Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=67800#0117d9
(أحان) أزمن وَالشَّيْء أهلكه
حين: الحِينُ: الدهرُ، وقيل: وقت من الدَّهر مبهم يصلح لجميع الأَزمان
كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، يكون سنة وأَكثر من ذلك، وخص بعضهم به أَربعين
سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين. والحِينُ: الوقتُ،
يقال: حينئذ؛ قال خُوَيْلِدٌ:
كابي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه،
حينَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ.
والحِينُ: المُدَّة؛ ومنه قوله تعالى: هل أَتى على الإنسان حينٌ من
الدَّهِرِ. التهذيب: الحِينُ وقت من الزمان، تقول: حانَ أَن يكون ذلك، وهو
يَحِين، ويجمع على الأَحيانِ، ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ، وإذا باعدوا بين
الوقتين باعدوا بإِذ فقالوا: حِينَئذٍ، وربما خففوا همزة إذا فأَبدلوها
ياء وكتبوها بالياء. وحانَ له أَن يَفْعَلَ كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ.
وقوله تعالى: تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإِذن ربِّها؛ قيل: كلَّ سنةٍ،
وقيل: كُلَّ ستة أَشهر، وقيل: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة. قال الأَزهري:
وجميع من شاهدتُه من أَهل اللغة يذهب إلى أَن الحِينَ اسم كالوقت يصلح
لجميع الأَزمان، قال: فالمعنى في قوله عز وجل: تؤتي أُكلها كل حين، أَنه
ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة؛ قال: والدليل على أَن الحِينَ
بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعي:
تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها،
تُطَلِّقه حِيناً، وحِيناً تُراجِعُ.
المعنى: أَن السم يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً ويعود وقتاً. وفي حديث ابن
زِمْلٍ: أَكَبُّوا رَواحِلَهم في الطريق وقالوا هذا حِينُ المَنْزِلِ أَي
وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُولِ، ويروى خَيْرُ المنزل، بالخاء والراء. وقوله
عز وجل: ولَتَعْلَمُنَّ نبأَه بعد حِينٍ؛ أَي بعد قيام القيامة، وفي
المحكم أَي بعد موت؛ عن الزجاج. وقوله تعالى: فتَوَلَّ عنهم حتى حِينٍ؛ أَي
حتى تنقضي المُدَّةُ التي أَُمْهِلوا فيها، والجمع أَحْيانٌ، وأَحايينُ
جمع الجمع، وربما أَدخلوا عليه التاء وقالوا لاتَ حِينَ بمعنى ليس حِينَ.
وفي التنزيل العزيز: ولاتَ حِينَ مَناصٍ؛ وأَما قول أَبي وَجْزة:
العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ،
والمُفْضِلونَ يَداً، إذا ما أَنْعَمُوا.
قال ابن سيده: قيل إنه أراد العاطِفُونَ مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه
زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله:
نَوِّلِي قبل نَأْي دَارِي جُماناً،
وصِلِينا كما زَعَمْتِ تَلانا.
أَراد الآن، فزاد التاء وأَلقى حركة الهمزة على ما قبلها. قال أَبو زيد:
سمعت من يقول حَسْبُكَ تَلانَ، يريد الآن، فزاد التاء، وقيل: أَراد
العاطفونَهْ، فأَجراه في الوصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف، وذلك أَنه
يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونهْ وضاربونَهْ فتلحق الهاء لبيان حركة النون،
كما أَنشدوا:
أَهكذَا يا طيْب تَفْعَلُونَهْ،
أَعَلَلاَ ونحن مُنْهِلُونَهْ؟
فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنيث، فلما
احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت
صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء
كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ؛ وأَنشد الجوهري
(* قوله
«وأنشد الجوهري إلخ» عبارة الصاغاني هو إنشاد مداخل والرواية:
العاطفون تحين ما من عاطف، * والمسبغون يداً
إذا ما أنعموا
والمانعون من الهضيمة جارهم، * والحاملون إذا العشيرة
تغرم
واللاحقون جفانهم قمع الذرى * والمطعمون زمان أين
المطعم.).
