Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=76308#d882ad
(أصرد) السهْم لم يصب
صرد: الصَّرْدُ والصَّرَدُ: البَرْدُ، وقيل: شِدَّتُهُ، صَرِدَ، بالكسر،
يَصْرَدُ صَرَداً، فهو صَرِدٌ، من قوم صَرْدَى. الليث: الصَّرَدُ مصدر
الصَّرِدِ من البرد. قال: والاسم الصَّرْد مجزوم؛ قال رؤبة:
بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْد
وفي الحديث: ذاكِرُ الله في الغافلين مثلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسَطَ
الشَّجر الذي تَحَاتَّ وَرَقه من الصَّرِيد؛ هو البرد، ويروى: من الجَلِيد.
وفي الحديث: سُئِلَ ابن عمر عما يموت في البحر صَرْداً، فقال: لا بأْس
به، يعني السمك الذي يموت فيه من البَرْد.
ويومٌ صَرِدٌ ولَيلَةٌ صَرِدَةٌ: شديدة البرد. أَبو عمرو: الصَّرْد مكان
مُرْتَفع من الجبال وهو أَبردها؛ قال الجعدي:
أَسَدِيَّةٌ تُدْعَى الصِّرادَ، إِذا
نَشِبوا، وتَحْضُر جانِبَيْ شِعْر
(* قوله «تدعى» ولعله تدع أي تترك. وقوله «شعر جبل» كذا بالأَصل، بكسر
الشين، وسكون العين، وان صح هذا الضبط فهو جبل ببلاد بني جشم، أما بفتح
الشين، فهو جبل لبني سليم أو بني كلاب كما في القاموس. وهناك شعر، بضم
الشين وسكون العين أيضاً، جبل آخر ذكره ياقوت.)
قال: شِعْر جَبَل: الجوهري: الصَّرْدُ البرد، فارسي معرَّب.
والصُّرُودُ مِن البلاد: خلاف الجُرُوم أَي الحارَّة. ورَجُلٌ مِصْراد:
لا يصبر على البرد؛ وفي التهذيب: هو الذي يَشْتَدُّ عليه البرد ويقل
صَبْرُه عليه؛ وفي الصحاح: هو الذي يجد البرد سريعاً؛ قال الساجع:
أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا،
لا يَشْتَهي أَن يَرِدَا
وفي حديث أَبي هريرة سأَله رجل فقال: إِني رجل مِصْرادٌ؛ هو الذي يشتدّ
عليه البرد ولا يُطيقُه. والمِصرادُ أَيضاً: القَويُّ على البرد؛ فهو من
الأَضداد. والصُّرَّادُ: ريح بارِدَةٌ مع نَدًى. وريحٌ مِصرادٌ: ذاتُ
صَرَد أَو صُرَّادٍ؛ قال الشاعر:
إِذا رأَيْنَ حَرْجَفاً مِصرادَا،
وَلَّيْنَها أَكْسِيَةً حِدادا
والصُّرَّادُ والصُّرَّيْدُ والصَّرْدَى: سحاب بارد تسْفِرُه الريح.
الأَصمعي: الصُّرَّادُ سحاب بارد نَدِيٌّ ليس فيه ماء؛ وفي الصحاح: غَيْم
رقيق لا ماء فيه.
ابن الأَعرابي: الصَّرِيدَة النعجة التي قد أَنحلها البرد وأَضَرَّ بها،
وجمعها الصَّرائِدُ؛ وفي المحكم: الصَّرِيدَة التي أَنحلها البرد
وأَضَرَّ بها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
لَعَمْرُكَ، إِني والهِزَبْرَ وعارماً
وثَوْرَةَ عِشْنا في لُحوم الصَّرائدِ
ويروى: فَيا لَيْتَ أَنِّي والهزبر»
وأَرضٌ صَرْدٌ: باردة، والجمع صُرُود.
