Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ياكل

الْكَوَاكِب

الْكَوَاكِب: جمع الْكَوْكَب وَهِي أجسام بسيطة مركوزة فِي الأفلاك عِنْد الْحُكَمَاء كالفص فِي الْخَاتم كلهَا مضيئة بذاتها إِلَّا الْقَمَر فَإِنَّهُ يستضيء من الشَّمْس وَهِي سيارة وثوابت. أما السيارة فسبعة الْقَمَر وَعُطَارِد والزهرة وَالشَّمْس والمريخ وَالْمُشْتَرِي وزحل وَمَا عدا هَذِه السَّبْعَة ثوابت. وَإِنَّمَا سميت تِلْكَ السَّبْعَة سيارة وَمَا عَداهَا ثوابت لسرعة سَيرهَا وبطء مَا سواهَا أَو لثبات أوضاع بَعْضهَا من بعض فِي الْقرب والبعد والمحاذاة قَالَ قَائِل:
(قمر است وَعُطَارِد وزهره ... شمس ومريخ ومشتري وزحل) والثوابت الَّتِي يخيلون الصُّور بالخطوط الْوَاصِلَة ألف وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ كوكبا. وَإِن أردْت شرف الْكَوَاكِب وهبوطها وفرحها ومنازلها فَارْجِع إِلَى شرف الْكَوَاكِب.
وَالْقَمَر على الْفلك الأول أَي فلك الدُّنْيَا. وَعُطَارِد على الثَّانِي. والزهرة على الثَّالِث. وَالشَّمْس على الرَّابِع. والمريخ على الْخَامِس. وَالْمُشْتَرِي على السَّادِس. وزحل على السَّابِع. والثوابت على الثَّامِن. والفلك التَّاسِع هُوَ الْفلك الأطلس أَي الساذج عَن الْكَوَاكِب وَهُوَ فلك الأفلاك وأسامي الْكَوَاكِب السَّبْعَة بِالْفَارِسِيَّةِ ماه - عُطَارِد - ناهيد - خورد - بهْرَام - برجيس - كيوان.
ثمَّ اعْلَم أَن يَوْم الْأَحَد مَنْسُوب إِلَى الشَّمْس فَإِنَّهَا صاحبته وتتصرف فِيهِ بآثارها وَيَوْم الِاثْنَيْنِ إِلَى الْقَمَر وَالثُّلَاثَاء إِلَى المريخ وَالْأَرْبِعَاء إِلَى عُطَارِد وَالْخَمِيس إِلَى المُشْتَرِي وَالْجُمُعَة إِلَى الزهرة والسبت إِلَى زحل. وَاعْلَم أَن المربوب بِكُل كَوْكَب معمورة خَاصَّة كَمَا قَالَ قَائِل:
(شدّ زحل هندوستان برجيس جين بهْرَام شام ... )
(خور خُرَاسَان نيز جيهون ماه ترك وزهره زنكك ... )
وَأما اللَّيَالِي فليلة يَوْم الْأَحَد لعطارد وَلَيْلَة يَوْم الِاثْنَيْنِ للْمُشْتَرِي وَلَيْلَة يَوْم الثُّلَاثَاء للزهرة وَلَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء لزحل وَلَيْلَة الْخَمِيس للشمس وَالْجُمُعَة للقمر والسبت للمريخ.
ثمَّ اعْلَم أَن الشَّمْس وَالْقَمَر من السَّبْعَة السيارة تسميان بالنيرين والباقية مِنْهَا بالخمسة الْمُتَحَيِّرَة. ثمَّ عُطَارِد والزهرة من الْخَمْسَة تسميان بالسفليتين لِكَوْنِهِمَا أَسْفَل من الشَّمْس. وزحل وَالْمُشْتَرِي والمريخ تسمى بالعلويات لكَونهَا أَعلَى من الشَّمْس. وَالْقَمَر هُوَ النير الْأَصْغَر. وَعُطَارِد يُسمى بالكاتب أَيْضا. والزهرة تسمى بالسعد الْأَصْغَر أَيْضا. وَالشَّمْس هِيَ النير الْأَعْظَم - والمريخ يُسمى بالأحمر أَيْضا وَهُوَ النحس الْأَصْغَر - وَالْمُشْتَرِي هُوَ السعد الْأَكْبَر - وزحل يُسمى بكيوان أَيْضا وَهُوَ النحس الْأَكْبَر - وَفِي شرح الجغمني الْكَوْكَب جرم كري مركوز فِي الْفلك مُنِير فِي الْجُمْلَة أَي سَوَاء كَانَ إنارته بِالذَّاتِ كَمَا سوى الْقَمَر أَو بالواسطة كَالْقَمَرِ وَقَوله تنير احْتِرَاز عَن التداوير لِأَنَّهَا وَإِن كَانَت مركوزة فِي الْفلك لَكِنَّهَا لَيست منيرة فَافْهَم فَإِن قيل مَا وَجه تَسْمِيَة تِلْكَ الْكَوَاكِب الْخَمْسَة بالمتحيرة قُلْنَا إِن لَهَا سرعَة وبطأ واستقامة وَإِقَامَة ورجوعا كَأَنَّهَا متحيرة فِي سَيرهَا.
فِي الفتوحات المكية فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَهُوَ الْبَاب الْمَعْقُود لبَيَان أسرار الصَّلَاة مَا يدل بصريحه على أَن أنوار جَمِيع الْكَوَاكِب مستفادة من نور الشَّمْس وَعَلِيهِ المتكلمون وَكَلَام الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي رَحمَه الله تَعَالَى فِي هــياكل النُّور يدل على ذَلِك. وَقَالَ الْمُحَقق الدواني فِي شَرحه هَذَا هُوَ الْحق وأجوبة الْمُخَالفين فِي المطولات. وَفِي المثنوي للعارف الرُّومِي قدس سره مَا يدل على ذَلِك فَافْهَم واحفظ.

الْأَبْصَار

الْأَبْصَار: بِالْفَتْح جمع الْبَصَر وبالكسر مصدر أبْصر وَفِي الْأَبْصَار ثَلَاثَة مَذَاهِب. مَذْهَب الرياضيين. وَمذهب جُمْهُور الْحُكَمَاء الطبيعيين. وَمذهب بعض الْحُكَمَاء. أما مَذْهَب الرياضيين فَهُوَ أَن الإبصار بِخُرُوج شُعَاع من الْعين على هَيْئَة مخروطية رَأسه عِنْد مَرْكَز الْبَصَر وقاعدته عِنْد سطح المرئي المبصر وحجتهم على الْأَبْصَار بِالْخرُوجِ الْمَذْكُور أَن الْمُتَوَسّط بَين الْبَصَر وَمَا يُقَابله إِذا كَانَ جسما لطيفا لي غير مَانع لنفوذ الشعاع فِيهِأَن تِلْكَ الْحَالة حَالَة الْمُشَاهدَة لَا حَالَة التخيل. ثمَّ قَالَ فَالصَّوَاب أَن يُقَال فِي الرَّد صُورَة المرئي فِي تِلْكَ الْحَالة بَاقِيَة فِي الْحس الْمُشْتَرك وَفِيه نظر. إِذْ لَا شكّ أَن رد الِاسْتِدْلَال مناقضة مستندة وتحريره أَنا لَا نسلم قَوْله وَمَا ذَلِك إِلَّا لارتسام صُورَة المرئي فِي الباصرة وبقائها فِي الخيال لَا فِي الباصرة وَمَا ذكر فِي دفع الْمَنْع من أَن تِلْكَ الْحَالة حَالَة الْمُشَاهدَة لَا حَالَة التخيل أَيْضا مَمْنُوع بل الْأَمر بِالْعَكْسِ وَكَلَام الْمُسْتَدلّ نَاظر إِلَى هَذَا بل ظَاهر فِي أَن تِلْكَ الْحَالة شَبيهَة بِالْمُشَاهَدَةِ لَا عينهَا حَيْثُ قَالَ كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا أَي يشبه بِأَن يُشَاهِدهُ وَلَو سلم هَذَا فَلَا شُبْهَة فِي أَنه كَلَام على السَّنَد الْأَخَص فَلَا يُفِيد فِي دفع الْمَنْع وَمَعَ ذَلِك يلْزم أَن يكون قَوْله فَالصَّوَاب عين خطأ بِعَين مَا ذكر وَبِأَن يُقَال فرق بَين بَين المرتسم فِي الْحس الْمُشْتَرك والمشاهدة وَتلك الْحَالة حَالَة الْمُشَاهدَة لَا حَالَة المرتسم فِي الْحس الْمُشْتَرك فَمَا هُوَ جَوَابه فَهُوَ جَوَابنَا. وَالْحَاصِل أَنه إِن أَرَادَ بِالْمُشَاهَدَةِ الإبصار فَكَمَا أَن التخيل غَيرهَا الْحس الْمُشْتَرك أَيْضا غَيرهَا وَإِن أَرَادَ بِهِ الارتسام فَكَمَا أَن فِي الْحس الْمُشْتَرك ارتسام فِي الخيال أَيْضا كَذَلِك. وَأما مَذْهَب بعض الْحُكَمَاء فَهُوَ أَن الإبصار لَيْسَ بالانطباع وَلَا بِخُرُوج الشعاع بل بِأَن الْهَوَاء الشفاف الَّذِي بَين الْبَصَر والمرئي يتكيف بكيفية الشعاع الَّذِي فِي الْبَصَر وَيصير بذلك آلَة للإبصار. وَذكروا فِي إِبْطَاله إِنَّا نعلم بِالضَّرُورَةِ أَن الشعاع الَّذِي فِي عين العصفور بل البقة يَسْتَحِيل أَن يقوى على إِحَالَة نصف الْعَالم إِلَى كيفيته بل العصفور أَو الْفِيل إِن كَانَ كُله نورا أَو نَارا لما أحَال إِلَى كيفيته من الْهَوَاء عشرَة فراسخ فضلا عَن هَذِه الْمسَافَة الْعَظِيمَة وَإِن لم يكن هَذَا جليا عِنْد الْعقل فَلَا جلي عِنْده وَيُمكن أَن يأول كَلَامهم بِمثل تَأْوِيل الْكَلَام الرياضيين بِأَن يُقَال قَوْلهم إِن الْهَوَاء المشف الَّذِي بَين الْبَصَر والمرئي يتكيف بكيفية شُعَاع الْبَصَر أَرَادوا مِنْهُ أَن المرئي إِذا قَابل شُعَاع الْبَصَر استعد الْهَوَاء المشف الَّذِي بَينهمَا لِأَن يفِيض عَلَيْهِ من المبدء الْفَيَّاض شُعَاع لكِنهمْ قَالُوا إِن الْهَوَاء يتكيف بكيفية شُعَاع الْبَصَر مجَازًا لحُصُول الاستعداد مِنْهُ وعَلى هَذَا لَا اسْتِحَالَة وَلَا استبعاد. وَاعْلَم أَنه قَالَ صَاحب المواقف للحكماء فِي الإبصار قَولَانِ وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف قدس سره فِي شَرحه لما كَانَ الأول وَالثَّالِث مبنيين على الشعاع عدهما قولا وَاحِدًا وَفِي شرح الهــياكل أَن الفارابي فِي رِسَالَة الْجمع بَين الرايين ذهب إِلَى أَن غَرَض الْفَرِيقَيْنِ التَّنْبِيه على هَذِه الْحَالة الأدراكية وضبطها بِضَرْب من التَّشْبِيه لَا حَقِيقَة خُرُوج الشعاع وَلَا حَقِيقَة الانطباع وَإِنَّمَا اضطروا إِلَى إِطْلَاق اللَّفْظَيْنِ لضيق الْعبارَة فَافْهَم واحفظ.

