Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: آدم

الختم

الختم: إخفاء خبر الشيء بجمع أطرافه عليه على وجه ينحفظ به. وقال الراغب: الختم يقال على وجهين، الأول تأثير الشيء بنقش الخاتم. الثاني الأثر الحاصل عن الشيء، ويتجوز به تارة في الاستيثاق من الشيء والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر فيه بلوغ الآخر ومنه ختمت القرآن أي انتهيت إلى آخره. الختم عند أهل الحقيقة: علامة المحق على قلوب العارفين. الختم عندهم رجل واحد لا في كل زمن بل واحد في العالم يختم الله به الولاية العامة المحمدية. وثم ختم آخر يختم الله به الولاية العامة من آدم إلى آخر ولي وهو عيسى هو ختم الأولياء فله يوم القيامة حشران: يحشر في أمة محمد ويحشر رسولا مع الرسل. 

كسو

كسو


كَسَا(n. ac. كَسْو)
a. Dressed, attired in, clothed with.
ك س و : كَسَوْتُهُ ثَوْبًا أَكْسُوهُ وَاكْتَسَى وَرَجُلٌ كَاسٍ أَيْ ذُو كِسْوَةٍ وَالْكِسْوَةُ اللِّبَاسُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ كُسًى مِثْلُ مُدًى وَالْكِسَاءُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَكْسِيَةٌ بِلَا هَمْزٍ. 
كسو
الكِسْوَةُ والكُسْوَة: اللِّبَاسُ، كَسَوْتُه أكسُوْهُ. واكْتَسى فلان: لبسَ الكِسْوَةَ.
واكْتَسَتِ الأرْضُ بالنَّبات: تَغَطَّتْ به.
وكَسِيَ الرَّجُلُ يَكْسى: صارَ ذا كِسْوَةٍ. وتُجْمَعُ الكُسْوَةُ على كِسَاءٍ، كبُرْقَةٍ وبِرَاقً.
ويُسَمّى الظُّفُرُ كِسْوَةَ أَدَمٍ.
والكِسَاءُ: اسْمٌ مَوْضُوعٌ، وفي لُغَةٍ: كِسَاوٌ، والنَسْبَةُ إليهما كِسَائيٌّ كِسَاوِيٌّ.
والكَسَاءُ - بالمَدَّ والفَتْح -: المَجْدُ والشَّرَفُ.
وأكْسَاءُ القَوْم: أدْبارُهم. وكَسَأْتُ القَوْمَ: رَكِبْت أكْسَاءَهم. ودَعَوْتُ كُسَاءَ الصَلاةِ: أي دُبُرَها.
وكَسَأتُ وَسَطَه بالسَّيْفِ: قَطَعْته.

كسو

1 كَسَوْتُهُ سَيْفًا [I invested him with a sword]. (TA in art. غشو.) 5 تكسى : see تقى.

كِسَآءٌ [A garment]. See عَبَآءٌ, and حِلْسٌ and مُسَيَّحٌ. b2: ذُو كِسَآءٍ, as opposed to ذُوبُرْدٍ, (assumed tropical:) A poor man. (S, art. عج.) [The كساء was evidently a simple oblong piece of cloth; for الكِسَائِى is said to have been thus named because he wore a كساء while in the state of إِحْرَام; as is mentioned in the TA, art. كسو; but it seems to have been sometimes sewed in the manner of the عَبَآء, which see; and see also مُسَيَّحٌ, and بُرْدٌ.] It is [properly] not one of the garments which are cut and sewed [but is a single piece]: (Mgh, art. قطع:) [a wrapper, or wrapping garment, of a single piece]. b3: رَكِبَ كِسَآءَهُ He fell upon the back of his neck. (IAar, in TA, art. ردع.) كَاسٍ

Having clothing: see an ex. voce رُبَّ.

أَكْسَى

: see بَصَلٌ.
ك س و
له كسوة حسنة وكسًى فاخرة، وكساه ثوباً فاكتساه، واستكسيته. قال أبو الأسود:


كساني ولم أستكسه فحمدته ... أخ لي يعطيني الجزيل وناصر

وكسيَ الرجل فهو كاسٍ، نحو: حليَ فهو حالٍ. قال الخطيئة:

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

وأنشد القرّاء:

أتفرح أن كان ابن عمّك كاسياً ... وليس عليه من كساك كساء

ومن المجاز: اكتست الأرض بالنبات: تغطّت به. وقال:

فبات له دون الصّبا وهي قرّة ... لحاف ومصقول الكساء رقيق

أراد اللّبن تعلوه الدّواية، ونحوه:

ينفي الدّوايات إذا ترشّفا ... عن كلّ مصقول الكساء قد صفا

وقلّم كسوة آدم أي الأظفار.
(ك س و) : (الْكِسْوَةُ) اللِّبَاسُ وَالضَّمُّ لُغَةً وَالْجَمْعُ الْكُسَى بِالضَّمِّ وَيُقَالُ كَسَوْتُهُ إذَا أَلْبَسْتُهُ ثَوْبًا وَالْكَاسِي خِلَافُ الْعَارِي وَجَمْعُهُ كُسَاةٌ (وَمِنْهُ) أَمَّ قَوْمًا عُرَاةً وَكُسَاةً (وَفِي الْحَدِيثِ) «إنَّ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَّاتِ الْمَائِلَاتِ الْمُمِيلَاتِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ» قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ إنَّهُنَّ اللَّوَاتِي يَلْبَسْنَ الرَّقِيقَ الشَّفَّافَ فَهُنَّ كَاسِيَاتٌ فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ عَارِيَّاتٌ فِي الْحَقِيقَةِ وَالْمَائِلَاتُ اللَّاتِي يَمِلْنَ فِي التَّبَخْتُرِ مِنْ الْخُيَلَاءِ أَوْ اللَّاتِي يَمْتَشِطْنَ الْمَيْلَاءَ وَهِيَ مِشْطَةُ الْبَغَايَا (وَالْمُمِيلَاتُ) اللَّاتِي يُمِلْنَ الرِّجَالَ إلَى نُفُوسِهِنَّ وَمَنْ رَوَى الْمَائِلَاتِ الْمُتَمَائِلَاتِ أَرَادَ بِالْمَائِلَةِ الْخُمُرَ وَالذَّوَائِب وبالمتمائلات اللَّائِي يَتَبَخْتَرْنَ فَتَتَمَايَل أَكِفَالهنَّ وَيُعَضِّدُهُ قَوْله كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت.
كسو: كسى: خلع خلعاً ثمينة من الملابس على أحدهم (النويري، إسبانيا 492).
كسى كرسياً: حشى كرسياً بالقش. (بوشر).
كسى: في الشعر سكب الماء في الخمر (معجم مسلم).
اكتسى: لبس (بوشر).
اكتسى: تغطّى؟ (الادريسي، كليمان 1، القسم 7): فتكتسي الشباك فوق أفواه الزوارق؛ وقد ترجمها جوبير (1، 62): غطّت الشباك -عرفياً ألبست- قليلاً الأجزاء العليا من الزوارق.
استكسى: طلب أن يكتسى (الكامل 2/ 329).
كساء: اسم لرداء صوفي يرتديه البدو ويصلح لأغراض كثيرة (المعجم الإسباني 185).
كساء: قطعة كبيرة من القماش من القطن عادة (أنظر السرخسي، مخطوطة 373، في كتاب الأسلاب، الفصل 16) تستخدم غطاءً أو معطفاً في آن واحد؛ وهي مؤنثة في بعض الأحيان. (أنظر الملابس عند العرب ص309 والمعجم الإسباني 185 - 6 ومعجم الطرائف).
أهل الكساء: هم أولاد النبي (صلى الله عليه وسلم) وابنتاه لأنه كان يدثرهم جمعياً بردائه الكبير (بيرتون 1، 314).
رب الكساء: علي (رض). (المقري 1، 808).
كُسوة وكِسوة: و (فوك) يكتبها كَسوة. والعامة تجمعه على كساوى كأنَّ مفرده كسواء (محيط المحيط ص781).
كُسوة: ملابس من الصوف (دوماس صحارى 108).
كُسوة: خلعة (كسوة الخدم الرسمية الموحدة). وبالإسبانية عند (ألكالا) ( Librea) ( البربرية 1، 634، 2). في مخطوطتنا، (في معرض الحديث، ص1351) عن الثياب قصره ينبغي أن لا نحدث تغييراً في الكلمة الأولى من جملة بكسوة بناته كما أراد (دى سلان) أن يفعل (الترجمة الجزء الثالث ص139).
كسوة: غطاء من حرير (ألكالا: cobertura seds؛ وغطاء ضريح القديس، (بيرتون 1، 411، ابن جبير 42، 9) وستار الكعبة: (مملوك 9، 1، 233 وابن جبير 90، 14).
(ك س و)

الكِسْوة، والكُسوة: اللبَاس.

وكَسِىَ: لبس الكُسْوة، قَالَ: يَكْسَى وَلَا يَغْرَث مَمْلوكُها ... إِذا تَهرَّت عَبدهَا الهاريَهْ

أنْشدهُ يَعْقُوب.

واكتسى: ككِسَى.

وكساه إيّاه كَسْوا.

قَالَ ابْن جني: أمَّا كَسِي زيدٌ ثوبا، وكَسَوته ثوبا فَإِنَّهُ وَإِن لم ينْقل بِالْهَمْزَةِ فَإِنَّهُ نُقِل بالمثال؛ أَلا ترَاهُ نقل من " فَعِل " إِلَى " فَعَل ".

وَإِنَّمَا جَازَ نَقله بفَعَل لما كَانَ فَعَل وأفعَل كثيرا مَا يعتقبان على الْمَعْنى الْوَاحِد، نَحْو جَدَّ فِي الْأَمر وأجَدَّ، وصددته عَن كَذَا وأصددته، وقَصَر عَن الشَّيْء وأقْصَرَ، وسَحَته الله وأسَحَته، وَنَحْو ذَلِك، فَلَمَّا كَانَت فَعَل وأفْعَل على مَا ذكرنَا من الاعتقاب والتعاوض وَنقل بأفعل، نقل أَيْضا فَعِل بفَعَل، نَحْو كِسىَ وَكسوته وشتِرت عينُهُ وشتَرْتُها وعارت وعُرْتُها.

وَرجل كاسٍ: ذُو كُسْوة، حمله سِيبَوَيْهٍ على النّسَب وَجعله كطاعم، وَهُوَ خلاف لما أنشدناه من قَول:

يَكسَى لَا يغرث....

وَقد تقدم أَن الشَّيْء إِنَّمَا يحمل على النَّسَب إِذا عُدِم الْفِعْل.

واكتسى النَّصِيُّ بالوَرَق: لبسه، عَن أبي حنيفَة.

واكتست الأرضُ: تَمَّ نباتها والتفّ حَتَّى كَأَنَّهَا لبِسَتْه.

والكِسَاء: مَعْرُوف.

والأكساءُ: النواحي، وَاحِدهَا: كُسْو، وَقد تقدم فِي الْيَاء والهمزة.
باب الكاف والسين و (وا يء) معهما ك س و، ك وس، وك س، س وك، ك ي س، ك سء، كء س، ء س ك مستعملات

كسو: الكِسْوَةُ والكُسْوةُ: اللباس. كَسَوْته: ألبسته. واكْتَسَى: لبس الكسوة. والجميع: الكُسَى. واكْتَسَتِ الأرض بالنبات: تغطت به. والنسبة إلى الكِساء: كِسائيّ وكِساويّ. وتثنيته: كساءان وكساوان.

كوس: الكوس: خشبة مثلثة يقيس النجار بها تربيع الخشب وتدويره، وهي كلمة فارسية. والكُوس والكَوْس: فعل الدابة إذا [مشت] على ثلاث، كاسَتْ تكوسُ كَوْساً. والكَوْسُ: الغرق، أعجمية ... [فإذا] أصاب الناس خب في البحر، أي: رياح، فخافوا الغرق، قيل: خافوا الكَوْسَ. وكَوَّسْتُهُ على رأسه تكويساً، أي: قلبته، وكاس كَوْساً مثله.

وكس: الوكس في البيع: اتضاع الثمن. يقال: لا تَكِسْني في الثمن، وهو يُوكَسْ وَكْسا، والفعل: [وكَس] يكِسُ وَكْساً.

سوك: [السَّوْك: فعلك بالسِّواكِ والمِسْواكِ] . ساك فاه بالسِّواك وبالمِسواك، يَسُوكُ سوكاً. واستاك، بغير ذكر الفم. والسِّواكُ يؤنث وهي مطهرة للفم أي: تطهره. وتقول: جاءت الغنم تَساوَكُ هزالاً، أي: ما تحرك رءوسها. كيس: جمع الكيِّس: الأكياس . وتقول: هذا الأَكْيَسُ، وهي الكُوسَى، وهن الكُوسُ، والكُوسَيات، للنساء خاصة، والكُوسُ على تقدير: فضلى وفضل. وعن الحسن: كان الأَكايِسُ من المؤمنين إنما هو الغدو والرواح. والكِيسُ: الخريطة، وجمعه: كِيَسة.

كسأ: [مضى كُسءٌ من الليل، أي قطعة منه. وجعلته على كَسْءِ كذا، أي: بعده] وأكساءُ القوم: أدبارهم. الواحد: كُسءٌ، قال :

استلحم الوحش على أكسائها ... أهوج محضير إذا النقع دخن

كأس: الكأسُ يذكر ويؤنث، وهو القدح والخمر جميعاً، وجمعها: أَكُؤُس وكؤوس.

أسك : الإسكتان: شفرا الرحم. وامرأة مأسوكة، وهي التي أخطأت خافضتها. 
كسو
كسَا يَكسُو، اكْسُ، كَسْوًا، فهو كاسٍ، والمفعول مكسُوّ
• كسَاه ثوبًا: ألبسه أو أعطاه إيّاه، وهو من الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر "دَعِ المكارِم لا ترحل لِبُغْيتها ... واقْعُد فإنَّك أنت الطاعمُ الكاسِي: المُطعَم المكسوّ- {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ} " ° كَسا حديثَه مُلَحًا: جعله مَلِيحًا مقبولاً- كساه شِعْرًا: مدحه به.
• كسَا الشَّعرُ الرّأسَ: غطَّاه "كَسا الشَّوكُ الحقولَ- كَسا الجُدرانَ بزخارف- كسا الحجرةَ بالبلاط: بلّطها به- {فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} ". 

أكسى يُكسي، أكْسِ، إِكْسَاءً، فهو مُكْسٍ، والمفعول مُكْسًى
• أكساه ثوبًا: ألبسه إيّاه ° أكسى حديثَه مُلَحًا ونوادَر: أضفى عليه مَرحًا وقبولاً. 

اكتسى/ اكتسى بـ يكتسي، اكْتَسِ، اكتساءً، فهو مُكْتَسٍ، والمفعول مُكْتَسًى به
• اكتسى الشَّخصُ: لَبس ثيابَه "اكتسى أجمل ما عنده- اكتستِ الطفلةُ ثوبًا جميلاً".
• اكتستِ الأرضُ بالنَّبات: تَغطَّتْ به. 

إِكساء [مفرد]: مصدر أكسى. 

اكتساء [مفرد]: مصدر اكتسى/ اكتسى بـ. 

كاسٍ [مفرد]: ج كاسون وكُساة:
1 - اسم فاعل من كسَا.
2 - مَكْسُوّ ذو كُسوة، عكس عارٍ "شجر كاسٍ". 

كاسِيَّة [مفرد]: (نت) شُجيرة وحيدة الجنس والنّوع، من فصيلة السَّذابيّات تُستخرج من أخشابها مادّة مُرَّة تُدعى كاسين، شائعة في الاستعمال الطبِّيّ. 

كِساء [مفرد]: ج أكْسِيَة، مث كِساءان وكِساوان: لِباس، ثياب "كِساء من حرير- أكْسِيَة الشتاء" ° كِساء طائرة: غطاؤها. 

كَسْو [مفرد]: مصدر كسَا. 

كُسْوَة/ كِسْوَة [مفرد]: ج كُسْوات/ كِسْوات وكُسًا: لباس يُكْتَسى به ويُتَحَلَّى "كُسْوَة البيت- لبس كسوة زرقاء جميلة- {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكُسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [ق]- {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} - {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ .. أَوْ كِسْوَتُهُمْ} " ° الكُسوة الشَّريفة: لباس تُكسى به الكعبةُ ويغيَّر كلّ عام. 
كسو
: (و (} الكُسْوةُ، بالضَّمِّ: ة بدِمَشْقَ) ، والمَشْهُورُ على الألْسِنَةِ بالكَسْرِ، وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي كانتْ تُعْمَل فِيهِ! كُسْوَةُ الحَرَمَيْن الشَّريفَيْن سابِقاً، وَهِي أَوَّل مَنْزلٍ للخارِجِ مِن دِمَشْقَ إِلَى مِصْرَ.
(و) الكُسْوةُ: (الثَّوْبُ) الَّذِي يُلْبَسُ، (ويُكْسَرُ) ، والضَّمُّ أَشْهَر، كَمَا قالَهُ ابنُ السيِّد؛ وَعند العامَّةِ الكَسْر أَشْهَر. (ج {كُساً) ، بالضَّمِّ، وَهُوَ جَمْعُ الكُسْوَةِ، بالضَّمِّ والكَسْرِ، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحاح. (} وكِساً) ، بالكَسْرِ، جَمْعُ {كسوَةٍ؛ نقلَهُ الصَّاغاني؛ ومِثْلُه: بُرْمة وبِرامٍ، وبُرْقَةٌ وبِراقٍ.
وَفِي كتابِ القالِي:} كُساً جَمْعُ {كُسْوةٍ، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ.
(} وكَسِيَ) العَرْيَانُ، (كَرَضِيَ: لَبِسَها) ؛) قَالَ الشَّاعرُ:
{يَكْسى وَلَا يَغْرَثُ مَمْلوكُها
إِذا تَهَرَّت عنْدَها الهارِيهْ أَنْشَدَهُ يَعْقوبُ.
(} كاكْتَسَى.
( {وكَسَاهُ) إِيَّاهُ} كَسْواً: (أَلْبَسَهُ) . .
(قَالَ ابنُ جنِّي: أَمَّا كَسِيَ زَيْدٌ ثوبا {وكَسَوْته ثوْباً فإنَّه وَإِن لم يُنْقَل بالهَمْزةِ فإنَّه نُقِل بالمآل، أَلا تَراهُ نُقِل من فَعِلَ إِلَى فَعَلَ، وإنّما جازَ نَقْلُه لفَعَل لما كانَ فَعَلَ وأَفْعَلَ كثيرا مَا يَعْتَقِبان على المَعْنَى الواحِدِ نَحْو جَدَّ فِي الأمْرِ وَأَجَدَّ، وصَدَدْته عَن كَذَا وأَصْدَدْته، وقَصَرَ عَن الشَّيْء، وأَقْصَرَ، وسَحَتَه اللَّهُ وأَسْحَتَه ونَحْو ذلكَ، فلمَّا كانَ فَعَلَ وأفْعَلَ على مَا ذَكَرْنَا من الاعْتِقابِ والتَّعاوُضِ ونُقِلَ بأَفْعَل، نقلَ أَيْضاً فَعِلَ يَفْعَل نَحْوَ كَسِيَ} وكَسَوْته وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتْها.
(ورجُلٌ {كاسٍ: ذُو} كُسْوةٍ) ، حَمَلَه سِيْبَوَيْه على النَّسَبِ وجَعَلَه كطاعِمٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للحُطَيْئَة:
دَعِ المَكارِمَ لَا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها
واقْعُدْ فإنَّكَ أنتَ الطاعِمُ! الكاسِي قُلْت: وَفِيه خِلافٌ لمَا أَنْشَدْناه مِن قوْلِه: {يَكْسى وَلَا يَغْرَثُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَقد ذَكَرْنا فِي غيرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الشيءَ إِنَّما يُحْمَل على النَّسَبِ إِذا عُدِمَ الفِعْل.
قَالَ الجَوْهرِي: قالَ الفرَّاء: يَعْني المُطْعم} المَكْسُوَّ، كقوْلِكَ ماءٌ دافِقٌ وعِيشَةٌ راضِيَةٌ، لأنَّه يقالُ: {كَسِيَ العُرْيانُ، وَلَا يقالُ كَسَا.
وَفِي الأساس:} كَسا فَهُوَ {كاسٍ كحَلا فَهُوَ حالٍ.
(} والكِساءُ، بالكسْرِ) مَمْدوداً (م) وَهُوَ اسْمٌ مَوْضوعٌ يقالُ {كِساءٌ} وكساءان {وكِساوانِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْه} كِسِائِيٌّ {وكِساوِيٌّ. قالَ الجَوْهرِي: أَصْلُه كِساوٌ لأنَّه من} كَسَوْتُ إلاَّ أَنَّ الواوَ لمَّا جاءَتْ بَعْدَ الأَلِفِ هُمِزَتْ؛ وأَنْشَدَ القالِي:
جَزَاكَ اللهُ خَيْراً من {كِساءٍ
فقد أَدْفَأْتَنِي فِي ذَا الشِّتاءِفإنَّكَ نَعْجَةٌ وأَبُوك كبشٌ
وأَنتَ الصُّوفُ مِن غَزْلِ النِّساءِ (ج} أَكْسِيَةٌ) ، بغيرِ هَمْزٍ.
(و) {الكَساءُ، (بالفَتْحِ) مَمْدوداً: (المَجْدُ والشَّرَفُ والرِّفْعَةُ) ؛) حكَاهُ أَبُو مُوسى هارونُ بنُ الحارِثِ؛ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وتَبِعَه القالِي.
قالَ الأزْهرِي: وَهُوَ غرِيبٌ.
(و) يقالُ: (هُوَ} أَكْسَى مِنْهُ) :) أَي (أَكْثَرُ {اكْتِسَاءً) مِنْهُ، (أَو أَكْثَرُ مِنْهُ إعْطاءً} للكُسْوَةِ) ، مِن {كَسَوْتُه} أَكْسُوهُ.
(! وكَاساهُ) إِذا (فَاخَرَهُ) ؛) وسَاكَاهُ إِذا ضيَّقَ عَلَيْهِ فِي المُطالَبَةِ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {اكْتَسَيْته ثَوْباً:} ككَسَوْتُه.
{وتَكَسَّى} بالكِساءِ: لَبِسَهُ.
وَهُوَ {أَكْسَى مِن بَصَلةٍ: إِذا لَبِسَ الثِّيابَ الكثيرَةَ؛ وَهَذَا مِن النوادِرِ.
} واكْتَسَى النَّصِيُّ بالوَرَقِ: لَبِسَهُ عَن أَبي حنيفَةَ.
{واكْتَسَتِ الأرضُ: تمَّ نَباتُها والْتَفَّ حَتَّى كأَنَّها لَبِسَتْه؛ وَهُوَ مجازٌ؛ وقولُ عَمْرو بنِ الأَهْتَم:
فبَاتَ لَهُ دونَ الصَّبا وَهِي قُرَّةٌ
لِحافٌ ومَصْقولُ} الكِساءِ رَقيقُ لَهُ: أَي للضَّيْفِ، وأَرادَ بمَصْقولِ الكِساءِ اللَّبَن تَعْلُوه الدُّوايَةُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
{وكَسِيَ، كرَضِيَ،} كَساءً، بالفَتْح: شَرُفَ؛ عَن ابنِ القطَّاع.
{وكَساهُ شِعْراً: مَدَحَهُ بِهِ؛ عَنهُ أَيْضاً.
وأَبو الحَسَنِ الكِسائيُّ الإمامُ المَشْهورُ، هُوَ عليُّ بنُ حَمْزَة مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ لَقَّبَه بذلكَ شَيْخُه حَمْزة، كانَ إِذا غابَ يقولُ: أَينَ صاحِب} الكِساءِ، أَو لأنَّه أَحْرَمَ فِي {كِساءٍ، ماتَ بالرَّيِّ هُوَ ومحمدُ بنُ الحَسَنِ فِي يَوْم واحِدٍ.
} والكِسائي أيْضاً: نِسْبَة إِلَى بَيْع {الكِساء ونَسْجِه؛ فَمن ذلكَ: محمدُ بن يَحْيَى} الكِسائيّ الصَّغِيرُ، قرَأَ عَلَيْهِ ابنُ شَنْبُوذ؛ وإسْماعيلُ بنُ سعيدٍ {الكِسائيُّ الجرْجانيُّ مُؤَلفٌ كِتابَ البَيانِ، وآخَرُون.
} وكَسُوَيه، بفَتْح فضم: جدُّ أبي عُثْمان عَمْرو بنِ أَحمدَ بنِ {كَسُويه} الكسوئيِّ البَغْدادِيّ رَوَى عَنهُ ابنُ يُونس بمِصْرَ.
ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ! كُسا الواسطِيُّ، بالضمِّ، عَن هِشامِ بنِ عمَّار، وَعنهُ الإسْماعِيلي وابنُ السَّقاء.
ويُسمَّى الظُّفُر {كُسْوَةَ آدَمَ.
وقالَ الفرَّاء: ومِن العَرَبِ مَنْ يقولُ فِي تَثْنيةِ} الكِساءِ {كِساوانِ.

عَرَفَ 

(عَرَفَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالْفَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى تَتَابُعِ الشَّيْءِ مُتَّصِلًا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَالْآخَرُ عَلَى السُّكُونِ وَالطُّمَأْنِينَةِ.

فَالْأَوَّلُ الْعُرْفُ: عُرْفُ الْفَرَسِ. وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَتَابُعِ الشَّعْرِ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الْقَطَا عُرْفًا عُرْفًا، أَيْ بَعْضُهَا خَلْفَ بَعْضٍ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْعُرْفَةُ وَجَمْعُهَا عُرَفٌ، وَهِيَ أَرْضٌ مُنْقَادَةٌ مُرْتَفِعَةٌ بَيْنَ سَهْلَتَيْنِ تُنْبِتُ، كَأَنَّهَا عُرْفُ فَرَسٍ. وَمِنَ الشِّعْرِ فِي ذَلِكَ. . .

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْمَعْرِفَةُ وَالْعِرْفَانُ. تَقُولُ: عَرَفَ فُلَانٌ فُلَانًا عِرْفَانًا وَمَعْرِفَةً. وَهَذَا أَمْرٌ مَعْرُوفٌ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ سُكُونِهِ إِلَيْهِ، لِأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا تَوَحَّشَ مِنْهُ وَنَبَا عَنْهُ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرْفُ، وَهِيَ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ. وَهِيَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّ النَّفْسَ تَسْكُنُ إِلَيْهَا. يُقَالُ: مَا أَطْيَبَ عَرْفَهُ. قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] ، أَيْ طَيَّبَهَا. قَالَ:

أَلَا رُبَّ يَوْمٍ قَدْ لَهَوْتُ وَلَيْلَةٍ ... بِوَاضِحَةِ الْخَدَّيْنِ طَيِّبَةِ الْعَرْفِ

وَالْعُرْفُ: الْمَعْرُوفُ، وَسَمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النُّفُوسَ تَسْكُنُ إِلَيْهِ. قَالَ النَّابِغَةُ:

أَبَى اللَّهُ إِلَّا عَدْلَهُ وَوَفَاءَهُ ... فَلَا النُّكْرُ مَعْرُوفٌ وَلَا الْعُرْفُ ضَائِعُ فَأَمَّا الْعَرِيفُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ الْقَيِّمُ بِأَمْرِ قَوْمٍ قَدْ عَرَفَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَرِيفًا لِأَنَّهُ عُرِفَ بِذَلِكَ. وَيُقَالُ بَلِ الْعِرَافَةُ كَالْوِلَايَةِ، وَكَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِيَعْرِفَ أَحْوَالَهُمْ.

وَأَمَّا عَرَفَاتُ فَقَالَ قَوْمٌ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - تَعَارَفَا بِهَا. وَقَالَ آخَرُونَ. بَلْ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمَّا عَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَنَاسِكَ الْحَجِّ قَالَ لَهُ: أَعَرَفْتَ؟ وَقَالَ قَوْمٌ: بَلْ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مَكَانٌ مُقَدَّسٌ مُعَظَّمٌ، كَأَنَّهُ قَدْ عُرِّفَ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] . وَالْوُقُوفُ بِعَرَفَاتَ تَعْرِيفٌ. وَالتَّعْرِيفُ: تَعْرِيفُ الضَّالَّةِ وَاللُّقَطَةِ، أَنْ يَقُولَ: مَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ وَيُقَالُ: اعْتَرَفَ بِالشَّيْءِ، إِذَا أَقَرَّ، كَأَنَّهُ عَرَّفَهُ فَأَقَرَّ بِهِ. وَيُقَالُ: النَّفْسُ عَرُوفٌ، إِذَا حُمِلَتْ عَلَى أَمْرٍ فَبَاءَتْ بِهِ أَيِ اطْمَأَنَّتْ. وَقَالَ:

فَآبُوا بِالنِّسَاءِ مُرَدَّفَاتٍ ... عَوَارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وَاتِّجَاحِ

مِنَ الْوِجَاحِ، وَهُوَ السِّتْرُ.

وَالْعَارِفُ: الصَّابِرُ، يُقَالُ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَوُجِدَ عَرُوفًا، أَيْ صَابِرًا. قَالَ النَّابِغَةُ:

عَلَى عَارِفَاتٍ لِلطِّعَانِ عَوَابِسٍ ... بِهِنَّ كُلُومٌ بَيْنَ دَامٍ وَجَالِبِ 

نَسِيَ 

(نَسِيَ) النُّونُ وَالسِّينُ وَالْيَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى إِغْفَالِ الشَّيْءِ، وَالثَّانِي عَلَى تَرْكِ شَيْءٍ.

فَالْأَوَّلُ نَسِيتُ الشَّيْءَ، إِذَا لَمْ تَذْكُرْهُ، نِسْيَانًا. وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ النِّسْيُ مِنْهُ. وَالنِّسْيُ: مَا سَقَطَ مِنْ مَنَازِلِ الْمُرْتَحِلِينَ، مِنْ رُذَالِ أَمْتِعَتِهِمْ، فَيَقُولُونَ: تَتَبَّعُوا أَنَسَاءَكُمْ. قَالَ الشَّنْفَرَى: كَأَنَّ لَهَا فِي الْأَرْضِ نِسْيًا تَقُصُّهُ ... عَلَى أُمِّهَا وَإِنْ تُكَلِّمْكَ تَبْلَِتِ

وَعَلَى ذَلِكَ يُفَسَّرُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115] ، أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ: فَتَرَكَ الْعَهْدَ. وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْأَصْلَيْنِ النَّسَا: عِرْقٌ، وَالْجَمْعُ أَنْسَاءٌ، وَالِاثْنَانِ نَسَيَانِ وَيَقُولُونَ: هُوَ النَّسَا، وَهُوَ عِرْقُ النَّسَا، كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ. قَالَ:

فَأَحْذَيْتُهُ لَمَّا أَتَانِي بِقِرْبَةٍ ... كَعِرْقِ النَّسَا لَمْ يُعْطَ بَطْنًا وَلَا ظَهْرَا

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْأَصْلُ فِي الْبَابِ النِّسْيَانُ، وَهُوَ عُزُوبُ الشَّيْءِ عَنِ النَّفْسِ بَعْدَ حُضُورِهِ لَهَا. وَالنَّسَا: عِرْقٌ فِي الْفَخِذِ، لِأَنَّهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْ أَعَالِي الْبَدَنِ إِلَى الْفَخِذِ، مُشَبَّهٌ بِالْمَنْسِيِّ الَّذِي أُخِّرَ وَتُرِكَ.

وَإِذَا هُمِزَ تَغَيَّرَ الْمَعْنَى إِلَى تَأْخِيرِ الشَّيْءِ. وَنُسِئَتِ الْمَرْأَةُ: تَأَخَّرَ حَيْضُهَا عَنْ وَقْتِهِ فَرُجِيَ أَنَّهَا حُبْلَى. وَالنَّسِيئَةُ: بَيْعُكَ الشَّيْءَ نَسَاءً، وَهُوَ التَّأْخِيرُ. تَقُولُ: أَنْسَأْتُ. وَنَسَأَ اللَّهُ فِي أَجْلِكَ وَأَنْسَأَ أَجْلَكَ: أَخَّرَهُ وَأَبْعَدَهُ. وَانْتَسَؤُوا، تَأَخَّرُوا وَتَبَاعَدُوا. وَنَسَأْتُهُمْ أَنَا: أَخَّرْتُهُمْ. وَنَسَأْتُ نَاقَتِي، قَالَ قَوْمٌ: رَفَقْتُ بِهَا فِي السَّيْرِ. وَنَسَأْتُهَا: ضَرَبْتُهَا بِالْمِنْسَأَةِ: الْعَصَا. وَهَذَا أَقْيَسُ، لِأَنَّ الْعَصَا كَأَنَّهُ يُبْعَدُ بِهَا الشَّيْءُ وَيُدْفَعُ. وَالنَّسْءُ: مَا نَبَتَ مِنْ وَبَرِ النَّاقَةِ بَعْدَ تَسَاقُطِ وَبَرِهَا. وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ. كَأَنَّ هَذَا الثَّانِي تَأَخَّرَ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: نَسَأْتُ الْإِبِلَ فِي ظِمْئِهَا، إِذَا زِدْتَهَا فِي ظِمْئِهَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ. وَالنَّسِيءُ فِي كِتَابِ اللَّهِ: التَّأْخِيرُ، كَانُوا إِذَا صَدَرُوا عَنْ مِنَى يَقُومُ رَجُلٌ مِنْ كِنَانَةَ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي لَا يُرَدُّ لِي قَضَاءٌ. فَيَقُولُونَ: أَنْسِئْنَا شَهْرًا، أَيْ أَخِّرْ عَنَّا حُرْمَةَ الْمُحَرَّمِ فَاجْعَلْهَا فِي صَفَرَ. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَتَوَالَى عَلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ لَا يُغِيرُونَ فِيهَا، لِأَنَّ مَعَاشَهُمْ كَانَ مِنَ الْإِغَارَةِ، فَأُحِلَّ لَهُمُ الْمُحَرَّمُ. فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37] . وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ النَّسْءُ: بَدْءُ السِّمَنِ فِي الدَّوَابِّ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

بِهَا أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِمَا ... فَقَدْ مَارَ فِيهَا نَسْؤُهَا وَاقْتِرَارُهَا

وَالنَّسِيءُ: الْحَلِيبُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ. تَقُولُ مِنْهُ: نَسَأْتُ، وَهُوَ النَّسْءُ أَيْضًا فِي شِعْرِ عُرْوَةَ:

سَقَوْنِي النَّسْءَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي ... عُدَاةُ اللَّهِ مِنْ كَذِبٍ وَزُورِ.

حنة

[حنة] نه فيه: لا يجوز شهادة ذي الظنة و"الحنة" وهي لغية في الإحنة. ومنه: إلا رجل بينه وبين أخيه "حنة". وح: ما بيني وبين العرب "حنة". وح معاوية: منعتني القدرة من ذوي "الحنات" جمع حنة.
(حنة) - في الحَدِيث: "إلَّا رَجُل بَينَه وبَيْن أَخِيه حِنَةٌ".
- وفي حديث حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّب : "ما بَيْنِى وبين العَربَ حِنَةٌ"
- وقال مُعاوِيَةُ: "لقد مَنَعَتْنِى القُدرةُ من ذَوِى الحِنَات" .
وأَخبرنَا غَيرُ واحد إذْنًا، رحمهم الله، قالوا: أَخبرنَا عبدُ الرَّحمن بنُ محمد، ثنا أبو مَنْصُور مُحمَّد بن أَحمَد بن على بن مَمُّوية الدِّينَورَى: قال: قُرِىء على أحمدَ بنِ جَعْفَر بن حَمْدان ابن عَبدِ الله، ثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَيْن بن دِيزِيل إملاءً، ثنا آدمُ بنُ أَبِى إياس ، ثنا ابنُ أَبِى ذئب، ثنا الحَكَم بنُ مُسْلِم [عن] الأعرج، قال:
- قال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَجُوزُ شَهادة ذى الظَّنَّة والحِنَةِ والجِنَّة".
قال: الظِّنّة. التُّهَمة، والحِنَة: العَدَاوة، والجِنَّة: ما يَغِيب عن الرَّجل، الحِنَة بتَخْفِيف النُّون بمَعْنى الإِحْنَة، وهي الحِقْد في الصَّدر. قال أبو زَيْد: يقال أَحَنتُ عليه أَحِنّ وأَحَنُّ أَحَناً. وَوَحِنْت عليه، إذا غَضِبْت عليه، وهو مُواحِن لك.
وأنكر الأَصَمِعىّ والفَرَّاء حِنَةً ، غير أَنَّه قد وَرَد في أَحادِيث كما تَرَى. وقال غيره: حِنَةٌ: لُغَيَّة. يقال منه: وَحِنَ عليه.
- في حديث أَنسِ، رضي الله عنه: "شَفَاعَتِى لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتى حتى حَاءَ وحَكَم" .
وهما حَيَّان باليَمَن من العَرَب في آخر رَمْل يَبْرِين. قيل: يجوز أن يكون من حَوَى يَحْوِى، ويجوز أن يَكُونَ مقصوراً غَيرَ ممدود.
- في حَديث أَبِى هُرَيْرة: "إِيَّاك والحَنْوةَ، والإِقْعاءَ".
الحَنْو: هو أن يُطَأطِىءَ رَأسه ويُقوِّس ظَهرَه، من حَنوتُ الشَّىءَ وحَنَيْتُه: عَطَفْتُه.

