Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=66550#f58277
(المحرضــة) وعَاء الحرض
حرض: التَّحْرِيض: التَّحْضِيض. قال الجوهري: التَّحْرِيضُ على القتال
الحَثُّ والإِحْماءُ عليه. قال اللّه تعالى: يا أَيها النبيُّ حَرِّض
الكؤمنين على القِتال؛ قال الزجاج: تأْويله حُثَّهم على القتال، قال: وتأْويل
التَّحْرِيض في اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يعلم معه أَنه حارِضٌ
إِنْ تَخَلَّف عنه، قال: والحارِضُ الذي قد قارب الهلاك. قال ابن سيده:
وحَرَّضَه حَضَّه. وقال اللحياني: يقال حارَضَ فلان على العمل وواكَبَ
عليه وواظَبَ وواصَبَ عليه إِذا داوَمَ القتال، فمعنى حَرِّض المؤمنين على
القتال حُثَّهم على أَن يُحارِضُوا أَي يُداوِمُوا على القتال حتى
يُثْخِنُوهم.
ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ: لا يرجى خيره ولا يخاف شرُّه، الواحد والجمع
والمؤنث في حَرَض سواء، وقد جمع على أَحْراض وحُرْضان، وهو أَعْلى، فأَما
حَرِضٌ، بالكسر، فجمعه حَرضُون لأَن جمع السلامة في فَعِل صفةً أَكثرُ، وقد
يجوز أَن يكسَّر على أَفعال لأَن هذا الضرب من الصفة ربما كُسِّر عليه نحو
نَكِدٍ وأَنْكاد. الأَزهري عن الأَصمعي: ورجل حارَضة للذي لا خير فيه.
والحُرْضان: كالحَرِضِ والحَرَض، والحَرِضُ والحَرَضُ الفاسد. حَرَضَ
الرجلُ نفْسَه يَحْرِضُها حَرْضاً: أَفسدها. ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ أَي فاسد
مريض في بنائه، واحدُه وجمعه سواء. وحَرَضه المرضُ وأَحْرَضَه إِذا أَشفى
منه على شرف الموت، وأَحْرَضَ هو نفسَه كذلك.
الأَزهري: المُحْرَضُ الهالك مَرَضاً الذي لا حيٌّ فيُرْجَى ولا ميت
فيُوأَس منه؛ قال امرؤ القيس:
أَرى المرءَ ذا الأَذْوادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً
كإِحْراضِ بكْرٍ في الديارِ مَرِيض
ويروى: مُحْرِضاً. وفي الحديث: ما مِنْ مُؤمِنٍ يَمْرَضُ مَرَضاً حتى
يُحْرِضَه أَي يُدْنِفَه ويُسْقِمَه؛ أَحْرَضَه المرض، فهو حَرِضٌ وحارِضٌ
إِذا أَفسد بدنه وأَشْفى على الهلاك. وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حَرْضاً
وحُرُوضاً: هلك. ويقال: كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَي أَهلكها.
