Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بلا

رُودِس

رُودِس:
قال القاضي عياض: هو بضم أوّله، ضبطناه عن الصدفي والأسدي وغيرهما إلّا الخشني والتميمي فإنّه عندهما بفتح الراء ولم يختلفوا في الدال أنّها مكسورة، وقيدناه عن بعضهم في غير الصحيحين بفتح الدال، وكلّهم قالوا بسين مهملة إلّا الصدفي عن العذري فإنّه قال بشين معجمة، وقيدناه في كتاب أبي داود من طريق الرملي بذال معجمة، قال:
وهي جزيرة بــبلاد الروم، وفي الحديث: غزا معاوية قبرس ورودس، وهي في الإقليم الرابع، وطولها من جهة المغرب خمسون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف. ورودس: جزيرة مقابل الإسكندرية على ليلة منها في البحر، وهي أوّل بلاد أفرنجة، قال المسعودي: وهذه الجزيرة في وقتنا هذا، وهو سنة 332، دار صناعة الروم وبها تبنى المراكب البحرية، وفيها خلق من الروم، ومراكبهم تقارب بلاد الإسكندرية وغيرها من بلاد مصر فتغير وتسبي وتأخذ.

النِّسْبَة

(النِّسْبَة) الصِّلَة أَو الْقَرَابَة و (فِي الرياضة) نتيجة مُقَارنَة إِحْدَى كميتين من نوع وَاحِد بِالْأُخْرَى والمقدار الْمَنْسُوب (مج) وَيُقَال يُضَاف هَذَا إِلَى هَذَا بِنِسْبَة كَذَا بِمِقْدَار كَذَا يُقَال بِالنِّسْبَةِ إِلَى كَذَا بِالنّظرِ وَالْإِضَافَة إِلَيْهِ و (النِّسْبَة المئوية) مِقْدَار الشَّيْء مَنْسُوبا إِلَى مائَة (ج 9 نسب
النِّسْبَة: الرَّبْط وَهِي تَامَّة خبرية وإنشائية. وَغير تَامَّة كالنسبة التقييدية أَي الإضافية والتوصيفية - وَأَرَادَ الْفَاضِل الْكَامِل الْعَارِف النامي الشَّيْخ نور الدّين عبد الرَّحْمَن الجامي. قدس سره السَّامِي. بِالنِّسْبَةِ فِي قَول جمال الْعَرَب جمال الدّين الشَّيْخ ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله فِي الكافية المركبات كل اسْم ركب من كَلِمَتَيْنِ لَيْسَ بَينهمَا نِسْبَة النِّسْبَة المفهومة من ظَاهر هَيْئَة التَّرْكِيب لِئَلَّا يخرج نَحْو خَمْسَة عشر عَن حد الْمركب. وَطعن على الْفَاضِل الْهِنْدِيّ رَحمَه الله تَعَالَى لما عين النِّسْبَة بِالنِّسْبَةِ الإسنادية والإضافية والتوصيفية والتعليقية الَّتِي تكون بَين الْفِعْل وَالْمَفْعُول لإِخْرَاج نَحْو خَمْسَة عشر مِمَّا بَين جزئه نِسْبَة الْعَطف قبل التَّرْكِيب حَيْثُ قَالَ وَتَعْيِين النِّسْبَة على وَجه يخرج مِنْهَا هَذِه النِّسْبَة أصعب من خرط القتاد لِأَن النِّسْبَة فِي القَوْل الْمَذْكُور نكرَة تَحت النَّفْي فَهِيَ صَرِيح وَنَصّ فِي استغراق أفرادها فإرادة بعض دون بعض بِلَا قرينَة تَرْجِيح بِلَا مُرَجّح. وَلَكِن يرد على الْعَارِف النامي. قدس سره السَّامِي. أَنه أَيْضا عين النِّسْبَة الْمَذْكُورَة بِالنِّسْبَةِ المفهومة من ظَاهر هَيْئَة التَّرْكِيب مَعَ أَنَّهَا تَحت النَّفْي. فَهَذَا التَّعْيِين أَيْضا لَا يَخْلُو عَن صعوبة خرط القتاد.
واندفاع هَذَا الْإِيرَاد على وَجه التَّحْقِيق الإلهامي قد ذَكرْنَاهُ فِي كتَابنَا جَامع الغموض منبع الفيوض شرح الكافية وخلاصته من بِنَاء جَوَاب الْفَاضِل الْهِنْدِيّ على تَخْصِيص النِّسْبَة بِبَعْض أفرادها بِلَا قرينَة وَبِنَاء جَوَاب الْعَارِف الجامي. قدس سره السَّامِي. على حملهَا على مَا هُوَ الْمُتَبَادر مِنْهَا والألفاظ مَحْمُولَة على المتبادرات بل حقائق عرفية فِيهَا فَافْهَم واحفظ.
ثمَّ اعْلَم أَن النِّسْبَة تكون مُتَأَخِّرَة عَن المنتسبين بِالضَّرُورَةِ. فَإِن قيل لَا نسلم تأخرها عَنْهُمَا لِأَنَّهُ إِذا لوحظ جَمِيع النّسَب بِحَيْثُ لَا يخرج عَنهُ نِسْبَة مَا وَنسب ذَلِك الْجمع إِلَى زيد فنسبة جَمِيع النّسَب إِلَيْهِ لَا تكون حِينَئِذٍ مُتَأَخِّرَة عَن المنتسبين إِذْ الْمَفْرُوض أَن أحد طرفيها جَمِيع النّسَب بِحَيْثُ لَا يشذ عَنهُ نِسْبَة مَا. قُلْنَا إِن فرض دُخُول النِّسْبَة الَّتِي تُوجد بَين جَمِيع النّسَب وَبَين زيد على الْوَجْه الَّذِي هُوَ نِسْبَة بَين طرفيها فرض محَال فَجَاز أَن يسْتَلْزم محالا آخر أَعنِي دُخُول النِّسْبَة الْمُتَأَخِّرَة عَن الطَّرفَيْنِ فِي أَحدهمَا. وَالنِّسْبَة عِنْد أَصْحَاب التصريف عبارَة عَن إِلْحَاق الْيَاء فِي آخر الِاسْم -. ثمَّ هِيَ معنوية كبصري وقرشي - ولفظية ككرسي. وَفِي عرف الْحساب النِّسْبَة كمية تحصل لمقدار أَو عدد بِالْقِيَاسِ إِلَى مثله مثلا إِذا نسبنا الْوَاحِد إِلَى اثْنَيْنِ عرض لَهُ كَونه نصفا لَهما وَبِالْعَكْسِ عرض لَهما كَونهمَا ضعفا لَهُ.

مَقَذُونِيَةُ

مَقَذُونِيَةُ:
بفتح أوله وثانيه، وضم الذال المعجمة، وسكون الواو، وكسر النون، وياء خفيفة: وهو اسم لمصر باليونانية القديمة، هكذا ذكره ابن الفقيه، وقال ابن البشّاري: مقذونية بمصر وقصبتها الفسطاط وهو المصر ومن دونها الغربية والجيزية وعين شمس، وقال ابن خرداذبه: وكانت مصر منازل الفراعنة ومن جملتهم ملك كان اسمه مقذونية، ثم ذكر ابن الفقيه في أخبار بلاد الروم فقال: ثم عمل مقذونية وحدّه من المشرق السور الطويل ومن القبلة بحر الشام ومن المغرب بلاد الصقالبة ومن ظهر القبلة بلاد برجان، ومقام الوالي حصن يقال له باندس، فهذه الحدود تدل على أنه مع القسطنطينية في برّ واحد، والله أعلم، والسور الطويل بناء يقطع من بحر الشام إلى بحر الخزر وطوله أربعة أيام، وعرض هذه الولاية أعني مقذونية مسيرة خمسة أيام، طولها ثلاث وستون درجة، وعرضها ثمان وأربعون درجة وعشر دقائق في الإقليم الخامس، طالعها الأسد، بيت حياتها السنبلة تحت نقطة السرطان خارجة من المنطقة بأربع عشرة درجة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان.

اثر

اثر

1 أَثَرَ خُفَّ البَعِيرِ, aor. ـُ inf. n. أَثْرٌ, He made an incision in the foot of the camel [in order to know and trace the footprints]; as also ↓ أثّرهُ. (M.) And أَثَرَ البَعِيرِHe made a mark upon the bottom of the camel's foot with the iron instrument called مِئْثَرَةin order that the footprints upon the ground might be known: (T, TT:) or he scraped the inner [i. e. under] part of the camel's foot with that instrument in order that the footprints might be traced. (S.) A2: أَثَرَ الحَدِيثَ, (T, S, M, A, &c.,) عَنِ القَوْمِ, (M,) aor. اَثُرَ(S, M, Msb, K) and اَثِرَ, (M, K,) inf. n. أَثْرٌ(T, S, M, Msb, K) and أَثَارَهٌand أُثْرَهٌ, (M, K,) the last from Lh, but in my opinion, [says ISd,] it is correctly speaking a subst., and syn. with مَأْثُرَهٌand مَأْثَرَهٌ, (M,) He related, or recited, the tradition, narrative, or story, as received, or heard, from the people; transmitted the narrative, or story, by tradition, from the people: (T, S, * M, A, L, Msb, * K: *) or he related that wherein they had preceded [as narrators: so I render أَنْبَأَهُمْ بِمَا سَبَقُوا فِيهِ, believing همto have been inserted by a mistake of a copyist in the M, and hence in the L also:] from الأَثَرُ. (M, L.) [See أَثَرٌ.] You say also, أثَرَ عَنْهُ الكَذِبَ, meaning He related, as heard from him, what was false. (L, from a trad.) b2: أَثْرٌ, aor. ـُ (M,) inf. n. أَثْرٌ, (M, K.) also signifies Multum inivit camelus camelam. (M, K.) A3: أَثِرَ لِلْأَمْرِ, aor. ـَ He applied, or gave, his whole attention to the thing, or affair, having his mind unoccupied by other things. (K.) A4: أَثِرَ عَلَي الْأَمْرِHe determined, resolved, or decided, upon the thing, or affair. (T, K.) A5: لَقَدْ أَثِرْتُ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا و كَذَا, (Lth, T, L,) inf. n. أَثْرٌand أَثَرٌ, (L,) I have assuredly purposed to do such and such things. (Lth, T, L.) A6: See also 4.

A7: And see 10.2 أثّر فِيهِ, inf. n. تَأْثِيرٌ, He, or it, made, (Msb,) or left, (M, K,) or caused to remain, (S,) an impression, or a mark, or trace, upon him, or it. (S, * M, Msb, K. *) It is said of a sword, [meaning It made, or left, a mark, or scar, upon him, or it,] and in like manner of a blow. (T, TA.) [Whence,] أَثَّرَ فِى عِرْضِهِcross; [He scarred his honour]. (K in art. وخش.) You say also, أَثَّرَ بِوَجْهِهِ وَبِجَبِينِهِ السُّجُودُ [Prostration in prayer made, or left, a mark, or marks, upon his face and upon his forehead]. (T, * TA.) See also 1, first sentence.

A2: He, or it, made an impression, or produced an effect, upon him, or it; impressed, affected, or influenced, him, or it. (The Lexicons passim.) A3: أَثَّرَ كَذَا بِكَذَا, (T, TT,) or ↓ آثَرَ, (K,) He, or it, made such a thing to be followed by such a thing. (T, TT, K. *) 4 آثَرَ see 2, last sentence.

A2: [Hence, app.,] آثرهُ, (As, T, M, Msb,) inf. n. إِيثَارٌ, (As, T,) He preferred him, or it. (As, T, M, Msb, TA.) Yousay, آثرهُ عَلَيْهِ He preferred him before him: so in the Kur xii. 91. (As, M.) And آثَرْتُ فُلاَنًا عَلَى نَفْسِى [I preferred such a one before myself], from الإِيثَار. (S.) And قَدْ آثَرْتُكَ I have preferred for thee it; I have preferred to give thee it, rather than any other thing. (T.) and آثَرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He preferred doing such a thing; as also ↓ أَثِرَ, inf. n. أَثَرٌ; and أَثَرَ. (M.) A3: آثر also signifies He chose, or elected, or selected. (K.) A4: And آثِرهُ He honoured him; paid him honour. (M, K.) 5 تأثّر It received an impression, or a mark, or trace; became impressed, or marked. (Msb.) A2: He, or it, had an impression made, or an effect produced, upon him, or it; became impressed, affected, or influenced. (The Lexicons passim.) A3: See also 8.8 ائْتَثَرَهُ, [written with the disjunctive alif اِيتَثَرَهُ,] and ↓ تأثّرهُ, He followed his footsteps: (M, K:) or did so diligently, or perseveringly. (TA.) 10 استأثر عَلَى أَصْحَابِهِ; (ISk, S, K;) and عَلَيْهِمْ ↓ أَثِرَ, aor. ـَ (K;) He chose for himself [in preference to his companions] (ISk, S, K) good things, (K,) in partition, (TA,) or good actions, and qualities of the mind. (ISk, S.) And استأثر بالشَّىْءِ, (S, K,) or الشَّىْءَ, (Msb,) He had the thing to himself, with none to share with him in it: (S, Msb, K:) and the former signifies he appropriated the thing to himself exclusively, (M, K,) عَلَى غَيْرِهِin preference to another or others. (M.) It is said in a trad., إِذَا اسْتَأْثَرَ اللّٰهُ بِشَىْءٍ فَالْهَ عَنُهُ When God appropriateth a thing to Himself exclusively, then be thou diverted from it so as to forget it. (M.) And one says, اِسْتأْثَرَ اللّٰهُ بِفُلَانٍ, (and فُلَانًا, TA,) [God took such a one to Himself,] when a person has died and it is hoped that he is forgiven. (S, M, A, K.) أَثْرٌ, (Az, T, S, A, L, K, &c.,) said by Yaakoob to be the only form known to As, (S,) and ↓ أَثَرٌ, which is a form used by poetic licence, (M, L,) and ↓ أثْرَةٌ, (M, L, K,) and ↓ أُثُرٌ, (M,) and ↓ أُثُرٌ, which is in like manner a sing., not a pl., (T, L,) and ↓ أثْرَةٌ, (El-Leblee,) and ↓ أَثِيرْ, (K,) The diversified wavy marks, streaks, or grain, of a sword; syn. فِرِنْدٌ; (As, T, S, M, A, L, K;) and تَسَلْسُلٌ; and دِيبَاجَةُ; (Az, T;) and its lustre, or glitter: (M, L:) pl. [of the first] أُثُرْ: (T, M, L, K:) the pl. of أُثْرَةٌ is أُثَرٌ. (El-Leblee.) Khufáf Ibn-Nudbeh Es-Sulamee says, [describing swords,] جَلَاهَا الصَّيْقَلُونَ فَإَخْلَصُوهَا خِفَافاً كُلُّهَا يَتْقِى بِأَثْرِ [The furbishers polished them, and freed them from impurities, making them light: each of them preserving itself from the evil eye by means of its lustre]: i. e., each of them opposes to thee its فِرِنْد: (S, L:) يَتْقِى is a contraction of يَتَّقِى; and the meaning is, when a person looks at them, their bright rays meet his eye, so that he cannot continue to look at them. (L.) أُثْرٌ The scar of a wound, remaining when the latter has healed; (As, Sh, T, S, M, K;) as also ↓ أُثُرٌ(S, K) and ↓ أَثَرٌ: (Sh, T:) pl. آثَارٌ, though properly إِثَارٌ, with kesr to the ا [but why this is said, I do not see; for آثَارٌis a regular pl. of all the three forms of the sing.;] and إُثُورٌmay be correctly used as a pl. (Sh, T, L.) A2: A mark made with a hot iron upon the inner [i. e. under] part of a camel's foot, by which to trace his footprints: (M, K:) pl. أُثُورٌ. (M.) [See also أُثْرَةٌ.]

A3: Lustre, or brightness, of the face; as also ↓ أُثُرٌ. (M, K.) A4: See أَثْرٌ.

A5: See also إِثْرٌ.

إِثْرٌ: see أَثَرٌ, in three places: b2: and أَثْرٌ: b3: and see آثِرٌ, in two places.

A2: Also, (S, M, K,) and ↓ أُثْرٌ, (M, K,) but the latter is disallowed by more than one authority, (TA,) What is termed the خُلَاصَة[q. v.] of clarified butter: (S, M, K:) or, as some say, the milk when the clarified butter has become separated from it. (M.) [See also قِشْدَةٌ.]

أَثَرٌ A remain, or relic, of a thing; (M, Msb, K;) as of a house; as also ↓ أَثَارَةٌ: (Msb:) a trace remaining of a thing; and of the stroke, or blow, of a sword: (S:) see also أُثْرٌ: a sign, mark, or trace; opposed to the عَيْن, or thing itself: (TA:) a footstep, vestige, or track; a footprint; the impression, or mark, made by the foot of a man [&c.] upon the ground; as also ↓ إِثْرٌ: and an impress, or impression, of anything: (El-Wá'ee:) pl. آثَارٌح (M, Msb, K) and إُثُورٌ. (M, K.) [The sing. is also frequently used in a pl. sense: and the former of these pls. is often used to signify Remains, or monuments, or memorials, of anti-quity, or of any past time.] It is said in a prov., لَا أَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍI will not seek a trace, or vestige, [or, as we rather say in English, a shadow,] after suffering a reality, or substance, to escape me: or, as some relate it, لَا تَطْلُبْ seek not thou. (Har pp. 120 and 174.) And one says, قَطَعَ اللّٰهُ أَثَرَهُ [May God cut short his footsteps]: meaning may God render him crippled: for when one is crippled, his footsteps cease. (TA.) And فُلَانٌ لَيَصْدُقُ أَثَرُهُ, and أَثَرَهُ, Such a one, if asked, will not tell thee truly whence he comes: (M in art. صدق:) a prov. said of a liar. (TA.) and خَرَجْتُ, (S, M, * K,) and جَئْتُ, (El-Wá'ee, Msb,) فيِ أَثَرِهِ, and ↓, في إِثْرِهِ, (T, S, M, Msb, K,) the former of which is said by more than one to be the more chaste, (TA,) [but the latter seems to be the more common,] and عَلَى أَثَرِهِ, and ↓ على إِثْرِهِ, (El-Wá'ee, Msb,) I went out, (S, &c.,) and I came, (El-Wá'ee, Msb,) after him: (M, A, K:) or at his heel: (Expos. of the Fs:) or following near upon him, or hard upon him, or near after him, or following him nearly: (Msb:) as though treading in his footsteps. (El-Wá'ee.) and أَثَرَ ذِى أَثِيرَيْنِ: see آثِرٌ. (K.) b2: An impress or impression, a mark, stamp, character, or trace, in a fig. sense; an effect. (The Lexicons passim.) You say, عَلَى مَاشِيَتِهِ أَثَرٌ حَسَنٌUpon his camels, or sheep, or goats, is an impress of a good state, or condition; of fatness, and of good tending; like إِصْبَعٌ. (TA in art. صبع.) And إِنَّهُ لَحَسَنُ الأَثَرِفِى مَالِهِ Verily he has the impress of a good state, or condition, in his camels, or sheep, or goats; like حَسَنُ الإِصْبَعِ, and المَسِ. (TA ubi suprà.) and عَلَيْهِ أَثَرُ كَذَا He, or it, bears the mark, stamp, character, or trace, of such a thing. (The Lexicons passim.) b3: [The pl.] آثَارٌ also signifies Signs, or marks, set up to show the way. (K.) b4: Also the sing., i. q. أَثْرٌ, q. v. (M, L.) b5: Also i. q. خَبَرٌ [both of which words are generally held to be syn., as meaning A tradition, or narration relating or describing a saying or an action &c., of Mo-hammad]: (M, K:) or, accord. to some, the former signifies what is related as received from [one or more of] the Companions of Mohammad; (TA;) but it may also be applied to a saying of the Prophet; (Kull p. 152;) and the latter, what is from Mohammad himself; (TA;) or from another; or from him or another: (Kull p. 152:) or the former signifies i. q. سُنَّةٌ[a practice or saying, or the practices and sayings collectively, of Mo-hammad, or any other person who is an authority in matters of religion, namely, any prophet, or a Companion of Mohammad, as handed down by tradition]: (S, A:) pl. آثَارٌ. (S, M.) You say, وَجَدْتُهُ فِي الأَثَرِ [I found it in the traditions of the practices and sayings of the Prophet; &c.]: and فُلَانٌ مِنْ حَمَلَةِ الآثَارِ[Such a one is of those who bear in their memories, knowing by heart, the traditions of the practices and sayings of the Prophet; &c.]. (A.) b6: A man's origin; as in the sayings, مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ أَثَرٌIt is not known where was his origin; and مَا يُدْرَى لَهُ مَا أثَرٌIt is not known what is his origin. (Ks, Lh, M.) b7: The term, or period, of life: so called because it follows life: (Msb, TA:) or from the same word as signifying the print of one's foot upon the ground; because when one dies, his footprints cease to be seen. (TA.) b8: [For the former of these two reasons,] آثَارَهُمْ in the Kur xxxvi. 11 means The rewards and punishments of their good and evil lives. (M, L.) A2: آثَارٌ is also a pl. of ثَأْرٌ, q. v.; formed by transposition from أَثْآرٌ. (Yaa-Koob, and M in art. ثأر.) أَثُرٌ A man who chooses for himself [in preference to his companions] (ISk, S, M, K) good things, (K,) in partition, (M, TA,) or good actions, and qualities of the mind; (ISk, S;) as also ↓ أَثِرٌ (M, K.) أَثِرٌ: see أَثُرٌ.

أُثُرٌ: see أُثْرٌ, in two places: b2: and see أَثْرٌ.

أَثُرٌ: see أَثَارَةٌ.

أُثْرَةٌ: see أَثَارَةٌ. b2: A mark which is made by the Arabs of the desert upon the inner [i. e. under] part of a camel's foot; as also ↓ تَأْثُورٌ, and, accord. to some, ↓ تُؤْثُورَهُ, whence one says, رَأَيْتُ أُثْرَتَهُ, and ↓ تُؤْثُورَهُ, I saw the place of his footsteps upon the ground: (M:) or the abrasion of the inner [i. e. under] part of a camel's foot with the instrument of iron called مِئْثَرَةand تُؤْثُور, in order that his footprints may be traced. (S.) [See also أُثْرٌ.] b3: See also أَثْرٌ. b4: And see مَأْثُرَةٌ. b5: Preference. (A.) You say, لَهُ عِنْدِى أُثْرَةٌ He has a preference in my estimation. (A.) and هُوَ ذُو أُثْرَةٍ عِنْدَ الأَمِيرِHe has a preference in the estimation of the prince, or commander. (A.) And فُلَانٌ ذُو أُثْرَةٍ عِنْدَ فُلَانٍ, (TA,) or ↓ أَثَرَةٍ, (T,) Such a one is a favourite with such a one. (T, TA.) See also أَثَرَةٌ, in two places. b6: أُثْرَةَ ذِى أَثِيرٍ: see آثِرٌ.

A2: Dearth, scarcity, drought, or sterility, (جَدْبٌ[in the CK جَذْب],) and an unpleasant state or condition. (M, K.) إِثْرَةٌ: see أَثَرَةٌ. b2: إِثْرَةً: see آثِرٌ.

أَثَرَةٌ: see أَثَارَةٌ. b2: A subst. [signifying The appropriation of a thing or things to oneself exclusively: the having a thing to oneself, with none to share with him in it:] from اِسْتَأْثَرَ بِالشَّىْءِ. (S, M.) And, as also ↓ أُثْرَةٌand ↓ إِثْرَةٌand ↓ إُثْرَى, The choice for oneself [in preference to his companions] of good things, (M, * K, * TA,) in partition; (M, TA;) the choice and preference of the best of things, and taking it, or them, for oneself: (TA:) the pl. of the second is أُثَرٌ. (TA.) You say, أَخَذَهُ بِلَا أَثَرَةٍ, and ↓ بلا أُثْرَةٍ, [&c.,] He took it without a choice and preference of the best of the things, and the taking the best for himself. (T, TA.) And a poet says, فَقُلْتَ لَهُ يَا ذِئْبُ هَلْ لَكَ فىِ أَخٍ عَلَيْكَ وَلَا بُخْلِ ↓ يُؤَاسِي بِلَا أُثْرَي [And I said to him, O wolf, hast thou a desire for a brother who will share without choice of the best things for himself in preference to thee, and without niggardness?]. (M, TA.) See also أُثْرَةٌ.

أُثْرَى: see أَثَرَةٌ, in two places.

أَثِيرٌ: see أَثَرَةٌ. b2: [That makes a large footprint, or the like.] You say, دَابَّةٌ أَثِيَرةٌ A beast that makes a large footprint upon the ground with its hoof, (Az, S, M, K,) or with its soft foot, such as that of the camel. (Az, S.) b3: A man possessing power and authority; honoured: pl. أُثَرَآءُ: fem. أَثِيرَةٌ. (M.) b4: فُلَانٌ أَثِيرِى Such a one is my particular friend: (S, K:) or is the person whom I prefer. (A.) فُلَانٌ أَثِيرٌعِنْدَ فُلَانٍSuch a one is a favourite with such a one. (T.) b5: آثِرَ ذِى أَثِيرٍ, and أَوَّلَ ذِى أَثِيرٍ, &c.: see آثِرٌ. b6: شَىْءٌ كَثِيرٌ أَثِيرٌ [A thing very abundant, copious, or numerous]: اثيرis here an imitative sequent, (S, K, *) like بَثِيرٌ. (S.) A2: الأَثِيرُ ὁ αἰθήρ, The ether;] the ninth, which is the greatest, sphere, which rules over [all] the other spheres: [said to be] so called because it affects the others (يُؤَثِرُ فِى غَيْرِهِ). (MF.) [It is also called فَلَكُ الأَطْلَسِ, and فَلَكُ العَرْشِ; and is said to be next above that called فَلَكُ الكُرْسِىِّ.]

أَثَارَةٌ: see أَثَرٌ. You say, سَمِنَتِ الإبِلُ عَلَى أَثَارَةٍ, (S, M, *) or على أَثَارَةٍ مِنْ شَحْمٍ, (A,) The camels acquired fat, upon, or after, remains of fat. (S, M, * A.) And غَضِبَ عَلَي أَثَارَةٍ قِبْلَ ذَاكَ He became angry the more, having been angry before that. (Lh, M.) And أَغْضَبَنِي فُلَانٌ عَلَى أَثَارَةِ غَضَبٍ Such a one angered me when anger yet remained in me. (A.) And أَثَارَةٌ مِنْ عِلْمٍ, and ↓ أَثَرَةٌ, (T, S, M, K,) and ↓ أُثْرَةٌ, (M, K,) or ↓ أَثْرَةٌ, (T,) the first of which is the most approved, (M,) and is [originally] an inf. n., [see أَثَرَ الآحَدِيثَ,] (T,) signify A remain, or relic, of knowledge, (Zj, T, S, M, K, and Jel in xlvi. 3 of the Kur,) transmitted, or handed down, (K, Jel,) from the former generations: (Jel:) or what is transmitted, or handed down, of knowledge: (Zj, M:) or somewhat transmitted from the writings of the former generations: (TA:) by the knowledge spoken of [in the Kur ubi suprà] is meant that of writing, which was given to certain of the prophets. (I'Ab.) آثِرٌ One who relates, or recites, a tradition, narrative, or story, or traditions, &c., as received, or heard, from another, or others; a narrator thereof. (T, S, * L.) The saying of 'Omar, on his being forbidden by Mohammad to swear by his father, مَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِراً وَلَا آثِرًا, means I did not swear by him uttering (the oath) as proceeding in the first instance from myself, nor repeating (it) as heard from another particular person. (A'Obeyd, T, S, TA.) b2: أَفْعَلُ هذَا آثِرًا مَّا, (IAar, T, S, K,) and آثِرًاwithout ما, (IAar, T,) and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرٍ, (S, K,) mean I will do this the first of every thing. (S, K. *) And in like manner, after لَقِيتُهُ[I met him, or it], one says, آثِرًا مَّا, [and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرٍ,] and ↓ أَوَّلَ ذِى أَثِيرٍ, (M, K,) and آثِرَ ذَاتِ يَدِى, (M,) or ذَاتِ يَدَيْنِ, (K,) and ذِى يَدَيْنِ, (IAar, M, K,) and ↓ أَثِيرَةَ ذِى أَثِيرٍ, and ↓ ذِى أثِيرَيْنِ ↓ إُثْرَةَ, (K,) and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرَيْنِ, (M, as from Lh,) or ↓ ذِى أَثِيرَيْنِ ↓ أَثَرَ, (K,) and ↓ ذِى أَثِيرَيْنِ, ↓ إِثْرَ and مَّا ↓ إِثْرَةً : (Lh, M, K:) or, as some say, ↓ الأَثِيرُsignifies the daybreak, or down; and ↓ ذُو أَثِيرٍ, the time thereof. (M, TA.) Fr says that اِبْدَأْ بِهذَا آثِرًا مَّا, and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرٍ, and ↓ أَثِيرَ ذِى أَثِيرٍ, signify Begin thou with this first of every thing. (TA.) One says also, اِفْعَلْهُ, آثِرًا مَّا, (T, M, TA,) and مَّا ↓ إِثْرًا, (M, TA,) meaning Do thou it [at least], if thou do nothing else: (T, M, TA:) or, as some say, do thou it in preference to another thing, or to other things: ماbeing redundant, but [in this case] not to be omitted, because [it is a corroborative, and] the meaning of the phrase is, do thou it by choice, or preference, and with care. (M, TA.) Mbr says that the phrase خُذْ هذَا آثِرًا مَّاmeans Take thou this in preference; i. e., I give it thee in preference; as though one desired to take, of another, one thing, and had another thing offered to him for sale: and ماis here redundant. (T, TA.) تَأْثُورٌ: see آُثْرَةٌ.

تُؤْثُورٌ: see آثْرَةٌ, in two places: and see مِئْثَرَةٌ, in two places.

مَأثُرَةٌ (T, S, M, K, &c.) and مَأْثَرَةٌ (S, M, K) and ↓ أُثْرَةٌ(M, K) A generous quality or action; (Az, S;) so called because related, or handed down, by generation from generation: (S:) or a generous quality that is inherited by generation from generation: (M, K:) a generous quality, or action, related, or handed down by tradition from one's ancestors: (A:) a cause of glorying: (Az:) and precedence in أُثْرَةٌ[or grounds of pretension to respect, &c.]: pl. of the first and second, حَسَب. (Az, T.) مِئْثَرَةٌand ↓ تُؤْثُورٌ An iron instrument (S, M, K) with which the bottom of a camel's foot is marked, in order that his footprints upon the ground may be known: (M:) or, with which the inner [i. e. under] part of a camel's foot is scraped, in order that his footprints may be traced: (S, K:) or ↓ تؤثورhas a different meaning, explained above, voce أُثْرَةٌ. (M.) The مِيثَرَةof a horse's saddle is without hemz. (S.) مَأْثُورٌ A camel having a mark made upon the bottom of his foot with the iron instrument called مِئْثَرَة, in order that his footprints upon the ground may be known: (T:) or having the inner [i. e. under] part of his foot scraped with that instrument, in order that his footprints may be traced. (S.) b2: A sword having in its مَتْن[or broad side; or the middle of the broad side, of the blade,] diversified wavy marks, streaks, or grain, or lustre or glitter: (M, K: [in some copies of the latter of which, instead of أَثْرٌ, I find أَثَرٌ:]) or having its متنof female, or soft, iron, and its edge of male iron, or steel: (K:) or that is said to be of the fabric of the jinn, or genii; (S, M, K*) and not from الأَثْر, as signifying الفِرِنْد: (S, M:) so says As: (S:) [ISd says,] مأثورis in my opinion a pass. part. n. that has no verb: (M:) or it signifies an ancient sword, which has passed by inheritance from great man to great man. (A.) b3: A tradition, narrative, or story, handed down from one to another, from generation to generation. (T, S, A.)