وصَرِدَ عن الشيءِ صَرَداً وهو صَرِدٌ: انتهى؛ الأَزهري: إِذا انْتَهَى
القلب عن شيء صَرِدَ عنه، كما قال:
أَصْبَحَ قلبي صَرِدا
قال: وقد يوصف الجيش بالصَّرَد. وجيشٌ صَرَدٌ وصَرْدٌ، مجزوم: تراه من
تُؤَدَتِه كأَنه
(* قوله «من تؤدته كأَنه إلخ» عبارة الأساس كأَنه من تؤدة
سيره جامد.) سَيْرُه جامد، وذلك لكثرته، وهو معنى قول النابغة الجعدي:
بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تحْسَبُ أَنَّهُم
وُقُوفٌ لِحَاجٍ، والرِّكابُ تُهَمْلِج
وقال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:
صَرَدٌ تَوَقَّصَ بالأَبْدان جُمْهُور
والتَّوَقُّصُ: ثِقَل الوَطْءِ على الأَرض. والتَّصريدُ: سَقْيٌ دون
الرَّيِّ؛ وقال عمر يرثي عروة بن مسعود:
يُسْقَوْنَ منها شَراباً غَيْرَ تَصْرِيد
وفي التهذيب: شُرْبٌ دون الريّ. يقال: صَرَّدَ شُرْبه أَي قطعَه.
وصَرِدَ السَّقاءُ صَرَداً أَي خرج زُبْدُه متقطعاً فَيُداوى بالماء الحارِّ،
ومن ذلك أُخِذَ صَرْدُ البرد. والتَّصْرِيدُ في العطاء: تَقْليله، وشراب
مُصَرَّدٌ أَي مُقَلَّل، وكذلك الذي يُسقَى قَلِيلاً أَو يُعْطى قليلاً.
وفي الحديث: لن يدخل الجنة إِلا تَصرِيداً أَي قليلاً. وصَرَّدَ العطاء:
قَلَّله.
والصَّرْدُ: الطعنُ النافذُ. وصَرِد الرمحُ والسَّهم يَصْرَدُ صَرَداً:
نَفَذَ حدُّه. وصَرَدَه هو وأَصْرده: أَنْفَذَه من الرَّميَّة، وأَنا
أَصْرَدْــتُه؛ وقال اللَّعِينُ المِنْقَريُّ يخاطب جَريراً والفرزدق:
فما بُقْيا عليَّ تَرَكْتُماني،
ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال
وأَصْرَدَ السهمُ: أَخْطَأَ. وقال أَبو عبيدة في بيت اللعين: من أَراد
الصواب قال: خفتما أَن تُصِيبَ نِبالي، ومن أَراد الخَطَأَ قا: خفْتما
إِخْطاءَ نبالكما. والصَّرَدُ والصَّرْدُ: الخَطَأُ في الرمح والسهم
ونحوهما، فهو على هذا ضدّ. وسهم مِصْرادٌ وصاردٌ أَي نافذ. وقال قطرب: سهم
مُصَرِّد مصيب، وسهم مُصْرِدٌ أَي مُخْطِئ؛ وأَنشد في الإِصابة:
على ظَهْرِ مِرْنانٍ بسَهْمٍ مُصَرِّد
أَي مُصِيب؛ وقال الآخر:
أَصْرَدَــه الموتُ وقد أَطَلاَّ
أَي أَخْطَأَه.
والصُّرَدُ: طائر فوق العصفور، وقال الأَزهري: يَصِيدُ العصافير؛ وقول
أَبي ذؤيب:
حتى اسْتَبانتْ مع الإِصْباحِ رَامَتُها،
كأَنَّه في حَواشِي ثَوْبِه صُرَد
أَراد: أَنه بين حاشِيتي ثوبه صُرَدٌ من خِفته وتضاؤله، والجمع
صِرْدانٌ؛ قال حميد الهلالي:
كأَنّ، وَحَى الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضَالَةٍ،
تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ، إِذا ما تَلَهْجَما
(* قوله «كأن وحى إلخ» وحى خبر كأن مقدم وتلهجم اسمها مؤخر كما هو صريح
حل الصحاح في مادة لهجم.)
