Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=87382#a07cb6
(تنزى) إِلَيْهِ توثب وتسرع
نزا: النَّزْو: الوَثَبانُ ، ومنه نَزْو التَّيس ، ولا يقال إلاَّ
للشاء والدَّوابِّ والبقر في معنى السِّفاد. وقال الفراء: الأَنْزاء حركات
التُّيوس عند السِّفاد. ويقال للفحل: إنه لكثير النَّزاءِ أَي النَّزْو
. قال: وحكى الكسائي النِّزاء ، بالكسر ، والهُذاء من الهَذَيان ، بضم
الهاء ونَزا الذكر على الأُنثى نِزاء ، بالكسر، يقال ذلك في الحافر
والظِّلف والسِّباع ، وأَنْزاه غيره ونَزَّاه تَنْزِية . وفي حديث علي ، كرم
الله وجهه: أُمِرنا أَن لا نُنْزيَ الحُمُر على الخَيْلِ أَي نَحْمِلَها
عليها للنَّسل . يقال: نَزَوْتُ على الشيء أَنْزُو نَزْواً إذا وَثَبْت
عليه ؛ قال ابن الأَثير: وقد يكون في الأَجسام والمعاني ، قال الخطابي :
يشبه أَن يكون المَعنى فيه، والله أَعلم ، أن الحُمر إذا حُمِلت على
الخيل قَلَّ عدَدُها وانْقَطع نَماؤها وتعَطَّلَتْ مَنافِعها ، والخيل
يُحتاج إليها للركوب وللرَّكْض وللطَّلَب وللجِهاد وإحْراز الغَنائم ،
ولحْمُها مأْكول وغير ذلك من المنافع ، وليس للبغل شيء من هذه ، فأَحَبَّ أَن
يَكثر نَسْلُها ليَكْثر الانتفاع بها . ابن سيده: النُّزاء الوَثْب ،
وقيل: هو النَّزَوانُ في الوَثْب ، وخصَّ بعضُهم به الوَثْب إلى فَوْقُ ،
نَزا ينْزُو نَزْواً ونُزاء ونُزُوّاً ونَزَواناً ؛ وفي المثل :
نَزْوُ الفُرارِ اسعتَجْهَلَ الفُرارا
قال ابن بري: شاهد النَّزَوان قولهم في المثل: قد حِيلَ بيْنَ
العَيْرِ والنَّزَوان ؛ قال: وأَول مَن قاله صخر بن عمرو السُّلَمِي أَخو
الخنْساء:
أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْمِ لوْ أَسْتَطِيعُه،
وقد حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوانِ
وتَنَزَّى ونَزا ؛ قال :
أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ،
مَتى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ
ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ،
حتى يُقالُ سَيِّدٌ ، ولَسْتُ بِهْ
الهاء في أَحْتَبِهْ زائدة للوقف، وإنما زادها للوصل لا فائدة لها أَكثر
من ذلك، وليست بضمير لأَن أَحْتَبي غير متعدّ، وأَنْزاه ونَزَّاه
تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا ؛ قال :
باتَتْ تُنَزِّي دَلْوَها تَنْزِِيّا،
كما تُنَزِّي شَهْلةٌ صَبِيّا
النُّزاء: داء يأْخذ الشاء فتَنْزُو منه حتى تَمُوت.