رَقْد

رَقْد:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، أظنّه مرتجلا:
وهو اسم جبل أو واد في بلاد قيس، وأنشد أبو منصور:
كأرحاء رقد زلّمتها المناقر
وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة: قال العامري رقد هضبة مجلندة مطمئنة غير مرتفعة بين ساق الفروين وبين حبس القنان، وهي بأطراف العرف بينهنّ وبين القنان وبين أبان الأسود، وهي مشرفة على جبال لأنّها فوق حزم من الأرض، وكلّ هذه الأماكن من بلاد بني أسد، وقال الجوهري:
رقد جبل تنحت منه الأرحية، قال لبيد:
فأجماد ذي رقد فأكناف ثادق، ... فصارة توفي فوقها فالأعابلا
وقال أبو زياد: رقد من بلاد غطفان، قال الشاعر:
أحقّا عباد الله أن لست سائرا ... بصحراء شرج في مواكب أو فردا
وهل أرينّ الدّهر عــبلاء عاقر ... ورقدا إذا ما الآل شبّ لنا رقدا
وقال الصّمّة الأكبر، وهو مالك بن معاوية بن جداعة بن غزية بن جشم بن بكر بن هوازن:
جلبنا الخيل من تثليث حتى ... أصبنا أهل صارات فرقد
ولم نجبن ولم ننكل ولكن ... فجعناهم بكلّ أشمّ جعد
ألا أبلغ بني جشم رسولا، ... فإنّ بيان ما تبغون عندي

إِتِلُ

إِتِلُ:
بكسر أوله وثانيه ولام بوزن إبل: اسم نهر عظيم شبيه بدجلة في بلاد الخزر، ويمرّ بــبلاد الروس وبلغار. وقيل: إتل قصبة بلاد الخزر، والنهر مسمّى بها.
قرأت في كتاب أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد ابن حمّاد، رسول المقتدر إل بلاد الصقالبة، وهم أهل بلغار: بلغني أن فيها رجلا عظيم الخلق جدّا، فلما سرت إلى الملك سألته عنه، فقال: نعم قد كان في بلادنا ومات، ولم يكن من أهل الــبلاد، ولا من الناس أيضا، وكان من خبره أن قوما من التّجّار خرجوا إلى نهر إتل، وهو نهر بيننا وبينه يوم واحد، كانوا يخرجون إليه، وكان هذا النهر قد مدّ وطغى ماؤه، فلم أشعر إلا وقد وافاني جماعة، فقالوا:
أيها الملك قد طفا على الماء رجل، إن كان من أمّة تقرب منا، فلا مقام لنا في هذه الدّيار وليس لنا غير التحويل. فركبت معهم حتى سرت إلى النهر ووقفت عليه، وإذا برجل طوله اثنا عشر ذراعا بذراعي، وإذا رأسه كأكبر ما يكون من القدور، وأنفه أكبر من شبر، وعيناه عظيمتان، وأصابعه كل واحدة شبر، فراعني أمره وداخلني ما داخل القوم من الفزع، فأقبلنا نكلمه وهو لا يتكلّم ولا يزيد على النظر إلينا، فحملته إلى مكاني، وكتبت إلى أهل ويسو، وهم منا على ثلاثة أشهر، أسألهم عنه،
فعرّفوني أن هذا رجل من يأجوج ومأجوج، وهم منا على ثلاثة أشهر، يحول بيننا وبينهم البحر، وانهم قوم كالبهائم الهاملة، عراة حفاة ينكح بعضهم بعضا، يخرج الله تعالى لهم في كل يوم سمكة من البحر، فيجيء الواحد بمدية، فيحتزّ منها بقدر كفايته وكفاية عياله، فإن أخذ فوق ذلك، اشتكى بطنه هو وعياله، وربما مات وماتوا بأسرهم، فإذا أخذوا منها حاجتهم انقلبت وعادت إلى البحر، وهم على ذلك، وبيننا وبينهم البحر، وجبال محيطة، فإذا أراد الله إخراجهم انقطع السمك عنهم، ونضب البحر، وانفتح السّدّ الذي بيننا وبينهم.
ثم قال الملك: وأقام الرجل عندي مدّة، ثم علقت به علّة في نحره، فمات بها، وخرجت فرأيت عظامه، فكانت هائلة جدّا.
قال المؤلّف، رحمه الله تعالى: هذا وأمثاله هو الذي قدّمت البراءة منه، ولم أضمن صحته. وقصة ابن فضلان وإنفاذ المقتدر له إلى بلغار مدوّنة معروفة مشهورة بأيدي الناس، رأيت منها عدّة نسخ، وعلى ذلك فإن نهر إتل لا شك في عظمه وطوله، فإنه يأتي من أقصى الجنوب فيمرّ على البلغار والروس والخزر وينصبّ في بحيرة جرجان، وفيه يسافر التّجار إلى ويسو ويجلبون الوبر الكثير: كالنّقدز والسّمّور والسّنجاب. وقيل: إن مخرجه من أرض خرخيز فيما بين الكيماكية والغزية، وهو الحدّ بينهما، ثم يذهب مغرّبا إلى بلغار، ثم يعود إلى برطاس وبلاد الخزر حتى يصبّ في البحر الخزري. وقيل: إنه ينشعب من نهر إتل نيف وسبعون نهرا ويبقى عمود النهر يجري إلى الخزر حتى يقع في البحر. ويقال:
إن مياهه إذا اجتمعت في موضع واحد في أعلاه إنه يزيد على نهر جيحون، وبلغ من كثرة هذه المياه وغزارتها وحدّة جريها أنها إذا انتهت إلى البحر جرت في البحر داخله مسيرة يومين. وهي تغلب على ماء البحر حتى يجمد في الشّتاء لعذوبته، ويفرق بين لونه ولون ماء البحر.

الغصب

الغصب: لغة: أخذ الشيء ظلما. وشرعا: الاستيلاء على حق الغير عدوانا.والغصب في آداب البحث: منع مقدمة الدليل وإقامة الدليل على نفيها قبل إقامة المعلل الدليل على ثبوتها سواء لزم إثبات الحكم المتنازع فيه ضمنا أم لا.
الغصب:
[في الانكليزية] Constraint
[ في الفرنسية] Contrainte
بالفتح وسكون الصاد المهملة لغة أخذ الشيء من الغير بالتغلّب متقوما كان أو لا.
وعند الفقهاء أخذ مال متقوّم محترم من يد مالكه بلا إذنه لا خفية. فالآخذ يسمّى غاصبا والمأخوذ مغصوبا. فبقيد المال خرج أخذ غير المال كأخذ الدّم والحرّ والميتة وكفّ من تراب وقطرة ماء ومنفعة. وبقيد المتقوّم خرج أخذ الخمر والخنزير، والمتقوّم مباح الانتفاع شرعا.
وقولهم محترم أي حرام أخذه بلا سبب شرعي خرج به أخذ مال الحربي في دارهم. وقولهم من يد مالكه أي من تصرّف مالكه، فإزالة يد المالك معتبرة في الغصب عند الحنفية وعند الشافعي رحمة الله عليه هو إثبات يد العدوان عليه كما في الدرر شرح الغرر. فهو عندهم إزالة اليد المحقّقة بإثبات اليد المبطلة. وعند الشافعي رحمه الله إثبات اليد المبطلة ولا يشترط إزالة اليد. فزوائد المغصوب لا تضمن عند الحنفية خلافا للشافعي لأنّ إثبات اليد متحقّق بدون إزالة اليد. وقولهم بلا إذنه احتراز عن الرّهن والعارية. وقولهم لا خفية احتراز عن السّرقة، هكذا يستفاد من الدرر وشرح الوقاية وجامع الرموز. وعند أهل النظر هو المنع مع الاستدلال وذلك بأن يستدلّ بدليل على انتفاء المقدمة الممنوعة، سمّي به لأنّ السّائل ترك هناك منصب نفسه وهو المنع والمطالبة فقط وأخذ منصب غيره وهو التعليل، كذا في شرح آداب المسعودي، وفي الرشيدية هو أخذ منصب الغير.

شمت

ش م ت: (الشَّمَاتَةُ) الْفَرَحُ بِبَلِيَّةِ الْعَدُوِّ وَبَابُهُ سَلِمَ. وَ (تَشْمِيتُ) الْعَاطِسِ الدُّعَاءُ لَهُ. وَكُلُّ دَاعٍ بِخَيْرٍ فَهُوَ (مُشَمِّتٌ) وَمُسَمِّتٌ بِالسِّينِ. 
(شمت)
بِهِ أَو بعدوه شماتة فَرح بمكروه أَصَابَهُ فَهُوَ شامت (ج) شمات وَهن شوامت 
ش م ت : شَمِتَ بِهِ يَشْمَتُ إذَا فَرِحَ بِمُصِيبَةٍ نَزَلَتْ بِهِ وَالِاسْمُ الشَّمَاتَةُ وَأَشْمَتَ اللَّهُ بِهِ الْعَدُوَّ. 

شمت


شَمِتَ(n. ac. شَمَاْت
شَمَاْتَة)
a. [Bi], Rejoiced at, gloated over the misfortunes of.

شَمَّتَa. Uttered a prayer for, said "Praise be to God" to (
one sneezing ).
b. Disappointed, frustrated the hopes of.

أَشْمَتَ
a. [acc. & Bi], Avenged of ( his enemies ).

تَشَمَّتَa. Was disappointed, frustrated.

شَاْمِتَة
(pl.
شَوَاْمِتُ)
a. Foot, paw.

شَمَاْتَةa. Joy caused by another's misfortunes.

شَمَاْتَى
شِمَاْت
(pl.)
a. Disappointed.
[شمت] الشَماتَةُ: الفرح بِبَلِيَّةِ العدوّ. يقال: شمت به بالكسر، يشمت شماتة. وباتَ فلانٌ بليلة الشَوامِت، أي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَوامتَ. وتَشْميتُ العاطس: دعاءٌ. وكلُّ داعٍ لأحد بخير فهو مشمت ومسمت. ويقال: رجع القوم شماتا من متوجههم، بالكسر، أي خائبين. وهو في شعر ساعدة . والشوامت: قوائم الدابة، وهو اسمٌ لها. قال أبو عمرو: يقال: لا ترك الله له شامتة، أي قائمة.
شمت: الشَّمَاتَةُ: فَرَحُ العَدُوِّ بِبَلِيَّةٍ تَنْزِلُ، شَمِتَ يَشْمَتُ شَمَاتَةً. وليالي الشَّوَامِتِ: ليالي سَوْءٍ. والعاطِسُ إذا عَطَسَ: يُشَمَّتُ تَشْمِيْتاً؛ يُقالُ له: يَرْحَمُكَ اللهُ. والتَّشْمِيْتُ: التَّبْرِيْكُ. والعَطِيَّةُ أيضاً. ومَلِكٌ مُشَمَّتٌ: مُحَيّاً. وما تَرَكَ اللهُ له شامِتَةً: أي قائمَةً. والشَّوَامِتُ: القَوائمُ. والاشْتِماتُ في الإِبلِ: السِّمَنُ.
شمت
الشَّمَاتَةُ: الفرح ببليّة من تعاديه ويعاديك، يقال: شَمِتَ به فهو شَامِتٌ، وأَشْمَتَ الله به العدوّ، قال عزّ وجلّ: فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ
[الأعراف/ 150] ، والتَّشْمِيتُ:
الدّعاء للعاطس، كأنه إزالة الشّماتة عنه بالدّعاء له، فهو كالتّمريض في إزالة المرض، وقول الشاعر:
فبات له طوع الشَّوَامِتُ
أي: على حسب ما تهواه الّلاتي تَشْمَتُ به، وقيل: أراد بِالشَّوَامِتِ: القوائم، وفي ذلك نظر إذ لا حجّة له في هذا البيت .
ش م ت

شمت به، وأشمت به العدو " فلا تشمت بي الأعداء ". وبات بليلة الشوامت: بليلة شديدة تشمت به الشوامت، وبات طوع الشوامت: كما أحب من يشمت به. قال النابغة:

فارتاع من صوت كلاب فبات له ... طوع الشوامت من خوف ومن صرد

وشمت العاطس. وملك مشمت: محياً. قال كثير:

كأن ابن ليلى حين يبدو فتنجلي ... سجوف الحباء عن مهيب مشمت

ولا ترك الله تعالى له شامتة: قائمةً. وفسر قول النابغة: بأنه بات طوعاً لقوائمه.
[شمت] أعوذ بك من "شماته" الأعداء، هو فرح العدو ببلية عدوه، من شمت به وأشمته غيره. ن: وهو من سمع. نه: ومنه ح: ولا تطع في عدوًا "شامتًا" أي لا تفعل بي ما يحب. وفيه: "فشمت" أحدهما، هو بشين وسين الدعاء بالخير والبركة، والمعجمة أعلاهما، شمته وشمت عليه تشميتًا، واشتق من الشوامت وهي القوائم كأنه دعاء بالثبات على الطاعة، وقيل: أي أبعدك الله عن الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك. ومنه ح زواج فاطمة: فأتاهما فدعا لهما و"شمت" عليهما ثم خرج. ج: ومعنى المهملة: جعلك الله على سمت حسن وهو أن يرحمك الله. ن: فحق على كل من سمعه أن "يشمته"؛ الشافعي وآخرون أنه سنة، والمشهور من المالكية وجوبه. ط: لا تظهر الشماتة أي الفرح ببلية عدو فيرحمه رغمًا لأنفك ويبتليك حيث زكيت نفسك، وهما بالنصب جوابًا وعطفًا. ش: ومنه "الشمات" بضم شين وتشديد ميم جمع شامت.
شمت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه عطس عِنْده رجلَانِ فشمت أَحدهمَا وَلم يشمت الآخر فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله عطس عنْدك رجلَانِ فشمت أَحدهمَا وَلم يشمت الآخر فَقَالَ: إِن هَذَا حمد اللَّه وَإِن هَذَا لم يحمد اللَّه. قَوْله: شمت - يَعْنِي دَعَا لَهُ كَقَوْلِك: يَرْحَمكُمْ اللَّه أَو يهديكم اللَّه وَيصْلح بالكم والتشميت: هُوَ الدُّعَاء وكل دَاع لأحد بِخَير فَهُوَ مشمت لَهُ وَمِنْه حَدِيثه الآخر أَنه لما أَدخل فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام على عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لَهما: لَا تحدثا شَيْئا حَتَّى آتيكما فأتاهما فَدَعَا لَهما وشمت عَلَيْهِمَا ثمَّ خرج. وَفِي هَذَا الْحَرْف لُغَتَانِ: سمّت وشمّت والشين أَعلَى فِي كَلَامهم وَأكْثر.
شمت: تستعمل هذه الكلمة في المغرب مع مشتقاتها بمعنى شتم على طريقة القلب.
شمت: لام، أنّب، وبّخ، وافتري، قذف، وشى، نمَّ، وقلب، شنّع، قدح (ألكالا).
وانظر فيما يلي اسم المفعول منه. (عباد 1: 67) وعند عبد الواحد (ص79) والشمات بعدوهم، أي التشنيع بعدوهم وثلمه، وفي المقدمة (1: 3): أهل الشمات: الأرواح الشريرة (دي سلان)، تاريخ البربر 1: 599).
شمَّت (بالتشديد): لام، أنب، وبخ، وثلب، شنّع، قدح (المعجم اللاتيني - العربي).
شمَّت به: قطع منه عضواً، بتر (فوك).
أشمت به: شتمه (فوك) وأنبه ووبخه وثلبه وشنّع به (الكالا).
تشمت: قطع منه عضو، بُتِر (فوك).
انشمت: انفضح، تسربل بالعار، وانحط وذلّ (الكالا).
شَمْتَة: انحطاط (فوك).
شَّمَتَة: اختلاف، خلاف، نزاع، تنافر. (هلو) والاحرى: شمطة (انظر الكلمة) وهو يذكرّها.
شَمْاتَة: انحطاط (فوك) والجمع شمائت أي شتائم، اهانات، قذائع، عار (الكالا).
عباد (1: 249) وفي حيان - بسام (3: 143 و): فقال ليت أني في قرب البحر فيرمون بي في لجته فيكون أخفى لشماتتي.
شَمَاتة: نزاع، خصام، عراك، حرب.
(ريشاردسن سنترال 1: 24، صحاري 1: 88، 193).
مرض الشمائت: مرض الحمقى والمغفلين.
(دوماس حياة العرب ص426). شامتة: وردت في بيت للنابغة نقله لين، وجمعها شوامت وقد فسر بعض الشراح كلمة شوامت بالأعداء اللذين يفرحون بما أصابه من مكروه (دي ساسي طرائف 2: 438).
مَشْمُوت: دنئ، سافل مسربل بالعار شائن، مخزٍ (ألكالا).
ش م ت

الشَّماتَةُ فَرَحُ العَدُوِّ شَمِتَ به شَمَاتَةً وشَمَاتًا وأشْمَتَهُ اللهُ به وفي التنزيل {فلا تشمت بي الأعداء} الأعراف 15 وَرَجَعُوا شَمَاتَى أيْ خائبينَ عن ابنِ الأعرابيِّ ولا أَعرِفُ ما واحِدُ الشَّمَاتَى وشَمَّتَهُ اللهُ خَيَّبَهُ عنه أيضاً وأَنْشَدَ للشَّنْفَرَى

(وباضِعَةٍ حُمْرِ القِسِيِّ بَعَثْتُها ... ومَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ)

والشَّوَامِتُ قوائِمُ الدَّابّة واحدتُهَا شامِتَةٌ قال النّابغةُ

(فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوَامِتِ من خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ) ويُروى طَوْعُ الشَّوَامت بالرَّفْعِ يَعْنِي أبات له ما شَمِتَ به شُمَّاتُهُ وفي بعض نُسَخِ المُصَنّفِ باتَ له ما شَمِتَ بِهِ شُمَّاتُه وشَمَّتَ العاطِسَ وسمَّتَ عليه دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ وكلُّ داعٍ بخيْرٍ مُشَمِّتٌ قال أبو عليٍّ معناه دَعَا له أن لا يكونَ في حال يُشْمَتُ بِهِ فيها والسِّينُ لُغَةٌ عن يَعْقُوبَ والاشْتِمَاتُ أوَّلُ السِّمَن أنْشَدَ ابنُ الأعرابيّ

(أرَى إبِلي بعد اشْتِمَاتٍ كأنَّما ... تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخِرَ اللَّيلِ نِيبُها)
شمت
شمَتَ بـ يَشمُت ويَشمِت، شَماتةً، فهو شامت، والمفعول مشموتٌ به
• شمَت بعدوِّه: فرح بمكروه أصابه " {فَلاَ تَشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ} [ق]- {فَلاَ تَشْمُتْ بِيَ الأَعْدَاءَ} [ق] ". 

شمِتَ بـ يَشمَت، شماتةً، فهو شامت، والمفعول مشموتٌ به
• شمِت بعدوِّه: فرِح بمكروه أصابه "إذا سقط عدوّك فلا تَشمَت به- الشماتة لُؤْم- كلّ المصائب قد تمرّ على الفتى ... فتهون غير شماتة الأعداءِ- لاَ تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ [حديث] ". 

أشمتَ يُشمِت، إشماتًا، فهو مُشمِِت، والمفعول مُشمَت
• أشمته بفلان: جعله يشمت به " {فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ} ". 

تشمَّتَ بـ يتشمَّت، تشمُّتًا، فهو مُتشمِّت، والمفعول مُتشمَّت به
• تشمَّت بعدوِّه: مُطاوع شمَّتَ/ شمَّتَ على: فرح بمكروه أصابه. 

شمَّتَ/ شمَّتَ على يشمِّت، تشميتًا، فهو مُشمِّت، والمفعول مُشمَّت
• شمَّت العاطسَ/ شمَّت على العاطس: دعا له بالخير قائلاً: يرحمك الله "من السنّة تشميت العاطس".
• شمَّتَه بعدوّه: أشمته، جعله يَشمت به. 

شامت [مفرد]: ج شامتون وشُمّات، مؤ شامتة، ج مؤ شامتات وشوامِتُ: اسم فاعل من شمَتَ بـ وشمِتَ بـ. 

شِمات [جمع]: من يُشْمَت بهم لخَيبَة أو بَليّةٍ (بصيغة الجمع ولا واحد لها) "خرج القوم في تجارة فرجعوا شِماتًا". 

شَماتة [مفرد]: مصدر شمَتَ بـ وشمِتَ بـ. 

شمت: الشَّماتة: فَرَحُ العدوّ؛ وقيل: الفَرَحُ بِبلِيَّة العَدُوِّ؛

وقيل: الفَرَحُ ببليَّة تنزل بمن تعاديه، والفعل منهما شَمِتَ به، بالكسر،

يَشْمَتُ شَماتةً وشَماتاً، وأَشْمَتَه اللهُ به. وفي التنزيل العزيز:

فلا تُشَمِتْ بي الأَعْداءَ؛ وقال الفراءُ: هو من الشَّمْتِ. ورُوي عن

مجاهد أَنه قرأَ: فلا تُشَمِّتْ بي الأَعْداءَ؛ قال الفراءُ: لم نسمعها من

العرب، فقال الكسائي: لا أَدري لعلهم أَرادوا فلا تُشْمِتْ بي الأَعْداءَ؛

فإِن تكن صحيحة، فلها نظائر. العرب تقول: فَرِغْتُ وفَرَغْتُ؛ فمن قال

فَرِغْتُ، قال أَفْرَغُ، ومن قال فَرَغْتُ، قال أَفْرُغُ. وفي حديث

الدعاءِ: أَعوذُ بك من شَماتة الأَعداءِ؛ قال: شَماتةُ الأَعداء فَرَح العَدُوِّ

ببليَّةٍ تنزل بِمَن يعاديه. ورَجَعُوا شَماتى أَي خائبين؛ عن ابن

الأَعرابي؛ قال ابن سيده: ولا أَعْرِفُ ما واحدُ الشَّماتى.

وشَمَّتَه اللهُ: خَيَّبه؛ عنه أَيضاً: وأَنشد للشَّنْفَرى:

وباضِعةٍ، حُمْرِ القِسِيِّ، بَعَثْتُها،

ومن يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ

ويقال: خَرَجَ القوم في غَزاة، فقَفَلوا شَماتى ومتَشَمّتين؛ قال:

والتَّشَمُّتُ أَن يَرجِعُوا خائبين، لم يَغْنَموا.

يقال: رجع القوم شِماتاً من مُتُوَجِّههم، بالكسر، أَي خائبين، وهو في

شعر ساعدة. قال ابن بري: ليس هو في شعر ساعدة، كما ذكر الجوهري، وإِنما هو

في شعر المُعَطَّل الهُذَليِّ، وهو:

فأُبْنا، لنا مَجْدُ العَلاءِ وذِكْرُه،

وآبوا، عليهم فَلُّها وشِماتُها

ويروى:

لنا رِيحُ العَلاءِ وذِكْرُه

والرِّيحُ: الدّوْلَة، هنا،ومنه قوله تعالى: وتَذْهَبَ رِيحُكم؛ ويروى:

لنا مَجْدُ الحياةِ وذِكْرُها

والفَلُّ: الهَزيمةُ. والشِّماتُ: الخَيْبة؛ واسم الفاعل: شامِتٌ، وجمعُ

شامِتٍ شُمَّاتٌ.

ويقال: شُمَّتَ الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الخَيْبة.

والشَّوامِتُ: قوائم الدابةِ، وهو اسم لها، واحدتُها شامِتةٌ. قال أَبو

عمرو: يقال لا تَرَك اللهُ لَهُ شامتَةً أَي قائمةً؛ قال النابغة:

فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاَّبٍ، فباتَ لَهُ

طَوْعَ الشَّوامِتِ، من خَوْفٍ، ومن صَرَدِ

ويروى: طَوْعُ الشَّوامِتِ، بالرفع؛ يعني باتَ له ما شَمِتَ به من أَجله

شُمَّاتُه؛ قال ابن سيده: وفي بعض نسخ المُصَنَّفِ: بات له ما شَمِتَ به

شُمَّاتُه. قال ابن السكيت في قوله: فباتَ له طَوْعُ الشَّوامِتِ، يقول:

باتً له ما أَطاعَ شامِتَه من البَرْدِ والخَوْف أَي باتَ له ما تشْتَهي

شَوامِتُه؛ قال: وسُرورُها به هو طَوْعُها، ومن ذلك يقال: اللهم لا

تُطِيعَنَّ بي شامِتاً أَي لا تَفْعَلْ بي ما يُحِبُّ، فتكون كأَنك

أَطَعْتَهُ؛ وقال أَبو عبيدة: من رَفَع طَوْعُ، أَراد: باتَ له ما يَسُرُّ

الشَّوامِتَ اللَّواتي شَمَتْنَ به، ومن رواه بالنصب أَراد بالشَّوامِتِ

القَوائمَ، واسمُها الشَّوامِتُ، الواحدة شامِتَةٌ، يقول: فباتَ له الثَّوْرُ

طَوْعَ شَوامِتِه أَي قَوائمه أَي باتَ قائماً.

وبات فلانٌ بليلةِ الشَّوامِت أَي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَّوامِتَ.

وتَشْمِيتُ العاطسِ: الدُّعاءُ له. ابن سيده: شَمَّتَ العاطِسَ؛

وسَمَّتَ عليه دَعا له أَن لا يكون في حال يُشْمَتُ به فيها؛ والسين لغة، عن

يعقوب.

وكل داعٍ لأَحدٍ بخير، فهو مُشَمِّت له، ومُسَمِّتٌ، بالشين والسين،

والشينُ أَعلى وأَفْشَى في كلامهم.

التهذيب: كلُّ دعاءٍ بخيرٍ، فهو تَشْمِيتٌ. وفي حديث زواج فاطمة لعليّ،

رضي الله عنهما: فأَتاهما، فدعا لهما، وشَمَّتَ عليهما، ثم خَرجَ. وحكي

عن ثعلب أَنه قال: الأَصل فيها السين، من السَّمْتِ، وهو القَصْدُ

والهَدْيُ. وفي حديث العُطاسِ: فشَمَّتَ أَحدَهما، ولم يُشَمِّت الآخرَ؛

التَّشْمِيتُ والتَّسْميتُ: الدعاءُ بالخير والبركة؛ والمعجمةُ أَعلاها. شَمَّته

وشَمَّتَ عليه، وهو من الشَّوامِتِ القوائم، كأَنه دُعاءٌ للعاطس

بالثبات على طاعة الله؛ وقيل: معناه أَبْعَدَك الله عن الشَّماتةِ، وجَنَّبك ما

يُشْمَتُ به عليك.

والاشْتِماتُ: أَوّلُ السِّمَنِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَرى إِبلي، بعد اشْتِماتٍ، كأَنما

تُصِيَتُ بسَجْعٍ، آخرَ الليلِ، نِيبُها

وإِبل مُشْتَمِتة إِذا كانتْ كذلك.

شمت

1 شَمِتَ, aor. ـَ (S, A, Msb, K,) inf. n. شَمَاتَةٌ (S, K) and شَمَاتٌ, (K,) or the former is a simple subst., (Msb, [in which no inf. n. is mentioned,]) He (an enemy) rejoiced: (TA:) or he (a man, TA) rejoiced at the affliction of the enemy: (K, TA:) you say, شَمِتَ بِهِ He rejoiced at his [an enemy's] affliction. (S, A, Msb.) 2 شَمَّتَ see 4. b2: تَشْمِيتٌ is syn. with تَسْمِيتٌ: [i. e.]

تَشْمِيتُ العَاطِسِ signifies The uttering a prayer for the sneezer; (S;) when he has, in obedience to an injunction of the Prophet, said الحَمْدُ لِلّٰهِ [Praise be to God]: (Har p. 250:) you say, شَمَّتَ العَاطِسَ, (ISd, A, TA,) and شمّت عَلَيْهِ, meaning [as expl. in art. سمت: or] He prayed for the sneezer that he might not be in a state in which his enemy might rejoice at his affliction: (ISd, TA:) شمّت is better and more common than سمّت: (A 'Obeyd, TA in art. سمّت and in the present art.:) but the latter is said by Th to be the original word: or the meaning is, he said to the sneezer, May God put away, or avert, from thee that on account of which one would rejoice at thy affliction: or it is from الشَّوَامِتُ as signifying “ the legs ” of a quadruped, as though meaning he prayed for the sneezer that he might be firm, or steadfast, in his obedience to God. (L and TA from the Fáïk &c.) And شمّت لَهُ and عَلَيْهِ, inf. n. as above, He prayed for what was good for him; prayed for a blessing upon him; as also سمّت, but the former is the better and the more common. (L and TA from the T and Fáïk &c.) b3: Also i. q. تَخْيِيتٌ: (K:) you say, شمّتهُ فُلَانٌ, meaning خَيَّبَهُ [Such a one disappointed him; or caused him to be disappointed of attaining what he desired or sought: or denied him, refused him, prohibited him from attaining, or debarred him from, that which he desired or sought]. (TA.) b4: And i. q. جَمْعٌ [The act of collecting, &c.]. (K. [But SM says that he had searched to the utmost for this meaning without finding it in any other lexicon.]) 4 اشمتهُ اللّٰهُ بِهِ God made him (i. e. the enemy, A, Msb) to rejoice at his affliction. (A, * Msb, K, TA.) For فَلَا تُشْمِتْ بِىَ الْأَعَدَآءَ [Therefore make not thou the enemies to rejoice at my affliction], in the Kur [vii. 149], Mujáhid is related to have read ↓ فلا تُشَمِّتْ: but the correctness of this is doubted. (TA.) 5 تَشَمُّتٌ signifies A people's returning disappointed of attaining their desire, without spoil. (K.) 8 اِشْتِمَاتٌ [A camel's] beginning to be fat. (K. [See the part. n., below.]) شِمَاتٌ Disappointment; frustration of one's endeavour or hope: (IB, TA:) a subst. from تَشْمِيتٌ as signifying تَخْيِيبٌ. (TA.) b2: Also, thus written in copies of the K, [and in the S,] with kesr, (TA,) [but in the CK شَمات,] and ↓ شَمَاتَى, (K,) Persons suffering disappointment; or failing of attaining their desire; (K, TA;) without spoil: (TA:) [pls.] without any sing.; (K:) or the latter has no sing. known to ISd: (TA:) [but] ↓ شَامِتٌ has this meaning as a sing. part, n., and شمات [app. شِمَاتٌ] is its pl. (IB, TA.) One says, ↓ رَجَعُوا شَمَاتَى, (IAar, TA,) or شِمَاتًا, (S,) They returned suffering disappointment; or failing of attaining their desire; (IAar, S, TA;) without spoil; and so ↓ مُشَمَّتِينَ and ↓ مُتَشَمِّتِينَ. (TA.) شَمِيتٌ Reproach (“ convicium ”): so Golius, as from the KL; but I do not find it in my copy of that work.]

شَمَاتَى: see شِمَاتٌ, in two places.

شَامِتٌ One rejoicing at the affliction of an enemy: [fem. with ة: pl. masc. شُمَّاتٌ and fem.

شَوَامِتُ; or the latter may be anomalously masc., like فَوَارِسُ &c.; and as such it is evidently used in the L, in one place; but in another place, where it cites an explanation by AO, as fem.: both are mentioned in the M and L and TA, and the latter in the S and A also.] One says, اَللّٰهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ لِى شَامِتًا [O God, comply not with the desire of one who is to me a rejoicer at my affliction]; meaning, do not with me that which one who rejoices at my affliction likes, or approves; for in that case, Thou wouldst be as though Thou obeyedst him. (ISk, L, TA.) And بَاتَ فُلَانٌ بَلَيْلَةِ الشَّوَامِتِ Such a one passed a night such as would make to rejoice those, or those females, that would rejoice at the affliction of an enemy; (S, A, L, TA;) i. e., a distressing night. (A.) [and a verse cited in the next paragraph presents, as some read it, a similar ex. of الشَّوَامِت.]

A2: See also شِمَاتٌ.

شَامِتَةٌ [fem. of شَامِتٌ, q. v.

A2: Also], as a subst., sing. of شَوَامِتُ (S, TA) which signifies The legs of a beast. (S, A, K, TA.) One says, لَا تَرَكَ اللّٰهُ لَهُ شَامِتَةً, i. e. [May God not leave to him] a leg of a beast. (AA, S, A, TA.) And En-Nábighah [Edh-Dhubyánee] says, فَارْتَاعَ مِنْ صَوْتِ كَلَّابٍ فَبَاتَ لَهُ طَوْعَ الشَّوَامِتِ مِنْ خَوْفٍ وَمِنْ صَرَدِ [And that has been frightened at the voice of a huntsman with his dogs,] and passed the night in consequence thereof standing, (lit. obeying the legs,) by reason of fear and [also] of cold; the poet describing a [wild] bull: (AO, L, TA:) but some read طَوْعُ (instead of طَوْعَ); and accord. to this reading, the meaning is, and passed the night having, of fear and of cold, what was agreeable with the desire of such as would rejoice at his affliction; the phrase being like the saying اَللّٰهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ لِى شَامِتًا meaning as expl. in the next preceding paragraph: (ISk, L, TA:) or he passed the night having [of fear and of cold] what would rejoice the شَوَامِت that heard thereof: (AO, L, TA:) [and in like manner, Z says,] بَاتَ طَوْعَ الشَّوَامِتِ [without لَهُ, and with طوع in the accus. case, lit. he passed the night obeying those, or those females, that rejoiced at his affliction,] means, as those that rejoiced at his affliction liked, or approved. (A.) مُشَمَّتٌ A king prayed for (K, TA) with the prayers that are offered for kings. (TA.) A2: See also شِمَاتٌ, last sentence.

