Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=90790#806477
(اتسخ) الشَّيْء وسخ
وسخ: الوسَخ: ما يعلو الثوب والجلد من الدرَن وقلة التعهد بالماءِ؛
وسِخَ الجلدُ يَوْسَخ وسَخاً وتَوَسَّخ واتَّسَخ واستوسخ؛ وكذلك الثوب،
وأَوسخه ووسَّخه ووسَّخْته أَنا.
طبع: الطبْعُ والطَّبِيعةُ: الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها
الإِنسان. والطِّباعُ: كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وقال أَبو القاسم الزجاجي:
الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قال الأَزهري: ويجمع طَبْعُ
الإِنسان طِباعاً، وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه
ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه
ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه. والطِّباعُ: واحد طِباعِ الإِنسان، على فِعال
مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابي: الطَّبْعُ
المِثالُ. يقال: اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه
وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه. وحكى اللحياني: له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَي
طَبِيعةٌ؛ وأَنشد:
له طابِعٌ يَجْرِي عليه، وإِنَّما
تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ
وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه. وطبَع اللهُ
الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم
طبْعاً: خَلَقَهم، وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي
طُبِعَ؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها. وفي
الحديث: كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي
يخلق عليها. والطِّباعُ: ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا
يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر.
والطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشيء، تقول: طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ
الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً: صاغَه. والطَّبّاعُ: الذي يأْخذ
الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو
نحو ذلك، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً: عَمِلْت،
والطَّبّاعُ: الذي يعمَلها. والطبْعُ: الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه.
وفي نوادر الأَعراب: يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف
الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت: طَبَعْتُ قفاه، وطَبع الشيءَ
وعليه يَطْبَعُ طبْعاً: ختم. والطابَعُ والطابِعُ، بالفتح والكسر: الخاتم
الذي يختم به؛ الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة. والطابِعُ والطابَعُ:
مِيسَم الفرائض. يقال: طبَع الشاةَ. وطبَع الله على قلبه: ختم، على المثل.
ويقال: طبَع الله على قلوب الكافرين، نعوذ بالله منه، أَي خَتَمَ فلا يَعِي
وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير. وقال أَبو إِسحق النحوي: معنى طبع في اللغة وختم
واحد، وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال
ا تعالى: أَم على قلوب أَقْفالُها، وقال عز وجل: كلاَّ بلْ رانَ على
قلوبهم؛ معناه غَطَّى على قلوبهم، وكذلك طبع الله على قلوبهم؛ قال ابن
الأَثير: كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ، قال مجاهد: الرَّيْنُ أَيسر من
الطبع، والطبع أَيسر من الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا
تفسير الطبع، بإِسكان الباء، وأَما طَبَعُ القلب، بتحريك الباء، فهو
تلطيخه بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره. وفي الحديث:
من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه
ومنعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدَّنَسُ، وأَصله
من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف، ثم استعير فيما يشبه ذلك من
الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ. وفي حديث الدُّعاء: اخْتِمْه
بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة؛ الطابع، بالفتح: الخاتم،
يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه.
وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع:
مَلأَه. وطِبْعُه: مِلْؤُه. والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ
فيه من شدّة مَلْئِه. قال: ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا
يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت. وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء. فاض به من جوانبه
وتَدَفَّق.
والطِّبْعُ، بالكسر: النهر، وجمعه أَطباع، وقيل: هو اسم نهر بعينه؛ قال
لبيد:
فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ،
كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ
وقيل: الطِّبْعُ هنا المِلءُ، وقيل: الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ
به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قال الأَزهري: ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في
بيت لبيد فتحَيَّر فيه، فمرّة جعله المِلْءَ، وهو ما أَخذ الإِناءُ من
الماءِ، ومرة جعله الماء، قال: وهو في المعنيين غير مصيب. والطِّبْعُ في بيت
لبيد النهر، وهو ما قاله الأَصمعي، وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس
ابْتَدَؤُوا حفره، وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف، والنِّكْث
بمعنى المَنْكوث من الصوف، وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض
شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً،
إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم؛
قال: وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي، لأَن
الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ
عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها، وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً
إِذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم، الذين حاجُّوه عند النعمان بن
المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا، بروايا مُثْقَلة خاضت
أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها، والله أَعلم. قال الأَزهري: ويجمع الطِّبْعُ
بمعنى النهر على الطُّبوعِ، سمعته من العرب. وفي الحديث: أَلقى الشَّبكةَ
فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها. والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ
وكأَنه ضِدّ، وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ. وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ:
مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء؛ قال عُوَيفُ القَوافي:
عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا
طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ
(* قوله «تسديناك» تقدم في مادة شجر تعديناك.)
قال الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبي عبيدة؛ قال: وأَنشد غيره:
أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟
وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟
ويروى الجَلنْفَعهْ. وقال: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قال الأَزهري: وتكون
المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها. وقِربة
مُطبَّعة طعاماً: مملوءة؛ قال أَبو ذؤيب:
فقيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها
مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لا يَضيرُها
وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ: صدئ؛ قال جرير:
وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ،
وخَرَجْتَ لا طَبِعاً، ولا مَبْهُورا
قال ابن بري: هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ. وطَبِعَ الثوبُ
طَبَعاً: اتَّسَخَ. ورجل طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء
لا يستَحْيي من سَوأَة. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: لا يتزوج من الموالي
في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ
الطَّبِعُ؛ وقد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ:
لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ،
وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني
قال شمر: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛
قال: وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية:
ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ،
وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا
قال: ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت: الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ
أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وقال ابن الطثَريّة:
وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا،
منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا
أَراد أَن تَخْلِطي، وهي لغة تميم. والمُطَبَّع: الذي نُجِّسَ،
والمَأْبيُّ: الماء الذي تأْبى الإِبل شربه. وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع.
وطَبِعَ: بمعنى كَسِلَ. وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ
السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول: هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ
أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً، وربما وَرِمَ مَعْضُوضه، ويعلّل
بالأَشياء الحُلْوة. قال الأَزهري: هو النِّبْرُ عند العرب؛ وأَنشد الأَصمعي
وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي، قال: ويقال إِنها لحكيم بن
مُعَيّة الرَّبَعِيّ:
إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ،
وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ،
نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ،
من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ
مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ،
يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ
لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ،
تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ
من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ
وفي الحديث: نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ
وعَيْبٍ؛ قال أَبو عبيد: الطبَعُ الدنس والعيب، بالتحريك. وكل شَينٍ في
دِين أَو دُنيا، فهو طبَع.
وأما الذي في حديث الحسن: وسئل عن قوله تعالى: لها طلع نضيد، فقال: هو
الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه؛ الطِّبِّيعُ، بوزن القِنْدِيل: لُبُّ الطلْعِ،
وكُفُرّاه وكافورُه: وِعاؤُه.
كلع: الكَلَعُ: شُقاقٌ ووَسَخ يكون بالقَدَمَين، كِلعَتْ رِجْلُه
تَكْلَع كَلَعاً وكُلاعاً: تَشَقَّقَت واتَّسَخَــت؛ قال حكيم بن مُعَيّةَ
الرَّبَعِيّ:
يَؤُولُها تِرْعِيةٌ غيْرُ وَرَعْ،
ليسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ
ترَى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ،
من بارِئٍ حِيصَ، ودامٍ مُنْسَلِعْ
أَراد فيها كَلَعٌ، وأَكْلَعْتُها، وكَلِعَ رأْسُه كَلَعاً كذلك.
وأَسْوَدُ كَلِعٌ: سَوادُه كالوَسَخِ، ورجُلٌ كَلِعٌ كذلك، وكَلَعَ البعيرُ
كَلَعاً، فهو كَلِعٌ: انشقّ فِرْسِنُه واتَّسَخَ. والكَوْلَعُ: الوسَخُ.
وكَلِعَ فيه الوسَخُ كَلَعاً إِذا يَبِسَ. وإِناءٌ كَلِعٌ ومُكْلَعٌ:
التبَدَ عليه الوسَخُ، وسِقاءٌ كَلِعٌ.
والكُلاعِيُّ: الشُّجاعُ، مأَخوذ من الكُلاع وهو البأْسُ والشدّة والصبر
في المَواطِنِ.
والكُلْعة والكَلْعةُ؛ الأَخيرة عن كراع: داءٌ يأْخذُ البعير في
مُؤَخَّرِه فيَجْرُدُ شعَرَه عن مؤخّره ويَتَشَقَّقُ ويَسْوَدُّ وربما هَلَكَ
منه.
والكَلَعُ: أَشدُّ الجَرَبِ وهو الذي يَبِضُّ جَرَباً فَيَيْبَسُ فلا
يَنْجَعُ فيه الهِناءُ.
والكَلَعةُ: القِطْعةُ من الغَنَمِ، وقيل: الغنم الكثيرة.
والتَّكَلُّعُ: التَّحالُفُ والتَّجَمُّعُ، لغة يمانية، وبه سمي ذُو
الكَلاعِ، بالفتح، وهو مَلِكٌ حِمْيَرِيٌّ من ملوك اليمن من الأَذْواء، وسمي
ذا الكَلاعِ لأَنهم تَكَلَّعُوا على يديه أَي تَجَمَّعُوا، وإِذا اجتمعت
القبائل وتناصَرَتْ فقد تَكَلَّعت، وأصل هذا من الكَلَعِ يَرْتَكِبُ
الرِّجْل.
لثي: اللَّثى: شيء يسقط من السَّمُر، وهو شجر؛ قال:
نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ،
أَهلُ اللَّثى والمَغْدِ والمَغافِرِ
وقيل: اللَّثى شيء يَنْضَحُه ساقُ الشجرة أَبيض خاثر، وقال أَبو حنيفة:
اللَّثى ما رَقَّ من العُلوك حتى يَسِيل فيجري ويَقطُر. الليث: اللثى ما
سال من ماء الشجر من ساقها خاثراً. قال ابن السكيت: اللثى شيء ينضحه
الثمام حُلو، فما سقط منه على الأَرض أُخذ وجعل في ثوب وصُبَّ عليه الماء،
فإِذا سال من الثوب شُرِب حلواً، وربما أَعْقَد. قال أَبو منصور: اللَّثى
يسيل من الثمام وغيره، وفي جبال هَراةَ شجر يقال له سيرو، له لَثًى حلو
يُداوى به المَصْدُور، وهو جيد للسعال اليابس، وللعُرْفُط لَثًى حلو يقال
له المَغافير. وحكى سَلَمة عن الفراء أَنه قال: اللِّثَأُ، بالهمز، لما
يسيل من الشجر. الجوهري: قال أَبو عمرو اللَّثَى ماء يسيل من الشجر كالصمغ،
فإِذا جَمد فهو صُعْرُور. وأَلثَت الشجرة ما حولها إِذا كانت يقطر منها
ماء. ولَثِيَت الشجرة لَثًى فهي لَثِيةٌ وأَلثَت: خرج منها اللَّثى وسال.
وأَلثَيْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثى. وخرجنا نَلْتَثي ونَتَلَثَّى أَي
نأْخذ اللَّثى. واللَّثى أَيضاً: شبيه بالنَّدى، وقيل: هو النَّدى نَفْسه.
ولَثِيت الشجرةُ: نَدِيَت. وأَلْثَت الشجرة ما حولها لَثًى شديداً:
نَدَّتْه. الجوهري: لَثِيَ الشيءُ، بالكسر، يَلْثَى لَثًى أَي نَدِيَ. وهذا
ثوب لَثٍ، على فَعِلٍ، إِذا ابتلَّ من العَرَق واتَّسخ. ولَثى الثوبِ:
وسخُه. واللَّثَى: الصِّمَغُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
عَذْبَ اللَّثى تَجرِي عليه البَرْهَما
يعني باللَّثى ريقَها، ويروى اللِّثى جمع لِثةٍ. وامرأَة لَثِيةٌ
ولثْياءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وجسدها. وامرأَة لَثِيَةٌ إِذا كانت رَطْبة
المكان، ونساء العرب يتسابَبْن بذلك، وإِذا كانت يابسة المكان فهي الرَّشُوف،
ويُحمد ذلك منها. ابن السكيت: هذا ثوب لَثٍ إِذا ابتلَّ من العَرَق
والوسَخ. ويقال: لَثِيَتْ رِجْلي من الطين تَلْثى لَثًى إِذا تلطَّخت به. ابن
الأَعرابي: لَثا إِذا شرب
(* قوله« لثا إذا شرب إلخ» كذا هو في الأصل
والتكملة أيضاً مضبوطاً مجوداً، وضبط في القاموس كرضي خطأ،واطلاقه قاض
بالفتح.) الماء قليلاً، ولَثا إِذا لَحِسَ القِدْر. واللَّثِيُّ: المُولَع
بأَكل الصمغ؛ وحكى هذا سلمة عن الفراء عن الدُّبَيْرية قالت: لَثا الكلب
ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إِذا وَلِغَ في الإِناء. واللَّثا: وطء
الأَخفاف إِذا كان مع ذلك ندى من ماء أَو دم؛ قال:
بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِيعُ
ولَثِيَ الوَطْب لَثًى: اتسخ. واللَّثَى: اللَّزِج من دَسَم اللبن؛ عن
كراع.
واللَّثاةُ: اللَّهاةُ. واللِّثةُ تُجمع لِثاتٍ ولِثِينَ ولِثًى. أَبو
زيد: اللِّثةُ مَراكز الأَسنان، وفي اللثة الدُّرْدُرُ، وهي مخارِجُ
الأَسنان، وفيها العُمور، وهو ما تَصعَّد بين الأَسنان من اللِّثة. قال أَبو
منصور: وأَصل اللثة اللِّثْية فنقص. واللِّثةُ: مَغْرِز الأَسنان. والحروف
اللّثَوِية: الثاء والذال والظاء لأَن مبدأَها من اللِّثة. واللَّثاةُ
واللِّثةُ: شجرة مثل السِّدْر، وهي من ذوات الياء. الجوهري: اللِّثة،
بالتخفيف، ما حول الأَسنان، وأَصلها لِثَيٌ،والهاء عوض من الياء. قال ابن
بري: قال ابن جني اللّثة محذوفة العين من لُثْت العِمامة أي أَدرتها على
رأْسي، واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان. وفي حديث ابن عمر: لُعِنَ الواشِمةُ،
قال نافع: الوَشْمُ في اللّثة. واللثةُ، بالكسر والتخفيف: عُمور الأَسنان،
وهي مَغارِزها؛ الأَزهري: وأَما قول العجاج:
لاتٍ بها الأَشياءُ والعُبْرِيُّ
فإِنما هو لائثٌ من لاثَ يَلُوثُ فهو لائث، فجعله من لَثا يَلْثُو فهو
لاثٍ، ومثله: جُرفٌ هارٍ، وهائرٌ على القلب، قال: ومثله عاثَ وعَثا وقافَ
وقَفا.
قنم: قَنِمَ الطَّعامُ واللحمُ والثَّرِيد والدُّهن والرُّطب يَقْنَم
قَنَماً، فهو قَنِمٌ وأقْنَمُ: فَسَد وتغيرت رائحته؛ وأَنشد:
وقد قَنِمَتْ من صَرِّها واحْتِلابها
أَنامِلُ كَفَّيْها، ولَلْوَطْبُ أَقْنَمُ
والاسم: القَنَمةُ؛ قال سيبوية: جعلوه اسماً للرائحة. التهذيب: ويقال
فيه قَنَمةٌ ونَمَقَةٌ إذا أَرْوَح وأَنْتَن. الجوهري: القَنَمة، بالتحريك،
خُبْث ريح الأَدهان والزيت ونحو ذلك. وقَنِمت يدي من الزيت قَنَماً، فهي
قَنِمة: اتَّسخــت. والقَنَمُ في الخيل والإبل: أَن يُصيب الشعرَ النَّدى
ثم يصيبه الغُبار فيركبه لذلك وَسَخ. وبقرة قَنِمة: متغيرة الرائحة؛ حكاه
ثعلب. وقد قَنِمَ سِقاؤه، بالكسر، قَنَماً أي تَمِهَ. وقَنِمَ الجَوْزُ،
فهو قانم أي فاسد.
والأَقانِيمُ: الأُصول، واحدها أُقْنُوم؛ قال الجوهري: وأَحسبها رومية.
دنس: الدَّنَسُ في الثياب: لَطْخُ الوسخ ونحوه حتى في الأَخلاق، والجمع
أَدْناسٌ. وقد دَنِسَ يَدْنَسُ دَنَساً، فهو دَنِسٌ: تَوَسَّخَ.
وتَدَنَّسَ: اتَّسَخ، ودَنَّسَه غيره تَدْنِيساً. وفي حديث الإِيمان: كأَن ثيابه
لم يَمَسَّها دَنَسٌ؛ الدَّنَسُ: الوَسَخُ؛ ورجل دَنِسُ المروءَةِ،
والاسم الدَّنَسُ. ودَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فعل ما يَشِينُه.
كتن: لكَتَنُ: الدَّرَنُ والوَسَخُ وأَثر الدُّخان في البيت. وكَتِنَ
الوَسَخُ على الشيء كَتَناً: لَصِقَ به. والكَتَنُ: التَّلَزُّجُ
والتَّوَسُّخُ. التهذيب في كتل: يقال كَتِنَتْ جَحافلُ الخيل من أَكل العُشْب إِذا
لَصِقَ به أَثَرُ خُضْرَته، وكَتِلَتْ، بالنون واللام، إِذا لَزِجَتْ
ولَكِزَ بها ماؤه فتَلَبَّدَ؛ ومنه قول ابن مقبل:
والعَيْرُ يَنْفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ
منه جَحافِلُه، والعَِضْرَِسِ الثُّجَرِ
(* قوله «في المكنان» بميم مفتوحة ونونين هذا هو الصواب وتقدم إنشاده في
ثجر غير هذا والصحيح ما هنا).
المَكْنَانُ: نبت بأَرض قيس، واحدته مَكْنانة، وهي شجرة غَبْراء صغيرة؛
وقال القزاز: المَكْنانُ نباتُ الربيع، ويقال: المَوْضِعُ الذي يَنْبُتُ
فيه، والعِضْرِسُ: شجر، والثُّجَرُ: جمع ثُجْرة، وهي القِطْعَة منه؛
ويقال: الثُّجَر للرَّيَّان، ويروى الثَّجِرُ أَي المُجْتَمِعُ في نباته. وفي
حديث الحجاج أَنه قال لامرأَة: إِنَّكِ لَكَتُونٌ لَفُوتٌ لَقُوفٌ؛
الكَتُونُ: اللَّزُوقُ من كَتِنَ الوسخ عليه
(* قوله «من كتن الوسخ إلخ» وقيل
هي من كتن صدره إذا دوي أي دوية الصدر منطوية على ريبة وغش، وعن أبي
حاتم ذاكرت به الأصمعي فقال: هو حديث موضوع ولا أعرف أصل الكتون، كذا بهامش
النهاية) . إذا لَزِقَ به. والكَتَنُ: لَطْخُ الدخان بالحائط أَي أَنها
لَزُوق بمن يَمَسُّها أَو أَنها دَنِسةُ العِرْضِ. الليث: الكَتَنُ لَطْخ
الدخانِ بالبيت والسَّوادِ بالشَّفَة ونحوه. يقال للدابة إِذا أَكلت
الدَّرِينَ: قد كَتِنَتْ جَحافِلُها أَي اسودّت؛ قال الأَزهري: غَلِطَ الليث
في قوله إِذا أَكلت الدَّرِينَ، لأَن الدَّرِينَ ما يَبِسَ من الكَلإِ
وأَتى عليه حول فاسْوَدَّ ولا لَزَجَ له حينئذٍ فيظهر لونه في الجَحافل،
وإِنما تَكْتَنُ الجَحافل من مَرْعَى العُشْبِ الرَّطْبِ يسيل ماؤه
فيَتَراكَبُ وَكَبُه ولَزَجُه على مَقَامِّ الشاء ومَشَافِرِ الإِبل وجَحافِل
الحافر، وإِنما يَعْرِف هذا من شاهده وثافَنَه، فأَما من يعتبر الأَلفاظ
ولا مشاهدة له فإِنه يُخْطِئ من حيث لا يعلم، قال: وبيت ابن مقبل
يُبَيِّنُ لك ما قلته، وذلك أَن المَكْنَانَ والعِضْرِسَ ضربان من البُقُول
غَضَّان رَطْبانِ، وإِذا تَناثر وَرَقُها بعد هَيْجهما اختلط بقَمِيمِ العُشْب
غيرُهما فلم يتميزا منها. وسِقاء كَتِنٌ إِذا تَلَزَّجَ به الدَّرَنُ.
وكَتِنَ الخِطْرُ تَراكَبَ على عَجُز الفحل من الإِبل؛ أَنشد يعقوب لابن
مقبل:
ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزاً،
شَكِيرُ، جَحافِلهِ قد كَتِنْ
مستوزياً: منتصباً مرتفعاً، والشَّكِيرُ: الشَّعَرُ الضعيف، يعني أَن
أَثر خُضرة العُشب قد لَزِق به. أَبو عمرو: الكَتَنُ تراب أَصل النخلة.
والكَتَنُ: التزاق العَلف بفَيْدَي، وهما صِمغاها. والكَتَّان، بالفتح:
معروف، عربي سمي بذلك لأَنه يُخَيَّس ويُلقى بعضُه على بعض حتى يَكْتَن؛ وحذف
الأَعشى منه الأَلف للضرورة وسماه الكَتَن فقال:
هو الواهِبُ المُسْمِعات الشُّرُو
بَ، بين الحَرير وبَينَ الكَتَنْ
كما حذفها ابن هَرْمة في قوله:
بَيْنا أُحَبِّرُ مَدْحاً عادَ مَرْثِيةً،
هذا لعَمْري شَرٌّ دِينُه عِدَدُ
دِينه: دأْبه، والعِدَد: العِداد، وهو اهْتياج وجع اللَّديغ؛ وقال أَبو
حنيفة: زعم بعض الرواة أَنها لغة، وقال بعضهم: إِنما حذف للحاجة؛ قال ابن
سيده: ولم أَسمع الكَتَن في الكَتَّان إِلاَّ في شعر الأَعشى. ويقال:
لَبِسَ الماءُ كَتَّانه إِذا طَحلَب واخْضَرَّ رأْسُه؛ قال ابن مقبل:
أَسَفْنَ المَشافِرَ كَتَّانَهُ،
فأَمْرَرْنَهُ مُستَدِرّاً فَجالا
أَسَفْنَ: يعني الإِبل أَي أَشْمَمْنَ مَشافِرَهن كَتَّانَ الماء، وهو
طُحْلبه؛ ويقال: أَراد بكَتَّانه غُثاءَه، ويقال: أَراد زَبَد الماء،
فأَمْرَرْنه أَي شَربْنه من المُرور، مُستدِرّاً أَي أَنه اسْتَدَرَّ إِلى
حُلوقها فجَرى فيها، وقوله فجالا أَي جال إِليها. والكِتْن والكَتِن:
القَدَحُ، وفي بعض نسخ المصنَّف: ومثلها من الرجال المَكمور، وهو الذي أَصاب
الكاتِنُ كَمَرَتَه؛ قال ابن سيده: ولا أَعرفه، والمعروف الخاتِنُ.
وكتانة: اسم موضع؛ قال كثيير عزة:
أَجَرَّتْ خُفوفاً من جَنوبِ كُتانةٍ
إِلى وَجْمةٍ، لما اسْجَهرَّتْ حَرورُها
(* قوله «اجرت» كذا بالأصل
والتكملة والمحكم. والذي في ياقوت اجدّت، بالدال المهملة، بمعنى: سلكت. وعليه
فخفوفاً جمع خف بضم الخاء المعجمة بمعنى الأرض الغليظة. ووجمة: جانب
فعرى بكسر فسكون مقصور جبل تدفع شعابه في غيقة من أرض ينبع).
وكُتانة هذه كانت لجعفر بن إِبراهيم بن علي بن عبد الله ابن جعفر. وورد
في الحديث ذكر كُتانة، بضم الكاف وتخفيف التاء، ناحية من أَعراض المدينة
لآل جعفر بن أَبي طالب.
وصأ: وَصِئَ الثَّوْبُ: اتَّسَخَ.
عبس: عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْساً وعَبَّس: قَطَّبَ ما بين عينيه، ورجل
عابِسٌ من قوم عُبُوسٍ. ويوم عابِسٌ وعَبُوسٌ: شديدٌ؛ ومنه حديث قُس:
يَبْتَغِي دَفْعَ باسِ يَومٍ عَبُوسٍ؛ هو صفة لأَصحاب اليوم أَي يوم يُعَبَّسُ
فيه فأَجراه صفة على اليوم كقولهم ليل نائم أَي يُنام فيه. وعَبَّسَ
تَعْبِيساً، فهو مُعَبِّسٌ وعَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وجهه، شُدِّدَ للمبالغة،
فإِن كَشَر عن أَسنانه فهو كالِحٌ، وقيل: عَبَّسَ كَلَحَ. وفي صفته، صلى
اللَّه عليه وسلم: لا عابِسٌ ولا مُفْنِدٌ
(* قوله «ولا مفند» بهامش النهاية
ما نصه: كسر النون من مفند أَولى لأن الفتح شمله قولها أَي أم معبد ولا
هذر، وأَما الكسر ففيه أَنه لا يفند غيره بدليل أَنه كان لا يقابل أَحداً
في وجهه بما يكره ولانه يدل على الخلق العظيم.) ؛ العابسُ: الكريهُ
المَلْقى الجَهْمُ المُحَيَّا. والتَّعَبُّسُ: التَّجَهُّم.
وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعَنابِسٌ والعَنْبَسيُّ: من أَسماء الأَسد أُخذ
من العُبُوسِ، وبها سمي الرجل؛ وقال القطامي:
وما غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِيٍّ،
يَشَرَّدُ عن فَرائِسِه السِّباعا
وفي الصحاح: والعَنْبَسُ الأَسد، وهو فَنْعَلٌ من العُبوس.
والعَبَسُ: ما يَبِسَ على هُلْبِ الذَّنَب من البول والبعر؛ قال أَبو
النجم:
كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ،
مِنْ عَبَسِ الصَّيف، قرونَ الأُيَّلِ
وأَنشده بعضهم: الأُجَّلِ، على بدل الجيم من الياء المشددة؛ وقد
عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً وأَعْبَسَتْ: علاها ذلك. وفي الحديث: أَنه نظر إِلى
نَعَمِ بني المُصْطَلِق وقد عَبِسَتْ في أَبوالها وأَبعارها من السِّمَنِ
فَتَقَنَّعَ بثوبه وقرأَ: ولا تَمُدَّنَّ عينيك إِلى ما مَتَّعْنا به
أَزْواجاً منهم؛ قال أَبو عبيد: عَبِسَتْ في أَبوالها يعني أَن تَجِفَّ
أَبوالُها وأَبعارُها على أَفخاذها وذلك إِنما يكون من الشحم، وذلك العَبَسُ،
وإِنما عدّاه بفي لأَنه في معنى انغمست؛ قال جرير يصف راعية:
تَرى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها،
لها مَسَكاً مِن غَيرِ عاجٍ ولا ذَبْلِ
والعَبَسُ: الوَذَحُ أَيضاً. وعَبِسَ الوَسَخُ عليه وفيه عَبَساً:
يَبِسَ. وعَبِسَ الثوبُ عَبَساً: يَبِسَ عليه الوَسَخُ. وفي حديث شريح: أَنه
كان يَرُدُّ من العَبَس؛ يعني العَبْدَ البَوَّال في فراشه إِذا تعوَّده
وبان أَثره على بدنه وفراشه. وعَبِسَ الرجلُ: اتسخ؛ قال الراجز:
وقَيِّمُ الماءِ عَليْهِ قَدْ عَبِسْ
وقال ثعلب: إِنما هو قد عَبَسَ من العُبوسِ الذي هو القُطُوبُ؛ وقول
الهذلي:
ولَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ،
زَمَنَ الرَّبيعِ إِلى شُهور الصَّيِّفِ،
إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ،
بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ
قال يعقوب: يعني بالعوابس الذئاب العاقدة أَذنابها، وبالمراط السهام
التي قد تَمَرَّط ريشها؛ وقد أَعْبَسَه هو.
والعَبْوَسُ: الجمع الكثير. والعَبْسُ: ضرب من النبات، يسمى بالفارسية
سِيسَنْبَر.
وعَبْسٌ: قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ، وهي إِحدى الجَمَراتِ، وهو عَبْسُ
بنُ بَغِيضِ بن رَيْث بن غَطَفان بن سَعْد بن قَيس بن عَيْلان.
والعَنابِسُ من قريش: أَولاد أُمَيَّةَ بن عبد شمس الأَكبر وهم ستة: حَرْبٌ وأَبو
حرب وسفيان وأَبو سفيان وعمرو وأَبو عمرو، وسُمُّوا بالأُسْد، والباقون
يقال لهم الأَعْياصُ. وعابِسٌ وعَبَّاس والعباس اسْمٌ عَلَمٌ، فمن قال عباس
فهو يجريه مجرى زيد، ومن قال العباس فإِنما أَراد أَن يجعل الرجل هو
الشيء بعينه. قال ابن جني: العباس وما أَشبهه من الأَوصاف الغالبة إِنما
تعرّفت بالوضع دون اللام، وإِنما أُقرت اللام فيها بعد النقل وكونها
أَعلاماً مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل.
وعَبْسٌ وعَبَسٌ وعُبَيْسٌ: أَسماء أَصلها الصفة، وقد يكون عبيس تصغير
عَبْسٍ وعَبَسٍ، وقد يكون تصغير عَبَّاسٍ وعابِسٍ تصغير الترخيم. ابن
الأَعرابي: العَبَّاسُ الأَسد الذي تهرب منه الأُسْدُ؛ وبه سمي الرجل
عَبَّاساً. وقال أَبو تراب: هو جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ. والعَبْسانِ: اسم
أَرض؛ قال الراعي:
أَشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ
مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا؟
طفس: الطَّفَسُ: قَذَرُ الإِنسان إِذا لم يتعهد نفسه بالتنظيف. رجل
نَجِسٌ طَفِسٌ: قَذِرٌ، والأُنثى طَفِسة. والطَّفَسُ، بالتحريك: الوَسَخُ
والدَّرَنُ، وقد طَفِسَ الثوبُ، بالكسر، طَفَساً وطفاسَةً، وطَفَسَ الرجل:
مات وهو طافس؛ ويروى بيت الكميت:
وذا رَمَقٍ منها يُقَضِّي وطافِسا
يصف الكلاب. الجوهري: طَفَسَ البِرْذَوْنُ يَطْفِسُ طُفُوساً أَي مات.
حشر: حَشَرَهُم يَحْشُرُهم ويَحْشِرُهم حَشْراً: جمعهم؛ ومنه يوم
المَحْشَرِ. والحَشْرُ: جمع الناس يوم القيامة. والحَشْرُ: حَشْرُ يوم القيامة.
والمَحْشَرُ: المجمع الذي يحشر إِليه القوم، وكذلك إِذا حشروا إِلى بلد
أَو مُعَسْكَر أَو نحوه؛ قال الله عز وجل: لأَوَّلِ الحَشْرِ ما ظننتم
أَن يخرجوا؛ نزلت في بني النَّضِير، وكانوا قوماً من اليهود عاقدوا النبي،
صلى الله عليه وسلم، لما نزل المدينة أَن لا يكونوا عليه ولا له، ثم
نقضوا العهد ومايلوا كفار أَهل مكة، فقصدهم النبي، صلى الله عليه وسلم،
ففارقوه على الجَلاءِ من منازلهم فَجَلَوْا إِلى الشام. قال الأَزهري: هو أَول
حَشْرٍ حُشِر إِلى أَرض المحشر ثم يحشر الخلق يوم القيامة إِليها، قال:
ولذلك قيل: لأَوّل الحشر، وقيل: إِنهم أَول من أُجْلِيَ من أَهل الذمة من
جزيرة العرب ثم أُجلي آخرهم أَيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، منهم
نصارى نَجْرَانَ ويهودُ خيبر. وفي الحديث: انقطعت الهجرة إِلاَّ من ثلاث:
جهاد أَو نيَّة أَو حَشْرٍ، أَي جهاد في سبيل الله، أَو نية يفارق بها
الرجل الفسق والفجور إِذا لم يقدر على تغييره، أَو جَلاءٍ ينال الناسَ
فيخرجون عن ديارهم. والحَشْرُ: هو الجَلاءُ عن الأَوطان؛ وقيل: أَراد بالحشر
الخروج من النفير إِذا عم. الجوهري: المَحْشِرُ، بكسر الشين، موضع
الحَشْرِ.
والحاشر: من أَسماء سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لأَنه قال:
أَحْشُر الناسَ على قَدَمِي؛ وقال، صلى الله عليه وسلم: لي خمسة أَسماء:
أَنا محمد وأَحمد والماحي يمحو الله بي الكفر، والحاشر أَحشر الناس على
قدمي، والعاقب. قال ابن الأَثير: في أَسماء النبي، صلى الله عليه وسلم،
الحاشر الذي يَحْشُر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره. وقوله، صلى الله
عليه وسلم: إِني لي أَسماء؛ أَراد أَن هذه الأَسماء التي عدّها مذكورة في
كتب الله تعالى المنزلة على الأُمم التي كذبت بنبوَّته حجة عليهم. وحَشَرَ
الإِبلَ: جمعها؛ فأَما قوله تعالى: ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثم إِلى
ربهم يُحْشَرُونَ؛ فقيل: إِن الحشر ههنا الموت، وقيل: النَّشْرُ،
والمعنيان متقاربان لأَنه كله كَفْتٌ وجَمْعٌ. الأَزهري: قال الله عز وجل:
وإِذا الوحوش حُشرت، وقال: ثم إِلى ربهم يحشرون؛ قال: أَكثر المفسرين تحشر
الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص، وأَسندوا ذلك إِلى النبي، صلى
الله عليه وسلم، وقال بعضهم: حَشْرُها موتها في الدنيا. قال الليث: إِذا
أَصابت الناسَ سَنَةٌ شديدة فأَجحفت بالمال وأَهلكت ذوات الأَربع، قيل:
قد حَشَرَتْهُم السنة تَحْشُرهم وتَحْشِرهم،وذلك أَنها تضمهم من النواحي
إِلى الأَمصار. وحَشَرَتِ السنةُ مال فلان: أَهلكته؛ قال رؤبة:
وما نَجا، من حَشْرِها المَحْشُوشِ،
وَحْشٌ، ولا طَمْشٌ من الطُّموشِ
والحَشَرَةُ: واحدة صغار دواب الأَرض كاليرابيع والقنافذ والضِّبابِ
ونحوها، وهو اسم جامع لا يفرد الواحد إِلاَّ أَن يقولوا: هذا من الحَشَرَةِ،
ويُجْمَعُ مُسَلَّماً؛ قال:
يا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ يكن عُقْرَ حوَّا
ء عَدِيٍّ يأَكُلُ الحَشَراتِ
(* قوله: «يا أم عمرو» إلخ كذا في نسخة المؤلف).
وقيل: الحَشَراتُ هَوامُّ الأَرض مما لا اسم له. الأَصمعي: الحَشَراتُ
والأَحْراشُ والأَحْناشُ واحد، وهي هوام الأَرض. وفي حديث الهِرَّةِ: لم
تَدَعْها فتأْكل من حَشَراتِ الأَرض؛ وهي هوام الأَرض، ومنه حديث
التِّلِبِّ: لم أَسمع لحَشَرَةِ الأَرضِ تحريماً؛ وقيل: الصيد كله حَشَرَةٌ، ما
تعاظم منه وتصاغر؛ وقيل: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْل الأَرضِ حَشَرَةٌ.
والحَشَرَةُ أَيضاً: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْلِ الأَرض كالدُّعاعِ والفَثِّ.
وقال أَبو حنيفة: الحَشَرَةُ القِشْرَةُ التي تلي الحَبَّة، والجمع
حَشَرٌ. وروي ابن شميل عن ابن الخطاب قال: الحَبَّة عليها قشرتان، فالتي تلي
الحبة الحَشَرَةُ، والجمع الحَشَرُ، والتي فوق الحَشَرَةِ القَصَرَةُ.
قال الأَزهري: والمَحْشَرَةُ في لغة أَهل اليمن ما بقي في الأَرض وما
فيها من نبات بعدما يحصد الزرع، فربما ظهر من تحته نبات أَخضر فتلك
المَحْشَرَةُ. يقال: أَرسلوا دوابهم في المَحْشَرَةِ.
وحَشَرَ السكين والسِّنانَ حَشْراً: أَحَدَّهُ فَأَرَقَّهُ وأَلْطَفَهُ؛
قال:
لَدْنُ الكُعُوبِ ومَحْشُورٌ حَدِيدَتُهُ،
وأَصْمَعٌ غَيْرُ مَجْلُوزٍ على قَضَمِ
المجلوز: المُشدَّدُ تركيبه من الجَلْزِ الذي هو الليُّ والطَّيُّ.
وسِنانٌ حَشْرٌ: دقيق؛ وقد حَشَرْتُه حَشْراً. وفي حديث جابر: فأَخذتُ
حَجَراً من الأَرض فكسرته وحَشَرْتُه، قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وهو
من حَشَرْتُ السِّنان إِذا دَقَّقْته، والمشهور بالسين، وقد تقدم.
وحَرْبَةٌ حَشْرَةٌ: حَدِيدَةٌ. الأَزهري في النوادر: حُشِرَ فلان في ذكره وفي
بطنه، وأُحْثِلَ فيهما إِذا كانا ضخمين من بين يديه. وفي الحديث: نار
تطرد الناسَ إِلى مَحْشَرهم؛ يريد به الشام لأَن بها يحشر الناس ليوم
القيامة. وفي الحديث الآخر: وتَحْشُرُ بقيتهم إِلى النار؛ أَي تجمعهم وتسوقهم.
وفي الحديث: أَن وَفْدَ ثَقِيفٍ اشترطوا أَن لا يُعْشَرُوا ولا
يُحْشرُوا؛ أَي لا يُنْدَبُونَ إِلى المغازي ولا تضرب عليهم البُعُوث، وقيل: لا
يحشرون إِلى عامل الزكاة ليأْخذ صدقة أَموالهم بل يأْخذها في أَماكنهم؛
ومنه حديث صُلْحِ أَهلِ نَجْرانَ: على أَن لا يُحْشَرُوا؛ وحديث النساء: لا
يُعْشَرْنَ ولا يُحْشَرْن؛ يعني للغَزَاةِ فإِن الغَزْوَ لا يجب عليهن.
والحَشْرُ من القُذَذِ والآذان: المُؤَلَّلَةُ الحَدِيدَةُ، والجمعُ
حُشُورٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:
مَطارِيحُ بالوَعْثِ مُرُّ الحُشُو
رِ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونا
والمَحْشُورَةُ: كالحَشْرِ. الليث: الحَشْرُ من الآذان ومن قُذَدِ رِيشِ
السِّهامِ ما لَطُفَ كأَنما بُرِيَ بَرْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ:
صغيرة لطيفة مستديرة؛ وقال ثعلب: دقيقة الطَّرَفِ، سميت في الأَخيرة
بالمصدر لأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي صُغِّرَتْ وأُلطفت. وقال الجوهري:
كأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي بُرِيَتْ وحُدِّدَتْ، وكذلك غيرها؛ فرس حَشْوَرٌ،
والأُنثى حَشْوَرَةٌ. قال ابن سيده: من أَفرده في الجمع ولم يؤَنث فلهذه
العلة؛ كما قالوا: رجل عَدْلٌ ونسوة عَدْلٌ، ومن قال حَشْراتٌ فعلى
حَشْرَةٍ، وقيل: كلُّ لطيف دقيق حَشْرٌ. قال ابن الأَعرابي: يستحب في البعير
أَن يكون حَشْرَ الأُذن، وكذلك يستحب في الناقة؛ قال ذو الرمة:
لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ،
وخَدَّ كَمِرآةِ الغَرِيبَة أَسْجَحُ
(* قوله: «وخد كمرآة الغريبة» في الأساس: يقال وجه كمرآة الغريبة لأَنها
في غير قومها، فمرآتها مجلوّة أَبداً لأَنه لا ناصح لها في وجهها).
الجوهري: آذان حَشْرٌ لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر في الأَصل مثل قولهم
ماء غَوْرٌ وماء سَكْبٌ، وقد قيل: أُذن حَشْرَةٌ؛ قال النمر بن تولب:
لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ،
كإِعْلِيط مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ
وسهم مَحْشُورُ وحَشْرٌ: مستوي قُذَذِ الرِّيشِ. قال سيبويه: سهم حَشْرٌ
وسهام حَشْرٌ؛ وفي شعر هذيل: سهم حَشِرٌ، فإِما أَن يكون على النسب
كطَعِمٍ، وإِما أَن يكون على الفعل توهموه وإِن لم يقولوا حَشِرَ؛ قال أَبو
عمارة الهذلي:
وكلُّ سهمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ
المشوف: المَجْلُوُّ. وسهم حَشْرٌ: مُلْزَقٌ جيد القُذَذِ، وكذلك الريش.
وحَشَرَ العودَ حَشْراً: براه. والحَشْرُ: اللَّزجُ في القَدَحِ من
دَسَمِ اللبنِ؛ وقيل: الحَشْرُ اللَّزِجُ من اللبن كالحَشَنِ. وحُشِرَ عن
الوَطْبِ إذا كثر وسخ اللبن عليه فَقُشِرَ عنه؛ رواه ابن الأَعرابي؛ وقال
ثعلب: إِنما هو حُشِنَ، وكلاهما على صيغة فعل المفعول.
وأَبو حَشْرٍ: رجل من العرب.
والحَشْوَرُ من الدواب: المُلَزَّرِ الخَلْقُ، ومن الرجال: العظيم
البطن؛ وأَنشد:
حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مَعْطاءُ القفَا
وقيل: الحَشْوَرُ مثال الجَرْوَلِ المنتفخ الجنبين، والأُنثى بالهاء،
والله أَعلم.
دثر: الدُّثُورُ: الدُّرُوسُ. وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ
الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ؛ واستعار بعض الشعراء
ذلك للحَسَبِ اتساعاً فقال:
في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ،
عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ
أَي حَسَبُهُمْ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ. وسيفٌ داثِرٌ: بعيد العهد،
بالصِّقالِ. ورجل خاسِرٌ داثِرٌ: إِتباع، وقيل: الدَّاثِرُ هنا الهالك، وروي عن
الحسن أَنه قال: حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سريعة
الدُّثُورِ؛ قال أَبو عبيد: سريعة الدُّثُور يعني دُرُوس ذكر الله وامِّحاءَهُ
منها، يقول: اجْلُوها واغسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي علاها بذكر الله.
ودُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نِسْيانِها، تقول للمنزل وغيره إِذا عَفَا
ودَرَسَ: قد دَثَرَ دُثُوراً؛ قال ذو الرمة:
أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ
وقال شمر: دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها ودُرُوسُها، ودُثُورُ
النفوس: سُرْعَةُ نسيانها. ودَثَرَ الرجلُ إِذا علته كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ.
وقال ابن شميل: الدَّثَرُ الوَسَخُ. وقد دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتسخ.
ودَثَرَ السيفُ إِذا صَدِئَ. وسيف داثِرٌ: وهو البعيد العهد بالصِّقالِ؛
قال الأَزهري: وهذا هو الثواب يدل عليه قوله: حادِثُوا هذه القلوبَ أَي
اجْلُوها واغسلوا عنها الدَّثَرَ والطَّبَعَ بذكر الله تعالى كما يُحادَثُ
السيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ؛ ومنه قول لبيد:
كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ
أَي جُلِيَ وصُقِلَ؛ وفي حديث أَبي الدرداء: أَن القلب يَدْثُرُ كما
يَدْثُرُ السيف فجلاؤه ذكر الله أَي يَصْدَأُ كما يصدأُ السيف، وأَصل
الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، وهو أَن تَهُبَّ الرياحُ على المنزل فَتُغَشِّي
رُسُومَهُ الرملَ وتغطيها بالتراب. وفي حديث عائشة: دَثَرَ مكانُ البيت فلم
يَحُجَّهُ هود، عليه السلام.
ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً: أَصلح عُشَّهُ.
وتَدَثَّرَ بالثوب: اشتمل به داخلاَ فيه. والدِّثارُ: ما يُتَدَثَّرُ
به، وقيل: هو ما فوق الشِّعارِ. وفي الصحاح: الدِّثار كل ما كان فوق الثياب
من الشعار. وقد تَدَثِّرَ أَي تَلَفَّفَ في الدِّثار. وفي حديث
الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ؛ الدِّثارُ: هو الثوب الذي يكون فوق
الشِّعارِ، يعني أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ. ورجل دَثُورٌ:
مُتَدَثِّرٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ
قليلٌ، إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ؟
والدِّثارُ: الثوب الذي يُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ. يقال:
تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً، فهو مُدَّثِّرٌ،
والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء في الدال وشدّدت. وقال الفرّاء في قوله
تعالى: يا أَيها المُدَّثِّرُ؛ يعني المُتَدَثِّر بثيابه إِذا نام. وفي
الحديث: كان إِذا نزل عليه الوحي يقول دثِّرُوني دَثِّرُوني؛ أَي غَطُّوني
بما أَدْفَأُ به.
والدَّثُورُ: الكَسْلان؛ عن كراع. والدَّثُور أَيضاً: الخامل النَّؤُوم.
والدَّثْرُ، بالفتح: المال الكثير، لا يثنى ولا يجمع، يقال: مال دَثْرٌ
ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ، وقيل: هو الكثير من كل شيء؛ وروي عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ
بِالأُجُورِ؛ قال أَبو عبيد: واحد الدُّثُور دَثْرٌ، وهو المال الكثير؛ يقال: هم
أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ، ومالٌ دَثْرٌ؛ وقال امرؤ القيس:
لَعَمْرِي لَقَوْمٌ قد تَرَى في دِيارِهِمْ
مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ
يعني الإِبل الكثيرة فقال الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء
ليستقيم له الشعر. الجوهري: وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كثير إِلاَّ أَنه جاء
بالتحريك. وفي حديث طَهْفَةَ: وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ؛ أَراد
بالدَّثْرِ ههنا الخِصْبَ والنباتَ الكثير. أَبو عمرو: المُتَدَثِّر من الرجال
المَأْبُونُ، قال: وهو المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ
والمِثْفَارُ. ورجل دَثْرٌ: غافل، وداثِرٌ مثله؛ وقول طفيل:
إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها
رِكابَ عِرَاقِيٍّ، مَواقِيرَ تَدْفَعُ
الدَّثُور: البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانَهُ.
ودَثَرَ الشجرُ: أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه.
ودَاثِرٌ: اسم؛ قال السيرافي: لا أَعرفه إِلاَّ دِثاراً. وتَدَثَّرَ
فَرَسَه: وَثَبَ عليها فركبها، وفي المحكم: ركبها وجال في مَتْنِها، وقيل:
ركبها من خلفها؛ ويستعار في مثل هذا، قال ابن مقبل يصف غيثاً:
أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ، بعدما
تَدَثِّرَها من وَبْلِهِ ما تَدَثَّرا
وتَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَي تَسَنَّمَها.
دكن: الدَّكْن والدَّكَن والدُّكْنة: لون الأَدْكن كلون الخَزِّ الذي
يضربُ إلى الغُبرة بين الحمرة والسواد، وفي الصحاح: يضرب إلى السواد، دَكِن
يَدْكَن دَكَناً وأَدْكَن وهو أَدْكَنُ؛ قال رؤبة يخاطب بلال بن أَبي
بُرْدة:
فالله يَجْزِيكَ جَزاءَ المُحْسِنِ،
عن الشرِيف والضعِيفِ الأَوْهَنِ
سَلمتَ عرضاً ثوبُه لم يَدْكَن،
وصافياً غَمْرَ الحِبا لم يَدْمَنِ
والشيءُ أَدْكَنُ؛ قال لبيد: أُغْلي السِّباءَ بكلّ أَدْكَنَ عاتِقٍ،
أَو جَوْنةٍ فُدِحَت وفُضّ خِتامُها
(* قوله «فدحت» بالحاء المهملة في
الأصل والصحاح، ولعلها بالخاء المعجمة أو الدال مبدلة من التاء المثناة من
فوق). يعني زِقّاً قد صَلَح وجاد في لونه ورائحته لعِتْقه. وفي حديث
فاطمة، رضوان الله عليها: أَنّها أَوْقَدت القِدْرَ حتى دَكِنَت ثِيابُها؛
دَكِن الثوبُ إذا اتسخ واغبرَّ لونُه يَدْكَنُ دَكَناً؛ ومنه حديث أُم
خالد في القميص: حتى دَكِن؛ وفي قصيدة مُدح بها سيدنا رسول الله
(* قوله
«مدح بها سيدنا إلخ» الذي في النهاية: مدح بها أصحاب النبي، صلى الله عليه
وسلم). صلى الله عليه وسلم:
عليٌّ له فضلانِ: فضلُ قرابةٍ،
وفضْلٌ بنَصْلِ السيف والسُّمُرِ الدُّكْلِ.
قال: الدُّكْل والدُّكْن واحد، يريدُ لونَ الرماح. ودَكَن المتاعَ
يَدْكُنه دَكْناً ودَكَّنه: نَضّد بعضَه على بعض؛ ومنه الدُّكان مشتق من ذلك؛
قال: وهو عند أَبي الحسن مشتق من الدَّكَّاء، وهي الأَرض المُنبسطة، وهو
مذكور في موضعه، والدُّكّان فُعّال، والفعل التَّدْكِين. الجوهري:
الدُّكَّان واحد الدكاكين، وهي الحوانيت، فارسي معرَّب. وفي حديث أَبي هريرة:
فبَنَيْنا له دُكَّاناً من طين يجلس عليه؛ الدُّكَّان: الدّكَّة
المبنِيَّة للجلوس عليها، قال: والنون مختلف فيها، فمنهم من يَجْعلُها أَصلاً،
ومنهم مَن يجعلها زائدة. ودَكَّن الدُّكَّانَ: عَمِله. وثريدة دَكْناء: وهي
التي عليها من الأَبزار، ما دَكَّنها من الفُلْفُل وغيره. والدُّكَيْناء،
ممدود: دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض. ودُكَيْن ودَوْكَن: اسمان.
جلن: التهذيب: الليث جَلَنْ حكايةُ صوتِ بابٍ ذي مِصْراعَيْن، فيُرَدُّ
أَحدهما فيقول جَلَنْ، ويُرَدُّ الآخرُ فيقول بَلَقْ؛ وأَنشد:
فتَسْمَع في الحالَيْن منه جَلَنْ بَلَقْ.
وقد ترجم عليه في حرف القاف جلنبلق.
كدر: الكَدَرُ: نقيض الصفاء، وفي الصحاح: خلاف الصَّفْوِ؛ كَدَرَ
وكَدُرَ، بالضم، كَدارَةً وكَدِرَ، بالكسر، كَدَراً وكُدُوراً وكُدْرَةً
وكُدُورَةً وكَدارَةً واكْدَرَّ؛ قال ابن مَطِيرٍ الأَسَدِيُّ:
وكائنْ تَرى من حال دُنْيا تَغَيَّرتْ،
وحالٍ صَفا، بعد اكدِرارٍ، غَديرُها
وهو أَكْدَرُ وكَدِرٌ وكَدِيرٌ؛ يقال: عَيْشٌ أَكْدَرُ كِدرٌ، وماءٌ
أَكدَرُ كَدِرٌ؛ الجوهري: كَدِرَ الماءُ بالكسر، يَكْدَرُ كَدَراً، فهو
كَدِرٌ وكَدْرٌ، مثل فَخِذٍ وفَخْذٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
لو كنتَ ماءً كنتَ غيرَ كَدرِ
وكذلك تَكَدَّر وكَدَّره غيرُه تَكْديراً: جعله كَدِراً، والاسم
الكُدْرة والكُدُورَة. والكُدْرَةُ من الأَلوان: ما نَحا نَحوَ السواد
والغُبْرَةِ، قال بعضهم: الكُدْرة في اللون خاصةً، والكُدُورة في الماء والعيش،
والكَدَرُ في كلٍّ. وكَدِرَ لونُ الرجل، بالكسر؛ عن اللحياني. ويقال:
كَدُرَ عيش فلان وتَكَدَّرَتْ معيشته، ويقال: كَدِرَ الماء وكَدُرَ ولا يقال
كَدَرَ إِلا في الصبِّ. يقال: كَدَرَ الشيءَ يَكْدُرُه كَدْراً إِذا صبه؛
قال العجاج يصف جيشاً:
فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ،
سَنابِكُ الخَيْلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرّ
والكَدَرُ: جمع الكَدَرَة، وهي المَدَرَةُ التي يُثيرها السَّنُّ، وهي
ههنا ثُثيرُ سَنابِكُ الخيل.
ونُطفة كَدْراء: حديثة العهد بالسماء، فإِن أُخِذَ لبن حليب فأُنْقِعَ
فيه تمر بَرْنِيٌّ، فهو كُدَيْراء. وكَدَرَةُ الحوض، بفتح الدال: طينه
وكدَرُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال مرة: كَدَرَتُه ما علاه من طُحْلُبٍ
وعَرْمَضٍ ونحوهما؛ وقال أَبو حنيفة: إِذا كان السحاب رقيقاً لا يواري السماء
فهو الكَدَرة، بفتح الدال. ابن الأَعرابي: يقال خُذْ ما صفا ودَعْ ما
كَدَرَ وكدُرَ وكَدِرَ، ثلاث لغات. ابن السكيت: القَطا ضربان: فضرب
جُونِيَّة، وضرب منها الغَطاطُ والكُدْرِيُّ، والجُونيُّ ما كان أَكْدَرَ الظهر
أَسود باطن الجناح مُصْفَرَّ الخلق قصير الرجلين، في ذنبه ريشتان أَطول من
سائر الذنب. ابن سيده: الكُدْرِيُّ والكُدارِيّ؛ الأَخيرة عن ابن
الأَعرابي: ضرب من القَطا قِصارُ الأَذناب فصيحة تُنادي باسمها وهي أَلطف من
الجُونيّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
تَلْقى به بَيْضَ القَطا الكُدارِي
تَوائماً، كالحَدَقِ الصِّغارِ
واحدته كُدْرِيَّةٌ وكُدارِيَّة، وقيل: إِنما أَراد الكُدْرِيّ فحرّك
وزاد أَلفاً للضرورة، ورواه غيره الكَدَارِيّ، وفسره بأَنه جمع كُدْرِيّة.
قال بعضهم: الكُدْرِيّ منسوبٌ إِلى طير كُدْرٍ، كالدُّبْسِيّ منسوب إِلى
طير دُبْسٍ. الجوهري: القَطا ثلاثة أَضرب: كُدْرِيٌّ وجُونيّ وغَطاطٌ،
فالكُدْرِيّ ما وصفناه وهو أَلطف من الجُونيِّ، كأَنه نسب إِلى معظم القطا
وهي كُدْرٌ، والضربان الآخران مذكوران في موضعيهما.
والكَدَرُ: مصدر الأَكْدَرِ، وهو الذي في لونه كُدْرَة؛ قال رؤبة:
أَكْدَرُ لَفَّافٌ عِنادَ الرُّوع
والكَدَرَةُ: القُلاعَة الضَّخْمَة المُثارة من مَدَر الأَرض.
والكَدَرُ: القَبضات المحصودة المتفرّقة من الزرع ونحوه، واحدته كَدَرَة؛ قال ابن
سيده: حكاه أَبو حنيفة.
وانْكَدَرَ يَعْدُو: أَسرع بعض الإِسراع، وفي الصحاح: أَسرع وانْقَضّ.
وانكَدَر عليهم القومُ إِذا جاؤوا أَرسالاً حتى يَنْصَبُّوا عليهم.
وانْكَدَرَتِ النجومُ: تَناثَرَتْ. وفي التنزيل: وإِذا النجومُ
انْكَدَرَتْ.والكُدَيْراءُ: حليب يُنْقَع فيه تمر بَرْنيٌّ، وقيل: هو لبن يُمْرَسُ
بالتمر ثم تسقاه النساء ليَسْمَنَّ، وقال كراع: هو صنف من الطعام، ولم
يُحَلِّهِ.
وحمار كُدُرٌّ وكُنْدُر وكُنادِرٌ: غليظ؛ وأَنشد:
نَجاءُ كُدُرٍّ من حَمِيرِ أَتِيدَةٍ،
بفائله والصَّفْحَتَيْن نُدُوبُ
ويقال: أَتان كُدُرَّة. ويقال للرجل الشاب الحادر القوي المكتنز:
كُدُرٌّ، بتشديد الراء؛ وأَنشد:
خُوص يَدَعْنَ العَزَبَ الكُدُرَّا،
لا يَبْرَحُ المنزلَ إِلا حُرّا
وروى أَبو تراب عن شُجاع: غلام قُدُرٌ وكُدُرٌ، وهو التام دون المنخزل؛
وأَنشد:
خوص يدعن العزب الكدرا
ورجل كُنْدُر وكُنادِرٌ: قصير غليظ شديد. قال ابن سيده: وذهب سيبويه
إِلى أَن كُنْدُراً رباعي، وسنذكره في الرباعي أَيضاً.
وبناتُ الأَكْدَرِ: حَميرُ وَحْشٍ منسوبة إِلى فحل منها.
وأُكَيْدِرُ: صاحبُ دُومَةِ الجَنْدَلِ. والكَدْراء، ممدود: موضع.
وأَكْدَرُ: اسم. وكَوْدَرُ: ملك من ملوك حِمْيَر؛ عن الأَصمعي؛ قال النابغة
الجعدي:
ويومَ دَعا وِلْدانَكم عِنْدَ كَوْدَرٍ،
فَخَالُوا لدى الدَّاعي ثَرِيداً مُفلْفَلا
وتَكادَرت العين في الشيء إِذا أَدامت النظر إِليه. الجوهري:
والأَكْدَرِيّة مسأَلة في الفرائض، وهي زوج وأُم وجَدّ وأُخت لأَب وأُم.
صخا: الليث: صَخِيَ الثوبُ يَصْخَى صَخاً، فهو صَخٍ، اتَّسَخَ ودَرِنَ،
والاسم الصَّخاوةُ، وربما جعلت الواوُ ياءً لأَنه بُنِيَ على فَعِلَ
يَفْعَل؛ قال أَبو منصور: لم أَسْمَعْه لغيرِ الليث.
والصخاءةُ: بَقْلَة تَرْتَفِعُ على ساقٍ لها كهيئةِ السُّنْبُلَةِ، فيها
حَبٌّ كحَب اليَنْبُوت، ولُباب حَبِّها دواءٌ للجُروح، والسين فيها
أَعلَى.
مرث: مَرَثَ به الأَرضَ ومَرَّثها: ضربها به؛ هذه رواية أَبي عبيد،
ورواية الفراء: مَرَنَ،بالنون. ومَرَثَ بالشيءَ في الماء يَمْرُثُهُ
وَيَمْرِثُهُ مَرْثاً: أَنْقَعَه فيه. ومَرثَ الشيءَ يَمْرُثُهُ مَرْثاً، حتى صار
مثل الحَسَاء، ثم تَحَسَّاه. وكلُّ شَيءٍ مُرِذَ، فَقَدْ مُرِثَ.
الأَصمعي في باب المبدل: مَرَثَ فلان الخُبْزَ في الماء ومَرَذه، قال: هكذا
رواه أَبو بكر عن شمر، بالثاء والذال. الجوهري: مَرَثَ التمرَ بيده
يَمْرُثُه مَرْثاً: لغة في مرسه، إِذا ماثه ودافه، وربما قيل: مَرَذَه.
والمَرْثُ: المَرْسُ. ومَرَثَ الشيءَ: ناله بغَمْزٍ ونحوه.والمَرْثُ: مَرْسُك
الشيءَ تَمْرُثُهُ في ماء وغيره حتى يفترق. ومَرَّثَه تمريثاً إِذا فَتَّتَه؛
وأَنشد:
قَراطِفُ اليُمْنَةِ لم تُمَرَّثِ
ومَرَثَ السَّخْلَةَ ومَرَّثَها: الها بسَهَكٍ فلم تَرْأَمها أُمّها
لذلك. ابن الأَعرابي: المَرْثُ المَصُّ، قال والمَرْثَةُ مَصَّةُ الصَّبيِّ
ثَدْيَ أُمِّه مَصَّةً واحدةً، وقد مَرَثَ يَمْرُثُ مَرْثاً إِذا مَصَّ.
ومَرَثَ الصبيُّ اصْبعَه إِذا لاكها؛ قال عبدة بن الطبيب:
فرجَعْتُهم شَتَّى، كأَنّ عمِيدَهم
في المَهْد يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مُرْضَِعُ
ومرثَ الصبيُّ يَمْرُثُ إِذا عَضَّ بِدُرْدُرِه. وفي حديث الزبير قال
لابنه: لا تخاصم الخوارج بالقرآن، خاصمهم بالسُّنَّة؛ قال ابن الزبير:
فخاصمتهم بها فكأَنهم صِبْيانٌ يَمْرُثون سُخُبَهم أَي يَعَضُّونها
ويَمَصُّونها. والسُّخُبُ: فلائِدُ الخَرَز؛ يعني أَنهم بُهِتوا وعجزوا عن الجواب.
ومَرَثَ الوَدَعَ يَمْرُثه ويمرِثه مَرْثاً: مَصَّه. وفي المثل: أَلا
تُمَرِّثُني الوَدْع والوَدَع؟ إِذا عاملك فطمِع فيك؛ يُضْرَبُ مثلاً
للأَحمق.
ورجل مِمْرَثٌ: صبور على الخصام، والجمع مَمارِثُ. ابن الأَعرابي:
المَرْثُ الحِلْمُ. ورجل مِمْرَثٌ: حليم وَقُورٌ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، أَتى السِّقاية وقال: اسْقوني، فقال العباس: إِنهم قد
مَرَّثوه وأَفسدوه. قال شمر: مَرَّثوه أَي وَضَّروه ووسخوه فإِدخال أَيديهم
الوَضِرَةِ؛ قال: ومَرَّثه ووَضَّرَه واحد. قال وقال ابن جعيل الكلبي:
يقال للصبي إِذا أَخذ ولد الشاة لا تَمْرُثْه بيدك فلا تُرْضِعَه أُمّة،
أُلا تُوَضِّرْهُ بلَطْخ يَدك؛ وذلك أَن أُمه إِذا شَمَّتْ رائحة الوَضَرِ
نفرت منه. وقال المفضل الضبي: يقال أَدْرِك عَناقَك لا يُمَرِّثوها؛
قال: والتَّمْريثُ أَنْ يَمْسَحَها القوم بأَيديهم وفيها غَمَر، فلا
تَرْأَمَها أُمُّها من ريح الغَمَر.
مرغ: المَرْغُ: المُخاطُ، وقيل اللُّعابُ؛ قال الحِرْمازِيّ:
دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الدَّفْغِ ،
فأَصْفِغِيه فاكِ أَيَّ صَفْغِ ،
ذلِك خَيْرٌ من حُطامِ الرَّفْغِ
وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ،
شَفَيْتِها بالنَّفْثِ بَعْدَ المَرْغِ
والمَرْغُ: الرِّيقُ، وقيل: المَرْغُ لُعاب الشاء، وهو في الإنسان
مُسْتَعارٌ كقولهم أَحْمَقُ ما يَجْأَى مَرْغَه أَي لا يَسْتر لُعابَه،
وجَأَيْتُ الشيءَ أَي ستَرْتُه، وعَمَّ به بعضهم، وقصره ابن الأَعرابي على
الإِنسان فقال: المَرْغُ للإنسان، والرُّوالُ غير مهموز للخيل، واللُّغامُ
للإِبل. وأَمْرَغَ أَي سالَ لُعابُه. وأَمْرَغَ: نامَ فسالَ مَرْغُه من
ناحيتي فيه. وتَمرَّغَ إِذا رَشَّه من فيه؛ قال الكُمَيْتُ يُعاتِبُ
قُرَيْشاً:
فَلمْ أَرْغُ ممّا كان بَيْني وبَيْنَها ،
ولم أَتمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّى غَضُوبُها
قوله فلم أَرْغُ من رُغاء البعير. والأَمْرَغُ: الذي يَسِيل مَرْغُه.
والمَرْغةُ: الروْضةُ. والعرب تقول: تَمَرَّغْنا أَي تَنَزَّهْنا.
والمَرْغُ: الرَّوْضةُ الكثيرة النبات، وقد تَمَرَّغَ المالُ إذا أطال الرَّعْي
فيها. وقال أَبو عمرو: مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ إذا أَقام فيه
يَرْعَى؛ وأَنشد لرِبْعِيّ الدُّبَيري:
إني رَأَيْتُ العَيْرَ في العُشْبِ مَرَغْ ،
فجِئْتُ أَمْشِي مُسْتَطاراً في الرَّزَغْ
ويقال: تَمَرَّغْتُ على فلان أَي تَلَبَّثْتُ وتمكَّثْتُ. وأَمْرَغَ
إِذا أَكثر الكلامَ في غير صَواب. والمَرْغُ: الإِشْباعُ بالدُّهْن. ورجل
أَمْرَغُ وشعَر مَرِغٌ: ذو قَبُولٍ للدُّهْن. والمُتَمَرِّغُ: الذي
يَصْنَعُ نفسَه بالدِّهانِ والتَّزَلُّقِ. وأَمْرَغَ العَجينَ: أَكثر ماءَه حتى
رَقَّ، لغة في أَمْرَخَه فلم يَقْدِر أَن يُيَبِّسه. ومَرِغَ عِرْضُه:
دَنِسَ، وأَمْرَغَه هو ومَرَّغَه: دَنَّسَه، والمُجاوِزُ من فِعْله
الإِمْراغ. ومَرَّغَه في التراب تمريغاً فتَمرَّغ أَي مَعَّكه فَتَمَعَّك،
ومارَغه، كلاهما: أَلْزَقَه به، والاسم المَراغةُ، والموضع مَتَمَرَّغٌ
ومَراغٌ ومَراغةٌ. وفي صفة الجنة: مَراغُ دَوابِّها المِسْكُ أَي الموضع الذي
يُتَمَرَّغُ فيه من تُرابها. والتمَرُّغُ: التَّقَلُّبُ في التراب. وفي
حديث عَمّار: أَجْنَبْنا في سففَر وليس عندنا ماء فتمَرَّغْنا في التراب؛
ظَنَّ أَنَّ الجُنُبَ يحتاج أَن يُوَصِّلَ الترابَ إِلى جميع جسَده
كالماء. ومَراغةُ الإِبل: مُتَمَرَّغها. والمَرْغُ: المَصِيرُ الذي يجتمع فيه
بَعْرُ الشاة.
والمَراغةُ: الأَتانُ، وقيل: الأَتانُ التي لا تَمْتَنِعُ من الفُحول،
وبذلك لقَّب الأَخطلُ أُمَّ جَريرٍ فسمّاه ابن المَراغةِ أَي يَتَمرَّغ
عليها الرِّجال، وقيل: لأَن كليباً كانت أَصحابَ حُمُرٍ.
والمَرْغُ: أَكلُ السائِمة العُشبَ. ومَرَغَتِ السائمةُ والإبل العُشْبَ
تَمْرَغُه مَرْغاً: أَكلته؛ عن أَبي حنيفة. ومَراغُ الإِبلِ:
مُتَمَرَّغُها؛ قال الشاعر:
يَجْفِلُها كلُّ سَنامٍ مِجْفَلِ ،
لأَياً بِلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِلِ
والمِمْرَغةُ: المِعَى الأَعْوَرُ لأَنه يُرْمى به، وسمّي أَعْورَ لأَنه
كالكيس لا مَنْفَذَ له.