ونَزا به قلبُه: طمَح . ويقال: وقع في الغنم نُزاء ، بالضم ، ونُقازٌ
وهما معاً داء يأْخذها فتَنْزُو منه وتَنْقُزُ حتى تموت . قال ابن بري :
قال أَبو علي النُّزاء في الدابة مثل القُماص ، فيكون المعنى أَن نُزاء
الدابة هو قُماصُها ؛ وقال أَبو كبير:
يَنْزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْيَل
فهذا يدل على أَن النَّزْوَ الوُثوب ؛ وقال ابن قتيبة في تفسير بيت ذي
الرمة :
مُعْرَوْريِاً رَمَضَ الرَّضْراضِ يَرْكضُه
يريد أَنه قد ركب جَوادُه الحصى فهو يَنْزُو من شدَّة الحرّ أَي يَقْفِز
. وفي الحديث: أَن رجلاً أَصابَته جِراحة فنُزِيَ منها حتى مات . يقال: نُزِيَ دمُه ونُزِف إذا جَرى ولم يَنْقَطِع. وفي حديث أَبي عامر
الأَشعري: أَنه كان في وَقْعةِ هَوازِنَ رُمِي بسَهْم في رُكْبته فنُزِيَ منه
فماتَ . وفي حديث السَّقِيفة: فنَزَوْنا على سعد أَي وقَعُوا عليه
ووَطِئُوه.
والنَّزَوانُ: التَّفَلُّتُ والسَّوْرةُ . وإنه لَنَزِيٌّ إلى الشرِّ
ونَزَّاء ومُتَنَزٍّ أَي سَوَّار إليه، والعرب تقول: إذا نَزا بك الشر
فاقْعُد ؛ يضرب مثلاً للذي يَحْرِصُ على أَن لا يَسْأَم الشر حتى
يَسْأَمَه صاحبُه. والنَّازِيةُ: الحِدَّةُ والنادِرةُ
(* قوله «والنادرة» كذا
في الأصل بالنون ، والذي في متن شرح القاموس: والباردة ، بالباء وتقديم
الدال ، وفي القاموس المطبوع: والبادرة بتقديم الراء.)
الليث: النازيةُ حِدَّة الرجل المُتَنَزِّي إلى الشر ، وهي النَّوازي.
ويقال: إن قلبه ليَنْزُو إلى كذا أي يَنْزِعُ إلى كذا . والتَّنَزِّي :
التوثُّب والتسرُّع؛ وقال نُصَيب ، وقيل هو لبشار:
أَقولُ ، ولَيْلَتي تَزْدادُ طُولاً:
أَما للَّيْلِ بَعْدَهُمُ نَهارُ؟
جَفَتْ عَيْني عن التَّغْمِيضِ حتى
كأَنَّ جُفونَها ، عنها ، قِصارُ
كأَنَّ فُؤادَه كُرةٌ تَنَزَّى
حِذارَ البَيْنِ ، لو نَفَعَ الحِذارُ
وفي حديث وائل بن حُجْر: إنَّ هذا انْتَزى على أَرضي فأَخَذها ؛ هو
افْتَعَلَ من النَّزْوِ. والانْتِزاءُ والتَّنَزِّي أَيضاً: تسَرُّع الإنسان
إلى الشر . وفي الحديث الآخر: انْتَزى على القَضاء فقضى بغير علم.
ونَزَتِ الخَمر تَنْزُو: مُزِجَتْ فوَثَبَتْ. ونَوازي الخَمر: جَنادِعُها
عند المَزْجِ وفي الرأْس. ونَزا الطعامُ ينْزُو نَزْواً: علا سِعْرُه
وارتفع. والنُّزاء والنِّزاء: السِّفاد ، يقال ذلك في الظِّلْف والحافِرِ
والسَّبُعِ ، وعمَّ بعضهم به جميع الدواب ، وقد نَزا ينْزُو نُزاء
وأَنْزَيْتُه . وقَصْعة نازِيةُ القَعْر أَي قَعِيرةٌ ، ونَزِيَّةٌ إذا لم يُذكر
القَعْرُ ولم يُسمَّ قَعْرُها أَي قَعِيرة . وفي الصحاح: النَّازية
قصعة قَريـبة القَعْر. ونُزيَ الرجل: كُنزِفّ وأَصابه جُرح فنُزِيَ منه
فمات . ابن الأَعرابي: يقال للسِّقاء الذي ليس بضَخْم أَدِيٌّ ، فإذا كان
صغيراً فهو نَزيء ، مهموز .
