Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أعمد

زَفَرَ

(زَفَرَ)
(س) فِيهِ «وَكَانَ النساءُ يَزْفِرْنَ القِرَب يَسْقِين النَّاسَ فِي الغَزْوِ» ، أَيْ يحْمِلنَها مَمْلُوءَةً مَاءً. زَفَرَ وازْدَفَرَ إِذَا حَمل. والزِّفْرُ: القِرْبة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَتْ أُمُّ سَلِيط تَزْفِرُ لَنَا القِرَب يَوْمَ أُحُد» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ إِذَا خَلاَ مَعَ صاَغِيَته وزَافِرَتِهِ انبسَط» زَافِرَةُ الرجُل: أنْصَارُه وخاصَّتُه. 
زَفَرَ، يَزْفِرُ زَفْراً وزَفيراً: أخْرَجَ نَفَسَهُ بعدَ مَدِّه إِيَّاه،
وـ الشيءَ زَفْراً: حَمَلَهُ،
كازْدَفَرَهُ،
وـ الماءَ: اسْتَقَى،
وـ النارُ: سُمِعَ لتَوَقُّدِها صَوْتٌ.
والمُزْدَفَرُ والمُزْفَرُ والزَّفْرَةُ، ويضمُّ: التَّنَفُّسُ كذلك، والمُتَنَفِّسُ.
وزَفْرَةُ الشيءِ: وسَطُهُ.
والزِّفْرُ، بالكسر: الحِمْلُ على الظَّهْرِ، وفي "البارِعِ": الحَمَلُ، محركةً، والقِرْبَةُ، وجِهازُ المُسافِرِ، والجماعَةُ،
كالزَّافِرَةِ، وبالتحريكِ: الذي يُدْعَمُ به الشَّجَرُ. وكالصُّرَدِ: الأَسَدُ، والشُّجاعُ، والبَحْرُ، والنَّهْرُ الكثيرُ الماءِ،
وـ من العَطِيَّةِ: الكثيرَةُ، والذي يَحْمِلُ الأَثْقَالَ، أي: القويُّ على حَمْلِ القِرَبِ، والجَمَلُ الضَّخْمُ، والكَتيبَةُ،
كالزَّافِرَةِ، وبلا لامٍ: اسمُ جماعةٍ.
والزَّافِرَةُ من البِناءِ: رُكْنُهُ،
وـ من الرجلِ: عَشِيرَتُه، والجَملُ الضَّخْمُ، وما دونَ الريشِ من السَّهْمِ، أو ما دونَ ثُلُثَيْهِ مِمَّا يَلِي النَّصْلَ، والسَّيِّدُ الكبيرُ، والقوسُ.
وزَوافِرُ المَجْدِ: أعْمِدَــتُهُ وأسْبابُهُ المُقَوِّيَةُ له.
والزَّفيرُ: الداهِيةُ، وأولُ صَوْتِ الحِمارِ، والشَّهِيقُ آخِرُهُ.
والمَزْفُورُ من الدَّوابِّ: الشديدُ تَلاحُمِ المَفاصِلِ.
والمُزْدَفَرُ في جُؤْجُؤِ الفرسِ: المَوْضِعُ الذي يَزْفِرُ منه.
والأَزْفَرُ: الفرسُ العظيمُ الجَنْبَيْنِ
ج: زُفْرٌ.

سَطَعَ

(سَطَعَ)
الشَّيْء سطعا وسطوعا انْتَشَر أَو ارْتَفع يُقَال سطعت الرَّائِحَة فاحت وانتشرت وسطع الْبَرْق فِي السَّمَاء وسطع الْغُبَار وسطع النُّور وسطعت الرّيح وَالْأَمر وضح وَالرجل وَغَيره رفع رَأسه وَمد عُنُقه وَفُلَان بيدَيْهِ صفق وَفُلَانًا رَائِحَة الْمسك مَلَأت خياشيمه

(سَطَعَ) سطعا طَال عُنُقه فَهُوَ أسطع وَهِي سطعاء (ج) سَطَعَ
(سَطَعَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ «فِي عُنُقه سَطَعٌ» أَيِ ارتفاعٌ وَطُولٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ السُّحور: «كلُوا واشربُوا وَلَا يَهِيدَنَّكُم السَّاطِعُ المُصْعِدُ» يَعْنِي الصُّبْحَ الأوَّلَ المُستطيل. يُقَالُ: سَطَعَ الصُّبْح يَسْطَعُ فَهُوَ سَاطِعٌ، أَوَّلُ مَا يَنْشَقُّ مُستَطِيلاً.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كُلُوا وَاشْرَبُوا مَا دَامَ الضَّوْءُ سَاطِعاً» . 
سَطَعَ الغُبارُ، كمنَعَ، سُطوعاً وسَطيعاً، كأميرٍ، وهو قَليلٌ: ارْتَفَعَ، وكذا البَرْقُ، والشُّعاعُ، والصُّبْحُ، والرائِحةُ،
وـ بيَدَيْهِ سَطْعاً: صَفَّقَ بهما، والاسمُ: السَّطَعُ، محرَّكةً، أو هو أن تَضْرِبَ بِيَدِكَ على يَدِكَ أو يَدِ آخَرَ.
وسَمِعْتُ لِوَقْعِهِ سَطَعاً شديداً، محرَّكةً، أي صَوْتَ ضَرْبِهِ أَو رَمْيِهِ، وإنما حُرِّكَ لأنه حِكايةٌ لا نَعْتٌ ولا مَصْدَرٌ، والحِكاياتُ يُخالَفُ بينها وبين النُّعوت أَحْياناً. وككِتابٍ: أَطْوَلُ عُمُدِ الخِباءِ، والجَمَلُ الطويلُ الضَّخْمُ، وعَمودُ البَيْتِ، وجَبَلٌ، وسِمَةٌ في عُنُقِ البَعِيرِ بالطولِ.
وسَطَّعَهُ تَسْطيعاً: وَسَمهُ به.
والأسْطَعُ: الطَّويلُ العُنُقِ،
وقد سَطِعَ، كَفَرِحَ،
وـ: فَرَسٌ كانَ لبَكْرِ بنِ وائلٍ وهو ذو القِلادَةِ. وكمِنْبرٍ: الفَصيحُ. وكأَميرٍ: الطَّويلُ.
وسَطَعَتْنِي رائحَةُ المِسْكِ، كَمَنَعَ: إذا طارَتْ إلى أَنْفِكَ.
سَطَعَ
سَطَعَ الغبارُ، كَمَنَعَ، يَسْطَعُ سَطْعَاً، وسُطوعاً، بالضَّمّ وسَطِيعاً كأميرٍ، وَهُوَ قليلٌ، قَالَ المَرّارُ بن سعيدٍ الفَقْعَسيُّ:
(يُثِرْنَ قَساطِلاً يَخْرُجْنَ مِنها ... ترى دونَ السَّماءِ لَهَا سَطيعا)
: ارتفعَ أَو انْتَثرَ، وَكَذَا البَرقُ والشُّعاعُ والصبْحُ والرائِحةُ والنُّور، وَهُوَ فِي الرائحةِ مَجازٌ.
وَقيل: أَصْلُ السُّطوعِ إنّما هُوَ فِي النُّور، ثمّ إنّهم استعمَلوه فِي مُطلَقِ الظُّهور، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي صِفةِ الغُبارِ المُرتَفِع:
(مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ ... كدُخانِ نارٍ ساطِعٍ أَسْنَامُها)
وَقَالَ سُوَيْدُ بن أبي كاهِلٍ اليَشْكُريُّ:
(حُرَّةُ تَجْلُو شَتيتاً واضِحاً ... كشُعاعِ الشمسِ فِي الغَيمِ سَطَعْ)
ويُروى: كشُعاعِ البَرقِ وَقَالَ أَيْضا يصفُ ثَوْرَاً:
(كُفَّ خَدّاهُ على دِيباجَةٍ ... وعَلى المَتْنَيْنِ لَوْنٌ قد سَطَعْ)
وَقَالَ أَيْضا:
(صاحبُ المِئْرَةِ لَا يَسْأَمُها ... يُوقِدُ النارَ إِذا الشَّرُّ سَطَعْ)
وَفِي حديثِ ابنِ عبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: كُلوا واشرَبوا مَا دامَ الضَّوْءُ ساطِعاً. وَقَالَ الشَّمَّاخُ يصفُ رَفيقَه:
(أَرِقْت لَهُ فِي القَومِ والصُّبْحُ ساطِعٌ ... كَمَا سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي)
قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: سَطَعَ بيدَيْهِ سَطْعَاً، بالفَتْح: صَفَّقَ بهما، وَالِاسْم: السَّطَع، مُحرّكةً، أَو هُوَ أَن تَضْرِبَ بيَدِكَ شَيْئا براحَتِكَ، أَو أصابِعِك. وسَمِعْتُ لوَقعِه سَطَعَاً، أَي تَصْوِيتاً شَدِيدا، مُحرّكةً،)
أَي، صَوْتَ ضَرْبِه أَو رَمْيِه، قَالَ الليثُ: وإنّما حُرِّكَ لأنّه حكايةٌ لَا نَعْتٌ وَلَا مصدرٌ، والحكاياتُ يُخالَفُ بَيْنَها وبَيْنَ النُّعوت أَحْيَانًا. السِّطَاع، ككِتابٍ: أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاء. قلتُ: وَهُوَ مأخوذٌ من الصُّبْحِ الساطِع، وَهُوَ المُستَطيل فِي السَّماء، كَذَنَبِ السِّرْحان، قَالَ الأَزْهَرِيّ: فلذلكَ قيلَ للعَمُودِ من أَعْمِدةِ الخِباءِ: سِطاعٌ. السِّطاع: الجمَلُ الطويلُ الضخم، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَنَقَله الأَزْهَرِيّ أَيْضا، وَقَالَ: على التشبيهِ بسِطاعِ البيتِ، وَقَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليُّ:
(وَحَتَّى دَعا دَاعِي الفِرَاقِ وأُدْنِيَتْ ... إِلَى الحَيِّ نُوقٌ والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ)
والسِّطاع: خَشَبَةٌ تُنصَبُ وَسَطَ الخِباءِ والرُّواق. قيل: هُوَ عَمُودُ البيتِ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وأنشدَ القُطاميُّ:
(أَلَيْسوا بالأُلى قسَطوا قَديماً ... على النُّعْمانِ، وابْتَدَروا السِّطاعا)
وَذَلِكَ أنَّهم دخَلوا على النعمانِ قُبَّتِه. ثمّ قَوْلُه هَذَا مَعَ قَوْلِه: أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاءِ. واحدٌ، فَتَأَمَّلْ.
السِّطَاع: جبَلٌ بعَينِه، قَالَ: قَالَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَليُّ:
(فَذاكَ السِّطاعُ خِلافَ النِّجا ... ءِ تَحْسَبُه ذَا طِلاءٍ نَتيفا) خِلافَ النِّجاء: أَي بعدَ السَّحاب تَحْسِبُه جمَلاً أَجْرَبَ نُتِفَ وهُنِئَ. السِّطَاع: سِمَّةٌ فِي عنُقِ البَعيرِ، أَو جَنْبِه بالطُّول. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هِيَ فِي العنُقِ بالطُّول، فَإِذا كَانَ بالعَرْضِ فَهُوَ العِلاطُ، وَالَّذِي فِي الرَّوْضِ: أنّ السِّطَاعَ والرَّقْمَةَ فِي الأعْضاء. وسَطَّعَه تَسْطِيعاً: وَسَمَه بِهِ، فَهُوَ مُسَطَّعٌ، وإبلٌ مُسَطَّعَةٌ، وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ للَبيدٍ:
(دَرَىَ باليَسارَى جِنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسَطَّعةَ الأعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ)
والأَسْطَع: الطويلُ العنُق، يُقَال: جمَلٌ أَسْطَعٌ، وناقةٌ سَطْعَاء، وَقد سَطِعَ، كفَرِحَ، وَفِي صِفَتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: فِي عنُقِه سَطَعٌ. أَي طُولٌ. وظَليمٌ أَسْطَعُ: كَذَلِك. الأَسْطَع: فرَسٌ كَانَ لبَكْرِ بنِ وائِلٍ، وَهُوَ أَبُو زِيَمَ، وَكَانَ يُقَال لَهُ: ذُو القِلادَة. المِسْطَع، كمِنبَرٍ: الفَصيحُ كالمِصْقَع، عَن اللِّحْيانيّ، يُقَال: خَطيبٌ مِسْطَعٌ ومِصْقَعٌ، أَي بَليغٌ مُتكَلِّم. السَّطيع، كأميرٍ: الطَّوِيل. منَ المَجاز: سَطَعَتْني رائحةُ المِسكِ، كَمَنَعَ، إِذا طارتْ إِلَى أَنْفِكَ، وَكَذَا أَعْجَبَني سُطوعُ رائحَتِه، وَسَطَعتِ الرائحةُ سُطوعاً: فاحَتْ وَعَلَتْ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: السَّطِيع، كأميرٍ: الصُّبْح لإضاءَتِه وانتِشارِه، وَذَلِكَ أوّل مَا يَنْشَقُّ مُستَطيلاً، وَهُوَ الساطعُ أَيْضا. وَسَطَعَ لي أَمْرُكَ: وَضَحَ، عَن اللِّحْيانيّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: العنُقُ السَّطْعاء: الَّتِي طالَتْ، وانْتَصبَتْ عَلابِيُّها، ذَكَرَه فِي صِفاتِ)
الخَيلِ. وَسَطَعَ يَسْطَعُ: رَفَعَ رَأْسَه ومَدَّ عنُقَه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ الظَّليمَ:
(فظَلَّ مُخْتَضعاً يَبْدُو فتُنْكِرُه ... حَالا، ويَسْطَعُ أَحْيَانًا فَيَنْتَصِبُ)
وعنُقٌ أَسْطَع: طَويلٌ مُنتَصِبٌ. وسَطَعَ السَّهمُ، إِذا رُمِيَ بِهِ فَشَخَصَ يَلْمَع، قَالَ الشَّمَّاخ:
(أَرِقْتُ لَهُ فِي القَومِ، والصُّبْحُ ساطِعٌ ... كَمَا سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَه الغالي)
شَمَّرَه، أَي أَرْسَلَه. وجَمع السِّطاعِ بِمَعْنى عَمُود الخباء: أَسْطِعَةٌ وسُطُعٌ، أنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ: يَنُشْنَه نَوْشَاً بأَمْثالِ السُّطُعْ والسِّطاع: العنُق، على التشبيهِ بسِطاعِ الخِباء. وناقةٌ ساطِعَةٌ: مُمتَدَّةُ الجِرَانِ والعنُق، قَالَ ابنُ فَيْدٍ الراجز:
(مَا بَرِحَتْ ساطِعَةَ الجِرَانِ ... حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمَانِي)
وناقةٌ مَسْطُوعة: مَوْسُومةٌ بالسِّطاعِ. وإبلٌ مُسَطَّعَةٌ: على أَقْدَارِ السُّطُعِ من عُمُدِ الْبيُوت، وَبِه فُسِّرَ قَول لَبيدٍ الَّذِي تقدّم. وَقَالَ الليثُ هُنَا: اسْطَعْتُه، وَأَنا أَسْطِيعُه إسْطاعاً، وَلم يَزِدْ. قلت: السينُ لَيْسَتْ بأَصلِيّة، وسيُذكَرُ فِي ترجمةِ طوع.

وأم

وأم: ابن الأَعرابي: المُواءَمَةُ المُوافقةُ. واءَمَه وِئاماً

ومُواءَمةً: وافقَه. وواءَمْتُه مُواءَمةً ووِئاماً: وهي المُوافَقة أَن تفعل كما

يفعل. وفي حديث الغِيبَةِ: إِنه لَيُوائمُ أَي يُوافِق؛ وقال أَبو زيد:

هو إِذا اتَّبَع أَثَره وفعَل فِعْلَه، قال: ومن أَمثالهم في

المُياسَرة: لولا الوِئامُ لهلَك الإِنسانُ؛ قال السيرافي: المعنى أَن

الإِنسانِلولا نظرُه إِلى غيره ممن يفعلُ الخيرَ واقتداؤه به لهَلَك، وإِنما

يعيشُ الناسُ بعضُهم مع بعض لأَن الصغيرَ يقتدي بالكبير والجاهلِ بالعالِم،

ويروى: لهلَك اللِّئامُ أَي لولا أَنه يَجِد شَكْلاً يَتَأَسَّى به ويفعل

فِعْلَه لهلَك. وقال أَبو عبيد: الوِئامُ المُباهاةُ، يقول: إِن

اللِّئامَ ليسوا يأْتون الجَمِيلَ

من الأُمور على أَنها أَخلاقُهم، وإما يفعلونها مُباهاةً وتشبيهاً بأهل

الكَرَم، فلولا ذلك لهَلكوا، وأَما غير أَبي عبيد من علمائنا فيُفَسِّرون

الوِئام المُوافَقةَ، وقال: لولا الوِئام، هلَك الأَنام؛ يقولون: لولا

مُوافقةُ الناس بعضِهم بعضاً في الصُّحْبةِ والعِشْرة لكانت الهَلَكةُ،

قال: ولا أَحْسَبُ الأَصْلَ كان إِلا هذا، قال ابن بري: وورد أَيضاً لولا

الوِئام، هلكت جُذام. وذقال: فلانةُ تُوائِمُ صواحِباتها إِذا تَكلَّفَت

ما يَتَكلَّفْن من الزينة؛ وقال المرَّار:

يَتَواءَمْنَ بِنَوماتِ الضُّحى،

حَسَنات الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ

والمُوَأّمُ: العظيم الرأْسِ؛ قال ابن سيده: أُراه مقلوباً عن

المُؤَوَّمِ، وهو مذكور في موضعه.

والتَّوْأَمُ: أَصلُه وَوْأَمٌ، وكذلك التَّوْلَج أَصلُه وَوْلَجٌ، وهو

الكِناسُ، وأَصل ذلك من الوِئام وهو الوِفاقُ، وقد ذكر في فصل التاء

متقدِّماً؛ قال الأَزهري: وأَعَدْتُ ذِكْرَه في هذه الترجمة لأُعَرِّفَك أَن

التاء مبدلةٌ من الواو، وأَنه وَوْأَمٌ. الليث: المُواءَمةُ المُباراةُ.

ويَوْأَمٌ: قبيلةٌ من الحَبشِ أَو جِنْسٌ منه؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:وأَنتُم قَبيلةٌ من يَوْأَمْ،

جاءت بِكُمْ سَفينةٌ من اليَمّْ

أَراد من يوأَمٍ واليمِّ فخفَّف، وقوله من يَوْأَم أَي أَنكم سُودانٌ

فخَلْقُكم مُشَوَّهٌ. قال ابن بري: وحكى حمزة عن يعقوب أَنه يقال للبُعْد

ابن يَوْأَمٍ؛ وأَنشد:

وإِنَّ الذي كَلَّفْتَني أَن أَرُدَّه

مع ابن عِبادٍ، أَو بأَرضِ ابن يَوْأَما

على كل نَأْيِ المَحْزِمَيْنِ، ترى له

شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسمَّما

[وأم] نه: في ح الغيبة: إنه "ليوائم" أي يوافق.
وأ م
وَأْم [مفرد]: مصدر وأَمَ. 

و

أم3 وَاَّ^َ See art. ومأ.

وِئَامٌ The being mutually near; mutually agreeing. (T, voce تَوْءَمٌ.) التَّوْءَمَانِ

, The herb so called: see art. تأم.
(وأم) - في حديث الغِيبةِ: "إنه لَيُوائِم"  : أي يُوَافِقُ، والوَأْمُ والوِآمُ والمُوَاءَمةُ: المُوافَقَةُ.
ووَأَمْتُهُ: صَنعْتُ مِثل صَنِيعِهِ، والتَّوأَمُ: أصله، وَوَأمٌ، كأنَّه وَافَقَه في الرَّحمَ.
وأم:
واءم: كان ينبغي على (فريتاج) أن يذكر إن معنى واءَم هو rivaiser، أي: بادرَ، جازى، سابقَ، نافس أو imiter قلَّد، اقتدى، حذا، اتبع، وفي المثال الذي ضربه إما أن يقال هلكت حذام أو تحل اللئام محل الأنام (معجم الطرائف).
موامة: يجب تبديل مَؤأمة التي ذكرها (فريتاج) وجعلها موأمة التي هي (البيضة التي لا قونس لها). (زيتشر 268:18، رقم 1).
و أ م

واءمه مواءمة وهي شبه المباراة والمحاكاة. وفلانة توائم صاحباتها وئاماً شديداً إذا تكلّفت ما يصنعن في الزينة وغيرها، ومنه قولهم: " لولا الوئام، هلكت جذام "، ورُوِيَ اللئام والأنام أي لولا أن الكرام وأهل الخير يحكيهم غيرهم ويتشبّهون بهم لكان الهلاك. وغناء متوائم: متناسب. قال ابن أحمر:

أرى ناقتي حنّت بليل وشاقها ... غناء كنوح الأعجم المتوائم
و أ م: (الْمُوَاءَمَةُ) الْمُوَافَقَةُ تَقُولُ: (وَاءَمَهُ مُوَاءَمَةً) وَ (وِئَامًا) أَيْ فَعَلَ كَمَا يَفْعَلُ وَفِي الْمَثَلِ: لَوْلَا (الْوِئَامُ) لَهَلَكَ الْأَنَامُ. أَيْ لَوْلَا مُوَافَقَةُ النَّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِي الصُّحْبَةِ وَالْعِشْرَةِ لَهَلَكُوا، وَيُقَالُ: لَوْلَا الْوِئَامُ لَهَلَكَ اللِّئَامُ وَ (الْوِئَامُ) الْمُبَاهَاةُ أَيْ؛ لِأَنَّ اللِّئَامَ لَا يَأْتُونَ الْجَمِيلَ طَبْعًا بَلْ مُبَاهَاةً وَتَشَبُّهًا بِالْكِرَامِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَهَلَكُوا. 
[وأ م] وَاءَمَهُ وِئَامًا ومُوَاءَمَةً وافَقَهُ وقال أبو زَيدٍ هُوَ إذا اتَّبَعَ أَثَرَهُ وفَعلَ فِعْلَهُ قالَ

(لَوْلا الوِئَامُ هلَكَ الإِنْسَانُ ... )

ويُرْوَى هَلكَ اللِّئَامُ أي لَوْلا أنهُ يَجِدُ شَكْلا يَتَأَسَّى به ويَفْعَلُ فِعْلَهُ لَهَلَكَ والمُوَأَّمُ الضَّخْمُ الرَّأْسِ أُراه مَقْلُوبًا عن المُؤَوَّمِ وقد تقدَّم ويَوْءَمُّ قَبيلَةٌ من الحَبَشِ أو جِنْسٌ منه عن ابن الأعرابي وأنشَدَ

(وأنتُمْ قَبِيلَةٌ من يَوأَمْ ... )

(جَاءَتْ بكم سَفِينَةٌ من اليَمْ ... )

أرادَ من يَوْءَمّ واليَمّ فخَفَّفَ
[وأم] أبو زيد: المُواءمَةُ: الموافقة. يقال: واءَمَهُ مُواءَمَةً ووِئاماً، إذا فعل كما يفعل. وفي المثل: " لولا الوئام لهلك الانام "، أي لولا موافقةُ الناس بعضِهم بعضاً في الصُحبة والعِشرة لكانت الهَلَكَة. ويقال: " لولا الوِئامُ هلك اللئام " والوِئام: المباهاة. أي إنَّ الرجال ليسوا يأتون الجميل من الأمور على أنَّها أخلاقهم، وإنَّما يفعلونها مباهاةً وتشبّهاً بأهل الكرم، ولولا ذلك لهلكوا.

(وثم] الوَثْمُ: الدَقُّ والكسرُ. ووَثَمَ يَثِمُ أي عَدا. وخُفٌّ مِيثَمٌ: شديد الوطئ كأنه يثم الارض أي يدقُّها. قال عنترة: خَطَّارَةٌ غِبَّ السُرى زيَّافَةٌ تَطِسُ الإكامَ بكلِّ خُفٍّ مِيثَمِ ابن السكيت: الوَثيمَةُ: الجماعة من الحشيش أو الطعام. يقال: ثِمْ لها، أي اجمع لها. وقولهم: لا والذي أخرج النار من الوَثيمَةِ، أي من الصخرة. والوَثيمُ: المكتنز لحماً. وقد وثم بالضم وثامة.
وأم: التَّوْأَمُ: على تقدير: فَوْعل، ولكنّهم استقبحوا واوين فاستخلفوا مكانَ الواوِ الأوُلى تاءً.. وكذلك التَّوْلَجُ، واشتقاقُه من وَلَجَ، ونحو ذلك كذلك.. فإِذا أدخلت التّاء في التّوأم لزمت التّصريف لزوم الحرف الأصليّ فقالوا: أَتْأمت المرأة، أي: ولدتْ توأماً، وامرأة مِتآم أي: تَلِدُ التَوْأمَ كثيراً.. وتقول للباكي: إنّه ليبكي بدمعٍ تَوْأمٍ، إذا قطر قطرتين معاً، قال:

أعينيّ جودا بالدّموع التّوائم 

وقال لبيد: 

[عَلِهَتْ تَرَدَّدُ في نِهاء صعائدٍ] ... سَبْعاً تُؤاماً كاملاً أيّامُها

والتّوأم: ولدان معاً، لا يقال: هما توأمان، ولكن يقال: هذا توأم هذه، وهذه توأمته، فإذا جَمِعا فهما توأم، قال:

ذاك قَرْمٌ وذا بذاك شبيهٌ ... وهما توأمٌ وهذا كذاكا 

والتّوأمان: كوكبان. والمواءمة: المباراة، والتّواؤم: التّباري والتفاخر، قال: 

يتواء من بنومات الضُّحَى ... حسناتِ الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ

ويُقال: فلانة تُوائِمُ صواحبها وئاماً شديداً، إذا تكلّفتْ ما يتكلَّفْنَ من الزينة وغيرها. 

والمُوأَّمُ: العظيم الرّأس.. والموائم: المقارب، وهو الوسط من الأمرين.. والمُوائِم: المُوافِقُ.
وأم
وأَمَ يوأَم، اوْأَمْ/ أَمْ، وَأْمًا، فهو وَائِم، والمفعول مَوْءوم
• وأَم صديقَه: وافَقه واتَّبع أثره "وأمتُ الأستاذَ في رَأيه". 

تواءمَ يتواءم، تَواؤُمًا، فهو مُتَوائِم
• تواءم الشَّيئان أو الشَّخصان: توافقا وتناسبا "تواءمت الفتيات/ ألوان اللَّوحة- تواءما في اتّجاهاتهما الفكريّة- هذا العمل يتواءم مع مؤهِّلاته".
• تواءم الغِناءُ: وافق بعضُه بعضًا ولم تختلف ألحانُه وأنغامه "تواءُم العمل الفنّيّ- غِناءٌ مُتوائِم". 

واءمَ يوائم، وِئامًا ومُواءَمةً، فهو مُوائِم، والمفعول مُواءَم
• واءم الرَّجلَ:
1 - وافقه وناسبه "واءَم صديقَه في آرائه- لولا الوئامُ لهلك الأنام [مثل]: لولا موافقة النّاس بعضِهم بعضًا في العشرة والصُّحبة لكانت الهلكة".
2 - باهاه وصنع مثل صنيعه "واءمتِ المرأةُ صواحباتها". 

تَوْءَم [مفرد]: ج تَوائِمُ وتُؤام:
1 - مولود مع غيره في بطنٍ واحدٍ من الاثنين إلى ما زاد، ذكرًا كان أو أنثى أو ذكرًا مع أنثى (انظر: ت أ م - توءمَ) "هما توءم/ توءمان- ولدت ثلاثة توائم" ° توءم سياميّ: وليدان مكتملا النموّ، إلاّ أنّهما ملتصقان في بعض أجزاء الجسم المتشابهة- توائمُ النُّجوم واللآلئ: ما تشابك منها.
2 - فردٌ في وحدات متكررة "أعمدة/ نوافذ توائِم".
• تَوْءمان أخويَّان: (طب) وليدان معًا، إما ذكران وإما

أُنثيان وقد يكونان ذكرًا وأنثى، نشأ كلّ منهما من بُوَيْضة مخصبة منفصلة عن الأخرى.
• تَوْءمان متماثلان: (طب) وليدان، إما ذكران وإما أنثيان، لهما الصفات الوراثية نفسها، ينتجان من بُوَيْضة واحدة مخصبة انقسمت إلى خليتين، نمت كلّ منهما لتعطي فردًا.
• التَّوءمان: النظيران من كلّ شيء. 

تَواؤُم [مفرد]:
1 - مصدر تواءمَ.
2 - (حي) تغيُّر في تكوين الكائن الحيّ أو في سلوكه يجعله متلائمًا مع البيئة. 

مُواءَمَة [مفرد]:
1 - مصدر واءمَ.
2 - (حي) حدوث تغيُّر في البناء أو الوظيفة أو الشكل في النبات أو الحيوان في بضعة أجيال، يزيد من قدرته على الحياة في بيئته أو التكيُّف معها.
3 - (طب) تقليل حساسيَّة الجسم من فرط استعمال المنبِّهات. 
وأم
( {وَاءَمَ) فُلاَنٌ (فُلاَناً) ، عَلَى فَاعَلَ (} وِئَاماً) ، كَكَتَابٍ، ( {ومُوَاءَمَةً)) : إِذَا (وَافَقَهُ) فِي الفِعْلِ، عِنِ ابْنِ الأَعْرَابيّ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: هَوَ إِذَا اتَّبَعَ أَثَرَهُ، وَفَعَلَ فِعْلَهُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الغِيْبَةِ: ((إِنَّهُ} لَيُوَائِمُ)) أَيْ: يُوَافِقُ، أَوْ (بَاهَاهُ) ، عَن أبي عبيد. (وَفِي المَثَلِ) الَّذِي يُضربُ فِي المُياسَرَةِ: (لَولا {الوِئامُ لَهَلَكَ) الإنْسانُ، ويُروى: لهلك (الأنامُ) ، ويروى: لَهَلَكَ اللِّئامُ، ويُروى: هَلَكَتْ جُذامُ، وَهُوَ قَوْلُ أبي عبيد، (وفُسِّر بمعنيين) : (الأول ظَاهر) أَي: لَوْلَا موافقةُ النَّاسِ بَعضهم بَعْضًا فِي الصُّحْبَة، والعِشْرَةِ لكَانَتْ الهَلَكَةُ، نَقله الْجَوْهَرِي، وَهُوَ قَول أبي عبيد، وَقَالَ السِّيرافي: الْمَعْنى، أَن الإنسانَ، لَوْلَا نظرُهُ إِلَى غَيره ممَّن يفْعلُ الخيْرَ واقتِداؤُهُ بِهِ لَهَلَكَ، وإنَّما يَعيشُ النَّاسُ، بعضُهُم مَعَ بَعْضٍ؛ لِأَن الصَّغيرَ، يَقْتَدي بالكَبِيرِ، والجاهِلَ بالعالمِ. (والثَّاني) ، أَي: أَن اللِّئامَ (لَيْسُوا يأْتونَ بالجَمِيلِ) من الأمورِ (خُلُقًا) أَي: على أنَّها أخلاقُهُمْ، (وَإِنَّمَا يأْتُونَه) ، وَفِي بعض النُّسخ: يفْعَلُونَه، (مُباهاةً، وتشَبُّهًا) بأهْلِ الكَرِمِ، وَلَوْلَا ذَلِك لَهَلَكوا، كَمَا فِي الصِّحاحِ، ونَقَلَهُ الميْدانِيُّ عَن أبي عبيد، وَهَذَا يدلُّ على أنَّ اللِّئامَ: جَمْعُ لَئيمٍ. وَمِنْهُم من قَالَ: اللِّئام هُنَا: جمعُ لُمَةٍ، بضمٍّ فَتَخْفِيفٍ، وَالْمعْنَى، أَي: لَوْلَا أَنه يَجِدُ شكْلاً يتأسَّى بِهِ، ويفْعَلُ فِعْلَهُ لَهَلَكَ، وَقد تقدَّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي ((ل أم)) . (وهُما} توأمان، وَهَذَا {توْأمُ) هَذَا، (وهذِهِ} توأمَةُ) هَذِه، أصْلُهُ: {ووأمٌ، وَكَذَلِكَ التَّوْلَجُ، أَصله: وَوْلَجٌ، وهُو: الكِناسُ، وأصل ذَلِك من} الوِئَامِ، وهُو: المَوافَقَةُ، فالتَّاء بَدَلٌ عَن الْوَاو، وَهُوَ اخْتِيَار الشَّيْخ أبي حيَّان، وَغَيره (ج: {تَوائِمُ) مثل: قَشْعَمٍ، وقَشَاعِمَ، (} وتُؤامٌ) على مَا فُسِّر فِي عُراقٍ، وَأنْشد الجوهرِيٌّ لكُدَيْر:
(قَالَت لَهَا ودَمْعُها! تُؤامُ ... )

(كالدُّرِّ إِذْ أسْلَمَهُ النِّظامُ ... )

(على الَّذينَ ارْتَحَلوا السَّلامُ ... )والنَّحْو، وَأما ابْن عُصْفُور فَإِنَّهُ جَزَمَ فِي المُمْتِعِ أَن تَاء التَّوْأَمِ: أَصْلِيَّة؛ لأَنهم تصرَّفوا فِيهَا، جمعا وَغَيره، دون مُراجَعَة هَذَا الأَصْل، وَلَو كَانَ أصْلُها واوًا لَنَطَقوا بِهِ يَوْمًا من الدَّهْر، فَلَا وَهْمَ، قالَهُ شَيْخُنا، على أَن الجَوْهريَّ ذكره هُنَاكَ، مَعَ بَيَانه، نقلا عَن الخليلِ أَن تقديرَهُ فَوْعَلٌ، وأصلُهُ: وَوْأَمٌ، فأُبْدِل من إِحْدَى الواوَيْنِ تاءٌ، والمصنِّفُ تَبِعَهُ هُنَاكَ من غير تنبيهٍ عَلَيْه، وَهُوَ غَريبٌ، وَذكره الأزهريُّ فِي المحلَّين. [] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {وأَمَهُ} وَأما، من حدِّ مَنَعَ: وافَقَهُ، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَيُقَال: فلانةُ {تُوائِمُ صَواحِباتِها: إِذا تَكَلَّفَتْ مَا يَتَكَلَّفن من الزِّينَةِ [وَغَيرهَا] ، وَقَالَ المرَّارُ:
(} يَتَواءَمْنَ بِنَوْماتِ الضُّحى ... حَسَنات الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ)
قَالَ ابْن بري: وَحكى حَمْزَة، عَن يعقوبَ، أنَّه يُقالُ للعَبْدِ: ابنُ {يوأمٍ، وَأنْشد:
(وإنَّ الَّذِي كَلَّفْتَني أَن أرُدَّهُ ... مَعَ ابْن عِبادٍ أَو بأرْضِ ابْن} يَوْأَما)

(على كُلِّ نأيِ المحْزِمَيْنِ تَرَى لَهُ ... شَراسيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسَمَّمَا)
{والتَّوأمُ: الثَّانِي من سِهامِ الميْسِر، وَقد تقدَّم. وفَرَسٌ} مُتائِمٌ: للَّذي يَأْتِي بِجَرْيٍ بعد جَرْيٍ، وَقد تقدم أَيْضا. [] وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:

عَلَبَ

(عَلَبَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّمَا كَانَتْ حِلْيَةُ سُيُوفِهِمُ الْآنُكَ والعَلَابِيَّ» هِيَ جَمْعُ عِلْبَاء، وَهُوَ عَصَبٌ فِي العُنُق يأخُذ إِلَى الكَاهِل، وهُما عِلْبَاوَانِ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَمَا بَيْنَهُمَا مَنْبِت عُرف الفَرس، وَالْجَمْعُ ساكَن الْيَاءِ ومُشَدَّدُها. وَيُقَالُ فِي تَثْنِيتِهما أَيْضًا: عِلْبَاآنِ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَشُدّ عَلَى أَجْفَانِ سُيوفها العَلَابِيَّ الرَّطْبِة فتَجِفَّ عَلَيْهَا، وتَشُدّ الرِّماح بِهَا إِذَا تصدَّعَت فتَيْبس وتَقْوَى.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُتْبَة «كُنْتُ أعْمِد إِلَى البَضْعَة أحْسبُها سَنَاماً فَإِذَا هِيَ عِلْبَاء عنق» . (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ رَأَى رجُلا بأنْفِه أثَرُ السُّجود، فَقَالَ: لَا تَعْلُبْ صُورَتَك» يُقَالُ: عَلَبه إِذَا وسَمه وأثَّر فِيهِ. والعَلْب والعَلَب: الْأَثَرُ. الْمَعْنَى: لَا تُؤثِّر فِيهَا بشدَّة اتِّكَائِكَ عَلَى أنْفِك فِي السُّجود.
وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ» العُلْبَة:
قَدَح مِنْ خَشب. وَقِيلَ مِنْ جِلْد وخَشَب يُحْلب فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أعطاهُم عُلْبَةَ الحَالِب» أَيِ الْقَدْحَ الَّذِي يُحْلب فِيهِ.

دِمَشْقُ الشّام

دِمَشْقُ الشّام:
بكسر أوله، وفتح ثانيه، هكذا رواه الجمهور، والكسر لغة فيه، وشين معجمة، وآخره قاف: البلدة المشهورة قصبة الشام، وهي جنة الأرض بلا خلاف لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رقعة وكثرة مياه ووجود مآرب، قيل: سميت بذلك لأنهم دمشقوا في بنائها أي أسرعوا، وناقة دمشق، بفتح الدال وسكون الميم: سريعة، وناقة دمشقة اللحم: خفيفة، قال الزّفيان:
وصاحبي ذات هباب دمشق
قال صاحب الزيج: دمشق طولها ستون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وهي في الإقليم الثالث، وقال أهل السير: سمّيت دمشق بدماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام، فهذا قول ابن الكلبي، وقال في موضع آخر: ولد يقطان بن عامر سالف وهم السلف وهو الذي بنى قصبة دمشق، وقيل: أول من بناها بيوراسف، وقيل: بنيت دمشق على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمس وأربعين سنة من جملة الدهر الذي يقولون إنه سبعة آلاف سنة، وولد إبراهيم الخليل، عليه السلام، بعد بنائها بخمس سنين، وقيل:
إن الذي بنى دمشق جيرون بن سعد بن عاد بن إرم ابن سام بن نوح، عليه السلام، وسماها إرم ذات العماد، وقيل: إن هودا، عليه السلام، نزل دمشق وأسس الحائط الذي في قبلي جامعها، وقيل: إن العازر غلام إبراهيم، عليه السلام، بنى دمشق وكان حبشيّا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار، وكان يسمّى الغلام دمشق فسماها باسمه،
وكان إبراهيم، عليه السلام، قد جعله على كلّ شيء له، وسكنها الروم بعد ذلك، وقال غير هؤلاء:
سميت بدماشق بن نمرود بن كنعان وهو الذي بناها، وكان معه إبراهيم، كان دفعه إليه نمرود بعد أن نجّى الله تعالى إبراهيم من النار، وقال آخرون: سميت بدمشق بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أخو فلسطين وأيلياء وحمص والأردنّ، وبنى كلّ واحد موضعا فسمي به، وقال أهل الثقة من أهل السير: إن آدم، عليه السلام، تكان ينزل في موضع يعرف الآن ببيت انات وحوّاء في بيت لهيا وهابيل في مقرى، وكان صاحب غنم، وقابيل في قنينة، وكان صاحب زرع، وهذه المواضع حول دمشق، وكان في الموضع الذي يعرف الآن بباب الساعات عند الجامع صخرة عظيمة يوضع عليها القربان فما يقبل منه تنزل نار تحرقه وما لا يقبل بقي على حاله، فكان هابيل قد جاء بكبش سمين من غنمه فوضعه على الصخرة فنزلت النار فأحرقته، وجاء قابيل بحنطة من غلّته فوضعها على الصخرة فبقيت على حالها، فحسد قابيل أخاه وتبعه إلى الجبل المعروف بقاسيون المشرف على بقعة دمشق وأراد قتله، فلم يدر كيف يصنع فأتاه إبليس فأخذ حجرا وجعل يضرب به رأسه فلما رآه أخذ حجرا فضرب به رأس أخيه فقتله على جبل قاسيون، وأنا رأيت هناك حجرا عليه شيء كالدم يزعم أهل الشام أنه الحجر الذي قتله به، وأن ذلك الاحمرار الذي عليه أثر دم هابيل، وبين يديه مغارة تزار حسنة يقال لها مغارة الدم، لذلك رأيتها في لحف الجبل الذي يعرف بجبل قاسيون.
وقد روى بعض الأوائل أن مكان دمشق كان دارا لنوح، عليه السلام، ومنشأ خشب السفينة من جبل لبنان وأنّ ركوبه في السفينة كان من عين الجرّ من ناحية البقاع، وقد روي عن كعب الأحبار:
أن أوّل حائط وضع في الأرض بعد الطوفان حائط دمشق وحرّان، وفي الأخبار القديمة عن شيوخ دمشق الأوائل: أن دار شدّاد بن عاد بدمشق في سوق التين يفتح بابها شأما إلى الطريق وأنه كان يزرع له الريحان والورد وغير ذلك فوق الــأعمدة بين القنطرتين قنطرة دار بطّيخ وقنطرة سوق التين، وكانت يومئذ سقيفة فوق العمد، وقال أحمد بن الطيب السرخسي: بين بغداد ودمشق مائتان وثلاثون فرسخا.
وقالوا في قول الله عز وجل: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ 23: 50، قال: هي دمشق ذات قرار وذات رخاء من العيش وسعة ومعين كثيرة الماء، وقال قتادة في قول الله عز وجل والتين قال: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس، وطور سينين: شعب حسن، وهذا البلد الأمين: مكة، وقيل: إرم ذات العماد دمشق، وقال الأصمعي: جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلّة، وحشوش الدنيا ثلاثة:
الأبلّة وسيراف وعمان، وقال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر الأديب: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان وجزيرة الأبلّة، وقد رأيتها كلها وأفضلها دمشق، وفي الأخبار: أنّ إبراهيم، عليه السلام، ولد في غوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل قاسيون، وعن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنّ عيسى، عليه السلام، ينزل عند المنارة البيضاء من شرقي دمشق، ويقال: إنّ المواضع الشريفة بدمشق التي يستجاب فيها الدعاء مغارة الدم في جبل قاسيون،
ويقال: إنها كانت مأوى الأنبياء ومصلّاهم، والمغارة التي في جبل النّيرب يقال: إنها كانت مأوى عيسى، عليه السلام، ومسجدا إبراهيم، عليه السلام، أحدهما في الأشعريّين والآخر في برزة، ومسجد القديم عند القطيعة، ويقال: إن هنا قبر موسى، عليه السلام، ومسجد باب الشرقي الذي قال النبي، صلى الله عليه وسلّم: إن عيسى، عليه السلام، ينزل فيه، والمسجد الصغير الذي خلف جيرون يقال إنّ يحيى بن زكرياء، عليه السلام، قتل هناك، والحائط القبلي من الجامع يقال إنه بناه هود، عليه السلام، وبها من قبور الصحابة ودورهم المشهورة بهم ما ليس في غيره من البلدان، وهي معروفة إلى الآن.
قال المؤلف: ومن خصائص دمشق التي لم أر في بلد آخر مثلها كثرة الأنهار بها وجريان الماء في قنواتها، فقلّ أن تمرّ بحائط إلّا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يشرب منه ويستقي الوارد والصادر، وما رأيت بها مسجدا ولا مدرسة ولا خانقاها إلّا والماء يجري في بركة في صحن هذا المكان ويسحّ في ميضأة، والمساكن بها عزيزة لكثرة أهلها والساكنين بها وضيق بقعتها، ولها ربض دون السور محيط بأكثر البلد يكون في مقدار البلد نفسه، وهي في أرض مستوية تحيط بها من جميع جهاتها الجبال الشاهقة، وبها جبل قاسيون ليس في موضع من المواضع أكثر من العبّاد الذين فيه، وبها مغاور كثيرة وكهوف وآثار للأنبياء والصالحين لا توجد في غيرها، وبها فواكه جيدة فائقة طيبة تحمل إلى جميع ما حولها من البلاد من مصر إلى حرّان وما يقارب ذلك فتعمّ الكل، وقد وصفها الشعراء فأكثروا، وأنا أذكر من ذلك نبذة يسيرة، وأما جامعها فهو الذي يضرب به المثل في حسنه، وجملة الأمر أنه لم توصف الجنة بشيء إلا وفي دمشق مثله، ومن المحال أن يطلب بها شيء من جليل أعراض الدنيا ودقيقها إلا وهو فيها أوجد من جميع البلاد، وفتحها المسلمون في رجب سنة 14 بعد حصار ومنازلة، وكان قد نزل على كلّ باب من أبوابها أمير من المسلمين فصدمهم خالد بن الوليد من الباب الشرقي حتى افتتحها عنوة، فأسرع أهل البلد إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل ابن حسنة، وكان كل واحد منهم على ربع من الجيش، فسألوهم الأمان فأمنوهم وفتحوا لهم الباب، فدخل هؤلاء من ثلاثة أبواب بالأمان، ودخل خالد من الباب الشرقي بالقهر، وملكوهم وكتبوا إلى عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، بالخبر وكيف جرى الفتح، فأجراها كلها صلحا.
وأما جامعها فقد وصفه بعض أهل دمشق فقال:
هو جامع المحاسن كامل الغرائب معدود إحدى العجائب، قد زوّر بعض فرشه بالرخام وألّف على أحسن تركيب ونظام، وفوق ذلك فصّ أقداره متفقة وصنعته مؤتلفة، بساطه يكاد يقطر ذهبا ويشتعل لهبا، وهو منزه عن صور الحيوان إلى صنوف النبات وفنون الأغصان لكنها لا تجنى إلا بالأبصار ولا يدخل عليها الفساد كما يدخل على الأشجار والثمار بل باقية على طول الزمان مدركة بالعيان في كلّ أوان، لا يمسها عطش مع فقدان القطر ولا يعتريها ذبول مع تصاريف الدهر، وقالوا: عجائب الدنيا أربع: قنطرة سنجة ومنارة الإسكندرية وكنيسة الرّها ومسجد دمشق، وكان قد بناه الوليد بن عبد الملك بن مروان، وكان ذا همّة في عمارة المساجد، وكان الابتداء بعمارته في سنة 87، وقيل سنة 88، ولما أراد بناءه جمع نصارى دمشق وقال لهم: إنّا نريد أن نزيد في مسجدنا كنيستكم، يعني كنيسة يوحنا، ونعطيكم 30- 2 معجم البلدان دار صادر
كنيسة حيث شئتم وإن شئتم أضعفنا لكم الثمن، فأبوا وجاءوا بكتاب خالد بن الوليد والعهد وقالوا:
إنّا نجد في كتبنا أنه لا يهدمها أحد إلا خنق، فقال لهم الوليد: فأنا أول من يهدمها، فقام وعليه قباء أصفر فهدم وهدم الناس ثم زاد في المسجد ما أراده واحتفل في بنائه بغاية ما أمكنه وسهل عليه إخراج الأموال وعمل له أربعة أبواب: في شرقيه باب جيرون وفي غربيه باب البريد وفي القبلة باب الزيادة وباب الناطفانيين مقابله وباب الفراديس في دبر القبلة، وذكر غيث بن علي الأرمنازي في كتاب دمشق على ما حدثني به الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني، أدام الله أيامه:
أن الوليد أمر أن يستقصى في حفر أساس حيطان الجامع، فبينما هم يحفرون إذ وجدوا حائطا مبنيّا على سمت الحفر سواء فأخبروا الوليد بذلك وعرّفوه إحكام الحائط واستأذنوه في البنيان فوقه، فقال: لا أحب إلا الإحكام واليقين فيه ولست أثق بإحكام هذا الحائط حتى تحفروا في وجهه إلى أن تدركوا الماء فإن كان محكما مرضيّا فابنوا عليه وإلا استأنفوه، فحفروا في وجه الحائط فوجدوا بابا وعليه بلاطة من حجر مانع وعليها منقور كتابة، فاجتهدوا في قراءتها حتى ظفروا بمن عرّفهم أنه من خط اليونان وأن معنى تلك الكتابة ما صورته: لما كان العالم محدثا لاتصال أمارات الحدوث به وجب أن يكون له محدث لهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين فوجدت عبادة خالق المخلوقات حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محبّ الخير على مضي سبعة آلاف وتسعمائة عام لأهل الأسطوان فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه بخير فعل والسلام، وأهل الأسطوان:
قوم من الحكماء الأول كانوا ببعلبك، حكى ذلك أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف، ويقال: إن الوليد أنفق على عمارته خراج المملكة سبع سنين وحملت إليه الحسبانات بما أنفق عليه على ثمانية عشر بعيرا فأمر بإحراقها ولم ينظر فيها وقال: هو شيء أخرجناه لله فلم نتبعه، ومن عجائبه أنه لو عاش الإنسان مائة سنة وكان يتأمله كل يوم لرأى فيه كل يوم ما لم يره في سائر الأيام من حسن صنائعه واختلافها، وحكي أنه بلغ ثمن البقل الذي أكله الصنّاع فيه ستة آلاف دينار، وضج الناس استعظاما لما أنفق فيه وقالوا: أخذ بيوت أموال المسلمين وأنفقها فيما لا فائدة لهم فيه، قال: فخاطبهم وقال بلغني أنكم تقولون وتقولون وفي بيت مالكم عطاء ثماني عشرة سنة إذا لم تدخل لكم فيها حبة قمح، فسكت الناس، وقيل: إنه عمل في تسع سنين، وكان فيه عشرة آلاف رجل في كل يوم يقطعون الرخام، وكان فيه ستمائة سلسلة ذهب، فلما فرغ أمر الوليد أن يسقّف بالرصاص فطلب من كل البلاد وبقيت قطعة منه لم يوجد لها رصاص إلا عند امرأة وأبت أن تبيعه إلا بوزنه ذهبا فقال: اشتروه منها ولو بوزنه مرتين، ففعلوا فلما قبضت الثمن قالت: إني ظننت أن صاحبكم ظالم في بنائه هذا، فلما رأيت إنصافه فأشهدكم أنه لله! وردّت الثمن، فلما بلغ ذلك إلى الوليد أمر أن يكتب على صفائح المرأة لله ولم يدخله فيما كتب عليه اسمه، وأنفق على الكرمة التي في قبلته سبعين ألف دينار، وقال موسى بن حمّاد البربري: رأيت في مسجد دمشق كتابة بالذهب في الزجاج محفورا سورة:
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ 102: 1 إلى آخرها، ورأيت جوهرة حمراء ملصقة في القاف التي في قوله تعالى: حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 2، فسألت عن ذلك: فقيل لي إنه كانت للوليد بنت وكانت هذه الجوهرة لها فماتت فأمرت أمها أن تدفن
هذه الجوهرة معها في قبرها، فأمر الوليد بها فصيرت في قاف المقابر من: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 1- 2، ثم حلف لأمها أنه قد أودعها المقابر فسكتت.
وحكى الجاحظ في كتاب البلدان قال: قال بعض السلف ما يجوز أن يكون أحد أشدّ شوقا إلى الجنة من أهل دمشق لما يرونه من حسن مسجدهم، وهو مبنيّ على الــأعمدة الرخام طبقتين، الطبقة التحتانية أعمدة كبار والتي فوقها صغار في خلال ذلك صورة كلّ مدينة وشجرة في الدنيا بالفسيفساء الذهب والأخضر والأصفر، وفي قبليّه القبّة المعروفة بقبة النسر، ليس في دمشق شيء أعلى ولا أبهى منظرا منها، ولها ثلاث منائر إحداها، وهي الكبرى، كانت ديدبانا للروم وأقرت على ما كانت عليه وصيّرت منارة، ويقال في الأخبار: إن عيسى، عليه السلام، ينزل من السماء عليها، ولم يزل جامع دمشق على تلك الصورة يبهر بالحسن والتنميق إلى أن وقع فيه حريق في سنة 461 فأذهب بعض بهجته، وهذا ما كان في صفته، قال أبو المطاع بن حمدان في وصف دمشق:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها، ... فلي بجنوب الغوطتين شجون
وما ذقت طعم الماء إلّا استخفني ... إلى بردى والنّيربين حنين
وقد كان شكّي في الفراق يروعني، ... فكيف أكون اليوم وهو يقين؟
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم، ... ولكنّ ما يقضى فسوف يكون
وقال الصّنوبري:
صفت دنيا دمشق لقاطنيها، ... فلست ترى بغير دمشق دنيا
تفيض جداول البلّور فيها ... خلال حدائق ينبتن وشيا
مكللة فواكههنّ أبهى ال ... مناظر في مناظرنا وأهيا
فمن تفاحة لم تعد خدّا، ... ومن أترجّة لم تعد ثديا
وقال البحتري:
أمّا دمشق فقد أبدت محاسنها، ... وقد وفى لك مطريها بما وعدا
إذا أردت ملأت العين من بلد ... مستحسن وزمان يشبه البلدا
يمسي السحاب على أجبالها فرقا، ... ويصبح النبت في صحرائها بددا
فلست تبصر إلا واكفا خضلا، ... أو يانعا خضرا أو طائرا غردا
كأنما القيظ ولّى بعد جيئته، ... أو الربيع دنا من بعد ما بعدا
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النّقّار يمدح دمشق:
سقى الله ما تحوي دمشق وحيّاها، ... فما أطيب اللذات فيها وأهناها!
نزلنا بها واستوقفتنا محاسن ... يحنّ إليها كلّ قلب ويهواها
لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه، ... ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها
وكم ليلة نادمت بدر تمامها ... تقضّت، وما أبقت لنا غير ذكراها
فآها على ذاك الزمان وطيبه، ... وقلّ له من بعده قولتي واها!
فيا صاحبي إمّا حملت رسالة ... إلى دار أحباب لها طاب مغناها
وقل ذلك الوجد المبرِّح ثابت، ... وحرمة أيام الصّبا ما أضعناها
فإن كانت الأيام أنست عهودنا، ... فلسنا على طول المدى نتناساها
سلام على تلك المعاهد، إنها ... محطّ صبابات النفوس ومثواها
رعى الله أياما تقضّت بقربها، ... فما كان أحلاها لديها وأمراها!
وقال آخر في ذمّ دمشق:
إذا فاخروا قالوا مياه غزيرة ... عذاب، وللظامي سلاف مورّق
سلاف ولكن السراجين مزجها، ... فشاربها منها الخرا يتنشق
وقد قال قوم جنة الجلد جلّق، ... وقد كذبوا في ذا المقال ومخرقوا
فما هي إلا بلدة جاهليّة، ... بها تكسد الخيرات والفسق ينفق
فحسبهم جيرون فخرا وزينة، ... ورأس ابن بنت المصطفى فيه علّقوا
قال: ولما ولي عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، قال: إني أرى في أموال مسجد دمشق كثرة قد أنفقت في غير حقها فأنا مستدرك ما استدركت منها فردت إلى بيت المال، أنزع هذا الرخام والفسيفساء وأنزع هذه السلاسل وأصيّر بدلها حبالا، فاشتدّ ذلك على أهل دمشق حتى وردت عشرة رجال من ملك الروم إلى دمشق فسألوا أن يؤذن لهم في دخول المسجد، فأذن لهم أن يدخلوا من باب البريد، فوكل بهم رجلا يعرف لغتهم ويستمع كلامهم وينهي قولهم إلى عمر من حيث لا يعلمون، فمروا في الصحن حتى استقبلوا القبلة فرفعوا رؤوسهم إلى المسجد فنكس رئيسهم رأسه واصفرّ لونه، فقالوا له في ذلك فقال: إنّا كنّا معاشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل فلما رأيت ما بنوا علمت أن لهم مدّة لا بدّ أن يبلغوها، فلما أخبر عمر بن عبد العزيز بذلك قال: إني أرى مسجدكم هذا غيظا على الكفار، وترك ما همّ به، وقد كان رصّع محرابه بالجواهر الثمينة وعلّق عليه قناديل الذهب والفضة.
وبدمشق من الصحابة والتابعين وأهل الخير والصلاح الذين يزارون في ميدان الحصى، وفي قبلي دمشق قبر يزعمون أنه قبر أمّ عاتكة أخت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعنده قبر يروون أنه قبر صهيب الرومي وأخيه، والمأثور أن صهيبا بالمدينة، وأيضا بها مشهد التاريخ في قبلته قبر مسقوف بنصفين وله خبر مع عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي قبلي الباب الصغير قبر بلال بن حمامة وكعب الأحبار وثلاث من أزواج النبي، صلى الله عليه وسلّم، وقبر فضّة جارية فاطمة، رضي الله عنها، وأبي الدرداء وأمّ الدرداء وفضالة بن عبيد وسهل بن الحنظليّة وواثلة ابن الأسقع وأوس بن أوس الثقفي وأمّ الحسن بنت جعفر الصادق، رضي الله عنه، وعليّ بن عبد الله بن العباس وسلمان بن عليّ بن عبد الله بن العباس وزوجته أم الحسن بنت عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وخديجة بنت زين العابدين وسكينة بنت الحسين، والصحيح أنها بالمدينة، ومحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، وبالجابية قبر أويس القرني، وقد زرناه بالرّقّة، وله مشهد بالإسكندرية وبديار بكر
والأشهر الأعرف أنه بالرقة لأنه قتل فيما يزعمون مع عليّ بصفّين، ومن شرقي البلد قبر عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب، وهذه القبور هكذا يزعمون فيها، والأصحّ الأعرف الذي دلّت عليه الأخبار أن أكثر هؤلاء بالمدينة مشهورة قبورهم هناك، وكان بها من الصحابة والتابعين جماعة غير هؤلاء، قيل إن قبورهم حرثت وزرعت في أول دولة بني العباس نحو مائة سنة فدرست قبورهم فادّعى هؤلاء عوضا عما درس، وفي باب الفراديس مشهد الحسين بن عليّ، رضي الله عنهما، وبظاهر المدينة عند مشهد الخضر قبر محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، رضي الله عنه، وبدمشق عمود العسر في العليين يزعمون أنهم قد خرّبوه وعمود آخر عند الباب الصغير في مسجد يزار وينذر له، وبالجامع من شرقيه مسجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ومشهد عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ومشهد الحسين وزين العابدين، وبالجامع مقصورة الصحابة وزاوية الخضر، وبالجامع رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ومصحف عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قالوا إنه خطه بيده، ويقولون إن قبر هود، عليه السلام، في الحائط القبلي، والمأثور أنه بحضرموت، وتحت قبة النسر عمودان مجزّعان زعموا أنهما من عرش بلقيس، والله أعلم، والمنارة الغربية بالجامع هي التي تعبّد فيها أبو حامد الغزّالي وابن تومرت ملك الغرب، قيل إنها كانت هيكل النار وإن ذؤابة النار تطلع منها، وسجد لها أهل حوران، والمنارة الشرقية يقال لها المنارة البيضاء التي ورد أن عيسى بن مريم، عليه السلام، ينزل عليها، وبها حجر يزعمون أنه قطعة من الحجر الذي ضربه موسى بن عمران، عليه السلام، فانبجست منه اثنتا عشرة عينا، ويقال إن المنارة التي ينزل عندها عيسى، عليه السلام، هي التي عند كنيسة مريم بدمشق، وبالجامع قبة بيت المال الغربية يقال إن فيها قبر عائشة، رضي الله عنها، والصحيح أن قبرها بالبقيع، وعلى باب الجامع المعروف بباب الزيادة قطعة رمح معلّقة يزعمون أنها من رمح خالد ابن الوليد، رضي الله عنه، وبدمشق قبر العبد الصالح محمود بن زنكي ملك الشام وكذلك قبر صلاح الدين يوسف بن أيوب بالكلاسة في الجامع.
وأما المسافات بين دمشق وما يجاورها فمنها إلى بعلبكّ يومان وإلى طرابلس ثلاثة أيام وإلى بيروت ثلاثة أيام وإلى صيدا ثلاثة أيام وإلى أذرعات أربعة أيام وإلى أقصى الغوطة يوم واحد وإلى حوران والبثنيّة يومان وإلى حمص خمسة أيام وإلى حماة ستة أيام وإلى القدس ستة أيام وإلى مصر ثمانية عشر يوما وإلى غزّة ثمانية أيام وإلى عكا أربعة أيام وإلى صور أربعة أيام وإلى حلب عشرة أيام، وممن ينسب إليها من أعيان المحدّثين عبد العزيز بن أحمد ابن محمد بن سلمان بن إبراهيم بن عبد العزيز أبو محمد التميمي الدمشقي الكناني الصوفي الحافظ، سمع الكثير وكتب الكثير ورحل في طلب الحديث، وسمع بدمشق أبا القاسم صدقة بن محمد بن محمد القرشي وتمّام بن محمد وأبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر محمد بن أحمد بن هارون الجندي وعبد الوهاب ابن عبد الله بن عمر المرّي وأبا الحسين عبد الوهاب ابن جعفر الميداني وغيرهم، ورحل إلى العراق فسمع محمد بن مخلّد وأبا عليّ بن شاذان وخلقا سواهم، ونسخ بالموصل ونصيبين ومنبج كثيرا، وجمع جموعا، وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو نصر الحميدي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد الأكفاني
وأبو القاسم بن السمرقندي وغيرهم، وكان ثقة صدوقا، قال ابن الأكفاني: ولد شيخنا عبد العزيز بن الكناني في رجب سنة 389، وبدأ بسماع الحديث في سنة 407، ومات في سنة 466، وقد خرّج عنه الخطيب في عامّة مصنفاته، وهو يقول: حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، وأبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو البصري الدمشقي الحافظ المشهور شيخ الشام في وقته، رحل وروى عن أبي نعيم وعفان ويحيى بن معين وخلق لا يحصون، وروى عنه من الأئمة أبو داود السجستاني وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وعبدان الأوزاعي ويعقوب بن سفيان الفسوي، ومات سنة 281، وينسب إليها من لا يحصى من المسلمين، وألّف لها الحافظ ابن عساكر تاريخا مشهورا في ثمانين مجلدة، وممن اشتهر بذلك فلا يعرف إلا بالدمشقي، يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن الدمشقي الفقيه الشافعي، كان أبوه قرقوبيّا من أهل مراغة، وولد يوسف بدمشق وخرج منها بعد البلوغ إلى بغداد، وصحب أسعد الميهني وأعاد له بعض دروسه، ثم ولي تدريس النظامية ببغداد مدّة وبنيت له مدرسة بباب الأزج، وكان يذكر فيها الدرس، ومدرسة أخرى عند الطّيوريّين ورحبة الجامع، وانتهت إليه رياسة أصحاب الشافعي ببغداد في وقته، وحدث بشيء يسير عن أبي البركات هبة الله بن أحمد البخاري وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح، وعقد مجلس التذكير ببغداد، وأرسله المستنجد إلى شملة أمير الأشتر من قهستان، فأدركته وفاته وهو في الرسالة في السادس والعشرين من شوال سنة 563.

اللفيف من النون

بابُ اللَّفِيْف


ما أَوَّلُه النُّوْن
النَّوْءُ: من أنْوَاءِ النُّجُوْمِ؛ وهو سُقُوْطُ نَجْمٍ بالغَدَاةِ مَعَ طُلُوْعِ الفَجْرِ وطُلُوْعُ آخَرَ في حِيَالِه في تلك السّاعَةِ. وناءَ الشَّيْءُ يَنُوْءُ: أي مالَ إلى السُّقُوْطِ. والنُّوْءانُ: جَمْعُ الأنْوَاءِ. وما بالبادِيَةِ أَنْوَأُ من فلانٍ: أي أعْلَمُ بالأنْوَاءِ منه.
وإذا نَهَضَ بحِمْلِه في تَثَاقُلٍ يُقال: ناءَ به إذا أطاقَه.
والمَرْأَةُ تَنُوْءُ بها عَجِيْزَتُها.
وناوَأْتُ العَدُوَّ: وهو أنْ تَنُوْءَ إليه ويَنُوْءَ إليكَ.
ونُؤْتُ به أَشَدَّ النُّوْءَانِ: أي صِرْتُ أثْقَلَ منه.
والنَّيْءُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ النِّيْءِ الذي لم يَنْضَجْ مَهْمُوْزٌ، لَحْمٌ نِيْءٌ؛ بَيِّنُ النِّيَاءَةِ والنُّيُوْءَةِ. وناءَ الشَّيْءُ يَنَاءُ على مِثَالِ جاءَ يَجَاءُ. وأَنَأْتُ اللَّحْمَ إنَاءَةً: إذا لم تُنْضِجْهُ، ولَحْمٌ مُنْأىً ومُنَاءٌ.
والنِّيْءُ: اللَّبَنُ الذي لم يَأْخُذْ طَعْمَه، وكذلك اللَّحْمُ والخَمْرُ. وبَضْعَةٌ فيها نُيُوْءٌ.
ونَيَّأْتُ الأمْرَ: إذا لم تُحْكِمْهُ. والنَّأْيُ: البُعْدُ، والنّائي: البَعِيْدُ، نَأَى يَنْأَى نَأْياً، وأَنْأَيْتُه إنْأءً. والانْتِيَاءُ: الافْتِعَالُ في النَّأْيِ. والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ البَعِيْدُ. ونَأَوْتُ: لُغَةٌ في نَأَيْتُ.
ونَأَيْتُه: بمَعْنى نَأَيْتُ عنه، والانْتِيَاءُ افْتِعَالٌ: منه.
والنُّؤْيُ: حَفِيْرَةٌ تُحْفَرُ حَوْلَ الخِبَاءِ تَدْفَعُ عنه السَّيْلَ وماءَ المَطَرِ، وانْتَأَتِ المَرْأَةُ حَوْلَ بَيْتِها، والجَمِيْعُ الآنَاءُ والنُّئِيُّ. والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ، والنَّأْيُ والنُّؤْيُ والنِّئْيُ على مِثَالِ نِعْيٍ أيضاً. ونَأَيْتُ نُؤْياً: حَفَرْته؛ وانْتَأَيْتُ وأَنْأَيْتُ ثلاثُ لُغَاتٍ.
ويقولونَ: فَعَلَ كذا على ما ساءَه وناءَه، ويَسُوْرُه ويَنُوْؤُه.
والنَّوَى والنَّوَاةُ: التَّحَوُّلُ من دارٍ إلى دارٍ، والمَصْدَرُ: النِّيَّةُ، والفِعْلُ: الانْتِوَاءُ. ونِيَّةٌ قَذَفٌ، وقد يُخَفَّفُ. ونَوى القَوْمُ: انْتَوَوْا. وأنْوَيْتُه: تَبِعْتُه في نِيَّتِه. وأنَا نَوِيُّه: أي أَجْرِي مَعَه في هَوَاه. والنّاوي: الذي يَنْوِي بالأظْعَانِ إلى حَيْثُ يُرِيْدُ. والنَّوِيُّ: الذي يُنَاوِي صاحِبَه أي يُوَافِقُه حَيْثُ يَنْوي.
والنَّوَاةُ: الحاجَةُ، قَضَى اللهُ نَوَاتَكَ. وجاءني في حاجَةٍ فنَوَيْتُه بنَوَاتِه وأنْوَيْتُه: أي قَضَيْتُ حاجَتَه. والنِّيَّةُ: الحاجَةُ أيضاً.
ونَوَاكَ اللهُ: أي حَفِظَكَ اللهُ وصَحِبَكَ.
ونَوَيْتُ كذا: أي قَصَدْته. وناوَأْتُ وناوَيْتُ في القَصْدِ: واحِدٌ.
وأنْوَى: إذا تَبَاعَدَ في النَّوَى والسَّفَرِ. وفي المَثَلِ: " ما أمْرُ العَذْرَاءِ في نَوى القَوْمِ " أي إنَّها لا تُسْتَأْمَرُ في الشُّخُوْصِ. ويقولونَ: " عِنْدَ النَّوَى يَكْذِبُكَ الصّادِقُ ".
والنَّوَاةُ في الحَدِيْثِ: خَمْسَةُ دَرَاهِمَ.
وحَبُّ العِنَبِ: النَّوَى. فأمَّا نَوى التَّمْرِ فجَمْعُه نُوِيِّ، وثَلاَثُ نَوَيَاتٍ. وأنْوَى الرَّجُلُ: ألْقى النَّوَى، ونَوَى: مِثْلُه، واسْتَنْوَيْتُه: كذلك. والأَنْوَاءُ: ما نَبَتَ في الرُّطَبَةِ من النَّوَى.
والنِّوَاءُ: جَمْعُ النّاوِيَةِ من الإِبِلِ وهي السَّمِيْنَةُ. ونَوَتِ النّاقَةُ تَنْوِي نِوَايَةً ونَوَايَةً: سَمِنَتْ. والنَّيُّ: الشَّحْمُ. وجَزُوْرٌ ناوِيَةٌ: لم يَنْتَهِ سِمَنُها، وقيل: هي المُنْتَهِيَةُ منها، هو من الأضْدَاد.
والنُّوْنَةُ: شَعرُ المَرْأَةِ تَجْمَعُه على وَسَطِ رَأْسِها، وكذلك النُّوْنُوَةُ. ونَوَّنَتِ المَرْأَةُ رَأْسَها.
والنُّؤْنُؤُ: الضَّعِيْفُ من الرِّجَالِ؛ كالنَّأْنَإ والنَّأْنَاءِ.
ونَأْنَأْتُ عن الأمْرِ: كِعْتَ عنه. وإذا نَهَيْتَ أيضاً.
وأمْرٌ مُنَأْنَأٌ: ضَعِيْفٌ.
ونَأْنَأْتُ: تَرَفَّعْت.
ونَأْنَأْتُ وَلَدي: غَذَوتهم أحْسَنَ الغِذَاءِ.


ما أَوَّلُه الألِف
الأَنَاةُ: الحِلْمُ، وتَأَنَّى الرَّجُلُ تَأَنِّياً.
والأَنَى: التُّؤَدَةُ، أنَى يَأْنى أُنِيّاً فهو آنٍ، وتَأَنَّيْتُه، واسْتَأْنَيْتُ فلاناً: أي لم أُعْجِلْهُ.
والمَرْأَةُ الحَلِيْمَةُ: أَنَاةٌ، والجَمِيْعُ أَنَوَاتٌ.
وآنَيْتُ: أبْطَأْت وأخَّرْت، وفي الحَدِيْثِ: " رَأَيْتُكَ آذَيْتَ وآنَيْتَ ". والفِعْلُ: أَنَى يَأْني أُنِيّاً فهو آنٍ. ولا تُؤْنِ فُرْصَتَكَ: أي لا تُؤَخِّرْها عن إنَاها. وخَيْرُه بَطِيْءٌ أَنِيْءٌ. والأَنَاءُ: الإِبْطَاءُ.
والآنِيَّةُ من النِّسَاءِ: البَطِيْئَةُ القِيَامِ، وهي الأَنَاةُ.
والإِنى مَقْصُوْرٌ: إدْرَاكُ الشَّيْءِ حَتّى اللَّحْمِ المَشْوِيِّ. و " حَمِيْمٍ آنٍ ": انْتَهى حَرُّه، والفِعْلُ: أنَى يَأْني.
وعَيْنٌ آنِيَةٌ: مُسَخَّنَةٌ.
واسْتَأْنَيْتُ الطَّعَامَ: انْتَظَرْتُ إدْرَاكَه. والمَأْنى مَفْعَلٌ: من أنَى يَأْني: إذا أدْرَكَ.
والإِنَى والإِنْيُ والإِنْوُ: ساعَةٌ من ساعَاتِ اللَّيْلِ. وأتَيْتُه إنْياً بَعْدَ إنْيٍ: أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ.
وما أنَى لكَ أنْ تَفْعَلَ كذا وما آنَ بمَعْنىً: أي ما حانَ. وآنى لكَ بمَعْنى أَنَى.
وأصَابَتْهم أَنَاةٌ من مَطَرٍ: أي قَلِيْلٌ. والإِنَاءُ مَمْدُوْدٌ: من الآنِيَةِ، والأَوَاني: جَمَاعَةُ جَمْعٍ. وسَقَيْتُه إنَاياً: أي إنَاءً.
وأتَوْا من أُنَا وأُنَا: بمَعْنى هُنَا وهُنَا، ومِنْ أُنَا مَرَّةً ومِنْ أُنٍ مَرَّةً.
" إنْ " خَفِيْفَةٌ: حَرْفُ مُجَازَاةٍ في الشَّرْطِ. ويكونُ جُحُوْداً بمَنْزِلَةِ ما؛ كقَوْلِكَ: إنْ لَقِيْتُ إلاَّ زَيْداً.
و" أَنْ " خَفِيْفَةٌ: نِصْفُ اسْمٍ؛ وتَمَامُه يَفْعَل؛ كقَوْلِكَ: أُحِبُّ أنْ ألْقَاكَ؛ فَصَارَ " أنْ " و " ألْقَاكَ " في مِيْزَانِ اسْمٍ واحِدٍ.
و" إنَّ " و " أنَّ ": حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ. وللعَرَبِ في " إنَّ " لُغَتَانِ: التَّثْقِيْلُ والتَّخْفِيْفُ، فمَنْ خَفَّفَ رَفَعَ بها، إلاَّ أنَّ ناساً من أهْلِ الحِجَازِ يُخَفِّفُوْنَ ويَنْصِبُوْنَ على نِيَّةِ التَّثْقِيْلِ؛ فإنَّهم قَرَأُوا: " وإنْ كُلاًّ ". فأمَّا قَوْلُه عَزَّ اسْمُه: " إنَّ هذَانِ لَسَاحِرَانِ " فمنهم مَنْ يَجْعَلُ اللاّمَ في مَوْضِعِ " إلاَّ " ويَجْعَلُ " إنْ " جُحُوْداً على تَفْسِيْرِ: ما هذَانِ إلاَّ ساحِرَانِ، ومنهم مَنْ يَقُوْلُ: " إنَّ " في مَعْنى " أَجَلْ "؛ فإذا وَقَفُوا عليه قالوا: إنَّهْ، ويَحْتَجُّوْنَ بقَوْلِه: إنَّ وراكِبَها. وقيل: هو ههُنا في مَعْنى الدُّعَاء.
و" أنَّى ": في مَعْنى كَيْفَ، ومِنْ أَنَّى شِئْتَ: أي من حَيْثُ وأَيْنَ.
و" أَنَا ": فيها لُغَتَانِ: حَذْفُ الألِفِ الأخِيْرَةِ، وإثْبَاتُها وهو الأَحْسَنُ في الوُقُوْفِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي " أي لكن أَنَا.
والآنَ: بمَعْنى السّاعَةِ التي يكونُ فيها الكلامُ والأمْرُ رَيْثَما تَبْتَدِىءُ وتَسْكُتُ، وهي مَنْصُوْبَةٌ في كُلِّ حالٍ.
وأَيْنَ: وَقْتٌ من الأمْكِنَةِ.
والأَيْنُ: الإِعْيَاءُ والكَلاَلُ، ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ، وقيل: آنَ يَئِيْنُ أَيْناً.
والأَيْنُ: الحَيَّةُ.
وأَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ أَنِيْناً: من المَرَضِ؛ وأَنّاً وأَنَّةً. ورَجُلٌ أُنَانٌ: كَثِيْرُ الأَنِيْنِ.
ورَجُلٌ أُنَنَةٌ: وهو القَوَّالَةُ البَلِيْغُ، والجَمِيْعُ الأُنَنُ.
والمَوْأَنَةُ: العَوْدُ في تَنَجُّزِ قَضَاءِ الشَّيْءِ والتَّرَدُّد فيه.
وتَأَنَّنْتُ فلاناً: طَلَبْتُ عِنْدَه النَّصَفَةَ.
وأنْتَ عُمْدَتُنا ومَئِنَّتُنَا: أي نَقْصِدُ إليكَ في حَوَائِجِنا. وهو مَئِنَّةٌ أنْ يَفْعَلَ كذا: أي مَظِنَّةٌ وخَلِيْقٌ.
والمَسْجِدُ مِنّي مَئِنَّةٌ: أي مَكانٌ.
ورَجُلٌ ذو مَئِنَّةٍ: أي خَلِيْقٌ للخَيْرِ؛ وهو مَفْعِلَةٌ مِنْ " أنَّ " وفي مَوْضِعِها.
والإِنِّيَّةُ: إنِّيَّةُ الشَّيْءِ وهو ثُبُوْتُ كَوْنِه ووُجُوْدُه.
و" لا أفْعَلُه ما أَنَّ في السَّمَاءِ نَجْمٌ " بمَعْنى عَنَّ وعَرَضَ.
وأنَّ الماءَ أَنّاً: إذا صَبَّه.
و" ما لَهُ حانَّةٌ ولا آنَّةٌ " أي لا ناقَةٌ ولا شاةٌ.
والأَوْنَانِ: جانِبَا الخُرْجِ، والاسْمُ: الإِوَانُ.
والأَتَانُ إذا عَظُمَ بَطْنُها وأَقْرَبَتْ: قد أَوَّنَتْ. وكذلك الحِمَارُ إذا أكَلَ وشَرِبَ وانْتَفَخَتْ خاصِرَتاه. وتَأَوَّنَ سِمْناً: أي صارَتْ له أَوَانٌ من الشَّحْمِ أي أَعْدَالٌ. وأَوِنَ الرَّجُلُ: مِثْلُه.
والأَوَانَانِ: العِدْلاَنِ، الواحِدُ أَوَانٌ.
والأَوْنَانِ: شاطِئا الوادي.
والأَوْنُ: الرُّوَيْدُ في المَشْيِ، أُنْتُ فلاناً أَؤُوْنُ.
ولَيْلَةٌ آئِنَةٌ ولَيَالٍ أَوَائِنُ وآئِنَاتٌ: أي يُعَرَّجُ فيها لطُوْلِها ويُسْتَرَاحُ قَلِيلاً قَلِيْلاً من غَيْرِ عَلَفٍ.
ولَيَالٍ آئِنَاتٌ: أي وادِعَاتٌ.
وقالوا: رِبْعٌ إيْنٌ خَيْرٌ من غِبٍّ حَصْحَاصٍ: أي من غِبٍّ سَرِيْعِ السَّيْرِ. وسارُوا وأوَّنُوا. وعلى رِسْلِكَ وأوْنِكَ.
ورَجُلٌ آئِنٌ: ساكِنٌ.
وآنَ الخَيْرُ: أَبْطَأَ؛ فهو آئِنٌ؛ وأَنِيٌّ أيضاً.
وقيل: الأَوْنُ: الدَّعَةُ، والتَّكَلُّفُ جَمِيْعاً، وهو من الأضْدَادِ. وهو أيضاً: الانْتِظَارُ والوُقُوْفُ.
والإِوَانُ: بَيْتٌ شِبْهُ أَزَجٍ غَيْرُ مَسْدُوْد الوَجْهِ، والإِيْوَانُ: لُغَةٌ، وجَمْعُ الإِوَانِ أُوْنٌ، وجَمْعُ الإِيْوَانِ أَوَاوِيْنُ وإيْوَانَاتٌ. وكذلكَ إيْوَانُ اللِّجَامِ. والإِوَانُ: عَمُوْدٌ من أَعْمِدَــةِ الخِبَاءِ. وكُلُّ شَيْءٍ سَنَدْتَ به شَيْئاً فهو: إوَانٌ.
والأَوَانُ: الحِيْنُ والزَّمَانُ، وكذلك الإِوَانُ والآئِنَةُ والآوِنَةُ. وهذا أَوَانُ الآنِ. وَمَا جِئْتَ إلاّ أَوَانَ الآنِ. وكانَ كذا آنَ إذٍ: أي حِيْنَئِذٍ، وآنَ آنُه أَنْ فَعَلَ؛ وإنى آنِهِ. والآنَ آنُكَ وأَيْنُكَ.
والأَوْنُ: العِظَمُ. والضَّعْفُ. والتَّكَلُّفُ أيضاً، بمَنْزِلَةِ الأَوْنِ.


ما أَوَّلُه الواو
الوَنَا والوَنْيَةُ: الفَتْرَةُ في الأعْمَالِ، ومنه التَّوَاني.
ولا يَني في أمْرِه: أي لا يَعْجَزُ.
ولا يَني يَفْعَلُ كَذا: بمَعْنى لا يَزَالُ.
ووَنّى في أمْرِه ووَنَى مُخَفَّفٌ: واحِدٌ. والوَنَاءُ بالمَدِّ: بمَعْنى القَصْرِ.
والوُنِيُّ: المَصْدَرُ. والنِّيَةُ بوَزْنِ الدِّيَةِ: من وَنى يَني.
وناقَةٌ وَانِيَةٌ: أي طَلِيْحَةٌ مُعْيِيَةٌ، وَنَتْ وَنْياً.
ووَنَيْتُ كُمّي وَنْياً: إذا شَمَّرْته.
ووَنَاهُ القَوْمُ: أي دَعَاه.
ووَنّى تَوْنِيَةً: إذا لم يُجِدِ العَمَلَ.
والوَأْنَةُ: القَصِيْرُ، والوَأْنُ مِثْلُه. وقيل: هو الكَثِيْرُ اللَّحْمِ، وسَنَامٌ وَأْنٌ، وجَمْعُ وِئَانٌ.
والوَنُّ: الصَّنْجُ الذي يُضْرَبُ.
والوَيْنُ: العِنَبُ. والوَيْنَةُ: العِنَبَةُ السَّوْدَاءُ.

جزع

جزع


جَزَعَ(n. ac. جَزْع)
a. Cut through.
b. Passed through, traversed.

جَزِعَ(n. ac. جَزَع
جُزُوْع)
a. [Min], Was disturbed, troubled at.
b. ['Ala], Was distressed for (person).

جَزَّعَa. Cut into pieces.
b. Had but little of.
c. Was partly ripe.
d. Soothed, consoled.

أَجْزَعَa. Left a part of.
b. Distressed, troubled.

تَجَزَّعَa. Broke, or cut, up, off.

إِنْجَزَعَa. Broke in half.

إِجْتَزَعَa. see V
جَزْعa. Onyx.

جِزْعَة
جُزْعَةa. Small quantity or portion.

جَزَعa. Distress, perturbation of mind.

جَزِع
جَاْزِع
جَزُوْعa. Distressed, grieved, agitated.

جُزُوْعa. see 4
(جزع) الْبُسْر وَالرّطب وَغَيرهمَا بلغ الإرطاب بعضه والحوض لم يبْق فِيهِ إِلَّا جزعة من المَاء والنوى حك بعضه بِبَعْض حَتَّى ابيض الْموضع المحكوك مِنْهُ وَترك الْبَاقِي على لَونه وَفُلَانًا أَزَال جزعه
(جزع)
الشَّيْء جزعا جزأه وقطعه وَيُقَال جزع الْحَبل قطعه من وَسطه وجزع الْوَادي قطعه عرضا وَله من مَاله جزعة قطع لَهُ مِنْهُ قِطْعَة

(جزع) جزعا وجزوعا لم يصبر على مَا نزل بِهِ فَهُوَ جزع وجازع وجزوع وجزاع وَفِي الْمثل (من جزع الْيَوْم من الشَّرّ ظلم) يضْرب عِنْد صَلَاح الْأَمر بعد فَسَاده أَي لَا شَرّ يجزع مِنْهُ الْيَوْم
ج ز ع: (جَزَعَ) الْوَادِيَ قَطَعَهُ عَرْضًا وَبَابُهُ قَطَعَ، وَ (الْجَزْعُ) أَيْضًا الْخَرَزُ الْيَمَانِيُّ وَهُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ تُشَبَّهُ بِهِ الْأَعْيُنُ. وَ (الْجِزْعُ) بِالْكَسْرِ مُنْعَطَفُ الْوَادِي. وَ (الْجَزَعُ) ضِدُّ الصَّبْرِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَقَدْ (جَزِعَ) مِنَ الشَّيْءِ وَ (أَجْزَعَهُ) غَيْرُهُ. 
جزع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يسبح بالنوى المجزَّع [وَبَعْضهمْ يرويهِ: المجزِّع -] . قَوْله: المجزّع يَعْنِي الَّذِي قد حَك بعضُه حَتَّى ابيضّ شَيْء مِنْهُ وتُرِك الْبَاقِي على لَونه. و [كَذَلِك -] كل أَبيض مَعَ أسود [فَهُوَ -] مجزَّع وَإِنَّمَا أَخذ من الجزْع [شبّه بِهِ. وَالَّذِي يُرَاد من الحَدِيث أنّه كَانَ يحصي تسبيحه ويسبح بالنوى كنحو من فعل النِّسَاء -] .
ج ز ع : جَزَعْتُ الْوَادِيَ جَزْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ قَطَعْتُهُ إلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ وَالْجِزْعُ بِالْكَسْرِ مُنْعَطَفُ الْوَادِي وَقِيلَ جَانِبُهُ وَقِيلَ لَا يُسَمَّى جِزْعًا حَتَّى يَكُونَ لَهُ سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ وَغَيْرَهُ وَالْجَمْعُ أَجْزَاعٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْجَزْعُ بِالْفَتْحِ خَرَزٌ فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ الْوَاحِدَةُ جَزْعَةٌ مِثْلُ: تَمْرٍ وَتَمْرَةٍ وَجَزَعَ جَزَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ جَزِعٌ وَجَزُوعٌ مُبَالَغَةٌ إذَا ضَعَفَتْ مُنَّتُهُ عَنْ حَمْلِ مَا نَزَلَ بِهِ وَلَمْ يَجِدْ صَبْرًا وَأَجْزَعَهُ غَيْرُهُ. 
جزع
قال تعالى: سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا [إبراهيم/ 21] ، الجَزَع: أبلغ من الحزن، فإنّ الحزن عام والجزع هو: حزن يصرف الإنسان عمّا هو بصدده، ويقطعه عنه، وأصل الجَزَع:
قطع الحبل من نصفه، يقال: جَزَعْتُهُ فَانْجَزَعَ، ولتصوّر الانقطاع منه قيل: جِزْعُ الوادي، لمنقطعه، ولانقطاع اللون بتغيّره قيل للخرز المتلوّن جَزْع، ومنه استعير قولهم: لحم مُجَزَّع، إذا كان ذا لونين. وقيل للبسرة إذا بلغ الإرطاب نصفها: مجزّعة. والجَازِع: خشبة تجعل في وسط البيت فتلقى عليها رؤوس الخشب من الجانبين، وكأنما سمي بذلك إمّا لتصور الجزعة لما حمل من العبء، وإمّا لقطعه بطوله وسط البيت.
[جزع] نه فيه: فخبت حتى "جزعه" أي قطعه، وجزع الوادي منقطعه. ومنه: ثم "جزع" الصفيراء. و"فتجزعوها" أي اقتسموها أي الغنيمة. ومنه: ثم انكفأ إلى جزيعة "فقسمها"، هي القطعة من الغنم مصغرة جزعة بالكسر، وهي القليل من الشيء، وروى بفتح جيم وكسر زاي بمعنى الأول. وفيه: ما به حاجة إلى هذه "الجزيعة" مصغراً يريد القليل من اللبن، وفي مسلم "الجزعة" والأكثر: الجرعة، وقد مر. وفيه: انقطع عقد من "جزع" ظفار، بالفتح خرز يماني جمع جزعة. وفي ح أبي هريرة: أنه كان يسبح بالنوى "المجزع" وهو الذي حك بعضه بعضاً حتى ابيض الموضع المحكوك منه وبقي الباقي على لونه تشبيهاً بالجزع. وفيه: جعل ابن عباس "يجزع" عمر حين طعن، أي يقول له ماي سليه ويزيل جزعه أي حزنه. ك: ولا كان ذلك، هو دعاء أي لا يكون ما تخاف منه العذاب ونحوه، أو لا يكون بهذه الطعنة موت، وروى: ولا كل ذلك، أي لا تبالغ فيما أنت فيه من الجزع، فقال: لأجلك، أي لأجل أصحابك لما شعر من فتن بعده. ج: يجزعه أي ينسبه إلى الجزع أو يسليه.
[جزع] الجَزْعُ: مصدر جَزَعْتُ الواديَ، إذا قطعته عرضا. ومنه قول امرئ القيس * وآخر منهم جازع نجد كبكب * والجزع: أيضا الخرز اليماني، وهو الذى فيه بياض وسواد، تشبه به الاعين. والجزع بالكسر: منعطَفُ الوادي . والجِزْعَةُ أيضاً: القليل من المال والماء، وطائفةٌ من الليل. يقال: جَزَعَ له جِزْعَةً من المال، أي قطع له منه قطعةً. واجْتَزَعْتُ من الشجرة عوداً: اقتطعته واكتسرته. والجَزَعُ، بالتحريك: نقيض الصَّبر. وقد جَزِعَ من الشئ بالكسر، وأجزعه غيره. والجازع: الخشبةُ التي توضع في العريش عَرْضاً، يَطْرَحُ عليها قضبان الكَرْمِ لترفعها عن الارض. ولم يعرفه أبو سعيد. والجزيعة: القطعة من الغنم. وجَزَّعَ البُسْرُ تَجْزيعاً فهو مُجَزِّعٌ . وبُسْرَةٌ مُجَزَّعَةٌ، إذا بلغ الارطاب ثلثيها.
جزع الجَزْع: الخَرَزُ، والواحدَةُ جزعةٌ. وقطعُك الجِلْدَ والمَفَازَةَ عرضاً. والجِزْعُ: جَانِبُ الواعي، وقيل: لا يُسمى جِزْعاً حتى تكونَ له سَعَة تنبتُ الشجَرَ. وكُل أرْض مُسْتَوِيةٍ في طَرِيْقَة واحِدَة. وجزْع القَوْم: مَحلتُهم. ويُقال: جَزَعْتُ له من مالي جِزْعَةً: أي قَطَعْت قِطعَةً، وكذلك: قضى جِزْعَةٌ من الليْل؛ وله جِزْعَةٌ من الغَنَم. واجْتَزَعْتُ عُوْداً من الشَّجَرِ: اكْتَسَرْتَ.
وكُل خَشَبَةٍ مَعْرُوْضَةٍ بَيْنَ شَيْئينِ لِيُحْمَلَ عَليها شَيء: جَازع، وخَشَبَة جازِعَةٌ.
وجَزعْتُ في القِرْبَةِ جِزْعَةً: قَارَبْتَ المَلْءَ. وجَزعَ الإناءُ والحَوْضُ: لم يَبْقَ فيهما إلا جِزْعَة. وأجْزَعْتُ جِزْعَةً: أبْقَيْتَ بَقيةً، وقيل: ما هي دونَ النصْف، وجَمْعُ الجِزْعَةِ جِزَاعٌ.
والأجْزَاعُ: خَلايا النحْل، الواحِدُ جِزْعٌ. وجُزْعَةُ السكيْنِ: جُزءتُه. وكلأٌ جُزَاع: يَقْتُلُ الدوابً. والتَّجْزِيْعُ: التَفْريق. والمُجَزَعُ من البُسْر: ما أرْطَبَ بَعْضُه وبَعْضُه بُسْرٌ بَعْدُ، ومن المَّوات: ما فيه كُل لَوْنٍ. وتَجَزَعَ الرَّجُلُ: تَكسرَ، ويُقال: جَزِعَ جَزَعاً وجُزُوْعاً.
ج ز ع

جزع الوادي: قطعه عرضاً. قال امرؤ القيس:

وآخر منهم جازع تجد كبكب

وهم بجزع الوادي وهو منقطعه. ونزلوا بين أجراعٍ وأجزاع. وتجزع الشيء: تقطع وتفرق. قال الراعي:

ومن فارس لم يحرم السيف حظه ... إذا رمحه في الدارعين تجزعا

ومنه الجزع الظفاري لأن لونه قد تجزع إلى بياض وسواد. قال امرؤ القيس:

كأنّ عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب

ويقال: فلان ينظم الجزع بالليل لحدة بصره. ومالي من اللحم إلاّ مزعه، ومن الماء إلاّ جزعه؛ وهي أقل من نصف السقاء. وجزع البسر، وجزع، وبسر مجزع ومجزع: قد أرطب بعضه وبعضه غض أي صار كالجزع في اختلاف لونه أو صير. وفي الحديث " كان يسبح بالنوى المجزع " وهو الذي حكك حتى صار ذا لونين، ومنه لحم مجزع: فيه بياض وحمرة. ودابة مجزع: فيها اختلاف ألوان. ووتر مجزع: لم يحسنوا إغارته فاختلفت قواه. وجزع فلان أي ساعة مجزع.

ومن المجاز: مضت صبة من الليل وجزعة وهي ساعة من أوله.
(جزع) - في حَدِيثِ عائشةَ، رضي الله عنها: "انقَطع عِقدٌ لها من جَزْع ظَفارِ".
الجَزْع: الخَرَزُ، الوَاحِدة جَزْعة، وظَفَارِ مَبْنِيًّا: جَبَل باليَمَن، ينُسَب الجَزْع إليه.
وقيل: هي خَرزٌ مُلونَّ، والجِزْع، بَكَسْر الجِيم فيه، لُغَيَّة .
وفي كِتابِ النَّوادر لأبي عُمَر: جَزعَة بالفَتْح.
- ومنه حَدِيثُ أبِي هُرَيرة، رضي الله عنه: "أنَّه كان يُسَبِّح بالنَّوَى المُجَزَّع" .
: أي الَّذِي حُكَّ بَعضُه حتَّى ابيَضَّ المَوضِعُ المَحكوكُ منه، وبَقِي البَاقِي على لَونِه، وكُلُّ أَبيضَ مع أسودَ مُجَزَّع، مأَخُوذٌ من الجَزْع، ومنه: رُطَب مُجَزَّع، وبكَسْر الزَّايِ أَيضاً، وبُسرٌ كَذَلِك إذا أَرطبَ بَعضُه.
- في حَديثِ المِقْداد، رضي الله عنه: "أَتانِي الشَّيطانُ فقال: إنّ مُحمَّدا - صلى الله عليه وسلم -، يَأْتِي الأَنصارَ فيُتْحِفُونه، ما به حَاجَةٌ إلى هذه الجُزَيعْة".
هي تَصْغِير جِزْعَة، وهي القَلِيلُ من الَّلبَن، وجَزَّعُ الِإناءُ تَجْزِيعاً، إذا لم يَكُن فيه إلَّا جِزْعَة، وذَلِك أَقلُّ من نِصْفِه ، وأَجزَعتُ جِزعَةً: أبقَيتُ بَقِيَّة.
جزع: جَزَع، يقال مجازا: جزع أنفه بمعنى حطم قوته وسلطانه (تاريخ البربر البربر 1: 2) جَزعَّ (بالتشديد): زينه بلون الجَزع أي بالأبيض والأسود (أنظر لين في مادة جَزْع).
وفي معجم فوك: variare.
ويتحدث ابن جبير (ص149) عن منبر تغطية (كسوة مجزعة مختلفة الألوان).
وفرس مُجَزّع: معناه فيما يظهر فرس أنمر أي مبقع ومرقش تبقيع النمر وترقيشه تقريبا.
وفي المعجم اللاتيني- العربي في أخر ذكره لألوان الخيل المختلفة: musuco مُجزَّع.
ولحم مُجَزَّع: شحيم وهو الذي يخالطه شحم، ففي المعجم المنصوري: لحم مجزَّع هو الذي يخالطه الصنف من الصنف من الشحم المسمى عند العرب سينا.
وكذلك قال المنصوري في مادة مُجزّع.
وخشب مجزّع: مُعَرَّق، ذو عروق (البكري 177).
ورخام مجزَّع: يراد به أحيانا نفس المعنى أي معرق، ذو عروق. ويقول ابن جبير في رحلته (ص92) في كلامه عن خمسة أعمدة من الرخام ثلاثة منها حمر واثنان خضراوان: في كل واحدة منها تجزيع بياض- كأنه فيها تنقيط.
فهي إذا معرقة بالأبيض، أو بالأحرى أنها منقطة بنقط بيض، كما تدل عليه الفقرة الأخيرة، (أنظر فيه ص86) وفي (ص47) يتحدث عن علمين أسودين فيقول: فيهما تجزيع بياض، أي منقطة بالبياض.
وكذلك الرخام المجزع عند دي ساسي (عبد اللطيف ص 227) غير أن الرخام المجزع يعني عادة يقول شيرنجر (زيشر 15: 409): هو الرخام الأبيض المرصع بزخرفة عربية (أربسك) برخام من لون آخر، وهذه الفسيفساء لا تخطط على أرضية الغرف فقط بل على الــأعمدة ونواتئ الزينة أيضاً.
وفي معجم بوشر: مُجزّع بالأحجار الملونة، أي مزين بالفسيفساء. وعند زيشر في آخر (15: 411): ومن أعجب شيء فيه تأليف الرخام المجزع كل شامة إلى أختها. وفي رحلة ابن جبير (ص85) تجزيع مرادفة ترصيع. وتوجد عبارة (الرخام المجزع) في رحلة ابن جبير (ص41) أيضاً، وفي (ص80) منه: البديع الترصيع. كما نجدها عند النويري (أسبانيا 468) وعند ابن بطوطة (1: 310، 317، 2: 434، 3: 53) وألف ليلة (1: 369).
جَزع: عقيق يماني، حجر يماني، يشب (المعجم اللاتيني- العربي) وفيه: ( achates: ياقوته بزادي وهو الجزع) - وجزع: قرميدة، بلاطة، حجر تبليط (المعجم اللاتيني) وفيه: Pavimentum.
جزعَه: صدفية فينوس (حلية بشكل صدفة) (بوشر).
مُجَزَّع: أنظره في جَزع.
ومجزّع: نوع من السمك (ياقوت 1: 886).
مُجَزَّعَة: عقيق بهرج، عقيق مزيف (معجم الادريسي).
جزع
جزِعَ/ جزِعَ على/ جزِعَ لـ/ جزِعَ من يَجزَع، جَزَعًا وجُزُوعًا، فهو جازِع وجَزِع، والمفعول مَجْزُوع عليه
• جزِع الشَّخْصُ: أظهرَ الحُزْنَ والكدرَ، لم يصبر على ما نزل به "شابٌّ جَزِع النّفس- {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} ".
• جزِع عليه: أشفق عليه وحزِن "جزِع على أبيه المريض".
• جزِع له: حزن بسببه أو من أجله.
• جزِع من أستاذه: خاف منه "جزِع من عتاب أبيه- مَنْ جزِع اليوم من الشَّرِّ ظَلَم [مثل]: يُضرب عند صلاح الأمر بعد فساده، أيّ لا شرَّ يُجْزَع منه اليوم". 

أجزعَ يُجزِع، إجزاعًا، فهو مُجزِع، والمفعول مُجزَع
• أجزع الشَّخصَ: حمله على الجَزَع وعدم الصَّبر، جعله خائفًا "أجزعته كارثةُ القطار المنكوب". 

تجزَّعَ يتجزَّع، تجزُّعًا، فهو مُتجزِّع، والمفعول مُتجزَّع (للمتعدِّي)
• تجزَّع الشَّيءُ: تكسَّر، تقطَّع وتفرّق "تجزَّعت أغصانُ شجرة التفّاح لكثرة ما تحمله من ثمر".
• تجزَّع القومُ الشَّيءَ: تقسَّموه "فَقَامَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا، أَوْ قَالَ: فَتَجَزَّعُوهَا [حديث] ". 

جَزَع [مفرد]:
1 - مصدر جزِعَ/ جزِعَ على/ جزِعَ لـ/ جزِعَ من.
2 - ما يُحسّ به المرءُ من القلق والاضطراب وضيق الصدر أو عدم الصبر. 

جَزِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جزِعَ/ جزِعَ على/ جزِعَ لـ/ جزِعَ من. 

جَزوع [مفرد]: صيغة مبالغة من جزِعَ/ جزِعَ على/ جزِعَ لـ/ جزِعَ من: " {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} ". 

جُزُوع [مفرد]: مصدر جزِعَ/ جزِعَ على/ جزِعَ لـ/ جزِعَ من. 
(ج ز ع)

الجَزَع: نقيض الصَّبْر. جَزعَ جَزَعا، فَهُوَ جازِع، وجَزِعٌ، وجَزُعٌ، وجَزُوع، وجُزاع. عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ولَسْتُ بِمِيَسمٍ فِي النَّاسِ يَلْحَى ... على مَا فاتَهُ وَجْمٍ جُزَاع

والهِجْزَع: الجبان، هِفُعَل من الجَزَع، هاؤه بدل من الْهمزَة، عَن ابْن جني. قَالَ: وَنَظِيره هِجْرَع وهِبْلَع، فِيمَن أَخذه من الجَرْعِ والبَلْعِ، وَلم يعْتَبر سِيبَوَيْهٍ ذَلِك. وأجْزَعه الْأَمر: قَالَ أعشى باهلة:

فإنْ جَزِعْنا فإنَّ الشَّرَّ أجْزَعَنا ... وإنْ صَبَرْنا فإنَّا مَعْشَرٌ صُبُرُ

وجَزَع الْموضع يَجْزَعُه جَزْعا: قطعه عرضا، قَالَ الْأَعْشَى:

جازِعاتٍ بَطْنَ العَقيق كمَا تَمْ ... ضِي رِفاقٌ أمامَهنّ رِفاقُ

وجزَعَ الْمَفَازَة جَزْعا: قطعهَا، عَن كرَاع.

وجِزْع الْوَادي: حَيْثُ تَجْزَعُه، أَي تقطعه. وَقيل: هُوَ منقطعه. وَقيل: جَانِبه ومنعطفه. وَقيل: هُوَ كل مَا اتَّسع من مضايقه، أنبت أَو لم ينْبت. وَقيل: لَا يُسمى جِزْعا حَتَّى تكون لَهُ سَعَة، تنْبت الشّجر وَغَيره. وَاحْتج بقول لبيد:

حُفِرَتْ وزَايَلها السَّراب كأنَّها ... أجزاعُ بيشةَ: أثلُها ورُضامُها

وَقيل: هُوَ رمل لَا نَبَات فِيهِ. وَالْجمع: أجزاع. وجِزْع الْقَوْم: محَلَّتهم، قَالَ الْكُمَيْت:

وصَادَفْنَ مَشْرَبَه والمَسا ... مَ شِرْبا هَنيئا وجِزْعا شَجِيرا

وجَزْعه الْوَادي: مَكَان يستدير ويتسع، وَيكون فِيهِ شجر يراح فِيهِ المَال من القُرّ، وَيحبس فِيهِ إِذا كَانَ جائعا، أَو صادرا، أَو مخدرا. والمخدر: الَّذِي تَحت الْمَطَر.

وأنجَزَع الْحَبل: انْقَطع بنصفين. وَقيل: هُوَ أَن يَنْقَطِع أياً كَانَ، إِلَّا أَن يَنْقَطِع من الطّرف. وانجَزَعتِ الْعَصَا: انْكَسَرت بنصفين.

وتَمْرٌ مُجَزَّع: ومُجَزَّع، ومُتَجَزَّع: بلغ الإرطاب نصفه. وَقيل: بلغ الإرطاب من أَسْفَله إِلَى نصفه. وَقيل: بلغ بعضه من غير أَن يحد. وَكَذَلِكَ الرطب. ووتر مُجَزَّع: مُخْتَلف الْوَضع، بعضه رَقِيق، وَبَعضه غليظ.

والجَزْع والجِزْع، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: ضرب من الخرز. وَقيل: هُوَ من الخرز الْيَمَانِيّ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: كأنّ عيونَ الوَحْشِ حولَ خِبائنا ... وأرْحُلِنا الجَزْعُ الَّذي لم يُثَقَّبِ

واحدته: جَزْعة.

والجُزْع: المحور الَّذِي تَدور فِيهِ المحالة، يَمَانِية.

والجازع: خَشَبَة معروضة بَين شَيْئَيْنِ يحمل عَلَيْهَا. وَقيل: هِيَ الَّتِي تُوضَع بَين خشبتين منصوبتين عرضا، لتوضع عَلَيْهَا سروع الْكَرم وعروشها، لترفعها عَن الأَرْض، فَإِن وصفت قيل: جازِعة.

والجِزْعة من المَاء وَاللَّبن: مَا كَانَ اقل من نصف السَّقاء والإناء والحوض. وَقَالَ اللَّحيانيّ مرّة: بَقِي فِي السقاء جِزْعَة من لبن أَو مَاء، لم يزدْ على ذَلِك. وَقَالَ أُخْرَى: بَقِي فِي السقاء جِزْعة: أَي قَلِيل.

وجَزَّعتُ فِي الْقرْبَة: جعلت فِيهَا جِزْعة.

والجِزْعة: الْقطعَة من اللَّيْل: مَاضِيَة أَو آتِيَة.

والجُزَيْعة: القطيعة من الْغنم.

والجُزْع: الصَّبْغ الْأَحْمَر، الَّذِي يُسمى الْعُرُوق فِي بعض اللُّغَات.

جزع

1 جَزْعٌ [inf. n. of جَزَعَ] signifies The act of cutting; or cutting off. (TA.) [See also 8.] b2: [Hence,] جزَعَ لَهُ جِزْعَةً مِنَ المَالِ He cut off for him a portion of the property. (S.) b3: And جَزَعَ الوَادِى, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. جَزْعٌ, (S, Msb, K,) He passed the valley to the other side: (Msb:) or he passed the valley [in any manner]: (K:) or he passed across it; i. e., crossed it: (S, K:) and in like manner, الأَرْضَ the land: (K:) and المَفَازَةَ the desert: and المَوْضِعَ the place. (TA.) A2: جَزِعَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. جَزَعٌ (S, Msb, K) and جُزوعٌ, (K,) He was, or became, impatient, (S, K,) مِنَ الشَّىْءِ [of the thing]; (S;) and عَلَى فُلَانٍ [on account of such a one]; (S and K in art. اله, &c.;) جَزَعٌ being the contr. of صَبْرٌ: (S, K:) or he had not sufficient strength to bear what befell him, (O, Msb,) and found not patience: (Msb:) or he manifested grief and agitation: (TK:) or he was, or became, affected with grief: or he was, or became, affected with most violent grief, such as prevented him and turned him from that to which he was directing himself, or from his object, and cut him off therefrom: this meaning of cutting off being said by 'Abd-el-Kádir El-Baghdádee to be the primary signification. (TA.) 2 جزّع, inf. n. تَجْزِيعٌ, It (a full-grown unripe date) became ripe to the extent of two thirds of it: (S:) or to the extent of half of it; (K, TA;) from the bottom: (TA:) or became partly ripe: and in like manner one says of a grape. (TA.) b2: It (a watering-trough, or tank,) had but little remaining in it. (K, * TA.) b3: He put a little water into a skin. (TA.) A2: جزّع فُلَانًا, (K,) inf. n. as above, (TA,) He caused the impatience (جَزَع) of such a one to cease: (K:) he said to him that which comforted him, or consoled him, and which caused his grief and fear to cease. (IAth.) 4 اجزع جِزْعَةً, and جُزْعَةً, He left, or caused to remain, a remainder: (O, K:) or less than half. (TA.) A2: اجزعهُ He caused him to be impatient: (S, K:) or he caused him to want sufficient strength to bear what befell him, and to be impatient. (Msb.) 5 تَجَزَّعَ see 7, in two places.

A2: تجزّعوا الغَنِيمَةَ They divided among themselves the spoil. (TA.) 7 انجزع It (a rope) broke, (K, TA,) in any manner: (TA:) or broke in halves; (K, TA;) but if it have broken at its extremity, one does not say انجزع. (TA.) And انجزعت العَصَا, and ↓ تجزّعت, The staff, or stick, broke (K, TA) in halves. (TA.) ↓ تجزّع is also said of a spear, and of an arrow, &c., meaning It broke in pieces. (TA.) 8 اجتزعهُ He broke it, and cut it off: (K:) or he broke it off, and cut it off, for himself; namely, a branch, rod, or piece of wood, from a tree. (S.) جَزْعٌ (S, Msb, K) and ↓ جِزْعٌ, (Kr, K,) but IDrd ascribes the latter to the vulgar, (TA,) [The onyx; so called in the present day;] certain beads, or gems, (خَرَزٌ,) (Msb,) the beads, or gems, (خَرَز, [here rendered by Golius “ Murœna seu concha Veneris,” though he also gives what I regard as the only correct signification, namely “ onyx,”]) of El-Yemen (S, K) [and] of China, (K) in which are whiteness and blackness, (S, Msb, K,) and to which eyes are likened, (S, K,) and in particular, by Imra-el-Keys, the eyes of wild animals, because their eyes, while they are alive, are black, but when they die, their whiteness appears; (TA;) a kind of stone having many colours, brought from El-Yemen and China; (Kzw;) so called because interrupted by various colours; its blackness being interrupted by its whiteness and its yellowness: (IB:) 'Áïsheh's necklace [which she lost on the occasion that subjected her to the accusation of adultery] was of جَزْع of Dhafári: (TA:) the wearing it in a signet induces anxiety, or disquietude of mind, and grief, and terrifying dreams, and altercation with men; and if the hair of one who experiences difficulty in bringing forth be wound upon it, she brings forth at once: (K: [and Kzw says the like, and more of a similar kind:]) n. un.

جَزْعَةٌ (Msb, K, * TA) and جِزْعَةٌ. (K, * TA.) A2: See also what next follows.

جِزْعٌ, (S, O, L, Msb, K,) but AO says that it should be with fet-h, [↓ جَزْعٌ,] (K) The place of bending, or turning, (مُنْعَطَف, S, Msb, K, or مُنْحَنًى, As, K,) of a valley: (As, S, Msb, K:) or the middle thereof: or the place where it ends: (IDrd, K:) or its side: (Msb:) or the place of passing, or crossing, of a valley: or a widening part, of the narrow places, thereof, whether it produce plants &c. or do not produce them: (TA:) or it is not so called unless [it be a part] having width, and producing trees &c.: (Msb, K:) or it may be without plants, or herbage, or the like: (TA:) or a place, in a valley, in which are no trees: (IAar, K:) or a place, of a valley, taking a round and wide form: (TA:) pl. أَجْزَاعٌ. (Msb, K.) b2: A place of alighting, or abiding, of a people. (K.) b3: Elevated land, or ground, by the side of which is a low, or depressed, part. (K.) A2: A bee-hive: pl. as above. (Ibn- 'Abbád, K.) A3: See also جَزْعٌ.

جَزُعٌ: see what next follows.

جَزِعٌ (Msb, K) and ↓ جَازِعٌ and ↓ جَزُعٌ (K) and ↓ جَزُوعٌ (Msb, K) and ↓ جُزَاعٌ (K) part. ns. of جَزِعَ; [Impatient; &c.;] (Msb, K;) but the last two have an intensive signification [very impatient, or having much impatience; &c.]. (IAar.) جُزْعَةٌ: see what next follows, in two places.

جِزْعَةٌ A little, or small quantity, of property, or wealth; and of water, (S, K,) remaining in a skin, (Lh, IDrd,) and in a leathern bottle, or other vessel, (IDrd,) and in a pool left by a torrent, but not in a well, (TA,) as also ↓ جُزْعَةٌ (IDrd, K) and [the dim.] ↓ جُزَيْعَةٌ, (IDrd,) and of milk, in a skin; (Lh;) or a third part, or nearly that quantity, of water, in a trough, or tank; (ISh;) or a quantity of water, and of milk, less than the half of the skin or other vessel, and of the trough; (TA;) and, as also ↓ جُزْعَةٌ, somewhat remaining; (O, K;) or the latter, particularly, of milk; (IAar;) or both, accord. to some, [a remainder consisting of] less than half; (TA;) and the former, a portion [not defined] of property, or wealth; (S;) and particularly a portion of a flock of sheep or goats; (Aboo-Leylà, K;) as also ↓ جُزَيْعَةٌ; (S;) thus in the handwriting of Aboo-Sahl El-Harawee; but in the Mj of IF, ↓ جَزِيعَةٌ, of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: (TA:) the pl. of جِزْعَةٌ is جِزَعٌ. (ISh.) b2: And [hence,] (tropical:) A part, or portion, of the night, (S, O, K,) past or to come, (TA,) less than half, (O, K,) of the former part thereof or of the latter part. (K.) A2: A place in which is a collection of trees (K, TA) among which the camels or other beasts are made to rest at night from the cold, and are confined when they are hungry, or returning from water, or under rain. (TA.) A3: Also n. un. of جِزْعٌ as syn. with جَزْعٌ. (TA.) جُزَاعٌ: see جَزِعٌ.

جَزُوعٌ: see جَزِعٌ.

جَزِيعَةٌ and جُزَيْعَةٌ: see جِزْعَةٌ, in three places.

جَازِعٌ: see جَزِعٌ.

A2: Also The piece of wood which is placed in the trellis of a grape-vine, crosswise, upon which are laid the branches of the vine; (S, K) not known to Aboo-Sa'eed; (S;) it is thus placed for the purpose of raising the branches from the ground; and this piece of wood is also called خَشَبَةٌ جَازِعَةٌ; the latter word being thus used as an epithet. (TA.) Also Any piece of wood that is put crosswise between two things for a thing to be borne upon it (K, TA) is called its جازع. (TA.) مُجَزَّعٌ Interrupted by various colours [like the جَزْع or onyx]: (IB:) or anything in which are blackness and whiteness; as also ↓ مُجَزِّعٌ: (K:) and flesh-meat in which are whiteness and redness. (TA.) [Hence,] نُوًى مُجَزَّعٌ and ↓ مُجَزِّعٌ Datestones of which some, or some parts, have been scraped, or abraded, so as to have become white, the rest being left of their [original] colour: (K:) likened to the جَزْع. (TA.) And ↓ بُسْرٌ مَجَزِّعٌ (S, K) and مُجَزَّعٌ; (K;) the former, says Sh, accord. to El-Ma'arree, but he adds that he himself held the latter to be the right; Az says that he heard the former from the people of Hejer, and it has the authority of A' Obeyd; (TA;) Full-grown dates that have ripened to the half; (K, TA;) from the bottom: (TA:) or to the extent of two thirds: (S:) or that have become partly ripe: (TA:) fem. with ة: (S, K:) and in like manner you say ↓ تَمْرٌ مُتَجَزِّعٌ dates that have ripened to the half. (TA.) مُجَزِّعٌ: see مُجَزَّعٌ, in three places. b2: حَوْضٌ مُجَزِّعٌ A watering-trough, or tank, having but little water remaining in it. (K.) مُتَجَزِّعٌ: see مُجَزِّعٌ.

جزع: قال الله تعالى: إِذا مَسَّه الشرُّ جَزُوعاً وإِذا مسه الخيْرُ

مَنُوعاً؛ الجَزُوع: ضد الصَّبُورِ على الشرِّ، والجَزَعُ نَقِيضُ

الصَّبْرِ. جَزِعَ، بالكسر، يَجْزَعُ جَزَعاً، فهو جازع وجَزِعٌ وجَزُعٌ

وجَزُوعٌ، وقيل: إِذا كثر منه الجَزَعُ، فهو جَزُوعٌ وجُزاعٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

ولستُ بِميسَمٍ في الناس يَلْحَى،

على ما فاته، وخِمٍ جُزاع

وأَجزعه غيرُه.

والهِجْزَع: الجَبان، هِفْعَل من الجَزَع، هاؤه بدل من الهمزة؛ عن ابن

جني؛ قال: ونظيره هِجْرَعٌ وهِبْلَع فيمن أَخذه من الجَرْع والبَلْع، ولم

يعتبر سيبويه ذلك. وأَجزعه الأَمرُ؛ قال أَعْشَى باهلَة:

فإِنْ جَزِعْنا، فإِنَّ الشرَّ أَجْزَعَنا،

وإِنْ صَبَرْنا، فإِنّا مَعْشَرٌ صُبُرُ

وفي الحديث: لما طُعِنَ عُمر جعَل ابن عباس، رضي الله عنهما، يُجْزِعُه؛

قال ابن الأَثير: أَي يقول له ما يُسْليه ويُزِيل جَزَعَه وهو الحُزْنُ

والخَوف.

والجَزْع: قطعك وادياً أَو مَفازة أَو موضعاً تقطعه عَرْضاً، وناحيتاه

جِزْعاه. وجَزَعَ الموضعَ يَجْزَعُه جَزْعاً: قطَعَه عَرْضاً؛ قال

الأَعشى:جازِعاتٍ بطنَ العَقيق، كما تَمْـ

ـضِي رِفاقٌ أَمامهن رِفاقُ

وجِزْع الوادي، بالكسر: حيث تَجْزَعه أَي تقطعه، وقيل مُنْقَطَعُه، وقيل

جانبه ومُنْعَطَفه، وقيل هو ما اتسع من مَضايقه أَنبت أَو لم ينبت،

وقيل: لا يسمى جِزْع الوادي جِزْعاً حتى تكون له سعة تنبِت الشجر وغيره؛

واحتج بقول لبيد:

حُفِزَتْ وزايَلَها السرابُ، كأَنها

أَجزاعُ بئْشةَ أَثلُها ورِضامُها

وقيل: هو مُنْحَناه، وقيل: هو إِذا قطعته إِلى الجانب الآخر، وقيل: هو

رمل لا نبات فيه، والجمع أَجزاع. وجِزْعُ القوم: مَحِلَّتُهم؛ قال الكميت:

وصادَفْنَ مَشْرَبَهُ والمَسا

مَ، شِرْباً هَنيًّا وجِزْعاً شَجِيرا

وجِزْعة الوادي: مكان يستدير ويتسع ويكون فيه شجر يُراحُ فيه المالُ من

القُرّ ويُحْبَسُ فيه إِذا كان جائعاً أَو صادِراً أَو مُخْدِراً،

والمُخْدِرُ: الذي تحت المطر. وفي الحديث: أَنه وقَفَ على مُحَسِّرٍ فقَرَع

راحلَته فخَبَّتْ حتى جَزَعَه أَي قطَعَه عَرْضاً؛ قال امرؤ القيس:

فَريقان: منهم سالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ،

وآخَرُ منهم جازِعٌ نَجْد كَبْكَبِ

وفي حديث الضحية: فتَفَرَّقَ الناسُ إلى غُنَيْمةٍ فتَجَزّعوها أَي

اقْتَسَموها، وأَصله من الجَزْع القَطْعِ.

