Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: براز

وزق

(وزق) : هو مُسْتَوْزَقٌ عليه: إذا لم يَسْتَطِع الــبَرازَ
وزق:
وزيقة: ثأر représailles هلو؛ أنظر وسيقة.
ورْك: في (محيط المحيط): الورْك في اللعب الغلبة والجمع وزوك. وذلك من كلام بعض العامة. وهم يبنون منه فعلاً ويقولون وزكهُ والمغلوب موزوك).
وازك والجمع وُزْوكَ: الفوز في لعبة وِزك (محيط المحيط).

وَرَدَ

(وَرَدَ)
(هـ) فِيهِ «اتَّقُوا الــبِرازَ فِي الْمَوَارِدِ» أَيِ المَجاري والطُّرُق إِلَى الْمَاء، واحِدُها: مَوْرِدٌ، وَهُوَ مَفْعِل مِنَ الْوُرُودِ. يُقَالُ: وَرَدْتُ الماءَ أَرِدُهُ وُرُوداً، إِذَا حَضَرْتَه لِتَشْرَب.
والْوِرْدُ: الْمَاءُ الَّذِي تَرِدُ عَلَيْهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ أخَذَ بِلسانه وَقَالَ: هَذا الَّذي أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ» أرَادَ المَوارِدَ المُهْلِكة، واحِدَتُها: مَوْرِدَة. قَالَهُ الْهَرَوِيُّ.
وَفِيهِ «كَانَ الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرين يَقْرآن الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخرِه وَيَكْرَهَان الْأَوْرَادَ» الْأَوْرَادُ: جَمْعُ وِرْد، وَهُوَ بِالْكَسْرِ: الجُزْء. يُقال: قَرَأْتُ وِرْدِي. وَكَانُوا قَدْ جَعَلوا الْقُرْآنَ أجْزاءً، كُلُّ جُزْءٍ مِنْهَا فِيهِ سُوَرٌ مُخْتَلِفة عَلَى غَيْرِ التَّألِيف حَتى يُعْدِّلوا بَيْن الأجْزاء ويُسَوُّوها.
وَكَانُوا يُسَمُّونها الأوْرَاد.
وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «مُنْتَفِخَة الْوَرِيدِ» هُو العِرْق الَّذِي فِي صَفْحة العُنُق يَنْتَفِخ عِنْدَ الغَضَب، وهُما وَرِيدَانِ، يَصِفُها بِسُوء الخُلُق وكَثْرة الغَضَب.

ضَحْضَحَ

(ضَحْضَحَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي طَالِبٍ «وجَدْتُه فِي غَمَرات مِنَ النَّارِ فأخْرَجْتُه إِلَى ضَحْضَاحٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «أَنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نارٍ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغَه» الضَّحْضَاح فِي الأصْل:
مارقّ مِنَ الْمَاءِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَا يبلُغ الكَعْبين، فاستَعارَه لِلنَّارِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمرو بْنِ الْعَاصِ يَصف عَمْر، قَالَ: «جانَب غَمْرتها، ومَشى ضَحْضَاحها وَمَا ابتَّلت قَدَماه» أَيْ لَمْ يتعلَّق مِنَ الدُّنْيَا بشَيءٍ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
ضَحْضَحَ السَّرابُ: تَرَقْرَقَ، كتَضَحْضَحَ.
والضِّحُّ، بالكسر: الشَّمْسُ، وضَوْءُها، والــبَرازُ من الأرضِ، وما أصابَتْهُ الشمسُ، ومنه:
"جاءَ بالضِّحِّ والرِّيحِ"، ولا تَقُلْ بالضِّيحِ، أي: بما طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ وما جَرَتْ عليه الرِّيح.
والضَّحْضاحُ: الماءُ اليسيرُ،
كالضَّحْضَحِ، أو إلى الكَعْبَيْنِ، أو أنْصافِ السُّوقِ، أو ما لا غَرَقَ فيه، والكثيرُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ.
والضَّحْضَحَةُ والضَّحْضَحُ والضُّحْضُحُ: جَرْيُ السَّرابِ.
وضَحْضَحَ: تَبَيَّنَ.