بيت أَبي وجزة:
العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ،
والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ
المُطْعِمُ قال ابن بري: أَنشد ابن السيرافي:
فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم،
نِعْمَ الذَّرَى في النائياتِ لنا هُمُ
العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ،
والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنْعَمُوا
قال: هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها؛ قال ومثله:
همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ،
إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما.
وحينئذٍ: تَبْعيدٌ لقولك الآن. وما أَلقاه إلا الحَِيْنَة بعد
الحَِيْنَةِ أَي الحِينَ بعد الحِينِ. وعامله مُحايَنَةً وحِياناً: من الحينِ؛
الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً؛ عنه أَيضاً.
وأَحانَ من الحِين: أَزْمَنَ. وحَيَّنَ الشيءَ: جعل له حِيناً. وحانَ حِينُه
أَي قَرُبَ وَقْتُه. والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت؛ وقالت
بُثَيْنة:
وإنَّ سُلُوِّي عن جَميلٍ لساعَةٌ،
من الدَّهْرِ، ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها.
قال ابن بري: لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت؛ قال: ومثله لمُدْرِك بن
حِصْنٍ:
وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ،
ولا مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حانَ حِينُها.
وفي ترجمة حيث: كلمة تدل على المكان، لأَنه ظرف في الأَمكنة بمنزلة
حِينٍ في الأَزمنة. قال الأَصمعي: ومما تُخْطِئُ فيه العامَّةُ والخاصة باب
حين وحيث، غَلِطَ فيه العلماء مثل أَبي عبيدة وسيبويه؛ قال أَبو حاتم:
رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أَبي عبيدة
بخطه؛ قال أَبو حاتم: واعلم أَن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان،
وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدّ لا يجاوزه، قال: وكثير من الناس
جعلوهما معاً حيث، قال: والصواب أَن تقول رأَيت حيث كنت أَي في الموضع
الذي كنت فيه، واذْهَب حيث شئت أَي إلى أَي موضع شئت. وفي التنزيل العزيز:
وكُلا من حيث شِئْتُما. وتقول: رأَيتك حينَ خرج الحاجُّ أَي في ذلك الوقت،
فهذا ظرف من الزمان، ولا تقل حيث خرج الحاج. وتقول: ائتِني حينَ
مَقْدَمِ الحاجِّ، ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث،
فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه، فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيُّ
موضع فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ معناه حيث، وقولهم حيث كانوا وأَين كانوا
معناهما واحد، ولكن أَجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين، واعلم أَنه
يَحْسُن في موضع حينَ لَمَّا وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول: رأَيتك لما
جئت، وحينَ جئت، وإذْ جئت، وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث. وعَامَلْته
مُحايَنة: مثل مُساوَعة. وأَحْيَنْتُ بالمكان إذا أَقمت به حِيناً. أَبو
عمرو: أَحْيَنَتِ الإبلُ إذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عليها. وفلان
يفعل كذا أَحياناً وفي الأَحايِينِ. وتَحَيَّنْتُ رؤية فلان أَي
تَنَظَّرْتُه. وتَحيَّنَ الوارِشُ إذا انتظر وقت الأَكل ليدخل. وحَيَّنْتُ
الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه. وحَيَّنَ الناقةَ
وتَحَيَّنها: حَلَبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحَِينَةُ؛ قال
المُخَبَّلُ يصف إبلاً:
إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها،
وإن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَينُها.
وفي حديث الأَذان: كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة أَي يطلبون حِينَها.
والحينُ: الوقتُ. وفي حديث الجِمارِ: كنا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشمس. وفي
الحديث: تَحَيَّنُوا نُوقَكم؛ هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة وفي وقت معلوم.