القلم

القلم:
[في الانكليزية] Divinatory arrwow ،lot ،first mtellect
[ في الفرنسية] Fleche divinatiore ،lot ،premier intellect
بفتح القاف واللام خامه والنصيب الذي يقدّرونه في القمار. وكلّ ما بذلك الشيء يأخذون، كما في كنز اللغات. والقلم الأعلى عند الصوفية هو العقل الأول وقد سبق، ويجيء في لفظ اللوح أيضا. ويقول في لطائف اللغات:
القلم في اصطلاح الصوفية عبارة عن حضرة التفصيل الذي هو كناية عن الواحدية. وقيل:
القلم عبارة عن النفس الكلّية. وعند بعضهم:
عبارة عن اللّوح.
القلم: أصله القص من الشيء الصلب كالظفر. وبالتحريك: ما يكتب فيه وقوله {عَلَّمَ بِالْقَلَم} تنبيه لنعمته على الإنسان بما أفاده من الكتابة. وما روي أنه عليه السلام يأخذ الوحي عن جبريل عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل وإسرافيل عن اللوح عن القلم، فإشارة إلى معنى إلهي ليس هذا موضع تحقيقه، ذكره الراغب. وقال الحرالي: القلم مظهر الآثار المنبئة عما وراءها من الاعتبار.وقال الصوفية: علم التفصيل فإن الحروف التي هي مظاهر تفصيلها مجملة في مدار الدواة ولا تقبل التفصيل ما دام فيها، فإذا انتقل المراد منها إلى القلم تفصلت الحروف فيه في اللوح، وتفصل العلم بها إلى الغاية، كما أن النطفة التي هي مادة الإنسان ما دامت في ظهر آدم مجموع الصور الإنسانية مجملة فيها ولا تقبل التفصيل ما دامت فيها، فإذا انتقلت إلى لوح الرحم بالقلم الإنساني تفصلت الصورة الإنسانية.
أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدَّينوري في ذكر الخط والقلم.
قال أبو محمد المذكور: يُسمَى القلمُ الذي يُكتبُ به قلماً لأنَّه قُلِّمَ وقُطِعَ ومنه قَلَّمتُ أظفاري ومنه قِيلَ قُلامَةُ الظُّفرِ لما يُقطَع منه.
وقالَ غيرُهُ: يُقالُ للشيءِ الذي يُقلَمُ به مِقلَمٌ.
قالَ ابنُ قُتَيبةَ: وقد تُسمَّى القِدَاحُ أقلاماً وإنَّما سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّها تُبرَى قالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: (إذْ يُلقُونَ أَقلاَمَهُمْ أَيُّهُم يَكْفُلُ مَريَمَ) قالَ: كَانوا تَشَاحُّوا في كَفالتها فضربوا عليها بالقِدَاحِ فخرج قِدْحُ زكريَّا فكفلها.
وقالَ عبد الله بن عبد العزيز: كُلُّ قصبة قُطِعَتْ منها قِطعة فالقطعةُ قَلَمٌ وكلُّ عودٍ نُجِرَ وعُلِّمَ رَأسُهُ بعَلامَةٍ فَهو قَلَمٌ.
وقالَ في قوله عزَّ وجلَّ: (إذْ يُلقُونَ أَقلاَمَهُم) : جاء في التفسير أَنَّها كانت عِيدانَاً مكتوب على رؤوسها أسماؤهم.
وجمع القلم: أقلام وقِلام مثل جَبَل وجِبَال.

جأج

(جأج) - في حَدِيث الحَسَن: "خُلِقَ جُؤْجُؤُ آدمَ من كَثِيبِ ضَرِيَّة".
الجُؤْجُؤ: الصَّدر، وقيل: عِظامُ الصَّدر، وأصلُه في الطَّير، والجَمْعُ الجَآجِيء.
ومنه حَدِيثُ سَطِيح :
* حتَّى أَتى عَارِي الجَآجِي والقَطَن *
وجُؤْجُؤُ السَفِينة: صَدْرُها، وضَرِيَّة: بِئْر أَظنُّها بِناحِية الحِجاز يُنسَب إليها حِمَى ضَرِيَّة، كما أن الوَقْبَى: بِئْر يُنسَب إليها حِمَى الوَقْبَى.
وقيل: سُمِّيت بضَرِيَّة بِنتِ رَبِيعَة بنِ نِزار.

بيى

(بيى) - في حَديثِ آدَمَ عليه الصَّلاة والسَّلام: "جَاءَه جِبْريلُ، عليه الصلاة والسلام، فقال: حَيَّاكَ الله وبَيَّاك".
قيل: بَيَّاك: إتْباع لحَيَّاك لا مَعنَى له في نَفسِه، كما يقال: حِلّ وبِلّ، وقيل مَعناه: سًّركَ وأضحكَك، وقيل: قَرّبك، وقيل: اليَاءُ بدَلٌ من الوَاوِ: أي بَوَّأكَ مَنزِلًا. وقيل: قَصدَك بالتَّحِيَّة، من قَولِهم: بَوَّأتُ الرمحَ نَحَوه.
 

برى

[برى] فيه: يا خير "البرية" البرية: الخلق، براه الله يبروه برواً أي خلقه، ويجمع على البرايا والبريات من البرى التراب، وقيل: أصله الهمز فخفف. وفيه: صل على محمد عدد الثرى و"البرى" أي التراب. وفي ح حليمة: خرجت في سنة حمراء "قد برت" المال أي هزلت الإبل وأخذت من لحمها، من البرى: القطع، والمال أكثر ما يطلق على الإبل. وفيه: "أبرى النبل" وأريشها أي انحتها وأصلحها واعمل لها ريشاً لتصير سهاماً، وفيه نهى عن طعام "المتباريين" أي المتعارضين بفعلهما ليعجز أحدهما الآخر بصنيعه، وإنما كرهه لما فيه من المباهاة والرياء. ومنه: "يبارين" الأعنة مصعدات. المباراة المجاراة والمسابقة أي يعارضنها في الجذب لقوة نفوسها أو قوة رؤسها. ن: وروى يبارين الأسنة أي يضاهين الرماح في قوامها واعتدالها.
(برى) - في حديث المِسْوَرِ بن مَخْرَمَة: "أَنَّ حلِيمة، رضي الله عنها، خَرَجَت في سَنَة حَمراء، قد بَرَتَ المَالَ".
: أي هزَلَت الِإبلَ وأخذَت من لحمِها، وأصلُ البَرْى: القَطْع. ومنه يُقالُ: بَريْتُ القَلَم. والمَالُ في كَلَامِهِم الِإبِلُ؛ لأنها مُعظَمُ مالِهم.
- قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} . مَنْ قَرأها بالياء مُشَدَّدة قيل: هو مَأْخوذ من بَرَا اللهُ الخَلْق: أي خَلقَهم، فترك همزَها، ومنهم من يَجعلُها من البَرَى، وهو التُّراب، لِخَلْقِ اللهِ تَعالَى آدمَ عليه السلام من التُّراب.
- في الحَدِيث: "أَنَّه نهى عن طَعام المُتَبَارِيَيْن أن يُؤكَل".
وهما المُتَعارِضان بفِعلَيْهما. يقال: تَبارَى الرَّجُلَان: إذا فَعلَ كلُّ واحدٍ منهما ما فَعَله صاحِبُه، لِيُرِىَ أَىٌّ منهما أَغلبُ لصاحِبِه، وإنما كُرِه ذلك لِمَا فيه من الرِّياء والمُبَاهاةِ.
برى: بَرى العُوْدَ يَبْري بَرْياً، وكذلك القَلَم. والبَرِيُّ: السَّهْمُ الذي قد أُتِمَّ بَرْيُه ولم يُرَشْ. والبُرَايَةُ: النُّحَاتَةُ.
وبَرَاه المَرَضُ يَبْرِيْه: أي هَزَلَه.
والمِبْرَاةُ: القَرْنُ، وأصْلُه التي يُبْرى بها القَوْسُ.
والبارِيَّةُ والبُوْرِيَّةُ: واحِدٌ.
والمُبَارَاةُ: أنْ يُبَارِيَ الرَّجُلُ آخَرَ ويَصْنَعَ صَنِيْعَه. ومنه: فلانٌ يُبَارِي الرِّيْحَ: أي يُعْطي كلَّما هَبَّتْ.
وبَرى لفُلانٍ: إذا عَرَضَ له؛ يَبْري بَرْياً. وبَرَّيْتُ فلاناً: قَصَدْته. وتَبَرَّى: بمَعْنى انْبَرى. وتَبَرَّيْتُ لمَعْرُوْفِه: أي تَعَرَّضْت.
والبَرى: التُّرَابُ، بفِيْهِ البَرى. ومنه البَرِيَّةُ: أي خُلِقَ من التُّرَابِ.
والبَرى: الخَلْقُ، ما أدْري أيُّ البَرى هُوَ.
وإنَّه لَذُوْ بُرَايَةٍ: إذا كانَ ذا بَقِيَّةٍ بَعْدَ بَرْيِ السَّفَرِ إيّاه.
ومَطَرٌ ذو بُرَايَةٍ: أي يَبْري الأرْضَ ويَقْشِرُها.
وإبْرِيَةُ الرَّأْسِ وهِبْرِيَتُه غَيْرُ مَهْمُوْزَيْنِ: نُخَالَتُه، وكذلك إبْرِيَةُ الرَّأْسِ هو الحَزَازُ، شُبِّهَ ببُرَايَةِ الخَشَبِ.
برى: برى، يقال في المجاز: راش وبرى بمعنى أحسن وأساء (عباد 3: 171 رقم 129) قارن هذا بالعبارتين اللتين نقلتهما من المقري (2: 758 البيت 47): برى العصاة وراش الطائعين أي أساء إلى العصاة وأحسن إلى الطائعين. وقد ترجم دى سلان لفظة برى التي وردت في بيت المقدمة (3: 402) بلفظة ( Tourmenter) أي: عذب ونكل.
وبرى الحجر: قلعه، ونحته (البكري 54).
وبرى: سوى، صقل (بوشر).
وبرى: أنضى وأهزل (بوشر).
وفي المعجم اللاتيني Cural: يفرخ ويبرى ويحضن.
بَرّى (بالتضعيف): صعّد بالجبل (الكالا).
بارى: مرادف عارض لا بمعنى فعل مثل فعله فقط بل بمعنى قابل أيضاً (أماري 338 حيث يجب أن يصحح بما جاء في المخطوطة، انظر الملحق).
أبرى: برى يقال أبرى القلم براه أي قطعه وسوى طرفه (فوك، الكالا). انبرى: يقال انبرى إليه أيضاً (فوك).
ومطاوع برى بمعنى أخلق، درس، بلى، والمصدر انبراء: بلىً، دروس، أخلاق (بوشر).
بَراة: انظر براءة في مادة برأ.
بَرْيَة: قطع (انظره في برقبة).
بَرْيَة: قَطّة (تسوية رأس القلم للكتابة) (بوشر).
بُرُيان وجمعها بُرُيانات: شرث، قشر (تقشر وتشقق من البرو) (الكالا) ويقال أيضاً: بُرْجون.
بِرْياني (فارسية): طعام يتخذ من الأرز واللحم مع كثير من السمن المذاب (برتون 2: 280).
ابرية: ثآليل. المعجم اللاتيني وفيه (الابرية).
مبرا: سكين لبري القلم (همبرت 112 وفيه مُبْراء. واقرأ مبرا بدل مبدل عند باين سميث 1134).
مبرا: مسحل، مسحاج، مصقل (آلة للصقل) (بوشر).
مبراة: قرن الأيل (ديوان امرئ القيس 43 مقطوعة 16).

بر

ى1 بَرَى, (T, M, K,) first Pers\. بَرَيْتُ, (T, S, Msb,) aor. ـِ (T, K,) inf. n. بَرْىٌ, (T, S, M, Msb, K,) He formed, or fashioned, by cutting; shaped out; or pared; (As, T, M, K;) a reed for writing, (Lth, As, ISk, T, S, M, Msb,) and a stick, or piece of wood, (Lth, T, M,) and an arrow, (M, K,) &c.; (M;) as also ↓ ابترى: (M, K:) and بَرَوْتُ, (Msb,) aor. ـُ (Lth, T,) is a dial. var., (Msb,) used by some, who say, هُمَ يَقْلُو البُرَّ [instead of يَقْلِى]. (Lth, T.) b2: And hence, (As, T,) aor. and inf. n. as above, (As, T, M, K,) (assumed tropical:) He (a man) fatigued, or jaded, and made to lose flesh, (As, * T, * S,) a she-camel, (As, T,) or a camel: (S:) or it (journeying) rendered him lean, or emaciated: (M, K:) and in like manner one says of a year of dearth or drought. (TA.) And بَرَيْتُ سَنَامَهَا بِسَيْرِى عَلَيْهَا (assumed tropical:) [I wasted her hump by my journeying upon her]: occurring in a poem of El-Aashà. (M.) A2: See also 3: b2: and see 5, in two places.3 باراهُ, (T, S, M, &c.,) inf. n. مُبَارَاةٌ, (T, TA,) He vied, competed, or contended for superiority, with him; emulated, or rivalled, him; or imitated him; i. q. عَارَضَهُ; (S, M, Msb, K;) i. e., (TA,) he did the like of what he (the latter) did, (ISk, T, S, Msb, TA, and EM p. 64,) striving to overcome him or surpass him; (EM ubi suprà;) as also لَهُ ↓ بَرَى, aor. ـِ inf. n. بَرْىٌ; and له ↓ انبرى: (As, T:) and he vied, or competed, with him, or contended with him for superiority, in glory, or excellence, or in beauty, or goodliness; he emulated, or rivalled, him therein; syn. بَاهَاهُ: (TA in art. بهج:) and he vied, competed, or contended, with him in running; and strove with him to outstrip him, to be before him, to get before him, or to precede him. (TA.) You say, فُلَانٌ يُبَارِى الرِّيحَ سَخَآءً [Such a one vies with the wind in bounty]: (T, S:) [for] the bountiful man whose gifts are common is likened by the Arabs to the wind because it blows upon all in common, not only upon particular persons. (Ham p. 445.) A2: بارى امْرَأَتَهُ He compounded, or made a compromise, with his wife for their mutual separation; (K;) as also بَارَأَهَا [which is the original]. (TA.) 4 ابرى: see art. برو

A2: Also He found, or met with, sugar-canes. (K.) A3: See also أَبْرَأَ, in art. برأ, last signification.5 التَّبَرِّى signifies The coming before or forward, presenting oneself, advancing, confronting, encountering, meeting, or opposing; (KL;) and so ↓ الاِنْبِرَآءُ. (KL, PS.) You say, تبرّى لَهُ He presented, addressed, applied, or betook, himself to him, i. e., one man to another man; advanced, came forward, or went forward, to him; or opposed himself to him; syn. تَعَرَّضَ; as also تبرّاهُ; and لَهُ ↓ بَرَى, aor. ـِ (T:) and له ↓ انبرى signifies اِعْتَرَضَ لَهُ, (S, K, and Har p. 558,) meaning [as above; or] he betook himself, and advanced, or went forward, to it, namely, an action; (Har ubi suprà;) and it presented itself to it, as a thought to the heart, or mind, syn. تعرّض: (Ham p. 541:) لَهُ ↓ بَرَى, inf. n. بَرْىٌ, is syn. with عَرَضَ لَهُ [meaning as above, for it is syn. with تَعَرَّضَ and اِعْتَرَضَ; or it happened to him, befell him, or occurred to him]: (M:) and ↓ انبرى is also syn. with عَرَضَ [meaning it happened, befell, or occurred]. (Har p. 56.) You say also, تبرّى لِمَعْرُوفِهِ, i. e. تَعَرَّضَ لَهُ (ISk, S, K) or اِعْتَرَضَ لَهُ (M) [both of which explanations mean He presented, addressed, applied, or betook, himself, or he advanced, came forward, went forward, or attempted, to obtain his favour, or bounty; or he sought it, or demanded it]; as also تبرّى مَعْرُوفَهُ. (M, TA.) and تَبَرَّيْتُ وُدَّهُمْ [I addressed, applied, or betook, myself to obtain their love, or affection]. (S, M.) And لِطَىِّ بِسَاطِهِ ↓ انبرى, i. q. اِعْتَرَضَ, meaning, in this instance, He hastened to cut short his speech. (Har p. 280.) And يُنْشِدُ شِعْرًا ↓ انبرى, i. e. تَعَرَّضَ لِإِنْشَآئِهِ [or لِإِنْشَادِهِ, meaning He addressed himself to reciting poetry, or verses]. (Har p. 34.) And مِنَ الجَمَاعَةِ ↓ انبرى, i. q. اِعْتَرَضَ [He presented himself, or advanced, or came forward, from the company]. (Har p. 647.) 6 تَبَارَيَا They vied, competed, or contended for superiority, each with the other; emulated, or rivalled, each other; imitated each other; (S, K, TA;) they did each like as the other did. (T, S, TA.) [See the part. n., below.]7 انبرى, (K, TA,) or ↓ ابترى, (so in a copy of the M,) It was, or became, formed, or fashioned, by cutting; shaped out; or pared: (M, K:) said of a reed for writing, and of a stick, or piece of wood, (M,) and of an arrow, (M, K,) &c. (M.) A2: See also 3: b2: and see 5, in six places.8 إِبْتَرَىَ see 1: A2: and see also 7.

بَرًى, or بَرًا: see art. برو.

بَرَاةٌ: see مِبْرَاةٌ.

A2: See also بَرَآءَةٌ, in art. برأ.

بَرَآءٌ: see مِبْرَاةٌ.

بُرَآءٌ: see بُرَايَةٌ.

بَرِىٌّ, applied to an arrow, i. q. ↓ مَبْرِىٌّ [i. e. Formed, or fashioned, by cutting; shaped out; or pared]; (T, M, K;) or (M, K) completely; (T, M, K;) but not feathered, nor headed: for an arrow when first cut is termed قِطْعٌ; then it is formed, or fashioned, by cutting, or shaped out, or pared, and is termed بَرِىٌّ; and when straightened, and fit to be feathered and headed, it is a قِدْح; and when feathered and headed, it becomes a سَهْم. (T.) A2: It is also sometimes used for بَرِىْءٌ. (Kz, TA in art. برأ.) البَرِيَّةٌ: see art. برو.

بُرَايَةٌ (T, S, M, K) and ↓ بُرَآءٌ, (S, M, K,) in which latter the ء is originally ى, (IJ, M,) Cuttings, chips, parings, or the like; (S, M, K;) what falls from a thing that is formed, or fashioned, by cutting. (T, S. *) b2: [Hence,] مَطَرٌ ذُو بُرَايَةٍ (assumed tropical:) Rain that pares and peels the ground. (TA.) b3: And هُوَ مِنْ بُرَايَتِهِمْ (assumed tropical:) He is of the refuse, or lowest or meanest sort, of them. (M, TA.) b4: But ذُو بُرَايَةٍ, applied to a camel, means (assumed tropical:) En-during travel: (T, S, M:) or having fat and flesh: (S:) and ذَاتُ بُرَايَةٍ, applied to a she-camel, has the latter meaning: or the former: (M, K:) or strong when fatigued and emaciated by travel: (TA:) or, as some say, براية in both cases means the remains of fatness and compactness, or of fat, and of strength. (M, TA.) حَتُّ البُرَايَةِ is said to mean (assumed tropical:) Fleet, or swift, when emaciated by travel; for the subst. براية is said to be here put for the inf. n. بَرْى. (L in art. حت, q. v.) بِرَايَةٌ a quasi-inf. n. of 1 in the first of the senses assigned to it above: as when it is said that a reed for writing is not called a قَلَم except after the براية [i. e. the shaping, or paring]. (Msb.) بَرَّآءٌ A maker of arrows, who forms, or fashions, them by cutting; who shapes them out, or pares them: or who does so completely: (K:) and a maker of spindles, who forms, or fashions, them by cutting: and a cutter, or parer, of aloes-wood, that is used for fumigation: (TA:) [and in like manner, قِسِىٍ ↓ بَارِى a fashioner, or shaper, of bows: whence the saying,] أَعْطِ القَوْسَ بَارِيَهَا [Give thou the bow to its fashioner]; meaning (assumed tropical:) commit thou thine affair to him who will execute it well: a prov. (Har p. 68. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 98.]) بَرَّآءَةٌ: see مِبْرَاةٌ.

بَارِى قِسِىّ: see بَرَّآءٌ.

بَارِىٌّ and بَارِيَّةٌ and بَارِيَآءُ: see in art. بور.

مَبْرَى القَلَمِ [The place where the paring is commenced of the reed for writing]. (K in art. جلف.) مِبْرَاةٌ The iron implement, (S,) or knife, (AHn, M, K,) with which one forms, fashions, shapes out, or pares, (AHn, S, M, K,) a bow; (AHn, M, K;) as also ↓ بَرَّآءَةٌ, (K, TA,) with teshdeed and medd, (TA,) or ↓ بَرَآءٌ, (so in a copy of the M,) or ↓ بَرَاةٌ. (CK, and so in a MS. copy of the K.) مَبْرِىٌّ: see بَرِىٌّ.

مُتَبَارِ part. n. of 6. It is said in a trad., المُتَبَارِيَانِ لَا يُجَابَانِ وَ لَا يُؤْكَلُ طَعَامُهُمَا [The two persons who vie with each other in the expensiveness of their entertainments shall not have their invitations accepted, nor shall their food be eaten]. (El-Jámi' es-Sagheer of Es-Suyootee.) The متباريان whose food is forbidden, in a trad., to be eaten, are They who vie with each other in order that each may render the other unable to equal him in respect of the repast prepared by him for his guests: and the doing of this is disliked because of the rivalry and ostentation that are involved in it. (TA.) b2: المُتَبَارِيَانِ is also an appellation of The night and the day. (Har p. 377.)

أنج

(أنج) - في حديث سَلْمان: "أُهْبِط آدمُ عليه الصَّلاة والسَّلام من الجَنَّة وعليه إِكْليل، فتَحاتَّ منه عُودُ الأَنْجوج".
قال الحَرْبِىّ: هو العُود الذي يُتَبَخّر به، وإنما هو: يَلَنْجُوج وأَلَنْجوُج، ولم أسمَع أَنجوج، وقد رأَيتُه في كِتابٍ لي غيرِ مَسْموع.

حيي

حيي: {الحيوان}: الحيوة [الحياة]، وكل ذي روح. والواو بدل من ياء عند سيبويه. وقال غيره: الواو أصل، وهي مادة مركبة من حاء وياء وواو.
ح ي ي

أحياه الله فحي وحي، وحيوا بخير وحيوا، وهو حي من الأحياء. ولا حي علي ينفعني أي لا أحد، وما بالدار حيّ. وناقة محي ومحيية: لا يموت لها ولد، خلاف مميت ومميتة. واستحييت أسيري: تركته حياً. وفي الحديث: " اقتلوا المشركين واستحيوا شرخهم ". ومررت بحي من أحياء العرب. وحياء الله، وأكرمك الله بتحيته وبتحاياه. وبي شوق إلى محياك. وتحايا القوم، وحايا بعضهم بعضاً. وحكم المكاتبة حكم المحاياة. وحييت منه أحيا حياء، واستحييته، واستحييت منه، واستحيت، وأنا أستحي منه، وهو رجل حيي، وهو أحيى من مخدرة. قالت ليلى:

وأحيى حياء من فتاة حيية ... وأشجع من ليث بخفان خادر

وحيّ على الغداء: أقبل وعجل. قال ابن أحمر:

أنشأت أسله ما بال رفقته ... فقال حيّ فإن الركب قد ذهبا

وأرض محياة ومحواة: كثرة الحيات.

ومن المجاز: أتيت الأرض فأحييتها أي وجدتها حية النبات مخصبة. ووقع في الأرض الحيا وهو المطر، وأحيا القوم: أخصبوا، وحييت أرضهم، وأحيا أرضاً ميتة. وأحييت النار وحاييتها: نفخت فيها حتى تحيا، وطلبت حياة النار بالنفخ. قال:

حياة النار للمتنور

ويقول الرجل لصاحبه: كيف الحي، كما يقول كيف الهل، يريد امرأته. وسترت حياءها. وهو حيّة الوادي: للحامي حوزته، وهم حيات الأرض: لدواهيها وفرسانها، وهو حية ذكر: للشهم. ورأسه رأس حية: للذكي المتوقد، وأكلت حياتنا حياتكم إذا قتلت فرسانهم فرسانهم. وسقاك الله دم الحيات أي أهلكك. وقال أبو النجم يصف نهراً:

إذا أرادوا رفعهن انفجرا ... بذي حباب يستحي أن يسكرا

أي لا يقدر على سكره بالحجارة يمتنع من ذلك. 

حيي


حَيِىَ(n. ac. حَيَاة [] )
a. Lived; came to life.
b.(n. ac. حَيَآء
[حَيَاْي]) [Min], Was ashamed of.
حَيَّيَa. Kept alive; let live; brought to life; made to live
preserved.
b. Saluted, greeted.

حَاْيَيَa. Made to blush.
b. Fed (child).
c. Stirred (fire).
أَحْيَيَa. see II (a)b. Vivified; fertilized (ground).
c. Raised from the dead.
d. Watched ( at night ).
e. Flourished.

إِسْتَحْيَيَa. see II (a)b. [Bi
or
Min], Blushed at, was ashamed of; refrained from.
c. Veiled ( herself: woman ).
حَيّ (pl.
أَحْيَآء [] )
a. Living, alive; animated, lively.
b. Tribe.
c. Neighbours; neighbourhood.

حَِيّ [حَيّ]
a. Be quick! Make haste! Hasten!

حَيَّةa. Serpent.
b. Wicked, vile (man).
حَيَاa. Rain.

حَيَاة []
a. Life.

حَاوٍa. Serpent-tamer, juggler.

حَيَآء []
a. Shame, modesty; fear of blame.

حَيَوَان []
a. Living creature; animal.
b. ( ), Bestial, brutish, animal.
مُحَيَّى [ N. P.
a. II], Face, visage.

مُحْيِى [ N. Ag.
a. IV], Author of life, life giver.
b. He who raises from the dead (God).

تَحِيَّة [ N.
Ac.
حَيَّيَ
(حِيّ)]
a. Salutation, greeting.

إِحْيَآء [ N.
Ac.
a. IV], Preservation of life.
b. Act of vivifying.

حَيَوٰاة حَيَوٰة
a. see [ ].
حَيْوَان
a. see [ ].
ح ي ي : حَيِيَ يَحْيَا مِنْ بَابِ تَعِبَ حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ وَتَصْغِيرُهُ حُيَيٌّ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَحْيَاهُ اللَّهُ وَاسْتَحْيَيْتَهُ بِيَاءَيْنِ إذَا تَرَكْتَهُ حَيًّا فَلَمْ تَقْتُلْهُ لَيْسَ فِيهِ إلَّا هَذِهِ اللُّغَةُ وَحَيِيَ مِنْهُ حَيَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ فَهُوَ حَيِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ.

وَاسْتَحْيَا مِنْهُ وَهُوَ الِانْقِبَاضُ وَالِانْزِوَاءُ قَالَ الْأَخْفَشُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ فَيُقَالُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَاسْتَحْيَيْتُهُ وَفِيهِ لُغَتَانِ إحْدَاهُمَا لُغَةُ الْحِجَازِ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ بِيَاءَيْنِ وَالثَّانِيَةُ لِتَمِيمٍ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ وَحَيَاءُ الشَّاةِ مَمْدُودٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْحَيَاءُ اسْمٌ لِلدُّبُرِ مِنْ كُلِّ أُنْثَى مِنْ الظِّلْفِ وَالْخُفِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَالَ الْفَارَابِيَّ فِي بَابِ فَعَالٍ الْحَيَاءُ فَرْجُ الْجَارِيَةِ وَالنَّاقَةِ وَالْحَيَا مَقْصُورٌ الْغَيْثُ.

وَحَيَّاهُ تَحِيَّةً أَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْحَيَاةِ وَمِنْهُ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ أَيْ الْبَقَاءُ وَقِيلَ الْمُلْكُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي مُطْلَقِ الدُّعَاءِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ الشَّرْعُ فِي دُعَاءٍ مَخْصُوصٍ وَهُوَ سَلَامٌ عَلَيْكَ وَحَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا دُعَاءٌ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مَعْنَاهُ هَلُمَّ إلَيْهَا وَيُقَالُ حَيَّ عَلَى الْغَدَاءِ وَحَيَّ إلَى الْغَدَاءِ أَيْ أَقْبِلْ قَالُوا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْهُ فِعْلٌ وَالْحَيْعَلَةُ قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ وَالْحَيُّ الْقَبِيلَةُ مِنْ الْعَرَبِ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَالْحَيَوَانُ كُلُّ ذِي رُوحٍ نَاطِقًا كَانَ أَوْ غَيْرَ نَاطِقٍ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَيَاةِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وقَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64]
قِيلَ هِيَ الْحَيَاةُ الَّتِي لَا يَعْقُبُهَا مَوْتٌ وَقِيلَ الْحَيَوَانُ هُنَا مُبَالَغَةٌ فِي الْحَيَاةِ كَمَا قِيلَ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ مَوَتَانٌ وَالْحَيَّةُ الْأَفْعَى تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْحَيَّةُ وَهِيَ الْحَيَّةُ. 
(ح ي ي) : (حَيِيَ) حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ (وَبِهِ سُمِّيَ) جَدُّ جَدِّ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيٍّ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ (وَبِتَأْنِيثِهِ) عَلَى قَلْبِ الْيَاءِ وَاوًا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (وَاسْتَحْيَاهُ) تَرَكَهُ حَيًّا وَمِنْهُ) «وَاسْتَحْيَوْا شَرْخَهُمْ» وَحَيَاةُ الشَّمْسِ بَقَاءُ ضَوْئِهَا وَبَيَاضِهَا وَقِيلَ بَقَاءُ حَرِّهَا وَقُوَّتِهَا وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْعُرْفُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ
فَلَمَّا اسْتَبَانَ اللَّيْلُ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ ... حَيَاةَ الَّتِي تَقْضِي حُشَاشَةَ نَازِعِ
أَلَا تَرَى كَيْفَ شَبَّهَ حَالَةَ الشَّمْسِ بَعْدَمَا دَنَتْ لِلْمَغِيبِ بِحَالِ نَفْسٍ شَارَفَتْ أَنْ تَمُوتَ فَهِيَ كَأَنَّهَا تَقْضِي دَيْنَ الْحَيَاةِ وَتُؤَدِّي مَا عِنْدَهَا مِنْ وَدِيعَةِ الرَّمَقِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ مُشَافَهَةَ طَلَائِعِ اللَّيْلِ وَمُشَاهَدَةَ أَوَائِلِهِ فَأَيْنَ هَذِهِ الْحَالَةُ مِنْ بَقَاءِ قُوَّتِهَا وَحَرَارَتِهَا (وَحَيِيَ) مِنْهُ حَيَاءً بِمَعْنَى اسْتَحَيَا فَهُوَ حَيِيٌّ (وَقَوْلُ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - حَيٌّ أَيْ يُعَامَلُ مُعَامَلَةَ مَنْ لَهُ حَيَاءٌ لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْحَيَاءِ انْكِسَارٌ وَآفَةٌ تُصِيبُ الْحَيَاةَ وَذَلِكَ لَا يَصِحُّ فِيهِ تَعَالَى (وَحَيَّاهُ) بِمَعْنَى أَحْيَاهُ تَحِيَّةً كبقاه بِمَعْنَى أَبْقَاهُ تَبْقِيَةً هَذَا أَصْلُهَا ثُمَّ سُمِّيَ مَا يُحَيَّا بِهِ مِنْ سَلَامٍ وَنَحْوِهِ تَحِيَّةً (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب: 44] فَإِذَا جُمِعَتْ فَقِيلَ وَتَحَايَا وَتَحَايَلُوا وَحَقِيقَتُهُ حَيَّيْتُ فُلَانًا قَلْتُ لَهُ حَيَّاك اللَّهُ أَيْ عَمَّرَك اللَّهُ وَأَحْيَاك وَأَطَالَ حَيَاتَك كَقَوْلِهِمْ صَلَّى عَلَى النَّبِيُّ إذَا دَعَا لَهُ وَمَعْنَاهُ قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك وَمَنْ فَسَّرَ التَّحِيَّةَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} [النساء: 86] بِالْعَطِيَّةِ فَقَدْ سَهَا وَكَذَلِكَ مَنْ ادَّعَى أَنَّ حَقِيقَتَهَا الْمُلْكُ وَإِنَّمَا هِيَ مَجَازٌ وَذَاكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُحَيُّونَ الْمُلُوكَ بِقَوْلِهِمْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ وَلَا يُخَاطِبُونَ بِهِ غَيْرَهُمْ حَتَّى إنَّ أَحَدَهُمْ إذَا تَوَلَّى الْإِمَارَةَ وَالْمُلْكَ قِيلَ لَهُ فُلَانٌ نَالَ التَّحِيَّة (وَمِنْهُ) بَيْتُ الْإِصْلَاحِ
وَلِكُلِّ مَا نَالَ الْفَتَى ... قَدْ نِلْتُهُ إلَّا التَّحِيَّةَ
أَيْ إلَّا الْمِلْكَ وَأَمَّا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ فَمَعْنَاهَا أَنَّ كَلِمَاتِ التَّحَايَا وَالْأَدْعِيَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَفِي مَلَكَتِهِ لَا أَنَّ هَذِهِ تَحِيَّةٌ لَهُ وَتَسْلِيمٌ عَلَيْهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ عَلَى مَا قَرَأْتُ «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» إلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَحَيَّ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَفْعَالِ (وَمِنْهُ) حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ أَيْ هَلُمَّ وَعَجِّلْ إلَى الْفَوْزِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
حيي
حيِيَ حَيِيتُ، يَحيَا، احْيَ، حياةً وحيوانًا، فهو حيّ
• حيِي فلانٌ:
1 - عاش وصار ذا حياة، كان ذا نماء، سرت فيه الرُّوح، عكسه مات "كان يريد أن يحيا حياة حرّة كريمة- {وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} - {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} " ° يحيا الشّعب: هتاف يقال في المظاهرات السياسيّة تأييدًا للشعب.
2 - كان ذا نماء وقدرة على التطوّر " {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} ". 

حيِيَ من يَحيَا، احْيَ، حياءً، فهو حَيِيّ، والمفعول مَحْيىّ منه
• حيِي منه: احتشم، خجل منه "َالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ [حديث] ".
• حيِي من القبيح: انقبضت نفسُه عنه "حيِي ممّا رآه من أعمال سيِّئة". 

أحيا يُحيِى، أَحْيِ، إحْياءً، فهو مُحيٍ، والمفعول مُحيًا
• أحياه اللهُ:
1 - أبقاه، جعله حيًّا " {لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} " ° أحيا الأملَ في نفوسهم: جدّده.
2 - أصلحه،
 هداه إلى الطَّريق الصَّواب " {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ".
3 - أوجد فيه الحياة " {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} ".
• أحيا اللهُ الأرضَ: أخصبها، أخرجَ منها النّبات " {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ".
• أحيا ذكراه: احتفل بها وأشاد بصاحبها "أقيم احتفال لإحياء ذكرى الشاعر شوقي".
• أحيا سيرتَه: استعادَها وأثنى عليها "أحيا الأبناءُ سيرةَ جدّهم المتوفَّى".
• أحيا حفلةً: قدّم عرضًا غنائيًّا "أحيا المطربُ حَفْلاً جميلاً".
• أحيا اللَّيلَ: ترك النومَ فيه وصرفه للعبادة "أحيا ليلتَه في الصلاة" ° أحيا البكاءُ ليلَه: أسهره.
• أحيا النَّارَ: نفخ فيها فاضطرمت. 

استحى/ استحى من يستحي، اسْتَحِ، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتَحًى
• استحى فلانٌ فلانًا/ استحى فلانٌ من فلان: خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {وَاللهُ لاَ يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ} [ق]- {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحى الأسيرَ: تركه حيًّا فلم يقتله. 

اسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من يَستحْيِي، اسْتَحْي، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتحيًى
• استحيا فلانٌ فلانًا/ استحيا فلانٌ من فلان: استحاه؛ خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} - {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحيا الأسيرَ: استحاه؛ ترَكَه حيًّا فلم يقتله " {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ". 

حيَّا يحيِّي، حَيِّ، تحيَّةً، فهو مُحَيٍّ، والمفعول مُحيًّا
• حيَّا صديقَه: سلَّم عليه " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} ".
• حيَّاه اللهُ:
1 - أبقاه، وأطال عمره ° حيَّاك الله: أطال عمرك- حيَّاك اللهُ وبيَّاك: أبقاك وبوَّأكَ مكانًا حسنًا.
2 - ملَّكه اللهُ. 

إحياء [مفرد]:
1 - مصدر أحيا ° إحياء الأرض: مباشرتها بتأثير شيء منها من إحاطة أو زرع أو عمارة، إخراج النبات منها.
2 - بعث الحيويّة والنشاط والإنعاش والتجديد.
• إحياء التُّراث الأدبيّ: (دب) نشر الأدب العربيّ القديم واتّخاذه مثالاً رفيعًا في الإنتاج الأدبيّ.
• إحياء علوم الأدب: (دب) تسمية أطلقت على حركة إحياء التراث القديم اليونانيّ والرومانيّ في الحياة الأدبيّة لعصر النهضة في الغرب.
• مدرسة الإحياء والبعث: مدرسة أدبيّة عربيّة ساعدت على نهضة الأدب، رائدها البارودي. 

أحيائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى أحياء: على غير قياس "علوم/ تجارب أحيائية".
• منطقة أحيائية: منطقة مأهولة بالسكان. 

إحيائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إحياء.
2 - مصدر صناعيّ من إحياء: نزعة ترمي إلى إحياء ما يتّصل بالماضي من تراث وفكر. 

استحياء [مفرد]: مصدر استحى/ استحى من واسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من. 

تحيَّة [مفرد]: ج تحيّات (لغير المصدر) وتَحايا (لغير المصدر):
1 - مصدر حيَّا.
2 - سلامُ، إكرامُ، إحسان "التحيّات لله: الملك لله- بلِّغ فلانًا تحيّاتي- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} " ° تحيَّات واحترامات: تعابير مُؤَدَّبة للاحترام والتقدير- تحيّة لذكراه: إحياءً لها وإكرامًا. 

حَيَا [مفرد]
• الحَيَا:
1 - الخِصْب "الحيا مرهون بوفرة الماء".
2 - المطر "*جبل التوباد حيّاك الحَيَا*". 

حَياء [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ من ° ذاب حياءً: غلبه الحياءُ.
2 - رحم الناقة.
3 - فَرْج ذوات الظّلف والخُفّ. 

حَياة [مفرد]: ج حَيَوات (لغير المصدر):
1 - مصدر حيِيَ.
2 - استمرار بقاء الكائنات بروحها، عيشة، نقيض الموت "احرص على الموت تُوهَبْ لك الحياة- *ولكن لا حياة لمن تنادي*- سئمت تكاليفَ الحياة ومن يعشْ ... ثمانين حَوْلا- لا أبالك- يسأمِ- {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: متاعها الزائل- {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} " ° أودى الشَّيء بحياة فلان: ذهب به، أهلكه- الحياة الأَبَديَّة: الحياة الآخرة- الحياة الباقيةُ: الحياة الآخرة، ما بعد الموت، دار البقاء- الحياة الدُّنيا: الحياة في عالمنا هذا، عكسها الحياة الآخرة- الحياة العصريَّة: مواكبة الموضة ومتطلّبات العصر- بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت، في حالة النزع- تجارب الحياة: الخبرة التي يكتسبها الإنسان من المواقف والأحداث والأشخاص- حياة أدبيّة: ما يشهده الأدب من فعاليات ونشاط- حياة اجتماعيّة: ما يتصل بالوضع الاجتماعيّ عامّة- حياة التَّشرُّد: الضَّياع والتّشرذم- حياة خشنة: فقيرة- حياة عائليّة: تتصل بالأسرة- حياةُ كلابٍ: تعيسة، بائسة- دخَل حياته: صار جزءًا منها- شريكة الحياة: الزوجة- عادت له الحياة: بُعث من جديد، جُدِّد الاهتمام به- عركته الحياة: محنَّك، مجرِّب- على قَيْد الحياة: ما زال حيًّا- في خِضَمّ الحياة: في مشاغلها الكثيرة- لمدى الحياة: طوال عمره- ماء الحياة: عرق (شراب مسكر) - مسألة حياة أو موت: لا تحتمل التأجيل، أمر لابدّ من الحسم فيه- مستوى الحياة: مستوى المعيشة، طريقة حياة مَنْ عنده دخل متوسِّط في بلدٍ ما- مظاهر الحياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبِّر بها الكائن الحيّ عن حيويّته- مقومات الحياة: أساسياتها- وضَع حياتَه على كفِّه: خاطر، غامر، جازف- وقَف حياته على كذا: خصصها.
3 - (حي) مجموع ما يميِّز الكائنات الحيّة، حيوانيّة كانت أو نباتيّة عن غيرها من الجمادات مثل التغذية والنموّ والتناسل والحساسية وغيرها.
• علم الحياة: (حي) علم يبحث في بنيان الكائنات الحيّة ووظائفها ومألفها الطبيعيّ، ونشأتها منذ أزمنة ما قبل التاريخ، وهو قسمان: علم الحيوان، وعلم النبات.
• دورة الحياة: (حي) سلسلة من التطوُّرات والتغيُّرات التي من خلالها يمرُّ الكائن الحيّ في مرحلة تكوُّنه كلاقح مُخصَّب إلى مرحلة البلوغ التي قد يتكوّن فيها لاقح آخر.
• قُبْلة الحياة: تنفُّس صناعيّ عن طريق نفخ الهواء من فم المعالِج في فم المغمى عليه من غَرق وغيره. 

حَياتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَياة: "الواقعيّة تعني الانفعال الحياتيّ الصادق بالواقع- أمور حياتيَّة". 

حياتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة.
3 - (سف) مذهب يردُّ الحياة والحركة إلى قوّة باطنة أو قوّة الأحياء، يعرف كذلك باسم أحيائيّة. 

حَيَوان [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ.
2 - حياة، جسم نامٍ حسّاس متحرِّك بالإرادة " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} ".
3 - ما عدا الإنسان من أنواع الحيوانات "حيوان بريّ/ مفترس/ بحريّ/ أليف/ طفيليّ- جمعية الرفق بالحيوان- حيوانات مجترَّة/ ثدييّة/ فقاريّة/ قشريّة/ قاضمة/ داجنة" ° الحيوانات الأهليّة: هي ما دُجِّن من الحيوانات- الحيوانات الشَّرسة: هي التي تعيش في الغابات البرّيّة كالأسد والنمر- حديقة الحيوان: تشتمل على أصناف من الحيوانات الحيَّة للعرض.
4 - حياة دائمة باقية، حياة لا يعقبها موت " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}: وقيل مبالغة في الحياة".
5 - من به غلظة وغباء وبلادة "كيف تتعامل مع هذا الحيوان؟ ".
• علم الحيوان: (حن) فرع من علم الأحياء المسمَّى التّاريخ الطّبيعيّ، وهو يبحث في الحيوان من حيث بنيانه ونموّه وتصنيفه.
• الحيوان المَنَوِيّ: (شر) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبويضة أي بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت. 

حيوانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَيَوان: "غريزة حيوانيّة" ° قوّة حيوانيّة: إحساس يعني الحاسة والحس.
2 - مصدر صناعيّ من حَيَوان: بهيميّة، جنسيَّة، جانب حيوانيّ من الطبيعة البشريّة.
• زراعة حيوانيَّة: (رع) فرع من الزراعة يعني بتربية الدواجن. 

حَيويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَيّ: في الاستعمال
 الغالب "أمر حيويّ: ذو خطورة وأهميَّة، ضروريّ- مبدأ/ عامل/ تغيير/ مجال حيويّ".
2 - اسم منسوب إلى حَياة: "إنّ مصالحنا الحيويّة مهدّدة بخطر الحرب".
3 - (سف) مبدأ مغاير للمادّة ومغاير للقوى الفيزيائيّة والكيميائيّة.
4 - ضروريّ للحياة والعيش، ذو أهمية "المال حيويّ لمواجهة الأزمات".
• الكشف الحيويّ: (حي) كشف أو فحص طبِّي للجسم لتحديد وجود الحياة أو عدم وجودها.
• مضادّ حيويّ: (كم) دواء مثل البنسلين يقضي على البكتريا أو يمنع تكاثرَها. 

حَيَويَّات [جمع]: مف حَيَويّ: (كم) مواد كيميائيّة مثل البنسلين قادرة على إبادة الجراثيم. 

حيويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة: مقدرة الحيّ على تأدية وظيفته، ويراد بها الفاعليّة غير الاعتياديّة، نشاط وعافية "يفتقر إلى الحيويّة- حيويّة النفس تؤدّي إلى العمل- ضرورة/ منشآت حيويّة- مسألة ذات أهمية حيويّة".
• الجغرافيا الحيويَّة: (جغ) دراسة التَّوزيع الجُغرافيّ للكائنات الحيّة.
• فيزياء حيويَّة: (فز) علم يتناول تطبيق علم الفيزياء على العمليّات والظواهر الحيويَّة.
• الكيمياء الحيويَّة: (كم) فرع في علم الكيمياء يختصّ بدراسة تركيب الموادّ الحيويّة والتغيُّرات التي تحدث في أجسام الكائنات الحيّة.
• إحصائيَّات حيويَّة: ما يتعلّق بأهمّ الأحداث في حياة الإنسان كالمواليد والموتى وعدد الزِّيجات. 

حَيّ [مفرد]: ج أحياء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ ° أَرْض حيّة: خصبة- بحر حيّ: إذا كان فيه مدّ وجزر ضدّ بحر ميِّت- حَيّ الضَّمير: صادق أمين، صاحب ضمير يقظ- ذخيرة حيّة: حربيّة حقيقيّة- صورة حيَّة: مشهد عفويّ أخّاذ- فلانٌ حَيُّ القلْب: للدلالة على الشهامة والنفاد والجد- لُغَة حيّة: متداولة في حياة الناس اليوميّة- مثال حي: محسوس- وسيلة حيَّة: جادّة.
2 - مَنْ يحيا، ضدّ ميِّت، كلُّ متكلِّم ناطق " {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ".
3 - نشيط، ذو حيويّة وفاعليّة ملحوظة.
4 - محلة أو مجتمع سكنيّ في مدينة "حيّ جامعيّ/ تجاريّ".
• الحيّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الدّائم الوجود، الباقي حيًّا بذاته أزلاً وأبدًا الذي تندرج جميع المُدركات تحت إدراكه، وجميع الموجودات تحت فعله " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ".
• سلك حَيٌّ: (فز) ما ينقُل تيَّارًا كهربائيًّا.
• علم الأحياء: (حي) علم الحياة أو البيولوجيا، وهو علم يتناول مجموع ما يشاهد في الإنسان والحيوانات والنباتات من مميِّزاتٍ تفرّق بينها وبين الجمادات، كالتغذية والنموّ والتناسل ونحو ذلك. 

حَيَّ/ حَيَّ إلى/ حَيَّ على [كلمة وظيفيَّة]
• حيَّ إلى كذا/ حيَّ على كذا: اسم فعل أمر بمعنى هَلُمَّ أو أقبل أوعجّل "حيّ على الصَّلاة: هلمَّ وأقبلْ- حيّ على العمل- حيّ على الفلاح: هلمُّوا إلى طريق الفوز والنّجاة". 

حَيَّة [مفرد]: ج حَيَّات وحَيَوات:
1 - مؤنَّث حَيّ.
2 - (حن) رتبة من الزَّواحف، منها أنواع كثيرة كالثَّعبان والأفعى وغيرهما (تقال للذكّر والأنّثى) (انظر: ح و ي - حَيَّة) "مَنْ لدغته الحيّة يخاف من الحبل [مثل]: يعني أنّ مَنْ تعرَّض لتجربةٍ قاسيةٍ يذكرها دائمًا، فيُضاعف الحَذَر خشية تكرارها- {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} " ° رأسه رأس حيَّة: ذكيّ متوقّد- سقاه اللهُ دم الحيّات: أهلكه- شِدْقا الحيَّة: حَنَكاها- هم حيَّات الأرض: دواهيها وفرسانها- هو حيَّة الوادي: حامي حوزته- هو حيَّة ذكر: شهم. 

حَيِيّ [مفرد]: مؤ حَييّة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ من.
2 - ذو حياء "شاب حييّ- بدت على عينيها نظرة حييّة".
• الحييّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: أنّه يكره أن
 يردّ العبدَ إذا دعاه فسأله ممّا لا يمتنع في الحكمة إعطاؤه إيّاه وإجابته إليه "إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا [حديث] ". 

مُحْيٍ [مفرد]: اسم فاعل من أحيا.
• المُحْيي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يخلق الحياة في النُّطفة والعَلَقة، وفي الموتى للحساب يوم القيامة، وفي الأرض بإنزال الغيث عليهما وإنبات الرّزق، وهو باعث الحياة في جميع الكائنات الحيّة " {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} ". 

مَحْيا [مفرد]: ج محايٍ: مصدر ميميّ من حيِيَ: حياة، عكسه ممات " {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ} - {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} " ° لَيْلَةُ المَحْيَا: ليلة الحياة.
• المَحْيا: الموضع الذي يُحيا فيه "كلّ نفس تحبّ مَحْياها". 

مُحَيّا [مفرد]: وجه ° طَلْق المُحَيّا: متهلّل ومشرق، باشّ. 
حييّ
: (ى ( {الحِيُّ، بكسْر الحاءِ) :} الحَياةُ زَعَمُوا؛ قالَهُ ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:
كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ
وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ (و) وكذلِك ( {الحَيَوانُ بالتَّحْرِيكِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنَّ الدارَ الآخرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ} ، أَي دارُ الحَياةِ الَّدائِمَةِ.
قالَ الفرَّاءُ: كسر أَوَّل} حِيَ لئَلاَّ تُبْدَل الياءُ واواً كَمَا قَالُوا بِيضٌ وعِينٌ.
قَالَ ابنُ برِّي: الحِيُّ {والحَيَوانُ (} والحَياةُ) مَصادِرُ، ويكونُ الحَيَوانُ صِفَةً {كالحِيِّ كالصّمَيانِ للسَّرِيعِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: والحَياةُ كُتِبَتْ فِي المصْحفِ بالواوِ ليعلمَ أنَّ الواوَ بعْدَ الياءِ فِي حَدِّ الجَمْعِ، وقيلَ: على تَفْخِيم الألفِ.
(و) حَكَى ابنُ جنِّي عَن قُطْرُب أنَّ أَهْلَ اليَمَنِ يقُولُونَ: (الحَيَوْةُ، بسكونِ الواوِ) قبْلَها فَتْحة، فَهَذِهِ الواوُ بدلٌ مِن أَلفِ} حَيَاةٍ وليسَتْ بلامِ الفِعْل من حَيِوْتُ، أَلا تَرى أَنَّ لامَ الفِعْل ياءٌ؟ وكَذلِكَ يَفْعَل أَهْل اليَمَنِ بكلِّ أَلفٍ مُنْقلِبَة عَن واوٍ كالصَّلاة والزَّكَاة: (نَقِيضُ المَوْتِ) .
وقالَ الراغبُ: الحَياةُ تُسْتَعْمل على أَوْجُهٍ:
الأولى: للقوَّةِ النامِيَةِ المَوْجودَةِ فِي النَّباتِ والحَيَوانِ، وَمِنْه قيلَ نَباتٌ {حيٌّ {وجَعَلْنا مِن الماءِ كلَّ شيءٍ حيّ} .
والثَّانِيَة: للقوَّةِ الحسَّاسةِ، وَبِه سُمِّي الحَيَوانُ} حَيَواناً.
والثَّالِثَةُ: للقوَّة العاقِلَةِ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَو من كانَ مَيِّتاً {فأَحْيَيْناه} ؛ وقالَ الشاعِرُ:
لقد أَسْمَعْت لَو نادَيْت حَيّاً
وَلَكِن لَا حَياةَ لمَنْ تُنادِيوالَّرابعَةُ: عبارَةً عَن ارْتِفاعِ الغَمِّ؛ وَبِهَذَا النَّظَر قالَ الشاعِرُ:
ليسَ من ماتَ فاسْتَراحَ بمَيِّتٍ
إنَّما المَيِّتُ مَيِّتُ} الأَحْياء والخامِسَةُ: الحَياةُ الأُخْروِيَّة الأبَدِيَّة، وذلكَ يتوصلُ إِلَيْهَا {بالحَيَاةِ الَّتِي هِيَ العَقْلُ والعِلْم، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {يَا لَيْتَني قدَّمْت} لحيَاتِي} ، يعْنِي بِهِ الحَياةَ الأُخْروِيَّة الَّدائِمَة.
والسَّادِسَةُ: الحَياةُ الَّتِي يُوصَفُ بهَا البارِي تَعَالَى، فإنَّه إِذا قيلَ فِيهِ تَعَالَى إنَّه حيٌّ فمعْناه لَا يصحُّ عَلَيْهِ المَوْتُ وليسَ ذلِكَ إلاَّ للَّهِ تَعَالَى، انتَهَى. ( {حَيِيَ، كرَضِيَ، حَياةً، و) لُغَةٌ أُخْرى: (حَيَّ} يَحَيُّ {ويَحْيَا، فَهُوَ حَيٌّ.
قالَ الجَوهرِيُّ: والادْغامُ أَكْثَر لأنَّ الحرَكَةَ لازِمَةٌ، فَإِذا لم تكنِ الحَرَكَةُ لازِمَةً لم تدْغم كقوْلِه تَعَالَى: {أَلَيْس ابقادِرٍ على أَنْ} يُحْيِيَ المَوْتَى} ؛ ويُقْرأُ { {ويحييّ من حَيَّ عَن بَيِّنة} ، انتَهَى.
قالَ الفرَّاءُ: كِتابَتُها على الإدْغامِ بياءٍ واحِدَةٍ وَهِي أَكْثَر قِراءَة القرَّاء، وقَرَأَ بعضُهم مَنْ حَيِيَ عَن بيِّنةٍ، بإظهارِها؛ قالَ وإنَّما أَدْغَموا الياءَ مَعَ الياءِ وكانَ يَنْبغِي أنْ يَفْعلوا لأنَّ الياءَ الأخيرَةَ لَزِمَها النَّصْبُ فِي فِعْلٍ، فأُدْغِم لمَّا الْتَقَى حَرْفانِ مُتَحرِّكانِ من جنْسٍ واحِدٍ؛ قالَ: ويَجوزُ الإدْغام للاثْنَيْن فِي الحركَةِ اللاَّزمَةِ للياءِ الأَخيرَةِ فتقولُ} حَيَّا {وحَيِيَا، ويَنْبغِي للجَمْع أَن لَا يُدْغَم إلاَّ بياءٍ، لأنَّ ياءَها نَصيبُها الرَّفْع وَمَا قَبْلها مَكْسُور، فَيَنْبغِي لَهَا أَن تسكنَ فيسقطُ بواوِ الجِماعِ، ورُبَّما أَظْهَرَتِ العَرَبُ الإدْغامَ فِي الجَمْعِ إرادَةَ تأْليفِ الافْعالِ، وَأَن تكونَ كُلّها مُشَدَّدَة، فَقَالُوا فِي} حَييتُ {حَيُّوا وَفِي عَييتُ عَيُّوا.
قالَ: وأَجْمَعَتِ العَرَبُ على إدْغامِ} التَّحِيَّةِ بحرَكةِ الياءِ الأَخيرَةِ، كَمَا اسْتَحبُّوا إدْغامَ حَيَّ وعَيَّ للحرَكةِ اللاَّزمَة فِيهَا فَأَما إِذا سكنتِ الياءُ الأخِيرَة فَلَا يَجوزُ الإدْغامُ من! يَحْيِا ويُعْيِي، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ الإدْغام وليسَ بالوَجْه.
وأَنْكَر البَصْرِيُّونَ الْإِدْغَام فِي هَذَا الموْضِعِ.
(و) قَوْلُه تَعَالَى: { {فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طيِّبةً} ؛ رُوِي عَن ابنِ عبّاسٍ: أنَّ (الحَياةَ الطيِّبَةَ: الرِّزْقُ الحَلالُ) فِي الدُّنْيا؛ (أَو) هِيَ (الجَنّةُ.
(} والحَيُّ) مِن كلِّ شيءٍ: (ضِدُّ المَيِّتِ، ج {أَحْياءٌ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يَسْتوي} الأَحْياءُ وَلَا الأَمْواتُ} .
(و) {الحَيُّ: (فَرْجُ المرْأَةِ) ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ.
قالَ: ورأَى أعْرابيٌّ جهازَ عَرُوسٍ فقالَ: هَذَا سَعَفُ الحَيِّ، أَي جِهازُ فَرْجِ المرْأَةِ.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ: (ضُرِبَ ضَرْبَةً لَيْسَ بحاءٍ مِنْهَا) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ليسَ بحائِي مِنْهَا، (أَي ليسَ يَحْيَى) مِنْهَا، قالَ: وَلَا يقالُ ليسَ} بحَيَ مِنْهَا إلاَّ أَن يُخْبِرَ أنَّه ليسَ بحَيَ، أَي هُوَ مَيِّتٌ، فَإِن أَرَدْتَ أنَّه لَا يَحْيَى قُلْتَ ليسَ بحائِي، وكذلِكَ أَخَوَاتُ هَذَا (كقَوْلِكَ) عُدْ فُلاناً فإنَّه مرِيضٌ تُريدُ الحالَ، وتقولُ: (لَا تَأْكُلْ كَذَا) مِن الطَّعامِ (فإنَّكَ مارِضٌ، أَي) أنَّكَ (تَمرَضُ إِن أَكَلْتَهْ.
( {وأَحْياهُ) } إحْياءً: (جَعَلَهُ {حَيّاً) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {أَلَيْسَ ذلكَ بقادرٍ على أَنْ يُحْييَ المَوْتَى} .
(} واسْتَحْياهُ: استَبْقاهُ) هُوَ اسْتَفْعَل مِن الحَياةِ، أَي تَرَكَهُ حَيّاً، وليسَ فِيهِ إلاَّ لُغَة واحِدَةٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: { {ويَسْتَحِيي نِساءَهُم} ، أَي يَتْركهنَّ أَحْياءً.
وَفِي الحديثِ: (اقْتُلُوا شُيُوخَ المُشْرِكِين} واسْتَحْيُوا شَرْخَهم، أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم وَلَا تَقْتُلُوهم.
(قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا {يَسْتَحيي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً} ، أَي لَا يَسْتَبْقي، كَذَا وُجِدَ بخطِّ الجَوهريُّ.
(وطَريقٌ حَيٌّ) : أَي (بَيِّنٌ) ، والجَمْعُ أَحْياءٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
إِذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه (} وحَيِيَ) ، كرَضِيَ: (اسْتَبَانَ) . يقالُ: إِذا حَيِيَ لكَ الطَّريقُ فخُذْ يَمْنَةً.
(وأَرضٌ {حَيَّةٌ: مُخْصِبةٌ) ، كَمَا قَالُوا فِي الجَدْبِ مَيِّتَةٌ.
(} وأَحْيَيْنا الأرضَ: وَجَدْناها حَيَّةً) خصْبَةً (غَضَّةَ النَّباتِ.
( {والحَيَوانُ، مُحرَّكةً: جِنْسُ الحَيِّ، أَصْلُه} حَيَيانٌ) ، فقُلِبَتِ الياءُ الَّتِي هِيَ لامٌ واواً اسْتِكْراهاً لتَوالِي الياءَيْن لتَخْتلفَ الحَرَكاتُ؛ هَذَا مَذْهَبُ الخَلِيلِ وسِيْبَوَيْه؛
وذَهَبَ أَبو عُثمان إِلَى أنَّ الحَيوانَ غيْرُ مُبْدلِ الواوِ وأنَّ الواوَ فِيهِ أَصْلٌ وَإِن لم يكنْ مِنْهُ فعل، وَشبه هَذَا بقَوْلِهم فَاظَ المَيِّتَ يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وَإِن لم يَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلاً، كَذلِكَ الحَيَوانُ عنْدَهُ مَصْدَر لم يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل.
قالَ أَبو عليَ: هَذَا غَيْرُ مرضيَ من أَبي عُثْمان من قِبَل أنَّه لَا يَمْتَنع أَن يكونَ فِي الكَلامِ مَصْدَر عَيْنه واوٌ فاؤُه ولامُه صَحِيحانِ مِثْل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْلٍ ومَوْتٍ وأَشْبَاه ذلكَ، فأَمَّا أَن يُوجدَ فِي الكَلامِ كَلِمَة عَيْنها يَاء ولامُها وَاو فَلَا، فحَمْلُه الحَيَوانَ على فَوْظٍ خَطَأٌ، لأنَّه شَبَّه مَا لَا يُوجَد فِي الكَلامِ بِمَا هُوَ مَوْجُود مُطَّرد.
قالَ أَبو عليَ: وكأنَّهم اسْتَجازُوا قَلْبَ الياءِ واواً لغَيْرِ علَّةٍ، وَإِن كانتِ الواوُ أَثْقَل من الياءِ، ليَكُون ذلكَ عوضا للواوِ من كَثْرةِ دُخُولِ الياءِ وغَلَبتها عَلَيْهَا. .
( {والمُحاياةُ: الغِذاءُ للصَّبِّيِّ) بِمَا بِهِ} حَيَاته.
وَفِي المُحْكَم: لأنَّ حَيَاتَه بِهِ.
(والحَيُّ: البَطْنُ من بُطُونِهم) ، أَي العَرَب، (ج أَحْياءٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: الحَيُّ يَقَعُ على بَني أَبٍ كَثُرُوا أَو قَلُّوا، وعَلى شَعْبٍ يجمَعُ القَبائِلَ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
قاتَلَ اللَّهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً مَا لَهُمْ دُونَ عذرَةِ مِنْ حِجابِ ( {والحَيَى) ، مَقْصوراً: (الخِصْبُ) وَمَا يَحْيَى بِهِ الأَرْضُ والنَّاسُ.
(و) قَالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ (المَطَرُ) } لإحْيائِهِ الأَرْضَ، وَإِذا ثَنَّيْت قُلْت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَنَّ الحرَكَةَ غَيْرُ لازِمَةٍ، وإنَّما سُمِّي الخِصْب حَياء لأنَّه يَتَسَبَّب عَنهُ. (ويُمَدُّ) فيهمَا، والجَمْعُ أَحْياءٌ.
(و) {الحَيَا: (اسمُ امْرأَةٍ) ؛ قَالَ الرَّاعي:
إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وعُمُومَتِي
ونَبَتُّ فِي وَسطِ الفُرُوعِ نُضارِ قُلْتُ: وابنُ الحَيَا الَّذِي قالَ فِيهِ الجعْدِيُّ:
جهلت عليّ ابْن الحيا وظلمتني
وجمعت قولا جانبيّاً مضللا (و) } الحَيَاءُ، (بالمدِّ: التَّوبة والحِشْمَةُ) .
وَقَالَ الرَّاغبُ: هُوَ انْقِباضُ النَّفْسِ عَن القَبائِحِ.
وَقد (حَييَ مِنْهُ) ، كرَضِيَ، ( {حَياءً) : اسْتَحْيى؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
أَلا} تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ
لعَلاَّتٍ وأُمُّكُم رَقُوبُ؟ أَي أَلا {تَسْتَحْيُونَ.
قالَ: وتقولُ فِي الجَمْعِ} حَيُوا كَمَا يقالُ خَشُوا.
قالَ سِيْبَوَيْه: ذَهَبتِ الياءُ لإلْتقاءِ السَّاكِنَيْنِ لأنَّ الواوَ ساكِنَةٌ وحَرَكَة الياءِ قد زَالَتْ كَمَا زَالَتْ فِي ضَرَبُوا إِلَى الضمِّ، وَلم تحرَّك الْيَاء بالضمِّ لثِقْلِه عَلَيْهَا فحُذِفَتْ وضُمَّت الياءُ الباقِيَة لأجْلِ الواوِ.
وقالَ بعضُهم: {حَيُّوا، بالتَّشْديدِ، تَرَكَه على مَا كانَ عَلَيْهِ للإدْغامِ.
(} واسْتَحْيى مِنْهُ) ، بياءَيْنِ ( {واسْتَحَى مِنْهُ) ، بياءٍ واحِدَةٍ، حَذَفُوا الياءَ الأَخيرَةَ كَراهِية الْتِقاءِ الياءَيْن.
وقالَ الجَوهرِيُّ: أَعَلُّوا الياءَ الأُولى وأَلْقُوا حَرَكَتَها على الحاءِ فَقَالُوا} اسْتَحَيْتُ اسْتِثْقالاً لمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهَا الزَّوائد.
قالَ سِيْبَوَيْه: حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكِنَيْن لأنَّ الياءَ الأُولى تُقْلَبُ أَلِفاً لتحركها، قالَ: وإنَّما فَعَلُوا ذلكَ حيثُ كَثُرَ فِي كَلامِهم.
وقالَ أَبو عُثْمان المازِنيُّ: لم تُحْذَف لإلْتِقاءِ السَّاكنَيْن لأنَّها لَو حُذِفَتْ لذلكَ لرَدّوها إِذْ قَالُوا هُوَ {يَسْتَحِي، ولقالوا} يَسْتَحِيي.
قالَ ابنُ بَرِّي: قَوْل أَبي عُثْمان مُوافِقٌ لقَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَالَّذِي حَكَاه عَن سِيْبَوَيْه ليسَ هُوَ قَوْله، وإنَّما هُوَ قَوْلُ الخلِيلِ، لأنَّ الخَليلَ يَرى أنَّ {اسْتَحَيْتُ أَصْلُه} اسْتَحَيْيتُ، فأُعِلَّ إعْلال اسْتَعَيْت، وأَصْلُه أستَعْيَيْتُ، وذلكَ بأنْ تُنْقَل حَركَة الياءِ على مَا قَبْلَها وتُقْلَب أَلِفاً لالْتِقاءِ السَّاكنَيْن، وأَمَّا سِيْبَوَيْه فيَرى أنَّها حُذِفَتْ تَخْفيفاً لاجْتِماعِ الياءَيْن لَا لإعْلالٍ مُوجِب لحذْفِها، كَمَا حذفَت السِّيْن فِي أَحْسَسْت حَتَّى قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حَركَتَها على مَا قَبْلها تَخْفيفاً، انتَهَى.
ثمَّ قالَ الجَوهرِيُّ: وقالَ الأَخْفَش: {اسْتَحَى، بياءٍ واحِدَةٍ، لُغَةُ تَمِيمٍ، وبياءَيْن لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ، وَهُوَ الأَصْلُ، لأنَّ مَا كانَ موضعُ لامه مُعْتلاً لم يُعِلُّوا عَيْنَه، أَلا تَرى أنَّهم قَالُوا} أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ ويقُولُونَ: قُلْتُ وبِعْتُ فيُعِلُّون العَيْنَ لمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، وإنَّما حَذَفُوا الياءَ لكثْرَةِ اسْتِعْمالِهم لهَذِهِ الكَلِمَةِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ فِي لَا أَدْري.
( {واسْتَحياهُ) } واسْتَحاهُ يَتَعدَّيانِ بحَرْفٍ وبغَيْر حَرْفٍ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: للعَرَب فِي هَذَا الحَرْف لُغَتانِ يَسْتَحِي بياءٍ واحِدَةٍ وبياءَيْن، والقُرْآنُ نَزَلَ بِهَذِهِ اللغَةِ الثانِيَةِ فِي قوْلِه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً} .
وقالَ ابنُ برِّي: شاهِدُ الحَياءِ بمعْنَى! الاسْتِحْياء قوْلُ جريرٍ:
لَوْلَا الحيَاءُ لَهَاج لي اسْتِعْبارُ
ولَزُرْتُ قَبْرَكِ والحبيبُ يُزَارُوفي الحدِيثِ: (الحَياءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمانِ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: وإنَّما جعلَ الحَياء بَعْض الإِيمانِ لأنَّ الإِيمانَ يَنْقَسِم إِلَى ائْتِمارٍ بِمَا أَمر الله بِهِ وانْتِهاءٍ عمَّا نَهَى اللَّهُ عَنهُ، فَإِذا حصلَ الإنْتِهاءُ {بالحَياءِ كانَ بَعْض الإيمانِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ مَا شِئْتَ) ؛ لَفْظُه أَمْرٌ ومعْناهُ تَوْبيخٌ وتَهْديدٌ.
(وَهُوَ} حَيِيٌّ، كغَنِيَ: ذُو حَياءٍ) ؛ والأُنْثى بالهاءِ.
(و) الحَياءُ: (الفَرْجُ من ذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ وَالسِّباعِ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وخَصَّ ابنُ الأعرابيِّ بِهِ الشَّاةَ والبَقَرةَ والظَّبْيَةَ. (وَقد يُقْصَرُ) عَن الليْثِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ خَطَأٌ لَا يجوزُ قَصْرُه إِلَّا لشاعِرٍ ضَرُورَة، وَمَا جاءَ عَن العَرَبِ إلاَّ مَمْدوداً، وإنَّما سُمِّي حَياءً باسْمِ الحَياءِ من الاسْتِحْياءِ لأنَّه يُسْتَر عَن الــآدَمِــي مِن الحَيَوانِ، ويُستَفْحش التَّصْرِيحُ بذِكْرِه واسْمه المَوْضُوع لَهُ {ويُسْتَحى من ذلكَ ويُكْنى عَنه.
وقالَ ابنُ برِّي: وَقد جاءَ الحَياءُ لرَحِمِ الناقَةِ مَقْصوراً فِي شِعْرِ أَبي النَّجْم، وَهُوَ قوْلُه:
جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْيَاها (ج أَحْياءٌ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وحَمَلَه ابنُ جنِّي على أنَّه جَمْعُ حَياءٍ بالمدِّ، قالَ: كَسَّرُوا فَعالاً على أَفْعالٍ حَتَّى كأنَّهم إنَّما كَسَّرُوا فَعَلاء.
(} وأَحْيِيَةٌ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
وقالَ ابنُ برِّي: فِي كتابِ سِيْبَوَيْه {أَحْيِيَة جَمْع حَياءٍ لفَرْجِ الناقَةِ، وذكرَ أَنَّ منَ العَرَبِ مَنْ يَدْغمه فيَقول} أَحِيَّة.
ونَقَلَ غيرُهُ عَن سِيْبَوَيْه قالَ: ظَهَرتِ الياءُ فِي أَحْييَة لظُهورِها فِي حَيِيَ، والإدْغامُ أَحْسَن لأنَّ الحركَةَ لازِمَةٌ، فإنْ أَظْهَرت فأَحْسَنُ ذلكَ أنْ تُخفي كَراهِية تَلاقِي المَثَلَيْن، وَهِي مَعَ ذلكَ بزِنَتِها متحرِّكةً.
( {وحَيٌّ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) ، كِلاهُما عَن سِيْبَوَيْه أَيْضاً.
(} والتَّحِيَّةُ: السَّلامُ) ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
وقالَ أَبو الهَيُثم: {التَّحِيَّةُ فِي كَلامِ العَرَبِ مَا} يُحَيِّي بِهِ بعضُهم بَعْضاً إِذا تَلاقَوْا، قالَ: {وتَحِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي جَعَلَها فِي الدُّنْيا لمُؤْمِنِي عِبادِه إِذا تَلاقَوْا ودَعا بعضُهم لبعضٍ فأَجْمع الدّعاء أَن يَقُولُوا: السَّلامُ عَلَيْكم ورحْمةُ اللَّهِ وبركَاتُه. قالَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ: {} تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ} ؛ (و) قد ( {حَيَّاهُ} تَحِيَّةً) .
وحكَى اللَّحْيانيُّ:! حَيَّاكَ تَحِيَّةَ المُؤْمِن، أَي سَلَّم عَلَيْك.
(و) التَّحِيَّةُ: (البَقاءُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ وَبِه فسر قَوْل زُهَيْر بنِ جَنابٍ الكَلْبيّ، وكانَ ملكا فِي قوْمِه:
ولكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْقالَ ابنُ برِّي: زهيرٌ هَذَا سيِّدُ كَلْبٍ فِي زمانِه، وكانَ كثيرَ الغَارَات وعُمِّرَ عُمراً طَويلاً، وَهُوَ القائِلُ لمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ:
أَبَنِيَّ إنْ أَهْلِكْ فإنِّي قَدْ
بَنَيتُ لَكُمْ بَنِيَّهْوتَرَكْتُكِم أَوْلادَ سا
داتٍ زِنادُكُم وَرِيَّهْولَكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْ (و) التَّحِيَّةُ: (المُلْكُ) ، وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء وأَبي عَمْروٍ؛ وَبِه فَسَّر الجَوهرِيُّ قَوْلَ زُهَير المَذْكُور، قالَ: وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنَّها تَفْعِلَة، والهاءُ لازِمَةٌ، أَي تَفْعِلَة من الحَياةِ، وإنَّما أُدْغِمَتْ لاجْتِماعِ الأمْثالِ، والتاءُ زائِدَةٌ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: تَحِيَّة تَفْعِلة، والهاءُ لازِمَةٌ والمُضاعَفُ من الياءِ قَليلٌ، لأنَّ الياءَ قد تثقل وَحْدها لاماً، فَإِذا كانَ قَبْلها ياءٌ كانَ أَثْقَل لَهَا.
قالَ ابنُ برِّي: والمَعْروفُ فِي التَّحِيَّة هُنَا إنَّما هِيَ البَقاءُ لَا بمعْنَى المُلْكِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو قَوْلَ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرب:
أَسِيرُ بهِ إِلَى النُّعْمانِ حتَّى
أُنِيخَ على {تَحِيَّتِهِ بجُنْدي يعْنِي على مُلْكِه؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقيلَ فِي قَوْلِ زُهَيْر: إلاَّ التَّحِيَّة؛ إلاَّ السَّلامَة مِنَ المَنِيَّة والآفاتِ، فإنَّ أَحَداً لَا يَسْلَم مِن المَوْتِ على طُولِ البَقاءِ.
(و) قَوْلُهم: (حَيَّاكَ اللَّهُ) ، أَي (أَبْقاكَ أَو مَلَّكَكَ) ، أَو سَلَّمكَ، الثَّلاثَةُ عَن الفرَّاء؛ واقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ على الثانِيَةِ.
وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي (ب ي ي) : قَوْلُهم حَيَّاكَ اللَّهُ وبَيَّاكَ، اعْتَمَدَكَ بالمُلْكِ، وقيلَ أَضْحَكَكَ.
وسُئِلَ سَلَمة بنُ عاصِمٍ عَن حَيَّاكَ اللَّهُ فقالَ: هُوَ بمنْزِلَةِ} أَحْيَاك اللَّهُ أَي أَبْقَاك مِثْل كَرَّم وأَكْرَم.
وسُئِلَ أَبو عُثمان المازنيُّ عَنهُ فَقَالَ: أَي عَمَّركَ اللَّهُ.
وقالَ الليْثُ فِي قوْلِهم! التَّحِيَّات للَّهِ: أَي البَقاءُ للَّهِ، أَو المُلْكُ للَّهِ.
وقالَ الفرَّاءُ: يُنْوَى بهَا البَقاءُ للَّهِ والسلامُ مِن الآفاتِ والمُلْكُ للَّهِ ونحوُ ذَلِك.
وقالَ خالِدُ بنُ يزيدٍ: لَو كَانَت التَّحِيَّة المُلْكَ لمَا قيلَ التَّحِيَّات للَّهِ، والمعْنَى السَّلاماتُ مِن الآفاتِ كُلِّها، وجَمَعها لأنَّه أَرادَ السَّلامَةَ مِن كلِّ آفَةٍ.
وقالَ القُتَيبيُّ: أَي الأَلْفاظُ الَّتِي تدلُّ على المُلْكِ والبَقاءِ ويُكْنى بهَا عَن المُلْكِ فَهِيَ للَّهِ، عزَّ وجلَّ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم: أَي السَّلامُ لَهُ مِن جَمِيع الآفاتِ الَّتِي تَلْحقُ العِبادَ مِن الفناءِ وسائِرِ أَسْباب الفناءِ.
( {وحَيَّا الخَمْسينَ: دَنَا مِنْهَا) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(} والمُحَيَّا، كالحُمَيَّا: جماعَةُ الوَجْهِ، أَو حُرُّهُ.
( {والحَيَّةُ: م) مَعْروفَةٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ: يكونُ للذَّكَرِ والأُنْثى، وإنَّما دَخَلَتْه التاءُ لأنَّه واحِدٌ مِن جِنْس مِثْل بَطَّة ودَجَاجَة، على أنَّه قد رُوِي عَن العَرَبِ: رأَيْت حَيّاً على حَيَّة أَي ذَكَراً على أُنْثَى، انتَهَى.
واشْتِقاقُه من الحَياةِ فِي قوْلِ بعضِهم؛ قالَ سِيْبَوَيْهِ: والدَّليلُ على ذلكَ قَوْلُ العَرَبِ فِي الإضَافةِ إِلَى حَيَّةَ بنِ بَهْدَلَة حَيَوِيٌّ، فَلَو كانَ مِن الواوِ لكانَ حَوَوِيّ كقَوْلِكَ فِي الإضافَةِ إِلَى لَيَّة لَوَوِيُّ.
قالَ بعضُهم: فإنْ قُلْتُ فهلاَّ كانتِ} الحَيَّةُ ممَّا عَيْنُه واوٌ اسْتِدلالاً بقَوْلهم رجُلٌ حَوَّاء لظهورِ الْوَاو عَيْناً فِي حَوَّاء؟ فالجَوابُ أنَّ أَبا عليَ ذَهَبَ إِلَى أنَّ حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولُؤْلؤٍ ولآلٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، فِي قوْلِ أَبي عُثْمان، وإنَّ هَذِه الأَلْفاظَ اقْتَرَبَتْ أُصُولُها واتَّفَقَتْ مَعانِيها، وكلُّ واحِدٍ لَفْظُه غَيْر لَفْظِ صاحِبهِ فكذَلِكَ حَيَّةٌ ممَّا عَيْنه ولامُه يَا آنِ، وحَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء، كَمَا أنَّ لُؤْلُؤاً رُباعِيٌّ ولآلٍ ثلاثيٌّ، لَفْظاهُما مُقْترِنانِ ومَعْناهما مُتَّفِقانِ، ونَظِيرُ ذلكَ قَوْلهم جُبْتُ جَيْبَ القَميصِ، وإنَّما جَعَلُوا حَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء وَإِن كانَ يُمْكِن لَفْظه أَن يكونَ ممَّا عَيْنه ولامُه واوان من قِبَل أَن هَذَا هُوَ الأكْثَر فِي كَلامِهم، وَلم يأْتِ الفاءُ والعَيْنُ واللامُ يَا آتٍ إلاَّ فِي قوْلِهم يَيَّيْتُ يَاء حَسَنَةً، على أنَّ فِيهِ ضَعْفاً مِن طرِيقِ الرِّوايَةِ، ويجوزُ أَن يكونَ من التَّحَوِّي لانْطِوائِها، وَقد ذُكِرَ فِي حوي، ويقالُ: هِيَ فِي الأصْل حَيْوَة فأُدْغِمَتِ الياءُ فِي الواوِ وجُعلتا شَدِيدَة.
(يقالُ: لَا تَمُوتُ إلاَّ بعَرَضٍ) . وَقَالُوا للرَّجُلِ إِذا طَالَ عُمرُه وكَذا للمرْأَةِ:: مَا هُوَ إلاَّ حَيَّةٌ، وذلكَ لَطُولِ عُمر الحَيَّة، كأنَّه سُمِّي حَيَّة لطولِ {حياتِه؛ (ج} حَيَّاتٌ {وحَيْواتٌ) ؛ وَمِنْه الحَدِيثُ: (لَا بأْسَ بقَتْلِ} الحَيَواتِ) .
( {والحَيُّوتُ، كتَنُّور: ذَكَرُ} الحَيَّاتِ) .
قالَ الْأَزْهَرِي التاءُ زائِدَةٌ لأنَّ أَصْلَه {الحَيُّو.
وقالَ أَيْضاً: العَرَبُ تُذَكِّرُ الحَيَّةَ وتُؤَنِّثُها، فَإِذا قَالُوا} الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذَّكَرَ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ:
ويأْكُلُ الحَيَّةَ {والحَيُّوتَا
ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا (ورَجُلٌ حَوَّاءٌ) ، وحاوٍ: يَجْمَعُ الحَيَّاتِ) .
وقالَ الأزهرِيُّ: من قَالَ لصاحِبِ الحَيَّاتِ} حايٍ فَهُوَ فاعِلٌ مِن هَذَا البِناءِ، صارَتِ الواوُ كسْرَةً كواوِ الغازِي والغالِي وَمن قالَ حَوَّاء فَهُوَ على بِناءِ فَعَّال فإنَّه يقولُ اشْتِقاقهُ مِن حَوَيْتُ لأنَّها تُتَحَوَّى فِي الْتِوائِها، وكُلّ ذلكَ تقولُه العَرَبُ.
قالَ: وَإِن قيلَ حاوِي على فاعِلٍ فَهُوَ جائِزٌ، والفَرْقُ بَيْنه وبينَ غازِي أنَّ عَينَ الفِعْل من حاوِي واوٌ وعينَ الفِعْل من غازِي الزَّاي فبَيْنهما فرْق، وَهَذَا يجوزُ على قَوْلِ مَنْ جَعَل الحَيَّة فِي أَصْلِ البِناءِ حَوْيَةً.
(والحَيَّةُ: كَواكِبُ مَا بَيْنَ الفَرْقَدَيْنِ وبَناتِ نَعْشٍ) ، على التَّشْبيهِ.
( {وحَيٌّ: قَبيلَةٌ) مِن العَرَبِ، (والنِّسْبَةُ حَيَوِيٌّ) ، حَكَاه سِيْبَوَيْه عَن الخَليلِ عَن العَرَبِ، وبذلكَ اسْتُدِلَّ على أنَّ الإضافَةَ إِلَى لَيَّة لَوَوِيٌّ.
(و) أَمَّا أَبو عَمْروٍ فكانَ يقولُ: (} حَيَيِيٌّ) ولَيَيٌّ.
قُلْتُ: وَهَذِه النِّسْبَة إِلَى حَيَّة بن بَهْدَلَة بَطْن مِن العَرَبَ، كَمَا هُوَ نَصّ سِيْبَوَيْه، لَا إِلَى حَيّ كَمَا ذَكَرَه المصنِّف، فَفِي العِبارَةِ سَقْطٌ أَو قُصُورٌ فتأَمَّل.
(وبَنُو {حِيَ، بالكسْرِ: بَطْنانِ) .
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: وبَنُو} حَيَ بَطْنٌ مِن العَرَبِ، وكذلكَ بَنُو حِيَ.
( {ومَحْياةٌ: ع) . هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النسخِ، وكأنَّه سُمِّي بِهِ لكَثْرةِ الحَيَّاتِ بهِ.
ووَجَدْتُ فِي كتابِ نَصْر بضمِّ الميمِ وتَشْديدِ الياءِ وقالَ: ماءَةٌ لأهْلِ النبهانية؛ وقَرْيةٌ ضَخْمَةٌ لبَنِي والِبَة، فتأَمَّل ذلكَ.
(} وأَحْيَتِ النَّاقَةُ: حَييَ وَلَدُها) ، فَهِيَ {مُحْيٌ} ومُحْيِيَة لَا يَكادُ يَمُوتُ لَهَا وَلَدٌ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) {أَحْيَا (القَوْمُ:} حَيِيَتْ ماشِيَتُهُم أَو حَسُنَتْ حالُها) ، فَإِن أَرَدْتَ أَنْفُسَهم قلْتُ حَيُوا؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أبي عَمْروٍ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: {أَحْيَا القومُ إِذا مُطِرُوا فأَصابَتْ دَوابُّهُم العُشْبَ حَتَّى سَمِنَتْ، وَإِن أَرادُوا أَنْفُسَهم قَالُوا حَيُوا بعدَ الهُزالِ؛
(أَو صارُوا فِي) } الحَياءِ، وَهُوَ (الخِصْبُ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
(وسَمَّوا {حَيَّةَ} وحَيْوانَ، ككَيْوانٍ، {وحَيِيَّةَ) ، كغَنِيَّةٍ، (} وحَيُّويَةَ) ، كشَبُّويَة، (! وحَيُّونَ) ، كتَنُّورٍ.
فَمن الأوَّل: حَيَّةُ بنُ بَهدَلَة، الَّذِي ذَكَرَه سِيْبَوَيهْ، أَبو بَطْنٍ؛ وحَيَّةُ بنُ بكْرِ بنِ ذُهْل مِن بَني سامَةَ، قدِيمٌ جاهِلِيٌّ؛ وحَيَّةُ بنُ ربيعَةَ بنِ سعْدِ بنِ عَجلٍ مِن أَجْدادِ الفُراتِ بنِ حَبَّان الصَّحابيِّ؛ وحَيَّةُ بنُ حابسٍ صَحابيٌّ، وضَبَطَه ابنُ أَبي عاصِمٍ بالموحَّدَةِ وخَطَّؤوه؛ وجُبَيْرُ بنُ حَيَّة الثَّقَفيُّ عَن المغيرَةَ بن شعْبَةَ وابْناه زِيادُ وعبدُ اللَّهِ؛ والحَسَنُ بنُ حَيَّةَ البُخارِيُّ لَهُ رِوايَةٌ؛ وأَبو أَحمدَ محمدُ بنُ حامِدِ بنِ محمدِ بنِ حَيَّةَ البُخارِيُّ أَخَذَ عَنهُ خلفُ الخيَّام؛ وصالِحُ بنُ حَيَّةَ مِن أَجْدادِ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ سهْلٍ شيخُ تَمام الرَّازِي؛ وأَحْمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إسْحاق بنِ عتبَةَ بنِ حَيَّة الرَّازِي محدِّثٌ مَشْهورٌ بمِصْرَ؛ وآمِنَةُ بنْتُ حَيَّةَ بنِ إِيَاس قدِيمةٌ؛ وأَحْمدُ بنُ حَيَّةَ الأَنْصارِيُّ الطّلَيطليُّ سَنَة 439. قيَّدَه مَنْصور؛وحَيَّةُ بنُ حَبيبِ بنِ شعيبٍ عَن أَبيهِ وَعنهُ ابْنه الرَّبيعُ.
وَفِي الكُنَى: أَبُو حَيَّةَ الوَادِعيّ، وابنُ قَيْس، والكَلْبي، وأَبو حَيَّةَ خالِدُ بنُ عَلْقَمَة تابِعِيُّونَ، وَعَن الثالثِ ابْنُه يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة؛ وأَبو حَيَّةَ النميريُّ شاعِرٌ واسْمُه الهَيْثمُ ابنُ الرَّبيعِ بنِ زُرَارَةَ، قالَ ابنُ ناصِرِ: لَهُ صحْبَةٌ، وأَخْطَأَ فِي ذلِكَ؛ وأَبو حَيَّةَ ودعانُ بنُ محرزٍ الفَزارِيُّ شاعِرُ فارِسَ؛ وأَبو حَيَّةَ الكِنْدِيُّ شيخٌ لزيادِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ وأَبو هِلالٍ يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة. الكُوفيُّ ثقَةٌ عَن سُفْيان؛ وأَبو حَيَّةَ بنُ الأَسْحم جَدُّ هُدْبَةَ بنِ خَشْرمٍ؛ وزِيادُ بنُ أَبي حَيَّةَ شيخٌ للبُخارِي.
قالَ الحافِظُ: ومِن ظريفِ مَا يَلْتَبسُ بِهَذَا الفَصْل: عَبْد الوهَابِ بن أَبي حَيَّة وعَبْد الوهابِ بن أَبي حَبَّة، الأوَّلُ بالياءِ الأَخيرَةِ، وَالثَّانِي بالموحَّدَةِ، فالأَوَّل هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ عيسَى بن أَبي حَيَّة الوَرَّاقُ قد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه رَوَى عَن إسْحاقِ بنِ أَبي إسْرائيل ويَعْقوب بنِ شيبَةَ وكانَ وَرَّاقاً للجاحِظِ وعاشَ إِلَى رأْسِ الثلثمائة، وَالثَّانِي هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ هبَةَ بنِ أَبي حَبَّة العَطَّار وَقد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه، رَوَى عَن أَبي القاسِمِ بنِ الحصينِ المُسْندَ، والزهدَ وَكَانَ يَسْكنُ حرَّان على رأْسِ الستمائةِ، وأَمَّا الثَّاني فسَيَأْتي للمصنِّفِ فِي آخرِ الحَرْف.
والثَّالِثُ: مِن أَسْماءِ النِّساءِ. والرَّابعُ: يأْتي ذِكْرُه.
{وحَيُّونَ: اسمُ جماعَةٍ.
(وأَبو} تِحْيَى، بكسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ من فَوْقُ: صَحابيٌّ) مِن الأنْصارِ، (شَبَّه) النبيُّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَيْنَ الدَّجَّالِ بعَيْنِه) ، ذَكَرَه الحافِظُ،
(و) أَبو تِحْيَى؛ (تابِعِيَّانِ) ،، أَحَدُهُما يَرْوِي عَن عُثْمَان بن عَفَّان، وَالثَّانِي عَن عليَ واسْمه حُكَيْمُ بنُ سَعْدٍ.
(ومُعاوِيَةُ بنُ أَبي تِحْيَى: تابِعِيٌّ) عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ جَعْفرُ بنُ برْقَان.
(وحَمَّادُ بنُ {تُحْيَى، بالضَّمِّ، مُحدِّثٌ) رَوَى عَن عونِ ابنِ أَبي جُحيفَةَ، وَعنهُ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أَبي العَنْبِسِ.
(ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ} تُحَيَّا) المرسيُّ، (بالضَّمِّ وفتْحِ الحاءِ وشَدِّ الياءِ: فَقِيهٌ) أَخَذَ عَنهُ ابْن مسدى.
( {وتَحيَّةُ الرَّاسِبِيَّةُ؛ و) تحيَّةُ (بنْتُ سُلَيْمانَ مُحدِّثتانِ) ، الأُولى: شيخةٌ لمُسْلم بنِ إبراهِيم.
(ويعقوبُ بنُ إسْحاق بنِ} تَحِيَّةَ) الوَاسِطيُّ، (عَن يَزِيدَ بن هارونَ) ، وَعنهُ بكيرُ بنُ أَحمدَ.
(وذُو الحَيَّات: سَيْفُ) مالِكِ بنِ ظالمٍ المريّ؛ وأَيْضاً سيْفُ مَعْقلِ بنِ خُوَيْلد الهُذَلي وَفِيه يقولُ:
وَمَا عَرَّيْتُ ذَا الحيّاتِ إلاّ
لأقْطَعَ دَابِرَ العيشِ الحُبَابِسُمِّي بِهِ على التَّشْبيهِ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (فُلانٌ حَيَّةُ الوادِي، أَو الأَرضِ، أَو البَلَدِ، أَو الحَماطِ، أَي: داهٍ خَبيثٌ) ؛ ونَصَّ ابنِ الأَعرابيِّ: إِذا كانَ نهايَةً فِي الدَّهاءِ والخُبْثِ والعَقْل؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء: كمِثْل شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وأَنْشَدَ ابنُ الكَلْبي لرجُلٍ من حَضْرَمَوْت:
وليسَ يفرج ريب الكُفْرِ عَن خلد
أفظه الجَهْل إلاَّ حَيَّة الوادِي ( {وحايَيْتُ النَّارَ بالنَّفْخِ) ، كقَوْلِكَ (} أَحْيَيْتُها) ؛ قالَ الأصْمعيُّ أَنْشَدَ بعضُ العَرَبِ بيتَ ذِي الرُّمَّة:
فقُلْتُ لَهُ: ارْفَعْها إليكَ {وحايِها
برُوحِكَ واقْتَتْه لَهَا قِيتَةً قَدْرا (} وحَيَّ على الصَّلاةِ، بفتْحِ الياءِ: أَي هَلُمَّ وأَقْبِل) .
قالَ الجَوهرِيُّ: فُتِحَتِ الياءُ لسكونِها وسكونِ مَا قَبْلها كَمَا قيلَ فِي لَيتَ ولعلَّ.
وَفِي المُحْكَم: حَيَّ على الغَداءِ والصَّلاةِ: ائْتُوهُما، فحيَّ اسمُ الفِعْل ولذلكَ عُلِّق حَرْفُ الجرِّ الَّذِي هُوَ على بِهِ.
وقالَ الأزهرِيُّ: حَيَّ، مُثَقَّلة، يُنْدَبُ بهَا ويُدْعَى بهَا، فيُقالُ:! حَيَّ على الغَداءِ حَيَّ على الخيْرِ، وَلم يُشْتَق مِنْهُ فِعْل، قالَ ذلِكَ الليْثُ، وقالَ غيرُهُ: حَيَّ حَثٌّ ودُعاءٌ؛ وَمِنْه حدِيثُ الأَذان: (حَيَّ على الصَّلاة حَيَّ على الفَلاحِ) ، أَي هَلُمُّوا إِلَيْهَا وأَقْبِلُوا مُسْرِعِيْن، وقيلَ: مَعْناهُما عَجِّلُوا؛ قالَ ابنُ أَحُمر:
أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه مَا بالُ رُفْقَتِه
حَيَّ الحُمولَ فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا أَي عَلَيك بالحُمولِ.
وقالَ شَمِرٌ: أَنْشَدَ مُحارِبٌ لأَعْرابيَ:
وَنحن فِي مَسْجِدٍ يَدْعُو مُؤَذِّنُه
حَيَّ تَعالَوْا وَمَا نَامُوا وَمَا غَفَلواقالَ: ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّوْت نَحْو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ.
(وحَيَّ هَلاً، وحَيَّ هَلاً على كَذَا وَإِلَى كَذَا، وحَيَّ هَلَ كخَمْسَةَ عَشَرَ، وحَيْ هَلْ كصَهْ ومَهْ، وحَيَّهْلَ بسكونِ الهاءِ) ،
و (حَيَّ) هلا: (أَي اعْجَلْ، وهَلاً: أَي صِلْهُ؛ أَو حَيَّ: أَي هَلُمَّ، وهَلاً: أَي حَثِيثاً أَو أَسْرِعْ، أَو هَلاً: أَي اسْكُنْ، ومَعْناهُ أَسْرِعْ عنْدَ ذِكْرِه واسْكُنْ حَتَّى تَنْقضِيَ) ؛ قالَ مُزاحِمُ:
{بحَيَّهَلاً يُزْجونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ
أمامَ المَطايا سَيْرُها المُتَقاذِفُوزَعَمَ أَبو الخطَّاب أنَّ العَرَبَ تقولُ: حَيَّ هَلَ الصَّلاةَ، أَي ائْتِ الصَّلاةَ، جَعَلَهُما اسْمَيْن فَنَصَبَهما.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: حَيَّ هَلْ بفُلانٍ و (حَيَّ هَلاً بفُلانٍ) وحَيَّ هَلَ بفُلانٍ: (أَي) اعْجَلْ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ مَسْعودٍ: (إِذا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ} فحيَّ هَلاً بعُمَرَ) ، أَي (عليكَ بِهِ) وابْدَأْ بِهِ (وادْعُهُ) وعَجِّلْ بذِكْرِه، وهُما كَلِمَتَانِ جُعِلَتا كَلِمةٌ واحِدَةٌ؛ وهَلا: حَثٌّ واسْتِعْجالٌ.
وقالَ ابنُ برِّي: صَوْتانِ رُكّباً، ومعْنَى حَيَّ أَعْجِلْ.
(و) قالَ بعضُ النَّحْوِيين: (إِذا قلتَ حَيَّ هَلاً، مُنَوَّنَةً، فكأَنَّكَ قلتَ حَثّاً، وَإِذا لم تُنَوِّنْ فكأَنَّك قلتَ: الحَثَّ، جعلُوا التَّنْوينَ عَلَماً على النَّكِرَةِ وتَرْكَهُ عَلَماً للمَعْرِفَةِ، وَكَذَا فِي جَمِيع مَا هَذَا) صَوابه هَذِه (حالُهُ من المَبْنِيَّاتِ) ، إِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّنْكير نُوِّن، وَإِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّعْريفُ حُذِف التَّنْوينُ. قالَ أَبو عبيدٍ: سَمِعَ أَبو مَهْدِيَّة رجلا مِن العَجَمِ يقولُ لصاحِبهِ: زُودْ زُودْ، مرَّتَيْن بالفارِسِيَّة، فسَأَلَه أَبو مَهْدِيَّة عَنْهَا فَقيل لَهُ: يقولُ عَجِّلْ عَجِّلْ؛ قالَ أَبُو مَهْدِيَّة: فهَلاَّ، بَال لَهُ: {حَيَّهَلَكَ، فَقيل لَهُ: مَا كانَ اللَّهُ ليَجْمَعَ لهُم إِلَى العَرَبيَّةِ العَجَمِيَّة.
(و) يقالُ: (لَا حَيَّ عَنهُ) ، أَي (لَا مَنْعَ) مِنْهُ؛ نَقَلَه الكِسائيُّ وأَنْشَدَ:
ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيانِ فإنَّهُ
أَبُو مَعْقِل لَا حَيَّ عَنْهُ وَلَا حَدَدْوقالَ الفرَّاءُ: مَعْناهُ لَا يَحُدُّ عَنهُ شيءٌ: ورَواهُ:
فإنْ تَسْأَلُوني بالبَيانِ فإنَّه (و) فلانٌ (لَا يَعْرِفُ} الحَيَّ من اللَّيِّ) ، أَي (الحَقَّ من الباطِلِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وكَذلِكَ الحَوّ مِن اللّوِّ؛ وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
(أَو) الحَيُّ الحَوِيَّةُ، واللَّيُّ فَتْلُ الحَبْلِ، أَي (لَا يَعْرِفُ الحَوِيَّةَ من فَتْلِ الحَبْلِ) ؛ قالَ: يُضْرَبُ هَذَا للأَحْمقِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ شَيْئا.
( {والتَّحايِي: كواكِبُ ثلاثةٌ حِذَاءَ الهَنْعَةِ) ، ورُبَّما عَدَل القَمَر عَن الهَنعَةِ فنزلَ} بالتَّحايِي، الواحِدَةُ تِحْيَاة؛ قالَهُ ابنُ قتيبَةَ فِي أدبِ الكاتِبِ؛ وَهِي بينَ المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وَكَانَ أَبُو زيادٍ الكِلابيّ يقولُ:! التَّحايِي هِيَ الهَنْعَة، وتُهْمَز فيُقالُ: التَّحَائي.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: بهنَّ ينزلُ القَمَرُ لَا بالهَنْعَةِ نَفْسِها، وواحِدُه تِحْياة.
قالَ ابنُ برِّي: فَهُوَ على هَذَا تِفْعَلَةٌ كتِحْلَيَة مِن الأَبْنِيَة، ومَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كفِرْهاةٍ أنَّ تحي مهملٌ وأنَّ جَعْلَه وَحي تَكَلُّفٌ لإبْدالِ الياءِ دونَ أنْ تكونَ أَصْلاً، فَلهَذَا جَعَلْناها مِن الحَياءِ، فإنَّ نَوءَها كثيرُ {الحَياِ مِن أَنْواءِ الجَوْزاءِ، وكيفَ كانَ فالهَمْز فِي جَمْعِها شاذٌّ من جهَةِ القِياسِ، وَإِن صحَّ بِهِ السّماع فَهُوَ كمَصائِبَ ومَعائِشَ فِي قرَاءَة خارجَةَ، شُبِّهَت تَحِيَّة بفَعِيلَة، فَكَمَا قيلَ} تَحَوِيٌّ فِي النَّسَبِ قيلَ تَحائِيٌّ حَتَّى كأَنَّه فَعِيلةٌ وفَعائِلُ.
(وحَيَّةُ الوادِي: الأسَدُ) لدهائِهِ.
(وذُو الحَيَّةِ) زَعَمُوا أنَّه (مَلِكٌ مَلَكَ أَلْفَ عامٍ) فلطُولِ عمرِه لَقَّبُوه بذلكَ، لأنَّ الحَيَّة طَويلَةُ العمرِ كَمَا تقدَّمَ.
( {والأَحْياءُ: ماءٌ) أَسْفَل مِن ثنيةِ المَرَة (غَزاهُ عُبَيْدةُ بنُ الحارِثِ) بنِ عبْدِ المطَّلِبِ، (سَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ ذَكَرَه ابنُ إسْحاق.
(و) الأحْياءُ أيْضاً: (ع) ؛ صَوابُه عدَّةُ قُرىً؛ (قُرْبَ مِصْرَ) على النِّيلِ من جهَةِ الصَّعيدِ، (يُضافُ إِلَى بَني الخَزْرَجِ) ، وَهِي الحيُّ الكَبيرُ والحيُّ الصَّغيرُ وبَيْنها وبينَ الفسْطاطِ نَحْو عَشرَةِ فَراسِخَ، قالَهُ ياقوت.
(وأَبو عُمَرَ) محمدُ بنُ العباسِ بنِ زَكريَّا (بن} حَيَّوَيْه) الخرَّاز البَغْدادِيُّ، (كعَمْرَوَيْه، مُحدِّثٌ) شهيرٌ؛ (وإمامُ الحَرَمَيْنِ) أَبو المَعالي (عبدُ الملِكِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ حَيَّوَيْه) الجوينيُّ، وشهْرَتُه تُغْنِي عَن ذِكْرِه، تَفَقَّه على أَبيهِ وغيرِهِ، تُوفي بنَيْسابُورَ سَنَة 476، وتُوفي بهَا أَبُوه سَنَة 434، وَقد تَفَقَّه على أَبي الطيَّبِ الصَّعلوكيّ وأَبي بكْرٍ القفَّال، وأَخُوه أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ المُلَقَّب بشيخ الحِجازِ تُوفي سَنَة 465 رَوَى عَن شُيُوخ أَخِيهِ.
(وفاتَهُ:
(أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ زكريَّا بنِ حَيَّوَيْه النَّيْسابُورِيُّ ثمَّ المِصْرِيُّ أَحدُ الثِّقَاتِ رَوَى عَن النّسائي تُوفي سَنَة 366.
( {وحُيَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: والِدَةُ عَمْروٍ بنِ شُعَيْبِ) بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْروِ بنِ الْعَاصِ؛
(ومَعْمَرُ بنُ أَبي} حُيَيَّةَ: مُحدِّثٌ) رَوَى عَنهُ يَزيدُ بنُ أَبي حبيبٍ.
(وصالِحُ بنُ {حَيْوانَ، ككَيْوانَ؛} وحَيْوانُ بنُ خالِدٍ) أَبو شيخٍ الهُتائي، حدَّثَ عَن الأخيرِ بكْرُ بنُ سوادَةَ المِصْريّ، (أَو كِلاهُما بالخاءِ، مُحدِّثانِ.
(و) أَبو الحَسَنِ (سَعْدُ اللَّهِ بنُ نَصْر) بنِ سعْدِ الدّجاجيُّ ( {الحَيَوانيُّ، محرَّكَةَ) ، إِلَى بَيْعِ} الحَيَوانِ، وَهُوَ الطّيورُ خاصَّةً، شيخٌ فاضِلٌ واعِظٌ سَمِعَ أَبا الخَطَّاب بن الجرَّاحِ وأَبا مَنْصورٍ الخيَّاط، وَعنهُ السّمعانيُّ، وُلِدَ فِي رَجَبَ سَنَة 480. (وابْنُهُ محمدٌ) سَمِعَ من قاضِي المَارِسْتان؛ (وابنُ أَخيهِ عبدُ الحقِّ) بنُ الحَسَنِ؛ (مُحدِّثونَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المَحْيَا: مَفْعَلٌ مِن الحَياةِ.
وتقولُ:} مَحْيايَ ومَمَاتِي، والجَمْعُ {المَحايِي؛ ذَكَرَه الجَوهرِيُّ، ويَقَعُ على المَصْدَرِ والزَّمانِ والمَكان. والحَيُّ مِن النَّباتِ: مَا كانَ طَرِيّاً يَهْتَزُّ.
} والحَيُّ: المُسْلمُ كَمَا قيلَ للكَافِرِ مَيِّتٌ.
{والحَياةُ: المَنْفَعَةُ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {ولكُم فِي القِصاصِ} حَياةٌ} ؛ وَمِنْه قوْلُهم: ليسَ لفلانٍ {حَياةٌ، أَي ليسَ عنْدَه نَفْعٌ وَلَا خَيْر.
وقالَ أَبُو حنيفَةَ:} حَيَّت النَّار {تَحَيُّ حَيَاة، فَهِيَ حَيَّة، كَمَا تقولُ: ماتَتْ فَهِيَ مَيِّتَة.} وحَيَا النارِ: {حَياتُها.
وقالَ ابنُ برِّي: حَيُّ فلانٍ نَفْسُه؛ وأَنْشَدَ أَبو الحَسَنِ لأبي الأَسْود الدُّؤَليّ:
أَبو بَحْرٍ أَشَدَّ الناسِ مَنّاً
عَلَيْنَا بَعْدَ حَيِّ أبي المُغِيرَةْ أَي بَعْدَ أَبي المُغِيرَةِ، وأَنْشَدَ الفرَّاء فِي مثْلِه:
أَلا قَبَحَ الإلَهُ بَني زِيادٍ
وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِأَي قَبَحَ اللَّهُ بَني زِيادٍ وآباءَهُم.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: أَتانا حَيُّ فُلانٍ، أَي فِي حَياتِهِ.
وسَمِعْتُ حَيَّ فلانٍ يقولُ كَذَا، أَي سَمِعْته يقولُ فِي حياتِهِ.
وقالَ أَبُو حَنيفَةَ:} أُحْيِيَتِ الأرضُ أَي اسْتُخْرِجَت.
{وإحْياءُ المَواتِ: مُباشَرَتها بتأْثِيرِ شيءٍ فِيهَا مِن إحاطَةٍ أَو زرع أَو عمارَةٍ ونَحْو ذلكَ تَشْبيهاً} بإحْياءِ المَيِّتِ.
وإحياءُ الليْلِ: السَّهَرُ فِيهِ بالعِبادَةِ وتَرْك النَّوْمِ.
والشمسُ حيةٌ أَي صافيةُ اللّونِ لم يَدْخلها التَّفْسِير بدُنُوِّ المغِيبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ مغيبها لَهَا موتا {والحيُّ بِالْكَسْرِ جمع الحياةِ وَيَقُولُونَ كَيفَ أَنْت وَكَيف حَيَّةُ أَهْلكَ، أَي كيفَ من بَقِيَ مِنْهُم} حَيّاً.
وكلُّ مَا هُوَ حَيٌّ فجَمْعُه {حَيَواتٌ؛ وَمِنْه قولُ مالِكِ بنِ الحارِثِ الكاهِلِيِّ:
فَلَا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ
منَ} الحَيَواتِ لَيْسَ لَهُ جَنَاح ُوسَمَّى اللَّهُ دارَ الآخِرَة {حَيَواناً لأنَّ كلَّ مَنْ صارَ إِلَى الآخِرَةِ لم يَمُتْ ودامَ حَيّاً فِيهَا إمَّا فِي الجنَّةِ وإمَّا فِي النارِ.
والحَيَوانُ: عَيْنٌ فِي الجنَّةِ، لَا تصيبُ شَيْئا إلاَّ حَيِيَ بإذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
وحَيْوَةُ: اسمُ رجُلٍ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي حوي. وإنَّما لم يُدْغَم لأنَّه اسمٌ مَوْضوعٌ لَا على وَجْهِ الفعْلِ؛ قالَهُ الجَوهرِيُّ.
} وحَيَا الرَّبيعِ: مَا {تَحْيَا بِهِ الأرْضُ مِن الغَيْثِ.
} وأَحْيَا اللَّهُ الأرضَ: أَخْرَجَ فِيهَا النَّباتَ، أَو {أَحْيَاها بالغَيْثِ.
ورجُلٌ} مُحَيِّيٌ، وامْرأَةٌ {مُحَيِّيَةٌ مِن التّحِيَّةِ.
ودائِرَةُ} المُحَيَّا فِي الفَرَسِ حيثُ يَنْفرِقُ تحْتَ الناصِيَةِ فِي أَعْلَى الجَبْهَةِ.
واسْتَحى مِن كَذَا: أَنفَ مِنْهُ؛ وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ اللَّهَ {يَسْتَحي مِن ذِي الشَّيبةِ المُسْلم أَنْ يعذِّبَه) ، ليسَ المُرادُ بِهِ انْقِباض النَّفس إِذْ هُوَ تَعَالَى مُنَزَّه عَن ذلكَ وإنَّما هُوَ تَرْك تَعْذِيبِه؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
ويقالُ: فلانٌ} أَحْيَى من الهَدِيِّ {وأَحْيَى من مُخَدَّرَة وهُما مِن الحَياءِ، وأَحْيَى من ضَبَ مِن الحَياةِ.
} وتَحَيَّا مِنْهُ: انْقَبَضَ وانْزَوَى، مَأْخُوذٌ مِن الحَياءِ على طريقِ التَّمْثيلِ، لأنَّ مِن شأْنِ {الحَيِيِّ أَن يَنْقَبَض، أَو أَصْله تَحَوَّى قُلِبَتْ واوُه يَاء، أَو تَفعلَ، مِن} الحَيِّ وَهُوَ الجَمْعُ، كتَحَيَّز من الحَوْزِ.
وَأَرْضٌ! مَحْياةٌ ومَحْواةٌ أَيْضاً، حَكَاه ابنُ السرَّاج، أَي ذَات حَيَّات، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
ومِن الأمْثالِ فِي الحَيَّةِ: يقولونَ: هُوَ أَبْصَرُ مِن حَيَّةٍ، لحدَّةِ بَصَرِها، وأَظْلَم مِن حَيَّةٍ؛ لأنَّها تأْتِي جُحْر الضَّبِّ فتأْكُلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها.
وفلانٌ حَيَّةُ الوادِي: إِذا كانَ شَدِيدَ الشَّكِيمة حامِياً لحَوْزَتِه؛ وهُم حَيَّةُ الأرضِ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْوانيّ:
عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا
نَ كانُوا حَيَّةَ الأرضِأَرادَ: أنَّهم كانُوا ذوِي إِرْبٍ وشِدَّةٍ لَا يُضَيِّعونَ ثَأْراً.
ويقالُ: رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ، إِذا كانَ مُتَوَقِّداً شَهْماً عاقِلاً؛ ومَرَّ شاهِدُه فِي خشش.
وفلانٌ حَيَّةٌ ذَكَرٌ: أَي شجاعٌ شدِيدٌ.
وسَقاهُ اللَّهُ دَمَ الحَيَّاتِ: أَي أَهْلَكَه.
ورأَيْتُ فِي كتابِه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إِذا وَشَى بِهِ كاتِبُه إِلَى سُلْطانٍ ليُوقِعَه فِي وَرْطَةٍ.
ورُوِي عَن زيْدِ بنِ كَثْوَة: مِن أَمْثالِهم: {حَيْهٍ حِمارِي وحِمَارَ صاحِبي، حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي؛ يقالُ ذَلكَ عنْدَ المَزْرِيَةِ على الَّذِي يَسْتَحق مَا لَا يَمْلكُ مُكابَرَةً وظُلْماً.
والحَيَّةُ مِن سِماتِ الإِبلِ: وَسْمٌ يكونُ فِي العُنُقِ والفَخذِ مُلْتَوِياً مثْلَ الحَيَّة؛ عَن ابنِ حبيبٍ مِن تَذْكرَةِ أَبي عليَ.
وبَنُو} الحَيَا، مَقْصوراً: بَطْنٌ مِن العَرَبِ؛ عَن ابنِ برِّي.
قُلْتُ: مِن خَوْلانَ، وَمِنْهُم: عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي طَلْحَةَ {الحَيَاوِيُّ الخَوْلانيُّ، شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ؛ والسمحُ بنُ مالِكٍ الحَيَاوِيُّ أَميرُ الأَنْدَلُسِ قُتِلَ بهَا سَنَة 103؛
والحَسَنُ بنُ صالِحِ بنِ حيَ مُحدِّثٌ.
وسَمَّوا} حُيَيّاً، كسُمَيَ، مِنْهُم: {حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ وغيرُهُ.
وبَنُو حُيَيَ: قَبيلَةٌ.
} ويَحْيَى {وحِيٌّ، بالكسْرِ،} وحَيَّان: أَسْماءٌ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا نُبَشِّرُكَ بغُلامٍ اسْمُه {يَحْيَى} .
قالَ الرَّاغبُ: نَبَّه على أنَّه سَمَّاه بذلكَ مِن حيثُ أنَّه لم تُمِتْه الذّنوبُ كَمَا أَماتَتْ كثيرا مِن ولدِ آدَمَ، لَا أنَّه كانَ يُعْرَف بذلكَ فَقَط، فإنَّ هَذَا قَلِيل الفائِدَةِ، انتَهَى.
} وحياةُ بنُ قَيْسٍ الحرَّاني وليٌّ مَشْهورٌ.
وأَبو! حيَّان: شيخُ العَربيَّةِ بمِصْرَ مَشْهورٌ. وموسَى بنُ محمدِ بنِ حَيَّان شيخٌ لأبي يَعْلى المَوْصِليُّ إنْ كانَ مِن الحَياةِ، وَإِن كانَ مِن الْحِين فقد تقدَّمَ فِي مَوْضِعِه.
{وَالْحَيَّانِ: نَخْلة منجبة.
وسوارُ بنُ الحياءِ القُشَيْريُّ، بالمدِّ، وبالكسْرِ مَقْصوراً: السَّمَوْءَلُ بنُ عادِياء بن} حِيَا الَّذِي يُضْرَبُ المَثَلُ بِهِ فِي الوَفَاءِ، ضَبَطَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي الاشْتِقاقِ.
وأَبو يَحْيَى: كُنْيَةُ المَوْتِ.
وَكفر أبي يحيى: قَريَةٌ بمِصْرَ فِي البحيرَةِ.
{والمحيا: مَشْهدُ الذِّكْر، عاميَّة.
} والمحياتان: ظربان بأَبانين عَن نصر.
وأَبو {تُحْياة، بالضَّمِّ: كُنْيَةُ رجُلٍ، وَالتَّاء ليسَت بأَصْلِيَّة.
ومِن أَمْثالِهم: لَا تَلِدُ الحَيَّة إلاَّ} حُيَيَّة، فِي الداهي الخَبِيثِ.
ويُرْوَى: (إنَّ اللَّهَ {حَيِيٌّ) ، أَي تارِكٌ القَبَائِح، فاعِلٌ للمَحاسِنِ، نَقَلَه الرَّاغبُ.

وحَيَّةُ أَرْضٍ: مِن جَبَلَيْ طيِّيٍ.
وَيُقَال:} حَيَا الناقَةِ، بالقَصْرِ: لُغَةٌ فِي المدِّ؛ نَقَلَه الفرَّاءُ عَن بعضِ العَرَبِ وأَنْكَرَه الليْثُ.

أذى

أذى: {الأذى}: ما يكره ويغتم به.
أذ ى

أعوذ بالله من جارة بذيه، تغادي وتراوح بأذيه. وتقول: اركب الآذي، تشرب الماذي.
أ ذ ى: (آذَاهُ) يُؤْذِيهِ (أَذًى) وَ (أَذَاةً) وَ (أَذِيَّةً) وَ (تَأَذَّى) بِهِ. 
(أذى) - وفي الحديث "كُلُّ مُؤذٍ في النَّار".
يَعنِى المُؤذياتِ من السِّباع والهَوامّ، قيل: يُجعَلون في النار عُقوبةً لأهلِها، وقيل: هو وَعِيدٌ لمن يُؤذِى الناسَ. وفي حديثِ ابنِ عبَّاس في تَفسِير: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} .
قال: أَخذَ اللهُ مِيثاقَ بنى آدم من ظُهُورِهم كأنهم الذَّرُّ في آذِىِّ الماء. الآذِىّ: المَوجُ.
 
أذى: أذَى آذى، أصابه بأذى، يقال: أذى أحداً ب، أي آذاه. - وأضر به، وآلمه وأمرضه، وأوجعه (بوشر). تأذى: أذى به، وتضور، وتألم (بوشر).
أذاء: وباء، وخامة (بوشر) ومصدر عدوى (بوشر)، ويقال: زاد في الأذاء أي زاد سوءً. وزود الاذاء: زاده سوءً (بوشر).
أذِيّ. الأذِيَّة: في الأصل المؤذي، ما يؤذي ثم أصبح وصفاً سمي به البعوض والبرغش (بسام 1: 150ق 151و).
أَذِيَّة: أذى، إساءة، ضرر، خبث - أذى السم: نتانة (بوشر).
اذاية = أذاة: المكروه اليسير (رسالة إلى فليشر 132) وفي فوك: إذاية وفيه إذاة أيضاً.
آذيّ: (في الشعر) الموج أو الشديد منه، ولا يراد به موج البحر فقط بل موج النهر أيضاً (البكري 129، دى ساسي مختار 2: 148) وكذلك موج السيل (عباد 1: 50).
مُؤْذٍ: مضر، سيئ - سام، لاذع، نتن، خطر - وسلاح موذ: سلاح هجوم (بوشر)
مُؤَذٍّ: وبئ، وخم (بوشر).
مُؤَذَّى: مغيظ، مُكَدر ومن تأذى (بوشر).
[أذى] نه فيه: أميطوا عنه "الأذى" أي الشعر والنجاسة وما يخرج من الصبي حين يولد يحلق عنه يوم سابعه. ومنه: أدناها إماطة الأذى عن الطريق كالشوك والحجر والنجاسة ونحوها، وفي تفسير من "ظهورهم ذريتهم" كأنهم الذر في "أذى" الماء الأذى بالمد والتشديد الموج الشديد ويجمع على أواذي. ومنه: خطبة على أواذي أمواجها. قس: ما لم "يؤذ" فيه تفسير ملا لم يحدث أي لم يؤذ الملائكة بنتن الحدث، واللهم صل تفسير ليصلي، واللهم ارحم تفسير لصل. ط: ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث أي لم يؤذ أحداً من المسلمين بلسانه أو يده فإنه كالحدث المعنوي ومن ثم اتبع بالحدث الظاهري، ولذا خطئي من شدد يحدث. قس: كف "الأذى" نحو التضييق على المارة وامتناع النساء من الخروج والإطلاع على أحوال الناس. ن: وتأذى من قرب داره به وكشف أحواله. وح: فإن الملائكة "تتأذى" مما يتأذى منه الإنس هما بتشديد الذال عندنا وفي أكثرها تأذى مما يأذي بتخفيفها فيهما من أذى كسمع وفيه منعه من دخوله وإن كان خالياً. وح: فلا "يؤذي" جاره بالياء وفي غير مسلم بحذفها على النهي والأول خبر في معناه.

وول

وول

( {الأَوَّلُ) أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةُ هُنا وَذَكَرُوه فِي " وأ ل "، و (هُنَا مَوْضِعُهُ، و) قَد (ذُكِرَ فِي وأل) ، وَحَيْثُ إِنَّهُ وَافَقَهُم فَلاَ مَعْنَى لِلْاسْتِدراك، وَكَأنَّهُ أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُهُم مِنْ أَنَّ أَصْلَهُ وَوَّل قُلِبَتْ الواوُ هَمْزَةً وَهُوَ أَفْعَلُ لِقَوْلِهِم: هَذَا أَوَّلُ مِنْكَ، لكِنَّهُ لاَ فِعْلَ لَهُ إِذْ لَيْسَ لَهُمْ فِعْلٌ فَاؤُهُ وَعَيْنُهُ واوٌ، وَمَا فِي الشّافِيَة أَنَّهُ مِن " وَوَلَ " بَيانٌ لِلْفِعْلِ المُقَدَّرِ، وَقِيْلَ: أَصْلُهُ} وَوَّل عَلَى فَوْعَل وَقِيلَ: أَوْأَل مِنْ أَلّ: إِذا نَجَا؛ وَقِيْلَ: أَأْوَلُ مِنْ آل، وَقِيْلَ: غَيْرُ ذلِكَ. (قَالَ النُّحَاةُ: {أَوائِلُ بِالهَمْز أَصْلُهُ أَواوِلُ لكِنَّه لَمّا اكْتَنَفَتْ الأَلِفَ واوانِ وَوَلِيَت الأَخِيْرَةُ) مِنْهُما (الطَّرَفَ فَضَعُفَتْ وَكَانَتِ الكَلِمَةُ جَمْعاً والجَمْعُ مُسْتَثْقَلٌ قُلِبَتِ الأَخِيْرَةُ) مِنْهُما (هَمْزَةً) ، هَذَا نَصّ الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب. قَالَ: (وَقَدْ يَقْلِبُونَ فَيَقُولونَ} الأَوالِي) ، وَقَدْ مَرَّ البَحْثُ فِيهِ فِي "! وأل " 
[وو ل] الأَوَّلُ المُتَقَدِّمُ وهو نَقيضُ الآخرِ وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ

(أَدَانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلُونَ ... بأنَّ المُدَانَ مَلِيٌّ وَفيُّ)

الأوَّلُونَ الناسُ الأوَّلُونَ والمَشْيَخَةُ يقول قالوا له إن الذي بايعْتَهُ مَلِيٌّ وَفِيٌّ فَاطْمَئِنَّ والأُنْثَى الأُوْلَى ومنه الصَّلاَةُ الأُوْلَى ومَن قالَ صلاةُ الأُولَى فهو من إضافةِ الشيءِ إلى نفسِهِ أو عَلَى أنَّهُ أرادَ صلاةَ الساعةِ الأُوْلَى من الزَّوَالِ وقولُهُ تعالى {تبرج الجاهلية الأولى} الأحزاب 33 قال الزَّجَّاجُ قيل الجاهليَّةُ الأُوْلَى مَنْ كَانَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إلى زَمَنِ نُوْحٍ وقيل مُنْذُ زَمَنِ نوحٍ إلى زمن إِدْرِيسَ وقيل مُنْذُ زَمَنِ عيسى إلى زَمَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أَجْمَعِينَ وهذا أجْوَدُ الأَقْوالِ لأنهم الجاهِليَّةُ المعروفُونَ وهم أوَّلُ من أمَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم وكانُوا يَتَّخِذُونَ البَغَايا يُغْلِلْنَ لهم وأمَّا قولُ عبيدِ بنِ الأَبْرَصِ

(فاتَّبعْنَا ذاتَ أُولانا الأُوْلَى الْمُوقِدي ... الحربَ ومُوفٍ بالحِبالِ)

فإنه أرادَ الأُوَلَ فَقَلَبَ وأرادَ ومنهم مُوفٍ بالحِبالِ أي العُهودِ فأمَّا ما أَنْشَدَهُ ابنُ جِنِّي من قولِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ

(فَأَلْحَقتُ أُخْرَاهُم طَرِيقَ أُلاهُمُ ... )

فإنه أرادَ أُولاهُم فَحَذَفَ استِخْفَافًا كما تُحْذَفُ الحَرَكَةُ لذلكَ في قولِه

(وَقَدْ بَدا هَنْكِ مِنَ المِئْزَرِ ... )

ونحوِه وهمُ الأوائلُ أَجْرَوهُ مُجْرَى الأسماءِ قال بعضُ النحويينَ أمَّا قولُهم أوائلُ بالهَمْزِ فأصلُهُ أَوَاوِلُ ولكن لمَّا اكتنفتِ الألِفَ وَاوَانِ وَوَلِيَتِ الآخِرَةُ منهما الطَرَفَ فَضَعُفَتْ وَكَانَتِ الكلمةُ جَمْعًا والجمعُ مُسْتَثْقَلٌ قُلِبَتِ الأخِيرةُ مِنهُمَا همزةً وقَلَبُوهُ فقالُوا الأَوَالِي أنشَدَ يَعْقُوبُ لِذِي الرُّمَّةِ

(تَكَادُ أَوَالِيها تُفَرِّي جُلُودَهَا ... ويَكْتِحِلُ التَّالي بُمورٍ وَحَاصِبِ)

أرادَ أَوَائِلَها والجمعُ الأُوَلُ ولَقِيتُه عامًا أَوَّلَ جَرَى مَجْرَى الاسمِ فجاءَ بغَيْرِ ألِفٍ وَلامٍ وحكى ابنُ الأَعْرابيِّ لَقِيتُه عامَ الأوَّلِ بإضافَةِ العامِ إلى الأوَّلِ ومنه قولُ أبي العارِمِ الكِلابِيِّ يذْكُرُ بَنيِه وامرَأَتَهُ فَأبْكُلُ لهم بَكِيلَةً فَأَكَلُوا ورَمَوا بأنفسِهم فكأنَّما ماتُوا عامَ الأوَّلِ وحكى اللِّحْيانِيُّ أَتَيْتُكَ عامَ الأَوَّلِ والعامَ الأَوَّلَ ومَضَى عامُ الأَوَّلِ على إِضَافةِ الشيءِ إلى نفسه والعامُ الأَوَّلُ وعامٌ أَوَّلٌ مَصْرُوفٌ وعامُ أوَّلَ وهو من إضافةِ الشيءِ إلى نفسِه أيضًا وحَكَى سيْبَوَيهِ ما لَقِيتُهُ مُذْ عامٌ أَوَّلَ نَصَبَهُ على الظَّرْفِ أرادَ مُذْ عامٌ وقعَ أوَّلَ وقولُه

(يا لَيْتَها كانَتْ لأَهْلي إِبِلاً ... )

(أَوْ هُزِلَتْ في جَدْبِ عامٍ أَوَّلا ... )

يكُونُ على الوَصْفِ وعلى الظَّرْفِ كما قال تعالى {والركب أسفل منكم} الأنفال 42 قالَ سيبَوَيْهِ وإذا قُلتَ عامٌ أوَّلُ فإنما جازَ هذا الكلامُ لأنَّكَ تَعْلَمُ أنكَ تعني العامَ الذي يليهِ عامُك كما أنَّكَ إذا قُلْتَ أوَّلَ من أَمْسِ وبَعْدَ غدٍ فإنما تَعْنِي به الذي يليه أمسِ والذي يليه غَدٌ وأمَّا قولُهم ابدَأْ بهِ أَوَّلُ فإنما يريدون أوَّلَ من كذا ولكنه حُذِفَ لكَثرته في كَلاَمِهم وبُنِيَي على الحَرَكَةِ لأنه من المُتَمَكِّنِ الذي جُعِلَ في موضِعٍ بمنزلةِ غيرِ المُتَمَكِّنِ قال وقالوا ادخُلُوا الأوَّلَ فالأَوَّلَ وهي من المَعَارفِ الموضُوعَةِ موضِعَ الحالِ وهو شاذٌّ والرَّفْعُ جائزٌ على المعنى أي ليَدخُلِ الأوَّلُ فالأوَّلُ وحكى عن الخليلِ ما تَرَكَ لهُ أوَّلاً ولا آخِرًا أي قَدِيمًا ولا حديثاً جعلَهُ اسمًا فنكَّرَ وصَرَّفَ وحكى ثَعْلَبٌ هُنَّ الأَوَّلاتُ دُخُولاً والآخِراتُ خُرُوجًا واحدتُها الأَوَّلةُ والآخِرَةُ ثم قال لَيْسَ هذا أَصْلَ البابِ وإنَّما أصلُ البابِ الأوَّلُ والأُوْلَى كالأَطْوَلِ والطُّوْلَى وحكى اللِّحْيَانِيُّ أمّا أُوْلَى بأُوْلَى فإني أحَمُد اللهَ لم يَزِدْ على ذلِكَ وأَوَّلُ مَعْرِفَةٌ الأَحَدُ في التَّسمِيَةِ الأُوْلَى قال

(أُرَجِّي أنْ أَعِيشَ وإنَّ يَوْمي ... بَأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَوْ جُبَارِ)

أَهْوَنُ وجُبَارُ الاثنَانِ والثلاثَاءُ وَقَد تقدَّمَا

القلب

القلب: لطيفة ربانية لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر تعلق، وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان، ويسميها الحكيم النفس الناطقة، والروح باطنه، والنفس الحيوانية مركبة وهي المدركة العالمة من الإنسان والمخاطب والمطالب والمعاتب. والمعاقب. وقال الراغب. قلب الشيء: تصريفه وصرفه عن وجه إلى وجه آخر. وقلب الإنسان سمي به لكثرة تقلبه، ويعبر بالقلب عن المعاني المختصة به من روح وعلم وشجاعة. وتقليب الشيء: تغييره من حال إلى حال. وتقليب الأمور: تدبيرها والنظر فيها. وتقليب اليد: عبارة عن الندم.القلب عند أهل الأصول: دعوى المعترض أن ما استدل به المستدل في المسألة المتنازع فيها على ذلك الوجه عليه لا له إذا صح.
القلب:
[في الانكليزية] Heart ،bottom ،courage ،metathesis
[ في الفرنسية] Coeur ،fond ،bravoure ،metathese
بالفتح وسكون اللام هو يطلق على معان.
منها ما هو مصطلح الصوفية، قالوا للقلب معنيان: أحدهما اللحم الصنوبري الشّكل المودع في الجانب الأيسر من الصّدر، وهذا القلب يكون للبهائم أيضا، بل للميت أيضا. وثانيهما لطيفة ربّانية روحانية لها تعلّق بالقلب الجسماني كتعلّق الأعراض بالأجسام والأوصاف بالموصوفات، وهي حقيقة الإنسان، وهذا هو المراد من القلب حيث وقع في القرآن أو السّنّة.التحقيق بأسمائه وصفاته حتى أن يرى أنّ ذاته ذاته فتكون هويّة العبد عين هويّة الحقّ وإنيّته عين إنيّته واسمه اسمه وصفته صفته وذاته ذاته، فيتصرّف في الوجود تصرّف الخليفة في ملك المستخلف وهذا وسع المحقّقين، وهذا الوسع قد يسمّى وسع الاستيفاء.
واعلم أنّ الحق تعالى لا يمكن دركه على الحيطة والاستيفاء أبدا أبدا، لا لقديم ولا لحديث. أمّا القديم فلأنّ ذاته لا تدخل تحت صفة من صفاته وهي العلم فلا يحيط بها وإلّا لزم منه وجود الكلّ في الجزء، تعالى الله عن الكلّ والجزء، فلا يستوفيها العلم من كلّ الوجوه، بل يقال إنّه سبحانه لا يجهل نفسه لكن يعلمها حقّ المعرفة، ولا يقال إنّ ذاته تدخل تحت حيطة صفة العلمية ولا تحت صفة القدرة، وكذلك المخلوق فإنّه بالأولى لكن هذا الوسع الكمالي الاستيفائي إنّما هو استيفاء كمال ما علمه المخلوق من الحقّ لاكمال ما هو الحقّ عليه، فإنّ ذلك لا نهاية له، فهذا معنى قوله وسعني قلب عبدي المؤمن. ولمّا خلق الله العالم جميعه من نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان المحلّ المخلوق من إسرافيل قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا كان لإسرافيل عليه السلام هذا التوسع والقوة حتى إنّه يحيي جميع الخلائق بنفخة واحدة بعد أن يميتهم بنفخة واحدة للقوة الإلهية التي خلقها الله تعالى في ذات إسرافيل لأنّه محتده القلب والقلب أوسع لما فيه من القوة الذاتية الإلهية فكان إسرافيل عليه السلام أقوى الملائكة وأقربهم من الحقّ أعني من العنصريين من الملائكة، انتهى ما في الإنسان الكامل، ويجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ الهم.
ومنها ما هو مصطلح الصّرفيين وهو إبدال حروف العلة والهمزة بعضها مع بعض فهو أخصّ من الإبدال. ويطلق أيضا عندهم على تقديم بعض حروف الكلمة على بعض ويسمّى قلبا مكانيا نحو آرام فإنّ أصله أرام كما في الشافية وشرحه للرضي. وعلامة صحة القلب المكاني أن يكون تصاريف الأصل تامة بأن يصاغ منه فعل ومصدر وصفة ويكون الآخر ليس كذلك فيعلم من عدم تكميل تصاريفه أنّه ليس بناء أصليا، كذا ذكر الخفاجي في تفسير قوله تعالى يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ. ومنها ما هو مصطلح أهل المعاني وهو جعل أحد أجزاء الكلام مكان الآخر والآخر مكانه، ولا ينتقض بقولنا في الدار زيد وضرب عمروا زيد لأنّ المراد بالجعل مكان الآخر أن يجعل متّصفا بصفة لا مجرّد أن يوضع موضعه فدخل في جعل أجزاء أحد الكلام مكان الآخر ضرب زيد، حيث جعل المفعول مكان الفاعل، وخرج بقولنا والآخر مكانه. ولا بد في الحكم بالقلب من داع لفظي أو معنوي فهو ضربان: أحدهما أن يكون الداعي إلى اعتباره من جهة اللفظ بأن يتوقّف صحة اللفظ عليه ويكون المعنى تابعا للّفظ بأن يكون معنى التركيب القلبي معنى التركيب الغير القلبي، كما إذا وقع ما هو في موقع المبتدأ نكرة وما هو موقع الخبر معرفة، كقوله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ وكقول الشاعر:
قفي قبل التفرّق يا ضباعا ولا يك موقفا منك الوداعا أي لا يكون موقف الوداع موقفا منك.
وثانيهما أن يكون الدّاعي إليه من جهة المعنى لتوقّف صحّة المعنى عليه ويكون المعنى تابعا على اللفظ بأن يكون معنى هذا اللفظ في التركيب القلبي معنى التركيب الغير القلبي نحو أدخلت القلنسوة في الرأس والخاتم في الأصبع، ونحو عرضت الناقة على الحوض، إذ المعنى عرضت الحوض على الناقة، فإنّ عرض الشيء على الشيء إراءته إيّاه على ما في القاموس ولا رؤية للحوض. ولعلّ النكتة في القلب في هذه الأمور أنّ العادة تحرّك المظروف نحو الظرف والمعروض نحو المعروض إليه.
قال السّكّاكي، القلب مقبول مطلقا وهو ممّا يورث الكلام حسنا وملاحة ويسجع عليه كمال البلاغة وأمن الإلباس، ويأتي في المحاورات والأشعار والتنزيل، وردّه البعض مطلقا. والحقّ أنّه إن تضمّن اعتبارا لطيفا قبل وإلّا ردّ لأنّ نفس القلب من اللطائف كما جعله السّكّاكي كقول الشاعر:
ومهمة مغبرة أرجاؤه كأنّ لون أرضه سماؤه أي لون سمائه على حذف المضاف، فالمصراع الأخير من باب القلب، والمعنى كأنّ لون سمائه لغبرتها لون أرضه، والاعتبار اللطيف فيه ما شاع في كلّ تشبيه مقلوب من المبالغة في كمال المشبّه إلى أنّه استحقّ جعله مشبّها به، يعني أنّ لون السماء قد بلغ من الغبرة إلى حيث يشبه به لون الأرض في الغبرة، هكذا يستفاد من المطول والأطول. وفي الاتقان من أنواع المجاز اللغوي القلب وهو إمّا قلب إسناد نحو لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ أي لكلّ كتاب أجل، ونحو وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ أي حرّمناه على المراضع. وإمّا قلب عطف نحو ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ أي فانظر ثم تولّ عنهم ونحو ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى
أي تدلّى فدنى لأنّه بالتدلّي مال إلى الدنو، أو قلب تشبيه وسيأتي في نوع التشبيه انتهى. ومنها نوع من السرقة الغير الظاهرة وقد سبق. ومنها كون الكلام بحيث إذا قلبته وابتدأت من حرفه الأخير إلى الحرف الأول كان الحاصل بعينه هو هذا الكلام ويسمّى أيضا بالعكس والمقلوب المستوي، وما لا يستحيل بالانعكاس كما سبق وعليه اصطلاح أهل البديع، والمعتبر الحروف المكتوبة، فالمشدّد في حكم المخفّف، وهو قد يكون في النظم وقد يكون في النثر. أما في النظم فقد يكون بحيث يكون كلّ من المصراعين قلبا للآخر كقوله:
أرانا الإله هلالا أنارا وقد يكون كذلك بل يكون مجموع البيت قلبا لمجموعه كقول القاضي:
مودّته تدوم لكلّ هول وهل كلّ مودّته تدوم وأما في النثر فكقوله تعالى: كُلٌّ فِي فَلَكٍ وقوله وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ولا ثالث لهما في القرآن، كذا في المطوّل.

ويقول في جامع الصنائع: المقلوب هو أن تعاد الحروف الملفوظة، ثم من هذا القلب يستنبط لفظ آخر أو نفس التركيب أو تركيب آخر. وقد ذكر الأقدمون بأنّ هذا النوع ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
المقلوب الكلّي والمقلوب الجزئي والمقلوب المستوي. وزاد بعضهم نوعا رابعا فقالوا: مقلوب مجنّح. وهذا من أنواع ردّ العجز على الصدر. وفي هذه الصيغة البديعية توجد تصرّفات لطيفة واستنباطات بديعة وبيان هذا يشتمل عدة أنواع:

القسم الأول شائع وهو نوعان:

أحدهما: أن يؤتى بلفظين بسيطين بحيث لو قلب كلّ منهما لكان عين الثاني. وهذا أيضا ينقسم إلى قسمين: أحدهما ساكت والآخر ناطق. والسّاكت هو: الإتيان بألفاظ تكون عند القلب هي عينها. وليس ثمة قرينة على القلب بحيث يطلع عليها السامع أو الناظر. مثاله في البيت الآتي وترجمته:
اليوم لطف الخواجة عظيم وإنني أنا العبد هذا هو مرادي فالقلب بين مراد ودارم. ولا توجد قرينة تدلّ على ذلك.
والناطق هو أن يكتشف قرينة القلب، وذلك أيضا نوعان: صريح وكناية. ومثال الصريح البيت التالي وترجمته:
أيّها المغرور من أجل ماذا عندك إقبال أنظر الإقبال بصنعة المقلوب (لا بقا) يكون ومثال الكناية البيت التالي وترجمته:
أنا (العبد) منك أرجو (تحقيق) مرادي وقد قلت طرفة مقلوبة فلفظة (بازگونه) أي مقلوب قرينة على أنّ لفظة مراد ودارم مقلوبتان، ولكن القرينة هنا بطريق الكناية الناطقة، لأنّه لو لم تكن كلمة بازگونه لا تشير إلى المقلوب لصار الكلام قدحا وينتفي بذلك مقصود الشاعر إلّا إذا كان الكلام يحتمل الضدين.

وثمة نوع: يركّبون فيه الألفاظ بحيث لو قلبت فإنّ نفس التركيب يعود تماما وهذا معروف لدى المتقدّمين (كقولهم: دام علا العماد). بينما الشاعر الأمير خسرو الدهلوى اخترع نوعا من القلب بحيث نحصل على بيت شعر عربي من مقلوب شعر فارسي واسم هذا النوع قلب اللسانين. ومثاله: ما معناه:
أنظر الحبيب العطوف المبارك في شهر (مهر) من شهور الخريف لا يلمع الوجه في كلّ زمان والبيت الثاني مقلوب الأول ولا معنى لا والله أعلم:

والقسم الثاني: المستوي: أي أنّه من مقلوب الفارسي نحصل على لفظ هندي.

والقرينة على القلب موجودة ومثاله: وترجمته:

بالأمس قلت:

هذا هو الليل الذي يسمّيه الهنود: ظلاما هذا صحيح وإن يكن هنا لا بدّ من القلب فلفظة بازگونه قرينة على أنّ مقصود الشاعر هو مقلوب تار يعني رات. أمّا مقلوب البعض فهو عبارة عن قلب بعض حروف الكلمة مثل عورت وروعت ولا لطافة فيها، انتهى.

ويورد في مجمع الصنائع: المقلوب المجنّح هو أن يقع لفظان في بيت أو بيتين أو مصراع في الأول والآخر ويكون كلّ منهما مقلوب الآخر، ومثاله في المصراع التالي وترجمته، كنز الدولة يعطي خبر الحرب. (گنج- جنگ). والمقلوب الموصل هو قسم من المقلوب المستوي. وهو أنّه عند ما يعيدون البيت فيحصل نفس البيت.

وأمّا الجزئي: فهو وصل حروف مصراع بمصراع آخر. مثاله البيت التالي وترجمته:
يا سكرية الفم، أنت جالبة للغم؟ تأخّري وتجرّعي خمر (مغانه) وما يتعلّق بهذا مرّ في لفظ الجناس. ومنها ما هو مصطلح الأصوليين وأهل النّظر وهو قسم من المعارضة التي فيها مناقضة كما يستفاد من التوضيح. والمفهوم من كلام فخر الإسلام وأتباعه أنّه مرادف لها. وفي نور الأنوار شرح المنار المعارضة التي فيها المناقضة هي القلب في اصطلاح الأصول والمناظرة معا وهو نوعان: قلب العلّة حكما والحكم علّة وقلب الوصف شاهدا على الخصم بعد أن كان شاهدا للخصم، وهذا هو الذي يسمّيه أهل المناظرة بالمعارضة بالقلب، وجعل من القلب العكس وسمّاه قلب التسوية وقلب الاستواء.
ومنها ما هو مصطلح المحدّثين وهو قلب إسناد حديث بإسناد حديث آخر إمّا بكلّه أو بعضه أو قلب متن حديث بمتن حديث آخر، والاول هو الأكثر. فمن الأول ما يكون اسم أحد الراويين اسم أبي الآخر مع كونهما من طبقة واحدة فيجعل الراوي سهوا ما هو لأحدهما للآخر، كمرّة بن كعب وكعب بن مرة لأنّ اسم أحدهما اسم أب الآخر، وللخطيب فيه كتاب مضخّم سمّاه رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب. ومنه أن يكون الحديث مشهورا براو فيجعل مكانه راو آخر في طبقته ليصير بذلك غريبا ليرغب فيه، كحديث مشهور لسالم فجعل مكانه نافع. ومنه قلب سند تام لمتن آخر يروى بسند آخر لقصد امتحان حفظ المحدّث، كقلب أهل بغداد على البخاري رحمه الله تعالى مائة حديث امتحانا فردّها على وجوهها. وأمّا الثاني وهو مقلوب المتن فقد جعله بعض المتأخّرين نوعا مستقلا سمّاه المنقلب وعرّفه بأنّه الذي ينقلب بعض لفظه على الراوي فيتغيّر معناه، كحديث أبي هريرة عند مسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظلّ عرشه، ففيه (ورجل تصدّق بصدقة أخفاها حتى لا يعلم يمينه ما ينفق شماله) فهذا مما انقلب على أخذ الرواة وإنّما هو حتى لا يعلم شماله ما ينفق يمينه كما في الصحيحين. اعلم أنّ قيد السهو معتبر في المقلوب فلو وقع الإبدال عمدا لمصلحة فشرطه أن لا يستمرّ عليه بل ينتهي بانتهاء الحاجة، أو لا لمصلحة بل للإغراب فهو كالموضوع. ولو وقع بتوهّم الراوي فهو من المعلّل، ولو وقع غلطا فهو من المقلوب. ولذا جعل البعض القلب لقصد الامتحان من أقسام الإبدال، هكذا يستفاد من شرح النخبة وشرحه والإرشاد الساري.
القلب:
* جعل حرف مكان آخر.
* يطلق القلب على بعض أحكام تسهيل الهمزة.

مسرابا

مسرابا:
في تاريخ دمشق: أحمد بن ضياء، ويقال أحمد ابن زياد بن ضياء بن خلاج بن كثير أبو الحسن النخلي المسرابي من قرية مسرابا، روى عن أبي الجماهر وعبد الله بن سليمان البعلبكي العبدي وسليمان بن حجاج الكسائي، روى عنه أبو الطيب بن الحوراني وأبو عمر ابن فضالة وأبو علي بن آدم الفزاري.

وَسَّ 

(وَسَّ) الْوَاوُ وَالسِّينُ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى صَوْتٍ غَيْرِ رَفِيعٍ. يُقَالُ لِصَوْتِ الْحَلْيِ: وَسْوَاسٌ. وَهَمْسُ الصَّائِدِ وَسْوَاسٌ. وَإِغْوَاءُ الشَّيْطَانِ ابْنَ آدَمَ وَسْوَاسٌ. قَالَ فِي الصَّائِدِ:

[فَبَاتَ] يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ وَيُسْهِرُهُ ... تَذَاؤُبُ الرِّيحِ وَالْوَسْوَاسُ وَالْهِضَبُ

المَقْدِسُ

المَقْدِسُ:
في اللغة المنزه، قال المفسرون في قوله تعالى:
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ 2: 30، قال الزّجاج: معنى نقدس لك أي نطهّر أنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي نطهّره، قال: ومن هذا قيل للسطل القدس لأنه يتقدّس منه أي يتطهّر، قال:
ومن هذا بيت المقدس، كذا ضبطه بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتخفيف الدال وكسرها، أي البيت المقدّس المطهّر الذي يتطهر به من الذنوب، قال مروان:
قل للفرزدق، والسفاهة كاسمها: ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
ودع المدينة إنها محذورة، ... والحق بمكة أو بيت المقدس
وقال قتادة: المراد بأرض المقدس أي المبارك، وإليه ذهب ابن الأعرابي، ومنه قيل للراهب مقدّس، ومنه قول امرئ القيس:
فأدركنه يأخذن بالساق والنّسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدّس
وصبيان النصارى يتبرّكون به وبمسح مسحه الذي هو لابسه وأخذ خيوطه منه حتى يتمزق عنه ثوبه، وفضائل بيت المقدس كثيرة ولا بدّ من ذكر شيء منها حتى يستحسنه المطّلع عليه، قال مقاتل بن سليمان قوله تعالى: وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ، 21: 71 قال: هي بيت المقدس، وقوله تعالى لبني إسرائيل: وواعدناكم جانب الطور الأيمن، يعني بيت المقدس، وقوله تعالى: وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين، قال:
البيت المقدس، وقال تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى 17: 1، هو بيت المقدس، وقوله تعالى: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، البيت المقدس، وفي الخبر: من صلى في بيت المقدس فكأنما صلى في السماء، ورفع الله عيسى بن مريم إلى السماء من بيت المقدس وفيه مهبطه إذا هبط وتزفّ الكعبة بجميع حجّاجها إلى البيت المقدس يقال لها مرحبا بالزائر والمزور، وتزف جميع مساجد الأرض إلى البيت المقدس، أول شيء حسر عنه بعد الطوفان صخرة بيت المقدس وفيه ينفخ في الصور يوم القيامة وعلى صخرته ينادي المنادي يوم القيامة، وقد قال الله تعالى لسليمان بن داود، عليهما السلام، حين فرغ من بناء البيت المقدس:
سلني أعطك، قال: يا رب أسألك أن تغفر لي ذنبي، قال: لك ذلك، قال: يا رب وأسألك أن تغفر لمن جاء هذا البيت يريد الصلاة فيه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولد، قال: لك ذلك، قال: وأسألك من جاء فقيرا أن تغنيه، قال: لك ذلك، قال:
وأسألك من جاء سقيما أن تشفيه، قال: ولك ذلك، وعن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام ومسجد البيت المقدس، وإن الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره، وأقرب بقعة في الأرض من السماء البيت المقدس ويمنع الدّجال من دخولها ويهلك يأجوج ومأجوج دونها، وأوصى آدم، عليه السّلام، أن يدفن بها وكذلك إسحاق وإبراهيم، وحمل يعقوب من أرض مصر حتى دفن بها، وأوصى يوسف، عليه السّلام، حين مات بأرض مصر أن يحمل إليها، وهاجر إبراهيم من كوثى إليها، وإليها المحشر ومنها المنشر، وتاب الله على داود بها، وصدّق إبراهيم الرؤيا بها، وكلّم عيسى الناس في المهد بها، وتقاد الجنة يوم القيامة إليها ومنها يتفرّق الناس إلى الجنة أو إلى النار، وروي عن كعب أن جميع الأنبياء، عليهم السلام، زاروا بيت المقدس تعظيما له، وروي عن كعب أنه قال: لا تسمّوا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه فإن إيلياء امرأة بنت المدينة، وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: فلما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله حكما يوافق حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك، وعن ابن عباس قال: البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبيّ أو أقام فيه ملك، وعن أبي ذر قال: قلت لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: أيّ مسجد وضع على وجه الأرض أوّلا؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أيّ؟ قال: البيت المقدس وبينهما أربعون سنة، وروي عن أبيّ بن كعب قال: أوحى الله تعالى إلى داود ابن لي بيتا، قال: يا رب وأين من الأرض؟ قال: حيث ترى الملك شاهرا سيفه، فرأى داود ملكا على الصخرة واقفا وبيده سيف، وعن الفضيل بن عياض قال: لمّا صرفت القبلة نحو الكعبة قالت الصخرة: إلهي لم أزل قبلة لعبادك حتى إذا بعثت خير خلقك صرفت قبلتهم عني! قال: ابشري فإني واضع عليك عرشي وحاشر إليك خلقي وقاض عليك أمري وناشر منك عبادي، وقال كعب: من زار البيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة، ومن صلى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا، ومن تصدّق فيه بدرهم كان فداءه من النار، ومن صام فيه يوما واحدا كتبت له براءته من النار، وقال كعب: معقل المؤمنين أيام الدجال البيت المقدس يحاصرهم فيه حتى يأكلوا أوتار قسيّهم من الجوع، فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من الصخرة فيقولون هذا صوت رجل شعبان، ينظرون فإذا عيسى بن مريم، عليه السّلام، فإذا رآه الدجال هرب منه فيتلقاه بباب لدّ فيقتله، وقال أبو مالك القرظي في كتاب اليهود الذي لم يغيّر: إن الله تعالى خلق الأرض فنظر إليها وقال: أنا واطئ على بقعتك، فشمخت الجبال وتواضعت الصخرة فشكر الله لها وقال: هذا مقامي وموضع ميزاني وجنتي وناري ومحشر خلقي وأنا ديّان يوم الدين، وعن وهب بن منبّه قال: أمر إسحاق ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح من بنات خاله لابان ابن تاهر بن أزر وكان مسكنه فلسطين فتوجه إليها يعقوب، وأدركه في بعض الطريق الليل فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرى النائم كأن سلّما منصوبا إلى باب السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتعرج فيه وأوحى الله إليه: إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد ورّثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوّة ثم أنا معك حتى تدرك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه أنت وذريتك، فيقال إنه بيت المقدس، فبناه داود وابنه سليمان ثم أخربته الجبابرة بعد ذلك فاجتاز به شعيا، وقيل عزير، عليهما السلام، فرآه خرابا، فقال: أنّي يحيى هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام ثم بعثه، كما قص، عزّ وجل، في كتابه الكريم، ثم بناه ملك من ملوك فارس يقال له كوشك، وكان قد اتخذ سليمان في بيت المقدس أشياء عجيبة، منها القبّة التي فيها السلسلة المعلقة ينالها صاحب الحق ولا ينالها المبطل حتى اضمحلت بحيلة غير معروفة، وكان من عجائب بنائه أنه بنى بيتا وأحكمه وصقله فإذا دخله الفاجر والورع تبيّن الفاجر من الورع لأن
الورع كان يظهر خياله في الحائط أبيض والفاجر يظهر خياله أسود، وكان أيضا مما اتخذ من الأعاجيب أن ينصب في زاوية من زواياه عصا آبنوس فكان من مسها من أولاد الأنبياء لم تضرّه ومن مسها من غيرهم أحرقت يده، وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارئ، والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلّها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة البتة وزروعها على الجبال وأطرافها بالفؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك، وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة، وأما الأقصى فهو في طرفها الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود، عليه السّلام، وهو طويل عريض وطوله أكثر من عرضه، وفي نحو القبلة المصلى الذي يخطب فيه للجمعة وهو على غاية الحسن والإحكام مبنيّ على الأعمدة الرخام الملونة والفسيفساء التي ليس في الدنيا أحسن منها لا جامع دمشق ولا غيره، وفي وسط صحن هذا الموضع مصطبة عظيمة في ارتفاع نحو خمسة أذرع كبيرة يصعد إليها الناس من عدة مواضع بدرج، وفي وسط هذه المصطبة قبة عظيمة على أعمدة رخام مسقفة برصاص منمّقة من برّا وداخل بالفسيفساء مطبقة بالرخام الملون قائم ومسطح، وفي وسط هذا الرخام قبة أخرى وهي قبة الصخرة التي تزار وعلى طرفها أثر قدم النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وتحتها مغارة ينزل إليها بعدّة درج مبلّطة بالرخام قائم ونائم يصلّى فيها وتزار، ولهذه القبة أربعة أبواب، وفي شرقيها برأسها قبة أخرى على أعمدة مكشوفة حسنة مليحة يقولون إنها قبة السلسلة، وقبة المعراج أيضا على حائط المصطبة وقبة النبي داود، عليه السّلام، كل ذلك على أعمدة مطبق أعلاها بالرصاص، وفيها مغاور كثيرة ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به، ويشرب أهل المدينة من ماء المطر، ليس فيها دار إلا وفيها صهريج لكنها مياه رديّة أكثرها يجتمع من الدروب وإن كانت دروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدّنس الكثير، وبها ثلاث برك عظام: بركة بني إسرائيل وبركة سليمان، عليه السّلام، وبركة عياض عليها حمّاماتهم، وعين سلوان في ظاهر المدينة في وادي جهنم مليحة الماء وكان بنو أيوب قد أحكموا سورها ثم خرّبوه على ما نحكيه بعد، وفي المثل:
قتل أرضا عالمها وقتلت أرض جاهلها، هذا قول أبي عبد الله محمد بن أحمد بن البنّاء البشّاري المقدسي له كتاب في أخبار بلدان الإسلام وقد وصف بيت المقدس فأحسن فالأولى أن نذكر قوله لأنه أعرف ببلده وإن كان قد تغير بعده بعض معالمها، قال: هي متوسطة الحرّ والبرد قلّ ما يقع فيها ثلج، قال:
وسألني القاضي أبو القاسم عن الهواء بها فقلت: سجسج لا حرّ ولا برد، فقال: هذه صفة الجنّة، قلت:
بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه ولا أنفس منه ولا أعفّ من أهلها ولا أطيب من العيش بها ولا أنظف من أسواقها ولا أكبر من مسجدها ولا أكثر من مشاهدها، وكنت يوما في مجلس القاضي المختار أبي يحيى بهرام بالبصرة فجرى ذكر مصر إلى أن سئلت: أيّ بلد أجلّ؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أطيب؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أفضل؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أحسن؟ قلت:
بلدنا، قيل: فأيهما أكثر خيرات؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أكبر؟ قلت: بلدنا، فتعجب أهل المجلس من ذلك وقيل: أنت رجل محصّل وقد ادّعيت ما لا يقبل منك وما مثك إلا كصاحب
الناقة مع الحجاج، قلت: أما قولي أجلّ فلأنها بلدة جمعت الدنيا والآخرة فمن كان من أبناء الدنيا وأراد الآخرة وجد سوقها، ومن كان من أبناء الآخرة فدعته نفسه إلى نعمة الدنيا وجدها، وأما طيب هوائها فإنه لا سمّ لبردها ولا أذى لحرها، وأما الحسن فلا يرى أحسن من بنيانها ولا أنظف منها ولا أنزه من مسجدها، وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبل والأشياء المتضادّة كالأترجّ واللوز والرطب والجوز والتين والموز، وأما الفضل فهي عرصة القيامة ومنها النشر وإليها الحشر وإنما فضلت مكة بالكعبة والمدينة بالنبي، صلّى الله عليه وسلّم، ويوم القيامة تزفّان إليها فتحوي الفضل كله، وأما الكبر فالخلائق كلهم يحشرون إليها فأي أرض أوسع منها؟ فاستحسنوا ذلك وأقرّوا به، قال: إلا أن لها عيوبا، يقال إن في التوراة مكتوبا بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب، ثم لا ترى أقذر من حماماتها ولا أثقل مؤنة وهي مع ذلك قليلة العلماء كثيرة النصارى وفيهم جفاء وعلى الرحبة والفنادق ضرائب ثقال وعلى ما يباع فيها رجّالة وعلى الأبواب أعوان فلا يمكن أحدا أن يبيع شيئا مما يرتفق به الناس إلا بها مع قلة يسار، وليس للمظلوم أنصار، فالمستور مهموم والغني محسود والفقيه مهجور والأديب غير مشهور، ولا مجلس نظر ولا تدريس، قد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المجلس من الناس والمسجد من الجماعات، وهي أصغر من مكة وأكبر من المدينة عليها حصن بعضه على جبل وعلى بقيته خندق، ولها ثمانية أبواب حديد:
باب صهيون وباب النية وباب البلاط وباب جب ارميا وباب سلوان وباب أريحا وباب العمود وباب محراب داود، عليه السّلام، والماء بها واسع، وقيل: ليس ببيت المقدس أكثر من الماء والأذان قلّ أن يكون بها دار ليس بها صهريج أو صهريجان أو ثلاثة على قدر كبرها وصغرها، وبها ثلاث برك عظام: بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض عليها حمّاماتهم لها دواع من الأزقة، وفي المسجد عشرون جبّا مشجّرة قلّ أن تكون حارة ليس بها جبّ مسيل غير أن مياها من الأزقة وقد عمد إلى واد فجعل بركتين تجتمع إليهما السيول في الشتاء وقد شقّ منهما قناه إلى البلد تدخل وقت الربيع فتدخل صهاريج الجامع وغيرها، وأما المسجد الأقصى فهو على قرنة البلد الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود، طول الحجر عشرة أذرع وأقلّ منقوشة موجّهة مؤلفة صلبة وقد بنى عليه عبد الملك بحجارة صغار حسان وشرّفوه وكان أحسن من جامع دمشق لكن جاءت زلزلة في أيام بني العباس فطرحته إلّا ما حول المحراب، فلما بلغ الخليفة خبره أراد رده مثلما كان فقيل له:
تعيا ولا تقدر على ذلك، فكتب إلى أمراء الأطراف والقوّاد يأمرهم أن يبني كل واحد منهم رواقا، فبنوه أوثق وأغلظ صناعة مما كان، وبقيت تلك القطعة شامة فيه وهي إلى حذاء الأعمدة الرخام، وما كان من الأساطين المشيدة فهو محدث، وللمغطى ستة وعشرون بابا: باب يقابل المحراب يسمّى باب النحاس الأعظم مصفح بالصفر المذهّب لا يفتح مصراعه إلا رجل شديد القوّة عن يمينه سبعة أبواب كبار في وسطها باب مصفح مذهب وعلى اليسار مثلها وفي نحو المشرق أحد عشر بابا سواذج وخمسة عشر رواقا على أعمدة رخام أحدثها عبد الله بن طاهر، وعلى الصحن من الميمنة أروقة على أعمدة رخام وأساطين، وعلى المؤخر أروقة ازاج من الحجارة، وعلى وسط المغطى جمل عظيم خلف قبة حسنة، والسقوف كلها إلّا المؤخر ملبسة بشقاق الرصاص والمؤخر مرصوف بالفسيفساء الكبار والصحن كله مبلط، وفي وسط الرواق دكة مربعة مثل مسجد يثرب يصعد إليها من أربع جهاتها بمراق واسعة، وفي الدكة أربع قباب:
قبة السلسلة وقبة المعراج وقبة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وهذه الثلاث الصغار ملبسة بالرصاص على أعمدة رخام مكشوفة، وفي وسط الدكة قبة الصخرة على بيت مثمن بأربعة أبواب كل باب يقابل مرقاة من مراقي الدكة، وهي: الباب القبليّ وباب إسرافيل وباب الصور وباب النساء، وهو الذي يفتح إلى المغرب، جميعها مذهبة في وجه كل واحد باب مليح من خشب التّنّوب، وكانت قد أمرت بعملها أمّ المقتدر بالله، وعلى كل باب صفّة مرخمة والتنّوبيّة مطبّقة على الصفرية من خارج، وعلى أبواب الصفّات أبواب أيضا سواذج داخل البيت ثلاثة أروقة دائرة على أعمدة معجونة أجلّ من الرخام وأحسن لا نظير لها قد عقدت عليه أروقة لاطئة داخلة في رواق آخر مستدير على الصخرة على أعمدة معجونة بقناطر مدورة فوق هذه منطقة متعالية في الهواء فيها طاقات كبار والقبة فوق المنطقة طولها غير القاعدة الكبرى مع السّفّود في الهواء مائة ذراع ترى من البعد فوقها سفود حسن طوله قامة وبسطة، والقبة على عظمها ملبسة بالصفر المذهب وأرض البيت مع حيطانه، والمنطقة من داخل وخارج على صفة جامع دمشق، والقبة ثلاث سافات: الأولى مروّقة على الألواح، والثانية من أعمدة الحديد قد شبكت لئلا تميلها الرياح، ثم الثالثة من خشب عليها الصفائح وفي وسطها طريق إلى عند السفود يصعد منها الصّنّاع لتفقدها ورمّها فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة وتلألأت المنطقة ورؤيت شيئا عجيبا، وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت أن في الشرك مثل هذه القبة، ويدخل المسجد من ثلاثة عشر موضعا بعشرين بابا، منها:
باب الحطّة وباب النبي، عليه الصلاة والسلام، وباب محراب مريم وباب الرحمة وباب بركة بني إسرائيل وباب الأسباط وباب الهاشميين وباب الوليد وباب إبراهيم، عليه السلام، وباب أمّ خالد وباب داود، عليه السّلام، وفيه من المشاهد محراب مريم وزكرياء ويعقوب والخضر ومقام النبي، صلى الله عليه وسلم، وجبرائيل وموضع المنهل والنور والكعبة والصراط متفرقة فيه وليس على الميسرة أروقة، والمغطى لا يتصل بالحائط الشرقي وإنما ترك هذا البعض لسبين أحدهما قول عمر: واتخذوا في غربي هذا المسجد مصلّى للمسلمين، فتركت هذه القطعة لئلا يخالف، والآخر لو مدّ المغطى إلى الزاوية لم تقع الصخرة حذاء المحراب فكرهوا ذلك، والله أعلم، وطول المسجد ألف ذراع بالذراع الهاشمي، وعرضه سبعمائة ذراع، وفي سقوفه من الخشب أربعة آلاف خشبة وسبعمائة عمود رخام، وعلى السقوف خمسة وأربعون ألف شقة رصاص، وحجم الصخرة ثلاثة وثلاثون ذراعا في سبعة وعشرين، وتحت الصخرة مغارة تزار ويصلّى فيها تسع مائة وستين نفسا، وكانت وظيفته كل شهر مائة دينار، وفي كل سنة ثمانمائة ألف ذراع حصرا، وخدّامه مماليك له أقامهم عبد الملك من خمس الأسارى ولذلك يسمّون الأخماس لا يخدمه غيرهم ولهم نوب يحفظونها، وقال المنجمون:
المقدس طوله ست وخمسون درجة، وعرضه ثلاث وثلاثون درجة، في الإقليم الثالث، وأما فتحها في أول الإسلام إلى يومنا هذا فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنفذ عمرو بن العاص إلى فلسطين ثم نزل البيت المقدس فامتنع عليه فقدم أبو عبيدة بن الجرّاح
بعد أن افتتح قنّسرين وذلك في سنة 16 للهجرة فطلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون المتولّي للعقد لهم عمر بن الخطاب، فكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر فقدم عمر ونزل الجابية من دمشق ثم صار إلى بيت المقدس فأنفذ صلحهم وكتب لهم به كتابا وكان ذلك في سنة 17، ولم تزل على ذلك بيد المسلمين، والنصارى من الروم والأفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة وليس لهم في الأرض أجلّ منها، حتى انتهت إلى أن ملكها سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازي جدّ هؤلاء الذين بدياربكر صاحب ماردين وآمد، والخطبة فيها تقام لبني العباس، فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشا لا طاقة لهم به، وبلغ سكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال وانصرفوا نحو العراق، وقيل: بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق، وذلك في سنة 491، واتّفق أن الأفرنج في هذه الأيام خرجوا من وراء البحر إلى الساحل فملكوا جميع الساحل أو أكثره وامتدوا حتى نزلوا على البيت المقدّس فأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها من شماليها من ناحية باب الأسباط عنوة في اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة 492 ووضعوا السيف في المسلمين أسبوعا والتجأ الناس إلى الجامع الأقصى فقتلوا فيه ما يزيد على سبعين ألفا من المسلمين وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضّة كل واحد وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم فضّة وتنّور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي وأموالا لا تحصى، وجعلوا الصخرة والمسجد الأقصى مأوى لخنازيرهم، ولم يزل في أيديهم حتى استنقذه منهم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 583 بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الأفرنج وهي الآن في يد بني أيوب، والمستولي عليهم الآن منهم الملك المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب، وكانوا قد أحكموا سوره وعمّروه وجوّدوه، فلما خرج الأفرنج في سنة 616 وتملّكوا دمياط استظهر الملك المعظم بخراب سوره وقال: نحن لا نمنع البلدان بالأسوار إنما نمنعها بالسيوف والأساورة، وهذا كاف في خبرها وليس كلّ ما أجده أكتبه ولو فعلت ذلك لم يتسع لي زماني، وفي المسجد أماكن كثيرة وأوصاف عجيبة لا تتصوّر إلا بالمشاهدة عيانا، ومن أعظم محاسنه أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها، ولذا قيل إن الله نظر إليه بعين الجمال ونظر إلى المسجد الحرام بعين الجلال:
أهيم بقاع القدس ما هبّت الصّبا، ... فتلك رباع الأنس في زمن الصّبا
وما زلت في شوقي إليها مواصلا ... سلامي على تلك المعاهد والرّبى
والحمد لله الذي وفّقني لزيارته، وينسب إلى بيت المقدس جماعة من العبّاد الصالحين والفقهاء، منهم:
نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد أصله من طرابلس وسكن بيت المقدس ودرّس بها وكان قد سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار وأبي الحسن محمد بن عوف وابن سعدان وابن شكران وأبي القاسم وابن الطبري، وسمع بآمد هبة الله بن سليمان وسليم بن أيوب بصور وعليه تفقّه وعلى محمد بن البيان الكازروني، وروى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم
الدهستاني وأبو القاسم النسيب وأبو الفتح نصر الله اللاذقي وأبو محمد بن طاووس وجماعة، وكان قدم دمشق في سنة 71 في نصف صفر ثم خرج إلى صور وأقام بها نحو عشر سنين ثم قدم دمشق سنة 80 فأقام بها يحدث ويدرّس إلى أن مات، وكان فقيها فاضلا زاهدا عابدا ورعا أقام بدمشق ولم يقبل لأحد من أهلها صلة، وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض كانت له بنابلس وكان يخبز له منها كل يوم قرص في جانب الكانون، وكان متقلّلا متزهدا عجيب الأمر في ذلك، وكان يقول: درست على الفقيه سليم من سنة 37 إلى سنة 40 ما فاتني فيها درس ولا إعادة ولا وجعت إلا يوما واحدا وعوفيت، وسئل كم في ضمن التعليقة التي صنّفها من جزء، فقال:
نحو ثلاثمائة جزء وما كتبت منها حرفا وأنا على غير وضوء، أو كما قال، وزاره تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان يوما فلم يقم إليه وسأله عن أحلّ الأموال السلطانية فقال: أموال الجزية، فخرج من عنده وأرسل إليه بمبلغ من المال وقال له: هذا من مال الجزية، ففرّقه على الأصحاب ولم يقبله وقال: لا حاجة لنا إليه، فلما ذهب الرسول لامه الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد وقال له: قد علمت حاجتنا إليه فلو كنت قبلته وفرّقته فينا، فقال: لا تجزع من فوته فلسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرّس فيه، وذكر بعض أهل العلم قال: صحبت أبا المعالي الجويني بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة الجويني، ثم قدمت الشام فرأيت الفقيه أبا الفتح فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا، وتوفي الشيخ أبو الفتح يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة 490 بدمشق ودفن بباب الصغير، ولم تر جنازة أوفر خلقا من جنازته، رحمة الله عليه، ومحمد بن طاهر بن علي بن أحمد أبو الفضل المقدسي الحافظ ويعرف بابن القيسراني، طاف في طلب الحديث وسمع بالشام وبمصر والعراق وخراسان والجبل وفارس، وسمع بمصر من الجبّاني وأبي الحسن الخلعي، قال: وسمعت أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أحفظ من رائيّة محمد ابن طاهر ما هو هذا:
إلى كم أمنّي النفس بالقرب واللّقا ... بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر؟
وحتّام لا أحظى بوصل أحبّتي ... وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر؟
فلو كان قلبي من حديد أذابه ... فراقكم أو كان من صالب الصخر
ولمّا رأيت البين يزداد والنّوى ... تمثّلت بيتا قيل في سالف الدهر:
متى يستريح القلب، والقلب متعب، ... ببين على بين وهجر على هجر؟
قال الحافظ: سمعت أبا العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني الحافظ ببغداد يذكر أن أبا الفضل ابتلي بهوى امرأة من أهل الرستاق كانت تسكن قرية على ستة فراسخ فكان يذهب كل ليلة فيرقبها فيراها تغزل في ضوء السراج ثم يرجع إلى همذان فكان يمشي كل يوم وليلة اثني عشر فرسخا، ومات ابن طاهر ودفن عند القبر الذي على جبلها يقال له قبر رابعة العدوية وليس هو بقبرها إنما قبرها بالبصرة وأما القبر الذي هناك فهو قبر رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري الكاتب وقد اشتبه على الناس.

صفو

صفو


صَفَا(n. ac.
صَغْو [ ])
a. [Ila], Inclined, leant, bent towards.
b. Was low, near setting (sun).
صفو: {صفوان}: حجر. {الصفا}: جبل بمكة. {اصطفى}: اختار. 
(ص ف و) : (الصَّفِيُّ) مَا يَصْطَفِيهِ الرَّئِيسُ مِنْ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ مِنْ فَرَسٍ أَوْ سَيْفٍ أَوْ جَارِيَةٍ وَالْجَمْعُ صَفَايَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثُ صَفَايَا بَنُو النَّضِيرِ وَفَدَكُ وَخَيْبَرُ» قَالَ ابْنُ عَنَمَةَ الضَّبِّيُّ
لَك الْمِرْبَاعُ مِنْهَا وَالصَّفَايَا ... وَحُكْمُكَ وَالنَّشِيطَةُ وَالْفُضُولُ
فَالْمِرْبَاعُ الرُّبُعُ وَالنَّشِيطَة مَا يَنَالُ الْجَيْشُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَى بَيْضَةِ الْعَدُوِّ وَالْفُضُولُ مَا فَضُلَ مِنْهَا بَعْدَ الْقِسْمَةِ وَكَانَتْ كُلُّهَا لِلرَّئِيسِ فَنَسَخَهَا الْإِسْلَامُ إلَّا الصَّفِيَّ فَإِنَّهُ بَقِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - خَاصَّةً وَيُقَالُ أَصْفَى دَارَ فُلَانٍ إذَا غَصَبَهَا وَهُوَ مِنْ الصَّفْوِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ وَإِذَا أَصْفَى أَمِيرُ خُرَاسَانَ شِرْبَ رَجُلٍ أَوْ أَرْضَهُ وَأَقْطَعَهَا رَجُلًا لَمْ يَجُزْ وَتَمَامُهَا فِي الْمُعْرِبِ.
صفو
الصفْوُ: نَقِيْضُ الكَدَرِ.
وصَفْوَة كُل شَيْءٍ: خالِصُه، وكذلك صَفْوُه. والصفَاءُ والصفَاوَةُ: مُصَافاةُ المَوَدةِ. ومَصْدَرُ الشيْءِ الصّافي.
واسْتَصْفَيْتُ صَفْوَه: أي أخَذْته.
وصَفِي الانسانِ؛ الذي يُصَافِيه المَوَدة.
وصَفّى فلانٌ عَرَمَتَه: أي ذَرّاها في الريْح. ونَخْلَةٌ صفِيةٌ: كثيرةُ الحَمْلِ، والجَميعُ الصَّفَايا. وناقَةٌ صَفِية: أي غَزِيْرَةٌ. وأصْفَتْ تُصْفي إصْفَاءً: صارَتْ صَفِيّاً.
والصفَا: الحَجَرُ الأمْلَسُ الصُّلْبُ. وصَفَاةٌ صَفْوَاء وصَفْوَان، الواحِدَةُ صَفْوَانَة: وهي الحِجَارَةُ لا تُنْبِتُ شَيْئاً.
والصافي: سَمَكَةٌ تَجتَر، والجَميعُ الصَّوَافي. وأصْفَتِ الدجَاجَةُ: انْقَطَعَ بَيْضُها. وأصْفى الشاعِرُ: أجْبَلَ.
وما أصْفَيْتُ لكَ إنَاءً: أي ما أخَذْتُ منك شَيْئاً. وأصْفَيْتُ فلاناً بشَيْءٍ دُوْنَ حَقَه: أرْضَيْتَه به. ويُقال لأوَّلِ يَوْم من أيّامِ البَرْدِ: صُفَي؛ والثاني: صَفْوَانُ - مَعْرِفَةٌ لا تَنْصَرِفُ -، وذلك لصَفَاءًِ الهَوَاءِ فيه من الغَيْمِ.
ص ف و

ماء صاف، وقد صفا صفواً وصفاء: وصفيت الشراب بالمصفاة. وأخذ صفو الماء وصفوه وصفوته وصفوته، وقيل: صفوه بالفتح لا غير. وأصفت الدجاجة: انقطع بيضها. وأصلب من الصفا والصفوان والصفواء وكأنه صفاة وصفوانة. وناقة ونخلة صفي: كثيرة اللبن والحمل، وهن صفايا.


ومن المجاز: أصفيته المودة. وأصفيته بالبر: آثرته واختصصته " أفأصفاكم ربكم بالبنين " وأصفى عياله بشيء يسير: أرضاهم به. وصادف الصياد خفقاً فأصفى أولاده بالغبيراء. قال الطرماح:

أو يصادف خفقاً يصفهمبعتيق الخشل دون الطعام واصطفاه، وأخذ الرئيس صفيّه من المغنم: ما اصطفاه منه.

لك المرباع منها والصفايا

وهو صفيّي من بين إخواني. وهم أصفيائي. وصافيته، وهما خليلان متصافيان. وصفّى عزمته: ذراها. وأصفى الأمير دار فلان. ويقال: ما أصفيت لك إناء. واستصفى ماله. وهذه صوافي الإمام وهي ما يستصفيه من قرى من استعصى عليه. وأصفى الشاعر: انقطع شعره. وتقول: أنا شاكرك الذي يصفي، وشاعرك الذي لا يصفي. وقلت صفاته. وعن صعصعة بن ناجية: إني والله ما قارعت صفاة أشد عليّ من صفاة بني زرارة.

صفو


صفَا(n. ac. صَفْو
صَفْوَة
صِفْوَةصَفَآء []
صُفُوّ [] )
a. Was pure, clear, limpid; was clear, serene (
sky ); was free from malice (heart).
b. see VIII
صَفَّوَa. Cleared; clarified; filtered, strained; decanted (
wine ).
b. Winnowed (corn).
صَاْفَوَa. Was sincere, open with; had a sincere affection
for.

أَصْفَوَa. see II (a) (b).
c. Left off laying (hen); left off making
verses (poet).
d. [acc. & Bi], Preferred to, liked better than.
e. Had in abundance.
f. Assigned, apportioned to.
g. see X (b)
تَصَاْفَوَa. Were fast friends.
b. Made friends, became reconciled.

إِصْتَفَوَ
(ط)
a. Chose, took, picked out the best of.

إِسْتَصْفَوَa. see VIIIb. Took the whole of.
c. Considered pure, good; deemed sincere.

صَفْوa. Clearness, limpidness, purity, pureness; serenity:
sincerity, sincere affection.
b. Clear, pure, limpid; serene.
c. The best, the choice of.

صَفْوَةa. see 1 (c)b. Familiar friend; favourite.
c. [ coll. ], Ashes.
صِفْوَة
صُفْوَةa. see 1 (c) & 1t
(b).
صَفَاة [] (pl.
صَفًا أَصْفَآء [ 38A ] )
a. صَفَوَات صُِفِيّ Rock, stone; boulder.
مِصْفَاة [] (pl.
مَصَافٍ)
a. Strainer; filter.
b. Colander.

صَافٍa. Limpid, clear, pure; unsullied.

صَفَآء []
صَفَاوَة []
a. see 1 (a)
صَفِيّ [] (pl.
أَصْفِيَآء [] )
a. Pure, clear; unmixed.
b. Sincere.
c. Chosen; elect.
d. see 1t (b)
صَفْوَانَة [] (pl.
صَفْوَاْنُ
صَفَوَاْن)
a. see 4t
مِصْفَايَة []
a. [ coll. ]
see 20t
مُصَغًّى [ N. P.
a. II], Clarified.

تَصْفِيَة [ N.
Ac.
a. II], Clarification. filtration; distillation.
مُصْطَفًى [ N.
P.
a. VIII], Chosen; choice; elect.
b. Mustapha ( proper name ).
ص ف و : صَفْوُ الشَّيْءِ بِالْفَتْحِ خَالِصُهُ وَالصِّفْوَةُ بِالْهَاءِ وَالْكَسْرِ مِثْلُهُ وَحُكِيَ التَّثْلِيثُ وَصَفَا
صُفُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَصَفَاءً إذَا خَلَصَ مِنْ الْكَدَرِ فَهُوَ صَافٍ وَصَفَّيْتُهُ مِنْ الْقَذَى تَصْفِيَةً أَزَلْتُهُ عَنْهُ وَأَصْفَيْتُهُ بِالْأَلِفِ آثَرْتُهُ وَأَصْفَيْتُهُ الْوُدَّ أَخْلَصْتُهُ وَالصَّفِيُّ وَالصَّفِيَّةُ مَا يَصْطَفِيهِ الرَّئِيسُ لِنَفْسِهِ مِنْ الْمَغْنَمِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ أَيْ يَخْتَارُهُ وَجَمْعُ الصَّفِيَّةِ صَفَايَا مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا قَالَ الشَّاعِرُ 
لَك الْمِرْبَاعُ مِنْهَا وَالصَّفَايَا ... وَحُكْمُكَ وَالنَّشِيطَةُ وَالْفُضُولُ
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ الصَّفَايَا جَمْعُ صَفِيٍّ وَهُوَ مَا يَصْطَفِيهِ الرَّئِيسُ لِنَفْسِهِ دُونَ أَصْحَابِهِ مِثْلُ الْفَرَسِ وَمَا لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يُقْسَمَ عَلَى الْجَيْشِ وَالْمِرْبَاعُ رُبْعُ الْغَنِيمَةِ وَالْفُضُولُ بَقَايَا تَبْقَى مِنْ الْغَنِيمَةِ فَلَا تَسْتَقِيمُ قِسْمَتُهُ عَلَى الْجَيْشِ لِقِلَّتِهِ وَكَثْرَةِ الْجَيْشِ وَالنَّشِيطَةُ مَا يَغْنَمُهُ الْقَوْمُ فِي طَرِيقِهِمْ الَّتِي يَمُرُّونَ بِهَا وَذَلِكَ غَيْرُ مَا يَقْصِدُونَهُ بِالْغَزْوِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كَانَ رَئِيسُ الْقَوْمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إذَا غَزَا بِهِمْ فَغَنِمَ أَخَذَ الْمِرْبَاعَ مِنْ الْغَنِيمَةِ وَمِنْ الْأَسْرَى وَمِنْ السَّبْيِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ عَلَى أَصْحَابِهِ فَصَارَ هَذَا الرُّبْعُ خُمُسًا فِي الْإِسْلَامِ قَالَ وَالصَّفِيُّ أَنْ يَصْطَفِيَ لِنَفْسِهِ بَعْدَ الرُّبْعِ شَيْئًا كَالنَّاقَةِ وَالْفَرَسِ وَالسَّيْفِ وَالْجَارِيَةِ وَالصَّفِيُّ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ.

وَقَدْ اصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَيْفَ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ ذُو الْفَقَارِ وَاصْطَفَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَالصَّفَا مَقْصُورٌ الْحِجَارَةُ وَيُقَالُ الْحِجَارَةُ الْمُلْسُ الْوَاحِدَةُ صَفَاةٌ مِثْلَ حَصًى وَحَصَاةٍ وَمِنْهُ الصَّفَا لِمَوْضِعٍ بِمَكَّةَ وَيَجُوزُ التَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ بِاعْتِبَارِ إطْلَاقِ لَفْظِ الْمَكَانِ وَالْبُقْعَةِ عَلَيْهِ.

وَالصَّفْوَانُ يُسْتَعْمَلُ فِي الْجَمْعِ وَالْمُفْرَدِ فَإِذَا اُسْتُعْمِلَ فِي الْجَمْعِ فَهُوَ الْحِجَارَةُ الْمُلْسُ الْوَاحِدَةُ صَفْوَانَةٌ وَإِذَا اُسْتُعْمِلَ فِي الْمُفْرَدِ فَهُوَ الْحَجَرُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَجَمْعُهُ صُفِيٌّ وَصِفِيٌّ. 
الصاد والفاء والواو ص فوالصَّفْوُ نقيضُ الكَدَر صَفَا الشيءُ صَفَاءً وصُفُوّا وصَفْوُه وصَفْوَتُه وصِفْوَتُه وصُفْوَتُه ما صَفا مِنْه وفي الإناءِ صِفْوَةٌ من ماءٍ أو خمرٍ أي قليلٌ وصَفَا الجَوُّ لم تَكُ فيه لُطْخَةُ غَيْمٍ ويَوْمٌ صافٍ وصَفْوانُ لا غَيْمَ فيه ولا كَدَرَ وهو شَدِيدُ البَرْدِ وقولُ أبي فَقْعَسٍ في صِفةِ كلأ خَضِعٌ مَضِعٌ صافٍ رَتِعٌ أراد أنه نَقِيٌّ من الأَغْثاءِ والنَّبْتِ الذي لا خَيْرَ فيه فإذا كان ذلك فهو من هذا الباب وقد يكونُ صافٍ مقلوباً من صَائِفٍ أي أنه نَبْتٌ صَيْفيٌّ فقُلِبَ فإذا كان هذا فليس من هذا الباب إنّما هو من باب ص ي ف واسْتَصْفَى صَفْوَ الشيءِ أخذَه وصَفَا الشيءَ أخضذَ صَفْوَه قال الأسودُ بن يَعْفُرَ (بَهالِيلُ لا تَصْفُو الإِماءُ قُدُورَهُمْ... إذا النَّجْمُ وافَاهُمْ عِشاءً بِشَمْألِ)

وقول كُثَيِّر عزَّةَ

(كأنَّ مغارِزَ الأَنْيابِ منها ... إذا ما الصُّبْحُ نَوَّرَ لاِنفِلاقِ)

(صَلِيتُ غَمامَةٍ بحنَاةِ نَحْلٍ ... صَفَاةِ اللَّوْنِ طَيِّبةِ المّذَاقِ)

قيل في تفسيرِه صَفاةُ اللَّوْنِ صافيةٌ وهو عندي فَعِلَةٌ على النَّسبِ كأنه صَفِيَةٌ قُلِبَ إلى صَفَاةٍ كما قيلَ ناصَاةٌ وباناةٌ واستصْفَى الشيءَ واصْطَفاهُ اختارَه وصافَيْتُ الرَّجُلَ صَدَقْتُه الإِخاءَ وصَفِيُّك الذي يُصافِيك والصَّفِيُّ الخالصُ من كلِّ شيءٍ واصْطَفَاهُ أخذَه صَفِيّا قال أبو ذُؤيبٍ

(عَشِيَّةَ قامَتْ بالفِنَاءِ كأنَّها ... عقِيلةُ نَهْبٍ تُصْطَفَى وتَغُوجُ)

وناقةٌ صَفِيٌّ غزيرةُ اللَّبنِ والجمع صَفايَا قال سيبويه ولا يُجْمَعُ بالألفِ والتَّاء لأنَّ الهاءَ لم تَدْخُل في حَدِّ الإِفرادِ وقد صَفُوَتْ وصَفَتْ ونَخْلةٌ صَفِيٌّ كثيرةُ الحَمْلِ والصَّفَاةُ الحَجَرُ الصَّلْدُ الضَّخْمُ الذي لا يُنْبِتُ شيئاً وجمع الصَّفَاةِ صَفَواتٌ وصَفَاً وجمعُ الجمعِ أصْفَاءٌ وصُفِيٌّ وصِفِيٌّ قال

(كأنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيِّ ... مَواقِعَ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِّ)

كذا أنشدَه مَتْنَيْهِ والصحيحُ مَتْنَيَّ كما أنشده ابنُ دُريدٍ لأنَّ بعده

(مِنْ طُولِ إشْرَافِي عَلَى الطَّوِيِّ ... ) وإنما حكَمْنا بأنَّ أَصْفاءً وصُفِيّا إنّما هو جَمْعُ صَفاً لا جَمْعُ صَفَاةٍ لأنَّ فَعَلَةً لا تُكَسَّر على فُعُول إنَّما ذلك لفَعْلَةٍ كبَدْرَةٍ لفَعْلَةٍ كبَدْرَةٍ وبُدُورٍ وكذلك أصْفَاءٌ جَمْعُ صَفاً لا صَفَاةٍ لأن فَعَلَةً لا تُجْمَعُ على أَفْعال وهو الصَّفْواءُ كالشَّجْراءِ واحدُتها صَفَاةٌ وكذلك الصَّفْوان واحدَتُه صَفْوَانَةٌ وفي التنزيل {كمثل صفوان عليه تراب} البقرة 264 وأصْفَى الحافِرُ بَلَغَ الصَّفا فارْتَدَعَ وأصْفَى الشاعرُ انْقَطَعَ شِعْرُه وأصْفَتِ الدَّجاجةُ انْقطَعَ بَيْضُها والصَّفا اسمُ نَهْرٍ بعَيْنِه قال لَبِيدٌ يَصِفُ نَخلاً

(سُحُقٌ يُمتِّعُها الصَّفَا وَسَرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ بينَهُنَّ كُرومُ)

وصَفِيٌّ اسمُ أبي قَيْسِ بن الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ وصَفْوانُ اسمٌ
صفو: في معجم ألكالا وبوشر: صفى ويقال: صفا (الصديقُ أو الحبيب بمعنى أخلص له الحب. المقري 2: 403) ويقال: صفا له ففي المقري (11: 485) (وانظر إضافات): ثم لم تَصْفُ لي بَعْدُ. أي لم تخلص لي الحب.
صفا. صفا اللون: بهت وصار أقل دكونة (بوشر).
صفا له: خلص له، كان من ملكه. ففي أماري (ص135) (وانظر تعليقات نقدية) في كلامه عن جزيرة صقلية: وقد كانت صَفَتْ للمسلمين ثم صَفَتْ للفرنج.
صفا له: تفرّغ له، تعاطاه، اهتم به. ففي المقري (1: 488): فكان صفوة للعِلْم أكثر منه للعَمَل.
صفا: أنجز، أتم، أكمل (فوك).
صفا: كفّ عن الشرب (ألكالا).
صَفَّى (بالتشديد): رشح، نضح، رَوَّق، نفاه مما يشوبه من الكدر وأمرّه من خلال قطعة نسيج (ألكالا، بوشر). صَفّى: قطّر، صعَّد (ألكالا) وفيه المصدر تصفيه.
صَفّى: مخض، نزع الزبدة من اللبن (ألكالا).
صَفَى: رتّب، نظَّم، فرّق، يقال مثلاً: صَفّى الشعر (ألكالا) وفيه تصفية الشعر.
صَفَّى: أصفى، خلّص من الكدر، نقّى (هلو).
صفَّى: أنجز، أكمل، أتم (فوك).
اللوم المُصَفّى: البخل التام، الشحّ الكامل. (دي سلان، البكري ص62).
صَفّى: اتخذه صَفيّاً أي صديقاً مختاراً (ديوان الهذليين ص203).
أصْفَى. أصفى رئيس الجند: أخذ نصيبه من الغنيمة (معجم البلاذري).
أصفَى: استصفى الأموال، واحتكرها، وصادرها (معجم البلاذري).
أصفى: طلى بالكلس؟ وفي تاريخ البربر (1: 265): وأضفى عليها من الكلس. غير أن في مخطوطة لندن وفي طبعة بولاق: وأضفى عليها بالصاد المهملة.
تصَفَّى: سال، انهمر. فعند أبو الوليد (ص201): يتصفى الغيث من غمامه.
تصفّى المالُ: راج، نفق (بوشر).
تصفَّى دَمُه: فقد كل دمه (ألف ليلة برسل 12: 83).
غير متصفّين من الدين: غير مختصين بالدين. دي سلان تاريخ البربر (1: 53).
تصافَى. والعامة تقول: تصافوا أي توافقوا وارتفع النزاع من بينهم (محيط المحيط) اصطفى. اصطفى رئيس الجند: أخذ حصته من الغنيمة (معجم البلاذري).
اصطفى: استصفى، احتكر، صادر (معجم البلاذري، معجم الطرائف) وفي حيّان (ص29 و): واصطفى الأمير عبد الله في خلافته أيضاً منية نَصْر الخصي.
استصفى: بدل أن يقال استصفى أموال فلان أي صادرها يقال في نفس المعنى استصفى فلاناً (تاريخ البربر 1: 172، 459، 621).
صَفْوَة: بهجة، جذل، بشاشة، سرور. ففي حكاية باسم الحداد: أغلظ الناس طبع من لم يكن في زمان الربيع ذو صفوة.
صَفْوَة: عند العامة رماد (همبرت ص197 محيط المحيط).
صَفْوَة: عند العامة الماء الذي ينقع فيه الرماد (محيط المحيط).
صُفْوة: عند العامة الإناء الذي ينقع فيه الرماد (محيط المحيط).
أولاد فلان ذكور صفوة: عند العامة أي ليس بينهم أنثى (محيط المحيط).
صفية: رماد (بوشر، همبرت ص197).
صَفَوان: تستعمل صفة، ففي حيان - بسام (3: 49) (في مخطوطة ب فقط) صخرة عظيمة الجرم صفوانة الخلق.
صَفَاء: معناه عند المحدثين تسلية، لهو، سرور، ويقولون: عمل صفاء مع أي لها مع فلان (فليشر معجم ص58).
صَفاء: اسم نوع من القلانس تعتمرها الثريات من نساء مصر (وصفت في الجريدة الأسيوية 1856، 1: 75).
صَفَاوَة: صفاء، نقاء، خلوص (بوشر).
صَفِيّ: صافٍ، صفو الشيء وخياره (ألكالا).
صَفِيّ. بستان صَفيّ: نَزِه. ففي حيّان (ص29 ق): قسم أوقات نزهه وفرجه ما بين هاتين المثنْيَتَيْن الصفيَّتين (وقد أدخلت أل التعريف على الكلمة الأخيرة وهي غير موجودة في المخطوطة).
صَفَايا: بعض أراضٍ العراق التي استصفاها الخليفة عمر، وهي أراضٍ مات أصحابها في حرب المسلمين وأراضٍ كانت ملكاً للأجنبي الغاصب وقواده وأسرته وأراضي الأديرة وبيوت النار، وكل أرض يسهل استصلاحها. ((وهذا ما يسمى قطائع العراق فيما يقول قدامة)).
دي سلان الجريدة الأسيوية 1863، 1: 80 - 81) صفايا الملوك في الأندلس هي الثلاثة آلاف إقطاعة التي كان يملكها ويتيزا وتركها المسلمون لأولاده مكافأة لهم (ابن القوطية ص2 و، المقري 1: 162).
صفايا: تطلق على الأشخاص الذين أصبحوا خاضعين للأمير ويؤدون إليه الجزية. (تاريخ البربر 2: 33).
صُفَّية: مِصفاة، راووق (ويرن ص73).
صافٍ: حاصل، دخل (بوشر)، وهي في اصطلاح التجار الحاصل من ثمن المبيع بعد خصم التكاليف والنوافذ (محيط المحيط).
صافٍ: الصافي عند العامة الخلاصة والوجه الذي استقر عليه الرأي (محيط المحيط).
بياض صافٍ: عند العامة نقي خالص (محيط المحيط).
الأحمر الصافي: عند العامة ما يسمى بشديد الحمرة (محيط المحيط).
صافٍ: نبيذ يعمل من الزبيب (هوست ص218).
صافي الماية: لحن من ألحان الموسيقى (هوست ص258).
الصوافي: ما استصفى من الأراضي (معجم البلاذري). وأملاك الأمير (معجم الطرائف).
أصفَى: أكثر فرحاً وسروراً. (عباداً: 65، كوسج طرائف ص71).
تَصَّفَية: سيلان، حرقة البول. (شيرب) والتهاب الحالب. (دوماس حياة العرب ص425).
التصافي: هذه الكلمة التي يذكرها فريتاج مثلاً عن دي ساسي مشكوك فيها جداً كما أشار إلى ذلك دي ساسي (2: 61) نفسه.
مِصْفة: مصفاة، راووق (بوشر) وهي تصحيف مصْفى.
نصفى: مصفاة، راووق (بوشر).
مِصْفى الراعي: بلسكي، غاليون (نبات). (بوشر). ويعرف بالأندلس بمصفى الرعاة وذلك أن الرعاة تستعمله مكان المصفاة إذا أرادوا تصفية اللبن من الشعر الذي يسقط فيه (ابن البيطار 1: 170).
مِصْفَى: ابريق القهوة، دَلْوة، دَلَّة (زيشر 92: 100 رقم 35).
مُصَفٍ: غاسل الثياب (ألكالا) وفيه أيضاً: مُصَفّية: غاسلة الثياب.
مَصّفا: كلمة تكتب على النقود لتدل على أنها نقية المعدن (زيشر 9: 823).
مِصْفاة: مِشواة، مُصَبَّع (بابن سميث 1516).
صفو
صفَا/ صفَا لـ يَصفُو، اصْفُ، صَفْوًا وصَفاءً وصُفُوًّا، فهو صافٍ وصفوانُ/ صفوانٌ، والمفعول مَصْفوٌّ له وصَفِيٌّ له
• صفا الماءُ ونحوُه: راقَ، كان نقيًّا لا يكدره شيء، نقيض كدِر "صفا الجوّ: لم يكن فيه غيمٌ- صفا القلبُ: خلا من الغَمِّ- يوم صافٍ: شديد البرد لا غيم فيه ولا كدر- إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ... ظمئتَ وأيُّ الناس تصفو مَشاربُه" ° صفا له الجوّ: خلا له ليفعل ما يشاء.
• صفا فلانٌ لفلانٍ: أخلص له "صفا لصديقه- {فَاذْكُرُوا
 اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافٍ} [ق]: خالصات لوجه الله". 

أصفى يُصفي، أصْفِ، إصفاءً، فهو مُصْفٍ، والمفعول مُصْفًى
• أصفى الشَّيءَ: جعله صَفْوًا خالصًا.
• أصفى فلانًا الودَّ/ أصفى لفلانٍ الودَّ: أخلصه له وصدقه المودّةَ.
• أصفاه بالشَّيء: خصَّه وآثره به " {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِنَاثًا} ". 

استصفى يستصفي، اسْتَصْفِ، استصفاءً، فهو مُسْتصفٍ، والمفعول مُستصفًى
• استصفى الشَّخصَ: اختاره وفَضَّله، عدَّه صفيًّا وصديقًا "استصفى زميلَه".
• استصفى الشَّيءَ: استخلصه وأخذ خيارَه "استصفى التَّاجرُ البضاعةَ".
• استصفى الحاكمُ مالَ الرَّجل: أخذه كلَّه "استصفتِ الدولةُ أموالَ الخونة". 

اصطفى يصطفي، اصطفِ، اصطفاءً، فهو مُصْطفٍ، والمفعول مُصْطفًى
• اصطفى فلانًا: استصفاه؛ اختاره وفضَّله " {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} - {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ} ". 

تصافى يتصافى، تَصافَ، تَصافيًا، فهو مُتصافٍ
• تصافى الشَّخصانِ: أخلص كُلٌّ منهما الودَّ للآخر "هما صديقان متصافيان- طول التَّنائي مسلاة للتَّصافي: للحثّ على التَّقارب بين الأصدقاء". 

صافى يُصافي، صافِ، مُصافاةً، فهو مُصافٍ، والمفعول مُصافًى
• صافى الرَّجلَ: بادله الإخاءَ والمودَّةَ، أخلص له الودَّ "صافاه في السَّرَّاء والضَّرَّاء". 

صفَّى يصفِّي، صَفِّ، تصفيةً، فهو مُصَفٍّ، والمفعول مُصَفًّى
• صفَّى الماءَ ونحوَه: أزال عنه الموادّ الغريبة والشَّوائبَ "صفّى الزَّيتَ- صفَّى النفطَ: كرَّره- {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} " ° صَفّى خلافًا/ صَفّى نزاعًا: أنهاه، وجد له حلاًّ.
• صفَّى الحسابَ: حرَّره وأنهاه "صفَّى حسابَ الشركة- تصفية الميزانيّة"? صفَّى حسابَه مع فلان: انتقم منه- صفَّى شريكًا في جريمة: قتله، قضى عليه.
• صفَّى المحلَّ التِّجاريّ: باع ما تبقّى من البضاعة بقصد إغلاقه نهائيًّا "صفَّى ممتلكاتِه/ أعمالَه التّجاريّة". 

إصفاء [مفرد]: مصدر أصفى. 

استصفاء [مفرد]: مصدر استصفى. 

اصطفاء [مفرد]: مصدر اصطفى. 

تصافٍ [مفرد]: مصدر تصافى. 

تَصْفويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَصْفية: "حلٌّ تصفويّ". 

تَصْفية [مفرد]: ج تصفيات (لغير المصدر):
1 - مصدر صفَّى ° تصفية الدَّيْن: دفعه، وتسديده- تصفية القواعد العسكريّة: إنهاؤها وإزالتها- تصفية جسديَّة: القضاء على الخصم بواسطة القتل والاغتيال.
2 - انتقاء الأفضل "تصفيات كأس العالم لكرة القدم- امتحان تصفية" ° مباراة تصفية: مباراة تُجرى لاستبعاد المتبارين الأقلِّ مهارةً ممّن سواهم.
• بيع التَّصفية: (جر) بيع للتخلُّص من البضائع القديمة، وهو إجراء مُتَّبع يلجأ إليه التُّجّار في نهاية الموسم أو قبل إجراء الجرْد السنويّ، فيعرضون البضائعَ للبيع بأسعار منخفضة، مكتفين في الغالب باستيفاء رأس المال الذي تمثِّله "محلّ تصفية: محلّ يبيع البضائعَ المتبقّية عادة بأسعار مخفّضة".
• تصفية كلويَّة: (طب) مقدار البلازما التي تمّت تصفيتها من مركّب مُعيّن في وحدة زمنيّة، وهي تعتبر مقياسًا لنشاط الكلية وعملها.
• تصفية قضائيَّة: (قن) إجراء يتّخذ لبيع مكاسب تاجر أو شركة لتسديد الدُّيون المستحقَّة عليه "تصفية الخلاف
 والنِّزاع بطريق القانون: حلّه وتسويتُه- مأمور التصفية"? تصفية الشَّركة: تحرير حساباتها وحلّها. 

صافٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من صفَا/ صفَا لـ.
2 - ما تبقَّى بعد الخصم "كان صافي ربحه قليلاً" ° الدَّخل الصَّافي: الرِّبح المتبقي بعد طرح المصاريف- الوزن الصَّافي: ما يتبقّى بعد طرح الوعاء الذي احتواه- صافي الأجر: بقيَّة الرَّاتب بعد اقتطاع الضَّرائب والخصومات الأخرى.
• الرِّبح الصَّافي: (قص) ما يحصل عليه ربّ العمل علاوة على فائدة رأس ماله وأجر إدارته. 

صَفا [مفرد]
• الصَّفا: أحد جبليّ المسعى والآخر المروة، من مشاعر الحجّ والعمرة بمكّة " {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} ". 

صَفاء [مفرد]: مصدر صفَا/ صفَا لـ ° ساعات الصَّفاء: أوقات السَّعادة- صفاء السَّريرة: نقاؤها- فلانٌ سريعُ الصَّفاء: لا يحمل الحقد لأحد. 

صَفَاة [مفرد]: ج صَفَا: صخرة ملساء عريضة ° فلانٌ قلَّت صَفَاتُه: ضَعُف- فلانٌ لا تَنْدى صفاتُه: بخيل- هم قومٌ لا تُقرع صَفَاتُهم: لا ينالهم أحد بسوء. 

صَفْو [مفرد]: مصدر صفَا/ صفَا لـ ° عكَّر صَفْوَ حياته: نغَّصه، أزعجه، سبّب له المتاعبَ.
• الصَّفو من الشَّيء: خالصه وخياره "أخذَ صفوَ مالِه- عكّر صفو السلام: أخلّ به". 

صَفْواءُ [مفرد]: ج صَفَا: صفاة، صخرة ملساء تزلّ عنها الأقدامُ ولا تثبت عليها. 

صَفْوانُ/ صَفْوانٌ1 [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفَا/ صفَا لـ: رائقٌ، نقِيٌّ، صافٍ "يومٌ صفوانُ". 

صَفْوانٌ2 [جمع]: مف صَفْوانة: صَخْر أملس لا يستقرّ عليه شيء " {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا} ". 

صَفْوة [مفرد]: ج صَفَوات وصَفْوات
• صَفْوة كلّ شيء: ما صفا منه وخلُص، أحسنه وخياره (يستوي فيه المفرد والجمع والمذكّر والمؤنث) "صَفْوة القول/ البضاعة- كان من صفوة الأدباء" ° صَفْوة الرِّجال/ صَفْوة الكُتَّاب: نخبتُهم. 

صُفُوّ [مفرد]: مصدر صفَا/ صفَا لـ. 

صَفِيّ [مفرد]: ج أَصْفياءُ (للعاقل) وصَفَايا، مؤ صفيّة، ج مؤ صفيّات وصَفَايا: صفة ثابتة للمفعول من صفَا/ صفَا لـ: مختار، مفضَّل، حبيب مُصافٍ، صديق مخلِص "هو صديقي الصَّفيّ- صفايا الأمور- هو صَفِيِّي من بين إخواني". 

مُصْطفًى [مفرد]: ج مُصْطفَوْن: اسم مفعول من اصطفى: مختار منتقى " {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ}: مختارون للرِّسالة".
• المُصْطفى: لقب للرَّسول محمد صلَّى الله عليه وسلَّم "كان المصطفى صلوات الله وسلامه عليه صادقًا أمينًا". 

مِصْفاة [مفرد]: ج مَصافٍ: اسم آلة من صفَا/ صفَا لـ: كلِّ ما يُصفَّى به، أداة ذات ثقوب تستخدم لتصفية السَّوائل "مِصفاة الشَّاي".
• مِصْفاة النِّفط: بناءٌ مجهَّز بآلات يصفَّى فيه النّفط الخام، معمل تكرير النّفط الخام وتصفيته. 

مُصَفٍّ [مفرد]: اسم فاعل من صفَّى.
• مصفِّي الشَّركة: (قن) من يكلَّف بالتَّصفية القضائيّة لها، مأمور تصفية. 

مِصْفويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مِصْفاة.
• العَظْم المِصْفويّ: (شر) العظم المتوسِّط في الرَّأس، يُكوِّن القسمَ الأكبر من الأنف، ويخترق العصبُ الشَّمِّيُّ صفيحتَه الكثيرة المسامّ الكائنة في قاعدة الجمجمة. 

مَصْفًى [مفرد]: ج مَصافٍ: مُنْخُل "وضعت الدَّقيقَ في المَصْفَى لتنقيته". 

صفو

1 صَفَا, (S, M, Msb,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. صَفَآءٌ (S, M, Msb, K *) and صُفُوٌّ (M, Msb, K *) and صَفْوٌ (K, * TK) and صَفْوَةٌٰ and صِفْوَةٌ, (MA,) said of wine, or beverage, (S,) or of water, (TK,) or of a thing, (M,) It was, or became, clear, limpid, or pure; contr. of كَدِرَ; (S, M, K; *) or free from الكَدَر [i. e. turbidness, thickness, or muddiness]; (Msb;) or free from admixture. (Er-Rághib, TA.) And, said of the air, or atmosphere, It was, or became, cloudless; free from any particle of cloud. (M, K.) [And it is also said, tropically, of life; and of the mind, or heart; and of love, or affection; &c.] b2: صَفَتْ, (AA, S, M, K,) aor. ـْ (AA, S;) and صَفُوتْ; (M, K;) said of a she-camel, (AA, S, M, K,) and of a ewe, or she-goat, (AA, S,) She abounded with milk. (AA, S, M, K.) A2: صَفَا الشَّىْءَ He took the clear, or pure, part, or portion, of the thing; (M, TA;) as also صَفْوَهُ ↓ استصفى; (M;) and ↓ استصفاهُ [alone] signifies the same; (K, TA;) as also ↓ اصطفاهُ; (Er-Rághib, TA;) or he took the best, or choice, part, or portion, of it. (TA.) Yousay, صَفَوْتُ القِدْرَ I took the clear, or pure, part, or portion, [of the contents] of the cooking-pot. (S.) 2 صفّاهُ, inf. n. تَصْفِيَةٌ, He cleared, or clarified, it, namely, wine, or beverage, (S, TA,) by means of the رَاوُوق [or مِصْفَاة]. (TA.) And He removed from it the floating particles, or motes, or the like, that had fallen into it; (TA;) or so صفّاهُ مِنَ القَذَى. (Msb.) b2: And صفّى عَرَمَتَهُ, inf. n. as above, He winnowed his heap of trodden-out corn, or grain. (TA.) 3 صافاهُ, (S, M, K, TA,) inf. n. مُصَافَاةٌ, (TA,) (tropical:) He regarded him, or acted towards him, with reciprocal purity of mind, or sincerity; or with reciprocal purity, or sincerity, of love, or affection; syn. خَالَصَهُ; (S in art. خلص;) he rendered him true, or sincere, brotherly affection; (M, K, TA;) as also ↓ اصفاهُ; (K;) or الوُدَّ ↓ اصفاهُ, (S, Msb,) or المَوَدَّةَ, (TA,) he rendered him pure, or sincere, love or affection; (S, Msb, TA;) and [in like manner] one says also صافاهُ الإِخَآءَ. (TA.) 4 اصفاهُ الشَّىْءَ He made the thing to be his, or he assigned, or appropriated, to him the thing, purely, absolutely, or exclusively. (TA.) b2: See also 3 in two places. b3: And اصفاهُ (S, Msb, K, TA) بِالشَّىْءِ (S) or بِكَذَا (K, TA) (tropical:) He chose him in preference to others (S, Msb, K, TA) for, or to give him, the thing or such a thing; (S, K, TA;) and he distinguished him particularly, peculiarly, or specially, i. e. above, or from, or exclusively of, others, by the thing or by such a thing. (TA.) b4: And اصفى عِيَالَهُ بِشَىْءٍ قَلِيلٍ (assumed tropical:) He contented, or satisfied, his family, or household, with something little, or scanty. (TA.) b5: اصفى الأَمِيرُ دَارَ فُلَانٍ means (assumed tropical:) The prince, or governor, took what was in the house of such a one: (S, * TA:) and مَالَهُ ↓ استصفى (tropical:) He took all his property. (S, K, TA.) A2: اصفى, intrans., (tropical:) He was, or became, destitute, or devoid, مِنَ المَالِ [of property], and مِنَ الأَدَبِ [of good education, good breeding, or polite accomplishments, &c.]: (S, K, TA:) as though clear thereof. (TA.) b2: And (tropical:) He (a man, TA) became exhausted of his sperma by women: (Az, K, TA:) or he ceased from sexual intercourse. (IKtt, TA.) b3: And اصفت said of a hen, (assumed tropical:) She ceased to lay eggs: (S, M, K, TA:) as though she became clear. (TA.) b4: Hence, (TA,) اصفى said of a poet, (tropical:) He ceased to utter poetry, or to poetize. (S, M, A, K, * TA.) A3: اصفى القَوْمُ The people had abundance of milk in their camels, and in their sheep or goats. (TA.) A4: اصفى said of a digger, He reached stone (صَفًا, M, TA, i. e. حَجَرًا, TA), so that he was repelled [thereby], (M, TA,) or prevented from digging [further]. (TA.) 5 تصفّى [It became cleared, or clarified]. (K in art. نطب.) 6 تَصَافَيْنَا We regarded one another, or acted reciprocally, with purity, or sincerity, [of mind, or] of love, or affection; syn. تَخَالَصْنَا. (S. [See also 3.]) 8 اصطفاهُ: see 1, last sentence but one. b2: Also He took it clear, limpid, or pure; (M, TA;) and so [accord. to SM, which, however, I think doubtful,] ↓ استصفاهُ, which is expl. in the K as signifying he reckoned it clear, limpid, or pure; though the former meaning is assigned in the M to اصطفاهُ only. (TA.) b3: And He chose, made choice of, selected, elected, or preferred, it, (S, M, K,) namely, a thing; (M;) as also ↓ استصفاهُ. (M, K.) And اِصْطَفَيْتُ كَذَا عَلَى كَذَا I chose such a thing in preference to such a thing. (TA.) But اِصْطِفَآءُ اللّٰهِ عِبَادَهُ [sometimes means God's creating his servants pure; for it] is sometimes by his bringing them into existence clear from the admixture that is found in others: and sometimes it is by his choice and judgment. (TA.) 10 إِسْتَصْفَوَ see 1, last sentence but one, in two places: b2: see also 8, in two places: b3: and see 4.

صَفًا Stones: or smooth stones: and one thereof is termed صَفَاةٌ: [i. e. the former word is a coll. gen. n., and the latter is its n. un.:] the two words being like حَصًى and حَصَاةٌ: (Msb:) or صَفَاةٌ signifies a smooth rock: (S:) or a hard and smooth stone, large, and such as does not give growth to anything: (M, K:) and the pl. of this is صَفًا [improperly thus termed a pl.] (S, M, K) and صَفَوَاتٌ, (M, K,) and (S, M, K) that of صَفًا, (M, K, *) not of صَفَاةٌ, (M,) أَصْفَآءٌ and صُفِىٌّ (S, M, K) and صِفِىٌّ: (M, K:) or صَفًا signifies stones that are broad and smooth: (ISk, TA:) and [accord. to F,] ↓ صَفْوَآءُ signifies the same as صَفَاةٌ, as also صَفْوَانَةٌ [in the CK erroneously written صَفْوَاة], of which the pl. is ↓ صَفْوَانٌ and ↓ صَفَوَانٌ, (K,) which last is said by El-Háfidh to be a mistaken pronunciation of صَفْوَانٌ; (TA;) [but correctly,] ↓ صَفْوَآءُ [which is a quasi-pl. n.] and ↓ صَفْوَانٌ [a coll. gen. n.] (As, T, S, M, TA) of which the sing. or n. un. is صَفْوَانَةٌ (S, M, TA) signify the same as صَفًا, (As, T, M, TA,) or stones, (S,) or soft, smooth stones; (TA;) or ↓ صَفْوَانٌ is used as a pl. and as a sing.; as a pl. meaning smooth stones, one of which is termed صَفْوَانَةٌ; and as a sing., stone, or a stone: (Msb:) the dual of صَفًا is صَفَوَانِ. (ISk, TA.) مَا تَنْدَى صَفَاتُهُ is a prov., (S,) applied to the niggardly, like مَا يَبِضُّ حَجَرُهُ, (S, in art. بض,) meaning (assumed tropical:) No good is obtained from him. (TA in that art.) And one says also, قَرَعَ صَفَاتَهُ, meaning (assumed tropical:) He im-pugned his character; blamed, or censured, him; or spoke against him. (Mgh in art. غمز.) b2: الصَّفَا A certain place in Mekkeh (S, Msb) may be masc. or fem., as meaning either the مَكَان or the بُقْعَة. (Msb.) b3: [بِنْتُ صَفًا, accord. to Reiske, as stated by Freytag, signifies The echo.]

صَفْوٌ Clearness, limpidness, or purity; contr. of كَدَرٌ; (M, K;) like [the inf. ns.] صَفَآءٌ and صُفُوٌّ [&c. when used as simple substs.: see 1, first sentence]. (K.) See also صَفَآءٌ, below. b2: Also, and ↓ صَفْوَةٌ and ↓ صِفْوَةٌ and ↓ صُفْوَةٌ, (S, M, Msb, K,) but only with fet-h when without ة, (AO, S,) The clear, or pure, part, or portion, of a thing; (S, M, Msb, K;) the best, or choice, part, or portion; (TA;) and so ↓ صَفِىٌّ, (K, * TA,) of a thing. (K, TA.) One says المَآءِ ↓ صَفْوَةُ, (T, TA,) and المَالِ, (AO, T, S, TA,) and الآخَآءِ, (T, TA,) and ↓ صِفْوَتُهُ, (AO, T, S, TA,) and ↓ صُفْوَتُهُ, (AO, S,) [i. e. The clear, or pure, part, or portion, or the best, or choice, of water, and of property, and of brothers,] but only صَفْوُ الإِهَالَةِ [the clear, or pure, part, or portion, or the best, or choice, of the grease, or melted fat, &c.]. (T, TA.) and Mohammad is said to be اللّٰهِ مِنْ خَلْقِهِ ↓ صَفْوَةُ and ↓ مُصْطَفَاهُ [i. e. God's choice one, or elect, or favourite, of his creatures]: (S:) and [in like manner] Adam is said to be اللّٰهِ ↓ صَفِىُّ i. e. the chosen one, or elect, of God. (TA.) صَفَاةٌ as meaning صَافِيَةٌ: see صَافٍ.

A2: Also n. un. of صَفًا [q. v.].

صَفْوَةٌ: see صَفْوٌ, in three places.

صُفْوَةٌ: see صَفْوٌ, in two places.

صِفْوَةٌ: see صَفْوٌ, in two places. b2: One says also, فِى الإِنَآءِ صِفْوَةٌ مِنْ مَآءٍ, or خَمْرٍ, i. e. [In the vessel is] a small quantity [of water, or of wine]. (M.) صَفْوَآءُ: see صَفًا, in two places.

يَوْمٌ صَفْوَانُ, (S, M, K,) and ↓ صَافٍ, (M, K,) A day in which the sun is clear, and which is very cold: (S:) or a cold day, (K,) or a very cold day, (M,) without clouds and without thickness [of the air]. (M, K.) b2: صَفْوَانُ is also a name of The second of the days of cold: (K, TA:) so called because the sky therein is clear of clouds: [as a proper name,] it is determinate, and imperfectly decl. (TA. [See also صُفَيَّةُ.]) A2: صَفْوَانٌ [as a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة; and said to be used as a sing. and as a pl.]: see صَفًا, in three places.

صَفَوَانٌ: see صَفًا.

صَفَآءٌ an inf. n. of صَفَا. (S, M, &c. [See 1, first sentence.]) b2: [It is often used by moderns as meaning (assumed tropical:) Serenity of life, and of the mind; freedom from trouble; comfort; content; complacency; happiness, joy, or pleasure: and so, sometimes, ↓ صَفْوٌ.] b3: Also (tropical:) [Reciprocal purity or sincerity of mind, or of love or affection, or of brotherly affection; or pure, or sincere, reciprocal love &c.;] a subst, from صَافَاهُ. (TA.) صَفِىٌّ: see صَافٍ. b2: Also (tropical:) A friend who regards one, or behaves towards one, with reciprocal purity or sincerity of love or affection, or of brotherly affection: (S, * M, * K, TA:) pl. أَصْفِيَآءُ. (TA.) One says, فُلَانٌ صَفِىُّ فُلَانٍ (assumed tropical:) [Such a man is the friend &c. of such a man]: and فُلَانَةُ صَفِىُّ فُلَانٍ and صَفِيَّتُهُ (assumed tropical:) [Such a woman is the friend, &c. of such a man]. (Ham p. 430.) b3: See also صَفْوٌ, in two places. b4: Also (tropical:) The portion, of the spoil, which the chief, or commander, chooses for himself before the division; (S, Msb, K, TA;) and so ↓ صَفِيَّةٌ, of which the pl. is صَفَايَا: (S, Msb:) or, accord. to As, صَفَايَا is pl. of صَفِىٌّ, which signifies the portion which the chief chooses for himself, exclusively of his companions, such as the horse, and that which cannot be divided among the army: or, as AO says, the portion which the chief chose for himself, after [taking] the fourth part, such as the she-camel, and the horse, and the sword, and the girl or young woman; and thus it continued to be in the case of El-Islám, but the fourth became reduced to the fifth. (Msb.) b5: Also, applied to a she-camel, (S, M, K,) and to a ewe, or she-goat, (S,) Abounding with milk; (S, M, K;) or so ↓ صَفِيَّةٌ: (Z, TA:) or the former, a she-camel whose milk lasts throughout the year: (IAar, TA in art. شكر:) pl. of the former, (Sb, S, M, K,) or of the latter, (Z, TA,) as above: (Sb, S, M, Z, K:) Sb says that it is not pluralized with ا and ت because the sing. is without ة. (M.) b6: And A palm-tree (نَخْلَةٌ) abounding with fruit; (M, K;) or so ↓ صَفِيَّةٌ: (Z, TA:) pl. of the former, (TA,) or of the latter, as above. (Z, TA.) صَفِيَّةٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

صُفَيَّةُ a name of The first of the days of cold: (K, TA:) so called because the sky therein is clear of clouds. (TA. [See also صَفْوَانُ.]) صَافٍ Clear, limpid, or pure; free from كَدَر [or turbidness, &c.]; (Msb;) and so ↓ صَفِىٌّ, applied to anything. (M.) Applied to pasturage, the former word may mean Clear of dried-up leaves or similar rubbish: or it may be formed by transposition from صَائِفٌ, meaning “ of the [season called] صَيْف,” and so belonging to art. صيف. (M. [See also صَافٍ in another sense as formed by transposition from صَائِفٌ, voce صَافٌ, in art. صوف.]) In the phrase اللَّوْنِ ↓ صَفَاةُ applied by the poet Kutheiyir-'Azzeh to honey (جَنَاةُ النَّحْلِ), and expl. as meaning Clear in respect of colour, [ISd says,] I think that صفاة is originally صَفِيَة, as a possessive epithet. (M.) [صَافٍ is also applied to a sword, and the like, as meaning Bright, or free from rust.] And in the Kur xxii. 37, [instead of the common reading صَوَافَّ, pl. of صَافٌّ and صَافَّةٌ,] some read صَوَافِىَ, [pl. of صَافِيَةٌ, as well as of صَافٍ applied to irrational animals,] as meaning that the animals there mentioned are [to be regarded as] things purely [or exclusively] belonging to God. (TA.) b2: See also صَفْوَانُ.