بَعُدَ

(بَعُدَ)
- فِيهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْــبَرَازَ أَبْعَد» وَفِي أُخْرَى يَتَبَعَّد، وَفِي أُخْرَى يُبْعِد فِي الْمَذْهَبِ، أَيِ الذِّهَابِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رجُلا جَاءَ فَقَالَ: إِنَّ الأَبْعَدَ قَدْ زَنَى» مَعْنَاهُ المُتَبَاعِد عَن الْخَيْرِ والعِصْمة. يُقَالُ بَعِدَ بِالْكَسْرِ عَنِ الْخَيْرِ فَهُوَ بَاعِد، أَيْ هَالك والبُعْد الْهَلَاكُ. والأَبْعَد الْخَائِنُ أَيْضًا.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «كبَّ اللَّهُ الأَبْعَد لِفِيه» .
وَفِي شَهَادَةِ الْأَعْضَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «بُعْداً لَكُنَّ وَسُحْقًا» أَيْ هَلاكا. ويَجُوز أَنْ يَكُونَ مِنَ البُعْد ضِدَّ الْقُرْبِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ «هَلْ أَبْعَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ» كَذَا جَاءَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَمَعْنَاهَا: أنْهَى وأبْلَغ؛ لأنَّ الشَّيْءَ المُتَناهِيَ فِي نَوْعِهِ يُقال قَدْ أَبْعَد فِيهِ. وَهَذَا أمْرٌ بَعِيد، أَيْ لَا يَقَعُ مثلُه لِعظَمِه. وَالْمَعْنَى أَنَّكَ اسْتَعْظَمْت شَأْنِي واسْتَبْعَدْت قَتْلِي، فَهَلْ هُوَ أَبْعَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ.
وَالرِّوَايَاتُ الصَّحِيحَةُ: أعْمَدُ بِالْمِيمِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُهاجِرِي الحبَشَة «وجِئنا إِلَى أَرْضِ البُعَدَاء» هُم الْأَجَانِبُ الَّذِينَ لَا قَرابَة بَيْنِنَا وَبَيْنَهُمْ، واحِدُهم بَعِيد.
وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بن أرْقم «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبهم فَقَالَ: أَمَّا بَعْد» قَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ، وتَقدِيرُ الْكَلَامِ فِيهَا: أَمَّا بَعْدَ حمدِ اللَّهِ تَعَالَى فَكَذَا وَكَذَا. وبَعْدُ مِن ظُرُوفِ الْمَكَانِ الَّتِي بَابُها الْإِضَافَةُ، فَإِذَا قُطِعَت عَنْهَا وحُذف الْمُضَافُ إِلَيْهِ بُنِيت عَلَى الضَّمِّ كقَبْل.
وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ»
أَيْ مِنْ قَبْلِ الْأَشْيَاءِ وَمِنْ بعدِها.

بَرْزَخَ

(بَرْزَخَ)
- فِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ «فِي بَرْزَخ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» البَرْزَخ:
مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ مِنْ حَاجِزٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ صَلَّى بِقَوْمٍ فأسْوَى بَرْزَخاً» أَيْ أسْقَط فِي قِراءته مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ انْتَهَى إِلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ «وسُئل عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الوسْوَسة فَقَالَ: تِلْكَ بَرَازِــخُ الْإِيمَانِ» يُريد مَا بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ. فَأَوَّلُهُ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَدْنَاهُ إِمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ. وَقِيلَ أَرَادَ مَا بَيْنَ اليَقِين وَالشَّكِّ. والــبَرَازِــخُ جَمْع بَرْزَخ.

علم الأخلاق

علم الأخلاق:
[في الانكليزية] Ethics ،morals
[ في الفرنسية] Ethique morale
هو علم السلوك وقد سبق في المقدمة، وهو من أنواع الحكمة العملية، ويسمّى تهذيب الأخلاق والحكمة الخلقية أيضا كما مرّ في بيان تقسيم الحكمة في المقدمة أيضا.
علم الأخلاق
وهو قسم من: الحكمة العملية.
قال ابن صدر الدين في (الفوائد الخاقانية) : وهو علم بالفضائل، وكيفية اقتنائها، لتتحلى النفس بها، وبالرذائل: وكيفية توقيها، لتتخلى عنها.
فموضوعه: الأخلاق، والملكات، والنفس الناطقة، من حيث: الاتصاف بها.
وهاهنا شبهة قوية، وهي: أن فائدة هذا العلم: إنما تتحقق، إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغير.
والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - عليه الصلاة والسلام -: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام).
وروي عنه - عليه الصلاة والسلام - أيضا: (إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوه، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوه، فإنه سيعود إلى ما جبل عليه).
وقوله عز وجل: (إلا إبليس، كان من الجن، ففسق عن أمر ربه).. ناظر إليه أيضا.
وأيضا الأخلاق: تابعة للمزاج، والمزاج: غير قابل للتبديل، بحيث يخرج عن عرضه، وأيضا السيرة تقابل الصورة، وهي لا تتغير.
والجواب: أن الخلق ملكة يصدر بها عن النفس أفعال بسهولة، من غير فكر وروية.
والملكة: كيفية راسخة في النفس، لا تزول بسرعة.
وهي قسمان: أحدهما: طبيعية، والآخر: عادية.
أما الأولى: فهي أن يكون مزاج الشخص في أصل الفطرة، مستعدا لكيفية خاصة كامنة فيه، بحيث يتكيف بها بأدنى سبب، كالمزاج الحار اليابس، بالقياس إلى الغضب، والحار الرطب بالقياس إلى الشهوة، والبارد الرطب بالنسبة إلى النسيان، والبارد اليابس بالنسبة إلى البلادة.
وأما العادية: فهي أن يزاول في الابتداء فعلا باختياره؛ وبتكرره والتمرن عليه تصير ملكة، حتى يصدر عنه الفعل بسهولة، من غير روية.
ففائدة هذا العلم: بالقياس إلى الأولى: إبراز ما كان كامنا في النفس.
وبالقياس إلى الثانية: تحصيلها.
وإلى هذا يشير ما روي عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم -: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ولهذا قيل: إن الشريعة قد قضت الوطر عن أقسام الحكمة العملية، على أكمل وجه، وأتم تفصيل. انتهى.
وفيه: كتب كثيرة، منها:
علم الأخلاق
هو قسم من الحكمة العملية.
قال الأرنيقي في مدينة العلوم: هو علم يعرف منه أنواع الفضائل وهي اعتدال ثلث قوي وهي القوة النظرية والغضبية والشهوية منها أوساط بين الرذيلتين.
الحكمة: وهي كمال القوة النظرية وهي التوسط بين الرذيلتين البلادة والجريزة الأول تفريطها والثاني إفراطها.
والشجاعة: وهي كمال القوة الغضبانية وهي التوسط بين الرذيلتين الجبن والتهور الأول تفريطها والثاني إفراطها.
والعفة: وهي كمال القوة الشهوية وهي التوسط بين الرذيلتين الخمود والفجور والأول تفريطهما والثاني إفراطها وهذه الثلاثة أعني الحكمة والشجاعة والعفة تذكر في علم الأخلاق تعريفاتها.