الأَصمعي: التَّحَيينُ أَن تحْلُبَ الناقة في اليوم والليلة مرة واحدةً،
قال: والتَّوْجِيبُ مثله وهو كلام العرب. وإبل مُحَيَّنةٌ إذا كانت لا
تُحْلَبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولا يكون ذلك إلاَّ بعدما
تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها. وهو يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي المرّة الواحدة
في اليوم والليلة، وفي بعض الأُصول أَي وَجْبَةً في اليوم لأَهل الحجاز،
يعني الفتح. قال ابن بري: فرق أَبو عمرو الزاهد بين الحَيْنةِ والوجبة
فقال: الحَيْنة في النوق والوَجْبة في الناس، وكِلاهما للمرة الواحدة،
فالوَجْبة: أَن يأْكل الإنسان في اليوم مرة واحدة، والحَيْنة: أَن تَحْلُبَ
الناقة في اليوم مرة. والحِينُ: يومُ القيامة. والحَيْنُ، بالفتح:
الهلاك؛ قال:
وما كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها،
وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا.
وقد حانَ الرجلُ: هَلَك، وأَحانــه الله. وفي المثل: أَتَتْكَ بحائنٍ
رِجْلاه. وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ. الأَزهري: يقال حانَ
يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ. والحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَين،
والجمع الحَوائنُ؛ قال النابغة:
بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها،
ولكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِينُ
وقول مُلَيح:
وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ
صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما ليس يُنْتَقَدُ.
يكون من الحَيْنِ، ويكون من المِحْنةِ. وحانَ الشيءُ: قَرُبَ. وحانَتِ
الصلاةُ: دَنَتْ، وهو من ذلك. وحانَ سنْبُلُ الزرع: يَبِسَ فآنَ حصادُه.
وأَحْيَنَ القومُ: حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن يبلغوا ما
أَمَّلوه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا.
أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ. والحانَةُ: الحانُوتُ؛ عن كراع. الجوهري:
والحاناتُ المواضع التي فيها تباع الخمر. والحانِيَّةُ: الخمر منسوبة إلى
الحانة، وهو حانوتُ الخَمَّارِ، والحانوتُ معروف، يذكر ويؤنث، وأَصله
حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء، والجمع
الحَوانيتُ لأَن الرابع منه حرف لين، وإنما يُرَدُّ الاسمُ الذي جاوز
أَربعة أَحرف إلى الرباعي في الجمع والتصفير، إذا لم يكن الحرف الرابع منه
أَحد حروف المدّ واللين؛ قال ابن بري: حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت
اللام على العين فصارت حَوَنُوتٌ، ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها وانفتاح
ما قبلها فصارت حانُوتٍ، ومثل حانُوت طاغُوتٌ، وأَصله طَغَيُوتٌ، والله
أَعلم.
رمل: الرَّمْل: نوع معروف من التراب، وجمعه الرِّمال، والقطعة منها
رَمْلة؛ ابن سيده: واحدته رَمْلة، وبه سميت المرأَة، وهي الرِّمال
والأَرْمُلُ؛ قال العجاج:
يَقْطَعْنَ عَرض الأَرض بالتمحُّل،
جَوْزَ الفَلا، من أَرْمُل وأَرْمُل
ورَمَّل الطعامَ: جعل فيه الرَّمْل. وفي حديث الحُمُر الأَهلية: أَمر
أَن تُكْفأ القُدور وأَن يُرَمَّل اللحم بالتراب أَي يُلَتّ بالتراب لئلا
ينتفع به. ورَمَّل الثوب ونحوه: لَطَّخه بالدم، ويقال: أَرْمَلَ السهم
إِرْمالاً إِذا أَصابه الدم فبقي أَثره؛ وقال أَبو النجم يصف سهاماً:
مُحْمَرَّة الرِّيش على ارْتِمالها،
من عَلَقٍ أَقْبَل في شِكالها
(* قوله «شكالها» هكذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في التكملة: سعالها
بالمهملتين مضبوطاً بضم السين).