وفي الحديث: نُهِي المحرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَدِ. وفي حديث آخر: نَهى
النبي، صلى الله عليه وسلم، عن قتل أَربع: النملةِ والنحلة والصُّرَدِ
والهُدهد؛ وروي عن إِبراهيم الحَرْبي أَنه قال: أَراد بالنملة الكُبَّارَ
الطويلة القوائم التي تكون في الخَرِبات وهي لا تؤذي ولا تضر، ونهى عن قتل
النحلة لأَنها تُعَسِّلُ شراباً فيه شفاء للناس ومنه الشمع، ونَهَى عن قتل
الصُّرَدِ لأَن العرب كانت تَطَّيَّرُ من صوته وتتشاءَم بصوته وشَخْصِه؛
وقيل: إِنما كرهوه من اسمه من التصريد وهو التقليل، وهو الواقِي عندهم،
ونهى عن قتله رَدّاً للطِّيَرة، ونهى عن قتل الهدهد لأَنه أَطاع نبيّاً
من الأَنبياءِ وأَعانه؛ وفي النهاية: أَما نهيه عن قتل الهدهد والصرد
فلتحريم لحمهما لأَن الحيوان إِذا نُهِي عن قتله، ولم يكن ذلك لاحترامه أَو
لضرر فيه، كان لتحريم لحمه، أَلا ترى أَنه نُهِيَ عن قتل الحيوان لغير
مأْكلة؟ ويقال: إِن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجَلاَّلَةِ؛ وقيل:
الصُّرَدُ طائر أَبقع ضخم الرأْس يكون في الشجر، نصفه أَبيض ونصفه أَسود؛
ضخم المِنقار له بُرْثُنٌ عظيم نَحْوٌ مِنَ القارِية في العِظَمِ ويقال له
الأَخْطَب
(* قوله «ويقال له الأخطب إلخ» عبارة المصباح: ويسمى المجوّف
لبياض بطنه، والأخطب لخضرة ظهره، والاخيل لاختلاف لونه.) لاختلاف لونيه،
والصُّرَد لا تراه إِلا في شُعْبَة أَو شجرة لا يقدر عليه أَحد. قال
سُكَيْنٌ النُّمَيري: الصُّرَدُ صُرَدان: أَحدهما أَسْبَدُ يسميه أَهل العراق
العَقْعَقَ، وأَما الصُّرَدُ الهَمْام، فهو البَرِّيُّ الذي يكون بنجد في
العضاه، لا تراه إِلا في الأَرض يقفز من شجر إِلى شجر، قال: وإِن
أَصْحَر وطُرِدَ فأُخذَ؛ يقول: لو وقع إِلى الأَرض لم يستقل حتى يؤخذ، قال:
ويصرصر كالصقر؛ وروي عن مجاهد قال: لا يُصاد بكلب مجوسيٍّ ولا يؤكل من صيد
المجوسي إِلا السمك، وكُرِه لحم الصُّرَد، وهو من سباع الطير. وروي عن
مجاهد في قوله: سكينة من ربكم، قال: أَقبلت السكينة والصرد وجبريل مع
إِبراهيم من الشام. والصَّرْدُ: البَحْتُ الخالصُ من كل شيء. أَبو زيد: يقال
أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَي خالصاً، وشراب صَرْدٌ. وسقاه الخمر صَرْداً
أَي صِرفاً؛ وأَنشد:
فإِنَّ النَبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ،
على غَيْرِ شَيءٍ، أَوجَعَ الكِبْدَ جُوعها
وذهَبٌ صَرْدٌ: خالص. وجيش صَرْدٌ: بنو أَب واحد لا يخالطهم غيرهم. وقال
أَبو عبيدة: يقال معه جَيْش صَرْدٌ أَي كلهم بنو عمه؛ وكَذِبٌ صَرْدٌ.
أَبو عبيدة: الصَّرَدُ أَن يخرج وبَرٌ أَبيضُ في موضع الدَّبَرَةِ إِذا
بَرَأَتْ، فيقال لذلك الموضِع صُرَدٌ وجمعه صِرْدانٌ؛ وإِياهما عنى الراعي
يصف إِبلاً:
كأَنَّ مَوَاضِعَ الصِّرْدانِ منها
مناراتٌ بُدِينَ على خِمارِ
جعل الدَّبَرَ في أَسنمة شبهها بالمنار.