مُشَمِّتٌ Any one praying, or who prays, for what is good; as also مُسَمِّتٌ. (S.) إِبِلٌ مُشْتَمِتَةٌ Camels beginning to be fat. (TA.) مُتَشَمِّتٌ: see its pl. voce شِمَاتٌ, last sentence.
شمت
: (شَمِتَ) العَدُوُّ، (كفَرِحَ) وزْناً ومعْنًى، (شَمَاتاً، وشَمَاتةً) ، بِالْفَتْح فيهمَا، أَو شَمِتَ الرَّجُلُ: إِذا (فَرِحَ بِبَلِيَّةِ العَدُوِّ) . وَقيل: البلِيَّةِ تنْزِلُ بمنْ يُعَاديه. وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ: (أَعوذُ بك من شَماتَةِ الأَعداءِ) ، قَالُوا: شمَاتةُ الأَعداءِ: فَرَحُ العَدُوِّ ببَلِيَّةِ تَنزِلُ بمَنْ يُعاديه.
(وأَشْمَتهُ اللَّهُ) تَعَالَى (بِهِ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {فَلاَ تُشْمِتْ بِىَ الاعْدَآء} (الْأَعْرَاف: 150) ، قَالَ الفرّاءُ: هُوَ من: أَشْمت، ورُوِيَ عَن مُجاهِدٍ أَنّه قرأَ: فَلَا تُشَمِّتْ بِي الأَعداء. قَالَ الفرّاءُ: لم نَسْمَعْها من الْعَرَب. وَقَالَ الكِسائيّ: لَا أَدري، ولعلَّهم أَرادوا فَلَا تشمت بِي الأَعداء، فإِنْ تكن صَحِيحَة، فلهَا نظائرُ. العربُ تقولُ: فَرِغْتُ وفَرَغْتُ، فَمن قَالَ: فَرِغْتُ، قَالَ: أَفْرَغُ، وَمن قَالَ: فَرَغْتُ، قَالَ: أَفْرُغُ، كَذَا فِي اللِّسَان.
(والشَّمَاتَى) بِالْفَتْح، (والشِّمَاتُ) بِالْكَسْرِ، هاكذا مضبوطٌ عندنَا، ومثلُه فِي غير نُسخ: (الخائِبُون بلاَ) غنيمَة. قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: رجعُوا شَماتى: أَي خائبين. قَالَ ابنُ سِيدهْ: وَلَا أَعْرِفُ مَا (واحِدُ) الشَّمَاتَى. وَفِي الصَّحاح: رَجَعَ القومُ شِمَاتاً منْ مُتَوَجَّهِهِمْ، بِالْكَسْرِ، أَي: خائبينَ؛ وَهُوَ فِي شعر ساعِدةَ، قَالَ ابنُ برِّيّ: لَيْسَ هُوَ فِي شعر سَاعِدَة كَمَا ذكر الجوهريُّ، وإِنّما هُوَ فِي شعر المُعَطَّلِ الهُذَلِيّ:
فأُبْنَا لنا مَجْدُ العلاءِ وذِكْرُه
وآبُوا عليهمْ فلُّها وشِمَاتُها
قَالَ: والفَلُّ: الهَزيمةُ. والشِّماتُ: الخَيبةُ. واسمُ الْفَاعِل: شامتٌ، وجمعُ شامتٍ: شُمَّاتٌ.
(والشَّوامِتُ: قَوائم الدَّابَّةِ) ، وَهُوَ اسمٌ لَهَا، واحِدَتُها: شامِتَةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍ و: يُقَال: لَا تَرَكَ اللَّهُ لَهُ شامِتةً، أَي قَائِمَة. قَالَ النّابغةُ:
فَارْتاعَ مِن صَوْتِ كلاَّبٍ فبَاتَ لهُ
طوْعَ الشَّوَامِتِ مِن خَوْفِ وَمن صَرَدِ
ويُرْوَى: طَوْعُ الشَّوامِتِ، بالرَّفْع، يَعْنِي باتَ لَهُ مَا شَمِتَ بِهِ من أَجلِه شُمَّاتُهُ. قَالَ ابْن سِيدَهْ: وَفِي بعض نُسَخ المُصَنِّف: باتَ لَهُ مَا شَمِتَ بِهِ شُمّاتُه. قَالَ ابنُ السِّكِّيت فِي قَوْله: (فباتَ لهُ طوْعُ الشَّوامِتِ) . يَقُول: باتَ لَهُ مَا أَطاعَ شامِتَهُ من البَرْدِ والخوْف أَي: بَات لَهُ مَا تَشْتَهِي شوَامِتُهُ؛ قَالَ: وسُرُورُهَا بِهِ هُوَ طوْعُها، وَمن ذالك يُقال: اللهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ بِي شامتاً، أَي: لَا تَفْعَلْ بِي مَا يُحِبُّ، فَيكون كأَنَّك أَطَعْتَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: من رَفع (طوْعُ) أَرادَ: بَات لَهُ مَا يَسُرُّ الشَّوامِتَ اللَّوَاتِي سَمِعْن بهِ. وَمن رَوَاهُ بالنَّصْب: أَراد القَوائِمَ، يقولُ: فَبَاتَ لَهُ الثَّوْرُ طوْعَ شوَامِتِهِ، أَي: قوائِمِه، أَي: بَات قائِماً.
وَبَات فُلانٌ بلَيلة الشَّوامِت: أَي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَّوامِت.
كلُّ ذالك فِي لِسَان الْعَرَب.
(والتَّشْمِيتُ: التَّسْمِيتُ) ، وتَشميتُ العاطسِ دُعاءٌ. وَقَالَ ابنُ سِيدَهْ: شَمَّتَ العاطسَ، وشَمَّتَ عَلَيْهِ: دعَا لَهُ أَن لَا يكون فِي حَال يُشْمَتُ بِهِ فِيهَا، والسّين لُغَة عَن يعقوبَ. وكلُّ داعٍ لاِءَحدٍ بخَير، فَهُوَ مُشمِّتٌ لَهُ ومُسَمِّتٌ، بالشّين والسّين، والشّينُ أَعلى فِي كَلَامهم وأَفْشَى. وَفِي التَّهْذيب: كلُّ دعاءٍ بخيرٍ، فَهُوَ تَشميتٌ. وَفِي حَدِيث زواجِ فاطمةَ لعليَ، رَضِي الله عَنْهُمَا: (فأَتَاهُما، فدعَا لَهما، وشَمَّتَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خرَجَ) . وحُكي عَن ثَعْلَب أَنّه قَالَ: الأَصل فِيهَا السّين، من السَّمْت، وَهُوَ القَصْد والهَدْيُ، وَفِي حَدِيث العُطّاس: (فشَمَّتَ أَحدَهُما، وَلم يُشَمِّتِ الآخَرَ) التَّشْمِيتُ والتَّسْميتُ الدّعاءُ بالخَير والبرَكة، والمُعْجمَةُ أَعلاهُما، وشَمَّت عَلَيْهِ؛ وَهُوَ من الشَّوامِتِ: القوائم، كأَنّه دُعَاءٌ للعاطس بالثَّبَات على طاعةِ الله. وَقيل: مَعْنَاهُ: أَبعدَك اللَّهُ عَن الشَّمَاتة، وجَنَّبك مَا يُشْمَتُ بِهِ عَلَيْك، وَقد تقدّم طَرَفٌ من ذالك فِي السِّين مَعَ التّاءِ، فراجعْه. والّذي ذكرْناهُ خُلاصةُ مَا فِي اللّسان، وَالْفَائِق وغيرِهما.
(و) التَّشْمِيتُ: (الجَمْعُ) ، يُقَال: اللهُمَّ، شَمِّتْ بينهُمَا. نَقله الصّاغانيُّ.
(و) التَّشْمِيتُ: (التَّخْيِيبُ) . وشَمَّتَهُ فلانٌ: خَيَّبَه عَنهُ؛ وأَنشد للشَّنْفرَى:
وباضِعَةٍ حُمْرِ القِسِيِّ بَعَثْتُها
وَمَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ
والاسْمُ: الشِّمَاتُ.
(والاشْتِمَاتُ: أَوَّلُ السِّمَنِ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
أَرَى إِبِلي بَعْدَ اشْتِمات كأَنَّما
تُصِيتُ بسَجْعٍ آخِرَ اللَّيْلِ نِيبُها
وإِبِلٌ مُشْتَمِتةٌ: إِذا كَانَت كذالك.
(و) يُقالُ: خرَجَ القومُ فِي غَزَاةٍ، فَقَفَلُوا شمَاتى ومُتَشَمِّتِين. قَالَ: و (التَّشَمُّتُ: أَنْ يَرْجِعُوا خائِبِين بِلَا غَنِيمَةٍ) . والعَجَبُ من المُصَنِّف كَيفَ فرَّقَ المادّةَ الواحدةَ فِي ثلاثةِ مواضعَ فَلَو قَالَ: ورَجَعُوا شَمَاتَي، ومُشَمَّتِين، ومُتَشَمِّتِين: أَي خائِبينَ بِلَا غَنيمةٍ، وَلَا واحدَ للأَوْل، كَانَ أَنسبَ لطريقته، كَمَا لَا يَخفَى.
(ومَلِكٌ مُشَمَّتٌ) ، كمُعَظَّمٍ: (مُحَيّاً) وَزْناً وَمعنى، من: حيَّاهُ إِذا دَعَا لَهُ بالتَّحِيَّة، أَي: مَدْعُوٌّ لَهُ بتحَايَا المُلوكِ.
وممّا يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ:
الحُصَيْنُ بنُ مُشْمِت من بني حِمّانَ، ثمَّ من بني تمِيمٍ، وَفَدَ على النّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسْلِماً، وأَقْطعَهُ عَيْنُ الأُصَيْهِبِ.

هنا

هنا
عن الصيغة الإنجليزية للإسم حنا المأخوذ عن العبرية بمعنى هبة الله. يستخدم للإناث.
(هـ ن ا) : (ابْنُ مَسْعُودٍ) أَتَى عَلَيْنَا حِينٌ لَسْنَا نُسْأَلُ وَلَسْنَا (هُنَالِكَ) يَعْنِي وَلَسْنَا بِأَهْلٍ لِلسُّؤَالِ وَأَرَادَ بِالْحِينِ زَمَنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَوْ زَمَنَ الْخُلَفَاءِ.
هـ ن ا: (هُنَا) وَ (هَاهُنَا) لِلتَّقْرِيبِ إِذَا أَشَرْتَ إِلَى مَكَانٍ. وَ (هُنَاكَ) وَ (هُنَالِكَ) لِلتَّبْعِيدِ وَاللَّامُ زَائِدَةٌ وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى التَّبْعِيدِ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ. 
هنا
هُنَا يقع إشارة إلى الزمان، والمكان القريب، والمكان أملك به، يقال: هُنَا، وهُنَاكَ، وهُنَالِكَ، كقولك: ذا، وذاك، وذلك. قال الله تعالى:
جُنْدٌ ما هُنالِكَ [ص/ 11] ، إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ
[المائدة/ 24] ، هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ [يونس/ 30] ، هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ [الأحزاب/ 11] ، هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ [الكهف/ 44] ، فَغُلِبُوا هُنالِكَ [الأعراف/ 119] .
هـنا
هُنا [كلمة وظيفيَّة]: اسم إشارة للمكان القريب وتتَّصل به (ها) التَّنبيه فيقال: ها هنا، أو ههنا كما تتَّصل به كاف الخطاب ولام البعد فيقال (هناك) أو (هنالك) للإشارة إلى المكان البعيد أو إلى معنى وُجِد "هناك آراء كثيرة- هُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ [حديث]- {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} " ° هنا القاهرة: بالإذاعة. 
[هنا] هُنا وهَهُنا للتقريب إذا أشرت إلى مكان. وهناك وهنا لك للتبعيد، واللام زائدةٌ، والكاف للخطاب وفيها دليلٌ على التبعيد، تفتح للمذكّر وتكسر للمؤنث. قال الفراء: يقال: اجلسْ هَهُنا قريباً، وتَنَحَّ ههنا أي تباعد. وهنا أيضا: اللهو واللعب. وأنشد الأصمعيّ لامرئ القيس (*) وحديث الركب يوم هنا * وحديث ما على قصره وهنا بالفتح والتشديد معناه هَهُنا. وهُنَّاكَ أي هناك قال:

لما رأيت محمليها هنا * ومنه قولهم: تجمعوا من هَنَّا ومن هَنَّا، أي من هَهُنا ومن هَهُنا. وقول القائل:

حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ * يقول: ليس ذا موضع حنين. وقولُ الراعي:

نعَمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبَكَ مِتْيَحُ * يقول: ليس الأمر حيث ذهبتَ. ويقال في النداء خاصَّةً: يا هَناهُ، بزيادة هاء في آخره تصير تاء في الوصل، معناه يا فلان، وهى بدل الواو التى في هنوك وهنوات. قال امرؤ القيس: وقد رابَني قوْلها يا هَنا * هُ ويحك ألحقت شرا بشر
(هنا) - وفي الحديِث: "فأَعِضّوه بهَنِ أَبيه."
كِناية عن ذَكَره.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "أنه دَخَل على النبى - صلّى الله عليه وسلّم - وفي البَيْت هَنَاتٌ مِن قَرَظٍ"
: أي قِطَعٌ ، ويُقال: في فلانٍ هَنَاتٌ: أي خِصَالُ سُوءٍ، ولا يُطلَق في الخَيْرِ.
- وفي الحديث : "قُلْتُ لها: يا هَنَتاه" بفَتْح النُّون: أي يا هذِه، وقد تُسَكَّنُ تَخفِيفاً. يُقال: للمذَكَّر إذَا كُنِىَ عنه: هَنٌ، وللمؤنَّثِ: هَنَةٌ، وفي التَّثْنِيَة: هَنَانِ وهَنَوانِ وهَنَتَانِ، وفي الجمع: هَنَاتٌ وهَنَواتٌ.
- وفي الحديث: "أَقامَ هُنَيَّةً"
تَصْغِير هَنَةٍ؛ أي قليلًا مِن الزّمان. ويقال: هُنَيْهَةٌ، أيضًا.
- وفي حديث سَلَمة بن الأكوع - رَضى الله عنه -: "ألا تُسْمِعُنا مِن هنَيْهَاتِك"، وفي رواية: "هُنَيَّاتِك"
: أي مِنِ أراجيزِكَ، تصغير هَنَةٍ، أَنَّثَها بِنِيَّةِ الأرجُوزَةِ، أو الكلمَة أو نَحوِها، وَجعلَ أصْلَها مِن الهَاءِ، كما قال قومٌ: في تَصْغِير السَّنَةِ سُنَيْهَةٌ، ونخلةٌ سَنْهَاءُ.
وقال آخرون: في تَصغِير الهنى: هُنَىٌّ، وفي الهَنَةِ: هُنَيَّةٌ، وفي السَّنَةِ: سُنَيَّةٌ.

هنا: هُنا: ظَرْفُ مكان، تقول جَعَلْتُه هُنا أَي في هذا الموضع.

وهَنَّا بمعنى هُنا: ظرف. وفي حديث علي، عليه السلام: إِنَّ هَهُنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقصورة: كلمة

تَنْبِيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليه من الكلام. ابن

السكيت: هُنا هَهُنا موضعٌ بعينه. أَبو بكر النحوي: هُنا اسم موضع في

البيت، وقال قوم: يَوْمَ هُنا أَي يَوْمَ الأَوَّل؛ قال:

إِنَّ ابْنَ عاتِكَة المَقْتُولَ، يَوْمَ هُنا،

خَلَّى عَليَّ فِجاجاً كانَ يَحْمِيها

قوله: يَوْمَ هُنا هو كقولك يَوْمَ الأَوَّلِ؛ قال ابن بري في قول امرئ

القيس:

وحَديثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنا

قال: هُنا اسم موضع غيرُ مَصْرُوف لأَنه ليس في الأَجْناس معروفاً، فهو

كجُحَى، وهذا ذكره ابن بري في باب المعتل. غيره: هُنا وهُناك للمكان

وهُناك أَبْعَدُ من ههُنا. الجوهري: هُنا وهَهُنا للتقريب إِذا أَشرتَ إِلى

مكان، وهُناك وهُنالِكَ للتَّبْعِيدِ، واللام زائدة والكاف للخطاب، وفيها

دليل على التبعيد، تفتح للمذَكَّرِ وتكسر للمُؤَنَّثِ. قال الفراء: يقال

اجْلِسْ ههُنا أَي قريباً، وتَنَحَّ ههُنا أَي تَباعَدْ أَو ابْعُدْ

قليلاً، قال: وهَهِنَّا أَيضاً تقوله قَيْسٌ وتَمِيمٌ. قال الأَزهري: وسمعت

جماعة من قيس يقولون اذْهَبْ هَهَنَّا بفتح الهاء، ولم أَسْمَعْها بالكسر

من أَحد. ابن سيده: وجاء من هَني أَي من هُنا، قال: وجِئتُ من هَنَّا ومن

هِنَّا. وهَنَّا بالفتح والتشديد: معناه هَهُنا. وهَنَّاك أَي هُناك؛

قال الراجز:

لَمَّا رأَيت مَحْمِلَيْها هَنَّا

ومنه قولهم: تَجَمَّعُوا من هَنَّا ومِنْ هَنَّا أَي من هَهُنا ومن

هَهُنا؛ وقول الشاعر:

حَنَّت نَوارُ ، ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ،

وبَدا الذي كانَتْ نَوارُ أَجَنَّتِ

يقول: ليس ذا موضع حَنِينٍ؛ قال ابن بري: هو لجَحْل بن نَضْلَة وكان

سَبى النَّوارَ بنتَ عمْرو ابن كَلْثوم؛ ومنه قول الراعي:

أفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ؟

نَعَمْ لاتَ هَنَّا ، إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ

يعني ليس الأَمر حيثما ذهبت؛ وقوله أَنشده أَبو الفتح بن جني:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ

إِنما أَراد: ومن هُنا فأَبدل الأَلف هاء، وإنما لم يقل وها هُنَهْ لأن

قبله أَمْكِنَهْ، فمن المُحال أَن تكون إحدى القافيتين والأُخرى غير

مؤسسة. وهَهِنَّا أَيضاً تقوله قيس وتميم، والعرب تقول إذا أَرادت البُعْد:

هَنَّا وهَهَنَّا وهَنَّاكَ وهَهَنَّاك، وإذا أَرادت القرب قالت: هُنا

وهَهُنا. وتقول للحبيب: هَهُنا وهُنا أَي تَقَرَّبْ وادْنُ، وفي ضدّه

للبَغِيض: هَهَنَّا وهَنَّا أَي تَنَحَّ بَعِيداً؛ قال الحطيئة يهجو

أُمه:فهَهَنَّا اقْعُدِي مِني بَعِيداً،

أَراحَ اللهُ مِنَّكِ العالَمِينا

(* في ديوان الحطيئة: تَنَحّي، فاجلسي منى بعيداً، إلخ.)

وقال ذو الرمة يَصِفُ فلاةً بَعِيدةَ الأَطْراف بعيدةَ الأَرجاء كثيرة

الخَيرِ:

هَنَّا وهَنَّا ومِنْ هَنَّا لَهُنَّ بها،

ذاتَ الشَّمائلِ والأَيْمانِ ، هَيْنُومُ

الفراء: من أَمثالهم:

هَنَّا وهَنَّا عَنْ جِمالِ وَعْوَعَهْ

(* قوله «هنا وهنا إلخ» ضبط في التهذيب بالفتح والتشديد في الكلمات

الثلاث، وقال في شرح الاشموني: يروى الاول بالفتح والثاني بالكسر والثالث

بالضم، وقال الصبان عن الروداني: يروى الفتح في الثلاث.)

كما تقول: كلُّ شيء ولا وَجَع الرأْسِ، وكلُّ شيء ولا سَيْف فَراشةَ،

ومعنى هذا الكلام إذا سَلِمْتُ وسَلِمَ فلان فلم أَكْتَرِثْ لغَيرِه؛ وقال

شمر: أَنشدنا ابن الأعرابي للعجاج:

وكانتِ الحَياةُ حِينَ حَيَّتِ ،

وذِكْرُها هَنَّتْ فلاتَ هَنَّتِ

أَراد هَنَّا وهَنَّهْ فصيره هاء للوقف. فلاتَ هَنَّتْ أَي ليس ذا موضعَ

ذلك ولا حِينَه، فقال هَنَّت بالتاء لما أَجرى القافية لأَن الهاء تصير

تاء في الوصل؛ ومنه قول الأَعشى:

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيرةَ أَمَّنْ

جاء مِنْها بطائفِ الأَهوالِ

(*قوله« جبيرة» ضبط في الأصل بما ترى وضبط في نسخة التهذيب بفتح فكسر،

وبكل سمت العرب)

قال الأَزهري: وقد مضى من تفسير لاتَ هَنَّا في المعتل ما ذكر هُناك

لأَن الأَقرب عندي أَنه من المُعْتَلاَّتِ؛ وتقَدّم فيه:

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ،

وأَنَّى لكِ مَقْروعُ

رواه ابن السكيت:

وكانتِ الحَياةُ حِينَ حُبَّتِ

يقول: وكانت الحياةُ حِينَ تُحَبُّ. وذِكْرُها هَنَّتْ، يقول: وذِكرُ

الحَياةِ هُناكَ ولا هناك أَي لِليأْس من الحياة؛ قال ومدح رجلاً

بالعطاء:هَنَّا وهَنَّا وعلى المَسْجوحِ

أَي يُعْطِي عن يمين وشمال، وعلى المَسْجُوح أَي على القَصْد؛ أَنشد ابن

السكيت:

حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ،

وبَدا الذي كانتْ نَوارُ أَجَنَّتِ

أَي ليس هذا موضعَ حَنِينٍ ولا في موضِع الحَنِينِ حَنَّتْ؛ وأَنشد

لبَعضِ الرُّجَّازِ:

لمَّا رأَيتُ مَحْمِلَيْها هَنَّا

مُخَدَّرَيْنِ، كِدْتُ أَنَّ أُجَنَّا

قوله هَنَّا أَي هَهَنَّا، يُغَلِّطُ به في هذا الموضع. وقولهم في

النداء: يا هَنَّاه بزيادة هاء في آخره، وتصِيرُ تاء في الوصل، قد ذكرناه

وذكرنا ما انتقده عليه الشيخ أَبو محمد بن بري في ترجمة هنا في المُعْتَلّ.

وهُنا: اللَّهْوُ واللَّعِبُ، وهو مَعْرِفةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لامرئ

القيس:

وحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنا،

وحَدِيثٌ مَّا على قِصَرِهْ

ومن العرب من يقول: هَنا وهَنْتَ بمعنى أَنا وأَنتَ، يَقْلِبون الهمزة

هاء وينشدون بيت الأَعشى:

يا ليتَ شِعْرِي هل أَعُودنْ ناشِئاً * مِثْلي، زُمَيْنَ هَنا بِبُرْقةِ أَنْقَدا؟

ابن الأَعرابي: الهُنا الحَسَبُ الدَّقِيقُ الخَسِيسُ؛ وأَنشد:

حاشَى لفرْعَيْكَ مِن هُنا وهُنا، * حاشَى لأَعْراقِكَ التي تَشبحُ

هنا: مَضَى هِنْوٌ من الليل أَي وقت. والهِنْوُ: أَبو قَبِيلةٍ أَو

قَبائلَ، وهو ابن الأَزْدِ.

وهَنُ المرأَةِ: فَرْجُها، والتَّثنية هَنانِ على القياس، وحكى سيبويه

هَنانانِ، ذكره مستشهداً على أَنَّ كِلا ليس من لفظ كُلٍّ، وشرحُ ذلك أَنّ

هَنانانِ ليس تثنية هَنٍ، وهو في معناه، كسِبَطْرٍ ليس من لفظ سَبِط ،

وهو في معناه. وأَبو الهيثم: كل اسم على حرفين فقد حذف منه حرف .

والهَنُ: اسم على حرفين مثل الحِرِ على حرفين، فمن النحويين من يقول المحذوف من

الهَنِ والهَنةِ الواو، كان أَصله هَنَوٌ، وتصغيره هُنَيٌّ لما صغرته

حركت ثانِيَه ففتحته وجعلت ثالث حروفه ياء التصغير، ثم رددت الواو المحذوفة

فقلت هُنَيْوٌ ، ثم أَدغمت ياءَ التصغير في الواو فجعلتها ياء مشددة،

كما قلنا في أَب وأَخ إنه حذف منهما الواو وأَصلهما أَخَوٌ وأَبَوٌ؛ قال

العجاج يصف ركاباً قَطَعَتْ بَلَداً:

جافِينَ عْوجاً مِن جِحافِ النُّكتِ،

وكَمْ طَوَيْنَ مِنْ هَنٍ وهَنَت

أَي من أَرضٍ ذَكَرٍ وأَرضٍ أُنثى، ومن النحويين من يقول أَصلُ هَنٍ

هَنٌّ، وإذا صغَّرت قلت هُنَيْنٌ؛ وأَنشد:

يا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تَجِيءُ بِهِمْ

أُمُّ الهُنَيْنِينَ مِنْ زَيدٍ لها وارِي

وأَحد الهُنَيْنِينَ هُنَيْنٌ، وتكبير تصغيره هَنٌّ ثم يخفف فيقال هَنٌ.

قال أَبو الهيثم: وهي كِناية عن الشَّيء يسُسْتَفْحَش ذكره، تقول: لها

هَنٌ تريد لها حِرٌ كما قال العُماني:

لها هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأَرْكانِ،

أَقْمَرُ تَطْلِيهِ بِزَعْفَرانِ،

كأَنَّ فيه فِلَقَ الرُّمَّانِ

فكنى عن الحِرِ بالهَنِ، فافْهَمْه. وقولهم: يا هَنُ أَقْبِلْ يا رجل

أَقْبِلْ، ويا هَنانِ أَقْــبِلا ويا هَنُونَ أَقْبِلوا ، ولك أَن تُدخل فيه

الهاء لبيان الحركة فتقول يا هَنَهْ، كما تقول لِمَهْ ومالِيَهْ

وسُلْطانِيَهْ، ولك أَن تُشبع الحركة فتتولد الأَلف فتقوا يا هَناة أَقْبِلْ،

وهذه اللفظة تختص بالنداء خاصة والهاء في آخره تصير تاء في الوصل، معناه يا

فلان، كما يختص به قولهم يا فُلُ ويا نَوْمانُ، ولك أَن تقول يا هَناهُ

أَقْبل، بهاء مضمومة، ويا هَنانِيهِ أَقْــبِلا ويا هَنُوناهُ أَقْبِلوا،

وحركة الهاء فيهن منكرة، ولكن هكذا روى الأخفش؛ وأَنشد أَبو زيد في نوادره

لامرئ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هَنا

هُ، ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ

يعني كنا مُتَّهَمَيْن فحققت الأَمر، وهذه الهاء عند أَهل الكوفة للوقف،

أَلا ترى أَنه شبهها بحرف الإعراب فضمَّها؟ وقال أَهل البصرة: هي بدل من

الواو في هَنُوك وهَنَوات، فلهذا جاز أَن تضمها؛ قال ابن بري: ولكن حكى

ابن السَّراج عن الأَخفش أَنَّ الهاءَ في هَناه هاه السكت، بدليل قولهم

يا هَنانِيهْ، واستعبد قول من زعم أَنها بدل من الواو لأَنه يجب أَن يقال

يا هناهان في التثنية، والمشهور يا هَنانِيهْ، وتقول في الإِضافة يا هَني

أَقْبِلْ، ويا هَنَيَّ أَقْــبِلا، ويا هَنِيَّ أَقْبِلُوا ، ويقال

للمرأَة يا هَنةُ أَقْبلي، فإذا وقفت قلت يا هَنَهْ ؛ وأَنشد:

أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلْتَوِي

عليَّ، وآبى مِنْ هَنِينَ هَناتِ

وقالوا: هَنْتٌ، بالتاء ساكنة النون، فجعلوه بمنزلة بِنْت وأُخْت

وهَنْتانِ وهَناتٍ، تصغيرها هُنَيَّةٌ وهُنَيْهةٌ ، فهُنَيَّة على القياس،

وهُنَيْهة على إبدال الهاء من الياء في هنية للقرب الذي بين الهاء وحروف

اللين ، والياء في هُنَيَّة بدل من الواو في هُنَيْوة، والجمع هَنات على

اللفظ ، وهَنَوات على الأَصل؛ قال ابن جني: أَما هَنْت فيدلّ على أَن التاء

فيها بدل من الواو قولهم هَنَوات ؛ قال:

أَرى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني ومَلَّني

على هَنواتٍ، شَأْنُها مُتَتابعُ

وقال الجوهري في تصغيرها هُنَيَّة، تردُّها إلى الأَصل وتأْتي بالهاء ،

كما تقول أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ، وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال

هُنَيْهة.

وفي الحديث: أَنه أَقام هُنَيَّةً أَي قليلاً من الزمان ، وهو تصغير

هَنةٍ، ويقال هُنَيْهةٌ أَيضاً، ومنهم من يجعلها بدلاً من التاء التي في

هَنْت، قال: والجمع هَناتٌ، ومن ردّ قال هنوات؛ وأَنشد ابن بري للكميت

شاهداً لهَناتٍ:

وقالتْ ليَ النَّفْسُ: اشْعَبِ الصَّدْعَ، واهْتَبِلْ

لإحْدى الهَناتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها

وفي حديث ابن الأكوع: قال له أَلا تُسْمِعنُا من هَناتِك أَي من كلماتك

أَو من أَراجيزك، وفي رواية: من هُنَيَّاتِك، على التصغير، وفي أُخرى: من

هُنَيْهاتِك، على قلب الياء هاء.

وفي فلان هَنَواتٌ أَي خَصْلات شرّ، ولا يقال ذلك في الخير. وفي الحديث:

ستكون هَناتٌ وهَناتٌ فمن رأَيتموه يمشي إلى أُمة محمد ليُفَرِّقَ

جماعتهم فاقتلوه، أَي شُرورٌ وفَسادٌ، وواحدتها هَنْتٌ، وقد تجمع على

هَنَواتٍ، وقيل :واحدتها هَنَةٌ تأْنيث هَنٍ ، فهو كناية عن كل اسم جنس. وفي حديث

سطيح: ثم تكون هَناتٌ وهَناتٌ أَي شَدائدُ وأُمور عِظام. وفي حديث عمر،

رضي الله عنه: أَنه دخل على النبي ، صلى الله عليه وسلم، وفي البيت

هَناتٌ من قَرَظٍ أَي قِطَعٌ متفرقة؛ وأَنشد الآخر في هنوات :

لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَن يَقُولُها

ويقال في النّداء خاصة: يا هَناهْ، بزيادة هاء في آخره تصير تاء في

الوصل، معناه يا فلانُ ، قال: وهي بدل من الواو التي في هَنُوك وهَنَوات؛ قال

امرؤ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرهًا بِشَرَّاً

قال ابن بري في هذا الفصل من باب الأَلف اللينة: هذا وهم من الجوهري لأن

هذه الهاء هاء السكت عند الأَكثر ، وعند بعضهم بدل من الواو التي هي لام

الكلمة منزلة منزلة الحرف الأصلي، وإنما تلك الهاء التي في قولهم هَنْت

التي تجمع هَنات وهَنَوات، لأن العرب تقف عليها بالهاء فتقول هَنَهْ،

وإذا وصلوها قالوا هَنْت فرجعت تاء، قال ابن سيده: وقال بعض النحويين في بيت

امرئ القيس، قال: أَصله هناوٌ، فأَبدل الهاء من الواو في هنوات وهنوك،

لأَن الهاء إذا قَلَّت في بابِ شَدَدْتُ وقَصَصْتُ فهي في بابِ سَلِسَ

وقَلِقَ أَجْدَرُ بالقِلة فانضاف هذا إلى قولهم في معناه هَنُوكَ

وهَنواتٌ، فقضينا بأَنها بدل من الواو، ولو قال قائل إن الهاء في هناه إنما هي

بدل من الأَلف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هناه، إذ أَصله هَناوٌ

ثم صارَ هَناءً، كما أَن أَصل عَطاء عَطاوٌ ثم صار بعد القلب عطاء، فلما

صار هناء والتَقَت أَلفان كره اجتماع الساكنين فقلبت الأَلف الأَخيرة

هاء، فقالوا هناه، كما أَبدلَ الجميعُ من أَلف عطاء الثانية همزة لئلا

يجتمع همزتان، لكان قولاً قويًّا،، ولكان أَيضاً أَشبه من أَن يكون قلبت

الواو في أَوّل أَحوالها هاء من وجهين: أَحدهما أَن من شريطة قلب الواو

أَلفاً أَن تقع طرَفاً بعد أَلف زائدة وقد وقعت هنا كذلك، والآخر أَن الهاء

إلى الأَلف أَقرب منها إلى الواو، بل هما في الطرفين، أَلا ترى أَن أَبا

الحسن ذهب إلى أَن الهاء مع الألف من موضع واحد، لقرب ما بينهما، فقلب

الأَلف هاء أقرب من قلب الواو هاء؟ قال أَبو علي: ذهب أَحد علمائنا إلى أَن

الهاء من هَناه إنما أُلحقت لخفاء الأَلف كما تلحق بعد أَلف الندبة في

نحو وازيداه، ثم شبهت بالهاء الأصلية فحركت فقالوا يا هناه. الجوهري:

هَنٌ، على وزن أَخٍ، كلمة كنابة، ومعناه شيء، وأَصله هَنَوٌ. يقال: هذا

هَنُكَ أَي شبئك . والهَنُ: الحِرُ؛ وأَنشد سيبويه:

رُحْتِ ، وفي رِجْلَيْكِ ما فيها،

وقد بَدا هَنْكِ منَ المِئْزَرِ

إنما سكنه للضرورة. وذهَبْت فهَنَيْت: كناية عن فعَلْت من قولك هَنٌ،

وهُما هَنوانِ، والجمع هَنُونَ ، وربما جاءَ مشدَّداً للضرورة في الشعر كما

شددوا لوًّا؛ قال الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنْ ليْلةً،

وهَنِّيَ جاذٍ بينَ لِهْزِمَتَيْ هَنِ؟

وفي الحديث: من تَعَزَّى بعَزاء الجاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه

ولا تَكْنُوا أَي قولوا له عَضَّ بأَيْرِ أَبيكَ. وفي حديث أَبي ذر:

هَنٌ مثل الخَشبة غير أَني لا أَكْني يعني أَنه أَفْصَحَ باسمه، فيكون قد

قال أَيْرٌ مثلُ الخَشبةِ، فلما أَراد أَن يَحكي كَنى عنه. وقولهم: مَن

يَطُلْ هَنُ أَبيهِ يَنْتَطِقْ به أَي يَتَقَوَّى بإخوته؛ وهو كما قال

الشاعر:

فلَوْ شاء رَبي، كان أَيْرُ أَبيكُمْ

طَويلاً كأَيْرِ الحرِثِ بن سَدُوسِ

وهو الحَرِثُ بن سَدُوسِ بن ذُهْل بن شَيْبانَ، وكان له أَحد وعشرون

ذكراً. وفي الحديث: أَعُوذُ بكَ من شَرَّ هَنِي، يعني الفَرْج. ابن سيده:

قال بعض النحويين هَنانِ وهَنُونَ أَسماء لا تنكَّر أَبداً لأَنها كنايات

وجارية مجرى المضمرة، فإِنما هي أَسماء مصوغة للتثنية والجمع بمنزلة

اللَّذَيْنِ والذِين، وليس كذلك سائر الأَسماء المثناة نحو زيد وعمرو، أَلا

ترى أَن تعريف زيد وعمرو إنما هما بالوضع والعلمية، فإذا ثنيتهما تنكَّرا

فقلت رأَيت زيدين كريمين وعندي عَمْرانِ عاقِلانِ ، فإِن آثرت التعريف

بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدان والعَمران وزَيْداك وعَمْراك، فقد

تَعَرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعَرُّفهما قبلها، ولحقا بالأجناس ففارقا

ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع؛ وقال الفراء في قول امرئ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ

قال: العرب تقول يا هن أَقبل، ويا هنوان أَقــبلا، فقال: هذه اللغة على

لغة من يقول هنوات؛ وأَنشد المازني:

على ما أَنَّها هَزِئَتْ وقالتْ:

هَنُونَ أَحنّ مَنشَؤُه قريبُ

(* قوله «أحن» أي وقع في محنة، كذا بالأصل ، ومقتضاه أنه كضرب فالنون

خفيفة والوزن قاضٍ بتشديدها.)

