Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يزعم

الأَخْذُ

الأَخْذُ: التَّناوُلُ،
كالتَّأْخاذِ، والسِّيرَةُ، والإِيقاعُ بالشَّخْصِ، والعُقوبَةُ، وبالكسر: سِمَةٌ على جَنْبِ البَعيرِ إذا خِيفَ به مَرَضٌ، وبضمَّتينِ: الرَّمَدُ، والغُدْرانُ،
جَمْعُ إخاذٍ وإخاذَةٍ، وبالتحريكِ: تُخَمَةُ الفَصيلِ من اللَّبَنِ، وجنونُ البَعيرِ، والرَّمَدُ عن ابنِ السِّيدِ، فِعْلُهُما: كفَرِحَ.
والأُخْذَةُ، بالضم: رُقْيَةٌ كالسِّحْرِ، أو خَرَزَةٌ يُؤَخَّذُ بها.
والأَخِيذُ: الأَسيرُ، والشَّيْخُ الغَريبُ.
والإِخاذَةُ، ككِتابَةٍ: مَقْبِضُ الحَجَفَةِ، وأرضٌ تَحُوزُها لنَفْسِكَ،
كالإِخاذِ، وأرضٌ يُعْطيكها الإِمامُ لَيْسَتْ مِلْكاً (لآِخَرَ) .
والآخِذُ من الإِبِلِ: ما أخَذَ فيه السِّمَنُ أو السِّنُّ،
وـ من اللَّبَنِ: القارِصُ.
وأخُذَ اللَّبَنُ، كَكَرُمَ،
أُخُوذَةً: حَمُضَ. وأخَّذْتُهُ تأخيذاً.
ومآخِذُ الطَّيْرِ: مَصايِدُها.
والمُسْتَأْخِذُ: المُطأطِئُ رأسَهُ من وَجَعٍ، والمُسْتَكينُ الخاضِعُ،
كالمُؤْتَخِذِ،
وـ من الشَّعْرِ: الطَّويلُ.
وآخَذَهُ بِذَنْبِهِ مُؤاخَذَةً، ولا تَقُلْ: واخَذَهُ،
ويقالُ: ائْتَخَذوا، بهمزتينِ: أخَذَ بعضُهم بعضاً.
ونُجومُ الأَخْذِ: مَنازِلُ القَمَرِ، أو التي يُرْمَى بها مُسْتَرِقُو السَّمْعِ.
وذَهبوا ومَن أخَذَ إخْذُهُم، بكسر الهمزةِ وفتحها، ورَفْعِ الذالِ ونَصْبِها، ومن أخْذُهُ أخْذُهُم، ويكسرُ، أي: مَنْ سارَ سِيرتَهُمْ، وتَخَلَّقَ بخَلائِقِهِم.
وبادِرْ بِزَنْدِكَ أُخْذَةَ النارِ، بالضم: وهي بُعَيْدَ صَلاةِ المَغْرِبِ، يَزْعمــونَ أنها شَرُّ ساعةٍ يُقْتَدَحُ فيها.
واسْتَخَذَ أرضاً: اتَّخَذَها.

زكى

زك

ى1 زَكِىَ, (K,) aor. ـْ inf. n. زَكَاةٌ, i. q. زَكَا, aor. ـْ as meaning It increased, or augmented; (Lh, ISd, K, * TA;) and produced fruit: (TA:) and ↓ تزكّى signifies the same. (K.) A2: Also He thirsted. (Th, K.) 5 تَزَكَّىَ see above; and see art. زكو.

زَكِىٌّ: see art. زكو.
(زكى) الشَّيْء أزكاه وَأَصْلحهُ وطهره وَنَفسه مدحها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَا تزكوا أَنفسكُم} وَيُقَال أَيْضا زكى الشُّهُود عدلهم وَمِنْه تَزْكِيَة المرشح لعمل مَا وَمَاله أدّى زَكَاته
[زكى] نه: فيه: الزكاة لغة الطهارة والنماء والبركة والمدح وهي مشتركة بين المخرج والفعل فتطلق على بعض المال المزكى به وعلى التزكية ومن الثاني "والذين هم "للزكاة" فاعلون" فالزكاة طهرة للأموال وزكاة الفطر طهرة للأبدان. ك: ولأنها تقي المال من الآفات والنفس من البخل وتثمر لها الكرم وتستجلب البرة. ط: فإن صلاة الرجل مع الرجل "أزكى" أي أكثر ثوابًا أو أطهر من رجس الشيطان وتسويله. وفيه: فأديا "زكاتهما" فيه دليل وجوب الزكاة في الحلي المباح، وفي الجديد للشافعي لا يجب، وحملوا الحديث على التطوع أو زكاة الإعارة، وح عمرو ضغيف. نه: وفيه كان اسمها برة فغيره وقال "تزكى" نفسها، من زكى نفسه إذا وصفها وأثنى عليها. وفي ح الباقر: "زكاة" الأرض يبسها، أي طهارتها من النجاسة كالبول بأن يجف ويذهب أثره. وفي ح معاوية: إنه قدم المدينة بمال فسأل عن الحسن بن علي فقيل إنه بمكة "فأزكى" المال ومضى فلقي الحسن فقال: قدمت بمال فلما بلغني شخوصك أزكيته وها هو ذا، كأنه يريد أوعيته مما تقدم. ك: وادفني مع صواحبي بالبقيع لا "أزكي" أبدا - بضم همزة وفتح زاي وكاف، أي لا يثني علي بسبب الدفن معهم، وضب على لفظ أبدًا في بعضها. وفيه: يحفظ "زكاة" رمضان، أي صدقة الفطر. ن: "خيرًا منه "زكاة" أي إسلاما، وقيل صلاحا "ورحما" أي رحمة لوالديه وبرا. غ"يزكون" أنفسهم" يزعمــون أنهم أزكياء. و"نفسا "زكية"" طاهرة لم تجن ما يوجب قتلها. و""ما زكى" منكم" ما طهر. و"وأوصاني بالصلاة و"الزكاة" أي الطهارة و"ذلكم "ازكى"" أي أنمى وأعظم بركة. و"قد أفلح من "زكاها"" قربها إلى الله. "وما عليك "ألا يزكى"" أن لا يسلم فيتطهر من الشرك.