A2: Also A certain fish, which [it is said] chews the cud; pl. صَوَافٍ. (TA.) صَافِيَةٌ [fem. of صَافٍ, q. v. b2: And also, as a subst.,] (tropical:) One of what are termed صَوَافِى الإِمَامِ, which means the towns, or villages, of those who have rebelled against him, which the Imám [or Khaleefeh] chooses for himself [as his peculiar property]: (A, TA:) or, as in the T, الصَّوَافِى signifies what the Sultán appropriates exclusively to those persons whom he specially favours: or, as some say, it means the possessions and lands which their owners have abandoned, or of which the owners have died leaving no heirs thereof. (TA.) مِصْفَاةٌ i. q. رَاوُوقٌ; (S, MA, K, TA;) i. e. A strainer; (MA; [thus accord. to modern usage;]) a clarifier; i. e. a thing from which clearing, or clarifying, is effected; called by the vulgar مصفيَّة [i. e. مِصْفَيَّة, and also مِصْفَايَة]: pl. مَصَافٍ. (TA.) عَسَلٌ مُصَفًّى [Clarified honey; or] honey cleared of the floating particles, or motes, or the like, that had fallen into it. (TA.) مُصْطَفًى: see صَفْوٌ, last sentence.
صفو
: (و ( {الصَّفْوُ: نَقِيضُ الكَدَرِ،} كالصَّفا) ، هَكَذَا فِي النّسخ بالقَصْر، وَفِي الصِّحاح بالمدِّ. يقالُ: {صَفا الشَّرابُ} يَصْفُو {صَفاءً.
وقالَ الرَّاغبُ:} الصَّفاءُ خُلوصُ الشيءِ من الشوهِ. ( {والصُّفُوِّ) ، كعُلُوِّ،} والصّفْوَةِ مِثْلُه.
( {وصَفْوَةُ الشَّيءِ، مُثَلَّثَة: مَا} صَفَا مِنْهُ) وخلصَ؛ وَمِنْه: محمدٌ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {صَفْوَةُ اللَّهِ من خَلْقِه، أَي خالِصُهُ.
(} كصَفْوِهِ) ؛ قالَ أَبو عُبيدَةَ: يقالُ لَهُ {صَفْوَةُ مالِي} وصِفْوَةُ مالِي {وصُفْوَةُ مالِي، فَإِذا نَزَعُوا الهاءَ قَالُوا لَهُ} صَفْوٌ مالِي، بالفَتْح لَا غَيْر كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: صَفْوَةُ كلِّ شيءٍ: خالِصُهُ من {صَفْوَةِ المالِ والإِخاءِ.
وَهُوَ صَفْوَةُ الماءِ، بالفَتْح والكَسْر؛ وَكَذَا المالُ.
وَهُوَ} صَفْوُ الإِهالَةِ لَا غَيْر.
( {وصَفا الجَوُّ) } صَفْواً {وصَفاءً: (لم يَكُنْ فِيهِ لَطْخَةُ غَيْمٍ.
(ويَوْمٌ صافٍ} وصَفْوانُ) : أَي (بارِدٌ) ، أَو شَدِيدُ البَرْدِ، (بِلا غَيْمٍ) فِيهِ (وَلَا كَدَرٍ) .
وَفِي الصِّحاح: يَوْمٌ {صَفْوانُ إِذا كانَ صافِي الشَّمْسِ شَدِيدَ البَرْدِ.
(} واسْتَصْفاهُ: أَخَذَ مِنْهُ {صَفْوَهُ) ، أَي خِيارَهُ.
وَفِي التَّهذيب: اسْتَخْلَصَه؛ (} كاصْطَفاهُ) .
قَالَ الَّراغبُ: {الاصْطِفاءُ تَناوُلُ صَفْوَ الشَّيْء؛ كَمَا أنَّ الاخْتِيارَ تَناوُلُ خَيْرَه؛ وَمِنْه محمدٌ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} مُصْطَفاهُ، أَي مُخْتارُهُ.
{واصْطِفاءُ اللَّهِ عبْدَه قد يكونُ بإيجادِهِ إيَّاه صافِياً عَن الشَّوْبِ المَوْجودِ فِي غيرِهِ، وَقد يكونُ باخْتِيارِه وحكْمِه؛ ومِن الأوَّل: إِن اللَّهَ} اصْطَفَى آدَمَ ونوحاً؛ وقوْله تَعَالَى: {وإنَّه لمِنَ {المُصْطَفِينَ الأَخْيَار} .
} واصْطَفَيْتُ كَذَا على كَذَا: اخْتَرْتُه؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: { {واصْطَفَى البَناتَ على البَنِيْن} .
(و) } اسْتَصْفاهُ: (عَدَّه {صَفِيّاً) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَعَدَّه} صَفِيّاً؛ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم؛ ولكنَّه قالَهُ فِي {الاصْطِفاءِ دونَ} الاسْتِصْفاءِ؛ وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ:
عَشِيَّةَ قامَتْ بالفِناءِ كأنَّها
عَقيلَةُ نَهْبٍ {تُصْطَفى وتَعوجُ (و) } اسْتَصْفَى (مالَهُ: أَخَذَه كُلَّه) ، وَهُوَ مجازٌ.
( {وصافاهُ) } مُصافَاةً: (صَدَقَهُ الإِخاءَ) .
والمَودَّةَ؛ والاسْمُ مِنْهُ {الصَّفاءُ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(} كأصْفَاهُ) ، يقالُ: {أَصْفاهُ المَودَّةَ، أَي أَخْلَصَها إيَّاهُ، وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
(} والصَّفِيُّ، كغَنِيَ: الحبيبُ {المُصافي) الَّذِي} يُصافِيكَ الإِخاءَ؛ وَهُوَ {صَفِييٌّ من بَيْن إخْوانِي وهم} أصْفيائِي؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) ! الصَّفِيُّ (من الغَنِيمَةِ: مَا اخْتَارَه الرّئِيسُ لِنَفْسِهِ قَبْل القِسْمَةِ) من فَرَسٍ أَو سَيْفٍ أَو جارِيَةٍ؛ وَهُوَ مجازٌ، والجَمْع الصَّفايا؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ، وَهُوَ عبدُ اللَّهِ بنُ عَنَمة الضَّبِّيُّ:
لَكَ المِرْباعُ مِنْهَا {والصَّفَايا
وحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ والفُضولُوفي المِصْباح: قالَ الأَصْمعي:} الصَّفَايا جَمْعُ {صَفِيَ وَهُوَ مَا} يَصْطَفِيه الرَّئيسُ لنَفْسِه دُونَ أَصْحابِه مِثْل الفَرَسِ وَمَا لَا يَسْتقِيمُ أَن يُقْسَم على الجَيْش لِقلَّتِه وكثْرَةِ الجَيْش.
وقالَ أَبو عبيدَةَ: كانَ رَئيسُ القوْمِ فِي الجاهِلِيَّة إِذا غَزَا بهم فغَنِم أَخَذَ المِرْباعَ من الغَنِيمةِ وَمن الأَسْرَى وَمن السَّبْي قَبْل القسْمَةِ على أَصْحابِه فصارَ هَذَا الرّبْعِ خمْساً فِي الإسْلامِ؛ قالَ: {والصَّفِيُّ أَن يَصْطفِي لنَفْسِه بعْدَ الرّبْع شَيْئا كالناقَةِ والفَرَسِ والسَّيْفِ والجارِيَةِ، والصَّفِيُّ فِي الإسْلامِ على تلْكَ الحالَةِ.
(و) } الصَّفِيُّ: (خالِصُ كلِّ شيءٍ) ومُخْتارُه، وَمِنْه آدَمُ {صَفِيُّ اللهِ، أَي خالِصُه ومُخْتارُه.
(و) الصَّفِيُّ: (النَّاقَةُ الغَزِيَرةُ) اللَّبَنِ، (ج} صُفايَا) .
قالَ سِيْبَوَيْه: لَا تُجْمَع بالألِفِ والتاءِ، لأنَّ الهاءَ لم تَدْخُل فِي حَدِّ الإفْرادِ.
(و) يقالُ: مَا كانتِ الناقَةُ والشاةُ {صَفِيّاً؛ و (قد} صَفَتْ) {تَصْفُو، عَن أَبي عَمْروٍ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ، (} وصَفُوَتْ) أَيْضاً ككَرُمَتْ، عَن ابنِ سِيدَه.
(و) {الصَّفِيُّ: (النَّخْلَةُ الكَثيرَةُ الحَمْلِ) ، والجَمْعُ} صَفايَا.
وَمَا أَخْصَر سِياقَ الزَّمَخْشريِّ حيثُ قالَ: وناقَةٌ ونَخْلَةٌ {صَفِيٌّ: كثيرَةُ اللَّبَنِ والحَمْلِ، وهُنَّ} صَفايَا.
(ومحمدُ بنُ! المُصَفَّى) الحمصِيُّ، على صِيغَةِ اسمِ المَفْعولِ، عَن بَقِيَّة وابنِ عُيَيْنَة، وَعنهُ أَبو داوُد والنّسائي وابنُ ماجَهْ وأَبو عَرُوبَة وابنُ فيلٍ، حافِظٌ (ثِقَةٌ) ، تُوفي سَنَة 246.
( {والصَّفاةُ: الحَجَرُ الصَّلْدُ الضَّخْمُ) الَّذِي (لَا يُنْبِتُ) شَيْئا؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح:} الصَّفاةُ صَخْرةٌ مَلْساءُ. يُقالُ فِي المَثَلِ: مَا تَنْدَى {صَفاتُه؛ (ج} صَفَواتٌ) ، محرَّكةً، ( {وصَفاً) ، مَقْصور، (جج) جَمْعُ الجَمْعِ (} أَصْفاءٌ) هُوَ جَمْعُ {صَفاً، (} وصُفِيٌّ) ، على فُعولٍ، ( {وصَفِيٌّ) ، بالكسْرِ مَعَ تَشْديدِ الياءِ؛ وَبِهِمَا رُوِي قوْلُ رُؤْيةُ:
كأَنَّ مُتْنَيَّ من النَّفِيِّ
مواقعُ الطَّيْر على} الصُّفِيِّ ( {كالصَّفْواءِ} والصَّفْوانَةِ ج {صَفْوانٌ) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ) .
وقالَ الحافِظُ فِي الفَتْح: وَهِمَ مَنْ فَتَح الفاءَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما حَكَمْنا بأنَّ} أَصْفاءً {وصُفِيّاً إنَّما هُوَ جَمْعُ} صَفاً لَا جَمْع {صَفاةٍ لأنَّ فَعَلَةً لَا تُكَسَّر على فُعُولٍ، إنَّما ذلكَ لفَعْلةٍ كبَدْرَةٍ وبُدُورٍ، وَكَذَا} أَصْفاءٌ جمعُ {صَفاً لَا صَفاةٍ لأنَّ فَعَلَةً لَا تُكَسَّر على فُعُولٍ، إنَّما ذلكَ لفَعْلةٍ كبَدْرةٍ وبُدُورٍ، وَكَذَا أَصْفاءٌ جمعُ صَفاً لَا صَفاةٍ لأنَّ فَعَلةً لَا تُجْمعُ على أَفْعالٍ} والصَّفْواءُ: كالشَّجْراءِ، واحِدَتُها {صَفاةٌ، وَكَذَا الصَّفْوانُ واحِدَتُه صَفْوانَةٌ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {كمثْلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ} .
وَفِي التَّهْذيبِ: والصَّفْواءُ} والصَّفْوانُ والصَّفا، مَقْصورٌ، كُلُّه واحِدٌ: قالَهُ الأَصْمعي.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: {الصَّفا العَريضُ مِن الحِجارَةِ الأَمْلَسُ، جَمْعُ} صَفاةٍ، يُكْتَبُ بالألِفِ، وَإِذا ثُنِّي قيلَ {صَفَوانِ، وَهِي} الصَّفْواءُ أَيْضاً.
وَفِي الصِّحاح: {الصَّفاةُ جَمْعُها} صَفاً {وأَصْفاءٌ} وصُفِيٌّ، على فُعولٍ، {والصَّفْواءُ: الحِجارَةُ اللَّيِّنَةُ الملسُ؛ قَالَ الشاعِرُ:
كَمَا زَلَّتِ} الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ وكذلكَ {الصَّفْوانُ الواحِدَةُ} صَفْوانَةٌ؛ عَن أَبي عبيدَةَ.
(و) مِن المجازِ: ( {أَصْفَى) فلانٌ (من المالِ و) من (الأدَبِ) : إِذا (خَلا) عَنْهُمَا؛ نقلَهُ الجوهريُّ، كأنَّه خلصَ مِنْهُمَا.
(و) أَصْفَى الرَّجُلُ إِذا (أَنْفَدَتِ النِّساءُ ماءَ صُلْبةٍ) ؛ نقلَهُ الأَزْهريُّ.
وقالَ ابنُ القطَّاع: إِذا انْقَطَعَ عَن الجماعِ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) أَصْفَى فلانٌ (فلَانا بِكَذَا) : إِذا (آثَرَهُ) بِهِ واخْتَصَّه؛ وَهُوَ مجازٌ (و) أصْفَى (الشَّاعِرُ: لم يَقُل شِعْراً) ؛ كَذَا فِي التهذِيبِ.
وَفِي الصِّحاح والمُحْكم والأساسِ: انْقَطَعَ شِعْرُه وَهُوَ مجازٌ.
وتقولُ: أَنا شَاكِرُكَ الَّذِي} يُصْفِي وشاعِرُكَ الَّذِي لَا يُصْفِي.
(و) {أَصْفَتِ (الدَّجاجَةُ: انْقَطَعَ بَيْضُها) ، كأنَّها} صفت؛ {وأَصْفَى الشاعِرُ مَأْخوذٌ مِنْهُ؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
(} والصَّفا: من مَشاعِرِ مَكَّةَ) ، شرَّفها اللهُ تَعَالَى، وَهُوَ جَبَلٌ صَغيرٌ (بلِحْفِ) جَبَلِ (أَبي قُبَيْسٍ) ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إنَّ {الصَّفا والمَرْوَةَ من شعائِرِ اللهِ} ؛ (وابْتَنَيْتُ على مَتْنهِ دَاراً فَيْحاءَ) ، أَي واسِعَةً، وَبهَا خَتَمَ المصنِّفُ كتابَه هَذَا كَمَا سَيَأْتي فِي خاتمةِ الكِتابِ.
(و) الصَّفا: (نَهْرٌ بالبَحْرَيْنِ) يَخْتلجُ من عينِ مُحَلِّم؛ قالَ لبيدٌ يصِفُ نَخْلاً:
سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ
عُمٌّ نَواعِمُ بينهنَّ كرومُ (} والمِصْفاةُ) ، بالكسْر: مَا يُصَفَّى مِنْهُ، وَهُوَ (الرَّاوُوقُ) ، والجَمْعُ {المَصافي، والعامَّةُ تقولُ} المصفية.
(وأَوَّلُ أَيَّامِ البَرْدِ) يقالُ لَهُ: ( {صُفَيَّةُ، كسُمَيَّةَ، وَثَانِيها} صَفُوانُ) ! لصَفاءِ السَّماءِ فيهمَا عَن الغَيْم وَهُوَ مَعْرفَةٌ لَا يَنْصرِفُ. (و) {صُفَيَّةُ، (كسُمَيَّةَ: ماءٌ) لبَني جَعْفرِ بنِ كِلابٍ.
وأَيْضاً: ماءَةٌ لبَني أَسَدٍ، بهَا هضب أَحْمر يُنْسَبُ إِلَيْهَا، قالَهُ نَصْر.
(و) } صُفايَةُ، (كثُمامَةَ: ع.
(و) {صَفَوى، (كجَمَزَى: ع) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} صَفَّاهُ {تَصْفِيةً: أَزَالَ القَذَى عَنهُ؛ وَمِنْه العَسَلُ} المُصَفَّى.
{وصَفَّى الشَّرابَ بالرَّاوُوقِ.
وَفِي الإناءِ} صِفْوَةٌ من ماءٍ أَو خَمْرٍ، بالكَسْر، أَي قَلَيلٌ.
وكَلأٌ {صافٍ: نَقِيٌّ من الأَغْثاءِ.
} وصَفا الشَّيءَ: أَخَذَ {صَفْوَهُ؛ وَمِنْه صَفَوْتُ القِدْرَ: إِذا أخَذْتَ} صَفْوَتَها؛ قالَ الأَسْودُ بنُ يَعْفُرَ:
بَهَا لِيلُ لَا {تَصْفُو الإمَاءُ قُدُورَهُمْ
إِذا النَّجْمُ وافَاهُم عِشاءَ بشَمْأَل ِوجَناةٌ} صَفاةُ اللَّوْنِ: أَي {صافِيَتُه على النَّسَبِ.
} والصَّفِيَّةُ من مالِ المَغْنم {كالصَّفِيِّ، والجَمْعُ} الصَّفايا، كعَطِيَّةٍ وعَطايا؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وَهَذِه {صَوافِي الإمامِ: لمَا} يَصْطَفِيه من قُرَى مَن اسْتَعْصَى عَلَيْهِ، وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأساس.
وَفِي التَهْذيبِ: {الصَّوافِي مَا يَسْتَخْلصُه السُّلْطانُ لخاصَّتِه؛ وقيلُ: الصَّوافِي الأَمْلاكُ والأراضي الَّتِي جَلاَ عَنْهَا أَهْلُها، أَو ماتُوا وَلَا وَارثَ لَهَا؛ واحِدُها} صافِيَةٌ.
{والصَّافِي: سَمَكةٌ تَجْترُّ، والجَمْع الصَّوافِي.
وآلُ} الصَّافِي: باليَمَنِ.
وقُرِىءَ {فاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوافِي} (10) ، بالياءِ، يَعْنِي أنَّها خالِصَةٌ للهِ تَعَالَى.
{وأَصْفَى عِيالَهُ بشيءٍ قَلِيلٍ: أَرْضاهُم.
وصادَفَ الصيَّادُ خَفْقاً فأَصْفَى أوْلادَه بالغُبَيْراءِ.
وهُما خَلِيلانِ} مُتَصافِيانِ.
{وصَفَّى عرمَتَه} تَصْفِيَةً: ذرَّاها. {وأَصْفَى الأميرُ دارَ فلانٍ: أَخَذَ مَا فِيهَا.
وأَصْفَى الحافِرُ: بَلَغَ الصَّفا فارْتَدَعَ، أَي بَلَغَ حَجَراً مَنَعَه من الحَفْرِ؛ وكَذلكَ أَكْدَى وأَحْجَرَ.
} وأَصْفاهُ الشيءَ: جَعَلَهُ خالِصاً لَهُ.
{وأَصْفَى القوْمُ: صارَتْ إِبِلُهم وشاؤُهم} صَفايَا، أَي غِزَارُ اللّبَنِ.
{والصَّفِيُّ، كغَنِيَ: اسْمُ أَبي قَيْسٍ بنِ الأَسْلَتِ السّلميّ.
} وصَفْوانُ: اسْمٌ.
{وصَفِيَّةُ: أَرْبَعُ عشرَةَ من الصَّحابِيَّات.
وبالتَّصْغيرِ} صُفَيَّةُ بنْتُ زُهَيْرِ بنِ قنفذٍ الأسَدِيَّةُ رَوَتْ عَن أَبِيها؛ كَذَا فِي تارِيخِ الفاكِهِي مجوداً مضبوطاً.
وَأَبُو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ {المُصْفِيِّ الإسْكَنْدرِيُّ، بضمَ وكَسْر الفاءِ، مُحدِّثٌ.
وأَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ أَحْمدَ بنِ} صَفْوَةَ، شيخٌ لابنِ جُمَيعٍ.
والصافِيَةُ: الأصْفياءُ.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ بمِصْرَ على النِّيْل وَقد وَرَدْتُها.
وتلُّ {الصافِيَةِ: قَريةٌ أُخْرى.
وَمَا} أَصْفَيْتُ لَهُ إِنَاء: أَي مَا أَمَلْته؛ هَكَذَا نقلَهُ الزَّمَخْشريُّ فِي هَذَا التَّرْكيبِ، والمَعْروفُ بالغَيْن كَمَا تقدَّمَ.
{وصُفاوَةُ، بالضمِّ: مَوْضِعٌ.
صفو
أصل الصَّفَاءِ: خلوصُ الشيءِ من الشّوب، ومنه: الصَّفَا، للحجارة الصَّافِيَةِ. قال تعالى: إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ
[البقرة/ 158] ، وذلك اسم لموضع مخصوص، والاصْطِفَاءُ: تناولُ صَفْوِ الشيءِ، كما أنّ الاختيار: تناول خيره، والاجتباء: تناول جبايته.
واصْطِفَاءُ اللهِ بعضَ عباده قد يكون بإيجاده تعالى إيّاه صَافِياً عن الشّوب الموجود في غيره، وقد يكون باختياره وبحكمه وإن لم يتعرّ ذلك من الأوّل، قال تعالى: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ
[الحج/ 75] ، إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً
[آل عمران/ 33] ، اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ
[آل عمران/ 42] ، اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ
[الأعراف/ 144] ، وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ
[ص/ 47] ، واصْطَفَيْتُ كذا على كذا، أي: اخترت. أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ [الصافات/ 153] ، وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى [النمل/ 59] ، ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا
[فاطر/ 32] ، والصَّفِيُّ والصَّفِيَّةُ: ما يَصْطَفِيهِ الرّئيسُ لنفسه، قال الشاعر:
لك المرباع منها والصَّفَايَا
وقد يقالان للناقة الكثيرة اللّبن، والنّخلة الكثيرة الحمل، وأَصْفَتِ الدّجاجةُ: إذا انقطع بيضها كأنها صَفَتْ منه، وأَصْفَى الشاعرُ: إذا انقطع شعره تشبيها بذلك، من قولهم: أَصْفَى الحافرُ: إذا بلغ صَفًا، أي: صخرا منعه من الحفر، كقولهم: أكدى وأحجر ، والصَّفْوَانُ كالصَّفَا، الواحدةُ: صَفْوَانَةٌ، قال تعالى:
كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ
[البقرة/ 264] ، ويقال: يوم صَفْوَانٌ: صَافِي الشّمسِ، شديد البرد.

نقو

نقو


نَقَا(n. ac. نَقْو)
a. see نَقَى
(نقو) : النَّقاوَةُ، والنَّقاءَةُ: لغتان في النَّقاوَة، والنُّقايَة، والنُّقاءِ.
نقو ونقى
النُقَاوَةُ: أفْضَلُ ما انْتَقَيْتَ من الشَّيْء، وجَمْعُه نُقَاوى، والنُقَاوَةُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ النَقِي والنَّقَاءُ أيضاً، وقد نَقِيَ يَنْقى نَقَاوَةً ونَقَاءً. وأنْقَيْتُه إنْقَاءً. والانْتِقاءُ: تَجَوُدُهُ. والنِّقَاءُ: جَماعَةُ الشَيْءِ النقِيَ. والنقَاوى: جَمْعُ نُقَاوَةِ الشَيْءِ ونُقَاءٌ أيضاً.
ونَقَاوَةُ القَوْم والشَّيْءِ - بفَتْح النون -: خِيَارُه. وقيل: النُّقَاوَةُ الخِيَارُ، والنَقَاةُ: الردِيْءُ. وما يُلْقى من الطعام: نَقَاةٌ.
والنَّقَا - مَقْصُورٌ -: من كُثْبان الرَّمْل، وجَمْعُه أنْقَاء، وتَثْنِيَتُه نَقَوَانِ.
ونُقْيَةُ المالِ ونِقْيَتُه: نَقَاوَتُه.
والنَقِي: الحُوّارى.
وهي نَقَاةُ الجَيْبِ: أي نَقِيةٌ.
والنَّقْوُ: كلُّ عَظْم من قَصَب اليَدَيْن والرجْلَيْن نَقْوٌ على حِيَالِه، والجميع الأنْقَاءُ.
والنَّقَا: اليَدَانِ والرِّجْلاَنِ والنَقَا: الرَّمْلُ. ورجُلٌ أنْقى: دَقِيقُ عَظْم اليَدَيْن والرجْلَيْن والفخِذِ، وامْرأةٌ نَقْوَاء. وفَخِذٌ نَقْوَاءُ: عارِيَة من اللَّحم.
والنِّقْيُ: مُخُّ العِظَام. وشَحْمُ العَينِ من السَمَن، ناقَةٌ مُنْقِيَةٌ ونُوْقٌ مَنَاقٍ وأنْقَاء.
وأنْقى البُرُّ: أي سَمِنَ.
ونَقَوْتُ العَظْمَ ونَقَيْتُه: إذا أخْرَجْتَ نِقْيَه أي مُخَّه. وانْتَقَيْتُ المُخَّ من العَظْم انْتِقاءً، وأنا ناقٍ.
والنُّقَاوى: ضَرْبٌ من الحَمْض، وتُجْمَعُ نُقَاوَيات. وسُمِعَ: ركِبَ فلان مَتْنَ المُنَقّى: أي الطَّرِيق. وسَمِعْتُ نَقْيَةً ونَغْيَةً.
ونَقى إليَ بكَلِمَةٍ.
ونُقَايَة المال - بالياء -: خِيَارُه.
ونَقِيْتُ فلاناً: بمعنى لَقِيْتُه.
نقو
نقِيَ يَنقَى، انْقَ، نقاءً ونقاوةً ونَقاءةً، فهو نقيّ
• نقِي الشّيءُ: نظُف وحسُن وخلُص "نقي القمحُ من الحصى- نقاءُ القلوب- نقاوة اليد- هواء نقيّ: غير ملوّث- نقِي وجهُه: راق وابيضّ" ° نقيُّ السَّريرة: لا يشوبُه عيب. 

أنقى يُنقي، أَنْقِ، إنقاءً، فهو مُنقٍ، والمفعول مُنقًى
• أنقى الشَّيءَ: نقَّاه ونظّفه وخلّصه ممّا اختلط به "أنقَى التّمرَ". 

انتقى ينتقي، انْتَقِ، انتقاءً، فهو مُنتقٍ، والمفعول منتقًى
• انتقى أصدقاءَه: اصطفى، اختار الأفضل "انتقت ربَّةُ المنزل أحسن الفواكه- انتقى كلماتِه بعناية". 

نقَّى ينقِّي، نَقِّ، تنقيةً، فهو مُنقٍّ، والمفعول مُنقًّى
• نقَّى الشّعيرَ: نظّفه وخلَّصه من قشوره وما خالطه من شوائب وغيرها "نقَّى سائلاً ممّا علق به: صفّاه وكرَّره- سكَّر منقًّى".
• نقَّى لاعبًا موهوبًا: انتقاه، اصطفاه، اختاره.
• نقَّى قلبَهُ: غسله من الفساد أو الإثم. 

إنقاء [مفرد]: مصدر أنقى. 

انتقاء [مفرد]: مصدر انتقى.
• الانتقاء الطَّبيعيّ: (حي) عمليَّة طبيعيَّة أو اصطناعيَّة تفضِّل أو تسبِّب بقاءَ وتكاثرَ نوع واحد من الكائنات الحيَّة
 على الأخرى التي إمّا أن تموت أو تفشل في التَّكاثر. 

انتقائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتقاء: "أعمال انتقائيّة".
2 - مصدر صناعيّ من انتقاء: نزعة تعمد إلى اختيار عناصر مختلفة من مذاهب عدَّة وسبكها في مذهب واحد "تتعامل بعض الدول الكبرى مع قضايا الشعوب النامية بتعسّف وانتقائيّة في تطبيق القوانين".
3 - ميزة أو صفة للاختيار أو الانتقاء.
4 - (فز) استجابة لذبذبة معيَّنة دون غيرها كما في الراديو. 

تنقية [مفرد]:
1 - مصدر نقَّى.
2 - (كم) تقطير وتكرير "تنقية النّفط". 

نَقاء [مفرد]: مصدر نقِيَ. 

نَقاءَة [مفرد]: مصدر نقِيَ. 

نَقاوة [مفرد]: مصدر نقِيَ.
• نَقاوة الشّيء: خياره وخلاصته "انتقى نَقَاوة الفاكهة". 

نَقِيّ [مفرد]: ج نقيُّون وأنقياءُ ونِقاء ونُقَواءُ، مؤ نَقيَّة، ج مؤ نَقيَّات ونقايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نقِيَ ° الصَّفحة النَّقيَّة: العقل قبل أن يتلقَّى آثارَ ما يكسبه من خبرات- فِضّة نقيَّة: أشابة نسبة الفضَّة فيها تساوي 92.5 وتحتوي نحاسًا أو مَعْدنا آخر- نقي الجيب: عفيف، طاهر- نقيّ الصحيفة/ نقيّ السَّريرة: خالٍ ممّا يشين- نقيّ العِرْض/ نقيّ الثّوب: بريء من أن يُشتم أو يعاب. 
نقو
: (و ( {نَقِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ،} نَقاوَةً {ونَقاءً) ، مَمْدودٌ، (} ونَقاءَةً {ونُقاوَةً} ونُقايَةً) ، بضمِّهما وإطْلاقِهما عَن الضّبْطِ موهم: أَي نظفَ، (فَهُوَ {نَقِيٌّ) ، أَي نَظِيفٌ، (ج} نِقاءٌ) ، بالكسْر والمدِّ، ( {ونُقَواءُ) ، ككُرَماءِ، وَهَذِه (نادِرَةٌ.
(} وأَنْقاهُ {وتَنَقَّاهْ} وانْتَقاه: اخْتارَهُ) . ويقالُ: {تَنَقَّاهُ تَخَيَّرَهُ، والمَعْنى واحِدٌ؛ وَمِنْه الحديثُ: (} تَنَقَّهْ وتَوَقَّهْ) . قَالَ ابنُ الْأَثِير: رَواهُ الطّبْراني بالنونِ، أَي تَخَيَّر الصَّديقَ ثمَّ احْذَرْهُ؛ وَقَالَ غيرُهُ: تَبَقَّه، بالباءِ، أَي أَبْقِ المالَ وَلَا تُسْرف فِي الإِنْفاقِ وتَوَقَّ فِي الاكْتِسابِ.

( {ونَقْوَةُ الشَّيءِ} ونَقاوَتُهُ {ونَقاتُهُ، بفَتْحِهِنَّ،} ونُقاوَتُهُ ونُقايَتُهُ، بضمِّهِما: خِيارُهُ) وأَفْضَلُه، يكونُ ذلكَ فِي كلِّ شيءٍ؛ الأخيرَتَانِ عَن اللّحّياني.
وَقَالَ: الجَوْهري: {نُقاوَةُ الشَّيْء خِيارُه، وكَذلكَ النُّقايَةُ، بِالضَّمِّ فيهمَا، كأنَّه بُني على ضدِّه، وَهُوَ النُّفايَةُ، لأنَّ فُعالةً تَأْتي كثيرا فيمَا يَسْقُط من فَضْلهِ الشيءَ.
قالَ اللّحْياني:) (وجَمْعُ} النُّقاوَةِ) بالضَّمِّ، ( {نُقًى) ، كهُدًى، (} ونُقاءٌ) ، بالضَّمِّ والمدِّ، (وجَمْعُ النُّقايَةِ) ، بالضَّمِّ أَيْضاً، ( {نَقايَا} ونُقاءٌ) بِالضَّمِّ مَمْدوداً.
( {ونَقاةُ الطَّعام) ، بِالْفَتْح، (ونَقايَتُهُ، ويُضَمَّانِ: رَدِيئُهُ وَمَا أُلْقِيَ مِنْهُ) ؛ الضَّمُّ فِي} النُّقاةِ عَن اللّحْياني وَهِي قَلِيلةٌ، قالَ: وَهُوَ مَا يَسْقُط مِن قماشِه وتُرابِه: والفَتْح فيهمَا عَن ثَعْلَب وفَسَّرهما بالرَّدِيء.
وَفِي الصِّحاح: النَّقاةُ، مِثْلُ القَناةِ، مَا يُرْمَى من الطَّعامِ إِذا {نُقِّيَ؛ حكاهُ الأُمَوي. وقالَ بعضُهُم} نَقاةُ كلِّ شيءٍ رَدِيئُهُ مَا خَلا التَّمْر فإنَّ {نَقاتَهُ، خِيارُهُ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: والأَعْرَفُ فِي ذلكَ نَقاتُه ونُقايَتُه.
(} والنَّقا من الرَّمْلِ) ، مَفْتوحٌ مَقْصورٌ: (القِطْعَةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبَةً) .
وَفِي الصِّحاح: الكثيبُ مِن الرَّمْلِ.
وَقَالَ غيرُهُ: يقالُ هَذِه {نَقاةٌ مِن الرَّمْلِ للكثيبِ المُجْتَمِع الأبْيض الَّذِي لَا يُنْبِتُ شَيْئا.
قَالَ القالِي: يُكْتَبُ بالألفِ وبالياءِ، وأَنْشَدَ:
كَمثل} النَّقى يمشي الوَليدَانِ فَوْقَه
بِمَا احْتَسَبَا مِن لينِ مسٍ وتسْهَالِ (و) حَكَى يَعْقوب فِي تَثْنِيتِه: (هُما: {نَقَوانِ ونَقَيانِ) أَيْضاً، (ج} أَنْقاءٌ {ونُقِيٌّ) ، كعُتِيَ؛ قالَ أَبو نُخَيْلة:
واسْتَزْوَرَتْ مِن عالجٍ} نُقِيّا وَفِي الحديثِ: (خَلَقَ اللهاُ جُؤْجؤَ آدمَ من {نَقا ضَريَّة) ، أَي مِن رَمْلِها، وضَرِيَّةُ ذُكِرَ فِي محلِّه.
(وبناتُ} النَّقا: دُوَيْبَّةٌ تَسْكُنُ الرَّمْلَ) كأنَّها سَمَكةٌ مَلْساءُ فِيهَا بَياضٌ وحُمْرةٌ، وَهِي الحُلكةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة وشبَّه بَنانَ العَذارَى بهَا:
وأَبْدَتْ لنا كَفًّا كأَنَّ بَنانَها
بناتُ {النَّقا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُوأَنْشَدَ القالِي للرَّاعِي:
وَفِي القَلْب والحِنَّاءِ كفٌّ كأنَّها
بناتُ النَّقا لم يُعْطِها الزَّنْدَ قادِحُويقالُ لَهَا أَيْضاً: شَحْمَةُ النَّقا.
(} والنَّقْوُ {والنَّقا) ، بفَتْحِهما كَمَا هُوَ مُقْتَضى إطْلاقِه: (عَظْمُ العَضُدِ) ؛ وقيلَ: كلُّ عَظْمٍ مِن قَصَب اليَدَيْن والرِّجْلَيْن} نَقْوٌ على حِيالِه.
(أَو) {النِّقْوُ بالكسْر: (كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن الفرَّاء.
وَفِي كتابِ القالِي:} النَّقْي العَظْمُ المُمخ مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ؛ (ج {أَنْقاءٌ) .
وقالَ الأصْمعي:} الأَنْقاءُ كلُّ عَظْمٍ فِيهِ مُخٌّ، وَهِي القَصَبُ، قيلَ فِي واحِدِها {نِقْوٌ ونِقْيٌ أَي بكسْرِهما.
وَقَالَ غيرُهُ: يقالُ فِي واحِدِها نِقْيٌ ونَقًى بالكسْر وَالْفَتْح.
قَالَ القالِي: وأَنْشَدَ أَبو محمدِ بنُ رسْتُم لابنِ لجا:
طَوِيلَة والطّول مِن} أَنْقائِها أَي مِن عِظامِها المُمِخّةِ.
( {والنِّقْيُ) ، بالكسْر وإطْلاقه عَن الضَّبْط غَيْر صَحِيح: (المُخُّ) ، أَي مُخُّ العِظام، وشَحْمُها، وشَحْمُ العَيْن مِن السِّمَنِ، والجَمْع} أَنْقاءٌ. (ورجُلٌ {أَنْقَى وامرأَةٌ} نَقْواءُ: دَقِيقَا القَصَبِ) .
وَفِي التهذيبِ: رجُلٌ أَنْقَى دَقِيقُ عَظْم اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن والفَخذِ، وامرأَةٌ {نَقْواءُ.
(و) قَالُوا: (ثِقَةٌ} نِقَةٌ) وَهُوَ (إتْباعٌ) كأنَّهم حَذَفُوا وَاو {نِقْوَة، حَكَى ذلكَ ابنُ الأعْرابي.
(} والنُّقاوَةُ، بالضَّمِّ: نَبْتٌ) يُخْرِجُ عِيداناً سَلِتةً ليسَ فِيهَا وَرَق وَإِذا يَبِسَ ابْيضَّ (يُغْسَلُ بِهِ الثِّيابُ) فيَتْركُها بَيْضاءَ بَيَاضًا شَدِيدا، (ج {نُقاوَى) ، بالضَّمِّ أَيْضاً؛ هَذَا قولُ أَبي حنيفَةَ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرابي: هُوَ أَحْمر كالنَّكعَةِ، وَهِي ثَمَرةُ} النُّقاوَى، وَهُوَ نَبْتٌ أَحْمر، وأَنْشَدَ:
إلَيْكُم لَا يكون لكم خَلاةً
وَلَا نَكَع النُّقاوَى إذْ أَحالاوقال ثَعْلَب: النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ وجَمْعُه {نُقاوَيات، والواحِدَةُ} نُقاواةٌ {ونُقاوَى،} والنُّقاوَى: نَبْتٌ بَعَيْنِه لَهُ زَهْرٌ أَحْمر.
وَفِي الصِّحاح: {النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن الحَمْضِ.
قُلْتُ: هُوَ قولُ ابْن الأعْرابي وأَنْشَدَ للحَذْلَمي:
حَتَّى شَتَتْ مِثْلَ الأشاءِ الجُونِ
إِلَى نُقاوَى أَمْعَزِ الدّفِينِ (} وأَنْقَتِ الإبِلُ) : أَي (سَمِنَتْ) وصارَ فِيهَا {نِقْيٌ، وكَذلكَ غيرُها؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ للراجزِ فِي صفَةِ الخَيْل:
لَا يَشْتَكِينَ عَمَلاً مَا} أَنْقَيْنْ
مَا دامَ مُخٌّ فِي سُلامي أَو عَيْن ْوقال غيرُهُ:! الأنْقاءُ فِي الناقَةِ أَوَّل السِّمَن فِي الإقْبالِ وَآخر الشَّحْم فِي الهُزالِ؛ وناقَةٌ {مُنْقِيَةٌ ونُوقٌ مَناقٍ: أَي ذَواتُ شَحْمٍ.
ويقالُ: هَذِه شاةٌ لَا} تُنْقِي؛ وَمِنْه حديثُ الْأُضْحِية: (الكَسِيرُ الَّذِي لَا يُنْقي) أَي لَا مُخّ لَهُ لضعْفِه وهُزالِه.
(و) مِن المجازِ: {أَنْقَى (البُرُّ) : إِذا (سَمِنَ) وجَرَى فِيهِ الدَّقيقُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} التَّنْقِيَةُ: التَّنْظيفُ.
وانْتاقَهُ: انْتَقَاهُ، مَقْلوبٌ، قالَ:
مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي وَقَالَ بعضُهم: هُوَ مِن النِّيقَةِ، وَقد تقدَّمَ.
ويُجْمَعُ نَقا الرَّمْل أَيْضاً على نُقيان بِالضَّمِّ.
وفخذٌ {نَقْواءُ: دَقيقَةُ القَصَبِ نحِيفَةُ الجِسْمِ قَلِيلةُ اللحْمِ فِي طولٍ.
وَقَالَ أَبُو سعيدٍ:} نِقَةُ المَال، كعِدَةٍ: خِيارُهُ.
ويقالُ: أَخَذْتُ {نِقَتي مِن المالِ أَي مَا أَعْجَبَني مِنْهُ} وآنَقَني.
قالَ الأزْهري: أَصْلُه {نِقْوَةٌ وَهُوَ مَا} انْتُقِيَ مِنْهُ، وليسَ مِن {الأَنَقِ فِي شيءٍ.
} والمُنَقِّي: الَّذِي! يُنَقِّي الطَّعامَ أَي يُخْرجُه مِن قِشْرِه وتِبْنِه؛ وَبِه فُسِّر حديثُ أُمِّ زَرْع: (ودائِسٍ ومُنَقَ) ، ويُرْوَى بكسْرِ النونِ، والأوَّل أَشْبَه؛ وَهُوَ أَيْضاً لَقَبُ أَبي بَكْرِ أَحْمدِ ابنِ طَلْحة المُحدِّث رَوَى عَنهُ ابنْ البطَر.
وأَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبي سعيِدٍ {المُنَقّي عَن ابنِ الطيوري، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر.
وعبدُ العزيزِ بنُ عليِّ بنِ المُنَقِّي عَن نَصْرِ اللهاِ القزَّاز.
وبفتح الْمِيم وَسُكُون النُّون: محمدُ بنُ الفَضْل المُرابِط} المَنْقي عَن حَسَن بنِ محمدٍ الْخَولَانِيّ، قيَّدَه السّلفي.
{ونَقَوْتُ العَظْم وانْتَقَيْتُه: اسْتَخْرَجْت مُخَّه؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي:
وَلَا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعالنَا
وَلَا} نَنْتَقي المُخَّ الَّذِي فِي الجَماجِمِوفي حديثِ أُمِّ زَرْع: (وَلَا سَمِينٌ {فيُنْتَقَى) ، أَي لَيسَ لَهُ نِقْيٌ فيُسْتَخْرج.
وَفِي حديثِ عَمْرو بنِ العاصِ يصِفُ عُمَرَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (} ونَقَتْ لَهُ مُخَّتَها) ، يَعْني الدُّنيا يَصِفُ مَا فُتِح لَهُ مِنْهَا.
{وأَنْقَى العُودُ: جَرَى فِيهِ الماءُ وابْتَلَّ.
} والنّقْوَاءُ، مَمْدودٌ: قُرْبَ مكَّةَ من يلَملَم؛ قَالَ ياقوت: هُوَ فَعْلاءُ من {النّقْوِ، سُمِّي بذلكَ إمَّا لكَثْرةِ عُشْبِها فتَسْمَن بِهِ الماشِيَةُ فتَصِير ذاتَ} أَنْقاءٍ، وإمّا لصُعُوبَتِها فتُذْهِب ذلكَ؛ وأنْشَدَ للهُذَلي: ونزعت من غُصْنٍ تحرّكُه الصَّبا
بثِنْيَة {النّقْواء ذَات الأعْبلِ} ونَقْوٌ، بِالْفَتْح: قَرْيةٌ بصَنْعاء اليَمَن، والمحدِّثُونَ يحرِّكُونَه، مِنْهَا: أَبو عبدِ اللهاِ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهاِ بنِ محمدٍ {النَّقْويّ سَمِعَ إسْحاق الدبرِي، وَعنهُ حمزةٌ ابنُ يوسفَ السّهمي.
وكورَةٌ بمِصْرَ بحوفها، يقالُ لَهَا نقو أَيْضاً عَن ياقوت.
} وأَنْقَى: إِذا بَلَغَ النّقاءَ.
(ن ق و)

نقى الشَّيْء نقاوة ونقاء، فَهُوَ نقي، وَالْجمع: نقاء، ونقواء، الْأَخِيرَة نادرة.

وأقاه، وتنقاه، وانتقاه: اخْتَارَهُ.

ونقوة الشَّيْء، ونقاوته ونقايته، ونقاته: خِيَاره، يكون ذَلِك فِي كل شَيْء.

قَالَ اللحياني: وَجمع النقاوة: نقاً ونقاء. وَجمع النقاية: نقايا ونقاء.

ونقاة الطَّعَام: مَا القي مِنْهُ.

وَقيل: هُوَ مَا يسْقط مِنْهُ من قماشه وترابه، عَن اللحياني، قَالَ: وَقد يُقَال: النقاة، بِالضَّمِّ، وَهِي قَليلَة.

وَقيل: نقاته، ونقايته، ونقايته: رديئه، عَن ثَعْلَب، وَلَا اعرف فِي ذَلِك: نقاته، ونقايته.

والنقا من الرمل: الْقطعَة تنقاد محدودبة. والتثنية: نقوان، ونقيان، وَقد تقدم فِي الْيَاء. وَالْجمع: أنقاء، ونقى، قَالَ أَبُو نخيلة:

واستردفت من عالج نقياًّ

والنقو، والنقا: عظم الْعَضُد.

وَقيل: كل عظم فِيهِ مخ، وَالْجمع: أنقاء.

وَرجل انقى، وَامْرَأَة نقواء: دَقِيقًا الْقصب.

وَقَالُوا: ثِقَة نقة، فأتبعوا كَأَنَّهُمْ حذفوا وَاو " نقوة " حكى ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي.

والنقاوى: ضرب من الحمض قَالَ الحذلمي:

إِلَى نقاوى أمعز الدفين

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: النقاوى: تخرج عيدانا سلبة، لَيْسَ فِيهَا ورق، وَإِذا يَبِسَتْ ابْيَضَّتْ، وَالنَّاس يغسلون بهَا الثِّيَاب، فتتركها بَيْضَاء بَيَاضًا شَدِيدا، واحدتها: نقاوةٌ.

غيو

الْغَيْن وَالْيَاء وَالْوَاو

غوى الرجل غيا، وغوى غواية، الْأَخِيرَة عَن أبي عبيد: ضل.

وَرجل غاو، وغوى، وغيان: ضال.

واغواه هُوَ، وَقَوله تَعَالَى: (قَالَ فبمَا اغويتني لأقعدن لَهُم صراطك الْمُسْتَقيم) قيل فِيهِ: من اجل آدم لأقعدن لَهُم صراطك: أَي على صراطك، وَمثله قَوْله: ضرب زيد الظّهْر والبطن، الْمَعْنى: على الظّهْر والبطن.

وَقَوله تَعَالَى: (والشُّعَرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ) قيل فِي تَفْسِيره: الْغَاوُونَ: الشَّيَاطِين. وَقيل أَيْضا: الْغَاوُونَ من النَّاس. قَالَ الزّجاج: وَالْمعْنَى أَن الشَّاعِر إِذا هجا بِمَا لَا يجوز هوى ذَلِك قوم واحبوه، فهم الْغَاوُونَ. وَكَذَلِكَ إِن مدح ممدوحا بِمَا لَيْسَ فِيهِ احب ذَلِك قوم وتابعوه فهم الْغَاوُونَ.

وَأَرْض مغواة: مضلة. والأغوية: الْمهْلكَة.

والأغوية: الحفرة تحتفر للأسد.

وَهِي: المغواة. وَفِي الْمثل: " من حفر مغواة وَقع فِيهَا ".

وتغاووا عَلَيْهِ: تعاونوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ.

وتغاووا عَلَيْهِ: جَاءُوهُ من هُنَا وَهنا وَإِن لم يقتلوه.

وغوى الفصيل والسخلة غوى، فَهُوَ غو: بشم من اللَّبن.

وَقيل: هُوَ أَن يمْنَع من الرَّضَاع حَتَّى يهزل وتسوء حَاله ويكاد يهْلك. قَالَ يصف قوسا:

معطفة الْأَثْنَاء لَيْسَ فصيلها ... برازئها درا وَلَا ميت غوى

وَهُوَ لغية، ولغية: أَي لزنية. قَالَ اللحياني: الْكسر فِي غية قَلِيل.

والغاوي: الْجَرَاد، تَقول الْعَرَب: إِذا اخصب الزَّمَان جَاءَ الغاوي والهاوي. الهاوي: الذِّئْب. وَقد تقدم.

وغوى، وغوية، وغوية: أَسمَاء.

وَبَنُو غيان: حَيّ هم الَّذين وفدوا على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُم: " من انتم؟ فَقَالُوا: بَنو غيان، قَالَ لَهُم: بل بَنو رشدان " فبناه على " فعلان " علما مِنْهُ أَن غيان " فعلان "، وَأَن " غعلان " فِي كَلَامهم مِمَّا فِي آخِره الْألف وَالنُّون اكثر من " فعال " مِمَّا فِي آخِره الْألف وَالنُّون. وَسَيَأْتِي تَعْلِيل رشدان فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.