وقال : النَّزِيَّةُ ، بغير همز ، ما فاجأَكَ من مطر أَو شَوق أَو أَمر
؛ وأَنشد :
وفي العارِضِينَ المُصْعِدينَ نَزِيَّةٌ
من الشَّوقِ ، مَجْنُوبٌ به القَلْبُ أَجْمعُ
قال ابن بري: ذكر أَبو عبيد في كتاب الخيل في باب نعوت الجري والعَدْو
من الخيل: فإذا نَزا نَزْواً يقاربُ العَدْو فذلك التوقُّص ، فهذا شاهد
على أَن النُّزاء ضَرْبٌ من العَدْو مثل التوقُّص والقُماص ونحوه . قال :
وقال ابن حمزة في كتاب أَفعلَ من كذا: فأَما قولهم أَنْزى من ظَبْيٍ
فمن النَّزَوان لا من النَّزْو ، فهذا قد جعل النَّزَوانَ والقُماصَ
والوَثْبَ ، وجعل النَّزْو نَزْوَ الذكر على الأُنثى ، قال: ويقال نَزَّى دلوه
تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا ؛ وأَنشد :
باتَت تُنَزِّي دَلْوها تَنْزىّــا
(* وعجز البيت: كما تنزِّي شهلةٌ صَبيًّا)
دهكر: الدَّهْكَرُ: القصير. والتَّدَهْكُرُ: التدحرج في المشية
وتَدَهْكَرَ عليه: تَنَزَّى.
دحض: الدَّحْضُ: الزَّلَقُ، والإِدْحاضُ: الإِزْلاقُ، دَحَضَتْ رِجْل
البعير، وفي المحكم: دَحَضَتْ رِجله، فلم يُخَصِّص، تَدْحَضُ دَحْضاً
ودُحُوضاً زَلِقَتْ، ودَحَضَها وأَدْحَضَها أَزْلَقَها. وفي حديث وَفْد
مَذْحِجٍ: نُجَباء غيرُ دُحَّضِ الأَقْدامِ؛ الدُّحَّضُ: جمع داحِضٍ وهم الذين
لا ثبات لهم ولا عزيمة في الأُمور. وفي حديث الجمعة: كرهت أَن أُخْرِجَكم
فتمشون في الطين والدَّحْض أَي الزلَق. وفي حديث أَبي ذر: أَن خليلي،
صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إِن دون جِسْرِ جَهَنَّم طريقاً ذا دَحْضٍ.
وفي حديث الحجاج في صفة المطر: فَدَحَضَتِ التِّلاع أَي صيَرَّتَها
مَزْلَقةً، ودَحَضَتْ حُجَّتُه دُحُوضاً: كذلك على المثل إِذا بطلت، وأَدْحَضَها
اللّه. قال اللّه تعالى: حُجَّتهم داحِضة. وأَدْحَضَ حُجَّته إِذا
أَبطلها. والدَّحْضُ: الماء الذي يكون عنه الزلَق. وفي حديث معاوية قال لابن
عمر: لا تزال تَأْتِينا بِهَنةٍ تَدْحَضُ بها في بولك أَي تَزْلَقُ، ويروى
بالصاد، أَي تبحث فيها برجلك. ودَحَضَ برجله ودَحَصَ إِذا فَحَصَ برجله.
ومكان دَحْضٌ إِذا كان مَزَلَّة لا تثبت عليها الأَقدامُ. ومَزلَّة
مِدْحاضٌ: يُدْحَضُ فيها كثيراً. ومكانٌ دَحْضٌ ودَحَضٌ، بالتحريك أَيضاً:
زَلِقٌ؛ قال الراجز يصف ناقته:
قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه،
فَتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فَتَلْهَمُه،
حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُهْ
عُوَمُه: جمع عُومة لدوَيْبَّة تغوص في الماء كأَنها فصّ أَسود، وشاهد
الدحض بالتسكين قول طرفة:
رَدِيتُ ونَجَّى اليَشْكُرِيّ حذارُه،
وحادَ كما حادَ البَعِيرُ عن الدَّحْضِ
والدَّحْضُ: الدفْع. والدَّحِيضُ: اللحم. ودَحَضَتِ الشمس عن بطن السماء
إِذا زالت عن وسط السماء تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً. وفي حديث مواقيت
الصلاة: حتى تَدْحَضَ الشمسُ أَي تزول عن كَبِدِ السماء إِلى جهة الغرب
كأَنها دَحَضَتْ أَي زَلِقَتْ.