الْآل

الْآل: أَصله أهل بِدَلِيل أهيل لِأَن التصغير محك الْأَلْفَاظ يعرف بِهِ جَوَاهِر حروفها وأعراضها إِلَى أُصُولهَا وزوائدها سَوَاء كَانَت مبدلة من الْحُرُوف الْأَصْلِيَّة أَو لَا فأبدل الْهَاء بِالْهَمْزَةِ لقرب الْمخْرج ثمَّ أبدلت الْهمزَة الثَّانِيَة بِالْألف على قانون آمن لَكِن الْآل يسْتَعْمل فِي الْأَشْرَاف والأهل فِيهِ وَفِي الأرذال أَيْضا فَيُقَال أهل الْحجام لَا آله وَآل النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لأَهله. وَأَيْضًا يُضَاف الْأَهْل إِلَى الْمَكَان وَالزَّمَان دون الْآل فَيُقَال أهل الْمصر وَأهل الزَّمَان لَا آل الْمصر وَآل الزَّمَان. وَأَيْضًا يُضَاف الْأَهْل إِلَى الله تَعَالَى بِخِلَاف الْآل فَيُقَال أهل الله وَلَا يُقَال آل الله. وَاخْتلف فِي آل النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَ بَعضهم آل هَاشم وَالْمطلب وَعند الْبَعْض أَوْلَاد سيدة النِّسَاء فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَمَا رَوَاهُ النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف أَن آل مُحَمَّد كل تَقِيّ وَاخْتَارَهُ جلال الْعلمَاء فِي شرح (هــياكل النُّور) وَفِي مَنَاقِب آل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم بَنو فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا كتب ودفاتر.
وَاعْلَم أَن أَفضَلِيَّة الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة مَخْصُوصَة بِمَا عدا بني فَاطِمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَمَا فِي تَكْمِيل الْإِيمَان وَقَالَ الشَّيْخ جلال الدّين السُّيُوطِيّ رَحمَه الله فِي الخصائص الْكُبْرَى أخرج ابْن عَسَاكِر عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ 
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يقومن أحد من مَجْلِسه إِلَّا لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن أَو ذريتهما وَفِي شرعة الْإِسْلَام وَيقدم أَوْلَاد الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْمَشْيِ وَالْجُلُوس وَفِي التشريح للْإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ لَا يجوز للرجل الْعَالم أَن يجلس فَوق الْعلوِي الْأُمِّي لِأَنَّهُ إساءة فِي الدّين. وَفِي جَامع الْفَتَاوَى ولد الْأمة من مَوْلَاهُ حر لِأَنَّهُ مَخْلُوق من مَائه. وَكَذَا ولد الْعلوِي من جَارِيَة الْغَيْر حر لَا يدْخل فِي ملك مَوْلَاهَا لَا يجوز بَيْعه كَرَامَة وشرفا لجده رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلَا يُشَارك فِي هَذَا الحكم أحد من أمته. وَفِي الْفَتَاوَى الْعَتَّابِيَّةِ ولد الْعلوِي من جَارِيَة الْغَيْر حر خَاص لَا يدْخل فِي ملك مَوْلَاهَا وَلَا يجوز بَيْعه فرجح جَانب الْأَب بِاعْتِبَار جده مُحَمَّد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَقَالَ الإِمَام علم الدّين الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله إِن فَاطِمَة وأخاها إِبْرَاهِيم أفضل من الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة بالِاتِّفَاقِ. وَقَالَ الإِمَام مَالك رَضِي الله عَنهُ مَا أفضل على بضعَة النَّبِي أحدا. وَقَالَ الشَّيْخ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي رَحمَه الله فَاطِمَة أفضل من خَدِيجَة وَعَائِشَة بِالْإِجْمَاع ثمَّ خَدِيجَة ثمَّ عَائِشَة. وَاسْتدلَّ السُّهيْلي بالأحاديث الدَّالَّة على أَن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا بضعَة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أَن شتمها رَضِي الله عَنْهَا يُوجب الْكفْر وكما أَن لنسب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شرافة على غَيرهم كَذَلِك لسببه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَرَامَة على من سواهُم لما جَاءَ فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَنه خطب أم كُلْثُوم من عَليّ فاعتل بصغرها وَبِأَنَّهُ أعدهَا لِابْنِ أَخِيه جَعْفَر فَقَالَ مَا أردْت الباه وَلَكِن سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول كل سَبَب وَنسب يَنْقَطِع يَوْم الْقِيَامَة مَا خلا سببي ونسبي وكل بني أُنْثَى عصبتهم لأبيهم مَا خلا ولد فَاطِمَة فَإِنِّي أَنا أبوهم وعصبتهم.
الْآل: خطب عمر رَضِي الله عَنهُ أم كُلْثُوم ابْنة عَليّ رَضِي الله عَنهُ لكنه اعتذر لصِغَر سنّهَا وَبِأَن لَهُ رَأْي بِأَن يُعْطِيهَا لِابْنِ أَخِيه جَعْفَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عِنْدهَا قَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لم أرد من هَذَا التَّزْوِيج الباه وَلَكِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: ((كل سَبَب وَنسب يَنْقَطِع يَوْم الْقِيَامَة، سوى سببي ونسبي)) وكل أَبنَاء الْبِنْت ينسبون لأبائهم سوى أَبنَاء فَاطِمَة. فَعَلَيْكُم أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ بحب بني فَاطِمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وتعظيمهم وتكريمهم وإعانتهم بالجنان وَاللِّسَان والأبدان. نعم الْقَائِل.(هم السَّادة الْعِظَام وأوصافهم جلية ... )
(أَبنَاء الْمُصْطَفى وَقطعَة من كبد عَليّ ... )
(لَا تنظر أَيهَا الْقلب إِلَى أفعالهم بِجَهْل ... ) (الصالحون لله والطالحون لي ... )
وَأَيْضًا:
(هم السَّادة المنورون وأعيان الْعَالم ... من حُرْمَة مُحَمَّد وَعزة عَليّ)
(غَدا يصبح طَعَاما لمعدة جَهَنَّم كل فَرد ... لم تمتلء جنبتاه وخباياه من محبتهم)
(وَإِذا مَا صدرت زلَّة من أحدهم ... )
(لَا يُمكن أَن تنكسر حرمتهم من الْجَهْل ... )
(وَمن بِفضل قَول سيد الكونين ... )
(الصالحون لله والطالحون لي ... )
قَالَ الْفَاضِل السَّيِّد غُلَام عَليّ آزاد بلكرامي سلمه الله تَعَالَى فِي رسَالَته الْمُسَمَّاة: ((أفضل السعادات فِي حسن خَاتِمَة السادات)) أَن مَا وصل إِلَى كَاتب هَذِه الأوراق فِي بَاب بِشَارَة السَّادة أَعلَى الله درجاتهم ووفقهم لِلْخَيْرَاتِ وَإِن كَانَ غير خَافَ على أَصْحَاب الفطنة والذكاء ثمَّ إِن قرَابَة وشفاعة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تطال العاصين من أهل الْبَيْت وَهِي ثَابِتَة ومقررة، وَلَيْسَ هُنَاكَ شكّ من أَن النَّهْي قد صدر عَن ذَات الرَّسُول فِي النَّهْي عَن الْمعاصِي وَالْعَمَل خلاف الَّذِي يرضيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَإِذا مَا فعل أحد من السَّادة أفعالا غير مرضية وَغير مَقْبُولَة فَإِن خاطره الشريف يتكدر ويغلي لِأَن أحد أَوْلَاده اخْتَار طَرِيقا غير طَرِيقه وَيعْمل على اضلال وضلال الْأمة. وَفِي الْحَقِيقَة أَن السَّادة الَّذين سلكوا طَرِيقا مُخَالفَة لطريقة جدهم الْعَظِيم، وَسَارُوا فِي طَرِيق العقوق والمخالفة عَن معرفَة وَعلم فَإِنَّهُم يسببون الخجل للرسول بِالْقربِ من الْعَزِيز تَعَالَى شَأْنه معَاذ الله مِنْهَا وعندما يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يُرِيدُونَ شَفَاعَة مِنْهُ، وَهَذَا الْأَمر بعيد عَن الْإِنْصَاف بمراحل كَبِيرَة، وَخير مَا قيل:
(لَيْسَ ابْن النَّبِي من لَيْسَ على طَرِيق النَّبِي ... )
كَمثل الْآيَة المنسوخة.
وصلنا أَن الرَّسُول الأكرم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعْطى صلَة الرَّحِم الرِّعَايَة الْكُبْرَى من توجهه الْمُقَدّس وتحدث عَن أَثَرهَا فِي الشَّفَاعَة وَمَا لَهَا من مكانة ووجاهة لَدَى الْإِخْوَة والأقران، وَهَذَا مَا جعل اهتمام الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينصب على صلحاء أهل الْبَيْت فِي الدرجَة الأولى يليهم فِي الْمرتبَة الثَّانِيَة العصاة وَالدُّعَاء بهدايتهم. وَأَن الاهتمام الأول طبيعي أما الثَّانِي فَإِنَّهُ قسري، لِأَن الطَّائِفَة الأولى مِنْهُم مكانتها فِي الْمقَام الرفيع فِي الْجنَّة يتنعمون بِهِ أما الطَّائِفَة الْأُخْرَى فَإِنَّهَا غارقة فِي الخجالة والندامة وَقد قَالَ الشَّاعِر (عرفي) :
(كل وَاحِد كَانَ محروما من لَذَّة الطَّاعَة ... )
فَأَنا فأكيد أَنه سَيكون فِي الْجنَّة يتلضى بحرمانه ... )
إِذن على السَّادة أَن يشكروا طهر الطينة وَبشَارَة الْمَغْفِرَة ويعتبروها ويختاروها وَسِيلَة الْمجد الْأَشْرَف وَأَن يثبتوا أَقْدَامهم على إتباع الْمَأْمُور بِهِ وَاجْتنَاب الْمُحرمَات وَأَن يهدوا الْأمة إِلَى طَرِيق الشَّرْع القويم حَتَّى يَكُونُوا كمنطوق القَوْل ((الْوَلَد الْحر يَقْتَدِي بآبائه الغر)) ، وَمن الْحق والأجدر بهم اتِّبَاع طَرِيق النُّبُوَّة وعدالة الشَّرِيعَة. حَتَّى لَا يعتمدوا على شرف النّسَب وينحرفوا عَن الطَّرِيق ويذهبوا فِي تيه الْمعاصِي وَالْمُنكر وَقد قَالَ الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} . وَالْمرَاد بِأَهْل الْبَيْت فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا} . أَزوَاج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لدلَالَة مَا قبل هَذِه الْآيَة وَمَا بعْدهَا. وَمَا روى مُسلم فِي صَحِيحه أَنه خرج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غَدَاة وَعَلِيهِ مرط مرجل من شعر أسود فجَاء الْحسن بن عَليّ فَأدْخلهُ فِيهِ ثمَّ جَاءَ الْحُسَيْن فَأدْخلهُ مَعَه ثمَّ جَاءَت فَاطِمَة فَأدْخلهَا ثمَّ جَاءَ عَليّ فَأدْخلهُ ثمَّ قَالَ {إِنَّمَا يُرِيد الله} الْآيَة يدل على أَنهم أهل بَيت لَا على أَنهم لَيْسَ غَيرهم لِأَن تَخْصِيص أهل الْبَيْت بهم لَا يُنَاسب مَا قبل الْآيَة الْمَذْكُورَة وَمَا بعْدهَا كَمَا لَا يخفى على المتأمل وَالضَّمِير فِي يطهركم على التغليب لِأَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دَاخل فِي هَذَا الحكم وَكَلَام القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ صَرِيح فِيمَا ذكرنَا وَفِي التَّفْسِير الْحُسَيْنِي.وَقَالَ صَاحب عين الْمعَانِي أَن ظَاهر تَفْسِير الْآيَة يدل على أَن الْمَقْصُود هُنَا أَزوَاج النَّبِي. وَلَكِن نقل عَن عَائِشَة وَأم سَلمَة وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأنس بن مَالك رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَن أهل الْبَيْت هم فَاطِمَة وَعلي وَالْحسن وَالْحُسَيْن رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ.
وَجَاء فِي أَسبَاب النُّزُول عَن أم سَلمَة رَضِي تَعَالَى عَنْهَا أَن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا أَتَت الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِطَعَام (سنبوسات أَو لحم) فَقَالَ لَهَا الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يَا فَاطِمَة نَادِي على عَليّ وولديك حَتَّى يشاركوني فِي هَذَا الطَّعَام وَقد كَانَ الْمُصْطَفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضع بردته عَلَيْهِ وَقَالَ يَا رب هَؤُلَاءِ أهل بَيْتِي فَأذْهب عَنْهُم الرجس وطهرهم فَنزلت هَذِه الْآيَة، وَقد كنت مَوْجُودَة وحاولت أَن أَضَع رَأس تَحت الْبردَة وَقلت يَا رَسُول الله أَلَسْت من أهل الْبَيْت فَقَالَ لي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((أَنْت على خير)) . وَمن هَذَا المنطلق فَإِن آل الْبَيْت خَمْسَة أشخاص. (انْتهى) . وَأَنت تعلم أَن القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ لم يطلع على شَأْن نزُول هَذِه الْآيَة الَّذِي ذكره صَاحب عين الْمعَانِي أَو أغمض عَنهُ أَو لم يثبت عِنْده وَإِن ثَبت أَن هَذِه الْآيَة الْكَرِيمَة نزلت مرَّتَيْنِ مرّة فِي حَادِثَة الْأزْوَاج المطهرة وَمرَّة فِي هَذِه الْحَادِثَة الَّتِي روتها عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَغَيرهَا فَلَا إِشْكَال وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
(الْآل) السراب أَو هُوَ خَاص بِمَا فِي أول النَّهَار وَآخره (يذكر وَيُؤَنث) وَآل كل شَيْء شخصه وَآل الرجل أَهله وَعِيَاله وَأَتْبَاعه وأنصاره

الهيولى

الهيولى: فِي عرف الْحُكَمَاء هِيَ الْجَوْهَر الْقَابِل للاتصال والانفصال وَهِي مَحل للصورتين أَي الجسمية والنوعية وَهِي الهيولى الأولى - وَأما الهيولى الثَّانِيَة فَهِيَ جسم تركب مِنْهُ جسم آخر كَقطع الْخشب الَّتِي تركب مِنْهَا السرير. والهيولى لفظ يوناني مَعْنَاهُ الأَصْل والمادة. وَقَالَ بَعضهم الهيولى فِي الأَصْل هَيْئَة أولى والهيئة هَا هُنَا بِمَعْنى الْجَوْهَر.
(الهيولى) (بِضَم الْيَاء مُخَفّفَة أَو مُشَدّدَة) مَادَّة الشَّيْء الَّتِي يصنع مِنْهَا كالخشب للكرسي وَالْحَدِيد للمسمار والقطن للملابس القطنية و (عِنْد القدماء) مَادَّة لَيْسَ لَهَا شكل وَلَا صُورَة مُعينَة قَابِلَة للتشكيل والتصوير فِي شَتَّى الصُّور وَهِي الَّتِي صنع الله تَعَالَى مِنْهَا أَجزَاء الْعَالم المادية والتخطيط المبدئي للصورة أَو التمثال والقطن (الْمَادَّة كلهَا معربة)
الهيولى:
[في الانكليزية] Matter
[ في الفرنسية] Matiere
بالفتح وضم الياء المثناة التحتانية هي عند الحكماء شيء قابل للصور مطلقا من غير تخصيص بصورة معينة ويسمّى بالمادة كما وقع في بحر الجواهر. وجاء في كشف اللغات، الهيولى: شيء تظهر فيه صور الأسماء، وذلك ما يسمّيه الصوفية الأعيان الثابتة. والمتكلّمون:
حقائق الأشياء. والحكماء ماهيات الأشياء.
انتهى. وهي على أربعة أقسام على ما وقع في شرح الصحائف: الأول الهيولى الأولى وهي جوهر غير جسم محل للمتصل بذاته وهو الصورة الجسمية. ورسمت أيضا بأنّها جوهر من شأنه أن يكون بالقوة دون ما يحلّ فيه. قالوا الجسم البسيط متصل في حدّ ذاته كما هو عند الحسّ وهو قابل للانفصال، فثمة اتصال نسمّيه بالصورة الجسمية وهي جوهر ممتد في الجهات الثلاث متصل في نفسه، وذلك الجوهر ليس تمام حقيقة الجسم بل ثمة أمر آخر يقوم به الاتصال، إذا الجسم المتصل إذا طرأ عليه الانفصال زال اتصاله وصار منفصلا، فلا بد أن يكون ثمة أمر قابل للانفصال والاتصال، وذلك القابل لهما ليس نفس الاتصال ضرورة أنّ القابل الثابت للشيئين الذين يزول كلّ منهما مع حصول الآخر غير كلّ من الشيئين المتزايلين. فالقابل للاتصال والانفصال يغاير كلا منهما وهو الذي نسمّيه بالهيولى الأولى؛ فالجسم عندهم مركّب من الهيولى والصورة، وهذا مذهب المشّائين من الحكماء، والإشراقيون لا يثبتونها انتهى. وفي بعض حواشي شرح هداية الحكمة المذاهب المعتبرة في حقيقة الجسم ثلاثة: أحدها للمتكلّمين وهو أنّه مركّب من الجواهر الفردة المتناهية العدد. وثانيها للإشراقيين من الفلاسفة وهو أنّه في نفسه بسيط كما هو عند الحسّ ليس فيه تعدّد وأجزاء أصلا، وإنّما يقبل الانقسام بذاته ولا ينتهي إلى حدّ لا يبقى له قبول الانقسام. وثالثها للمشّائين منهم وهو أنّه مركّب من الهيولى والصورة وكأنّه وقع اتفاق الفرق كلّهم على ثبوت مادة يتوارد عليها الصورة والأعراض، إلّا أنّها عند الإشراقيين نفس الجسم من حيث قبول المقادير تسمّى مادة وهيولى. والمقادير من حيث الحلول تسمّى صورة جسمية وهم ليسوا قائلين بالصورة النوعية التي هي الجوهر، ويقولون إنّ الاختلاف بين الأجسام بأعراض قائمة بها كما صرّح به الشيخ المقتول في الهــياكل. وعند المشّائين جوهر يقوم بجوهر آخر حال فيه يسمّى صورة يتحصّل بتركيبهما جوهر آخر قابل للأبعاد والمقادير وسائر الأعراض وهو الجسم. وعند المتكلّمين هو الجوهر الفرد الذي يتقوّم به المتألف فيحصل الجسم. فالتألّف عندهم بمنزلة الصورة عند المشّائين إلّا أنّه عرض لا يقوم بذاته بل بمحلّه، والصورة جوهر يقوم بذاته ويقوم به محلّه الذي هو الهيولى انتهى. الثاني الهيولى الثانية وهي جسم قام به صورة كالأجسام بالنسبة إلى صورها النوعية. الثالث الهيولى الثالثة وهي الأجسام مع الصورة النوعية التي صارت محلا لصور أخرى كالخشب لصورة السّرير والطين لصورة الكوز. الرابع الهيولى الرابعة وهي أن يكون الجسم مع الصورتين محلا للصورة كالأعضاء لصورة البدن. فالهيولى الأولى جزء الجسم والثانية نفس الجسم، وأما الثالثة والرابعة فالجسم جزء لهما كذا في شرح الصحائف. وقال شارح هداية الحكمة الهيولى قد تطلق على الجسم الذي تركّب منه جسم آخر كقطع الخشب التي تركّب منها السرير وتسمّى الهيولى الثانية انتهى، فهذا مخالف لما سبق إذ قطع الخشب بالنسبة إلى السرير هيولى ثالثة، إلّا أن يقال كما نقل عنه أنّهم يطلقون الهيولى الثانية على ما سوى الهيولى الأولى أيضا، كالمعقولات الثانية تطلق على ما وراء المعقول الأول أيضا.

تنبيه:
الظاهر أنّ إطلاق الهيولى على تلك الأقسام بالاشتراك اللفظي، ويمكن أن يقال إنّ الهيولى على الإطلاق هو ما لا يكون عرضا ويكون محلا لما ليس بعرض، فحينئذ يصير مشتركا معنويا بين تلك الأقسام، وأنّ الهيولى على الإطلاق هي الهيولى الأولى، وإطلاقها على باقي الأقسام بالتقييد بالثانية والثالثة والرابعة.
فائدة:
للهيولى أسماء باعتبارات. فهيولى وقابل من جهة استعدادها للصّور، ومادة وطينة إذ يتوارد عليها الصّور المختلفة، وعنصر إذ فيها يبدأ التراكيب، وأسطقس إذ إليها ينتهي التحليل.
وقد يعكس ويفسّر كلّ من العنصر والأسطقس بتفسير الآخر.
فائدة:
لهم تفريعات على وجوه الهيولى. الأوّل إثبات الهيولى لكلّ جسم. الثاني أنّ الهيولى لا تخلو عن الصّورة الجسمية، أي لا توجد خالية عن الصورة الجسمية. الثالث أنّ الصّورة الجسمية لا تخلو عن الهيولى. الرابع الهيولى ليست علّة للصّورة وإلّا لتمّ لها وجود قبل وجود الصّورة، ولا الصّورة علّة للهيولى لأنّها حالّة فيها، فتحتاج الصّورة في وجودها إليها، فحاجة الهيولى إلى الصورة في بقائها لأنّ الصّورة يستحفظها بتواردها عليها، إذ لو فرض زوال صورة عنها وعدم اقتران صورة أخرى بها عدمت المادّة لعدم بقائها خالية عن الصّور كلّها، وحاجة الصورة إلى الهيولى في التّشخّص والعوارض اللازمة لشخصها، فإنّ تشخّصها وتعدّدها لمادة وما يكتنفها من الأعراض.
الخامس أنّ الهيولى كما لا تخلو عن الصورة الجسمية كذلك لا تخلو عن صورة أخرى نوعية فإنّ لكلّ جسم صورة نوعية. السادس كلّ جسم له حيّز طبيعي، والتوضيح يطلب من شرح المواقف. حرف الواو (و)
الهيولى: لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة. واصطلاحا: جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال محل للصورتين الجسمية والنوعية.

ألومنيوم

ألومنيوم
ألومنيوم [مفرد]: (كم) أَلُمِنْيُمْ، أَلَمِنْيوم/ أَلُمِنْيوم، مَعدن خفيف فضِّيّ، قابل للطَّرق والسَّحب والصَّهر، ولا يصدأ في الهواء، ولخواصِّه الكثيرة يستخدم في كثير من الأغراض كبناء هــياكل الطائرات، وصناعة أواني الطهي وغيرها. 

علف

(علف) الطلح تناثر زهره وَعقد ثمره وَالْحَيَوَان وَنَحْوه أَكثر تعهده بإلقاء الْعلف لَهُ فَهُوَ معلف
(علف)
الرجل علفا شرب كثيرا وَالْحَيَوَان أطْعمهُ الْعلف فَهُوَ معلوف وَهِي معلوفة وعليف
ع ل ف: (الْعَلَفُ) لِلدَّوَابِّ وَالْجَمْعُ (عِلَافٌ) كَجَبَلٍ وَجِبَالٍ. وَ (عَلَفَ) الدَّابَّةَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَالْمَوْضِعُ (مِعْلَفٌ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْعَلُوفَةُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْعَلِيفَةُ) النَّاقَةُ أَوِ الشَّاةُ تَعْلِفُهَا وَلَا تُرْسِلُهَا فَتَرْعَى. 
[علف] فيه: كانوا يأكلون "علافها"، هو جمع علف كجمال وجمل، ما تأكله الماشية. شم: هو بكسر مهملة وخفة لام كجبل وجبال. ن: لا يخبط فيها شجرة إلا "لعلف"، هو بسكون لام مصدر وبالفتح اسم للحشيش والتبن والشعير؛ وفيه جواز أخذ أوراقه دون أغصانه. نه: وفيه: أهدوا رحالًا "علافية"، هي أعظم الرحال وأول من عملها علاف. ومنه: ترى "العليفي" عليها موكدًا؛ هو تصغير ترخيم للعلافي وهو الرحل المنسوب إلى علاف.
ع ل ف

علف الدابة والدجاجة والحمام وغيرها، واعتلفت. وهو يبيع العلوفة والعلوفات. وله العلوفة والعلائف.

ومن المجاز: قولهم للأكول: معتلف، وقد اعتلف. قال الحماسيّ:

إذا كنت في قوم عدّى لست منهم ... فكل ما علفت من خبيثٍ وطيّب وهو علف السباع وجزر السباع.
ع ل ف : عَلَفْتُ الدَّابَّةَ عَلْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَاسْمُ الْمَعْلُوفِ عَلَفٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْجَمْعُ عِلَافٌ مِثْلُ جَبَلٍ وَجِبَالٍ وَأَعْلَفْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالْمِعْلَفُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الْعَلَفِ وَالْعَلُوفَةُ مِثَالُ حَلُوبَةٍ وَرَكُوبَةٍ مَا يُعْلَفُ مِنْ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا يُطْلَقُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ عَلَى الْوَاحِدَةِ وَالْجَمْعِ. 
(علف) - في حديث بَنِي نَاجِيةَ : "أَنَّهم أَهدَوْا إلى ابنِ عوفٍ رِحالاً عِلافِيَّةً"
قيل: العِلافِيَّة: أَعظَم الرِّحال. قال ابنُ الكَلبِيّ: أَوَّلُ من عَمِلها عِلافٌ، وهو رَبَّان أبو جَرْم - بالرَّاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة -، ولذلك قيل للرِّحال عِلافيَّة، قال حُمَيْد بنُ ثَورٍ:
* تَرَى العُلَيْفِىَّ عليها مُؤكَدَا *
وفي رِوَاية: العِلاَفيَّ.

علف


عَلَفَ(n. ac. عَلْف)
a. Fed, foddered.

عَلَّفَa. see Ib. Formed, bore seed-pods.

أَعْلَفَa. see I
& II (b).
إِعْتَلَفَa. Ate, fed.

إِسْتَعْلَفَa. Wanted to be fed (horse).
عِلْفa. Great eater.

عَلَف
(pl.
عِلَاْف
عُلُوْفَة
أَعْلَاْف
38)
a. Fodder, provender, grass, hay.
b. see 4t (a)
&
عَلُوْفَة
(b).
عَلَفَةa. Food, rations, victuals.
b. see 26t (b)
عُلَّفa. Fruit of the acacia.

مَعْلَف
مِعْلَف (pl.
مَعَاْلِفُ)
a. Manger.
b. Stable.
c. Fodder-bag, nose-bag.

عَلِيْفa. Fed up; fattened.

عَلُوْفَة
(pl.
عُلُف).
a. see 4 (a)b. [ coll. ], Stipend, pay.

عُلُوْفَة
(pl.
عَلَاْئِفُ)
a. see 26t (b)
عَلَّاْف
(pl.
عَلَّاْفَة)
a. Seller of fodder.

N. P.
عَلڤفَعَلَّفَa. see 25
N. Ag.
إِعْتَلَفَa. Midwife.

عُلْفُوْف
a. Coarse, rude, churlish.
b. Generous, high-bred (horse).
c. Hairy.
[علف] العَلَفُ للدوابّ، والجمع عِلافٌ مثل جبل وجبال . وقد علفت الدابة علفا. وأنشد الفراء: علفتها تبنا وماء باردا حتى شتت همالة عيناها أي وسيقتها ماء. والموضع معلف بالكسر. والعلف: ثمر الطلح، وهو مثل الباقلى والغض، يخرج فترعاه الابل، الواحدة علفة، مثال قبر وقبرة. وقد أعْلَفَ الطلح، أي خرج عُلَّفُهُ. والعلوفة والعليفة: النافة أو الشاة تعلفها ولا ترسلها فترعى. والعلافيات: الرحال العظيمة، منسوبة إلى رجل اسمه علاف من قضاعة. قال الاعشى: هي الصاحب الادنى وبيني وبينها مجوف علافى وقطع ونمرق والعلفوف: الجافي من الرجال المسن، عن يعقوب. قال الخزاعى : يسر إذا كان الشتاء وأمحلوا في القوم غير كبنة علفوف قوله: يسر، أي ياسر. 
علف
عَلَفَ الدابَّةَ عَلْفاً، فاعْتَلَفَ. والعَلَفُ: الاسْمُ، والعُلُوْفَةُ: جَمُعُه. وشَاةٌ مُعَلَّفَةٌ: مُسَمَّنَةٌ. والعّلُوْفَةُ: ما يُعْلَف من الغَنَم وغيرِها، والواحِدُ والجميعُ فيه سَواء، وقد يُجْمَعُ على العَلاَئف. وناقَةٌ عُلْفُوفُ السَّنَام: أي مُلّفَّفَتُه كأنها مُشْتَمِلَةٌ بكِسَاءٍ. والعُلْفُوفُ من النَّسَاء: التي قد عَجَّزَتْ. ومن الخَيْل: الحِصَانُ الضَّخْم. ومن الرّجال: الشَّيْخُ الكَثيرُ الشَّعَرِ واللَّحْم. وقيل: الكَبيرُ السِّنِّ. وعَلَّفَ الطَّلْحُ: نَبَتَ عُلَّفُه وهو ثَمرُه، وهذا نادِرٌ؛ لأنه يجيءُ لهذا المعنى: أفْعَلَ. والمُعْتَلِفَةُ: القابِلَةُ، وهذه كَلِمَةٌ مُسْتَعارَة. والمِعْلَفُ: كَواكِبُ مُسْتَدِيرةٌ مُتَبَدِّدَةٌ يُقال لها الخِبَاءُ أيضاً. والعِلاَفُ: الرَّحْلُ، والعِلاَفيُّ أيضاً. وقيل: عِلاَفُ: هو رَبّانُ أبو جَرْمٍ أوَّلُ مَن اتَّخَذَ الرِّحَالَ فَنُسِبَتْ إليه. وعَقِيْلُ بنُ عُلَّفَةَ: شاعِرٌ.
(ع ل ف) : (عَلَفَ) الدَّابَّةَ فِي الْمِعْلَفِ بِكَسْرِ الْمِيمِ عَلْفًا أَطْعَمَهَا الْعَلَفَ وَأَعْلَفَهَا لُغَةٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فَإِنْ أُعْلِفَتْ السَّائِمَةُ وَقَوْلُهُ فِي الْعَرْجَاءِ فَإِنَّهَا لَا تَعْلَفُ مَا حَوْلَهَا بِوَزْنِ تَلْبَسُ خَطَأٌ وَلَا تُعْلَفُ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ فَاسِدٌ مَعْنًى وَإِنَّمَا الصَّوَابُ لَا تَعْتَلِفُ (وَالْعَلُوفَةُ) مَا يَعْلِفُونَ مَنْ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ سَوَاء (وَالْعُلُوفَةُ) بِالضَّمِّ جَمْعُ عَلَفٍ وَالتَّعَلُّفُ تَطَلُّبُ الْعَلَفِ فِي مَظَانِّهِ (وَالْعَلَّافَةُ) أَصْحَابُ الْعَلَفِ وَطَلَبَتْهُ كَالْحَمَّارَةِ وَالْبَغَّالَة لِأَصْحَابِهِمَا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي السِّيَرِ وَلِيَبْعَث الْأَمِيرُ قَوْمًا يَتَعَلَّفُونَ أَوْ يَخْرُجُونَ مَعَ الْعَلَّافَةِ يَكُونُونَ رَدْءًا لَهُمْ وَعَوْنًا (وَالْعِلَافَةُ) كَالصِّنَاعَةِ وَهِيَ طَلَبُ الْعَلَفِ وَشِرَاؤُهُ وَالْمَجِيءُ بِهِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي طَلَبِ الْعِلَافَةِ فَالصَّوَابُ الْعَلَّافَة وَهِيَ مَوْضِعُ الْعَلَفِ وَمَعْدِنُهُ كَالْمَلَّاحَةِ لِمَعْدِنِ الْمِلْحِ وَمَنْبِتِهِ.
علف
علَفَ يَعلِف، عَلْفًا، فهو عالف، والمفعول مَعْلوف
• علَف الحيوانَ: أطعمه "علَف حمارًا شعيرًا- فرسٌ معلوفٌ". 

عُلافة [مفرد]: ما تبقَّى من علف الدّابة "أكَلَت الدابّةُ ما في المِذْود إلاّ عُلافة". 

عَلْف [مفرد]: مصدر علَفَ. 

عَلَف [مفرد]: ج أعلاف وعِلاف وعُلُوفة: طعام الحيوان "تاجر أعلاف". 

عَلاَّف [مفرد]: ج علاّفون وعلاّفة:
1 - صيغة مبالغة من علَفَ.
2 - بائع العَلَف "اشتريت الشعيرَ والذرةَ من العلاَّف".
3 - شخص يهتمُّ بتسمين الحيوانات. 

عَلُوفة [مفرد]: ج عُلُف:
1 - عَلَف.
2 - دابّة تُعلَف للسِّمَن ولا تُرسَل للرَّعي. 

مِعْلَف [مفرد]: ج معالفُ: موضع العلف، وعاء أو صندوق يحتوي على العلف ليأكل منه الحيوان "مِعْلف بقر/ خيل- هيّأ العمال المعالف قبل عودة الأبقار من الحقل". 
علف: علف: سمن، جعله سميناً بديناً. (ألكالا، همبرت ص65، هلو، مارسيل 2: 512).
تعلف. تعلفت الجيوش الزروع. ترك الفرسان خيولهم تأكل ما زرع من القمح. (معجم البيان).
انعلف: مضى بعيداً. (فوك).
اعتلف. من لم يحترف لم يعتلف: من لم يتخذ حرفة أو صناعة لم يكتسب ما يعيش به. لا يكسب المرء شيئاً دون تعب وسعي. (بوشر).
علف. أرقى العلف: فرجن الدواب. (الكالا).
علْفة: شعير وتبن للخيل. (مارتن ص86).
عَلفَة: نواة التمر. (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212).
عَلَفَة: ما يعطيه الامير نفقة للسفراء والشخصيات الأخرى. وكذلك علف دواب الأمير. (مونج ص317).
علفات (جمع): منومات. (زيشر 20: 500).
علافة: مصدر أعلف بمعنى. أنتجع بدوابه مواضع الكلأ لتأكل. (لين). وفي حيان (ص99 و): خرجت الخيل في العلافة (ص91 و).
عُلوفة (والضمة في معجم فوك وفي محيط المحيط بمعنى رزق الجند): مصدر علف بمعنى انتجع الكلأ (فريتاج طرائف ص132).
علوفة: مؤونة الطعام الضرورية لغذاء الرجال والدواب. (مونج ص369).
علوفة: الطعام الذي يقدمه الملك للسفراء والشخصيات الأخرى. مونج ص370).
علوفة: راتب، عطاء، وظيفة، رزق، أجرة.
(بوشر وفيه الجمع علائف، محيط المحيط، مونج ص370).
دودة العلوفة: فراشة البلوط. (الكالا).
علوفجي: جندي مرتزق. (مونج ص370).
علاف: فرس علاف: جيد الغذاء. (دوماس حياة العرب ص185).
علافة: مقضب، حاصدة، منجل كبير.
والجمع: علاليف. (فوك).
معلفة وجمعها معالف: عليفة، وهي كيس يوضع فيه ما تعلفه الخيل ويعلق بعنقها. (ألكالا) ويذكر أسيينا في مجلة الشرق والجزائر كلمة معالف في المصنوعات من نسج الحلفاء.
معلفة البهائم: معرض البهائم، دار غرائب الحيوان، حديقة الحيوانات. (بوشر).
معلفات: حملات لجمع العلف. ففي فريتاج (أمثال ص42): ورتب قوماً بعيرون (يغيرون) على أعمال حلب ويمنعون المعلفات.
معلوف: سمين، بدين. (ألكالا، دومب ص 107، هلو) ويستعمل اسماً بمعنى حيوان سمين. (ألكالا).
الْعين وَاللَّام وَالْفَاء

العَلَفُ: قضيم الدَّابَّة، عَلَفَها يَعْلِفُها عَلْفا فَهِيَ مَعْلُوفَةٌ وعَلِيفٌ، وَقَوله:

يَعْلِفُها اللَّحْمَ إذَا عَزَّ الشَّجَرْ ... والخَيْلُ فِي إطْعامِها اللَّحمَ ضرَرْ

إِنَّمَا يَعْنِي انهم يسقون الْخَيل الألبان إِذا أجدبت الأَرْض فتقيمها مقَام العَلَف.

والمِعْلَفُ: مَوضِع العَلَفِ.

وَالدَّابَّة تَعْتَلِفُ: تَأْكُل.

وتَسْتَعِلُف: تطلب العَلَفَ.

والعَلُوفةُ: مَا يَعْلِفُونَ، وَجَمعهَا عُلُفٌ وعَلائِفُ قَالَ:

فأفأْتَ أدُمْا كالهِضَابِ وجامِلاً ... قد عُدْنَ مثْل عَلائِفِ المِقْضَابِ

وَحكى أَبُو زيد: كَبْش عَلِيفٌ فِي كباش عَلائِفَ.

قَالَ اللحياني: هِيَ مَا ربط فعلف وَلم يسرح وَلَا رعى، قَالَ: وَإِن شِئْت حذفت مِنْهُ الْهَاء، وَكَذَلِكَ كل فعولة من هَذَا الضَّرْب من الْأَسْمَاء إِن شِئْت حذفت مِنْهُ الْهَاء نَحْو الركوبة والحلوبة والجَزُورَةِ وَمَا أشبه ذَلِك.

والعَلِيفَةُ والمُعَلَّفَةُ جَمِيعًا: النَّاقة أَو الشَّاة تُعْلَفُ للسمن وَلَا ترسل للرعي، وَقَالَ اللحيانيُّ: العَلِيفَةُ: المْعُلوفَة وَجَمعهَا عَلائِفُ فَقَط.

والعُلْفى - مَقْصُور -: مَا يَجعله الْإِنْسَان عِنْد حصاد شعيره لخفير أَو صديق، وَهُوَ من العَلَفِ، عَن الهجري.

والعُلَّفُ: ثَمَر الطلح، وَقيل اوعية ثمره. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العُلَّفَةُ: ثَمَرَة الطلح كَأَنَّهَا هَذِه الخروبة الْعَظِيمَة الشامية إِلَّا إِنَّهَا أعبل، وفيهَا حب كالترمس اسمر ترعاه السَّائِمَة، وَلَا ياكلــه النَّاس إِلَّا الْمُضْطَر. الْوَاحِدَة عُلَّفَةٌ، وَبهَا سمي الرجل.

وأعْلَفَ الطلح: بَدَأَ عُلَّفُه.

والعِلْفُ: شجر يكون بِنَاحِيَة الْيمن، ورقه مثل ورق الْعِنَب يكبس فِي المجانب فيشوى ويجفف وَيرْفَع، فَإِذا طبخ اللَّحْم طرح مَعَه فَقَامَ مقَام الْخلّ.

وعِلافٌ: رجل من الأزد، قيل: هُوَ أول من عمل الرّحال قيل لَهَا عِلافِيَّة لذَلِك، وَقيل: العِلافِيُّ: أعظم مَا يكون من الرّحال وَلَيْسَ بمنسوب إِلَّا لفظا كعمري، قَالَ ذُو الرمة:

أحمّ عِلافِيٌّ وأبْيَضُ صَارِمٌ ... وأعْيَسُ مُهْرِيٌّ وأرْوَعُ ماجِدُ

وَرجل عُلْفُوفٌ: كثير اللَّحْم وَالشعر.

وتيس عُلْفُوفٌ: كثير الشّعْر.

وَشَيخ عُلْفُوفٌ: كَبِير السن.