ويقال: رُمِّل فلان بالدم وضُمِّخ بالدم وضُرِّج بالدم كُلُّه إِذا
لُطِّخَ به، وقد تَرَمَّل بدمه. الجوهري: رَمَّله بالدم فتَرَمَّل وارْتَمَلَ
أَي تَلَطَّخ؛ قال أَبو أَخزم الطائي:
إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلوني بالدَّمِ،
شِنْشِنةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ
ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُله رَمْلاً ورَمَّله وأَرمله: رَقَّقه. ورَمَل
السريرَ والحصيرَ يَرْمُله رَمْلاً: زيَّنه بالجوهر ونحوه. أَبو عبيد:
رَمَلْت الحصيرَ وأَرملته، فهو مَرْمول ومُرْمَل إِذا نَسَجته وسَقَفْته.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان مضطجعاً على رُمال سَرير
قد أَثَّر في جنبه؛ قال الشاعر:
إِذ لا يزال على طريقٍ لاحِب،
وكأَنَّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَل
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: دخلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وإِذا هو جالس على رُمال سرير، وفي رواية: حَصِير؛ الرُّمالُ: ما رُمِل
أَي نُسِج؛ قال الزمخشري: ونظيره الحُطام والرُّكام لما حُطِم ورُكِم، وقال
غيره: الرِّمال جمع رَمْل بمعنى مَرْمُول كَخَلْق الله بمعنى مخلوقه،
والمراد أَنه كان السرير قد نُسِج وجهه بالسَّعَف ولم يكن على السرير وِطاء
سوى الحَصِير. والرَّوامِل: نواسِج الحَصِير، الواحدة راملة، وقد
أَرمَله؛ وأَنشد أَبو عبيد:
كأَنَّ نَسْج العنكبوت المُرْمَلُ
وقد رَمَل سريره وأَرْمَله إِذا رَمَل شَرِيطاً أَو غيره فجعله ظَهْراً
له. ويقال: خَبِيصٌ مُرْمَل إِذا عُصِد عَصْداً شديداً حتى صارت فيه
طرائق موضونة. وطعام مُرَمَّل إِذا أُلقي فيه الرَّمْل. والرَّمَل، بالتحريك:
الهَرْولة. ورَمَل يَرْمُل رَمَلاً: وهو دون المشي
(* قوله «وهو دون
المشي إلخ» هكذا في الأصل وشرح القاموس: ولعله فوق المشي ودون العدو) وفوق
العَدْو. ويقال: رَمَل الرَّجلُ يَرْمُل رَمَلاناً ورَمَلاً إِذا أَسرع في
مِشيته وهزَّ منكبيه، وهو في ذلك لا يَنْزُو، والطائف بالبيت يَرْمُل
رَمَلاناً اقتداءً بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وبأَصحابه، وذلك بأَنهم
رَمَلوا ليَعْلم أَهلُ مكة أَن بهم قُوَّة؛ وأَنشد المبرد:
ناقته تَرْمُل في النِّقال،
مُتْلِف مالٍ ومُفيد مال
والنِّقال: المُناقَلة، وهو أَن تضع رجليها مواضع يديها؛ ورَمَلْت بين
الصَّفا والمَرْوة رَمَلاً ورَمَلاناً. وفي حديث الطواف: رَمَل ثلاثاً
ومَشَى أَربعاً. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فِيمَ الرَّمَلانُ والكَشْفُ
عن المَناكب وقد أَطَّأَ اللهُ الإِسلام؟ قال ابن الأَثير: يكثر مجيء
المصدر على هذا الوزن في أَنواع الحركة كالنَّزَوان والنَّسَلان والرَّسَفان
وأَشباه ذلك؛ وحكى الحربيُّ فيه قولاً غريباً قال: إِنه تثنية الرَّمَل
وليس مصدراً، وهو أَن يَهُزَّ منكبيه ولا يُسْرع، والسعي أَن يُسرع في
المشي، وأَراد بالرَّمَلين الرَّمَل والسعي، قال: وجاز أَن يقال للرَّمَل
والسعي الرَّمَلانِ، لأَنه لما خَفَّ اسم الرَّمَل وثَقُل اسم السعي غُلِّب
الأَخف فقيل الرَّمَلانِ، كما قالوا القَمَرانِ والعُمَرانِ، قال: وهذا
القول من ذلك الإِمام كما تراه، فإِن الحال التي شُرِع فيها رَمَلُ
الطواف، وقول عُمَر فيه ما قال يشهد بخلافه لأَن رَمَل الطواف هو الذي أَمر به
النبي، صلى الله عليه وسلم، أَصحابه في عُمْرة القضاء ليُري المشركين
قوّتهم حيث قالوا: وهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب وهو مسنون في بعض الأَطواف دون
البعض، وأَما السعي بين الصفا والمروة فهو شِعار قديم من عهد هاجَر
أُمِّ إِسمعيل، عليهما السلام، فإِذاً المراد بقول عمر، رضي الله عنه،
رَمَلانُ الطوافِ وحده الذي سُنَّ لأَجل الكفار، وهو مصدر، قال: وكذلك شَرَحه
أَهل العلم لا خلاف بينهم فيه فليس للتثنية وجه. والرَّمَل: ضرب من عروض
يجيء على فاعلاتن فاعلاتن؛ قال:
لا يُغْلَب النازعُ ما دام الرَّمَل،
ومن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل
(* هذا البيت من الرجز لا من الرمل).