الجوهري: الصُّرَدُ بياض يكون على ظهر الفرس من أَثر الدَّبَرِ. ابن
سيده: والصُّرَدُ بياض يكون في سنام البعير والجمع كالجمع. والصُّرَدُ
كالبياض يكون على ظهر الفرس من السَّرْج. يقال: فرسٌ صَرِدٌ إِذا كان بموضع
السرج منه بياضٌ من دَبَر أَصابه يقال له الصُّرَدُ؛ وقال الأَصمعي:
الصُّرَدُ من الفرسِ عِرْقٌ تحت لسانه؛ وأَنشد:
خَفِيفُ النَّعامَةِ ذُو مَيْعَة،
كَثِيفُ الفَراشَةِ ناتِي الصُّرَدْ
ابن سيده: والصُّرَدُ عِرْقٌ في أَسْفل لسان الفرس.
والصُّرَدَانِ: عِرْقان أَخضران يستبطنان اللسانَ، وقيل: هما عظمان
يقيمانه، وقيل: الصُّرَدَانِ عرقان مُكْتَنِفانِ اللسانَ؛ وأَنشد ليزيد بن
الصَّعِق:
وأَيُّ الناسِ أَعْذَرُ مِنْ شَآمٍ،
له صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللِّسانِ؟
أَي ذَرِبانِ. قال الليث: الصُّرَدانِ عِرْقانِ أَخضران أَسْفَلَ اللسان
فيهما يدور اللسان؛ قاله الكسائي.
والصُّرَدُ: مسمار يكون في سِنان الرُّمح؛ قال الراعي:
منها صَريعٌ وضاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ،
كما ضَغا تَحْتَ حَدِّ العامِلِ الصُّرَدُ
وصَرَّدَ الشَّعِيرُ والبُرُّ: طلع سَفاهما ولم يَطْلُع سُنْبُلُهما وقد
كاد؛ قال ابن سيده: هذه عن الهَجَريّ. قال شمر: تقول العرب للرجل:
افْتَحْ صُرَدَك
(* قوله «افتح صردك» هكذا بالأَصل المعتمد عليه بأَيدينا
والذي في الميداني صررك، بالراء، جمع صرة.) تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرَك؛ قال:
صُرَدُه نفسه، يقول: افتح صُردَكَ تَعْرِفْ لُؤمَكَ من كرمك وخيرك من
شَرِّك. ويقال: لو فتح صُرَدَه عرف عُجَره وبُجَره أَي عرف أَسرار ما
يكتم.الجوهري: والصِّمْرِدُ، بالكسر، الناقة القليلة اللبن. وبنو الصارِدِ:
حيٌّ من بني مرة بن عوف بن غطفان.
حبض: حَبَضَ القلبُ يَحْبِضُ حَبْضاً: ضرب ضربَاناً شديداً، وكذلك
العِرْقُ يَحْبِضُ ثم يَسْكُن، حَبَضَ العِرْقُ يَحْبِض، وهو أَشدُّ من
النَّبْض. وأَصابت القومَ داهيةٌ من حَبَضِ الدهر أَي من ضرَبانه.
والحَبَضُ: التحرُّك. وما له حَبَضٌ ولا نَبَضٌ، محرَّك الباء، أَي
حركة، لا يستعمل إِلا في الجحد؛ الحَبَضُ: الصوت، والنَّبَضُ: اضطرابُ
العِرْق. ويقال: الحَبَضُ حَبَضُ الحياةِ، والنَّبَضُ نَبَضُ العُرُوقِ. وقال
الأَصمعي: لا أَدري ما الحَبَض. وحَبِضَ وحَبَضَ بالوتَرِ أَي أَنْبَضَ،
وتَمُدّ الوتر ثم تُرْسِله فتَحْبَِضُ. وحَبَضَ السهمُ يَحْبِضُ حَبْضاً
وحُبُوضاً وحَبِضَ حَبْضاً وحَبَضاً: وهو أَن تَنزِع في القوس ثم ترسله
فيسقط بين يديك ولا يَصُوبُ، وصَوْبُه استقامتُه، وقيل: الحَبْضُ أَن يقع
السهم بين يدي الرامي إِذا رمى، وهو خلاف الصارِد؛ قال رؤبة:
ولا الجَدَى من مُتْعَبٍ حَبَّاضِ
وإِحْباضُ السهم: خلاف إِصْرادِه. ويقال: حَبِضَ إِذا السهمُ ما وقع
بالرَّمِيَّة وقعاً غير شديد؛ وأَنشد:
والنبلُ يَهْوِي خَطأً وحَبَضا
قال الأَزهري: وأَما قول الليث إِن الحابِضَ الذي يقع بالرمية وقعاً غير
شديد فليس بصواب؛ وجعل ابن مقبل المَحابِضَ أَوتارَ العود في قوله يذكر
مُغَنِّية تُحَرِّك أَوتارَ العود مع غِنائِها:
فُضْلى تُنازِعُها المَحابِضُ رَجْعَها،
حَذّاءَ لا قَطِعٌ ولا مِصْحالُ
قال أَبو عمرو: المَحابِضُ الأَوْتارُ في هذا البيت. وحَبَضَ حقُّ الرجل
يَحْبِضُ حُبوضاً: بَطَلَ وذهب، وأَحْبَضَه هو إِحْباضاً: أَبْطَلَه.
وحَبَضَ ماءُ الركيَّة يَحْبِضُ حُبوضاً: نفَصَ وانحدر؛ ومنه يقال: حَبَضَ
حقُّ الرجل إِذا بطل. وحَبَضَ القومُ يَحْبِضُونَ حُبوضاً: نقصوا. قال
أَبو عمرو: الإِحْباضُ أَن يَكُدّ الرجل رَكِيَّتَه فلا يَدَعَ فيها ماء،
والإِحْباط أَن يذهب ماؤُها فلا يعود كما كان، قال: وسأَلت الحصيبيّ عنه
فقال: هما بمعنى واحد.
والحُبَاضُ: الضَّعْف. ورجل حابِضٌ وحَبّاضٌ: مُمْسِكٌ لما في يديه
بَخِيل. وحَبَضَ الرجلُ: ماتَ؛ عن اللحياني.
والمِحْبَضُ: مِشْوَرُ العسل ومِنْدَفُ القُطْن. والمَحابِضُ: مَنادِفُ
القطن؛ قال ابن مقبل في مَحابِض العسل يضف نَحْلاً:
كأَنَّ أَصْواتَها مِنْ حيثُ تسْمَعُها
صَوْتُ المَحابِضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا
قال الأَصمعي: المَحابِضُ المَشاورُ وهي عيدانٌ يُشارُ بها العسل؛ وقال
الشنفري:
أَو الخَشْرَم المبثوث حَثْحَثَ دَبْرَه
مَحابِيضُ، أَرْساهُنَّ شارٍ مُعَسِّلُ
أَراد بالشاري الشائرَ فقَلَبه. والمَحارِينُ: ما تَساقط من الدَّبْرِ
في العسل فمات فيه.
رقق: الرَّقِيقُ: نقيض الغَلِيظ والثَّخِينِ. والرِّقَّةُ: ضدُّ
الغِلَظ؛ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى
رَقيقةٌ ورُقاقةٌ؛ قال:
من ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِيقهْ،
تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ
معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ حتى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف
وتَرِقَّ، ويتسع مَجرى مُخِّها ويَطِيب لحمها ويكر مُخُّها؛ كل ذلك عن
ابن الأَعرابي، والجمع رِقاق ورَقائق. وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه: جعله
رقيقاً. واسْترقَّ الشيءُ: نقيض استغلظَ. ويقال: مال مُترقْرِقُ السِّمَن
ومترقرق الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِّء له تراه قد دَنا من
ذلك، الرَّمْدُ: الهَلاكُ؛ ومنه عامُ الرَّمادةِ، والرِّقُّ: الشيء
الرَّقيقُ. ويقال للأَرض اللينة: رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. ورَقَّ جِلد العِنب:
لَطُفَ. وأَرَقَّ العنبُ: رَقَّ جلده وكثر ماؤُه، وخص أَبو حنيفة به العنب
الأَبيض. ومُسْتَرَقُّ الشيء: ما رَقَّ منه. ورَقِيقُ الأَنف: مُسْتَرَقُّه
حيث لانَ من جانبه؛ قال:
سالَ فقد سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ
أَي سال مُخاطُه؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْري:
مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ،
لم يُسْتَمَلْ ذو رَقِيقَيْها على وَلَدِ
قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ: يقول ذهب طولاً وعَرْضاً؛ وقوله: لم يُسْتَمل
ذو رقيقيْها على ولد فتَشُمَّه. ومَرَقَّا الأَنْفِ: كَرَقيقَيْه، ورواه
ابن الأَعرابي مرة بالتخفيف، وهو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من الرِّقة كما
بَيَّنَّا. الأَصمعي: رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما؛ وأَنشد:
ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى
ندى: في موضع نصب.