ودَحِيضَةُ: ماءٌ لبني تميم؛ قال ابن سيده: ودُحَيْضَةُ موضع؛ قال
الأَعشى:
أَتَنْسَيْنَ أَيّاماً لنا بِدُحَيْضةٍ،
وأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهْمَدِ؟
هدكر: رجل هُداكِرٌ: مُنَعَّم. وامرأَة هَيْدَكُرٌ وهُدْكُورَةٌ
وهَيْدَكُورَة:كثيرة اللحم. ابن شميل: الهَيْدَكُور الشابة من النساء الضخمة
الحسنة الدَّلِّ في الشباب؛ وأَنشد:
بَهْكَنَةٌ هَيْفاءُ هَيْدَكُورُ
قال أَبو علي: سأَلت محمد بن الحسن عن الهَيْدَكور فقال: لا أَعرفه،
قال: وأَظنه من تحريف النَّقلَةِ؛ أَلا ترى إِلى بيت طَرَفَةَ:
فَهْيَ بَدَّاءُ، إِذا ما أَقْبَلَتْ،
فَخْمَةُ الجِسْمِ رَداحٌ هَيْدَكُرْ
فكأَنّ الواو حذفت من هَيْدَكُور ضرورة. والهَيْدَكُورُ: اللبن الخاثر؛
قال:
قُلْنَ له: اسْقِ عَمَّكَ النَّمِيرَا
ولَبَناً، يا عَمْرُو، هَيْدَكُورَا
النضر: الهُدَكِرُ أَخْثَرُ اللبنِ ولم يَحْمُضْ جِدًّا. وهَيْدَكُورٌ:
لقب رجل من العرب.
نتأ: نَتَأَ الشيءُ يَنْتَأُ نَتْأً ونُتُوءاً: انْتَبَر وانْتَفَخَ.
وكلُّ ما ارْتَفَعَ من نَبْتٍ وغيره، فقد نَتَأَ، وهو ناتِئٌ، وأَما قول
الشاعر:
قَدْ وَعَدَتْنِي أُمُّ عَمْرو أَنْ تا
تَمْسَحَ رَأْسِي، وتُفَلِّيني وا
وتَمْسَحَ القَنْفَاءَ، حتى تَنْتا
فإِنه أراد حتى تَنْتَأَ. فإِمَّا أَن يكون خَفَّفَ تخفيفاً قِياسِيًّا، على ما ذَهب إليه أَبو عثمان في هذا النحو، وإِما أَن يكون أَبدلَ إِبدالاً صحيحاً، على ما ذهب إليه الأَخفش. وكل ذلك ليوافق قوله تا من قوله:
وعدتني أُمُّ عمرو أَن تا
ووَا من قوله:
تمسح رأْسي وتفلِّيني وا
ولو جعلها بين بين لكانت الهمزة الخفيفة في نية المحققة، حتى كأَنه قال: تَنْتَأُ، فكان يكون تا تَنْتَأُ مستفعلن.
وقوله: رن أَن تا: مفعولن. وليني وا: مفعولن، ومفعولن لا يجيءٌ مع مستفعلن، وقد أَكْفَأَ هذا الشاعر بين التاءِ والواو، وأَراد أَن تَمْسَح وتُفَلِّيَنِي وتَمْسَحَ، وهذا مِن أَقْبَحِ ما جاءَ في الإِكْفَاءِ. وإِنما ذهب الأَخفش: أَن الرويَّ من تا ووا التاءُ والواو من قِبَل أَنَّ الأَلف فيهما إِنما هي لإِشباع فتحة
التاءِ والواو، فهي مدّ زائد لإِشباع الحركة التي قبلها، فهي إِذاً كالأَلف والياءِ والواو في الجَرعا والأَيَّامِي والخِيامُو.