ابن سيده: الرَّمَل من الشِّعْر كل شعر مهزول غير مؤتَلِف البناء، وهو
مما تُسَمِّي العرب من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً نحو قوله:
أَقْفَرَ من أَهله مَلْحوبُ،
فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ
(* قوله «فالقطبيات» هكذا في الأصل بتخفيف الطاء ومثله في القاموس،
وضبطه ياقوت بتشديدها).
ونحو قوله:
أَلا لله قَوْمٌ وَ
لَدَتْ أُختُ بني سَهْم
أَراد ولدتهم، قال: وعامة المَجْزوء يَجْعَلونه رَمَلاً؛ كذا سمع من
العرب؛ قال ابن جني: قوله وهو مما تسمي العرب، مع أَن كل لفظة ولقب استعمله
العَروضيُّون فهو من كلام العرب، تأْويله إِنما استعملته في الموضع الذي
استعمله فيه العَروضيُّون، وليس منقولاً عن موضعه لا نقل العَلَم ولا نقل
التشبيه على ما تقدم من قولك في ذينك، أَلا ترى أَن العَروض والمِصْراع
والقَبْض والعَقْل وغير ذلك من الأَسماء التي استعملها أَصحاب هذه
الصناعة قد تعلقت العربْ بها؟ ولكن ليس في المواضع التي نقلها أَهل هذا العلم
إِليها، إِنما العَروض الخَشَبة التي في وسط البيت المَبْنِيِّ لهم،
والمِصْراع أَحد صِفْقَي الباب فنقل ذلك ونحوه تشبيهاً، وأَما الرَّمَل فإِن
العرب وضعت فيه اللفظة نفسها عبارة عندهم عن الشِّعْر الذي وصفه باضطراب
البناء والنقصان عن الأَصل، فعلى هذا وضعه أَهل هذه الصناعة، لم ينقلوه
نقلاً عَلَمِيًّا ولا نقلاً تشبيهيّاً، قال: وبالجملة فإِن الرَّمَل كل ما
كان غيرَ القَصِيد من الشِّعْر وغَيْرَ الرَّجَز.
وأَرْمَل القومُ: نَفِد زادُهم، وأَرْمَلوه أَنْفدوه؛ قال السُّلَيْك
بن السُّلَكة:
إِذا أَرْمَلوا زاداً، عَقَرْت مَطِيَّةً
تَجُرُّ برجليها السَّرِيحَ المُخَدَّما
وفي حديث أُم مَعْبَد: وكان القوم مُرْمِلينَ مُسْنتين؛ قال أَبو عبيد:
المُرْمِلُ الذي نَفِدَ زاده؛ ومنه حديث أَبي هريرة: كنا مع رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا؛ ومنه حديث أُم
معبد؛ أَي نَفِد زادهم، قال: وأَصله من الرَّمْل كأَنهم لَصِقوا بالرَّمْلِ
كما قيل للفقير التَّرِبُ.