والعُلْفُوفُ: الجافي من الرِّجَال وَالنِّسَاء، وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ غرَّة وتضييع، قَالَ الْأَعْشَى

حُلْوَةُ النَّشْرِ والبَدِيهَةِ والعِلاَّ ... تِ لَا جَهْمَةٍ وَلَا عُلْفُوفِ 
باب العين واللاّم والفاء معهما ع ل ف، ع ف ل، ف ع ل، ل ف ع، ف ل ع مستعملات

علف: عَلَفْتُ الدّابةَ أَعْلِفُها عَلْفاً، أي: أطعمتها العَلَف. والمِعْلَفُ: موضع العَلَف. والدّابة تعتلف، أي: تأكل، وتستعلِفُ، أي: تطلب العَلَفَ بالحمحمة. والشّاة المُعَلَّفة هي التي تسمّن. علّفتها تعليفاً [إذا أكثرت تعهّدها بإلقاء العَلَفِ لها] . (وعلوفة الدّوابّ كأنّه جَمْعٌ وهو شبيهٌ بالمصدر وبالجمع أُخرى) . والعُلَّفُ: ثمرُ الطّلح، مشددة اللاّم، الواحدة بالهاء. والعِلافِيّ، منسوب، وهو أعظم الرِّحال آخرة وواسطاً . وجمعه: عِلافيّات. قال ذو الرّمة :

أحمُّ عِلافيٌّ وأبيضُ صارمٌ ... وأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وأروع ماجد وقال :

شعب العِلافيّاتِ بين فروجهم ... والمحصناتُ عوازبُ الأطهار

قوله بين فروجهم، أي قد ركبوها ونساؤهم عوازب منهن إذا طهرن لا يغشونهنَّ، لأنّهم أبداً على الأسفار. وشيخ عُلْفوفٌ: كثيرُ الشَّعَرِ واللّحمِ، ويقال: هو الكبير السّنّ.

عفل: عَفِلَتِ المرأةُ عَفَلاً فهي عَفْلاءُ. وعَفِلَتِ النّاقةُ. والعَفَلُ والعَفَلَةُ الاسم، وهو شيء يخرج في حياء النّاقة شِبهُ أَدَرة.

فعل: فَعَلَ يَفْعَلُ فَعْلاً وفِعْلاً، فالفَعْلُ: المصدر، والفِعْل: الاسم، والفَعالُ اسمٌ للفِعل الحسَن، مثل الجود والكرم ونحوه. ويقرأ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ بالنصب. والفَعَلَةُ: العَمَلَةُ، وهم قوم يستعملون الطّينَ والحَفْر وما يشبه ذلك من العمل.

لفع: لفع الشّيبُ الرأس يلفع لفعاً، أي: شمل المشيب الرأس. قال سويد :

كيف يرجون سقاطي بعد ما ... لفع الرأس مشيب وصلع وتلفّع الرّجلُ، إذا شمله الشيبُ، كأنّه غطّى على سوادِ رأسِه ولحيته. قال رؤبة بن العجاج :

إنّا إذا أمر العدى تَتَرَّعا ... وأجمعت بالشر أن تلفعا

أي: تلبّس بالشّر، يقول: يشمل شرُّهم النّاسَ. وقال :

وقد تلفع بالقور العساقيل

يعني: تلفع السّرابُ على القَارَةِ. وإذا اخضرَّ الرَعيُ واليبيسُ، وانتفعَ المالُ بما يأكل. قيل: قد تَلَفَّعَ المالُ. ولُفِّعَتْ فهي مُلَفَّعَة. واللِّفاعُ: خمارٌ للمرأة يَسْتُرُ رأسَها وصَدْرَها، والمرأة تَتَلَفَّعُ به. وتقول: لَفِّعَتِ المزادةُ فهي مُلَفَّعَة، أي: ثنيتها فجعلت أَطِبَّتَها في وَسَطها، فذلك تَلْفِيعُها.

فلع: فَلَعَ رأسَه بحجرٍ يَفْلَعُ فَلْعاً فهو مَفْلوعٌ، أي مشقوق، فانْفَلَعَ، أي: انشقّ. قال طفيل :

نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لم تُرْعَ قبلنا ... كما شُقَّ بالمُوسَى السَّنامُ المفلع

وتفلعت البطيخة، وتفلعت العَقِبُ ونحوه. ويُقال في الشتم: لَعَنَ الله فِلْعَتَها. ويقال للمرأة: يا فَلْعَاءُ، ويا فَلْحاء، أي: يا منشقة. 

علف: العَلَفُ للدّواب، والجمع عِلافٌ مثل جبَل وجِبال. وفي الحديث:

وتأْكلون عِلافَها؛ هو جمع علَف، وهو ما تأْكله الماشية. قال ابن سيده:

العَلَفُ قَضِيمُ الدَّابةِ، عَلَفها يَعْلِفُها عَلْفاً، فهي مَعْلُوفة

وعَلِيفٌ؛ وأَنشد الفراء:

عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِداً،

حتى شَتَتْ هَمَّالةً عَيْناها

أَي وسَقَيْتُها ماء؛ وقوله:

يَعْلِفُها اللحمَ، إذا عزَّ الشجَرْ،

والخَيْلُ في إطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ

إنما يعني أَنهم يَسقون الخَيلَ الأَلبان إذا أَجدَبت الأَرض

فَيُقِيمُها مُقامَ العلَف. والمِعْلَفُ: موضع العلَف. والدابةُ تَعْتَلِف: تأْكل،

وتَسْتَعْلِفُ: تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة. والعَلُوفَةُ: ما

يَعْلِفُون، وجمعها عُلُفٌ وعَلائفُ؛ قال:

فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً،

قد عُدْنَ مِثْلَ عَلائفِ المِقْضابِ

وحكى أَبو زيد: كبش عَلِيفٌ في كِباش عَلائفَ؛ قال اللحياني: هي ما

رُبِط فعُلِف ولم يُسَرَّحْ ولا رُعِيَ، قال: وإن شئت حذفت الهاء، وكذلك كل

فَعُولة من هذا الضرب من الأَسماء، إن شئت حذَفت منه الهاء، نحو

الرَّكُوبة والحَلُوبةِ والجَزُوزَةِ وما أَشبه ذلك.

والعَلُوفَة والعَلِيفةُ والمُعَلَّفةُ، جميعاً: الناقة أَو الشاة

تُعْلَفُ للسِّمَنِ ولا تُرْسَل للرَّعْي. قال الأَزهري: تُسَمَّن بما يُجْمَع

من العَلَف، وقال اللحياني: العَلِيفَةُ المَعْلوفة، وجمعها عَلائِفُ

فقط. وقد عَلَّفْتها إذا أَكثرت تَعَهُّدها بإلقاء العلف لها.

والعُلْفُى، مقصور: ما يجعله الإنسان عند حَصاد شعيره لِخَفير أَو صديق

وهو من العلَف؛ عن الهَجَريّ.

والعُلَّفُ: ثمَر الطلْح، وقيل: أَوْعِيةُ ثمَره. وقال أَبو حنيفة:

العُلَّفَةُ ثمرة الطلح كأَنها هذه الخَرُّوبة العظيمة السامِيةُ إلا أَنها

أَعْبَلُ، وفيها حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السائمة ولا يأْكله الناس

إلا المضْطر، الواحدة عُلَّفةٌ، وبها سمي الرجل. والعُلَّف: ثمر الطلح

وهو مثل الباقِلاء الغَضِّ يخرج فترعاه الإبل، الواحدة عُلَّفة مثال قُبَّر

وقُبَّرة. ابن الأَعرابي: العُلَّف من ثمر الطلح ما أخَلف بعد البَرَمة،

وهو شبيه اللُّوبياء، وهو الحُلْبةُ من السَّمُر وهو السّنْفُ من

المَرْخ كالإصبع؛ وأَنشد للعجاج:

بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا

وأَعْلَفَ الطلْحُ: بدا عُلَّفُه وخرج. والعِلْف: الكثير الأَكل.

والعَلْفُ: الشّرْب الكثير. والعِلْفُ: شجر يكون بناحية اليمن ورقه مثل ورق

العنب يُكبَس في المَجانِب ويُشْوى ويُجَفَّف ويرفع، فإذا طبخ اللحم طرح معه

فقام مَقام الخلّ. وعِلافٌ: رجل من الأَزد، وهو زَبّانُ أَبو جَرْمٍ من

قُضاعة كان يَصْنعُ الرّحال، قيل: هو أَول من عَمِلها فقيل لها عِلافِيّة

لذلك، وقيل: العِلافيّ أَعظم الرّحال أَخَرَةً وواسطاً، وقيل: هي أَعظم

ما يكون من الرحال وليس بمنسوب إلا لفظاً كعُمَرِيّ؛ قال ذو الرمة:

أَحَمّ عِلافيّ وأَبيْض صارِم،

وأَعْيَس مَهْرِيّ وأَرْوَع ماجِد

وقال الأَعشى:

هي الصاحِبُ الأَدْنَى، وبَيني وبينها

مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ

والجمع عِلافِيَّاتٌ؛ ومنه حديث بني ناجِيةَ: أَنهم أَهْدَوْا إلى ابن

عوف رِحالاً عِلافِيَّةً؛ ومنه شعر حميد ابن ثور:

تَرى العُلَيْفِيّ عَلَيْها مُوكَدا

(* قوله «ترى العليفي إلخ» صدره:

فحمل اللهم كنازاً جلعدا

الكنازا، بالزاي: الناقة المكتنزة اللحم الصلبته؛ فما تقدم في جلعد

كباراً بالياء والراء خطأ.)

العُلَيْفيّ: تصغير ترخيم للعِلافيّ وهو الرحل المنسوب إلى عِلاف.

ورجل عُلْفُوف: جافٍ كثير اللحم والشعر. وتيس عُلْفوف: كثير الشعر. وشيخ

عُلْفوف: كبير السن؛ ومنه قول الشاعر:

مَأْوى اليَتِيم، ومأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ

تَأْوي إلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفوفِ

وقال عمر بن الجعد الخُزاعي:

يَسَرٍ، إذا هَبَ الشِّتاء وأَمْحَلُوا

في القَوْمِ، غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ

قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري يسرٌ وصوابه يَسَرٍ، بالخفض،

وكذلك غَيْر؛ وقبله:

أَأُمَيْمُ، هل تَدْرينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ

فارَقْتُ يومَ خَشاشَ غيرِ ضَعِيفِ؟

قال: يومُ خَشاشٍ يومٌ كان بينهم وبين هُذَيل قتلتهم فيه هذيل وما سَلِم

إلا عُمَير بن الجعد

(* قوله «عمير بن الجعد» كذا هو هنا بالتصغير

وقدّمه قريباً مكبراً.) ، وأُميم: ترخيم أُمية، وقوله يَسَر أَي ياسِر،

والعُلْفوف: الجافي من الرجال والنساء، وقيل: هو الذي فيه غِرّة وتَضْيِيع؛ قال

الأَعشى:

حُلْوة النَّشْر والبَديهة والعلْـ

ـلات، لا جَهْمة ولا عُلْفُوف

علف
العَلَفُ للدواب، والجمع: عُلُوْفَةٌ وأعْلافٌ وعِلافٌ - مثال جَبَلٍ وجِبَالٍ -.
وعِلاَفُ بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعَةَ، وعِلاَفٌ هذا هو ربان أبو جرم بن ربان، وهو أول من عمل الرِّحَالَ، وإليه تنسب الرِّحالُ العلافية. وصغر حميد بن ثور - رضي الله عنه - العِلافيَّ تصغير الترخيم حيث يقول:
فَحَمِّلِ الهَمَّ كنازاً جلعدا ... ترى العُلَيْفيَّ عليه مُوْكَدا
ويروى: " مُوْفِدا " أي مُشْرِفاً. وقال الليث: هو أعظم الرِّحالِ آخره وواسطاً، قال ذو الرمة:
أحَمُّ عِلاَفيٌّ صارمٌ ... وأعْيَسُ مَهْرِي وأشعث ماجد
يعني نفسه. وقال النابغة الذبياني:
شعبٌ العِلافِيّاتِ بين فُرُوْجِهِم ... والمحصنات عوازب الأطهار
وموضع العَلَفِ: مِعْلَفٌ.
وقال ابن عبّاد: المِعْلَفُ: كواكب مستديرة متبددة؛ ويقال لها الخِبَاءُ أيضاً.
وبائع العَلَفِ: عَلاّفٌ.
وقال أبو عمرو: العِلْفُ - بالكسر -: الكثير الأكل.
والعَلُوْفَةُ والعَلِيْفَةُ: الناقة أو الشاة تَعْلِفُها ولا ترسلها فترعى.
وقال الليث: ويقولون عُلُوْفَةُ الدواب، كأنها جمع، وهي شبيهة بالمصدر، وبالجمع أحرى.
وعَلَفْتُ الدابة أعْلِفُها عَلْفاً، وأنشد الفرّاء:
عَلَفْتُها تبناً وماءً بارداً ... حتى شتت همّالةً عيناها وقال أبو عمرو: العَلْفُ: الشرب الكثير.
والعُلْفُوْفُ: الجافي من الرجال المسن؛ عن يعقوب، قال عمير بن جعدة:
أأميم هل تدرين أن رُبَ صاحبٍ ... فارقت يوم حُشَاشَ غير ضَعِيْفِ
يسر إذا حُبَّ القُتارُ وأملحوا ... في القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْفُوْفِ
وقال الأزهري: شيخ عُلْفُوْفٌ: جاف كثير اللحم والشعر كبير السن، وأنشد لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:
مأوى اليتيم وماوى كل نَهْبَلَةٍ ... تأوي إلى نَهْبَلٍ كالنسر عُلْفُوْفِ
وقال ابن عباد: ناقة عُلْفُوْفُ السنام: أي مُلَفَّفَةُ كأنها مُشْتَمِلةٌ بكساء.
قال: والعُلْفُوْفُ من النساء: التي قد عجزت، ومن الخيل: الحصان الضخم.
وقال الليث: شيخ عِلَّوْفٌ - مثال هِلَّوْفٍ -: كبير السن.
والعُلَّفُ - مثال جبالٍ شُمَّخٍ -: ثمر الطلح؛ وهو مثل الباقلاء الغض يخرج فترعاه الإبل، قال العجاج:
أزمان غرّاءُ تروق الشُّنَّفا ... بِجِيدِ أدماء تنوش العُلَّفا
الواحدة: عُلَّفَةٌ.
وعقيل بن عُلَّفَةَ المري: شاعر، وأبوه عُلَّفَةُ أدرك عمر - رضي الله عنه -.
وقال ابن حبيب: في قيس عُلَّفَةُ بن الحارث بن معاوية بن صبار بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
والمستورد بن عُلَّفَةَ الخارجي: قتل معقل بن قيس الرياحي وقتله مَعْقِلٌ، قتل كل واحد منهما صاحبه. وكان مَعْقِلٌ مع علي - رضي الله عنه -، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم.
وهلال بن عُلَّفَةَ التيمي: قاتل رستم بالقادسية.
وقال الدينوري: العُلَّفَةُ كأنها هذه الخروبة العظيمة الشآمية إلا أنها أعْبَلُ؛ وفيها حبٌّ كالترمس أسمر، وترعاها السائمة ولا يأكلها الناس إلا المضطر، وما كان مثلها في كبرها من ثمر العِضَاهِ: فهو؟ أيضاً - عُلَّفٌ، وما كان أصغر منها مثل ثمر السلم والسمر والعُرْفُطِ: فهو الحُبْلَةُ. والعُلَّفُ طويل منبسط.
وأعْلَفَ الطلح: خرج عُلَّفُه. وقال ابن عبّاد: عَلَّفَ الطلح تَعْلِيْفاً: إذا نبت عًلَّفُه، قال: وهذا نادر لأنه غنما يجيء لهذا المعنى أفعل.
وقال الدينوري في ذكر الحُبْلَةِ: قال أبو عمرو: يقال قد أحبل وعَلَّفَ: إذا تناثر ورده وعَقَدَ.
وقال الليث: الشاة المُعَلَّفَةُ: التي تسمن، وإنما ثقل لكثرة تعاهد صاحبها لها ومداومته عليها.
وقال ابن عباد: المُعْتَلِفَةُ: القابلة، كلمة مستعارة.
والدّابة تَعْتَلِفُ: إذا أكلت، وتَسْتَعْلِفُ: تطلب العَلَفَ بالحمحمة.

علف

1 عَلَفَ الدَّابَّةَ, (S, Mgh, O, Msb,) aor. ـِ (O, Msb, TA,) inf. n. عَلْفٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and ↓ اعلفها, (Mgh, Msb,) inf. n. إِعْلَافٌ; (K;) He fed the beast (S, * Mgh, O, * Msb, * K) with عَلَف [i. e. fodder, or provender], (S, * Mgh, O, * Msb,) [i. e. he foddered the beast,] in the مِعْلَف [or manger]: (Mgh:) or ↓ the latter signifies he repaired to it often, putting عَلَف for it. (TA.) Fr cites the following verse: عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَآءً بَارِدًا حَتَّى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيْنَاهَا [meaning I fed her with straw, and gave her to drink cool water, so that she passed the winter with her eyes flowing abundantly with tears]: (S, O:) i. e. وَسَقَيْتُهَا مَآءً. (S.) b2: And عَلْفٌ signifies also The drinking much. (AA, O, K.) [Accord. to the TK, one says, عَلَفَهُ, aor. ـِ inf. n. عَلْفٌ, meaning He drank it much.]2 عَلَّفَ see the next paragraph, in two places.

A2: [Accord. to Golius, علّف signifies He fed well with fodder: but for this he mentions no authority.]4 أَعْلَفَ see 1, in two places.