ونَتَأَ مِنْ بَلَدٍ الى بَلَدٍ: ارتفع. ونَتَأَ الشيءُ: خَرَج من مَوْضِعه من غير أَن يَبِينَ، وهو النُّتُوءُ. ونَتَأَتِ القُرْحةُ: وَرِمَتْ. ونَتَأْتُ
على القوم: اطَّلَعْتُ عليهم، مثل نَبَأْت. ونَتَأَتِ الجارِيةُ: بَلَغَتْ وارْتَفَعَتْ. ونَتَأَ على القوم نَتْأً: ارْتَفَعَ. وكلُّ ما ارْتَفَع فهو ناتِئٌ.
وانْتَتَأَ إِذا ارْتَفَعَ (1)
(1 قوله «وانتتأ إِذا ارتفع إلخ» كذا في النسخ والتهذيب. وعبارة التكملة انتتأ أي ارتفع، وانتتأ أَيضاً انبرى وبكليهما فسر قول أبي حازم العكلي: فلما إلخ.) . وأَنشد أَبو حازم:
فَلَمَّا انْتَتَأْتُ لِدِرِّيئِهِمْ، * نَزَأْتُ عليه الْوَأَى أَهْذَؤُهْ
لِدِرِّيئِهمْ أَي لعَرِّيفِهم. نَزَأْتُ عليه أَي هَيَّجْتُ عليه ونَزَعْتُ الْوَأَى، وهو السَّيْف. أَهْذَؤُه: أَقْطَعُه. وفي المثل: تَحْقِرُه ويَنْتَأُ أَي يَرْتَفِعُ. يقال هذا للذي ليس له شاهِدُ مَنْظَر وله باطِنُ مَخْبَر، أَي تَزْدَرِيهِ لسُكُونه، وهو يُجاذِبُكَ. وقيل: معناه تَسْتَصْغِرُه ويَعْظُمُ. وقيل: تَحْقِرُه ويَنْتُو، بغير همز، وسنذكره في موضعه.
قحز: القَحْزُ: الوَثْبُ والقَلَقُ. قَحَزَ يَقْحَزُ قَحْزاً: قَلِقَ
ووَثَب واضطرب؛ قال رؤبة:
إِذا تَنَزَّى قاحِزاتِ القَحْزِ
يعني شدائد الأُمور. وفي حديث أَبي وائل: أَن الحجاج دعاه فقال له:
أَحْسِبُنا قد رَوَّعْناك، فقال أَبو وائل: أَما إِني بِتُّ أُقَحَّزُ
البارِحَةَ أَي أُنَزَّى وأَقْلَقُ من الخوف. وفي حديث الحسن وقد بلغه عن
الحجاج شيء فقال: ما زلت الليلة أَقْحَزُ كأَني على الجمر،وهو رجل قاحِزٌ.
وقَحَزَ الرجلُ، فهو قاحِزٌ إِذا سَقَط شِبْهَ الميتِ. وقَحَزَ الرجلُ عن
ظهر البعير يَقْحَزُ قُحوزاً: سَقَط. وقَحَزَ السهمُ يَقْحَزُ قَحْزاً: وقع
بين يدي الرامي. والقاحِزُ: السهم الطَّامِحُ عن كبد القوس ذاهباً في
السماء. يقال: لَشَدَّ ما قَحَزَ سهمُك أَي شَخَصَ. وقَحَزَ الكلبُ ببوله
يَقْحَزُ قَحْزاً: كقَزَحَ. وقَحَزَ الرجلَ يَقْحَزُه قَحْزاً وقُحوزاً
وقَحَزاناً: أَهلكه. والتَّقْحِيزُ: الوعيدُ والشَّرُّ، وهو من ذلك.
والقُحازُ: داء يصيب الغنم. وتقول: ضربته فَقَحَزَ؛ قال أَبو كبير يصف
الطَّعْنَةَ:
مُسْتَنَّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة،
تَنْفي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ
يعني خروج الدم باسْتِنانٍ. والمُعْرَوْرِفُ: الذي له عُرْفٌ من
ارتفاعه. وقَحَّزَه غيرُه تَقْحِيزاً أَي نَزَّاه.
شهل: الشُّهْلة في العَينِ: أَن يَشُوبَ سَوادَها زُرْقةٌ، وعَينٌ
شَهْلاء ورجُل أَشْهَلُ العينِ بَيِّنُ الشَّهَل؛ وأَنشد الفراء
(* قوله
«وأنشد الفراء ولا عيب إلخ» تقدم في ترجمة «غير» أن الفراء أنشد البيت شاهداً
لنصب غير على اللغة المذكورة فما تقدم هناك من ضبط غير بالرفع في قوله:
وأجاز الفراء ما جاءني غيره، خطأ) :
ولا عَيْبَ فيها غيْرَ شُهْلَة عَيْنِها،
كذاك عِتاقُ الطَّيْر شُهْلٌ عيونُها
قال: وبعض بني أَسد وقُضاعة ينصبون غير إِذا كان في معنى إِلاَّ، تَمَّ
الكلامُ قبلها أَو لم يَتِمَّ. ابن سيده: الشَّهَل والشُّهْلة أَقلُّ من
الزَّرَق في الحَدَقة، وهو أَحسن منه، والشُّهْلة أَن يكون سواد العين
بين الحُمْرة والسواد، وقيل: هي أَن تُشْرَب الحَدَقةُ حُمْرةً ليست
خُطوطاً كالشُّكْلة ولكنها قلَّة سواد الحَدَقة حتى كأَنَّ سوادها يَضْرب إِلى
الحمرة، وقيل: هو أَن لا يَخْلُص سوادُها. أَبو عبيد: الشُّهْلة حُمْرة
في سواد العين، وأَما الشُّكْلة فهي كهيئة الحمرة تكون في بياض العين؛
شَهِلَ شَهَلاً واشْهَلَّ، ورَجُل أَشْهَلُ وامرأَة شَهْلاء؛ قال ذو
الرمة:كأَني أَشْهَلُ العَيْنينِ بازٍ،
على عَلْياءَ شَبَّهَ فاسْتَحالا
أَبو زيد: الأَشْهَلُ والأَشْكَلُ والأَسْجَر واحد. وعَيْنٌ شَهْلاء
إِذا كان بياضُها ليس بخالص فيه كُدورة. وفي الحديث: كان رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، ضَلِيعَ الفَم أَشْهَلَ العَيْنين مَنْهُوسَ الكَعْبين؛ وفي
رواية: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَشْكَلَ العينين. قال
شُعْبة: قلت لسِمَاك: ما أَشْكَلُ العينين؟ قال: طويل شَقِّ العين؛ قال:
الشُّهْلة حُمْرة في سواد العين كالشُّكْلة في البياض. والأَشْهَل: رَجُل من
الأَنصار صفة غالبة أَو مُسَمًّى بها؛ فأَما قوله:
حِينَ أَلْقَتْ بِقُباءٍ بَرْكَها،
واسْتَحرَّ القَتْلُ في عَبْدِ الأَشَل
إِنما أَراد عبدَ الأَشهَل، هذا الأَنصاريَّ. ابن السكيت: في فلان
وَلْعٌ وشَهْلٌ أَي كَذِبٌ، قال والشَّهَلُ اختلاط اللونين، والكَذَّاب
يُشَرِّج الأَحاديث أَلواناً. والشَّهْلاءُ: الحاجةُ، يقال: قضَيْتُ من فلان
شهلائي أَي حاجتي؛ قال الراجز:
لم أَقْضِ، حتى ارْتحَلوا، شَهْلائي
من العَرُوب الكاعِبِ الحَسْناءِ
والشَّهْلةُ: العَجوز؛ قال:
باتَتْ تُنَزِّي دَلوَها تَنْزِيّا،
كما تُنَزِّي شَهْلَةٌ صَبِيّا
(* قوله «باتت تنزي دلوها» هكذا في الأصل والمحكم، وهو الموجود في
الاشموني. وفي الصحاح والتهذيب: بات ينزي دلوه، فعلى هذا فيه روايتان).