وانْجَزَعَ الحبل: انْقَطَع بنِصْفين، وقيل: هو أَن ينقطِع، أَيًّا كان،

إلا أَن يَنقطع من الطرَف.

والجِزْعَةُ والجُزْعَةُ: القليل من المال والماء.

وانْجَزعَتِ العصا: انكسرت بنصفين. وتَجَزّعَ السهمُ: تكَسَّر؛ قال

الشاعر:

إذا رُمْحُه في الدَّارِعِين تَجَزّعا

واجْتَزَعْتُ من الشجرة عوداً: اقْتَطَعْتُه واكْتَسَرْته. ويقال:

جَزَعَ لي من المال جِزْعةً أَي قطَعَ لي منه قِطْعةً.

وبُسرةٌ مُجَزَّعةٌ ومُجَزٍّعةٌ إِذا بلَغ الإرطابُ ثُلُثيها. وتمرٌ

مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ ومُتَجَزِّعٌ: بلَغَ الإِرطابُ نصفَه، وقيل: بلغ

الإِرطابُ من أَسفله إلى نصفه، وقيل: إلى ثلثيه، وقيل: بلغ بعضَه من غير أَن

يُحَدّ، وكذلك الرُّطب والعنب. وقد جَزَّع البُسْرُ والرطبُ وغيرهما

تجزيعاً، فهو مُجَزِّع. قال شمر: قال المَعَرِّي المُجَزِّع، بالكسر، وهو عندي

بالنصب على وزن مُخَطَّم. قال الأَزهري: وسماعي من الهَجَرِيّين رُطب

مُجَزِّع؛ بكسر الزاي، كما رواه المعري عن أبي عبيد. ولحم مُجَزِّعٌ: فيه

بياض وحمرة، ونوى مُجَزّع إِذا كان محكوكاً. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه

كان يُسبّح بالنوى المجَزَّع، وهو الذي حَكَّ بعضُه بعضاً حتى ابيضَّ

الموضِعُ المحكوك منه وتُرك الباقي على لونه تشبيهاً بالجَزْعِ. ووَتَر

مُجَزَّع: مختلِف الوضع، بعضُه رَقيق وبعضه غَليظ، وجِزْعٌ: مكان لا شجر

فيه.والجَزْعُ والجِزْعُ؛ الأَخيرة عن كراع: ضرب من الخَرَز، وقيل: هو الخرز

اليماني، وهو الذي فيه بياض وسواد تشبَّه به الأَعين؛ قال امرؤ القيس:

كأَنَّ عُيُونَ الوحْشِ ، حَولَ خِبائنا

وأَرْحُلِنا ، الجَزْعُ الذي لم يُثَقَّبِ

واحدته جَزْعة؛ قال ابن بري: سمي جَزْعاً لأَنه مُجَزَّع أَي مُقَطَّع

بأَلوان مختلفة أَي قَطِّع سواده ببياضه، وكأَنَّ الجَزْعةَ مسماة

بالجَزْعة، المرة الواحدة من جَزعَتْ.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: انقطَع عِقْد لها من جِزْعِ ظَفارِ.

والجُزْعُ: المِحْوَرُ الذي تَدورُ فيه المَحالةُ، لغة يمانية.

والجازِعُ: خشبة مَعروضة بين خشبتين منصوبتين، وقيل: بين شيئين يحمل

عليها: وقيل: هي التي توضع بين خشبتين منصوبتين عَرضاً لتوضع عليها سُروع

الكرُوم وعُروشها وقُضْبانها لترفعها عن الأَرض. فإن وُصِفت قيل:

جازِعةٌ.والجُزْعةُ والجِزْعة من الماء واللبن: ما كان أَقل من نصف السقاء

والإِناء والحوض. وقال اللحياني مرة: بقي في السقاء جُِزْعة من ماء، وفي

الوَطب جُِزْعة من لبن إِذا كان فيه شيء قليل. وجَزَّعْتُ في القربة: جعلت

فيها جُِزْعة، وقد جزَّعَ الحوضُ إِذا لم يبقَ فيه إلا جُزْعة. ويقال: في

الغدير جُزْعة وجِزْعة ولا يقال في الركِيَّة جُزْعة وجِزْعة، وقال ابن

شميل: يقال في الحوض جُزْعة وجِزعة، وهي الثلث أَو قريب منه، وهي الجُزَعُ

والجِزَعُ. وقال ابن الأَعرابي: الجزعة والكُثْبة والغُرْفة والخمْطة

البقيّة من اللبن. والجِزْعةُ: القطْعة من الليل، ماضيةً أَو آتيةً، ويقال:

مضت جِزْعة من الليل أَي ساعة من أَولها وبقيت جِزْعة من آخرها.

أَبو زيد: كَلأ جُزاع وهو الكلأُ الذي يقتل الدوابَّ، ومنه الكلأُ

الوَبيل.

والجُزَيْعةُ: القُطيعةُ من الغنم. وفي الحديث: ثم انكَفَأَ إلى

كَبْشَين أَمْلَحين فذبحهما وإلى جُزَيْعة من الغنم فقسمها بيننا؛ الجُزَيْعةُ:

القطعة من الغنم تصغير جِزْعة، بالكسر، وهو القليل من الشيء؛ قال ابن

الأَثير: هكذا ضبطه الجوهري مصغراً، والذي جاء في المجمل لابن فارس

الجَزيعة، بفتح الجيم وكسر الزاي، وقال: هي القطعة من الغنم فَعِيلة بمعنى

مفعولة، قال: وما سمعناها في الحديث إلا مصغرة. وفي حديث المقداد: أَتاني

الشيطانُ فقال إنَّ محمداً يأْتي الأَنصارَ فيُتْحِفُونه، ما به حاجة إلى هذه

الجُزَيعة؛ هي تصغير جِزْعة يريد القليل من اللبن، هكذا ذكره أَبو موسى

وشرحه، والذي جاء في صحيح مسلم: ما به حاجة إلى هذه الجِزْعةِ، غير

مصغَّرة، وأَكثر ما يقرأُ في كتاب مسلم: الجُرْعة، بضم الجيم وبالراء، وهي

الدُّفْعةُ من الشراب.

والجُزْعُ: الصِّبْغ الأَصفر الذي يسمى العُروق في بعض اللغات.

جزع
جَزَعَ الأَرْضَ والوَادِيَ، كمَنَعَ، جَزْعاً: قَطَعَهُ، أَو جَزَعَهُ: قَطَعَه عَرْضاً كَمَا فِي الصّحاح، وكَذلِكَ المَفَازَة والمَوْضِعُ إِذا قَطَعْتَه عَرْضاً فقَدْ جَزَعْتَهُ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: ومِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْس:
(فَرِيقَانِ مِنْهُمْ سَالِكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ ... وآخَرُ مِنْهُمْ جَازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ)
وَفِي العُبَابِ: ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَقَفَ عَلَى وَادِي مُحَسِّرٍ فقَرَعَ رَاحِلتَه، فخَبَّتْ حَتَّى جَزَعَه. وقالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى:
(ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ ... عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَمِ)
والجَزْعُ، بالفَتْحِ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، ويُكْسَرُ، عَن كُرَاع، ونَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ للعَامَّة: الخَزَرُ اليَمَانِي، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ غَيْرُهُ: الصِّينِيُّ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ الَّذي فِيهِ سَوَادٌ وبَيَاضٌ تُشَبَّهُ بِهِ الأَعْيُنُ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(كأَنَّ عُيُونَ الوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا ... وأَرْحُلِنَا الجَزْعُ الَّذِي لِمْ يُثَقَّبِ)
لأَنَّ عُيُونَها مَا دَامَتْ حَيَّةً سُودٌ، فإِذَا ماتَتْ بَدَا بَياضُهَا، وإِنْ لَمْ يُثَقَّبْ كانَ أَصْفَى لَهَا.
وقَالَ أَيْضاً يَصِفُ سِرْباً:
(فأَدْبَرْنَ كالجَزْعِ المُفَصَّلِ بَيْنَهُ ... بجِيدِ مُعِمٍّ فِي العَشِيرَةِ مُخْوِلِ)
وكانَ عِقْدُ عائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ. قالَ المُرَقَّشُ الأَكْبَر:
(تَحَلَّيْنَ يَاقُوتاً وشَذْراً وصِيغَةً ... وجَزْعاً ظَفَارِياً ودُرّاً تَوَائِمَا)
وقَالَ ابْنُ بَرِّى: سُمِّى جَزْعاً لأَنَّهُ مُجَزَّعٌ، أَيْ مُقَطَّعٌ بأَلْوَانِ مُخْتَلِفَةٍ، أَيْ قُطِّعَ سَوَادُهُ ببَيَاضِه وصُفْرَتِهِ، والتَّخَتُّمُ بِهِ لِيْسَ بِحسَنٍ، فإِنَّهُ يُورِثُ الهَمَّ والحُزْنَ والأَحْلامَ المُفَزَّعَةَ، ومُخَاصَمَةَ النَّاسِ، عَن خاصَّةٍ فِيه، ومِنْ خَوَاصِّهِ إِنْ لُفَّ بِهِ شَعرٌ مُعْسِرٍ وَلَدَتْ مِنْ سَاعَتِهَا.
وجِزْعُ الوَادِي، بالكَسْرِ، كَما فِي الصّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ، وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: اللائِقُ بِهِ أَنْ يَكُونَ مَفْتُوحاً، وَهُوَ مُنْعَطَفُ الوَادِي، كَما فِي الصِّحاحِ، زَادَ ابنُ دُرَيْدٍ: وقِيلَ: وِسَطُهُ أَو مُنْقَطَعُه، ثَلاثُ لُغَاتٍ، أَو مُنْحَنَاهُ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ وقِيلَ: جِزْعُ الوادِي حَيْثُ يَجْزَعُه، أَيْ يَقْطَعُه.
وقِيلَ: هُوَ مَا اتَّسَعَ مِن مَضَايِقِهِ، أَنْبَتَ أَو لَمْ يُنْبِتْ. وقِيلَ: هُوَ إِذا قَطَعْتَهُ إِلَى جانِبٍ آخَرَ، أَوْ لَا يُسَمَّى جِزْعاً حَتَّى تَكُونَ لَهُ سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ وغَيْرَه، نَقَلَهُ اللَّيْثُ عَن بَعْضِهِم، وجَمْعُهُ أَجْزَاعٌ.)
واحْتَجَّ بقَوْلِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(حُفِزَتْ وزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا ... أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا ورُضَامُهَا)
قالَ: أَلاَ تَرَى أَنَّهُ ذَكَرَ الأَثْل وَهُوَ الشَّجَرُ. وقَالَ آخَرُ: بَلْ يَكُوُ جِزْعاً بغَيْرِ نَبَاتٍ. وأَنْشَد غَيْرُهُ لأَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحُمُر:
(فكَأَنَّهَا بالجِزْعِ بَيْن نُبَايِعٍ ... وأُولاتِ ذِي العَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ)
ويُرْوَى بالجِزْعِ جِزْع نُبَايِعٍ، وَقد مَرّ إِنْشَادُ هذَا البَيْتِ فِي ب ي ع، ويَأْتِي أَيْضاً فِي ج م ع، ون ب ع، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، أَوْ هُوَ مَكَانٌ بالوَادِي لَا شَجَرَ فِيهِ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ورُبَّمَا كانَ رَمْلاً وقِيلَ: جِزْعَةُ الوَادِي: مَكَانٌ يَسْتَدِيرُ ويَتَّسِعُ. والجِزْعُ: مَحِلَّةُ القَوْمِ، قالَ الكُمَيْتُ:
(وصادَفْنَ مَشْرَبَهُ والمَسَا ... مَ شِرْباً هَنِيئاً وجِزْعاً شَجِيراً)
والجِزْعُ: المُشْرِفُ مِن الأَرْضِ إِلَى جَنْبِه طُمَأْنِينَةٌ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الجِزْعُ: خَلِيَّةُ النَّحْلِ، ج: أَجْزَاعٌ. وجِزْع: ة، عَن يَمِينِ الطّائِف، وأُخْرَى عَن شِمَالِهَا. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجُزْعُ، بالضَّمِّ: المِحْوَرُ الَّذِي تَدُورُ فِيهِ المَحَالَةُ، يَمانِيةٌ، ويُفْتَحُ. والجُزْع أَيْضاً: صِبْغٌ أَصْفَرُ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الهُرْدَ، والعُرُوقَ الصُّفْرَ فِي بَعْضَ اللُّغَاتِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والجَازِعُ: الخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ فِي العَرِيشِ أَيضاً عَرْضاً يُطْرَحُ عَلَيْه، كَذَا فِي النُّسخ وَفِي الصّحاحِ: تُطْرَحُ عَلَيْهَا قُضْبانُ الكَرْمِ.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: ولَمْ يَعْرِفْهُ أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّمَا يُفْعَلُ ذلِكَ لِيَرْفَعَ القُضْبَانَ عَنِ الأَرْضِ، فإِنْ نَعَتَّ تِلْكَ الخَشَبَةَ قُلْتَ: خَشَبَةٌ جازِعَةٌ، قالَ: وكذلِكَ كُلِّ خَشَبَةٍ مُعْرُوضَة بَيْنَ شَيْئيْن ليُحْمَل عَلَيْهَا شَيْءٌ، فَهِيَ جازِعَةَ.
والجِزْعَةُ، بالكَسْر: القَلِيلُ مِن المالِ، ومِن الماءِ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ: جَزَعَ لَهُ جِزْعَةً من المالِ، أَيْ قَطَعَ لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً ويُضَمُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ. قالَ: مَا بَقَىَ فِي الإِنَاءِ إِلاّ جِزْعَةٌ وجُزَيْعَةٌ، وهِي القَلِيلُ مِنَ الماءِ، وكذلِكَ هِيَ فِي القِرْبَةِ والإِدَاوَةِ. وقالَ غَيْرُهُ: الجُزْعَةُ من الماءِ واللَّبَنِ: مَا كَانَ أَقَلَّ مِن نِصْفِ السِّقاءِ والإِناءِ والحَوْضِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ مَرَّةً: بَقِيَ فِي السِّقَاءِ جُزْعَةٌ مِن ماءٍ، وفِي الوَطْبِ جُزْعَةٌ من لَبَنٍ، إِذا كَانَ فِيهِ شَيْءٌ قَلِيلٌ، وقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ: فِي الغَدَيرِ جِزْعَةٌ، وَلَا يُقَالُ: فِي الرَّكِيَّةِ جُزْعَةٌ، وَقَالَ ابنُ شُمَيل يقالُ: فِي الحوضِ جُزْعَةٌ: وَهِي الثُّلُثُ، أَوْ قَريبٌ مِنْهُ، وَهِي الجُزَعُ. وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: الجُزْعَةُ، والكُثْبَةُ، والغُرْفَةُ، والخُمْطَةُ: البَقِيَّةُ مِنَ اللَّبَنِ.
وَقَالَ أَبْو لَيْلَى: الجِزْعَةُ: القِطْعَةُ مِن الغَنَمِ.) وَفِي الصّحاح: الجِزْعَةُ: طائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، زادَ غَيْرُه: ماضِيَةً أَو آتِيَةً، يُقَالُ: مَضَتْ جِزْعَةٌ مِن اللَّيْلِ، أَيْ سَاعَةٌ مِنْ أَوّلِهَا وبَقِيَتْ جِزْعَةٌ مِنْ آخِرِهَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي العُبَابِ: مَا دُونَ النِّصْفِ، وقالَ غَيْرُه: مِن أَوَّلِهِ أَوْ مِن آخِرِهِ. والجِزْعَةُ: مُجْتَمَعُ الشَّجَرِ يُرَاحُ فِيهِ المالُ من القُرِّ ويُحْبَسُ فِيهِ إِذا كانَ جائعاً، أوْ صادِراً أَو مُخْدِراً، والمُخْدِرُ: الَّذِي تَحْتَ المَطَرِ.
والجِزْعَةُ الخَرَزَةُ اليَمَانِيَةُ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُها ويُفْتَحُ، وقَدْ تَقَدَّمْ أَنَّ الكَسْرَ نَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ للعَّامَّةِ.
والجَزَعُ، مُحَرَّكَةً: نَقِيضُ الصَّبْر، كَمَا فِي الصّحّاح، زادَ فِي العُبَابِ: وَهُوَ انْقِطَاعُ المُنَّةِ من حَمْلِ مَا نَزَلَ. وَفِي المِصْبَاحِ: هُوَ الضَّعْفُ عَمَّا نَزَلَ بِهِ. وقالَ جَمَاعَةٌ: هُوَ الحُزْنُ. وقِيلَ: هُوَ أَشَدُّ الحُزْنِ الَّذِي يَمْنَعُ الإِنْسَانَ ويَصْرِفُهُ عمّا هُوَ بصَدَدِهِ، ويَقْطَعُه عَنْه، وأَصْلُهُ القَطْعُ، كَمَا حَرَّرَهُ العَلاّمَةُ عَبْدُ القَادِرِ البَغْدَادِيُّ، فِي شَرْح شواهدِ الرَّضِىّ، ونَقَلَهُ شَيْخُنَا، وَهَذَا عَن ابْنِ عَبّاد، وأَصْلُهُ فِي مُفْرَدَاتِ الراغِبِ، وَقد جَزِعَ، وَهَذَا عَن ابْنِ عَبّادٍ، كَفَرِحَ، جَزَعاً وجُزُوعاً، بالضَّمِّ، فَهُوَ جازِعٌ وجَزِعٌ، ككَتِفٍ، ورَجُل، وصَبُورٍ، وغُرَابٍ. وقِيلَ: إِذا كَثُرَ مِنْهُ الجَزَعُ، فَهُوَ جَزُوعٌ وجُزَاعٌ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:
(ولَسْتُ بمِيسَمٍ فِي الناسِ يَلْحَى ... عَلَى مَا فَاتَهُ وَخِمٍ جُزَاعِ)
وأَجْزَعَهُ غَيْرُهُ: أَبْقى. ويُقَالُ: أَجْزَعَ جِزْعَةً، بالكَسْرِ، والضَّمّ، أَيْ أَبْقَى بَقِيَّةً، كَمَا فِي العُبَابِ.
وقِيلَ: مَا دُونَ النِّصْفِ. وقالَ ابْنُ عَبّادٍ: قالَ أَعْشَى بَاهِلَةَ:
(فإِنْ جَزِعْنَا فإِنَّ الشَّرَّ أَجْزَعَنَا ... وإِنْ جَسَرْنا فإِنّا مَعْشَرٌ جُسُرُ)
جُزْعَةُ السِّكِّين بالضَّمّ: جُزْأَتُهُ، لُغَةٌ فِيهِ. وجَزَّعَ البُسْرُ تَجْزِيعاً فَهُوَ مُجَزّعٌ، كمُعَظَّمٍ ومُحَدِّثٍ. قالَ شَمِرٌ: قَال المَعَرِّيُّ: المُجَزِّعُ، بالكَسْر، وَهُوَ عِنْدِي بالنَّصْبِ علَى وَزْنِ مُخَطَّمِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَماعِي مِن الهَجَريِّينَ: رُطَبٌ مُجَزِّع بِكَسْر الزّاي، كَما رَواه المَعَرِّيّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ. قُلْتُ: وعَلَى الكَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وقَدْ تَفَرَّدَ شَمِرٌ بالفَتْحِ: أَرْطَبَ إِلَى نِصْفِه، وقِيلَ: بَلَغَ الإِرْطابُ مِنْ أَسْفَلَهِ إِلَى نِصْفِهِ. وقِيلَ: إِلَى ثُلُثَيْهِ، وقِيلَ: بَلَغَ بَعْضَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَدَّ، وكذلِكَ الرُّطَبُ والعِنَبُ ورُطَبَةٌ مُجَزِّعة كمُحَدِّثَةٍ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هكَذَا قالَهُ أَبُو حَاتِمٍ، ويُقَالُ: بالفَتْحِ أَيْضاً، إِذا أَرْطَبَتْ إِلَى نِصْفِهَا أَوْ نَحْوِ ذلِكَ، وقِيلَ: إِلَى ثُلُثَيْهَا. وقالَ الرّاغِبُ: هُوَ مُسْتَعارٌ من الخَرَزِ المُتَلَوِّنُ.
وجَزَّعَ فُلاناً تَجْزِيعاً: أَزَال جَزَعَهُ، ومِنْهُ الحَديِثُ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ) عَنْهُما يُجَزِّعُهُ قالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَيْ يَقُولُ لَهُ مَا يُسَلِّيهِ ويُزِيلُ جَزَعَهُ، وَهُوَ الحُزْنُ والخَوْفُ.
وجَزَّعَ الحَوْضُ فهُوَ مجَزِّعٌ، كمحّدِّثٍ، إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهِ إِلا جَزْعَةٌ، أَيْ بَقِيَّةٌ من الماءِ.
ونَوى مُجَزَّعٌ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، وَهُوَ الَّذِي حُكَّ بَعْضُهُ حَتَّى أَبَيَضَّ، وتُرِكَ البَاقِي علَى لَوْنِهِ، تَشْبِيهاً بالجَزْعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كانَ يُسَبِّحُ بالنَّوَى المَجَزَّعِ. وكُلُّ مَا اجَتَمَعَ فِيهِ سَوَادٌ وبَياضٌ فَهُوَ مُجَزَّعٌ ومُجَزِّع، بالفَتْحِ والكَسْرِ.
وانْجَزَعَ الحَبْلُ، إِذا انْقَطَعَ أَيّاً كانَ، أَو إِذا انْقَطَعَ بنِصْفَيْنِ يُقَالُ: انْجَزَعَ. وَلَا يُقَالُ: انْجَزَعَ إِذا انْقَطَعَ مِنْ طَرَفِهِ. وانْجَزَعَت العَصَا، إِذا انْكَسَرَتْ بنِصْفيْنِ. قالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ:
(تَعْضِبُ القَرْنَ إِذا ناطَحَهَا ... وإِذا صابَ بِهَا المِرْدَى انْجَزَعْ)
كتَجَزَّعَتْ. يُقَالُ: تَجَزَّعَ الرُّمْحُ، إِذا تَكَسَّرَ، وكَذلِكَ السَّهْمُ وغَيْرُهُ قالَ: إِذا رُمْحُهُ فِي الدّارِعِينَ تَجَزَّعا واجْتَزَعَهُ، أَي العُودَ مِنَ الشَّجَرَةِ، إِذا كَسَرَهُ وقَطَعَهُ، وَفِي الصّحاح: اقْتَطَعَهُ واكْتَسَرَهُ، ورَوَاهُ ابنُ عَبّاد بالرّاءِ أَيْضاً، كَمَا تَقَدَّمَ. والهِجْزَعُ، كدِرْهَم: الجَبَان، هِفْعَلٌ مِنَ الجَزَعِ، هاؤُه بَدَلٌ من الهَمْزَة، عَنِ ابْنِ جِنَّى. قَالَ: ونَظِيرُه هِجْرَعٌ وهِبْلَع، فِيمَنْ أَخَذَهُ من الجَزْع والبَلعْ، ولَمْ يَعْتَبِرْ سِيبَوَيْه ذلِكَ، وسَيَأْتِي ذلِكَ فِي الهاءِ مَعَ العَيْنِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: التَّجَزُّعُ: التَّوَزُّع والاقْتِسَامُ، من الجَزْعِ وَهُوَ القَطْعُ، ومِنْهُ حَدِيثُ الضَّحِيَّة: فتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ إِلى غَنِيمَةٍ فتَجَزَّعُوها أَي اقْتَسَمُوها. وتَمْرٌ مُتَجَزِّعٌ: بَلَغَ الإِرْطابُ نِصْفَهُ. ولَحْمٌ مُجَزَّعٌ: فِيهِ بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ. ووَتَرٌ مُجَزَّعٌ: مُخِتَلِفُ الوَضْعِ، بَعْضُه رَقِيقٌ، وبَعْضُه غَلِيظٌ. كَمَا فِي اللِّسَانِ. وَفِي الأَسَاسِ: وَتَرٌ مُجَزَّعٌ: لَمْ يُحْسِنُوا إِغَارَتَهُ، فاخْتَلَفَتْ قَوَاهُ. قُلْتُ: وَقد تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ أَيْضاً. وجَزَّعْتُ فِي القِرْبَةِ تَجْزيعاً: جَعَلْتُ فِيهَا جُزْعَةً. وقَال أَبو زَيْدٍ: كَلأٌ جُزَاعٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الكَلأُ الَّذِي يَقْتُلُ الدَّوابَّ، ومِنْهُ الكَلأُ الوَبِيلُ، مثلُ جُدَاعٍ بالدّالِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَان.
والجُزَيْعَةُ: القِطْعَةُ من الغَنَمِ، تَصْغِيرُ الجَزْعَةِ، بالكَسْرِ، وهُوَ القَلِيلُ مِن الشَّيْءِ، هكَذَا هُوَ فِي نَسَخِ الصّحاحِ بخَطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَوِيّ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وهكَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ مُصغَّراً.
والذِي جَاءِ فِي المُجْمَلِ لابْنِ فَارِسٍ بفَتْحِ الجِيمِ وكَسْرِ الزَّايِ: الجَزِيعَةُ، وقَالَ: هِيَ القِطْعَةُ من الغَنَمِ، فَعِيلَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَة. قَالَ: ومَا سَمِعْنَاها فِي الحَدِيثِ إِلاّ مُصَغَّرَةً. وَفِي حَدِيثِ المِقْدَادِ أَتانِي الشَّيْطَانُ فقالَ: إِنَّ مُحَمَّداً يَأْتِي الأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، مَا بِهِ حاجَةٌ إِلَى هذِهِ الجُزَيْعَةِ هِيَ) تَصْغِيرُ جِزْعَةٍ، يُرِيدُ القَلِيلَ مِنَ اللَّبَن، هكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو موسَى وشَرَحَه، والَّذِي جاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِم: مَا بِهِ حاجَةٌ إِلَى هذِه الجِزْعَةِ، غَيْر مُصَغَّرَة. وأَكْثَرُ مَا يُقْرَأُ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ الجُزْعَة، بضَمِّ الجِيمِ وبِالرَّاءِ، وهِي الدُّفْعَةُ مِن الشُّرْبِ. وَقد تَقَدَّمَ.

الكَعْبَةُ

الكَعْبَةُ:
بيت الله الحرام، قال ابن عباس: لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السموات بعث ريحا فصفقت الماء فأبرزت عن خسفة في موضع البيت كأنها قبّة فدحا الأرض من تحتها فمادت فأوتدها بالجبال، الخسفة واحدة الخسف: تنبت في البحر نباتا، وقد جاء في الأخبار: أن أول ما خلق الله في الأرض مكان الكعبة ثم دحا الأرض من تحتها فهي سرّة الأرض ووسط الدنيا وأمّ القرى أولها الكعبة وبكّة حول مكة وحول مكة الحرم وحول الحرم الدنيا، وحدث أبو العباس القاضي أحمد ابن أبي أحمد الطبري حدثني المفضّل بن محمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا الحسين ابن إبراهيم ومحمد بن جبير الهاشمي قال: حدثني حمزة بن عتبة عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: إن أول خلق هذا البيت أن الله عز وجل قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة، قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، ثم غضب عليهم فأعرض عنهم فطافوا بعرش الله سبعا كما يطوف الناس بالبيت الحرام وبقوا يسترضونه من غضبه يقولون: لبيك اللهم لبيك ربنا معذرة إليك نستغفرك ونتوب إليك، فرضي عنهم وأوحى إليهم أن ابنوا لي في الأرض بيتا يطوف به من عبادي من
أغضب عليه فأرضى عنه كما رضيت عنكم، قال أبو الحسين: ثم أقبل عليّ حمزة بن عتبة الهاشمي فقال:
يا ابن أخي لقد حدثتك والله حديثا لو ركبت فيه إلى العراق لكنت قد اعتفت، وأما صفته فذكر البشّاري وقال: هو في وسط المسجد الحرام مربع الشكل بابه مرتفع عن الأرض نحو قامة عليه مصراعان ملبسان بصفائح الفضة قد طليت بالذهب مقابلا للمشرق، وطول المسجد الحرام ثلاثمائة ذراع وسبعون ذراعا، وعرضه ثلاثمائة وخمسة عشر ذراعا، وطول الكعبة أربعة وعشرون ذراعا وشبر، وعرضها ثلاثة وعشرون ذراعا وشبر، وذرع دور الحجر خمسة وعشرون ذراعا، وذرع الطواف مائة ذراع وسبعة أذرع، وسمكها في السماء سبعة وعشرون ذراعا، والحجر من قبل الشام فيه يقلب الميزاب شبه الأندر قد ألبست حيطانه بالرخام مع أرضه ارتفاعها حقو ويسمونه الحطيم، والطواف من ورائه ولا يجوز الصلاة إليه، والحجر الأسود على الركن الشرقي عند الباب على لسان الزاوية في مقدار رأس الإنسان ينحني إليه من قبّله يسيرا، وقبة زمزم تقابل الباب والطواف بينهما ومن ورائهما قبة الشراب فيها حوض كان يسقى فيه السويق والسكر قديما، ومقام إبراهيم، عليه السلام، بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب وهو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف أيام الموسم، عليه صندوق حديد طوله أكثر من قامة مكسوّ ويرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا ردّ جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح أوقات الصلاة فإذا سلّم الإمام استلمه ثم أغلق الباب، وفيه أثر قدم إبراهيم، عليه السّلام، مخالفة، وهو أسود وأكبر من الحجر الأسود، وقد فرش الطواف بالرمل والمسجد بالحصى وأدير على صحنه أروقة ثلاثة على أعمدة رخام حملها المهدي من الإسكندرية في البحر إلى جدّة، قال وهب بن منبّه: لما أهبط الله عز وجل آدم، عليه السّلام، من الجنة إلى الأرض حزن واشتدّ بكاؤه عليها فعزّاه الله بخيمة من خيامها فجعلها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وكانت ياقوتة حمراء، وقيل درّة مجوّفة من جوهر الجنة فيها قناديل من ذهب، ونزل معها الركن يومئذ وهو ياقوتة بيضاء وكان كرسيّا لآدم، فلما كان في زمن الطوفان رفع ومكثت الأرض خرابا ألفي سنة أعني موضع البيت حتى أمر الله نبيّه إبراهيم أن يبنيه فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم فبنى هو وإسماعيل البيت على ما ظلّلته ولم يجعلا له سقفا وحرس الله آدم والبيت بالملائكة، فالحرم مقام الملائكة يومئذ، وقد روي أن خيمة آدم لم تزل منصوبة في مكان البيت إلى أن قبض فلما قبض رفعت فبنى بنوه في موضعها بيتا من الطين والحجارة ثم نسفه الغرق فغيّر مكانه حتى بعث الله إبراهيم، عليه السّلام، فحفر قواعده وبناه على ظل الغمامة، فهو أول بيت وضع للناس كما قال الله عز وجل، وكان الناس قبله يحجون إلى مكة وإلى موضع البيت حتى بوّأ الله مكانه لإبراهيم لما أراد الله من عمارته وإظهاره دينه وشعائره فلم يزل البيت منذ أهبط آدم إلى الأرض معظّما محرّما تناسخه الأمم والملل أمّة بعد أمّة وملة بعد ملة، وكانت الملائكة تحجه قبل آدم، فلما أراد إبراهيم بناءه عرج به إلى السماء فنظر إلى مشارق الأرض ومغاربها وقيل له اختر، فاختار موضع مكة، فقالت الملائكة: يا خليل الله اخترت موضع مكة وحرم الله في الأرض، فبناه وجعل أساسه من سبعة أجبل، ويقال من خمسة أو من أربعة، وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم
من تلك الجبال، وروي عن مجاهد أنّه قال: أسّس إبراهيم زوايا البيت من أربعة أحجار: حجر من حراء وحجر من ثبير وحجر من طور وحجر من الجودي الذي بأرض الموصل وهو الذي استقرّت عليه سفينة نوح، وروي أن قواعده خلقت قبل الأرض بألفي سنة ثمّ بسطت الأرض من تحت الكعبة، وعن قتادة: بنيت الكعبة من خمسة جبال من طور سيناء وطور زيتا وأحد ولبنان وثبير وجعلت قواعدها من حراء وجعل إبراهيم طولها في السماء سبعة أذرع وعرضها في الأرض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الأسود إلى الركن الشمالي الذي عنده الحجر، وجعل ما بين الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحجر اثنين وثلاثين ذراعا، وجعل طول ظهرها من الركن العراقي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا، وجعل عرض شقّها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا، ولذلك سميت الكعبة لأنّها مكعبة على خلق الكعب، وقيل: التكعيب التربيع، وكلّ بناء مربع كعبة، وقيل: سميت لارتفاع بنائها، وكلّ بناء مرتفع فهو كعبة، ومنه كعب ثدي الجارية إذا علا في صدرها وارتفع، وجعل بابها في الأرض غير مبوّب حتى كان تبّع الحميري هو الذي بوّبها وجعل عليها غلقا فارسيّا وكساها كسوة تامة، ولما فرغ إبراهيم من البناء أتاه جبرائيل، عليه السّلام، فقال له: طف، فطاف هو وإسماعيل سبعا يستلمان الأركان، فلمّا أكملا صلّيا خلف المقام ركعتين وقام معه جبرائيل وأراه المناسك كلّها الصّفا والمروة ومنى ومزدلفة، فلمّا دخل منى وهبط من العقبة مثل له إبليس عند جمرة العقبة فقال له جبرائيل: ارمه، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثمّ برز له عند الجمرة الوسطى، فقال له جبرائيل: ارمه، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثمّ برز له عند الجمرة السفلى، فقال له جبرائيل:
ارمه، فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف ثم مضى وجبرائيل يعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفات، فقال له: أعرفت مناسكك؟ فقال له إبراهيم: نعم، فسميت عرفات لذلك، ثمّ أمره أن يؤذن في المسلمين بالحج، فقال: يا ربّ وما يبلغ من صوتي! فقال الله عزّ وجل: أذّن وعليّ البلاغ، فعلا على المقام فأشرف به حتى صار أعلى الجبال وأشرفها وجمعت له الأرض يومئذ سهلها وجبلها وبرّها وبحرها وجنها وإنسها حتى أسمعهم جميعا وقال: يا أيها الناس كتب عليكم الحجّ إلى بيت الله الحرام فأجيبوا ربكم فمن أجابه ولبّاه فلا بدّ له من أن يحجّ ومن لم يجبه لا سبيل له إلى ذلك، وخصائص الكعبة كثيرة وفضائلها لا تحصى ولا يسع كتابنا إحصاء الفضائل، وليست أمّة في الأرض إلّا وهم يعظّمون ذلك البيت ويعترفون بقدمه وفضله وأنّه من بناء إبراهيم حتى اليهود والنصارى والمجوس والصابئة، وقد قيل إن زمزم سميت بزمزمة اليهود والمجوس، فأما الصابئون فهو بيت عبادتهم لا يفخرون إلّا به ولا يتعبّدون إلّا بفضله، قالوا: وبقيت الكعبة على ما هي عليه غير مسقفة فكان أوّل من كساها تبّع لما أتى به مالك بن العجلان إلى يثرب وقتل اليهود، في قصة ذكرتها في كتابي المسمى بالمبدإ والمآل في التاريخ، فمرّ بمكّة فأخبر بفضلها وشرفها فكساها الخصف، وهي حصر من خوص النخل، ثم رأى في المنام أن اكسها أحسن من هذا، فكساها الأنطاع، فرأى في المنام أن اكسها أحسن من ذلك، فكساها المعافر والوصائل، والمعافر: ثياب يمانية تنسب إلى قبيلة من همدان يقال لهم المعافر، اسم الثياب والقبيلة والموضع الذي تعمل فيه واحد، وربّما قيل لها المعافرية، وثوب
معافري يتصرّف في النسبة ولا يتصرّف في المفرد لأنّه على زنة الجمع ثالثة ألف، ونسب إلى الجمع لأنّه صار بمنزلة المفرد سمي به مفرد، وكان أوّل من حلّى البيت عبد المطّلب لما حفر بئر زمزم وأصاب فيه من دفن جرهم غزالين من ذهب فضربهما في باب الكعبة، فلمّا قام الإسلام كساها عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، القباطي ثم كساها الحجاج الديباج الخسرواني، ويقال يزيد بن معاوية، وبقيت على هيئتها من عمارة إبراهيم، عليه السّلام، إلى أن بلغ نبينا، صلّى الله عليه وسلّم، خمسا وثلاثين سنة من عمره جاء سيل عظيم فهدمها وكان في جوفها بئر تحرز فيها أموالها وما يهدى إليها من النذور والقربان فسرق رجل يقال له دويك ما كان فيها أو بعضه فقطعت قريش يده واجتمعوا وتشاوروا وأجمعوا على عمارتها، وكان البحر رمى بسفينة بجدّة فتحطّمت فأخذوا خشبها فاستعانوا به على عمارتها، وكان بمكّة رجل قبطيّ نجار فسوّى لهم ذلك وبنوها ثمانية عشر ذراعا، فلمّا انتهوا إلى موضع الركن اختصموا وأراد كلّ قوم أن يكونوا هم الذين يضعونه في موضعه، وتفاقم الأمر بينهم حتى تواعدوا للقتال، ثمّ تحاجزوا وتناصفوا على أن يجعلوا بينهم أول طالع يطلع من باب المسجد يقضي، فخرج عليهم النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فاحتكموا إليه فقال: هلمّوا ثوبا، فأتي به فوضع الركن فيه ثمّ قال: لتأخذ كلّ قبيلة بناحية من الثوب ثمّ ليرفعوا، حتى إذا رفعوه إلى موضعه أخذ النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، الحجر بيده فوضعه في الركن، فرضوا بذلك وانتهوا عن الشرور، ورفعوا بابها عن الأرض مخافة السيل وأن لا يدخل فيها إلّا من أحبّوا، وبقوا على ذلك إلى أيّام عبد الله بن الزبير فحدّثته عائشة، رضي الله عنها، قالت: سألت النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، عن الحجر أمن البيت هو؟ قال: نعم، قالت: قلت فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ قال:
إنّ قومك قصّرت بهم النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا قومك حديثو عهد في الإسلام فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الحجر في البيت وأن ألزق بابه بالأرض، فأدخل ابن الزبير عشرة مشايخ من الصحابة حتى سمعوا ذلك منها ثمّ أمر بهدم الكعبة، فاجتمع إليه الناس وأبوا ذلك فأبى إلّا هدمها، فخرج الناس إلى فرسخ خوفا من نزول عذاب وعظم ذلك عليهم ولم يجر إلّا الخير، وذكر ابن القاضي عن مجاهد قال: لما أراد ابن الزبير أن يهدم البيت ويبنيه قال للناس: اهدموا، فأبوا وخافوا أن ينزل العذاب عليهم، قال مجاهد:
فخرجنا إلى منى فأقمنا بها ثلاثا ننتظر العذاب، وارتقى ابن الزبير على جدار الكعبة هو بنفسه فهدم البيت، فلمّا رأوا أنّه لم يصبه شيء اجترؤوا على هدمه وبناها على ما حكت عائشة وتراجع الناس، فلمّا قدم الحجّاج تحرّم ابن الزبير بالكعبة فأمر بوضع المنجنيق على أبي قبيس وقال: ارموا الزيادة التي ابتدعها هذا المتكلّف، فرموا موضع الحطيم، فلمّا قتل ابن الزبير وملك الحجاج ردّ الحائط كما كان قديما وأخذ بقية الأحجار فسدّ منها الباب الغربي ورصف بقيتها في البيت حتى لا تضيع، فهي إلى الآن على ذلك، وقال تبّع لما كسا البيت:
وكسونا البيت الذي حرّم اللّ ... هـ ملاء معضّدا وبرودا
وأقمنا به من الشهر عشرا، ... وجعلنا لبابه إقليدا
وخرجنا منه نؤمّ سهيلا ... قد رفعنا لواءنا المعقودا
ويقال إنّ أوّل من كساه الديباج يزيد بن معاوية، ويقال عبد الله بن الزبير، ويقال عبد الملك بن مروان، وأوّل من خلّق الكعبة عبد الله بن الزبير، وقال ابن جريج: معاوية أوّل من طيّب الكعبة بالخلوق والمجمر وإحراق الزيت بقناديل المسجد من بيت مال المسلمين، ويروى عن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنّه قال: خلق الله البيت قبل الأرض بأربعين عاما وكان غثاءة على الماء، وقال مجاهد في قوله تعالى:
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً 2: 125، قال: يثوبون إليه ويرجعون ولا يقضون منه وطرا، وفي قوله تعالى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً من النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ 14: 37، قال:
لو قال أفئدة الناس لازدحمت فارس والروم عليه.

مَحَضَ

(مَحَضَ)
- فِي حَدِيثِ الوَسْوسة «ذَلِكَ مَحْض الْإِيمَانِ» أَيْ خالِصُه وضريحه.
وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الْحَدِيثِ فِي حَرْفِ الصَّادِ.
والمَحْض: الخالصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «لمَّا طُعِن شَرِب لبَناً فَخَرَجَ مَحْضاً» أَيْ خَالِصًا عَلَى جِهته لَمْ يَخْتلِط بِشَيْءٍ. والمَحْض فِي اللُّغَةِ: اللَّبَنُ الخالصُ، غَيْرُ مَشُوب بِشَيْءٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «بارِك لَهُمْ فِي مَحْضِهَا ومَخْضِها» أي الخالص والمَمْخوض. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ «فــأْعمِد إِلَى شاةٍ مُمْتَلِئَةٍ شَحْماً ومَحْضاً» أَيْ سَمِينَةً كَثِيرَةَ اللَّبَنِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى اللَّبَنِ مُطْلَقًا.

مَخَضَ

مَخَضَ اللَّبَنَ يَمْخُضُهُ، مُثَلَّثَةَ الآتي: أخَذَ زُبْدَهُ، فهو مَخيضٌ ومَمْخُوضٌ، وقد تَمَحَّضَ،
وـ الشيءَ: حَرَّكَهُ شديداً،
وـ البعيرُ: هَدَرَ بِشِقْشِقَتِهِ،
وـ الدَّلْوَ: نَهَزَ بها في البئرِ.
والمِمْخَضُ: السِّقَاء.
ومَخِضَتْ، كسَمِعَ ومنعَ وعُنِيَ، مَخاضاً، ومِخاضاً،
ومَخَّضَتْ تَمْخِيضاً: أخَذَها الطَّلْقُ.
أو الماخِضُ من النساء والإِبِلِ والشاء: المُقْرِبُ
ج: مواخِضُ ومُخَّضٌ.
وأمْخَضَ: مَخَضَتْ إبِلُه.
والمَخاضُ: الحَوامِلُ من النُّوقِ، أو العِشارُ التي أتى عليها من حَمْلِها عَشَرَةُ أشْهُرٍ، الواحِدَةُ: خَلِفَةٌ، نادرٌ، أو الإِبِلُ حينَ يُرْسَلُ فيها الفَحْلُ حتى تَنْقَطِعَ عن الضِّرَابِ، جمعٌ بلا واحدٍ. والفَصِيلُ إذا لَقِحَتْ أُمُّهُ: ابنُ مَخاضٍ، والأُنْثَى: بِنْتُ مَخاضٍ، أو ما دَخَلَ في السَّنَةِ الثانِيَةِ، لأنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بالمَخَاضِ، أي: الحوامِلِ، وإن لم تَكُنْ حامِلاً، أو ما حَمَلَتْ أُمُّهُ، أو حَمَلَتِ الإِبِلُ التي فيها أُمُّهُ وإن لم تَحْمِلْ هي،
ج: بَناتُ مخَاضٍ، وقد تَدْخُلُهُما ألْ. وإنَّمَا سُمِّيَتْ ابنَ مَخاضٍ في السَّنَةِ الثانِيَةِ، لأنَّهُمْ كانوا يَحْمِلُونَ الفُحُولَ على الإِناثِ.
وتَمَخَّضَتِ الشاةُ: لَقِحَتْ، وهي ماخِضٌ ومَخُوضٌ،
وـ الدَّهْرُ بالفِتْنَةِ: أتى بها، كأنَّهُ من المَخَاضِ.
ومَخِيضٌ: ع قُرْبَ المَدينَةِ.
والمُسْتَمْخِضُ: اللبنُ البَطيء الرَّوْبِ.
وأمْخَضَ اللبنُ وامْتَخَضَ: تَحَرَّكَ في المِمْخَضَةِ. والإِمْخَاضُ بالكسر: الحَلِيبُ ما دامَ في المِمْخَضَةِ. وكسَحابٍ: نَهْرٌ قُرْبَ المَعَرَّةِ.
(مَخَضَ)
(س) فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «فِي خمسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ بنتُ مَخَاض» المَخَاض:
اسْمٌ للنُّوق الحَوامِل، وَاحِدَتُهَا خَلِفَة. وَبِنْتُ الْمَخَاضِ وَابْنُ الْمَخَاضِ: مَا دَخل فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ، لأنَّ أمَّه قَدْ لَحِقَت بِالْمَخَاضِ: أَيِ الحَوامِل، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَامِلًا.
وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي حَمَلَتْ أُمُّهُ، أَوْ حَمَلَتِ الْإِبِلُ الَّتِي فِيهَا أمُّه، وَإِنْ لَمْ تَحْمِل هِيَ، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى ابْنِ مخَاض وَبِنْتِ مَخَاضٍ؛ لِأَنَّ الْوَاحِدَ لَا يَكُونُ ابْنَ نُوق، وَإِنَّمَا يَكُونُ ابْنَ نَاقَة وَاحِدَةٍ. وَالْمُرَادُ أَنْ تَكُونَ وضَعَتْها أمُّها فِي وقتِ مَا، وَقَدْ حَمَلَتِ النُّوقُ الَّتِي وضَعْن مَعَ أُمِّهَا، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أمُّها حامِلاً، فَنَسبها إِلَى الجَماعة بحُكم مُجاوَرَتها أمَّها.
وَإِنَّمَا سُمّي ابنَ مخاضٍ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ إِنَّمَا كَانَتْ تَحْمِل الفُحول عَلَى الْإِنَاثِ بَعْدَ وَضْعِها بسَنَةٍ لِيَشْتَدّ وَلَدُها، فَهِيَ تَحْمِل فِي السَّنة الثَّانِيَةِ وتَمْخَض، فَيَكُونُ وَلَدُها ابنَ مَخَاضٍ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرها فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «دَعِ المَاخِض والرُّبَّي» هِيَ الَّتِي أخَذَها المَخَاض لتَضَع. والمَخَاض: الطَّلْق عِنْدَ الوِلادة. يُقَالُ: مَخَضَتِ الشاةُ مَخْضاً ومَخَاضاً ومِخَاضاً، إِذَا دَنا نِتاجُها.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «أَنَّ امْرَأَةً زارَت أَهْلَهَا فَمَخَضَتْ عِنْدَهُمْ» أَيْ تَحرّك الولدُ فِي بَطْنِهَا لِلْوِلَادَةِ، فضَربَها المخاضُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ أَيْضًا فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ فِي رِوَايَةٍ «فــأعْمِد إِلَى شاةٍ مُمتلئِة مَخَاضاً وشَحْماً» أَيْ نِتاجاً.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ المخاضَ الَّذِي هُوَ دُنُوّ الوِلادة. أَيْ أنها امْتَلأت حَمْلاً وسِمَناً. وَفِيهِ «بارِك لَهُمْ فِي مَحْضِها ومَخْضِهَا» أَيْ مَا مُخِضَ مِنَ اللَّبَنِ وأُخِذ زُبْدُه. وَيُسَمَّى مَخِيضاً أَيْضًا.
والمَخَض: تَحْرِيكُ السِّقاء الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ، لِيَخْرُجَ زُبْدُه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ مرّ عليه بحنازة تُمْخَضُ مَخْضاً» أَيْ تُحَرَّك تَحْرِيكًا سَرِيعًا.

مُعْتَاطٌ

(مُعْتَاطٌ)
- فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «فــأعْمِد إِلَى عَنَاقٍ مُعْتَاط» المُعْتاط مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي امْتَنَعتْ عَنِ الحَمْلِ؛ لِسِمَنِها وكَثَرة شَحْمِها.
وَهِيَ فِي الْإِبِلِ: الَّتِي لَا تَحْملُ سَنَواتٍ مِنْ غَيْرِ عُقْر. وأصلُها مِنَ الْيَاءِ أَوِ الْوَاوِ.
يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا طَرقها الفحلُ فَلَمْ تَحْمِل: هِيَ عائِطٌ، فَإِذَا لَمْ تَحْمل السَّنةَ المُقْبِلَة أَيْضًا فَهِيَ عَائِط عِيط وعُوط. وتَعَوَّطت، إِذَا رَكِبَها الفحلُ فَلَمْ تَحْمِل. وَقَدِ اعْتاطَت اعْتِياطاً فَهِيَ مُعْتاط.
وَالَّذِي جَاءَ فِي سِياق الْحَدِيثِ: أَنَّ المعْتاطَ التى لم تلد وَقَدْ حَانَ أَنْ تَحْملَ، وَذَلِكَ مِنْ ــحَيْثُ معرِفةُ سِنِّها، وَأَنَّهَا قَدْ قاربتِ السِّنَّ الَّتِي يَحْمِل مِثلُها فِيهَا، فَسَمَّى الحَمْل بِالْوِلَادَةِ. وَالْمِيمُ والتاءُ زَائِدَتَانِ.

نَحَضَ

(نَحَضَ)
- فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «فــأعْمِد إِلَى شاةٍ مُمتَلئة شَحْمًا ونَحْضاً» النَّحْضُ: اللَّحْمُ ورجُلٌ نَحِيضٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْض عَن عُرُضٍ
أَيْ رُمِيتْ بِاللَّحْمِ.

هَجَمَ

(هَجَمَ)
(هـ) فِيهِ «إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ العَيْنُ» أَيْ غَارَت ودَخَلَت فِي مَوضِعها.
وَمِنْهُ الْهُجُومُ عَلَى القُوْم: الدُّخُول عَلَيْهِمْ.
وَفِي حَدِيثِ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ «فضَمَمْنا صِرْمَتَه إِلَى صِرْمَتِنا فكانَتْ لَنَا هَجْمَة» الْهَجْمَةُ منَ الْإِبِلِ: قَريبٌ مِنَ الْمِائَةِ. 
هَجَمَ عليه هُجوماً: انْتَهَى إليه بَغْتَةً، أو دَخَلَ بغيرِ إذْنٍ،
وـ فُلاناً: أدْخَلَهُ؛
كأَهْجَمَهُ، فهو هَجُومٌ،
وـ البيتُ: انْهَدَمَ،
كانْهَجَمَ،
وـ عَيْنُهُ هَجْماً وهُجوماً: غَارَتْ،
وـ ما في الضَّرْعِ: حَلَبَهُ،
كاهْتَجَمَهُ وأهْجَمَه،
وـ الشيءُ: سَكَنَ، وأطْرَقَ،
وـ فلاناً: طَرَدَهُ.
وبيتٌ مَهْجومٌ: حُلَّتْ أطْنَابُهُ، فانْضَمَّتْ أعْمِدَــتُهُ.
والهَجُومُ: الريحُ الشديدةُ تَقْلَعُ البُيوتَ والثُّمامَ، وسَيْفُ أبي قَتَادَةَ الحَارِثِ بنِ رِبْعِيٍّ، رضي اللُّه تعالى عنه.
والهَجِيمَةُ: اللَّبَنُ العَجينُ، أو الخاثِرُ، أو قَبْلَ أن يُمْخَضَ، أو ما لم يَرُبْ، وقد كادَ أن يَروبَ.
والهَجْمُ: القَدَحُ الضَّخْمُ، ويُحَرَّكُ
ج: أهْجَامٌ، وماء لِفَزَارَةَ، والعَرَقُ، وقد هَجَمَتْهُ الهَواجِرُ.
والهَجْمَةُ من الإِبِلِ: أوَّلُهَا أربَعونَ إلى ما زادَتْ، أو ما بين السَّبْعِينَ إلى المِئَةِ، أو إلى دُوَيْنِها،
وـ من الشِّتاء: شِدَّةُ بَرْدِهِ،
وـ من الصَّيْفِ: شِدَّةُ حَرِّهِ.
وابْنا هُجَيْمَةَ، كجُهَيْنَةَ: فارِسَانِ م.
وبنُو الهُجَيْمِ، كزُبيرٍ: بَطْنٌ.
والهَيْجُمانُ، بضم الجيمِ: رجُلٌ، وبهاءٍ: الدُّرَّةُ، والعَنْكَبُوتُ الذَّكَرُ، وابنَةُ العَنْبَرِ بنِ عَمْرٍو.
وأهْجَمَ الإِبِلَ: أراحَها،
وـ اللُّه تعالى المَرَضَ عنه
فَهَجَمَ: أقْلَعَ وفَتَرَ.

خَلْفُ

خَلْفُ، أو الخَلْفُ: نَقيضُ قُدَّامَ، والقَرْنُ بَعْدَ القَرنِ، ومنه: هؤُلاءِ خَلْفُ سُوءٍ،
وـ: الرَّدِيءُ من القَوْلِ، والاسْتِقاءُ، وحَدُّ الفَأسِ أو رَأسُهُ، ومَنْ لا خَيْرَ فيه، والذينَ ذَهَبُوا مِنَ الحَيِّ، ومَنْ حَضَرَ منهم، ضدٌّ، وهُمْ خُلوفٌ،
وـ: الفَأْسُ العَظِيمَةُ؛ أو بِرَأْسٍ واحِدٍ، وَرَأْسُ المُوسَى، (والنَّسْلُ) ، وأقْصَرُ أضْلاعِ الجَنْبِ، ج: خُلوفٌ،
وـ: المِرْبَدُ، أو الذي وراءَ البَيْتِ، والظَّهْرُ، والخَلَقُ من الوِطابِ،
ولَبِثَ خَلْفَهُ: بَعْدَهُ، وبالكسرِ: المُخْتَلِفُ،
كالخِلْفَةِ، واللَّجُوجُ، والاسْمُ من الاسْتِقاءِ،
كالخِلْفَةِ، وما أنْبَتَ الصَّيْفُ من العُشْبِ، وما وَلِيَ البَطْنَ من صِغارِ الأضْلاعِ، وحَلَمَةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ أو طَرَفُهُ، أو المُؤَخَّرُ من الأطْباءِ، أو هو لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ.
ووَلَدَتِ الشاةُ خِلْفَيْنِ: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً وسَنَةً أُنْثَى.
وذاتُ خِلْفَيْنِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الفَأسِ، ج: ذَواتُ الخِلْفَيْنِ. وككَتِفٍ: المَخاضُ، وهي الحَوامِلُ من النُّوقِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، وبالتَّحْريكِ: الوَلَدُ الصالِحُ، فإذا كان فاسِداً أُسْكِنَتِ اللامُ، ورُبَّما اسْتُعْمِلَ كُلٌّ منهما مَكانَ الآخَرِ، يُقالُ:
هو خَلْفُ صِدْقٍ من أبيه: إذا قامَ مَقامَهُ، أو الخَلْفُ، وبالتَّحْريكِ سَواءٌ.
اللَّيْثُ: خَلْفٌ لِلأشْرارِ خاصَّةً، وبالتَّحْريكِ: ضِدُّهُ.
وما اسْتَخْلَفْتَ من شيءٍ، ومَصْدَرُ الأخْلَفِ لِلْأَعْسَرِ، والأحْوَلِ، ولِلمُخالِفِ العَسِرِ الذي كأنَّهُ يَمْشِي على شِقٍّ. وخَلَفُ بنُ أيُّوبَ، وابنُ تَميمٍ، وابنُ خالِدٍ، وابنُ خَليفَةَ، وابنُ سَالِمٍ، وابنُ مَهْدَانَ، وابنُ مُوسى، وابنُ هِشامٍ، وابنُ محمدٍ، وابنُ مَهْرانَ: مُحَدِّثونَ. وأبو خَلَفٍ: تابِعِيَّانِ.
وخُلُفٌ، بضَمَّتَيْنِ: ة باليمنِ.
والأخْلَفُ: الأحْمَقُ، والسَّيْلُ، والحَيَّةُ الذَّكَرُ، والقَليلُ العَقْلِ.
والخُلْفُ، بالضم: الاسمُ من الإِخْلافِ، وهو في المُسْتَقْبَلِ، كالكَذِبِ في الماضي، أو هو أنْ تَعِدَ عِدَةً ولا تُنْجِزَها،
وـ: جَمْعُ الخَلِيفِ في مَعانِيهِ. وكزُبَيْرٍ: ابنُ عُقْبَةَ، من تَبَعِ التابِعِينَ.
والخِلْفَةُ، بالكسرِ: الاسمُ من الاخْتِلافِ، أو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ، أي: التَّرَدُّدِ.
و {جَعَلَ الليلَ والنهارَ خِلْفَةً} ، أي: هذا خَلَفٌ من هذا، أو هذا يأتِي خَلْفَ هذا، أو معناهُ: مَنْ فاتَهُ أمرٌ بالليلِ أدْرَكَهُ بالنهارِ، وبالعَكْسِ.
والخِلْفَةُ أيضاً: الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بها، وما يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ من العُشْبِ، وزَرْعُ الحُبوبِ خِلْفَةٌ، لأنه يُسْتَخْلَفُ من البُرِّ والشَّعيرِ، واخْتِلافُ الوُحوشِ مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً، وما عُلِّقَ خَلْفَ الراكِبِ، وما يَتَفَطَّرُ عنه الشَّجَرُ في أوَّلِ البَرْدِ، أو ثَمَرٌ يَخْرُجُ بعدَ ثَمَرٍ، أو نَباتُ وَرَقٍ دونَ ورَق، وشيءٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بعدما يَسْوَدُّ العِنَبُ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وهو غَضٌّ أخْضَرُ ثم يُدْرِك، وكذلك هو من سائِرِ الثَّمَرِ، أو أنْ يأتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَديدٍ،
وـ: أنْ يُناظِرَ الرجُلُ الرجُلَ، فإذا غابَ عن أهْلِهِ خالَفَهُ إليهم، والدَّوابُّ التي تَخْتَلِفُ، وما يَبْقَى بين الأَسْنانِ من الطَّعامِ، والهَيْضَةُ، ووَقْتٌ بعدَ وقْتٍ، ونَبْتٌ يَنْبُتُ بعدَ نَبْتٍ، أو يَنْبُتُ من غيرِ مَطَرٍ، بَلْ بِبَرْدِ آخِرِ اللَّيْلِ، والقوْمُ المُخْتَلِفونَ، والمُخالَفَةُ، ويُضَمُّ، وله ولَدَانِ، أو عَبْدانِ،
أو أمَتانِ خِلْفَتانِ وخِلْفَانِ: إذا كان أحَدُهُما طَويلاً والآخَرُ قَصيراً، أو أحَدُهُما أبيضَ والآخَرُ أسْوَدَ، ج: أخلافٌ وخِلَفَةٌ.
وكلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمعا فَهُما: خِلْفَةٌ.
وخِلْفَةُ الإِبِلِ: أن يُورِدَها بالعَشِيِّ بعدَما يَذْهَبُ الناسُ.
ومن أيْنَ خِلْفَتُكُمْ: من أيْنَ تَسْتَقُونَ.
وأخَذَتْهُ خِلْفَةٌ: كثُرَ تَرَدُّدُهُ إلى المُتَوَضَّأ، وبالضم: العَيْبُ، والحُمْقُ،
كالخَلافَةِ، كَسَحابَةٍ، والعَتَهُ، والخِلافُ،
وـ من الطَّعامِ: آخِرُ طَعْمِهِ، وبالفتح (وكصُرَدٍ) : ذَهابُ شَهْوَةِ الطَّعامِ من المَرَضِ،
ومَصْدَرُ خَلَفَ القَميصَ: إذا أخْرَجَ بالِيَهُ ولَفَقَهُ.
والمِخْلافُ: الرجُلُ الكثيرُ الإِخْلافِ، والكُورَةُ، ومنه: مَخاليفُ اليمنِ.
ورجُلٌ خالِفَةٌ: كثيرُ الخِلافِ،
وما أدْري أيُّ خالِفَةٍ هو، مَصْروفَةً ومَمْنوعَةً،
وأيُّ الخَوالِفِ هو، وأيُّ خافِيَةٍ، أيْ: أيُّ الناسِ.
وهو خالِفَةُ أهْلِ بَيْتِهِ،
وخالِفُهُم: غيرُ نجيبٍ لا خَيْرَ فيه.
والخَوالِفُ: النساءُ، قال الله تعالى: {مع الخَوالِفِ} ، والأراضي التي لا تُنْبِتُ إلا في آخِرِ الأرَضِينَ.
والخالِفَةُ: الأحمقُ،
كالخالِفِ، والأمَّةُ الباقِيَةُ بعدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ، وعَمُودٌ من أعْمِدَــةِ البيتِ في مُؤَخَّرِه.
والخالِفُ: السِّقاءُ،
كالمُسْتَخْلِفِ، والنَّبِيذُ الفاسدُ، والذي يَقْعُدُ بعدَكَ، قال الله تعالى: {مع الخالِفِينَ} .
والخِلِّيفَى، بكسر الخاءِ واللامِ المُشَدَّدَةِ: الخِلافةُ. وكأَميرٍ: الطريقُ بين الجَبَلَيْنِ، أو الوادي بينهما، ومنه: ذِيخُ الخَلِيفِ، أو مَدْفَعُ الماءِ، والطريقُ في الجبلِ أيّاً كانَ، أو الطريقُ فقطْ، والسَّهْمُ الحديدُ الطَّريرُ، والثوبُ يُشَقُّ وسَطُهُ فَيُوصَلُ طَرَفاهُ، والناقةُ في اليومِ الثاني من نِتاجِها، يقالُ: رَكِبها يومَ خَليفِها، واللَّبَنُ بعدَ اللِّبَأِ، جمعُ الكلِّ: ككُتُبٍ،
وـ: جبلٌ،
وة بين مكةَ واليَمنِ، والمَرْأةُ التي أسْبَلَتْ شَعَرَها خَلْفَهَا.
وخَليفَا الناقَةِ: ما تَحْتَ إبْطَيْها، لا إبْطاها، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ.
والخَليفَةُ: جَبَلٌ مُشْرِفٌ على أجْيادٍ الكَبِيرِ، وبِلا لامٍ: ابنُ عَدِيٍّ الأنْصارِيُّ الصَّحابِيُّ، أو هو عَليفَةُ، وابنُ كَعْبٍ، وابنُ حُصَيْنٍ، وأبو خَليفَةَ، وابنُ خَيَّاطٍ البَصْرِيُّ، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَةَ: مُحَدِّثونَ.
والخَليفَةُ: السُّلْطانُ الأعْظَمُ، ويُؤَنَّثُ،
كالخَلِيفِ، ج: خَلائِفُ وخُلَفاءُ.
وخَلَفَهُ خِلافَةً: كان خَليفَتَهُ، وبَقِيَ بَعْدَهُ،
وـ فَمُ الصَّائِمِ خُلوفاً وخُلوفةً: تَغَيَّرَتْ رائحَتُهُ،
كأَخْلَفَ، ومنه: نَوْمَةُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ للفَمِ،
وـ اللَّبَنُ، والطعامُ: تَغَيَّرَ طَعْمُهُ أو رائحَتُهُ،
كأَخْلَفَ،
وـ فلانٌ: فَسَدَ،
وـ: صَعِدَ الجبلَ،
وـ فلاناً: أخَذَه من خَلْفِه،
وـ الله تعالى عليك، أي: كان خَليفَةَ من فَقَدْتَهُ عليك،
وـ بَيْتَهُ: جَعَلَ له عَمُوداً في مُؤَخَّرِه،
وـ أباهُ: صارَ خَلْفَهُ أو مكانَه،
وـ مكانَ أبيهِ خِلافَةً: صارَ فيه دونَ غيره،
وـ الفاكِهَةُ بعضُها بعضاً: صارَتْ خَلَفاً من الأولَى،
وـ رَبَّهُ في أهْلِهِ خِلافَةً: كانَ خَليفةً عليهم،
ط وـ فُوهُ خُلوفاً وخُلوفةً ط، (بضمهما: تَغَيَّرَ) ،
وـ الثوبَ: أصْلَحَهُ،
كأَخْلَفَ، فيهما،
وـ لأِهْلِهِ: اسْتَقَى ماءً،
كاسْتَخْلَفَ وأخْلَفَ،
وـ النَّبيذُ: فَسَدَ،
ويقالُ لمَنْ هَلَكَ له ما لا يُعْتاضُ منه، كالأبِ والأمِّ: خَلَفَ الله عليك، أي: كان عليك خَليفةً، وخَلَفَ الله تعالى عليك خَيْراً، أو بخَيْرٍ، وأخْلَفَ عليك، ولَكَ، خَيْراً، ولِمَنْ هَلَكَ له ما يُعْتاضُ منه: أخْلَفَ الله لَكَ، وعليك، وخَلَفَ الله لَكَ، أَو يَجُوزُ: خَلَفَ الله عليك في المالِ ونحوِهِ، ويَجُوزُ في مُضارِعِهِ: يَخْلَفُ، كَيَمْنَعُ، نادرٌ.
وخَلَفَ عن أصحابِه: تَخَلَّفَ،
وـ فلانٌ خَلافةً، كصَدارَةٍ وصُدُورٍ: حَمُقَ، فهو خالِفٌ وخالِفةٌ،
وـ عن خُلُقِ أَبِيهِ: تَغَيَّرَ عَنه،
وـ فلاناً: صارَ خَليفَتَهُ في أَهْلِهِ.
وخَلِفَ البعيرُ، كفرِحَ: مالَ على شِقٍّ، فهو أَخْلَفُ،
وـ الناقةُ: حَمَلَتْ.
والخِلافُ، ككتابٍ، وشَدَّه لَحْنٌ: صِنْفٌ من الصَّفْصافِ، وليس به، سُمِّيَ خِلافاً لأنّ السَّيْلَ يَجِيءُ به سَبْياً، فَيَنْبُتُ من خِلافِ أَصْلِهِ، ومَوْضِعُه: مَخْلَفَةٌ.
ورجلٌ خِلِّيفةٌ، كبِطِّيخَةٍ،
وخِلَفْنَةٌ، كرِبَحْلَةٍ،
وخِلَفْناةٌ، ونُونُهُما زائدةٌ، وهُما للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ والجمعِ، أَي: كثيرُ الخِلافِ.
وفي خُلُقِهِ خِلَفَنَةٌ وخِلَفْنَاةٌ، أيضاً،
وخالِفٌ وخالِفَةٌ، وخِلْفَةٌ، بالكسر والضمِ: خِلافٌ. وكَمَرْحَلَةٍ: الطَّريقُ، والمَنْزِلُ،
ومَخْلَفَةُ مِنًى: حيثُ يَنْزِلُ الناسُ. وكمَقْعَدٍ: طُرُقُ الناسِ بِمِنًى حيثُ يَمُرُّونَ.
ورجُلٌ خُلْفُفٌ، كقُنْفُذٍ: أَحْمَقُ، وهي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ.
وأُمُّ الخُلْفُفِ، كقُنْفُذٍ وجُنْدَبٍ: الداهِيَةُ، أَو العُظْمَى.
وأَخْلَفَهُ الوَعْدَ: قال ولم يَفْعَلْهُ،
وـ فلاناً: وجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً،
وـ النُّجومُ: أَمْحَلَتْ فلم يكن فيها مَطَرٌ،
وـ فلانٌ لِنَفْسِه: إذا ذَهَبَ له شيءٌ فَجَعَلَ مَكانَهُ آخَرَ،
وـ النَّباتُ: أَخْرَجَ الخِلْفَةَ،
وـ: أَهْوَى بِيَدِهِ إلى السَّيْفِ لِيَسُلَّهُ،
وـ عن البَعيرِ: حَوَّلَ حَقَبَهُ، فجعَلَهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيْهِ، وذلك إذا أَصابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ فاحْتَبَسَ بَوْلُه،
وـ فلاناً: رَدَّهُ إلى خَلْفِهِ،
وـ الله تعالى عليك: رَدَّ عليك ما ذَهَبَ،
وـ الطائِرُ: خَرَجَ له رِيشٌ بعدَ رِيشِهِ الأوّلِ،
وـ الغُلامُ: راهَقَ الحُلُمَ،
وـ الدَّواءُ فلاناً: أَضْعَفَه.
والإِخْلافُ: أَنْ تُعيدَ الفَحْلَ على النَاقَةِ إذا لم تَلْقَحْ بِمَرَّةٍ.
والمُخْلِفُ: البَعيرُ جازَ البازِلَ، وهي مُخْلِفٌ ومخْلِفَةٌ،
أَو المُخْلِفَةُ: الناقَةُ ظَهَرَ لهم أَنها لَقِحَتْ ثم لم تكن كذلك.
وخَلَّفُوا أَثْقالَهُم تَخْليفاً: خَلَّوْهُ وراءَ ظُهُورِهِم،
وـ بناقَتِه: صَرَّ منها خِلْفاً واحِداً،
وـ فلاناً: جَعَلَهُ خَليفَتَهُ،
كاسْتَخْلَفَه.
والخِلافُ: المُخالَفَةُ، وكُمُّ القَميصِ.
وهو يُخالِفُ فُلانَةَ، أَي: يأتيها إذا غابَ زَوْجُها.
وخالَفَها إلى مَوْضِعٍ آخَرَ: لازمَهَا.
وَتَخَلَّفَ: تأخَّرَ.
واخْتَلَفَ: ضِدُّ اتَّفَقَ،
وـ فلاناً: كانَ خَليفَتَهُ،
وـ إلى الخَلاءِ: صارَ به إسْهالٌ،
وـ صاحبَهُ: باصَرَه، فإذا غابَ دَخَلَ على زَوْجَتِهِ.

مرمر

[مرمر] نه: فيه: كان "مرمرة"، هي واحد المرمر، وهو نوع من الرخام صلب.
(مرمر)
فلَان غضب وَالْمَاء جعله يمر على وَجه الأَرْض
مرمر
مَرْمَر [جمع]: (جو) صخر رخاميّ جيريّ متحوِّل يتركَّب من بلّورات الكلسيت، يُستعمل في البناء للزِّينة، وفي صنع التماثيل ونحوها "صنع تمثالاً من المرمر- زيَّن أعمدةَ المنزل بالمرمر". 

مرمر


مَرْمَرَ
a. Was angry; murmured, grumbled.
b. Let flow.
c. [ coll. ], Was bitter.
d. [ coll. ], Embittered;
exasperated.
تَمَرْمَرَa. Moved; quivered, shook.
b. see I (a)
مَرْمَاْرa. see 51 (b) (c).
مَرْمَرa. Marble; alabaster.
b. Juicy pomegranate.
c. Soft-fleshed, flabby.

مُرَامِر مُرْمُوْر مُرْمُوْرَة
a. see 51 (c)
مَرْمَرِيْت
a. Misfortune.
مرمر: مرمر: تمتم، همس، همهم، تذمر (بوشر، هلو).
مرمر: هي عند فوك في مادة murmurare ( باللاتينية).
مرمر: عذب (بوشر).
مرمر: أثار، احنق، غاط (بوشر). مرمر: في محيط المحيط (والعامة تقول مرمر الشيء، أي صار مرا).
مرمر: جعله مرا (هلو).
تمرمر: تمتم، همس، همهم، تذمر (فوك).
تمرمر: تذمر (بوشر). همهمة بين الأسنان، زمجرة (باين سميث 1515).
تمرمر: تذمر الإنسان حين يصيبه المزيد من الألم أو يمتلكه الكثير منه (بوشر).
تمرمر من الغيظ: تستشاط غضبا (بوشر).
تمرمر: في محيط المحيط ( .. والعامة تستعمله بمعنى تذمر وتشكى).
مرمرة: قطعة مرمر (معجم البلاذري مادة رخم) (المقري 1: 860).
مرمرة: همهمة، ضجة، ضوضاء (بوشر).

خَلف

خَلف
) خَلْفُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والصِّحاحِ، والعُبَابِ، أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ: نَقِيضُ قُدّامَ، مُؤَنَّثَةً، تكونُ اسْماً وظَرْفاً. الخَلْفُ: الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ، وَمِنْه قولُهُمْ: هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ. لِنَاسٍ لاَحِقِينَ بنَاسٍ أكْثَرَ منهمِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لِلَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ)
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَقِينَا فِي خَلْفِ سَوْءٍ: أَي بَقِيَّةِ سَوْءٍ، وَبِذَلِك فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، أَي: بَقِيَّةٌ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الخَلْفُ: الرَّدِئُ مِن الْقَوْلِ، ويُقَالُ فِي مَثَلٍ: سَكَتَ أَلْفاً، ونَطَقَ خَلْفاً أَي: سَكَتَ عَن أَلْفِ كَلِمَةٍ، ثمَّ تكلَّم بخَطَإٍ، قَالَ: وحَدَّثَنِي ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: كَانَ أَعْرَابِيٌّ مَعَ قَوْمٍ فَحَبَقَ حَبْقَةً، فتَشَوَّرَ، فأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ، وَقَالَ: إِنًّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ. الخَلْفُ: الاٍ سْتِقَاءُ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(لِزُغْبِ كَأوْلادِ الْقَطَا راثَ خَلْفُهَا ... علَى عَاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ)
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُها، فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ. الخَلْفُ: حَدُّ الْفَأْسِ، أَو رَأْسَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: أَو رَأْسُهَا، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَمِ، لأَنَّ الفَأْسِ مُؤَنَّثَةٌ. مِن المَجَازِ: الخَلْفُ مِن الناسِ: مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، يُقَال: جَاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ، ومَضَى خَلْفٌ مِن الناسِ، وجاءَ خَلْفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَهُ أَبو الدُّقَيْشِ، ونَصُّ ابنُ بَرِّيّ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما خَيْرَ فِيهِ. الخَلْفُ: الَّذِينَ ذَهَبُوا مِن الْحَيِّ يَسْتَقُونَ، وخَلَّفُوا أَثْقَالَهُم، كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، ومَن حَضَرَ مِنْهُمْ، ضِدٌّ، وهُمْ خُلُوفٌ، أَي: حُضُورٌ وغُيَّبٌ، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ اليَهُودَ قالتْ: لقد عَلِمْنَا أَنّ َ مُحَمَّدًا لم يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفاً أَي: لم يَتْرُكْهم سُدَىً، لاَ رَاعِيَ لَهُنَّ، وَلَا حَامِيَ، يُقَال: حَيٌّ خُلُوفٌ: إِذا غابَ الرِّجَالُ، وأَقَامَ النِّسَاءُ، ويُطْلَقُ على المُقِيمِينَ والظَّاعِنِينُ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ الأَثِيرِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ، لأَبِي زُبَيْدٍ:
(أًصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشَعِرّاً والْحَيُّ حيٌّ خُلُوفُ)
أَي: لم يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصَّاغَانِيُّ: صَوَابُه آلِ إِيَاسٍ وَهُوَ الرِّوايَةُ لأَنَّه يَرْثِي فَرْوَةَ بنَ إِياسِ بنِ قَبِيصَةَ. الخَلْفُ: الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ، أَو هِيَ الَّتِي بِرَأْسٍ وَاحِدٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وَفِي الصِّحاح: فأْسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ، أَي: لَهَا رَأْسَانِ. الخَلْفُ أَيضاً: رَأْسُ الْمُوسَي، والمِنْقَارُ الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الخَشَبُ. الخَلْفُ: النَّسْلُ. الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال لَهُ: ضِلَعُ الخَلْفِ، وَهُوَ) أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا، وتَكْسَرُ الخاءُ. أَي: جَمْعُ الكُلِّ: خُلُوفٌ بالضَّمِّ. الخَلْفُ: الْمِرْبَدُ، أَو الَّذِي وَرَاءَ الْبَيْتِ، وَهُوَ مَحْبِسُ الإِبِلِ، يُقال: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ، قَالَ الشاعِرُ:
(وجِيئآ مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُراً د ... وَلَا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ)
الخَلْفُ: الظَّهْرُ بِعَيْنِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمِنْه الحديثُ: لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أًسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ، فإِنَّ قُرَيْشَاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لَهَا بَابَيْنِ، والجِهَةُ الَّتِي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه، وإِذا كانَ لَهَا بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ الخَلْفُ: الْخَلَقُ مِن الْوِطَابِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. ولَبِثَ خَلْفَهُ أَي: بَعْدَهُ، وَبِه قُرِئَ قَوْلَهُ تعالَى: وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً، أَي: بَعْدَكَ، وَهِي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ، وابنِ كَثِيرٍ، وأَبي عمرٍ و، وأَبي بكرٍ، والبَاقُونَ: خِلاَفَكَ، وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ. الخِلْفُ بِالْكَسْرِ: الْمُخْتَلِفُ، كالْخِلْفَةِ، قَالَ الكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا: هما خِلْفَانِ، وخِلْفَتَانِ، قَالَ: دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهمَا أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ، والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ، أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ، والأُخْرَى خَلَقٌ. الخِلْفُ أَيضاً: اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلْفُ: الاسْمُ مِن الإِخْلافِ، وَهُوَ الاسْتِقَاء، كالْخِلْفَةِ. والخَالِفُ: المُسْتَقِي. الخِلْفُ: مَاأَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ، كالخِلْفَةِ، كَمَا سيأْتِي. الخِلْفُ: مَا وَلِيَ الْبَطْنُ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعَ، وَهِي قُصَيْراهَا وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخِلْفُ: أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ، والجَمْعُ: خُلُوفٌ وَمِنْه قوْلُ طَرَفَةَ:
(وطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدٍ)
الخِلْفُ: حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران، كَمَا فِي الصِّحاحِ الخِلْفُ: طَرَفُهُ، أَي الضَّرْع، هُوَ الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ، وَقيل: هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ، كَمَا نَقَلَهُ اللَّيْثُ، أَو هُوَ لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلْفُ فِي الخُفِّ، والظِّلْفِ، والطُّبْيُّ فِي الحافِرِ، والظُّفُرِ، وجَمْعُ الخِلْفِ: أَخْلافٌ، وخُلُوفٌ، قَالَ:
(وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ)
وَوَلَدَتِ الشَّاةُ، وَفِي اللِّسَانِ: النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ، أَي: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً، وسَنَةً أُنْثَى، وَمِنْه قَوْلُهُم: نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ، بِهَذَا المَعْنَى. وذَاتُ خِلْفَيْنِ، بكَسْرِ الخاءِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الْفَأْسِ إِذا كانتْ لَهَا رَأْسَانِ، وَقد تقدَّمَ، ج: ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ. الخَلِفُ، كَكَتِفٍ: الْمَخَاضُ، وَهِي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ، الْوَاحِدَةُ) بِهَاءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيل: جَمْعُها مَخَاضٌ، على غَيْرِ قِياسٍ، كَمَا قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ: امْرَأَةٌ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ: مَالَكِ تَرْغِينَ وَلَا تَرْغُو الخَلِفْ وَقيل: هِيَ الَّتِي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ، ثمَّ حُمِلَ عَلَيْهَا، فلَقِحَتْ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها فَهِيَ خَلِفَةٌ، حَتَّى تُعْشِرَ، ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتِ، وخَلاَئِف، وَقد خَلِفَتْ: إِذَا حَمَلَتْ وَفِي الحديثِ: ثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظامٍ.
الخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ، فَإِذَا كَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْكِنَتْ الَّلامُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ: إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ وَقد تقدَّم إِنْشَادُه فِي خَ ض ف قَرِيبا، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَنْشَدَهُوأَمَّا الخَلْفُ، سَاكِنُ الوَسَطِ، فَهُوَ الَّذِي يجِئُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَةِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ، والخَلْفُ: المُتَخَلِّفُ عَن الأَوَّلِ، هَالِكاً كَانَ أَو) حَيَّا، والخَلْفُ: الْبَاقِي بعدَ الهالكِ، والتَّابِعُ لَهُ، هُوَ فِي الأَصْلِ أَيضاً مِن خَلَفَ، يَخْلُفُ، خَلْفاً، سُمِّيَ بِهِ المُتَخَلِّفُ والْخَالِفُ، لَا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِِ، وجَمْعُهُ خُلُوفٌ، كقَرْنٍ وقُرُونٍ. قَالَ: وَيكون مَحْمُوداً ومَذْمُوماً، فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(لَنَا الْقَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ وخَلْفُنَا ... لأِوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ)
فالخَلْفُ هُنَا: هُوَ التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى، وَلَيْسَ مِن مَعْنَى الخَلْفُ هُنَا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِينَ، أَي: البَاقُونَ، وَعَلِيهِ قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ، فَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وحكَى أَبوالحَسَنِ الأَخْفَشُ، فِي خَلْفَفِ صِدْقٍ، وخَلْفَفِ سَوْءٍ، التَّحْرِيكَ والإِسْكَانَ، فقالَ: والصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أَنَّ الخَلَفَ يَجِيءُ بمَعْنَى البَدَلِ، والخِلاَفَةِ، والخَلْفُ يَجِيءُ بمعْنَى التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم. قَالَ: وشَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ: وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ قَالَ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لاخَيْرَ فِيهِ، وكِلاَهَمَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، أَعْنِي المَحْمُودَ والمَذْمُومَ، فقد صارَ علَى هَذَا لِلفِعْلِ مَعْنَيَانِ، خَلَفْتُهُ، خَلَفاً: كنتُ بَعْدَه خَلَفاً مِنْهُ وبَدَلاً، وخَلَفْتُه، خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه، واسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوَّلِ خَلِيفَةٌ، وخَلِيفٌ، ومِنَ الثَّانِ خَالِفَهٌ، وخَالِفٌ، قَالَ: وَقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى مَا بَيَّنَّاه. الخَلَفُ، بالتَّحْرِيكِ: مَا اسْتَخَلَفْتَ مِن شَيءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ، تَقول: أَعْطَاكَ اللهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لَك، وَلَا يُقَالُ: خَلْفاً، يُقَال: هُوَ مِن أَبِيهِ خَلَفٌ، أَي: بَدَلٌ، والبَدَلُ مِن كُلِّ شَئٍ خَلَفٌ مِنْهُ. وَفِي حديثٍ مَرْفُوعٍ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ القَعْنَبِيُّ: سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالكَ بنَ أَنَسٍ بِهَذَا الحديثِ. قلتُ: وَقد رُوِيَ هَذَا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِنَ الصَّحابةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَقد خَرَّجْتُه فِي جُزْءٍ لَطِيفٍ، وبَيَّنَتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ، فرَاجِعْهُ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الخَلَفُ، بالتَحْرِيكِ، والسُّكُون: كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى، إِلاّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ فِي الخَيرِ، وبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرِّ، يُقَال: خَلَفُ صِدْقٍ، وخَلْفُ سَوْءٍ، ومَعْنَاهما جَمِيعاً: القَرْنُ مِن النَّاسِ، قَالَ: والمُرَادُ فِي هَذَا الحديثِ المَفْتُوحُ، وَمن بالسَّكُونِ الحديثُ: سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ هِيَ جَمْعُ خَلْفٍ. الخَلَفُ: مَصْدَرُ الأَخْلَفِ، لِلأَعْسَرِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيق مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأَخْلَفِ)

الزَّقَبُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ، والاسْتِنَانُ: الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ. قيل: الأَخْلَفُ: اسْمُ الأَحْوَلِ، وَقيل: اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعِسِرِ، الَّذِي كَأَنَّهُ يَمْشِي علَى شِقٍّ، وَفِي الصِّحاحِ، بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُخَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ، عَن مالكٍ، وشَرِيكٍ، وَعنهُ مُسْلِمٌ، وأَبو دَاوُدَ، مَاتَ سنة. خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبو عيسَى الوَاسِطِيُّ كُرْدُوس، عَن يَزِيدَ، ورَوْحٍ، وَعنهُ ابنُ مَاجَة. وأَما خَلَفُ بنُ محمّد الخَيّامُ البُخَارِيُّ، فإِنَّهُ مَشْهُورٌ، كَانَ فِي المائِةِ الرَّابِعَةِ، قَالَ أَبو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ: خَلَطَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّا، رَوَى مُتَوناً لم تُعْرَفْ. خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ، عَن عامرٍ الأَحْوَلِ، وَعنهُ حَرَمِيُّ بن عُمارَةَ: مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الكُوفِيُّ العابدُ. وأَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِيُّ. وخَلَفُ بنُ عُثْمَانَ الخُزَاعِيُّ هؤلاءِ الثلاثةُ ذَكَرَهم ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقاتِ. وخَلَفُ بنُ رَاشِدٍ، وخَلَفُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وخَلَفُ بنُ عَمْرو مَجَاهِيلُ. وخَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ، وخَلَفُ بن المُبَارَكِ، وخَلَفُ بن يَحْيى الخُرَاسَانِيُّ، قَاضِي الرَّيِّ، قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ، وخَلَفُ بنُ ياسِين هؤلاءِ تُكُلِّمَ فيهم واخْتُلِفَ. ومحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ. وأَبُو خَلَفٍ: تَابِعِيَّانِ، أَحدُهما اسْمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَى البَصْرِيُّ، نَزِيلُ المَوْصِلِ، رَوَى عَن أنَسٍ، وَعنهُ مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ السّلامِيّ، قَالَهُ المِزِّيُّ، ونَقَلَ الذَّهَبِيُّ عَن يحيى أَنَّه كَذَّابٌ. وأَبُو خَلَفٍ: رجلٌ آخَرُ، رَوَى عَن)
الشَّعْبِيِّ، وآخَرُ رَوَى عَنهُ عِيسَى ابنُ يُونُسَ. وأَبو خَلَفٍ: مُوسَى بنُ خَلَفٍ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ، رَوَى عَن قَتَادَةَ، وَعنهُ ابنُه خَلَفٌ. وخُلُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ: ة، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَخْلَفُ: الأَحْمَقُ. قيل: السَّيْلُ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ فِي شرح الدِّيوَان: والأَخْلَفُ: بعضُهُم يَقُول: إِنَّه نَهْرٌ، أَي: فِي قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي سبَق ذِكْرُه. الأخْلَفُ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ: الأخْلَفُ: الْقَلِيلُ الْعَقْلِ كالخُلْفُفِ، بِالضَّمِّ، كَمَا سيأْتي، وَهُوَ خُلْفُفٌ، وخُلْفُفَةٌ. والْخُلْفُ، بِالضَّمِّ: الاسْمُ مِن الإِخْلاَفِ، وَهُوَ فِي المُسْتَقْبَلِ كالْكَذِبِ فِي الْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، والجَوْهَرِيُّ، يُقَال: أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ، وَهُوَ أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ أَغْلَبِيٌّ، وإِلاّ فَفِي التَّنْزِيل: ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، وَقيل أعَمّ، لأَنَّه فِيمَا عُبِّرَ عَنهُ بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ، وَقيل: الخُلْفُ، بالضَّمِّ: القَوْلُ الباطلُ، ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ، ولعلَّه ممَّا فِيهِ لُغَتَانِ. انْتهى.
والخَلْفُ الَّذِي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ لم يَنْقُلُوا فِيهِ إِلاَّ الفتحَ فَقَط، وأَمّا الَّذِي بالضَّمِّ فَلَيْسَ إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ، أَو المُخَالَفَةِ، واللَّغَةُ لَا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ. أَو هُوَ أَي: الإخْلافُ أَن لَا تَفِيَ بالعَهْدِ، وأَنْ تَعِدَ عِدَةً وَلَا تُنْجِزَهَا، قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، يُقَال: رَجُلٌ مُخْلِفٌ، أَي: كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ، فَلَا يَجِدُ مَا طَلَبَ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والخُلْفُ: اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ، قَالَ غيرُه: أَصْلُ الخُلْفِ: الخُلُفُ، بضَمَّتَيْنِ، ثمَّ خُفِّفَ، وَفِي الحديثِ: إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، أَي: لم يَفِ بعَهْدِهِ، وَلم يَصْدُقْ. الخُلْفُ أَيضاً: جَمْعُ الْخَلِيفِ، كأَمِيرٍ، فِي مَعَانِيهِ الَّتِي تُذْكَرُ بَعْدُ. وكَزُبَيْرٍ، خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ، مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ، يَرْوِي عَن ابنِ سِيرِين، وَعنهُ سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ، وحَمَّادُ بن زَيْدٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ.
والْخِلْفَةُ، بِالْكَسْرِ: الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ، أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ، أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي: التَّرَدُّدِ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: هَذَا خَلَفٌ مِن هَذَا، أَي عِوَضٌ مِنْهُ وبَدَلٌ، أَو هَذَا يَأْتِي خَلْفَ هَذَا أَي فِي أَثَرِهِ، أَو مَعْنَاهُ، أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى: خِلْفَةً: مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ، وَفِي اللِّسَانِ: عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، وبِالْعِكْسِ، فَجَعَلَ هَذَا خَلَفاً مِن هَذَا، قَالَهُ الفَرَّاءُ. والْخِلْفَةُ أَيضاً: الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ. الخِلْفَةُ: مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي، وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلفَةُ: مَا نَبَتَ فِي الصَّيْفِ، قَالَ ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً:
(تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُ ... تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَافِي عَيْشِهِ رَتَبُ)

وزَرْعُ الْحُبُوبِ خِلْفَةً، وَذَلِكَ بعدَ إِدْرَاكِ الأَوَّلِ، لأَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ والشَّعِيرِ، والخِلْفَةُ: اخْتِلاَفُ الْوُحُوِش مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى، أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ: (بِهَا الْعَيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً ... وأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ فِي كُلِّ مَجْثَمِ)
أَي: تَذْهَبُ هَذِه، وتَجِيءُ هَذِه. الخِلْفَةُ: مَاعُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ، قَالَ: كماعُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ الخِلْفَةُ: الرَّيِّحَةُ، وَهُوَ مَايَتَفَطَّرُ عَنْهُ الشَّجَرُ فِي أَوَّلِ الْبَرْدِ، وَهُوَ من الصُّفْرِيَّةِ. أَو الخِلْفَةُ: ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ كَثِيرٍ، وَقد أَخْلَفَ الثَّمَرُ: إِذا خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ بعدَ شَيْءٍ. أَو الخِلْفَةُ: نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ، وَقد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إِخْلافاً، وَفِي النِّهَايَةِ: هوالوَرَقُ الأَوَّلِ فِي الصَّيْفِ. وشَئٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ العِنَبُ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وَهُوَ غَضٌّ أَخْضَرُ، ثُمَّ يُدْرِكُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِن سَائِرِ التَّمَرِ أَو أَنْ يَأْتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ. الخِلْفَةُ: أَنْ يُنَاظِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِها: يُنَاصِرُ، من النَّصْرِ، وَهَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ المُصَنِّفِ، والصَّوَابُ: أَن يُبَاصِرُ، مِن البَصَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، والجَمْهَرَةِ، فَإِذاغَابَ عَن أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ، يُقَال: يَخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلانٍ، أَي: يَأْتِيها إِذا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ، والاسْمُ الخِلْفَةُ، بالكَسْرِ، وَذَلِكَ أَنْ يُبَاصِرَه، حَتّى إِذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عَلَيْهِ، فَتلك الخِلْفَةُ. الخِلْفَةُ: الدَّوَابُّ الَّتِي تَخْتَلِفُ فِي أَلْوَانِهَا، وهَيْئَتِهَا، وَبِه فُسِّرَ أَيَضاً قَوْلُ زُهَيْرٍ السَّابِقُ،مِخْلافٌ: كَثِيرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ. المِخْلاَفُ: الْكُورَةُ يُقْدِمُ عَلَيْهَا الإنْسَانُ، كَذَا فِي المُحْكَم، ومِنْهُ مَخَالِيفُ الْيَمَنِ أَي: كُوَرُهَا، وَفِي حديثِ مُعَاذٍ: مَنْ تَخلَّفَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فَعُشْرُهُ وصَدَقَتُهُ إِلَى مِخلافِه الأَوَّلِ، إِذا حَالَ عَلَيْه الْحَوْلُ. وقالأَبو عمرٍ و: ويُقالُ: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَى مَخَالِيفِ الطَّائِفِ، وَهِي الأَطْرَافُ، والنَّوَاحِي، وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةً: فِي كُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ، بمَكَّةَ، والمَدِينةِ، والبَصْرَةِ، والكُوفَةِ، وكَنَّا نَلْقَى بنِ نُمَيْرٍ وَنحن فِي مِخْلافِ المَدِينَةِ، وهم فِي مِخْلافِ اليَمَامَةِ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: المِخْلاَفُ: البَنْكَرْدُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: فُلانٌ مِن مِخْلافِ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ عِنْدَ اليَمَنِ كَالرُّسْتَاقِ، والجَمْعُ: مَخَالِيفُ، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المَخَالِيفُ لأَهْلِ الْيَمْنِ كالأَجْنَادِ لأَهْلِ الشَّامِ، والكُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ، والرَّسَاتِيق لأَهْلِ الْجِبَالِ، والطَّسَاسِيجِ لأَهْلِ الأَهْوَازِ. هَذَا مانَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، قَالَ ياقُوتُ: تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ المُتَقَدِّمِ، قلتُ: وَهَذَا كَمَا ذكرْنا بالْعَادَةِ والإِلْفِ، إِذا)
انْتَقَلَ اليَمَانيُّ إِلَى هَذِه النَّوَاحِي سَمَّى الكُورَةَ بِمَا أَلِفَهُ مِنْ لُغَةِ قَوْمِهِ، وَفِي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هِيَ لُغَةُ أَهْلِ اليَمَنِ خَاصَّةً، وَقَالَ أَيضاً بعدَما نَقَلَ كلامَ اللَّيْثِ: ومَا عَدَاهُ كَمَا تقدَّم ذِكْرُه، قلتُ: هَذَا الَّذِي بَلَغْنِي فِيهِ، وَلم أَسْمَعْ فِي اشْتِقَاقِهِ شَيْئَاً، وَعِنْدِي فِيهِ مَا أَذْكُرُهُ، وَهُوَ أَنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ اليَمَنِ مَسْكَناً، وكَثُرُوا فِيهِ، وَلم يَسَعْهُمْ المُقَامُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، أَجْمَعُوا رَأْيَهُمٍ عَلَى أَنْ يَسِيرُوا فِي نَوَاحِي الْيَمَنِ، فيَخْتَارُ كُلُّ بَنِي أَبٍ مَوْضِعاً يَعْمُرُونَهُ ويَسْكُنُونَه، فكانُواومِخْلاَفِ يَام، فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ، ورَتَّبْتُه أَنا على حُرُوفِ المُعْجَمِ كَمَا تَرَى. وفَاتَهُ: ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن المَخَالِيفِ، كمِخْلافِ أَصابَ، ومخلاف رَيْمَةَ، ومِخْلاَفِ عَبْسٍ، ومِخْلاَفِ الحَيَّةِ، ومِخْلاَفِ السلفية، ومِخْلاَفِ كبورة، ومِخْلافِ يَعْفَرُ، وغَيْرِها ممَّا يَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ واسْتِقْصَاءٍ، واللهُ المُوَفِّقُ لَا رَبَّ غَيْرُه، وَلَا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُه. ورَجُلٌ خَالِفَةٌ: أَي كَثِيرُ الْخِلاَفِ، والشِّقَاقِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِنِّي لأَحْسَبُك خَالِفَةَ بَنِي عَدِىٍّ، هَل تَرَى أَحَداً يَصْنَعُ مِنْ قَوْمِكَ مَا تَصْنَعُ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَيْدِ بن عَمْرٍ وأَبي سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ. يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ هُوَ، وأَيُّ خَالِفَةَ هُوَ، مَصْرُوفَةً ومَمْنُوعَةً، أَي: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ غيرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِيثِ والتَّعْرِيفِ، أَلاَ تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ. انْتَهَى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَالِفَةُ: النَّاسُ، فأَدْخَلَ عَلَيْهِ الأَلِفَ والَّلامَ.)
وَقَالَ غيرُه: يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هُوَ. يُقَال أَيضاً: مَا أَدْرِي أَي خَالِفَةَ هُوَ، وأَيّ خَافِيَةٍ هُوَ، فَلم يُجْرِهما أَيْ: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، وإِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ المَعْرِفَةُ، لأَنَّه وإِنْ كَانَ وَاحِداً فَهُوَ فِي مَوْضِعِ جَماعةٍ، يُرِيد: أَيُّ الناسِ هُوَ، كَمَا يُقَال: أَي تَمِيمٍ هُوَ وأَيُّ أَسَدٍ هُوَ، وَبِهَذَا سَقَطَ مَا أَوْرَدَهوالْخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ، القَلِيلُ العَقْلِ، والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَالْخَالِفِ وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، ويُقَال أَيضاً: امْرَأَة خَالِفَةٌ، وَهِي الحَمْقَاءُ. الخَالِفَةُ: الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الخَالِفَةُ: عَمُودٌ مِن أَعْمِدَــةِ الْبَيْتِ، كَذَا فِي الصِّحاح، قيل: فِي مُؤَخِّرِهِ، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَالِفَةُ: آخِرُ البَيْتِ، يُقَال: بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ، والخَوَالِفُ: زَوَايَا البَيْتِ، وَهُوَ مِن ذَلِك، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَالِفَهُ البيتِ: تحتَ الأطْنَابِ فِي الكِسْرِ، وَهِي الخَصَاصَةُ أَيضاً، وَهِي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ: مَا خِفْتُ حتَّى هَتَّكُوا الْخَوَالِفَا والْخَالِفُ: السِّقَاءُ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: المُسْتَقِي، كَمَا هُوَ بَعَيْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ،)
ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والعُبَابُ أَيضاً هَكَذَا، كَالْمُسْتَخْلِفِ، وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْقَطَا:
(ومُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ)

(صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍ ... صَرًى لَيْسَ مِنْ أَعْطَانِهِ غَيْرَ حَائِلِ)
والنَّبِيذُ الفَاسِدُ. الخَالِفُ: الَّذِي يَقْعُدُ بَعْدَكَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: مَعَ الْخَالِفِينَ هَكَذَا فَسَّرَهُ اليَزِيدِيُّ.
والْخِلِّيفَي، بِكَسْرِ الْخَاءِ والَّلامِ الْمُشَدَّدَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الأَوْزَانِ الَّتِي يَزِنُ بهَا مَا يَأْتِي علَى لَفْظِهَا، وَلذَا احْتَاجَ إِلَى ضَبْطِهِ تَصْرِيحاً: الْخِلاَفَةُ، قَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن حَوَاشِي دِيبَاجَةِ المُطَوَّلِ للفَنَارِيِّ: إِن الخِلِّيفَي مُبَالَغَةٌ فِي الخِلاَفَةِ، لَا نَفْسُها، كَمَا يُتَوَهَّم مِن كَلامِ الصِّحاحِ. انْتهى. قلتُ: وَقد وَرَدَ ذَلِك فِي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَو أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَي لأَذَّنْتُ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: كأَنَّهُ أَرادَ بالخِلِّيفَ كَثْرَةَ جَهْدِهِ فِي ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَةِ، وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها، فإِنَّ هَذَا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ يَدُلُّ عَلَى معنَى الْكَثْرَةِ. الخَلِيفُ، كَأَمِيرٍ: الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعرِ وَهُوَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيِّ:
(فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهِ قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا)
جَزَمْتُ: مَلأْتُ، وأَطْرِقَةً: جَمْعُ طَرِيقٍ. الخَلِيفُ: الْوَادِي بَيْنَهُمَا، وَهُوَ فَرْجٌ بَين قُنَّتَيْنِ، مُتَدَانٍ قَلِيلُ العَرْضِ والطُّولِ، قَالَ: خَلِيف بَيْنَ قُنَّةِ أَبْرَقِ ومِنْهُ قَوْلُهُم: ذِيخُ الْخَلِيفِ، كَمَا يُقَال: ذِئْبُ غَضًى، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعِرِ، وَهُوَ كُثَيِّرٌ، يَصِف نَاقَتَهُ:
(وذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ ... أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصّاغَانِيُّ: بذِفْرَى وأَوَّلُهُ:
(تُوَالِي الزِّمَامَ إِذا مَا دَنَتْ ... رَكَائِبُهَا واخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثَا)
ويُرْوَى: ذِيخِ الرَّفِيضِ وَهُوَ قِطْعَةٌ مِن الجَبَلِ. الخَلِيفُ: مَدْفَعُ الْمَاءِ بَين الجَبَلَيْنِ، وَقيل: مَدْفَعُه بينَ الوَادِيَيْنِ، وإِنَّمَا ينْتَهِي المَدْفَعُ إِلى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ. قيل: الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ أَيّاً كَانَ، قَالَه السُّكَّرِيُّ، أَو وَرَاءَ الجَبَلِ، أَو وَرَاءَ الوَادِي، وبكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ. الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فَقَط، جَمْعُ ذَلِك كُلِّه: خُلُفٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: فِي خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا)
الخَلِيفُ: السَّهْمُ الْحَدِيدُ، مِثْلُ الطَّرِيرِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بنِ عَجْلانَ الهُذَلِيِّ:
(ولَحَفْتُه مِنْهَا خَلِيفاً نَصْلُهُ ... حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بمِنْزَعِ)
ووَقَعَ فِي اللِّسَانِ لِسَاِعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ، وَهُوَ غَلَطٌ، ثمَّ الَّذِي قَالَُ السُّكَّرِيُّ فِي شَرْحِ هَذَا البيتِ، وضَبَطَهُ حَلِيفاً هَكَذَا بالحاءِ المُهْمَلَةِ، وفَسَّرَه بالنَّصْلِ الحَادِّ، ولَحَفْتُه: جَعَلْتُه لَهُ لِحَافَاً. قلتُ: وَهَذَا هُوَ الأَشْبَهُ، وَقد تقدَّم الحَلِيفُ بمَعْنَى النَّصْلِ فِي مَوْضِعِهِ. الخَلِيفُ: الثَّوْبُ يُشَقُّ وَسَطُهُ، فيُخْرَجُ البَالِي مِنْهُ، فيُوصَلُ طَرَفَاهُ ويُلْفَقُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَقد خَلَفَ ثَوْبَهُ، يَخْلُفُه، خَلْفاً، المَصْدَرُ عَن كُرَاعٍ. خِلِيفُ الْعَائِذِ: هِيَ النَّاقَةُ فِي اليَّوْمِ الثَّانِي مِن نِتَاجِهَا، وَمِنْه يُقَالُ: رَكِبَهَا يَوْمَ خَلِيفِها.
قَالَ أَبو عمرٍ و: الخَلِيفُ اللَّبَنُ بَعْدَ اللِّبَإِ، يُقَال: ائْتِنَابلَبَنِ نَاقَتِكَ يومَ خَلِيفِها، أَي: بعدَ انْقِطاعِ لَبَنِهَا، أَي: الحَلْبَةُ الَّتِي بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ. جَمْعُ الْكُلِّ خُلُفٌ، كَكُتُبٍ ومَرَّ لَهُ قَرِيبا أَن الخُلُفَ، بالضَّمِّ، جَمْعُ الخَلِيفِ فِي مَعَانِيهِ، وكلاهُما صَحِيحٌ، كرُسُلٍ ورُسْلٌ، يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ، غيرَ أَنَّ تَفْرِيْقَهُ إِيَّاهُما فِي مَوْضِعَيْنِ مِمَّا يُشَتِّتُ الذِّهْنَ، ويُعَدُّ مِن سُوءِ التَّصْنِيفِ عندَ أَهْلِ الفَنِّ. الخَلِيفُ: جَبَلٌ، وَفِي العُبَابِ: شِعْبٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي قَوْلِ عبدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ العَامِرِيِّ:
(فَكَأَنَّمَا قَتَلُوا بجارِ أَخِيهِمُ ... وَسَطَ المُلُوكِعلَى الخَلِيفِ غَزَالاَ)
وَكَذَا فِي قَوْلِ مُعَقِّرِ بنِ أَوْسِ بنِ حِمَارٍ البَارِقِيِّ:
(ونحنُ الأَيْمَنُونَ بَنُو نُمَيْرٍ ... يَسِيلُ بِنَا أَمَامَهُمُ الْخَلِيفُ)
قيل: هِيَ بَيْنَ مَكَّةَ والْيَمَنِ. الخَلِيفُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي أَسْبَلَتْ، وَفِي العُبَابِ: سَدَلَتْ شَعْرَهَا خَلْفَهَا.
وخَلِيفَا النَّاقَةِ: مَا تَحْتَ إِبِطَيْهَا، لَا إِبْطَاهَا، ووَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَة:
(كَأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِهَا ورَحَاهُمَا ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدِ صَيْدَنِ)
المَكَا: جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنَبِ ونَحْوِهِما، والرَّحَى: الكِرْكِرَةُ، والبُنَى: جَمْعُ بُنْيَةٍ، والصَّيْدَنُ هُنَا: الثَّعْلَبُ. ونَصُّ العُبَابِ مِثْلُ نَصِّ الجَوْهَرِيِّ، وَالَّذِي قَالَهُ المُصَنِّفُ أَخَذَهُ مِن قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ مَا نَصَّه: الخَلِيفُ مِن الجَسَدِ: مَا تَحْتَ الإِبْطِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: والإِبطُ غَيْرُ مَا تَحْتَهُ، ثمَّ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والخَلِيفان مِنَ الإِبِلِ: كالإِبِطَيْنِ مِن الإِنْسَانِ، فَانْظُر هَذِه العِبَارَةَ، ومَأْخَذُ الجَوْهَرِيِّ مِنْهَا صَحِيحٌ، لَا غَلَطَ فِيهِ. وَقَالَ شيخُنَا: ومِثْلُ هَذَا لَا يُعَدُّ وُهماً لأَنَّهُ نَوْعٌ مِن المَجَازِ، وَكَثِيرًا مَا تُفَسَّرُ الأَشْيَاءُ بِمَا يُجَاوِرُها بمَوْضِعِها، ونَحْوِ ذَلِك. والْخَلِيفَةُ، هَكَذَا بالَّلامِ فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: خَلِيفَة، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، واللِّسَانِ، والتَّكْمِلَةِ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ هَكَذَا)
بِلَا لاَمٍ، وَهُوَ جَبَلٌ بمكَّةَ مُشْرِفٌ علَى أَجْيَادٍ، هَكَذَا فِي اللِّسَانِ، زَادَ فِي العُبَابِ: الْكَبِيرِ، إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الأَجْيَادَ أَجْيَادَانِ الكَبِيرُ والصَّغِيرُ، وَقد صَرَّح بِهِ ياقُوتُ أَيضاً، ومَرَّ ذَلِك فِي الدَّالِ، وَلذَا يُقَال لَهما: الأَجْيَادَانِ. وبِلاَ لاَمٍ: خَلِيفَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَمْرٍ والبَيَاضِيُّ الأَنْصَارِيُّ الصَّحَابِيُّ البَدْرِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، هَكَذَا رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاق، وَقد اخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ، شَهِدَ مَعَ عليٍّ حَرْبَهُ، أَو هُوَ عَلِيفَةُ، بالعَيْنِ الْمُهْمَلِةِ، وَهَكَذَا سَمَّاهُ ابنُ هِشَامٍ. وفَاتَهُ: أَبو خَلِيفَةَ بِشْرٌ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى ابنُه خَلِيفَةُ بنُ بِشْرٍ. وابْنُ كَعْبٍ، خَلِيفَةُ بنُ حُصَيْنِ بنِ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ المِنْقَرِيّ، عِدَادُه أَهلِ الكوفَةِ، رَوَى عَن جَمَاعَةٍ من الصَّحابةِ، ورَوَى عَنهُ الأَغَرُّ. وأَبو خَلِيفَةَ، عِدَادُه فِي أَهلِ اليَمَنِ، رَوَى عَن عليٍّ، وَعنهُ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وهؤلاءِ الثَّلاثةُ تَابِعيُّون. أَبو هُبَيْرَةَ خَلِيفَةُ بنُ خَيَّاطٍ الْبَصْرِيُّ العُصْفُرِيُّ اللُّيْثِيُّ، سَمِعَ حُمَيْداً الطَّوِيلَ، وَعنهُ أَبو الوليدِ الطَّيَالِسِيُّ، مَاتَ سنة، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَة بنِ خَلِيفَةَ، أَبوه مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، وتكلَّم فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ، ووَثَّقَهُ غيرُه، والثلاثةُ الأُوَلُ كمام أَشَرٍْنَا إِليه تَابِعِيُّون، مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلِيفَةُ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمٍْ الْوَاسِطِيُّ. وخَلِيفَةُ بنُ قَيْسٍ، مَوْلَى خالدِ بنِ عُرْفُطَةَ، حَلِيفُ بني زُهْرَةَ. وخَلِيفَةُ بنُ غالِبِ، أَبو غَالبٍ اللَّيْثِيُّ، هؤلاءِ مِن أَتْبَاعِ التَّابِعين. وخَلِيفَةُ بنُ حُمَيْدٍ، عَن إِياسِ بنِ مُعَاوِيَةَ، تُكُلِّمَ فِيهِ. والْخَلِيفَةُ: السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ، يَخْلُفُ مَن قَبْلَه، ويَسُدُّ مَسَدُّهُ، وتَاؤُه للنَّقْلِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ واحِدٍ، وَفِي المِصْبَاحِ أَنها للمُبَالَغَةِ، ومِثْلُه فِي النِّهَايَةِ، قَالَ شيخُنا: وجَوَّزَ الشيخُ ابنُ حَجَرٍ المَكِّيُّ فِي فَتَاوَاهُ أَن يكونَ صِفَةً لمَوْصوفٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُه: نَفْسٌ خَلِيفَةٌ، وَفِيه نَظَرٌ، فَتَأَمَّلْ. قَالَ الجِوْهَرِيُّ: قد يُؤَنَّثُ، قَالَ شَيْخُنَا: يُرِيدُ فِي الإِسْنادِ ونَحْوِه. مُرَاعَاةً لِلَفْظِهِ، كَمَا حَكَاهُ الفَرَّاءُ، وأَنْشَدَ:
(أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلَدَتْهُ أُخْرَى ... وأَنْتَ خَلِيفَةٌ ذَاكَ الْكَمَالُ)
قلتُ: وَلَدَتْهُ أُخْرَى قَالَهُ لِتَأْنِيثِ اسْمِ الخليفةِ، والوَجْهُ أَن يكونَ: وَلَدَه آخَرُ. كالْخَلِيفِ بغَيْرِ هاءٍ، أَنْكَرَهُ غيرُ واحدٍ، وَقد حَكَاهُ أَبو حاتمٍ، وأَوْرَدَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ، وابنُ بَرِّيِ فِي الأَمَاِي، وأَنْشَدَ أَبو حاتمٍ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:
(إِنَّ مِنَ الْحَيِّ مَوْجُوداً خَلِيفَتُهُ ... ومَا خَلِيفُ أَبِي وَهْبٍ بِمَوْجُودِ)
ج: خَلاَئِفُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: جاؤُوا بِهِ علَى الأَصْلِ، مِثْل: كَرِيمَةٍ وكَرَائِمَ، قَالُوا أَيضا: خُلَفَاءُ، مِن أَجْلِ أَنَّه لَا يَقَعُ إِلاَّ علَى مُذَكَّرٍ، وَفِيه الهاءُ، جَمَعُوه علَى إِسْقاطِ الهاءِ، فصارَ مِثْلَ: ظَرِيفٍ وظُرَفَاءَ لأَنَّ فَعِيلَة بالهاءِ لَا تُجْمَعُ علَى فُعْلاَءَ، هَذَا كلامُ الجَوْهَرِيُّ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَهُوَ) نَصُّ ابنِ السِّكِّيتِ، وعَلَى قَوْلِ أَبي حاتمٍ، وابنِ عَبَّادٍ لَا يُحْتَاجُ إِلّى هَذَا التَّكَلُّفِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: جَازَ أَن يُقَالَ لِلأَئِمَّةِ: خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ،خَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلُوفاً، وخُلُوفَةً، بضَمِّهِمَا على الصَّوابِ، وَلَو أَنَّ إِطْلاقَ المُصَّنِفِ يقْتَضِي فَتْحَهُمَا، وعلَى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَكَذَا خِلْفَةً، بالكَسْرِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، وَمِنْه الحدِيثُ: لَخُلُوفُ فَمَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، قَالَ شيخُنَا: الخُلُوفُ، بالضَّمِّ، بمعنَى تَغَيُّرِ الفَمِ هُوَ المَشْهُورُ، الَّذِي صّرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، وحكَى بعضُ الفُقَهاءِ والمُحَدِّثين فَتْحَهَا، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ الدَّمِيرِيُّ فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ، وأَظُّنُّه غَلَطاً، كَمَا صرَّح بِهِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: الفَتْحُ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، واللهُ أَعلمُ، وَفِي رِوايَةِ: خِلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، وسُئِلَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عَنهُ عَن القُبْلَةِ للصَّائمِ، فَقَالَ: ومَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفِ فِيهَا كَأَخْلَفَ، لُغَةٌ فِي خَلَفَ، أَي: تَغَيَّرَ طَعْمُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومِنْهُ نَوْمَةُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ لِلْفَم، وَفِي بعضِ الأُصُولِ: نَوْمُ الضُّحَى، ومُخْلِفَةٌ، ضَبَطُوه بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِهَا، مَعَ كَسْرِ اللامِ وفَتْحِهَا، أَي تُغَيِّرَ الفَمَ. خَلَفَ اللَّبَنُ، والطَّعَامُ: إِذا تَغَيَّر طَعْمُهُ، أَو رَائِحَتُهُ كأَخْلَفَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَرَ،)
ورُوِيَ: خَلُفَ ككَرُمَ، خُلُوفاً، فيهمَا، وَقيل: خَلَفَ اللَّبَنُ خُلُوفاً: إِذا أُطِيلَ إِنْقَاعُه حَتَّى يَفْسُدَ، وَفِي الأَسَاسِ: أَي خَلَفَ طَيِّبَه تَغَيُّرُه، أَي: خلط، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَفَ الطَّعَامُ والفَمُ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَا، وَكَذَا مَا أَشْبَهَ الطَّعَامَ والْفَمَ. خَلَفَ فُلاَنٌ: فَسَدَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ: عَبْدٌ خَالِفٌ، أَي فَاسِدٌ، وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَر، ومَصْدَرُه الخَلْفُ، بالسُّكُونِ، ويجوزُ أَن يكونَ من بَاب كَرُم، فَهُوَ خَالِفٌ، كحَمُضَ، فَهُوَ حَامِضٌ.يَصِفُ صَائِداً:
(يَمْشِي بِهِنَّ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ ... كَالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْدَاماً بِأَطْمَارِ)
أَي: أَخْلَفَ مَوْضِعَ الخُلْقانِ خُلْقاناً. خَلَفَ لأَهْلِهِ خَلْفاً: اسْتَقَى مَاءً، والاسْمُ الخِلْفُ، والخِلْفَةُ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ: كَاسْتَخْلَفَ، وأَخْلَفَ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَخْلَفْتَ القَوْمَ: حَمَلْتُ إِليهِم الماءَ العَذْبَ، وهم فِي رَبِيعٍ لَيْسَ مَعَهم مَاءٌ عَذْبٌ، أَو يكونُونَ علَى مَاءٍ مِلْحٍ، وَلَا يكون الإِخْلافُ إِلاَّ فِي الرَّبِيع، وَهُوَ فِي غيرِه مُسْتَعَارٌ مِنْهُ. خَلَفَ النِّبِيذُ: فَسَدَ، فَهُوَ خَالِفٌ، وَقد تقدَّم. ويُقَالُ لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَالاَ، وَفِي الْمُحكم: مَنْ لَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، كَالأَبِ، والأُمِّ، والعَمِّ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ، أَيْ: كَانَ الله عَلَيْكَ خَلِيفَةً، وخَلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ خَيْراً أَو بِخَيْرٍ، وَفِي اللِّسَان: وبخَيْرٍ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا) دَخَلَتِ الباءُ فِي بخَيْرٍ أُسْقِطَتِ الأَلِفُ، وأَخْلَفَ اللهُ عَلَيْكَ خَيْراً، أَخْلَفَ لَكَ خَيْراً، ويُقَال، لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، أَو ذَهَبَ مِن وَلَدٍ ومَالٍ: أَخْلَفَ الله لَكَ، وأَخْلَفَ عَلَيْكَ، وخَلَفَ اللهُ لَكَ، أَو يَجُوزُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ فِي الْمَالِ ونَحْوِهِ مِمَّا يُعْتَاضُ مِنْهُ، وعبارةُ الجَوْهَرِيِّ: ويُقَال لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ، أَو وَلَدٌ، أَو شَيْءٌ يُسْتَعَاضُ: أَخْلَفَ اللهُ عليكَ، أَي: رَدَّ اللهُ عليكَ مِثْلَ مَا ذَهَبَ، فإنْ كَانَ هَلَكَ لَهُ أَخٌ أَو عَمٌّ، أَو وَالِدٌ، قُلْتَ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، بغَيْرِ أَلِفٍ، أَي كَانَ اللهُ خَلِيفَةَ والدِك، أَو مَن فَقَدْتَه عَلَيْك. انْتهى، وَقَالَ غيرُه: يُقَال: خَلَفَ اللهُ لَك خَلَفاً بخَيْرٍ، وأَخْلَف عَلَيْك خَيْراً، أَي أَبْدَلَكَ بِمَا ذَهَبَ منكَ، وعَوَّضَك عَنهُ، وَقيل: يُقَالُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، إِذا مَاتَ لَك مَيِّتٌ، أَي: كَانَ اللهُ خَلِيفةً، وَقد ذَكره المُصَنِّفُ، ويَجُوزُ فِي مُضَارِعهِ يَخْلَفُ، كَيَمْنَعُ، وَهُوَ نَادِرٌ، لأَنَّه لَا مُوجِبَ لفَتْحِهِ فِي المُضَارِع مِن غَيْرِ أَنْ يكونَ حَرْفًا حَلْقِيًّا. وخَلَفَ عَن أَصْحَابِهِ، يَخْلُفُ، بالضَّمِّ: إِذا تَخَلَّفَ: قَالَ الشَّمَّاخُ:
(تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُنَا الْمَنَايَا ... وأَخْلَفَ فِي رُبُوعِ عَنْ رُبُوعِ)
خَلَفَ فُلاَنٌ خَلاَفَةً، وخُلُوفاً، كَصَدَارَةٍ، وصُدُورٍ: حَمُقَ، وقَلَّ عَقْلُهُ، فَهُوَ خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وأَخْلَفُ، وخَلِيفٌ، وَهِي خَلْفَاءُ، والتاءُ فِي خَالِفَةٍ للمُبَالَغَةِ، وَقد تقدّم. خَلَفَ عَن خُلُقِ أَبِيهِ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَ عَنْهُ. خَلَفَ فُلاَناً، يَخْلُفُه، خَلَفاً: صَارَ خَلِيفَتَهُ فِي أَهْلِهِ، ووَلَدِهِ، وأَحْسَنَ خِلاَفَتَهُ عَنهُ فيهم. وخَلِفَ الْبَعِيرُ، كَفَرِح: مَالَ علَى شِقٍّ واحدٍ، فَهُوَ أَخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقد تقدَّم قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَارٌ. خَلِفَتِ النَّاقَةُ تَخْلَفُ، خَلَفاً: أَي حَمَلَتْ قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ. والخِلاَفُ، كَكِتَابٍ، وشَدُّهُ، أَي مَعَ فَتْحِهِ لَحْنٌ من العَوَامِّ، كَمَا فِي العُبَابِ: صِنْفٌ مِن الصَّفْصَافِ ولَيْس بِهِ، وَهُوَ بأَرْضِ العربِ كَثِيرٌ، ويُسَمَّى السَّوْجَرَ، وأَصْنَافُهُ كثيرةٌ، وكُلُّهَا خَوَّارٌ ضَعِيفٌ، وَلذَا قَالَ الأَسْوَدُ:
(كَأَنَّكَ صَقْبٌ مِن خِلاَفٍ يُرَى لَهُ ... رُوَاءٌ وتَأْتِيهِ الْخُؤُورَةُ مِنْ عَلْ)
الصَّقْبُ: عَمُودٌ مِن عُمُدِ البَيْتِ، والواحِدَة: خِلاَفَةٌ. وزَعَمُوا أَنه سُمِّيَ خِلاَفاً، لأَنَّ السَّيْلَ يَجِيءُ بِهِ سَبْياً، فَيَنْبُتُ مِن خِلاَفِ أَصْلِهِ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَهَذَا لَيْسَ بقَوِيٍّ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومَوْضِعُهُ مُخْلَفَةٌ. قَالَ: وأَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَحْمِلُ فِي سَحْقِ مِنَ الْخِفَافِ تَوَادِياً سُوِّينَ مِنْ خِلاَفِ)
فإِنَّمَا يُرِيدُ مِن شَجَرِ مُخْتَلِفٍ، وَلَيْسَ يَعْنِي الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَال لَهَا: الخِلافُ لأَنَّ ذَلِك لَا يكَاد أَن يكونَ فِي الْبَادِيَةِ. وَرَجُلٌ خِلِّيفَةٌ، كَبِطِّيخَةٍ: مُخَالِفٌ ذُو خِلْفَةٍ، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ. رجل خِلَفْنَةٌ، كَرِبَحْلَةٍ، كَمَا فِي المُحِيطِ، وخِلْفَناةٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، عَن اللِّحْيَانِيِّ، ونُونُهُمَا زَائِدَةٌ، وهُمَا لِلْمُذَكَّرِ والْمُؤَنَّثِ والْجَمْعِ، يُقَال: هَذَا رجلٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، وامرأَةٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، والقومُ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ قألَهُ اللِّحْيَانِيُّ، ونُقِلَ عَن بعضِهم فِي الْجمع: خِلَفْنَاتٌ فِي الذُّكُورِ والإِنَاثِ: أَيْ مُخَالِفٌ، كَثِيرُ الْخِلاَفِ، وَفِي خُلُقِهِ خِلَفْنَةٌ، كدِرَفْسَةٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، وخِلْفْنَاةٌ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ، ونُونُهُما زائدةٌ أَيضاً، كَذَا خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وخِلْفَةٌ، وخُلْفَةٌ، بِالْكَسْرِ والضَّمِّ: أَي خِلاَفٌ، وَقد تقدَّم عَن ابْن بُزُرْجَ أَنَّ الخُلْفَةَ فِي العَبْدِ، بِالضَّمِّ، هُوَ الحُمْقُ والعَتَهُ، وَعَن غيرِهِ: الفَسَادُ، وبَيْن خِلْفَةٍ وخِلْقَةٍ جِنَاسُ تَصْحِيفٍ. المَخْلَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: الطَّرِيقُ، فِي سَهْلٍ كانَ أَو جَبَلٍ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(تُؤَمِّلُ أَنْ تُلاَقِيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بِمَخْلَفَةٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ)
مُخْلَفَةُ بني فُلانٍ: المَنْزِلُ. ومَخْلَفةُ مِنًى: حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ، وَمِنْه قَوْلُ الهُذَلِيِّ:
(وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزًّا ... إِذَا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ الْبُيُوتُ)
قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ همَيْلٍ الهُذَلِيِّ، وَلم يُذْكَرْ شِعْرُه فِي الدِّيوانِ. المَخْلَفُ، كَمَقْعَدٍ: طُرُقُ النَّاسِ بِمِنًى حَيْثُ يَمُرُّونَ، وَهِي ثلاثُ طُرُقٍ، وَيُقَال: اطْلُبْهُ بالمَخْلَفَةِ الوُسْطَى مِن مِنًى. ورَجُلٌ خُلْفُفٌ، كَقُنْفُذٍ، وضُبِطَ فِي اللِّسَانِ مِثْل جُنْدُبٍ. أَحْمَقُ، وَهِي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ، بهاءٍ، وبِغَيرِ هاءٍ: أَي حَمْقَاءُ. وأُمُّ الخُلْفُفِ، كَقُنْفُذٍ، وَجُنْدَبٍ وعلَى الضَّبْطِ الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ: الدَّاهِيَةُ، أَو الْعُظْمَى مِنْهَا. وأَخْلَفَهُ الْوَعْدَ: قَالَ ولَمْ يَفْعَلْهُ، قَالَ اللهُ تعالَى: إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، ونَصُّ الصِّحاح: أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلُه علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ: أَخْلَفَ فُلاناً أَيْضاً: إِذا وَجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً، وأَنْشَدَ لِلأَعْشَى:
(أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا ... فَمَضَتْ وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا)
ويُرْوَى: فَمَضَى. قَالَ: كَانَ أَهلُ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: أَخْلَفَتِ النَّجُومُ، أَي: أَمْحَلَتْ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَطَرٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، وأَخْلَفَتْ عَن أَنْوَائِهَا كَذَلِك، أَي: لأَنَّهُمْ كانُوا يَعْتَقِدُونَ ويَقُولُونَ: مُطِرْنَا بنَوْءِ كَذَا وَكَذَا. ونَقَلَ شيخُنَا عَن الفَارَابِيِّ فِي ديوانِ الأَدَبِ، أَنَّ أَخْلَفَهُ من الأَضْدادِ، يَرِدُ بمعنَى: وَافَقَ مَوْعِدَهُ، قَالَ: وَهُوَ غَرِيبٌ. أَخْلَفَ فُلاَنٌ لِنَفْسِهِ، أَو لغيرِه: إِذَا كَان قد ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ، فَجَعَلَ) مَكَانَهُ آخَرَ، وَمِنْه الحديثُ: أَبْلِي وأَخْلِفِي، ثمَّ أَبْلِي وأَخْلِفِي، قَالَهُ لأُمِّ خالِدٍ حِين أَلْبَسَهَا الخَمِيصَةَ، وَتقول العَرَبُ لمَن لَبِسَ ثوبا جَدِيدا: أَبْلِ، وأَخْلِفْ، واحْمَدِ الكَاسِي. وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(أَلم تَرَ أَنَّ المالَ يخْلُفُ نَسْلُه ... ويأْتِي عَلَيْهِ حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ)

(فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا الْمَالُ عَارَةٌ ... وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُهْ)
يَقُول: اسْتَفِدْ خَلَفَ مَا أَتْلَفْتَ. أَخْلَفَ النَّبَاتُ: أَخْرَجَ الْخِلْفَةَ، وَهُوَ الَّذِي يخْرُجُ بَعْدَ الوَرَقِ الأَوَّلْ فِي الصَّيْفِ، وَفِي حديثِ جَرِيرٍ: خَيْرُ المَرْعَى الأَرَاكُ والسَّلَمُ، إِذا أَخْلَفَ كانَ لَجِيناً وَفِي حدِيثِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيِّ: حتَّى آلَ السُّلاَمَى، وأَخْلَفَ الْخُزَامَى، أَي: طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِن أُصُولِه بالمَطَرِ. أُخْلَفَ الرَّجُلُ: أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى السَّيْفِ، إِذا كَانَ مُعَلَّقًا خَلْفَهُ، لِيَسُلَّهُ وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَخْلَفَ يَدَهُ: إِذا أَرَادَ سَيْفَهُ، فأًخْلَفَ يَدَهُ إِلى الكَنَانَة، وَفِي الحَدِيثِ: إِنَّ رَجُلاً أَخْلَفَ السَّيْفَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَخْلَفَ عَن الْبَعِيرِ: إِذا حَوَّلَ حَقَبَهُ، فَجَعَلَهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيْهِ، وذلِك إِذا أَصَابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ، فاحْتَبَسَ بَوْلُهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّمَا يُقَال: أَخْلِفِ الحَقَبَ، أَي: نَحِّه عَن الثِّيلِ، وحَاذِ بِهِ الحَقَبَ، لأَنَّهُ يُقُالُ: حَقِبَ بَوْلُ الجَمَلَ، أَي: احْتَبَسَ، يَعْنِي أَنَّ الحَقَبَ وَقَعَ علَى مَبَالِهِ، ولايُقَال ذَلِك فِي النَّاقَةِ، لأَنَّ بَوْلَها مِن حَيائِها، وَلَا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحَياءِ. أَخْلَفَ فُلاناً: رَدَّهُ إِلَى خَلْفِهِ، قَالَ النَّابِغَةُ: (حتَّى إِذَا عَزَلَ التَّوَائِمَ مُقْصِرًا ... ذَاتَ الْعِشَاءِ وأَخْلَفَ الأَرْكَاحَا)
وَمِنْه حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ: جِئْتُ فِي الهَاجِرَةِ، فوجدتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُصَلِّي، فقُمْتُ عَن يَسَارِهِ، فأًخْلَفَنِي عُمَرُ، فجَعَلَنِي عَن يَمِينِهِ، فجَاءَ يَرْفَأُ، فتَأَخَّرْتُ، فصَلَّيْتُ خَلْفَهُ بحِذَاءِ يَمِينِه، يُقَال: أَخْلَفَ الرَّجُلُ يَدَهُ، أَي: رَدَّهَا إِلى خَلْفِهِ، قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ: أَي رَدَّ عَلَيْكَ مَا ذَهَبَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: تَكَفَّلَ اللهُ لِلْغَازِي أَنْ يُخْلِفَ نَفَقَتَهُ. أَخْلَفَ الطَّائِرُ: خَرَجَ لَهُ رِيشٌ بَعْدَ رِيشِهِ الأَوَّلِ، وَهُوَ مَجَازٌ، مِن أَخْلَفَ النَّبَاتُ أَخلف الْغُلاَمُ: إِذا راهَقَ الْحُلُمَ، فَهُوَ مُخْلِفٌ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ الدَّوَاءَ فُلاَناً: أَضْعَفَهُ بكَثْرَةِ التَّرَدُّدِ إِلَى الْمُتَوَضَّإِ. والإِخْلاَفُ: أَنْ تُعِيدَ الْفَحْلَ علَى النَّاقَةِ إِذَا لَمْ تَلْقَحْ بِمَرَّةٍ، وقَالُوا: أَخْلَفَتْ: إِذا حَالَتْ. والْمُخْلِفُ: الْبَعِير: الَّذِي جَازَ الْبِازِلَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: بعدَ البَازِلِ، وَلَيْسَ بَعْدَهُ سِنٌّ، ولكنْ يُقَال: مُخْلِفُ عَامٍ أَو عَامَيْنِ، وَكَذَا مَا زَادَ، والأُنْثَى بالهاءِ، وَقيل: الذَّكَرُ والأُنْثَى سَوَاءٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للجَعْدِيِّ:
(أَيِّدِ الْكَاهِلِ جَلْدٍ بَازِلٍ ... أَخْلَفَ الْبَازِلَ عَاماً أَو بَزَلْ)

قَالَ: وَكَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُول: النَّاقَةُ لَا تكونُ بَازِلاً، وَلَكِن إِذا أَتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ بَعْدَ البُزُولِ فَهِيَ بَزُولٌ،الخِلاَفُ: كُمُّ الْقَمِيصِ، يُقال: اجْعَلْهُ فِي مَتْنِ خِلاَفِكَ، أَي فِي وَسَطِ كُمِّكَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. قَوْلُهُم: هَوَ يُخَالِفُ فُلاَنَةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: إِلَى فُلانةَ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ، والعُبَابِ: أَيْ يَأْتِيهَا إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، ويَرْوَى قَوْلُ أَبِ ذُؤَيْبٍ:
(إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لَمْ يرْجُ لَسْعَهَا ... وخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوبٍ عَوَاسِلِ)
بالخَاءِ المَعْجَمَةِ، أَي جاءَ إِلى عَسَلِهَا وَهِي تَرْعَى غَائِبَةً تَسْرَحُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَالَفَهَا إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ، وحَالَفَهَا، بالحَاءِ المُهْمَلَةِ: أَي: لاَزَمَهَا وَكَانَ أَبو عَمرٍ وَيَقُول: خَالَفَهَا: أَي جاءَ مِن وَرَائِها إِلى العَسَلِ، والنَّحْلُ غَائِبَةٌ، كَذَا فِي شرح الدِّيوان، وَقيل: مَعْنَاهُ: دَخَلَ عَلَيْهَا، وأَخَذَ عَسَلَهَا وَهِي تَرْعَى، فكأَنَّه خَالَفَ هَوَاهَا بذلك، والحَاءُ خَطَأُ. وتَخَلَّفَ الرَّجُلُ عَنِ القَوْمِ: إِذا تَأَخَّرَ، وَقد خَلَّفَه وَرَاءَهُ تَخْلِيفَا. واخْتَلَفَ: ضِدُّ اتَّفَقَ، وَمِنْه الحديثُ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، أَي: إِذا تقدَّم بعضُهم علَى بَعْضٍ فِي الصُّفُوفِ تَأَثَّرَتْ قُلُوبُهُم، ونَشَأَ بَيْنَهُمْ اخْتِلاَفٌ فِي الأُلْفَةِ والْمَوَدَّةِ، وقِيل: أَرادَ بهَا تَحْوِيلَهَا إِلى الأَدْبَارِ، وَقيل: تَغَيُّرَ صُورَتَهَا إِلَى) صُورَةٍ أُخْرَى، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، كَمَا تقدَّم. اخْتَلَفَ فُلاَناً: كَانَ خَلِيفَتَهُ مِن بَعْدِهِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يَخْتَلِفُنِي، أَي يَخْلُفُنِي. اخْتَلَفَ الرَّجُلُ فِي المَشْيِ إِلى الْخَلاَءِ: إِذا صَارَ بِهِ إِسْهَالٌ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. اخْتَلَفَ صَاحِبَهُ: إِذا بَاصَرَهُ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، وسَبَقَ لَهُ قَرِيبا بالنُّونِ والظَّاءِ المًشَالَةِ، وَهُوَ غَلَطٌ، فَإِذَا غَابَ دَخَلَ علَى زَوْجَتِهِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عَن أَبِي زَيْدٍ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. وممَا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: خَلَفَ العَنْبَرَ بِهِ: خَلَطَهُ. والزَّعْفَرَانَ، والدَّوَاءَ: خَلَطَهُ بماءٍ. واخْتَلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، الأَخِيرُ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أَلْحَحْتُ علَى فُلانٍ فِي الاتِّباعِ حَتَّى اختَلَفتُهُ، أَي، جَعَلتُه خَلفِي. وخَلَّفَهم تَخلِيفاً: تَقَدَّمَهم وتَرَكَهُم وَرَاءَهُ. وخَالَفَ إِلى قَوْمٍ: أَتَاهُم مِن خَلْفهِم، أَو أظْهَرَ لَهُم خلاَفَ مَا أَضْمَرَ، فأَخَذَهُمْ على غَفْلَةٍ. وخَالَفَهُ إِلى الشَّيْءِ: عَصَاهُ إِليه، أَو قَصَدَهُ بعدَ مَا نَهَاهُ عَنهُ، وَهُوَ منْ ذلكَ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ، وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة: خَالَفَ عَنَّا عَليُّ والزُّبَيْرُ أَي: تَخَلَّفَا. وجاءَ خَلاَفَهُ، بالكَسْرِ: أَي بَعْدَه، وقُرِئَ: وإِذًا لاَ يَلْبَثُونَ خِلاَفَكَ، وَكَذَا قولُه تعالَى: بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ نَبَّهَ عليهِ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلاَفُ فِي الآيَةِ الأَخِيرَةِ بمَعْنَى المُخَالَفَةِ، وخَالَفَهُ ابنُ بَرِّيّ، فَقَالَ: خِلاَفَ فِي الآيَةِ بمَعْنَى بَعْدَ، وأَنْشَدَ للحَارِثِ بن خالدٍ المَخْزُومِيِّ:
(عَقَبَ الرَّبِيعُ خِلاَفَهُمْ فَكَأَنَّمَا ... نَشَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرَا)
قَالَ: ومِثْلَهُ لِمُزَاحِمٍ العُقَيْلِيِّ:
(وَقد يُفْرِطُ الْجَهْلَ الْفَتَى ثُمَّ يَرْعَوِي ... خِلاَفَ الصِّبَا لِلْجَاهِلِينَ حُلُومُ) قَالَ: ومِثْلُه للْبُرَيقِ الهُذَلِيِّ: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ خِلاَفَهُمْ بِسِتَّةِ أَبْيَاتِ كَمَا نَبَتَ الْعِتْرُ وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَأَصْبَحْتُ أَمْشِي فِي دِيَارَ كَأَنَّهَا ... خِلاَفَ دِيَارِ الْكَاهِلِيَّةِ عُورُ)
وأَنْشَدَ للآخَرِ:
(فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلاَفَ الذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ لأُخرَى مِثْلِهَا فَكَأّنْ قَدِ)
وأَنْشَدَ لأَوْسٍ: لَقِحْتْ بِهِ لَحْياً خِلاَفَ حِيَالِ أَي بَعْدَ حِيَالِ، وأَنشد لِمُتَمِّم:)
(وفَقْدَ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوْا فَلم أَكُنْ ... خِلاَفَهُمُ أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعَا)
ومخلفات البَلَدِ: سُلْطَانُهُ، ومِخْلاَفُ الْبَلَدِ: سُلْطَانُهُ. ورَجُلٌ مَخْلاَفٌ مِتْلاَفٌ، ومَخْلِفٌ مُتْلِفٌ، وَقد اسْتطْرَدَهُ المُصَنَّفُ فِي ت ل ف، وأَهْمَلَه هُنَا. وأَخْلَفَتِ الأَرْضُ: إِذا أَصابَها بَرَدٌ آخِرَ الصَّيْفِ، فاخْضَرَّ بَعْضُ شَجَرِهَا. واسْتَخْلَفَتْ: أَنْبَتَتِ العُشْبَ الصَّيْفِيَّ. وأَخْلَفَتِ الشَّجَرةُ: لم تُثْمِرْ، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأسَاسِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يكونَ فِي الشَّجَرِ ثَمَرٌ، فيَذْهَبُ، وَقيل: الإِخْلافُ فِي النَّخْلةِ، إِذا لم تَحْمِلْ سَنَةً، كَمَا فِي اللِّسَانِ. وبَقِيَ فِي الحَوْضِ خِلْفَةٌ مِن ماءٍ: أَي بَقِيَّةٌ. وقَعَدَ خِلاَفَ أَصْحَابِهِ: لم يخْرُجْ مَعَهم، وخَلَفَ عَنْ أَصْحابِه كذلِكَ والخَلِيفُ، كأَمِيرٍ: المُتَخَلِّفُ عَن المِيعادِ، والمُخَالِفُ لِلْعَهْدِ، وبكُلِّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَوَاعَدْنَا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْهُ ... وَلم تَشْعُرْ إِذَنْ أَنِّي خَلِيفُ)
كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوان. واسْتَخْلَفَ الرَّجُلُ: اسْتَعْذَبَ الماءَ، واخْتَلَفَ، وأَخْلَفَ: سَقاهُ، وأَخْلَفَهُ: حَمَلَ إِليه الماءَ العَذْبَ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ فِي الرَّبِيعِ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وَقد تَقَدَّم، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ المُسْتَخْلِفُونَ يَسْتَقُونَ: أَي المُتَقَدِّمونَ. والخَالِفُ: المُتَخَلِّفُ عَن القَوْمِ فِي الغَزْوِ وغيرِه، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، نَادِرٌ، وَقد تقدَّم. والخَالِفَةُ: الوَارِدُ علَى الماءِ بعدَ الصَّادِرِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ: سَأَلَ أَعْرَابِيُّ أَبا بِكِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنا الخَالِفَةُ بَعْدَهُ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِك تَوَاضُعاً، وهَضْماَ لِنَفْسِهِ. وخَلَفَ فُلانٍ: إِذا خَالَفَهُ إِلَى أَهْلِهِ. ويُقَال: إِنَّ امْرَأَةَ فُلانٍ تَخْلُفُ زَوْجَها بالنِّزاعِ إِلَى غَيْرِهِ، إِذا غابَ عَنْهَا، وَمِنْه قَوْلُ أَعْشَىَ مَازِن يَشْكُو زَوْجَتَهُ: فَخَلَفَتْنِي بِنَزَاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ ولَطَّتْ بِالذَّنَبْ قَالَ ابنُ الأُثِيرِ: وَلَو رُوِيَ بالتَّشْدِيدِ لكانَ المَعْنَى فأَخَّرَتْنِي إِلَى وَرَاء. وخَلَفَ لَهُ بالسَّيْفِ: إِذا جَاءَهُ مِن خَلْفِهِ، فضَرَبَ عُنَقَهُ. وتَخَالَفَ الأمْرانِ: لم يَتَّفِقَا، وكَلُّ مَا لم يَتَسَاوَ فقد تَخَالَفَ، واخْتَلَفَ. ونِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي عَاماً ذَكَراً وعَاماً أُنْثَى، وَبَنُو فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي شِطْرَةٌ، نِصْفٌ ذُكُورٌ، ونِصْفٌ إِناثٌ. والتَّخَاليِفُ: الأَلْوَانُ المُخْتَلِفَةُ. ورجُلٌ مَخْلُوفٌ: أَصَابَتْهُ خِلْفَةٌ، أَي: شِطْرَةٌ، ورِقَّةُ بَطْنٍ. وأَصْبَحَِ خَالِفًا: أَي ضَعِيفاً لَا يشْتَهِي الطَّعَامَ. وثَوْبٌ مَخْلوفٌ: مَلْفُوقٌ، وَقد خَلَفَهُ خَلْفاً، قَالَ الشاعرُ:)
(يُرْوِي النَّدِيمَ إِذَا انْتَشَى أَصْحَابُهُ ... أُمَّ الصَّبِيَّ وثَوْبُهُ مَخْلُوفُ)
وَقيل: المُخْلُوفُ هُنَا: المُرْهُونُ، والأَوَّلُ أَصُحُّ. واخْتَلَفَ إِليهِ اخْتِلافَةً واحِدَةً، وَهُوَ يَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ: يَتَرَدَّدُ. وَقيل: الخِلْفُ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُ الحالِبِ مِن الضَّرْعِ. ويُقَال: دَرَّتْ لَهُ أَخْلاَفُ الدَّنْيا، وَهُوَ مُجُازٌ. وأَخْلَفَ اللَّبَنُ: حَمُضَ. والْخَالِفُ: اللَّحْمُ الَّذِي تَجَدُ مِنْهُ رُوَيْحَةً، وَلَا بَأْسَ بِمَضْغِهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خَلَفٌ: إِذا اعْتَزَلَ أَهْلَهُ. وعَبْدٌ خَالِفٌ: قد اعْتَزَلَ أَهْلَ بَيْتِهِ. وخَلَفَ فُلانٌ عَن كلِّ خَيْرٍ: أَي لم يُفْلِحْ، وَفِي الأَسَاسِ: تَغَيِّرَ وفَسَدَ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وبَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قد شُقَّ عَن ثِيلِهِ مِنْ خَلْفِهِ، إِذا حَقِبَ، قَالَهُ الفَزَارِيُّ. والأخْلَفُ مِن الإِبِلِ: المَشْقُوقُ الثِّيلِ، الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ وَجَعاً. وأَخْلَفَ البَعِيرَ، كأَخْلَفَ عَنهُ. والخُلُفُ، بضَمَّتَيْن: نَقِيضُ الوَفَاءِ بالوَعْدِ، كالخُلُوفِ، بالضَّمِّ، قَالَ شُبْرُمَةُ بنُ الطُّفَيْلِ:
(أَقِيمُوا صُدُورَ الْخَيْلِ إِنَّ نُفُوسَكُمْ ... لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَالَهُنَّ خُلُوفُ)
والمُخْلِفُ: الكثيرُ الإِخْلافِ لوَعْدِهِ. والخَالِفُ: الَّذِي لَا يكادُ يُوفِي. وخَالِفَةُ الْغَازِي: مَن بَعْدَه مِن أَهْلِهِ، وتَخَلَّفَ عَنهُ. والخَالِفَةُ: اللَّجُوجُ مِن الرَّجَالِ. وخَلَفَت العامَ النَّاقَةُ: إِذا رَدَّهَا إِلى خَلِفَةٍ.
وصُخُورٌ مِثْلُ خَلائِفِ الإِبِلِ: أَي بقَدْرِ النُّوقِ الحَوَامِلِ. وامْرَأَةٌ خَلِيفٌ: إِذا كَانَ عَهْدُهَا بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْن، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وخَلَفَ فُلانٌ على فُلانةَ خِلاَفَةً: تَزَوَّجَهَا بَعْدَ زَوْجٍ، نَقَلَهُ الزَّمْخْشَرِيُّ. وإِبِلٌ مَخَالِيفُ: رَعَتِ البَقْلَ، وَلم تَرْعَ اليَبِيسَ، فَلم يُغْنِ عَنْهَا رَعْيُهَا البَقْلَ شَيْئاً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
(فَإِنْ تَسْأَلِي عَنَّا إِذَا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ ... مَخَالِيفَ حُدْباً لاَ يَدِرُّ لَبُونُهَا)
وفَرَسٌ ذُو شِكَالٍ مِن خِلافٍ: أَي إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى ورِجْلِهِ اليُسْرَى بَياضٌ، وبعضُهم يَقُول: لَهُ خَدَمَتَانِ مِنْ خِلافٍ: إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى بَيَاضٌ، وبيَدِهِ اليُسْرَى غيرُه. والمَخَالِفُ: صَدَقَاتُ العَرَبِ، كَذَا فِي التَّكْمِلِةِ. وخَلَفَهُ بخَيْرٍ أَو شَرٍّ: ذَكَرَه بِهِ بغَيْرِ حَضْرَتِهِ. والأَخْلِفَةُ، كأَنَّه جَمْعُ خَلْف: أَحَدُ مَحَالٌ بَوْلان بنِ عمرِو بنِ الغَوْثِ، مِن ضَيِّءِ، بأَجَإٍ، نَقَلَهُ ياقُوتُ. وَيحيى بن بنُ خُلُفٍ الحِمْيَرِيُّ، بضَمَّتَيْن، المعروفُ بأَبِي الخُلُوفِ، وَقد يُقَال فِي اسْمِ أَبيه: خُلُوف، بالضَّمِّ أَيضاً، وَلَدُه عبدُ المُنْعِمِ بنُ يحيى، حَدَّث عَنهُ أَبو الْقَاسِم الصَّفْراوِيُّ. وفُتُوحُ بنُ خَلُوفٍ، كصَبُورٍ، وابنُه عبدُ المُعْطِي، حَدَّثا عَن السِّلَفِيِّ، وابنُه محمدُ بنُ فُتُوحٍ، حدَّث عَن ابنِ مُوَقَّى.
وعبدُ اللهِ بنِ مُوسَى بنِ خُلُوفِ بنِ أَبي العَظَامِ، بالضَّمَِّ، ذكَره ابنُ بَشْكُوال. وحَمَلُ بنُ عَوْفٍ)
المَعَافِرِيُّ ثمَّ الخُلَيْفِيُّ، بالتَّصْغِيرِ، شَهِدَ فَتْحِ مصرَ، وَهُوَ والدُ عُبَادةَ بنِ حَمَلٍ، ذكَرَه ابنُ يُونُس فِي تاريح مصر. قلتُ: وشيخُ مَشَايِخِنا أَبو العَبَّاس شهابُ الدِّين أَحمد بنُ محمدَ بنِ عَطِّيَةَ بنِ أَبي الخيرِ الخُلَيْفِيُّ الأَزْهَرِيُّ الشَّافِعِيُّ، تُوُفِّيَ سنة، حَدَّثَ عَن مَنْصُور الطُّوخِيِّ، والشَّمْسِ محمدٍ العِنَانِيِّ. والشِّهابِ البِشْبِيشِيِّ، وَعنهُ شُيُوخُنا، وَقد تَقَدَّم ذِكرُه فِي م وس.

رُومِيَةُ

رُومِيَةُ:
بتخفيف الياء من تحتها نقطتان، كذا قيّده الثقات، قال الأصمعي: وهو مثل أنطاكية وأفامية ونيقية وسلوقية وملطية، وهو كثير في كلام الروم وبلادهم، وهما روميتان: إحداهما بالروم والأخرى بالمدائن بنيت وسمّيت باسم ملك، فأمّا التي في بلاد الروم فهي مدينة رياسة الروم وعلمهم، قال بعضهم: هي مسماة باسم رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، وذكر بعضهم: إنّما سمّي الروم روما لإضافتهم إلى مدينة رومية واسمها رومانس بالروميّة، فعرّب هذا الاسم فسمّي من كان بها روميّا، وهي شمالي وغربي القسطنطينيّة بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر، وهي اليوم بيد الأفرنج، وملكها يقال له ملك ألمان، وبها يسكن البابا الذي تطيعه الفرنجية، وهو لهم بمنزلة الإمام، متى خالفه أحد منهم كان عندهم عاصيا مخطئا يستحق النفي والطرد والقتل، يحرّم عليهم نساءهم وغسلهم وأكلهم وشربهم فلا يمكن أحدا منهم مخالفته، وذكر بطليموس في كتاب الملحمة قال: مدينة رومية طولها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة، في
الإقليم الخامس، طالعها عشرون درجة من برج العقرب تحت سبع عشرة درجة من برج السرطان، يقابلها مثلها من برج الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها شركة في كفّ الجذماء، حولها كل نحو عامر، وفيها جاءت الرواية من كلّ فيلسوف وحكيم، وفيها قامت الأعلام والنجوم، وقد روي عن جبير بن مطعم أنّه قال: لولا أصوات أهل رومية وضجّهم لسمع الناس صليل الشمس حيث تطلع وحيث تغرب، ورومية من عجائب الدنيا بناء وعظما وكثرة خلق وأنا من قبل أن آخذ في ذكرها أبرأ إلى الناظر في كتابي هذا ممّا أحكيه من أمرها، فإنّها عظيمة جدّا خارجة عن العادة مستحيل وقوع مثلها، ولكني رأيت جماعة ممّن اشتهروا برواية العلم قد ذكروا ما نحن حاكوه فاتبعناهم في الرواية، والله أعلم، روي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنّه قال: حلية بيت المقدس أهبطت من الجنة فأصابتها الروم فانطلقت بها إلى مدينة لهم يقال لها رومية، قال: وكان الراكب يسير بضوء ذلك الحلي مسيرة خمس ليال، وقال رجل من آل أبي موسى: أخبرني رجل يهودي قال:
دخلت رومية وإن سوق الطير فيها فرسخ، وقال مجاهد: في بلد الروم مدينة يقال لها رومية فيها ستمائة ألف حمّام، وقال الوليد بن مسلم الدمشقي:
أخبرني رجل من التجار قال: ركبنا البحر وألقتنا السفينة إلى ساحل رومية فأرسلنا إليهم إنّا إيّاكم أردنا، فأرسلوا إلينا رسولا، فخرجنا معه نريدها فعلونا جبلا في الطريق فإذا بشيء أخضر كهيئة اللّجّ فكبّرنا فقال لنا الرسول: لم كبّرتم؟ قلنا:
هذا البحر ومن سبيلنا أن نكبّر إذا رأيناه، فضحك وقال: هذه سقوف رومية وهي كلّها مرصّصة، قال: فلمّا انتهينا إلى المدينة إذا استدارتها أربعون ميلا في كلّ ميل منها باب مفتوح، قال: فانتهينا إلى أوّل باب وإذا سوق البياطرة وما أشبهه ثمّ صعدنا درجا فإذا سوق الصيارفة والبزّازين ثمّ دخلنا المدينة فإذا في وسطها برج عظيم واسع في أحد جانبيه كنيسة قد استقبل بمحرابها المغرب وببابها المشرق، وفي وسط البرج بركة مبلّطة بالنحاس يخرج منها ماء المدينة كلّه، وفي وسطها عمود من حجارة عليه صورة رجل من حجارة، قال: فسألت بعض أهلها فقلت ما هذا؟ فقال: إن الذي بنى هذه المدينة قال لأهلها لا تخافوا على مدينتكم حتى يأتيكم قوم على هذه الصفة فهم الذين يفتحونها، وذكر بعض الرهبان ممن دخلها وأقام بها أن طولها ثمانية وعشرون ميلا في ثلاثة وعشرين ميلا، ولها ثلاثة أبواب من ذهب، فمن باب الذهب الذي في شرقيّها إلى البابين الآخرين ثلاثة وعشرون ميلا، ولها ثلاثة جوانب في البحر والرابع في البرّ، والباب الأوّل الشرقيّ والآخر الغربي والآخر اليمني، ولها سبعة أبواب أخر سوى هذه الثلاثة الأبواب من نحاس مذهّب، ولها حائطان من حجارة رخام وفضاء طوله مائتا ذراع بين الحائطين، وعرض السور الخارج ثمانية عشر ذراعا، وارتفاعه اثنان وستون ذراعا، وبين السورين نهر ماؤه عذب يدور في جميع المدينة ويدخل دورهم مطبق بدفوف النحاس كلّ دفّة منها ستة وأربعون ذراعا، وعدد الدفوف مائتان وأربعون ألف دفة، وهذا كلّه من نحاس، وعمود النهر ثلاثة وتسعون ذراعا في عرض ثلاثة وأربعين ذراعا، فكلّما همّ بهم عدوّ وأتاهم رفعت تلك الدفوف فيصير بين السورين بحر لا يرام، وفيما بين أبواب الذهب إلى باب الملك اثنا عشر ميلا وسوق مادّ من شرقيّها إلى غربيّها بأساطين النحاس
مسقّف بالنحاس وفوقه سوق آخر، وفي الجميع التجار، وبين يدي هذا السور سوق آخر على اعمدة نحاس كل عمود منها ثلاثون ذراعا، وبين هذه الــأعمدة نقيرة من نحاس في طول السوق من أوّله إلى آخره فيه لسان يجري من البحر فتجيء السفينة في هذا النقير وفيها الأمتعة حتى تجتاز في السوق بين يدي التجار فتقف على تاجر تاجر فيبتاع منها ما يريد ثمّ ترجع إلى البحر، وفي داخل المدينة كنيسة مبنية على اسم ماربطرس وماربولس الحواريين، وهما مدفونان فيها، وطول هذه الكنيسة ألف ذراع في خمسمائة ذراع في سمك مائتي ذراع، وفيها ثلاث باسليقات بقناطر نحاس، وفيها أيضا كنيسة بنيت باسم اصطفانوس رأس الشهداء، طولها ستمائة ذراع في عرض ثلاثمائة ذراع في سمك مائة وخمسين ذراعا، وثلاث باسليقات بقناطرها وأركانها، وسقوف هذه الكنيسة وحيطانها وأرضها وأبوابها وكواها كلّها وجميع ما فيها كأنّه حجر واحد، وفي المدينة كنائس كثيرة، منها أربع وعشرون كنيسة للخاصة، وفيها كنائس لا تحصى للعامّة، وفي المدينة عشرة آلاف دير للرجال والنساء، وحول سورها ثلاثون ألف عمود للرهبان، وفيها اثنا عشر ألف زقاق يجري في كل زقاق منها نهران واحد للشرب والآخر للحشوش، وفيها اثنا عشر ألف سوق، في كلّ سوق قناة ماء عذب، وأسواقها كلّها مفروشة بالرخام الأبيض منصوبة على أعمدة النحاس مطبقة بدفوف النحاس، وفيها عشرون ألف سوق بعد هذه الأسواق صغار، وفيها ستمائة ألف وستون ألف حمّام، وليس يباع في هذه المدينة ولا يشترى من ستّ ساعات من يوم السبت حتى تغرب الشمس من يوم الأحد، وفيها مجامع لمن يلتمس صنوف العلم من الطبّ والنجوم وغير ذلك يقال إنّها مائة وعشرون موضعا، وفيها كنيسة تسمّى كنيسة الأمم إلى جانبها قصر الملك، وتسمّى هذه الكنيسة صهيون بصهيون بيت المقدس، طولها فرسخ في فرسخ في سمك مائتي ذراع، ومساحة هيكلها ستة أجربة، والمذبح الذي يقدّس عليه القربان من زبرجد أخضر طوله عشرون ذراعا في عرض عشرة أذرع يحمله عشرون تمثالا من ذهب طول كل تمثال ثلاثة أذرع أعينها يواقيت حمر، وإذا قرّب على هذا المذبح قربان في الأعياد لا يطفأ إلّا يصاب، وفي رومية من الثياب الفاخرة ما يليق به، وفي الكنيسة ألف ومائتا أسطوانة من المرمر الملمّع ومثلها من النحاس المذهب طول كلّ أسطوانة خمسون ذراعا، وفي الهيكل ألف وأربعمائة وأربعون أسطوانة طول كلّ أسطوانة ستون ذراعا لكل أسطوانة رجل معروف من الأساقفة، وفي الكنيسة ألف ومائتا باب كبار من النحاس الأصفر المفرّغ وأربعون بابا كبارا من ذهب سوى أبواب الآبنوس والعاج وغير ذلك، وفيها ألف باسليق طول كل باسليق أربعمائة وثمانية وعشرون ذراعا في عرض أربعين ذراعا، لكل باسليق أربعمائة وأربعون عمودا من رخام مختلف ألوانه، طول كل واحد ستة وثلاثون ذراعا، وفيها أربعمائة قنطرة تحمل كلّ قنطرة عشرون عمودا من رخام، وفيها مائة ألف وثلاثون ألف سلسلة ذهب معلّقة في السقف ببكر ذهب تعلّق فيها القناديل سوى القناديل التي تسرج يوم الأحد، وهذه القناديل تسرج يوم أعيادهم وبعض مواسمهم، وفيها الأساقفة ستمائة وثمانية عشر أسقفا، ومن الكهنة والشمامسة ممن يجري عليه الرزق من الكنيسة دون غيرهم خمسون ألفا، كلما مات واحد أقاموا مكانه آخر، وفي المدينة كنيسة الملك وفيها خزائنه التي فيها أواني الذهب والفضة مما قد جعل للمذبح، وفيها عشرة
آلاف جرّة ذهب يقال لها الميزان وعشرة آلاف خوان ذهب وعشرة آلاف كأس وعشرة آلاف مروحة ذهب ومن المنائر التي تدار حول المذبح سبعمائة منارة كلها ذهب، وفيها من الصلبان التي تخرج يوم الشعانين ثلاثون ألف صليب ذهب ومن صلبان الحديد والنحاس المنقوشة المموّهة بالذهب ما لا يحصى ومن المقطوريّات عشرون ألف مقطوريّة، وفيها ألف مقطرة من ذهب يمشون بها أمام القرابين، ومن المصاحف الذهب والفضة عشرة آلاف مصحف، وللبيعة وحدها سبعة آلاف حمّام سوى غير ذلك من المستغلّات، ومجلس الملك المعروف بالبلاط تكون مساحته مائة جريب وخمسين جريبا، والإيوان الذي فيه مائة ذراع في خمسين ذراعا ملبّس كلّه ذهبا وقد مثّل في هذه الكنيسة مثال كلّ نبيّ منذ آدم، عليه السلام، إلى عيسى ابن مريم، عليه السلام، لا يشكّ الناظر إليهم أنّهم أحياء، وفيها ثلاثة آلاف باب نحاس مموّه بالذهب، وحول مجلس الملك مائة عمود مموّهة بالذهب على كل واحد منها صنم من نحاس مفرّغ في يد كلّ صنم جرس مكتوب عليه ذكر أمّة من الأمم وجميعها طلسمات، فإذا همّ بغزوها ملك من الملوك تحرّك ذلك الصنم وحرّك الجرس الذي في يده فيعلمون أن ملك تلك الأمة يريدهم فيأخذون حذرهم، وحول الكنيسة حائطان من حجارة طولهما فرسخ وارتفاع كل واحد منهما مائة ذراع وعشرون ذراعا لهما أربعة أبواب، وبين يدي الكنيسة صحن يكون خمسة أميال في مثلها في وسطه عمود من نحاس ارتفاعه خمسون ذراعا، وهذا كله قطعة واحدة مفرّغة، وفوقه تمثال طائر يقال له السوداني من ذهب على صدره نقش طلسم وفي منقاره مثال زيتونة وفي كلّ واحدة من رجليه مثال ذلك، فإذا كان أوان الزيتون لم يبق طائر في الأرض إلّا وأتى وفي منقاره زيتونة وفي كل واحدة من رجليه زيتونة حتى يطرح ذلك على رأس الطلسم، فزيت أهل رومية وزيتونهم من ذلك، وهذا الطلسم عمله لهم بليناس صاحب الطلسمات، وهذا الصحن عليه أمناء وحفظة من قبل الملك وأبوابه مختومة، فإذا امتلأ وذهب أوان الزيتون اجتمع الأمناء فعصروه فيعطى الملك والبطارقة ومن يجري مجراهم قسطهم من الزيت ويجعل الباقي للقناديل التي للبيع، وهذه القصة، أعني قصة السوداني، مشهورة قلّما رأيت كتابا تذكر فيه عجائب البلاد إلّا وقد ذكرت فيه، وقد روي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص أنّه قال: من عجائب الدنيا شجرة برومية من نحاس عليها صورة سودانية في منقارها زيتونة فإذا كان أوان الزيتون صفرت فوق الشجرة فيوافي كل طائر في الأرض من جنسها بثلاث زيتونات في منقاره ورجليه حتى يلقي ذلك على تلك الشجرة فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لقناديل بيعتهم وأكلهم لجميع الحول، وفي بعض كنائسهم نهر يدخل من خارج المدينة، في هذا النهر من الضفادع والسلاحف والسراطين أمر عظيم، فعلى الموضع الذي يدخل منه الكنيسة صورة صنم من حجارة وفي يده حديدة معقفة كأنّه يريد أن يتناول بها شيئا من الماء، فإذا انتهت إليه هذه الدوابّ المؤذية رجعت مصاعدة ولم يدخل الكنيسة منها شيء البتة، قال المؤلف: جميع ما ذكرته ههنا من صفة هذه المدينة هو من كتاب أحمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه وليس في القصة شيء أصعب من كون مدينة تكون على هذه الصفة من العظم على أن ضياعها إلى مسيرة أشهر لا تقوم مزدرعاتها بميرة أهلها، وعلى ذلك فقد حكى جماعة من بغداد أنّها كانت من العظم والسعة وكثرة الخلق والحمّامات
ما يقارب هذا وإنّما يشكل فيه أن القارئ لهذا لم ير مثله، والله أعلم، فأمّا أنا فهذا عذري على أنني لم أنقل جميع ما ذكر وإنّما اختصرت البعض.

ريل

(ريل) الصَّبِي رال (مو)
ريل
عن الإنجليزية القديمة بمعنى منتل الفجر.

ريل


رَالَ (ي)(n. ac. رَيْل)
a. Slobbered, slavered (child).
رِيَاْلa. Slobber, slaver.

ريل

1 رَالَ, aor. ـِ He (a child) slavered. (Ibn-'Abbád, O, K.) [See also art. رول.]

رِيَالٌ Slaver; (Ibn-'Abbád, K;) [like رُوَالٌ;] without ء. (TA.)
ريل: مُهْمَلٌ عِنْدَه.
الخارزنجيُّ: رَالَ الصَّبِيُّ يَرِيْلُ، وهو الرِّيَالُ: يَعْنِي اللُّعَابَ بغَيْرِ هَمْزٍ.
ريل
{الرِّيَالُ: كَكِتَابٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ، وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: هُوَ اللُّعَابُ، غيرُ مَهْمُوزٍ، وَقد} رالَ الصَّبِيُّ، {يَرِيلُ، كَمَا فِي المُحِيطِ، والْعُبابِ.
ريل: رال: أزبد، أرغى (همبرت ص63).
رَيَّل: سال لعابه، مجَّ (بوشر) = روَّل.
رِيال: رغوة، زبد (همبرت ص63).
رِيال ويجمع على ريالات: نقد من الفضة، قرش، صاغ، نقد إسباني من الفضة (ألكالا، بوشر، محيط المحيط، عقود غرناطة، تاريخ تونس ص129).
ريال أبو مدفع: ريال ذو أعمدة (بوشر).
ريال أبو طاقة: ريال ذو طاقة من الورد (بوشر).
رِيَالة: لُعاب (بوشر، ألف ليلة 1: 826، 4: 85). رَيوال: ريالة، لعاب (بوشر).
ريواله = كشوت (المستعيني مادة كشوت) وهذا في مخطوطة ن منه، أما في مخطوطة ل فقد تلفت الكلمة غير أنها ريولة فيما يظهر.
مَرْيُول: عاشق، متولع بالنساء (دوماس حياة العرب ص163، ص186).
ريل
ريَّلَ يريِّل، ترييلاً، فهو مُرَيِّل
• رَيَّل الصَّبيُّ: سال لُعابُه. 

رِيال [مفرد]: ج ريالات: (قص) عُمْلةٌ نقديّة عربيّة مُستعملة في السعوديّة وعُمان وقطر واليمن، ويختلف سعرها بحسب البلد "يزداد الطلب على الريال السعوديّ في موسم الحج". 

رِيالة [مفرد]: لُعابٌ "رِيالةُ طفلٍ". 

مَرْيَلة/ مِرْيَلة [مفرد]: ج مَرَايل:
1 - قطعة من القماش تُلَفُّ حول عنق الصبيّ، لوقاية ثوبه من الّلعاب ومما يتساقط من فمه من طعام وشراب.
2 - فوطة تلفُّها المرأة حول وسطها وهي في المطبخ لتحمي ثيابها من الاتِّساخ.
3 - رداء مُوحَّد تلبسه التلميذات في المدارس. 

دُوَدِم ودوادم

دُوَدِم ودوادم: في معجم المنصوري (سادروان) دَودم ودوادم.
دوادم: طحلب، حزاز (نبات)، (هلو).
دور
دار. دار على: طاف حول الشيء. ففي رياض النفوس (ص82 و) كان مع سعدون الخولاني في الدور الذي يدور على الحصن (الحصون) كنا ندور على الحصون حتى الخ. (ويظهر إنه قد سقط شيء قبل كُنّا، غير أن الحصون هو الصحيح ذلك لأنه بعد هذا الدور ذكر سفر). وفيه: وبلغ عبيد الله أن سعدوناً يجتمع أليه خلق من الناس يخرج لهم (بهم) إلى الدور فخاف عبيد الله منه وقيل له إنه يخرج عليك.
دار: رقص وهو يدور حول نفسه (الأغاني ص51، 52) وبرم على رجل واحد (هلو).
ودار: تنزه (بوشر) ودار دوره: جال جولة للتنزه (بوشر) (وسنجد بعد هذا أن هذه العبارة تدل على معنى آخر).
ودار في مصطلح البحرية: غير الاتجاه، اتجه إلى ناحية أخرى (بوشر) وانعطف إلى جهة أخرى (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 589).
ودار: جاب، طاف، ساح، يقال مثلاً: دار المدينة كلها (بوشر).
دار على: فتش عن (بوشر).
دارت البضاعة: راجت، ففي معجم الادريسي التجارات التي تدور بين أيديهم.
ودار الكلام بينهم: تبادلوه، ففي كتاب عبد الواحد (ص201): لم تدر بينهما كلمتان حتى أمر بالقبض عليه.
ودار: حدث، حصل، جرى ففي كوسج لطائف (ص112) وأظهر الأسف لما دار في أمر المقتدر. (المقري 1: 241) وترى أمثلة أخرى في مادة استدار.
يدور الحمام: الحمام يشتغل أي أجروا فيه الماء الحار والماء البارد (ألف ليلة 4: 479). ودار: بقي، دام، لبث في حالة واحدة. ما زال. يقال مثلاً في الكلام عن الأندلس: دارت جوعى أي بقيت جائعة في سني 88، 89، 90. (أخبار ص8 مع تعليقتي).
ودار: أبطأ، تمهل (فوك).
ودار ب أو حول: خدم (فوك).
كما يدور: من كل جهة (دائر ما دار). وقد تستعمل معها حول للمبالغة، فمثلاً: حفر الخنادق حول السورين كما يدوران (معجم اللطائف)، وفي حيان - بسام (3: 4و): وكانت الوسائد والحشايا موشاة كما تدور بطراز بغداد، أي موشاة من كل جهة.
وفي نفس المعنى يقال: بما يدور. فمثلاً: على البحيرة بما يدور قرى ونخيل (معجم اللطائف).
دار ما دار ودائراً ما دار: من كل جهة، من كل النواحي، حول (بوشر).
كما يدور: كل في دوره، كل في نوبته (معجم اللطائف في العبارة الأولى والثانية المنقولتين فيه، لأن المعنى في العبارة الثانية: من كل جهة).
دار حلقة: دوّم بجواده، ذهب به تارة ذات اليمين وتارة ذات الشمال وهو راكب.
دار دورة: حاد عن الطريق، اعتف الطريق، سار في طريق أطول من الطريق المعتاد (بوشر) انظر هذه العبارة فيما تقدم وهي تدل على معنى آخر.
دار في الكلام: لَمّح، عرّض في الكلام (بوشر).
دار مع: انظم مع، اتبع، تحزب (بوشر).
درا وراء: اشمئز ونفر منه بلا داع. كهه، استنكف منه (بوشر).
دار. أجهل معنى هذا الفعل في عبارة ابن الخطيب (ص134 ق): بناء المسجد في المرية ودار فيه من جهاته الثلاث المشرق والمغرب والجوف.
دار يدير (عامية أدار). دار باله على: انتبه، تيقظ، اعتنى. دير بالك: انتبه، تيقظ اعتن، احترس (بوشر).
دَوّر (بالتشديد): خرط (الخشب أو المعدن)، جعله مدوراً (الكالا).
دَوّر: طوّف، تجول حول المكان (الكالا).
دَوّر: عسّ، طاف بالليل يحرس الناس (ألف ليلة 1: 31).
ودَوّر: تسكع، تطوح هنا وهناك (ألف ليلة 1: 31).
دَوّر بعجلة: لعب مديراً جول رأسه سيفاً أو عصا، استعاد جأشه بسرعة (بوشر).
ودوّر: طوف حول المكان (الكالا).
ودوّر في مصطلح البحرية: غير الاتجاه، دار (ألف ليلة 4: 316). وفي معجم بوشر: دوّر المركب: اتجه إلى ناحية أخرى.
دَوَر على: فتش عن (بوشر) وفي رياض النفوس (ص79 و): فهو في اليوم الثاني جالساً (جالس) في الجامع حتى رأى رجلاً من أهل منزله يدور عليه. (ألف ليلة 1: 665، 3: 130، برسل 4: 309، 12: 296، زيشر 22: 75).
دَوّر الحمام: شغله أي أجرى فيه الماء الحار والماء البارد (ألف ليلة 4: 478). دَوّر: احنبل، صادر بالحيالة، صاد بالفخ بالشرك (الكالا).
ودوّر غلاناً: آخره (الكالا) وقد كتب تدور وهو خطأ.
دَوّر يليه المصدر: باشر العمل، وكرس له وقته، ففي ألف ليلة (4: 473): فدوّر الصبغ فيها، أي شرع في صبغها. وفي (4: 478) منها: فدوروا فيه البناية، أي شرعوا في بنائها.
دور دماغه: أدار رأسه، حمله على تغيير رأيه (بوشر).
دوّر رأسه: أدار رأسه وجعله يتبنى آراءه (بوشر).
دوَّر ساعة: نصبها، أدار زنبركها (بوشر).
أدار، وأدار عن: أبعد. ففي ألف ليلة (1: 57): أدارت النقاب عن وجهها.
أدار كؤوس الخمر: قدم الكأس إلى الندماء حسب مراتب جلوسهم، ويقوم بذلك الساقي، ولذلك يسمى الساقي المدير أو المدير وحدهما (عباد 1: 41، 46، 90 رقم 94).
أدار السياسة: دبّر أمور الرعية وساسها، حكم الدولة (عباد 1: 46). انظر: مدير فيما يلي.
أدار خدمة المعاونة: قام بوظيفة المعاون (بوشر).
أدار من مصطلح البحرية، يقال: أدار سفينة أو مركباً: غير اتجاهه ووجهه وجهة أخرى (بوشر، البكري ص20).
أدار: جهد في العمل، ففي كرتاس (ص 272): وقد بويع سلطاناً بإدارة كتاب أخيه وكتابه أي بفضل جهود ومساعي كتاب أخيه وكتابه وقد حاول تورنبرج (ص345 - رقم 9) تغيير هذه الكلمة وهو مخطئ في ذلك.
وفي الأخبار (ص8) في الكلام عن سيسبرت واوباس: هما رأس من أدار عليه الانهزام أي أنهما كانا السبب الأول الذي سبب هزيمة رورديق.
أدار: شغل، شرع في العمل، يقال مثلاً: أدار المصبغة بمعنى شرع في العمل بالمصبغة (ألف ليلة 4: 473).
أدار: اختصار أدار الآراء في أمر (انظر لين في مادة دوّر): فكر في الأمر، ففي أخبار (ص73): لم أزل في إدارة أي لم أزل في تفكير.
أدار فلان على (انظر في معجم لين: إدارة على الأمر): طلب منه أن يفعله، ففي عباد (1: 223): أدارهم على رهون تكون بيده أي سعى في الحصول على رهائن تكون بيده.
أدار على فلان: دبر له مكيدة (معجم مسلم).
أدار باله على: راقب، لاحظ، أشرف على، اهتم به، حرص (بوشر).
أدار رأسه: استهواء، جعله يتبنى آراءه (بوشر).
أدار عقله كما يريد: تصرف به كما يشاء (بوشر).
تدَوّر: دار (برم) على رجل واحدة. (همبرت ص99).
تدوّر: اتخذ تدابير أخرى (بوشر).
تدوّر: تأخر، تأجل (فوك، الكالا)، وتاجل إلى غد اليوم الثاني (الكالا). اندار: استدار، وانقلب، والتفت إلى جهة أخرى (بوشر).
اندار: رجع على أثره. رجع القهقري، نكص على عقبيه، رجع عوداً على بدء (بوشر).
اندار: طاف يميناً وشمالاً (بوشر).
اندار: شرع يعمل، طفق يعمل (بوشر).
استدار. استدار الحكم واستدار القضاء: صدر حكم به القاضي. ففي رياض النفوس (ص14ق): فدار بينها وبين رجل من أهل القيروان خصومة واستدار الحكم لها على خصمها.
دار: تجمع على ديور في كتاب العقود (ص7).
دار: قاعة، ردهة، حجرة واسعة. (معجم الادريسي، الفخري ص375، تاريخ البربر 2: 152، 479، ألف ليلة 1: 373 واقرأ فيها دار وفقاً لطبعة بولاق، 374).
والجمع دور: يراد به القسم الرئيسي من القصر وهو الذي يسكن فيه الملك والحرم (لميريبر ص 198).
ودار: خانة، تربيعة شطرنج وغيره. (لين عادات 2: 60).
دار البطيخ: محل بيع الفاكهة (الفخري ص299).
دار الخاصة: هي عند الأمراء والملوك قاعة استقبال كبار رجال الدولة (المقدمة 2: 192). ودار العامة: قاعة استقبال عامة الناس (المقدمة 2: 14، 102، كوسج لطائف ص107) وفي تاريخ ابن الأثير (7: 16). ذكر للخزانة العامة التي توجد في هذه الدار.
غير أن دار العامة يمكن أن تعني أيضاً دار البلدية، ويذكر الكالا عامة وحدها بهذا المعنى.
دار صناعة، أو الصماعة، أو الصنعة، أو صنعة: محل البناء، مصنع، معمل، وبخاصة مصنع لصناعة كل ما يتصل بتسليح الأساطيل، ترسانة، مصنع الأسلحة (معجم الأسبانية ص205، 206).
دَوْر: طواف العسس، تفتيش ليلي حول المكان ليرى أن كل شئ فيه على ما يرام (انظر: دار) وفي رياض النفوس (ص80 ق): فأنا ذات ليلة في ذلك نحرس وقد علوت علوت في المحارس وارى أهل الدور يمشون في نور السرج الدور (جرابرج ص211).
مشى الدور: طاف للحراسة ليلاً. ففي رياض النفوس (ص90 و): رابطنا ومشينا الدور، وطريق طواف العسس في الحصون القديمة يقال له: بين السور والدور (الكالا).
ودور في علم الفلك: مدة الزمن التي يتم بها كوكب من الكواكب دورة تامة حول الأرض.
ودور الكوكب: مدارة أو مدة الزمن التي تنقضي منذ سيره من نقطة في السماء حتى عودته إلى نفس النقطة (دي سلان المقدم 1: 248).
دور القرآن غب علم الفلك: هو دورات أو طواف جرم سماوي في مداره، أو عودة جرمين سماويين أو أكثر إلى الالتقاء في منطقة واحدة من السماء (المقدمة 2: 187).
الأدوار عند الدروز تعني الأزمنة التي كانت فيها الديانات الأخرى مرعية (دي ساسي لطائف 2: 87، 1: 250 رقم 87).
ودور: قياس الدور وهو قياس خاطئ يذكر فيه كبرهان ما يجب أن يبرهن عليه أولاً، افتراض ما يطلب برهانه وإثباته (بوشر).
دور: نوبة (بوشر، ألف ليلة 1: 178) دورك أنت، واعمل دورك أي هذه نوبتك وبالدور، ودور دور: نوبة بعد أخرى (بوشر).
دور السخونة: نوبة الحمى (بوشر) وانظر محيط المحيط. واليوم دور السخونة: اليوم يوم نوبة الحمى (بوشر).
دور: مرة، تقول مثلاً: قرأت الكتاب دوراً أي قرأته مرة واحدة (محيط المحيط).
دور: نوبة السقي وهو الوقت المحدد لسقي في الأماكن التي يكون فيها ماء السقي مشتركاً بين أصحاب المزارع (معجم الأسبانية ص47).
دورموّية: سطلا ماء (بوشر).
دور: لعبة، مباراة في اللعب (جوك) (بوشر).
دور: في الموشح والزجل: مقطع شعري. (بوشر، فريناج الشعر العربي ص418، صفة مصر 14: 208، زيشر 22: 106، امحيط المحيط). وفي طبعة بولاق للمقري يشار إلى المقاطع الشعرية بكلمة دور. وكذلك في القطعة من مطبوعة ليدن (1: 310، 311) نجد في السطر 18 و19 المطلع وفي السطر 20 يبدأ الدور الأول، وتوجد كلمة دور في أعلى كل المقاطع الشعرية في طبعة بولاق بدل الأرقام التي قام بطبعها رايت.
دور: غناء يرافقه رقص دائري، دوّارة (بوشر).
دور العجلة، وجمعه دورات العجلة: دولاب العجلة (الكالا). دور: طابق (بوشر) وفي رياض النفوس (ص69 ق) في كلامه عن بناية قصر: فلما كمل السفل عمر الناس قبل أن تركب أبوابه ثم لما تم الدور الثاني عمر أيضاً وبقي تمام القصر والأبراج للطبقة الثالثة. ثم: نفذت النفقة التي خصصها ابن الجعد لعمارة القصر فانبرى قوم للنفقة فيه وقال ابن الجعد لا ينفق أحد معي فيه شيء (شيئاً) حتى يتم الدور الثاني وأبراج الدور الثالث (ألف ليلة 3: 443).
والدور في الموسيقى: اللحن والنغم، ففي الأغاني (ص8): وفيه دور كبير أي صنعة كثيرة، أي صنعوا في شعره ألحاناً كثيرة.
والدور في عمل الزايرجة: أعداد معينة يسترشد بها باستخراج الحروف التي تتألف منها كلمات ما يطلب معرفته (دي سلان المقدمة 1: 248 رقم3).
دور حولي: نوع من الزنبق البري، وهو نبات اسمه العلمي: gladiolus Byzantinus ( ابن البيطار 1: 464، 2: 379).
دَوْر: حول (فوك)، بدور: بجوار بأطراف (هلو).
دير، وجمعه ديور (فوك) وديارة (دي ساسي ديب 9: 469) وأديرة (دي ساسي لطائف 1: 182 رقم 62). وجمع الجمع ديارات (معجم البلاذري). وديّر: مقبرة (المعجم اللاتيني العربي).
وديّر: حظيرة، زريبة (باين سميث 1464).
وديّر: حافة، خمارة (فوك).
دارة: حظيرة، زريبة (باين سميث 1464).
دارة: دار صغيرة (محيط المحيط).
دارة الشمس: زهرة دوار الشمس، عباد الشمس (رولاند).
لعب الدارة: لعبة للأطفال (عيهرن ص27).
دَوْرَة: جولة، دوران (بوشر).
ودَوْرَة: لولبة، استدارة اللولب (بوشر).
ودَوْرَة: دوران الفارسي يميناً وشمالاً (بوشر).
ودَوْرَة: جولة للتنزه، يقال: دار دورة أي قام بجولة يتنزه (بوشر).
ودَوْرَة: نوبة، ويقال دورتي أي نوبتي. (بركهارت رقم 56، ابن الوليد ص453).
ودَوْرَة: سفرة سياحة، سفرة سنوية دورية أي تتكرر في مواقيت معينة (بوشر).
ودَوْرَة: دوران الفرس بسرعة (بوشر).
ودَوْرَة: لفّة، طواف (بوشر) وفي زيشر (18: 526): درنا دورة كبيرة، أي قمنا بلفة كبيرة دَوْرَة في الكلام: مواربة في الكلام. تعمية، تورية، تلجج، تعريض (بوشر).
ودَوْرَة: زيّاح، طواف احتفالي يتقدمه القساوسة (بوشر).
ودَوْرَة: تحول الأمر (بوشر).
ودَوْرَة: نوبة الحمى (زيشر 4: 486).
ودَوْرَة: شعوذة، شعبذة، لعبة الشعوذ (بوشر).
ودَوْرَة: طيران الكرة في نوع من لعب التنس (الكالا). انظر فيكتور.
ودَوْرَة: عجلة، دولاب (الكالا).
ودَوْرَة الحبل، في مصطلح البحرية: ربط المركب بحبل لمنعه من السير (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 589).
ودَوْرَة: حوالي، حول (فوك).
ودَوْرَة: الآن، حالاً. مرة واحدة، بالاخص، خصوصاً، لاسيما (بركهارت أمثال رقم 56).
دُورة: عامية دَوْرَق (محيط المحيط). ديرة: بوصلة، بيت الإبرة، (حك)، حق (نيبور رحلة 2: 197، الجريدة الآسيوية 1841، 1: 589).
دِيرَة: رستاق، ضاحية، ربض المدينة، (بوشر، زيشر 24: 75، 1: 115، محيط المحيط).
دَورِيّ: مستدير، دائري (بوشر).
ودَورِيّ: تنادمجة، تعاقبي، تتابعي (بوشر).
ودَورِيّ: نسبة إلى دور جمع دار، يقال حيوان دوري أي أهلي مقابل حيوان بري (انظره في مادة برطل).
عصفور دوري: عصفور بيوتي، عصفور أهلي سنج، برجرن: ويسمى أيضاً دوري فقط: عصفور داري، ضيق (بوشر، ياقوت 1: 855).
كرنب دوري: انظر كرنب.
دورية. دورية للعناود: زريبة للتيوس (الكالا).
دورية: ذكرت في السعدية (نشيد 84 بيت أربعة مقابل الكلمة العبرية التي تعني سنونو أو طائراً غيره.
ديري: مختص بالدير والرهبات، رهباني (بوشر).
دَيْرَية: رهبانية، حالة الدير (بوشر).
ديري: مختص بالدير والرهبات، رهباني (بوشر).
ديرية: رهبانية، حالة الدير (بوشر).
دَوْران: دَوَران، مصدر دار (الكالا).
دَوْران: دَوَان النجم في مداره. طواف النجم في مداره وعودته إلى نقطة انطلاقه (بوشر).
دَوْران: زياح، طواف احتفالي يتقدمه القساوسة. احتفال ديني (بوشر).
ديران بال، انتباه، اعتناء، تيقظ (بوشر).
دوارة: تجول للبيع، جوالة، تجارة الجوالين، حمل السلعة والدوران بها للبيع (بوشر).
دوارة هوا: أجولي. دالة على اتجاه الهواء (بوشر).
دُوَيْرَة: حجرة، قِطّلَّية، مسكن صغير (ابن بطوطة 2: 56، 297، 438).
جَبْس الدويرة: اسم سجن في قرطبة (ابن القوطية ص23 و، ص36 و، وفيها الدويرة فقط.
دويرية بضم الدال وفتحها: تستعمل في المغرب بدل دُيرة تصغير دار. وعند دومب (ص91) دويرية. وفي معجم الكالا: دورية وهو يذكر دويرية للمعز أي زريبة للتيوس.
وعند جاكسون: دوارية أي دويرة ملاصقة لقصر السلطان، وهو يقول في رحلة إلى تمبكتو: الدواريات بنايات يحتوي كل منها على غرفتين. وتكون في مدخل الدور، يستقبل بها الضيوف والزائرين (جاكسون 253). وفي كتاب آخر (تمبكتو ص230) يقول هذا الرحالة إن الدوارية مسكن له ثلاثة جدران أما الجهة الرابعة منه فمفتوحة وتقوم على أعمدة.
ونجد في رحلة الفداء أن الدوارية حجرة يغتسل بها الملك.
دَوَّار: جوّال، متنقل. (بوشر) وعند ريشاردسون من صحارى (2: 96) ما معناه: ما هذا الرجل الدُوَار، اذهب وتحقيق منه.
دَوّار: متسكع، عاطل، متشرد (بوشر).
ودَوّار: طواف، خليع (بوشر).
امرأة دوّارة: بغيّ، عاهر، فاجرة، مومسة (بوشر).
دوَّار: بائع متجول (بوشر).
دوّار والجمع دواوير: مخيم الأعراب تصف فيه الخيام على شكل دائرة وتكون المواشي في وسط الدائرة.
وهذه الكلمة التي هي سائدة الاستعمال اليوم في أفريقية كانت مستعملة وهي موجودة عند الادريسي وابن بطوطة كما أشرت إليه في معجم الأسبانية (ص47). ونجدها أيضاً في معجم فوك، وعند العبدري (ص5 ق)، وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص106، 114). ويذكر بوشر دوار من غير تشديد مع الجمع أدوار مقابل قرية.
ودَوّار: زريبة، حظيرة (باين سميث 1204).
دوَّار الشمس: رقيب الشمس، عباد الشمس، شمسي قمر (بوشر).
دوّار الماء: دردور، دوّامة في مياه البحر (بوشر).
دُوَّار: من دير وادير ب. ذكرها فوك في معجمه.
ديّار: حانّي، خمار (فوك).
دَوّارة وجمعها دواوير (بالمعاني الثلاثة المذكورة هنا): استدارة، كروية (الكالا).
ودَوّارة: شكل لا زوايا له (الكالا).
ودَوّارة: بكرة، محالة طارة صغيرة من حديد تحضن الحبل الذي يجري عليها عند رفع الأثقال (فوك، الكالا).
دَوّارة الباب: محور الباب (باين سميث 1204).
ودَوّارة: قطعة صغيرة من الأرض قريبة العرض من الطول (محيط المحيط).
دوارة: لا أدري معنى هذه الكلمة التي ذكرت في حكاية باسم حداد (ص74) في قوله: فكتب له عن وصول إنسان حلواني - حلواني وهو معامل الدوارة والخدم والجوار الذي للخليفة واخذ منه ورقه بان يحضر ومعه خمسة آلاف درهم الذي عليه من جهة الدوارة ومن جهة الدوارة ومن جهة الخاص ثلاثة آلاف.
دوّاري: صنف من الرمان (ابن العوام 1: 273).
دائر: دوري، متكرر في فترات نظامية (بوشر).
ودائر: حافة، حاشية، ما حاط بالشيء (بوشر). مثل حافة الخوذة. ففي كوسج لطائف (ص68): دائر القميص، وفي (ألف ليلة برسل 3: 186): دائر الجل. وفي النويري مصر (مخطوطة 2 ص116 ق): زنادي أطلس بدائر أصفر. ودائر الستارة (ألف ليلة 2: 222). ودائر، إطار. ضرب من حافة خشبية تحيط بالصورة (بوشر).
ودائر: سياج، حائط، سور، نطاق (بوشر).
ودائر: بوصلة، بيت الإبرة (نيبور سفرة 2: 197).
دائر السور: حاجز، سترة (بوشر).
دائر الفص: قفص الفص، دائرة تحيط بفص الخاتم (بوشر).
دائر المدينة: شارع عريض تكتنفه الأشجار يحيط بالمدينة. مخرفة (بوشر).
دائر: حول، حوالي (معجم الادريسي).
دائر ما دار: من كل جهة (معجم الادريسي).
دائر سائر: حوالي، حول (هلو).
على الدائر: على جانب، على ضفة، على حافة (بوشر).
دائرة: استدارة، كروية (الكالا).
دائرة: عجلة، دولاب (المعجم اللاتيني العربي، فوك، ابن العوام 1: 147).
ودوائر: دواليب الطاحونة، فّراش الطاحونة فيما يظهر (كرتاس ترجمة ص359).
دائرة: إكليل أزهار، في القسم الذي نشرته من المقري، غير أني لا أستطيع العثور على العبارة.
دائرة: دفّ، دفّ صغير (بوشر، صفة مصر 13: 511، محيط المحيط).
دائرة: حزام السرج، بطان (ابن بطوطة 3: 223).
دائرة: حبل من الأسل يربط حول حثالة العنب في المعصرة (معجم الأسبانية ص44).
دائرة: إطار باب أو نافذة، وناتئة، بروز لزينة بناء أو أثاث (معجم الأسبانية ص209).
دائرة: زوبعة، عاصفة (ابن بطوطة، 2: 160).
دائرة، في مراكش: برنس من الجوخ الأزرق (هوست ص63، 102).
دوائر بَيْت: أرائك تصف طول جدران الغرفة (ألف ليلة برسل 1: 118).
دائرة: حرس الأمير (محيط المحيط) وفي حيان بسام (1: 10و): جنده ودائرته. وفي (ص10 ق) منه: وهذا الأمير قد اختص لنفسه بعض فرسان البربر فاهتاج لذلك الدائرة وقالوا للعامة نحن الذين قهرنا البرابرة وطردناهم عن قرطبة وهذا الرجل الخ. وقد تكررت فيه كلمة الدائرة أربع مرات، كما تكررت في (ص11 و) مرتين، وفي (ص114 ق) تكررت مرتين أيضاً. (كرتاس ص140، 159).
وقد أطلق عليهم اسم الدائرة لأنهم يحيطون بالأمير إحاطة الدائرة. ففي كرتاس (ص158): وركبهم الروم بالسيف حتى وصلوا إلى الدائرة التي دارت على الناصر من العبيد والحشم. ويقال أيضاً: أهل دائرة الأمير (كرتاس ص141). دوائر الشام: كتائب مؤلفة من جنود أتراك (ألف ليلة 1: 498) وانظر (ص489) منها ففيها سميت هذه الكتائب عسكر الترك.
دائرة: جند إضافي في المخزن (رولاند).
الدائرة، اسم جنس (عباد 1: 323) أو الدوائر (أبحاث 2 ملحق 25) تعني دوّار، جّوال. وهم جنود يشنون الغارات ويسلبون الناس ويقطعون الطريق ويرتكبون أنواع الجرائم. وقد كانوا في القرن الحادي عشر بلية أسبانيا كما كان قطاع الطرق أو البربانسون بلية فرنسا بعد ذلك.
دائرة: انتهاز الفرصة للأذى والإساءة.
يقال: تربص به الدوائر أي ترقب الفرصة للإساءة إليه أو لخلع نير الطاغية والتمرد عليه. (ابن بطوطة 1: 354، 3: 48، تاريخ البربر 1: 552، 650).
دائرة: أملاك ومحاصيل، يقال: فلان عنده دائرة واسعة أي أملاك ومحاصيل كثيرة (محيط المحيط).
دائرة كلام: عبارة مكونة من عدة مقاطع مسلسلة (بوشر).
دائرة الموسيقى: سلّم الالحان، سم الأنغام (بوشر).
داروي: دائري، كروي (بوشر) إدارة (مصدر أدار الآراء في أمر أنظر لين في مادة دوّر): فكر، أدراك، ففي كرتاس (ص 193): كان حسن الإدارات ذا عقل، أي كان ذا أفكار حسنة. وفي معجم فوك: حسن الإدارة أي نشيط، مجتهد مثابر.
تدوير: عند القراء توسط بين الترتيل والحدر (محيط المحيط).
تَدْويرة: محيط جسم، استدارة، كروية (بوشر).
تدار: قطب، محور، ويستعمل مجازاً بمعنى العامل الأكبر (بوشر) وفي البكري (ص36) مثلاً: يكون مدار القوم عليه أي أن إدارة أمور القوم تقع عليه (دي سلان) وكذلك في المقري (1: 243) وفي معجم أبو الفداء: ومدار مذهبهم التعصب للروحانيين.
ومدار: دائرة الانقلاب، مدار السرطان: دائرة الانقلاب الصيفي، المنقلب الصيفي.
ومدار الجدي: دائرة الانقلاب الشتوي، المنقلب الشتوي (بوشر).
ومدار: مركز (معجم الادريسي، ومدار وجمعه مدارات: طاحون تدير رحاه الدواب، بوشر).
مُدار: نوع من الأجران والمهاريس والهواوين (زيشر 11: 515).
مُدير: ساقي الخمر (انظره في أدار).
ومدير: حاكم، محافظ، (دسكرياك ص437). وانظره في أدار. ووال يقوم بإدارة الموقع (فبسكيه ص205) وانظر محيط المحيط. مدير الحَرَم: رئيس خزنة مسجد الرسول في المدينة (برتون 1: 324، 356).
مدور: من أبيات الشعر ما انقسمت في تقطيعه كلمة بين آخر صدره وأول عجزه (محيط المحيط).
شطرنج مدور: انظره في كلمة شطرنج.
مدارة: لعبة للأطفال (ميهرن ص35).
مَدْوَرَة: قطعة من أرض البيت منخفضة عن باقي أرض البيت يدور عليها الباب عند فتحه وأصفاقه (محيط المحيط).
مَدْوّرة: خيمة مستديرة (مملوك 1، 1: 192، ألف ليلة 1: 400).
مُدَوّرة: مخدة، وسادة مستديرة مغطاة بقطيفة أو بجلد مطرز (لين ترجمة ألف ليلة 2: 399 رقم 10، ألف ليلة وليلة طبعة ماكن 1: 107) وفي طبعة برسل (1: 266، مخدّة وهذا صواب قراءتها) (1: 266، 2: 163، 4: 278) برسل (3: 269، 10: 389).
وفي طبعة ماكن مخدّة. ويظهر أن هذه الكلمة تدل على معنى آخر في طبعة ماكن (4: 255) إذ نجد فيها: متكئأً على مخدّة محشوة بريش النعام وظهارتها مدورة سنجابية، وأرى أن هذه الكلمة زائدة هنا فهي في رأيي مرادفة لمخدّة وقد كتبت في الهامش ثم أضيفت إلى النص. وليس في طبعة برسل (10: 221) أية مشكلة ففيها ذكر مخدتين: وبجانبه مخدة محشوة قطن ملكي واتكى على مدورة سنجابية.
ومَدوّرة: منديل تلفه المرأة حول رأسها، وكثير منهن يلففن مدورتين. (وولتر سودرف).
مداراتي: طحّان طاحون تدير الدواب رحاه. (بوشر).
مدْوار: قصير وسمين، مكتل (فوك).
مداور: لص يسرق من دواوير الأكراد والتركمان والأعراب بعد أن يلقي للكلاب أقراص الخبز المطلي بالزبد (زيشر 20: 54).
مُسْتَديرة: تلبيسة مربعات صغيرة، وهي ما يصفح أو يلبس به الحائط أو السقف من الخشب أو الرخام (الكالا).

قرطينة

قرطينة: قرطينة (باللاتينية Curtina, Cortina) .
رواق (ممر مكشوف الوجه مسقوف بعقود على أعمدة) أمام الدار (الكالا).
قرطينة تحت الأرض: رواق تحت الأرض. (الكالا).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.