A2: اعلف الطَّلْحُ The [trees called] طلح put forth their عُلَّف [q. v.]; (S, O, K;) as also ↓ علّف; but this is extr., for a verb of this meaning is [regularly] of the measure أَفْعَلَ only: (Ibn-'Abbád, O, K:) accord. to AA, as AHn states in mentioning the حُبْلَة, (O, TA,) ↓ علّف, (O, K,) inf. n. تَعْلِيفٌ, (K,) signifies they scattered their blossoms, and organized and compacted their fruit [i. e. their pods with the seeds therein]; expl. by تَنَاثَرَ وَرْدُهُ وَعَقَدَ [meaning عَقَدَ الثَّمَرَ]; (O, K;) like أَحْبَلَ. (O.) 5 تعلّف He sought عَلَف [i. e. fodder, or provender,] repeatedly, or leisurely, in the places in which it was thought, or known, usually to be. (Mgh.) 8 تَعْتَلِفُ, said of a beast, (دَابَّة, O,) It eats (O, TA) [fodder, or provender, or] green herbage. (TA in art. ربع.) b2: And اُعْتُلِفَ [perhaps a mistranscription for اِعْتَلَفَ] (tropical:) He was a great eater. (TA.) 10 استعلفت الدَّابَّةُ The beast [meaning horse] sought, or demanded, عَلَف [i. e. fodder, or provender,] by neighing. (O, K.) عِلْفٌ A great eater; one who eats much; (AA, O, K;) as also ↓ مُعْتَلَفٌ [perhaps a mistranscription for ↓ مُعْتَلِفٌ, but see 8]. (TA.) A2: Also A certain tree, or plant, (شَجَرَةٌ,) of ElYemen, the leaves of which are like [those of] the grape [-vine]: they are pressed [app. in the nosebags of horses, the TA here inserting فى المخابى, for which I read فى المَخَالِى, and it is there added وَيُسَوَّى, app. as meaning and made into a flat mass,] and dried, and flesh-meat is cooked therewith instead of with vinegar; (K;) and they [i. e. the leaves] are used as a ضِمَاد [or dressing for wounds] (وَيُضَمَّدُ بِهِ). (K accord. to the TA. [But in the place of these words, the CK and my MS. copy of the K have وَبِضَمٍّ, as relating to a form of the pl. of عَلُوفَةٌ, there mentioned in the next sentence.]) عَلَفٌ is for beasts, or horses and the like; (S, O;) a word of well-known meaning; (K;) i. e. Fodder, or provender for beasts; (KL;) food of cattle, or of animals, (TA,) or of quadrupeds; (MA;) food with which the beast is fed (Mgh, Msb *) in the مِعْلَف [or manger]: (Mgh:) accord. to ISh, applied to herbs, or leguminous plants, both fresh and dry: (TA voce حَشِيشٌ:) said by ISd to be the قَضِيم [generally meaning barley] of the beast: (TA in the present art.:) [see also عَلُوفَةٌ:] pl. [of mult.] عِلَافٌ (S, O, Msb, K) and عُلُوفَةٌ (Mgh, O, K) and [of pauc.] أَعْلَافٌ. (O, K.) See also عَلَفَةٌ. b2: [Hence,] one says, هُمْ عَلَفُ السِّلَاحِ وَجَزَرُ السِّبَاعِ (assumed tropical:) [They are the provender of the weapons, and the flesh that is food of the beasts, or birds, of prey]. (TA.) عَلَفَةٌ The food, or victuals, of soldiers; as also ↓ عُلُوفَةٌ [which is a pl. of ↓ عَلَفٌ, or perhaps it is correctly ↓ عَلُوفَةٌ, which is expl. by Golius as meaning a stipend, peculiarly of a soldier]. (KL.) العَلْفَى, from عَلَفٌ, What a man assigns, on the occasion of the reaping of his barley, to a guardian [thereof] from the birds, or to a friend. (El-Hejeree, TA.) عَلِيفٌ, (K, TA,) applied to a sheep or goat (شَاة), (TA,) i. q. ↓ مَعْلُوفَةٌ [i. e. Fed with fodder, or provender; foddered]: (K, TA:) accord. to Az, applied to a ram; and having for its pl. عَلَائِفُ: and expl. by Lh as meaning tied up, and fed with fodder, or provender; not sent forth to pasture where it pleases, nor led to pasture. (TA.) [See also عَلُوفَةٌ.]

عِلَافَةٌ The seeking, and buying, and bringing, of عَلَف [i. e. fodder, or provender for beasts]. (Mgh.) عَلُوفَةٌ A sheep or goat and other animal, and sheep or goats and other animals, fed with fodder, or provender: (Mgh, Msb:) or, as also ↓ عَلِيفَةٌ, a sheep or goat (شَاة), and a she-camel, fed with fodder, or provender, and not sent forth to pasture; (S, O, K, TA;) in order that it may become fat, (TA,) by means of the fodder collected: (Az, TA:) the pl. of each is عَلَائِفُ, accord. to Lh: or the pl. of the former is عُلُفٌ and عَلَائِفُ: (TA:) accord. to Lth, they said عَلُوفَةُ الدَّوَابِّ, as though the former word were a pl.; and it is more properly to be regarded as a pl. (O.) [See also عَلِيفٌ.] b2: Also The food of the beast: pl. عُلُفٌ (K, TA) [and accord. to the CK and my MS. copy of the K عُلْفٌ also; but see what is said above, voce عِلْفٌ, respecting this latter]. [See also عَلَفٌ.] And see عَلَفَةٌ.

عُلُوفَةٌ: see عَلَفَة.

عَلِيفَةٌ: see عَلُوفَةٌ.

عِلَافِىٌّ [for رَحْلٌ عِلَافِىٌّ], (S, O,) and رِحَالٌ عِلَافِيَّةٌ, (S, O, K,) A camel's saddle, (S, O,) and camels' saddles, [of a particular sort,] so called in relation to عِلَافٌ (S, O, K) the son of حُلْوَان, (O, TA,) in the K, erroneously, طُوَار, (TA,) a man of Kudá'ah, (S, O,) because he was the first maker thereof; (O, K;) or, (K,) accord. to Lth, (O,) the largest of رِحَال in the [hinder part and the fore part which are called] آخِرَة [in the CK اَخَرَة] and وَاسِط: in a verse of Homeyd Ibn-Thowr, ↓ العُلَيْفِىّ occurs as an abbreviated dim. [of العِلَافِىّ]: (O, K:) the pl. of عِلَافِيَّةٌ is عِلَافِيَّاتٌ. (O.) العُلَيْفِىّ: see what next precedes.

عُلَّفٌ The fruit of the [trees called] طَلْح, which resembles the fresh bean, (S, O, K,) and upon which, when they come forth, the camels pasture: (S, O:) or the pods, or receptacles of the fruit, thereof: (TA:) [i. e.] the fruit of the طلح when it succeeds the بَرَمَة; resembling the [kidney-bean called]

لُوبِيَآء: (IAar, TA:) the n. un. is عُلَّفَةٌ: (S, O, K:) AHn says that this is like the great Syrian carob (خَرُّوَبَة [n. un. of خَرُّوب q. v.]), except that it is bigger, and in it are grains like lupines, of a tawny colour, upon which the cattle pasturing at their pleasure feed, but which men eat not save in case of necessity: and the like thereof in size, of the fruit of the عِضَاه, is also termed عُلَّفٌ: what is smaller than it, like the fruit of the سَلَم and of the سَمُر and of the عُرْفُط, is [properly] termed حُبْلَة: the عُلَّف are long, and expanded, or extended: (O:) [it is also said that] عُلَّفٌ signifies the fruit of the أَرَاك. (Ham p. 196.) عَلَّافٌ A seller of عَلَف [i. e. fodder, or provender for beasts]: (O, K:) and ↓ عَلَّافَةٌ [as a coll. gen. n.] signifies [sellers thereof: or] possessors of عَلَف: and seekers thereof. (Mgh.) شَيْخٌ عِلَّوْفٌ An old man very aged. (Lth, O, K.) عَلَّافَةٌ: see عَلَّافٌ. b2: Also A place in which عَلَف [i. e. fodder] is produced: like مَلَّاحَةٌ signifying “ a place in which salt is generated. ” (Mgh.) علْفُوفٌ (applied to a man, S, O) Coarse, rough, rude, or churlish, and advanced in age: (Yaa-koob, S, O, K:) and in this sense also applied to a woman: (TA:) or, thus applied, it signifies old, or aged. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) And An old man, fleshy, and having much hair: (K, TA: [in the CK, المُشْعَرَانِىُّ is put for الشَّعْرَانِىُّ:]) or, accord. to Az, شَيْخٌ عُلْفُوفٌ signifies an old man having much flesh and hair. (O.) And it is also expl. as signifying A man in whom is negligence. (TA.) b2: Also, applied to a horse, Generous, or high-bred, or a male, or a stallion, large, big, or bulky; syn. حِصَانٌ ضَخْمٌ. (Ibn-'Abbád, O, K. *) b3: And, applied to a goat, Having much hair. (TA.) b4: And نَاقَةٌ عُلْفُوفُ السَّنَامِ A she-camel having the hump much enveloped with fur [so I render مُلَفَّفَتُهُ (see art. لف)], as though wrapped with a كِسَآء. (Ibn-'Abbád, O, K.) مَعْلُفٌ: see what next follows.

مِعْلَفٌ, (S, Mgh, O,) with kesr (S, Mgh) to the م; (Mgh;) or ↓ مَعْلَفٌ, like مَقْعَدٌ; (K;) [A manger; thus called in the present day; i. e.] a place of عَلَف [i. e. fodder, or provender for beasts]: (S, Mgh, O, K:) [pl. مَعَالِفُ.] b2: [Hence,] المِعْلَفُ, (Ibn-'Abbád, O,) or المَعْلَفُ, (K,) is the name of Certain stars, disposed in a round form, [but] separate; (Ibn-'Abbád, O, K;) also called الخِبَآءُ: (Ibn-'Abbád, O:) [the latter appellation is app. wrongly identified in the TA in art. خبى with الأَخْبِيةُ: what is here meant seems to be the group of stars called by our astronomers Præsepe; agreeably with the former appellation, and with the following statement:] in the مجسطى, [i. e.

المِجِسْطِى, (thus the Arabs term the great work of Ptolemy, which we, imitating them, commonly call “ Almagest,”)] النَّثْرَة (in Cancer) is mentioned by the name of المعلف: (Kzw, descr. of Cancer:) [but it is also said that] the Arabs thus call the seven stars that compose the constellation البَاطِيَة [i. e. Crater]. (Kzw, descr. of Crater.) b3: [Accord. to Golius, مِعْلَفٌ signifies also A bag for fodder, which, with fodder, is hung on the neck of a beast.]

مُعَلَّفَةٌ Fattened; applied to a شَاة [i. e. sheep or goat]; (Lth, O, K;) with teshdeed because of its owner's frequent and continual attention to it. (Lth, O.) مَعْلُوفَةٌ: see عَلِيفٌ.

مُعْتَلَفٌ: see عِلْفٌ.

مُعْتَلَفٌ: see عِلْفٌ. b2: المُعْتَلِفَةُ is a metaphorical appellation applied to The midwife. (Ibn-'Abbád, O, K.)
علف
العَلَفُ، مُحَرَّكَةً: م مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مَا تَأْكُلُه الماشِيَةُ، أَو هُوَ قُوتُ الحَيوانِ، وقالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ قَضِيمُ الدَّابَّةِ ج: عُلُوفَةٌ بالضَّمِّ وأَعْلافٌ، وعِلافٌ الأَخِيرانِ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وجَبَلٍ وجِبالٍ، وَمِنْه الحَدِيثُ: ويَأْكُلُونَ عِلافَها. ومَوْضِعُه: مَعْلَفٌ، كمَقعَدٍ وَفِي الصِّحاح: مَعْلِفٌ بالكسرِ، فانْظُره.
وبائِعُه عَلاّفٌ وَقد نُسِبَ هَكَذَا بعضُ المُحَدِّثِينَ، مِنْهُم: بيتُ بَنِي دُرُسْتَ المُتَقَدِّمِ ذكْرُهم فِي التّاءِ الفَوْقِية. وعِلافٌ، ككِتابٍ ابنُ طُوارٍ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسخِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ قَبِيحٌ وَالصَّوَاب ابنُ حُلوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الحافِي بنِ قُضاعَةَ، واسمُ عِلافٍ رَبّانُ، وَهُوَ أَبُو جَرْمِ بنُ رَبّانَ، إِليه تُنْسَبُ الرِّحالُ العِلافِيِّةُ، لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ عَمِلَها وقِيل: هُوَ رجلٌ من الأَزْدِ، قالَ الصَّاغَانِي: وَصَغَّرَهُ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ العامرِيُّ الهِلالِيُّ الصَّحابِيُّ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ تصْغِيرَ تَرْخِيمِ، فقالَ:
(فَحَمِّلِ الهَمَّ كِنازاً جَلْعَفَا ... تَرَى العُلَيْفِيَّ عليهِ مُؤْكَفَا)
هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، والصوابُ جَلْعَدَا ومُوكَدَا كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ والسان، وَقد تقدم إِنشادُه فِي الدَّال على الصَّحيحِ، فراجِعْه. أَو هُوَ أَعظَمُ الرِّحالِ آخِرَةً وواسِطاً قالَهُ اللَّيْثُ، وقِيلَ: هُوَ أَعْظمُ مَا يكون من الرِّحالِ، وليسَ بمَنْسُوبٍ إِلاّ لَفْظاً، كعُمَريٍّ، قَالَ ذُو الرُّمةِ:
(أَحَمُّ عِلافِيٌّ وأَبْيَضُ صارِمٌ ... وأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وأَرْوَعُ ماجِدُ)
وقالَ الأعْشَى: هِيَ الصّاحِبُ الأَدْنَى وبَيْنِي وبَيْنَهامَجُوفٌ عِلافِيٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ والجَمْعُ: علافِيّاتٌ، وَمِنْه قولُ النابِغَةِ الذُّبْيانيِّ:)
(شُعَبُ العِلافِياتِ بينَ فُرُوجِهِم ... والمُحْصَناتُ عوازِبُ الأَطْهارِ)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المَعْلَفُ كمَقْعَدٍ: كواكِبُ مُسْتَدِيرةٌ مُتَبَدِّدَةٌ ورُبّما سُمِّيَت الخِباءَ أَيضاً. والعَلْفُ، كالضَّرْبِ: الشُّرْبُ الكَثِيرُ عَن أَبي عمرٍ و. والعَلْفُ أَيضاً: إِطْعامُ الدّابَّةِ وَقد عَلَفَها يَعْلِفُها عَلْفاً، وأَنشَدَ الفَرّاءُ:
(عَلفْتُها تِبْناً وَمَاء بارِداً ... حَتَّى شَتَتْ هَمّالَةٌ عَيْناهَا)
أَي: وسَقَيْتُها مَاء كالإِعْلافِ. أَو العَلْفُ والإِعْلافُ: إِكْثارُ تَعَهُّدِها بإلْقاءِ العَلَفِ لَهَا. والعِلْفُ بالكَسْرِ: الكَثِيرُ الأَكْلِ عَن أَبي عَمْرٍ و. والعِلْفُ أَيْضا: شَجَرَةٌ يَمانِيَّةٌ ورَقُه كالعِنَبِ يُكْبَسُ فِي المَجانِبِ ويُشْوَى ويُجَفَّفُ ثُم يُرْفَعُ ويُطْبَخُ بِهِ اللَّحْمُ عِوَضاً عَن الخَلِّ، ويُضَمُّ. والعُلُفُ بضَمَّتَيْنِ: جَمْعُ العَلُوفَةِ، وَهِي: مَا تَأْكُلُه الدَّابَّةُ قالَ اللَّيْثُ: ويَقُولُونَ: عُلُوفَةُ الدَّوابِّ كأَنَّها جمعٌ، وَهِي شَبِيهَةٌ بالمَصْدَرِ، وبالجَمْع أَحْرَى. والعَلِيفَةُ، والعَلُوفَةُ: النّاقَةُ أَو الشّاةُ تَعْلِفُها وَلَا تُرْسِلُها للرَّعْيِ لتَسْمَنَ، قالَ الأَزهرِيُّ: تُسَمَّنُ بِمَا يُجْمَعُ من العَلَفِ، وقالَ اللِّحْيانِيُّ: العَلِيفَةُ: المَعْلُوفَةُ، وجَمْعُها عَلائِفُ، وَقَالَ غَيْرُه: جَمْعُ العَلُوفَةِ عُلُفٌ، وعَلائفُ، قالَ:
(فأَفَأْتُ أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً ... قَدْ عُدْنَ مثلَ علائِفِ المِقْضابِ)
والعُلْفُوفٌُ كعُصْفُورٍ: الجافِي من الرِّجالِ المُسِنُّ نقلَه الجَوْهَرِيُّ عَن يَعْقُوبَ، وأَنشَدَ لعُمَيْرٍ بنِ الجَعْدِ الخُزاعِيّ:
(يَسَرٍ إِذا هَبَّ الشِّتاءُ وأَمْحَلُوا ... فِي القَوْمِ غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ)
وقالَ الأَزهريُّ: العُلْفُوفُ: الشَّيْخُ اللَّحِيمُ المَشْعَرانِيُّ أَي الكَثِيرُ الشَّعرِ، وأَنْشَد لأَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيِّ يَرْثِي عُثْمَانَ رَضِي اللهُ عَنهُ: مَأْوَى اليَتِيمِ ومَأْوَى كُلِّ نَهْبَلَةٍ تأْوِي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفٍ وقالَ غَيرُه: العُلْفُوفُ من الرِّجالِ: الَّذِي فيهِ غِرَّةٌ وتَضْيِيعٌ. وَمِنْه قولُ الأَعْشَى:
(حُلْوَةِ النَّشْرِ والبَدِيهَةِ والعَ ... لاّتِ لَا جَهْمَةٍ وَلَا عُلْفُوفِ) وقالَ ابنُ عَبّادٍ: العُلْفُوفُ من النِّساءِ: العَجُوزُ وقالَ غيرُه: هِيَ الجافِيَةُ المُسِنَّةُ. قالَ: والعُلْفُوفُ من الخَيْلِ: الحِصانُ الضَّخْمُ. قَالَ: وناقَةٌ عُلْفُوفُ السِّنامِ: أَي مُلَفَّفَتُه، كأَنّها مُشْتَمِلَةٌ بكِسَاءٍ. وقالَ اللَّيْثُ شَيْخٌ عِلَّوْفٌ، كجِرْدَحَلٍ: أَي كَبِيرُ السِّنِّ. والعُلَّفُ، كقُبَّرٍ: ثَمَرُ الطَّلْحِ يُشْبِهُ البَاقِلاءَ الغَضَّ يَخْرُجُ فتَرعاه الإِبلُ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وقِيلَ: أَوْعِيَةُ ثَمَرِه، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: هِيَ كَأَنَّها هَذِه)
الخَرُّوبَة الشَّآمِيّة، إِلا أَنَّها أَعْبَلُ، وفِيها حَبٌّ كالتُّرْمُسِ أَسْمَرُ ترعاهُ السائِمَةُ، وَلَا تَأَكُلُه الناسُ إِلا المُضْطَّر، قَالَ العَجاجُ: أَزْمانَ غَرّاءُ تَرُوق الشُّنَّفَا بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفَا وعُلَّفَةٌ بهاءِ: واحِدَتُها مِثْلُ قُبَّرٍ وقُبَّرَةٍ، وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: العُلَّفُ مِنْ ثَمرِ الطَّلْحِ: مَا أَخَلْفَ بعد البَرَمَةِ، وَهُوَ شَبِيهُ اللُّوبِياء، وَهُوَ الحُبْلَةُ من السَّمُرِ، وَهُوَ السِّنْفُ من المَرْخِ كالإِصْبَعِ. وعُلَّفةُ: والِدُ عَقِيلٍ المُري الشاعِرِ. قلتُ: الشاعِرُ هُوَ عَقِيلٌ، وَكَانَ أَعْرابِيَّاً جِلْفاً، وأَبُوه عُلَّفَةُ أَدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخطابِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهُ رَوَى عَنهُ ابنُه عَقِيلُ بنُ عُلَّفَةَ، وَله ابنٌ شاعرٌ اسمُه عُلَّفَةُ أَيْضاً، قَالَه الحافِظُ. وعُلَّفَةُ بنُ الفَرِيشِ: والدُ المُسْتَوْرِدِ الخارِجِيِّ والمُسْتَوْرِدُ هَذَا قَتَلَ مَعْقِلَ بنَ قَيْسٍ الرِّياحِيِّ، وقَتَلَه مَعْقِلٌ، قَتَلَ كلُّ واحِدٍ منهُما صاحِبَه، وكانَ قاتَلَ مَعَ عليٍّ رضِيَ اللهُ عَنهُ، ثمَّ صارَ من الخَوارِجِ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ بنِي سامَةَ وسَباهُم، قالَه ابنُ حَبِيب. وَفِي قَيْسٍ: عُلَّفَةُ بنُ الحارِثِ ابنِ مُعاوِيَةَ بنِ صِبارِ بنِ جابِرِ ابنِ يَرْبُوعِ بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفش ابنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيانَ الذُّبْيانِيّ. وعُلَّفَةُ: والِدُ هِلالٍ التَّيْمِيِّ، وهِلالٌ هَذَا قاتِلُ رُسْتَمَ أَحدِ الأَبطالِ المَشْهُورِينَ فِي الفُرْسِ يومَ القادِسيَّةِ. وفاتَه ذِكْرُ وَرْدانَ بنِ مُجالِدِ بن عُلَّفَةَ التَّيمِيِّ، وَهُوَ ابنُ أَخِي المُسْتَوْرِدِ المَذْكُورِ، أَحدُ الخَوارِج، رَفِيقُ ابنِ مُرْجِمٍ فِي قَتْلِ عليِّ رَضِي اللهُ عَنهُ، وَقد تقَدَّم ذكرُه وذِكْرُ عَمِّه فِي فرش فراجِعْه. وأَعْلَفَ الطَّلْحُ: خَرَجَ عُلَّفُه نَقَلَه الجَوْهرِيُّ كعَلَّفَ تَعْلِيفاً قالَ ابنُ عَبّادٍ: وَهَذِه نادِرَةٌ، لأَنّه إِنَّما يَجِيءُ لهَذَا المَعْنَى أَفْعَلَ لَا فَعّلَ. وقالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي ذِكْرَ الحُبْلَةِ: قَالَ أَبو عَمْرٍ و: يُقال: قد أَحْبَلَ وعَلَّفَ تَعْلِيفاً: إِذا تَناثَرَ وَرْدُه وعَقَدَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: شاةٌ مُعَلَّفَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: مُسمَّنَةٌ قالَ: وإِنّما ثُقِّلَ لِكَثْرَةِ تَعاهُدِ صاحِبِها لَهَا، ومُدافَعتِه لَهَا. وشاةٌ عَلِيفٌ: أَي مَعْلُوفَةٌ وَحكى أَبو زَيْدٍ: كبشٌ عَلِيفٌ من كِباشٍ علائِفَ، قالَ اللِّحْيانِيُّ: هِيَ مَا رُبِطَ فعُلِفَ، وَلم يُسَرَّحْ وَلَا رُعِيَ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المُعْتَلِفَةً: هِيَ القابِلَةُ قالَ: كَلِمَةٌ مُسْتعارَةٌ. ويُقال: اسْتَعْلَفَت الدَّابَّةُ: إِذا طَلَبَت العَلَفَ بالحَمْحَمَةِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: هِيَ تَعْتَلِفُ اعْتِلافاً: تَأْكُل. وتُجْمَعُ العَلُوفُ على العُلُفِ والعَلائِفِ. والعُلْفَى مَقْصُوراً: مَا يَجْعَلُه الإِنسانُ عندَ حَصادِ شَعِيرِه لخَفِيرٍ أَو صَدِيقٍ، وَهُوَ مِنَ العَلْفِ، عَن الهَجَرِيِّ. وتَيْسٌ عُلْفُوفٌ:) كَثِيرُ الشَّعرِ. والعُلْفُوف: الَّذِي فِيهِ غِرَّةٌ وتَضْييعٌ، وَقد تَقَدَّم شاهِدُه من قولِ الأَعْشَى. وَمن المَجاز: قَولُهم للأَكُولِ: هُو مُعْتَلِفٌ، وَقد اعْتَلَفَ. وهم عَلَفُ السِّلاحِ، وجَزَرُ السِّباعِ.

قظي

الْقَاف والظاء وَالْيَاء

القيظ: صميم الصَّيف، وَهُوَ من طُلُوع النَّجْم إِلَى طُلُوع سُهَيْل، اعني بِالنَّجْمِ: الثريا، وَالْجمع: أقيلظ، وقيوظ.

وعامله مقايظة، وقيوظا: أَي لزمن القيظ، الْأَخِيرَة غَرِيبَة.

وَكَذَلِكَ: اسْتَأْجرهُ مقايظة، وقياظا، وَقَول امْرِئ الْقَيْس، انشده أَبُو حنيفَة:

قايضننا ياكلــن فيناقداً " م " ... ومحروت الْجمال

إِنَّمَا أَرَادَ: قظن مَعنا.

وَقَوْلهمْ: اجْتمع القياظ: إِنَّمَا هُوَ، على سَعَة الْكَلَام، وَحَقِيقَته: اجْتمع النَّاس فِي القيظ، فحذفوا إيجازا واختصارا وَلِأَن الْمَعْنى قد علم، وَهُوَ نَحْو قَوْلهم: اجْتمعت الْيَمَامَة، يُرِيدُونَ: أهل الْيَمَامَة.

وَقد قاظ يَوْمنَا.

وقاظوا بِموضع كَذَا، وقيظوا، واقتاظوا: اقاموا زمن قيظهم. قَالَ تَوْبَة بن الْحمير:

تربع ليلى بالمضيح فالحمى ... وتقتاظ من بطن العقيق السواقيا

وَاسم الْموضع: المقيظ، والمقيظ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَا مقيظ بِأَرْض لَا بهمى فِيهَا: أَي لَا مرعى فِي القيظ.

والمقيظة: نَبَات يبْقى اخضر إِلَى القيظ، تكون علقَة لِلْإِبِلِ إِذا يبس مَا سواهُ.

والمقيظة من النَّبَات: الَّذِي تدوم خضرته إِلَى آخر القيظ وَإِن هَاجَتْ الأَرْض وجف البقل. وقيظني الشَّيْء: كفاني لقيظي، وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " إِنَّمَا هِيَ اصوع لَا يقيظن بني ". وَقَالَ:

وَمن يَك ذَابَتْ فَهَذَا بتي ... مقيظ مصيف مشتى

الهيكل

(الهيكل) (انْظُر هكل)
(الهيكل) الضخم من كل شَيْء وَيُقَال فرس هيكل طَوِيل ضخم وَمَا طَال وَعظم وَبلغ من نَبَات أَو شجر وَالْبناء المشرف وَبَيت الْأَصْنَام وَالْبَيْت الضخم الْمُقَدّس يشيده الْيَهُود لإِقَامَة الشعائر الدِّينِيَّة وَمَوْضِع فِي صدر الْكَنِيسَة يقرب فِيهِ القربان وَالْبَيْت الضخم المزين المزخرف من الدَّاخِل يخصص لعبادة الْإِلَه أَو الْآلهَة وَقد شغف بِإِقَامَة الهــياكل قدماء المصريين والإغريق والبابليين والأشوريين والرومان وَكَذَلِكَ كَانَ يفعل الْيَهُود والتمثال و (فِي الهندسة الميكانيكية) الدعامة الَّتِي تركب فِيهَا أَجزَاء المحرك (مج) والهيكل العظمي مَجْمُوع الْعِظَام الَّتِي يقوم عَلَيْهَا بِنَاء الْجَسَد

الْوَحْش

(الْوَحْش) جمع وَحشِي وَهُوَ مَا لَا يسْتَأْنس من دَوَاب الْبر (يذكر وَيُؤَنث) (ج) وحوش ووحشان وَيُقَال حمَار وَحش وحمار وَحشِي وَيُقَال بَات وحشا جائعا لم ياكل شَيْئا فَخَلا جَوْفه وَمَشى فِي الأَرْض وحشا وَحده لَيْسَ مَعَه غَيره وَمَكَان وَحش خَال قفر

علم الفلاحة

علم الفلاحة
قال صاحب مفتاح السعادة: هو علم يتعرف منه كيفية تدبير النبات من أول نشؤه إلى منتهى كماله وبدء كونه إلى تمام نشؤه بإصلاح الأرض إما بالماء أو بما يخلخلها ويحميها من المعفنات كالسماد والرماد ونحوهما أو يحميها في أوقات البرد مع مراعات الأهوية فيختلف باختلاف الأماكن ولذلك تختلف قوانين الفلاحة باختلاف الأقاليم ومنفعته زكاة الحبوب والثمار ونحوها وهو ضروري للإنسان في معاشه ولذلك اشتق اسمه من الفلاح وهو البقاء انتهى.
وقال ابن خلدون: هذه الصناعة من فروع الطبيعيات وهي النظر في النبات من حيث تنمسته ونشؤه بالسقي والعلاج وتعهده بمثل ذلك وكان للمتقدمين بها عناية كثيرة وكان النظر فيها عندهم عاما في النبات من جهة غرسه وتنميته ومن جهة خواصه وروحانيته ومشاكلتها لروحاينات الكواكب والهــياكل المستعمل ذلك كله في باب السحر فعظمت عنايتهم به لأجل ذلك وترجم من كتب اليونانيين كتاب الفلاحة النبطية منسوبة لعلماء النبط مشتملة من ذلك على علم كبير ولما نظر أهل الملة فيما اشتمل عليه هذا الكتاب وكان باب السحر مسدودا والنظر فيه محظورا فاقتصروا منه على الكلام في النبات من جهة غرسه وعلاجه وما يعرض له في ذلك وحذفوا الكلام في الفن الآخر منه مغفلا تقل منه مسلمة في كتبه السحرية أمهات من مسائله وكتب المتأخرين في الفلاحة كثيرة ولا يعدون فيها الكلام في الغراس والعلاج وحفظ النبات من حوائجه وعوائقه وما يعرض في ذلك كله وهي موجودة انتهى كلامه.
قال في مدينة العلوم: ومن لطائف علم الفلاحة اتخاذ بعض نتائجه في غير أوقاته واستخراج بعض مباديه من غير أصله وتركيب الأشجار بعضها ببعض إلى غير ذلك ذكر أبو بكر بن وحشة في كتابه المسمى: بالفلاحة عن النبط أن من دار حول شجرة الخطمي وتطلع بالنظر إلى وردها وأدام ذلك فإنها تحدث فرحا في النفس وتزيل عنه الهم والحزن والغم. انتهى.