فإنْ أَكْبَرْ، فإني في لِداتي،

وغاياتُ الأَصاغِر للمَشِيب

قال: إنما تهزأ به ، قالت: هنون هذا غلام قريب المولد وهو شيخ كبير ،

وإنما تَهَكَّمَ به، وقولها: أَحنّ أَي وقع في محنة ، وقولها: منشؤه

قريب أَي مولده قريب، تسخر منه. الليث: هنٌ كلمة يكنى بها عن اسم الإنسان،

كقولك أَتاني هَنٌ وأَتتني هَنَةٌ، النون مفتوحة في هَنَة، إذا وقفت عندها

، لظهور الهاء، فإذا أَدرجتها في كلام تصلها به سكَّنْت النون، لأَنها

بُنيت في الأصل على التسكين ، فإذا ذهبت الهاء وجاءت التاء حَسُن تسكين

النون مع التاء، كقولك رأَيت هَنْةَ مقبلة ، لم تصرفها لأَنها اسم معرفة

للمؤنث، وهاء التأنيث إذا سكن ما قبلها صارت تاء مع الأَلف للفتح، لأَن

الهاء تظهر معها لأَنها بُنيت على إِظْهار صَرْفٍ فيها، فهي بمنزلة الفتح

الذي قبله، كقولك الحَياة القناة، وهاء اليأْنيث أَصل بنائها من التاء،

ولكنهم فرقوا بين تأنيث الفعل وتأْنيث الاسم فقالوا في الفعل فَعَلَتْ، فلما

جعلوها اسماً قالوا فَعْلَة، وإِنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بين

سائر الحروف، لأن الهاء ألين الحروف الصِّحاحِ والتاء من الحروف الصحاح،

فجعلوا البدل صحيحاً مثلَها، ولم يكن في الحروف حرف أَهَشُّ من الهاء

لأَن الهاء نَفَس، قال: وأَما هَنٌ فمن العرب من يسكن، يجعله كقَدْ وبَلْ

فيقول: دخلت على هَنْ يا فتى، ومنهم من يقول هنٍ، فيجريها مجراها، والتنوين

فيها أَحسن كقول رؤبة:

إذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ، وقَوْلٌ مِنْ هَنِ

والله أَعلم. الأَزهري: تقول العرب يا هَنا هَلُمَّ، ويا هَنانِ

هَلُمَّ، ويا هَنُونَ هَلُمَّ. ويقال للرجل أَيضاً: يا هَناهُ هَلُمَّ، ويا

هَنانِ هَلُمَّ، ويا هَنُونَ هلمَّ، ويا هناه، وتلقى الهاء في الإدراج، وفي

الوقف يا هَنَتَاهْ ويا هَناتُ هَلُمَّ؛ هذه لغة عُقَيل وعامة قيس بعد.

ابن الأَنباري: إذا ناديت مذكراً بغير التصريح باسمه قلت يا هَنُ أَقبِل،

وللرجلين: يا هَنانِ أَقــبلا، وللرجال: يا هَنُونَ أَقْبِلوا، وللمرأَة:

يا هَنْتُ أَقبلي، بتسكين النون، وللمرأَتين: يا هَنْتانِ أَقــبلا،

وللنسوة: يا هَناتُ أَقبلن، ومنهم من يزيد الأَلف والهاء فيقول للرجل: يا هناهُ

أَقْبِلْ، ويا هناةِ أَقبلْ، بضم الهاء وخفضها؛ حكاهما الفراء؛ فمن ضم

الهاء قدر أَنها آخر الاسم، ومن كسرها قال كسرتها لاجتماع الساكنين، ويقال

في الاثنين، على هذا المذهب: يا هَنانِيه أَقــبلا. الفراء: كسر النون

وإِتباعها الياء أَكثر، ويقال في الجمع على هذا المذهب: يا هَنوناهُ

أَقبلوا، قال: ومن قال للذكر يا هَناهُ ويا هَناهِ قال للأُنثى يا هَنَتاهُ

أَقبلي ويا هَنَتاهِ، وللاثنتين يا هَنْتانيه ويا هَنْتاناه أَقــبلا، وللجمع

من النساء يا هَناتاه؛ وأَنشد:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هَنا

ه، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّْ

وفي الصباح: ويا هَنُوناهُ أَقبلوا. وإِذا أَضفت إِلى نفسك قلت: يا

هَنِي أَقْبِل، وإِن شئت قلت: يا هَنِ أَقبل، وتقول: يا هَنَيَّ أَقــبِلا،

وللجمع: يا هَنِيَّ أَقبِلوا، فتفتح النون في التثنية وتكسرها في الجمع. وفي

حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِي: أَلستَ تُنْتَجُها وافِيةً أَعْيُنُها

وآذانُها فتَجْدَعُ هذه وتقول صَرْبَى، وتَهُنُّ هذه وتقول بَحِيرة؛ الهَنُ

والهَنُّ، بالتخفيف والتشديد: كناية عن الشيء لا تذكره باسمه، تقول

أَتاني هَنٌ وهَنةٌ، مخففاً ومشدَّداً. وهَنَنْتُه أَهنُّه هَنًّا إِذا أَصبت

منه هَناً، يريد أَنك تَشُقُّ آذانها أَو تُصيب شيئاً من أَعضائها، وقيل:

تَهُنُّ هذه أَي تُصيب هَن هذه أَي الشيء منها كالأُذن والعين ونحوها؛

قال الهروي: عرضت ذلك على الأَزهري فأَنكره وقال: إِنما هو وتَهِنُ هذه

أَي تُضْعِفُها، يقال: وهَنْتُه أَهِنُه وهْناً، فهو مَوْهون أَي أَضعفته.

وفي حديث ابن مسعود: رضي الله عنه، وذكرَ ليلة الجنّ فقال: ثم إِن

هَنِيناً أَتَوْا عليهم ثياب بيض طِوال؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في مسند

أَحمد في غير موضع من حديثه مضبوطاً مقيداً، قال: ولم أَجده مشروحاً في شيء

من كتب الغريب إِلا أَن أَبا موسى ذكره في غريبه عَقِيبَ أَحاديث الهَنِ

والهَناة. وفي حديث الجن: فإِذا هو بهَنِينٍ

(* قوله«بهنين» كذا ضبط في

الأصل وبعض نسخ النهاية.) كأَنهم الزُّطُّ، ثم قال: جَمْعُه جَمْعُ

السلامة مثل كُرة وكُرِينَ، فكأَنه أَراد الكناية عن أَشخاصهم. وفي الحديث:

وذكر هَنةً من جيرانه أَي حاجةً، ويعبَّر بها عن كل شيء. وفي حديث الإِفْك:

قلتُ لها يا هَنْتاه أَي يا هذه، وتُفتح النونُ وتسكن، وتضم الهاء

الأَخيرة وتسكن، وقيل: معنى يا هَنْتاه يا بَلْهاء، كأَنها نُسِبت إِلى قلة

المعرفة بمكايد الناس وشُرُورهم. وفي حديث الصُّبَيِّ بن مَعْبَد: فقلت يا

هَناهُ إِني حَرِيصٌ على الجِهاد.

والهَناةُ: الداهِيةُ، والجمع كالجمع هَنوات؛ وأَنشد:

على هَنَواتٍ كلُّها مُتَتابِعُ

والكلمة يائية. وواوية، والأَسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالأَلف

وخفضها بالياء هي في الرفع: أَبُوكَ وأَخُوكَ وحَمُوكِ وفُوكَ وهَنُوكَ وذو

مال، وفي النصب: رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهَناكَ وذا مال،

وفي الخفض: مررتُ بأَبيكَ وأَخيكَ وحميكِ وفيكَ وهَنِيكَ وذي مالٍ؛ قال

النحويون: يقال هذا هَنُوكَ للواحد في الرفع، ورأَيت هناك في النصب، وممرت

بهَنِيك في موضع الخفض، مثل تَصْريف أَخواتها كما تقدم.

هـ ن ا: (هَنٌ) بِوَزْنِ أَخٍ كَلِمَةُ كِنَايَةٍ وَمَعْنَاهَا شَيْءٌ، وَأَصْلُهَا (هَنَوٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. تَقُولُ: هَذَا هَنُكَ أَيْ شَيْئُكَ. وَتَقُولُ: جَاءَنِي هَنُوكَ، وَرَأَيْتُ هَنَاكَ، وَمَرَرْتُ بِهَنِيكَ. 

علم الإلهي

علم الإلهي
هو علم يبحث فيه عن الحوادث من حيث هي موجودات.
وموضوعه الوجود من حيث هو.
وغايته تحصيل الاعتقادات الحقة والتصورات المطابقة لتحصيل السعادة الأبدية والسيادة السرمدية كذا في: مفتاح السعادة.
وفي كشاف اصطلاحات الفنون: هو علم بأحوال ما يفتقر في الوجودين أي الخارجي والذهني إلى المادة.
ويسمى أيضا بالعلم الأعلى وبالفلسفة الأولى وبالعلم الكلي وبما بعد الطبيعة وبما قبل الطبيعة
والبحث فيه عن الكميات المتصلة والكيفيات المحسوسة والمختصة بالكميات وأمثالها مما يفتقر إلى المادة في الوجود الخارجي استطرادي وكذا البحث عن الصورة مع أن الصورة تحتاج إلى المادة في التشكل كذا في العلمي وفي الصدر أمن الحكمية النظرية ما يتعلق بأمور غير مادية مستغنية القوام في نحوي الوجود العيني والذهني عن اشتراط المادة كالإله الحق والعقول الفعالة والأقسام الأولية للموجود كالواجب والممكن والواحد والكثير والعلة والمعلول والكلي والجزئي وغير ذلك فإن خالط شيء منها المواد الجسمانية فلا يكون على سبيل الافتقار والوجوب.
وسموا هذا القسم: العلم الأعلى فمنه العلم الكلي المشتمل على تقاسيم الوجود المسمى بالفلسفة الأولى ومنه الإلهي الذي هو فن من المفارقات.
وموضوع هذين الفنين: أعم الأشياء وهو الموجود المطلق من حيث هو. انتهى.
وأصول الإلهي خمسة:
الأول: الأمور العامة.
الثاني: إثبات الواجب وما يليق به.
الثالث: إثبات الجواهر الروحانية.
الرابع: بيان ارتباط الأمور الأرضية بالقوى السماوية.
الخامس: بيان نظام الممكنات.
وفروعه قسمان:
الأول: البحث عن كيفية الوحي وصيرورة العقل محسوسا ومنه تعريف الإلهيات ومنه الروح الأمين.
الثاني: العلم بالمعاد الروحاني. انتهى.
وقال صاحب: إرشاد القاصد: يعبر عنه بالإلهي لاشتماله على علم الربوبية.
وبالعلم الكلي لعمومه وشموله لكليات الموجودات.
وبعلم ما بعد الطبيعة لتجرد موضوعه عن المواد ولواحقها.
قال: وأجزاؤه الأصلية خمسة: الأول: النظر في الأمور العامة مثل الوجود والماهية والوجوب والإمكان والقدم والحدوث والوحدة والكثرة.
والثاني: النظر في مبادئ العلوم كلها وتبيين مقدماتها ومراتبها. والثالث: النظر في إثبات وجود الإله ووجوبه والدلالة على وحدته وصفاته.
والرابع: النظر في إثبات الجواهر المجردة من العقول والنفوس والملائكة والجن والشياطين وحقائقها وأحوالها.
والخامس: النظر في أحوال النفوس البشرية بعد مفارقتها وحال المعاد.
ولما اشتدت الحاجة إليه اختلفت الطرق.
فمن الطالبين: من رام إدراكه بالبحث والنظر وهؤلاء زمرة الحكماء الباحثين ورئيسهم أرسطو وهذا الطريق أنفع للتعلم لو وفى بجملة المطالب وقامت عليها براهين يقينية وهيهات.
ومنهم: من سلك طريق تصفية النفس بالرياضة وأكثرهم يصل إلى أمور ذوقية يكشفها له العيان ويجل أن توصف بلسان ومنهم: ابتدأ أمره بالبحث والنظر وانتهى إلى التجريد وتصفية النفس فجمع بين الفضيلتين وينسب مثال هذا الحال إلى سقراط وأفلاطون والسهروردي والبيهقي. انتهى.
وقال أبو الخير: وهذا العلم هو المقصد الأقصى والمطلب الأعلى لكن لمن وقف على حقائقه واستقام في الإطلاع على دقائقه لأن حظي به فقد فاز فوزا عظيما ومن زلت فيه قدمه أو طغى به قلمه فقد ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا إذ الباطل يشاكل الحق في مأخذه والوهم يعارض العقل في دلائله جل جناب الحق عن أن يكون شريعة الكل وارد أو يطلع على سرائر قدسه إلا واحد بعد واحد وقلما يوجد إنسان يصفو عقله عن كدر الأوهام ويخلص فهمه عن مهاوي الإيهام ويستسلم لما قرره الأعلام.
واعلم أن من النظر رتبة تناظر طريق التصفية ويقرب حدها من حدها وهو طريق الذوق ويسمونه الحكمة الذوقية.
وممن وصل إلى هذه الرتبة في السلف السهروردي وكتاب: حكمة الإشراق له صادر عن هذا المقام برمز أخفى من أن يعلم وفي المتأخرين: الفاضل الكامل مولانا شمس الدين الفناري في بلاد الروم ومولانا جلال الدين الدواني في بلاد العجم ورئيس هؤلاء الشيخ صدر الدين القونوي والعلامة قطب الدين الشيرازي. انتهى. ملخصا أو سيأتي تمام التفصيل في الحكمة عند تحقيق الأقسام إن شاء الله العزيز العلام.
واعلم أن منبع العلوم الحكمية النظرية وأستاذ الكل فيها إدريس عليه السلام آتاه الله الحكمة والنبوة وأنزل عليه ثلاثين صحيفة وعلم النجوم. وأفهمه عدد السنين والحساب وعلمه الألسنة حتى تكلم الناس في زمنه باثنين وتسعين لسانا ولد بمصر وسموه هرمس الهرامس وباليونانية أرمس بمعنى عطارد وعرب بهرمس واسمه الأصلي هنوخ وعرب أخنوخ وسماه الله تعالى في كتابه العربي المبين إدريس لكثرة دراسة كتاب الله تعالى.
وقيل: إن معلمه غوثاديمون أو أغثاذيمون المصري وتفسيره السعيد الجد قيل: وهو شيث عليه السلام.
ثم إن إدريس عرف الناس صفة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنه يكون بريئا عن المذمات والآفات كلها كاملا في الفضائل الممدوحات لا يقصر عما يسأل عنه مما في الأرض والسماء ومما فيه دواء وشفاء وأنه يكون مستجاب الدعوة في كل ما يطلبه ويكون مذهبه ودينه ما يصلح به العالم.
وكانت قبلة إدريس جهة الجنوب على خط نصف النهار كان رجلا تام الخلقة حسن الوجه أجلح كث اللحية مليح الشمائل والتخاطيط تام الباع عريض المنكبين ضخم العظام قليل اللحم براق العين أكحلها متأنيا في كلامه كثير الصمت وإذا اغتاظ أخذ يحرك سبابته إذا تكلم وكانت مدة مقامه في الأرض اثنتين وثمانين سنة ثم دفعه الله مكانا عليا.
وهو أول من خاط الثياب وحكم بالنجوم وأنذر بالطوفان وأول من بنى الهياكل ومجد الله فيها وأول من نظر في الطب وأول من ألف القصائد والأشعار وهو الذي بنى أهرام بمصر وصور فيها جميع العلوم والصناعات وآلاتها خشية أن يذهب رسمها بالطوفان.
واعلم أيضا أن من أساتذة الحكمة الحكيم أفلاطون أحد الأساطين الخمسة للحكمة من يونان كبير القدر مقبول القول البليغ في مقاصده.
أخذ عن فيثاغورس وشارك مع سقراط في الأخذ عنه وصنف في الحكمة كتبا لكن اختار فيها الرمز والإغلاق وكان يعلم تلاميذه وهو ماش ولهذا سموا المشائين وفوض الدرس في آخر عمره إلى أرشد أصحابه وانقطع هو للعبادة وعاش ثمانين سنة وولد في مدينة أنيس ولازم سقراط خمسين سنة وكان عمره إذ ذاك عشرون سنة وتزوج امرأتين وكانت نفسه في التعليم مباركة تخرج بها علماء اشتهروا من بعده.
ومن جملة أساتذة الحكمة أرسطاطاليس تلميذ أفلاطون لازم خدمته مدة عشرين سنة وكان أفلاطون يؤثر على غيره ويسميه العقل وهو خاتم حكماءهم وسيد علمائهم وأول من استخرج المنطق وله كتب شريفة في الفلسفة وكان معلم الإسكندر بن فيلقوس وبآدابه وسياسته عمل هو فظهر الخير وفاض العدل وبه انقمع الشرك في بلاد اليونانيين.
ومعنى أرسطاطاليس محب الحكمة أو الفاضل الكامل عاش سبعا وستين سنة ومصنفاته تنيف على ثمانين وكان أبيض أجلح حسن القامة عظيم العظام صغير العينين والفم عريض الصدر كث اللحية أشهل العينين أقنى الأنف يسرع في مشيته ناظرا في الكتب دائما يقف عند كل كلمة ويطيل الإطراق عند السؤال قليل الجواب ينتقل في أوقات النهار في الفيافي ونحو الأنهار محبا لاستماع الألحان والاجتماع بأهل الرياضة وأصحاب الجدل منصفا في نفسه إذا خصم ويعرف بموضع الإصابة والخطأ معتدلا في الملابس والمآكل مات وله ثمان وتسعين سنة ثم إنه تخلف عن خدمة الملوك وبنى موضع التعليم وأقبل على العناية بمصالح الناس.
وكان جليل القدر كثير التلاميذ من الملوك وأبناءهم وكان أهل مدينة أسطا إذا أشكل عليهم أمر يجتمعون إلى قبره حتى يفتح لهم ويزعمون أن قبره يصحح فكرهم ويذكي عقولهم واستيفاء أخباره لا يمكن إلا في مجلد.
ومن جملة أساتذة الحكمة الفارابي وهو أبو نصر محمد بن محمد كان ذكيا حكيما مشهورا صاحب التصانيف في المنطق والمحكمة وغيرهما من العلوم وهو أكبر فلاسفة الإسلاميين لم يكن فيهم من بلغ رتبته في فنونه وتخرج ابن سينا في كتبه وبعلومه انتفع في تصانيفه كان رجلا تركيا تنقلت به الأسفار إلى أن وصل بغداد وهو يعرف كثيرا من اللغات غير العربي ثم تعلمه وأتقنه.
ثم اشتغل بالحكمة فقرأ على أبي بشر - متى بن يونس الحكيم - من شرح كتاب أرسطو في المنطق سبعين سفرا وكان هو شيخا كبيرا له صيت عظيم يجتمعون في حلقته كل يوم المئون من المنطقيين ثم أخذ طرفا من المنطق من أبي حنا ابن خيلان الحكيم النصراني بمدينة حران ثم نقل إلى بغداد وقرأ بها علوم الفلسفة وتمهر في كتب أرسطو جميعها يقال وجد كتاب النفس لأرسطو عليه مكتوب بخط الفار أبي: إني قرأت هذا الكتاب مائتي مرة وقال: قرأت السماع الطبعي لأرسطو أربعين مرة ومع ذلك إني محتاج إلى معاودته وكان يقول: لو أدركت أرسطو لكنت أكبر تلامذته.
ثم سافر إلى دمشق ثم إلى مصر ثم عاد إلى دمشق فأحسن إليه سلطانها1 سيف الدولة بن حمدان وأجرى عليه كل يوم أربعة دراهم لأنه كان أزهد الناس في الدنيا لا يحتفل بأمر مكتسب ولا مسكن لذلك أقتصر على أربعة دراهم وكان منفردا بنفسه لا يكون إلا في مجتمع ماء أو مشبك رياض ويؤلف كتبه هناك وكان أكثر تصانيفه في الرقاع ولم يصنف في الكراريس إلا قليلا فلذلك كانت أكثر تصانيفه فصولا وتعليقات وبعضها ناقصا.
يحكى أن الآلات المسماة بالقونون من تركيبه.
توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بدمشق وقد ناهز ثمانين سنة.
وعدد مصنفاته من الكتب والرسالة سبعون كلها نافعة سيما كتابان في العلم الإلهي والمدني لا نظير لهما.
أحدهما: المعروف بالسياسة المدنية.
والأخرى: بالسيرة الفاضلة وصنف كتابا شريفا في إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها لم يسبق إليه أحد ولا ذهب أحد مذهبه ولا يستغني عنه أحد من طلاب العلم وكذا كتابه في أغراض أفلاطون وأرسطو أطلع فيه على أسرار العلوم وثمارها علما علما وبين كيفية التدرج من بعضها إليها بعض شيئا فشيئا ثم بدأ بفلسفة أرسطو ووصف أغراضه في تواليفه المنطقية والطبيعية فلا أعلم كتابا أجدى على طلب الفلسفة منه.
وفاراب: إحدى مدن الترك فيما وراء النهر. ومن جملة أساطين الحكمة: أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا الحكيم المشهور وكان أبوه من بلخ ثم انتقل منها إلى بخارا وكان من العمال الكفاة وتولى العمل بقرية من بخارا يقال لها هرمين ثم انتقلوا إلى بخارا وانتقل الرئيس بعد ذلك في الــبلاد وأشتغل بالعلوم وحصل الفنون ولما بلغ عشر سنين من عمره أتقن علم القرآن العزيز والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة ثم قرأ كتاب: إيساغوجي علي أبي عبد الله النابلي وأحكم عليه ظواهر المنطق: لأنه لم يكن يعرف دقائقها ثم حل هو نفسه دقائق غفل عنها الأوائل وأحكم عليه إقليدس والمجسطي وفاقه أضعافا كثيرة.
وكان مع ذلك يختلف في الفقه إلى إسماعيل الزاهد يقرأ ويبحث ويناظرهم ثم اشتغل بتحصيل الطبعي والإلهي وغير ذلك وفتح الله عليه أبواب العلوم ثم فاق في علم الطب الأوائل والأواخر في أقل مدة وأصبح عديم القرين فقيد المثيل.
وقرأ عليه فضلاء هذا الفن أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة وسنه إذ ذاك نحو ستة عشر وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكمالها ولم يشتغل في النهار بشيء سوى العلم والمطالعة وكان إذا أشكلت عليه مسئلة توضأ وقصد المسجد الجامع وصلى ودعا الله عز وجل أن يسهلها عليه ويفتح مغلقها له فتح الله - تبارك وتعالى – مشكلاتها.
ثم اتصل بخدمة نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان بسبب الطب ودخل إلى خزانة كتبه واطلع على كتب لم تقرع آذان الزمان بمثلها وحصل نخب فوائدها وتحلى بنفائس فرائدها.
ويحكى عنه أنه لم يطلع على مسئلة إلى آخر عمره إلا وكان يعرفها وكان في ثمانية عشر سنين من سنه حتى حكي عنه أنه قال: كل ما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته الآن لم أزد عليه إلى اليوم وهذا أمر عظيم لا يكاد يقبله العقل لولا عرف حد ذكائه.
ثم تنقلت به الأحوال بأمور يطول شرحها حتى استوزر ثم عزل وحبس وبعد هذه الأحوال كلها مرض ثم صلح ثم دخل إلى أن ضعف جدا ثم اغتسل وتاب1 وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم على من عرفه وأعتق مماليكه وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة ثم مات يوم الجمعة من رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة بهمذان وكانت ولادته سنة سبعين وثلاثمائة في شهر صفر وقيل: توفي بأصبهان وفضائله كثيرة شهيرة وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه.
وعدة مؤلفاته ثمانية وستون على الأشهر وقيل: يقارب مائة مصنف ما بين مطول ومختصر. ورسائله بديعة منها: رسالة حي بن يقظان و: رسالة سلامان و: إبسال و: رسالة الطب و: قصيدة الورقاء يرمز بها عن النفس الناطقة.
ومن جملة أساطين الحكمة الإمام فخر الدين الرازي وممن نحا نحو ابن سينا والرازي:
نصير الدين الطوسي وهو محمد بن محمد سلطان الحكماء المدققين وقدوتهم في زمانه جامع علوم المتقدمين والمتأخرين.
ولد يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة توفي آخر نهار الاثنين ثامن عشر ذي الحجة وقت مغيب الشمس سنة اثنتين وسبعين وستمائة ودفن بالمشهد الكاظمي.
وكان آية في التدقيق والتحقيق وحل المواضع المشكلة سيما: لطف التحرير الذي لم يلتفت إليه المتقدمون بل التفتوا إلى جانب المعنى فقط ثم إن الفاضل الشريف قلده في أمر التحرير والتقرير كما يظهر ذلك بالنظر في تصانيفهما.
وكان1 غاليا في التشيع كما يفصح عنه المقصد السادس من التجريد إلا أن الشيخ أكمل الدين قال: في أواخر شرحه للتجريد سمعت شيخي العلامة قطب الدين الشيرازي قال: كان الناس مختلفين في أن هذا الكتاب يعني التجريد لخواجه نصير الدين أولا فسأل عن ذلك ابنه خواجه أصيل الدين فقال: كان والدي وضعه إلى باب الإمامة وتوفي فكمله ابن المطهر الحلي وكان من الشيعة وهو زائغ زيغا عظيما فعلى هذه الرواية يكون بريئا عن نقيصة التشيع إلا أن المشهور عند الجمهور خلاف.
وبمن يلي هؤلاء في معرفة الحكمة الشيخ شهاب الدين السهروردي بل فاق كثيرا في الحكمة الذوقية.
وممن خرط في سلكهم الشيخ قطب دن الشيرازي والشيخ قطب الدين الرازي وسعد الدين التفتازاني والسيد الشريف الجرجاني ثم الجلال الدواني.
قال الأرنيقي: بعد ما ذكر في: مدينة العلوم ومن فضلاء بلادنا مولانا مصلح الدين مصطفى الشهير بخواجه زاده ومصلح الدين مصطفى الشهير بالقسطلاني لكن هؤلاء السبعة قد فاقوا على أكثر المتقدمين في الحديث والتفسير والأصول والفروع إلا أن الإمام فخر الدين الرازي فإنه تمهر فيها مع مشاركته لهؤلاء في علوم الحكمة بأقسامها وإن اتقانه أقوى من إتقانهم. انتهى
قلت: وفي قوله فاق على أكثر المتقدمين إلى آخره نظرا لأن العلم المجرد بالحديث والتفسير لا يكفي في صحة الاعتقاد والعمل حتى يستعملها على وجههما ويقول بمقتضاهما ويحقق فحواهما وأنى لهم التناوش من مكان بعيد.
والفخر الرازي أكثر كلاما من هؤلاء في علوم التفسير ولكن قال أهل التحقيق في حق كتابه: مفاتيح الغيب فيه كل شيء إلا التفسير وقد بحث في تفسيره هذا عن كل شيء لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وقد أخطأ في مواضع مما يتعلق بفهم القرآن الكريم ويقال: إنه لم يكمل تفسيره بل كمله بعض من جاء بعده والخطأ منه وقد أصاب في مواضع منها: رد التقليد واثبات الاتباع. والله أعلم.
ثم قال في: مدينة العلوم: إن الكتب المؤلفة في العلم الإلهي لما لم يخل عن الرياضي والطبعي أيضا أحببنا أن نذكره بعد الفراغ عن الكل - اللهم إلا نادرا -: كالمباحث المشرقية للإمام فخر الدين الرازي وأمثاله ولا تظن أن العلوم الحكمية مخالفة للعلوم الشرعية مطلقا بل الخلاف في مسائل يسيرة وبعضها مخالف في مسائل قليلة ظاهرا لكن إن حقق يصافح أحدهما الآخر ويعانقه. انتهى.
قال في: كشف الظنون ثم اعلم أن البحث والنظر في هذا العلم لا يخلو إما: أن يكون على طريق النظر أو: على طريق الذوق فالأول: إما على قانون فلاسفة المشائين فالمتكفل له كتب الحكمة أو على قانون المتكلمين فالمتكفل حينئذ كتب الكلام لأفاضل المتأخرين والثاني: إما على قانون فلاسفة الإشراقين فالمتكفل له حكمة الإشراق ونحوه أو على قانون الصوفية واصطلاحهم فكتب التصوف.
وقد علم موضوع هذا الفن ومطالبه فلا تغفل فإن هذا التنبيه والتعليم مما فات عن أصحاب الموضوعات - وفوق كل ذي علم عليم.
وعبارة ابن خلدون في: تاريخه هكذا.
قال: علم الإلهيات: هو علم ينظر في الوجود المطلق.
فأولا: في الأمور العامة للجسمانيات والروحانيات من الماهيات والوحدة والكثرة والوجوب والإمكان وغير ذلك.
ثم ينظر في مبادئ الموجودات وأنها روحانيات.
ثم في كيفية صدور الموجودات عنها ومراتبها.
ثم في أحوال النفس بعد مفارقة الأجسام وعودها إلى المبدأ.
وهو عندهم: علم شريف يزعمون أنه يوقفهم على معرفة الوجود على ما هو عليه وإن ذلك عين السعادة في زعمهم وسيأتي الرد عليهم وهو تال للطبيعيات في ترتيبهم ولذلك يسمونه: علم ما وراء الطبيعة وكتب المعلم الأول فيه موجود بين أيدي الناس ولخصه ابن سينا في كتاب: الشفاء والنجاة وكذلك لخصها ابن رشد من حكماء الأندلس.
ولما وضع المتأخرون في علوم القوم ودونوا فيها رد عليهم الغزالي ما رد منها ثم خلط المتأخرون من المتكلمين مسائل علم الكلام بمسائل الفلسفة لعروضها في مباحثهم وتشابه موضوع علم الكلام بموضوع الإلهيات ومسائله بمسائلها فصارت كأنها فن واحد ثم غيروا ترتيب الحكماء في مسائل الطبيعيات والإلهيات وخلطوهما فنا واحدا قدموا الكلام في الأمور العامة ثم أتبعوه بالجسمانيات وتوابعها إلى آخر العلم كما فعله الإمام ابن الخطيب في: المباحث المشرقية وجميع من بعده من علماء الكلام وصار علم الكلام مختلطا بمسائل الحكمة وكتبه محشوة بها كان الغرض من موضوعهما ومسائلهما واحد والتبس ذلك على الناس وهي غير صواب لأن مسائل علم الكلام إنما هي عقائد ملتقاة من الشريعة كما نقلها السلف من غير رجوع فيها إلى العقل ولا تعويل عليه بمعنى أنها لا تثبت إلا به فإن العقل معزول عن الشرع وأنظاره وما تحدث فيه المتكلمون من إقامة الحجج فليس بحثا عن الحق فيها فالتعليل بالدليل بعد أن لم يكن معلوما هو شأن الفلسفة بل إنما هو التماس حجة عقلية تعضد عقائد الإيمان ومذاهب السلف فيها وتدفع شبه أهل البدع عنها الذين زعموا أن مداركهم فيها عقلية وذلك بعد أن تفرض صحيحة بالأدلة النقلية كما تلقاها السلف واعتقدوها وكثيرا ما بين المقامين من التفاوت في ذلك مدارك صاحب الشريعة أوسع لاتساع نطاقها عن مدارك الأنظار العقلية فهي فوقها ومحيطة بها لاستمدادها من الأنوار الإلهية فلا تدخل تحت قانون النظر الضعيف والمدارك المحاط بها فإذا هدانا الشارع إلى مدرك فينبغي أن نقدمه على مداركنا ونثق به دونها ولا ننظر في تصحيحه بمدارك العقل ولو عارضه نعتمد ما أمرنا به اعتقادا وعلما ونسكت عما لم نفهم من ذلك ونفوضه إلى الشارع ونعزل العقل عنه.
والمتكلمون إنما دعاهم إلى ذلك كلام أهل الإلحاد في معارضات العقائد السلفية بالبدع النظرية فاحتاجوا إلى الرد عليهم من جنس معارضاتهم واستدعى ذلك الحجج النظرية والبطلان فليس من موضوع علم الكلام ولا من جنس أنظار المتكلمين فاعلم ذلك لتميز به بين الفنين فإنهما مختلطان عند المتأخرين في الوضع والتأليف والحق مغايرة كل منه لصاحبه بالموضوع والمسائل وإنما جاء الالتباس من اتحاد المطالب عند الاستدلال وصار احتجاج أهل الكلام كأنه إنشاء لطلب الاعتداد بالدليل وليس كذلك بل إنما هو رد على الملحدين
والمطلوب مفروض الصدق معلومه وكذا جاء المتأخرين من غلاة المتصوفة المتكلمين بالمواجد أيضا فخلطوا مسائل الفنين بفنهم وجعلوا الكلام واحدا فيه كلها مثل كلامهم في النبوات والاتحاد والحلول والوحدة وغير ذلك.
والمدارك في هذه الفنون الثلاثة متغايرة مختلفة وأبعدها من جنس الفنون والعلوم مدارك المتصوفة لأنهم يدعون فيها الوجدان ويفرون عن الدليل والوجدان بعيد عن المدارك العلمية وأبحاثها وتوابعها كما بيناه ونبينه - والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم -. انتهى كلامه.

العِلاطُ

العِلاطُ، ككِتابٍ: صَفْحَةُ العُنُقِ، وهُما عِلاطانِ،
وـ من الحَمامَةِ: طَوْقُها في صَفْحَتَيْ عُنُقِها بسَوادٍ، وخَيْطُ الشمسِ، والخُصومةُ، والشَّرُّ، وحَبْلٌ يُجْعَلُ في عُنُقِ البعيرِ.
وعَلَّطَهُ تَعْليطاً: نَزَعَه منه، وسِمَةٌ في عُرْضِ عُنُقِه،
كالإِعلِيط، كإِزْمِيلٍ
ج: أعْلِطَةٌ وعُلُطٌ، ككُتُبٍ.
وعَلَطَ الناقةَ يَعْلِطُ ويَعْلُطُ وعَلَّطَها: وسَمَها به،
وذلك المَوْضِعُ من عُنُقِه: مَعْلَطٌ ومُعْلَوَّطٌ، مفتوحةَ اللامِ والواوِ المُشَدَّدةِ،
وـ فلاناً بِشَرٍّ: ذكَرَه بِسُوءٍ.
وناقةٌ عُلُطٌ، بضمتين: بلا سِمَةٍ، وبِلا خِطامٍ
ج: أعْلاطٌ.
وأعْلاطُ الكَواكِبِ: الدَّرارِي التي لا أسماءَ لها.
والعُلُطُ، بضمتينِ: القِصارُ من الحَميرِ، والطِّوالُ من النُّوقِ.
والعُلْطَةُ، بالضم: القِلاَدَةُ، وسَوادٌ تَخُطُّهُ المرأةُ في وجْهِها زِينَةً،
كالعَلْطِ، بالفتح. وشاعرٌ عالِطٌ.
وما أعْلَطَه: ما أنكَرَه.
والإِعْلِيطُ، كإِزْمِيلٍ: ما سَقَطَ ورَقُه من الأَغْصانِ والقُضْبانِ، ووِعاءُ ثَمَرِ المَرْخِ، وهو كقِشْرِ الباقِلاَءِ.
والمَعْلُوطُ، كمعْرُوفٍ: شاعرٌ سَعْدِيٌّ.
واعْلَوَّطَ البعيرَ: تَعَلَّقَ بعُنُقِه، وعَلاهُ أو رَكِبَه بِلا خِطامٍ أو عُرْياً،
وـ فلاناً: أخَذَه، وحَبَسَه، ولَزِمَه،
وـ الأمرَ: رَكِبَ رأسَه، وتَقَحَّمَ بلا رَوِيَّةٍ،
وـ الجَمَلُ الناقةَ: تَسَدَّاها لِيَضْرِبَها.
واعْتَلَطَه وـ به: خاصَمَهُ، وشاغَبَه.
والعِلْيَطُ، كحِذْيَمٍ: شجرٌ واسْمٌ.
وتَعَلْوَطْتُهُ: تَعَلَّقْتُ به، وضَمَمْتُه إلَيَّ.

الأَخْرَجَانِ

الأَخْرَجَانِ:
تثنية الأخرج، من الخرج، وهو لونان، أبيض واسود، يقال: كبش أخرج، وظليم أخرج: وهما جــبلان في بلاد بني عامر، قال حميد بن ثور:
عفا الرّبع بين الأخرجين، وأوزعت ... به حرجف تدني الحصى وتسوق
وقال أبو بكر: وممّا يذكر في بلاد أبي بكر مما فيه جبال ومياه المردمة، وهي بلاد واسعة، وفيها جــبلان يسميان الأخرجين، قال فيهما ابن شبل:
لقد أحميت، بين جبال حوضي ... وبين الأخرجين، حمى عريضا
لحيّ الجعفريّ فما جزاني، ... ولكن ظلّ يأتل أو مريضا
الآتل: الخانس، وقال حميد بن ثور:
على طللي جمل وقفت ابن عامر، ... وقد كنت تعلى والمزار قريب
بعلياء من روض الغضار، كأنما ... لها الريم من طول الخلاء نسيب
أربّت رياح الأخرجين عليهما، ... ومستجلب من غيرهنّ غريب

الحرف

الحرف: الزائد، ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.
الحرف: الأصلي، ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظا أو تقديرا.
الحَرف: أعني حرف المباني وهي الحروف الهجائية قال القاري: "قالوا في تعريف الحرف: هو صوتٌ معتمد على مقطع محقق وهو أن يكون اعتمادُه على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة أو مقطع مقدرٌ وهو هواء الفم".
الحرف:
[في الانكليزية] Particle
[ في الفرنسية] Particule
في اصطلاح النحاة كلمة دلّت على معنى في غيره ويسمّى بحرف المعنى أيضا، وبالأداة أيضا. ويسمّيه المنطقيون بالأداة. ومعنى قولهم على معنى في غيره على معنى ثابت في لفظ غيره، فإنّ اللام في قولنا الرجل مثلا يدلّ بنفسه على التعريف الذي هو في الرجل، وهل في قولنا هل قام زيد يدلّ بنفسه على الاستفهام الذي هو في جملة قام زيد. وقيل المعنى على معنى حاصل في غيره أي باعتبار متعلّقه لا باعتباره في نفسه. وهذا هو التحقيق؛ وقد مرّ ذلك مستوفى في لفظ الاسم.
ثم الحروف بعضها عاملة جارة كانت أو جازمة أو ناصبة صرفة كان وأخواتها، أو مع الرفع كالحروف المشبّهة بالفعل وهي إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر على عكس ما ولا المشبّهتين بليس، وبعضها غير عاملة كحروف العطف كالواو وأو وبل ونحوها مما يحصل به العطف، وحروف الزيادة التي لا يختلّ بتركها أصل المعنى كإن المكسورة المخففة وتسمّى بحروف الصّلة كما يجيء في لفظ الصلة. وحروف النفي الغير العاملة، وحروف النداء التي يحصل بها النداء كيا، وحروف الاستثناء وحروف الاستفهام، وحروف الإيجاب كنعم وبلى، وحروف التنبيه كها وألا، وحروف التحضيض كهلا وألّا، وحروف التفسير كأي، وحروف التنفيس كالسين وسوف، وحرف التوقّع كقد، وحرف الردع أي الزجر والمنع وهو كلّا، وغير ذلك. وإن شئت تفاصيل هذه فارجع إلى كتب النحو.
الحرف:
* " صوت مُعتمد على مقطع محقق أو مقدر "، وهو ما يتألف منه الكلام، وهي (أ، ب، ت .. إلخ، والمشهور في عدتها تسعة وعشرون حرفاً، منها عشرة أحرف زائدة، وتسعة عشر حرفاً أصلياً، أما (الحروف الزائدة) فمجموعة في (سألتمونيها) وهي التي لا يقع في كلام العرب حرف زائدة في اسم ولا فعل إلا من هذه الأحرف العشرة، والمقصود بالزيادة هناك أن يأتي زائداً على وزن (فعل) أي ليس بفاء الكلمة ولا عينها ولا لامها، نحو (استكبر)، وتقع هذه الزوائد في مواضع أخرى أصلاً، ولذلك تلقب بـ (الحروف المذبذبة) وأما (الحروف الأصلية) فهي ما عدا الحروف الزائدة المذكورة وعدتها تسعة عشر حرفاً، وإنما سميت بذلك لأنها لا تقع في كلام العرب إلا أصولاً. وثمة خمسة حروف فرعية زائدة على التسعة والعشرين مستعملة في كلام العرب ونزل بها القرآن الكريم وهي النون الخفيفة والألف الممالة والألف المغلظة كما في طريق الأزرق (ت في حدود 240 هـ) عن ورش (ت 197 هـ) في تغليظ اللامات والصاد المشمة صوت الزاي كما في (صراط) وما أشبه عن حمزة (ت 156 هـ) والهمزة المسهلة بَينَ بَينَ، ويقال لها: (الحروف المشربة) و (الحروف المشوبة) و (الحروف المخالطة)؛ لأنها مشربة بغيرها وتتخالط في اللفظ مع غيرها.
القراءة، " فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً، كما يقال: قرأ بحرف نافع وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، وكذلك قراءة كل إمام تسمى حرفاً ".
الحرف:
[في الانكليزية] Letter ،phoneme
[ في الفرنسية] Lettre ،phoneme
بالفتح وسكون الراء المهملة في العرف أي عرف العرب كما في شرح المواقف يطلق على ما يتركب منه اللفظ نحو اب ت لا ألف وباء وتاء، فإنّها أسماء الحروف لا أنفسها كما في النظامي شرح الشافية ويسمّى حرف التهجي وحرف الهجاء وحرف المبني. وماهيته واضحة بديهية وجميع ما ذكر في تعريفها المقصود منها التنبيه على خواصها وصفاتها.
وبهذا الاعتبار عرفه القرّاء بأنه صوت معتمد على مقطع محقّق وهو أن يكون اعتماده على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة، أو مقطّع مقدّر وهو هواء الفم إذ الأنف لا معتمد له في شيء من أجزاء الفم بحيث إنه ينقطع في ذلك الجزء، ولذا يقبل الزيادة والنقصان ويختصّ بالإنسان وضعا كذا في تيسير القاري.
وعرّفه ابن سينا بأنه كيفية تعرض للصوت بها أي بتلك الكيفية يمتاز الصوت عن صوت آخر مثله في الحدة والثقل تمييزا في المسموع. فقوله كيفية أي هيئة وضعية. وقوله تعرض للصوت أراد به ما يتناول عروضها له في طرفه عروض الآن للزمان، فلا يرد ما قيل إنّ التعريف لا يتناول الصوامت كالتاء والطاء والدال فإنها لا توجد إلّا في الآن الذي هو بداية زمان الصوت أو نهايته فلا تكون عارضة له حقيقة، إذ العارض يجب أن يكون موجودا مع المعروض، وهذه الحروف الآنية لا توجد مع الصوت الذي هو زماني. وتوضيح الدفع أنها عارضة للصوت عروض الآن للزمان والنقطة للخط، فإنّ عروض الشيء للشيء قد يكون بحيث يجتمعان في الزمان وقد لا يكون، وحينئذ يجوز أن يكون كلّ واحد من الحروف الآنية طرفا للصوت عارضا له عروض الآن للزمان. وقوله مثله في الحدّة والثقل ليخرج عن التعريف الحدّة والثّقل فإنّهما وإن كانتا صفتين مسموعتين عارضتين للصوت يمتاز بهما ذلك الصوت عما يخالفه في تلك الصفة العارضة، إلّا أنه لا يمتاز بالحدّة صوت عن صوت آخر يماثله في الحدّة ولا بالثقل صوت عما يشاركه فيه. وقوله تمييزا في المسموع ليخرج الغنّة وهي التي تظهر من تسريب الهواء بعضها إلى جانب الأنف وبعضها إلى الفم مع انطباق الشفتين، والبحوحة التي هي غلظ الصوت الخارج من الحلق، فإنّ الغنّة والبحوحة سواء كانتا ملذتين أو غير ملذتين صفتان عارضتان للصوت يمتاز بهما عما يشاركه في الحدّة والثّقل، لكنهما ليسا مسموعين، فلا يكون التمييز الحاصل منهما تمييزا في المسموع من حيث هو مسموع ونحوهما كطول الصوت وقصره، وكونه طيبا وغير طيب، فإنّ هذه الأمور ليست مسموعة أيضا. أما الطول والقصر فلأنهما من الكميات المحضة والمأخوذة مع الإضافة ولا شيء منهما بمسموع وإن كان يتضمن هاهنا المسموع، فإنّ الطول إنما يحصل من اعتبار مجموع صوتين صوت حاصل في ذلك الوقت وهو مسموع وصوت حاصل قبل ذلك الوقت وهو ليس بمسموع. وأمّا كون الصوت طيبا أي ملائما للطبع أو غير طيب فأمر يدركه الوجدان دون السمع فهما مطبوعان لا مسموعان، إذ قد تختلف هذه الأمور أعني الغنّة والبحوحة ونحوهما والمسموع واحد، وقد تتّحد والمسموع مختلف، وذلك لأنّ هذه الأمور وإن كانت عارضة للصوت المسموع إلّا أنها في أنفسها ليست مسموعة فلا يكون اختلافها مقتضيا لاختلاف المسموع، ولا اتحادها مقتضيا لاتحاده، بخلاف العوارض المسموعة فإنّ اختلافها يقتضي اختلاف المسموع الذي هو مجموع الصوت وعارضه واتحادها يقتضي اتحاد المسموع لا مطلقا بل باعتبار ذلك العارض المسموع. والحق أنّ معنى التمييز في المسموع ليس أن يكون ما به التمييز مسموعا بل أن يحصل به التمييز في نفس المسموع بأن يختلف باختلافه ويتّحد باتحاده، كالحرف بخلاف الغنّة والبحوحة ونحوهما، كذا في شرح المواقف في مبحث الأصوات.
ويعرّف الحرف عند أهل الجفر بأنّه بناء مفرد مستقل بالدلالة وتسمّى دلالة الحروف دلالة أولية، ودلالة الكلمة دلالة ثانية، وهو موضوع علم الجفر، وبهذا صرح في بعض رسائل الجفر. ولذا يسمّى علم الجفر بعلم الحروف.
تقسيمات حروف الهجاء
الأول إلى المعجمة وهي المنقوطة وغير المعجمة وهي غير المنقوطة وتسمى بالمهملة أيضا. الثاني إلى نوراني وظلماني. قال أهل الجفر الحروف النورانية حروف فواتح السور ومجموعها صراط علي حق نمسكه والباقية ظلمانية. ومنهم من يسمّى الحروف النورانية بحروف الحق والظلمانية بحروف الخلق. ومنهم من قال: النورانية تسمّى الأعلى والظلمانية قسمان. منها سبعة حروف تسمّى الأدنى وهي:
ب، ت، د، ذ، ض، و، غ، والسبعة الباقية تسمّى أدنى الأدنى. كذا في بعض رسائل الجفر. الثالث: إلى المسروري والملبوبي والملفوظي. وفي بعض رسائل الجفر: الحروف ثلاثة أقسام: 1 - ملفوظى: وهي التي تلفظ بواسطة 3 حروف مثل: ألف وجيم ودال. وهذه 13 حرفا تنحصر في قسمين: قسم زائد الحركة مثل الألف التي وسطها متحرك وقسم زائد الأول وهو ثلاثة حروف: الميم والنون والواو.
2 - 
ملبوبي: وهو ما يلفظ بحرفين وهي 12 حرفا. انتهى كلامه. وينبغي أن يعلم أنّ الحرف الملفوظي يشترك فيه أن لا يكون أوّله وآخره نفس الحرف، وإلّا فالمسروري يمكن اعتباره من الملفوظي. فحينئذ يلغي التقابل بين الأقسام. وهذا مبطل للتّقسيم الثلاثي ومؤيّد لما ذكره في قاموس جهانگيري حيث قال: إنّ علماء العربية ذكروا أنواع الحروف وقسّموها إلى ثلاثة أقسام: الأول: مسروري وهو ما يتم لفظه بواسطة حرفين اثنين وعددها: 12 حرفا وهي با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا ها يا.

والثاني: ملفوظى: وهو ما يلفظ بثلاثة أحرف لا يكون آخرها مثل أوّلها: وهي 13 حرفا: الف جيم دال ذال سين شين صاد ضاد عين غين قاف كاف لام.

والقسم الثالث: يقال له: ملبوبي ومكتوبي:
وهو ثلاثي الحروف وآخره مثل أوله ومجموعه 3 أحرف هي: الميم والنون والواو. انتهى.
ولا يخفى أنّه في هذا الكلام أطلق اسم الملبوبي على المسروري بعكس الكلام السابق.

الرابع: إلى المنفصلة وغيرها في أنواع البسط يأتي بالألف والدال والذال والراء والزاي والواو ولا، ويسمّيها الحروف السبعة المنفصلة وما عداها يقال لها: غير منفصلة.

الخامس: إلى المفردة والمتزاوجة التي تسمّى بالمتشابهة أيضا. ويقول في أنواع البسط:
الحروف إما متشابهة، وتسمّى أيضا متزاوجة، وهي الحروف التي لا اختلاف بينها في الصورة إلّا في النقط مثل الحاء والخاء.

وإمّا مفردة: وهي التي ليست كذلك. السادس إلى المصوّتة والصامتة فالمصوتة حروف المدّ واللين أي حروف العلّة الساكنة التي حركة ما قبلها مجانسة لها. والصامتة ما سواها سواء كانت متحركة أو ساكنة ولكن ليس حركة ما قبلها من جنسها. فالألف أبدا مصوتة لوجوب كونها ساكنة وما قبلها مفتوحا. وإطلاق اسم الألف على الهمزة بالاشتراك اللفظي. وأما الواو والياء فقد تكونان صامتتين أيضا كذا في شرح المواقف. السابع إلى زمانية وآنية. وفي شرح المواقف الحروف إمّا زمانية صرفة كالمصوتة فإنها زمانية عارضة للصوت باقية معه زمانا بلا شبهة. وكذا بعض الصوامت كالفاء والقاف والسين والشين ونحوها ممّا يمكن تمديدها بلا توهّم تكرار، فإنّ الغالب على الظنّ أنها زمانية أيضا. وإمّا آنية صرفة كالتاء والطاء وغيرهما من الصوامت التي لا يمكن تمديدها أصلا فإنها لا توجد في آخر زمان حبس النفس كما في لفظ بيت وفرط، أو في أوله كما في لفظ تراب، أو في آن يتوسطهما، كما إذا وقعت تلك الصوامت في أوساط الكلم فهي بالنسبة إلى الصوت كالنقطة والآن بالنسبة إلى الخط والزمان. وتسميتها بالحروف أولى من تسميتها بغيرها لأنها أطراف الصوت والحرف هو الطرف. وأما آنية تشبه الزمانية وهي أن تتوارد افرادا آنية مرارا فيظن أنها فرد زماني كالراء والحاء والخاء، فإنّ الغالب على الظن أنّ الراء في آخر الدار مثلا راءات متوالية، كلّ واحد منها آني الوجود، إلّا أنّ الحسّ لا يشعر بامتياز أزمنتها فيظنها حرفا واحدا زمانيا، وكذا الحال في الحاء والخاء كذا في شرح المواقف. الثامن إلى المتماثلة والمتخالفة. فالمتماثلة ما لا اختلاف بينها بذواتها ولا بعوارضها المسمّاة بالحركة والسكون كالياءين المتحركين بنوع واحد من الحركة. والمتخالفة ما ليس كذلك سواء كانت متخالفة بالذات والحقيقة كالياء والميم، أو بالعرض كالياء الساكنة والمتحركة كذا في شرح المواقف. هذا لكن المذكور في فن الصرف أنّ المتماثلة هي المتفقة في الحقيقة وإن كانت مختلفة بالعوارض. قال في الإتقان في بحث الإدغام نعني بالمتماثلين ما اتفقا مخرجا وصفة كالياءين واللامين، وبالمتجانسين ما اتفقا مخرجا واختلفا صفة كالطاء والتاء والظاء والثاء، وبالمتقاربين ما تقاربا مخرجا أو صفة كالدال والسين والضاد والشين انتهى. فالحروف على هذا أربعة أقسام. المتماثلة والمتجانسة والمتقاربة وما ليس شيئا منها. التاسع إلى المجهورة والمهموسة فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحركه. والمهموسة بخلافها أي ما لا ينحصر جري النفس مع تحركه.
والانحصار الاحتباس وهي السين والشين والحاء والخاء والثاء المثلثة والتاء المثناة الفوقانية والصاد المهملة والفاء والهاء والكاف.
والمجهورة ما سواها، ففي المجهورة يشبع الاعتماد في موضعه. فمن إشباع الاعتماد يحصل ارتفاع الصوت، والجهر هو ارتفاع الصوت فسمّيت بها. وكذا الحال في المهموسة لأنه بسبب ضعف الاعتماد يحصل الهمس وهو الإخفاء، فإذا أشبعت الاعتماد وجرى الصوت كما في الضاد والزاء والعين والغين والياء فهي مجهورة رخوة، وإذا أشبعته ولم يجر الصوت كالقاف والجيم والطاء والدال فهي مجهورة شديدة. قيل المجهورة تخرج أصواتها من الصدر، والمهموسة تخرج أصواتها من مخارجها في الفم وذلك مما يرخي الصوت، فيخرج الصوت من الفم ضعيفا. ثم إن أردت الجهر بها وإسماعها أتبعت صوتها بصوت من الصدر لتفهم. وتمتحن المجهورة بأن تكرّرها مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، رفعت صوتك بها أو أخفيته، سواء أشبعت الحركات حتى تتولّد الحروف نحو قا قا قا، أو قو قو قو، أو قي قي قي، أو لم تشبعها نحو ققق فإنّك ترى الصوت يجري ولا ينقطع، ولا يجري النّفس إلّا بعد انقضاء الاعتماد وسكون الصوت. وأما مع الصوت فلا يجري وذلك لأنّ النّفس الخارج من الصدر وهو مركّب الصوت يحتبس إذا اشتدّ اعتماد الناطق على مخرج الحرف، إذ الاعتماد على موضع من الحلق أو الفم يحبس النّفس وإن لم يكن هناك صوت، وإنّما يجري النّفس إذا ضعف الاعتماد. وإنّما كرّرت الحروف في الامتحان لأنك لو نطقت بواحد منها غير مكرّر فعقيب فراغك منه يجري النّفس بلا فصل فيظن أنّ النفس إنّما خرج مع المجهورة لا بعده، فإذا تكرّر وطال زمان الحرف ولم يخرج النّفس مع تلك الحروف المكرّرة عرفت أنّ النطق بالحروف هو الحابس للنفس. وإنّما جاز إشباع الحركات لأنّ الواو والألف والياء أيضا مجهورة، فلا يجري مع صوتها النّفس. وأما المهموسة فإنّك إذا كرّرتها مع إشباع الحركة أو بدونها فإنّ جوهرها لضعف الاعتماد على مخارجها لا يحبس النّفس، فيخرج النّفس ويجري كما يجري الصوت نحوك، وقس على هذا. العاشر إلى الشديدة والرخوة وما بينهما. فالشديدة ما ينحصر جري صوته في مخرجه عند إسكانه فلا يجري الصوت والرخوة بخلافها. وأما ما بينهما فحروف لا يتم لها الانحصار ولا الجري. وإنما اعتبر إسكان الحروف لأنّك لو حرّكتها، والحركات أبعاض الحروف من الواو والياء والألف وفيها رخاوة ما، لجرت الحركات لشدة اتصالها بالحروف الشديدة إلى شيء من الرخاوة فلم يتبين شدتها. فقيد الإسكان لامتحان الشديدة من الرخوة. فالحروف الشديدة الهمزة والجيم والدال والطاء المهملتان والباء الموحدة والتاء المثناة الفوقانية والكاف والقاف. والرخوة ما عدا هذه الحروف المذكورة، وما عدا حروف لم يرو عنا فإنها ليست شديدة ولا رخوة فهي مما بينهما. وإنّما جعل هذه الأحرف الثمانية أي اللام والميم والياء المثناة التحتانية والراء المهملة والواو والعين المهملة والنون والألف مما بينهما أي بين الشديدة والرخوة لأنّ الشديدة هي التي ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف، وهذه الأحرف الثمانية ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف أيضا لكن يعرض لها إعراض توجب حصر الصوت من غير مواضعها.
أما العين فينحصر الصوت عند مخرجه لكن لقربه من الحاء التي هي من المهموسة ينسلّ صوته قليلا فكأنّك وقفت على الحاء. وأما اللام فمخرجها أعني طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه من الحنك عند النطق به، فلا يجري منه صوت، لكن لمّا لم يسدّ طريق الصوت بالكلية كالدال بل انحرف طرف اللسان عند النطق به خرج الصوت عند النطق به من متشدّق اللسان فويق مخرجه. وأمّا الميم والنون فإنّ الصوت لا يخرج عن موضعهما من الفم، لكن لمّا كان لهما مخرجان في الفم والخيشوم جرى الصوت من الأنف دون الفم لأنّك لو أمسكت أنفك لم يجر الصوت بهما. وأمّا الراء فلم يجر الصوت في ابتداء النطق به لكنه جرى شيئا لانحرافه وميله إلى اللام كما قلنا في العين المائل إلى الحاء، وأيضا والراء مكرّر فإذا تكرّر جرى الصوت معه في أثناء التكرير. وكذلك حروف العلّة لا يجري الصوت معها كثيرا، لكن لمّا كان مخارجها تتسع لهواء الصوت أشدّ من اتساع غيرها من المجهورة كان الصوت معها يكثر فيجري منه شيء. واتساع مخرج الألف لهواء صوته أكثر من اتساع مخرجي الواو والياء لهواء صوتهما، فلذلك سمّي الهاوي أي ذا الهواء كالناشب والنابل. وإنّما كان الاتساع للألف أكثر لأنّك تضم شفتيك للواو فتضيق المخرج وترفع لسانك قبل الحنك للياء. وأما الألف فلا يعمل له شيء من هذا، فأوسعهنّ مخرجا الألف ثم الياء ثم الواو، فهذه الحروف أخفى الحروف لاتساع مخارجها وأخفاهن الألف لسعة مخرجها أكثر.
اعلم أنّ الفرق بين الشديدة والمجهورة أن الشديدة لا يجري الصوت بها بل إنّك تسمع به في آن ثم ينقطع. والمجهورة لا اعتبار فيها لعدم جري الصوت بل الاعتبار فيها لعدم جري النّفس عند التصويت بها. هذا كله ما ذهب إليه ابن الحاجب واختاره الرضي. وبعضهم أخرج من المجهورة الأحرف السبعة التي هي من الرخوة أي الضاد والطاء والذال والزاء والعين والغين والياء، فيبقى فيها الحروف الشديدة، وأربعة أحرف مما بينهما وهي اللام والميم والواو والنون، فيكون مجموع المجهورة عنده اثنى عشر حرفا، وهي حروف ولمن أجدك قطبت. وهذا القائل ظنّ أنّ الرخاوة تنافي الجهر وليس بشيء لأنّ الرخاوة أن يجري الصوت بالحرف، والجهر رفع الصوت بالحرف سواء جرى الصوت أو لم يجر. الحادي عشر إلى المطبقة والمنفتحة. فالمطبقة ما ينطبق معه الحنك على اللسان لأنّك ترفع اللسان إليه فيصير الحنك كالطبق على اللسان، فتكون الحروف التي يخرج بينهما مطبقا عليهما، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء. وأما قول ابن الحاجب من أنّها ما ينطبق على مخرجه الحنك فليس بمطّرد لأنّ مخرج الضاد حافّة اللسان وحافته ينطبق عليها الأضراس وباقي اللسان ينطبق عليه الحنك. قال سيبويه لولا الإطباق في الصاد لكان سينا وفي الظاء لكان ذالا وفي الطاء لكان دالا، ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيء من الحروف في موضعها غيرها.
والمنفتحة بخلافها لأنه ينفتح ما بين اللسان والحنك عند النطق بها، وهي ما سوى الحروف الأربعة المطبقة. الثاني عشر إلى المستعلية والمنخفضة. فالمستعلية ما يرتفع بسببها اللسان وهي الحروف الأربعة المطبقة والخاء والغين المعجمتان والقاف لأنه يرتفع بهذه الثلاثة أيضا اللسان، لكن لا إلى حدّ انطباق الحنك عليها. والمنخفضة ما ينخفض معه اللسان ولا يرتفع وهي ما عدا المستعلية. وبالجملة فالمستعلية أعمّ من المطبقة إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق ويلزم من الإطباق الاستعلاء.
ولذا يسمّى الأحرف الأربعة المطبقة مستعلية مطبقة. الثالث عشر إلى حروف الذّلاقة والمصمتة، فحروف الذّلاقة ما لا ينفك عنه رباعي أو خماسي إلّا شاذا كالعسجد والدهدقة والزهزقة والعسطوس، وهي الميم والراء المهملة والباء الموحدة والنون والفاء واللام. والمصمتة بخلافها وهي حروف ينفك عنها رباعي وخماسي وهي ما سوى حروف الذلاقة.
والذلاقة الفصاحة والخفة في الكلام، وهذه الحروف أخفّ الحروف. ولذا لا ينفك عنها رباعي وخماسي فسمّيت بها. والشيء المصمت هو الذي لا جوف له فيكون ثقيلا فسمّيت بذلك لثقلها على اللسان. الرابع عشر إلى حروف القلقلة وغيرها. فحروف القلقلة ما ينضم إلى الشدّة فيها ضغط في الوقف وذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة معا. فالجهر يمنع النّفس أن يجري معها، والشدّة تمنع الصوت أن يجري معها، فلذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلّم عند النطق بها ساكنة فيحتاج إلى قلقلة اللسان وتحريكه عن موضع، حتى يجري صوتها فيسمع، وهي القاف والدال المهملة والطاء المهملة والباء الموحدة والجيم. وقال المبرّد ليس القاف منها بل الكاف وغيرها ما سواها.
الخامس عشر إلى حروف الصفير وغيرها.
فحروف الصفير ما يصفر بها أي يصوت بها وهي الزاء المعجمة والصاد والسين المهملتان، سمّيت بها لوجود الصفير عند النطق بها وغيرها غيرها. السادس عشر إلى حروف العلّة وغيرها. فحروف العلة الألف والواو والياء، سمّيت بها لكثرة دورانها على لسان العليل فإنّه يقول واي وغيرها غيرها. وحروف العلّة تسمّى بالحروف الجوفية أيضا لخروجها من الجوف. ثم إنّ حروف العلّة إذا سكنت تسمّى حروف لين، ثم إذا جانسها حركة ما قبلها فتسمّى حروف مدّ، فكلّ حرف مدّ حرف لين ولا ينعكس. والألف حرف مدّ أبدا والواو والياء تارة حرفا مدّ وتارة حرفا لين، هكذا ذكر في بعض شروح المفصل. وكثيرا ما يطلقون على هذه الحروف حرف المدّ واللين مطلقا، فهو إمّا محمول على هذا التفصيل أو تسمية الشيء باسم ما يئول إليه. هكذا في جاربردي شرح الشافية في بحث التقاء الساكنين. وقيل بتباين المدّ واللين وعدم صدق أحدهما على الآخر، لكن من المحققين من جعل بينهما عموما وخصوصا مطلقا كذا في تيسير القاري. السابع عشر إلى حروف اللين والمدّ وغيرها وقد عرفت قبيل هذا. الثامن عشر إلى الأصلية والزائدة.
فالأصلية ما ثبت في تصاريف اللفظ كبقاء حروف الضرب في متصرفاته. والزائدة ما سقط في بعضها كواو قعود في قعد. ثم إذا أريد تعليم المتعلمين فالطريق أن يقال إذا وزن اللفظ فما كان من حروفه في مقابلة الفاء والعين واللام الأولى والثانية والثالثة فهو أصلي وما ليس كذلك فهو زائد. وليس المراد من الزائد هاهنا ما لو حذف لدلّ الكلمة على ما دلّت عليه وهو فيها، فإنّ ألف ضارب زائدة لو حذفت لم يدل الباقي على اسم الفاعل، كذا في جاربردي حاشية الشافية. وحروف الزيادة حروف: اليوم تنساه، أعني أنه إذا وجد في الكلمة زائد لا يكون إلّا من تلك الحروف لا من غيرها.
ولمعرفة الزائد من الأصلي طرق كالاشتقاق وعدم النظير وغيرهما يطلب من الشافية وشروحه في بحث ذي الزيادة.
والحروف في اصطلاح الصوفية الصورة المعلومية في عرضة العلم الإلهي قبل انصباغها بالوجود العيني. كذا قال الشيخ الكبير صدر الدين في النفحات. ويجيء في لفظ الكلمة. وفي الإنسان الكامل في باب أم الكتاب: أمّا الحروف فالمنقوطة منها عبارة عن الأعيان الثابتة في العلم الإلهي، والمهملة منها نوعان، مهملة تتعلق بها الحروف ولا تتعلّق هي بها وهي خمسة: الألف والدال والراء والواو واللام، فالألف إشارة إلى مقتضيات كمالاته وهي خمسة، الذات والحياة والعلم والقدرة والإرادة إذ لا سبيل إلى وجود هذه الأربعة إلّا للذات، فلا سبيل إلى كمالات الذات إلّا بها.
ومهملة تتعلّق بها الحروف وتتعلّق هي بها وهي تسعة. فالإشارة بها إلى الإنسان الكامل لجمعه بين الخمسة الإلهية والأربعة الخلقية وهي العناصر الأربع مع ما تولّد منها فكانت أحرف الإنسان الكامل غير منقوطة لأنّه خلقها على صورته، ولكن تميّزت الحقائق المطلقة الإلهية عن الحقائق المقيّدة الإنسانية لاستناد الإنسان إلى موجد يوجده. ولو كان هو الموجد فإنّ حكمه أن يستند إلى غيره. ولذا كانت حروفه متعلّقة بالحروف وتتعلّق الحروف بها. ولما كان حكم واجب الوجود أنّه قائم بذاته غير محتاج في وجوده إلى غيره مع احتياج الكلّ إليه.
كانت الحروف المشيرة إلى هذا المعنى من الكتاب مهملة تتعلّق بها الحروف ولا تتعلق هي بحرف منها. ولا يقال إنّ لام ألف حرفان فإن الحديث النبوي قد صرّح بأن لام ألف حرف واحد فافهم.
واعلم أنّ الحروف ليست كلمات لأنّ الأعيان الثابتة لا تدخل تحت كلمة كن إلّا عند الإيجاد العيني، وأمّا هي ففي أوجهها وتعيينها العلمي فلا يدخل عليها اسم التكوين، فهي حقّ لا خلق، لأنّ الخلق عبارة عمّا دخل تحت كلمة كن، وليست الأعيان في العلم بهذا الوصف، لكنها ملحقة بالحدوث إلحاقا حكميا لما تقتضيه ذواتها من استناد وجود الحادث في نفسه إلى قديم. فالأعيان الموجودة المعبّر عنها بالحروف ملحقة في العالم العلمي بالعلم الذي هو ملحق بالعالم فهي بهذا الاعتبار الثاني قديمة انتهى كلامه.

وقال الشيخ عبد الرزاق الكاشي: إنّ حروف الحقائق بسيطة وهي من الأعيان، وأمّا الحروف العالية فهي للشئون الذاتية وهي كامنة في غيب الغيوب، كالشّجرة في النواة. واعلم أنّ أهل الجفر يقولون لبعض حروف الزمام حروف أوتاد. وذلك كالأوّل والرابع، ومثل هذين الحرفين يتجاوزونهما ويأخذون الحرف الثالث كما سيرد في بحث الوتد. ويقول بعضهم: الحروف أدوار. وهي دائما أربعة:

الأول: حرف زمام، والثاني: الحرف الأخير، والثالث: الحرف الأول للزمام الأخير. والحرف الرابع: الحرف الأخير لذلك. ويسمّى بعضهم الحروف قلوبا. وتلك الحروف هي التي وسط الزمام. وعليه فإذا كانت الحروف والسطور كل منها شفعا فتكون حروف القلوب أربعة وهي وسط جميع الحروف، وإذا كانت مفردة كلاهما. فهو واحد (أي حرف القلب) وفي غير هذا الشّكل حروف القلوب اثنان. مثلا: إذا كان عدد الحروف والسطور كلّ منها تسعة. وعليه فحرف القلب هو الخامس من السطر الخامس.
وإذا كان عدد الحروف ثمانية وعدد السطور أربعة فالحرف الرابع والخامس من كلّ من السطر الثاني والثالث هي حروف قلوب. يعني كل أربعة وإذا كانت الحروف سبعة والسطور أربعة، فالحرف الرابع من كلّ السطرين الثاني والثالث هي حروف قلوب. وإذا كانت الحروف عشرة والسطور خمسة، فالخامس والسادس من السطر الثالث هي حروف قلوب. وعلى هذا فقس. كذا في أنواع البسط. 

شرّك

شرّك: تقاسم شيئاً مع آخر بأن أعطاه النصف (أعطى بنصف - الكالا).
شرّك ماله: أي شتته بين الناس فضاع عليه (محيط المحيط).
شارك: شارك فلانا في غذائه أوفى شيء آخر جعله شريكاً له فيه (جوب 289: 17): مسيحيو لبنان كانوا يحملون بعض القوت للنساك المسلمين ويقولون ((هؤلاء ممن انقطع إلى الله عز وجل فتجب مشاركته)). - المفروض: ممن انقطعوا إلى الله فتجب مشاركتهم - (المترجم).
شارك في: ساهم في (ابن بطوطة 4).
شارك في: أصابه سهم مما أصاب فلاناً (دي ساسي): وإنه أوجب من شورك المشاركة التي تليق بجلالة مقداره.
شارك في: جاء في (تاريخ البربر 1، 432) حديث عن أحد جامعي الضرائب ((فنهض في الولايات حتى شارك كل عامل في عمله بما أظهر من كفايته وتنميته للأموال)) إلا أنني أجهل ما إذا كانت (شارك) لها هذا المعنى في هذه الجملة.
مشاركة في: قدم لفلان خدماته إزاء السلطان أو الأمير .. الخ: تشفع له، حاماه (تاريخ البربر 1، 353): بالمشاركة في حاجتهم عند مخدومه، وفي (المقري 3، 680) وأشتهر فضله وظهرت مشاركته وحسنت وساطته؛ وفي الجريدة الآسيوية: وكانت فيه مشاركة لذوي الحاجات؛ وحسنت مع الناس مشاركته. (1852 - 2 - 22).
مشاركة في: إحاطة كافية بعلم من العلوم (بيان 1، المقدمة 89، 13، الخطيب 18، 19، 21، 26، 28 .. الخ ...
مشاركة: معارف، معرفة، (انظر العباري التي ذكرتها نقلاً عن أبي الفرج.).
مشاركة في: طلب النصيحة من .. (أبو الفرج 454، 3:) وكان يشارك الأطباء ولا ينفرد برأيه لقلة مشاركته.
شارك ب: يواكب فلاناً ويحرسه ويرافقه (ففي عباد 1، 252): ((وكان من الغريب النادر أن شاركه المعتضد بقطعة من خيله وصلته إلى مأمنه بقرطبة)). المفروض حملته - المترجم.
اشترك مع: شارك فلاناً مصالحه (كارتاس 174) ((فلما رأى المرتضى أن القصبة قد اشتركب معه .. ).
شَّرك: عرّض نفسه للوقوع في الشرك .. وعند (المقري 1، 233): فقال له ((كيف خَلَصت من الشرك فقال لأن عقلي بالهوى غير مُشْتَرك)) أي أن عقله لا يستسلم لشرك الوقوع في الهوى.
شرك: مذهب تعدد الآلهة.
وعند ابن حياة 47:
إذا ما استلأمت أسد وقيس ... رأيت الشرك قد خضعوا وذلوا
وعند ابن حموا: ((أن الفونس قد وصل بمن معه من الشرك وأوليائه.
بلاد الشرك: بلاد غير الموحدين (المقري 1، 225).
الشرك: البلوط الأخضر وخشبه (الكالا) انظره في مادة شريش.
شُرُك: عند العامة خلاف الصحيح. ومن المعاملة ما كانت المعاطاة فيه بأكثر من المقدار المأمور به من الوالي ويقابله عندهم الصاغ (محيط المحيط 463).
شَركَة: انظر شُركة.
شِركة: شركة تجارية (اسكارياك 174).
شركته: شركاؤه (معجم ابي الفداء).
شُركة وجمعها شُرَك: سير من جلد، (ابن العوام 2، 559): ((إذا ركبه الفارس فيمشي وراءَه رجلٌ في يده شركة رقيقة شبه السوط)) وفيه (شِراك: ((الحُبَيلْ من الشراك))) وفيه (في الهامش ((وقفَّة من الشراك))) ولا اعرف ما إذا كانت كلمة الجمع هذه لها المعنى نفسه عند أبي الوليد 793، 17 في قوله: الذي يرمى الشراك والسهام وسائر آلات الموت.
شُرَك - (الجمع) في أسبانيا: السوار معجم الأسبانية 220.
شَرْكة - في أفريقيا: القلادة من قطع النقود - انظرها في مادة أزبُّ.
شرْكي: صنيع من الجلد من صنف الخراف المسمى أشَرْك كقولنا: نعل شركي (معجم الأسبانية 242) وعند كولومب، 43، الشركي جنس غزال.
القصب الشركي: نوع من أنواع القصب (معجم الادريسي).
شريك: مزارع بالشراكة (مزارع يقتسم المحصول مع صاحب الأرض) بنسبة متفق عليها. وكان لهذه الكلمة معناها المتواتر في كل الوثائق اللاتينية للتاريخ الاراغوني الأسباني (ينظر دوكانج) وهي في معجم فوك تعادل كلمة شريك Particeps اللاتينية ومصطلحي ((مناصف)) و ((عامر)). أعتقد أنني، في الوقت الحاضر، على صواب في أن الشريك هو المزارع بالشراكة: طالباً أن تغيروا مضمون ملاحظتي في الأبحاث المرقمة 1، 86.
الشريك: عند أهل الرمل عبارة عن الشكل المضروب فيه (ج) شركاء وأشراك.
شُرَيك: نوع من الخبز أو الكعك، يصنع في مصر من العجينة المختمرة والزبد المذاب ويتبل بالسمسم والمواد المعطرة الأخرى. والقطعة الواحدة منه تسمى كف شريك. وفي ألف ليلة 501 (قد خبزت له أربعين كف شريك) (لأن له شكل كف).
شرّيك: مصغراً عند العامة شعبة من الطريق تنعطف إلى جهة أخرى (محيط المحيط ص463).
أشرك: نوع من الغنم (المعجم الأسباني 242).
شركى، مشرك، الخبز المشرك في بلاد المغرب، (ابن بطوطة، 3، 123) ويبدو لي أن له المعنى ذاته لكلمة شريك في مصر، أما مخطوطة السيد جايا نجوز فهي تذكر (المشوك).
مشاركة: المشاركة عند الصرفيين هي ما دلت على أن أحد الفريقين يفعل بالآخر ما يفعله الآخر به. ولها عندهم صيغتان إحداهما فاعل نحو ضارب زيد عمراً. والأخرى تفاعل نحو تضارب القوم (محيط المحيط 463).
المشترك: الطريق المشترك خلاف الخاص. والأجير المشترك الذي يعمل لمن يشاء. (محيط المحيط ص463).
الحروف المشتركة: عند النحاة هي التي تدخل على الأسماء والأفعال كحروف الاستفهام والعطف والموصول (محيط المحيط 463).
المشترك: هو ما يستعمل للجميع بلفظ واحد نحو من وما (محيط المحيط: 463).
المشتَرك: عند الأطباء لقب العرق المعروفَ بالأكحل. قيل له ذلك لأنه يُفصَد لأمراض الرأس والبدن جميعاً بخلاف القينال والباسليق فإن الأول يفصد لأمراض الرأس خاصة والثاني لأمراض البدن فقط.

همج

(هـ م ج) : (الْهَمَجُ) ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ وَأَعْيُنِهَا الْوَاحِدَةُ هَمَجَةٌ.
هـ م ج

أذلّ من الهمج وهو ضرب من البعوض وقيل: الذباب الصغير الذي يقع على وجوه الحمير وأعينها وقيل: دودٌ يتفقّأ عن ذباب وبعوض.

ومن المجاز: ما هم إلا همجٌ ورعاع.
همج:
همج: رعاع (بقطر). وفي (محيط المحيط): (الهمج ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينها والغنم المهزولة. واحدته همجة والحمقى) (ياقوت 18:446:3، انظر 289:5 و 919:4 و 22:98:9) (= أرذال الناس) (البربرية 2:1، ابن بطوطة 224:4).
هـ م ج : الْهَمَجُ ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَقَعُ عَلَى وُجُوهِ الدَّوَابِّ الْوَاحِدَةُ هَمَجَةُ مِثْلُ قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَقِيلَ هُوَ دُودٌ يَتَفَقَّأُ عَنْ ذُبَابٍ وَبَعُوضٍ وَيُقَالُ لِلرَّعَاعِ هَمَجٌ عَلَى التَّشْبِيهِ. 
هـ م ج: (الْهَمَجُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ (هَمَجَةٍ) وَهِيَ ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ وَأَعْيُنِهَا. وَيُقَالُ لِلرِّعَاعِ الْحَمْقَى: إِنَّمَا هُمْ هَمَجٌ. 

همج


هَمَجَ(n. ac. هَمْج)
a. Drank their full.
b. [ coll. ], Dispatched; scamped (
affair ).
هَمِجَ(n. ac. هَمَج)
a. Hungered.

أَهْمَجَa. Galloped.
b. Concealed.

إِهْتَمَجَa. Was exhausted, wan.

هَمَجa. Gnats, flies.
b. Hunger; bad diet.
c. Fools.
d. Lean.

هَمَجَةa. Gnat.
b. Lean sheep.

هَمَجِيّ
(pl.
هَمَج)
a. Coarse, uncouth, lout; barbarian.

هَاْمِجa. Leaderless (army); shepherdless (
flock ).
هَمِيْجa. Young gazelle, antelope, doe, fawn.

هَمَج هَامِج
a. Severe hunger.
همج
الهَمَجُ: كُلُّ دُوْدٍ يَتَفَقَّأُ عن ذُبَابٍ أو بَعُوضٍ. والهَمِيْجُ من الظِّبَاء: الي يَدْخُلُ الهَمَجُ في مَنْخرِها. ورُذَالَةُ الناسِ: هَمَجٌ. وهَمِجَ البَعِيرُ من الماء: شَرِبَ منه، والهَمِجُ: الذي لا يَرْوى. والهَمِيْجُ: الخَمِيْصُ البَطْنِ. والسَّمِيْنُ. والهَمَجُ: شَهْوَةُ النُّفَسَاء ومَثَلٌ: " ما أنْتِ إلاّ مَنْفُوسَةٌ هَمِجَةٌ ". واهْتَمَجَتْ نَفْسُها: ضَعُفَتْ عن حَرٍّ أوجَهْدٍ. والهَمَجُ: الضُّمْرُ. والسِّمَنُ أيضاً. وكأنَّه من الأضْدَاد. وهَمِجَ المالُ: أبْطأَ الحَمْضُ ليه، وإبِلٌ هَمَجى. وأرْضٌ هَمَجَةٌ: رَقِيْقَةٌ ليستْ بصَلِيْبَةٍ.
وماءٌ هَمِجٌ: شَرُوْبٌ. وما أبْيَنَ هَمَجَه وهَمَجَتَه. وأهْمَجَ في الجَرْيِ: أسْرَعَ فيه. والهَمِجَةُ: الفاحِشَةُ الكلامِ من النِّساء. والهَمَجى مِثْلُه. وهَمَّجَ الغَضْبَانُ: نَظَرَ نَظَراً شَدِيداً.
[همج] الهمج: جمع همجة، وهو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعيُنِها. والهَمَجَةُ أيضاً: الشاة المهزولة. وقول أبي ذؤيب: كأنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ يومَ لَقيتُها * مُوَشَّحةٌ بالطرَّتَيْنِ هَميجُ قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. ويقال للرَعاعِ من الناس الحَمْقى: إنَّما هم هَمَجٌ. وقول الراجز: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ * وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتودَّاً أوْ بذجْ قالوا: سوءُ التدبير في المعاش. وقيل الهَمَجُ: الجوعُ. وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيدٌ له، كقولك ليلٌ لائل. قال الحارث بن حِلِّزة: يَتْرُكُ ما رقَّحَ من عَيْشِهِ * يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامج وهمجت الابل من الماء تَهْمَجُ هَمْجاً، بالإسكان، إذا شربت دفعةً واحدةً حتَّى رَوِيَتْ. وأَهْمَجَ الفرسُ، أي جدَّ في جريه.
هـمج
هامِج [مفرد]
• الهامجُ: المتروك بلا نظام يموج بعضه في بعض كالغنم بلا راعٍ والعسكر بلا قائد. 

هَمَج1 [مفرد]: سوء التّدبير في المعاش. 

هَمَج2 [جمع]: جج أهماج، مف همجيّ:
1 - رعاع من النّاس لا نظام لهم "وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ رِعَاعٌ [حديث] " ° قومٌ هَمَج: لا خير فيهم.
2 - حَمْقَى. 

هَمَجِيّ [مفرد]: ج هَمَج، جج أهماج:
1 - اسم منسوب إلى هَمَج2: "عمل هَمَجيّ".
2 - وحشيّ غير متحضِّر "رجل هَمَجِيّ".
3 - مُفتقر للطِّيبة والشَّفَقة والعاطفة. 

همجيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى هَمَج1 وهَمَج2: "تعيش بعض شعوب إفريقيا حياة همجيَّة- أفعال همجيّة".
2 - مصدر صناعيّ من هَمَج1 وهَمَج2: حالة شعب لم يأخذ بأسباب الحضارة "لا زال بعض البشر يعيشون في همجيّة". 

همج

1 همج, [app. هَمِجَ, aor. ـَ inf. n. هَمَجٌ, He hungered; was hungry. (L.) b2: هَمَجَتِ الإِبِلُ مِنَ المَآءِ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. هَمْجٌ, (S,) The camels drank of the water at one draught, (S, K,) until they satisfied their thirst. (S.) 4 اهمج, (inf. n. إِهْمَاجٌ, TA,) He (a horse, S, K, or other animal that runs, Lh,) strove or exerted himself, in his running, (S, K,) and then ran impetuously, so as to raise the dust. (TA.) هَمَجٌ Hunger: or (in the K, and) bad management of the means of subsistence. (S, K.) ↓ هَمَجٌ هَامِجٌ [Severe hunger: or very bad management of the means of subsistence:] (S, K:) the latter word is added to give intensiveness to the signification; (TA;) or to corroborate; (S, K;) as in the case of لَيْلٌ لَائِلٌ. (S.) b2: هَمَجٌ Small flies, like gnats, that fall upon the faces of sheep or goats, and asses, (S, K,) and into their eyes: (S:) or gnats; so called from هَمَجٌ signifying “ hunger; ” because when they are hungry they live, but when they become satiated they die: or صِغَار الدَّوَابِّ: (L:) [but this is evidently a mistake for صِغَارُ الذُّبَابِ the young ones, or little ones, of flies:]) or any grubs that burst forth from flies or from gnats: (Lth, A:) pl. of هَمَجَةٌ, (S,) [or rather this is the n. un. of هَمَجٌ, which is a coll. gen. n.]. b3: هَمَجٌ Lean sheep or goats: (K:) [a coll. gen. n.,] n. un. with ة. (S, K.) b4: هَمَجٌ (tropical:) Stupid, or foolish, men; or men of little sense: (K:) or stupid, or foolish, young men of the meaner sort: (S:) or simply young men of the meaner sort: or mixed and low set of men: or disorderly vagabonds: (TA:) you say also رَجُلٌ هَمَجٌ and هَمَجَةٌ a stupid, or foolish, man; and رِجَالٌ هَمَجٌ, and أَهْمَاجٌ: (TA:) or هَمَجَةٌ signifies a stupid, or foolish, man, who has not firm command of himself. (Aboo-Sa'eed.) b5: هَمَجٌ Old and weak ewes: (K:) [a coll. gen. n.,] n. un. with ة: which also signifies simply a ewe. (TA.) b6: قَوْمٌ هَمَجٌ A people in whom is no good. (TA.) b7: ↓ هَمَجٌ هَامِجٌ Young men of the meaner sort; like هَمَجٌ alone: and a mixed set of men who have no intelligence nor manliness. (TA.) هَمِيجٌ A doe-antelope scared, or frightened, by [the small flies called] هَمَجٌ: (S:) a young doe-antelope, (K,) of beautiful body: (L:) one lank in the belly: or one that has two streaks of a colour different from that of the rest of the body in [the two parts called] the طُرَّتَانِ: (K:) or one that has two such streaks on her back; which is only the case in such as are white; and also applied to the male: (TA:) or one that has been attacked by a pain in consequence of which her face has become flabby. (K.) هَامِجٌ: see هَمَجٌ. b2: (tropical:) [A people] left to mix tumultuously, one part with another. (K.) [The explanation seems to be borrowed from the Kur, xviii. 99.]
(هـ م ج)

هَمَجَت الْإِبِل من المَاء تَهْمَجُ هَمْجا: شربت مِنْهُ فاشتكت عَنهُ.

والهَمَجُ: ذُبَاب صَغِير يسْقط على وُجُوه الْإِبِل وَالْغنم وَالْحمير وأعينها، واحدته هَمَجَةٌ، وَقيل: هُوَ ضرب من البعوض، وَقيل: الهَمَجُ: صغَار الدَّوَابّ.

والهَمَجُ: الرعاع من النَّاس، وَقيل: هم الأخلاط، وَقيل: هم الهمل الَّذين لَا نظام لَهُم.

وكل شَيْء ترك بعضه يموج فِي بعضه فَهُوَ هامِجٌ، وَقَالُوا هَمَجٌ هامجٌ، فإمَّا أَن يكون من ذَلِك، وَإِمَّا أَن يكون على الْمُبَالغَة، قَالَ الْحَارِث ابْن حلزة:

يَتْرُكُ مَا رَقَّحَ مِنْ عَيْشِهِ ... يَعيثُ فيهِ هَمَجٌ هامِجُ وَرجل هَمَجٌ، وهَمَجَةٌ: أَحمَق، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ لَا غير، وَجمع الهَمَجِ أهْماجٌ، قَالَ رؤبة:

فِي مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأهْماجِ

والهَمَجَةُ: النعجة.

والهَميِجُ من الظباء: الَّذِي لَهُ جدتان على ظَهره سوى لَونه، وَلَا يكون ذَلِك فِي الْأدم مِنْهَا، يَعْنِي الْبيض، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وَقيل: هِيَ الَّتِي هزلها الرَّضَاع، وَقيل: هِيَ الْفتية الْحَسَنَة الْجِسْم. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كأنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ يَوْمَ لَقِيتُها ... مَوَشَّحَةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ

والهَمِيجُ: الخميص الْبَطن.

واهْتَمَجَتْ نفس الرجل: ضعفت من جهد أَو حر.

واهْتُمِجَ الرجل نَفسه.

والهَمَجُ: الْجُوع، قَالَ الراجز:

قد هَلَكَتْ جارَتُنا مِنَ الهَمَجْ ... وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتُودًا أوْ بَذَجْ

وأهْمَجَ الْفرس: اجْتهد فِي عدوه، وَقَالَ اللحياني: يكون ذَلِك فِي الْفرس وَغَيره مِمَّا يعدو.

همج: هَمَجَتِ الإِبلُ من الماء تَهْمُجُ هَمْجاً، وهي هامِجةٌ: شربت

منه فاشتكت عنه؛ وهي إِبِلٌ هَوامِجٌ.

والهَمَجُ: جمع هَمَجَةٍ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم

والحُمُرِ وأَعينها. وفي حديث عليّ، رضي الله تعالى عنه: سبحان من أَدْمَجَ

قوائم الذَّرَّة والهَمَجَةِ؛ وهي واحدة الهمج ذبابٌ صغير يسقط على وجوه

الإِبل والغنم والحمير وأَعينها؛ وقيل: الهَمَجُ صغار الدواب. الليث:

الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة

الناس: هَمَجٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: والهَمَجُ البَعُوضُ والذباب. والهَمَجُ،

في كلام العرب: أَصله البعوض، الواحدة هَمَجة، ثم يقال لرذال الناس:

هَمَجٌ هامِجٌ؛ قال ابن خالويه: الهَمَجُ الجوع، وبه سمِّي البعوض لأَنه إِذا

جاع عاش، وإِذا شبع مات. والهَمَجُ: الجوعُ. وهَمَجَ إِذا جاع؛ قال

الراجز:

قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ،

وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ

والهَمَجُ: الرَّعاعُ من الناس؛ وقيل: هم الأَخلاط، وقيل: هم الهَمَلُ

الذين لا نِظَامَ لهم.

وكل شيء ترك بعضه يَموجُ في بعض، فهو هامجٌ. وقالوا: هَمَجٌ هامِجٌ،

فإِما أَن يكون على ذلك، وإِما أَن يكون على المبالغة؛ قال الحارثُ بن

حِلِّزَةَ:

يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه،

يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ

وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيد له كقولك: لَيْلٌ لائِلٌ. ويقال للرَّعاع

من الناس الحَمْقَى: إِنما هم هَمَجٌ هامِج؛ وقول أَبي مُحْرِز

المُحارِبي:

قد هلكت جارتنا من الهَمَج

قالوا: سُوءُ التدبير في المعاش؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وسائرُ

الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ شَبَّه عليٌّ، عليه السلام، رَعاعَ الناس بالبعوض.

والهَمَجُ: رُذالُ الناس. ويقال لأُشابَة الناس الذين لا عقول لهم ولا

مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هامج. وقومٌ هَمَجٌ: لا خير فيه؛ قال حميد بن ثور:

هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ،

نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى

يعني الولد نتيج ثلاث بغيض. ورجل هَمَجٌ وهَمَجة: أَحمق، والأُنثى

بالهاء لا غير، وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قال رؤبة:

في مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج

أَبو سعيد: الهَمَجةُ من الناس الأَحمق الذي لا يتماسك، والهَمَجُ: جمع

الهَمَجة. والهَمَجة: الشاة المهزولة؛ وقول أَبي ذؤيب:

كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ، يَومَ لقِيتُها

مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِيجُ

قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. ويقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ:

هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ. والهَمَجةُ: النعجة.

والهَمِيجُ من الظباء: الذي له جُدَّتانِ على ظهره سِوَى لونه، ولا يكون

ذلك إِلاَّ في الأُدْمِ منها، يعني البِيضَ، وكذلك الأُنثى بغير هاءِ،

وقيل: هي التي لها جُدَّتانِ في طُرَّتَيْها؛ وقيل: هي التي هَزَلَها

الرَّضاعُ؛ وقيل: هي الفَتِيَّةُ الحَسَنةُ الجسم؛ قال أَبو ذؤيب يصف

ظبية:موشَّحة بالطُّرَّتَينِ هميج

ومعنى قوله هميج: هي التي أَصابها وجع فذَبُلَ وجهُها. يقال: اهْتَمَجَ

وَجْهُه أَي ذَبُلَ. والهَمِيجُ: الخَمِيصُ البطن. واهْتَمَجَتْ نفْسُ

الرجل: ضعفت من جُهْدٍ أَو حَرٍّ؛ واهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه.

وأَهْمَجَ الفرسُ إِهْماجاً في جَرْيه، فهو مُهْمِج ثم أَلْهَبَ في ذلك،

وذلك إِذا اجتهد في عَدْوِه. وقال اللحياني: يكون ذلك في الفرس وغيره

مما يَعْدُو؛ وأَنشد شمر لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري:

وقلتُ لطِفْلة مِنهنَّ، لَيسَتْ

بِمِتْفال، ولا هَمْجَى الكَلامِ

قال: يريد الشَّرارَةَ والسَّمَاجَةَ. قال: وقال ابن الأَعرابي:

الإِهْماجُ والإِسْماجُ. وهَمَجَتِ الإِبلُ من الماءِ تَهْمُجُ هَمْجاً،

بالتسكين، إِذا شربت دَفْعَةً واحدة حتى رَوِيَتْ.

همج
: (الهَمَجَ، محرّكةً: ذُبابٌ صَغيرٌ كالبَعوض يَسقْط على وُجوهِ الغَنَم والحَميرِ) وأَعيُنِها. وَفِي بعض النُّسخ: والحُمُرِ. وَقيل: الهَمَجُ: صِغارُ الدِّوابِّ. وَعَن اللَّيث: الهَمَجُ: كلُّ دُودٍ يَنْفَقِيءُ عَن ذُبابٍ أَو بَعوضٍ؛ هاكطا فِي الأَساس. (و) الهَمَج: (الغَنَمُ المَهزولةُ. واحدتُه بهاءٍ. و) الهَمَجُ: (الحَمَقْى) من النَّاس، رجلٌ هَمَجٌ وهَمَجَةٌ: أَحمقُ. وجمْع الهَمَج أَهْمَاجٌ. وَقَالَ أَبو سعيد: الهَمَجةُ من النّاسِ: الأَحمقُ الَّذِي لَا يَتماسَكُ. (و) الهَمَج: (النِّعاجُ الهَرِمةُ) . وَيُقَال للنَّعجةِ إِذا هَرِمَت: هَمَجَةٌ وعَشَمَةٌ. والهَمَجَةُ: النَّعْجةُ. (و) عَن ابْن خَالَويْهِ: الهَمَجُ: (الجُوعُ) . قيل: وَبِه سُمِّيَ البَعوضُ، لأَنه إِذا جاعَ عاشَ وإِذا شَبِعَ مَاتَ. وهَمَجَ إِذا جَاع. قَالَ الرّاجز، وَهُوَ أَبو مُحْرِزٍ المُحَارِبيّ:
قد هَلَكَتْ جارَتُنَا من الهَمَجْ
وإِنْ تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ
(و) الهَمَجُ: (سُوءُ التَّدبيرِ فِي المَعَاشِ) . وَبِه فسَّر بعضُهم قولَ الرّاجز المتقدِّم آنِفا.
(و) قَالُوا: (هَمَجٌ هامِجٌ) ، على الْمُبَالغَة. وَقيل: (تَوْكِيدٌ) لَهُ، كَقَوْلِك: لَيلٌ لائِلٌ.
(وهَمَجَت الإِبلُ من الماءِ) تَهْمُجُ هَمْجاً، بالتسكين: إِذا (شَرِبتْ مِنْهُ دَفعةً وَاحِدَة) حتّى رَوِيَتْ.
(وأَهْمَجَه: أَخْفَاه) كأَهْلَجَه. (و) أَهْمَجَ (الفَرَسُ) إِهْمَاجاً: (جَدَّ فِي جَرْيِه) فَهُوَ مُهْمِجٌ، ثمَّ أَلْهَبَ فِي ذالك، وذالك إِذا اجتَهَدَ فِي عَدْوِه. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: يكون ذالك فِي الفَرسِ وغيرِه ممّا يَعْدو.
(والهَمِيجُ: الفَتِيَّةُ) الحَسَنَةُ الجِسمِ (من الظِّبَاءِ. و) الهَمِيجُ: (الخَمِيصُ البَطْنِ. أَو) الهَمِيجُ من الظِّبَاءِ: (الَّتِي لَهَا جُدَّتَانِ) ، بالضَّمّ، على ظَهْرهَا سِوَى لَوْنِها، وَلَا يكون ذالك إِلاّ فِي الأُدْم مِنْهَا، يَعْنِي البيضَ؛ وكذالك الأُنثَى بِغَيْر هاءٍ. وَقيل: هِيَ الّتي لَهَا جُدَّتَانِ (فِي طُرَّتَيْهَا. أَو الّتي أَصَابَها وَجَمٌ فذَبَلَ وَجْهُهَا) وَبِه فُسِّر قولُ أَبي ذُؤَيبٍ يَصف ظَبْيةً:
مُوَشَّحةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ
(واهْتَمَجَ) الرَّجلُ، هاكذا فِي (النُّسخ) ، والّطي فِي بعض الأُمّهات: (اهْتُمِجَ) ، بالبناءِ للفمعول، واهْتَمَجت نَفْسُه: (ضَعُفَ من) جَهْدٍ أَو (حَرًّ أَو غيرِه. و) اهْتَمَجَ (وَجْهُه ذَبَلَ) .
(والهَامِج) : تأَكيدٌ لهَمَجٍ، و (المتروكُ يَموجُ بَعضُه فِي بعضٍ) ، وَهُوَ مَجَاز.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
إِبلٌ هامِجةٌ وهَوَامجُ: تَشتكِي عَن شُرْب الماءِ.
وَمن المَجَاز: الهَمَجُ: الرَّعَاعُ من النّاس. وَقيل: هم الأَخْلاطُ. وَقيل: هم الهَمَلُ الّذين لَا نِظَامع لَهُم. وَيُقَال للرَّعاع من النّاس: إِنما هم هَمَجٌ هامِجٌ. وَفِي حَدِيث عليَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: (وسائرُ النَّاس. وَيُقَال: لأُشابَةِ النَّاسِ الّذين لَا عقولَ لَهُم وَلَا مُروءَةَ: هَمَجٌ هامِجٌ. وقَوْمٌ هَمَجٌ: لَا خَيْرَ فيهم. قَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْر:
هَميجٌ تعلَّلَ عَن خاذل
نَتيجُ ثلاثٍ بَغيضُ الثَّرَى
والهَمَج: ماءٌ وعُيُونٌ عَلَيْهِ نَخْلٌ من الْمَدِينَة، من جِهَة وَادي القُرَى.
والإِهْمَاجُ: الإِسْماجْ؛ قَالَه ابْن الأَعرابيّ.
وهِمَاجٌ، بِالْكَسْرِ: اسْم مَوضِع بعَينه. قَالَ مُزاحمٌ العُقَيْليّ:
نَظَرْتُ وصُحْبَتي بقُصورِ حَجْرٍ
بعَجْلَى الطَّرْف غائرةِ الحِجَاجِ
إِلى ظُعُنِ الفضِيلَة طالعاتٍ
خِلالَ الرَّمْل وارِدَاة الهِمَاجِ
وَقَالَ أَبو زِيَاد: الهِمَاج: مياهٌ فِي نِهْيِ تُرَبَةَ؛ كَذَا فِي (المعجم) . 

أَثَرَ 

(أَثَرَ) الْهَمْزَةُ وَالثَّاءُ وَالرَّاءُ، لَهُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: تَقْدِيمُ الشَّيْءِ، وَذِكْرُ الشَّيْءِ، وَرَسْمُ الشَّيْءِ الْبَاقِي. قَالَ الْخَلِيلُ: لَقَدْ أَثِرْتُ بِأَنْ أَفْعَلَ كَذَا، وَهُوَ هَمٌّ فِي عَزْمٍ. وَتَقُولُ افْعَلْ يَا فُلَانُ هَذَا آثِرًا مَا، وَآثِرَ [ذِي] أَثِيرٍ، أَيْ: إِنِ اخْتَرْتَ ذَلِكَ الْفِعْلَ فَافْعَلْ هَذَا إِمَّا لَا. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَعْنَاهُ افْعَلْهُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: وَقَالُوا مَا تَشَاءُ فَقُلْتُ أَلْهُو ... إِلَى الْإِصْبَاحِ آثِرَ ذِي أَثِيرِ

وَالْآثِرُ بِوَزْنِ فَاعِلٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ: «مَا حَلَفْتُ بَعْدَهَا آثِرًا وَلَا ذَاكِرًا» فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ آثِرًا مُخْبِرًا عَنْ غَيْرِي أَنَّهُ حَلَفَ بِهِ. يَقُولُ لَمْ أَقُلْ إِنَّ فُلَانًا قَالَ وَأَبِي لَأَفْعَلَنَّ. مِنْ قَوْلِكَ أَثَرْتُ الْحَدِيثَ، وَحَدِيثٌ مَأْثُورٌ. وَقَوْلُهُ: " وَلَا ذَاكِرًا "، أَيْ: لَمْ أَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ نَفْسِي. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْآثِرُ الَّذِي يُؤَثِّرُ خُفَّ الْبَعِيرِ. وَالْأَثِيرُ مِنَ الدَّوَابِّ: الْعَظِيمُ الْأَثَرِ فِي الْأَرْضِ بِخُفِّهِ أَوْ حَافِرِهِ.