وجاءَ بقول حَرَضٍ أَي هالك. وناقة حُرْضان: ساقطة. وجمل حُرْضان: هالك،
وكذلك الناقة بغير هاء. وقال الفراء في قوله تعالى: حتى تكونَ حَرَضاً أَو
تكونَ من الهالكين، يقال: رجل حَرَضٌ وقوم حَرَضٌ وامرأَة حَرَضٌ، يكون
مُوَحّداً على كل حال، الذكر والأُنثى والجمع فيه سواء، قال: ومن العرب من
يقول للذكر حارِضٌ وللأُنثى حارِضة، ويثنَّى ههنا ويجمع لأَنه خرج على
صورة فاعل، وفاعلٌ يجمع. قال: والحارِضُ الفاسد في جسمه وعقله، قال: وأَما
الحَرَضُ فترك جمعه لأَنه مصدر بمنزلة دَنَفٍ وضَنىً، قوم دَنَفٌ وضَنىً
ورجل دَنَفٌ وضَنىً. وقال الزجاج: من قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذو حَرَضٍ
ولذلك لا يثنَّى ولا يجمع، وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، وكذلك كل ما نعت
بالمصدر. وقال أَبو زيد في قوله: حتى تكونَ حَرَضاً، أَي مُدْنَفاً، وهو
مُحْرَض؛ وأَنشد:
أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بها،
كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ؟
والحَرَضُ: الذي أَذابه الحزن أَو العشق وهو في معنى مُحْرَض، وقد
حَرِضَ، بالكسر، وأَحْرَضَه الحُبُّ أَي أَفسده؛ وأَنشد للعَرْجِيّ:
إِني امرؤ لَجَّ بي حُبٌّ، فأَحْرَضَني
حتى بَلِيتُ، وحتى شَفَّني السَّقَم
أَي أَذابَني. والحَرَضُ والمُحْرَضُ والإِحْرِيضُ: الساقط الذي لا يقدر
على النهوض، وقيل: هو الساقط الذي لا خير فيه. وقال أَكْثَم بن صَيْفي:
سُوءٌ حمل الناقة يُحْرِضُ الحسَبَ ويُدِيرُ العَدُوَّ ويُقَوِّي
الضرورة؛ قال: يُحْرِضُه أَي يُسْقِطه. ورجل حَرَضٌ: لا خير فيه، وجمعه
أَحْرَاضٌ، والفعل حَرُضَ يَحْرُضُ حُروضاً. وكلُّ شيءٍ ذاوٍ حَرَضٌ. والحَرَضُ:
الرَّدِيء من الناس والكلام، والجمع أَحْراضٌ؛ فأَما قول رؤبة:
يا أَيُّها القائِلُ قوْلاً حَرْضا
فإِنه احتاج فسكنه. والحَرَضُ والأَحْراضُ: السَّفِلة من الناس. وفي
حديث عوف بن مالك: رأَيت مُحَلِّم بن حَثَّامةَ في المنام فقلت: كيف أَنتم؟
فقال: بِخَير وجَدْنا رَبَّنا رحيماً غَفَرَ لنا، فقلت: لكلِّكم؟ قال:
لكلِّنا غير الأَحْراضِ، قلت: ومَن الأَحْراضُ؟ قال: الذين يُشارُ إِليهم
بالأَصابع أَي اشتهروا بالشَّرّ، وقيل: هم الذين أَسرفوا في الذنوب
فأَهلكوا أَنفسهم، وقيل: أَراد الذين فسُدَت مذاهبهم.
والحُرْضة: الذي يَضْرِبُ للأَيْسارِ بالقِداح لا يكون إِلا ساقطاً،
يدعونه بذلك لرذالته؛ قال الطرماح يصف حماراً:
ويَظَلُّ المَلِيءُ يُوفِي على القرْ
نِ عَذُوباً، كالحُرْضة المُسْتَفاضِ
المُسْتَفاضُ: الذي أُمِرَ أَن يُفِيضَ القداح، وهذا البيت أَورده
الأَزهري عقيب روايته عن أَبي الهيثم. الحُرْضةُ: الرجل الذي لا يشتري اللحم
ولا يأْكله بثمن إِلا أَن يجده عند غيره، وأَنشد البيت المذكور وقال: أَي
الوَقْب الطويل لا يأْكل شيئاً. ورجل مَحُروضٌ: مَرْذولٌ، والاسم من ذلك
الحَرَاضة والحُروضة والحُروض. وقد حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً، فهو حَرِضٌ،
ورجل حارِضٌ: أَحمق، والأُنثى بالهاء. وقوم حُرْضان: لا يعرفون مكان
سيدهم. والحَرَضُ: الذي لا يتخذ سلاحاً ولا يُقاتِل. والإِحْرِيضُ:
العُصْفُرُ عامة، وفي حديث عطاء في ذكر الصدقة: كذا وكذا والإِحْرِيض، قيل: هو
العُصْفُر؛ قال الراجز:
أَرَّقَ عَيْنَيْك، عن الغُمُوضِ،
بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهُوضِ
مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِيضِ،
يُزْجِي خَراطِيمَ عَمامٍ بِيضِ
وقيل: هو العُصْفر الذي يجعل في الطبخ، وقيل: حَبُّ العصفر. وثوب
مُحَرَّضٌ: مصبوغ بالعُصْفُر. والحُرُضُ: من نَجِيل السباخ، وقيل: هو من الحمض،
وقيل: هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَيدي على أَثر الطعام، وحكاه سيبويه
الحَرْض، بالإِسكان، وفي بعض النسخ الحُرْض، وهو حَلقة القُرْط.
والمِحْرَضــةُ: وِعاء الحُرُض وهو النَّوْفَلة. والحُرْضُ: الجِصُّ. والحَرَّاضُ:
الذي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عليه النار؛ قال عدي بن زيد:
مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْ
نِ لِمَنْ شامَهُ، إِذا يَسْتَطِيرُ
قال ابن الأَعرابي: شبَّه البَرْقَ في سرعة ومِيضه بالنار في الأُشْنان
لسرعتها فيه، وقيل: الحَرَّاضُ الذي يُعالج القِلْيَ. قال أَبو نصر: هو
الذي يُحْرِقُ الأُشْنان. قال الأَزهري: شجر الأُشْنان يقال له الحَرْض
وهو من الحمض ومنه يُسَوَّى القِلْيُ الذي تغسل به الثياب، ويحرق الحمض
رطباً ثم يرَشُّ الماءُ على رماده فينعقد ويصير قِلْياً. والحَرَّاضُ
أَيضاً: الذي يُوقِد على الصَّخْر ليتخذ منه نُورة أَو جِصّاً، والحَرَّاضةُ:
الموضعُ الذي يُحْرَقُ فيه، وقيل: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ، وقيل:
الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يتخذ منه القِلْيُ للصبّاغِين، كل
ذلك اسم كالبَقّالة والزَّرّاعة، ومُحْرِقُه الحَرّاضُ، والحَرّاضُ
والإِحرِيضُ: الذي يُوقِد على الأُشْنان والجِصِّ. قال أَبو حنيفة: الحَرَّاضةُ
سُوقُ الأُشْنان.
وأَحَرَضَ الرجلُ أَي وَلَدَ ولدَ سَوءٍ.
والأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِّعافُ الذين لا يُقاتِلون؛ قال الطرماح:
مَنْ يَرُمْ جَمْعَهم يَجِدْهم مراجِيـ
ـحَ حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ
وحَرْضٌ: ماء معروف في البادية. وفي الحديث ذكر الحُرُض، بضمتين، هو
وادٍ عند أُحُد. وفي الحديث ذكر حُرَاض، بضم الحاء وتخفيف الراء: موضع قرب
مكة، قيل: كانت به العُزَّى.
بعث: بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثاً: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ به:
أَرسله مع غيره. وابْتَعَثَه أَيضاً أَي أَرسله فانْبعَثَ.
وفي حديث عليّ يصف النبي، صلى الله عليه وسلم، شَهِيدُك يومَ الدين،
وبَعِيثُك نعْمة؛ أَي مَبْعُوثك الذي بَعَثْته إِلى الخَلْق أَي أَرسلته،
فعيل بمعنى مفعول.
وفي حديث ابن زَمْعَة: انْبَعَثَ أَشْقاها؛ يقال: انْبَعَثَ فلانٌ
لشأْنه إِذا ثار ومَضَى ذاهباً لقضاء حاجَته.
والبَعْثُ: الرسولُ، والجمع بُعْثانٌ، والبَعْثُ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى
الغَزْو.
والبَعَثُ: القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ، ويقال: هم البَعْثُ
بسكون العين.
وفي النوادر: يقال ابْتَعَثْنا الشامَ عِيراً إِذا أَرسَلوا إِليها
رُكَّاباً للميرة. وفي حديث القيامة: يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النار؛ أَي
المَبْعُوث إِليها من أَهلها، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر. وبَعَثَ
الجُنْدَ يَبْعَثُهم بَعْثاً: وجَّهَهُمْ، وهو من ذلك، وهو البَعْثُ
والبَعِيثُ، وجمع البَعْثِ: بُعُوث؛ قال:
ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ علينا،
فَصِرْنا بينَ تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
وجمع البَعِيثِ: بُعُثٌ.
والبَعْثُ: يكون بَعْثاً للقوم يُبْعَثُون إِلى وَجْهٍ من الوجوه، مثل
السَّفْر والرَّكْب. وقولهم: كنتُ في بَعْثِ فلانٍ أَي في جيشه الذي
بُعِثَ معه. والبُعُوثُ: الجُيوش.
وبَعَثَه على الشيء: حمله على فِعْله. وبَعَثَ عليهم البَلاء: أَحَلَّه.
وفي التنزيل العزيز: بَعَثْنا عليكم عِباداً لنا أُولي بأْس شديد. وفي
الخبر: أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال: بَعَثْنا عليكم مُسلِمَ بن عُقْبة،
فَقَتلَكم يوم الحَرَّة.
وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ: انْدَفَع.
وبَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَيْقَظَه وأَهَبَّه.
وفي الحديث: أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني من
نومي. وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّف
والانْبِعاثِ.
وانْبَعَثَ في السَّيْر أَي أَسْرَع.
ورجلٌ بَعِثٌ: كثير الانْبِعاثِ من نومه. ورجل بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ:
لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه، وتَبْعَثُه من نومه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:
تَعْدُو بأَشْعَثَ، قد وَهَى سِرْبالُه،
بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم، فيَسْهَرُ
والجمع: أَبْعاث: وفي التنزيل: قالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا من
مَرْقَدِنا؟ هذا وَقْفُ التَّمام، وهو قول المشركين يوم النُّشور. وقولُه عز
وجل: هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وصَدَقَ المُرْسَلون؛ قَوْلُ المؤْمِنين؛
وهذا رَفْعٌ بالابتداء، والخَبَرُ ما وَعَدَ الرحمنُ؛ وقرئ: يا وَيْلَنا
مَنْ بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا؟ أَي مِن بَعْثِ الله إِيَّانا من
مَرْقَدِنا. والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى:
ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا. والبَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو
قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار. والبَعْثُ
أَيضاً: الإِحْياء منالله للمَوْتى؛ ومنه قوله تعالى: ثم بَعَثْناكم من
بَعْدِ موتِكم: أَي أَحييناكم. وبَعَثَ اللمَوْتى: نَشَرَهم ليوم
البَعْثِ. وبَعَثَ اللهُ الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ من ذلك. وفتح
العين في البعث كله لغة. ومن أَسمائه عز وجل: الباعِثُ، هو الذي يَبْعَثُ
الخَلْقَ أَي يُحْييهم بعد الموت يوم القيامة.
وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كان باركاً
فَهاجَهُ.
وفي حديث حذيفة: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ، فمن اسْتَطاعَ أَن
يَمُوتَ في وَقَفاتِها فَلْيَفعل. قوله: بَعَثات أَي إِثارات
وتَهْييجات، جمع بَعْثَةٍ. وكلُّ شيء أَثَرْته فقد بَعَثْته؛ ومنه حديث عائشة، رضي
الله عنها: فبَعَثْنا البَعيرَ، فإِذا العِقْدُ تحته.
والتَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذلك: أَنشد ابن الأَعرابيّ:
أَصْدَرها، عن كَثْرَةِ الدَّآثِ،
صاحبُ لَيْلٍ، حَرِشُ التَّبْعاثِ
وتَبَعَّثَ مني الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ، كأَنه سالَ.
