Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=74398#eeb149
(تسلع) انسلع
سلع: السَّلَعُ: البَرَصُ، والأَسْلَعُ: الأَبْرَصُ؛ قال:
هل تَذْكُرون على ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ
أَنَسَ الفَوارِسِ، يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ؟
وكان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم
ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ. والسَّلَعُ: آثار النار بالجسَد. ورجل أَسْلَعُ:
تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه. وسَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً،
وتَسَلَّعَ: تَشَقَّقَ. والسَّلْعُ: الشَّقُّ يكون في الجلد، وجمعه سُلُوعٌ.
والسَّلْعُ أَيضاً: شَقّ في العَقب، والجمع كالجمع، والسَّلْعُ: شَقّ في
الجبل كهيئة الصَّدْعِ، وجمعه أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ، ورواه ابن الأَعرابي
واللحياني سِلْعٌ، بالكسر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
بِسِلْع صَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً،
إِذا ما رآهُ راكِب . . . أُرْعِدَا
(* كذا بياض بالأصل.)
وقولهم سُلُوعٌ يدل على أَنه سَلْع.
وسَلَعَ رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع: شقَّه. وسَلِعَتْ يده
ورجله وتَسَلَّعَــتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ،
وانْسَلَعَتا: تَشَقّقتا؛ قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي
(* قوله «حكيم بن معية
الربعي» كذا بالأصل هنا، وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى
عكاشة السعدي.) :
تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ
مِنْ بارِئ حِيصَ، ودامٍ مُنْسَلِعْ
ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ: يَشُقُّ الفلاة؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي
أَخاها أَسعد:
سَبَّاقُ عادِيةٍ، ورأْسُ سَرِيَّةٍ،
ومُقاتِلٌ بَطَلٌ، وهادٍ مِسْلَعُ
والمَسْلُوعَةُ: الطريق لأَنها مشقوقة؛ قال مليح:
وهُنَّ على مَسْلُوعةٍ زِيَم الحَصَى
تُنِيرُ، وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ
والسَّلْعة، بالفتح: الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت. يقال: في رأْسه
سَلْعتانِ، والجمع سَلْعاتٌ وسِلاعٌ، والسَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ
وحَلَق، ورجل مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ. وسَلَعَ رأْسَه بالعصا: ضربه فشقه.
والسِّلْعةُ: ما تُجِرَ به، وأَيضاً العَلَقُ، وأَيضاً المَتاعُ، وجمعها
السِّلَعُ. والمُسْلِعُ: صاحبُ السِّلْعة. والسِّلْعةُ، بكسر السين:
الضَّواةُ، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة؛ وقال الأَزهري: هي
الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إِذا حركتها، وقد
تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره، وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ.
وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَيتُه مثل السِّلْعة؛ قال: هي غدة تظهر
بين الجلد واللحم إِذا غُمِزَتْ باليد تحركت.
ورجل أَسْلَعُ: أَحْدَبُ. وإِنه لكريم السَّلِيعةِ أَي الخليقة. وهما
سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان. وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها،
واحدُها سِلْع وسَلْع. قال رجل من العرب: ذهبت إِبلي فقال رجل: لك عندي
أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها. وهذا سِلْع هذا أَي مثله
وشَرْواهُ. والأَسْلاعُ: الأَشْباه؛ عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون
شيء. والسَّلَعُ: سَمّ؛ فأََما قول ابن
(* هنا بياض بالأصل.) . . . :
يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَسْلَعا
فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ
السِّمام واحد، وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم.
والسَّلَعُ: نبات، وقيل شجر مُرّ؛ قال بشر:
يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ،
وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وَقارُ
ومنه المُسَلَّعةُ، كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع
والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، وقيل:
يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار
المشبه بِسَنى البرق، وقيل: يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في
الجبل فيُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ
(* قوله «قال الورك» في شرح
القاموس: قال وداك.) الطائي:
لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ،
يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر
أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً
ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ؟
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله، وهو لفْظ قليل في
الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، وهو بقلة تنفرش كأَنها
راحة الكلب، قال: وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر
مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها، ولكن لها
قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار،
فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي
الصلت:سَلَعٌ ما، ومِثْلُه عُشَرٌ ما،
عائِلٌ ما، وعالَتِ البَيْقُورا
وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم
بإِضرام النار في أَذناب البقر.
وسَلْع: موضع بقرب المدينة، وقيل: جبل بالمدينة؛ قال تأَبط شرّاً:
إِنَّ، بالشِّعْبِ الذي دُون سَلْعٍ،
لَقَتِيلاً، دَمُه ما يُطَلُّ
قال ابن بري: البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه؛ ولذلك قال
في آخر القصيدة:
فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمْرٍو،
إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ
يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى.
والسَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ.
زلع: الزَّلْعُ: استِلابُ الشيء في خَتْلٍ. زلَع الشيءَ يَزْلَعُه
زَلْعاً وازْدَلَعَه: اسْتَلَبَه في خَتْل. وزلَع الماءَ من البئر زَلْعاً:
أَخرجه. وزَلَعْتُ له من مالي زَلْعةً أَي قَطَعْـتُ له منه قِطْعةً.
وزَلِعَتِ الكفُّ والقَدمُ تَزْلَعُ زَلَعاً وتَزَلَّعتا: تَشَقَّقتا من ظاهر
وباطن، وهو الزَّلَع، وقيل: الزَّلَع تَشَقُّق ظاهرهما، فأَما إِذا كان
في باطنهما فهو الكَلَعُ، وهي الزُّلُوعُ. وفي الحديث: إِنَّ المحرم إِذا
تَزَلَّعَتْ رجلُه فله أَن يَذْهُنَها، أَي تَشَقَّقَتْ. وفي حديث أَبي
ذر: مرَّ به قوم وهم مُحْرِمون وقد تَزَلَّعَت أَيديهم وأَرجلهم فسأَلوه:
بأَي شيء نُداوِيها؟ فقال: بالدُّهْن؛ ومنه: كان رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، يصلِّي حتى تَزْلَعَ قدماه. وشَفَة زَلْعاء مُتَزَلِّعة: لا تزال
تَنْسَلِقُ، وكذلك الجلد؛ قال الراعي:
وغَمْلى نَصِيٍّ بالمِتانِ كأَنَّها
ثَعالِبُ مَوْتى، جِلْدُها قد تَزَلَّعا
ويروى تَسَلَّعــا، والمعنى واحد. وتَزَلَّعَتْ يده: تشققت. وازْدَلَع
فلان حقِّي: اقتطعه. وازْدَلَعْتُ الشجرة إِذا قطعتها،وهو افتعال من
الزَّلْع، والدال في ازدلعت كانت في الأَصل تاء. وَزَلَع جلده بالنار يَزْلَعُه
زَلْعاً فَتَزَلَّع: أَحْرَقه. وزَلَع رأْسَه كسَلَعه؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال أَبو عمرو: المُزَلَّع الذي قد انقشر جلد قدمه عن اللحم.
والزَّلَعةُ: جِراحةٌ فاسدةٌ، وقد زَلِعَتْ جِراحَتُه زَلَعاً أَي
فَسَدَتْ. وتَزَلَّع رِيشه: ذهَب؛ أَنشد ثعلب:
كِلا قادِمَيْها تُفْضِلُ الكَفُّ نِصْفَه،
كَجِيدِ الحُبارى رِيشُه قد تَزَلَّعا
وأَزلعتُ فلاناً في كذا أَي أَطْعَمْتُه.
والزُّلُوعُ والسُّلُوع: صُدُوعٌ في الجبل في عُرْضِه. والزَّيْلَعُ:
ضرب من الوَدَع صغار، وقيل: هو خَرَز معروف تلبسه النساء. وزَيْلَع: موضع،
وقد غلب على الجِيلِ وأَدخلوا اللام فيه على حدّ اليهود فقالوا
الزَّيْلَعُ إِرادةَ الزَّيْلَعِيِّين.
ابن الأَعرابيّ: يقال زَلَعْتُه وسَلَقْتُه ودَثَثْتُه وعَصَوْتُه
وهَرَوْتُه وفَأَوْته بمعنى واحد.
لسع: اللَّسعُ: لِما ضرَب بمُؤَخَّرِه، واللَّدْغُ لِما كان بالفم،
لَسَعَتْه الهامّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً ولَسَّعَتْه. ويقال: لَسَعَتْه الحيةُ
والعقربُ، وقال ابن المظفر: اللَّسْعُ للعقرب، قال: وزعم أَعرابي أَنَّ
من الحَيَّاتِ ما يَلْسَع بلسانه كلسع حُمةِ العقرب وليست له أَسنانٌ.
ورجُل لَسِيعٌ: مَلْسُوعٌ، وكذلك الأُنثى، والجمع لَسْعى ولُسَعاء كقتِيل
وقَتْلى وقُتَلاءَ. ولَسَعَه بلسانه: عابَه وآذاه. ورجُل لسّاعٌ ولُسَعةٌ:
عَيّابة مُؤْذٍ قَرَّاصةٌ للناس بلسانه، وهو من ذلك. قال الأَزهري:
السموع من العرب أَنَّ اللَّسْعَ لذوات الإِبر من العقارِب والزنابيرِ، وأَما
الحيَّاتُ فإِنها تَنْهَشُ وتعَضُّ وتَجْذِبُ وتَنْشُِطُ، ويقال للعقرب:
قد لَسَعَتْه ولَسَبَتْه وأَبَرَتْه ووكَعَتْه وكَوَتْه. وفي الحديث: لا
يُلْسَعُِ المؤمِنُ من جُحْر مرّتين، وفي رواية: لا يُلْذَعُِ،
واللَّسْعُ واللَّذْعُ سواء، وهو استعارة هنا، أَي لا يُدْهى المؤمن من جهة واحدة
مرتين فإِنه بالأُولى يعتبر. وقال الخطابي: روي بضم العين وكسرها، فالضم
على وجه الخبر ومعناه أَنَّ المؤمن هو الكيِّسُ الحازِمُ الذي لا يُؤْتى
من جهة الغفْلةِ فيخدع مرة بعد مرّة وهو لا يَفْطُنُ لذلك ولا يَشْعُرُ
به، والمراد به الخِداعُ في أَمْرِ الدين لا أَمْر الدنيا، وأَما بالكسر
فعلى وجْه النهي أَي لا يُخدَعَنَّ المؤمن ولا يُؤْتَيَنَّ من ناحية
الغفلة فيقع في مكروه أَو شرّ وهو لا يشعر به ولكن يكون فَطِناً حَذِراً، وهذا
التأْويل أَصلح أَن يكون لأَمر الدين والدنيا معاً.
ولُسِّعَ الرجلُ: أَقامَ في منزله فلم يبْرَحْ. والمُلَسَّعةُ: المقيمُ
الذي لا يبرح، زادُوا الهاء للمبالغة؛ قال:
مُلَسَّعةٌ وَسْطَ أَرْساغِه،
به عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرْنَبا
(* ورد هذا البيت في مادة يسع على هذه الرواية.)
ويروى: مُلَسَّعةٌ بين أَرْباقِه، مُلَسَّعةٌ: تَلْسَعُه الحيّات
والعقارِبُ فلا يبالي بها بل يقيم بين غنمه، وهذا غريب لأَن الهاء إِنما تلحق
للمبالغة أَسْماء الفاعلين لا أَسماء المفعولين، وقوله بين أَرْباقِه
أَراد بين بَهْمِه فلم يستقم له الوزن فأَقام ما هو من سببها مُقامَها، وهي
الأَرْباقُ، وعين مُلَسِّعةٌ.
ولَسْعا: موضع، يُمَدُّ ويُقْصَرُ. واللَّيْسَعُ: اسم أَعجمي، وتوهم
بعضهم أَنها لغة في إِليَسَع.