ورجل أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلة: محتاجة، وهم الأَرْمَلة والأَرامِل
والأَرامِلة، كَسَّروه تكسير الأَسماء لقِلَّته، وكُلُّ جماعة من رجال ونساء
أَو رجال دون نساء أَو نساء دون رجال أَرْمَلةٌ، بعد أَن يكونوا محتاجين.
ويقال للفقير الذي لا يقدر على شيء من رجل أَو امرأَة أَرْمَلة، ولا
يقال للمرأَة التي لا زوج لها وهي مُوسِرة أَرْمَلة، والأَرامل: المساكين.
ويقال: جاءت أَرْمَلةٌ من نساء ورجال محتاجين، ويقال للرجال المحتاجين
الضعفاء أَرْمَلة، وإِن لم يكن فيهم نساء. وحكى ابن بري عن ابن قتيبة قال:
إِذا قال الرجل هذا المال لأَرامل بني فلان فهو للرجال والنساء، لأَن
الأَرامل يقع على الذكور والنساء، قال: وقال ابن الأَنباري يُدْفَع للنساء
دون الرجال لأَن الغالب على الأَرامل أَنهن النساء، وإِن كانوا يقولون
رَجُل أَرْمَل، كما أَن الغالب على الرجال أَنهم الذكور دون الإِناث وإِن
كانوا يقولون رَجُلة؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
ثِمَال اليَتَامى عِصْمَة للأَرامل
قال: الأَرامل المساكين من ساء ورجال. قال: ويقال لكل واحد من الفريقين
على انفراده أَرامل، وهو بالنساء أَخص وأَكثر استعمالاً، وقد تكرر ذكر
ذلك. والأَرْمَل: الذي ماتت زوجته، والأَرْمَلة التي مات زوجُها، وسواء
كانا غَنِيَّيْن أَو فقيرَين. ابن بُرُرْج: يقال إِن بَيت فلان لضَخْمٌ
وإِنهم لأَرْمَلة ما يَحْمِلونه إِلا اسْتَفْقَروا له، يعني العارية؛ قوله
إِنهم لأَرْمَلة لا يَحْمِلونه إِلا ما استفقروا له، يعني أَنهم قوم لا
يملكون الإِبل ولا يقدرون على الارتحال إِلا على إِبل يستعيرونها، من
أَفْقَرْته ظَهْرَ بَعِيرِي إِذا أَعَرْته إِياه. ويقال للذكر أَرْمَل إِذا كان
لا امرأَة له، تقوله العرب، وكذلك رجل أَيِّم وامرأَة أَيِّمة؛ قال
الراجز:
أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا،
رَعَى الرَّبيعَ والشتاء أَرْمَلا
قال ابن جني: قَلَّما يستعمل الأَرْمَل في المُذَكَّر إِلا على التشبيه
والمُغالَطة؛ قال جرير:
كُلُّ الأَرامل قد قَضَّيتَ حاجتَها،
فَمَنْ لحاجة هذا الأَرْمَل الذَّكَر؟
(* قوله «كل الأرامل» كذا في الأصل، وفي شرح القاموس والتكملة والأساس:
هذي الأرامل).
يريد بذلك نفسه. وامرأَة أَرْمَلة: لا زوج لها؛ أَنشد ابن بري:
ليَبْكِ على مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ،
وأَرْمَلةٌ تُزْجِي مع الليل أَرْمَلا
وقال أَبو خِرَاش:
بذي فَخَرٍ تأْوِي إِليه الأَرامِلُ
وأَنشد ابن قتيبة شاهداً على الأَرْمَل الذي لا امرأَة له قول الراجز:
رَعَى الربيعَ والشتاء أَرْمَلا
قال: أَراد ضَبًّا لا أُنثى له ليكون سَمِيناً. وأَرْملت المرأَةُ إِذا
مات عنها زوجُها، وأَرْمَلَتْ: صارت أَرْمَلة. وقال شمر: رَمَّلَت
المرأَةُ من زوجها وهي أَرْمَلة. ابن الأَنباري: الأَرْملة التي مات عنها
زوجُها؛ سُمِّيت أَرْملة لذهاب زادها وفَقْدِها كاسِبَها ومن كان عيشها صالحاً
به، من قول العرب: أَرْمَل القومُ والرجلُ إِذا ذهب زادُهم، قال: ولا
يقال له إِذا ماتت امرأَته أَرْمَل إِلاَّ في شذوذ، لأَن الرجل لا يذهب
زادُه بموت امرأَته إِذا لم تكن قَيِّمة عليه والرجلُ قَيِّمٌ عليها وتلزمه
عَيْلولتها ومؤْنتها ولا يلزمها شيء من ذلك. قال: ورُدَّ على القتيبي
قوله فيمن أَوْصى بماله للأَرامل أَنه يعطي منه الرجال الذين مات أَزواجهم،
لأَنه يقال رجل أَرمل وامرأَة أَرملة. قال أَبو بكر: وهذا مثل الوصية
للجَوارِي لا يُعْطى منه الغِلْمان ووَصيَّة الغلمان لا يُعطى منه الجواري،
وإِن كان يقال للجارية غُلامة.
