Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تمخض

خجن

الْخَاء وَالْجِيم وَالنُّون

نخج السيلُ فِي سَنَد الْوَادي، يَنْخِج نَخْجا: صَدمه.

ونَخج الرجلُ الْمَرْأَة يَنخُجها نَخجا: نَكَحَهَا.

والنَّخَّاجة: الرشاحة.

والنخج: أَن تَضع المرأةُ السقاء على ركبتيها ثمَّ تمخُضــه.

وَقيل: النَّخْج: أَن تَأْخُذ اللَّبن وَقد راب فتصُبَّ عَلَيْهِ لَبَنًا حَليبا فتخُرجَ الزُّبدة فَشْفَاشَةً لَهَا صلابة.

والنَّخِيجة: زُبْدٌ رَقِيق يخُرج من السقاء إِذا حُمل على بَعير بعد مَا نُزع زُبده الاول، فيُمْخَض فَيخرج مِنْهُ زُبد رَقِيق.

ونَخج الدَّلْو فِي الْبِئْر نَخْجا، ونَخَج بهَا: حرّكها فِيهَا لتمتلئ.

وَزعم يَعْقُوب أَن نون " نخج " بدل من مِيم " مخج ".

مَخَضَ 

(مَخَضَ) الْمِيمُ وَالْخَاءُ وَالضَّادُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى اضْطِرَابِ شَيْءٍ فِي وِعَائِهِ مَائِعٍ، ثُمَّ يُسْتَعَارُ. وَمَخَضْتُ اللَّبَنَ أَمْخُضُهُ مَخْضًا. وَالْمَخْضُ: هَدْرُ الْبَعِيرِ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ، كَأَنَّهُ يَمْخُضُ فِي شِقْشِقَتِهِ شَيْئًا. وَالْمَاخِضُ: الْحَامِلُ إِذَا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ. وَهَذَا أَيْضًا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ، كَأَنَّ الَّذِي فِي جَوْفِهَا شَيْءٌ مَائِعٌ يَــتَمَخَّضُ. وَالْمَخَاضُ: النُّوقُ الْحَوَامِلُ، وَاحِدَتُهَا خَلِفَةٌ. وَيُقَالُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ إِذَا أُرْسِلَ الْفَحْلُ فِي الْإِبِلِ الَّتِي فِيهَا أُمُّهُ: ابْنُ مَخَاضٍ، لَقِحَتْ أُمُّهُ أَمْ لَا.

رَهَأَ 

(رَهَأَ) الرَّاءُ وَالْهَاءُ وَالْهَمْزَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا بِدَخِيلٍ، وَهِيَ الرَّهْيَأَةُ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ اعْتِدَالٍ فِي الشَّيْءِ. فَالرَّهْيَأَةُ: أَنْ يَكُونَ أَحَدُ عِدْلَيِ الْحِمْلِ أَثْقَلَ مِنَ الْآخَرِ. رَهْيَأْتَ حِمْلَكَ; وَرَهْيَأْتَ أَمْرَكَ، إِذَا لَمْ تُقَوِّمْهُ. وَالرَّهْيَأَةُ: الْعَجْزُ وَالتَّوَانِي. وَيُقَالُ تَرَهْيَأَ فِي أَمْرِهِ، إِذَا هَمَّ بِهِ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْهُ. وَمِنْهُ الرَّهْيَأَةُ: أَنْ تَغْرَوْرِقَ الْعَيْنَانِ. وَتَرَهْيَأَتِ السَّحَابَةُ، إِذَا تَمَخَّضَــتْ لِلْمَطَرِ.

رَجَّ 

(رَجَّ) الرَّاءُ وَالْجِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الِاضْطِرَابِ، وَهُوَ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ وَيُقَالُ كَتِيبَةٌ رَجْرَاجَةٌ: تَمَخَّضُ لَا تَكَادُ تَسِيرُ. وَجَارِيَةٌ رَجْرَاجَةٌ: يَتَرَجْرَجُ كَفَلُهَا. وَالرِّجْرِجَةُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ. وَيُقَالُ لِلضُّعَفَاءِ مِنَ الرِّجَالِ الرَّجَاجُ. قَالَ:أَقْبَلْنَ مِنْ نِيرٍ وَمِنْ سُواجِ ... بِالْقَوْمِ قَدْ مَلُّوا مِنَ الْإِدْلَاجِ

فَهُمْ رَجَاجٌ وَعَلَى رَجَاجٍ

وَالرَّجُّ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ; تَقُولُ: رَجَجْتُ الْحَائِطَ رَجًّا، وَارْتَجَّ الْبَحْرُ. وَالرَّجْرَجُ نَعْتٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي يَتَرَجْرَجُ. قَالَ:

وَكَسَتِ الْمِرْطَ قَطَاةً رَجْرَجَا

وَارْتَجَّ الْكَلَامُ: الْتَبَسَ; وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذَا تَعَكَّرَ كَانَ كَالْبَحْرِ الْمُرْتَجِّ. وَالرِّجْرِجَةُ: الثَّرِيدَةُ اللَّيِّنَةُ. وَيُقَالُ: الرَّجَاجَةُ النَّعْجَةُ الْمَهْزُولَةُ; فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَالْمَهْزُولُ مُضْطَرِبٌ. وَنَاقَةٌ رَجَّاءُ: عَظِيمَةُ السَّنَامِ; وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا عَظُمَ ارْتَجَّ وَاضْطَرَبَ. فَأَمَّا قَوْلُهُ:

وَرِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ

فَيُقَالُ هُوَ اللُّعَابُ.

حَمَلَ 

(حَمَلَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى إِقْلَالِ الشَّيْءِ. يُقَالُ حَمَلْتُ الشَّيْءَ أَحْمِلُهُ حَمْلًا. وَالْحَمْلُ: مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَوْ عَلَى رَأْسِ شَجَرٍ. يُقَالُ امْرَأَةٌ حَامِلٌ وَحَامِلَةٌ. فَمَنْ قَالَ حَامِلٌ قَالَ هَذَا نَعْتٌ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْإِنَاثِ. وَمَنْ قَالَ حَامِلَةٌ بَنَاهُ عَلَى حَمَلَتْ فَهِيَ حَامِلَةٌ. قَالَ:

تَمَخَّضَــتِ الْمَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنَى وَلِكُلِ حَامِلَةٍ تِمَامُ

وَالْحِمْلُ: مَا كَانَ عَلَى ظَهْرٍ أَوْ رَأْسٍ. وَالْحَمَالَةُ: أَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ دِيَةً ثُمَّ يَسْعَى عَلَيْهَا، وَالضَّمَانُ حَمَالَةٌ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ.

وَمِمَّا هُوَ مُضَافٌ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى الْمَرْأَةُ الْمُحْمِلُ، وَهِيَ الَّتِي تُنْزِلُ لَبَنَهَا مِنْ غَيْرِ حَبَلٍ. يُقَالُ أَحْمَلَتْ تُحْمِلُ إِحْمَالًا. وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلنَّاقَةِ أَيْضًا. وَالْحُمُولُ: الْهَوَادِجُ، كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَتَحَامَلْتُ، إِذَا تَكَلَّفْتَ الشَّيْءَ عَلَى مَشَقَّةٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الْأَعْشَى:

لَا أَعْرِفَنَّكَ إِنْ جَدَّتْ عَدَاوَتُنَا ... وَالْتُمِسَ النَّصْرُ مِنْكُمْ عِوَضٌ تُحْتَمَلُ

إِنَّ الِاحْتِمَالَ الْغَضَبُ. قَالَ: وَيُقَالُ احْتُمِلَ، إِذَا غَضِبَ. وَهَذَا قِيَاسٌ صَحِيحٌ، لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: احْتَمَلَهُ الْغَضَبُ، وَأَقَلَّهُ الْغَضَبُ، وَذَلِكَ إِذَا أَزْعَجَهُ. وَالْحِمَالَةُ وَالْمِحْمَلُ عِلَاقَةُ السَّيْفِ. وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

وَالْحَمُولَةُ: الْإِبِلُ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْأَثْقَالُ، كَانَ عَلَيْهَا ثِقْلٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَالْحَمُولَةُ: الْإِبِلُ بِأَثْقَالِهَا، وَالْأَثْقَالُ أَنْفُسُهَا حَمُولَةٌ. وَيُقَالُ أَحْمَلْتُ فُلَانًا، إِذَا أَعَنْتَهُ عَلَى الْحَمْلِ. وَحَمِيلُ السَّيْلِ: مَا يَحْمِلُهُ مِنْ غُثَائِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» ". فَالْحَمِيلُ: مَا حَمَلَهُ السَّيْلُ مِنْ غُثَاءٍ. وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِلدَّعِيِّ حَمِيلٌ. قَالَ الْكُمَيْتُ يُعَاتِبُ قُضَاعَةَ فِي تَحَوُّلِهِمْ إِلَى الْيَمِينِ:

عَلَامَ نَزَلْتُمُ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ ... وَلَا ضَرَّاءَ مَنْزِلَةِ الْحَمِيلِ

فَأَمَّا قَوْلُهُمُ الْأَحْمَالُ - وَهُمْ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ، وَهُمْ ثَعْلَبَةُ وَعَمْرٌو وَالْحَارِثُ أَبُو سَلِيطٍ وَصُبَيْرٌ - فَيُقَالُ إِنَّ أُمَّهُمْ حَمَلَتْهُمْ عَلَى ظَهْرٍ فِي بَعْضِ أَيَّامِ الْفَزَعِ، فَسُمُّوا الْأَحْمَالَ. وَإِيَّاهُمْ أَرَادَ جَرِيرٌ بِقَوْلِهِ:

أَبَنِي قُفَيْرَةَ مَنْ يُوَرِّعُ وِرْدَنَا ... أَمْ مَنْ يَقُومُ لِشِدَّةِ الْأَحْمَالِ

وَيُقَالُ أَدَلَّ عَلَيَّ فَحَمَلْتُ إِدْلَالَهُ وَاحْتَمَلْتُ إِدْلَالَهُ، بِمَعْنًى. وَقَالَ:

أَدَلَّتْ فَلَمْ أَحْمِلْ وَقَالَتْ فَلَمْ أُجِبْ ... لَعَمْرُ أَبِيهَا إِنَّنِي لَظَلُومُ

وَالْقِيَاسُ مُطَّرِدٌ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ. فَأَمَّا الْبَرَقُ فَيُقَالُ لَهُ حَمَلٌ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَمْلِ، كَأَنَّهُ يُقَالُ حَمَلَتِ الشَّاةُ حَمْلًا، وَالْمَحْمُولُ حَمْلٌ وَحَمَلٌ؛ كَمَا يُقَالُ نَفَضْتُ الشَّيْءَ نَفْضًا وَالْمَنْفُوضُ نَفَضٌ، وَحَسَبْتُ الشَّيْءَ حَسْبًا. وَالْمَحْسُوبُ حَسَبٌ، وَهُوَ بَابٌ مُسْتَقِيمٌ. ثُمَّ يُشَبَّهُ بِهَذَا فَيُقَالُ لِبُرْجٍ مِنْ بُرُوجِ السَّمَاءِ حَمَلٌ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

كَالسُّحُلِ الْبِيضِ جَلَا لَوْنَهَا ... ساءِ الْحَمَلِ الْأَسْوَلِ

الطِّبُّ

الطِّبُّ، مُثَلَّثَةَ الطاءِ: عِلاجُ الجِسْمِ والنَّفْسِ، يَطُبُّ ويَطِبُّ، والرِّفْقُ، والسِّحْرُ، وبالكسر: الشَّهْوَةُ، والإِرادةُ، والشَّأنُ، والعادةُ، وبالفتح: الماهِرُ الحاذِقُ بعَمَلِهِ،
كالطَّبيبِ، والبَعيرُ يَتَعَاهَدُ مَوْضِعَ خُفِّه، والفَحْلُ الحاذِقُ بالضِّرابِ، وتَغْطِيَةُ الخُرَزِ بالطِّبابَةِ،
كالتَّطْبِيبِ، وبالضم: ع.
والطِّبَّةُ والطِّبابَةُ، بكسرهما، والطَّبيبةُ: المُسْتَطيلَةُ من الأرضِ والثَّوْبِ والسَّحابِ والجِلْدِ، ج: طِبابٌ وطِبَبٌ.
والطُّبَّةُ، بالضم،
والطِّبابَةُ، بالكسر: السَّيْرُ يكونُ في أسْفَلِ القِرْبَةِ بينَ الخُرْزَتَيْنِ. وما كنْتَ طَبيباً، ولقد طَبِبْتَ، طَبَبْتَ بالكسر والفتح، ج: أطِبَّةٌ وأطِبَّاءُ.
والمُتَطَبِّبُ: مُتَعاطي عِلْمِ الطِّبَّ. و"إن كُنْتَ ذا طِبٍّ فَطِبَّ لعَيْنِكَ"، مُثَلَّثَةَ الطاءِ فيهما.
و"مَنْ أَحَبَّ طَبَّ": تَأنَّى للْأُمور، وتَلَطَّفَ.
وهو يَسْتَطِبُّ لوَجَعِهِ: يَسْتَوْصِفُ.
وطِبابَةُ السماءِ،
وطِبابُها: طُرَّتُها المُسْتَطيلَةُ.
والطَّبْطَبَةُ: صَوْتُ الماءِ، وصَوْتُ تَلاطُمِ السَّيْلِ.
والطَّبْطَابَةُ: خَشَبَةٌ عَريضةٌ يُلْعَبُ بها بالكُرَةِ. وتَزَوَّجَ رَجُلٌ امرأةً، فَهُدِيَتْ إليه، فلما قَعَدَ منها مَقْعَدَه من النِّساءِ، قال لها: أبِكْرٌ أَنْتِ أم ثَيِّبٌ؟ فقالت:
"قَرُبَ طِبُّ"، ويُرْوَى طِبًّا، فَذَهَبَتْ مَثَلاً.
والمُطابَّةُ: المُداوَرَةُ.
والتَّطْبيبُ: أن تُعَلِّقَ السِّقاءَ من عُودٍ ثم تَمْخُضَــه، وأنْ تُدْخِلَ في الدِّيباجِ بَنِيقَةً تُوَسِّعُه بها.
والطَّبْطَبِيَّةُ: الدِّرَّةُ.
وطَبْطَبَ: صَوَّتَ. وطَبَاطَبَا: إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحَسَنِ بنِ الحسن بنِ عَليٍّ، لُقِّبَ به لأنَّهُ كان يُبْدِلُ القافَ طاءً، أو لأنه أُعْطِيَ قَبَاءً فقال: طَبَاطَبَا يُريدُ قَبَاقَبَا.
والطَّبْطابُ: طائرٌ له أُذُنانِ كَبيرَتانِ.

وَطِبَ

(وَطِبَ)
- فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه بْنِ بُسْر «نزَل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي فَقَرَّبْنا إِلَيْهِ طَعَامًا، وَجَاءَهُ بِوَطْبَةٍ فأكَلَ مِنْهَا» رَوَى الحُمَيْدِيّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِهِ «فَقرّبْنا إِلَيْهِ طَعَامًا وَرُطَبةً فَأَكَلَ مِنْهَا» وَقَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِيمَا رَأَيْنَاهُ مِنْ نُسَخ كِتَابِ مُسْلِمٍ «رُطَبَة» بِالرَّاءِ، وَهُوَ تَصْحيف مِنَ الرَّاوي. وَإِنَّمَا هُو بِالْوَاوِ.
وَذَكَرَهُ أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِي وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقانيّ فِي كتابَيْهما بِالْوَاوِ. وَفِي آخِرِهِ:
قَالَ النَّضر : الوَطْبَة: الحَيْسُ، يُجْمَعُ بَيْنَ التَّمر والأقِط والسَّمْن. ونَقَله عَنْ شُعْبة عَلَى الصِّحَّةِ بِالْوَاوِ.
قلتُ: وَالَّذِي قَرَأتُه فِي كِتَابِ مُسْلم «وَطْبَة» بِالْوَاوِ. وَلَعَلَّ نُسَخَ الحُمَيْدِيّ قَدْ كَانَتْ بِالرَّاءِ كَمَا ذُكِرَ. واللَّه أَعْلَمُ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أُتي بوَطْبٍ فِيهِ لَبَنٌ» الْوَطْبُ: الزِّقُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السَّمْن وَاللَّبَنُ وَهُوَ جِلْدُ الجَذع فَمَا فَوْقَه، وجمْعُه. أَوْطَابٌ ووِطَابٌ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ «خَرَج أَبُو زَرْعٍ والأوْطَابُ تُمْخَضُ لِيَخْرُجَ زُبْدُها» .

أَنى

(أَنى) تَأَخّر وَأَبْطَأ وَفِيه قصر وَالشَّيْء أَخّرهُ
(أَنى) : أَنَيْتَ عَنِّي اليومَ إِنىً شَدِيداً: أًي أَبْطَأْتَ، مثل: آنَيْتَ وأَنَّيْتَ.
(أَنى)
تكون شَرْطِيَّة بِمَعْنى أَيْن نَحْو أَنى تبحث تَجِد فَائِدَة واستفهامية بِمَعْنى من أَيْن نَحْو {يَا مَرْيَم أَنى لَك هَذَا} وَبِمَعْنى مَتى نَحْو أَنى جِئْت وَبِمَعْنى كَيفَ نَحْو {أَنى يحيي هَذِه الله بعد مَوتهَا}