علم الإلهي

علم الإلهي
هو علم يبحث فيه عن الحوادث من حيث هي موجودات.
وموضوعه الوجود من حيث هو.
وغايته تحصيل الاعتقادات الحقة والتصورات المطابقة لتحصيل السعادة الأبدية والسيادة السرمدية كذا في: مفتاح السعادة.
وفي كشاف اصطلاحات الفنون: هو علم بأحوال ما يفتقر في الوجودين أي الخارجي والذهني إلى المادة.
ويسمى أيضا بالعلم الأعلى وبالفلسفة الأولى وبالعلم الكلي وبما بعد الطبيعة وبما قبل الطبيعة
والبحث فيه عن الكميات المتصلة والكيفيات المحسوسة والمختصة بالكميات وأمثالها مما يفتقر إلى المادة في الوجود الخارجي استطرادي وكذا البحث عن الصورة مع أن الصورة تحتاج إلى المادة في التشكل كذا في العلمي وفي الصدر أمن الحكمية النظرية ما يتعلق بأمور غير مادية مستغنية القوام في نحوي الوجود العيني والذهني عن اشتراط المادة كالإله الحق والعقول الفعالة والأقسام الأولية للموجود كالواجب والممكن والواحد والكثير والعلة والمعلول والكلي والجزئي وغير ذلك فإن خالط شيء منها المواد الجسمانية فلا يكون على سبيل الافتقار والوجوب.
وسموا هذا القسم: العلم الأعلى فمنه العلم الكلي المشتمل على تقاسيم الوجود المسمى بالفلسفة الأولى ومنه الإلهي الذي هو فن من المفارقات.
وموضوع هذين الفنين: أعم الأشياء وهو الموجود المطلق من حيث هو. انتهى.
وأصول الإلهي خمسة:
الأول: الأمور العامة.
الثاني: إثبات الواجب وما يليق به.
الثالث: إثبات الجواهر الروحانية.
الرابع: بيان ارتباط الأمور الأرضية بالقوى السماوية.
الخامس: بيان نظام الممكنات.
وفروعه قسمان:
الأول: البحث عن كيفية الوحي وصيرورة العقل محسوسا ومنه تعريف الإلهيات ومنه الروح الأمين.
الثاني: العلم بالمعاد الروحاني. انتهى.
وقال صاحب: إرشاد القاصد: يعبر عنه بالإلهي لاشتماله على علم الربوبية.
وبالعلم الكلي لعمومه وشموله لكليات الموجودات.
وبعلم ما بعد الطبيعة لتجرد موضوعه عن المواد ولواحقها.
قال: وأجزاؤه الأصلية خمسة: الأول: النظر في الأمور العامة مثل الوجود والماهية والوجوب والإمكان والقدم والحدوث والوحدة والكثرة.
والثاني: النظر في مبادئ العلوم كلها وتبيين مقدماتها ومراتبها. والثالث: النظر في إثبات وجود الإله ووجوبه والدلالة على وحدته وصفاته.
والرابع: النظر في إثبات الجواهر المجردة من العقول والنفوس والملائكة والجن والشياطين وحقائقها وأحوالها.
والخامس: النظر في أحوال النفوس البشرية بعد مفارقتها وحال المعاد.
ولما اشتدت الحاجة إليه اختلفت الطرق.
فمن الطالبين: من رام إدراكه بالبحث والنظر وهؤلاء زمرة الحكماء الباحثين ورئيسهم أرسطو وهذا الطريق أنفع للتعلم لو وفى بجملة المطالب وقامت عليها براهين يقينية وهيهات.
ومنهم: من سلك طريق تصفية النفس بالرياضة وأكثرهم يصل إلى أمور ذوقية يكشفها له العيان ويجل أن توصف بلسان ومنهم: ابتدأ أمره بالبحث والنظر وانتهى إلى التجريد وتصفية النفس فجمع بين الفضيلتين وينسب مثال هذا الحال إلى سقراط وأفلاطون والسهروردي والبيهقي. انتهى.
وقال أبو الخير: وهذا العلم هو المقصد الأقصى والمطلب الأعلى لكن لمن وقف على حقائقه واستقام في الإطلاع على دقائقه لأن حظي به فقد فاز فوزا عظيما ومن زلت فيه قدمه أو طغى به قلمه فقد ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا إذ الباطل يشاكل الحق في مأخذه والوهم يعارض العقل في دلائله جل جناب الحق عن أن يكون شريعة الكل وارد أو يطلع على سرائر قدسه إلا واحد بعد واحد وقلما يوجد إنسان يصفو عقله عن كدر الأوهام ويخلص فهمه عن مهاوي الإيهام ويستسلم لما قرره الأعلام.
واعلم أن من النظر رتبة تناظر طريق التصفية ويقرب حدها من حدها وهو طريق الذوق ويسمونه الحكمة الذوقية.
وممن وصل إلى هذه الرتبة في السلف السهروردي وكتاب: حكمة الإشراق له صادر عن هذا المقام برمز أخفى من أن يعلم وفي المتأخرين: الفاضل الكامل مولانا شمس الدين الفناري في بلاد الروم ومولانا جلال الدين الدواني في بلاد العجم ورئيس هؤلاء الشيخ صدر الدين القونوي والعلامة قطب الدين الشيرازي. انتهى. ملخصا أو سيأتي تمام التفصيل في الحكمة عند تحقيق الأقسام إن شاء الله العزيز العلام.
واعلم أن منبع العلوم الحكمية النظرية وأستاذ الكل فيها إدريس عليه السلام آتاه الله الحكمة والنبوة وأنزل عليه ثلاثين صحيفة وعلم النجوم. وأفهمه عدد السنين والحساب وعلمه الألسنة حتى تكلم الناس في زمنه باثنين وتسعين لسانا ولد بمصر وسموه هرمس الهرامس وباليونانية أرمس بمعنى عطارد وعرب بهرمس واسمه الأصلي هنوخ وعرب أخنوخ وسماه الله تعالى في كتابه العربي المبين إدريس لكثرة دراسة كتاب الله تعالى.
وقيل: إن معلمه غوثاديمون أو أغثاذيمون المصري وتفسيره السعيد الجد قيل: وهو شيث عليه السلام.
ثم إن إدريس عرف الناس صفة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنه يكون بريئا عن المذمات والآفات كلها كاملا في الفضائل الممدوحات لا يقصر عما يسأل عنه مما في الأرض والسماء ومما فيه دواء وشفاء وأنه يكون مستجاب الدعوة في كل ما يطلبه ويكون مذهبه ودينه ما يصلح به العالم.
وكانت قبلة إدريس جهة الجنوب على خط نصف النهار كان رجلا تام الخلقة حسن الوجه أجلح كث اللحية مليح الشمائل والتخاطيط تام الباع عريض المنكبين ضخم العظام قليل اللحم براق العين أكحلها متأنيا في كلامه كثير الصمت وإذا اغتاظ أخذ يحرك سبابته إذا تكلم وكانت مدة مقامه في الأرض اثنتين وثمانين سنة ثم دفعه الله مكانا عليا.
وهو أول من خاط الثياب وحكم بالنجوم وأنذر بالطوفان وأول من بنى الهــياكل ومجد الله فيها وأول من نظر في الطب وأول من ألف القصائد والأشعار وهو الذي بنى أهرام بمصر وصور فيها جميع العلوم والصناعات وآلاتها خشية أن يذهب رسمها بالطوفان.
واعلم أيضا أن من أساتذة الحكمة الحكيم أفلاطون أحد الأساطين الخمسة للحكمة من يونان كبير القدر مقبول القول البليغ في مقاصده.
أخذ عن فيثاغورس وشارك مع سقراط في الأخذ عنه وصنف في الحكمة كتبا لكن اختار فيها الرمز والإغلاق وكان يعلم تلاميذه وهو ماش ولهذا سموا المشائين وفوض الدرس في آخر عمره إلى أرشد أصحابه وانقطع هو للعبادة وعاش ثمانين سنة وولد في مدينة أنيس ولازم سقراط خمسين سنة وكان عمره إذ ذاك عشرون سنة وتزوج امرأتين وكانت نفسه في التعليم مباركة تخرج بها علماء اشتهروا من بعده.
ومن جملة أساتذة الحكمة أرسطاطاليس تلميذ أفلاطون لازم خدمته مدة عشرين سنة وكان أفلاطون يؤثر على غيره ويسميه العقل وهو خاتم حكماءهم وسيد علمائهم وأول من استخرج المنطق وله كتب شريفة في الفلسفة وكان معلم الإسكندر بن فيلقوس وبآدابه وسياسته عمل هو فظهر الخير وفاض العدل وبه انقمع الشرك في بلاد اليونانيين.
ومعنى أرسطاطاليس محب الحكمة أو الفاضل الكامل عاش سبعا وستين سنة ومصنفاته تنيف على ثمانين وكان أبيض أجلح حسن القامة عظيم العظام صغير العينين والفم عريض الصدر كث اللحية أشهل العينين أقنى الأنف يسرع في مشيته ناظرا في الكتب دائما يقف عند كل كلمة ويطيل الإطراق عند السؤال قليل الجواب ينتقل في أوقات النهار في الفيافي ونحو الأنهار محبا لاستماع الألحان والاجتماع بأهل الرياضة وأصحاب الجدل منصفا في نفسه إذا خصم ويعرف بموضع الإصابة والخطأ معتدلا في الملابس والمآكل مات وله ثمان وتسعين سنة ثم إنه تخلف عن خدمة الملوك وبنى موضع التعليم وأقبل على العناية بمصالح الناس.
وكان جليل القدر كثير التلاميذ من الملوك وأبناءهم وكان أهل مدينة أسطا إذا أشكل عليهم أمر يجتمعون إلى قبره حتى يفتح لهم ويزعمون أن قبره يصحح فكرهم ويذكي عقولهم واستيفاء أخباره لا يمكن إلا في مجلد.
ومن جملة أساتذة الحكمة الفارابي وهو أبو نصر محمد بن محمد كان ذكيا حكيما مشهورا صاحب التصانيف في المنطق والمحكمة وغيرهما من العلوم وهو أكبر فلاسفة الإسلاميين لم يكن فيهم من بلغ رتبته في فنونه وتخرج ابن سينا في كتبه وبعلومه انتفع في تصانيفه كان رجلا تركيا تنقلت به الأسفار إلى أن وصل بغداد وهو يعرف كثيرا من اللغات غير العربي ثم تعلمه وأتقنه.
ثم اشتغل بالحكمة فقرأ على أبي بشر - متى بن يونس الحكيم - من شرح كتاب أرسطو في المنطق سبعين سفرا وكان هو شيخا كبيرا له صيت عظيم يجتمعون في حلقته كل يوم المئون من المنطقيين ثم أخذ طرفا من المنطق من أبي حنا ابن خيلان الحكيم النصراني بمدينة حران ثم نقل إلى بغداد وقرأ بها علوم الفلسفة وتمهر في كتب أرسطو جميعها يقال وجد كتاب النفس لأرسطو عليه مكتوب بخط الفار أبي: إني قرأت هذا الكتاب مائتي مرة وقال: قرأت السماع الطبعي لأرسطو أربعين مرة ومع ذلك إني محتاج إلى معاودته وكان يقول: لو أدركت أرسطو لكنت أكبر تلامذته.
ثم سافر إلى دمشق ثم إلى مصر ثم عاد إلى دمشق فأحسن إليه سلطانها1 سيف الدولة بن حمدان وأجرى عليه كل يوم أربعة دراهم لأنه كان أزهد الناس في الدنيا لا يحتفل بأمر مكتسب ولا مسكن لذلك أقتصر على أربعة دراهم وكان منفردا بنفسه لا يكون إلا في مجتمع ماء أو مشبك رياض ويؤلف كتبه هناك وكان أكثر تصانيفه في الرقاع ولم يصنف في الكراريس إلا قليلا فلذلك كانت أكثر تصانيفه فصولا وتعليقات وبعضها ناقصا.
يحكى أن الآلات المسماة بالقونون من تركيبه.
توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بدمشق وقد ناهز ثمانين سنة.
وعدد مصنفاته من الكتب والرسالة سبعون كلها نافعة سيما كتابان في العلم الإلهي والمدني لا نظير لهما.
أحدهما: المعروف بالسياسة المدنية.
والأخرى: بالسيرة الفاضلة وصنف كتابا شريفا في إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها لم يسبق إليه أحد ولا ذهب أحد مذهبه ولا يستغني عنه أحد من طلاب العلم وكذا كتابه في أغراض أفلاطون وأرسطو أطلع فيه على أسرار العلوم وثمارها علما علما وبين كيفية التدرج من بعضها إليها بعض شيئا فشيئا ثم بدأ بفلسفة أرسطو ووصف أغراضه في تواليفه المنطقية والطبيعية فلا أعلم كتابا أجدى على طلب الفلسفة منه.
وفاراب: إحدى مدن الترك فيما وراء النهر. ومن جملة أساطين الحكمة: أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا الحكيم المشهور وكان أبوه من بلخ ثم انتقل منها إلى بخارا وكان من العمال الكفاة وتولى العمل بقرية من بخارا يقال لها هرمين ثم انتقلوا إلى بخارا وانتقل الرئيس بعد ذلك في البلاد وأشتغل بالعلوم وحصل الفنون ولما بلغ عشر سنين من عمره أتقن علم القرآن العزيز والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة ثم قرأ كتاب: إيساغوجي علي أبي عبد الله النابلي وأحكم عليه ظواهر المنطق: لأنه لم يكن يعرف دقائقها ثم حل هو نفسه دقائق غفل عنها الأوائل وأحكم عليه إقليدس والمجسطي وفاقه أضعافا كثيرة.
وكان مع ذلك يختلف في الفقه إلى إسماعيل الزاهد يقرأ ويبحث ويناظرهم ثم اشتغل بتحصيل الطبعي والإلهي وغير ذلك وفتح الله عليه أبواب العلوم ثم فاق في علم الطب الأوائل والأواخر في أقل مدة وأصبح عديم القرين فقيد المثيل.
وقرأ عليه فضلاء هذا الفن أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة وسنه إذ ذاك نحو ستة عشر وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكمالها ولم يشتغل في النهار بشيء سوى العلم والمطالعة وكان إذا أشكلت عليه مسئلة توضأ وقصد المسجد الجامع وصلى ودعا الله عز وجل أن يسهلها عليه ويفتح مغلقها له فتح الله - تبارك وتعالى – مشكلاتها.
ثم اتصل بخدمة نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان بسبب الطب ودخل إلى خزانة كتبه واطلع على كتب لم تقرع آذان الزمان بمثلها وحصل نخب فوائدها وتحلى بنفائس فرائدها.
ويحكى عنه أنه لم يطلع على مسئلة إلى آخر عمره إلا وكان يعرفها وكان في ثمانية عشر سنين من سنه حتى حكي عنه أنه قال: كل ما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته الآن لم أزد عليه إلى اليوم وهذا أمر عظيم لا يكاد يقبله العقل لولا عرف حد ذكائه.
ثم تنقلت به الأحوال بأمور يطول شرحها حتى استوزر ثم عزل وحبس وبعد هذه الأحوال كلها مرض ثم صلح ثم دخل إلى أن ضعف جدا ثم اغتسل وتاب1 وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم على من عرفه وأعتق مماليكه وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة ثم مات يوم الجمعة من رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة بهمذان وكانت ولادته سنة سبعين وثلاثمائة في شهر صفر وقيل: توفي بأصبهان وفضائله كثيرة شهيرة وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه.
وعدة مؤلفاته ثمانية وستون على الأشهر وقيل: يقارب مائة مصنف ما بين مطول ومختصر. ورسائله بديعة منها: رسالة حي بن يقظان و: رسالة سلامان و: إبسال و: رسالة الطب و: قصيدة الورقاء يرمز بها عن النفس الناطقة.
ومن جملة أساطين الحكمة الإمام فخر الدين الرازي وممن نحا نحو ابن سينا والرازي:
نصير الدين الطوسي وهو محمد بن محمد سلطان الحكماء المدققين وقدوتهم في زمانه جامع علوم المتقدمين والمتأخرين.
ولد يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة توفي آخر نهار الاثنين ثامن عشر ذي الحجة وقت مغيب الشمس سنة اثنتين وسبعين وستمائة ودفن بالمشهد الكاظمي.
وكان آية في التدقيق والتحقيق وحل المواضع المشكلة سيما: لطف التحرير الذي لم يلتفت إليه المتقدمون بل التفتوا إلى جانب المعنى فقط ثم إن الفاضل الشريف قلده في أمر التحرير والتقرير كما يظهر ذلك بالنظر في تصانيفهما.
وكان1 غاليا في التشيع كما يفصح عنه المقصد السادس من التجريد إلا أن الشيخ أكمل الدين قال: في أواخر شرحه للتجريد سمعت شيخي العلامة قطب الدين الشيرازي قال: كان الناس مختلفين في أن هذا الكتاب يعني التجريد لخواجه نصير الدين أولا فسأل عن ذلك ابنه خواجه أصيل الدين فقال: كان والدي وضعه إلى باب الإمامة وتوفي فكمله ابن المطهر الحلي وكان من الشيعة وهو زائغ زيغا عظيما فعلى هذه الرواية يكون بريئا عن نقيصة التشيع إلا أن المشهور عند الجمهور خلاف.
وبمن يلي هؤلاء في معرفة الحكمة الشيخ شهاب الدين السهروردي بل فاق كثيرا في الحكمة الذوقية.
وممن خرط في سلكهم الشيخ قطب دن الشيرازي والشيخ قطب الدين الرازي وسعد الدين التفتازاني والسيد الشريف الجرجاني ثم الجلال الدواني.
قال الأرنيقي: بعد ما ذكر في: مدينة العلوم ومن فضلاء بلادنا مولانا مصلح الدين مصطفى الشهير بخواجه زاده ومصلح الدين مصطفى الشهير بالقسطلاني لكن هؤلاء السبعة قد فاقوا على أكثر المتقدمين في الحديث والتفسير والأصول والفروع إلا أن الإمام فخر الدين الرازي فإنه تمهر فيها مع مشاركته لهؤلاء في علوم الحكمة بأقسامها وإن اتقانه أقوى من إتقانهم. انتهى
قلت: وفي قوله فاق على أكثر المتقدمين إلى آخره نظرا لأن العلم المجرد بالحديث والتفسير لا يكفي في صحة الاعتقاد والعمل حتى يستعملها على وجههما ويقول بمقتضاهما ويحقق فحواهما وأنى لهم التناوش من مكان بعيد.
والفخر الرازي أكثر كلاما من هؤلاء في علوم التفسير ولكن قال أهل التحقيق في حق كتابه: مفاتيح الغيب فيه كل شيء إلا التفسير وقد بحث في تفسيره هذا عن كل شيء لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وقد أخطأ في مواضع مما يتعلق بفهم القرآن الكريم ويقال: إنه لم يكمل تفسيره بل كمله بعض من جاء بعده والخطأ منه وقد أصاب في مواضع منها: رد التقليد واثبات الاتباع. والله أعلم.
ثم قال في: مدينة العلوم: إن الكتب المؤلفة في العلم الإلهي لما لم يخل عن الرياضي والطبعي أيضا أحببنا أن نذكره بعد الفراغ عن الكل - اللهم إلا نادرا -: كالمباحث المشرقية للإمام فخر الدين الرازي وأمثاله ولا تظن أن العلوم الحكمية مخالفة للعلوم الشرعية مطلقا بل الخلاف في مسائل يسيرة وبعضها مخالف في مسائل قليلة ظاهرا لكن إن حقق يصافح أحدهما الآخر ويعانقه. انتهى.
قال في: كشف الظنون ثم اعلم أن البحث والنظر في هذا العلم لا يخلو إما: أن يكون على طريق النظر أو: على طريق الذوق فالأول: إما على قانون فلاسفة المشائين فالمتكفل له كتب الحكمة أو على قانون المتكلمين فالمتكفل حينئذ كتب الكلام لأفاضل المتأخرين والثاني: إما على قانون فلاسفة الإشراقين فالمتكفل له حكمة الإشراق ونحوه أو على قانون الصوفية واصطلاحهم فكتب التصوف.
وقد علم موضوع هذا الفن ومطالبه فلا تغفل فإن هذا التنبيه والتعليم مما فات عن أصحاب الموضوعات - وفوق كل ذي علم عليم.
وعبارة ابن خلدون في: تاريخه هكذا.
قال: علم الإلهيات: هو علم ينظر في الوجود المطلق.
فأولا: في الأمور العامة للجسمانيات والروحانيات من الماهيات والوحدة والكثرة والوجوب والإمكان وغير ذلك.
ثم ينظر في مبادئ الموجودات وأنها روحانيات.
ثم في كيفية صدور الموجودات عنها ومراتبها.
ثم في أحوال النفس بعد مفارقة الأجسام وعودها إلى المبدأ.
وهو عندهم: علم شريف يزعمون أنه يوقفهم على معرفة الوجود على ما هو عليه وإن ذلك عين السعادة في زعمهم وسيأتي الرد عليهم وهو تال للطبيعيات في ترتيبهم ولذلك يسمونه: علم ما وراء الطبيعة وكتب المعلم الأول فيه موجود بين أيدي الناس ولخصه ابن سينا في كتاب: الشفاء والنجاة وكذلك لخصها ابن رشد من حكماء الأندلس.
ولما وضع المتأخرون في علوم القوم ودونوا فيها رد عليهم الغزالي ما رد منها ثم خلط المتأخرون من المتكلمين مسائل علم الكلام بمسائل الفلسفة لعروضها في مباحثهم وتشابه موضوع علم الكلام بموضوع الإلهيات ومسائله بمسائلها فصارت كأنها فن واحد ثم غيروا ترتيب الحكماء في مسائل الطبيعيات والإلهيات وخلطوهما فنا واحدا قدموا الكلام في الأمور العامة ثم أتبعوه بالجسمانيات وتوابعها إلى آخر العلم كما فعله الإمام ابن الخطيب في: المباحث المشرقية وجميع من بعده من علماء الكلام وصار علم الكلام مختلطا بمسائل الحكمة وكتبه محشوة بها كان الغرض من موضوعهما ومسائلهما واحد والتبس ذلك على الناس وهي غير صواب لأن مسائل علم الكلام إنما هي عقائد ملتقاة من الشريعة كما نقلها السلف من غير رجوع فيها إلى العقل ولا تعويل عليه بمعنى أنها لا تثبت إلا به فإن العقل معزول عن الشرع وأنظاره وما تحدث فيه المتكلمون من إقامة الحجج فليس بحثا عن الحق فيها فالتعليل بالدليل بعد أن لم يكن معلوما هو شأن الفلسفة بل إنما هو التماس حجة عقلية تعضد عقائد الإيمان ومذاهب السلف فيها وتدفع شبه أهل البدع عنها الذين زعموا أن مداركهم فيها عقلية وذلك بعد أن تفرض صحيحة بالأدلة النقلية كما تلقاها السلف واعتقدوها وكثيرا ما بين المقامين من التفاوت في ذلك مدارك صاحب الشريعة أوسع لاتساع نطاقها عن مدارك الأنظار العقلية فهي فوقها ومحيطة بها لاستمدادها من الأنوار الإلهية فلا تدخل تحت قانون النظر الضعيف والمدارك المحاط بها فإذا هدانا الشارع إلى مدرك فينبغي أن نقدمه على مداركنا ونثق به دونها ولا ننظر في تصحيحه بمدارك العقل ولو عارضه نعتمد ما أمرنا به اعتقادا وعلما ونسكت عما لم نفهم من ذلك ونفوضه إلى الشارع ونعزل العقل عنه.
والمتكلمون إنما دعاهم إلى ذلك كلام أهل الإلحاد في معارضات العقائد السلفية بالبدع النظرية فاحتاجوا إلى الرد عليهم من جنس معارضاتهم واستدعى ذلك الحجج النظرية والبطلان فليس من موضوع علم الكلام ولا من جنس أنظار المتكلمين فاعلم ذلك لتميز به بين الفنين فإنهما مختلطان عند المتأخرين في الوضع والتأليف والحق مغايرة كل منه لصاحبه بالموضوع والمسائل وإنما جاء الالتباس من اتحاد المطالب عند الاستدلال وصار احتجاج أهل الكلام كأنه إنشاء لطلب الاعتداد بالدليل وليس كذلك بل إنما هو رد على الملحدين
والمطلوب مفروض الصدق معلومه وكذا جاء المتأخرين من غلاة المتصوفة المتكلمين بالمواجد أيضا فخلطوا مسائل الفنين بفنهم وجعلوا الكلام واحدا فيه كلها مثل كلامهم في النبوات والاتحاد والحلول والوحدة وغير ذلك.
والمدارك في هذه الفنون الثلاثة متغايرة مختلفة وأبعدها من جنس الفنون والعلوم مدارك المتصوفة لأنهم يدعون فيها الوجدان ويفرون عن الدليل والوجدان بعيد عن المدارك العلمية وأبحاثها وتوابعها كما بيناه ونبينه - والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم -. انتهى كلامه.