والمِرْمَل: القَيْد الصَّغير.
والرَّمَل: المطر الضعيف؛ وفي الصحاح: القليل من المطر. وعامٌ أَرْمَل:
قليل المطر والنفع والخير، وسَنَة رَمْلاء كذلك. وأَصابهم رَمَلٌ من مطر
أَي قليلٌ، والجمع أَرمال، والازمان أَقوى منها
(* قوله «والازمان أقوى
منها» كذا في الأصل، ولعله الازمات بالتاء جمع أزمة) . قال شمر: لم أَسمع
الرَّمَل بهذا المعنى إِلا للأُموي. وأَرامِل العَرْفَج: أُصوله.
وأُرْمُولة العرفج: جُذْمُوره، وجمعها أَراميل
(* قوله «اراميل» عبارة القاموس:
أرامل وأراميل، وقوله بعد الرجز الهجاهج الارض إلخ، عبارته في هجج:
والهجج الارض الجدبة التي لا نبات بها والجمع هجاهج، واورد الرجز ثم قال: جمع
على ارادة المواضع) ؛ قال:
فجِئْت كالعَوْد النَّزِيع الهادِج،
قُيِّد في أَرامل العرافج،
في أَرض سَوْءٍ جَذْبةٍ هَجاهِج
الهَجاهِج: الأَرض التي لا نبتَ فيها. والرَّمَل: خطوط في يدي البقرة
الوحشية ورجليها يخالف سائر لونها، وقيل: الرُّمْلة الخَطُّ الأَسود. غيره:
يقال لوَشْي قوائم الثور الوحشي رَمَلٌ، واحدتها رَمَلة؛ قال الجعدي:
كأَنَّها، بعدما جَدَّ النَّجاء بها
بالشَّيِّطَيْن، مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلا
ويقال للضَّبُع أُم رِمال.
ورَمْلة: مدينة بالشام. والأَرمَل: الأَبلق. قال أَبو عبيد: الأَرمَل من
الشاء الذي اسودَّت قوائمه كلها. وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال:
الرُّمَل، بضم الراء وفتح الميم، خطوط سُودٌ تكون على ظهر الغزال وأَفخاذه،
وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً؛ قال: وقال أَيضاً:
بذهاب الكَوْر أَمسى أَهلُه
كلَّ مَوْشِيٍّ شَواه، ذي رُمَل
ونعجة رَمْلاء: سوداء القوائم كلها وسائرها أَبيض. وغُلام أُرْمُولة:
كقولك بالفارسية زاذه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف الأُرْمُولة عَرَبيَّتها
ولا فارسيتها.
ورامِل ورُمَيْل ورُمَيْلة ويَرْمُول كلها: أَسماء.
شطف: شَطَفَ عن الشيء: عَدل عنه؛ عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: شَطَفَ
وشَطَبَ إذا ذَهب وتباعد؛ وأَنشد:
أَحانَ من جِيرانِنا حُفُوفُ،
وأَقْلَقَتْهُم نِيّةٌ شَطُوفُ؟
وفي النوادر: رَمْيَةٌ شاطِفَةٌ وشاطِبةٌ وصائفةٌ إذا زَلَّت عن المقتل: