةِ: هُوَ مُطاوِعُ} بَغاهُ {يَبْغِيه إِذا طَلَبَه، ويكونُ بمعْنَى لَا يَصحّ وَلَا يَجوزُ وبمعْنَى لَا يُحْسِن، قالَ: وَهُوَ بِهَذَا المعْنَى غَيْر مُتَصَرِّف لم يُسْمَع مِن العَرَبِ إلاَّ مُضارِعُه، كَمَا فِي قَوْلِه تَعَالَى: {لَا الشَّمْس يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ} .
وقالَ الرَّاغِبُ فِي قَوْلِه تَعَالَى: {وَمَا عَلَّمناه الشِّعْر وَمَا} يَنْبَغِي لَهُ} ، أَي لَا يَتَسَخَّر وَلَا يَتَسَهَّل لَهُ، أَلا تَرَى أَنَّ لِسانَه لم يكنْ يَجْرِي بِهِ،! فالابْتِغاء هُنَا للتَّسْخِير فِي الفِعْلِ، وَمِنْه قَوْلُهم: النارُ يَنْبَغِي أَن تحرقَ الثَّوْبَ، انتَهَى. وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: مَا يَنْبَغِي لَهُ أَي مَا يَصْلُحُ لَهُ؛ وَقد تقدَّمَ مَا فِي ذلِكَ قَرِيباً.
(وفِئَةٌ {باغِيَةٌ: خارجَةٌ عَن طاعةِ الإِمامِ العادِلِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (وَيْحَ ابنِ سُمَيَّة تَقْتلهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَإِن بَغَتْ إحْداهُما على الأُخْرى فقاتِلُوا الَّتِي} تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} .
( {والبَغايا: الطِّلائِعُ) الَّتِي (تكونُ قبلَ وُرودِ الجَيْشِ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للطُّفَيْل:
فَأَلْوَتْ} بَغاياهُمْ بِنَا وتباشَرَتْ
إِلَى عُرْضِ جَيْشٍ غَيرَ أنْ لم يُكَتَّبِقالَ: أَلْوَتْ أَي أَشَارَتْ. يقولُ: ظنت أنَّا عِيرٌ فتَباشَرُوا بِنَا فَلم يَشْعُروا إلاَّ بالغارَةِ؛ قالَ: وَهُوَ على الإماءِ أَدَلُّ مِنْهُ على الطَّلائِع؛ وقالَ النابِغَةُ فِي الطَّلائِعِ:
على إثْرِ الأَدِلَّةِ والبَغايا
وخَفْقِ الناجِياتِ من الشآم واحِدُها {بَغِيَّةٌ. يقالُ: جاءَتْ بَغِيَّةُ القوْمِ وشَيِّفَتُهم أَي طَلِيعَتُهم.
(} والمُبْتَغِي: الأَسَدُ) ؛ سُمِّي بذلِكَ لأنَّه يَطْلُبُ الفَرِيسَةَ دائِماً؛ وَهُوَ فِي التّكْمِلَة {المُبْتَغِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} بَغَيْتُ الخَيْرَ مِن {مَبْغاتِهِ كَمَا تقولُ: أَتَيْتُ الأَمْرَ مِن مَأْتاتِهِ، تريدُ المَأْتَى} والمَبْغَى؛ نَقَلَه الجَوْهرِي، {وبِغًي بِالْكَسْرِ مَقْصُور: مصدر بغى يَبْغِي طلب: وَمِنْهُم من نقل الْفَتْح فِي} البِغْيَة، فَهُوَ إِذا مثلث {وأَبغَيْتُك الشَّيْء: جعلتك طَالبا لَهُ، نَقله الْجَوْهَرِي وقَوْلُه تَعَالَى: {} يَبْغُونَكُم الفِتْنَة} ، أَي! يَبْغُونَ لكُم. وقَوْلُه تَعَالَى: { {ويَبْغُونَها عِوَجاً} ، أَي يَبْغُونَ للسَّبيلِ عِوَجاً، فالمَفْعولُ الأَوَّلُ مَنْصوبٌ بنَزْعِ الخافِضِ.
} وأَبْغَيْتُكَ فَرَساً: أَجْنَبْتُكَ إِيَّاهُ.
{والبِغْيَةُ فِي الولدِ؛ نَقِيضُ الرِّشْدَةِ.
يقالُ: هُوَ ابنُ} بِغْيَةٍ؛ وأَنْشَدَ اللّيْثُ:
لذِي رِشْدَةٍ من أُمِّه أَو {لبَغِيَّةٍ
فيَغْلِبُها فَحْلٌ على النَّسْل مُنْجِبقالَ الأَزْهرِيُّ: وكَلامُ العَرَبِ هُوَ ابنُ غَيَّة وابنُ زَنَية وابنُ رَشْدَةٍ؛ وَقد قيلَ: زِنْيةٍ ورِشْدةٍ، والفتْحُ أَفْصَحُ اللُّغَتَيْن، وأَمَّا غَيَّة فَلَا يَجوزُ فِيهِ إلاَّ الفتْح.
قالَ: وأَمَّا ابنُ بِغْيَةٍ فَلم أَجِدْه لغَيْرِ اللّيْثِ وَلَا أُبْعِدُه مِن الصَّوابِ.
وبَغَى يَبْغِي: تَكَبَّرَ وذلِكَ لتَجاوُزِهِ مَنْزِلتِه إِلَى مَا ليسَ لَهُ.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ عَن الكِسائي: مَا لي} وللبَغِ بعضُكُم على بعضٍ؛ أَرادَ {وللبَغْي وَلم يُعَلِّله.
قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّه اسْتَثْقَل كَسْرةَ الإِعْرابِ على الياءِ فحذَفَها وأَلْقَى حَرَكَتَها على الساكِنِ قَبْلَها.
وقومٌ} بُغاءُ، بالضمِّ مَمْدود، {وتَباغَوْا: بَغَى بعضُهم على بعضٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وَهُوَ قَوْلُ ثَعْلَب.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: بَغَى على أَخيهِ بَغْياً: حَسَدَهُ.
قالَ:} والبَغْيُ أَصْلُه الحَسَد، ثمَّ سُمِّي الظُّلْم بَغْياً لأنَّ الحاسِدَ يَظْلمُ المَحْسودَ جُهْدَه إراغَةَ زَوالِ نعْمةِ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْهُ.
ومِن أَمْثَالِهم: البَغْيُ عقالُ النَّصْر.
وبَغَى الجُرحُ يَبْغِي بَغْياً: فَسَدَ وأَمَدَّ ووَرِمَ وتَرامَى إِلَى فَسَادٍ.
وبرأ جُرْحُهُ على {بَغْيٍ: وَهُوَ أَنْ يَبْرأَ وَفِيه شيءٌ من نَغَلٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَمِنْه حدِيثُ أَبي سَلَمَة: (أَقامَ شَهْراً يُداوِي جُرْحَه فَدَمَلَ على بَغْيٍ وَلَا يَدْرِي بِهِ) أَي على فَسَادٍ.
} وبَغَى الوالِي: ظَلَمَ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: يقالُ للمَرْأَةِ الجَمِيلةِ: إنَّك لجميلَةٌ وَلَا {- تُباغَيْ، أَي لَا تُصَابي بالعَيْن؛ وَقد مَرَّ ذلِكَ فِي بوغ مُفْصّلاً.
وَمَا} بُغِيَ لَهُ، كعُنِيَ: أَي مَا خِيرْ لَهُ.
{وبَغْيَان: مَوْلى أَبي خرقاء السّلَميّ، من ولدِه أَبو زَكريَّا يَحْيَى بن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بن العَنْبِر بنَ عَطاء بنِ صالِح بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بن} بغيان النَّيْسابُورِيُّ، ويقالُ لَهُ العَنْبريُّ {والبغيانيُّ، مِن شيوخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ، تُوفِي سَنَةَ 344.

كدي

(كدي) بالعظم كدا غص بِهِ والفصيل شرب اللَّبن ففسد جَوْفه وَالْكَلب نشب الْعظم فِي حلقه
(كدي) الْمسك كدى لم يبْق لَهُ ريح فَهُوَ كد وكدي وأصابعه كلت من الْحفر والمعدن لم يتكون بِهِ جَوْهَر
كدي: {وأكدى}: قطع عطيته، ويئس من خيره. 

كدي


كَدَى(n. ac. كَدْي)
a. Hindered, detained.
b. see IV (a) (b).
أَكْدَيَa. Was mean.
b. Considered mean.
c. Was exhausted (mine).
d. Dug down to the rock.

كُدْيَة [] (pl.
كُدًى [ ])
a. Hard ground; tufa; rock.
b. Clod.
c. Adversity.
d. see 4tA
كَدَاة []
a. Mound.

كَدٍa. see 25
كَادِيَة []
a. see 3t (c)
كُدَايَة []
a. see 4t
كَدِيّ [ ]
a. Inodorous.
ك د ي

أكدى الحافر: بلغ الكدية وهي صلابة الأرض فمنعته، كقولهم: أجبلي الحافر.

ومن المجاز: أكدى الرجل: أخفق ولم يظفر بحاجته. وفلان مكدٍ: لا ينمى ماله. وطلبت إليه فأكدى: أجحد ونكر. وإن فلاناً قد بلغ الناس كديته وكداه إذا أمسك بعد الإعطاء. ومسكٌ. لا ريح له، وقد كذيَ، وتقول: كديَ بعد ما قديَ.
كدي
أكدى يُكدي، أكْدِ، إكداءً، فهو مُكْدٍ
• أكدى الرَّجُلُ: بخِل وأمسك عن العطاء أو قلّله " {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى. وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى} ". 

إكداء [مفرد]: مصدر أكدى. 

كادٍ [جمع]: (نت) كاذيّ، جنس نباتات ليفيّة مُعَمَّرة، منبتها البلاد الحارة، ولأزهارها رائحة جميلة، أكثر أنواعه برّيّة وتزيينيّة، ومنها الزِّراعيّة والصِّناعية والمأكولة الثمار. 
ك د ي : الْكُدْيَةُ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ وَالْجَمْعُ كُدًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى وَبِالْجَمْعِ سُمِّيَ مَوْضِعٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ بِقُرْبِ شَعْبِ الشَّافِعِيِّينَ وَقِيلَ فِيهِ ثَنِيَّةُ كُدَى فَأُضِيفَ إلَيْهِ لِلتَّخْصِيصِ وَيُكْتَبُ
بِالْيَاءِ وَيَجُوزُ بِالْأَلِفِ لِأَنَّ الْمَقْصُورَ إنْ كَانَتْ لَامُهُ يَاءً نَحْوُ كُدًى وَمُدًى جَازَتْ الْيَاءُ تَنْبِيهًا عَلَى الْأَصْلِ وَجَازَ بِالْأَلِفِ اعْتِبَارًا بِاللَّفْظِ إذْ الْأَصْلُ كُدَيٌّ بِإِعْرَابِ الْيَاءِ لَكِنْ تَحَرَّكَتْ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا وَإِنْ كَانَ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ فَإِنْ كَانَ مَفْتُوحَ الْأَوَّلِ نَحْوُ عَصًا كُتِبَ بِالْأَلِفِ بِلَا خِلَافٍ وَلَا يَجُوزُ إمَالَتُهُ إلَّا إذَا انْقَلَبَتْ وَاوُهُ يَاءً نَحْوُ الْأَسَى فَإِنَّهَا قُلِبَتْ يَاءً فِي الْفِعْلِ فَقِيلَ أَسِيَ فَيُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَيُمَالُ وَإِنْ كَانَ الْأَوَّلُ مَضْمُومًا نَحْوُ الضُّحَى أَوْ مَكْسُورًا نَحْوُ الصِّبَا فَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِيهِ فَمِنْهُمْ مِنْ يَكْتُبُهُ بِالْيَاءِ وَيُمِيلُهُ وَهُوَ مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ لِأَنَّ الضَّمَّةَ عِنْدَهُمْ مِنْ الْوَاوِ وَالْكِسْرَةُ مِنْ الْيَاءِ وَلَا تَكُونُ لَامُ الْكَلِمَةِ عِنْدَهُمْ وَاوًا وَفَاؤُهَا وَاوًا أَوْ يَاءً فَيَجْعَلُونَ اللَّامَ يَاءً فِرَارًا مِمَّا لَا يَرَوْنَهُ لِعَدَمِ نَظِيرِهِ فِي الْأَصْلِ وَمِنْهُمْ مِنْ يَكْتُبُهُ بِالْأَلِفِ وَلَا يُمِيلُهُ وَهُوَ مَذْهَبُ الْبَصْرِيِّينَ اعْتِبَارًا بِالْأَصْلِ وَمِنْهُ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس: 1] قُرِئَ فِي السَّبْعَةِ بِالْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ وَكَدَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الثَّنِيَّةُ الْعُلْيَا بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ الْمَقْبُرَةِ وَلَا يَنْصَرِفُ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ وَتُسَمَّى تِلْكَ النَّاحِيَةُ الْمُعَلَّى وَبِالْقُرْبِ مِنْ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ كُدَيٌّ مُصَغَّرٌ وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ الْخَارِجِ مِنْ مَكَّةَ إلَى الْيَمَنِ قَالَ الشَّاعِرُ
أَقْفَرَتْ بَعْدَ عَبْدِ شَمْسٍ كَدَاءُ ... فَكُدَيٌّ فَالرُّكْنُ وَالْبَطْحَاءُ. 
كدي
: (ي (} الكُدْيَةُ، بالضَّمِّ: شِدَّةُ الدَّهْرِ، {كالكادِيَةِ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم.
(و) الكُدْيَةُ: (الأرضُ الغَليظَةُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم؛ أَو الصُّلْبَةُ، كَمَا فِي الصِّحاح؛ أَو المُرْتفِعَةُ. يقالُ: ضَبُّ كُدْيَةٍ، والجَمْعُ} كُدًى.
(و) قيلَ: هِيَ (الصَّفاةُ العظِيمَةُ الشَّديدَةُ.
(و) قيلَ: هِيَ (الشَّيءُ الصُّلْبُ بَيْنَ) ؛) كَذَا فِي النسخِ وَفِي المُحْكم: من؛ (الحِجارَةِ والطِّينِ.
(و) الكُدْيَةُ: كلُّ (مَا جُمِعَ من طَعامٍ أَو شَرابٍ) ؛) وَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أَو تُرابٍ أَو نَحْوُه؛ (فجُعِلَ كُثْبَةً، {كالكُدايَةِ) ، بالضَّمِّ، (} والكَداةِ) ، بالفتْح. (و) {أَكْدَى الحافِرُ: إِذا بَلَغَ} الكُدْيَة مِن الأرْضِ فَلَا يُمَكِّنُه أنْ يَحْفرَ.
يقالُ: (حَفَر) فلانٌ ( {فأكْدَى) إِذا (صادَفَها) وَفِي الصِّحاح: بَلَغَ إِلَى الصلبِ.
(وسَأَله فأكْدَى: وَجَدَهُ مثْلَها) ، أَي مِثْلَ الكُدْيَةِ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَقد كانَ قِياسُ هَذَا أَن يقالَ} فأكْدَاهُ وَلَكِن هَكَذَا حَكَاهُ.
( {وَأَكْدَى) الرَّجُلُ: (بَخِلَ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه وابنُ القطَّاع، وَلَا توقُّفَ فِيهِ كَمَا زَعَمَه شيْخُنا.
(أَو قَلَّ خَيْرُه) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(أَو قَلَّلَ عَطاءَهُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه. (} ككَدَى، كرَمَى) ، {يَكْدِي} كَدْياً، وَلَا قَلاقَةَ فِي العِبارَةِ كَمَا زَعَمه شيْخُنا.
(و) {أَكْدَى (المَعْدِنُ: لم يَتَكَوَّنْ بِهِ جَوْهَرٌ) .
(وقالَ ابنُ القطَّاع: لم يَخْرجْ مِنْهُ شيءٌ.
(ومِسْكٌ} كدِيٌّ، كغَنِيَ، {وكَدٍ) ، كعَمٍ؛ الأخيرَةُ عَن الزَّمخشرِي؛ (لَا رائِحَةَ لَهُ) ؛) وَقد} كَدِيَ {كَدًى؛ وتقولُ: كَدِيَ بعْدَما قَدِيَ. وَهُوَ مجازٌ.
(وامْرأَةٌ} مُكْدِيَةٌ) ، كمُحْسِنَةٍ: (رَتْقاءُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(الكُدْيَةُ، بالضمِّ: شدَّةُ البَرْدِ، كالكادِيَة.
( {وأَكْدَى: أَلَحَّ فِي المَسْألةِ؛ قَالَ الشاعرُ:
(تَضَنُّ فنُعْفِيها إِن الدارُ ساعَفَتْ فَلَا نحنُ} نُكْدِيها وَلَا هِيَ تَبْذُل {والمُكْدِي مِن الرِّجالِ: مَنْ لاَ يَثُوبُ لَهُ مالٌ وَلَا يَنْمِي، وَقد} أَكْدَى؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب:
وَأَصْبَحَتِ الزُّوّارُ بَعْدكَ أَمْحَلُواوأُكْدِيَ باغِي الخَيْرِ وانْقَطَعَ السَّفْر! ُوالكُدْيَةُ، بالضمِّ: حرفَةُ السَّائِلِ المُلِح. {وأَكْدَيْتُ الرَّجُلَ عَن الشَّيءِ: رَدَدْته عَنهُ.
ويقالُ للرَّجُلِ عنْدَ قَهْرِ صاحِبهِ:} أَكْدَتْ أَظْفَاركَ.
{وأَكْدَى: أَمْسَكَ عَن العَطِيةِ وقَطَعَ؛ عَن الفرَّاء؛ وقولُ الخَنْساء:
فَتَى الفِتْيانِ مَا بَلَغُوا مَداه ُولا} يُكْدِي إِذا بَلَغَتْ {كُداها أَيْ لَا يَقْطَع عَطاءَه وَلَا يُمْسك عَنهُ إِذا قَطَعَ غيرُهُ وأَمْسَك.
} وأَكْدَى المَطَرُ: قَلَّ ونَكِد؛ وقولُه تَعَالَى: {أَعْطَى قَلِيلاً {وأَكْدَى} ، أَي قَطَع القَلِيل؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ أَبُو عَمْرٍ و:} أَكْدَى: مَنَعَ؛ وأَكْدَى: قَطَع؛ وأَكْدَى: انْقَطَعَ؛ وأَكْدَى النَّبْتُ: قَصُر من البَرْدِ؛ وأَكْدَى العامُ: أَجْدَبَ؛ وَأَكْدَى: خابَ.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: أَكْدَى: افْتَقَرَ بعْدَ غِنًى: وأَكْدَى: قَمِىءَ خَلْقه؛ وبَلَغَ الناسَ {كُدْيَة فلانٍ: إِذا أَعْطَى ثمَّ مَنَعَ وَأَمْسَك.
وقالَ أَبو زيْدٍ:} كَدِيَ الجِرْوُ {يَكْدَى} كَدًى: وَهُوَ دَاءٌ يأْخُذُ الجِراءَ خاصَّةً يُصِيبُهَا مِنْهُ قَيءٌ وسُعالٌ حَتَّى يكونَ بينَ أَعْينِها؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وغيرُهُ.
قَالَ القالِي: يُكْتَبُ بِالياءِ.
وَفِي كِتابِ الجيمِ للشَّيْباني: يقالُ: إنَّهُ لسَريعُ {الكَدَى إِذا كانَ سَريعَ الغَضَبِ.
وقالَ ابنُ الْقُوطِيَّة: كَدِيَ الغُرابُ} كَدًى إِذا حرَّكَ رأْسَه عنْدَ نَعِيقِه.
وقالَ ابنُ القطَّاعِ:! كَدِيَ الرَّجلُ: بَخِلَ زِنَةً ومعْنًى.
{وكَدِيَتْ أَصابعُه: كلَّتْ مِن الحفْرِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} وكَدِيَ المَعْدِنُ: {كأكْدَى؛ عَن ابْن القطَّاع.
(ك د ي)

الكُدْية، والكادية: الشدَّة من الدَّهْر.

والكُدْية: الأَرْض المرتفعة.

وَقيل: هُوَ شَيْء صلب بَين الْحِجَارَة والطين.

والكُدْية: الأَرْض الغليظة.

وَقيل: هِيَ الصَّفاة الْعَظِيمَة الشَّدِيدَة.

والكُدْية: كل مَا جمع من طَعَام أَو تُرَاب أَو نَحوه فجُعِل كُثْبة.

وَهِي: الكُدَاية، والكُدَاة أَيْضا. وحَفَر فأكدى: صَادف كُدْية.

وَسَأَلَهُ فأكدى: أَي وجده كالكُدْية، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقد كَانَ قِيَاس هَذَا أَن يُقَال: فاكداه، وَلَكِن هَذَا حَكَاهُ.

وضِبَاب الكُدَى سميت بذلك، لِأَن الضباب مُولَعة بحَفْر الكُدَى.

وأَكْدَى الرجل: قلَّ خَيره.

وَقيل: المُكْدِى من الرِّجَال: الَّذِي لَا يثوب لَهُ مَال وَلَا يَنْمِى.

وَقد أُكْدِىَ، أنْشد ثَعْلَب:

وأصبحت الزُوَّارُ بعْدك أَمْحَلُوا ... وأُكْدِىَ باغي الخَيْر وَانْقطع السَّفْرُ

وَيُقَال للرجل عِنْد قهر صَاحبه لَهُ: أكدَتْ أظفارُك.

وأكدى الْمَطَر: قلَّ ونكِد.

وكَدِى الرجل يَكْدِى، وأكدى: قَلَّلَ عطاءه.

وَقيل: بخِل.

وأكْدَى الْمَعْدن: لم يتكون فِيهِ جَوْهَر.

وَبلغ النَّاس كُدْية فلَان: إِذا أعْطى ثمَّ منع.

وكَدِى الجِرْوُ كَدًى: وَهُوَ دَاء يَأْخُذهُ مِنْهُ قَيْءٌ وسُعال حَتَّى يُكْوَى بَين عَيْنَيْهِ فَيذْهب.

ومِسْك كَدِىّ: لَا رَائِحَة لَهُ.

والمُكْدِية من النِّسَاء: الرتقاء.

وَمَا كَدَاك عني: أَي مَا حَبسك وشغلك.

وكُدَىّ، وكَدَاء: موضعان، وَقد حكى فِيهِ الْقصر. قَالَ ابْن قيس الرقيات:

أَنْت ابنُ معتلَج البطا ... ح كُدَيّها وكَدَائها

(ك ي د) كَاد يفعل كَذَا كيداً: قَارب وهمَّ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يستعملوا الِاسْم والمصدر الَّذين فِي موضعهما يفعل فِي كَاد وَعَسَى، يَعْنِي: أَنهم لَا يَقُولُونَ: كَاد فَاعِلا أَو فِعْلا، فَترك هَذَا من كَلَامهم للاستغناء بالشَّيْء عَن الشَّيْء، وَرُبمَا خرج ذَلِك فِي كَلَامهم، قَالَ تأبّط شراًّ:

فأُبْتُ إِلَى فَهْم وَمَا كدت آئباً ... وَكم مثلهَا فارقتها وهيْ تَصْفِر

هَكَذَا صحَّة رِوَايَة هَذَا الْبَيْت، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي شعره فَأَما رِوَايَة من لَا يضبطه " وَمَا كنت آئبا ". " وَلم أك آئبا " فلبعده عَن ضَبطه، قَالَ ذَلِك ابْن جني، قَالَ: ويؤكد مَا روينَا نَحن مَعَ وجوده فِي الدِّيوَان أَن الْمَعْنى عَلَيْهِ؛ أَلا ترى أَن مَعْنَاهُ: فأُبْتُ وَمَا كدت أَؤُوب، فَأَما كنت فَلَا وَجه لَهَا فِي هَذَا الْموضع.

وَلَا افْعَل ذَلِك وَلَا كَيْدا وَلَا هَمّا، وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن نَاسا من الْعَرَب يَقُولُونَ: كيد زيد يفعل، وَقد روى بَيت أبي خِرَاش:

وكِيد ضِبَاعُ القُفّ يأكلن جُثَّتي ... وكِيد خِراشٌ يَوْم ذَلِك يَيْتَمُ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد قَالُوا: كُدْت تكَاد، فاعتلَّت من فَعُل يَفْعَل كَمَا اعتلَّت مِتَّ تَمُوت عَن فَعِل يَفْعُل، وَلم يَجِيء كُدْت تكَاد على مَا كثر واطَّرد فِي فَعُل، كَمَا لم يَجِيء: متّ تَمُوت على مَا كثر فِي فَعِل وَقَوله عز وَجل: (أكاد أُخْفيها) . قَالَ الْأَخْفَش: مَعْنَاهُ: أُرِيد أخفيها.

والكَيْد: الخُبْث.

كاده كَيْدا، ومَكِيدة.

وَهُوَ يَكيد بِنَفسِهِ كَيْدا: أَي يَسُوق، وَقَول أبي ضبة الْهُذلِيّ:

لَقَّيت لَبَّته السِّنَان فكَبَّه ... منّي تكايدُ طَعنةٍ وتأيُّدُ

قَالَ السُّكّري: تكايد: تشدّد.

وكادت الْمَرْأَة: حَاضَت، وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس: " أَنه نظر إِلَى جَوارٍ كِدْن فِي الطَّرِيق، فَأمر أَن يُنحَّيْنَ ".

وَكَاد الرجل: قاء. والكَيْد: القَيءُ، وَمِنْه حَدِيث قَتَادَة: " إِذا بلع الصَّائِم الكَيد افطر " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

نسي

نسي: {نسيا}: الشيء الحقير الذي إذا ألقي نُسِي ولم يلتفت إليه.
(ن س ي) : (النِّسْيُ) الْمَنْسِيُّ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ عُبَادَةَ بْنِ (نُسَيٍّ) قَاضِي الْأُرْدُنِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ بِالْكَسْرِ وَعَنْ ابْنِ أَبِي عُمَارَةَ تَصْحِيفٌ وَتَحْرِيفٌ وَهُوَ فِي حَدِيثِ الْمَسْحِ نُسْءٌ فِي (سن) سُورَةُ النِّسَاءِ فِي (ق ص) .
(نسي)
فلَان نسى اشْتَكَى نساه فَهُوَ نس وَهِي نسية وَهُوَ أنسى وَهِي نسياء وَالشَّيْء نسْوَة ونساوة ونسيانا تَركه على ذُهُول وغفلة أَو تَركه على عمد وَالْأَمر أهملته ذاكرته وَلم يعه فَهُوَ نَاس وَنسَاء وَهِي ناسية ونساءة وَهُوَ وَهِي نسي أَيْضا
ن س ي

رأيت نسيّةً ونسيّاتٍ، ونسيته وتناسيته، وأنسانيه الشيطان ونسّانيه. وناساه العداوة. وشيء منسيّ، وتركته نسياً من الأنساء. وتتبّعوا أنساءكم. ورجل نسّاء وامرأة نسيٌّ. قال:

ونسيت وصاته وهي نسيّ

وضربته فنسيته: أصبت نساه، وهو منسيٌّ.

ومن المجاز: نسيت الشيء: تركته " نسوا الله فنسيهم " وكرمك ينسّى كرم البرامكة.

نسي


نَسِيَ(n. ac. نَسْي
نِسْي
نِسَاْيَة
نِسْيَاْن
نَسْوَة )
a. Forgot; overlooked, neglected; discarded
abandoned.

نَسَّيَa. Made to forget.

نَاْسَيَa. Forgot.

أَنْسَيَa. see II
تَنَاْسَيَa. Feigned forgetfulness.

نَسْي (pl.
أَنْسَآء [] )
a. Forgotten; to be forgotten.
b. Lost luggage.
c. Dirty rag.
d. Milk & water.

نَسْوَة []
a. Forgetfulness; neglect, remissness.
b. see
نَسَوَ .
نِسْيa. see 1 (a) (b), (c).
مِنْسَاة []
a. Staff, rod.

نَسِيّa. Forgetful; absentminded; unmindful, oblivious.
b. Forgotten; disregarded, ignored.

نَسْيَان []
a. see 25 (a)
نِسْيَان []
a. Forgetfulness; obliviousness; supineness;
apathy.

مَنْسِيّ [ N. P.
a. I], Forgotten.

مُنْسِيَّة
a. see 34
ن س ي

النِّسْيانُ ضِدّ الذِّكْر نَسِيَهُ نِسْياً ونِسْياناً ونِسْوَةً ونِسَاوةً ونَسَاوَةً الأخيرتان على المعاقبة وتَناسَاهُ وأنْساه إيَّاه وقوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} التوبة 67 قال ثعلب لا يَنْسَى اللهُ جَلَّ وعَز إنما معناه تَرَكُوا الله فَتَرَكَهُم فلما كان النسيان ضَرْباً من التَّرْك وَضَعَه موضعه وقوله تعالى {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} طه 115 معناه أيضا ترك لأن الناسِي لا يُؤاخَذُ بِنِسْيَانِه وآدم عليه السلام قد أُوخِذَ بِنِسْيانِه فهبَطَ من الجَنَّة وجاء في الحديث لو وُزِن حِلْم بني آدم وحَزْمُهم مذ كان آدمُ إلى أن تقوم الساعة ما وَفَى بحِلْمِ آدم وحزمه وقال الله تعالى فيه {فنسي ولم نجد له عزما} طه 115 وقوله {نسوا الله فأنساهم أنفسهم} الحشر 19 قال إنما معناه أَنْسَاهم أن يعملوا لأنفسهم وقوله تعالى {وتنسون ما تشركون} الأنعام 41 قال الزجاج تَنْسَوْن هنا على ضَرْبَيْن جائز أن يكون تَنْسَوْن تَتْركُون وجائز أن يكون المعنى أنكم في تَرْكِكُم دُعاءهم بمنزلة من قد نَسِيَهم وكذلك قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} الأعراف أي نتركهم في عذابهم كما تَرَكُوا العَمَل للقاء يومهم وكذلك قوله {فلما نسوا ما ذكروا به} الأعراف 165 يجوز أن يكون معناه تَرَكُوا ويجوز أن يكونوا في تَرْكِهم القبول بمنزلة من نَسِيَ والنِّسْيُ والنَّسْيُ الأخيرة عن كراع والأولى أَقْيَس الشيء المنسيُّ وقوله تعالى {وكنت نسيا منسيا} مريم 23 فَسّره ثعلب فقال النِّسْيُ خِرَق الحَيْض التي يُرْمَى بها فتُنْسَى والنَّسِيُّ الكثير النّسْيان يكون فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيل أكثر لأنه لو كان فَعِيلاً لقيل نَسُوّ أيضاً وقال ثَعْلَب رَجُل ناسٍ ونَسِيُّ كقولك حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِمٌ وعَلِيمٌ وشاهِدٌ وشَهِيدٌ وسامِعٌ وسَمِيعٌ وفي التَّنْزِيل {وما كان ربك نسيا} مريك 64 أي لا يَنْسَى شيئاً قال الزجاج وجائز أن يكون معناه والله أعلم ما نَسِيَكَ رَبُّكَ يا مُحَمَّد وإن تأخَّر عنك الوَحْيُ لأنه يُروَى أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أبْطَأ عليه جِبْرِيل عليه السلام بالوَحْي فقال وقد أتاه جِبْريلُ ما زُرْتَنَا حتى اشْتَقْناك فقال ما نَتَنَزَّلُ إلا بأَمْرِ رَبِّكَ والنَّسِيُّ الذي لا يُعَدُّ في القَوْمِ لأنه مَنْسِيٌّ والنَّسَا عِرْقٌ من الوَرِك إلى الكَعْب ولا يقال عِرْق النَّسَا وقد غَلِط فيه ثعلب فأضافه وأَلِفُه مُنْقَلِبة عن ياء كقولهم نسيان وقد تكون في واو لقولهم نَسَوان والجمع أَنْسَاء قال أبو ذُؤيب

(مُتَفَلِّقٌ أنْساؤُها عن قانِئٍ ... كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُه لا يُرْضَعُ)

وإنما قال مُتَفَلِّق أَنْسَاؤُها والنَّسا لا يتفلَّقُ إنما يتَفَلَّقُ موضعه لأنه أراد يتفَلَّق فَخِذاه عن موضع النَّسَا لما سمنت تَفَرَّجت اللحمة فظهر النَّسا صاوٍ يابِسٌ يعني الضَّرْع كالقُرْط شبهه بقُرْط المرأة ولم يُرد أن ثَمَّ بقية لبن لا يُرْضَع إنما أراد أنه لا غُبْرَ هنالك فيرضع كقول امْرِئ القَيس

(على لاحِبٍ لا يُهْتَدَى لِمَنارِه ... )

أراد لا مَنَار هنالك فَيُهْتَدَى به ونَسَيْتُه نَسْياً ضَرَبْتَ نَسَاه ونَسِيَ نَساً فهو أَنْسَى والأنثى نَسْآء شكا نَسَاه
نسي
نسِيَ يَنسَى، انْسَ، نَسْيًا ونِسْيانًا، فهو ناسٍ، والمفعول مَنْسِيّ
• نسِي الأمرَ:
1 - فقد ذكرَه أو صورتَه، لم يحفظه، عكسه حفِظه "نسِي موعدَه مع الطبيب- ملاحظة لا تُنسى- إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ [حديث]- {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} " ° لا يُنسَى: يبقى حيًّا في الذاكرة- نسِي الجميلَ: جَحَدَــه- نسِي نفسَه: غفل عن مكانة من يخاطبه.
2 - ضلّ " {فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} ". 

أنسى يُنسي، أَنْسِ، إنساءً، فهو مُنْسٍ، والمفعول مُنْسًى
• أنسى الشَّيءَ: محاه " {مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}: نمحوها من قلبك وننسخ حكمَها".
• أنساه الشَّيءَ: حمله على تركه أو على نسيانه "أنساه موعدًا هامًّا- أنساه اللّهوُ أداءَ واجباته المنزليّة- {وَمَا أَنْسَانِيهُ إلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} ". 

تناسى يتَناسَى، تَنَاسَ، تناسيًا، فهو مُتناسٍ، والمفعول مُتناسًى
• تناسى الشَّيءَ:
1 - حاول نِسيانَه "تناسى آلامَه/ جراحَه/ أحزانَه".
2 - تظاهر بنسيانه "تناسى موعدَ أداء ديونه- تناسَى وعودَه- {وَلاَ تَنَاسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [ق] ". 

نسَّى يُنسِّي، نَسِّ، تَنْسيةً، فهو مُنسٍّ، والمفعول مُنسًّى
• نسَّاه الشّيءَ: أنساه؛ حمله على تركه أو نسيانه "نسّاه موعدًا- {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِنْ قَبْلُ فَنُسِّيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [ق]- {وَإِمَّا يُنْسِّيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [ق] ". 

إنساء [مفرد]: مصدر أنسى. 

تنسية [مفرد]: مصدر نسَّى. 

نَسَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من نسِيَ: كثير النِّسيان أو سريع النِّسيان والشائع تسهيل الهمزة (نسَّاي). 

نَسْي [مفرد]: ج أنساء (لغير المصدر):
1 - مصدر نسِيَ.
2 - شيء منسيّ، يقلّ الاعتدادُ به " {وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} ". 

نَسْيان [مفرد]: كثير الغفلة والنِّسْيَان "ما أقلّ ما يحافظ النَّسْيَان على مواعيده". 

نِسْيان [مفرد]:
1 - مصدر نسِيَ ° صار في طيّ النسيان: اضمحل ذكرُه.
2 - (نف) اضطراب شديد في الحياة العقليّة يسبِّبه القلق أو الصراع النفسيّ وقد يكون مرضيًّا بسبب اضطراب أو عطب في المخ "آفة العلم النِّسْيان".
• نسيان مُطلق: (نف) عدم قدرة الإنسان على استرجاع خبراته الحياتيّة السابقة. 

نَسِيّ [مفرد]: ج أنساء، مؤ نَسِيّ:
1 - صيغة مبالغة من
 نسِيَ: كثير النِّسيان " {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} ".
2 - ما يُنْسَى "هو نَسِيّ قومِهِ: لا يعدّ فيهم لحقارته". 
نسي
: (ي} نَسِيَهُ) ، كرَضِيَ؛ وإنَّما أَطْلَقه عَن الضَّبْط لشُهْرتِه؛ {يَنْساه (} نَسْياً {ونِسْياناً} ونِسايَةً، بكسْرهنَّ، {ونَسْوَةً) ، بِالْفَتْح، كَذَا مُقْتضَى سِياقِه؛ ووُجِدَ فِي نسخ، المُحْكم بالكَسْر أَيْضاً، وَكَذَا فِي التكْملَةِ بالكَسْر أَيْضاً، وأنْشَدَ ابنُ خَالَويه فِي كتابِ اللغاتِ:
فلَسْت بصَرَّام وَلَا ذِي مَلالةٍ
وَلَا} نِسْوةٍ للعَهْدِ يَا أُمَّ جَعْفَرِ (ضِدُّ حَفِظَه) وذَكَرَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {نَسِيتُ الشيءَ} نِسْياناً، وَلَا تَقُلْ نَسَياناً، بالتّحْريكِ، لأنَّ النَّسَيان إنَّما هُوَ تَثْنِيَةُ نَسا العِرْق.
( {وأَنْساهُ إيَّاهُ) } إنساءً؛ ثمَّ إنَّ تَفْسيرَ! النِّسْيان بضِدِّ الحفْظِ والذِّكْر هُوَ الَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ.
قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ لَا يَخْلو عَن تأَمّلٍ، وأَكْثَر أَهْلِ اللغَةِ فَسَّرُوه بالتَّرْكِ وَهُوَ المَشْهورُ عنْدَهُم، كَمَا فِي المَشارِقِ وغيرِهِ، وجَعَلَه فِي الأساسِ مجَازًا؛ وَقَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: هُوَ مِن إطْلاقِ المَلْزومِ وإرادَة الَّلازِم لأنَّه مِن {نَسِيَ الشيءَ تَرَكَه بِلا عكْسٍ.
قُلْت: قالَ الرَّاغبُ: النِّسْيانُ: تَرْكُ الإِنْسانِ ضَبْط مَا اسْتُوْدِعَ إمَّا لضَعْفِ قَلْبِه وإمَّا عَن غَفْلةٍ أَو عَن قَصْدٍ حَتَّى يَنْحذفَ عَن القَلْبِ ذِكْرُه، انتَهَى.
} والنِّسْيانُ عنْدَ الأطبَّاء: نُقْصانٌ أَو بُطْلان لقُوّةِ الذَّكاءِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: { {نَسُوا الله} فنَسِيَهُم} ؛ قالَ ثَعْلبُ: لَا يَنْسى اللهاُ، عزَّ وجلَّ، إنَّما مَعْناه تَرَكُوا اللهاَ فتَرَكَهم، فلمَّا كانَ النِّسْيانُ ضَرْباً من التَّرْكِ وَضَعَه مَوْضِعَه.
وَفِي التَّهْذيب: أَي تَرَكُوا أَمْرَ اللهاِ فتَرَكَهم مِن رَحْمتَهِ.
وقولهُ تَعَالَى: { {فنَسِيتَها وكَذلكَ اليَوْم} تُنْسَى} ، أَي تَرَكْتَها فكَذلكَ تُتْرَكُ فِي النارِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {وَلَقَد عَهِدْنا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ {فنَسِيَ} ، مَعْناه أَيْضاً تَرَكَ لأنّ الناسِي لَا يُؤاخَذُ} بنِسْيانِه، والأوَّل أَقْيَس.
وقولهُ تَعَالَى: {سنُقْرِئك فَلَا {تَنْسَى} ، إخْبارٌ وضَمانٌ مِن اللهاِ تَعَالَى أَنْ يَجْعلَه بحيثُ أنَّه لَا} يَنْسى مَا يَسْمَعه من الحَقِّ؛ وكلُّ! نِسْيانٍ مِن الإِنْسانِ ذَمّه اللهاُ تَعَالَى فَهُوَ مَا كانَ أَصْله عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُ لَا يُعْذَرُ فِيهِ، وَمَا كانَ عَن عُذْرٍ فإنَّه لَا يُؤاخَذُ بِهِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (رفِعَ عَن أُمَّتِي الخَطَأ {والنِّسْيان) ، فَهُوَ مَا لم يَكُنْ سَبَبه مِنْهُ؛ وقولُه، عزَّ وجلَّ: {فذُوقُوا بِمَا} نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمكم هَذَا إنّا {نسيناكم} هُوَ مَا كانَ سَبَيه عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُم، وتَركه على طرِيقِ الاسْتِهانَةِ، وَإِذا نسبَ ذلكَ إِلَى اللهاِ فَهُوَ تَركه إيَّاهم اسْتِهانَةً بهم ومُجازَاةً لمَا تَرَكُوه.
وقولهُ تَعَالَى: {لَا تكُونوا كَالَّذِين} نَسُوا الله {فأَنْساهُم أَنْفُسَهم} ، فِيهِ تَنْبِيه على أنَّ الإِنسانَ بمَعْرِفَتِه لنَفْسِهِ يَعْرفُ اللهاَ، عزَّ وجلَّ،} فنِسْيانُه للهِ هُوَ مِن {نِسْيانِه نَفْسه.
وقولهُ تَعَالَى: {واذْكُر رَبّك إِذا} نَسِيتَ} ، حَمَلَه العامَّة على النَّسْيانِ خِلاف الحِفْظ والذِّكْر. وقالَ ابنُ عبَّاس: مَعَناهْ إِذا قُلْت شَيْئا وَلم تَقُل إِن شاءَ الله فقُلْه إِذا تَذَكَّرْتَه.
قَالَ الرَّاغبُ: وَبِهَذَا أَجازَ الاسْتِثْناءَ بَعْد مدَّة.
وَقَالَ عِكْرِمةِ: مَعْناه ارْتَكَبْتَ ذَنْباً، أَي اذْكُرٍ اللهاَ إِذا أَرَدْتَ أَو قَصَدْتَ ارْتِكابَ ذَنْبٍ يَكُن ذلكَ كافالك.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخُ مِن آيَةٍ أَو! نُنْسِها} ، عامَّة القُرَّاء يَجْعلُونَه مِن النِّسْيان، والنِّسْيانُ هُنَا على وَجْهَيْن: أَحَدُهما على التَّرْك المَعْنى نَتْرُكُها فَلَا نَنْسَخها وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوا الفَضْلَ بَيْنكم} ؛ والوَجْه الآخَرْ: مِن النِّسْيان الَّذِي} يُنْسَى.
وَقَالَ الزجَّاج: وقُرِىءَ: أَو نُنْسِها، وقُرِىءَ: {نُنَسِّها، وقُرِىء، نَنْسَأَها، قالَ: وقولُ أَهْل اللغَةِ فِي قولهِ أَو نُنْسِها على وَجْهَيْنِ: يكونُ مِن النِّسْيان واحْتَجُوا بقولهِ تَعَالَى: {سَنُقْرِئك فَلَا} تَنْسَى إِلَّا مَا شاءَ ا} ، فقد أَعْلَم اللهاُ أَنَّه يَشاءُ أَن! يَنْسَى، قالَ: وَهَذَا القولُ عنْدِي غيْرُ جائِزٍ، لأنَّ اللهاَ تَعَالَى قد أَخْبَر النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قولِه: {ولئِنْ شِئْنا لنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا} ، أنَّه لَا يَشاءُ أَن يَذْهَبَ بِمَا أَوْحَى بِهِ إِلَى النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ) وقولهُ: {فَلَا تَنْسى} ، أَي فلسْتَ تَتْرُك إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ أَن يَتْرُك، قالَ: ويجوزُ أَن يكونَ إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ ممَّا يَلْحَق بالبَشَرِيَّة ثمَّ يَذْكُر بعْدُ ليسَ أنَّه على طرِيقِ السّلْب للنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وسلمشيئاً أُوتِيَه مِن الحِكْمةِ، قالَ: وَقيل فِي قولهِ تَعَالَى: {أَو نُنْسِها} قولٌ آخَرُ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، ونَتْرُكُهَا، وَهَذَا إنَّما يقالُ فِيهِ {نَسِيتُ إِذا تَرَكْت، وَلَا يقالُ} أُنْسِيتُ تَرَكْت، قالَ: وإنَّما مَعْنى أَو نُنْسِها أَي نَأْمُرْكُم بتَرْكِها.
قَالَ الأزْهري: وممَّا يقوِّي هَذَا مَا رُوِي عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابي أنَّه أَنْشَدَه:
إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقْضِيها
لَسْتُ {بناسِيها وَلَا} مُنْسِيها قَالَ بناسِيها بتارِكِها، وَلَا مُنْسِيها: وَلَا مُؤخِّرها، فوافَقَ قولُ ابْن الأعْرابي قولَه فِي {النَّاسِي إنَّه التَّارِكِ لَا} المُنْسِي، واخْتَلَفا فِي المُنْسِي.
قالَ الأزْهرِي: وكأنَّ ابنَ الأعْرابي ذَهَبَ فِي قولِه: وَلَا مُنْسِيها إِلَى تَرْكِ الهَمْز مِن أَنْسَأْتُ الدَّيْن إِذا أَخَّرْته، على لُغَةِ مَنْ يُخَفِّفُ الهَمْزةَ.
هَذَا مَا ذَكَرَه أَهْلُ اللغةِ فِي النِّسْيان والانْساءِ. وأَمَّا إطْلاقُ {المُنْسِي على اللهاِ تَعَالَى هَل يَجوزُ أَو لَا، فقد اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الكَلام، وغايَةُ مَن احْتَج بعدَم إطْلاقِه على اللهاِ تَعَالَى أنَّه خِلافُ الأدَبِ، وليسَ هَذَا محلُّ بَسْطه، وإنَّما أَطَلْتُ الكَلامَ فِي هَذَا المجال، لأنَّه جَرَى ذِكْرُ ذلكَ فِي مجْلِسِ أَحَدِ الأُمرَاءِ فِي زمانِنا فحصَلَتِ المُشاغَبَةُ مِن الطَّرفَيْن وأَلَّفُوا فِي خُصوصِ ذلكَ رسائِلَ، وجَعَلوها للتَّقَرُّبِ إِلَى الجاهِ وسائِلَ، والحَقُّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَع وَهُوَ أَعْلَم بالصَّواب.
(} والنِّسْيُ بِالْكَسْرِ ويُفْتَحُ) ، وَهَذِه عَن كُراعٍ (مَا {نُسِيَ) .
وقالَ الْأَخْفَش هُوَ مَا أُغْفِلَ مِن شيءٍ حَقِيرٍ} ونُسِيَ.
وَقَالَ الزجَّاج: هُوَ الشيءُ المَطْروحُ لَا يُؤْبَه لَهُ؛ قَالَ الشَّنْفَرَى:
كأنَّ لَهَا فِي الأرضِ {نِسْياً تَقُصُّه
على أمِّها أَو إِن تُخاطِبْكَ تَبْلَت ِوقال الرَّاغبُ:} النِّسْيُ أَصْلُه مَا {يُنْسَى كالنّقْض لمَا يُنْقَضُ، وصارَ فِي التَّعارُفِ اسْماً لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ، وَمِنْه قولهُ تَعَالَى حِكايَةً عَن مَرْيم: {وكُنْت} نِسْياً {مَنْسِيًّا} ، وأَعْقَبَه بقولِه: مَنْسِيّا لأنَّ النِّسْيَ قد يقالُ لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ وَإِن لم} يُنْسَ، قالَ: وقُرِىءَ {نَسْياً، بالفَتْح، وَهُوَ مَصْدَرٌ مَوْضوعٌ مَوْضِع المَفْعول.
(و) قَالَ الفرَّاء:} النِّسْيُ، بِالْكَسْرِ والفَتْح، (مَا تُلْقِيهِ المرأَةُ من خِرَقِ اعْتِلالِها) ، مِثْلَ وتْرٍ ووَتْرٍ، قالَ: وَلَو أَرَدْتَ! بالنِّسْي مَصْدَر النِّسْيان لجازَ، أَي فِي الآيَةِ.
وَقَالَ ثعْلَب: قُرِىءَ بالوَجْهَيْن، فمَنْ قَرَأَ بالكَسْر فعَنَى خِرَقَ الحَيْض الَّتِي يُرْمَى بهَا {فتُنْسَى، ومَنْ قَرَأَ بِالْفَتْح فمعْناهُ شَيْئا} مَنْسِيًّا لَا أُعْرَفُ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (وَدِدْتُ أَنِي كُنْتُ {نِسْياً} مَنْسِيًّا) ، أَي شَيْئا حَقِيراً مُطَّرَحاً لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ.
( {والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: مَنْ لَا يُعَدُّ فِي القوْمِ) لأنَّه} مَنْسِيٌّ.
(و) أيْضاً: (الكثيرُ {النِّسْيانِ) يكونُ فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيلٌ أَكْثَر لأنَّه لَو كانَ فَعُولاً لقيلَ نَسُوّ أيْضاً.
(} كالنَّسْيانِ، بِالْفَتْح) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {ونَسِيَهُ} نَسْياً) ، كعَلِمَ: (ضَرَبَ {نَساهُ) ، هَكَذَا فِي النّسخ.
وَالَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ:} ونَسَيْتُه فَهُوَ {مَنْسِيٌّ: أَصَبْتُ} نَساهُ، أَي مِن حَدِّ رَمَى وَهُوَ الصَّوابُ، فكانَ عَلَيْهِ أَنْ يقولَ {ونَساهُ} نَسياً.
( {ونَسِيَ، كرَضِيَ،} نَسًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ) {نَسٍ على فَعِلٍ؛ هَذَا نَصُّ الجَوْهرِي، وَفِي المُحّكم: هُوَ (} أَنْسَى، و) الأُنْثَى {نَساء؛ وَفِي التَّهْذِيب: (هِيَ} نَسْياءُ) وَفِي كتابِ القالِي عَن أَبي زيْدٍ: هاج بِهِ {النَّسَا وَقد} نَسِيَ {يَنْسَى} نَسًى، ورجُلٌ {أنْسَى وامْرأَةٌ} نَسْياءٌ؛ (شَكا {نَساهُ.
(} والأَنْسَى: عِرْقٌ فِي السَّاقِ السُّفْلَى) ، والعامَّةُ تقولُه، عِرْقُ الأنْثَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{نَسِيَه} نَسْياً، بِالْفَتْح، {ونِسْوَةً} ونِساوَةً، بكسْرِها،! ونَساوَةً، بالفَتْح، الأخيرَتَانِ على المُعاقَبَةِ نقَلَهُما ابنُ سِيدَه، {والنَّسى، بالفَتْح والنِّساوَةُ والنِّسْوَةُ، بكَسْرِ هما حكاهنَّ ابنُ برِّي عَن ابنِ خالويه فِي كتابِ اللغاتِ.
} ونَسَّاه {تَنْسِيَةً مِثْلُ} أَنْساهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه الحديثُ: (وإنَّما {أَنَسَّى لأَسُنَّ) ، أَي لأَذْكر لكُم مَا يَلْزمُ} النَّاسِيَ لشيءٍ من عبادَتِه وأَفْعَل ذلكَ فتَقْتَدُوا بِي.
وَفِي حديثٍ آخر: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكم {نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بل هُوَ} نُسِّيَ) ، كَرِهَ نِسْبةَ {النِّسْيانِ إِلَى النفْسِ لمعْنَيَيْنِ: أَحَدُهما أَنَّ اللهاَ، عزَّ وجلَّ، هُوَ الَّذِي} أَنْساهُ إيَّاه لأنَّه المقدِّرُ للأشْياءِ كُلِّها، وَالثَّانِي: أنَّ أَصْلَ {النِّسْيان التَّركُ فكَرِهَ لَهُ أَنْ يقولَ تَرَكْتُ القُرْآن، وقَصَدْتُ إِلَى} نِسْيانِه ولأنَّ ذلكَ لم يكُنْ باخْتِيارِه؛ وَلَو رُوِيَ: {نُسِيَ بالتَّخفيفِ لكانَ مَعْناه تُرِكَ مِن الخَيْرِ وحُرِمَ.
} وأَنْساهُ: أَمَرَه بتَرْكهِ.
{والنّسْوَةُ: التَّرْكُ للعَمَلِ؛ وذَكَرَه المصنِّفُ فِي الَّذِي تقدَّمَ.
} والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: {الناسِي؛ قَالَ ثَعْلَب: هُوَ كعَالِمٍ وعَلِيمٍ وشاهِدٍ وشَهِيدٍ وسامِعٍ وسَمِيعٍ وحاكِمٍ وحَكِيمٍ؛ وقولهُ تَعَالَى: {وَمَا كانَ رَبُّكَ} نَسِيًّا} ، أَي لَا {يَنْسَى شَيْئا.
} وتَناسَاهُ: أَرَى من نَفْسِه أنَّه! نَسِيَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وأَنْشَدَ لامرىءِ القَيْس:
ومِثْلِكِ بَيْضاءَ العَوارِضِ طَفْلةٍ
لَعُوبٍ {تَناسَانِي إِذا قُمْتُ سِرْبالي أَي} تُنْسِيني؛ عَن أَبي عُبيدَةَ.
{وتَناسَيْته:} نَسِيتُه.
وتقولُ العَرَبُ إِذا ارْتَحَلُوا مِن المَنْزلِ: تَتَبَّعُوا {أنْساءَكُمُ يُريدُونَ الأشْياءَ الحَقِيرَةَ الَّتِي ليسَتْ ببالٍ عنْدَهم مِثْل العَصَا والقَدَح والشِّظاظ، أَي اعْتَبرُوها لئلاَّ} تَنْسَوْها فِي المَنْزلِ، وَهُوَ جَمْعُ {النِّسْي لمَا سَقَطَ فِي مَنازِلِ المُرْتَحِلِين؛ قَالَ دُكَيْنٌ الفُقَيْمي:
بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ
} كالنَّسْي مُلْقًى بالجِهادِ البَسْبَسِوفي الصِّحاح: قالَ الْمبرد: كلُّ واوٍ مَضْمومَةٍ لكَ أَن تَهْمزَها إلاَّ واحِدَة فإنَّهم اخْتَلَفوا فِيهَا، وَهِي قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوْا الفَضْل بَيْنكم} وَمَا أَشْبَهها من واوِ الجَمْع، وأَجازَ بعضُهم الهَمْز، وَهُوَ قَليلٌ، والاخْتِيارُ تَرْكُ الهَمْزِ، وأَصْلُه تَنْسيوا فسُكِّنَتِ الياءُ وأُسْقِطَتْ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ، فلمَّا احْتِيج إِلَى تَحْريكِ الواوِ رُدَّت فِيهَا ضَمَّة الياءِ، انتَهَى.
وَقَالَ ابنْ برِّي عنْدَ قَوْل الجَوْهرِي فسُكِّنَت الْيَاء وأُسْقِطَت صَوابُه فتَحَرَّكَتِ الياءُ وَانْفَتح مَا قَبْلها فانْقَلَبَتْ ألِفاً ثمَّ حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكنين.
ورجُلٌ} نَسَّاءٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ {النِّسْيانِ، ورُبَّما يَقُولُونَ: نَسَّايَةٌ، كعلاَّمَةٍ، وليسَ بمَسْموع.
} ونَاساهُ {مُناساةً: أَبْعَدَه؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ جاءَ بِهِ غَيْر مَهْموزٍ وأَصْلُه الهَمْزِ.
} والمِنْساةُ: العَصَا؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
إِذا دَبَبْتَ على {المِنْساةِ مِن هَرَمٍ
فقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُقالَ: وأَصْلُه الهَمْز، وَقد ذُكِرَ.
ورَوَى شَمِرٌ أَنَّ ابنَ الأعْرابي أَنْشَدَه:
سَقَوْني} النَّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني
عُداةَ اللهاِ من كَذِبٍ وزُورِبغيرِ هَمْزٍ، وَهُوَ كلُّ مَا {ينسى العَقْل، قالَ: وَهُوَ مِن اللّبَنِ حَلِيب يُصَبُّ عَلَيْهِ ماءٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: وقالَ غيرُهُ: هُوَ} النَّسِيُّ، كغَنِيَ، بغيرِ هَمْز وأَنْشَدَ:
لَا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا
وَلَا {نَسِيًّا فتَجيءُ فاتِرا} ونُسِيَ، كعُنِيَ: شَكا نَساهُ؛ هَكَذَا مَضْبوط فِي نسخةِ القالِي، ونقلَهُ ابنُ القطَّاعِ أيْضاً.
وَقد سَمَّوا {منسيًّا} ومُنَيْسيَّا.
! والمُنْسِي: الَّذِي يصر خلفين أَو ثَلَاثَة.

للي

[ل ل ي] واللِّيَّةُ العُودُ الذي يُتَبَخَّرُ به فارسيٌّ مُعَرَّبٌ ولا حرفُ جَحْدٍ أصلُ أَلِفِهَا ياءٌ عند قُطْرُبٍ حِكايَةً عن بعضِهم لأنه قال لا أفعل فأمَالَ لا وسَيَأْتي ذِكْرُهَا 

من

من



اين أَوْضَحَ. (T, in L, art. وضح.) 6 تَوَاضَعَ He was, or became, lowly, humble, submissive, or in a state of abasement: (Msb:) or he lowered, humbled, or abased, himself. (S, K.) b2: تَوَاضَعَا الرُّهُونَ They two laid bets, wagers, or stakes, each with the other; syn. تَرَاهَنَا. (TA, art. رهن.) b3: تَوَاضَعَتِ الأَرْضُ (tropical:) The land was lower than that which was next to it. (TA.) 8 اِتَّضَعَتْ أَرْكَانُهُ

: see R. Q. 2 in art. ضع.

وَضْعٌ

, as one of the ten predicaments, or categories, Collocation, or posture. b2: Also The constitution of a thing; its conformation; its make. And i. q. قَنٌّ, meaning A mode, or manner, &c.

ضَِعَةٌ perhaps an inf. n. of وَضَعَتْ, meaning “ she brought forth: ” see 1, third sentence, in art. قرأ.

وَضِيعٌ Low, ignoble, vile, or mean; of no rank, or estimation. (Msb.) هُوَ مَوْضِعُ سِرِّى He is the depository of my secret, or secrets. b2: مَوْضِعُهُ الرَّفْعُ Same as مَحَلُّهُ الرفع b3: مَوْضِعٌ The proper application, or meaning, of a word. (Bd, iv. 48 and v. 45.) See 1 in art. حرف. And The case in which a word is to be used: see S, art. on the particle فَ. b4: And The proper place of a thing. b5: Ground; as when one says, “a ground for, or of, belief, trust, accusation,” &c. and The proper object of an action, &c.: as in the phrase فُلَانٌ مَوْضِعٌ لِلْإِكْرَامِ Such a one is a proper object of honouring.

مَوْضُوعٌ A certain pace of a beast; contr. of مَرْفُوعٌ. (S in art. رفع.) b2: مَوْضُوعٌ as an inf. n., signifying a certain manner of going of a beast: see رَفَعَ البَعِيرُ. b3: مَوْضُوعٌ, in logic, (assumed tropical:) A subject, as opposed to a predicate: and (assumed tropical:) a substance, as opposed to an accident: in each sense, contr. of مَحْمُولٌ. b4: (assumed tropical:) The subject of a book or the like. b5: See مَصْنُوعٌ. b6: أَصْوَاتٌ مَصُوغَةٌ مَوُضُوعَةٌ: see art. صوغ.

مُوَاضَعَة [when used as a conv. term in lexicology] i. q. إِصْطِلَاحٌ [when so used]. (Mz, 1st نوع.) أَكَمَةٌ مُتَوَاضِعَةٌ [(assumed tropical:) A low hill]. (S in art. خشع.)
مِن
: ( {ومِنْ، بالكسْرِ) :) حَرْفُ خَفْضٍ يأْتي على أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَجْهاً:
الأوَّل: (لابْتِداءِ الغايَةِ) ويُعَرَّفُ بمَا يَصحُّ لَهُ الانْتِهاءُ، وَقد يَجِيءُ لمجرَّدِ الابْتِداءِ 
من دُون قَصْدِ الانْتِهاءِ مَخْصوصاً نَحْو أَعُوذُ باللَّهِ} مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، فابْتِداءُ الاسْتِعاذَةِ مِنَ الشَّيْطانِ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَن الانْتِهاءِ (غالِباً وسائِرُ مَعانِيها رَاجِعَةٌ إِلَيْهِ) .
(ورَدَّها الناصِرُ البَغْدادِيُّ فِي منْهاجِه إِلَى البَيانِيَّة دَفْعاً للاشْتِراكِ لشُمُولِه جمعَ مَوارِدِها.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ خِلافُ مَا نَصَّ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الصَّرْف فِي الأَماكِنِ، ومِثَالُه قَوْلُه تَعَالَى: { (إِنَّه مِنْ سُلَيْمانَ) } ) نَزَلَ فِيهِ مَنْزلَةَ الأماكِنِ، وَهَذَا كقَوْلِهم: كتَبْت مِن فلانٍ إِلَى فلانٍ، وقَوْلُه تَعَالَى: { (مِن المَسْجِدِ الحَرَامِ) إِلَى المَسْجِدِ الأقْصَى} ، هُوَ كقَوْلِهم: خَرَجْتُ مِن بَغْدادَ إِلَى الكُوفَةِ. ويَقَعُ كذلِكَ فِي الزَّمانِ أَيْضاً كَمَا فِي الحدِيثِ: (فمُطِرْنا (مِن الجُمْعَةِ إِلَى الجُمْعَةِ)) ،) وَعَلِيهِ قَوْلُه تَعَالَى: {مِن أَوَّلِ يَوْم أَحَقّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} . (و) يَقَعُ فِي المَعانِي: نَحْو قَرَأْتُ القُرْآنَ مِن أَوَّلِه إِلَى آخِرِه.
الثَّاني: (و (للتَّبْعِيضِ) ، نَحْو قَوْلِه تعالَى: { (! مِنْهُم مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ) } ،) وعَلامَتُها إمْكانُ سَدَّ بَعْض مَسَدّها، كقِراءَةِ ابنِ مَسْعودٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: {حَتَّى تُنْفِقُوا بعضَ مَا تُحِبُّونَ} ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {رَبّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِن ذُرِّيَّتي بوادٍ غَيْر ذِي زَرْعٍ} ،) فَمن هُنَا اقْتَضَى التَّبْعِيض لأنَّه كانَ تركَ فِيهِ بعضَ ذُرِّيَّتِه.
(و) الثَّالِثُ: (لبَيانِ الجِنْسِ، وكَثيراً مَا تَقَعُ بَعْدَما ومَهْما وهُما بهَا أَوْلَى لإفْراطِ إبْهامِهما) ، كقَوْلِه تعالَى: { (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ للنَّاسِ من رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) } ،) وقوْلُه تَعَالَى: {مَا نَنْسَخُ مِن آيةٍ} ، وقَوْلُه تَعَالَى: {مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِن آيةٍ} ؛ ومِن وُقُوعِها بَعْد غَيْرهما قَوْلُه تَعَالَى: {يحلونَ فِيهَا مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ ويَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِن سنْدَس وإسْتَبْرَق} ، ونَحْو: (فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ. والفَرْقُ بينَ مِن للتَّبْعِيض ومِن للتَّبْيِين أَنَّه كانَ للتَّبْعِيضِ يكونُ مَا بَعْدَه أَكْثَر ممَّا قَبْلَه كقَوْلِه تَعَالَى: {وقالَ رجُلٌ مُؤْمِنٌ مِن آلِ فِرْعَوْنَ} ، وإنْ كانَ للتَّبْيِين كانَ مَا قَبْلَه أَكْثَر ممَّا بَعْده كقَوْلِه تَعَالَى: {فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثانِ} وأَنْكَرَ مَجِيءَ مِن لبَيانِ الجِنْسِ قَوْمٌ وَقَالُوا: هِيَ فِي {مِنْ ذَهَبٍ} و {مِنْ سُنْدسٍ} للتَّبْعِيضِ، وَفِي {مِنَ الأَوْثانِ} للابْتِداءِ، والمعْنَى فاجْتَنِبُوا مِنَ الأَوْثانِ الرِّجْسَ وَهُوَ عِبادَتُها وَفِيه تَكَلُّفٌ، وقَوْلُه تعالَى: {وَعَدَ اللَّهُ الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحات مِنْهُم مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً} ، للتَّبْيِينِ لَا للتَّبْعِيضِ كَمَا زَعَمَ بعضُ الزَّنادِقَةِ الطَّاعِنِينَ فِي بعضِ الصَّحابَةِ، والمعْنَى الَّذين هُم هَؤُلَاءِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {الذينَ اسْتَجابُوا للَّهِ والرَّسُولِ مِن بِعْدَ مَا أَصابَهم القرحُ للذينَ أَحْسَنُوا! مِنْهُمْ واتَّقُوا أَجْرٌ عَظيمٌ} ، وكُلّهم مُحْسِن مُتَّقّ، وقوْلُه: {ولئِنْ لم يَنْتَهوا عمَّا يقُولونَ ليَمسَّنَّ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْهُم عَذابٌ أَلِيمٌ} ، وَالْمقول فيهم ذلِكَ كُلّهم كُفَّار.
قُلْتُ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فإنْ طِبْنَ لكُم عَن شيءٍ مِنْهُ نَفْساً فكُلُوه} ، فَإِن مِنْ هُنَا للجِنْسِ، أَي كُلُوا الشَّيءَ الَّذِي هُوَ مَهْرٌ. وقالَ الرَّاغِبُ: وتكونُ لاسْتِغراقِ الجِنْسِ فِي النَّفْي والاسْتِفْهامِ نَحْو: {فَمَا {منْكُم مِن أَحَدٍ عَنهُ حاجِزِينَ} .
قُلْتُ: وَقد جُعِلَتْ هَذِه المَعاني الثَّلاثَةُ فِي آيةٍ واحِدَةٍ وَهُوَ قَوْلُه تَعَالَى: {ويُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيهَا مِنْ بَرَد} ، فالأُوْلى لابْتِداءِ الغايَةِ والثانِيَةُ للتَّبْعِيضِ، والثالِثَةُ للبَيانِ.
وقالَ الرَّاغِبُ: تَقْديرُه: يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ جِبالاً، فمِنْ الأُوْلى لابْتِداءِ الغايَةِ، والثانِيَةُ ظَرْفٌ فِي مَوْضِع المَفْعولِ، والثالِثَةُ للتَّبْعِيضِ كقَوْلِكَ عِنْدَه جِبالٌ مِن مالٍ، وقيلَ: يُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ حملَ على الظَّرْفِ على أنَّه مُنْزَلٌ عَنهُ، وقوْلُه: {مِنْ بَرَد} نصب أَي يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيهَا بَرَداً؛ وقيلَ: مَوْضِعُ مِنْ فِي قوْلِه: {مِن بَرَد} رَفْع، و {مِنْ جِبالِ} نَصْب على أنَّه مَفْعولٌ بِهِ كأَنَّه فِي التَّقْدِيرِ ويُنزِّلُ مِنَ السَّماءِ جِبالاً فِيهَا بَرَد، وتكونُ الجِبالُ على هَذَا تَعْظِيماً وتَكْثِيراً لمَا نَزَلَ مِنَ السَّماءِ.
(و) الَّرابعُ: بمعْنَى (التَّعْلِيلِ) كقَوْلِه تعالَى: { (} ممَّا خَطايئاتهُم أُغْرِقُوا) } ،) وقَوْلُه:
وذلكَ من نبإ جاءَني (و) الخامِسُ: بمعْنَى (البَدَلِ) كقَوْلِه تعالَى: { (أَرَضِيتُم بالحياةِ الدُّنْيا مِن الآخِرَةِ) } ،) وكقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {وَلَو نَشاءُ لجَعَلْنا منكُم مَلائِكَةً} ، أَي بَدَلَكُم لأنَّ الملائِكَةَ لَا تكونُ مِنَ الإنْسِ؛ وكقَوْلِه تَعَالَى: {لَنْ تغني عَنْهُم أَمْوالُهم وَلَا أَوْلادُهم مِن اللَّهِ شَيْئا} ،) أَي بَدَل طَاعة اللَّهِ أَو بَدَل رَحْمَة اللَّهِ، وَمِنْه أَيْضاً: قَوْلُهم فِي دعاءِ القُنُوتِ: (لَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.
(و) السَّادِسُ: بمعْنَى (الغايَةِ) ، نَحْو قَوْلِكَ: (رأَيْتُه من ذلكَ المَوْضِع) ، قالَ سِيْبَوَيْه: فإنَّك (جَعَلْتَهُ غايَةً لرُؤْيَتِكَ أَي مَحَلاًّ) ، كَمَا جَعَلْتَه غايَةً حيثُ أَرَدْتَ (للابْتِداءِ والانْتِهاءِ) ؛) كَذَا فِي المُحْكَم.
(و) السَّابِعُ: بمعْنَى (التَّنْصيصِ على العُمومِ وَهِي الَّزائِدَةُ) ، وتُعْرَفُ بأنَّها لَو أُسْقِطَتْ لم يَخْتَلّ المَعْنَى (نَحْوُ: مَا جاءَني من رجُلٍ) ، أُكِّدَ بمِنْ وَهُوَ مَوْضِعُ تَبْعِيضٍ، فأَرادَ أنَّه لم يأْتِه بعضُ الرِّجالِ، وكَذلِكَ وَيْحَه مِنْ رجُلٍ: إنَّما أَرادَ أَنْ يَجْعَل التَّعَجّبَ مِن بعضٍ، وكَذلِكَ: لي مِلْؤُهُ مِن عَسَلٍ، وَهُوَ أَفْضَل مِنْ زيْدٍ.
(و) الثَّامِنُ: بمعْنَى (تَوْكيدِ العُمومِ) وَهِي (زائِدَةٌ أَيْضاً) نَحْوُ: (مَا جاءَني مِنْ أَحَدٍ) ، وَشرط زِيادَتها فِي النَّوْعَيْن أُمُورٌ: أَحَدُها: تقدُّمُ نَفْي أَو نَهْي أَو اسْتِفْهامٍ بهَلْ أَو شَرْط نَحْوُ: {وَمَا تَسْقطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمها} ، {مَا تَرى فِي خلْقِ الرَّحْمن مِن تَفَاوُت} ، {فارْجع البَصَر هَلْ تَرَى مِن فطورٍ} ، وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
ومَهْما يَكُنْ عنْدَ امْرىءٍ مِنْ خَلِيقَةٍ وَإِن خَالَها تُخْفَى على الناسِ تُعْلَمِ الثَّاني: أَنْ يَتكرَّرَ مَجْرُورُها.
الثَّالِثُ: كوْنَه فاعِلاً، أَو مَفْعولاً بِهِ، أَو مُبْتدأ.
وقالَ الجاربردي: والزائِدَةُ لَا تَكونُ إلاَّ فِي غيرِ الْمُوجب نَفْياً كانَ أَو نَهْياً أَوْ اسْتِفهاماً، أَي لأَنَّ فائِدَةَ مِنْ الزَّائِدَة تَأْكِيدُ مَعْنَى الاسْتِغراقِ، وذلِكَ فِي النَّفْي دُونَ الإثْباتِ، وفيهَا خِلافٌ للكُوفِيِّين والأَخْفَش، فإنَّهم يزِيدُونَها فِي الموجبِ أَيْضاً.
وَفِي الصِّحاحِ: وَقد تَدْخلُ مِنْ تَوْكِيداً لَغْواً؛ قالَ الأَخْفَشُ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وتَرَى المَلائِكَةَ حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ} ، وقالَ تَعَالَى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لرجُلٍ مِنْ قَلْبَيْن فِي جوْفِه} ، إنَّما أَدْخَلَ مِنْ تَوْكيداً كَمَا تقولُ رأَيْتَ زيدا نَفْسَه، انتَهَى.
وقالَ الرَّاغِبُ فِي قوْله تَعَالَى: {فكُلُوا! ممَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُم} ، قالَ أَبو الحَسَنِ: مِن زائِدَةٌ والصَّحيحُ أَنَّها ليْسَتْ بزَائِدَةٍ لأنَّ بعضَ مَا أَمْسَكْنَ لَا يَجوزُ أَكْلُه كالدَّمِ والغدَدِ وَمَا فِيهِ مِن القَاذُورَاتِ المنهيّ عَن تَناوِلِها، انتَهَى.
وقالَ أَبو البَقاءِ فِي قوْلِه تَعَالَى: {مَا فَرَّطْنا فِي الكِتابِ مِنْ شيءٍ} ، إنَّ مِنْ زائِدَة وَشَيْء فِي مَوْضِعِ المَصْدَرِ أَي تَفْرِيطاً، وعَدَّ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {مَا نَنْسَخُ مِنْ آيةٍ} ، وقالَ: يَجوزُ كَوْن آيةٍ حَالا، ومِن زَائِدَةٌ، واسْتَدَلّ بنَحْو: {ولَقَدْ جاءَكَ مِنْ نبإِ المُرْسَلِين} ، {يَغْفِر لكُم منْ ذنوبِكم} ، {يُحَلّوْنَ فِيهَا مِن أَساوِرَ} ، {ونكفر عَنْكُم سيئاتِكم} . وخَرَّجَ الكِسائيُّ على زِيادَتِها الحدِيثَ: (إنَّ مِنْ أَشَدِّ الناسِ عَذاباً يَوْم القِيامَةِ المُصَوِّرُونَ) ، وَكَذَا ابنُ جنِّي قِراءَة بعضِهم: لمَّا آتيتكم مِن كِتابٍ وحِكْمةٍ بتَشْديدِ لمَّا، وقالَ بِهِ بعضُهم فِي (ولقَدْ جاءَك مِنْ نبإِ الْمُرْسلين) .
(و) التَّاسِعُ: بمعْنَى (الفَصْلِ، وَهِي الدَّاخِلَةُ على ثَانِي المُتَضادَّيْنِ) كقَوْلِه تَعَالَى: { (واللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ من المُصْلِحِ) } ،) وقَوْله تَعَالَى: {حَتَّى يُمَيّز الخَبِيثَ مِن الطيِّبِ} .
(و) العاشِرُ: (مُرادَفَة الباءِ) كقَوْلِه تَعَالَى: { (يَنْظرونَ إليكَ من طَرَفٍ خَفِيَ) } ،) أَي بطَرَفٍ خَفِيَ.
(و) الْحَادِي عَشَرَ: (مُرادَفَة عَنْ) ، كقَوْلِه تَعَالَى: { (فَوَيْلٌ للقاسِيَة قُلوبُهُمْ مِن ذِكْرِ اللَّهِ) } (36 ع) ،) أَي عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وقَوْلُه تَعَالَى: {لقد كُنْت فِي غفْلَةٍ مِن هَذَا} (37) .
(و) الثَّاني عشر: (مُرادَفَة فِي) كقَوْلِه تَعَالَى: { (أَرُونِي مَاذَا خَلَقوا مِن الأرْضِ) } (38) ،) أَي فِي الأرضِ، وقوْله تَعَالَى: { (إِذا نُودِي للصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ) } (39) ،) أَي فِي يَوْم الجُمُعَةِ.
(و) الثَّالِثُ عشر: (مُوافَقَة عِنْدَ) كقَوْلِه تَعَالَى: { (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُم وَلَا أَوْلادُهُم مِن اللَّهِ شَيئاً) } (40) ،) أَي عِنْدَ اللَّهِ، عَن أَبي عُبيدَةٍ وقدَّمْنا فِي ذلِكَ أنَّه للبَدَلِ.
(و) الَّرابِعُ عَشَرَ: (مُرادَفَة على) كقَوْلِه تَعَالَى: { (ونَصَرْناهُ مِنَ القَوْمِ) } ،) أَي على القَوْمِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: يقالُ: نَصَرْتُه مِنْ فلانٍ، أَي مَنَعْتُه مِنْهُ، لأنَّ الناصِرَ لكَ مانِعٌ عَدُوَّك، فلمَّا كانَ نَصَرْته فِي معْنَى مَنَعْته جازَ أَن يتعدَّى بمِنْ، ومِثْلُه: {فلْيَحْذَرِ الذينَ يُحالِفُون عَن أَمْرِه} ،) فعدَّى الفِعْلَ بعَنْ حَمْلاً على معْنَى يَخْرُجُون عَن أَمْرِه، لأنَّ المُخالفَةَ خُرُوجٌ عَن الطَّاعَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مِنْ تكونُ صِلَةً. قالَ الفرَّاءُ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَبِّك مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ} ، أَي مَا يَعْزُبُ عَن علْمِه وَزْنُ ذَرَّةٍ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْل داية الأحْنَف:
واللَّه لَوْلَا حَنَفٌ فِي رِجْلِهما كانَ مِن فِتْيانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِقالَ: مِنْ صِلَةٌ هُنَا؛ قالَ: والعَرَبُ تُدْخِلُ مِنْ على جَمِيعِ المحالِّ إلاَّ على اللاَّمِ والباءِ، وتُدْخِلُ مِنْ على عَنْ وَلَا عكس؛ قالَ القُطاميُّ:
مِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَلٌ وقالَ أَبو عُبيدٍ: العَرَبُ تَضَعُ مِنْ مَوْضِعَ مُذْ، تقولُ: مَا رأَيْته مِنْ سنةٍ، أَي مُذْ سَنَةٍ؛ قالَ زُهيرٌ: لِمَنِ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحِجْرِأَقْوَيْنَ من حِجَجٍ وَمن دَهْرِ؟ (7) أَي مُذْ حِجَجٍ؛ وَعَلِيهِ خَرَّجُوا قَوْلَه تَعَالَى: {مِن أَوَّلِ يَوْم أَحَق أَن تَقُومَ فِيهِ} .
وتكونُ بمعْنَى اللامِ الزائِدَةِ كقَوْلِه:
أَمِنْ آلِ لَيْلى عَرَفْتَ الدِّيارا أَرادَ ألآلِ لَيْلى.
وتكونُ مُرادَفَة لباءِ القَسَمِ كقَوْلِهم: مِنْ رَبِّي فعلت، أَي برَبِّي.
فائِدَة مُهمة.
قالَ اللَّحْيانيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: إِذا لَقِيَتِ النُّونُ أَلفَ الوَصْلِ فَمنهمْ مَنْ يخْفضُ النُّونَ فيَقولُ مِنِ القَوْم ومِن ابْنِك. وحُكِي عَن طَيِّىءٍ وكَلْبٍ: اطْلُبُوا مِن الرَّحْمنِ، وبعضُهم يَفْتَح النّونَ عنْدَ اللامِ وأَلفِ الوَصْل فيَقولُ: مِنَ القَوْمِ ومِنَ ابْنِك، قالَ: وأُراهُم إنَّما ذَهَبُوا فِي فتْحِها إِلَى الأصْل لأنَّ أَصْلَها إنَّما هُوَ مِنَا، فلمَّا جُعِلَتْ أَداةً حُذِفَتِ الأَلفُ وبَقِيَتِ النُّونُ مَفْتوحةً، قالَ: وَهِي فِي قُضَاعَةَ؛ وأَنْشَدَ الكِسائيُّ عَن بعضِ قُضاعَةَ:
بَذَلْنا مارِنَ الخَطِّيِّ فيهِمْوكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِمِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْس حَتَّى أَغاثَ شَرِيدَهُمْ فَنَنُ الظَّلامِقالَ ابنُ جنِّي: قالَ الكِسائيُّ: أَرادَ مِنْ، وأَصْلُها عنْدَهُم مِنَا، واحْتاجَ إِلَيْهَا فأَظْهَرَها على الصِّحَّة هُنَا.
وقالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا: مِنَ اللَّهِ ومِنَ الرَّسولِ فَتَحُوا، وشَبَّهوها بكيْفَ وأَيْنَ، وزَعَمُوا أنَّ نَاسا يقُولونَ بكسْرِ النونِ فيُجْرُونَها على القِياس، يعْنِي أَنَّ الأصْلَ فِي ذلكَ الكَسْرُ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن؛ قالَ: واخْتَلَفُوا إِذا كانَ مَا بَعْدَها أَلِفُ وَصْلٍ فكَسَرَه قوْمٌ على القِياسِ، وَهِي الجيِّدَةُ. ونقلَ عَن قوْمِ فِيهِ الفَتْح أَيْضاً.
وقالَ أَبو إسْحاقَ: يَجوزُ حَذْفَ النونِ مِنْ مِنْ وعَنْ عنْدَ الألفِ واللامِ لالْتِقاءِ السَّاكِنين، وَهُوَ فِي مِنْ أَكْثَر يقالُ: مِنَ الآنِ ومِ الْآن، ونقلَ ذلِكَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ أَيْضاً.
تذنيب
قَوْلُه تَعَالَى: {كُلَّما أَرادُوا أَنْ يخرجُوا! مِنْهَا مِن غَمَ} ، الأُوْلى للابْتِداءِ، والثانِيَة للتَّعْلِيلِ؛ وقَوْلُه تَعَالَى: {ممَّا تنبتُ الأرْضُ مِنْ بَقْلِها} ، الأُوْلى للابْتِداءِ، والثانِيَة إمَّا كَذلِكَ فالمَجْرُورُ بَدَلُ بعضٍ وأعيد الْجَار، وإمَّا لبَيانِ الجنْسِ فالظَّرْفُ حالٌ والمنبت مَحْذوفٌ، أَي ممَّا تنبِتُه كائِناً مِن هَذَا الجِنْسِ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {وَمن أَظْلَمَ مِمَّن كَتَمَ شَهادَةً عنْدَه مِنَ اللَّهِ} ، الأُوْلى مِثْلُها فِي زَيْد أَفْضَل مِنْ عَمْرو والثانِيَة للابْتِداءِ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {أَتَأْتُون الرِّجالَ شَهْوةً مِنْ دُونَ النِّساءِ} ، مِنْ للابْتِداءِ والظَّرْفُ صفَةٌ لشَهْوةٍ، أَي شَهْوة مُبْتدأَةٌ مِن دُونهنَّ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {مَا يَودُّ الذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ} الْآيَة فِيهَا مِنْ ثَلَاث مَرَّات، الأُوْلى للبَيانِ، والثانِيَةُ زائِدَةٌ، والثالثةُ لابْتِداءِ الغايَةِ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {لآكلون من شَجَرٍ مِنْ زقوم} ، وقوْلُه تَعَالَى: {ويَوْمَ نَحْشُرُ مِن كلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ِ {مّمَّن يُكذِّبُ} ، الأُوْلى مِنْهُمَا للابْتِداءِ، والثانِيَة للتَّبْيِّين.
من: اسم مبهم يشمل الذوات العاقلة آحادا وجمعا واستغراقا، ذكره الحرالي.
(من)
عَلَيْهِ منا أنعم عَلَيْهِ نعْمَة طيبَة يُقَال من الله على عباده فَهُوَ المنان وفخر بنعمته حَتَّى كدرها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تُبْطِلُوا صَدقَاتكُمْ بالمن والأذى} وَالشَّيْء نقص وَالْأَمر فلَانا أضعفه وأعياه يُقَال مِنْهُ السّير وَمِنْه السّفر وَالشَّيْء قطعه يُقَال من الْحَبل وَمِنْه قيل منته الْمنون مَاتَ
[من] ك: فيه: والعجوز "من" ورائنا، بكسر ميم، وروى بفتحها موصولة. وح: أوصى لأقاربه "من" أقاربه؟ من- استفهامية. وح: يخرج به جده ابن هشام "من" السوق، أي من جهة دخول السوق والمعاملة، فيشركهم- أي فيما اشتراه باعتبار أن أقل الجمع اثنان، فربما أصاب الراحلة أي من الربح، كما هي أي بتمامها. ط: اللهم "منك" ولك عن محمد وأمته، أي هذه منحة منك صادرة عن محمد خالصة لك. و"من" جنة الفردوس مأواه، من- موصولة في البخاري وجارة في غيره. وح: "فمن" لنا، أي إذا كان اختلاف بين الأمير ومن خنرج عليه فمن تأمرنا أن نتبعه؟ فأجاب: عليكم بالأمير.

من


مِن
a. From; of; for; at; among; through; since; some;
than.

خَرَجَ مِن الدَّار
a. He went out from the house.
مُرَكَّب مِن نَفْسٍ وَجَسَدٍ
a. Composed of a soul & body.
مِنْ النَّاس مَن قَالَ
a. There were some ( of the people), who said.
مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ وَمِنْ
سَاعَتِهِ
a. He died on the same day & at
the same hour.
خَرَجَ مِنَ البَابِ
a. He went out through the door.
يَعْلَم الْمُفْسِد مِنَ
المُصَلِح
a. He distinguishes the bad from the good.

مَا جَآءنِي مِنْ رَجُلٍ
a. No person came to me.

مَا مِنْ أَحَدٍ يَقْدِر
a. No one can.

هُوَ أَقْوَى مِنِّي
a. He is stronger than me.
مِن وَقْتِه
a. At once.

مِن أَجْلِكَ
a. For your sake, on your account.

مِن الآن
a. Henceforth.

مِن أَيْن
a. Whence?

مِن بَعْد
a. After, hereafter.

مِن دُوْن
a. Without, except, beside.

مِن عَيْر أَن
a. Nevertheless.

مِن قَبْل
a. Formerly.

مِن قَبْلَ اَن
a. Heretofore.

مِن شَهْر
a. Since a month, a month ago.

مِن أَيّ وَجْهٍ كَان
a. In whatever manner.
من: المَنُّ: شَيْءٌ كالعَسَلِ الجامِدِ. ولُغَةٌ في المَنَا الذي يُوْزَنُ به، وجَمْعُه أَمْنَانٌ. وفي الحَدِيْثِ: " الكَمْأَةُ من المَنِّ " أي ما مَنَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ به على خَلْقِه، وقيل: الطَّرَنْجَبِيْنُ. وقَطْعُ الخَيْرِ، وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " لهم أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُوْنٍ " أي مَقْطُوعٍ.
وحَبْلٌ مَنِيْنٌ: ضَعِيْفٌ، وجَمْعُه مُنُنٌ. ورَجُلٌ مَنِيْنٌ: مِثْلُه.
والمَنِيْنُ: الغُبَارُ. والثَّوْبُ الخَلَقُ. والإِحْسَانُ الذي تَمُنُّ به على مَنْ لا تَسْتَثْبِتُه، والاسْمُ المِنَّةُ، واللهُ المَنّانُ.
والمِنِّيْنَى على هِجِّيْرى: اسْمٌ من المَنِّ والامْتِنَانِ. والمَنُوْنَةُ: الكَثِيْرُ الامْتِنَانِ.
والمُنَّةُ: مُنَّةُ القَلْبِ وهي قُوَّتُه.
والمُنَّةُ: الضَّعْفُ أيضاً، وهي من الأضْدَادِ.
ومانَنْتُه مُمَانَّةً: أي تَرَدَّدْتُ في قَضَاءِ حَقِّه وتَنَجُّزِ حاجَتِه.
وامْتَنَنْتُ فلاناً: بَلَغْت مَمْنُوْنَه وهو أقْصى ما عِنْدَه.
وأَمَنَّني السَّيْرُ ومَنَّني وتَمَنَّنَني: أي أَنْضَاني. ومَنَنْتُه: أي أذْهَبْتُ مُنَّتَه.
والمُنَّةُ: جَهَازُ المَرْأَةِ.
والمَنُوْنُ: المَوْتُ مُؤَنَّثَةٌ؛ لأنَّها تَمُنُّ الأشْيَاءَ أي تَنْقُصُها، والمَنُوْنُ واحِدٌ وجَمْعٌ. وهو الدَّهْرُ أيضاً.
والمِنَنَةُ: الأُنْثى من القَنَافِذِ. وقيل: العَنْكَبُوْتُ.
والمَنَّةُ: البَطَّةُ. وقيل: القِرْدَةُ.
و" مَنْ " و " مِنْ ": حَرْفَانِ من أدَوَاتِ الكَلاَمِ.
من: من: تأتي بعد الأفعال التي تعبر عن الحركة: من خلال، في، ب، على؛ وقد ضرب (فريتاج) أمثلة أود أن أضم إليها ما ذكره (مرسنج 4: 22): ذهب إلى مكة من البحر أي عبر البحر.
فمن قائل يقول: قال أحد الناس (بدرون 9: 145) ومن قائل.
فمن قائل: أحدهم يقول، يدعى بعض (أبو الفداء، تاريخ الجاهلية 7 و8: 192).
من: خلال (المعنى الحرفي هنا لمن هو المعنى التجزيئي مثل قولنا بعض أي بعض من كل) ففي (البخاري مخطوطة 2: 170): استيقظ النبي من الليل (وفيه 174): فقام رسول الله يصلي من الليل.
من: تكون من، تألف، اشتمل على، ارتكز على، قوامه كان كذا ... (النويري أسبانيا 477) وولي محمد جنده قوادا من طبيب وحائك وجزار وسراج.
من أحد: واحد (في الجمل الاثباتية) (ابن جبير 292: 9): كنت من أحد فتيان الخليفة.
من: أنظر (دي ساسي في مختاراته الأدبية 1: 492) للاطلاع على ما كتبه عن من حين تشير إلى صلة الارتباط مثل هو منك وأنت منه (2: 420 دي ساسي) أي هناك صلة ارتباط (في المقام، الطبقة، الرتبة، المكانة، الصف) أو في (الأهلية، الجدارة، اللياقة) بينك معه فهو صنوك وأنت صنوه (انظر دي ساسي نحو 1: 492).
من: بالقياس على (أبو فداء. تاريخ الجاهلية 74: 8): والذي يقوم بعدك دونك بمنزلة الفضة من الذهب (أبو الفداء. أخبار الإسلام 2: 92): واسوءتاه من رسول الله.
ناهيك من رجل: عبقري، نادرة الزمان (تأويلها أنه غاية ينهاك عن طلب غيره وأما قولهم هذا رجل ناهيك من رجل قيل معناه كافيك به - محيط المحيط). وترد من رجل أحيانا وحدها، أي من دون ناهيك، (عباد 1: 259).
فمن يوم إذ: ملعون اليوم الذي ... (المقري 3: 23):
فمن يوم إذ صيرت ودي جانبا ... وأعرضت عني ما تناطح عنزان
منك: يبدو أن معناها: لو سمحت، لو تفضلت (الأغاني 39: 8): خليليّ عوجا منكما ساعة معي من: ذاق الطعام من الملح أي ليرى كفايته من الملح (ابن الخطيب 32): فذاق الطعام من الملح بالمغرفة فوجده محتاجا للملح فجعل فيه ملحا. (أي يحتاج إلى الملح. المترجم).
شأن من الشأن: وعجب من العجب أنظرهما في مادة شأن وعجب.
(من)
تكون من بالمعاني الْآتِيَة
1 - شَرْطِيَّة يجْزم الْفِعْل الْمُضَارع فِي شَرطهَا وَفِي جوابها نَحْو {من يعْمل سوءا يجز بِهِ}
2 - استفهامية نَحْو {قَالُوا يَا ويلنا من بعثنَا من مرقدنا} وَنَحْو {قَالَ فَمن رَبكُمَا يَا مُوسَى} وَإِذا قيل من يفعل هَذَا إِلَّا زيد فَهِيَ من الاستفهامية دلّ الأسلوب مَعهَا على معنى النَّفْي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن يغْفر الذُّنُوب إِلَّا الله}
3 - مَوْصُولَة نَحْو {ألم تَرَ أَن الله يسْجد لَهُ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض}
4 - نكرَة مَوْصُوفَة وَبِهَذَا تدخل عَلَيْهَا (رب) وَمِنْه قَول سُوَيْد
(رب من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنى لي موتا لم يطع)
ووصفت بالنكرة فِي نَحْو قَوْلهم مَرَرْت بِمن معجب لَك

(من)
حرف جر يَأْتِي على وُجُوه مِنْهَا
1 - الِابْتِدَاء وَهُوَ الْغَالِب وَيدخل على الزَّمَان قَلِيلا نَحْو مرض من يَوْم الْجُمُعَة وعَلى غير اسْم الزَّمَان نَحْو سَار من الْقَاهِرَة
2 - التَّبْعِيض فَيمكن أَن يذكر موضعهَا كلمة بعض مثل مِنْهُم من أحسن وَمِنْهُم من أَسَاءَ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون}
3 - الْبَيَان فَيكون مَا بعْدهَا بَيَانا لشَيْء مُبْهَم قبلهَا وَكَثِيرًا مَا تقع بعد مَا وَمهما نَحْو {مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة} وَنَحْو {مهما تأتنا بِهِ من آيَة}
4 - التَّعْلِيل نَحْو {مِمَّا خطيئاتهم أغرقوا}
5 - الْبَدَل نَحْو {أرضيتم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا من الْآخِرَة}
6 - الْفَصْل والتمييز وَهِي الدَّاخِلَة على ثَانِي المتضادين نَحْو {وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح}
7 - توكيد الْعُمُوم وَهِي الزَّائِدَة فِي نَحْو مَا جَاءَنِي من أحد وَيشْتَرط أَن يتقدمها نفي أَو نهي أَو اسْتِفْهَام بهل وَأَن يَليهَا نكرَة نَحْو {مَا على الْمُحْسِنِينَ من سَبِيل}
م ن: (مَنْ) اسْمٌ لِمَنْ يَصْلُحُ أَنْ يُخَاطَبَ وَهُوَ مُبْهَمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ. وَهُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ. وَيَكُونُ فِي مَعْنَى الْجَمَاعَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} [الأنبياء: 82] وَلَهَا أَرْبَعَةُ مَوَاضِعَ: الِاسْتِفْهَامُ نَحْوَ مَنْ عِنْدَكَ؟. وَالْخَبَرُ نَحْوَ رَأَيْتُ مَنْ عِنْدَكَ. وَالْجَزَاءُ نَحْوَ مَنْ يُكْرِمْنِي أُكْرِمْهُ. وَتَكُونُ نَكِرَةً نَحْوَ مَرَرْتُ بِمَنْ مُحْسِنٍ، أَيْ بِإِنْسَانٍ مُحْسِنٍ. وَ (مِنْ) بِالْكَسْرِ حَرْفٌ خَافِضٌ وَهُوَ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ كَقَوْلِكَ: خَرَجْتُ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى الْكُوفَةِ. وَقَدْ تَكُونُ لِلتَّبْعِيضِ كَقَوْلِكَ: هَذَا الدِّرْهَمُ مِنَ الدَّرَاهِمِ. وَقَدْ تَكُونُ لِلْبَيَانِ وَالتَّفْسِيرِ كَقَوْلِكَ: لِلَّهِ دَرُّهُ مِنْ رَجُلٍ فَتَكُونُ مِنْ مُفَسِّرَةً لِلِاسْمِ الْمَكْنِيِّ فِي قَوْلِكَ دَرُّهُ وَتَرْجَمَةً عَنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} [النور: 43] فَالْأُولَى: لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَالثَّانِيَةُ: لِلتَّبْعِيضِ وَالثَّالِثَةُ: لِلتَّفْسِيرِ وَالْبَيَانِ. وَقَدْ تَدْخُلُ مِنْ تَوْكِيدًا لَغْوًا كَقَوْلِكَ: مَا جَاءَنِي مِنْ أَحَدٍ وَوَيْحَهُ مِنْ رَجُلٍ أَكَّدْتَهُمَا بِمِنْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: 30] أَيْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ الَّذِي هُوَ الْأَوْثَانُ وَكَذَلِكَ ثَوْبٌ مِنْ خَزٍّ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: 75] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] : إِنَّمَا أَدْخَلَ مِنْ تَوْكِيدًا كَمَا تَقُولُ: رَأَيْتُ زَيْدًا نَفْسَهُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: مَا رَأَيْتُهُ مِنْ سَنَةٍ أَيْ مُنْذُ سَنَةٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] وَقَالَ زُهَيْرٌ:

لِمَنِ الدِّيَارُ بِقُنَّةِ الْحِجْرِ ... أَقْوَيْنَ مِنْ حِجَجٍ وَمِنْ دَهْرِ
وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى عَلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} [الأنبياء: 77] أَيْ عَلَى الْقَوْمِ. وَقَوْلُهُمْ: مِنْ رَبِّي مَا فَعَلْتُ فَمِنْ حَرْفُ جَرٍّ وُضِعَ مَوْضِعَ الْبَاءِ هُنَا لِأَنَّ حُرُوفَ الْجَرِّ يَنُوبُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ إِذَا لَمْ يَلْتَبِسِ الْمَعْنَى. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ نُونَهُ عِنْدَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَيَقُولُ: مِلْكَذِبِ أَيْ مِنَ الْكَذِبِ. 
من
مَنْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم استفهام مبنيّ على السكون، يُستفهم به عن العاقل مذكّرًا أو مؤنّثًا، مفردًا أو غير مفرد، وتدخل عليه حروف الجرّ فيقال: عمَّنْ، ممَّن، فيمن ... إلخ "أنت من تكون؟ - عمَّن تتحدّث؟ - {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} - {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى} ".
2 - اسم شرط مبني على السكون يجزم فعلين، يستعمل للعاقل مذكّرًا أو مؤنّثًا، مفردًا أو غير مفرد " {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} - {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} ".
3 - اسم موصول مبنيّ على السكون وأكثر استعماله للعاقل مذكّرًا أو مؤنّثًا، مفردًا أو غير مفرد، ولابدّ له من صلة "من في الدار يعرفونك- استمع إلى مَنْ ينصحُك- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} ".
4 - نكرة موصوفة وبهذا تدخل عليها (رُبَّ) "مررت بمن مُعْجبٍ لك: بإنسان مُعْجب لك- رُبّ مَنْ أنضجتُ غيظاً قلبه ... قد تمنَّى ليّ موتًا لم يُطَع". 

مِنْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد ابتداء الغاية الزمانيّة أو المكانيّة، وهو أشهر معانيه "سِرْتُ من المدينة- صام من يوم الجمعة".
2 - حرف جرّ يفيد التبعيض "منهم مَنْ أحسن ومنهم من أساء- {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ".
3 - حرف جرّ يفيد البيان والتفسير، فيكون ما بعده بيانًا لشيءٍ مُبهم قبله، وكثيرًا ما تقع بعد (ما) و (مهما) " {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} - {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ ءَايَةٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التعليل " {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} ".
5 - حرف جرّ يفيد البدل " {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد الفصل والتمييز، وهو الداخل على ثاني المتضادين " {وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} ".
7 - حرف جرّ زائد يفيد توكيد العموم، ويشترط أن يتقدَّمه نفي أو نهي أو شرط أو استفهام بهل، وأن يليه نكرة وقد يليه معرفة "ما جاءني من أحد- مهما يكن من أمر/ الأمر- {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ} ".
8 - حرف جرّ بمعنى على " {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} ".
9 - حرف جرّ بمعنى منذ "وقع هذا من ألف عام".
10 - حرف جرّ بمعنى بعد " {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ} ".
11 - حرف جرّ بمعنى عن " {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى في "أزرع القطن من جديد: في زمن جديد، أو ابتداء من زمن جديد- {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ} ".
13 - حرف جرّ بمعنى الباء " {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ".
14 - حرف جرّ بمعنى عند " {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا} ". 

من

1 مَنَّ عَلَيْهِ

, (S, M, Msb, K,) aor. مَنُّ

, (Msb,) inf. n. مَنٌّ (S, M, Msb, K) and مِنِّينَى; (K;) and ↓ امتنّ; (Msb;) He conferred, or bestowed, upon him, a favour, or benefit. (S, M, Msb, K.) Yousay, مَنَّ عَلَيْهِ شَيْأً, and بِشَىْءٍ, which latter is more common, and عليه بِهِ ↓ امتنّ He conferred, or bestowed, a thing upon him as a favour. (Msb.) b2: مَنَّ عَلَيْهِ, (S, M, Msb, K,) inf. n. مَنٌّ (T, Msb) or مِنَّةٌ; (S, K;) and ↓ امتن (S, M, Msb, K) and ↓ تمنّن; (M;) He reproached him for a favour, or benefit, which he (the former) had conferred, or bestowed; (M;) he recounted his gifts or actions to him. (Msb.) Ex., عَلَيْهَا بِمَا مَهَرَهَا ↓ اِمْتَنَّ [He reproached her for the dowry he had given her]. (K, art. مهر.) See Bd, ii. 264. See also an ex. in a verse cited voce سَرِفَ.5 تَمَنَّّ see 1.8 إِمْتَنَ3َ see 1.

مَنْ [used for مَا in the sense of What? as in the following of El-Khansà, أَلَا مَنْ لِعَيْنِى لَا تَجِفُّ دُمُوعُهَا O! what aileth mine eye, that its tears dry not? quoted in the TA, art. فثأ.] b2: مَنْ: respecting its dual مَنَانْ and مَنَيْنْ, and its pl. مَنُونْ and مَنِينْ, see I'Ak, p. 319. b3: مَنْ لِى بِكَذَا: see بِ (near the end of the paragraph).

مِنْ

: b2: زَيْدٌ أَعْقَلُ مِنْ أَنْ يَكْذِب means مِنَ الذَِّى يَكْذِبُ (Kull, p. 78) [i. e. Zeyd is more reasonable than he who lies: but, though this is the virtual meaning, the proper explanation, accord. to modern usage, is, that أَنْ is here for أَنَّ with the adjunct pronoun هُ; for in a phrase of this kind, an adjunct pronoun is sometimes expressed; so that the aor. must be marfooa; and the literal meaning is, Zeyd is more reasonable than that he will lie; which is equivalent to saying, Zeyd is too reasonable to lie. It may be doubted, however, whether a phrase of this kind be of classical authority. The only other instance that I have found is هُوَ أَحْصَنُ مِنْ أَنْ يْرَام وَأَعَزُّ مِن أَنْ يُضَام, in the TA, voce أَلْ. Accord. to modern usage, one may say, أَنْتَ أَعْقَلُ مِنْ

أَنَّكَ تَفْعَلُ كَذَا, which virtually means Thou art too reasonable to do such a thing; and here we cannot substitute الَّذِن for أَنّ. See أَنْ for أَنَّ.] b3: أَخْزَى اللّٰهُ الكَاذِبَ مِنِّى وَمِنْكَ: see أَىٌّ

b4: لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا: see أَسْدٌ: and لَقِيتُ b5: مِنْهُ بَحْرًا; and رَأَيْتُ مِنْهُ بَحْرًا: see بحر b6: مِنْ in the sense of عِنْدَ: see جَدٌّ b7: جَرَى مِنْهُ مَجْرَى

كَذَا: see 1 in art. جرى b8: مِنْ and عَنْ, differences between: see عَنْ b9: مِنْ often means Some. b10: Often redundant: see 1 in art. عيض. b11: Of, or among: see two exs. voce فِى, latter part. b12: حُسَيْنٌ مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ Hoseyn and I are as one thing, [as though each were a part of the other,] in respect of the love that is due to us, &c. (Commencement of a tradition in the Jámi' es-Sagheer: thus explained in the Expos. of El-Munáwee.) See Ham, p. 139; and De Sacy's Gr. i. 492. b13: مَا أَنَا مَنْ دَدٍ وَلَا الدَّدُ مِنِّى: see art. دد. IbrD confirms my rendering of this saying. b14: يَتَعَرَّضُ إِلَى شَىْءٍ لَيْسَ مِنْهُ [He applies himself to a thing not of his business to do]. (TA, art. عش.) b15: لَيْسَ مِنَّا He is not of our dispositions, nor of our way, course, or manner, of acting, or the like. (TA, art. غش.) b16: لَيْسَ مِنِّى (Kur, ii. 250) He is not of my followers: (Bd, Jel:) or he is not at one, or in union, with me. (Bd. See 1 in art. طعم.) See a similar usage of من, voce عِيصٌ. b17: أَنَا مِنْهُ كَحَاقِنِ الإِهَالَةِ: see حَاقِنٌ b18: مِنْ is used in the sense of فى in the phrase مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ [In, or on, the day of congregation] in the Kur lxii. 9. (K, Jel.) So, too, in مِنْ يَوْمِهِ In, or on, his, meaning, the same, day: and مِنْ سَاعَتِهِ In, or at, his, meaning the same, instant of time. See also De Sacy's Gr., ii. 526.

مُنَ اللّٰهِ is for أَيْمُنُ اللّٰه.

مَنِىٌّ and المَنِىُّ, from مَنْ: see أَيِّىٌّ; and De Sacy's Anthol. Gr. Ar., pp. 374 and 401, and 165.

مَنٌّ

: see رِطْلٌ.

مِنَّةٌ [An obligation, عَلَى أَحَدٍ

upon one, and also لَهُ to him.] b2: A favour, or benefit, conferred, or bestowed. (M, Msb.) b3: Also an inf. n. See مَنَّ عَلَيْهِ.

لَا أَفْعَلُهُ أُخْرَى المَنُونِ I will not do it till the end of time. (S.) b2: مَنُونٌ is fem. and sing. and pl. (Fr, S.) مَنِينٌ The first (or main) rope of a well. See كَرَبٌ.

مَنَّانٌ Very bountiful or beneficent. b2: Also [Very reproachful for his gifts;] one who gives nothing without reproaching for it and making account of it: an intensive epithet. (TA.) اِمْتِنَانِىٌّ Gratuitous; granted as a favour: opposed to وُجُوبِىٌّ.
[م ن] مَنْ اسم بمعنى الذي وتكون للشرط وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المتناهي في البِعادِ والطول وذلك أنك إذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من ذكر جميع الناس ولولا هو لاحْتَجْتَ إلى أَنْ تقول إِنْ يَقُمْ زَيْدٌ أو عمرو أو جعفر أو قاسم ونحو ذلك ثم تَقِفُ حَسِيرًا مبْهورًا ولما تجد إلى غرضك سبيلاً وتكون للاستفهام المحض وتُثنَّى وتجمع في الحكاية كقولك مَنَانِ ومَنُونَ ومَنْتَانِ ومَنَاتٍ فإذا وصلوا فهو في جميع ذلك مفرد مذكر وأما قول الشاعر

(أَتَوْا نَارِي فقلت مَنُونَ قالوا ... سَرَاةُ الجِنِّ قُلْتُ عِمُوا ظلاما)

فمن رواه هكذا فإنه أجرى الوصل مُجْرَى الوقف فإن قلت فإنه في الوقف إنما يكون مَنُونْ ساكنَ النون وأنت في البيت قد حركته فهذا إذًا ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف فالجواب أنه لما أجراه في الوصل على حَدِّه في الوقف فأثبت الواو والنون التقتا ساكنتين فاضطر حينئذ إلى أنْ حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن فهذه الحركة إذًا إنما هي حركة مستحدثة لم تكن في الوقف وإنما اضطر إليها الوصلُ فأما مَنْ رواه مَنُونَ أنْتُم فأمره مُشْكِلٌ وذلك أنه شبه مَنْ بأيٍّ فقال منون أنتم على قوله أَيُّونَ أنتم وكما جُعل أحدهما على الآخر هنا كذلك جُمِعَ بينهما في أن جُرِّدَ من الاستفهام كل منهما ألا ترى إلى حكاية يونس عنهم ضرب مَنٌ مَنّا كقولك ضرب رجل رجلاً فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أنشدناه من قول الآخر

(وأسماءُ ما أسماءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ ... إِليَّ وأصْحَابِي بأَيَّ وأَيْنَمَا)

فجعل أَيًا اسمًا للجهة فلما اجتمعت فيها التعريف والتأنيث منعها الصرفَ وإن شئت قلتَ كان تقديره مَنُونَ كالقول الأول ثم قال أنتم أي أنتم المقصودون بهذا الاستثبات كقول عَدِيٍّ

(أَرَوَاحٌ مُوَدِعٌ أَمْ بُكُورٌ ... أَنْتَ فَانْظُرْ لأَيِّ ذَاكَ تَصِيرُ)

إذا أردت أَنْتَ الهالِكُ وكذلك أراد لأيِّ ذَيْنِكَ وقولهم في جواب مَنْ قال رأيت زيدًا المَنِيَّ يا هذا فالمَنِيُّ صفة غير مفيدة وإنما معناه الإضافة إلى مَنْ لا يخص بذلك قبيلة معروفة كما أن مَنْ لا تخص عَيْنًا وكذلك تقول المَنِيَّانِ والمَنِيُّونَ والمَنِيَّةُ والمَنِيَّتانِ والمَنِيَّاتُ فإذا وَصَلْتَ أفردْتَ على ما بينه سيبويه وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التعجب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب سبحان الله مَنْ هو وما هو وأما قوله

(جَادَتْ بِكفِّيْ كَانَ مَنْ أَرْمَى الْبَشَرَ ... )

فقد رُوي مَن أَرْمَى البَشَرْ بفتح ميم مَنْ أي بكفيَّ مَنْ هو أرمى البشر وكان على هذا زائدة ولو لم تكن فيه هذه الرواية لما جاز القياس عليه لفردوه وشذوذه عمّا عليه عَقْدُ هذا الموضع ألا ترى أنك لا تقول مررت بوَجْهُهُ حَسَنٌ ولا نَظَرْتُ إلى غُلامُهُ سَعِيدٌ هذا قول ابن جني وروايتنا كان مِنْ أرْمَى البَشَر أي بكَفَّيْ رجُلٍ كان مِنْ وهو أيضًا اسم مُغْنٍ عن التكثير وذلك أنك إذا قلت مَنْ عندك أغناك ذلك عن ذكرالناس ومِنْ تكون لابتداء الغاية في الأماكن وذلك قوله مِنْ مكان كذا وكذا إلى مكان كذا وكذا وتقول إذا كتبت كتابًا من فلان إلى فلان فهذه الأسماء التي هي سوى الأماكن بمنزلتها وتكون أيضًا للتبعيض تقول هذا من الثوب وهذا منهم كأنك قلت بعضه أو بعضهم وتكون للجنس وقوله تعالى {فإنْ طِبْنَ لَكُمْ عن شيءٍ منه نَفْسًا} النساء 4 إن قال قائل كيف يجوز أن يقبل الرجل المهر كله وإنما قال منه فالجواب في ذلك أن مِنْ هاهنا للجنس كما قال {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} الحج 30 ولم نؤمر باجتناب بعض الأوثان ولكن المعنى اجتنبوا الرِّجْسَ الذي هو وثن وكلوا الشيءَ الذي هو مهرٌ وكذلك قوله تعالى {وَعَدَ اللهُ الذين آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وأَجْرً عَظِيمًا} الفتح 29 وقد تدخل في موضعٍ لو لم تدخل فيه كان الكلامُ مستقيمًا ولكنها توكيد بمنزلة ما إلا أنها تجرُّ لأنها حرف إضافة وذلك قولك ما أتاني مِنْ رَجُلٍ وما رأيت من أحد لو أخرجتَ مِنْ كان الكلام حسنا ولكنه أكد بِمِنْ لأن هذا موضع تبعيض فأراد أنه لم يأته بعض الرجال والناس وكذلك وَيْحَهُ مِنْ رجل إنما أراد أن يجعل التعجب مِنْ بعض الرجال وكذلك لِي مِلْؤُه من عسل وهو أفضل مِنْ زيد إنما أراد أن يفضله على بعض ولا يعم وكذلك إذا قلت أخزى اللهُ الكاذبَ مِنِّي ومِنْك إلا أن هذا وقولك أفضل منك لا يستغنى عن من فيهما لأنها توصل الأمر إلى ما بعدها قال سيبويه وأما قولك رأيته من ذلك الموضع فإنك جعلته غاية رؤيتك كما جعلته غايةً حيث أردت الابتداء والمنتهى قال اللحياني فإذا لقيت النون ألِفَ الوصل فبعضهم يخفض النون فيقول مِنِ القوم ومِنِ ابِنك وحكي عن طَيِّئٍ وكَلْبٍ اطلبوا مِنِ الرحمن وبعضهم يفتح النون عند اللام وألف الوصل فيقول مِنَ القوم ومِنَ ابنك قال وأُرَاهُمْ إنما ذهبوا في فتحها إلى الأصل لأن أصلها إنما هو مِنّا قال فلما جُعِلَتْ أداةً حُذِفَتْ الألف وبقيت النون مفتوحة قال وهي في قُضَاعَةَ وأنشد الكسائي عن بعض قضاعة

(بَذلْنا مَارِنَ الخَطِيِّ فيهم ... وكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ)

(مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حَتَّى ... أَغَاثَ شَرِيدَهُمْ فَنَنُ الظَّلاَمِ)

قال ابن جني قال الكسائي أراد مِنْ وأصلها عندهم مِنّا واحتاج إليها فأظهرها على الصحة هنا قال ابن جني يحتمل عندي أن يكون مِنَا فِعَلا من مَنَى يَمْنِي إذا قَدَّرَ كقوله

(حَتَّى تُلاقِي الذي يَمْنِي لَكَ المانِي ... )

أي يُقَدِّرُ لك المُقدِّرُ فكأنه تقدير ذلك الوقت ومُوَازَنَتَهُ أي من أول النهار لا يزيد ولا ينقص قال سيبويه قالوا مِنَ الله ومِنَ الرسول ومِنَ المؤمنين فتحوا لأنها لما كثرت في كلامهم ولم تكن فعلاً وكان الفتح أخف عليهم فتحوا وشبهوها بأَيْنَ وكَيْفَ يعني أنه قد كان حكمها أن تُكسَّر لالتقاء الساكنين قال لكن فتحوا لما ذُكِرَ قال وزعموا أن ناسًا من العرب يقولون مِنِ الله فيكسرونه ويُجرونه على القياس يعني أن الأصل كل ذلك أن يُكسَّر لالتقاء الساكنين قال وقد اختلفت العرب في مِنْ إذا كان بعدها ألف وصل غير ألف اللام فكسره قوم على القياس وهي أكثر في كلامهم وهي الجيدة ولم يكسِّروا في ألف اللام لأنها مع ألف اللام أكثر إذ الألف واللام كثيرة في الكلام وتدخل في كل اسم نكرة ففتحوا استخفافًا فصار مِنَ الله بمنزلة الشاذ وذلك قولك مِنِ ابنك ومِنِ امرئٍ قال وقد فتح قوم فصحاءُ فقالوا مِنَ ابنكَ فأجروها مُجرى قولك مِنَ المسلمين قال أبو إسحاق ويجوز حذف النون من مِنْ وعَنْ لالتقاء الساكنين وحذفها من مِنْ أكثر من حذفها من عن لأن دخول مِنْ في الكلام أكثر من دخول عن وأنشد