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْأَثَرُ بَقِيَّةُ مَا يُرَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَمَا لَا يُرَى بَعْدَ أَنْ تَبْقَى فِيهِ عَلَقَةٌ. والْأَثَارُ الْأَثَرُ، كَالْفَلَاحِ وَالْفَلَحِ، وَالسَّدَادِ وَالسَّدَدِ. قَالَ الْخَلِيلُ: أَثَرُ السَّيْفِ ضَرْبَتُهُ. وَتَقُولُ: " مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي وَهَذَا أَثَرُهُ " يَضْرِبُ لِلْمُجَرَّبِ الْمُخْتَبَرِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْمِئْثَرَةُ مَهْمُوزٌ: سِكِّينٌ يُؤَثَّرُ بِهَا فِي بَاطِنِ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، فَحَيْثُمَا ذَهَبَ عُرِفَ بِهَا أَثَرُهُ، وَالْجَمْعُ الْمَآثِرُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْأَثَرُ الِاسْتِقْفَاءُ وَالِاتِّبَاعُ، وَفِيهِ لُغَتَانِ أَثَرَ وَإِثْرَ. وَلَا يُشْتَقُّ مِنْ حُرُوفِهِ فِعْلٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَلَكِنْ يُقَالُ: ذَهَبْتُ فِي إِثْرِهِ. وَيَقُولُونَ: " تَدَعُ الْعَيْنَ وَتَطْلُبُ الْأَثَرَ " يُضْرَبُ لِمَنْ يَتْرُكُ السُّهُولَةَ إِلَى الصُّعُوبَةِ. وَالْأَثِيرُ: الْكَرِيمُ عَلَيْكَ الَّذِي تُؤْثِرُهُ بِفَضْلِكَ وَصِلَتِكَ. وَالْمَرْأَةُ الْأَثِيرَةُ، وَالْمَصْدَرُ الْأَثَرَةُ، تَقُولُ عِنْدَنَا أَثَرَةٌ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ أَثِيرٌ عَلَى فَعِيلٍ، وَجَمَاعَةٌ أَثِيرُونَ، وَهُوَ بَيِّنُ الْأَثَرَةِ، وَجَمْعُ الْأَثِيرِ أُثَرَاءُ. قَالَ الْخَلِيلُ: اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِفُلَانٍ: إِذَا مَاتَ وَهُوَ يُرْجَى لَهُ الْجَنَّةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِشَيْءٍ فَالْهُ عَنْهُ» ، أَيْ: إِذَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ فَاتْرُكْهُ. أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: أَخَذْتُ ذَلِكَ بِلَا أثَرَةٍ عَلَيْكَ، أَيْ: لَمْ أَسْتَأْثِرْ عَلَيْكَ. وَرَجُلٌ أَثُرٌ عَلَى فَعُلٍ، يَسْتَأْثِرُ عَلَى أَصْحَابِهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَخَذْتُهُ بِلَا أُثْرَى عَلَيْكَ. وَأَنْشَدَ:

فَقُلْتُ لَهُ يَا ذِئْبُ هَلْ لَكَ فِي أَخٍ ... يُوَاسِي بِلَا أُثْرَى عَلَيْكَ وَلَا بُخْلِ

وَفِي الْحَدِيثِ: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً» ، أَيْ: [مَنْ] يَسْتَأْثِرُونَ بِالْفَيْءِ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: آثَرْتُهُ بِالشَّيْءِ إِيثَارًا، وَهِيَ الْأَثَرَةُ والْإِثْرَةُ، وَالْجَمْعُ الْإِثَرُ. قَالَ:

لَمْ يُؤْثِرُوكَ بِهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا ... لَا بَلْ لِأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِكَ الْإِثَرُ

وَالْأَثَارَةُ: الْبَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَثَارَاتٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْإِبِلُ عَلَى أَثَارَةٍ، أَيْ: عَلَى شَحْمٍ قَدِيمٍ. قَالَ: وَذَاتِ أَثَارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْهَا ... نَبَاتًا فِي أَكِمَّتِهِ تُؤَامَا

قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَثْرُ فِي السَّيْفِ شِبْهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْفِرِنْدُ، وَيُسَمَّى السَّيْفُ مَأْثُورًا لِذَلِكَ. يُقَالُ مِنْهُ أَثَرْتُ السَّيْفَ آثُرُهُ أَثْرًا: إِذَا جَلَوْتُهُ حَتَّى يَبْدُوَ فِرِنْدُهُ. الْفَرَّاءُ: الْأَثَرُ مَقْصُورٌ بِالْفَتْحِ أَيْضًا. وَأَنْشَدَ:

جَلَاهَا الصَّيْقَلُونَ فَأَبْرَزُوهَا ... فَجَاءَتْ كُلُّهَا يَتَقِي بِأَثْرِ

قَالَ: وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ: أَثَرُ السَّيْفِ، مُحَرَّكَةٌ، وَيَنْشُدُ:

كَأَنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمَانِيَةٌ ... صَافٍ مَضَارِبُهَا بَاقٍ بِهَا الْأَثَرُ

قَالَ النَّضْرُ: الْمَأْثُورَةُ مِنَ الْآبَارِ الَّتِي اخْتُفِيَتْ قَبْلَكَ ثُمَّ انْدَفَنَتْ ثُمَّ سَقَطْتَ أَنْتَ عَلَيْهَا، فَرَأَيْتَ آثَارَ الْأَرْشِيَةِ وَالْحِبَالِ، فَتِلْكَ الْمَأْثُورَةُ. حَكَى الْكَلْبِيُّ أُثِرْتُ بِهَذَا الْمَكَانِ، أَيْ: ثَبَتُّ فِيهِ. وَأَنْشَدَ:

فَإِنْ شِئْتَ كَانَتْ ذِمَّةُ اللَّهِ بَيْنَنَا ... وَأَعْظَمُ مِيثَاقٍ وَعَهْدُ جِوَارِ

مُوَادَعَةً ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَلَمْ أَدَعْ ... قَلُوصِي وَلَمْ تَأْثَرْ بِسُوءِ قَرَارِ

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: طَرِيقٌ مَأْثُورٌ، أَيْ: حَدِيثُ الْأَثَرِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذَا تَخَلَّصَ اللَّبَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَخَلَصَ فَهُوَ الْأُثْرُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْأُثْرُ بِالضَّمِّ. وَكَسَرَهَا يَعْقُوبُ. وَالْجَمْعُ الْأُثُورُ. قَالَ:

وَتَصْدُرُ وَهِيَ رَاضِيَةٌ جَمِيعًا ... عَنَ امْرِي حِينَ آمُرُ أَوْ أُشِيرُ

وَأَنْتَ مُؤَخَّرٌ فِي كُلِّ أَمْرٍ ... تُوَارِبُكَ الْجَوَازِمُ وَالْأُثُورُ

تُوَارِبُكَ، أَيْ: تَهُمُّكَ، مِنَ الْأَرَبِ وَهِيَ الْحَاجَةُ. وَالْجَوَازِمُ: وِطَابُ اللَّبَنِ الْمَمْلُوَّةُ.

ضَجَنٌ

ضَجَنٌ:
بالتحريك، هو مهمل في كتب اللغة: اسم جبل في شعر الأعشى:
وطال السّنام على جبلة ... كخلقاء من هضبات الضّجن
وقال ابن مقبل:
في نسوة من بني ذهي مصعّدة ... أو من قنان تؤمّ السّير من ضجن
قال الجوهري: والحاء فيه تصحيف، وقد روي بيت الأعشى من هضبات الحضن، وقال سديف يمدح عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب:
إن الحمامة يوم الشّعب من ضجن ... هاجت فؤاد عميد دائم الحزن
إنّا لنأمل أن ترتدّ حبّتنا ... بعد التّباعد والشحناء والإحن
وتنقضي دولة أحكام قادتها ... فينا كأحكام قوم عابدي وثن
فانهض ببيعتكم ننهض بطاعتنا ... إنّ الخلافة فيكم يا بني الحسن
في أبيات في كتاب هذيل: الضجن موضع في بلاد هذيل، وقال الأصمعي: وفي بلاد هذيل واد يقال له الضجن وأسفله لكنانة على ليلة من مكّة، قال ابن مقبل:
في نسوة من بني ذهي مصعّدة ... أو من قنان تؤمّ السير من ضجن
هو وقنان من بلاد بني الحارث بن كعب.

الظّل

الظّل:
[في الانكليزية] Shadow
[ في الفرنسية] Ombre
بالكسر قيل هو الضوء الثاني وهو الحاصل من مقابلة المضيء بغيره، وقيل هو الضوء الثاني الحاصل من مقابلة الهواء المضيء. فالضوء الحاصل على وجه الأرض حال الإسفار وعقيب الغروب ظلّ بالتفسيرين فإنّه مستفاد من مقابلة الهواء المضيء بالشمس.
والحاصل على وجه الأرض من مقابلة القمر ظلّ على التفسير الأول لكون القمر مضيئا بالغير دون التفسير الثاني لعدم كون المضيء بالغير هواء فالتفسير الأول أعمّ مطلقا من الثاني. ثم للظلّ مراتب كثيرة متفاوتة بالشّدّة والضّعف، وطرفاه النور والظلمة. فالحاصل في فناء الجدار أقوى وأشدّ من الحاصل في البيت لكونه مستفادا من الأمور المستضيئة من مقابلة الشمس الواقعة في جوانبه. ثم الحاصل في البيت أقوى من الحاصل في المخدع وهو الخزانة لأنّ الأول مستفاد من المضيء بالشمس والثاني مستفاد من الأول، فاختلفت أحوال هذه الأظلال لاختلاف معداتها قوة وضعفا، وكذا الحال في البيت تختلف شدة وضعفا لصغر الكوّة، أي الثقبة وكبرها، فإنّه كلما كانت الكوّة أكبر كان الظلّ الحاصل في البيت أشدّ، وكلما كانت أصغر كان الظلّ أضعف، فينقسم الظلّ في داخل البيت بحسب مراتبه في الشّدّة والضّعف إلى غير النهاية. ولا يزال الظلّ بضعف بسبب صغر الكوة حتى ينعدم بالكلية وهو الظلمة كذا في شرح المواقف في المبصرات. وقال الرياضيون الظلّ هو الخط المستقيم في السطح الذي قام عليه المقياس عمودا بين مركز قاعدة المقياس وطرف الخط الشعاعي المار برأس المقياس عند ما يكون مركز النيّر وسهم المقياس في سطح واحد، والنيّر يشتمل الشمس والقمر. فما في كلام البعض من التخصيص بالشمس فبناء على الغالب، وما وقع من الخط الشعاعي المذكور بين رأس الظلّ وبين رأس المقياس يسمّى قطر الظلّ وخط الظلّ أيضا. والمقياس هو العمود القائم على سطح يكون الظلّ في ذلك السطح سواء كان عمودا على الأفق أو يكون موازيا للأفق ثم الظلّ قسمان لأنّه إمّا مأخوذ من المقياس المنصوب على موازاة سطح الأفق كوتد قائم عمودا على لوح أو جدار قائمين عمودين على سطح الأفق، ويسمّى بالظلّ الأول لابتدائه في أول طلوع النّير وبالظلّ المعكوس والمنكوس أيضا لكونه معكوسا في الوضع رأسه إلى تحت وبالمنتصب أيضا لكونه قائما على سطح الأفق منتصبا عليه، وبالظلّ المستعمل أيضا كما في بعض رسائل الاصطرلاب، وبالظلّ المطلق أيضا كما في الزيج الإيلخاني حيث قال: الظلّ الأوّل يستخدم في أعمال النجوم ويقال له الظّلّ المطلق، والظلّ الثاني يستخدم في معرفة الأوقات، انتهى.
لكن هذا في عرف المنجّمين. وأمّا في عرف أهل علم الفلك: فإذا قالوا: ظلّ مطلق فالمراد هو الظلّ الثاني غالبا بل إنّ الظلّ الثاني هو غاية الارتفاع. فيقولون مثلا: إذا كان العرض بلا زيادة من الميل الكلّي فالظّلّ دائما في جانب الشمال، فالمراد من الظّلّ هو الظّلّ الثاني، أي غاية الارتفاع. كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرحه على زيج ألغ بيكي. وإمّا مأخوذ من المقياس القائم عمودا على الأفق ويسمّى بالظلّ الثاني لكونه ثانيا بالقياس إلى الأول وبالظلّ المستوي أيضا لاستوائه في الوضع وانطباقه على سطح الأفق، وبالظلّ المبسوط لانبساطه على سطح الأفق. هذا هو المشهور، وبعضهم يسمّى الظلّ المستوي أولا والمعكوس ثانيا لأنّ المستوي يعرف أول الأمر بلا تأمّل، بخلاف المعكوس فإنّه يحتاج في معرفته إلى مزيد تأمّل. والظلّ الأول يبتدئ في أول طلوع النيّر يزيد شيئا فشيئا، وغاية زيادته في نصف النهار ثم يتناقص تدريجا حتى ينعدم عند وصول النيّر إلى الأفق عند الغروب. فإن كان النّير في نصف النهار على سمت الرأس كان الظلّ الأول غير متناه يعني أنّه لو كان بإزائه جسم غير متناه قابل للنور لكان مستظلا بظلّ غير متناه والظلّ الثاني يكون عند طلوع النيّر غير متناه ثم يتناقص إلى بلوغ النيّر نصف النهار، فهناك غاية النقصان. ثم يتزايد شيئا فشيئا إلى أن يصير غير متناه عند غروب النيّر فإن كان النيّر في نصف النهار على سمت الرأس لم يوجد الظلّ الثاني أصلا. وقد يقسّم مقياس الظلّ الثاني باثني عشر قسما ويسمّى أقسامه أصابع لأنّ اثني عشر إصبعا مقدار شبر وهو غالب مقدار المقياس، فإنّ من أراد أن ينصب عمودا على سطح الأفق أو على سطح قائم عليه فإنّه في الغالب يتوخّى أن يكون مقداره، شبرا. وقد يقسّم سبعة أقسام أو ستة ونصفا وتسمّى أقسامه حينئذ أقداما لأنّ طول معتدل القامة ستة أقدام ونصف قدم إلى سبعة أقدام، مع أنّ الإنسان عند معرفة أنّ ظلّ الشيء هل هو مثله يعتبر ذلك بقامته ثم بأقدامه. وقد يقسّم بستين قسما وتسمّى أقسامه حينئذ أجزاء، وقد تؤخذ درجة واحدة تجوّزا، وهذا من مخترعات الأستاذ أبي ريحان فإنّه قد أخذ المقياس ستين دقيقة لأجل سهولة الضرب والقسمة. وأمّا مقياس الظلّ الأول فقد جرت العادة بتقسيمه ستين قسما. وأمّا أصحاب صنعة الاصطرلاب فكما يقسّمون مقياس الظلّ الثاني بالأصابع والأقدام كذلك يقسّمون مقياس الظلّ الأول بالأصابع والأقدام بلا تفاوت. ثم الظلّ أبدا يقدّر بما يقدّر به المقياس، فعلى الأول يسمّى ظلّ الأصابع وعلى الثاني ظلّ الأقدام وعلى الثالث الظلّ الستيني. ثم الظل الثاني إذا انتهى في النقصان وذلك إمّا بأن ينتفى الظلّ بالكلية إن كان النيّر في غاية ارتفاعها على سمت الرأس ثم يبتدئ في الحدوث، وإمّا بأن يبقى منه مقدار هو أقل مقاديره في ذلك اليوم ثم يشرع في الزيادة فهو أول الزوال، وهذا الظلّ الحادث أو الزائد يسمّى قدر الزوال وفيء الزوال. واعلم أنّ الظلّ الأول لكل قوس هو الخطّ الذي يماس أحد طرفي تلك القوس ما بين نقطة التماسّ وبين تقاطع ذلك الخط مع قطر يمرّ بالطرف الآخر من تلك القوس، هكذا يستفاد من كلام عبد العلي البرجندي في تصانيفه والسيّد السّند في شرح الملخص. وظلّ السلم عبارة مربع حادث خلف حجرة الأصطرلاب في ربع تنقش عليه أجزاء الظلّ. وذلك الربع هو مقابل لربع الارتفاع. وأمّا كيفية إحداث ذلك الربع: فهو أن يقسم الربع إلى قسمين متوازيين.
ثم عند ملتقى القسمين يعني من نصف ذلك الربع يخرج عمودان أحدهما على خط العلاقة ما بين خط المشرق والمغرب الأول وعمود أقسام الظّل المستوي الثاني لأقسام الظل المعكوس.
ويقسم كلا العمودين بالأصابع أو بالقدم أو بأجزاء أخرى، ثم تكتب عليه العلامات، أحدها ابتداء من خط العلاقة، وذلك هو الظّل المستوي، والثاني: ابتداء من خط المشرق والمغرب وذلك هو الظّلّ المعكوس. ومن ذلك يحصل لدينا شكل متوازي ومتساوي الأضلاع.
فمن هذين العمودين وبعض خط العلاقة وبعض خط المشرق والمغرب يسمّى ظلّ السّلم. أي بسبب الانحراف الواقع في قسمة هذين العمودين، كذا قيل.

جن

(جن)
جنا استتر وَاللَّيْل جنا وجنونا وجنانا أظلم وَيُقَال جن الظلام اشْتَدَّ وَالشَّيْء وَعَلِيهِ ستره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا جن عَلَيْهِ اللَّيْل رأى كوكبا} وَالْمَيِّت كَفنه وقبره

(جن) جنا وجنونا وجنة ومجنة زَالَ عقله وَيُقَال جن جُنُونه مُبَالغَة وَبِه وَمِنْه أعجب حَتَّى يصير كَالْمَجْنُونِ
باب الجيم مع النون ج ن، ن ج مستعملان

جن: الجنُّ: جماعة وَلَدِ الجانِّ، وجمعهم الجِنَّةُ والجِنّانُ، سُمُّوا به لاستجنانهم من الناس فلا يُرونَ. والجانُّ أبو الجِنِّ خُلِقَ من نار ثم خُلق نَسله. والجانُّ: حيَّةٌ بيضاء، قال الله عز وجل- تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً * والمَجَنَّةُ : الجنُون، وجُنَّ الرجلُ، وأجَنَّه الله فهو مَجنُونٌ وهم مَجانينُ. ويقال به: جنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة، قال:

من الدارميّينَ الذين دِماؤُهم ... شفاءٌ من الدّاءِ المَجَنةِ والخَبلِ

وأرض مَجَنَّةٌ: كثيرةُ الجنِّ. والجَنانُ: رُوعُ القلبِ، يقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفَزَعِ. وأجَنَّتِ الحاملُ الجنينَ أي الولد في بطنها، وجمعُه أجِنَّة وقد جَنَّ الولدَ يجِنُّ فيه جَنّاً، قال:

حتى إذا ما جَنَّ في ماء الرَّحِم

ويقال: أجَنَّة اللَّيل وجَنَّ عليه اللَّيلُ (إذا أظلم حتى يَستره بظُلمته. واستجنَّ فلانٌ إذا استتر بشيءٍ. والمِجَنُّ: التُّرسُ. والجَنجَنُ والجَناجِنُ: أطراف الأضلاعِ مما يلي الصَّدرِ وعظمَ القلبِ. والجَنَّةُ: الحديقة، وهي بُستانٌ ذاتُ شَجَرٍ ونُزهةٍ، وجمعُه جَنّات. والجُنَّةُ: الدرع، وكل ما وقاك فهو جُنَّتُك. والجَنَنُ: القبر، وقيل للكَفَنِ أيضاً لأنه يُجنُّ فيه الميِّتُ أي يُكَفَّن.

نج: النَّجنجَةُ: الجَولةُ عند الفزعة . والأنجوج: ريح طيِّبٌ. ونّجنَجَ إبلَه: ردَّها عن الحَوض. ونَجنَجَ أمره: أي رَدَّدَ ولم يُنفِذه، قال العجاج:

ونَجنَجَت بالخَوفِ من تَنَجنَجَا
جن
الجِنُّ: جَمَاعَةُ وَلَدِ الجانِّ، وهم الجِنَّةُ والجِنّانُ. والجانُّ: أبو الجِنِّ، سُمِّيَتْ لاسْتِتارِهم. والجانُّ: حَيَّةٌ بيضاءُ. وأرْضٌ مَجَنَةٌ: كثيرةُ الجِنِّ.
والمَجَنَّةُ: الجُنُوْنُ، جُنَّ الرَّجُلُ، وأجَنَّه اللَّهُ. وبه جِنَّةٌ ومَجَنَّةٌ: أي جُنُوْنٌ. ويُقال للجُنُوْنِ: جُنُنٌ. والأَجَانِيْنُ: جَمْعُ الجِنِّ.
والجَنَانُ: رُوْعُ القَلْبِ. وهو الحَرِيْمُ أيضاً. وجَمَاعَةُ الناس. والجَنَابُ. والساحَةُ.
والجَنِيْنُ: الوَلَدُ في الرَّحِم، والجميع الأجِنَّةُ. وأجَنَّتِ الحامِلُ وَلَداً. وجَنَّ الوَلَدُ يَجِنُّ جَنّاً في الرَّحِمَ. وجَنَّ اللَّيْلُ يَجِنُّ جُنُوْناً، وأجَنَ. يُجِنُّ إجْنَاناً. وجُنَّ الرجُلُ يُجَنُّ جَنّاً ومَجَنَّةً. وأجَنَه اللَّيْل، وجَنَّ عليه الفَيْلُ جُنُونَاَ وجَنَاناً.
وجِنُّ اللَّيْل: ما وارى من ظُلْمَتِه. واسْتَجَنَّ فلانٌ: إذا اسْتَتَرَ بِشَيْءٍ.
ويُقال: جَنَنْتُه في القَبْرِ وأجْنَنْتُه. والجَنِيْنُ: الدَّفِيْنُ. والمِجَنُّ: التُرْسُ، وكذلك الجِنَانَةُ والجِنَانُ.
والجُنَّةُ: الدِّرْعُ وكُلُّ ما وَقاكَ.
والجَنَّةُ: الحَدِيْقَةُ ذاتُ الشِّجَرِ، والجميع الجِنَانُ.
ونَخْلَةٌ مَجْنُونَةٌ: أي سَحُوْقٌ في غايَةِ الطّوْل، ونَخْلٌ مَجَانِيْنُ. وجُنَّتِ الأرْضُ وتَجَنَّنَتْ: بَلَغَتِ المَدى في النَّبات.
وجُنَّ النَّبْتُ جُنُوناً: خَرَجَ زَهرُه، من قَوْلِه:
وجُنَّ الخازِبازُ به جُنُونا
والجَنَاجِنُ: أطْرافُ الأضلاع ممّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ، واحِدُها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ.
وهذه الناقَةُ بِجِنِّ ضِراسها: أي بحِدْثانِ نِتاجِها. وهو بِجِن نَشَاطِه.
ولا جِنَّ بكذا: أي لا خَفَاءَ به.
وجِنُّ العَيْن: كُلُّ ما اسْتَجَنَّ عن بَصَرِكَ أو سَتَرَ عنكَ شَيْئاً. وقيل: هي المَنِيَّةُ أي مَنِيَّتُه مَسْتُورةٌ عنه.
وما يَرى فلانٌ لي جَنَاناً ولا حَنَاناً: أي ما يُجِنُّني منه.
ولا يَجُنُّ عنّي كلمةً: أي ما يَصْرِفُ.
ويقولون: أجَنّي من أصحاب فلانٍ: أي من أجْلِ أنّي. وفي الحديث: " أجَنَّكَ من أصحاب رسولَ اللهّ صلى الله عليه وسلم ".
ومَجَنَةُ: مَوْضِعٌ معروفُ من مكَةَ على أمْيَالٍ.
جنَ
أصل الجِنِّ: ستر الشيء عن الحاسة، يقال:
جَنَّه الليل وأَجَنَّهُ وجَنَّ عليه، فَجَنَّهُ: ستره، وأَجَنَّه جعل له ما يجنّه، كقولك: قبرته وأقبرته، وسقيته وأسقيته، وجَنَّ عليه كذا: ستر عليه، قال عزّ وجل: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً [الأنعام/ 76] ، والجَنَان: القلب، لكونه مستورا عن الحاسة، والمِجَنُّ والمِجَنَّة: الترس الذي يجنّ صاحبه. قال عزّ وجل: اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً
[المجادلة/ 16] ، وفي الحديث:
«الصّوم جنّة» . والجَنَّةُ: كلّ بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض، قال عزّ وجل: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ [سبأ/ 15] ، وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ [سبأ/ 16] ، وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ [الكهف/ 39] ، قيل: وقد تسمى الأشجار الساترة جَنَّة، وعلى ذلك حمل قول الشاعر:
من النّواضح تسقي جنّة سحقا
وسميت الجنّة إمّا تشبيها بالجنّة في الأرض- وإن كان بينهما بون-، وإمّا لستره نعمها عنّا المشار إليها بقوله تعالى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة/ 17] . قال ابن عباس رضي الله عنه: إنما قال:
جَنَّاتٍ
بلفظ الجمع لكون الجنان سبعا:
جنة الفردوس، وعدن، وجنة النعيم، ودار الخلد، وجنة المأوى، ودار السلام، وعليّين.
والجنين: الولد ما دام في بطن أمه، وجمعه:
أَجِنَّة. قال تعالى: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [النجم/ 32] ، وذلك فعيل في معنى مفعول، والجنين القبر ، وذلك فعيل في معنى فاعل. والجِنّ يقال على وجهين: أحدهما للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بإزاء الإنس، فعلى هذا تدخل فيه الملائكة والشياطين، فكلّ ملائكة جنّ، وليس كلّ جنّ ملائكة، وعلى هذا قال أبو صالح : الملائكة كلها جنّ، وقيل: بل الجن بعض الروحانيين، وذلك أنّ الروحانيين ثلاثة:
- أخيار: وهم الملائكة.
- وأشرار: وهم الشياطين.
- وأوساط فيهم أخيار وأشرار: وهم الجن، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ إلى قوله: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ [الجن/ 1- 14] .
والجِنَّة: جماعة الجن. قال تعالى: مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس/ 6] ، وقال تعالى:
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً [الصافات/ 158] . والجِنَّة: الجنون، وقال تعالى: ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ [سبأ/ 46] أي: جنون.
والجُنون: حائل بين النفس والعقل، وجُنَّ فلان قيل: أصابه الجن، وبني فعله كبناء الأدواء نحو: زكم ولقي وحمّ، وقيل: أصيب جنانه، وقيل: حيل بين نفسه وعقله، فجن عقله بذلك وقوله تعالى: مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ [الدخان/ 14] ، أي: ضامّة من يعلمه من الجن، وكذلك قوله تعالى: أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ، وقيل:
جنّ التلاع والآفاق
أي: كثر عشبها حتى صارت كأنها مجنونة، وقوله تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ
[الحجر/ 27] فنوع من الجنّ، وقوله تعالى: كَأَنَّها جَانٌّ [النمل/ 10] ، قيل:
ضرب من الحيّات.

جن

1 جَنَّهُ, (S, Mgh, K,) aor. ـُ (Mgh, TA,) inf. n. جَنٌّ, (TA,) It veiled, concealed, hid, covered, or protected, him; (S, Mgh, K;) said of the night; (S, K;) as also جَنَّ عَلَيْهِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. جُنُونٌ, (S,) or جَنٌّ, (K,) or both; (TA;) so in the Kur vi. 76, meaning it veiled him, concealed him, or covered him, with its darkness; (Bd;) and ↓ اجنّهُ: (S, Msb, K:) or this last signifies he, or it, made, or prepared, for him, or gave him, that which should veil him, conceal him, &c. : accord. to Er-Rághib, the primary signification of جَنٌّ is the veiling, or concealing, &c., from the sense. (TA.) And جُنَّ عَنْهُ meansIt (anything) was veiled, concealed, or hidden, from him. (K.) b2: He concealed it; namely, a dead body; as also ↓ اجنّهُ: (S, TA:) or the latter, he wrapped it in grave-clothing: (K:) and he buried it. (TA.) And الشَّىْءَ فِى صَدْرِى ↓ أَجْنَنْتُ I concealed the thing in my bosom. (S.) and وَلَدًا ↓ أَجَنَّتْ, (S,) or جَنِينًا, (K,) said of a woman, (S,) or a pregnant female, (K,) She concealed [or enveloped in her womb a child, or an embryo, or a fœtus]. (TA.) A2: جَنَّ, aor. ـِ inf. n. جِنٌّ, It (an embryo, or a fœtus,) was concealed in the womb. (K.) b2: Also, [inf. n., probably, جِنٌّ and جُنُونٌ and جَنَانٌ, explained below,] It (the night) was, or became, dark. (Golius on the authority of Ibn-Maaroof.) A3: جُنَّ, (S, Msb, K,) inf. n. جُنُونٌ (S, K) and جِنَّةٌ (S) and جَنٌّ; (K;) and ↓ اُسْتُجِنٌّ, and ↓ تجنّن, and ↓ تجانّ; (K;) He (a man, S) was, or became, مَجْنُون [originally signifying possessed by a جِنِّىّ, or by جِنّ; possessed by a devil or demon; (see Bd li. 39;) and hence meaning bereft of reason; or mad, insane, unsound in mind or intellect, or wanting therein: the verbs may generally be rendered he was, or became, possessed; or mad, or insane]. (S, Msb, K.) b2: جُنَّ الذُّبَابُ, (S, A, TA,) inf. n. جُنُونٌ, (TA,) (assumed tropical:) The flies made much buzzing: (S:) or made a gladsome buzzing in a meadow. (A, TA.) b3: جُنَّ النَّبْتُ, inf. n. جُنُونٌ, (tropical:) The herbage became tall, and tangled, or luxuriant, or abundant and dense, and put forth its flowers or blossoms: (S, TA:) or became thick and tall and full-grown, and blossomed. (M, TA.) And جُنَّتِ الأَرْضُ, (Fr, K,) inf. n. جُنُونٌ, (K,) (tropical:) The land produced pleasing herbage or plants: (Fr, TA:) or put forth its flowers and blossoms; as also ↓ تجنّنت. (K, TA.) 2 جَنَّّ see 4.4 أَجْنَ3َ see 1, in four places: A2: and see 8.

A3: Also اجنّهُ He (God) caused him to be, or become, مَجْنُون [originally signifying possessed by a جِنِّىّ, or by جِنّ; and hence generally meaning bereft of reason; or mad, insane, unsound in mind or intellect, or wanting therein]. (S, Msb, K.) [and so, vulgarly, ↓ جنّنهُ, whoever, or whatever, be the agent.] b2: ما اجنّهُ [How mad, or insane, &c., is he!] is anomalous, (Th, S,) being formed from a verb of the pass. form, namely, جُنَّ; (Th, TA;) for of the مَضْرُوب one should not say, مَا أَضْرَبَهُ; nor of the مَسْلُول should one say, مَا أَسَلَّهُ: (S:) Sb says that the verb of wonder is used in this case because it denotes want of intellect [which admits of degrees]. (TA.) A4: اجنّ also signifies وَقَعَ فِى مَجَنَّةٍ [app. meaning He fell into, or upon, a place containing, or abounding with, جِنّ]. (TA.) 5 تَجَنَّّ see 1, in two places. b2: تجنّن عَلَيْهِ, and ↓ تَجَانَنَ, (S, K,) and ↓ تَجَانَّ, (S,) He feigned himself مَجْنُون [i. e. possessed by a جِنِّىّ, or by جِنّ; and hence generally meaning bereft of reason; or mad, insane, &c.;] to him; (S, K;) not being really so. (TA.) 6 تَجَانَّ and تَجَانَنَ: see 1: b2: and see also 5.8 اجتنّ, (accord, to the S,) or ↓ اجنّ, (accord. to the K,) He was, or became, veiled, concealed, hidden, covered, or protected, or he veiled, concealed, hid, covered, or protected, himself, (S, K,) عَنْهُ from him, or it; (K;) as also ↓ استجن. (S, K.) You say, بِجُنَّةٍ ↓ استجن He was, or became, veiled, &c., or he veiled himself, &c., by a thing whereby he was veiled, &c. (S.) 10 إِسْتَجْنَ3َ see 8, in two places: A2: and see also 1.

A3: اِسْتِجْنَانٌ is also syn. with اِسْتِطْرَابٌ; (S, K;) استجنّهُ meaning استطربهُ, i. e. He excited him to mirth, joy, gladness, or sport. (TK.) جِنٌّ The darkness of night; as also ↓ جُنُونٌ and ↓ جَنَانُ, (K, TA,) the last [written in the CK جُنان, but it is] with fet-h: (TA:) or all signify its intense darkness: (TA:) or all, the confusedness of the darkness of night: (K:) [all, in these senses, are app. inf. ns.: (see 1:)] the last, ↓ جَنَانٌ, also signifies night [itself]: (K:) or [so in copies of the K, accord. to the TA, but in the CK “ and,”] the dense black darkness of night: (S, K:) and ↓ جُنُونٌ, the veiling, or concealing, or protecting, darkness of night. (ISk, S.) b2: Concealment: so in the phrase, لَا جِنَّ بِهٰذَا الأَمْرِ There is no concealment with this thing. (K, * TA.) One of the Hudhalees says, وَلَا جِنَّ بِالبَغْضَآءِ وَالنَّظَرِ الشَّزْرِ [And there is no concealment with vehement hatred and the looking with aversion]. (TA.) A2: [The genii; and sometimes the angels;] accord. to some, the spiritual beings that are concealed from the senses, or that conceal themselves from the senses; all of such beings; (Er-Rághib, TA;) the opposite of إِنْسٌ; (S, Mgh, Msb, Er-Rághib, TA;) thus comprising the angels; all of these being جِنّ; (Er-Rághib, TA;) thus called because they are feared but not seen: (S:) or, accord. to others, certain of the spiritual beings; for the spiritual beings are of three kinds; the good being the angels; and the evil being the devils (شَيَاطِين); and the middle kind, among whom are good and evil, being the جِنّ; as is shown by the first twelve verses of ch. lxxii. of the Kur: (Er-Rághib, TA:) or it here means intelligent invisible bodies, predominantly of the fiery, or of the aerial, quality: or a species of souls, or spirits, divested of bodies: or human souls separate from their bodies: (Bd:) or the جِنّ are the angels [exclusively]; (K;) these being so called in the Time of Ignorance, because they were concealed, or because they concealed themselves, from the eyes: so, accord. to some, in the Kur [xviii. 48], where it is said that Iblees was of the جِنّ: and so, as some say, in the Kur [vi. 100], where it is said that they called the جِنّ partners of God: (TA:) but some reject the explanation in the K, because the angels were created of light, and the جِنّ of fire; and the former do not propagate their kind, nor are they to be described as males and females; contrary to the case of the جِنّ; wherefore it is generally said that in the phrase [in the Kur xviii. 48, above mentioned] إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ, what is excepted is disunited in kind from that from which the exception is made, or that Iblees had adopted the dispositions of the جِنّ: (MF, TA:) or, as some say, the جِنّ were a species of the angels, who were the guardians of the earth and of the gardens of Paradise: (TA:) ↓ جِنَّةٌ, also, signifies the same as جِنٌّ: (S, Msb, K:) so in the last verse of the Kur: (S:) in the Kur xxxvii. 158 meaning the angels, whom certain of the Arabs worshipped; (TA;) and whom they called the daughters of God: (Fr, TA:) a single individual of the جِنّ is called ↓ جِنِّىٌّ, [fem. with ة:] (S, TA:) and ↓ جَانٌّ, also, is syn. with جِنٌّ: (Msb:) or الجَانٌ means the father of the جِنّ; (S, Mgh, TA;) [i. e. any father of جِنّ; for] the pl. is جِنَّانٌ, like حِيطَانٌ pl. of حَائِطٌ: (S, TA:) so says El-Hasan: it is said in the T, on the authority of AA, that the جانّ is, or are, of the جِنّ: (TA:) or جَانٌّ is a quasi-pl. n. of جِنٌّ; (M, K;) like جَامِلٌ and بَاقِرٌ: (M, TA:) so in the Kur lv. 56 and 74: in reading the passage in the Kur lv. 39, 'Amr Ibn-'Obeyd pronounced it جَأَنٌ: (TA:) it is related that there were certain creatures called the جَانّ, who were upon the earth, and who acted corruptly therein, and shed blood, wherefore God sent angels who banished them from the earth; and it is said that these angels became the inhabitants of the earth after them. (Zj, TA.) بَاتَ فُلَانٌ ضَيْفَ جِنٍّ

[Such a one passed the night a guest of جنّ] means, in a desolate place, in which was no one that might cheer him by his society or converse. (TA.) The saying of Moosà Ibn-Jábir, فَمَا نَفَرَتْ جِنِّى وَلَا فُلَّ مِبْرَدِى

may mean And my companions, who were like the جِنّ, did not flee when I came to them and informed them, nor was my tongue, that is like the file, deprived of its sharp edge: or by his جنّ he means his familiar جنّ, such as were asserted to aid poets when difficulties befell them; and by his مبرد, his tongue: (Ham p. 182 [where other explanations are proposed; but they are far-fetched]:) or by his جنّ he means his heart; and by his مبرد, his tongue. (S.) The Arabs liken a man who is sharp and effective in affairs to a جِنِّىّ and a شَيْطَان: and hence they said, نَفَرَتْ جِنُّهُ, meaning (assumed tropical:) He became weak and abject. (Ham ubi suprà.) b2: The greater, main, or chief, part, or the main body, or bulk, of men, or of mankind; as also ↓ جَنَانٌ; (K;) because he who enters among them becomes concealed by them: (TA:) or the latter means the general assemblage, or collective body, of men: (IAar, S, * TA:) or what veils, conceals, covers, or protects, one, of a thing. (AA, TA.) b3: (tropical:) The flowers, or blossoms, of plants or herbage. (K, TA.) b4: (tropical:) The prime, or first part, of youth: (S, K, TA:) or the sharpness, or vigorousness, and briskness, liveliness, or sprightliness, thereof. (TA.) Yousay, كَانَ ذٰلِك فِى جِنِّ شَبَابِهِ (tropical:) That was in the prime, or first part, of his youth. (S, TA.) and أَفْعَلُ ذٰلِكَ الأَمْرَ بِجِنِّ ذٰلِكَ (tropical:) I will do that thing in the time of the first and fresh state of that. (S, TA.) جِنٌّ may also signify (assumed tropical:) The madness, or insanity, of exultation, or of excessive exultation. (TA.) And one says, اِتّقِ النّاقَةَ فَإِنّهَا بِجِنِّ ضِرَامِهَا, meaning (assumed tropical:) Fear thou the she-camel, for she is in her evil temper on the occasion of her bringing forth. (TA.) b5: Also i. q. جدّ [app. جِدٌّ, as meaning (assumed tropical:) Seriousness, or earnestness]; because it is a thing that is an accompaniment of thought, or reflection, and is concealed by the heart. (TA.) جَنَّةٌ A [garden, such as is called] بُسْتَان: (S, Mgh:) or a garden, or walled garden, (حَدِيقَة, Msb, K,) of trees, or of palm-trees, (Msb,) or of palms and other trees: (K:) or only if containing palm-trees and grape-vines; otherwise, if containing trees, called حديقة: (Aboo-'Alee in the Tedhkireh, TA:) or any بستان having trees by which the ground is concealed: and sometimes concealing trees: (Er-Rághib, TA:) and palm-trees: (S:) or tall palm-trees: (Mgh:) or shadowing trees; because of the tangling, or luxuriousness of their branches; as though concealing at once what is beneath them: then a بستان; because of its dense and shadowing trees: (Bd in ii. 23:) or a بستان of palms and other trees, dense, and shadowing by the tangling, or luxuriousness, and denseness, of their branches; as though it were originally the inf. n. of un. of جَنَّهُ, and meaning “ a single act of veiling ” or “ concealing ” &c.: (Ksh ib.:) then, with the article ال, [Paradise,] the abode of recompense; because of the جِنَان therein; (Ksh and Bd ib.;) or because the various delights prepared therein for mankind are concealed in the present state of existence: (Bd ib.:) [and] hence الجَنَّاتُ [the gardens of Paradise], (so in a copy of the S,) or جَنَّاتُ عَدْنٍ [the gardens of continual abode]: (so in another copy of the S:) [for] the pl. of جَنَّةٌ is أَجِنَّةٌ (Mgh, Msb, K) and جِنَيْنَة (Msb, TA) and جُنَّةٌ, but this last is strange. (MF, TA.) [Dim. ↓ جُنَيْنَةٌ, vulgarly pronounced جِنَيْنَة, and applied to A garden; as though it were a little Paradise.]