وقال:
أَلا أَرى ذا الضَّعْفة الهَبِيتا،
يُشاهِل العَمَيْثَل البِلِّيتا
(* قوله «الا ارى إلخ» لعل تخريج هذا هنا من الناسخ وسيأتي محله المناسب
عند قوله والمشاهلة المشاتمة كما في التهذيب).
وقيل: الشَّهْلة النَّصَفُ العاقلةُ، وذلك اسم لها خاصةً لا يوصف به
الرجل. وامرأَة شَهْلة كَهْلة، ولا يقال رجل شَهْلٌ كَهْلٌ، ولا يوصف بذلك
إِلا أَن ابن دريد حكى: رجل شَهْلٌ كَهْل. والمُشاهَلةُ: المشاتمةُ
والمُشارَّة والمُقارَصة، تقول: كانت بينهم مُشاهلةٌ أَي لِحاء ومُقارَصة، وقيل
مُراجعة القول؛ قال أَبو الأَسود العجلي:
قد كان فيما بَيْنَنا مُشاهَله،
ثم تَوَلَّتْ، وهي تمشي البادَلَه
قال ابن بري: صوابه تمشي البازَله، بالزاي: مشْية سريعة. النضر: جَبَل
أَشهَل إِذا كان أَغْبر في بياض، وذِئبٌ أَشْهلُ؛ وأَنشد:
مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ فيه شُهْلةٌ،
شَنِجُ اليَدَين تَخالُه مَشْكولا
وشَهْلُ بن شَيْبان الزَّمَّانيُّ الملقب بفِنْدٍ.
عوم: العامُ: الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة، والجمع أَعْوامٌ، لا
يكسَّرُ على غير ذلك، وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة. قال ابن سيده:
وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه، وكذلك
أَعْوامٌعُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ
لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل، ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ
عائمٌ، وقيل: أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ
شائبٌ وموْتٌ مائتٌ، يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة، فواحدها على هذا عائمٌ؛
قال العجاج:
من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم
من الجوهري: وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس
بإسم، وإنما هو توكيد، قال ابن بري: صواب إنشاد هذا الشعر: ومَرّ
أََعوام؛ وقبله:
كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ
وبعده:
تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ
وعامٌ مُعِيمٌ: كأعْوَم؛ عن اللحياني. وقالوا: ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ
عامِها؛ قال أَبو محمد الحَذْلمي:
قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها
بازِلِ عامٍ، أَو سَديسِ عامِها
ابن السكيت: يقال لقيته عاماً أَوّلَ، ولا تقل عام الأَوّل.
وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً: استأْجره للعامِ؛ عن اللحياني. وعامله
مُعاوَمَةً أَي للعام. وقال اللحياني: المُعَاوَمَةُ
أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل. قال اللحياني: والمُعاومة أَن
يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين، قال: ويقال هو
أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري. وحكى الأَزهري عن أَبي
عبيد قال: أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً،
كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً، والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن
تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة. وفي الحديث: نهى عن
بيع النخل مُعاومةً، وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين
أَو ثلاثاً فما فوق ذلك. ويقال: عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم
تحْمِلْ أُخرى، وهي مُفاعَلة من العام السَّنةِ، وكذلك سانََهَتْ حَمَلتْ
عاماً وعاماً لا. ورَسَمٌ عامِيٌّ: أَتى عليه عام؛ قال:
مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِيُّ
ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع. قال
الأَزهري: قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ، ومعناه العامَ
الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر. ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَتيته
ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام، وقال في
موضع آخر: هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ، وإنما أُنِّث فقيل ذات
العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة. قال
الجوهري: وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام، كما
يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ. وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً: كثر
حَمْله عاماً وقَلَّ آخر. وعاوَمتِ النخلةُ: حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل
آخر. وحكى الأَزهري عن النضر: عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل
عاماً. وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام. قال الأَزهري: وشَحْمٌ
مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام؛ قال أَبو وجزة السعدي:
تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ
عَلافِيفُ قد ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما
أَي شَحْماً مُعَوِّماً؛ وقول العُجير السَّلولي:
رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ، ومَنْ يَكُن
فَتىً عامَ عامَ الماءِ، فَهْوَ كَبِيرُ
فسره ثعلب فقال: العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت،
ويومَ يومَ تقوم.
والعَوْمُ: السِّباحة، يقال: العَوْمُ لا يُنْسى. وفي الحديث: عَلِّموا
صِبْيانكم العَوْم، هو السِّباحة. وعامَ في الماء عَوْماً: سَبَح. ورجل
عَوَّام: ماهر بالسِّباحة؛ وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً؛ قال
الراجز:
وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما
قال ابن سيده: وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل. وفرَس عَوَّامٌ:
جَواد كما قيل سابح. وسَفِينٌ عُوَّمٌ: عائمة؛ قال:
إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ: صاحِبْ، قَوِّمِ
بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ
(* قوله: صاحبْ قوم: هكذا في الأَصل، ولعلها صاحِ مرخم صاحب).
وعامَتِ النجومْ عَوْماً: جرَتْ، وأَصل ذلك في الماء. والعُومةُ، بالضم:
دُوَيبّة تَسبَح في الماء كأَنها فَصٌّ أَسود مُدَمْلكةٌ، والجمع
عُوَمٌ؛ قال الراجز يصف ناقة:
قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه،
فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُه،
حَتى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُه
والعَوّام، بالتشديد: الفرس السابح في جَرْيه. قال الليث: يسمى الفرس
السابح عَوّاماً يعوم في جريه ويَسْبَح.
وحكى الأَزهري عن أَبي عمرو: العامَةُ
المِعْبَر الصغير يكون في الأَنهار، وجمعه عاماتٌ. قال ابن سيده:
والعامَةُ هَنَةٌ تتخذ من أَغصان الشجر ونحوه، يَعْبَر عليها النهر، وهي تموج
فوق الماء، والجمع عامٌ وعُومٌ. الجوهري: العامَةُ الطَّوْف الذي يُرْكَب
في الماء. والعامَةُ والعُوَّام: هامةُ الراكب إذا بدا لك رأْسه في
الصحراء وهو يسير، وقيل: لا يسمى رأْسه عامَةً
حتى يكون عليه عِمامة. ونبْتٌ عامِيٌّ أَي يابس أَتى عليه عام؛ وفي حديث
الاستسقاء:
سِوَى الحَنْظَلِ العامِيِّ والعِلهِزِ الفَسْلِ
وهو منسوب إلى العام لأَنه يتخذ في عام الجَدْب كما قالوا للجدب
السَّنَة. والعامَةُ: كَوْرُ العمامة؛ وقال:
وعامةٍ عَوَّمَها في الهامه
والتَّعْوِيمُ: وضع الحَصَد قُبْضةً قُبضة، فإذا اجتمع فهي عامةٌ،
والجمع عامٌ.
والعُومَةُ: ضرب من الحيَّات بعُمان؛ قال أُمية:
المُسْبِح الخُشْبَ فوقَ الماء سَخَّرَها،
في اليَمِّ جِرْيَتُها كأَنَّها عُوَمُ
والعَوَّامُ، بالتشديد: رجلٌ. وعُوَامٌ. موضع. وعائم: صَنَم كان لهم.