(أَخبِرْ أَبَا دَخْنَتُوسَ مَأْلَكَةً ... غَيْرَ الَّذْيِ قَدْ يُقَالُ مِ الْكَذِبِ)
من
: ( {ومَنْ) ، بالفتْحِ: (اسمٌ بِمَعْنى الَّذِي) ، ويكونُ للشَّرْطِ، (و) هُوَ اسمٌ (مُغْنٍ عَن الكَلامِ الكثيرِ المُتَناهي فِي البِعادِ والطُّولِ، وذلِكَ أَنَّك إِذا قلْتَ من يَقُمْ أَقُمْ مَعَه، كانَ كافِياً} من ذِكْرِ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلَوْلَا هُوَ) لاحْتَجْتَ أَنْ تقولَ: إنْ يَقُمْ زَيْدٌ أَو عَمْرو أَو جَعْفَرُ أَو قاسِمُ ونَحْو ذلِكَ ثمَّ تَقِفُ حَسِيراً و (تَبْقَى مَبْهُوراً ولمَّا تَجِدْ إِلَى غَرَضِكَ سَبِيلاً.
(وتكونُ للاسْتِفهامِ المَحْضِ، ويُثَنَّى ويُجْمَعُ فِي الحِكايَةِ كقَوْلِكَ: {مَنانِ} ومَنُونَ) {ومَنْتان} ومَنَات، فَإِذا وَصَلُوا فَهُوَ فِي جَمِيعِ ذلِكَ مُفْردٌ مُذَكَّرٌ، قالَ: فأمَّا قَوْلُ الحارِثِ بنِ شَمِرٍ الضَّبِّيِّ:
أَتَوْا نارِي فقلتُ! مَنُونَ؟ قَالُوا: سَرَاةُ الجِنِّ، قلتُ: عِمُوا ظَلامَا قالَ: فمَنْ رَوَاهُ هَكَذَا أَجْرَى الوَصْل مُجْرَى الوَقْفِ، وإنَّما حَرَّكَ النونَ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْنِ ضَرُورَةٌ؛ قالَ: ومَنْ رَوَاهُ مَنُونَ أَنْتُم؟ فَقَالُوا: الجِنّ، فأَمْرُه مشكلٌ، وذلِكَ أَنَّه شبَّه مَنْ بأَيَ، فقالَ: مَنُونَ أَنْتُم على قوْلِه: أَيُّونَ أَنْتُم؛ وإنْ شِئْتَ قلْتَ: كانَ تَقْدِيرَهُ مَنُونَ كالقَوْلِ الأوَّل ثمَّ قالَ أَنْتُم، أَي أَنْتُم المَقْصُودُونَ بِهَذَا الاسْتِثْباتِ.
(وَإِذا قلْتَ: مَنْ عِنْدَكَ؟ أَغْناكَ) ذلِكَ (عَن ذِكْرِ النَّاسِ، وتكونُ شَرْطِيَّةً) ، نحْو قَوْلِه تَعَالَى: {مَنْ يَعْمَلْ سوءا يُجْزَ بِهِ} .
(و) تكونُ (مَوْصُولَةً) نَحْو قوْلِه تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجد لَهُ مَنْ فِي السَّمواتِ ومَنْ فِي الأرْضِ} .
(و) تكونُ (نَكِرَةً مَوْصُوفَةً) ، وَلِهَذَا دَخَلَتْ عَلَيْهَا ربَّ فِي قوْلِه:
رُبَّ مَن أنضجتُ غيظاً قلبَهُقد تمنّى لي موتا لم يُطَعْووصف بالنّكِرَةِ فِي قَوْلِ بِشْر بنِ عبدِ الرحمنِ لكَعْبِ بنِ مالِكٍ الأنْصارِيِّ:
وكفَى بِنَا فَضْلاً على مَنْ غَيرِناحُبُّ النَّبِيُّ محمدٍ إيَّانافي رِوايَةِ الجَرِّ؛ وقَوْله تَعَالَى: {ومِنَ الناسِ مَنْ يقولُ آمَنَّا} ، جَزَمَ جماعَةٌ أَنَّها نَكِرَةٌ مَوْصوفَةٌ، وآخَرُونَ أنَّها مَوْصُولَةٌ.
(و) تكونُ (نَكِرَةً تامَّةً) ، نَحْو: مَرَرْت بمَنْ مُحْسِنٍ، أَي بإنْسانٍ مُحْسِنٍ.
وَفِي التهْذِيبِ عَن الكِسائي: مَنْ تكونُ اسْماً وجَحْداً واسْتِفْهاماً وشَرْطاً ومَعْرفةً ونَكِرَةً، وتكونُ للواحِدِ والاثْنينِ والجَمْعِ، وتكونُ خُصوصاً، وتكونُ للإنْسِ والملائِكَةِ والجِنِّ، وتكونُ للبهائِمِ إِذا خَلَطَّتها بغيرِها.
قُلْت: أَمَّا الاسمُ المَعْرفَةُ فكَقَوْلِه تَعَالَى: {والسَّماءِ وَمَا بَناها} ، أَي وَالَّذِي بَناها. والــجَحْدُ، كقَوْلِه: {ومَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمةِ رَبِّه إلاَّ الضَّالُّونَ} ، المعْنَى: لَا يَقْنَطُ؛ وقيلَ: هِيَ مَنْ الاسْتِفْهامِيَّة أشربَتْ معْنَى النَّفْي وَمِنْه: {ومَنْ يَغْفِرِ الذُّنُوب إلاَّ اللَّه} ، وَلَا يَتَقيَّدُ جَوازُ ذلِكَ بأنْ يَتَقدَّمَها الواوُ خلافًا لبعضِهم بدَليلِ قَوْلِه تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عنْدَه إلاَّ بإذْنِه} ، والاسْتِفْهامُ نَحْو قَوْلِه تَعَالَى: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} ؟ والشَّرْطُ نَحْو قَوْلِه تَعَالَى: {فمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه} (9، فَهَذَا شَرْطٌ وَهُوَ عامٌّ، ومَنْ للجماعَةِ نَحْو قَوْلِه تَعَالَى: {ومَنْ عَمِلَ صالِحاً فلأَنْفُسِهم يَمْهدُونَ} . وأَمَّا فِي الواحِدِ فكقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم مَنْ يَسْتَمِعُ إليكَ} . وَفِي الاثْنَيْنِ كقَوْلِه:
تَعالَ فإنْ عاهَدْتَنِي لَا تَخُونَنينَكُنْ مثلَ مَنْ يَا ذِئبُ يَصْطَحِبانِقالَ الفرَّاءُ: ثَنَّى يَصْطَحِبان وَهُوَ فِعْلٌ لمَنْ لأنَّه نَواهُ ونَفْسَه. وَفِي جَمْعِ النِّساءِ نَحْو قوْلِه تَعَالَى: {ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ للَّهِ ورَسُولِه} .
وقالَ الرَّاغِبُ: مَنْ عبارَةٌ عنِ النَّاطِقِين وَلَا يُعَبَّرُ بِهِ عَن غيْرِهِم إلاَّ إِذا جمعَ بَيْنهم وبينَ غيرِهم كقَوْلِكَ: رَأَيْت مَنْ فِي الدارِ مِنَ الناسِ والبَهائِمِ؛ أَو يكونُ تَفْصِيلاً لجملَةٍ يدخلُ فِيهَا الناطِقُونَ كقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {فَمنهمْ مَنْ يَمْشِي} ، الآيَة. ويُعَبَّرُ بِهِ عَن الواحِدِ والجَمْع والمُؤَنَّثِ والمُذَكَّرِ.
وَفِي الصِّحاحِ: اسمٌ لمَنْ يصلحُ أَنْ يُخاطَبَ، وَهُوَ مُبْهَمٌ غيرُ مُتَمكّن، وَهُوَ فِي اللفْظِ واحِدٌ ويكونُ فِي معْنَى الجماعَةِ، وَلها أَرْبَعةُ مَواضِع: الاسْتِفهامُ نَحْو: مَنْ عِنْدَكَ؟ والخَبَرُ نَحْو رَأَيْت مَنْ عِنْدَكَ؟ والجَزاءُ نَحْو: مَنْ يُكْرِمْني أُكْرِمْهُ؛ وتكونُ نَكِرَةً وأَنْشَدَ قَوْلَ الأَنْصارِيّ: وكَفَى بِنَا فَضْلاً إِلَى آخِرِه.
قالَ: خَفَضَ غَيْر على الإتْباعِ لمَنْ، ويَجُوزُ فِيهِ الرَّفْعُ على أَنْ تُجْعَل مَنْ صِلةً بإضْمارِ هُوَ. قالَ: وتُحْكَى بهَا الأَعْلامُ والكُنَى والنّكِراتُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الحجازِ إِذا قالَ: رأَيْتُ زيدا، قُلْتُ: مَنْ زيد، وَإِذا قالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً، قُلْت: مَنَا، لأنَّه نَكِرَةٌ، وَإِن قالَ: جاءَني رَجُلٌ قُلْتُ مَنُو، وإنْ قالَ: مَرَرْتُ برجُلٍ قُلْت مَنِي، وَإِن قالَ: جاءَني رجُلان، قُلْت مَنَانْ، وَإِن قالَ: مَرَرْتُ برَجُلَيْن، قُلْت مَنَينْ، بتَسْكِين النُّون فيهمَا.
وكذلكَ فِي الجَمْعِ: إنْ قالَ: جاءَني رِجالٌ، قُلْت مَنُونْ ومَنِينْ فِي النَّصْبِ والجرِّ، وَلَا يُحْكَى بهَا غيرُ ذلكَ، لَو قالَ: رَأَيت الرَّجُلَ قُلْت: مَنِ الرَّجلُ، بالرَّفْعِ، لأنَّه ليسَ بعلمٍ، وَإِن قالَ: مَرَرْتُ بالأَميرِ، قُلْت: مَنِ الأَمِيرُ، وإنْ قالَ: رَأَيْتُ ابْن أَخِيكَ، قُلْت: مَنِ ابنُ أَخِيك، بالرَّفْعِ لَا غَيْر؛ قالَ: وكذلِكَ إِذا أَدْخَلْت حَرْفَ العَطْفِ على مَنْ رَفَعْتَ لَا غَيْر، قُلْت: فَمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ، وَإِن وَصَلْتَ حَذَفْتَ الزِّيادَات، قُلْت: مَنْ هَذَا.
وتقولُ فِي المرأَةِ: مَنَةً ومَنْتانْ ومَنَاتْ، كُلُّه بالتَّسْكِين، وَإِن وَصَلْتَ قُلْت: مَنَةً يَا هَذَا، ومَنَاتٍ يَا هَؤُلَاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
إِذا جَعَلْتَ مَنْ اسْماً مُتَمَكِّناً شَددتَه لأنَّه على حَرْفَيْن كقَوْلِ خِطامٍ المُجاشِعيّ:
فرَحلُوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْحتى أَنَخْناها إِلَى مَنَ ومَنْأَي إِلَى رَجُلٍ وأَيّ رَجُلٍ، يُريدُ بذلِكَ تَعْظِيمَ شَأْنِه، وَإِذا سَمَّيْتَ بمَنْ لم تشدِّدْ فقُلْتَ: هَذَا مَنٌ ومَرَرْتُ بمَنٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَإِذا سَأَلْتَ الرَّجلَ عَن نَسَبِه قُلْتَ: المَنِّيُّ، وَإِن سَأَلْتَه عَن بلْدَتِه قُلْتَ: الهَنِّيُّ؛ وَفِي حدِيثِ سَطِيح:
يَا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ قالَ ابنُ الأَثيرِ: هَذَا كَمَا يُقالُ فِي المُبالغَةِ والتَّعْظِيمِ: أَعيا هَذَا الأَمْرُ فلَانا وَفُلَانًا، أَي أَعْيت، كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه، فحذفَ، يعْنِي أنَّ ذلكَ ممَّا نقصرُ عَنهُ العِبارَةُ لعظمِه كَمَا حَذَفُوهَا مِن قوْلِهم: بعْدَ اللَّتيَّا واللَّتِي، اسْتِعْظاماً لشأْنِ المَخْلوقِ. وحَكَى يونُسُ عَن العَرَبِ: ضَرَبَ مَنٌ مَناً، كقَوْلِكَ ضَرَبَ رَجُلٌ رَجُلاً.
وقَوْلهم فِي جَوابِ مَنْ قالَ: رَأَيْت زيدا المَنِّيُّ يَا هَذَا، فالمَنِّيُّ صفَةٌ غيرُ مُفِيدَةٍ، وإنَّما مَعْناهُ الإضافَة إِلَى مَنْ، لَا يُخَصُّ بذلِكَ قَبيلَةٌ مَعْروفَةٌ، وكَذلكَ تقولُ: المَنِّيَّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتانِ والمَنِّيَّات، فَإِذا وَصَلْتَ أَفْرَدْتَ على مَا بَيَّنَه سِيْبَوَيْه.
وتكونُ مَنْ للاسْتِفهامِ الَّذِي فِيهِ معْنَى التَّعَجُّبِ نَحْو مَا حَكَاه سِيْبَوَيْه مِن قوْلِ العَرَبِ: سُبْحان اللَّه مَنْ هُوَ وَمَا هُوَ؛ وقَوْل الشَّاعِرِ:
جادَتْ بكَفَّيْ كَانَ مِنْ أَرْمَى البَشَرْ يُرْوَى بفتْحِ الميمِ، أَي بكَفَّيْ مَنْ هُوَ أَرْمَى البَشَر، وكانَ على هَذَا زَائِدَة، والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ بكسْرِ الميمِ.

دلي

دلي
عن الفارسية دلي بمعنى مجنون ومعتوه.
د ل ي

أدليت دلوي: أرسلتها في البئر، ودلوتها: نزعتها. وسقى أرضه بالدالية وبالدوالي وهي النواعير. ودلّى شيئاً في مهواة وتدلّى بنفسه، ودلّى رجليه من السرير، ودلاّه بحبل من سطح أو بجل. وتدلّت الثمرة من الشجرةن.

ومن المجاز: دلا فلان ركابه لدواً إذا رفق بسوقها. قال:

لا تعجلا بالسوق وادلواها ... فإنها ما سلمت قواها

بعيدة المصبح من ممساها

وقال:

يا ميّ قد أدلو الركاب دلواً ... وأمنع العين الرقاد الحلوا

ودلوت حاجتي: طلبتها. قال:

فقد جلعت إذا ما حاجتي نزلت ... بباب دارك أدلوها بأقوام

ودلوت بفلان إلى فلان: متت به وتشفعت به إليه. ومنه الحديث: " دلونا به إليك مستشفعين " وأدلى بحقه وحجته: أحضرها. وأدلى بمال فلان إلى الحكّام: رفعه. وتدلّى علينا فلان من أرض كذا: أتانا. يقال: من أين تدليت علينا. قال لبيد:

فتدلّيت عليه قافلاً ... وعلى الأرض غيابات الطفل

وفلان يتدلّى على الشر وينحط عليه. وتدلى من الجبل: نزل. قال محمد بن ذؤيب:

وحوض الحجيج المستغاث بمائه ... إذا الركب من نجد تدلّوا فتهموا

وداريت فلاناً وداليته: صانعته ورفقت به.

قال كثير:

بصاحب لك ما داليته غلظت ... منه النواحي وإن عاتبته جحدا

وأدلى الفرس: رؤل. وفي مثل: " ألق دلوك في الدلاء " حث على الاكتساب. قال:

وليس الرزق يأتي بالتمنّي ... ولكن ألق دلوك في الدلاء

تجئك بملئها يوماً ويوماً ... تجئك بحمأة وقليل ماء

" فدلاهما بغرور ".
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.