الصّلح

الصّلح: رفع الْخُصُومَة بَين المتداعيين.
الصّلح:
[في الانكليزية] Peace ،reconciliation ،arrangement
[ في الفرنسية] Entente ،concordat ،paix
بالضم وسكون اللام في اللغة اسم من المصالحة خلاف المخاصمة مأخوذ من الصّلاح وهو الاستقامة. يقال صلح الشيء إذا زال عنه الفساد. وفي الشريعة عقد يرفع النزاع أي يكون المقصود، والغرض منه رفع النزاع، فلا يرد هبة الدّين ممن عليه الدّين بعد المطالبة والدعوى، فإنّه يرتفع النزاع بذلك أيضا. لكن المقصود الأصلي من الهبة مطلقا ليس رفع النزاع، كذا ذكر في البرجندي.
اعلم أنّ الصلح باعتبار أحوال المدّعى عليه على ثلاثة أضرب، لأنّ الخصم وقت الدعوى إمّا أن يجيب أو يسكت، والأوّل إمّا بالإقرار أو الإنكار. فالأول أي الصلح بالإقرار فحكمه كالبيع إن وقع عن مال بمال لوجود معنى البيع وهو مبادلة المال بالمال بالتراضي فتجرى فيه أحكام البيع كالشّفعة والرّدّ بالعيب وخيار الرؤية والشرط، وحكمه كالإجارة، فيشترط التوقيت ويبطل بموت أحدهما وبهلاك المحلّ في المدة. والثاني والثالث أي الصلح على الإنكار والسكوت معاوضة في حقّ المدّعي وفداء يمين وقطع نزاع في حقّ المدّعى عليه، فلا شفعة في صلح عن دار لأنّ المدّعى عليه يزعم أنّ تلك الدار ملكه، وغرضه بالصلح استبقاء ملكه على ما كان، وتجب في صلح على دار لأنّ المدّعي يأخذ تلك الدار عوضا عن ملكه فيؤاخذ على زعمه.
ثم الصلح باعتبار بدليه على أربعة أوجه.
إمّا أن يكون عن معلوم على معلوم وهو جائز لا محالة. وإما أن يكون عن مجهول على مجهول، فإن لم يحتج فيه إلى التسليم مثل أن يدّعي حقّا في دار رجل وادّعى المدّعى عليه حقا في الأرض بيد المدعي فاصطلحا على ترك الدعوى من الجانبين جاز. وإن احتيج إليه وقد اصطلحا على أن يدفع أحدهما مالا ولم يبيّنه أو على أن يسلّم إليه ما ادّعاه لم يجز لأنّ الجهالة فيه تمنع التسليم والتسلّم. وإمّا أن يكون عن مجهول على معلوم وقد احتيج فيه إلى التسليم كما إذا ادّعى حقا في دار في يد رجل فاصطلحا على أن يعطيه المدّعي مالا معلوما ليسلّم المدّعى عليه ما ادّعاه وهو لا يجوز، وإن لم يحتج فيه إلى التسليم كما إذا اصطلحا في هذه الصورة على أن يترك المدّعي دعوه بمال معلوم يعطيه المدّعى عليه فهذا جائز. وإمّا أنّ يكون عن معلوم على مجهول وقد احتيج إلى التسليم لا يجوز وإن لم يحتج إليه جاز.
والأصل في ذلك أنّ الجهالة المفضية إلى المنازعة الممانعة عن التسليم والتسلّم مفسدة، والجهالة التي ليست هذه صفتها لا تكون مفسدة، هكذا في العناية شرح الهداية والطحاوي شرح الدر المختار. والصّلح عند الصوفية عبارة عن قبول الأعمال والعبادات، كما وقع في بعض الرسائل.

الصَّدَى

الصَّدَى: الرجلُ اللطيفُ الجَسَدِ، والجَسَدُ من الآدَمِيِّ بعدَ مَوْتِهِ، وحَشْوُ الرأسِ، والدِماغُ، وطائِرٌ يَصِرُّ بالليلِ، يَقْفِزُ قَفَزاناً، وطائِرٌ يَخْرُجُ من رأسِ المَقْتُولِ إذا بَلِيَ، يَزْعُمُ الجاهِلِيَّةُ، وفِعْلُ المُتَصَدِّي، والعالِمُ بِمَصْلَحَةِ المالِ، والعَطَشُ، صَدِيَ، كَرَضِيَ، صَدًى، فهو صَدٍ وصادٍ وصَدْيانُ، وهي صَدْيا وصادِيَةٌ، وما يَرُدُّه الجبلُ على المُصَوِّتِ فيه، وذَكَرُ البُومِ، وسَمَكَةٌ سَوْداءُ طويلةٌ.
والصَّوادِي: النَّخِيلُ الطِوالُ.
وأصَمَّ اللهُ صَدَاهُ: أهْلَكَهُ.
والتَّصْدِيَةُ: التَّصْفِيقُ،
كالصَّدْوِ، أو تَفْعِلَةٌ من الصَّدِّ، لأنهم كانوا يَصُدُّونَ عن الإِسْلامِ.
وصادَاهُ: داجاهُ، وداراهُ، وساتَرَهُ، وعارَضَه.
وتَصَدَّى له: تَعَرَّضَ.
وأصْدَى: ماتَ،
وـ الجَبَلُ: أجابَ بالصدَى.
وصَدْيانُ: ع. وكسُمَيٍّ: ماءٌ، وفَرَسٌ، وابنُ عَجْلانَ: صَحابِيٌّ.
والصُّدَى، مُخَفَّفَةً: سَيْفُ أبي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، رضِي الله تعالى عنه.

شَرِهَ

شَرِهَ، كفَرِحَ: غَلَبَ حِرْصُهُ، فهو شَرِهٌ وشَرْهانُ. وإهْيَا، بكسر الهمْزة،
وأشَرْ إِهْيَا، بفتح الهمزةِ والشين، يُونانِيَّةٌ، أي: الأَزَلِيُّ الذي لم يَزَلْ، وليس هذا مَوْضعَهُ، لكن لأَِنَّ الناسَ يَغْلَطُونَ،
ويقولونَ: أهْيا شَراهِيَا، وهو خَطَأٌ على ما يَزْعُمُــهُ أحْبارُ اليهودِ.

بابِلُ

بابِلُ، كصاحِبٍ: ع بالعِراقِ، وإليه يُنْسَبُ السِحْرُ والخَمْرُ.
والبابِليُّ: السَّمُّ،
كالبابِلِيَّةِ.
بابِلُ:
بكسر الباء: اسم ناحية منها الكوفة والحلّة، ينسب إليها السحر والخمر، قال الأخفش: لا ينصرف لتأنيثه، وذلك أن اسم كل شيء مؤنث إذا كان علما وكان على أكثر من ثلاثة أحرف فإنه لا ينصرف في المعرفة، وقد ذكرت فيما يأتي في ترجمة بابليون معنى بابل عند أهل الكتاب، وقال المفسرون في قوله تعالى: وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، قيل بابل العراق، وقيل بابل دنباوند، وقال أبو الحسن: بابل الكوفة، وقال أبو معشر: الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في الزمن الأول، ويقال: إن أول من سكنها نوح، عليه السلام، وهو أول من عمرها، وكان قد نزلها بعقب الطوفان، فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدّفء، فأقاموا بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد نوح، وملّكوا عليهم ملوكا، وابتنوا بها المدائن، واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات، إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر، ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة، وموضعهم هو الذي يقال له السواد، وكانت ملوكهم تنزل بابل، وكان الكلدانيون جنودهم، فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم، ثم قتل منهم خلق كثير فذلوا وانقطع ملكهم، وقال يزدجرد بن مهبندار: تقول العجم: إن الضحاك الملك الذي كان له بزعمهم ثلاثة أفواه وستّ أعين، بنى مدينة بابل العظيمة، وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا
ونصفا، وهو الذي أسره أفريدون الملك وصيّره في جبل دنباوند، واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس عيدا، وهو المهرجان، قال: فأما الملوك الأوائل أعني ملوك النبط وفرعون إبراهيم فإنهم كانوا نزلا ببابل، وكذلك بخت نصّر، الذي يزعم أهل السير أنه ممّن ملك الأرض بأسرها، انصرف بعد ما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها، قال أبو المنذر هشام بن محمد: إن مدينة بابل كانت اثني عشر فرسخا في مثل ذلك، وكان بابها مما يلي الكوفة، وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصّر إلى موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة، لأنه كان يجري معه، قال: ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار واشتق اسمها من اسم المشتري، لأن بابل باللسان البابلي الأول اسم للمشتري، ولما استتمّ بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه من العلماء وبنى لهم اثني عشر قصرا، على عدد البروج، وسماها بأسمائهم، فلم تزل عامرة حتى كان الإسكندر، وهو الذي خرّبها. وحدث أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه: حدثنا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران، قالا: حدثنا عمرو بن ناجية حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي ابن أبي طالب عن أنس بن مالك، قال: لما حشر الله الخلائق إلى بابل، بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية، فجمعهم إلى بابل، فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له، إذ نادى مناد: من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء، فقام يعرب ابن قحطان [1] فقيل له: يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو، فكان أول من تكلم بالعربية، ولم يزل المنادي ينادي: من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا، حتى افترقوا على اثنين وسبعين لسانا، وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن، فسميت بابل، وكان اللسان يومئذ بابليّا، وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والإيمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس، حتى انتهوا إلى العراق، فقال بعضهم لبعض: افترقوا، فقال ملك الإيمان: أنا أسكن المدينة ومكة، فقال ملك الحياء: وأنا معك، فاجتمعت الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال ملك الشقاء: أنا أسكن البادية، فقال ملك الصحة: وأنا معك، فاجتمعت الأمة على أن الشقاء والصحة في الأعراب، وقال ملك الجفاء: أنا أسكن المغرب، فقال ملك الجهل: وأنا معك، فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر، وقال ملك السيف: أنا أسكن الشام، فقال ملك البأس: وأنا معك، وقال ملك الغنى: أنا أقيم ههنا، فقال ملك المروءة: وأنا معك، وقال ملك الشرف: وأنا معكما، فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق. قلت: هذا خبر نقلته على ما وجدته، والله المستعان عليه.
وقد روي أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سأل دهقان الفلّوجة عن عجائب بلادهم، فقال:
كانت بابل سبع مدن، في كل مدينة أعجوبة ليست في الأخرى، فكان في المدينة التي نزلها الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها وقراها وأنهارها، فمتى التوى أحد بحمل الخراج من جميع البلدان، خرق أنهارهم فغرّقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى يرجعوا عما هم به، فيسد بإصبعه تلك الأنهار [1] هكذا في الأصل.
فيستدّ في بلدهم. وفي المدينة الثانية حوض عظيم، فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن يحضره من منزله شرابا يختاره، ثم صبه في ذلك الحوض، فإذا جلسوا للشراب شرب كل واحد شرابه الذي حمله من منزله. وفي المدينة الثالثة طبل معلق على بابها، فإذا غاب من أهلها إنسان وخفي أمره على أهله وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت، ضربوا ذلك الطبل، فإن سمعوا له صوتا فإن الرجل حيّ، وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل قد مات.
وفي المدينة الرابعة مرآة من حديد، فإذا غاب الرجل عن أهله وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته، أتوا تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو فيها. وفي المدينة الخامسة أوزّة من نحاس على عمود من نحاس منصوب على باب المدينة، فإذا دخلها جاسوس صوّتت الأوزّة بصوت سمعه جميع أهل المدينة، فيعلمون أنه قد دخلها جاسوس. وفي المدينة السادسة قاضيان جالسان على الماء، فإذا تقدّم إليهما الخصمان وجلسا بين أيديهما غاص المبطل منهما في الماء. وفي المدينة السابعة شجرة من نحاس ضخمة كثيرة الغصون لا تظلّ ساقها، فإن جلس تحتها واحد أظلّته إلى ألف نفس، فإن زادوا على الألف، ولو بواحد، صاروا كلّهم في الشمس. قلت وهذه الحكاية كما ترى خارقة للعادات، بعيدة من المعهودات، ولو لم أجدها في كتب العلماء لما ذكرتها. وجميع أخبار الأمم القديمة مثله، والله أعلم.

البَلَقُ

البَلَقُ، محرَّكةً: سَوادٌ وبياضٌ،
كالبُلْقَةِ، بالضم، وارْتفاعُ التَّحْجِيلِ إلى الفَخِذَيْنِ.
وقد بَلِقَ، كفرِحَ وكرُمَ، بَلَقاً، وابْلَقَّ، فهو أبْلَقُ، وهي بَلْقاءُ،
و=: الفُسْطاطُ، والحُمْقُ الغيرُ الشديدِ، والرُّخامُ، والبابُ، وحِجارةٌ باليَمنِ تُضيءُ ما وراءَها كالزُّجاجِ.
و"طَلَبَ الأبْلَقَ العَقُوقَ"، أي: ما لا يُمْكِنُ، لأَن الأبْلَقَ: الذَّكَرُ، والعَقُوقَ: الحامِلُ، أو الأبْلَقُ العَقوقُ: الصُّبْحُ، لأَنه يَنْشَقُّ، من عَقَّهُ: شَقَّهُ. وكزُبَيرٍ: ماءٌ، وفرسٌ سَبَّاقٌ ومع ذلك كان يُعابُ، فَقالوا:
"يَجْري بُلَيْقُ ويُذَمُّ بُلَيْقُ": يُضْرَبُ في المُحْسِن يُذمُّ.
والأبْلَقُ الفَرْدُ: حِصْنٌ للسَمَوْألِ بنِ عادِيا، بناهُ أبوهُ، أو سُليمانُ، عليه السلام، بأرْضِ تَيْماءَ، وقَصَدَتْهُ الزَّبَّاءُ، فَعَجَزَتْ عنهُ وعنْ مارد، فَقَالَتْ: "تَمَرَّدَ مارِدٌ وعَزَّ الأبْلَقُ".
وبَلْقاءُ: د بالشامِ، وماءٌ لبَني أبي بَكْرٍ، وفَرَسٌ للْأَحْوَصِ بنِ جَعْفَرٍ، وأُخْرَى لعَيْزارَةَ.
والبَلُّوقةُ، كعَجُّورةٍ ويُضَمُّ: المَفازةُ، والأرضُ المُسْتَوِيَةُ اللَّيِّنَةُ، أو التي لا تُنْبِتُ إلا الرُّخامَى، أو البُقْعَةُ لا تُنْبِتُ البَتَّةَ،
كالبَلُّوقِ، كتَنُّورٍ، ج: بلاَليقُ،
وع بناحيةِ البَحْرَيْنِ فوقَ كاظِمَةَ، يَزْعُمــونَ أنه من مَساكِنِ الجِنِّ، وجَمَعَها عُمارةُ بنُ طارِقِ، فقال:
فَوَرَدَتْ من أيْمَنِ البَلالِقِ.
وبَلِقَ، كفَرِحَ: تَحَيَّرَ. وكنَصَرَ بُلوقاً: أسْرَعَ،
وـ السَّيْلُ الأحْجارَ: جَحَفَها،
وـ البابَ: فَتَحَه كلَّه، أو فَتْحاً شديداً،
كأَبْلَقَه فانْبَلَقَ، وأغْلَقَهُ، ضِدٌّ،
وـ الجاريَةَ: افْتَضَّها.
وبالِقانُ، بكسر اللامِ: ة بمَرْوَ.
وبَيْلَقانُ، بفتحها: د قُرْبَ دَرْبَنْدَ.
وأبْلَقَ الفَحْلُ: وَلَدَ بُلْقاً.
والتَّبْلِيقُ: إصْلاحُ البِئرِ السَّهْلَةِ بِتَوابِيتَ من ساجٍ.
ورَكِيَّةٌ مُبَلَّقَةٌ: مُصَلَّحَةٌ.
وابْلَقَّ الفرسُ إبْلِقاقاً،
وابْلاقَّ: صار أبْلَقَ.
وابْلَنْقَقَ الطريقُ: وَضَحَ من غيرِه.

اللُّوفُ

اللُّوفُ، بالضم: ة، ونباتٌ له بَصَلَةٌ كالعُنْصُلِ، وتُسَمَّى: الصَّرَّاخَةَ، لأنَّ له في يومِ المَهْرَجَانِ صَوْتَاً، يَزْعُمــونَ أنَّ مَنْ سَمِعَهُ يَموتُ في سَنَتِهِ، وشَمُّ زَهْرِهِ الذابِلِ يُسْقِطُ الجَنينَ، وأكْلُ أصلِهِ مُدِرٌّ مُنْعِظٌ، والطِلاءُ به مَسْحوقاً بِدُهْنٍ يُوقِفُ الجُذَامَ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ،
وة ولُفْتُ الطَّعامَ لَوْفاً: أكَلْتُهُ، أو مَضَغْتُه.
واللَّوْفُ من الكَلأَ والطَّعامِ: ما لا يُشْتَهَى، وأكلُ المالِ الكَلأَ يابِساً.
وكَلأ مَلوفٌ: قد غَسَلَهُ المَطَرُ. وكشَدَّادٍ: صانِعُ الزَّلاَلِيِّ.
ولُوفا، كَرُوما: نَباتٌ يُشْبِهُ حيَّ العالَمِ، أو نَوْعٌ منه مُجَرَّبٌ في الإِسْهَالِ المُزْمِنِ.

السَّمْعُ

السَّمْعُ: حِسُّ الأذُنِ، والأذُنُ، وما وَقَرَ فيها من شيءٍ تَسْمَعُه، والذِّكْرُ المَسْموعُ، ويكسرُ،
كالسَّماعِ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ، ج: أسْماعٌ وأسْمُعٌ،
جج: أسامِعُ، سمِع، كَعَلِمَ، سَمْعاً، ويكسرُ، أو بِالفتح: المَصْدَرُ، وبالكسر: الاسمُ، وسَماعاً وسَماعَةً وسَماعِيَةً، وتَسَمَّعَ واسَّمَّعَ.
والسَّمْعَةُ: فَعْلَةٌ من الإِسْماع، وبالكسر: هَيْئَتُه.
وسَمْعَكَ إليَّ، أي: اسْمَعْ مِنِّي.
وقالوا: ذلك سَمْعَ أُذُني، ويكسرُ،
وسَماعَها وسَماعَتَها، أي: إسْماعَها، وإن شِئْتَ قلْتَ: سَمْعاً، قال: ذلك إذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَكَ، وقالوا: أخَذْتُ عنه سَمْعاً وسَماعاً، جاؤوُا بالمَصْدَرِ على غيرِ فِعْلِه،
وقالوا: سَمْعاً وطاعةً؛ على إضْمارِ الفِعْلِ، ويُرْفَعُ، أي: أمْري ذلك، وسَمْعُ أُذُنِي فلاناً يقولُ ذلك وسَمْعَةُ أُذُنِي، ويُكْسَرانِ، وأُذُنٌ سَمْعَةٌ، ويُحَرَّكُ، وكفرحةٍ وشَريفةٍ وشَريفٍ، وسامِعَةٌ وسَمَّاعةٌ وسَموعٌ، وجمعُ الأخيرةِ: سُمُعٌ، بضمتين.
وما فَعَلَهُ رِياءً ولا سَمْعَةً، ويضمُّ ويُحَرَّكُ: وهي ما نُوِّهَ بذِكْرِهِ ليُرَى ويُسْمَعَ.
ورجلٌ سِمْعٌ، بالكسر: يُسْمَعُ، أو يقالُ: هذا امْرُؤٌ ذو سِمْعٍ، بالكسر،
وذو سَماعٍ، وفي الدعاءِ: اللهمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً، ويُفْتَحانِ، أي يُسْمَعُ ولاَ يَبْلُغُ، أو يُسْمَعُ ولا يُحْتاجُ إلى أن يُبَلَّغَ، أو يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ، أو هو كَلاَمٌ يقولُهُ من يَسْمَعُ خَبَراً لا يُعْجِبُهُ.
والمِسْمَعُ، كمِنْبَرٍ: الأذُنُ،
كالسامِعَةِ،
ج: مَسامِعُ، وعُرْوَةٌ في وسَطِ الغَرْبِ يُجْعَلُ فيها حَبْلٌ لتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ، وأبو قَبيلَةٍ، وهم المَسامِعَةُ، والخَشَبَتَانِ تُدخَلانِ في عُرْوَتَيِ الزِنْبيلِ إذا أُخْرِجَ به التُّرابُ من البِئْرِ. وكمَقْعَدٍ: المَوْضِع الذي يُسْمَعُ منه.
وهو مِنِّي بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ: بِحَيْثُ أراهُ وأسْمَعُ كَلامَهُ.
وهو بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها: إذا لم يُدْرَ أيْنَ تَوَجَّهَ، أو مَعْناهُ بَيْنَ سَمْعِ أهْلِ الأرْضِ، فَحُذِفَ المُضافُ، أو بِأَرْضٍ خالِيَةٍ ما بها أحَدٌ، أي: لا يَسْمَعُ كلاَمَهُ أَحدٌ، ولا يُبْصِرُهُ أحَدٌ إلاَّ الأرْضُ القَفْرُ، أو سَمْعُها وبَصَرُها: طولُها وعَرْضُها، ويقالُ: ألْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها: إذا غَرَّرَ بها، وألْقاها حَيْثُ لا يُدْرَى أيْنَ هو، أو حَيْثُ لا يُسْمَعُ صَوْتُ إنْسانٍ، ولا يُرَى بَصَرُ إنْسانٍ. وسَمَّوْا: سَمْعونَ وسَمَاعَةَ، مُخَفَّفَةً، وسِمْعانَ بالكسرِ، وكزُبَيْرٍ.
ودَيْرُ سِمْعانَ، بالكسر: ع بِحَلَبَ،
وع بِحِمْصَ به دُفِنَ عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ، ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِمْعانَ، بالكسر، السِّمْعانِيُّ: أبو منصورٍ محدِّثٌ، وبالفتح، (ويكسرُ) : الإِمامُ أبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ مُحمدٍ السَّمْعانِيُّ، وابْنُه الحافظُ أبو بكرٍ محمدٌ.
وكأَميرٍ: المُسْمِعُ والسامِعُ، والأسَدُ يَسْمَعُ الحِسَّ من بُعْدٍ.
وأُمُّ السميعِ، وأُمُّ السَّمْعِ: الدِماغُ.
والسَّمَعُ، محركَّةً، أَو كعِنَبٍ: هو ابنُ مالِكِ بنِ زيدِ بنِ سَهْلٍ، أَبو قبيلةٍ من حِمَيْرَ منهم: أَبو رُهْمٍ أَحْزابُ بن أَسيدٍ، وشُفْعَةُ؛ التابِعيَّانِ، ومحمدُ بنُ عَمْرٍو من تابِعي التابعينَ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عَيَّاشٍ المُحدِّثُ، أَو يقالُ في النِّسْبَةِ أَيضاً: سِماعِيٌّ، بالكسر.
والسُّمَّعُ، كسُكَّرٍ: الخفيفُ، ويوصَفُ به الغولُ.
والسَّمَعْمَعُ: الصغيرُ الرأسِ أَو اللِّحْيَةِ، والدَاهيةُ، والخفيفُ السريعُ، ويوصَفُ به الذئبُ، والمرأةُ الكالِحَةُ في وجْهِكَ المُوَلْوِلَةُ في أثَرِكَ، والرجلُ الطويلُ الدَّقيقُ. وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ، كقِرْشَبَّةٍ وطُرْطُبَّةٍ، وتُكْسَرُ الفاءُ واللامُ، وفي: ن ظ ر.
ويقالُ فيها: سِمْعَنَةٌ، كخِرْوَعَةٍ، مُخَفَّفَةَ النونِ، أي: مُسْتَمِعَةٌ سَمَّاعةٌ.
والسِمْعُ، بالكسر: الذِكْرُ الجميلُ، ووَلَدُ الذئبِ من الضَّبُعِ، وهي: بهاءٍ، يَزْعُمــونَ أنه لا يموتُ حَتْفَ أنْفِهِ، كالحَيَّةِ، وفي عَدْوِهِ أسرَعُ من الطَّيْرِ، ووَثْبَتُهُ تَزيدُ على ثلاثينَ ذِراعاً، وبلا لامٍ: جَبَلٌ.
وفَعَلْتُه تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لَكَ، أي: لِتَسْمَعَه.
والسَّماعُ: بَطْنٌ. وكقَطامِ، أَي: اسْمَعْ.
والسُّمَيْعِيَّةُ، كزُبَيْرِيَّةٍ: ة قُرْبَ مَكَّةَ.
وأسْمَعَه: شَتَمَهُ،
وـ الدَّلْوَ: جَعَلَ لها مِسْمَعَاً، وكذا الزِّنْبيل.
والمُسْمِعُ، كمُحْسِنٍ: القَيْدُ، وبهاءٍ: المُغَنِّيَةُ.
والتَّسْميعُ: التَّشْنيعُ والتَّشْهيرُ، وإزَالةُ الخُمولِ بِنَشْرِ الذِّكْرِ، والإِسْماعُ. وكمُعَظَّمٍ: المُقَيَّدُ المُسَوْجَرُ.
واستَمَعَ له، وإليه: أَصْغَى، وتَسامَعَ به الناسُ،
وقولهُ تعالى: {واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ} ، أَي: غيرَ مَقْبولٍ ما تقولُ، أَو اسْمَعْ لا أُسْمِعْتَ.

الهامة

(الهامة) الدَّابَّة وكل ذِي سم يقتل سمه (ج) هوَام
(الهامة) الرَّأْس وَأَعلاهُ أَو وَسطه وَيُقَال هُوَ هَامة الْقَوْم سيدهم وَرَئِيسهمْ وَجَمَاعَة النَّاس وطائر صَغِير من طير اللَّيْل يألف الْمَقَابِر والبومة وطائر يزْعم الْعَرَب أَنه يخرج من هَامة الْقَتِيل وَيَقُول اسقوني اسقوني حَتَّى يُؤْخَذ بثأره وَيُقَال لَهُ الصدى (ج) هام وَبَنَات الْهَام مخ الدِّمَاغ

الجَلْسَدُ

الجَلْسَدُ: صَنَمٌ.
الجَلْسَدُ:
اسم ضم كان بحضرموت ولم أجد ذكره في كتاب الأصنام لأبي المنذر هشام بن محمد الكلبي، ولكني قرأت في كتاب أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري: أخبرنا ابن دريد قال أخبرني عمي الحسين بن دريد قال أخبرني حاتم بن قبيصة المهلّبي عن هشام بن الكلبي عن أبي مسكين قال: كان بحضرموت صنم يسمى الجلسد تعبده كندة وحضرموت، وكانت سدنته بني شكامة بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن ثور بن مرتع وهو كندة ثم أهل بيت منهم يقال لهم بنو علّاق، وكان الذي يسدنه منهم يسمى الأخزر بن ثابت، وكان للجلسد حمى ترعاه سوامه وغنمه، وكانت هوا في الغنم إذا رعت حمى الجلسد حرمت على أربابها، وكانوا يكلّمون منه، وكان كجثّة الرجل العظيم، وهو من صخرة بيضاء لها كرأس أسود، وإذا تأمّله الناظر رأى فيه كصورة وجه الإنسان قال الأخزر: فإني ليوما
عند الجلسد وقد ذبح له رجل من بني الامريّ بن مهرة ذبحا إذ سمعنا فيه كهمهمة الرعد، فأصغينا فإذا قائل يقول: شعار أهل عدم، انه قضاء حتم، ان بطش سهم فقد فاز سهم، فقلنا: ربنا وضاح وضاح! فأعاد الصوت وهو يقول: ناء نجم العراق، يا أخزر بن علاق، هل أحسست جمعا عما، وعددا جما، يهوي من يمن وشام، إلى ذات الآجام، نور أظلّ، وظلام أفلّ، وملك انتقل، من محل إلى محلّ. ثم سكت فلم ندر ما هو، فقلنا: هذا أمر كائن. فلما كان في العام المقبل وقد راث علينا ما كنا نسمع من كلام الصنم وساءت ظنوننا وقرّبنا قربانا ولطخنا بدمه وكذلك كنا نفعل، فإذا الصوت قد عاد علينا فتباشرنا وقلنا: عم صباحا ربّنا لا مصدّ عنك ولا محيد، تشاجرت الشئون، وساءت الظنون، فالعياذ من غضبك، والإياب إلى صفحك! فإذا النّداء من الصنم يقول: قلبت البنات، وعزّاها واللات، وعلياها ومناة، منعت الأفق فلا مصعد، وحرست فلا مقعد، وأبهمت فلا متلدد، وكان قد ناجم نجم، وهاجم هجم، وصامت زجم، وقابل رجم، وداع نطق، وحق بسق، وباطل زهق. ثم سكت. فتحدثت القبائل بهذا في مخاليف اليمن فأنا لعلى افان ذلك إذ أضل رجل من كندة إبلا فأقبل إلى الجلسد فنحر جزورا واستعار ثوبين من ثياب السدنة واكتراهما فلبسهما، وكذلك كانوا يفعلون، ثم قال: أنشدك يا رب أبكرا ضخما مدمومة دما مخلوقة بالأفخاذ مخبوطة بالحاذ أضللتها بين جماهير النخرة حيث الشقيقة والضفرة، فاهد ربّ وأرشد فلم يجب، قال الأخزر:
فانكسر لذلك، وقد كان فيما مضى يخبرنا بالأعاجيب، فلما جن علينا الليل بتّ مبيتي عنده فإذا هاتف يقول:
لا شأن للجلسد ولا رثي لهدد، استقام الأود وعبد الواحد الصمد، واكفى الحجر الأصلد، والرأس الأسود، قال: فنهضت مذعورا فأتيت الصنم فإذا هو منقلب على رأسه وكان لو اجتمع فئام من الناس ما حلحلوه، فو الذي نفسي بيده ما عرّجت على أهل ولا مال حتى أتيت راحلتي وخرجت حتى أتيت صنعاء فقلت: هل من خابئة خبر؟ فقيل لي: ظهر رجل بمكة يدعو إلى خلع الأوثان ويزعم أنه نبيّ، فلم أزل أطوف في مخاليف اليمن حتى ظهر الإسلام، فأتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فأسلمت وفي أشعارهم:
............... ... كما ... بيقر من يمشي إلى الجلسد
والبيقرة: مشية يطأطئ الرجل فيها رأسه.

رُبْوَةُ

رُبْوَةُ:
بضم أوّله وفتحه وكسره، والضم أجود، وأصله ما ارتفع من الأرض، وجمعها ربى، قال المفسرون في قوله عزّ وجل: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ 23: 50، إنّها دمشق، وذات قرار أي قرار من العيش، وبدمشق في لحف جبل على فرسخ منها موضع ليس في الدنيا أنزه منه لأنّه في لحف جبل تحته سواء نهر بردى، وهو مبنيّ على نهر ثوري، وهو مسجد عال جدّا وفي رأسه نهر يزيد يجري ويصبّ منه ماء إلى سقايته وإلى بركة، وفي ناحية ذلك المسجد كهف صغير يزار يزعمــون أنّه المذكور في القرآن وأن عيسى، عليه السلام، ولد فيه.

الشّأمُ

الشّأمُ:
بفتح أوّله، وسكون همزته، والشأم، بفتح همزته، مثل نهر ونهر لغتان، ولا تمد، وفيها لغة ثالثة وهي الشّام، بغير همز، كذا يزعم اللغويون، وقد جاءت في شعر قديم ممدودة، قال زامل بن غفير الطائي يمدح الحارث الأكبر:
وتأبّيّ بالشآم مفيدي ... حسرات يقددن قلبي قدّا
في أبيات وخبر ذكرها بعد، وكذا جاء به أبو
الطيب في قوله:
دون أن يشرق الحجاز ونجد ... والعراقان بالقنا والشّآم
وأنشد أبو عليّ القالي في نوادره:
فما اعتاض المعارف من حبيب ... ولو يعطى الشآم مع العراق
وقد تذكّر وتؤنّث، ورجل شأميّ وشآم، ههنا بالمدّ على فعال، وشآميّ أيضا، حكاه سيبويه، ولا يقال شأم لأنّ الألف عوض من ياء النسبة فإذا زال الألف عادت الياء، وما جاء من ضرورة الشعر فمحمول على أنّه اقتصر من النسبة على ذكر البلد، وامرأة شأميّة، بالتشديد، وشآمية، بتخفيف الياء، وتشاءم الرجل، بتشديد الهمزة، نسب إلى الشام كما تقول تقيّس وتكوّف وتنزّر إذا انتسب إلى قيس والكوفة ونزار، وأشأم إذا أتى الشام، وقال بشر بن أبي خازم:
سمعت بنا قيل الوشاة فأصبحت ... صرمت حبالك في الخليط المشئم
وقال أبو بكر الأنباري: في اشتقاقه وجهان:
يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشّؤمى وهي اليسرى، ويجوز أن يكون فعلى من الشوم، قال أبو القاسم: قال جماعة من أهل اللغة يجوز أن لا يهمز فيقال الشام يا هذا فيكون جمع شامة سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبّهت بالشامات، وقال أهل الأثر: سميت بذلك لأن قوما من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق فتشاءموا إليها أي أخذوا ذات الشمال فسميت بالشام لذلك، وقال آخرون من أهل الأثر منهم الشرقي:
سميت الشام بسام بن نوح، عليه السلام، وذلك أنّه أوّل من نزلها فجعلت السين شينا لتغيّر اللفظ العجمي، وقرأت في بعض كتب الفرس في قصة سنحاريب:
أن بني إسرائيل تمزّقت بعد موت سليمان بن داود، عليهما السلام، فصار منهم سبطان ونصف سبط في بيت المقدس، فهم سبط داود، وانخزل تسعة أسباط ونصف إلى مدينة يقال لها شامين، وبها سميت الشام، وهي بأرض فلسطين، وكان بها متجر العرب وميرتهم، وكان اسم الشام الأوّل سورى فاختصرت العرب من شامين الشام وغلب على الصقع كلّه، وهذا مثل فلسطين وقنّسرين ونصيبين وحوّارين، وهو كثير في نواحي الشام، وقيل:
سميت بذلك لأنّها شامة القبلة، قلت: وهذا قول فاسد لأن القبلة لا شامة لها ولا يمين لأنّها مقصد من كل وجه يمنة لقوم وشامة لآخرين، ولكن الأقوال المتقدّمة حسنة جميعها، وأمّا حدّها فمن الفرات إلى العريش المتاخم للدّيار المصريّة، وأمّا عرضها فمن جبلي طيّء من نحو القبلة إلى بحر الروم وما بشأمة ذلك من البلاد، وبها من أمّهات المدن منبج وحلب وحماة وحمص ودمشق والبيت المقدس والمعرّة، وفي الساحل أنطاكية وطرابلس وعكّا وصور وعسقلان وغير ذلك، وهي خمسة أجناد:
جند قنسرين وجند دمشق وجند الأردنّ وجند فلسطين وجند حمص، وقد ذكرت في أجناد، ويعدّ في الشام أيضا الثغور: وهي المصيصة وطرسوس وأذنة وأنطاكية وجميع العواصم من مرعش والحدث وبغراس والبلقاء وغير ذلك، وطولها من الفرات إلى العريش نحو شهر، وعرضها نحو عشرين يوما، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه قال: قسم الخير عشرة أعشار فجعل تسعة أعشار في الشام وعشر في سائر الأرض، وقسم
الشرّ عشرة أعشار فجعل عشر بالشام وتسعة أعشار في سائر الأرض، وقال محمد بن عمر بن يزيد الصاغاني:
إنّي لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنّها ليست لله تعالى بشيء في الأرض حاجة إلّا بالشام، وروي عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: الشام صفوة الله من بلاده وإليه يجتبي صفوته من عباده، يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام، ألا من أبى فإن الله تعالى قد تكفّل لي بالشام، وقال أبو الحسن المدائني: افترض أعرابيّ في الجند فأرسل في بعث إلى الشام ثمّ إلى ساحل البحر، فقال:
أأنصر أهل الشام ممّن أكاءهم ... وأهلي بنجد ذاك حرص على النصر
براغيث تؤذيني إذ النّاس نوّم، ... وليل أقاسيه على ساحل البحر
فإن يك بعث بعدها لم أعد له ... ولو صلصلوا للبحر منقوشة الحمر
وهذا خبر زامل كان نازلا في أخواله كلب فأغار عليهم بنو القين بن جسر فأخذوا ماله فاستنصر أخواله فلم ينصروه فركب جملا وقصد الشام فنزل في روضة فأكل من نجمها وعقل بعيره واضطجع، فما انتبه إلّا وحسّ فارسا قد نزل قريبا منه، فقال له الفارس:
من أنت؟ فانتسب له وقصّ عليه قصته، فقال له الفارس: يا هذا هل عندك من طعام فإنّي طاو منذ أمس؟ فقال له: أتطلب الطعام وهذا اللحم المعرض؟
ثمّ وثب فنحر جمله واحتشّ حطبا وشوى وأطعم الفارس حتى اكتفى، فلما لبث أن ثار العجاج وأقبلت الخيل إلى الفارس يحيونه بتحية الملوك، فركب وقال:
دونكم الرجل أردفوه، فأردفه بعضهم فإذا هو الحارث الأكبر الغساني، فأمر خدمه بإنزال الطائيّ وغفل عنه مدة، فخاف زامل أن يكون قد نسيه فقال لحاجبه: أحبّ أن تبلغ هذه الأبيات إلى الحارث، فأنشد:
أبلغ الحارث المردّد في المك ... رمات والمجد جدّا فجدّا
وابن أرباب واطئ العفر والأر ... حب والمالكين غورا ونجدا
أنّني ناظر إليك ودوني ... عاتقات غاورن قربا وبعدا
آزل نازل بمثوى كريم، ... ناعم البال في مراح ومغدى
غير أنّ الأوطان يجتذب المر ... ء إليها الهوى وإن عاش كدّا
ونأتني بالشّآم مفيدي ... حسرات يقددن قلبي قدّا 
ليس يستعذب الغريب مقاما ... في سوى أرضه وإن نال جدّا
فلمّا بلغت الأبيات الحارث قال: وا سوأتاه! كرم ولؤمنا، وتيقظ ونمنا، وأحسن وأسأنا! ثمّ أذن له فلمّا رآه قال: والله ما يدحض عارها عني إلّا أن أعطيك حتى ترضى، ثمّ أمر له بمائة ناقة وألف شاة وعشرة عبيد وعشر إماء وعشرة أفراس من كرام خيله وألف دينار وقال: يا زامل أما إن الأوطان جواذب كما ذكرت فهل لك أن تؤثر المقام في مدينتنا تكنفك حمايتنا ويتفيأ لك ظلّنا وتسبل عليك صلتنا؟
فقال: أيّها الملك ما كنت لأوثر وطني عليك ولا ألقي مقاليدي إلّا إليك، ثمّ أقام بالشام. وقال جبلة بن الأيهم وهو ببلاد الروم بعد أن تنصّر أنفة من غير أن يقتص في قصة فيها طول فذكرتها في أخبار 

حسان من كتاب الشعراء:
تنصّرت الأشراف من أجل لطمة، ... وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنّفني فيها لجاج حميّة، ... فبعت لها العين الصّحيحة بالعور
فيا ليت أمّي لم تلدني وليتني ... رجعت إلى القول الذي قاله عمر
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة، ... وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة، ... أجاور قومي ذاهب السّمع والبصر
أدين بما دانوا به من شريعة، ... وقد يصبر العود المسنّ على الدّبر
وفي الحديث عن عبد الله بن حوالة قال: كنّا عند رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فشكوا إليه الفقر والعري وقلّة الشيء فقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: أبشروا فو الله لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلّته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة: جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها، قال ابن حوالة: فقلت يا رسول الله من يستطيع الشام وفيه الروم ذات القرون؟ فقال، صلّى الله عليه وسلم: والله ليستخلفنّكم الله فيها حتى تظلّ العصابة منهم البيض قمصهم المحلوقة أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود ما أمرهم به فعلوا، وإنّ بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل، قال ابن حوالة: قلت اختر لي يا رسول الله إن أدركني ذلك، فقال: أختار لك الشام فإنّها صفوة الله من بلاده وإليها يجتبي صفوته من عباده يا أهل الإسلام فعليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمينه وليسق بعذره فإنّ الله قد تكفّل لي بالشام وأهله، وقال أحمد بن محمد بن المدبّر الكاتب في تفضيل الشام:
أحبّ الشّام في يسر وعسر، ... وأبغض ما حييت بلاد مصر
وما شنأ الشآم سوى فريق ... برأي ضلالة وردى ومحر
لأضغان تغين على رجال ... أذلّوا يوم صفّين بمكر
وكم بالشّام من شرف وفضل، ... ومرتقب لدى برّ وبحر
بلاد بارك الرّحمن فيها، ... فقدّسها على علم وخبر
بها غرر القبائل من معدّ ... وقحطان ومن سروات فهر
أناس يكرمون الجار حتى ... يجير عليهم من كلّ وتر
وقال البحتري يفضّل الشام على العراق:
نصبّ إلى أرض العراق وحسنه، ... ويمنع عنها قيظها وحرورها
هي الأرض نهواها إذا طاب فصلها ... ونهرب منها حين يحمى هجيرها
عشيقتنا الأولى وخلّتنا التي ... نحبّ وإن أضحت دمشق تغيرها
عنيت بشرق الأرض قدما وغربها ... أجوّب في آفاقها وأسيرها
فلم أر مثل الشام دار إقامة ... لراح أغاديها وكأس أديرها
مصحّة أبدان ونزهة أعين، ... ولهو نفوس دائم وسرورها
مقدّسة جاد الرّبيع بلادها، ... ففي كلّ أرض روضة وغديرها
تباشر قطراها وأضعف حسنها ... بأنّ أمير المؤمنين يزورها
ومسجد الشام ببخارى، نسب إليه أبو سعيد الشامي فقيه حنفيّ. والشام: موضع في بلاد مراد، قال قيس بن مكشوح:
وأعمامي فوارس يوم لحج ... ومرجح إن شكوت ويوم شام

سُهْرَوَرْد

سُهْرَوَرْد:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الراء والواو، وسكون الراء، ودال مهملة: بلدة قريبة من زنجان بالجبال، خرج منها جماعة من الصالحين والعلماء، منهم: الشيخ أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعد بن الحسن بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، البكري السهروردي الفقيه الصوفي الواعظ، قدم بغداد وهو شاب وسمع بها الحديث من علي بن نبهان واشتغل بدرس الفقه على أسعد الميهني وغيره، وسمع بأصبهان أبا علي الحدّاد فيما يزعم واشتغل
بالزهد والمجاهدة مدة حتى إنّه يستقي الماء ببغداد ويأكل من كسبه، ثمّ اشتغل بالتذكير وحصل له فيه قبول وبني له ببغداد رباطات للصوفية من أصحابه وولي المدرسة النظامية ببغداد وأملى الحديث، وقدم دمشق سنة 558 عازما على زيارة بيت المقدس فلم يتفق له ذلك لانفساخ الهدنة بين المسلمين والعدوّ فأكرم نور الدين محمود بن زنكي مقدمه واحترمه وأكرمه وأقام بدمشق مدة يسيرة وعقد بها مجلس التذكير وحدّث يسيرا وعاد إلى بغداد، قال أبو القاسم: وسمعت منه، وسأله أبو القاسم بمكّة عن مولده فقال: سنة 490 بسهرورد، وابن أخيه الشهاب أبو نصر عمر بن محمد بن عبد الله بن عمّويه السهروردي إمام وقته لسانا وحالا، وسئل الشهاب عن مولده فقال: في سنة 539، قدم بغداد ونفق فيها سوقه ووعظ الناس وتقدّم عند أمير المؤمنين الناصر لدين الله حتى جعله مقدّما على شيوخ بغداد وأرسله في الرسائل المعظمة وصنّف كتابا سماه عوارف المعارف، وروى الحديث عن عمّه أبي النجيب وأبي زرعة.

سَلا

سَلا:
بلفظ الفعل الماضي من سلا يسلو: مدينة بأقصى المغرب ليس بعدها معمور إلّا مدينة صغيرة يقال لها غرنيطوف ثمّ يأخذ البحر ذات الشمال وذات الجنوب وهو البحر المحيط فيما يزعمــون، وعلى ساحل جنوبيه وما سامته بلاد السودان، وسلا:
مدينة متوسطة في الصغر والكبر موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها البحر والنهر، فالبحر شماليها والنهر غربيها جار من الجنوب وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب منه إلى البحر، وفي غربي هذا النهر اختط عبد المؤمن مدينة وسماها المهدية، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر وتجهيز جيش، ومنها إلى مراكش عشر مراحل، وهي من مراكش غربية جنوبيّة.

سُبَيْطِلَةُ

سُبَيْطِلَةُ:
بضم أوّله، وفتح ثانيه، وياء مثناة من تحت، وطاء مكسورة، ولام: مدينة من مدن إفريقية وهي كما يزعمــون مدينة جرجير الملك الرومي، وبينها وبين القيروان سبعون ميلا.

زَبِيدٌ

زَبِيدٌ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه ثمّ ياء مثناة من تحت:
اسم واد به مدينة يقال لها الحصيب ثمّ غلب عليها اسم الوادي فلا تعرف إلّا به، وهي مدينة مشهورة باليمن أحدثت في أيّام المأمون وبإزائها ساحل غلافقة وساحل المندب، وهو علم مرتجل لهذا الموضع، ينسب إليها جمع كثير من العلماء، منهم: أبو قرّة موسى بن طارق الزبيدي قاضيها، يروي عن الثوري وابن جريج وربيعة وغيرهم، روى عنه إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأثنى عليه خيرا، وجماعة سواه، وأبو حمّة محمد بن يوسف بن محمد ابن أسوار بن سيّار بن أسلم الزبيدي، كنيته أبو يوسف وأبو حمّة كاللقب له، حدث عن أبي قبّرة موسى بن طارق الزبيدي بكتاب السنن له، روى عنه المفضل بن محمد الجندي وموسى بن عيسى الزبيدي
ومحمد بن سعيد بن حجاج الزبيدي، وكان المأمون قد أتى بقوم من ولد زياد ابن أبيه وقوم من ولد هشام وفيهم رجل من بني تغلب يقال له محمد بن هارون فسألهم عن نسبهم فأخبروه وسأل التغلبي عن نسبه فقال: أنا محمد بن هارون، فبكى وقال: ما لي بمحمد بن هارون! ثمّ قال: أما التغلبي فيطلق كرامة لاسمه واسم أبيه وأمّا الأمويون والزياديون فيقتلون، فقال ابن زياد: ما أكذب الناس يا أمير المؤمنين! إنّهم يزعمــون أنّك حليم كثير العفو متورّع عن الدماء بغير حقّ، فإن كنت تقتلنا عن ذنوبنا فإنّا والله لم نخرج أبدا عن طاعة ولم نفارق في تبعيد الجماعة، وإن كنت تقتلنا عن جنايات بني أميّة فيكم فالله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى 6: 164، قال: فاستحسن المأمون كلامه وعفا عنهم جميعا، وكانوا أكثر من مائة رجل، ثمّ أضافهم الحسن بن سهل، فلمّا بويع إبراهيم بن المهدي في سنة 202، ورد في كتاب عامل اليمن خروج الأعاشر بتهامة عن الطاعة، فأثنى الحسن بن سهل على الزيادي، وكان اسمه محمد بن زياد، وعلى المرواني والتغلبي عند المأمون وأنّهم من أعيان الرجال، فأشار إلى إرسالهم إلى اليمن فسيّر ابن زياد أميرا وابن هشام وزيرا والتغلبي قاضيا، فمن ولد محمد بن هارون التغلبي من قضاة زبيد بنو أبي عقامة، ولم يزالوا يتوارثون ذلك حتى أزالهم ابن مهدي حين أزال دولة الحبشة وحجّ الزيادي سنة ثلاث ومائتين ومضى إلى اليمن وفتح تهامة واختط زبيد في سنة 204.

رَيْدَانُ

رَيْدَانُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، ودال مهملة، وآخره نون: حصن باليمن في مخلاف يحصب، يزعم أهل اليمن أنّه لم يبن قطّ مثله، وفيه قال امرؤ القيس:
تمكّن قائما وبنى طمرّا ... على ريدان أعيط لا ينال
وقال الأصمعي: الرّيدانة الريح الليّنة، وقال نصر:
ريدان قصر عظيم بظفار بلد باليمن يجري مجرى غمدان وأشكاله. وريدان أيضا: أطم بالمدينة لآل حارثة بن سهل من الأوس.

رَضْوَى

رَضْوَى:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، قال أبو منصور:
ومن أسماء النساء رضيّا وتكبيرها رضوى: وهو جبل بالمدينة، والنسبة إليه رضويّ، بالفتح والتحريك، وقال النبيّ، صلى الله عليه وسلّم: رضوى، رضي الله عنه، وقدس، قدّسه الله، وأحد جبل يحبنا ونحبّه جاءنا سائرا متعبّدا له تسبيح يزفّ زفّا، وقال عرّام بن الأصبغ السّلمي: رضوى جبل، وهو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل، ميامنه طريق مكّة ومياسره طريق البريراء لمن كان مصعدا إلى مكّة، وهو على ليلتين من البحر ويتلوه عزور، وبينه وبين رضوى طريق المعرقة تختصره العرب إلى الشام ووادي الصفراء منه من ناحية مطلع الشمس على يوم، وقال ابن السكيت: رضوى قفاه حجارة وبطنه غور يضربه الساحل، وهو جبل عند ينبع لجهينة بينه وبين الحوراء، والحوراء:
فرضة من فرض البحر ترفأ إليها سفن مصر، وقال أبو زيد: وقرب ينبع جبل رضوى، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية، ورأيته من ينبع أخضر، وأخبرني من طاف في شعابه أن به مياها كثيرة وأشجارا، وهو الجبل الذي يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفيّة به مقيم حيّ يرزق، ومن رضوى يقطع حجر المسنّ ويحمل إلى الدنيا كلّها، وبقربه فيما بينه وبين ديار جهينة ممّا يلي البحر ديار للحسينيين حزرت بيوت الشعر التي يسكنونها نحوا من سبعمائة بيت، وهم بادية مثل الأعراب ينتقلون في المياه والمراعي لا يميز بينهم وبين بادية الأعراب في خلق ولا خلق، وتتصل ديارهم ممّا يلي الشرق بودّان.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.