ومَراقُّ البطن: أَسفله وما حوله مما اسْتَرَقَّ منه، ولا واحد لها.
التهذيب: والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ.
ومَراقُّ الإبِلِ: أَرْفاغُها. وفي حديث عائشة قالت: كان رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه
فغَسلها، ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه، فإِذا أَنْقاها
أَهْوى بيده إِلى الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء؛ أَراد بمراقِّه
ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى
عن جميعها بالمَراقِّ، وهو جمع المَرَقِّ؛ قال الهروي: واحدها مَرَقٌّ،
وقال الجوهري: لا واحد لها. وفي الحديث: أَنه اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ
وليَ هو ذلك بنفْسه. واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في الأَرض فقال: أَرض
رَقيقة. وعيش رَقيق الحَواشي: ناعِم.
والرَّقَقُ: رِقَّة الطعام. وفي ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ، وقد
أَرَقَّ؛ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال: يقال ما في ماله رَقَقٌ أَي قلة.
والرَّقَقُ: الضَّعْفُ. ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف؛ ومنه قول الشاعر:
لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا
والرِّقَّةُ: مصدر الرقيق عامٌّ في كل شيء حتى يقال: فلان رَقيقُ
الدِّين. وفي حديث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ؛ قال القتيبي:
يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن وشِدَّة البَرْد،
وهم يضربون المثل فيقولون: أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء. وفي حديث عائشة،
رضي الله عنها: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن؛
ومنه الحديث: أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل
للمَوْعِظة، والمراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة. وتَرَقَّقته الجارية:
فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي ضَعُف صبره؛ قال ابن هَرْمة:
دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه،
فَرَقَّ، ولا خَلالةَ للرَّقِيقِ
ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة: أَين شَبابُكَ
وجَلَدُكَ؟ فقال: مَن طال أَمَدُه، وكثر ولدُه، ورَقَّ عدَده، ذهب جَلَدُه؛
قوله رَقَّ عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها،
فكان ذلك الأَقل عنده رَقِيقاً. والرَّقَقُ: ضَعْفُ العِظام؛ وأَنشد:
حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها،
إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا
خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ،
لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا
وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي:
لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها
لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ
(* قوله «لها» كذا بالأصل، وصوب ابن بري كما في مادة مسح: لنا).
ويقال: رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ. وأَرَقَّ فلان إِذا
رَقَّتْ حالُه وقلَّ ماله. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: كَبِرَتْ سِنِّي
ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت. والرِّقَّةُ: الرحمة. ورقَقْت له أَرِقُّ:
رحِمْتُه. ورَقَّ وجهُه: استحيا؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ
وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها
لم ترِقّ عيونها أَي لم تَستَحْيِ.
والرَّقاق، بالفتح: الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِِية الليِّنةُ
الترابِ تحت صلابة؛ قصره رؤبة بن العجاج في قوله:
كأَنَّها، وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ
من ذَرْوِها، شِبْراقُ شَدٍّ ذي عَمَقْ
(*قوله «تهاوى بالرقق» كذا في الأصل وهو في الصحاح أيضاً بواو في تهاوى
وقافين في الرقق والذي سيأتي للمؤلف في مادتي شبرق ومعق تهادى في الرفق
بدال بدل الواو وفاء بدل القاف وضبطت الرفق بضم ففتح في المادتين).
الأصمعي: الرَّقاقُ الأَرض اللينة من غير رمل، وأَنشد:
كأَنَّها بين الرَّقاقِ والخَمَرْ،
إِذا تَبارَيْنَ، شَآبِيبُ مَطَرْ
وقال الراجز:
ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ الجراثِمِ
أَي يَذْرُو في الرَّقاقِ ويثب في الجَراثِيمِ من الرمل؛ وأَنشد ابن بري
لإِبراهيم بن عِمران الأَنصاري:
رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ،
ولَحْمها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ
والرُّقاقُ، بالضم: الخبز المنبسط الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ. يقال:
خُبْز رُقاق ورَقِيق. تقول: عندي غلام يَخْبِز الغليظ والرقيق، فإِن قلت يخبز
الجَرْدَقَ قلت: والرُّقاق، لأَنهما اسمان، والرُّقاقة الواحدة، وقيل:
الرُّقاق المُرَقَّق. وفي الحديث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ؛ هو
الأَرْغِفة الواسعة الرَّقِيقة. يقال: رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال.
والرُّقُّ: الماءُ الرَّقيق في البحر أَو في الوادي لا غُزْرَ له.
والرَّقُّ: الصحيفة البيضاء؛ غيره: الرَّق، بالفتح: ما يُكتب فيه وهو
جِلْد رَقِيق، ومنه قوله تعالى: في رَقٍّ مَنْشُور؛ أَي في صُحُفٍ. وقال
الفراء: الرَّقُّ الصحائف التي تُخرج إِلى بني آدم يوم القيامة فآخِذٌ
كتابَه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، قال الأَزهري: وما قاله الفراء يدل على
أَنَّ المكتوب يسمى رَقّاً أَيضاً، وقوله: وكِتابٍ مَسْطور؛ الكتاب ههنا ما
أُثْبِت على بني آدم من أَعمالهم. والرَّقَّةُ: كلّ أَرض إِلى جَنب وادٍ
ينبسط عليها الماء أَيَّام المَدِّ ثم يَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون
مَكْرُمةً للنبات، والجمع رِقاقٌ. أَبو حاتم: الرَّقَّة الأَرض التي نَضَب
عنها الماء، والرَّقَّةُ البيضاء معروفة منه،. والرَّقَّةُ: اسم بلد.
والرَّقُّ: ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح. والرَّق: العظيم من
السَّلاحِف، وجمعه رُقُوق. وفي الحديث: كان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَّ
فيأْكلونه؛ قال الحَربي: هو دُوَيْبة مائية لها أَربع قوائم وأَظفار وأَسنان
تُظهرها وتُغيِّبها.
والرِّقُّ، بالكسر: المِلك والعُبودِيَّةُ. ورَقَّ: صار في رِقٍّ. وفي
الحديث عن علي، عليه السلام، قال: يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى
فيما رَقَّ منه. وفي الحديث: يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه
دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما أَدَّى دِيةَ
الحُرِّ؛ ومعناه أَن المكاتَب إِذا جني عليه جِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ
كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من
كتابته دِيةَ حُرٍّ، ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دِيةَ عبدٍ كأَن
كاتَب على أَلف وقِيمتُه مائة ثم قُتِل وقد أَدَّى خمسمائة فلورثته خمسة
آلاف نصفُ
دية حُرّ، ولسيده خمسون نصف قيمته، وهذا الحديث خَرّجه أَبو داود في
السنن عن ابن عباس وهو مذهب النخعي، ويروى عن عليّ شيء منه، وأَجمع الفقهاء
على أَنّ المُكاتَب عبد ما بَقِي عليه دِرْهم. وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ
ورَقيقٌ، وجمع الرَّقيق أَرِقَّاء. وقال اللحياني: أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة
من إِماء رقائقَ فقط، وقيل: الرقيق اسم للجمع.
واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ: أَدخله في الرِّقِّ. واسْترقَّ مملوكَه
وأَرَقَّه: وهو نقيض أَعْتقَه. والرَّقيقُ: المملوك، واحد وجمع، فَعِيل
بمعنى مفعول وقد يُطلق على الجماعة كالرَّفيق، تقول منه رَقَّ العبدَ
وأَرَقَّه واسْترقَّه. الليث: الرِّقُّ العُبودة، والرَّقيق العبد، ولا يؤخذ منه
على بناء الاسم. وقد رَقَّ فلان أَي صار عبداً. أَبو العباس: سمي العبيد
رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويَذِلُّون ويَخْضَعون، وسميت
السُّوق سوقاً لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها، والسَّوْقُ: مصدر، والسُّوقُ: اسم.