ثم طريق العلاج بأن يفتر عن طرفي التوسط ويعتدل في الوسط وخير الأمور أوساطها.
وموضوع هذا العلم: الملكات النفسانية من حيث تعديلها بين الإفراط والتفريط.
ومنفعته: أن يكون الإنسان كاملة أفعاله بحسب الإمكان ليكون أولاه سعيدا أو أخراه حميدا انتهى.
قال ابن صدر الدين في الفوائد الخاقانية: وهو علم بالفضائل وكيفية اقتنائها لتتحلى النفس بها وبالرذائل وكيفية توقيها لتتخلى عنها. فموضوعه: الأخلاق والملكات والنفس الناطقة من حيث الاتصاف بها وهاهنا شبهة قوية وهي أن الفائدة في هذا العلم إنما تتحقق إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغيير والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام".
وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أيضا: "إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا أو إذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا فإنه سيعود إلى ما جبل عليه" وقوله عز وجل {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} ناظر إليه أيضا.
وأيضا الأخلاق تابعة للمزاج والمزاج غير قابل للتبديل بحيث يخرج عن عرضه.
وأيضا السيرة تقابل الصورة وهي لا تتغير.
والجواب: إن الخلق ملكة تصدر بها عن النفس أفعال بسهولة من غير فكر وروية.
والملكة راسخة في النفس لا تزول بسرعة وهي قسمان: أحدهما طبيعية والآخر عادية.
أما الأولى: فهي أن يكون مزاج الشخص في أصل الفطرة مستعدا لكيفية خاصة كامنة فيه بحيث يتكيف بها بأدنى سبب كالمزاج الحار اليابس بالقياس إلى الغضب والحار الرطب بالقياس إلى الشهوة والبارد الرطب بالنسبة إلى النسيان والبارد اليابس بالنسبة إلى البلادة.
وأما العادية فهي: أن يزاول في الابتداء فعلا باختياره وبتكرره والتمرن عليه يصير ملكة حتى يصدر عنه الفعل بسهولة من غير روية.
ففائدة هذا العلم بالقياس إلى الأولى إبراز ما كان كامنا في النفس وبالقياس إلى الثانية تحصيلها وإلى هذا يشير ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ولهذا قيل: إن الشريعة المصطفوية قد قضت الوطر عن أقسام الحكمة العملية على أكمل وجه وأتم تفصيل انتهى.
وفيه كتب كثيرة منها: أخلاق الأبرار والنجاة من الأشرار لأبي حامد الغزالي وأخلاق الشيخ الرئيس وأخلاق راغب وأخلاق علائي وأخلاق عضد الدين الأيجي وأخلاق فخر الدين الرازي وأخلاق الناصري ورسائل إخوان الصفا وخلان الوفا وأخلاق جلالي للمحقق الدواني.
وعبارة مدينة العلوم ومن الكتب المختصرة فيه كتاب البر والإثم لأبي علي ابن سينا وكتاب الفوز لأبي علي مسكويه ومن المبسوطة كتاب الإمام فخر الدين بن الخطيب الرازي انتهى
قلت: وقد قضت الشريعة المصطفوية حق علم الأخلاق فلم تدع لأحد فيه مثالا يقوله وكلاما يتلكم به فالكتاب والسنة يكفيان لمن يريد إدراك هذا العلم والتحلي به عن تلك الكتب المشار إليها فإن الصباح يغني عن المصباح