(أَنى)
أنيا وإنى وأناة حَان وَقرب يُقَال أَنى لَك أَن تفعل وألم يَأن لَك أَن تفعل وَأدْركَ ونضج يُقَال انْتظر إنى الطَّعَام وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {غير ناظرين إناه} وتمهل وترفق والسائل بلغ غَايَة الْحَرَارَة وَالشَّيْء أنيا تَأَخّر وَأَبْطَأ
أَنى
: (ي (} أَنَى الشَّيءُ {أَنْياً) ، بالفتْحِ، (} وأناءً) ، كسَحابٍ؛ كَمَا فِي النسخِ والصَّوابُ {أَنَّى مَفْتوحاً مَقْصوراً كَمَا فِي المُحْكَم؛ (} وإنىً، بالكسْرِ) مَقْصوراً، (وَهُوَ {أَنِيٌّ، كغَنِيَ) : أَي (حانَ.
(و) إنَى أَيْضاً: أَي (أَدْرَكَ) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {غَيْر ناظِرِينَ} إناءهُ} ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(أَو خاصٌّ بالنَّباتِ) ؛ قالَ الفرَّاءُ: يقالُ: أَلَمْ {يَأْنِ لكَ وأَلَمْ} يَئِنْ لَك وألم ينل. وأَجْوَدُهُنَّ مَا نَزَلَ بِهِ القُرْآن، يعْنِي قَوْلَه تَعَالَى: {أَلَمْ يَأْنِ للَّذين آمَنُوا} ؛ هُوَ من أَنَى {يَأْني.
وآنَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ} وأَنَى لَكَ ونَالَ وأنال لَكَ، كُلُّهُ بمعْنىً واحِدٍ أَي حانَ لَكَ.
وَفِي حدِيثِ الهجْرَةِ: (هَل أَنَى الرَّحيلُ) ، أَي حانَ وَقْتُه؛ وَفِي رِوايَةٍ: (هَل آنَ) ، أَي قَرُبَ.
وقالَ ابنُ الأَنْبارِي: الأَنَى من بلُوغِ الشيءِ مُنْتهاه، مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ، وَقد أَنَى يَأْني؛ قالَ عَمْرُو بنُ حَسَّان:
تَمَخَّضَــتِ المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ
أَنى ولكُلِّ حامِلَةٍ تَمامُأَي أَدرَكَ وبَلَغَ.
(والاسمُ: {الأَناءُ، كسَحابٍ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للحُطَيْئة:
وأَخَّرت العَشاءَ إِلَى سُهَيْل
أَو الشِّعْرى فطالَ بيَ الأَناءُ قُلْتُ: هُوَ اسمٌ مِن} آناهُ {يُؤْنِيه أذا أَخَّرَه وحَبَسَهُ وأَبْطَأَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وسِياقُ المصنِّف يَقْتَضي أنَّه اسمٌ من أَنَى يَأْني وليسَ كَذلِكَ، ويدلُّ على ذلِكَ رِوايَةُ بعضِهم.
} وآنَيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ فتأَمَّل.
(و) {الإناءُ، (بالكسْرِ) والمدِّ: (م) مَعْروفٌ، (ج} آنِيَةٌ) ، كرِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ، (وأَوانٍ) جَمْعُ الجَمْعِ كسِقاءٍ وأَسقِيَةٍ وأَساقٍ، وإنَّما سُمِّي الإناءُ! إِنَاء لأنَّه قد بَلَغَ أنْ يُعْتَمل بِمَا يُعانَى بِهِ من طَبْخٍ أَو خَرْزٍ أَو نِجَارَةٍ، والألِفُ فِي آنِيَةٍ مُبْدلةٌ مِن الهَمْزةِ وليسَتْ بمخَفَّفَةٍ عَنْهَا لإنْقِلابِها فِي التّكْسِير واواً، وَلَوْلَا ذلِكَ لحكم عَلَيْهِ دونَ البَدَلِ لأَنَّ القَلْبَ قياسِيٌّ والبَدَلَ مَوْقوفٌ. ( {وأَنَى الحميمُ) } أَنْياً: (انْتَهَى حَرُّهُ، فَهُوَ {آنٍ) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {يَطُوفونَ بَيْنها وبينَ حَمِيمٍ آنٍ} ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ: أَنَى الماءُ: سَخُنَ وبلغَ فِي الحرَارَةِ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {تُسْقَى مِن عينٍ} آنِيَةٍ} ، أَي مُتناهِيَةٍ فِي شدَّة الحرِّ؛ وكذلِكَ سائِرُ الجواهِر (وبَلَغَ هَذَا) الشَّيءُ ( {أَناهُ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) : أَي (غايَتَهُ، أَو نُضْجَهُ وإِدراكَهُ) وبلوغَهُ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {غَيْر ناظِرينَ إناهُ} .
(} والأناةُ، كقَناةٍ: الحِلْمُ والوَقارُ، {كالأَنَى) ، كعلى؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ (و) قالَ الأصْمعيُّ:} الأَناةُ مِن النِّساءِ: (المرْأَةُ) الَّتِي (فِيهَا فُتُورٌ عِنْدَ) ، ونَصّ الأصْمعيّ عَن، (القيامِ) {وَتَأَنٍّ، قالَ أَبو حيَّة النميري:
رَمَتْه} أَناةٌ من رَبيعَةِ عامِرٍ
نَؤُومُ الضُّحَى فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم والوَهْنَانَةُ نَحْوها.
وقالَ سِيْبَوَيْهِ: أَصْلُه وَناةٌ مثْلُ أَحَدَ ووَحَد، من الوَنَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الليْثُ: يقالُ للَمَرْأَةِ المُبارَكَةِ الحَلِيمةِ المُواتِيةِ أَناةٌ، والجَمْعُ أَنواتٌ. قالَ: وقالَ أَهْلُ الكُوفَةِ إِنَّما هِيَ الوَناةُ مِن الضَّعْفِ، فهَمَزُوا الواوَ.
وقالَ أَبو الدُّقَيْش: هِيَ المُبارَكَة، وقيلَ: هِيَ الرَّزِينَةُ لَا تَصْخَبُ وَلَا تُفْحِشُ؛ قالَ الشاعِرُ: أَناةٌ كأنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها
وريحَ خُزامَى الطَّلِّ فِي دَمِثِ الرَّمْل (ورجُلٌ آنٍ) ، على فاعلٍ: (كثيرُ الحِلْمِ) والأناةِ.
( {وأَنِيَ) الرَّجُلُ، (كسَمِعَ) أنياً (} وتَأَنَّى) {تأَنِّياً (} واسْتَأْنَى) : أَي (تَثَبَّتَ) .
وَفِي الصِّحاح: {تَأَنَّى فِي الأَمْرِ، أَي تَنَظَّرَ وتَرَفَّقَ.
} واسْتأْنَى بِهِ: أَي انْتَظَرَ بِهِ. يقالُ: {اسْتُؤْنيَ بِهِ حَوْلاً؛ والاسمُ الأَناةُ، كقَناةٍ. يقالُ:} تَأَنَّيْتُكَ حَتَّى لَا أَناةَ بِي، انتَهى.
وَفِي حدِيثِ غزْوَةِ حُنَيْن: (وَقد كنتُ {اسْتَأْنَيْتُ بكُم) ، أَي انْتَظَرْتُ وتَرَبَّصْتُ.
وقالَ اللَّيْثُ: اسْتَأَنَيْتُ بفلانٍ، أَي لم أُعْجِلْه.
ويقالُ:} اسْتَأْنِ فِي أَمْرِكَ، أَي لَا تَعْجَل؛ وأَنْشَدَ:
اسْتَأْن تَظْفَرْ فِي أُمورِكَ كلِّها
وَإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتَوَكَّلِ (وأَنَى) الرَّجُلُ ( {أُنِيّاً، كجَثَى جُثِياً، و) } أَنِيَ {إنىً مثْلُ (رَضِيَ رِضاً، فَهُوَ} أَنِيُّ) ، كغَنِيَ: (تأَخَّرَ وأَبْطَأَ) .
وقالَ اللَّيْثُ: أَنَى الشيءُ يَأْنِي أُنِيّاً إِذا تَأَخَّر عَن وَقْتِه؛ وَمِنْه قَوْله:
والزادُ لَا آنٍ وَلَا قَفارُ أَي لَا بطيءٌ وَلَا جَشِبٌ غَيْر مَأْدُومٍ؛ وَمن هَذَا يقالُ: تَأَنَّى فلانٌ إِذا تمَكَّثَ وتَثَبَّتَ وانْتَظَرَ.
وشاهِدُ أَنِيّ، كغَنِيَ، قَوْل ابْن مُقْبِل:
ثمَّ احْتَمَلْنَ! أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ
مِثْل المَخارِيفِ من جَيلانَ أَو هَجَرا ( {كأَنَّى} تَأنِيَةً) . يقالُ: {أَنَّيْتُ الطَّعامَ فِي النارِ، إِذا أَطَلْت مكْثَه؛} وأَنَّيْتُ فِي الشيءِ: إِذا قَصَّرْت فِيهِ، ورَوَى أَبو سعيدٍ بيتَ الحُطَيْئة:
وأَنَّيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ ( {وآنَيْتُهُ} إِيناءً) : أَخَّرْته وحَبَسْته وأَبْطَأْت بِهِ. يقالُ: لَا {تُؤْنِ فُرْصَتَك، أَي لَا تُؤَخّرها إِذا أَمْكَنَتْك.
وكلُّ شيءَ أَخَّرتَه فقد} آنَيْتَه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت:
ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طاهِياً
عَجِلْتُ إِلَى مُحْوَرِّها حِينَ غَرغَراوالاسمُ مِنْهُ {الأَناءُ كسَحابٍ؛ وَمِنْه قَوْلُ الحُطَيْئة:
} وآنَيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: {آنَيْتُ وأَنَّيْتُ بمعْنىً واحِدٍ.
وَفِي حديثِ صلاةِ الجُمْعَةِ (رأَيْتك آنَيْتَ وآذَيْتَ) . قالَ الأصْمعيُّ: أَي أَخَّرْتَ المَجِيءَ وأَبْطَأْتَ وآذَيْتَ الناسَ بتَخَطِّي الرِّقاب.
(} والأَنْيُ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عبيدَةَ، ( {والأَناءُ) ، كسَحابٍ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} الإنْيُ بالكَسْرِ مَقْصوراً نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الأخْفَش؛ (والإِنْوُ، بالكسْرِ) حَكَاها الفارِسِيُّ عَن ثَعْلَب، وَقد أَفْرَدَها المصنِّفُ بتَرْجَمَةٍ، وحَكَاها أَيْضاً الأَخْفَشُ؛ (الوَهْنُ والسَّاعَةُ من اللّيْلِ، أَو ساعَةٌ مَّا) أَيّ ساَعةٍ كانتْ (مِنْهُ) .
يقالُ: مَضَى إنْيانِ مِنَ الليْلِ وإِنْوانِ.
وَفِي التَّنْزيلِ: {ومِن {آناءِ الليْلِ} ؛ قالَ أَهْلُ اللغةِ مِنْهُم الزجَّاجُ:} آناءُ الليلِ ساعَاتُه، واحِدُها إِنْيٌ {وإِنىً، فمَنْ قالَ} إنيٌ فَهُوَ مثْلُ نِحْيٍ وأَنْحاءٍ، ومَنْ قالَ {إِنىً فَهُوَ مْثلُ مِعىً وأَمْعاءٍ؛ قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ:
السالكُ الثَّغْرَ مَخْشِيّاً مَوارِدُه
فِي كُلِّ إِنْيٍ قَضاهُ الليْلُ يَنْتَعِلُقالَ الأزْهرِيّ: كَذَا رَوَاهُ ابنُ الأنْبارِي؛ وأَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
حُلْو ومُرٌّ كقِدْحِ العَطْفِ مِرَّتُه
فِي كلِّ إنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُوقالَ ابنُ الأنْبارِي: واحِدُ آناءِ الليْلِ على ثلاثَةِ أَوْجُه: أنْي بسكونِ النونِ، وإِنىً بكسْرِ الألفِ، وأَنىً بفتْحِ الألفِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ فِي} الإِنَى:
أَتَمَّتْ حَمْلَها فِي نصفِ شهْرٍ
وحَمْلُ الحامِلاتِ إنىً طويلُومَضَى إنْوٌ مِن الليْلِ: أَي وَقْتٌ، لُغَةٌ فِي إنْي.
قالَ أَبو عليَ: وَهَذَا كقَوْلهم جَبَوْت الخَراجَ جِباوَةً، أُبْدِلَتِ الواوُ من الياءِ.
( {والإِنَى، كإلَى وعَلى: كُلُّ النَّهارِ، ج آناءٌ) ، بالمدِّ.
(} وأُنِيٌّ {وإِنيٌّ) ، كعُتِيَ بالضمِّ والكسْرِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
يَا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّ
وهُوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ} الأُنِيُّ يقولُ: فِي أَيِّ ساعَةٍ جِئْته وَجَدْته يَضْحَك.
(! وأُنَا، كَهُنا أَو كَحَتَّى، أَو بكَسْرِ النونِ المُشَدَّدَةِ: بِئْرٌ بالمَدينَةِ لبنِي قُرَيْظَةَ) ، وَهُنَاكَ نَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا فَرَغَ مِن غزْوَةِ الخنْدَقِ وقَصَدَ بَني النَّضِير؛ قالَهُ نَصْر وضَبَطَه بالضمِّ وتَخْفيفِ النُّونِ. وَمِنْهُم مَنْ ضَبَطَه بالموحَّدَةِ كحَتَّى وَقد تقدَّمَ.
(و) {أُنَا، كهُنَا: (وادٍ بطَريقِ حاجِّ مِصْرَ) قُرْبَ السَّواحِل بينَ مَدْيَن والصَّلا؛ عَن نَصْر؛ وَإِلَيْهِ يُضَافُ عينُ} أُنَى؛ وبعضُهم يقولُ: عينُ وَنَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَنَى يَأْنى أَنْياً: إِذا رَفَقَ، {كتَأَنىَّ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وحكَى الفارِسِيُّ: أَتَيْتَه} آنِيَةً بعد آنِيَةٍ، أَي تارَةً بعد تارَةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ بَنى من الإِنَى فاعِلَة، والمَعْروفُ آوِنَة.
ويقالُ: لَا تَقْطَعْ {إنَاتَك، بالكسْرِ، أَي رَجاكَ} وآناهُ: أَبْعَده مِثْل {أَناءه؛ وأَنْشَدَ يَعْقوبُ للسلمية:
عَن الأَمْرِ الَّذِي} يُؤْنِيكَ عَنهُ
وعَن أَهْلِ النَّصِيحةِ والودادِويَقُولُونَ فِي الإنْكارِ والاسْتِبعادِ: {إِنَيْه، بكسْرِ الألِفِ والنُّونِ وسكونِ الياءِ بَعْدها هَاء، حَكَى سِيْبَوَيْه: أنَّه قيلَ لأَعرابيَ سَكَنَ البَلَدَ: أَتَخْرج إِذا أخْصَبَتِ البادِيَةُ؟ فقالَ: أَأنا إِنِية؟ يعْنِي أَتَقُولُونَ لي هَذَا القَوْل وأَنا مَعْروفٌ بِهَذَا الفِعْل؟ أَنْكَر اسْتِفهامَهم إيَّاه. وَهَذِه اللَّفْظَةُ قد وَرَدَتْ فِي حدِيثِ جُلَيْبِيب فِي مُسْندِ أَحْمد، وفيهَا اخْتِلافٌ كثيرٌ، رَاجع النِّهَايَة.
} وآنِيُ بالمدِّ وكسْرِ النونِ: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ، ومَدينَةٌ بأَرْضِ إرْمِينِيَة بينَ خلاط وكنجة، عَن ياقوت.

ي

ي
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّامن والعشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ غاريّ (من الغار ومقدّم اللّسان)، بين الشِّدَّة والرَّخاوة، مُرقَّق. 

ي2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ضمير رفع متَّصل للمفردة المؤنَّثة المخاطبة "تكتبين- اكتبي".
2 - ضمير نصب للمفرد المتكلِّم، وغالبا ما يسبقه نون الوقاية، وقد يأتي بدونها "أعلمني- {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} ".
3 - ضمير جرّ للمفرد المتكلِّم "بي- قلمي في جيبي- *ليلاي منكن أم ليلى من البشر*: قصدَ بالإضافة إلى المعرفة إزالة الغموض".
4 - حرف مضارعة للغائب، يُفتح وجوبا إن كان الفعل غير رباعي، ويضمّ إن كان رباعيًّا "يَحْدُث: مضارع حدَث الثلاثيّ- يُحدِث: مضارع أحدث الثلاثيّ المزيد بالهمزة".
5 - حرف يكون علامة على التثنية في النصب والجرِّ، ويفتح ما قبله وجوبا "قرأت الكتابَيْنِ- احتفظت بالكتابَيْنِ".
6 - حرف يكون علامة على جمع المذكَّر السالم في حالتي النصب والجرِّ، ويكسر ما قبله وجوبا "ترتقي المدرسة بالمعلِّمِينَ- رأيت المعلِّمينَ".
7 - حرف يدلّ على التصغير "قُلَيم: تصغير قَلَم".
8 - حرف يكون للنِّسبة إذا كان مشدّدًا "مصرِيّ".
9 - حرف للإطلاق والإشباع.
10 - حرف يكون علامة على الجرّ في الأسماء الخمسة "تحدثت مع أخيك". 
ي:
ي: تحريف يا (الملابس عند العرب، 26، عدد 2).
الياء: حرف ينبه به من يكون بمسمع من المنبه ليقبل على الخطاب. وقال ابن الكمال. أصله لنداء البعيد، وأما نداء الداعي المتضرع لربه يقوله يا رب مع علمه بأنه أقرب إليه من حبل الوريد فلهضم نفسه استحقارا لها، واستبعادا من مظان القربى والزلفى.

ي


ي
a. Ya . The twenty-eighth letter of the alphabet. Its numerical value is Ten
(يُ2ُ3).
ي
a. My ( contracted in the vocative into
( يَ2ِ3َ).
b. ( after verbs or preps. ), Me.
يَا (a. vocative particle ), Ho! Oh!
يَا زَيْدُ أَقْبِل
a. Oh, Zaid come here!

يَا لَهُ رَجُلًا
a. omicron, what a man!

يَا لَيْتَ
a. Would that!
الياءُ: حرفُ هِجاءٍ من المَهْموسةِ، وهي التي بين الشَّديدةِ والرِخْوةِ، ومن المُنْفَتِحةِ، ومن المُنْخَفِضَةِ، ومن المُصْمَتَةِ،
يقال: يَيَّيْتُ ياءً: كتَبْتُها، وتأتي على ثلاثةِ أوْجُهٍ: تكونُ ضميرَاً للمُؤَنَّثَةِ: كتَقُومِينَ وقُومِي، وحَرْفَ إنْكارٍ، نحوُ: أزَيْدَنِيهِ، وحَرْفَ تَذْكارٍ، نحوُ: قَدِي.
(الْيَاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. وَهِيَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ وَمِنْ حَرْفِ الْمَدِّ اللَّيِّنِ. وَقَدْ يُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُتَكَلِّمِ الْمَجْرُورِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى كَقَوْلِكَ: ثَوْبِي وَغُلَامِي. إِنْ شِئْتَ فَتَحْتَهَا وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَهَا. وَلَكَ أَنْ تَحْذِفَهَا فِي النِّدَاءِ خَاصَّةً، تَقُولُ: يَا قَوْمِ وَيَا عِبَادِ بِالْكَسْرِ فَإِنْ جَاءَتْ بَعْدَ الْأَلِفِ فَتَحْتَ لَا غَيْرُ نَحْوُ عَصَايَ وَرَحَايَ وَكَذَا إِنْ جَاءَتْ بَعْدَ يَاءِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22] وَكَسَرَهَا بَعْضُ الْقُرَّاءِ وَلَيْسَ بِوَجْهٍ. وَقَدْ يُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُتَكَلِّمِ الْمَنْصُوبِ مِثْلُ نَصَرَنِي وَأَكْرَمَنِي وَنَحْوِهِمَا. وَقَدْ تَكُونُ عَلَامَةً لِلتَّأْنِيثِ كَقَوْلِكَ: افْعَلِي وَأَنْتِ تَفْعَلِينَ. وَتُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى الْيَاءِ يَاوِيَّةً. وَ (يَا) حَرْفٌ يُنَادَى بِهِ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

يَا لَكَ مِنْ قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ
هِيَ كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: «أَلَا يَا اسْجُدُوا لِلَّهِ» بِالتَّخْفِيفِ مَعْنَاهُ ألَا يَا هَؤُلَاءِ اسْجُدُوا فَحَذَفَ فِيهِ الْمُنَادَى اكْتِفَاءً بِحَرْفِ النِّدَاءِ كَمَا حَذَفَ حَرْفَ النِّدَاءِ اكْتِفَاءً بِالْمُنَادَى فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} [يوسف: 29] لِأَنَّ الْمُرَادَ مَعْلُومٌ. وَقِيلَ: إِنَّ يَا هَاهُنَا لِلتَّنْبِيهِ كَأَنَّهُ قَالَ: أَلَا اسْجُدُوا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ يَا لِلتَّنْبِيهِ سَقَطَتْ أَلِفُ اسْجُدُوا لِأَنَّهَا أَلِفُ وَصْلٍ وَسَقَطَتْ أَلِفُ يَا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ الْأَلِفِ وَالسِّينِ. وَنَظِيرُهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

ألَا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ مَيَّ عَلَى الْبِلَى ... وَلَازَالَ مُنْهَلًّا بِجَرْعَائِكِ الْقَطْرُ 
الياءُ: حرفُ هِجاءٍ من المَهْموسَةِ وَهِي الَّتِي بينَ الشَّديدةِ والرِّخْوةِ) ؛
قولُه: مِن المَهْموسَةِ سَهْوٌ مِن قَلَم النَّاسخِ نَبَّه عَلَيْهِ غَالب المحشين؛ ولكنْ هَكَذَا وُجِدَ فِي التكملةِ.
ثمَّ قالَ:) (ومِن المُنْفَتِحةِ ومِن المُنْخَفِضَةِ (ومِن المُصْمَتَةِ) ، قالَ: وَقد ذَكَرَ الجَوْهرِي المَهْموسَة، وذَكَرْت بَقِيّتَها فِي مواضِعِها.
وَفِي البصائِرِ للمصنِّفِ: الياءُ حَرفُ هِجاءٍ شَجَريّ مَخْرجُه مِن مفْتَتَحِ الفمِ جِوَار مَخْرجِ الصَّادِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ يائِيٌّ وياوِيٌّ ويَوِيٌّ.
(يقالُ: يَيّت يَاء) حَسَنَةً وحَسْناءَ: أَي (كَتَبْتُها) .
(وَفِي البصائِرِ للمصنِّفِ: الفِعْلُ مِنْهُ يابَيْتُ، والأصْلُ يَيَّيْتُ اجْتَمَعَتْ أَرْبعُ يَاءَاتٍ مُتَوالِيَة قَلَبُوا الياءَيْن المُتَوسِّطَتَيْن أَلَفاً وهَمْزةً طَلَباً للتَّخْفيفِ. (قُلْتُ: ومَشَى المصنِّفُ فِي كتابِه هَذَا على رأْيِ الكِسائي فإنَّه أَجازَ يَيَّيْتُ يَاء.
(وتأْتي على ثلاثَةِ أَوْجُهٍ:
(تكونُ ضَميراً للمُؤَنَّثِ كتَقُومِينَ) ، للمُخاطبَةِ، (وقُومِي) للأَمْرِ. وَفِي الصِّحاحِ: وَقد تكونُ عَلامَةَ التَّأْنيثِ كقولِكَ: إفْعَلي وأَنتِ تَفْعَلِينَ.
وسَيَأتي للمصنِّفِ تِكْرارَ ذِكْر هَذَا الوَجْه.
(وحَرْفَ إنْكارٍ: نَحْو أَزَيْدَنِيهِ) ؛ وَفِي التهذيبِ: وَمِنْهَا يَاء الاستنكار، كقولِكَ: مَرَرْتُ بالحَسَن، فيقولُ المُجِيبُ مُسْتَنْكِراً لقولهِ: ألحَسَنِيهْ، مدَّ النونِ بياءٍ وأَلْحَقَ بهَا هاءَ الوَقْفِ.
(وحَرْفَ تَذْكارٍ نحوُ: قَدِي) ، وَمِنْه قَوْله:
قدني من نصرالخبيبين قدي وق مَرَّ فِي الَّدالِ.
(يَا: (وَيَا: حَرْفٌ لنِداءِ البَعِيدِ) ؛ وإيَّاه أَلغَزَ الحَرِيرِي فِي مَقامَاتِه فَقَالَ: وَمَا العَامِل الَّذِي يَتَّصِل آخِرُه بأَوَّلِه ويَعْمَل مَعْكوسُه مِثْلَ عَمَل وَهُوَ يَاء ومَعْكوسُها، أَي وكِلْتاهُما مِن حُروفِ النِّداءِ، وعَمَلُها فِي الاسمِ المُنادَى على حُكْمٍ واحِدٍ، وَإِن كانتْ يَا أَجْمَل فِي الكَلامِ وأَكْثَر فِي الاسْتِعمالِ، وَقد اخْتارَ بعضُهم أَن يُنادِي بأَي القَرِيب فَقَط كالهَمْزةِ انتَهَى؛ وَقَالَ ابنُ الحاجِبِ فِي الكافِيَةِ: حُروفُ النِّداءِ خَمْسةٌ: يَا وأيا وهيا وأَي والهَمْز للقَرِيبِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشري فِي المُفَصَّل: يَا وأَيا وهيا للبَعِيدِ أَو لمَنْ هُوَ بمنْزِلَةِ البَعيدِ مِن نائِمٍ أَو ساهٍ؛ وَإِلَيْهِ يُشِيرُ قَوْل المصنِّفِ؛ (حَقِيقَةً أَوْ حُكماً وَقد يُنادَى بهَا القَرِيبُ تَوْكيداً) ؛ ومِن ذلكَ قولُ الدَّاعِي: يَا الله يَا رَبّ، وَقد يكونُ ذلكَ هضماً لنَفْسِ الدَّاعِي لكَمالِ تَقْصِيرِه وبُعْده عَن مَظانَّ القبولِ، وَهَذَا لَا يَــتَمَخض إلاَّ على مَا مَشَى عَلَيْهِ المصنِّفُ، كَوْنه لنِداءِ البَعِيدِ. وأَمَّا على قوْلِ ابنِ الحاجبِ القَائِل بالأعميّةِ فَلَا يحتاجُ إِلَى ذلِكَ؛ (وَهِي مُشْتَرَكةٌ بينَهما) ، أَي بينَ البَعِيدِ والقرِيبِ، (أَو بَيْنَهما وبينَ المُتَوسِّطِ) ؛ وَقَالَ ابنُ كَيْسان: فِي حُروفِ النِّداءِ ثمانِيَةُ أَوْجُهٍ: يَا زَيْدُ ووا زَيْدُ وأَزَيْدُ وأَيا زَيْدُ وهَيا زَيْدُ وأَيْ زَيْدُ وآزَيْدُ وآي زَيْدُ، ولكلَ شواهِدُ مَرَّ ذِكْرُها؛
(وَهِي أَكْثَرُ حُروفِ النِّداءِ اسْتِعْمالاً، وَلِهَذَا لَا يُقَدَّرُ عنْدَ الحذْفِ سِواها، نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا} ، أَي يَا يُوسُفُ.
قالَ الأزْهرِي: ورُبَّما قَالُوا: فلانٌ بِلا حَرْفِ النِّداءِ، أَي يَا فُلانِ.
(وَلَا يُنادَى اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى، والاسْمُ المُستغاثُ، وأَيُّها وأَيَّتُها إلاَّ بهَا وَلَا المَنْدوبُ إلاَّ بهَا أَوْ بِوَا) ، كَمَا تقدَّمَ.
وَفِي اللُّبابِ: وَلَا يجوزُ حَذْف حَرْف النِّداءِ إلاَّ مِن اسْم الجِنْسِ واسْمِ الإشارَةِ والمُسْتغاثِ والمَنْدوبِ لمَا فِي الأوَّلَيْنِ مِن وُجُوهِ الحَذْفِ، وَفِي الثانيين مِن التَّخْفِيفِ المُنافى لمقْتَضاهُما نحوُ: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا، وأَيُّها الرَّجُلُ، ومِثْل أَصْبح لَيْل، وافْتَد مَخْنُوق، وأَعْور عَيْنك، وَالْحجر شَاذ وَالْتزم حَذْفه فِي اللَّهُمَّ لوُقُوعِ الميمِ خَلَفاً عَنهُ.
(وَإِذا وَلِيَ يَا مَا ليسَ بمُضافٍ كالفِعْلِ فِي) قَوْله تَعَالَى: {أَلاَ يَا اسْجُدوا} ، بالتَّخْفِيفِ فِي قِراءَةِ مَنْ قَرَأَ لَهُ؛ (وقولُه) ، أَي الشمَّاخ:
(أَلاَ يَا اسْقِياني قبلَ غارةِ سِنْجالِ) وَقبل منا غادياتٍ وأوجالِ ويُرْوَى أَلاَ يَا اصْبِحاني، ويُرْوَى: وآجالِ وسِنْجالِ، مَوْضِع؛ ذُكِرَ فِي مَوْضِعه؛
(والحَرْفِ فِي نحوِ) قَوْله تَعَالَى: 2 {يَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَهم} ، والْحَدِيث: ((يَا رُبَّ كاسِيَةٍ فِي الدُّنْيا عاريَةٌ يومَ القِيامَةِ) ؛ قد ذُكِرَ فِي المُعْتل.
(والجُمْلَةِ الإسْمِيَّةِ نحوُ) قولِ الشَّاعرِ:
(يَا لَعْنَةُ اللَّهِ والأَقْوامِ كُلِّهِمِ (والصالِحِينَ على سَمْعانَ مِنْ جارِ) (فَهِيَ) فِي كلِّ مَا ذُكِرَ (للنِّداءِ، والمُنادَى مَحْذوفٌ) عنْدَ الدَّلالةِ.
قَالَ الجَوْهري: وأَمَّا قولُه تَعَالَى: {ألاَ يَا اسْجُدوا للَّهِ} بالتَّخْفيفِ، فالمَعْنى أَلا يَا هَؤُلاء اسْجُدوا، فحُذِفَ المُنادَى اكْتِفاء بحرّفِ النِّداءِ كَمَا حُذِفَ حِرْفُ النِّداءِ اكْتِفاءً بالمُنادَى فِي قولِه تَعَالَى: {يُوسَفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا} إِذْ كانَ المُرادُ مَعْلوماً؛ وَقَالَ بعضُهم: إنَّ يَا فِي هَذَا المَوْضِعِ إنَّما هُوَ للتَّنْبيهِ كأَنَّه قَالَ: أَلاَ اسْجُدُوا، فلمَّا أُدْخل عَلَيْهِ يَا للتَّنْبيهِ سَقَطَتِ الألفُ الَّتِي فِي اسْجُدُوا لأنَّها أَلفُ وَصْلٍ، وذَهَبتِ الألفُ الَّتِي فِي يَا لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ لأنَّها والسِّين ساكِنَتانِ، انتَهَى.
وكَذلكَ القَوْلُ فِي بَقِيَّة الأَمْثِلةِ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ من تَقْديرِ المُنادَى: أَلا يَا خَلِيليَّ اسْقِياني، وَيَا قَوْم لَيْتَني، ورُبّ.
(أَو لمُجَرَّدِ التَّنْبيهِ لٍ ئَلاَّ يَلْزَمَ الإجْحافُ بحَذْفِ الجُملٍ ةِ كُلِّها) ؛ وَهُوَ إشارَةٌ إِلَى مَا ذَكَرَه الجَوْهرِي مِن القولِ الثَّانِي فِي الآيةِ.
(أَو إنْ وَلِيَها دُعاءٌ أَو أَمْرٌ فللنِّداءِ) ؛ كَقَوْل ذِي الرُّمَّة:
ألاَ أيا اسْلَمِي يَا دارَ مَيَّ على البِلى (وإلاَّ فللتَّنْبيهِ) . قَالَ شيْخُنا: وَهَذَا القَوْلُ هُوَ المُختارُ مِن الثلاثَةِ لوُجُوهٍ ذَكَرَها شُرَّاح التَّسْهيل. ثمَّ اعْلَم أنَّ المصنِّفٍ ذَكَرَ حَرْفَ النِّداءِ واسْتَطْرَدَ لبعضِ أَحْكامِ المُنادَى مَعَ إخْلالٍ بِأَكْثَرَها وَنحن نلمُّ بهَا بالقَوْلِ المُوجَزِ.
قَالَ صاحِبُ اللّبابِ: إِذا قلْتَ يَا عبْدَ اللَّهِ، فالأصْلُ: يَا إيَّاك أَعْنِي، نَصَّ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، فأُقِيم المُظْهَر مَقام المُضْمَر تَنْبيهاً للمُخاطَبِ أنَّ القَصْدَ يتوجَّه إِلَيْهِ لَا غَيْر، ثمَّ حَذْف الفِعْلِ لازِماً لِنيابَةِ يَا عَنهُ، ولمَا فِي الحذْفِ من رَفْعِ اللّبْسِ بالخَبَرِ؛ وحُكِي يَا إيَّاك، وَقد قَالُوا أَيْضاً يَا أَنْتَ نَظَرٌ إِلَى اللّفْظِ؛ قالَ الشاعرُ:
يَا أَقْرَع بن جابِسِ يَا أَنْتاأَنْتَ الَّذِي طعلَّقْتَ عامَ جِعْتاوقيل: إنَّما نصبَ أيا لأنَّه مُضافٌ وَلَا يَجوزُ نَصْبُ أَنتَ لأنَّه مُفْردٌ ثمَّ إنَّه يَنْتَصِب لَفْظاً كالمُضافِ والمُضارِعِ لَهُ، وَهُوَ مَا تَعَلَّق بشيءٍ هُوَ مِن تمامِ مَعْناه نَحْو: يَا خَيْراً مَن زَيْدٍ وَيَا ضارِباً زَيْداً وَيَا مَضْرُوباً غُلامُه وَيَا حَسَناً وَجْهَ الأخِ وَيَا ثلاثَةَ وثَلاثِيْن اسْمِ رَجُلٍ، وانْتَصَب الأوَّل للنِّداءِ وَالثَّانِي ثباتاً على المِنْهاج الأوَّل الَّذِي قَبْل التَّسْميةِ، أَعْنِي مُتابَعَةَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ فِي الإعْرابِ وَإِن لم يَكُنْ فِيهِ مَعْنى عَطْفٍ على الحَقِيقَةِ؛ والنَّكِرَةُ إمَّا مَوْصُوفَة نَحْو: يَا رَجُلاً صالِحاً، وعَوْد الضَّميرِ مِن الوَصْفِ على لَفْظِ الغيبةِ لَا غَيْر نَحْو:

يَا لَيْلة سَرَقْتها من عُمْري أَو غَيْر مَوْصوفَةٍ كقَوْلِ الأعْمى لمَنْ لَا يَضْبِطه: يَا بَصيراً خُذْ بِيَدِي، ءَو مَحلاًّ كالمُفْردِ المَعْرفَةِ مُبْهماً أَو غَيْرَ مُبْهمٍ فإنَّه يُبْنى على مَا يُرْفَعُ بِهِ نَحْو: يَا زَيْد، وَيَا رَجُلَ، وَيَا أَيّها الرَّجُل، وَيَا زَيْدَانِ، وَيَا زَيْدُونَ، لوُقُوعِه مَوْقِع ضَمِيرِ الخِطابِ، وَلم يُبْنَ المُضافُ لأنَّه إنَّما وَقَعَ مَوْقِعَه مَعَ قَيْدِ الإضافَةِ، فَلَو بُنيْ وَحْدُه كانَ تَقْديماً للحُكْم على العِلَّةِ ونِدَاء العَلَم بَعْد تَنْكِيرِه على رأْيٍ، وأمَّا قولُه
سَلامُ اللَّهِ يَا مَطَر عَلَيْهَا فقَبِيحٌ بَعِيدٌ عَن القِياسِ شَبَّهه ببابِ مَا لَا يَنْصرفُ أَو الدَّاخِل عَلَيْهِ اللاّم الجارَّة للاسْتِغاثَةِ أَو التَّعَجُّبِ، واللاّم مَفْتوحَة بخِلافِ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ فَرْقاً بينَ المَدْعُوِّ والمَدْعُو إِلَيْهِ، والفَتْحة بِهِ أَوْلى مِنْهَا بالمُدْعُو إِلَيْهِ كَقَوْل عُمَر بنِ الخطَّابِ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ: (يَا للَّهِ للمُسْلِمِين وَيَا للْعَجَبِ) ، وقولُهم يَا للبَهِيتَةِ وَيَا للفَلِيتَةِ وَيَا للعَضِيهَةِ على تَرْكِ المَدْعُوِّ، ويَدْخلُ الضَّمِير نحوُ: فيَا لَكَ مِن لَيْلٍ. و:
يَا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ أَو الألِف للاستغَاثَةِ فلالام أَو النُّدْبَة فإنَّه يُفْتَح نَحْو يَا زَيْداهْ والهاءُ للوَقْفِ خاصَّةً وَلَا يَجوزُ تَحْرِيكُه إِلَّا لضَرُورَةٍ نَحْو:
يَا رَبّ يَا رَبَّاه إيَّاك أَسَلْ أَو مَا كانَ مَبْنيّاً قَبْل النِّداءِ تحْقِيقاً أَو تَقْديراً نَحْو: يَا خَمْسَةَ عَشَرَ وَيَا حذامَ وَيَا لكَاعَ، ويجوزُ وَصْفُ المُنادَى المَعْرِفَة مُطْلقاً على الأعْرفِ خِلافاً للأصْمعي لأنَّه وَإِن وَقَعَ مَوْقِعَ مَا لَا يُوصَفُ لم يَجْرِ مَجْراه فِي كلِّ حالٍ وَلم يَصْرِفُوه عَن حُكْمِ الغيبةِ رأْساً لجوازِ عَوْدِ الضَّميرِ إِلَيْهِ بلَفْظِ الغَيبةِ واسْتَثْنى بعضُهم النَّكِرَةَ المُتَعرفَةَ بالنِّداءِ مِثْلُ يَا رَجُلُ فإنَّه ليسَ ممَّا يُوصَفُ. وَقد حَكَى يُونُس: يَا فَاسِق الخَبِيث، وليسَ بقِياسٍ، والعِلَّة اسْتِطالَتهم إيَّاه بوَصْفِه مَعَ مَا ذُكِرَ فِي امْتِناعِ بِناءِ المُضافِ، وأمَّا الْعلم فَلَمَّا لم يَكُنْ مُفِيدا مِن الألْفاظِ وَلَا مَعْنى لَهُ إلاَّ الإشَارَة لم يُسْتَطَل، فَإِذا انْتَهَيْتَ إِلَى الظَّرِيفِ مِن قولِكَ يَا زَيْد الظَّرِيف كأنَّك قلْتَ يَا ظَرِيفُ، فالمُفْرد مِنْهُ أَو مَا هُوَ فِي حُكْم المُفْردِ إِذا كانَ جارِياً على مَضْمومٍ غَيْر مُبْهمٍ جازَ فِيهِ النَّصْبُ حَمْلاً على المَوْضِعِ؛ مِنْهُ قولُه:
فَمَا كَعْب بن مَامَةَ وَابْن سُعْدى
بأَكْرَم مِنْكَ يَا عمر الجَوادَافالرَّفْعُ حَمْلاً على اللَّفْظِ لأنَّ الضمَّ لاطِّردِه هُنَا أَشْبَه الرَّفْع؛ وعَلى هَذَا: زَيْد الكَرِيم الخيم، رَفْعاً ونَصْباً، وَإِذا كانَ مُضافاً أَو لمُضافٍ فالنّصْب ليسَ إلاَّ، نَحْو: يَا زَيْد ذَا الجمةِ وَيَا عَبْدُ اللَّهِ الظَّريف، وَكَذَا سائِرُ التَّوابِعِ إلاَّ البَدَل، وَنَحْو: زَيْد وعَمْرو مِن المَعْطوفاتِ، فإنَّ حُكْمَهما حُكْمُ المُنادَى بعَيْنهِ مُطْلقاً كسائِرِ التَّوابِعِ مُضافَةً، تَقول: يَا زَيْد زَيْد، وَيَا زَيْدُ صاحِب عَمْرو، إِذا أبْدَلْتَ، وَيَا زَيْد وعَمرٍ و، وَيَا زَيْد وعَبْد الله، تَقول: يَا تَمِيم أَجْمَعِين وأَجْمَعُون وكُلّهم أَو كُلّكم، وَيَا غُلام بِشْر أَو بِشْر وأَبا عَبْدِ اللَّهِ، وَجَاز فِي قولِه:
إنِّي وأَسْطارٍ سُطرنَ سطراً
لقائِلٍ يَا نصرُ نصرٌ نصراأَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَيَا عَمْرو والْحَارث. ويختارُ الخَليلُ فِي المَعْطوفِ الرَّفْعَ، وأَبو عَمْرٍ والنَّصْبَ، وأَبو العبَّاس الرَّفْعَ فيمَا يصحُّ نَزْع اللاَّمِ عَنهُ كالحَسَنِ والنَّصْبَ فيمَا لَا يصحُّ كالنجم والصّعْق، وكَذلكَ الرَّجُل حيثُ لم يسوغوا يَا زَيْد ورَجُل، كأَنَّهم كَرِهوا بِناءَهُ مِن غَيْرِ عَلامَة تَعْريفٍ بخِلافِ العلمِ. وَإِذا وُصِفَ المَضْمومُ بابنٍ وَهُوَ بَيْنَ عَلَمَيْن بُني المُنادَى مَعَه على الفَتْح إتْباعاً لحَرَكَةِ الأوَّل حَرَكَة الثَّانِي، وتَنْزِيلاً لَهُما مَنْزلَة كلمةٍ واحِدَةٍ بِخلافِ مَا إِذا لم يَقَعْ، وَكَذَا فِي غَيْرِ النِّداءِ فيُحْذَفُ التَّنْوين مِن المَوْصُوفِ بابنٍ بينَ عَلَمَيْن نَحْو يَا زَيْد بن عَمْرو وَيَا زَيْد ابْن أَخِي، وَهَذَا زَيْد بن عَمْرو وزَيْد ابْن أَخِي، وجَوَّزُوا فِي الوَصْفِ التَّنْوين فِي الضَّرُورَةِ نَحْو:
جَارِيَة من قيس بن ثَعْلَبَة وَلَا يُنادَى مَا فِيهِ الألِف واللاّم كَراهَة اجْتِماع عَلامَتي التَّعْريفِ، بل يتَوَسَّل إِلَيْهِ بالمُبْهم نَحْو: يَا أَيّها الرَّجُل، وَيَا هَذَا الرَّجُل، وأَيّهذا الرّجُل، وَلَا يسوغُ فِي الوصْفِ هُنَا إلاَّ الرَّفْع لأنَّه المَقْصودُ بالنِّداءِ، وَكَذَا فِي تَوابِعِه لأنَّها تَوابِعُ مُعْربٍ، ويدلُّ على إعْرابِه نَحْو:
يَا أَيُّها الجاهِلُ ذُو التنزي وَلِهَذَا وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أنْ يكونَ بمنْزِلَةِ غَيْرِه مِن الأسْماءِ المُسْتَقلّةِ بأَنْفُسِها فجازَ فِي وَصْفِه النَّصْب نَحْو: يَا هَذَا الطَّوِيل، وَيَنْبَغي أَنْ لَا يكون الوَصْفُ فِي هَذَا اسْمَ جِنْسٍ وَلَكِن مُشْتَقّاً لأنَّه لَا يُوصَفُ باسْمِ الجِنْسِ إلاَّ وَهُوَ غيْرُ مَعْلومٍ بتَمامِه وَلَا مُسْتقلٌّ بِنَفْسِه، وَقَالُوا: يَا ألله خاصَّةً حيثُ تَمحضت اللاَّمُ للتَّعْوِيضِ مُضْمحلاً عَنْهَا مَعْنى التَّعْريفِ اسْتِغْناءً بالتَّعْريفِ النُّدائِي، وَقد شَذَّ:
مِن أجْلِكِ يَا الَّتِي تَيَّمَتِ قَلْبي
وأَنتِ بَخِيْلةٌ بالوَصْلِ عَنِّيوأَبْعد مِنْهُ قَوْله:
فيا الغُلامانِ اللَّذَان فَرَّا
إيَّا كُما أَنْ تَكْسَبا ناشِراوإذا كُرِّر المُنادَى فِي حالِ الإضافَةِ جازَ فِيهِ نَصْب الاسْمَيْن على حَذْفِ المُضاف إِلَيْهِ مِن الأوَّل، أَو على إقْحامِ الثَّانِي بينَ المُضافِ والمُضافِ إِلَيْهِ وضَمّ الأوَّل، نَحْو:
يَا تَيْم تَيْم عَدِيّ لَا أَبَا لَكُم وَإِذا أُضِيفَ المُنادَى إِلَى ياءِ المُتَكلِّم جازَ إسْكانُ الياءِ وفَتْحُه كَمَا فِي غَيْرِ النِّداءِ وحذفه اجْتِزاء بالكسْرةِ إِذا كانَ قَبْله كَسْرة، وَهُوَ فِي غَيْر النِّداءِ قَليلٌ، وإبْدالُه أَلفاً وَلَا يَكادُ يُوجَدُ فِي غَيْر النِّداءِ نَحْو: يَا رَبًّا تَجاوَز عنِّي، وَعَلِيهِ يُحْمَلُ الحديثُ أنْفِقْ بِلالاً، فيمَنَ رَوَى) ، وتاء تَأْنِيث فِي يَا أَبَتِ وَيَا أَمَتِ خاصَّةً، وجازَ فِيهِ الحَرَكات الثَّلاث، وحَكَى يُونُسُ يَا أَب وَيَا أُم، والوَقْف عَلَيْهِ بالهاءِ عنْد أَصْحابِنا، وجازَ الألفَ دونَ الياءِ نَحْو:
يَا أَبا عَلَّكَ أَو عَساكَا وقولُها:
يَا أَمتا أبصرني راكبٌ
يَسيرُ فِي مُسْحَنْفرٍ لاحبِويا ابنَ أُمِّ وَيَا ابنَ عَمِّ خاصَّةً مِثْلُ بابِ يَا غُلام. وجازَ الفَتْح كخَمْسَةَ عَشَرَ تَجْعَلُ الاسْمَيْن اسْماً واحِداً. انتَهَى مَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللُّبابِ. وإنَّما ذَكَرْته بكَمالِه لتَمامِ الفائِدَةِ؛ وَهُوَ تاجُ الدِّيْن محمدُ بنُ محمدِ ين أَحمدَ المَعْروفُ بالفاضِلِ، رَحِمَه الله تَعَالَى، وعَلى كتابِه هَذَا شُرُوحٌ عِدَّة.
وَقَالَ الجَوْهري: الياءُ مِن حُروفِ الزِّياداتِ، وَهِي مِن حُروفِ المَدِّ واللِّينِ، وَقد يُكنى بهَا عَن المُتَكلِّمِ المَجْرورِ، ذكرا كانَ أَو أُنْثى، نَحْو قولِكَ ثَوْبي وغُلامِي، وإنْ شِئتَ فَتَحْتَها، وإنْ شِئْتَ سَكَّنْت، ولكَ أَن تَحْذِفَها فِي النِّداءِ خاصَّةً، تَقول: يَا قوْمكِ وَيَا عِبادِ، بالكسْر، فإنْ جاءَتْ بعْدَ الألفِ فتحْتَ لَا غَيْرُ نَحْو عَصايَ ورَحايَ، وكَذلكَ إِن جاءَتْ بعْدَ ياءِ الجَمْعِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمَا أَنتُم بمُصْرِخيّ} ، وأَصْلُه بمُصْرِخِيني، سقطَتِ النونُ للإضافَةِ، فاجْتَمَعَ السَّاكنانِ فحرِّكَتِ الثانيةُ بالفَتْح لأنَّها ياءُ المُتَكلِّم رُدَّتْ إِلَى أَصْلِها، وكَسَرَها بعضُ القُرَّاءِ تَوَهُّماً أَنَّ السَّاكنَ إِذا حُرِّكَ حُرِّك إِلَى الكَسْر، وليسَ بالوَجْه، وَقد يُكْنى بهَا عَن المُتَكلِّم المَنْصوبِ إلاَّ أنَّه لَا بُدَّ مِن أَنْ تُزادَ قَبْلها نُونُ وِقايَةٍ للفِعْلِ ليَسْلَم مِن الجَرِّ، كقولِكَ: ضَرَبَني، وَقد زِيدَتْ فِي المَجْرورِ فِي أَسْماءٍ مَخْصُوصةٍ لَا يُقاسُ عليا نَحْو مِنِّي وعَنِّي ولَدُنِّي وقَطْني، وإنَّما فَعَلُوا ذلكَ ليَسْلَم السُّكون الَّذِي بُنيَ الاسْمُ عَلَيْهِ، انتَهَى.كذلكَ حرفُ الاسْتفهام وحرفُ النَّفْي، وإنَّما تُدْخِلُها على الجُمْلةِ المُسْتَقلةِ، فَتَقول: مَا قامَ زَيْدٌ وَهل زيدٌ أَخُوكَ، فَلَمَّا قَوِيَتْ يَا فِي نَفْسِها وأَوْغَلَتْ فِي شَبَهِ الفِعْل تولَّتْ بنفْسِها العَمَلَ، انتَهَى.
وَفِي التهذيبِ: (ولِليَاءاتِ أَلْقابٌ تُعْرَفُ بهَا) كأَلْقابِ الألِفاتِ، فَمِنْهَا:
(ياءُ التَّأْنيثِ) : تكونُ فِي الأفْعالِ وَفِي الأسْماءِ، فَفِي الأفْعالِ (كاضْرِبي) وتَضْرِبينَ وَلم تَضْرِبي، وَهَذَا القسْمُ قد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي أَوَّلِ التَّرْكيبِ ومَثَّلَ هُنا بتَقُومِين وقومِي وهُما واحِدٌ، وَهَذَا غَيْرُ مَقْبولٍ عنْدَ أَرْبابِ التَّصْنيفِ لَا سيَّما عنْدَ مُراعاةِ الاخْتِصارِ مِنْهُم؛ (و) فِي الأسماءِ مِثْل (يَا حُبْلَى وعَطْشَى وجمادى) ، يقالُ: هُما حُبْلَيانِ وَعطْشَيانِ وجُمادَيانِ وَمَا أَشْبهها؛ (و) مِن هَذَا القسْم ياءُ (ذِكْرَى وَيُسمى.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّثْنيةِ وياءُ الجَمْعِ) ، كَقَوْلِك: رأَيْتُ الزَّيْدَيْنِ والزَّيدِيَن، ورأَيْتُ الصالِحَيْن والصَّالِحِينَ والمُسْلِمَيْن والمُسْلِمِين.
(و) مِنْهَا:) ياءُ (الصِّلَةِ فِي القَوافِي) ، كَقَوْلِه:
يَا دَارَ مَيَّة بالعَلْياءِ فالسَّنَدِي فوَصَلَ كَسْرة الَّدالِ بالياءِ، والخليلُ يُسَمِّيها ياءَ التَّرنُّم يَمْدُّ بهَا القوافِي، والعربُ تَصِلُ الكَسْرةَ بالياءِ، أَنْشَدَ الفرَّاء:
لَا عَهْدَ لي بنِيضالِ
أَصْبَحْتُ كالشَّنِّ البالِي أَرادَ: بنِضالِ؛ وقالَ:
على عَجَلٍ منِّي أُطَأْطِيءُ شِيمالي أَرَادَ شِمالي فَوَصَلَ الكَسْرةَ بالياءِ.
(و) مِنْهَا:) (ياءُ المُحَوَّلَةِ كالمِيزانِ) والميعادِ وقيلَ: ودُعِيَ ومُحِيَ فِي الأصْلِ واوٌ فقُلِبَتْ يَاء لكَسْرةِ مَا قبْلَها.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الاسْتِنْكارِ: كقولِ المُسْتَنْكِرِ: أَبِحَسَنيهِ) ؛ كَذَا فِي النسخِ وَفِي بعضِها ألْحَسَنيهِ؛ (للقائِلِ مَرَرْتُ بالحَسَنِ) ، فمدَّ النونَ بياءٍ وأَلْحَقَ بهَا هاءَ الوَقْفِ؛ وَهَذَا القسْمُ أَيْضاً قد مَرَّ للمصنِّفِ فِي أَوَّلِ التركيبِ وجَعَلَه هُنَاكَ حَرْفَ إنْكارٍ ومثَّلَه بأَزَيْدنِيهِ وهُما واحِدٌ فَفِيهِ تِكْرارٌ لَا يِخْفى.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّعابِي) ، كَقَوْلِك: مَرَرْتُ بالحَسَني ثمَّ تقولُ أَخي بَني فلانٍ، وَقد فُسِّرتْ فِي الألفاتِ.
(و) مِنْهَا: (ياءُ المُنادَى) ، كنِدائِهم: يَا بِّشْر، يمدُّونَ أَلفَ يَا ويُشَدِّدونَ باءَ بشْر وَمِنْهُم مَنْ يمدُّ الكَسْرةَ حَتَّى تَصِيرَ يَاء فيقولُ يَا بيشْر فيَجْمَع بينَ ساكِنَيْن، وَيَقُولُونَ: يَا مُنْذير ويُريدُون يَا مُنْذِر، وَمِنْهُم مَنْ يقولُ يَا بِشِير بِكَسْرِ الشِّين ويتبعُها الياءَ يمدُّها بهَا، كلُّ ذلكَ قد يقالُ.
(و) مِنْهَا: (الياءُ الفاصِلَةُ فِي الأبْنِيةِ) ، مثلُ يَاء صَيْقَلٍ، وياء بَيْطارٍ وعَيْهرةٍ وَمَا أَشْبَهها. (و) مِنْهَا: (ياءُ الهَمْزةِ فِي الخَطِّ) مَرَّةً، (وَفِي اللّفْظِ) أُخْرى؛ فأَمَّا الخَطّ فمِثْلُ يَاء قائِمٍ وسائِلٍ صُوِّرَتِ الهَمْزةُ يَاء وكذلكَ مِن شُرَكائِهم وأُولئِكَ وَمَا أَشْبهها؛ وأَمَّا اللّفْظ فقولُهم فِي جَمْع الخَطِيئةِ خَطَايا، وَفِي جَمْع المِرآةِ مَرَايا، اجْتَمَعَتْ لَهُم هَمْزتانِ فكَتَبُوهُما وجَعَلوا إحْدَاهما أَلفاً.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّصْغيرِ) ، كَقَوْلِك فِي تَصْغيرِ عمر عُمَيْر، وَفِي تَصْغيرِ رَجُل رُيْل، وَفِي تَصْغيرِ ذَاذَيَّا، وَفِي تَصْغيرِ شَيْخ شُوَيْخ.
(و) مِنْهَا: (الياءُ المُبْدلَةُ مِن لامِ الفِعْل كالخامِي والسادِي فِي الخامِسِ والسادِسِ) ، يفصلون ذلكَ فِي القوافِي وغَيْرِ القوافِي؛ قَالَ الشاعرُ:
إِذا مَا عُدَّ أَرْبعةٌ فِسالٌ
فزَوْجُكِ خامِسٌ وأَبُوك سادِي (و) مِن ذَلِك: (ياءُ الثَّعالِي) والضَّفادِي، (أَي الثَّعالِب والضَّفادِع؛ قالَ:
ولِضَفادِي جَمّة نَقانِقُ (و) مِنْهَا: (الياءُ السَّاكِنَةُ تُتْرَكُ على حالِها فِي مَوْضِعِ الجَزْمِ) ، فِي بعضِ اللّغاتِ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
(أَلم يأْتِيكَ والأنبْاءُ تَنْميبما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ؟ فأَثْبَتَ الياءَ فِي يأْتِيكَ وَهِي فِي موضِعِ جَزْمٍ؛ ومثْلُه قَوْله:
هُزِّي إِلَيْك الجِذْعَ يَجْنِيكِ الجَنَى كَانَ الوَجْهُ أَنْ يقولَ يَجْنِكِ بِلا ياءٍ، وَقد فَعَلُوا مثلَ ذلكَ فِي الواوِ؛ وأنْشَدَ الفرَّاء:
هَجَوْتَ زَبَّانَ ثمَّ جِئْتَ مُعْتَذِراً من هَجْو زَبَّانَ لم تَهْجُو وَلم تَدَع (و) مِنْهَا: (ياءُ نِداءِ مَا لَا يُجيبُ تَشْبِيها بِمَنْ يَعْقِلُ) ؛ ونَصّ التّهْذيبِ: تَنْبيهاً لمَنْ يَعْقِلُ مِن ذلكَ وَهُوَ الصَّوابُ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يَا حَسْرَةً على العِبادِ} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وأَنا عَجوزٌ} ، والمَعْنى أَنَّ اسْتِهْزاءَ العِبادِ بالرُّسُلِ صارَ حَسْرةً عَلَيْهِم فنُودِيَتْ تلْكَ الحَسْرةُ تَنْبيهاً للمُتَحَسِّرينَ، المَعْنى يَا حَسْرَةً على العِبادِ أَينَ أَنتِ فَهَذَا أَوانُكِ، وكذلكَ مَا أَشْبَهه.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الجَزْمِ المُرْسَلِ) ، كَقَوْلِك: (أقْصِ الأمْرَ، وتُحْذَفُ لأنَّ قَبْلَها كَسْرةً تَخْلُفُها) ، أَي تخلُفُ مِنْهَا.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الجَزْمِ المُنْبَسِطِ) ، كَقَوْلِك: (رأَيْتُ عَبْدَيِ اللَّهِ) ، ومَرَرْتُ بِعَبْدَيِ اللَّهِ، (لم تَسْقُطْ لأنَّه لَا خَلَفَ عَنْهَا) ، أَي لم تَكُنْ قَبْل الياءِ كَسْرَة وتكونُ عِوَضاً مِنْهَا فَلم تَسْقُط وكُسِرتْ لإلْتِقاءِ الساكنين.
وَقد خَتَمَ المصنِّفُ كتابَهُ بقولِه: لَا خَلَفَ عَنْهَا؛ والظاهِرُ أنَّه قَصَدَ بذلكَ التَّفاؤُل كَمَا فَعَلَه الجَوْهرِي، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، حيثُ خَتَم كتابَه بقولِ ذِي الرُّمَّة:
أَلا يَا أسْلَمِي يَا دارَ مَيَّ على البلى
وَلَا زالَ مُنْهلاًّ بجَرْعائِكِ القَطْرُفإنَّه قَصَدَ ذلكَ تَقُاؤلاً بِهِ. وتَبِعَه صاحِبُ اللِّسانِ فختَمَ كتابَهُ أَيْضاً بِمَا خَتَم بِهِ الجَوْهرِي رَجاءَ ذلكَ التَّفاؤُل، وَقد خَتَمْنا نحنُ أَيْضاً كتابَنا تَفاؤُلاً. والحمدُ للَّهِ رَبّ العالمينَ حَمْداً يفوقُ حَمْد الحامدِين، وصلَّى الله على سيِّدنا ومَوْلانا محمدٍ وعَلى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمعين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ياءُ الإشْباعِ فِي المَصادِرِ والنُّعوتِ، كَقَوْلِك: كاذَبْتُه كِيذَاباً وضارَبْتُه ضِيرَاباً، أَرادَ كِذاباً وضِراباً. وَقَالَ الفرَّاء: أَرادُوا الألِفَ الَّتِي فِي ضارَبْتُه فِي المصْدرِ فجعَلُوها يَاء لكَسْرةِ مَا قَبْلها.
وَمِنْهَا: ياءُ الإعْرابِ فِي الأسْماءِ نَحْو: رعبِّ اغْفِر لي ولأَبي، وَلَا أَمْلِك إلاَّ نَفْسِي وأَخِي.
وَمِنْهَا: ياءُ الاسْتِقْبالِ فِي حالِ الإخْبارِ، نَحْو يَدْخُلُ ويَخْرجُ.
وَمِنْهَا: ياءُ الإضافَةِ: كغُلامِي، وتكونُ مُخَّفَّفةً.
وَمِنْهَا: ياءُ النَّسَبِ، وتكونُ مُشدّدةً كقُرَشِيَ وعربيَ. وَمِنْهَا: الياءُ المُبَدَلَةُ، قد تكونُ عَن أَلِفٍ كحملاقٍ وحمليقٍ، أَو عَن ثاءٍ كالثالِي فِي الثالِثِ، أَو عَن راءٍ كقِيراطٍ فِي قرّاطٍ، أَو عَن صادٍ كقَصَّيتُ أَظْفارِي والأصْلُ قَصعصْت، أَو عَن ضادٍ كتَقَضّي البازِي والأصْل تَقَضَّض، أَو عَن كافٍ كالمكاكِي فِي جَمْع مَكّوكٍ، أَو عَن لامٍ نَحْو أَمْلَيت فِي أَمْلَلْت، أَو عَن ميمٍ نَحْو دِيماسٍ فِي دِمّاسٍ، أَو عَن نونٍ كدِينارٍ فِي دِنارٍ، أَو عَن هاءٍ كدَهْدَيْت الحَجعر فِي دَهْدَهْته.
وَمِنْهَا: ياآتٌ تدلُّ على أَفْعالٍ، بَعْدها فِي أَوائِلِها ياآتٌ؛ وأَنْشَدَ بَعضُهم:
مَا للظَّلِيمِ عَال كيفَ لايا
يَنْقَدُّ عَنهُ جِلْدُه إذايا يُذْرى التُّرابُ خَلْفَه إذْرايا أَرادَ: كيفَ لَا يَنْقُدُّ جِلْدُه إِذا يخذْى الترابُ خَلْفَه.
وَقَالَ ابنُ السّكِّيت: إِذا كانتِ الياءُ زائِدَةً فِي حرفٍ رُباعيَ أَو خُماسيَ أَو ثلاثيَ، فالرُّباعيُّ كالقَهْقَري لخَوْزلي وثَوْرٌ جَعلْبَى، فَإِذا ثَنَّتْه العربُ أَسقَطَتِ الياءُ فَقَالُوا: الخَوْزلانِ والقَهْقَرانِ، وَلم يُثْبِتوا الياءَ اسْتِثْقالاً، وَفِي الثلاثيِّ إِذا حُرِّكَتْ حُروفُه كُلّها مثل الجَمَزَى والوَثَبَى، ثمَّ ثَنَّوْه فَقَالُوا: الجَمَزانِ والوَثَبانِ، ورأَيْتُ الجَمَزَيْن والوَثَبَيْن.
قَالَ الفرَّاءُ: مَا لم تَجْتَمعْ فِيهِ ياآنِ كُتِبَ بالياءِ للتّأْنيثِ، فَإِذا اجْتَمَعَ الياآنِ كُتِبَتْ إحْدَاهما أَلفاً لثِقِلهما.
(سقط: من منتصف الصفحة (572) حَتَّى نِهَايَة الْكتاب.)

الرَّهْسُ

الرَّهْسُ، كالمَنْعِ: الوَطْئُ الشديدُ.
والرَّهْوَسُ، كجَرْوَلٍ: الأكولُ.
وارْتَهَسَ الوادي: امْتَلأَ،
وـ القومُ: ازْدَحَمُوا،
وـ رِجْلا الدابة: اصْطَكَّتا،
وـ الجَرادُ: رَكِبَ بعضُه بعضاً.
وتَرَهَّسَ: تَمَخَّضَ، وتَحَرَّكَ، واضْطَرَبَ.

الرَّكِيكُ

الرَّكِيكُ، كأَميرٍ وغُرابٍ وغُرابةٍ،
والأرَكُّ: الفَسْلُ الضعيفُ في عَقْلِهِ ورأيِهِ، أو مَنْ لا يَغارُ، أو مَن لا يَهابُهُ أهْلُهُ، وهي رُكاكَةٌ ورَكِيكٌ، ج: رِكاكٌ.
رَكَّ يَرِكُّ رَكاكَةً: ضَعُفَ، ورَقَّ.
ورَكَّهُ، كمَدَّهُ: طَرَحَ بعضَه على بعضٍ،
وـ الذَّنْبَ في عُنُقِهِ: ألْزَمَهُ إياهُ،
وـ الشيءَ بيدِهِ: غَمَزَهُ ليَعْرِفَ حَجْمَه،
وـ المرأةَ: جامَعَها فَجَهَدَها.
واسْتَرَكَّهُ: اسْتَضْعَفَهُ.
والمُرْتَكُّ: مَن تَراهُ بَليغاً، وإذا خاصَمَ عَيِيَ، وقد ارْتَكَّ،
وـ من الجِمالِ: الرِّخْوُ المَمْذُوقُ النِقْيِ.
والرَّكْرَكَةُ: الضَّعْفُ في كلِّ شيءٍ.
والرَّكُّ، ويُكْسَرُ، وكسفينةٍ: المَطَرُ القليلُ، أو هو فَوْقَ الدَّثِّ، ج: أرْكاكٌ ورِكاكٌ، وقد أرَكَّتِ السماءُ ورَكَّكَتْ. وأرضٌ مُرَكٌّ عليها، ورَكِيكَةٌ ورِكٌّ، بالكسر.
ورجُلٌ رَكِيكُ العِلْمِ: قَليلُه.
والرَّكَّاءُ: صَوتُ الصَّدَى.
وارْتَكَّ: ارْتَجَّ،
وـ في أمرِهِ: شَكَّ.
ورَكٌّ: ماءٌ شَرْقِيَّ سَلْمَى، وفَكَّ إِدْغامَهُ زُهَيْرٌ ضَرورَةً.
والرَّكْراكَةُ: العظيمةُ العَجُزِ والفخِذَيْنِ،
وفي المَثَلِ: "شَحْمَةُ الرُّكَّى"، كرُبَّى، وهو: الذي يَذُوبُ سَريعاً، يُضْرَبُ لمن لا يُعِينُكَ في الحاجاتِ.
وسِقاءٌ مَرْكُوكٌ: عُولِجَ وأُصْلِحَ.
وتَرَكْرُكُهُ: تَمَخُّضُــه بالزُّبْد.

الهاذِلُ

الهاذِلُ: وسَطُ الليلِ.
والهُذْلُولُ، بالضم: الرجلُ الخفيفُ، وكذا السَّهْمُ، والذِّئْبُ، وفَرَسُ عَجْلانَ ابنِ نَكْرَةَ، وفَرَسُ جابِرِ بنِ عُقَيْلٍ السَّدوسِيِّ، والفرسُ الطويلُ الصُّلْبُ، والتَّلُّ الصغيرُ، ومَسِيلُ الماءِ الصغيرُ، ودُقاقُ الرَّمْلِ، وسيف هُبَيْرَةَ بنِ أبي وهْبٍ المَخْزومِيِّ، والآفةُ، والأوَّلُ من الليلِ، أو بقيَّتُه، والمَطَرُ الذي يُرَى من بعيدٍ، والسَّحابَةُ المُسْتَدِقَّةُ.
وهَوْذَلَ في مَشْيِه: أسْرَعَ، أو اضْطَرَبَ في عَدْوِه،
وـ السِّقاءُ: تَمَخَّضَ،
وـ: ضَعُفَ في الجماعِ،
وـ ببَوْلِه: نَزاهُ ورَمَى به.
وهُذَيْلٌ: صَحابِيٌّ وكان أبَواهُ مُقْعَدَيْنِ، وابنُ مُدْرِكَةَ ابنِ إِلياسَ بنِ مُضَرَ: أبو حَيٍّ من مُضَرَ،
وأبو هُذَيْلٍ: صَحابِيُّ. 

الْحمل

(الْحمل) فلَان حمل على أَهله إِذا كَانَ ثقيل الْمَرَض وَمَا كَانَ فِي بطن أَو على شجر والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج (ج) أحمال وحمول وحمال

(الْحمل) مَا يحمل على الظّهْر وَنَحْوه والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج و (فِي الرياضيات) الثّقل أَو الْجِسْم الَّذِي يرفع أَو يجر بوساطة الْآلَات (مج)(ج) أحمال وحمول

(الْحمل) الصَّغِير من الضَّأْن (ج) حملان وأحمال وبرج فِي السَّمَاء من البروج الربيعية
الْحمل: بِالْكَسْرِ بار وبالفتح بار برداشتن وبارشكم وهرباري كه باشد. وَالْحمل مُخْتَصّ بالإنسان كالنتاج بِالْحَيَوَانِ وَلذَا قيل فِي كتب الْفِقْه الْحمل مَا فِي بطن الْإِنْسَان وَأَقل مُدَّة الْحمل سِتَّة أشهر بالِاتِّفَاقِ وَفِي أَكْثَرهَا اخْتِلَاف عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله وَأَصْحَابه سنتَانِ لما رُوِيَ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت لَا يبْقى الْوَلَد فِي رحم أمه أَكثر من سنتَيْن وَلَو بِقدر ظلّ مغزل وَمثل هَذَا لَا يعرف قِيَاسا بل سَمَاعا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله أَربع سِنِين لما رُوِيَ أَن الضَّحَّاك ولد لأَرْبَع سِنِين وَقد بَدَت ثناياه وَهُوَ يضْحك فَسُمي ضحاكا وَعند لَيْث بن سعد الفهمي رَحمَه الله ثَلَاث سِنِين وَعند الزُّهْرِيّ رَحمَه الله سبع سِنِين. وبرج من البروج الاثْنَي عشر من الْفلك الْأَعْظَم.وَالْحمل عِنْد أَرْبَاب الْمَعْقُول يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على ثَلَاثَة معَان:

الأول: الْحمل اللّغَوِيّ، وَالثَّانِي: الْحلم الاشتقاقي، وَالثَّالِث: حمل المواطأة. (أما الْحمل اللّغَوِيّ) فَهُوَ الحكم بِثُبُوت شَيْء بِشَيْء أَو انتفائه عَنهُ وَحَقِيقَته الإذعان وَالْقَبُول. (وَأما الْحمل الاشتقاقي) فَهُوَ الْحمل بِوَاسِطَة (فِي) أَو (ذُو) أَو (لَهُ) وَحَقِيقَته الْحُلُول فَإنَّك إِذا قلت زيد ذُو مَال فقد حملت المَال على زيد بِوَاسِطَة (ذُو) . فَإِن قلت: إِن المَال مَحْمُول على زيد بِوَاسِطَة ذُو وَلَيْسَ حَالا فِيهِ فَكيف يَصح أَن حَقِيقَته الْحُلُول. قلت: الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وَالْمَال وَهُوَ التَّمَلُّك. وَلَا شكّ أَن التَّمَلُّك حَال فِي زيد والتملك مَحْمُول على زيد فِي ضمن التَّمَلُّك الْمُشْتَقّ مِنْهُ كَمَا أَن الْكِتَابَة مَحْمُول على زيد فِي ضمن الْكَاتِب وَالْكَاتِب مَحْمُول عَلَيْهِ بالاشتقاق وَلِهَذَا سمي هَذَا الْحمل بالاشتقاق وَقس عَلَيْهِ زيد فِي الدَّار وَزيد أَب لعَمْرو فَإِن الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وداره وَبَين زيد وَعَمْرو وَهِي الظَّرْفِيَّة والأبوة والنبوة.
وَأما حمل المواطأة فَهُوَ حمل شَيْء بقول على مثل الْإِنْسَان حَيَوَان يَعْنِي الْحَيَوَان مَحْمُول على الْإِنْسَان وَحَقِيقَته هُوَ هُوَ. وَبِعِبَارَة أُخْرَى نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِن كَانَت بِلَا وَاسِطَة وَهُوَ القَوْل على الشَّيْء فَهِيَ الْحمل بالمواطأة وَهَذَا الْحمل يرجع إِلَى اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من اتِّحَاد الْوُجُود بِحَسب نَحْو آخر من أنحائه فَإِن كَانَ الْمَحْمُول ذاتيا فَهُوَ حمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا فَهُوَ حمل بِالْعرضِ. فَفِي حمل الذاتيات اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَفِي حمل العرضيات اتِّحَاد بِالْعرضِ.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحمل بالمواطأة يَنْقَسِم إِلَى قسمَيْنِ: الأول: حمل الشَّيْء على نَفسه، وَالثَّانِي: الْحمل الْمُتَعَارف وَيُسمى الْحمل الشَّائِع أَيْضا. ثمَّ من الْقسم الأول الْحمل الأولي وَهُوَ يُفِيد أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَة الْمَوْضُوع وَإِنَّمَا سمي حملا أوليا لكَونه أولي الصدْق أَو الْكَذِب. وَمِنْه حمل الشَّيْء على نَفسه مَعَ تغاير بَين الطَّرفَيْنِ بِأَن يُؤْخَذ. أَحدهمَا: مَعَ حيثية أَو بِدُونِ التغاير بَينهمَا بِأَن يتَكَرَّر الِالْتِفَات إِلَى شَيْء وَاحِد ذاتا واعتبارا فَيحمل ذَلِك الشَّيْء على نَفسه من غير أَن يَتَعَدَّد الملتفت إِلَيْهِ وَالْأول صَحِيح غير مُفِيد وَالثَّانِي غير صَحِيح وَغير مُفِيد ضَرُورَة أَنه لَا يعقل النِّسْبَة إِلَّا بَين اثْنَيْنِ وَلَا يُمكن أَن يتَعَلَّق بِشَيْء وَاحِد التفاتان من نفس وَاحِدَة فِي زمَان وَاحِد والتغاير من جِهَة الِالْتِفَات لَا يَكْفِي هَا هُنَا لِأَن الِالْتِفَات لَا يلْتَفت إِلَيْهِ حِين الِالْتِفَات والتعدد فِي الِالْتِفَات لَا يتَصَوَّر إِلَّا بالتعدد فِي أحد هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة الملتفت والملتفت إِلَيْهِ وَالزَّمَان. وَالْحمل الْمُتَعَارف يُفِيد أَن يكون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو مَا هُوَ فَرد لأَحَدهمَا فَرد للْآخر وَإِنَّمَا سمي متعارفا لتعارفه وشيوع اسْتِعْمَاله.
وَرُبمَا يُطلق الْحمل الْمُتَعَارف فِي الْمنطق على الْحمل المتحقق فِي المحصورات سَوَاء كَانَت حَقِيقَة كَمَا هُوَ الظَّاهِر أَو حكما كالمهملات. فالحمل فِي قَوْلنَا الْإِنْسَان كَاتب مُتَعَارَف على كلا الاصطلاحين وَفِي قَوْلنَا الْإِنْسَان نوع مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الأول وَغير مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الثَّانِي.
ثمَّ اعْلَم أَن الفارابي جعل الْحمل على أَرْبَعَة أَقسَام: حمل الْكَلْبِيّ على الجزئي مثل زيد إِنْسَان. وَحمل الْكَلْبِيّ على الْكُلِّي مثل الْإِنْسَان حَيَوَان وَالْإِنْسَان إِنْسَان وَحمل الجزئي على الجزئي مثل هَذَا زيد وَهَذَا الْإِنْسَان هَذَا الْكَاتِب. قَالَ الْفَاضِل الزَّاهِد فِي الْهَامِش على حَوَاشِيه على شرح المواقف أَن الأول وَالثَّالِث حمل مُتَعَارَف وَالْمرَاد بالفرد الْوَاقِع فِي تَعْرِيفه مَا صدق عَلَيْهِ مُطلقًا. وَالثَّانِي يحْتَمل أَن يكون متعارفا أَو غير مُتَعَارَف لِامْتِنَاع أَن يصدق جزئي على جزئي آخر إِلَّا بِأَن يكون الجزئي حِصَّة كحصة من الْإِنْسَان أَو الْكَاتِب فَحمل تِلْكَ الْحصَّة حملا متعارفا على حِصَّة أَو على جزئي آخر أَو عَكسه بِالنّظرِ إِلَى الْوُجُود بِالذَّاتِ أَو الْوُجُود بِالْعرضِ انْتهى.
وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية كَون الجزئي الْحَقِيقِيّ مقولا على وَاحِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الظَّاهِر وَإِمَّا بِحَسب الْحَقِيقَة فالجزئي الْحَقِيقِيّ لَا يكون مَحْمُولا مقولا على شَيْء أصلا بل يُقَال وَيحمل عَلَيْهِ المفهومات الْكُلية فَهُوَ مقول عَلَيْهِ لَا مقول بِهِ وَكَيف لَا وَحمله على نَفسه لَا يتَصَوَّر قطعا إِذْ لَا بُد فِي الْحمل الَّذِي هُوَ النِّسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول أَن تكون بَين أَمريْن متغائرين وَحمله على غَيره بِأَن يُقَال زيد عَمْرو إِيجَابا مُمْتَنع أَيْضا وَأما قَوْلك هَذَا زيد فَلَا بُد فِيهِ من التَّأْوِيل لِأَن هَذَا إِشَارَة إِلَى الشَّخْص الْمعِين فَلَا يُرَاد بزيد ذَلِك الشَّخْص الْمعِين وَإِلَّا فَلَا حمل من حَيْثُ الْمَعْنى كَمَا عرفت بل يُرَاد مَفْهُوم مُسَمّى بزيد أَو صَاحب اسْم زيد وَهَذَا الْمَفْهُوم كلي. وَإِن فرض انحصاره فِي شخص وَاحِد فالمحمول أَعنِي الْمَقُول على غَيره لَا يكون إِلَّا كليا انْتهى.
وَقَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين مَوْلَانَا عبد الْحَكِيم رَحمَه الله قَوْله لَا يكون مقولا على شَيْء لِأَن منَاط الْحمل الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن وجودا وَاحِدًا قَائِم بهما لِامْتِنَاع قيام الْعرض الْوَاحِد بمحلين بل مَعْنَاهُ أَن الْوُجُود لأَحَدهمَا بالإصالة وَللْآخر بالتبع بِأَن يكون منتزعا عَنهُ وَلَا شكّ أَن الجزئي هُوَ الْمَوْجُود إصالة والأمور الْكُلية سَوَاء كَانَت ذاتية أَو عرضية منتزعة عَنهُ على مَا هُوَ تَحْقِيق الْمُتَأَخِّرين. فَالْحكم باتحاد الْأُمُور الْكُلية مَعَ الجزئي صَحِيح دون الْعَكْس فَإِن وَقع مَحْمُولا كَمَا فِي بعض الْإِنْسَان زيد فَهُوَ مَحْمُول على الْعَكْس أَو على التَّأْوِيل فَانْدفع مَا قيل إِنَّه يجوز أَن يُقَال زيد إِنْسَان فليجز الْإِنْسَان زيد لِأَن الِاتِّحَاد من الْجَانِبَيْنِ فَظهر أَنه لَا يُمكن حمله على الْكُلِّي وَأما على الجزئي فَلِأَنَّهُ إِمَّا نَفسه بِحَيْثُ لَا تغاير بَينهمَا أصلا بِوَجْه من الْوُجُوه حَتَّى بالملاحظة والالتفات على مَا قَالَ بعض الْمُحَقِّقين لَهُ إِذا لوحظ شخص مرَّتَيْنِ وَقيل زيد زيد كَانَ مغائرا بِحَسب الملاحظة وَالِاعْتِبَار قطعا وَيَكْفِي هَذَا الْقدر من التغاير فِي الْحمل فَلَا يُمكن تصور الْحمل بَينهمَا فضلا عَن إِمْكَانه. وَإِمَّا جزئي آخر مغائر لَهُ وَلَو بالملاحظة والالتفات فالحمل وَإِن كَانَ يتَحَقَّق ظَاهرا لكنه فِي الْحَقِيقَة حكم بتصادق الاعتبارين على ذَات وَاحِدَة فَإِن معنى الْمِثَال الْمَذْكُور أَن زيدا الْمدْرك أَولا هُوَ زيد الْمدْرك ثَانِيًا. وَالْمَقْصُود مِنْهُ تصادق الاعتبارين عَلَيْهِ وَكَذَا فِي قَوْلك هَذَا الضاحك هَذَا الْكَاتِب الْمَقْصُود اجْتِمَاع الوصفين فِيهِ فَفِي الْحَقِيقَة الجزئي مقول عَلَيْهِ للاعتبارين. نعم على القَوْل بِوُجُود الْكُلِّي الطبيعي فِي الْخَارِج حَقِيقَة كَمَا هُوَ رَأْي الأقدمين والوجود الْوَاحِد إِنَّمَا قَامَ بالأمور المتعددة من حَيْثُ الْوحدَة لَا من حَيْثُ التَّعَدُّد يَصح حمله على الْكُلِّي لِاسْتِوَائِهِمَا فِي الْوُجُود والاتحاد من الْجَانِبَيْنِ وَلَعَلَّ هَذَا مَبْنِيّ على مَا نقل عَن الفارابي وَالشَّيْخ من صِحَة حمل الجزئي انْتهى.
وَقَالَ الباقر فِي الْأُفق الْمُبين نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِمَّا بِوُجُود (فِي) أَو توَسط (ذُو) أَو (لَهُ) بَين هُوَ هُوَ وَيُقَال لَهَا الْحمل الاشتقاقي. وَإِمَّا بقول (على) وَيُقَال لَهَا حمل المواطأة أَي الِاتِّحَاد بَين الشَّيْئَيْنِ بهو هُوَ وَهُوَ يُفِيد إِعْطَاء الِاسْم وَالْحَد وَيُشبه أَن يكون قَول الْحمل عَلَيْهِمَا باشتراك الِاسْم أَي بالاشتراك اللَّفْظِيّ دون الْمَعْنى وَالْآخر وَهُوَ مفَاد الْهَيْئَة التركيبية الحملية حَقِيقَة اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من أنحاء لحاظ التعقل بِحَسب نَحْو آخر من أنحاء الْوُجُود اتحادا بِالذَّاتِ أَو بِالْعرضِ وَفَوق ذَلِك ذكر سيقرع سَمعك إِن شَاءَ الله تَعَالَى تَفْصِيله فِي تبصرة حمل شَيْء على شَيْء. إِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه أَخذ مَحْمُولا على أَن يتَكَرَّر إِدْرَاك شَيْء وَاحِد بِتَكَرُّر الِالْتِفَات إِلَيْهِ من دون تكَرر فِي الْمدْرك والملتفت إِلَيْهِ أصلا وَلَو بِالِاعْتِبَارِ وَهُوَ حمل الشَّيْء على نَفسه وتأبى الضَّرُورَة الفطرية إِلَّا أَن تشهد بِبُطْلَانِهِ وَإِن وَقع بعض الأذهان فِي مَخْمَصَة تجويزه فَإِن صَحَّ فَكيف يَصح أَن تلْتَفت نفس وَاحِدَة إِلَى مَفْهُوم وَاحِد ذاتا واعتبارا فِي زمَان بِعَيْنِه مرَّتَيْنِ. وَإِمَّا أَن يَعْنِي ذَلِك لَكِن على أَن يَجْعَل تكَرر الْإِدْرَاك حيثية تقيدية يتكثر بحسبها الْمدْرك فَيحكم بِأَن الْمدْرك بِأحد الإدراكين هُوَ نفس الْمدْرك بالإدراك الآخر وَلَا يلحظ تعددا إِلَّا من تِلْكَ الْجِهَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال إِنَّه ضرب مَنْصُور من حمل الشَّيْء على نَفسه وَلكنه هدر غير مُفِيد. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه نفس الْمَوْضُوع بعد أَن يلحظ التغاير الاعتباري أَي هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَته لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَيُسمى الْحمل الأولي الذاتي لكَونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب غير معنى بِهِ إِلَّا أَن هَذَا الْمَفْهُوم هُوَ نفس ذَاته وعنوان حَقِيقَته. فَإِذا اعْتبر بَين المفهومات المتغائرة فِي جليل النّظر رُبمَا احْتِيجَ تعْيين الْإِيجَاب أَو السَّلب إِلَى تَدْقِيقه كَمَا يَقُول الْوُجُود هُوَ الْمَاهِيّة أَو لَيْسَ والوجود هُوَ الْوحدَة أَو لَيْسَ يحْتَاج فِي الأذهان إِلَى الْبُرْهَان. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمول ذاتا ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو كَون مَا هُوَ فَرد أَحدهمَا هُوَ فَرد الآخر وَيُسمى الْحمل الْعرفِيّ الْمُتَعَارف لشيوعه بِحَسب التعارف الصناعي وينقسم بِحَسب كَون الْمَحْمُول ذاتيا للموضوع أَو عرضيا لَهُ إِلَى الْحمل بِالذَّاتِ وَالْحمل بِالْعرضِ.
ثمَّ إِن فِي الْحمل الْمُتَعَارف قد يكون الْمَوْضُوع فَردا حَقِيقِيًّا للمحمول وَهُوَ مَا يكون أخص بِحَسب الصدْق كالإنسان بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَيَوَان وَقد يكون فَردا اعتباريا وَهُوَ مَا يكون أخصيته بِحَسب نَحْو الِاعْتِبَار كمفهوم الْمَوْجُود الْمُطلق بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَعْيِينه وَكَذَلِكَ الْمُمكن الْعَام وَالْمَفْهُوم والكلي وَمَا ضاهاها فتلطف فِي سرك تنتصر انْتهى. وَإِنَّمَا قَالَ وَيُشبه الخ لِأَن معنى حمل المواطأة أَعنِي الِاتِّحَاد الْمَخْصُوص لَا يصلح مقسمًا لَهُ وللحمل الاشتقاقي كَمَا لَا يخفى.
وَفِي الْأَسْفَار اعْلَم أَن حمل الشَّيْء على الشَّيْء واتحاده مَعَه يتَصَوَّر على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: الشَّائِع الصناعي الْمُسَمّى بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَهُوَ عبارَة عَن مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمل ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد مَفْهُوم الْمَحْمُول سَوَاء كَانَ الحكم على نفس مَفْهُوم الْمَوْضُوع كَمَا فِي الْقَضِيَّة الطبيعية أَو على أَفْرَاده كَمَا فِي القضايا المتعارفة من المحصورات وَغَيرهَا سَوَاء كَانَ الْمَحْكُوم بِهِ ذاتيا للمحكوم عَلَيْهِ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا لَهُ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالْعرضِ والجميع يُسمى حملا عرضيا. وَثَانِيهمَا: أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه نفس مَاهِيَّة الْمَحْمُول وَمَفْهُومه بعد أَن يلحظ نَحْو من التغاير أَي هَذَا بِعَيْنِه عنوان مَاهِيَّة ذَلِك لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الذَّات والوجود وَيُسمى حملا ذاتيا أوليا. أما ذاتيا فلكونه لَا يجْرِي وَلَا يصدق إِلَّا فِي الذاتيات. وَأما أوليا فلكونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب. فكثيرا مَا يصدق ويكذب مَحْمُول وَاحِد على مَوْضُوع وَاحِد بل مَفْهُوم وَاحِد على نَفسه بِخِلَاف اخْتِلَاف هذَيْن الحملين كالجزئي واللامفهوم واللاممكن بالإمكان الْعَام واللاموجود بالوجود الْمُطلق وَعدم الْعَدَم والحرف وَشريك الْبَارِي والنقيضين وَلذَلِك اعْتبرت فِي التَّنَاقُض وحدة أُخْرَى سوى المشروطات الثَّمَانِية الْمَشْهُورَة وَتلك هِيَ وحدة الْحمل والجزئي مثلا جزئي بِالْحملِ الذاتي لَيْسَ بجزئي بل كلي بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَمَفْهُوم الْحَرْف حرف بِالْأولِ اسْم بِالثَّانِي انْتهى. وَإِنَّمَا أطنبت الْكَلَام. فِي هَذَا الْمقَام. لِأَنَّهُ زل فِيهِ اقدام الْإِعْلَام. ونقلت أَيْضا مَا ذكره الْعلمَاء الْكِرَام. عَسى أَن يَتَّضِح بِهِ المرام. حمل النقيض على النقيض: جَائِز عِنْد الْجُمْهُور. فَإِن قلت. حق النقيض أَن يكون مُخَالفا للنقيض لَا مُوَافقا لَهُ فَكيف يحمل أَحدهمَا على الآخر. قلت: النقيض لَهُ طرفان طرف للثبوت وطرف للنَّفْي فَيحمل أَحدهمَا على الآخر لاشْتِرَاكهمَا فِي كَونهمَا طرفين فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة حمل النظير لَا حمل النقيض على النقيض وَقد نبه على هَذَا الشَّيْخ عبد القاهر قدس سره فِي النظير.
(بَاب الْحمل)
يُقالُ للمرأةِ أَوَّلُ مَا تَحْمِلُ (280) : قد نُسِئَتْ تُنْسَأُ نَسْأً، وامرأةٌ نَسِئٌ ونِسْوَةٌ نَسْئٌ ونُسُوءٌ. ثُمَّ يُقالُ لَهَا: حامِلٌ وحُبْلَى. والحَبَلُ إنَّما هُوَ الامتلاءُ. ويُقالُ: حِبِلَ الرجلُ من الشرابِ: إِذا امتلأَ مِنْهُ، ورَجُلٌ حَبْلانُ، وامرأةٌ حَبْلَى. وكأَنَّ الحُبْلَى مُشْتَقٌ من ذَلِك. ورجلٌ حَبْلانُ: إِذا امْتَلَأَ غَضَباً. ويُقال لَهَا إِذا عَظُمَ بَطْنُها: امرأةٌ مُثْقِلٌ، وَقد أَثْقَلَتْ، وَمِنْه قولُ اللهِ عزَّ وجّلَّ: (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) (281) . ويُقالُ [أَيْضا] : امرأةٌ مُجِحٌ، للحامِلِ المُقْرِبِ. وأَصْلُ ذَلِك فِيويُقالُ لبَيْضِها: المَكْنُ، والواحدةُ مَكْنَةٌ. ويُقالُ فِي (308) مِثْلِ ذلكَ مِن ذِي الجَناحِ: جَمَّعَ الطائرُ تَجْمِيعاً. وأَمْكَنَتِ الجرادةُ إِذا جَمَعَتِ البَيْضَ [فِي جوفِها] . وسَرَأَتْ: إِذا باضَتْ، وسَرْؤُها: بَيْضُها مِثالُ سَوْعِها (309) . ويُقالُ: أَرْتَجَتِ الدَّجاجةُ، إِذا امتلأَ بَطْنُها بَيْضاً وأَمْكَنَتْ فَهِيَ مَكُونٌ. ويُقالُ: أَقْطَعَتْ وأَقْفَّتْ، إِذا انقَطَعَ بَيْضُها.

طُنب

(طُنب) الشَّيْء كثر حَتَّى لَا يرى أقصاه من كثرته وبالمكان أَقَامَ والخيمة وَنَحْوهَا جعل لَهَا أطنابا وشدها بهَا والسقاء وَنَحْوه علقه فِي أحد أطناب خيمته
طُنب
: (الطُّنُبُ بضَمَّتَيْن: حَبْلٌ طَوِيلٌ يُشَدُّ بِهِ سُرَادِقُ البَيْتِ) ، وعِبَارَةُ المُحْكَم يُشَدُّ بِهِ البَيْتُ والسُّرَادِقُ بَيْن الأَرْضِ والطَّرَائِق. قُلْتُ: وَفِي لِسَان الْعَرَب: الطُّنُبُ والطُّنْبُ أَي عُنُق وقُفْل: (حَبْلُ) الخِباءِ والسُّرَادِقِ ونَحْوِهِمَا (أَو) الطُّنُبُ (الوَتِدُ) ومثْلُه فِي المُحْكَم، وأَخْطأَ مَنْ جَعَلهَ مَعْطُوفاً على السُّرَادِق. (ج أَطْنَابٌ وطِنَبَةٌ) على مِثَال عِنَبَة.
الأَطْنَابُ هِيَ الأَوَخِيّ، وَهِي الطِّوَالُ مِنْ حِبَالِ الأَخْبِيَة، والأُصُرُ: القِصَارُ، وَاحِدُها إِصَارٌ. والأَطْنَابُ: مَا شَدُّوا بِهِ البَيْتَ من الحِبَالِ بَين الأَرْضِ والطَّرَائِقِ.
ومِن المَجَازِ: فِي الحَدِيثِ: (مَا بَيْنَ طُنْبَي المَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي إِلَيْهَا) أَي مَا بَيْن طَرَفَيْهَا. والطُّنُبُ: وَاحِدُ أَطْنَابِ الخَيْمَ فاسْتَعَارَه للطَّرَفِ والنَّاحِيَة قَالَ شَيْخُنَ: وزَعَم بَعْضُ اللّغَوِيِّين أَنَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً فَيكون كَعُنُق وجَمْعاً أَيضاً فَيَكُونُ كَكُتُبٍ.
وَقَالَ ابْن السَّرَّاح فِي مَوْضِعٍ من كِتَابِه: طُنُبٌ وأَطْنَابٌ كَعُنُقٍ وأَعْنَاقٍ، وَلَا يُجْمَعُ علَى غَيْرِ لِكَ.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخَر يُقَالُ: عُنُقٌ وأَعْنَاقٌ وطُنُبٌ وأَطْنَابٌ فِيمَن جَمَع الطُّنُب. فأَفْهَم خلَافاً فِي جَوَازِ الجَمْع وأَنَّه يُسْتَعْمَل بلَفْظٍ وَاحِدٍ للمُفْرَدِ والجَمْعِ، عَلَيْهِ قَوْلُه:
إِذَ أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ
دُونَ الأَرْومَةِ من أَطْنَابِهَا طُنُبُ
فجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْن فاسْتَعْمَلَه مَجْمُوعاً ومُفْرَداً بِنِيَّةِ الجَمْع.
(و) الطُّنُب: (سَيْرٌ يُوصَلُ بِوَتَرِ القَوْسِ) العَرَبِيَّةِ (ثُم يُدَار على كُظْرِهَا) بالضَّم، وَهُوَ مَحَزّ القَوْس يَقَعُ فِيه حَلْقَةُ الوَتَر، كَمَا يَأْتِي لَه (كالإِطْنَابَة) . وَقيل: إِطْنَابَةُ القَوْسِ: سَيْرُهَا الَّذِي فِي رِجْلِهَا يُشَدُّ من الوَتَرِ على فُرْضَتِهَا وقَد طَنَّبْتُها. وعَن الأَصْمَعيّ: الإِطْنَابَةُ: لسَّيْرُ الَّذِي عَلَى رَأْس الوَتَر مِن الْقَوْسِ.
وقوسُ مُطَنَّبَة. والإِطْنَابَةُ: سَيْرٌ يُشَدُّ فِي طَرَفِ الحِزَامِ لِيَكُونَ عوْناً لسيرِه إِذَا قَلِقَ. قَالَ النَابِغة يصف خيلاً:
فهُنَّ مُسْتَبْطنَاتٌ بَطْنَ ذِي أُرُلٍ
يَرْكُضْن قد قَلِقَت عَقْدُ الأَطَانِيبِ
والإِطْنَابَةُ: سَيْرُ الحِزَامِ المَعْقُود إِلى الإِبْزيم وجَمْعُه الأَطانِيب. وَقَالَ سلَامة:
حَتَّى استَغَثْن بأَهْلِ المِلْح ضَاحِيَةً
يَرْكُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطَانِيبِ
وَقيل: عَقْدُ الأَطَانِيبِ: الأَلْبَابُ والحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَت.
(و) الطُّنُبُ: (عَصَبَةٌ يالنَّحْرِ) . فِي لِسَان الْعَرَب: الطُّنْبَانِ: عَصَبَتَن مَكْتَنِفَتَانِ ثَغْرَةَ النّحر تَمْتَدَّان إِذا تَلَفَّت الإِنْسَان.
(و) طُنُبٌ: (ع بَين مَاوِيَّةَ وذَات العُشَر) .
وطَنُوبُ: قَرْيةٌ بِجَزِيرَة بَنِي نَصْر.
(و) الطّنُبُ: (عِرْقُ الشّجَر) جَمْعُه. أَطْنَاب، وَهِي عُرُوقٌ تَنْشَعِب من أُرُومَتِهَا.
(و) الطنُبُ: (عَصَبُ الجَسَدِ) جَمْعُه أَطنَاب. قَالَ ابْنُ سِيدَه: أَطْنَابُ الجَسَدِ: عَصَبُه الَّتِي تَتَّصِل بِها المَفَاصِلُ والعِظَامُ وتَشُدُّها.
ومِنَ المَجَازِ: أَطْنَابُ الشَّمْسِ: أَشِعَّتُهَا الَّتي تَمْتَدّ كأَنَّهَا القَصَب، وذَلكَ عنْدَ طُلُوعِهَا.
(و) الطَّنَبُ (بِفتْحَتَيْنِ: اعْوِجَاجٌ فِي الرُّمْح. وطُولٌ فِي الرِّجْلَيْن فِي) أَيَ مَعَ (اسْتِرْخَاءٍ وطُولٍ فِي الظَّهْرِ) .
وفرسٌ فِي ظَهْره طَنَب أَي طُولٌ (وَهُوَ عَيْبٌ) فِي الذُّكُورِ دُونَ الإِناث كَما عُرِف فِي الفِراسَة (والنعتُ أَطْنَبُ) للمذكر (و) هِيَ (طَنْبَاءُ) . يُقَال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كَانَ طَوِيل القَرَى. قَالَ النَّابِغَةُ:
لقد لَحِقْتُ بِأُوْلَى الخَيْلِ تحْمِلُنِي
كَبْدَاءُ لَا شَنَجٌ فِيهَا وَلَا طَنَبُ. (وطَنَّبَه) أَي الخِبَاءَ (تَطْنِيباً) إِذَا (مَدّه بأَطْنَابِهِ وشَدَّه) ، وخِبَاءٌ مُطَنَّبٌ، ورِوَاقٌ مُطَنَّب، أَي مَشْدُودٌ بالأَطْنَاب وَفِي الحَدِيثِ: (مَا أُحِب أَنَّ بَيْتي مُطَنَّب بِبَيْت مُحَمَّد صلَّى الله عليهِ وَسلم، إِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَاي) (و) طَنَّبَ (الذِّئْبُ: عَوَى. و) طَنَّبَ (بالمَكَان: أَقَامَ) بِهِ.
(والإِطْنَابَة: المِظَلَّةُ) بالكَسْرِ. (وامرأَةٌ) مِنْ بَنِي كِنَانَة بْنِ القَيْسِ بْنِ جَسْرِ بن قُضَاعَة (وعَمْرٌ وابْنُها شَاعِر) مَشْهُورٌ، واسْمُ أَبِيهِ زَيْدُ مَنَاةَ.
(وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت فِي غُبَار و) أَطْنَبَتِ (الإِبِلُ: اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً فِي السَّيْرِ. و) أَطْنَبَ (النهرُ: بَعُد ذَهَابُه) . قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب:
كَأَنَّ امرَأً فِي النَّاسِ كنتَ ابْنَ أُمِّه
على فَلَجٍ من بَطْنِ دِجْلَةَ مُطْنِبِ
(و) أَطْنَبَ (الرَّجُلُ) فِي الكَلَام: (أَتى بالبَلَغَةِ فِي الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ ذَمًّا) . والإِظْنَابُ: البَلَاغَةُ فِي المَنْطِق والوَصْفِ مَدحاً كَانَ أَوْ ذَمًّا. وأَطْنَبَ فِي الكَلَام: بَالَغ فِيهِ. والإِطْنَابُ المُبَالَغَةُ فِي مدْح أَو ذَمَ والإِمْثَارُ فِيه. والمُطْنِبُ: المدَّاحُ لِكُلِّ أَحَد.
وَقَالَ ابْن الأَنْبَارِيّ: أَطْنَبَ فِي الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَد. وأَطْنَبَ فِي عَدْوِه إِذَا مَضَى فِيهِ باجْتِهَاد ومُبَالَغَة.
(والمَطْنَبُ كمَقْعَدٍ) وكمِنْبَر أَيْضاً، كَذَا وَجَدْت فِي هَامِشِ نُسْخَةِ لِسَان الْعَرَب: (المَنْكِبُ. والعَاتُقُ) قَال امْرُؤُ القَيْس:
وإِذْ هِي سَوْدَاءُ مِثْلُ الفَحِيم
تُغَشِّي المَطَانِبَ والمَنْكِبَا
والمَطْنَبُ: حَبْلُ العَاتِقِ وجَمْعُه المَطَانِبُ.
(و) عَسْكَر مُطَنِّبٌ: لَا يُرَى أَقْصَاهُ مِنْ كَثْرَته. و (جَيْشٌ مِطْنَابٌ: عَظِيم) أَي بَعِيدُ مَبَيْن الطَرفين لَا يَكَاد يَنْقَطع. قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَمِّي الَّذِي صَبَحَ الحَلَائبَ غُدوَةً
فِي نَهْرُوَنَ بِجَحْفَلٍ مِطْنَاب
(وتَطْيبُ السِّقَاءِ: تَطْبِيبُه) وَهُوَ أَنْ تُعَلِّق السِّقَاءَ من عَمُودِ البَيْتِ ثمَّ تَمْخَضــه، عَنْ أَبِي عَمْرو. وقَد تَقَدَّم فِي طَبَّ مَا يَتَعَلَّق بِهِ.
(و) قَوْلُهُم: (جَارِي مُطَانِبِي) أَي (طُنُبُ بَيْتِهِ إِلى طُنُب بَيْتِي) وكَذَلِك الطَّنِيب وجَمْعُه الطَّنَائب.
ومِنَ المَجَازِ: مَوَرَد فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: (أَنَّ الأَشْعَثَ بنَ قَيْس لَمَّا تَزوَّج مُلَيْكَةَ بنْت زُرَارَةَ عَلَى حُكْمِهَا فحَكَمَتِ بِمائَة أَلْفِ دِرْهَم فرَدَّهَا عُمَر إِلى أَطْنَاب بَيْتها) . يَعْني رَدَّها إِلى مَهْرِ مِثْلها مِنْ نِسَائهَا، يُرِيدُ إِلى مَا بنِي عَلَيْه أَمرُ أَهْلِهَا. وامتَدَّت عَلَيْه أَطْنَابُ بُيُوتِهم. وَهُوَ فِي النِّهَايَة والمِصْبَاح ولِسَانِ الْعَرب.
وَيُقَال: رَأَيْتُ إِطْنَابَةً مِنْ خَيْلٍ ومِنْ طَيْرٍ. وخَيْلٌ أَطَنِيبُ: يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً وَمِنْه قَوْلُ الفَرزْدَقِ:
وَقد رَأَى مُصْعَبٌ فِي سَاطِع سَبِطٍ
مِنْهَا سَوَابِقَ غَارَاتٍ أَطَانِيبِ
واسْتَدْرَكَ هُنَا شَيْخُنا على المُؤَلِّف.
أَطْنَابُ الجَسَد. وطُنُبَا النَّحْرِ وَهُوَ عَجِيبٌ، وَلَعَلَّهُمَا سَقَطَا من نُسْخَته واللهُ أَعْلَمُ.
(طُنب)
طنبا طَالَتْ رِجْلَاهُ فِي استرخاء وَطَالَ ظَهره وَهُوَ عيب فِي الْخَيل وَالرمْح وَنَحْوه اعوج فَهُوَ أطنب وَهِي طنباء (ج) طُنب

نُعوتِ الناسِ فِي السُّرْعَةِ والعَدْوِ واختلافِهِ

(بَاب نُعوتِ الناسِ فِي السُّرْعَةِ والعَدْوِ واختلافِهِ)
(232) . [يُقالُ: مَشى الرجلُ يمشي مَشْياً، وَعدا يَعْدو عَدْواً. قَالَ الأصمعيّ: وَمن الْمَشْي: الهميمُ والدَّبيبُ. والهَدْجُ: المَشْيُ الرُوَيدُ. وَقد يكونُ من السُّرْعةِ، وَهُوَ مُشتركٌ، وَقد يكونُ للنَّعامِ أَيْضا. والذَّأَلانُ: المشيُ الخفيفُ. وَمِنْه سُمِّيَ الذئبُ: ذُؤالة (233) . يُقالُ مِنْهُ: ذأَلتُ أَذْأَلُ. والدَّأَلانُ، بالدالِ: مشيُ الَّذِي كأنَّهُ يَبْغِي فِي مِشْيَتِهِ من النَّشاطِ. يُقالُ: دَأَلْتُ (234) أَدْأَلُ دَأَلاناً. فهذانِ مُشْتَركانِ يكونانِ لذَوَاتِ الحافِرِ أَيْضا. والنَّأَلانُ: مِشْيَةُ الَّذِي كأَنَّهُ ينهضُ برأسِهِ إِذا مَشَى يُحَرِّكُهُ إِلَى فَوق مِثْلُ الَّذِي يعدو وَعَلِيهِ حِمْلٌ يَنْهَضُ بِهِ (235) . والتَّرَهْوُكُ: [مَشْيُ] (236) الَّذِي كأَنَّهُ يموجُ فِي مِشْيَتِهِ، وقَدْ تَرَهْوَكَ. والأَوْنُ: الرُّوَيْدُ من الْمَشْي والسَّيْرِ. يُقالُ: أُنْتُ أَؤونُ أَوْناً (237) ، مثلُ: قُلتُ أقولُ قَوْلاً.ويُقالُ: لَا يَسْبِقُ من غايةٍ بعيدةٍ أَهْضَمُ أبدا. والهَضْمُ: انضمامُ الجَنْبَيْنِ. وهيَ فَرَسٌ هَضْماءُ. ويُقالُ للفَرَسِ إِذا كانَ الجَرْيِ كثير شَدِيدَهُ: إنَّهُ لمِهْرَجٌ، وَهُوَ فَرَسٌ غَمْرٌ، وسَكْبٌ، وبَحْرٌ (263) ، وفَيْضٌ، وحَتٌّ (264) . كُلُّ هَذَا (2119 كَثْرَةُ العَدْوِ (265) . وَإِذا كانَ رَغِيبَ الشَّحْوَةِ (266) ، أَي واسِعَ الخَطْوِ كثيرَ الأَخْذِ من الأرضِ قيلَ: هُوَ ساطٍ من الخَيْلِ. وتقولُ: سطايسطو. وقالَ: لقد منوا بتيجانِ ساطِ ويُقال: إنَّهُ الأباجِلُ بالعَدْوِ. وَهَذَا مَثَلٌ يُرادُ بِهِ: إنء نالَ (267) وَهَى بالعَدْوِ فانْخَرَقَ (268) بالعَدْوِ انخراقاً، وَقَالَ: إِذا قُلْنَ كَلاَّ قالَ والنَّقْعُ ساطِعٌ بَلَى وَهُوَ واهٍ ... ... ... ... . . (269) وَإِذا بَدَأَ الجَرْيَ من غيرِ أنْ يختلِطَ قيل: مَرَّ يَغْلِجُ غَلْجاً وإنَّهُ لمِغْلِجٌ (270) . وَإِذا جَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ وَثَبَ [فوَقَعَ] (271) مَجْمُوعَة يداهُ فذلكَ الضَّبْرُ (272) . فَإِذا أَهْوى بحافِرِهِ إِلَى عَضُدِهِ فذلكَ [الضَّبْعُ] (273) ، وَهُوَ فَرَسٌ ضَبُوعٌ. وقالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ (274) :والدَّفِيفُ: اللَّيِّنُ. قَالَ: دَفَّ يَدُفُّ دَفِيفاً ودَفّاً. (213) الأصمعيّ: الحَوْزُ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ، وأَنْشَدَ
(286) : وَقد نَظَرْتكُمُ اظْماءَ صادِرَةٍ للوِرْدِ طالَ بهَا حَوْزِي و [تَنْساسِي] (287)
. التَّنْساسُ: السَّيْرُ السريعُ الشديدُ ... ... ...
(288) أَي لثَّا شَيْئا مِن السَّويقِ وغيرِهِ لنرتَحِلَ قَبْلَ أنْ يُدْرِكَنا الطَّلَبُ. تَمَّ كتابُ الفَرْقِ والحمدُ للهِ رَبِّ الْعَالمين وصلّى اللهُ على سَيِّدِنا محمدٍ النبيّ وعَلى آلهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا. وكُتِبَ فِي صَفَر من سَنَةِ (289) سِتِّمائَةٍ نَفَعَ اللهُ بهِ كاتِبَهُ وكاسِبَهُ وقارِئَهُ

المرجاس

(المرجاس) حجر يشد فِي طرف الْحَبل ثمَّ يدلى فِي الْبِئْر فــتمخض الحمأة حَتَّى تثور ثمَّ يستقى ذَلِك المَاء فتنقى الْبِئْر كَمَا يقدر بِهِ مَاؤُهَا وَيعلم بِهِ قدر قَعْر المَاء وعمقه (ج) مراجس

أَبو قُبَيْسٍ

أَبو قُبَيْسٍ:
بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار:
وهو اسم الجبل المشرف على مكة، وجهه إلى قعيقعان ومكة بينهما، أبو قبيس من شرقيّها، وقعيقعان من غربيّها، قيل سمّي باسم رجل من مذحج كان يكنّى أبا قبيس، لأنه أول من بنى فيه قبّة.
قال أبو المنذر هشام: أبو قبيس، الجبل الذي بمكة، كناه آدم، عليه السلام، بذلك حين اقتبس منه هذه النار التي بأيدي الناس إلى اليوم، من سرختين نزلتا من السّماء على أبي قبيس، فاحتكّتا، فأورتا نارا، فاقتبس منها آدم، فلذلك المرخ إذا حكّ أحدهما بالآخر، خرجت منه النار.
وكان في الجاهلية يسمّى الأمين، لأن الرّكن كان
مستودعا فيه أيّام الطوفان وهو أحد الأخشبين.
قال السّيّد عليّ (بضم العين وفتح اللام) : هما الأخشب الشرقي والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخطّ (بضم الخاء المعجمة) والخطّ من وادي إبراهيم.
وذكر عبد الملك بن هشام أنه سمّي بأبي قبيس بن شامخ، وهو رجل من جرهم، كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمّه ميّة، فنذرت أن لا تكلّمه، وكان شديد الكلف بها، فحلف لأقتلنّ أبا قبيس، فهرب منه في الجبل المعروف به، وانقطع خبره، فإما مات وإما تردّى منه، فسمّي الجبل أبا قبيس لذلك، في خبر طويل ذكره ابن هشام صاحب السيرة في غير كتاب السيرة.
وقد ضربت العرب المثل بقدم أبي قبيس، فقال عمرو ابن حسّان أحد بني الحارث بن همّام وذكر الملوك الماضية:
ألا يا أمّ قيس لا تلومي، ... وأبقي، إنما ذا الناس هام
أجدّك هل رأيت أبا قبيس، ... أطال حياته النّعم الرّكام
وكسرى، إذ تقسّمه بنوه ... بأسياف كما اقتسم اللّحام
تمخّضــت المنون له بيوم ... أنى، ولكلّ حاملة تمام
وقال أبو الحسين بن فارس: سئل أبو حنيفة عن رجل ضرب رجلا بحجر فقتله، هل يقاد به؟ فقال: لا، ولو ضربه بأبا قبيس، قال: فزعم ناس أن أبا حنيفة، رضي الله عنه، لحن، قال ابن فارس: وليس هذا بلحن عندنا، لأنّ هذا الاسم تجريه العرب مرّة بالإعراب فيقولون جاءني أبو فلان ومررت بأبي فلان ورأيت أبا فلان، ومرّة يخرجونه مخرج قفا وعصا، ويرونه اسما مقصورا، فيقولون: جاءني أبا فلان، ورأيت أبا فلان، ومررت بأبا فلان. ويقولن،: هذه يدا، ورأيت يدا، ومررت بيدا، على هذا المذهب.
وأنشدني أبي رحمه الله يقول:
يا ربّ سار بات ما توسّدا ... إلّا ذراع العيس، أو كفّ اليدا
قال: وأنشدني علي بن ابراهيم القطّان قال أنشدنا أحمد ابن يحيى ثعلب أنشدنا الزبير بن ابي بكر قال أنشد بعض الأعراب يقول:
ألا بأبا ليلى على النّأري والعدى، ... وما كان منها من نوال، وإن قلا
هذا آخر كلامه. ويمكن أن يقال إن هذه اللغة محمولة على الأصل، لأنّ أبو أصله أبو، كما أن عصا وقفا أصله عصو وقفو، فلما تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها، قلبوها ألفا بعد إسكانها إضعافا لها، وأنشدوا على هذه اللغة:
إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا، في المجد، غايتاها
وقالت امرأة ولها ولدان:
وقد زعموا أني جزعت عليهما، ... وهل جزع إن قلت وا بأباهما
هما أخوا، في الحرب، من لا أخا له ... إذا خاف يوما نبوة فدعاهما
فهذا احتجاج لأبي حنيفة، إن كان قصد هذه اللغة الشّاذّة الغريبة المجهولة، والله أعلم.
وأبو قبيس أيضا حصن مقابل شيزر معروف.
أَبُو مُحمَّد:
بلفظ اسم نبيّنا محمد، صلى الله عليه وسلم:
جبل في بحر القلزم يسكنه قوم ممن حرم التوفيق، ليس لهم طعام إلّا حبّ الخروع، وما يصيدونه من السمك، وليس عندهم زرع ولا ضرع.

أَتَوَ 

(أَتَوَ) الْهَمْزَةُ وَالتَّاءُ وَالْوَاوُ وَالْأَلِفُ وَالْيَاءُ يَدُلُّ عَلَى مَجِيءِ الشَّيْءِ وَإِصْحَابِهِ وَطَاعَتِهِ. الْأَتْوُ الِاسْتِقَامَةُ فِي السَّيْرِ، يُقَالُ: أَتَا الْبَعِيرُ يَأْتُو. قَالَ:

تَوَكَّلْنَ وَاسْتَدْبَرْنَهُ كَيْفَ أَتْوُهُ ... بِهَا رَبِذًا سَهْوَ الْأَرَاجِيحِ مِرْجَمَا

وَيُقَالُ: مَا أَحْسَنَ أَتْوَ يَدَيْهَا فِي السَّيْرِ. وَقَالَ مُزَاحِمٌ:

فَلَا سَدْوَ إِلَّا سَدْوُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ ... وَلَا أَتْوَ إِلَّا أَتْوُهُ وَهُوَ مُقْبِلُ

وَتَقُولُ الْعَرَبُ: أَتَوْتُ فُلَانًا بِمَعْنَىتُهُ. قَالَ:

يَا قَوْمِ مَا لِي وَأَبَا ذُؤَيْبِ ... كُنْتُ إِذَا أَتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ قَالَ الضَّبِّيُّ: يُقَالُ لِلسِّقَاءِ إِذَا تَمَخَّضَ قَدْ جَاءَ أَتْوُهُ. الْخَلِيلُ: الْإِتَاوَةُ الْخَرَاجُ، وَالرِّشْوَةُ، وَالْجُعَالَةُ، وَكُلُّ قِسْمَةٍ تُقْسَمُ عَلَى قَوْمٍ فَتُجْبَى كَذَلِكَ. قَالَ:

يُؤَدُّونَ الْإِتَاوَةَ صَاغِرِينَا

وَأَنْشَدَ:

وَفِي كُلِّ أَسْوَاقِ الْعِرَاقِ إِتَاوَةٌ ... وَفِي كُلِّ مَا بَاعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ: أَتَوْتُهُ أَتْوًا: أَعْطَيْتُهُ الْإِتَاوَةَ.

لمظ

لمظ: لماظة: انظر لماضة.
لمّاظ: نوع نبات (كاريت جغرافيا 137).
(لمظ) : يُقالُ للمَرْأَةِ النَّاسِجًةِ: أَلْمِظِي نَسِيجتَكِ، أَي أَصْفِقِيها.
(لمظ)
فلَان لمظا تتبع الطّعْم وتذوق وتمطق وَالْمَاء ذاقه بِطرف لِسَانه
[لمظ] نه: فيه: الإيمان يبدأ في القلوب "لمظة"، هي بالضم مثل النكتة من البياض، ومنه فرس ألمظ- إذا كان بجحفلته بياض يسير. وفيه: فجعل الصبي "يتلمظ"، أي يدير لسانه في فيه ويحركه ويتتبع أثر التمر، واللماظة: ما يبقى في الفم من أثر الطعام.
(ل م ظ) : (تَلَمَّظَ) الرَّجُلُ تَتَبَّعَ بِلِسَانِهِ بَقِيَّةَ الطَّعَامِ بَيْنَ أَسْنَانِهِ بَعْدَ الْأَكْلِ وَقِيلَ التَّلَمُّظُ أَنْ يُخْرِجَ لِسَانَهُ فَيَمْسَحُ بِهِ شَفَتَيْهِ و (الْأَلْمَظُ) مِنْ الْخَيْلِ الَّذِي شَفَتُهُ السُّفْلَى بَيْضَاءُ.
ل م ظ: (لَمَظَ) مِنْ بَابِ نَصَرَ، وَ (تَلَمَّظَ) إِذَا تَتَبَّعَ بِلِسَانِهِ بَقِيَّةَ الطَّعَامِ فِي فَمِهِ وَأَخْرَجَ لِسَانَهُ فَمَسَحَ بِهِ شَفَتَيْهِ. وَ (اللُّمْظَةُ) بِالضَّمِّ كَالنُّكْتَةِ مِنَ الْبَيَاضِ وَفِي الْحَدِيثِ: «الْإِيمَانُ يَبْدُو لُمْظَةً فِي الْقَلْبِ» . 

لمظ


لَمَظَ(n. ac. لَمْظ)
a. Rolled the tongue about; licked up, tasted.
b. [acc. & Min], Paid a part of ( his debt ).
c. see II (b)
لَمَّظَa. see I (b)b. Gave to eat.

أَلْمَظَ
a. ['Ala], Irritated.
b. Tasted (water).
تَلَمَّظَa. see I (a)
إِلْتَمَظَ
a. [Bi], Smacked the lips.
b. Took, seized.
c. Gobbled up.

إِلْمَظَّa. Was white-lipped .
لُمْظَة
3t
4 White spot (
on a horse's lower lip ).
أَلْمَظُa. White in the lower lip (horse).

لَمَاْظa. Morsel, taste.

لُمَاْظَةa. Remains of food in the mouth; remainder.

مَلَاْمِظُa. The parts round the mouth.

N. P.
تَلَمَّظَa. Smiling.
(لمظ) - في حديث التَّحْنِيك: "فجعَل الصَّبِىُّ يَتلَمَّظُ"
: أي يُديرُ لِسانَه في الفَمِ ويُحرِّكُه.
ومنه: تَلمَّظ الفَقِيرُ عند شَهْوةٍ لا يَقدِرُ على إنفَاذِها.
وَتلمَّظت الحيَّة: أخرجَتْ لِسَانَها، وَالتَّلمُّظ: تَتَبُّعُ الفَم بالِّلسَانِ أثَر الأَكْل، وما يَبقَى في الفَم لُمَاظَةٌ، وشَربَ الماءَ لِمَاظًا، أي بطَرَفِ اللَّسَانِ، ولمظَ الشَّىءَ: أَكَلَه؛ ولَمَظَه: طرَحَه مِن فيهِ سَرِيِعًا.
[لمظ] لَمظَ يَلْمُظُ بالضم لَمْظاً، إذا تتبَّعَ بلسانه بقيَّةَ الطعام في فمه، أو أخرجَ لسانَه فمسح به شفتيه. وكذلك التَلَمُّظُ. يقال: تَلَمَّظَتِ الحيَّةُ، إذا أخرجَتْ لسانها كتلمظ الآكل. واللماظة بالضم: ما يبقى في الفم من الطعام. ومنه قول الشاعر يصف الدُنيا:

لُماظَةُ أيامٍ كأحلامِ نائم * وقولهم: ما ذقت لَماظاً بالفتح، أي شيئاً. ويقال أيضاً: شرب الماء لَماظاً، إذا ذاقه بطرَف لسانه. قال ابن السكيت: التَمَظَ الشئ، أي أكله. واللمظة بالضم، كالنُكْتَةُ من البياض، وفي الحديث: " الإيمان يَبدو اللمْظَة في القلب ". واللُمْظَةُ في الفرس: بياضٌ في جحفلته السفلى. والفرس ألمظ. فإن كان في العلياء فهو أرثم. وقد المظ الفرس المظاظا.
لمظ قَالَ أَبُو عبيد: وَلم نسْمع فِي سوابق الْخَيل مِمَّن يوثَق بِعِلْمِهِ اسْما لشَيْء مِنْهَا إِلَّا الثَّانِي والعاشر فَإِن الثَّانِي اسْمه الْمُصَلِّي والعاشر السُّكيت وَمَا سوى ذَينك فَيُقَال لَهُ الثَّالِث وَالرَّابِع كَذَلِك إِلَى التَّاسِع. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام الْإِيمَان يَبْدُو لُمْظة فِي الْقلب كلما ازْدَادَ الْإِيمَان ازدادت اللُمظة. قَوْله: لمظة قَالَ الْأَصْمَعِي: اللمظة هِيَ مثل النُّكْتَة وَنَحْوهَا من البياضَ وَمِنْه قيل: فرس ألمظ إِذا كَانَ بجحفلته شَيْء من الْبيَاض. والمحدثون يَقُولُونَ: لمظة بِالْفَتْح وَأما كَلَام الْعَرَب فبالضم [لُمْظة -] مثل دُهمة وشُهبة وَحُمرَة وصُفرة وَمَا أشبه ذَلِك وَقد رَوَاهُ بَعضهم: لمطة بِالطَّاءِ فَهَذَا الَّذِي لَا نعرفه وَلَا نرَاهُ حفظ. وَفِي هَذَا الحَدِيث حجَّة على من أنكر أَن يكون الْإِيمَان يزِيد أَو ينقص أَلا ترَاهُ يَقُول: كلما ازْدَادَ الْإِيمَان ازدادت تِلْكَ اللمظة مَعَ أَحَادِيث فِي هَذَا كَثِيرَة وعدة آيَات من الْقُرْآن.
لمظ
لمَظَ يلمُظ، لَمْظًا، فهو لامِظ
• لمَظ الشّخصُ:
1 - أخرج لسانَه بعد الأكل أو الشّرب ومسح به شفتيه.
2 - تتبَّع الطعامَ وتذوَّقه. 

تلمَّظَ يتلمَّظ، تلمُّظًا، فهو مُتلمِّظ
• تلمَّظ الشَّخصُ:
1 - لمَظ؛ تذوّق بقيّةَ الطعام في الفم ° تلمّظ بذكره: عابه.
2 - فتح شفتيه أثناء مضغ الطعام وأغلقهما بصورة مزعجة. 

لمَّظَ يلمِّظ، تلميظًا، فهو مُلمِّظ، والمفعول مُلمَّظ
• لمَّظه الطعامَ: أذاقه إيّاه "لمَّظته الطَّعامَ قبل وضعه على
 المائدة". 

لُماظة [مفرد]: بقيّة الطعام في الفم "ألقى لُماظةً من فِيه". 

لَمْظ [مفرد]: مصدر لمَظَ. 
ل م ظ

لمظ الرجل يلمظ وتلمّظ إذا تتّبع بلسانه بقيّة الطعام بعد الأكل أو مسح به شفتيه واسم تلك البقية: اللماظة، وألقى لماظة من فيه، وما تلمّظت اليوم بشيء أي ما ذقت شيأ، وما ذقت اليوم لماظاً، ولمّظه كذا: أذاقه إياه، وشرب الماء لماظاً بالكسر: ذاقه بطرف لسانه. وفرس ألمظ: في جحفلته بياض فإن جاوز إلى الأنف فهو: أرثم، وبه لمظة.

ومن المجاز: تلمّظت الحيّة: أخرجت لسانها. وتلمّظ بذكره. قال رجل من بني حنيفة:

فدع عربيّاً لا تلمّظ بذكره ... فألأم منه حين ينسب عائبه

لقد كان متلافاً وصاحب نجدة ... ومرتفعاً عن جفن عينيه حاجبه

أي لم يأت بخزية يغضّ لها بصره. وما الدنيا إلا لماظة أيام. وقال:

وما زالت الدّنيا يخون نعيمها ... وتصبح بالأمر العظيم تمخّض

لماظة أيام كأحلام نائم ... يذعذع من لذّاتها المتبرّض

المتبلّغ. وعنده لمظةٌ من سمنٍ: يسيرٌ تأخذه بإصبعك كالجوزة. وألمظ الفوق وتر القوس.

ولمظه من حقّه: أعطاه شيأ قليلاص منه.
[ل م ظ] الَّلمْظُ والتَّلَمُّظُ الأَخْذُ باللِّسانِ ما بَقِيَ في الفَمِ بعدَ الأَكْل وقيل هو تَتَبُّعُ الطُّعَمِ والتَّذَوُّق واسمُ ما بَقِيَ في الفَمِ اللُّماظَةُ وليسَ لَنَا لَماظٌ أي مَا نَذُوقُه فنَتَلَمَّظُ به ولَمَّظْناهُ ذَوَّقْناه ولَمَّجْناه والْتَمَظَ الشَّيْءَ أَكَلَه ومَلامِظُ الإِنْسانِ ما حَوْلَ شَفَتَيْه لأَنَّه يَذُوقُ به وشَرِبَ الماءَ لَمَاظًا ذاقَهُ بَطَرَفِ لسانِه وأَلْمَظَه جَعَلَ الماءَ على شَفَتَيْهِ قال الرّاجزُ فاسْتَعارَه للطَّعْنِ

(يُحْذِيه طَعْنًا لم يَكُنْ إِلْماظَا ... )

أي يُبالِغُ في الطَّعْنِ لا يُلْمِظُهُمْ إِيّاه واللَّمَظُ واللُّمْظَةُ بياضٌ في جَحْفَلَةِ الفَرَسِ السُّفْلَى من غَيْرِ الغُرَّةِ وكَذلك إِن سالَتْ غُرَّتُه حتّى تَدْخُلَ فَمَه فَيَتَلَمَّظُ بها فهي اللُّمْظَةُ واللَّمَظُ شَيْءٌ من البَياضِ في جَحْفَلَةِ الدَّوابِّ لا يُجاوِزُ مَضَمَّها وقيلَ اللُّمْظَةُ البَياضُ على الشَّفَتَيْنِ فقط وفي قَلْبِه لُمْظَةٌ أي نُكْتَةٌ وفي الحَديثِ النِّفاقُ في القَلْبِ لُمْظَةٌ سَوداءُ والإِيمانُ لُمْظَةٌ بَيْضاءُ كلما ازدْادَ ازْدادَتْ ولَمَظَه من حَقِّهِ شَيْئًا ولَمَّظَهُ أَي أَعْظاه
لمظ: اللَّمْظُ: ما تَلْمُظُ بلِسَانِكَ على أَثَرِ الأكْلِ. وما بَقِيَ في الفَمِ: اللُّمَاظَةُ. وما ذاقَ لَمَاظاً: أي شَيْئاً.
وألْقى لُمَاظَةً من فيه.
ويُقال: لُمَاظَةٌ كأحْلاَمِ نائمٍ.
والْتَمَظَ الشَّيْءَ: أَكَلَه. ولَمَظَ كذا والْتَمَظَه: طَرَحَه في فِيْه سَرِيْعاً.
واللُّمْظَةُ: الشَّيْءُ اليَسِيْرُ من السَّمْنِ تَأْخُذُه بإصْبَعِكَ.
وهو حَسَنُ المُتَلَمَّظِ: أي المُبْتَسَمِ.
واللُّمْظَةُ: النُّقْطَةُ السَّوْدَاءُ في القَلْبِ.
والألْمَظُ: الفَرَسُ الذي في جَحْفَلَتِهِ بَيَاضٌ لا يُجَاوِزُ مَضَمَّ الجَحْفَلَةِ.
واللُّمْظَةُ أيضاً: هُنَيَّةٌ من البَيَاضِ بيَدِ الفَرَسِ أو بِرِجْلِه على الأشْعَرِ.
ورَجُلٌ تِلِمَّاظٌ: لا يَثْبُتُ على مَوَدَّةٍ واحِدَةٍ.
والتِّلِمّاظَةُ من النِّسَاءِ: الثَّرْثَارَةُ المِهْذَارُ.
والْتَمَظَ بحَقّي: ذَهَبَ به.
وقَيَّدَ بَعِيْرَه المُتَلَمِّظَةَ: وهو أن يَقْرِنَ بَيْنَ يَدَيْه حَتّى يَمَسَّ الوَظِيْفُ الوَظِيْفَ.
وألْمَظْتُ عليه: أي مَلأْته غَيْظاً.
والالْتِمَاظُ: الالْتِفَاتُ.

لمظ: التَّلمُّظ والتمطُّق: التذَوُّقُ. واللمْظ والتلمُّظُ: الأَخذ

باللسان ما يَبْقى في الفم بعد الأَكل، وقيل: هو تَتَبُّع الطُّعْم

والتذوُّق، وقيل: هو تحريك اللسان في الفم بعد الأَكل كأَنه يَتَتَبَّع بقيّة من

الطعام بين أَسنانه، واسم ما بقي في الفم اللُّماظةُ. والتمطُّق

بالشفَتين: أَن تُضَمَّ إِحداهما بالأُخرى مع صوت يكون منهما، ومنه ما يستعمله

الكَتَبة في كَتْبهم في الدّيوان: لَمَّظْناهم شيئاً يَتلمَّظُونه قبل

حُلول الوقت، ويسمى ذلك اللُّماظة، واللُّماظة، بالضم: ما يَبقى في الفم من

الطعام؛ ومنه قول الشاعر يصف الدنيا:

لُماظةُ أَيامٍ كأَحلامِ نائمٍ

وقد يُستعار لبقية الشيء القليل؛ وأَنشد: لُماظة أَيام. والإِلْماظُ

الطعْن الضعيف؛ قال رؤبة:

يُحْذِيه طَعْناً لم يكن إِلْماظا

وما عندنا لَماظٌ أَي طعام يُتلمَّظُ. ويقال: لَمِّظْ فلاناً لُماظة أَي

شيئاً يتلمَّظُه. الجوهري: لمَظَ يَلمُظُ، بالضم، لَمْظاً إِذا تَتَبَّع

بلسانه بقيّةَ الطعام في فمه أَو أَخرج لسانه فمسح به شَفتيه، وكذلك

التلمُّظُ. وتلمَّظَتِ الحيةُ إِذا أَخرجت لسانها كتلمُّظ الأَكل. وما ذُقت

لَماظاً، بالفتح. وفي حديث التحْنِيكِ: فجعل الصبيُّ يتلمَّظ أَي يُدِيرُ

لسانه في فيه ويحرِّكُه يتَتبَّع أَثر التمر، وليس لنا لَمَاظ أَي ما

نَذُوقُه فنَتلمَّظُ به. ولَمَّظْناه: ذوَّقْناه ولَمَّجْناه. والتمَظَ

الشيءَ: أَكله. ومَلامِظُ الإِنسان: ما حَوْلَ شَفَتَيْه لأَنه يَذُوقُ به.

ولَمَظ الماءَ: ذاقَه بطَرف لسانه، وشرب الماء لَماظاً: ذاقه بطرَف

لسانه. وأَلمَظَه: جعل الماء على شفته؛ قال الراجز فاستعاره للطعن:

يُحْميه طعْناً لم يكن إِلْماظا

(* مقوله «يحميه» كذا في الأصل وشرح

القاموس بالميم، وتقدم يحذيه طعناً، وفي الاساس وأحذيته طعنة إِذا

طعنته.)أَي يبالغ في الطعن لا يُلْمِظُهم إِياه.

واللَّمَظُ واللُّمْظةُ: بياض في جَحْفلة الفرس السُّفْلى من غير

الغُرّة، وكذلك إِن سالت غُرَّتُه حتى تدخل في فمه فيَتَلَمَّظ بها فهي

اللُّمظة؛ والفرس أَلْمَظُ، فإِن كان في العُليا فهو أَرْثَمُ، فإِذا ارتفع

البياض إِلى الأَنف فهو رُثْمَةٌ، والفرس أَرْثَمُ، وقد الْمَظَّ الفرس

الْمِظاظاً. ابن سيده: اللَّمَظ شيء من البياض في جَحفلة الدابّة لا يُجاوز

مَضَمَّها، وقيل: اللُّمظة البياض على الشفتين فقط. واللُّمْظة: كالنُّكْتة

من البياض، وفي قلبه لُمظة أَي نُكتة. وفي الحديث: النِّفاق في القلب

لُمْظة سوداء، والإِيمانُ لُمظة بيضاء، كلما ازْداد ازْدادتْ. وفي حديث

عليّ، كرّم اللّه وجهه: الإِيمان يَبْدُو لُمظةً في القلب، كلما ازداد

الإِيمان ازدادت اللُّمظة، قال الأَصمعي: قوله لُمظة مثل النُّكْتة ونحوها من

البياض؛ ومنه قيل: فرس أَلمظ إِذا كان بجَحْفلته شيء من بياض. ولَمَظه من

حقِّه شيئاً ولمَّظه أَي أَعْطاه. ويقال للمرأَة: أَلْمِظِي نَسْجَكِ

أَي أَصْفِقِيه. وأَلْمَظ البعير بذَنَبه إِذا أَدْخله بين رِجْليه.

لمعظ: أَبو زيد: اللَّمْعَظُ الشَّهْوانُ الحَريصُ، ورجل لُمْعُوظ

ولُمْعُوظة من قوم لمَاعِظةٍ، ورجل لَعْمَظة ولَمْعَظة: وهو الشَّرِهُ

الحَريص.

لمظ

1 لَمَظَ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. لَمْظٌ, (S, M,) He sought leisurely and gradually, with his tongue, after the remains of the food in his mouth, (S, K, TA,) after eating: (TA:) and he put forth his tongue, and wiped with it his lips: (S, K:) as also ↓ تلمّظ, (S, K,) in both senses: (K:) you say also الحَيَّةُ ↓ تلمّظت (tropical:) The serpent put forth its tongue, (S, K, TA,) like as the eater puts it forth and wipes with it his lip: (S, TA:) or the former verb and ↓ the latter signify he took with his tongue what remained in the mouth after eating: (M:) or he sought leisurely and gradually after the taste, and tasted time after time: (M, K:) or ↓ the latter signifies he tasted time after time; as also تمطّق: or he moved about his tongue in his mouth after eating, as though seeking leisurely and gradually after some remains of the food between his teeth; whereas تمطّق signifies he smacked his lips: (T:) or ↓ تلمّظ signifies he sought leisurely and gradually, with his tongue, after the remains of the food between his teeth after eating: or he put forth his tongue, and wiped with it his lips. (Mgh.) [Hence the saying بِذِكْرِهِ ↓ مَا زَالَ فُلَانٌ يَتَلَمَّظُ (tropical:) [Such a one ceased not to busy his tongue with mentioning him, or it]. (TA.) A2: لَمَظَ المَآءَ, inf. n. لَمْظٌ, He tasted the water with the extremity of his tongue. (TA.) A3: See also 2, in two places.2 لمّظهُ, inf. n. تَلْمِيظٌ; (TA;) or ↓ لَمَظَهُ; (M as quoted in the TT [being there written without teshdeed; and both seem to be correct;]) He gave him something to taste; he fed him with something whereby to content or divert, him [so as to allay the craving of his stomach] before the morning-meal; syn. ذَوَّقَهُ and لَمَّجَهُ, (M, TA,) both of which are alike. (TA.) You say also, لَمِّظْ فُلَانًا لُمَاظَةً [Give thou to such a one, to eat,] something which he may taste time after time, or after eating which he may move about his tongue in his mouth as though seeking leisurely and gradually after some remains thereof between his teeth. (T.) b2: And [hence,] لمّظهُ, (M, K,) inf. n. as above; (TA;) and ↓ لَمَظَهُ; (M, K;) (tropical:) He gave to him (M, K, TA) somewhat (M, TA) of his right, or due. (M, K, TA.) 4 المظهُ He put the water upon the edge of his lips, (M,) or upon his lips, or lip. (K, accord. to different copies.) b2: And hence إِلْمَاظٌ is used to signify (tropical:) The act of piercing, or thrusting, feebly [with a spear or the like]. (M, * TA.) 5 تَلَمَّظَ see 1, in six places.8 التمظهُ He ate it: (ISk, S, M, A:) or he threw it quickly into his mouth. (O, K.) 9 المظّ, inf. n. إِلْمِظَاظٌ, He (a horse) had a لُمْظَة, or whiteness upon his lower lip. (S, K.) لَمَظٌ: see لُمْظَةٌ, in two places.

لُمْظَةٌ A whiteness in the lower lip of a horse, (S, M, K,) not being a part of the [whiteness termed] غُرَّة; (M;) as also ↓ لَمَظٌ: (M, K:) also the former, a غُرَّة which descends so that it enters into the mouth of a horse, and so that he removes with it what has remained in his mouth after eating: and ↓ the latter, somewhat white in the lip of a beast of carriage, not passing beyond the place where the lip closes: (M:) or the former, a whiteness upon both the lips, only. (M, K.) Also, Somewhat of whiteness in the fore leg of a horse, or in his hind leg, upon the أَشْعَر [or hair which surrounds the hoof.] (Ibn-'Abbád, K.) And A small spot (As, T, S, M, K) of white: (As, T, S, K:) and contr. of black, in the heart. (K.) It is said in a trad., that faith begins like a لُمْظَة in the heart; (T, S;) and as faith increases, so the latter increases. (T.) And that hypocrisy in the heart is a black لمظة, and faith is a white لمظة; and as either increases, so the لمظة increases. (M. TA.) b2: Also, (tropical:) A small quantity of clarified butter, which one takes with the finger, (K, TA,) like a walnut: mentioned by Z and Ibn-'Abbád. (TA.) لَمَاظٌ A thing which one tastes, (K, TA), and with which one moves about the tongue in the mouth. (TA.) You say, مَا لَهُ لَمَاظٌ He has not anything to taste, (K, TA,) &c. (TA.) and مَا ذُقْتُ لَمَاظًا I have not tasted anything. (S) And شَرِبَ المَآءَ لَمَاظًا He tasted the water with the extremity of his tongue. (S, M, K. *) [See also what next follows.]

لُمَاظَةٌ What remains in the mouth, (S, M, K,) of food, (S, M,) after eating: (TA:) or something which one may taste time after time, or after eating which one may move about his tongue in his mouth as though seeking leisurely and gradually after some remains thereof between his teeth. (T.) [See also what next precedes.]

b2: Also, A remain, remainder, or residue, of something little in quantity. (TA.) أَلْمَظُ A horse having a لُمْظَة, or whiteness, upon his lower lip: when it is upon the upper lip. he is termed أَرْثَمُ: (S, K:) or a horse whose lower lip is white. (Mgh.) مَلَامِظُ The part around the lips of a man: (M, K:) because he tastes therewith. (M.) مُتَلَمَّظٌ The part of the face by which smiling is expressed; syn. مُتَبَسَّمٌ. (K. TA) [in the CK, erroneously, مُتَبَسِّم.]) You say, إِنَّهُ لَحَسَنُ المُتَلَمَّظِ [Verily he is goodly in respect of the part of the face by which smiling is expressed]. (TA.)
لمظ
لَمَظَ يَلْمَظُ لَمْظاً منْ حَدِّ نَصَرَ، إِذا تَتَبَّع بلِسَانِهِ بَقِيَّةَ اللُّمَاظَةِ، بالضّمِّ، اسْمٌ لبَقِيَّةِ الطَّعَامِ فِي الفَمِ بَعْدَ الأَكْلِ. ولَمَظَ: إِذا أَخْرَجَ لِسَانَهُ فَمَسَحَ بِهِ شَفَتَيْهِ. أَوْ لَمَظَ: إِذا تَتَبَّعَ الطَّعْمَ وتَذَوَّقَ وتَمَطَّقَ، كَتَلَمَّظَ، فِي الكُلِّ. ومَعْنَى التَّمَطُّقِ بالشَّفَتَيْنِ: أَنْ يَضُمَّ إِحْداهُمَا بالأُخْرَى مَعَ صَوْتٍ يَكُونُ مِنْهُما، وَفِي حَدِيثِ التّحْنِيك: فَجَعلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمّظُ أَي يُدِيرُ لِسَانَهُ فِي فِيهِ ويُحَرِّكُهُ يَتَتَبَّعُ أَثَرَ التَّمْرِ.
ولَمَظَ فُلاناَ من حَقِّه شَيْئاً: أَعْطاهُ، كلَمَّظَ تَلْمِيظاً، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَالُ: مالَهُ لَمَاظٌ، كسَحَابٍ، أَيْ شَيْءٌ يَذُوقُه فَيَتَلَمَّظُ بِهِ. وَفِي الصّحاح: مَا ذُقْتُ لَمَاظاً، أَي شيْئاً ويُقَالُ أَيْضاً: شَرِبَهُ، أَي الماءَ لَمَاظاً: إِذا ذَاقَهُ بطَرَفِ لِسَانِهِ، وكذلِكَ لَمَظَ الماءَ لَمْظاً.
ومَلامِظُك: مَا حَوْلَ شَفَتَيْكَ، لأَنَّهُ يَذُوقُ بهَا. وأَلْمَظَهُ: جَعَلَ الماءَ على شَفَتِهِ. قَالَ الراجِزُ فاسْتَعَارَهُ للطَّعْنِ: نَحْذِيه طَعْناً لَمْ يَكُنْ إِلْماظَا أَي يُبَالِغُ فِي الطَّعْنِ لَا يُلْمِظُهُمْ إِيّاه.
وأَلْمَظَ عَلَيْه: مَلأَهُ غَيْظاً. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: يُقَالُ للمَرْأَةِ: أَلْمِظِى نَسْجَكِ، أَي صَفِّقِي، وَفِي اللِّسَان: أًصْفِقِيهِ. واللُّمْظَةُ بالضَّمِّ: بَيَاضٌ فِي جَحْفَلَةِ الفَرَسِ السُّفْلَى، من غَيْرِ الغُرَّةِ، وكَذلِكَ إِنْ سَالَتْ غُرَّتُهُ حَتَّى تَدْخُلَ فِي فَمِهِ، فيَتَلَمَّظ بهَا، فَهِيَ اللُّمْظَةُ.
كاللَّمَظِ، مُحَرَّكَةً، والفَرَسُ أَلْمَظُ، فإِنْ كانَتْ فِي العُلْيَا فأََرْثَمُ، كَمَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ. أَو اللُّمْظَةُ: البَيَاضُ فِي الشَّفَتَيْن فَقَطْ.
وَفِي المُحْكَمِ: اللَّمَظُ: شَيْءٌ مِنَ البَياض فِي جَحْفَلَةِ الدّابَّةِ لَا يُجاوِزُ مَضَمَّها.
واللُّمْظَةُ: النُّكْتَةُ السَّوْداءُ فِي القَلْبِ. يُقَالُ: فِي قَلْبِهِ لُمْظَةٌ.
وَمن المَجازِ: اللُّمْظَةُ: اليَسِيرُ من السَّمْنِ تَأْخُذُهُ بِإِصْبَعِكَ كالجَوْزَة. نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ وابنُ عَبّادٍ.
واللُّمْظَةُ: هَنَةٌ من البَيَاضِ بيَدِ الفَرَسِ أَوْ برِجْلِه على الأَشْعَرِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.
واللُّمْظَةُ: النّقْطَةُ من البَياضِ ضِدٌّ. وَفِي الحَدِيثِ: النِّفَاقُ فِي القَلْبِ لُمْظَةٌ سَوْدَاءُ، والإِيمانُ لُمْظَةٌ بَيْضَاءُ، كُلَّمَا ازْدَادَ الإِيمانُ ازْدادَتِ اللُّمْظَةُ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: قَوْلُه: لُمْظَةٌ، مِثْلُ النُّكْتَةِ ونَحْوها مِن البَيَاضِ. وَمن المَجَازِ: تَلَمّظَتِ الحَيَّةُ، إِذا أَخْرَجَتْ لِسَانَها كتَلَمُّظِ إِلَى كِلِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
والمُتَلَمِّظُ، بالفَتْحِ، أَي عَلَى صِيغَةِ المَفْعُولِ: المُتَبَسَّمُ. يُقَالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ المُتَلَمَّظِ.)
وقالَ ابنُ عبّادٍ: يُقَالُ: قَيَّدَ بَعِيرَهُ المُتَلَمِّظَةَ، وَهُوَ أَنْ يَقْرُنَ بَيْنَ يَدَيْه حَتَّى يَمَسَّ الوَظِيفُ الوَظِيفَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.
والْتَمَظَه: طَرَحَهُ فِي فَمِهِ سَرِيعاً، كَذا فِي العُبَابِ. ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت: الْتَمَظَ الشَّيْءَ، أَيْ أَكَلَهُ، ومِثْلُهُ فِي الأَسَاسِ. والْتَمَظَ بحَقِّه: ذَهَبَ بِهِ. والْتَمَظَ بالشَّيءِ: الْتَفَّ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والْتَمَظَ بشَفَتَيْهِ: ضَمَّ إِحْدَاهُمَا على الأُخْرَى مَعَ صَوْتٍ يَكُونُ مِنْهُمَا.
والْمَظَّ الفَرَسُ الْمِظَاظاً، كاحْمَرَّ احْمِرَاراً: صارَ أَلْمَظَ.
والتِّلِمَّاظُ، كسِنِمَّار: مَنْ لَا يَثْبُتُ عَلَى مَوَدَّةِ أَحَدٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ.
قالَ: والتِّلِمَّاظَةُ، بهَاءٍ، من النِّسَاءِ: الثِّرْثارَةُ المِهْذارَةُ، أَي الكَثِيرَةُ الكَلامِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: اللُّمَاظَةُ، بالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ القَلِيلِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِنْه قَوْلُ الشّاعِرِ يَصِفُ الدُّنْيَا: لُماظَةُ أَيّامٍ كأَحْلامِ نائمِ والإِلْماظُ: الطَّعْنُ الضَّعِيفُ، وَهُوَ مَجَازٌ أَيْضاً. ولَمَّظَهُ تَلْمِيظاً: ذَوَّقَهُ، كلَمَّجَهُ.
وأَلْمَظَ البَعِيرُ بذَنَبِهِ: إِذا أَدْخَلَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ.
وأَلْمَظَ القَوْسَ: شَدَّ وَتَرَها. ويُقَالُ: مَا زالَ فُلانٌ يتَلَمَّظُ بذِكْرِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: المُتَلمَّظَةُ: مَقْعَدُ الاسْتِيَامِ، وَهُوَ رَئيسُ الرُّكَّابِ والمَلاّحِينَ، كَما فِي التَّكْمِلَةِ، وسَبَقَ مِثْلُ ذلِكَ فِي م ل ط، وَلَا أَدْرِي أَيّهما أَصَحّ.
واللَّمَاظَةُ، بالفَتْحِ: الفَصَاحَةُِ وطَلاقةُ اللِّسَانِ، وهوَ مَجازٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.