وفي حديث عُمر: فلم يبق أَحد من المسلمين إِلا له فيها حَظٌّ وحَقٌّ
إِلاّ بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم أَي عبيدكم؛ قيل: أَراد به عبيداً
مخصوصين، وذلك أَنّ عمر، رضي الله عنه، كان يُعطي ثلاثة مَماليك لبني غفار
شهدوا بَدْراً لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم، فأَراد بهذا
الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل: أَراد جميع المماليك، وإِنما استثنى من جملة
المسلمين بعضاً من كل، فكان ذلك منصرفاً إلى جنس المماليك، وقد يوضع
البعض موضع الكل حتى قيل إِنه من الأَضداد. والرِّقُّ أَيضاً: الشيء
الرَّقيق، ويقال للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. والرِّقُّ: ورَق الشجر؛
وروى بيت جُبَيها الأَشجعي:
نَفى الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ
والرِّقُّ: نبات له عُود وشَوْك وورَق أَبيض.
ورَقْرَقْت الثوب بالطِّيب: أَجْريته فيه؛ قال الأَعشى:
وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُو
س بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيه العَبِيرا
ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالدَّسَم: آدَمَه به، وقيل: كثَّره. ورَقْراقُ
السحاب: ما ذهَب منه وجاء. والرَّقراقُ: تَرْقْرُق السَّراب. وكل شيء له
بَصيص وتلأْلُؤ، فهو رَقْراق؛ قال العجاج:
ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ
بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِِ
رَقْرقان: ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك، والمَسْجُور ههنا:
المُوقد من شدَّة الحَرّ. وفي الحديث: أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ. قال أَبو
عبيد: يعني تَدُور تجيء وتذهب وهي كناية عن ظُهور حركتها عند طلوعها،
فإِنها تُرى لها حركةٌ مُتَخَيَّلة بسبب قُربها من الأُفُق وأَبْخِرته
المُعْتَرِضة بينها وبين الأَبصار، بخلاف ما إِذا علَتْ وارتفعت. وسراب
رَقْراقٌ ورَقرقانٌ: ذو بَصيصٍ. وتَرَقرَقَ: جرَى جَرْياً سَهلاً. وترَقْرق
الشيءُ: تلأْلأ أَي جاء وذهبَ. ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب،
وكذلك الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق. وسيفٌ رُقارِقٌ: برّاق. وثوب رُقارِق:
رَقيق. وجارية رَقْراقة: كأَنّ الماء يجري في وجهها. وجارية رَقْراقةُ
البشَرة: برّاقة البياضِ. وترَقْرقَت عينه: دَمَعت، ورَقْرَقَها هو.
ورَقْراقُ الدمع: ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر:
فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ،
سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها
ورَقْرقَ الخمرَ: مَزَجَها. وتَرْقِيقُ الكلام: تحسينه. وفي المثل: عن
صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؛ يقول: تُرَقِّق كلامك وتُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح، قاله
رجل لضيف له غَبَقَه، فرقّق الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه؛ وروي هذا المثل عن
الشعبي أَنه قال لرجل سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال: حَرُمت
عليه امرأَته، أَعن صَبوح تُرَقِّق؟ قال أَبو عبيد: اتَّهمه بما هو أَفْحش
من القُبلة، وهذا مثل للعرب يقال لمن يُظهر شيئاً وهو يريد غيره، كأَنه
أَراد أَن يقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل، وأَصله أَن رجلاً نزل
بقوم فبات عندهم فجعل يُرقّق كلامه ويقول: إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت فعلت
كذا، يريد إِيجاب الصَّبُوح عليهم، فقال بعضهم: أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي
تُعرّض بالصَّبُوح، وحقيقته أَنّ الغَرض الذي يَقْصِده كأَنّ عليه ما
يستُره فيريد أَن يجعله رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ على ما وَراءه، وكأَنَّ
الشعبي اتَّهم السائل وتوهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما يَتْبَعُها فغَلّظ
عليه الأَمرَ. وفي الحديث وتجيء فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي
يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها. وترقَّقْتَ له إِذا رَقَّ له قلبُك.
والرَّقاقُ: السَّيْر السَّهل؛ قال ذو الرمة:
باقٍ على الأَيْنِ يُعْطي، إِن رَفَقْتَ به،
مَعْجاً رَقاقاً، وإِن تَخْرُقْ به يَخِدِ
أَبو عبيدة: فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفيفاً وبه رَقَقٌ. وحِضْنا
الرجل: رَقيقاه؛ وقال مُزاحِم:
أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ، كأَنه
شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