ويومُ بُعاثٍ، بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأَوْسِ
والخَزْرج في الجَاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إِسحق في كتابيهما؛ قال الأَزهري:
وذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العين، فجعلَه يومَ بُغَاث
وصَحَّفَه، وما كان الخليلُ، رحمه الله، لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ، لأَنه من
مشاهير أَيام العرب، وإِنما صحَّفه الليثُ وعزاه إِلى الخَليل نفسِه، وهو
لسانُه، والله أَعلم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وعندها جاريتان
تُغَنِّيانِ بما قِيل يومَ بُعَاثٍ؛ هو هذا اليوم. وبُعاثٌ: اسم حِصن للأَوْس.
وباعِثٌ وبَعِيثٌ: اسمان.
والبَعِيثُ: اسم شاعر معروف من بني تميم، اسمه خِدَاشُ بن بَشيرٍ،
وكنيته أَبو مالك، سمي بذلك قوله:
تَبَعَّثَ مني ما تَبَعَّثَ، بعدما اسْـ
ـتَمرَّ فؤَادي، واسْتَمَرَّ مَرِيري
قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قُتَيْبة وعيره:
واستَمَرَّ عَزِيمي، قال: وهو الصحيح؛ ومعنى هذا البيت: أَنه قال الشعر
بعدما أَسَنَّ وكَبِرَ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما صالَحَ نصارَى الشام، كتبوا له؛ إِنَّا
لا نُحْدِثُ كنيسةً ولا قَلِيَّة، ولا نُخْرِج سَعانِينَ، ولا باعوثاً؛
الباعوثُ للنَّصارى: كالاستسقاء للمسلمين، وهو اسم سرياني؛ وقيل: هو
بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.
وباعِيثا: موضع معروف.
قبع: قَبَعَ يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبُوعاً: نَخَرَ، وقَبَعَ الخِنزيرُ
يَقْبَعُ قَبْعاً وقِباعاً كذلك.
وقِبِّيعةُ الخنزير، مكسورة الأَوّل مشدّدة الثاني: قِنْطِيسَتُه، وفي
الصحاح: قِبِّيعةُ الخنزير وقِنْبِيعَتُه نُخْرةُ أَنفه.
والقَبْعُ: صوت يَرُدُّه الفرَسُ من مَنْخَرَيْه إِلى حَلْقِه ولا يكاد
يكون إِلا من نفار أَو شيء يتقيه ويكرهه؛ فال عنترة العبسي:
إِذا وقَعَ الرِّماحُ بِمَنْكِبَيْه،
تَوَلَّى قابِعاً فيه صُدُودُ
ويقال لصوت الفيل: القَبْعُ والنَّخْفةُ. والقَبْعُ: الصِّياحُ.
والقُبوعُ: أَن يُدْخِلَ الإِنسانُ رأْسه في قميصه أَو ثوبه، يقال:
قَبَعَ يَقْبَعُ قُبوعاً.وانْقَبَعَ: أَدخل رأْسه في ثوبه. وقَبَعَ رأْسَه
يَقْبَعُه: أَدخله هناك. وجاريةٌ قُبَعةٌ طُلَعةٌ: تَطَلَّعُ ثم تَقْبَعُ
رأْسها أَي تدخله، وقيل: تَطْلُعُ مرة وتَقْبَعُ أُخرى، وروي عن الزبرقان بن
بدر السعْدِيّ أَنه قال: أَبْغَضُ كَنائِنِي إِليّ الطُّلَعةُ
القُبَعةُ، وهي التي تُطْلِعُ رأْسها ثم تَخْبَؤُه كأَنها قُنْفُذةٌ تقبع رأْسها.
والقُبَعُ: القُنْفُذُ لأَنه يَخْنِسُ رأْسه، وقيل: لأَنه يَقْبَعُ
رأْسَه بين شَوْكِه أَي يخبؤه، وقيل: لأَنه يقبع رأْسه أَي يردّه إِلى داخل؛
وقول ابن مقبل:
ولا أَطْرُقُ الجارات بالليلِ قابِعاً،
قُبُوعَ القَرَنْبَى أَخْطَأَتْه مَحاجِرُه
هو من ذلك أَي يدخل رأْسه في ثوبه كما يدخل القرنبى رأْسه في جسمه. ويقال
للقنفذ أَيضاً: قُباعٌ. وفي حديث ابن الزبير: قاتَل الله فلاناً، ضَبَحَ
ضَبْحةَ الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القنفذِ؛ قَبَعَ أَي أَدخَل رأْسه واستخفى
كما يفعل القنفذ: والقَبْعُ: أَن يُطَأْطِئَ الرجلُ رأْسه في الركوع
شديداً. والقَبْعُ: تغطيةُ الرأْس بالليل لِرِيبة.
وقَنْبَعَتِ الشجرةُ إِذا صارت زهرتها في قُنْبُعةٍ أَي غِطاءٍ. وقَبَعَ
النجمُ: ظهر ثم خفي.
وامرأَة قَبْعاءُ: تَنْقَبِعُ إِسْكَتاها في فرجها إِذا نُكِحَتْ، وهو
عيب. ويقال للمرأَة الواسعة الجَهازِ: إِنَّها لقُباعٌ.
والقُبَعةُ: طُوَيْئِرٌ صغير أَبْقَعُ مثل العُصفورِ يكون عند حِجَرةِ
الجِرْذان، فإِذا فَزِعَ أَو رُمِيَ بحجر قَبَعَ فيها أَي دخَلَها.
وقَبَعَ فلان رأْس القِرْبةِ والمَزادة: وذلك إِذا أَراد أَن يَسْقِيَ
فيها فيدخل رأْسها في جوفها ليكون أَمكن للسقي فيها، فإِذا قَلَبَ رأْسها
على ظاهرها قيل: قمعه، بالميم؛ قال الأَزهري: هكذا حفظت الحرفين عن العرب.
وقَبَعَ السِّقاءَ يَقْبَعُه قَبْعاً: ثَنَى فمه فجعل بشرته هي الداخلة
ثم صَبّ فيه لبناً أَو غيره، وخَنَثَ سِقاءَه: ثَنَى فمه فأَخرج أَدَمَته
وهي الداخلة. واقْتَبَعْتُ السِّقاءَ إِذا أَدخلت خُرْبَتَه في فمك فشربت
منه، قال ابن الأَثير
(* قوله« قال ابن الاثير قبعت الجوالق إلى قوله
وقبع في الارض» اورده ابن الاثير عقب قوله الآتي فلقب به واشتهر؛ فقوله يريد
أي الحرث بن عبد الله والي البصرة الآتي ذكره): قَبَعْتُ الجُوالِق إِذا
ثَنَيْتَ أَطرافَه إِلى داخل أَو خارج، يريد أَنه لَذُو قَعْرٍ. وقَبَعَ في
الأَرض يَقْبَعُ قُبُوعاً: ذهب فيها. وقَبَعَ: أَعْيا وانْبَهَرَ.
والقابِعُ: المُنْبَهِرُ، يقال: عدا حتى قَبَعَ. وقَبَعَ عن أَصحابه يَقْبَعُ
قَبْعاً وقُبوعاً: تخلَّف. وخَيْلٌ قَوابِعُ: مَسْبوقة؛ قال:
يُثابِرُ، حتى يَتْرُكَ الخَيْلَ خَلْفَه
قَوابِعَ في غَمَّي عَجاجٍ وعِثْيَرِ
والقُباعُ: الأَحْمَقُ. وقُباعُ بن ضَبّة: رجل كان في الجاهلية أَحْمَقَ
أَهلِ زمانه، يضرب به المثل لكل أَحمق، وفي حديث قتيبة لما وَليَ خُراسانَ
قال لهم: إِنْ ولِيَكُم والٍ رَؤوفٌ بكم قلتم قُباعُ بن ضَبَّةَ من ذلك.
ويقال للرجل: يا ابن قابعاءَ ويا ابنَ قُبعةَ إِذا وُصِفَ بالحُمْقِ.
والقُباعُ، بالضم: مكيال ضخم. والقُباعيُّ من الرجال: العظيمُ الرأْسِ
مأْخوذ من القُباع، وهو المِكيالُ الكبير. ومِكيالٌ قُباعٌ: واسع.
والقُباع: والٍ أَحدَثَ ذلك المِكيالَ فسمي به. والقُباعُ: لقب الحرث بن عبد الله
والي البصرة؛ قال الشاعر:
أَميرَ المُؤْمِنينَ، جُزِيتَ خَيْراً
أَرِحْنا من قُباعِ بَني المُغِيرِ
قال ابن الأَثير: قيل له ذلك لأَنه ولي البصرة فَعَيَّرَ مَكايِيلَهُم
فنظر إِلى مكيال صغير في مَرآةِ العين أَحاط بدقيق كثير فقال: إِنّ
مِكْيالَكُم هذا لقُباعٌ، فَلُقِّبَ به واشتهر. قال الأَزهري: وكان بالبصرة
مِكيالٌ واسع لأَهلها فمرّ واليها به فرآه واسعاً فقال: إِنه لَقُباعٌ،
فَلُقِّبَ ذلك الوالي قُباعاً.
والقُبَعةُ: خِرقةٌ تخاط كالبُرْنُسِ يلبسها الصبيان. والقابُوعةُ:
المِحْرَضــةُ.
والقَبِيعةُ: التي على رأْس قائم السيف وهي التي يُدْخَلُ القائم فيها،
وربما اتخذت من فضة على رأْس السكين، وفي الحديث: كانت قَبِيعةُ سيف رسول
الله، صلى الله عليه وسلم. من فضّةٍ؛ هي التي تكون على رأْس قَائمِ
السيفِ، وقيل: هي ما تحت شاربي السيفِ مما يكون فوق الغِمْدِ فيجيء مع قائم
السيف، والشارِبانِ أَنْفانِ طويلان أَسفل القائم، أَحدهما من هذا الجانب
والآخر من هذا الجانب، وقيل: قبيعة السيف رأْسه الذي فيه منتهى اليد إِليه،
وقيل: قبيعته ما كان على طَرَف مَقْبِضِه من فضة أَو حديد. الأَصمعي:
القَوْبَعُ قَبِيعة السيف؛ وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقَيْلي:
فصاحُوا صِياحَ الطَّيْرِ مِن مُحْزَئلَّةٍ
عَبُورٍ، لهادِيها سِنانٌ وقَوْبَعُ
والقَوْبَعة: دُويْبّةٌ صغيرة. وقُبَعٌ: دويبة من دوابّ البحر؛ وقوله
أَنشده ثعلب:
يَقُودُ بها دَلِيلُ القَوْمِ نَجْمٌ،
كَعَينِ الكلْبِ في هُبًّى قِباعِ
لم يفسره. الرواية قِباعٌ جمع قابِعٍ، يصف نجوماً قد قَبَعَتْ في
الهَبْوة، وهُبًّى جمع هابٍ أَي الداخل في الهَبْوةِ.
وفي حديث الأَذان: أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيفْ يَجْمَعُ لها الناسَ
فَذُكِرَ له القُبْعُ فلم يعجبه ذلك، يعني البُوقَ، رويت هذه اللفظة بالباء
والتاء والثاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها النون؛ قال الخطابي: أَما
القُبَعُ، بالباء المفتوحة، فلا أَحسبه سمي به إِلاّ لأَنه يَقْبَعُ فم صاحبه أَي
يستره، أَو من قَبَعْتُ الجُوالِقُ والجِرابَ إِذا ثنيت أَطرافه إِلى
داخل؛ قال الهروي: حكاه بعض أَهل العلم عن أَبي عمر الزاهد القبع، بالباءِ
الموحدة، قال: وهو البُوقُ، فَعَرَضْتُه على الأَزهري فقال: هذا باطل.