سريال

سريال
سُرْياليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سُرْياليّة: خياليّ مُبْرِز للأحوال اللاّشعورية "مشهد سرياليّ يدعو للدهشة- شعر/ فنّ/ رسم/ سرياليّ". 

سُرْياليَّة [مفرد]: (دب، فن) اتّجاه معاصر في الفنّ والأدب يذهب إلى ما فوق الواقع، ويعوّل خاصّة على إبراز الأحوال اللاّشعوريّة. 

فَرسَخ

فَرسَخ
: (الفَرْسَخُ، ذكرَه الجوهريُّ) فِي كِتَابه (وَلم يَذكُر لَهُ معنى) ، لأَنّه قَالَ: الفَرْسَخُ واحدُ الفَراسِخ فارسيٌّ معرّبٌ.
وَقد يُقَال إِنّه لم يَثْبُتّ عندهُ مَا ذكرَه المصنّف من الْمعَانِي، فَلَا يُؤاخَذ بِهِ. (وَهُوَ السُّكُون) ، ذكرَه غيرُ واحدٍ من أَئمّةِ الغَرِيب. (و) الفَرْسَخ (السَّاعَةُ) من النَّهَار، قَالَت الكِلاَبيّة: فَراسِخُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ: ساعاتُهما وأَوْقاتُهما. وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَة: هؤلاءِ قَوْمٌ لَا يَعرفُون مَواقيتَ الدَّهْر وفَرَاسِخَ الأَيّام، قَالَ: حَيْثُ يأْخُذُ اللَّيْلُ مِن النَّهار. والفَرْسَخُ من المسافَةِ المعلومةِ فِي الأَرض مأْخُوذٌ مِنْهُ. ويُوجد فِي نسخ (الْمِصْبَاح) : الفَرْسَخةُ: السَّعَةُ، وَمِنْه أُخِذ فَرسَخُ الطَّرِيقِ. والصَّواب أَنَّ الذَّي بِمَعْنى السَّعَة هُوَ الفَرْشَخَة، بالشِّين الْمُعْجَمَة، وَهِي الَّتِي تَلِيهَا.
(و) الفَرْسَخ: (الرَّاحَة. وَمِنْه) أُخِذَ فَرْسَخُ الطَّرِيقِ (كَمَا قيل، وَهُوَ (ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ هاشِمِيّة) ، أَو ستّة، (أَو اثْنَا عَشَرَ أَلفَ ذرَاعٍ، أَو عَشَرَةُ آلافِ) ذِراع، سُمِّيَ بذالك لأَنّ صاحِبَه. إِذا مَشَى قَعَد واسْتَرَاح، من ذالك، كأَنّه سكَنَ قعَدَ واسْتَرَاح، من ذالك، كأَنّه سكَنَ. (و) الفَرْسَخ: (الفُرْجَةُ) ، هاكذا بضَمِّ الفاءِ وَالْجِيم بعد الرّاءِ فِي سَائِر النُّسْخ. (و) يُقَال ل (شَيءٍ لَا فَرْجَة فِيهِ) : فرْسخٌ، هاكذا ضُبِطَ، (كأَنَّه) على السلْبِ، وَهُوَ (ضدٌّ. و) قَوْلهم انتظَرتُك فَرْسَخاً، أَي (الطَّوِيل من الزَّمَانِ) ، أَي من اللّيل أَو من النَّهَار، وكأَنّ الفَرْسَخَ أُخِذَ من هاذا، (و) الفرسخ (الفَيْنَة) ، وَفِي نُسخة: (بَرازِــخُ بينَ السُّكُون والحَرَكَة. و) عَن ابْن شُمَيْل: (: الفَرْسَخُ: الشَّيْءُ الدائمُ الكثيرُ الّذي لَا ينْقَطِعُ) ، وَهِي كُلِّيَّة عِنْده.
(والتَّفَرْسُخُ) ، هاكذا فِي النُّسخ عندنَا، وَفِي بعض الأُمُّهَات: والفَرْسَخ. (والافْرِنْسَاخُ: انكِسَارُ البَرْدِ) ، وَقَالَ بعضُ الْعَرَب: أَعْصَبَت السّمَاءُ أَيّاماً بعَيْنٍ مَا فِيهَا فَرْسَخ، أَي لَيْسَ فِيهَا فُرْجَةٌ وَلَا إِقلاعٌ، (كالفَرْسَخَةِ. و) الافْرِنْسَاخُ: (انْفِرَاجُ الهَمِّ وانكِسَارُ الحُمَّى) ، يُقَال: فعرْسَخَ عنّى المعرَضُ وافْرَنْسَخَ، أَي تباعَدَ، وكذالك تَفَرْسَخَت عَنهُ الحُمَّى وغيرُهَا من الأَمراضِ.
(وسَرَاوِيلُ مُفْرسَخَةٌ: واسعَةٌ) ، من الفَرسَخة، وَهِي السَّعَة، على مَا فِي الْمِصْبَاح.
(فَرسَخ)
يُقَال فرسخت عَنهُ الْحمى وَالْمَرَض وَالْبرد ذهب

علم الآيات المشتبهات

علم الآيات المشتبهات
كإبراز القصة الواحدة، في صور شتى، وفواصل مختلفة؛ بأن يأتي في: موضع مقدما، وفي آخر مؤخرا؛ أو في موضع بزيادة، وفي موضع بدونها؛ أو مفردا، ومنكرا، وجمعا؛ أو بحرف وبحرف أخرى؛ أو مدغما، ومنونا،... إلى غير ذلك من الاختلافات.
وهو من: فروع علم التفسير.
وأول من صنف فيه: الكسائي.
ونظمه: السخاوي.
و (البرهان، في توجيه متشابه القرآن)، و(درة التنزيل)، و(غرة التأويل) وهو أحسن منه؛ و(كشف المعاني عن متشابه المثاني)، و(ملاك التأويل) أحسن من الجميع؛ و(قطف الأزهار، في كشف الأسرار).

مصرت

(مصرت)
الحلوب مصورا قل لَبنهَا والناقة أَو الشَّاة مصرا حلبها بأطراف الْأَصَابِع وَالعطَاء جعله قَلِيلا وَالْفرس دربه لإبراز مقدرته على الجري

النبر

(النبر) فِي النُّطْق إبراز أحد مقاطع الْكَلِمَة عِنْد النُّطْق

(النبر) القراد (ج) أنبار ونبار
النبر:
هو صفة للهمزة، تعني الحدة، وعليه الأكثرون، ويسمى بـ (النبرة)، وقيل: " النبرة دون الهمزة، وهي أن تخفف فيذهب معظمها ويخف النطق بها فتصير نبرة، أي همزة غير مشبعة "، بمعنى همزة مسهلة بين بين.