جُنَّةٌ A thing by which a person is veiled, concealed, hidden, covered, or protected: an arm, or armour, with which one protects himself: (S:) anything protective: (K:) or coats of mail, and any defensive, or protective, arm or armour: (TA:) pl. جُنَنٌ. (S.) b2: A piece of cloth which a woman wears, covering the fore and kind parts of her head, but not the middle of it, and covering the face, and the two sides of the bosom, (K,) or, accord. to the M, the ornaments [حُلِىّ instead of جَنْبَى] of the bosom, (TA,) and having two eyeholes, like the بُرْقُع. (K.) جِنَّةٌ: see its syn. جِنٌّ: A2: and جُنُونٌ.

جَنَنٌ A grave; (S, K;) because it conceals the dead: (TA:) and so ↓ جَنِينٌ, of the measure فَعيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ. (Er-Rághib, TA.) b2: Grave-clothing; (K;) for the same reason. (TA.) b3: A garment that conceals the body. (TA.) [See also جَنَانٌ.]

A2: A dead body; (S, K;) because concealed in the grave; the word being of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ. (TA.) جَنُنٌ: see جُنُونٌ.

جَنَانٌ: see جِنٌّ, first sentence, in two places: A2: and see the same in the latter part of the paragraph. b2: Also A garment: (K:) or a garment that conceals one; as in the saying, مَا عَلَىَّ جَنَانٌ إِلَّا مَا تَرَى [There is not upon me a garment that conceals me save what thou seest]. (S.) [See also جَنَنٌ.] b3: The حَرِيم [or surrounding adjuncts, or appertenances and conveniences,] (K, TA) of a house; because concealing the house. (TA.) b4: The interior of a thing that one does not see; (K;) because concealed from the eye. (TA.) b5: The heart; (T, S, M, Msb, K;) because concealed in the bosom; (T, M;) or because it holds things in memory: (M, TA:) or its رُوع [i. e. the heart's core, or the mind, or understanding, or intellect]; (K;) which is more deeply hidden: (TA:) and (sometimes, TA) the soul, or spirit; (IDrd, K;) because the body conceals it: (IDrd, TA:) pl. أَجْنَانٌ. (IJ, K.) You say, مَا يَسْتَقِرُّ جَنَانُهُ مِنَ الفَزَعِ [His heart does not rest in its place by reason of fright]. (TA.) b6: A secret and bad action. (TA. [Before the word rendered “ secret ” is another epithet, which is illegible.]) جُنَانٌ: see مِجَنٌّ: A2: and what here next follows.

جُنُونٌ: see جِنٌّ, first sentence, in two places.

A2: Also, inf. n. of جُنَّ; (S, K;) [originally signifying A state of possession by a جِنِّىِّ, or by جِنّ; diabolical, or demoniacal, possession; and hence meaning] loss of reason; or madness, insanity, or unsoundness in mind or intellect; (Mgh;) or deficiency of intellect: (Sb, TA:) [it may generally be rendered possession, or insanity:] ↓ جُنُنٌ is a contraction thereof; (S, K;) or accord. to some, an original form: (MF, TA:) and ↓ جَنَّةٌ, also, (an inf. n. and a simple subst., S,) signifies the same as جُنُونٌ: (S, Msb, K:) as also ↓ مَجَنَّةٌ, (S, K,) and ↓ جُنَانٌ, but this last is vulgar. (TA.) b2: Also Persistence in evil; and pursuance of a headlong, or rash, course. (Ham p. 14.) جَنِينٌ Anything veiled, concealed, hidden, or covered: (K:) applied as an epithet even to rancour, or malice. (TA.) b2: Buried; deposited in a grave. (IDrd, S.) b3: An embryo; a fœtus; the child, or young, in the belly; (S Msb, K;) [i. e.,] in the womb: (Mgh:) pl. أَجِنَّةٌ (S, Msb, K) and أَجْنُنٌ. (ISd, K.) b4: And the former of these pls., Waters choked up with earth. (TA.) A2: See also جَنَنٌ. b2: Also The vulva. (TA.) جُنَانَةٌ: see مِجَنٌّ.

جَنِينَةٌ, accord. to the copies of the K, but in the M ↓ جِنِّيَّةٌ, (TA,) A [garment of the kind called]

مِطْرَف, (K, TA,) of a round form, (TA,) like the طَيْلَسَان, (K, TA,) worn by women: (TA:) in the T, said to be certain well-known garments. (TA.) جُنَيْنَةٌ: see جنَّةٌ, last sentence.

جِنِّىٌّ Of, or relating to, the جِنّ, or جِنَّة. (K.) b2: See جِنٌّ. In the saying, وَيْحَكِ يَا جِنِّىَّ هَلْ بَدَا لَكِ

أَنْ تُرْجِعِى عَقْلِى فَقَدْ أَنَى لَكِ [Mercy on thee! O Jinneeyeh, جِنِّىَّ being for جِنِّيَّةُ,) doth it appear fit to thee that thou shouldst restore my reason? for the time hath come for thee to do so], a woman resembling a جِنِّيَّة is meant, either because of her beauty, or in her changeableness. (TA.) A2: The tallness, or length and height, of a camel's hump. (TA.) جِنِّيَّةٌ [fem. of جِنِّىٌّ, q. v. ]

A2: See also جَنِينَةٌ جِنْجِنٌ and جَنْجَنٌ and ↓ جِنْجِنَةٌ (S, K) and ↓ جِنْجَنَةٌ (K) and (as some say, TA) ↓ جُنْجُونٌ (K) are sings. of جَنَاجِنُ, which signifies The bones of the breast: (S, K:) or the heads of the ribs of men and of others: (M, TA:) or the extremities of the ribs, next the sternum. (T, TA.) جَنْجَنَةٌ: see what next precedes.

جُنْجُونٌ: see what next precedes.

جَانٌّ: see جِنٌّ. b2: Also A white serpent: (Lth, S, Msb:) or a small white serpent: (Mgh:) or a great serpent: (Zj, TA:) or a species of serpent (AA, M, K) having black-bordered eyes, (M, K,) inclining to yellow, (M, TA,) harmless, and abounding in houses: (M, K:) pl. جَوَانُّ, (AA, TA,) or جِنَّانٌ. (TA.) أَجِنَّكَ كَذَا i. q. مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ [Because that thou art thus]; (S, K;) from which it is contracted by suppressing the ل and ا and transferring the kesreh of the ل to the ا (S.) A poet says, أَجِنَّكِ عِنْدِى أَحْسَنُ النَّاسِ كُلِّهِمْ [Because that thou art in my estimation the goodliest of all mankind]. (S.) The مِنْ is omitted as in the phrase فَعَلْتُهُ أَجْلَكَ for مِنْ أَجْلِكَ. (Ks, TA.) تَجْنِينٌ [an inf. n. used as a simple subst.,] What is said by the جِنّ [or genii]: or, accord. to Es-Sukkaree, strange, uncouth speech or language, difficult to be understood. (TA.) مُجَنٌّ: see مَجْنُونٌ.

مِجَنٌّ A shield; (S, Mgh, Msb, K;) because the owner conceals, or protects, himself with it; (Mgh, Msb;) as also ↓ مِجَنَّةٌ (Lh, K) and ↓ جُنَانٌ and ↓ جُنَانَةٌ: (K:) pl. مَجَانُّ. (S, Msb.) Sb held it to be of the measure فِعَلٌّ, from مجن; but his opinion is opposed by the fact that the word is of the form which is significant of an instrument, by the doubling of the ن, and by the syns. جنان and جنانة. (MF, TA.) It is said in a trad., that the hand [of a thief] shall not be cut off save for the value of a مِجَنّ; which in the time of the Prophet was a deenár, or ten dirhems; for this is the lowest amount for which that punishment is to be inflicted. (Mgh.) You say, قَلَبَ مِجَنَّهُ [He turned his shield], meaning (tropical:) He dropped shame, and did what he pleased: or he became absolute master of his affair, or case. (K, TA.) And قَلَبْتُ لَهُ ظَهْرَ المِجَنِّ [I turned towards him the outer side of the shield], meaning (assumed tropical:) I became hostile to him after reconciliation. (Har p. 265.) b2: Also A [woman's ornament such as is commonly called] وِشَاح (Az, K.) مَجَنَّةٌ A place in which one is veiled, concealed, hidden, covered, or protected; or in which one veils, conceals, hides, covers, or protects, himself. (S.) b2: A land having in it جِنّ: (S:) or abounding with جِنّ. (K.) A2: See also جُنُونٌ.

مِجَنَّةٌ: see مِجَنٌّ.

مَجْنُونٌ [Possessed by جِنِّىّ, or by جِنّ, or by a devil, or demon; a demoniac: (see Bd li. 39:) and hence meaning bereft of reason; or mad, insane, unsound in mind or intellect, or wanting therein: (see جُنُونٌ:) it may generally be rendered possessed; or mad, or insane:] part. n. of جُنَّ: (Msb:) or anomalously used as pass. part. n. of أَجَنَّهُ: (S, * K, * TA:) one should not say ↓ مُجَنٌّ: (S, TA:) [pl. مَجَانِينُ.] b2: نَخْلَةٌ مَجْنُونَةٌ (tropical:) A tall palm-tree: (S, K, TA:) pl. مَجَانِينُ. (S, TA.) And نَبْتٌ مَجْنُونٌ (tropical:) A plant, or herbage, that is tangled, or luxuriant, or abundant and dense, in part, and strong. (TA.) And أَرْضٌ مَجْنُونَةٌ (assumed tropical:) Land producing much herbage, that has not been depastured. (TA. [See also what next follows.]) أَرْضٌ مَتَجَنِّنَةٌ (tropical:) Land having much herbage, so that it extends in every way. (K, TA.) مَنْجَنُونٌ and مَنْجَنِينٌ: see art. منجن
الْجِيم وَالنُّون

جنّ الشيءَ يجُنّه جَنّا: ستره.

وكل شَيْء ستر عَنْك: فقد جُنّ عَنْك.

وجَنّه اللَّيْل يجُنّه جَنّا، وجُنُونا، وجَنّ عَلَيْهِ وأجَنّه: ستره. وجِنُّ اللَّيْل، وجُنُونه، وجَنَانه: شدَّة ظلمته.

وَقيل: اخْتِلَاط ظلامه؛ لِأَن ذَلِك كُله سَاتِر، قَالَ الْهُذلِيّ:

حَتَّى يَجِيء وجِنُّ اللَّيْل يُوغِله ... والشَّوْكُ فِي وَضَح الرِّجْلين مَرْكوزُ

ويروى: " وجِنْحُ اللَّيْل "، وَقَالَ دُرَيْد:

وَلَوْلَا جَنَان اللَّيْل أدْرك خيلُنا ... بِذِي الرِّمْث والأَرْطى عِياضَ بن ناشِب

ويروى: " وَلَوْلَا جُنُون اللَّيْل " وَحكي عَن ثَعْلَب: الجَنَان: اللَّيْل.

وجَن الْمَيِّت جَنّاً، وأجنَه: ستره.

وَقَوله:

وَلَا شَمْطَاء لم يتْرك شقاها ... لَهَا من تِسْعَة إلاّ جَنينا

فسره ابْن دُرَيْد فَقَالَ: يَعْنِي مَدْفُونا: أَي قد مَاتُوا كلهم فجنُّوا.

والجَنَن: الْقَبْر لستره الْمَيِّت.

والجَنَن، أَيْضا: الْكَفَن لذَلِك.

وأجَنّه: كَفنه، قَالَ:

مَا إِن أُبَالِي إِذا مَا متّ مَا فعلوا ... أأَحْسنُوا جَنَني أم لم يُجِنّوني؟؟؟

والجَنَان: الْقلب؛ لاستتاره فِي الصَّدْر. وَقيل: لوعيه الْأَشْيَاء وضمه لَهَا.

وَقيل: الجَنَان: روع الْقلب، وَذَلِكَ اذْهَبْ فِي الخفاء. وَرُبمَا سمي الرّوح جَنَانا؛ لِأَن الْجِسْم يَجنَّه.

وَقَالَ ابْن دُرَيْد: سميت الرّوح جَنَانا؛ لِأَن الْجِسْم يجنّها فأنث الرّوح.

وَالْجمع: أَجنان، عَن ابْن جني.

وأَجَنَّ عَنهُ، واستَجَنّ: استتر.

والجنِين: الْوَلَد مَا دَامَ فِي بطن أمه لاستتاره فِيهِ.

وَجمعه: أجِنَّة، وأَجْنُن؛ بِإِظْهَار التَّضْعِيف.

وَقد جَنّ الجَنينُ فِي الرَّحِم يَجِنّ جَنّا، وأجنَتَّه الْحَامِل، وَقَول الفرزدق:

إِذا غَابَ نصرانيّه فِي جَنينها ... أهلَّت بحجّ فَوق ظهر العُجَارِم

عَنى بذلك رَحمهَا لِأَنَّهَا مستترة. ويروى:

إِذا غَابَ نصرانيّه فِي حَنِيفها

يَعْنِي بالنصراني: ذكر الْفَاعِل لَهَا من النَّصَارَى. وبحنيفها: حرهَا، وَإِنَّمَا جعله حَنِيفا، لِأَنَّهُ جُزْء مِنْهَا وَهِي حنيفَة. وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وجَهَرتْ أجِنَّةً لم تُجْهَرِ

يَعْنِي: الأمواه المندفنة. يَقُول: وَردت هَذِه الْإِبِل المَاء فكسحته حَتَّى لم تدع مِنْهُ شَيْئا لقلته.

يُقَال: جَهَر الْبِئْر: نزحها.

والمِجَنّ: التُّرس، وَأرى اللحياني قد حكى فِيهِ المِجَنَّة، وَجعله سِيبَوَيْهٍ " فعلا " وَسَيَأْتِي ذكره.

وقلب فلَان مِجَنّه: أَي أسقط الْحيَاء وَفعل مَا شَاءَ.

وقلب أَيْضا مجَنَّه: ملك أمره واستبد بِهِ، قَالَ الفرزدق:

كَيفَ تراني قالِبا مِجَنِّي ... أقِلب أَمْرِي ظَهْرَه للبطن

والجُنَّة: مَا واراك من السِّلَاح. وَقيل كل مَسْتُور: جَنِين، حَتَّى انهم ليقولون: حقد جَنين وضغن جَنين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ويُزَمِّلون جَنينَ الضِّغن بَينهم ... والضِّغنُ أسودُ أوْفى وَجهه كَلَفُ

يزملون: يسترون ويخفون.

والجَنِين: المستور فِي نُفُوسهم. يَقُول: فهم يجتهدون فِي ستره وَلَيْسَ نستر، وَقَوله: الضغن أسود، يَقُول: هُوَ بَين ظَاهر فِي وُجُوههم.

والجُنَّة: الدِّرْع.

وكل مَا وقاك جُنَّة.

والجُنَّة: خرقَة تلبسها النِّسَاء فتغطي رَأسهَا مَا قبل مِنْهُ وَمَا دبر غير وَسطه، ويغطى الْوَجْه وحلي الصَّدْر، وَفِيه عينان مجوبتان مثل عَيْني البرقع.

وجِنّ النَّاس، وجَنَانهم: معظمهم لِأَن الدَّاخِل فيهم يسْتَتر بهم، قَالَ:

جَنان الْمُسلمين أودّ مسًّا ... وَلَو جاورتِ أسلم أَو غِفارا

والجِنّ نوع من الْعَالم، سموا بذلك لاجتنانهم عَن الْأَبْصَار.

وَالْجمع: جِنّان، وهم الجِنَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (ولقد علمت الجِنّة) .

والجِنِّىّ: مَنْسُوب إِلَى الجِنّ أَو الجِنَّة، وَقَوله:

وَيْحَكِ يَا جِنِّيَّ هَل بدا لكِ ... أَن تَرْجعي عَقْلي فقد أنَى لكِ

إِنَّمَا أَرَادَ: امْرَأَة كالجِنَية، إِمَّا فِي جمَالهَا، وَإِمَّا فِي تلونها وابتدالها، وَلَا تكون الجِنّيَّة هُنَا منسوبة إِلَى الجِنّ الَّذِي هُوَ خلاف الْإِنْس حَقِيقَة لِأَن هَذَا الشَّاعِر المتغزل بهَا إنسي، والإنسي لَا يتعشّق جِنّيّة، وَقَول بدر بن عَامر:

وَلَقَد نطقتُ قوافيا إنسِيَّة ... وَلَقَد نطقتُ قوافيَ التَّجْنِين

أَرَادَ بالإنسية الَّتِي يَقُولهَا الْإِنْس، والتجنينُ: مَا يَقُوله الجنّ. وَقَالَ السكرِي: أَرَادَ الْغَرِيب الوحشي.

والجِنَّة: طائف الجِنّ. وَقد جُنّ جَنّا، وجُنونا، واستُجِنّ، قَالَ مليح الْهُذلِيّ:

فَلم أر مثلي يُسْتَجَنّ صَبَابة ... من البَيْن أَو يبكي إِلَى غير وَاصل

وتجنَّن، وتجانَّ، وأجَنَّه الله فَهُوَ مَجْنُون، على غير قِيَاس؛ وَذَلِكَ لأَنهم يَقُولُونَ: جُنَّ، فَبنِي الْمَفْعُول من أجَنَّه الله على هَذَا، وَقَالُوا: مَا أجَنَّه.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقع التَّعَجُّب مِنْهُ بِمَا أَفعلهُ وَإِن كَانَ كالحلق لِأَنَّهُ لَيْسَ بلون فِي الْجَسَد وَلَا بخلقة فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ من نُقْصَان الْعقل.

وَقَالَ ثَعْلَب: جُنّ، الرجل وَمَا أجَنَّه، فجَاء بالتعجب من صِيغَة فعل الْمَفْعُول، وَإِنَّمَا التَّعَجُّب من صِيغَة الْفَاعِل. وَقد قدمت أَن هَذَا وَنَحْوه شَاذ.

والمَجَنَّة: الجِنّ.

وَأَرْض مَجَنَّة: كَثِيرَة الجنّ، وَقَوله:

على مَا أَنَّهَا هزِئت وَقَالَت ... هَنُون أجَنَّ مَنْشأ ذَا قريبُ

أجَنّ: وَقع فِي مَجَنَّة. وَقَوله: " هنون " أَرَادَ: يَا هنون. وَقَوله: منشأ ذَا قريب أَرَادَت: أَنه صَغِير السن تهزأ بِهِ " وَمَا " زَائِدَة: أَي على أَنَّهَا هزئت.

والجانّ: أَبُو الجِن.

والجانّ: الجِنّ، وَهُوَ اسْم جمع كالجامل والباقر، وَفِي التَّنْزِيل: (لم يطمثهن إنْسٌ قبلهم وَلَا جانّ) وَقَرَأَ عَمْرو بن العبيد (فَيَوْمئِذٍ لَا يُسْأل عَن ذَنبه إنسٌ وَلَا جَأنّ) بتحريك الْألف وقلبها همزَة، وَهَذَا على قِرَاءَة أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ: (ولَا الضَألِّين) وعَلى مَا حَكَاهُ أَبُو زيد عَن أبي الْأَصْبَغ وَغَيره: شأبة ومأدة، وَقَول الراجز:

خاطِمَها زَأمَّها أَن تَذْهَبا

وَقَوله:

وجُلُّه حَتَّى ابيأضَّ مَلْبَبُه وعَلى مَا انشده أَبُو عَليّ لكثير:

وَأَنت ابنَ ليلى خيرُ قَوْمك مَشْهدا ... إِذا مَا احمأرَّت بالعبِيط العوامل

وَقَول عمرَان بن حِطَّان الحروري:

قد كنت عندكَ حولا لَا تروّعني ... فِيهِ روائعُ من إنس وَلَا جانِي

إِنَّمَا أَرَادَ: من إنس وَلَا جانّ فأبدل النُّون الثَّانِيَة يَاء.

وَقَالَ ابْن جني: بل حذف النُّون الثَّانِيَة تَخْفِيفًا.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: (أَتجْعَلُ فِيهَا منْ يفسدُ فِيهَا ويَسْفِكُ الدماءَ) : روى أَن خلقا يُقَال لَهُم الجانّ كَانُوا فِي الأَرْض فأفسدوا فِيهَا وسفكوا الدِّمَاء، فَبعث الله مَلَائِكَة أجلتهم من الأَرْض.

وَقيل: إِن هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة صَارُوا سكان الأَرْض بعد الجانّ. فَقَالُوا: يَا رَبًّا أَتجْعَلُ من يفْسد فِيهَا ويسفك الدِّمَاء.

والجانّ: ضرب من الْحَيَّات أكحل الْعَينَيْنِ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة لَا يُؤْذِي. وَهُوَ فِي بيُوت النَّاس.

وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْجمع: جِنَّان، وَقَالَ الخطفي جد جرير يصف إبِلا:

أعناقَ جِنّان وهاماً رُجَّفاً ... وعَنَقاً بعد الرَّسِيم خيْطَفَا

وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يسمون الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم السَّلَام جِنّا لاستتارهم عَن الْعُيُون، قَالَ الْأَعْشَى يذكر سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام:

وسَخَّر من جِنِّ الملائك تِسعةً ... قيَاما لَدَيْهِ يعْملُونَ بِلَا اجْرِ

وَقد قيل فِي قَوْله: (إِلَّا إِبْلِيس كَانَ من الجِنّ) : إِنَّه عَنى الْمَلَائِكَة. وَلَا جن بِهَذَا الْأَمر: أَي لَا خَفَاء، قَالَ الْهُذلِيّ:

وَلَا جِنّ بالبغضاء والنَّظر الشَّزْر

فَأَما قَول الْهُذلِيّ:

أَجِنِّي كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبُ ... أبِيتُ كأنِني أُكْوَى بجَمْر

فَقيل: أَرَادَ: بجِدّي. وَذَلِكَ أَن لفظ " ج ن " إِنَّمَا هُوَ مَوْضُوع للستر على مَا قدمْنَاهُ. وَإِنَّمَا عبر عَنهُ بجدي لِأَن الْجد مِمَّا يلابس الْفِكر ويُجِنّه الْقلب فَكَأَن النَّفس مُجِنَّة لَهُ ومنطوية عَلَيْهِ.

وجِنُّ الشَّبَاب: أَوله.

وَقيل: جِدَّته ونشاطه.

وجِنّ المرح: كَذَلِك، فَأَما قَوْله:

لَا ينفُخُ التقريبُ مِنْهُ الأبهرا ... إِذا عَرَتْهُ جِنُّهُ وأبطرا

فقد يجوز أَن يكون جُنُون مرحه، وَقد يكون الجِنّ هُنَا هَذَا النَّوْع الْمُسْتَتر عَن الْعَالم أَي كَأَن الجِنّ تستحثه، ويقويه قَوْله: " عَرَتْه "؛ لِأَن جِنّ المرح لَا يؤنث، إِنَّمَا هُوَ كجنونه.

وخذه بجِنّه: أَي بحدثانه، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

أرْوَى بجِنّ الْعَهْد سَلْمى وَلَا ... يُنْصِبْك عَهْدُ الملقِ الحُوَّل

وجِنُّ النبت زهره ونوره.

وَقد تجنَّنَت الارض، وجُنَّت جُنُونا، قَالَ:

كُوم تظاهرِنيُّها لمّا رعت ... رَوْضا بِعَيْهمَ والحِمَى مَجْنُونا

وَقيل: جُنّ النبت جُنُونا: غلظ واكتهل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نَخْلَة مَجْنُونَة: إِذا طَالَتْ، وانشد: عجاجَةً ساطعة العثانينْ

تنفض مَا فِي السُّحُق المجانين قَالَ: وَقَالَ أَبُو خيرة: أَرض مَجْنُونَة: معشبة لم يرعها أحد.

والجَنَّة: الحديقة ذَات الشّجر وَالنَّخْل.

وَجَمعهَا: جِنَان، وفيهَا تَخْصِيص، وَقد ابْنَته فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة: لَا تكون الجَنَّة فِي كَلَام الْعَرَب إِلَّا وفيهَا نخيل وعنب. فَإِن لم يكن فِيهَا ذَلِك وَكَانَت ذَات شجر فَهِيَ حديقة وَلَيْسَت بجَنَّة. وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي وَزعم أَنه للبيد:

دَري باليَسَارَي جَنّةً عَبْقريَّة ... مُسَطَّعةَ الأعناقِ بُلْق القَوادم

قَالَ: يَعْنِي بالجَنَّة: إبِلا كالبستان، ومسطعة: من السطاع: وَهِي سمة فِي الْعُنُق، وَقد تقدم.

وَعِنْدِي: أَنه " جِنَّة " بِالْكَسْرِ؛ لِأَنَّهُ قد وَصفه بعبقرية: أَي إبِلا مثل الجِنَّة فِي حدتها ونفارها، على أَنه لَا يبعد الأول، وَإِن وصفهَا بالعبقرية؛ لِأَنَّهُ لما جعلهَا جنَّة استجاز أَن يصفها بالعبقرية.

وَقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ مَا اخْرُج الرّبيع من ألوانها وأوبارها وَجَمِيل شارتها وَقد قيل: كل جيد عبقري، فَإِذا كَانَ ذَلِك فَجَائِز أَن تُوصَف بِهِ الجَنَّة، وَأَن تُوصَف بِهِ الجِنَّة.

والجِنّيَّة: مطرف مدور على خلقَة الطيلسان يلبسهَا النِّسَاء.

ومَجَنَّة: مَوضِع، قَالَ:

وَهل أرِدَنْ يَوْمًا مياه مَجَنَّة ... وَهل يَبدون لي شامة وطَفِيل

وَكَذَلِكَ: مِجَنَّة، وَهِي على أَمْيَال من مَكَّة، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَوَافى بهَا عُسفان ثمَّ أَتَى بهَا ... مَجَنَّة تصفو فِي القِلاَل وَلَا تغِلي قَالَ ابْن جني: تحْتَمل مَجَنَّة وزنين. أَحدهمَا: أَن تكون " مَفْعَلة " من الْجُنُون؛ كَأَنَّهَا سميت بذلك لشَيْء يتَّصل بالجِنّ أَو بالجِنَّة، اعني الْبُسْتَان أَو مَا هَذِه سَبيله. وَالْآخر: أَن تكون " فَعَلَّة " من مَجَن يَمْجُن، كَأَنَّهَا سميت بذلك لِأَن ضربا من المُجُون كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبه صَنْعَة علم الْعَرَب، قَالَ: فَأَما لأي الْأَمريْنِ وَقعت التَّسْمِيَة فَذَاك أَمر طَرِيقه الْخَبَر.

وَكَذَلِكَ: الجُنَيْنَة، قَالَ:

ممَّا يَضُمُّ إِلَى عمرَان حاطبُه ... من الجُنَيْنَة جَزْلاً غير مَوْزُون

والجَنَاجِن: عِظَام الصَّدْر.

وَقيل: رُءُوس الأضلاع، يكون ذَلِك للنَّاس وَغَيرهم، قَالَ الأسعر الْجعْفِيّ:

لَكِن قَعِيدةُ بيتنا مجفوَّة ... بادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِها وَلها غِنَى

وَقَالَ الْأَعْشَى:

أثَّرت فِي جناجن كإران ال ... مَيْت عولِين فَوق عُوج رِسَال

وَاحِدهَا: جِنْجِن، وجَنْجَن، وَحَكَاهُ الْفَارِسِي بِالْهَاءِ وَغير الْهَاء.

وَقيل: وَاحِدهَا جُنْجُون.

الْإِسْنَاد

الْإِسْنَاد: رفع الحَدِيث إِلَى قَائِله.
(الْإِسْنَاد) (عِنْد عُلَمَاء الْعَرَبيَّة) ضم كلمة إِلَى أُخْرَى على وَجه يُفِيد معنى تَاما
الْإِسْنَاد: (تكيه دادن جيزى رابجيزى ونسبت جيزى بسوي جيزي) . وَفِي الْعرف ضم أَمر إِلَى آخر بِحَيْثُ يُفِيد فَائِدَة تَامَّة. وَقد يُطلق بِمَعْنى النِّسْبَة مُطلقًا وَلما كَانَ بحث النُّحَاة فِي الْأَلْفَاظ فسروه بِأَنَّهُ نِسْبَة إِحْدَى الْكَلِمَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى بِحَيْثُ تفِيد الْمُخَاطب فَائِدَة تَامَّة يَصح السُّكُوت عَلَيْهَا بِأَن لَا يحْتَاج السَّامع إِلَى الْمَحْكُوم عَلَيْهِ أَو الْمَحْكُوم بِهِ. والإسناد فِي أصُول الحَدِيث أَن يَقُول الْمُحدث عِنْد رِوَايَة الحَدِيث حَدثنَا فلَان عَن فلَان عَن فلَان عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ثمَّ الْإِسْنَاد عِنْد أَرْبَاب الْمعَانِي على نَوْعَيْنِ الْحَقِيقَة الْعَقْلِيَّة وَالْمجَاز الْعقلِيّ وجعلهما صَاحب التَّلْخِيص صفتين للإسناد وَعبد القاهر والسكاكي صَاحب الْمِفْتَاح جَعلهمَا صفتين للْكَلَام وَالْأولَى مَا ذهب إِلَيْهِ الْخَطِيب الدِّمَشْقِي صَاحب التَّلْخِيص حَيْثُ قَالَ فِي الْإِيضَاح وَإِنَّمَا اخترناه لِأَن نِسْبَة الشَّيْء الَّذِي يُسمى حَقِيقَة أَو مجَازًا إِلَى الْعقل على هَذَا التَّفْسِير بِلَا وَاسِطَة وعَلى قَوْلهمَا لاشْتِمَاله على مَا ينْسب إِلَى الْعقل أَعنِي الْإِسْنَاد. وَقَالَ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ فِي المطول يَعْنِي أَن تَسْمِيَة الْإِسْنَاد حَقِيقَة عقلية إِنَّمَا هِيَ بِاعْتِبَار أَنه ثَابت فِي مَحَله ومجازا بِاعْتِبَار أَنه متجاوز عَنهُ وَالْحَاكِم بذلك هُوَ الْعقل دون الْوَضع لِأَن إِسْنَاد كلمة إِلَى كلمة شَيْء يحصل بِقصد الْمُتَكَلّم دون وَاضع اللُّغَة فَإِن ضرب مثلا لَا يَصح خَبرا عَن زيد بواضع اللُّغَة بل بِمن قصد إِثْبَات الضَّرْب فعلا لَهُ وَإِنَّمَا الَّذِي يعود إِلَى الْوَاضِع أَنه لإِثْبَات الضَّرْب دون الْخُرُوج وَإنَّهُ لإثباته فِي الزَّمَان الْمَاضِي دون الْمُسْتَقْبل. فالإسناد ينْسب إِلَى الْعقل بِلَا وَاسِطَة وَالْكَلَام ينْسب إِلَيْهِ بِاعْتِبَار أَن إِسْنَاده مَنْسُوب إِلَيْهِ انْتهى. فالإسناد مَنْسُوب إِلَى الْعقل بِلَا وَاسِطَة وَالْكَلَام ينْسب إِلَيْهِ بِاعْتِبَار أَن إِسْنَاده مَنْسُوب إِلَيْهِ وتعريف الْحَقِيقَة الْعَقْلِيَّة وَالْمجَاز الْعقلِيّ فِي مَحلهمَا.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.