علم الآيات المتشابهات

علم الآيات المتشابهات
كإبراز القصة الواحدة في سور شتى وفواصل مختلفة بأن يأتي في موضع مقدما وفي آخر مؤخرا وفي موضع بزيادة وفي موضع بدونها أو مفردا ومنكرا وجمعا أو بحرف وبحرف أخرى أو مدغما ومنونا إلى غير ذلك من الاختلافات.
وهو من فروع التفسير.
وأول من صنف فيه الكسائي ونظمه السخاوي.
ومما صنف فيه: البرهان في توجيه متشابه القرآن و: درة التنزيل وغرة التأويل وهو أحسن منه و: كشف المعاني عن متشابه المثاني و: ملاك التأويل أحسن من الجميع و: قطف الأزهار في كشف الأسرار.

الأَشَاءَةُ

الأَشَاءَةُ:
بالفتح، وبعد الألف همزة مفتوحة، وتاء التأنيث: موضع، أظنّه باليمامة أو ببطن الرمّة، قال زياد بن منقذ العدويّ:
يا ليت شعري عن جنبي مكشّحة، ... وحيث تبنى من الحنّاءة الأطم
عن الأشاءة هل زالت مخارمها، ... أم هل تغير من آرامها إرم؟
قالوا: الحنّاءة الجصّ، والأشاءة في الأصل صغار النخل، وقال إسمعيل بن حماد: الأشاءة همزته منقلبة عن الياء لأنّ تصغيره أشيّ، وقد ردّ ابن جنّي هذا وأعظمه، وقال: ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها فاء ولاما وهي أاءة وأجأ، وأخبرني أبو علي أنّ محمد بن حبيب حكى في اسم علم أتاءة، وذهب سيبويه في قولهم ألاءة وأشاءة إلى أنهما فعالة مما لامه همزة، فأما أباءة فذكر أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو عليّ عنه أنها من ذوات الياء من أبيت فأصلها عنده أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية حتى صرن عباءة وصلاءة وعطاءة في قول من همز، ومن لم يهمز، أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي، وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء وأصلها أباية المعنى الذي وجده في أباءة من أبيت وذلك أنّ الأباءة هي الأجمة وهي القصبة، والجمع بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة بما ينبت فيها من القصب وغيره من السلوك والتصرف، وخالفت بذلك حكم البراح والــبراز وهو النّقيّ من الأرض، فكأنها أبت وامتنعت على سالكها فمن ههنا حملها عندي على أبيت، فأما ما ذهب إليه سيبويه أنّ ألاءة وأشاءة مما لامه همزة، فالقول فيه عندي أنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء كعباءة وصلاءة وعطاءة لأنه وجدهم يقولون عباءة وعباية وصلاءة وصلاية وعطاءة وعطاية فيهن على أنها بدل الياء التي ظهرت فيهن لاما، ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا ألاية ورفضوا فيهما الياء البتة دلّه ذلك على أن الهمزة فيهما لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء، ولو كانت الهمزة فيهما بدلا لكانوا خلقاء أن يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في عباءة وأختيها، وليس في ألاءة وأشاءة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية، فلهذا جاز لأبي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم ينطقوا فيها بالياء.

الْغَائِط

(الْغَائِط) المنخفض الْوَاسِع من الأَرْض يُقَال ذهب إِلَى الْغَائِط وَجَاء مِنْهُ كِنَايَة عَن التبرز وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَو جَاءَ أحد مِنْكُم من الْغَائِط} كِنَايَة عَن التبرز وَالْــبرَاز نَفسه (ج) غوط وغياط

بِنارُ

بِنارُ:
بكسر أوله، وآخره راء: من قرى بغداد مما يلي طريق خراسان من ناحية براز الروذ، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن بدر البناري، حدث عن سعد الخير الأنصاري، وسمع من أبي الوقت السّجزي وأبي المعمر الأنصاري، حدث عنه محمد بن أبي المكارم البعقوبي، وكان سماعه في سنة 560.

التاجُ

التاجُ:
اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة، كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد، ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي، وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامّه من الدور المعمورة المعظمة: كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى ابن خالد بن برمك، وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك، فنهاه أبوه يحيى فلم ينته، فقال: إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقضّ فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك، فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم وأتقن بناءه وأنفق عليه الأموال الجمّة، فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا، فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيّأ له، هذا ومؤنس ساكت، فقال له جعفر: ما لك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا؟ فقال: حسبي ما قالوا، فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال: وأنت إذا فنك، فقد أقسمت لتقولن، فقال: أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق، قال: نعم واختصر، فقال: أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا؟ قال: حسبك فقد فهمت، فما الرأي؟ قال:
إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون. فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد، فقال له: من أين أقبلت وما الذي أخّرك إلى الآن؟
فقال: كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة، فقال له الرشيد: وللمأمون بنيته! قال: نعم يا أمير المؤمنين، لأنه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصحّ مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو، وقد كتبت إلى النواحي
باتخاذ فرش لهذا الموضع، وقد بقي شيء لم يتهيأ اتخاذه وقد عوّلنا على خزائن أمير المؤمنين، إما عارية أو هبة، قال: بل هبة، وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال: أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك، وو الله لا سكنه أحد سواك ولا تمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا، وزال من نفس الرشيد ما كان خاطره وظفر بالقصر بطمأنينة، فلم يزل جعفر يتردّد إليه أيام فرجه ومتنزّهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد، وكان إلى ذلك الوقت يسمّى القصر الجعفري، ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحبّ المواضع إليه وأشهاها لديه، واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيّزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيّا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلّى وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية، وهي إلى الآن الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزّرّادين، وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن ابني سهل، ثم توجّه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن، ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر إلى المأمون، فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق، فوردها في سنة 198، ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني، وشفع ذلك أن تزوّج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفضل، فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 203 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصّلح، ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر، وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله، وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة، وكان يقال له القصر الحسني. فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور، بقي القصر لابنته بوران إلى أيّام المعتمد على الله، فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه، فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها، وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمّه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملأت خزائنه بأنواع الطّرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه الجواري والخدم الخصيان، ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره، فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحبّ البقاع إليه، وكان يتردّد فيما بينه وبين سرّ من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى ثم توفي المعتمد، وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 279، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام، وحمل إلى سامرّاء فدفن بها، ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفّق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل، فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسّعه وكبّره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج وجمع الرجال لحفر الأساسات، ثم اتفق خروجه إلى آمد، فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثّريّا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني، وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه، وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره. ثم مات المعتضد بالله في
سنة 289، وتولى ابنه المكتفي بالله فأتمّ عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوى الإيوان، وردّ أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى، فكان الآجرّ ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسنّاة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها، ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته، فبكى أبو عبد الله النقري وقال: إن فيما نراه لمعتبرا، نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسنّاة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر، فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر! وبذيل منه:
كلدت حوله الأبنية والدور، من جملتها قبة الحمار، وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف، وهي عالية مثل نصف الدائرة. وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيّا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع، ووقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة أحد مرافقها، وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام، ثم أطفئت، وقد صيّرته كالفحمة، وكانت آية عظيمة، ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجصّ والآجر دون الأساطين الرخام، وأهمل إتمامه حتى مات، وبقي كذلك إلى سنة 574، فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشقّ أساسها ووضع البناء فيه على خطّ مستقيم من مسناة التاج، واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعدّ من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأئمة للمبايعة، وهو الذي يدعى اليوم التاج.

تَامَوَّا

تَامَوَّا:
بفتح الميم، وتشديد الراء، والقصر وليس في أوزان العرب له مثال: وهو طسوج من سواد بغداد بالجانب الشرقي، وله نهر واسع يحمل السفن في أيام المدود، ومخرج هذا النهر من جبال شهرزور والجبال المجاورة لها، وكان في مبدإ عمله خيف أن ينزل من الأرض الصخرية إلى الترابية فيحفرها، ففرش سبعة فراسخ وسيق على ذلك الفرش سبعة أنهار، كل نهر منها لكورة من كور بغداد، وهي:
جلولاء، مهروذ، طابق، برزى، براز الروز، النهروان، الذنب، وهو نهر الخالص وقال هشام ابن محمد: تامرّا والنهروان ابنا جوخي حفرا هذين النهرين فنسبا إليهما وقال عبيد الله بن الحر:
ويوما بتامرّا، ولو كنت شاهدا ... رأيت، بتامرّا، دماءهم تجري
وأحفيت بشرا يوم ذلك طعنة ... دوين التراقي فاستهلّوا على بشر
وتامرّا وديالى: اسم لنهر واحد.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.