الكلدانيين

الكلدانيين
وهم: أمة قديمة، مسكنهم أرض العراق، وجزيرة العرب، ومنهم: النماردة ملوك الأرض بعد الطوفان، وبختنصر منهم، ولسانهم: سرياني، ولم يبرحوا إلى أن ظهر عليهم الفرس، وغلبوا مملكتهم، وكان منهم: علماء وحكماء متوسعون في الفنون، ولهم عناية بأرصاد الكواكب، وإثبات الأحكام والخواص، ولهم هــياكل، وطرائق لاستجلاب قوى الكواكب، وإظهار طبايعها بأنواع القرابين، فظهرت منهم الأفاعيل الغربية من إنشاء الطلسمات، وغيرها، ولهم مذاهب نقل منها بطلميوس في (المجسطي).
ومن أشهر علمائهم: أبرخس، واصطفن.
وفي الفهرس: أن النبطي أفصح من السرياني، وبه كان يتكلم أهل بابل.
وأما النبطي: الذي يتكلم به أهل القرى، فهو سرياني غير فصيح، وقيل: اللسان الذي يستعمل في الكتب الفصيحة لسان أهل سوريا، وحران.
وللسريانيين: ثلاثة أقلام، أقدم الأقلام، ولا فرق بينه وبين العربي في الهجاء، إلا أن الثاء المثلثة، والخاء، والذال، والضاد، والظاء، والغين: كلها معجمات سواقط، وكذا لام ألف، وتركب حروفها من اليمين إلى اليسار.

تَرْعُ عُوز

تَرْعُ عُوز:
العينان مهملتان، والواو ساكنة، وزاي: قرية مشهورة بحرّان من بناء الصابئة، كان لهم بها هيكل، وكانوا يبنون الهــياكل على أسماء الكواكب، وكان الهيكل الذي بهذه القرية باسم
الزّهرة، ومعنى ترع عوز بلغة الصابئة باب الزهرة، وأهل حرّان في أيامنا يسمونها ترعوز، وينسبون إليها نوعا من القثاء يزرعونه بها عذيا.

دَير الأَسْكُون

دَير الأَسْكُون:
بفتح الهمزة، وسكون السين المهملة، وكاف مضمومة، وآخره نون: وهو بالحيرة راكب على النجف، وفيه قلالي وهــياكل، وفيه رهبان يضيّفون من ورد عليهم، وعليه سور عال حصين، وعليه باب حديد، ومنه يهبط الهابط إلى غدير بالحيرة، أرضه ورضراض ورمل أبيض، وله مشرعة تقابل الحيرة لها ماء إذا انقطع النهر كان منها شرب أهل الحيرة، قلت: هكذا وصف مصنفو الديارات هذا الدير، ورأيت أنا في طريق واسط قرب دير العاقول موضعا يقال له الأسكون، فإن كان الذي بالحيرة غيره وإلا فالصواب أنه في طريق واسط.

دَيرُ الشياطينِ

دَيرُ الشياطينِ:
بين مدينة بلد والموصل، وهو بين جبلين في فم الوادي بالقرب من أوسل مشرف على دجلة في موضع حسن الهواء والرواء، وفيه يقول السري الرفاء:
عصى الرشاد وقد ناداه مذ حين، ... وراكض الغيّ في تلك الميادين
ما حنّ شيطانه الآتي إلى بلد ... إلا ليقرب من دير الشياطين
وفتية زهَّر الآداب بينهم ... أبهى وأنضر من زهر البساتين
مشوا إلى الراح مشي الرّخّ وانصرفوا، ... والراح تمشي بهم مشي الفرازين
تفرّغوا بين أعطان الهــياكل في ... تلك الجنان وأقمار الدواوين
حتى إذا أنطق الناقوس بينهم ... مزنّر الخصر روميّ القرابين
يرى المدامة دينا، حبّذا رجل ... يعتدّ لذة دنياه من الدين
وقال فيه الخباز البلدي:
رهبان دير سقوني الخمر صافية ... مثل الشياطين في دير الشياطين
غدوا سراعا كأمثال السهام بدت ... من القسيّ وراحوا كالعراجين

لجف

لجف



لَجَفْ: see قِصَابٌ.
لجف: لجّف مكياله: وسّعه (وليس على وزن فعَل على النحو الذي وردت به عند فريتاج في الكامل 14:6).
(لجف) الشَّيْء وَسعه من جوانبه وَيُقَال لجف الْقَوْم مكيالهم أَو بئرهم وَسعوا أَسْفَله
(لجف)
الظبي وَغَيره فِي الكناس وَنَحْوه لجفا حفر فِي أَصله أَو فِي جنبه

لجف


لَجَفَ(n. ac. لَجْف)
a. Struck.

لَجَّفَتَلَجَّفَa. Dug into the sides of ( a well ).

لَجَف
(pl.
أَلْجَاْف)
a. Side-hole, cavity.

لِجَاْفa. Threshold.

لَجِيْفَةa. Doorpost.
[لجف] نه: فيه: إنه ذكر الدجال ثم خرج لحاجته فانتحب القوم حتى ارتفعت أصواتهم فأخذ "بلجفتي" الباب فقال: مهيم، هما عضادتاه وجانباه، وجوانب البئر ألجاف- جمع لجف، ويروى بالباء وهو وهم. ومنه: حفر حفيرة "فلجفها"، أي حفر في جوانبها. و"اللجيف" اسم فرسه صلى الله عليه وسلم- روى بالجيم، فإن صح فهو من السرعة، لأن اللجيف سهم عريض النصل.
لجف: اللَّجْفُ: الحَفْرُ في أصْلِ الكِنَاسِ، والاسْمُ اللَّجَفُ. وألْجَافُ البِئْرِ: مَدَاخِلُ الماءِ في جَوَانِبِها. واللَّجَافُ: ما أشْرَفَ على الغار من صَخْرَةٍ أو غَيْرِ ذلك؛ ناتِىٌْ من الجَبَلِ. واللَّجَفُ: مَلْجَأُ السَّيْلِ ومَحْبَسُه ب. والتَّلْجِيْفُ: إدْخَالُ الذَّكَرِ في جَوَانِبِ الفَرْجِ كُلِّها. وألْجَفَ بي: إذا أضَرَّ بِكَ.
[لجف] قال أبو عبيد: اللَّجَفُ مثل البُعْثُطِ، وهو سرَّة الوادي. ويقال اللجَفُ: حفرٌ في جانب البئر. قال الشاعر يصف جراحة: يحج مأمومة في قعرها لجف فاست الطبيب قذاها كالمغاريد ولجفت البئر تلجيفا: حفرت في جوانبها. قال العجاج يصف ثورا * إذا انتحى معتقما أو لجفا * قال: الاصمعي: تلجفت البئرُ، أي انْخَسَفَتْ. وبئرُ فلان متلجفة.
ل ج ف

لجفت البئر حفرت في جوانبها، وفي البئر لجفٌ وهو ما حفر في جانب منها أو أكله الاء حتى صار كالكهف، وبئر ذات لجفٍ وألجافٍ، وقد تلجّف البئر، ولجّفها مخض الدلاء.

ومن المجاز: لجّف القوم مكيالهم: وسّعوا أسفله. ولجّف الوحشيّ كناسه. قال العجاج:

إذا انتحى معتقماً أو لجفاً

أي حافراً سفلاً أو حفر في جانب، ونظير الاعتقام والتلجيف: الضّرح واللّحد في القبر.
(لجف) - في الحديث: "كان اسمُ فَرَسِه الَّلجِيفَ"
والمحفوظُ بالخاء، فإن روِى بالجيم فَيُراد به: السُّرْعةُ؛ لَأنَّ الَّلجِيفَ: سَهْمٌ نَصْلُه عَرِيضٌ، قاله صاحبُ التَّتِمَّة.
وقال البخارىّ: اللَّخِيف - بالخاء المعْجَمة -، ولم يتحقَّقه أيضًا.
- وفي حديث الدجّال: "فأَخَذَ بلَجَفَتَى البابِ "
: أي جانِبَيْه. ومنه أَلْجَافُ البِئرِ. - في حديث الحجاج: "حَفَر حُفَيْرةً فَلَجفَها".
: أي حَفَرَ في جَوانِبها. وتَلَجَّفَت البِئْرُ: انخسَفَتْ، وبئر مُتَلَجِّفَة.
(ل ج ف)

اللَّجَف: سرة الْوَادي.

واللَّجَف: النَّاحِيَة من الْحَوْض أَو الْبِئْر ياكلــه المَاء فَيصير كالكهف، قَالَ أَبُو كَبِير:

متبهرات بالسِّجال ملاؤها ... يخْرجن من لَجَف لَهَا متلقَّم

وَالْجمع: أَلْجاف.

واللَّجْف: الْحفر فِي أصل الكناس، وَالِاسْم: اللَّجَف.

والمُلَجِّف: الَّذِي يحْفر فِي نَاحيَة من الْبِئْر، قَالَ العجاج:

إِذا انتحى معتقما أَو لجفَّا الاعقام: أَن يحفروا فَإِذا قربوا من المَاء احتفروا بِئْرا صَغِيرَة فِي وَسطهَا بِقدر مَا يَجدونَ طعم المَاء، فَإِن كَانَ عذبا حفروا بقيتها.

ولَجِفت الْبِئْر لَجَفا وَهِي لَجْفاء، وتَلجَّفَتْ، كِلَاهُمَا: تحفرت وأكلت من أَعْلَاهَا وأسفلها. وَقد استعير ذَلِك فِي الْجرْح كَقَوْلِه:

يَحُجّ مَأْمومةً فِي قَعْرها لَجَف ... فإستُ الطَّبِيب قَذَاها كالمغاريد

واللَّجَفة: الْغَار فِي الْجَبَل، وَالْجمع: لَجَفات، وَلَا أعلمهُ كسر.

ولَجَّف الشَّيْء: وَسعه من جوانبه.

واللَّجِيف من السِّهَام: العريض، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي بِاللَّامِ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف: النجيف وَالْجمع: نجف، وَقد روى: اللخيف، وَهُوَ قَول السكرِي، وَقد تقدم.
لجف
أبو عمرو: اللَّجْفُ: الضَّرب الشديد.
وجنْبَتا الباب: لَجِيفَتاه.
وقال أبو عُبيد: اللَّجيف من السهام: الذي نَصْلُه عريض، وشك أبو عُبيد في اللَّجيفِ. قال الأزهري: وحق له أن يشكَّ فيه، لأن الصواب النَّجيفُ: وهو من السِّهام العريض النصل، وجمْعه: نُجُف، قال أبو كبير الهُذَليُّ:
نُجُفاً بَذَلْتُ له خَوَافيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ
وقال أبو عمرو: واحدُ النُّجُف: نَجُوفٌ.
وقال الليث: اللَّجْفُ: الحَفر في أصل الكِنَاسِ، والاسم: اللَّجَفُ.
وقال أبو عبيدة: اللَّجَفُ: مثلُ البُعثُط وهو سُرَّة الوادي، ويقال: اللَّجَفُ حفْر في جانب البئر، قال عِذَار بن دُرَّة الطائي يصف جراحة:

يَحُجُّ مَأْمُوْمَةً في قَعْرِها لَجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغَارِيْدِ
وأنشد ابن الأعرابي:
دَلْوِيَ دَلْوٌ إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ ... وإنْ نَجا صاحِبُها من اللَّفَفْ اللَّفَفُ: اضطراب الساعد من التواء عِرقٍ فيه. وجمْع اللَّجَفِ: ألْجَافٌ، قال:
لو أنَّ سَلْمى وَرَدَتْ ذا ألْجَافْ ... لَقَصَّرَتْ ذَناذِنُ الثَّوْبِ الضّافْ
وقال ابن شُميْل: ألْجافُ الرَّكيَّة: ما أكل الماء من نواحي أصلها، فإن لم يأكُلها الماء وكانت مُستوية الأسفل فليس لها لَجَفٌ.
وقال الليث: اللَّجَفُ: مَلْجَأُ السَّيل: أي مَحْبِسه.
قال: واللِّجَافُ: ما أشرف على الغار من صخرة أو غير ذلك ناتِئءٍ في الجبل، وربما جُعل ذلك فوق الباب. وقال غيره: اللِّجَافُ والنِّجَافُ: الأُسْكُفَّةُ.
وقال ابن عبّاد: ألْجَفَ بي الرجل: إذا أضرَّ بك.
والتَّلْجيفُ: إدخال الذّكر في جوانب الفَرْجِ.
ولَجَّفْتُ البئر تَلْجِيْفاً: حفَرْتُ في جوانبها، قال العجّاج يصف ثوراً:
إذا انْتَحى مُعْتَقِماً أو لَجَّفا ... وقد تَبَنّى من أرَاطٍ مِلْحَفا
ولَجَّفَ المِكيال: وسَّعَه من أسفلِه.
وقال الصمعي: تَلَجَّفَتِ البئر: أي انخسفَتْ، يقال: بئر فلان مُتَلَجِّفَة. وقال غيره: تَلَجَّفْتُ البئر: حفَرْتُ في جوانبها، جعله مُتعدياً.
والتركيب يدل على هزم في شيء.

لجف: اللَّجَفُ مثل البُعْثُط: وهو سُرَّةُ الوادي. واللَّجَفُ: الناحية

من الحوض أَو البئر يأْكله الماء فيصير كالكَهْف؛ قال أَبو كبير:

مُتَبَهِّرات بالسِّجالِ مِلاؤُها

يَخْرُجْن من لَجَفٍ لها مُتَلَقَّمِ

والجمع أَلْجاف. واللَّجْفُ: الحَفْرُ في أَصل الكِناس، وقيل: في جنب

الكِناس ونحوه، والاسم اللَّجَفُ.

والمُلَجِّف: الذي يَحْفِر في ناحية من البئر. والتَّلَجُّف: التحفُّر

في نواحي البئر. ولَجَّفْت البئر تَلْجِيفاً: حفرت في جوانبها. وفي حديث

الحجاج: أَنه حَفَر حَفِيرة فَلَجَّفَها أَي حفَر في جوانبها؛ قال العجاج

يصف ثوراً:

بِسَلْهَبَيْنِ فَوْق أَنْفٍ أَدْلَفا،

إذا انتحى مُعْتَقِماً أَو لَجَّفا

قوله بسلهبين أَي بقرْنين طويلين. ويقال: بئر فلان مُتَلَجِّفة؛ وأَنشد:

لو أَنَّ سَلْمَى ورَدَتْ ذا أَلجافْ،

لقَصَّرَت ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضافْ

ابن شميل: أَلجافُ الرَّكيّة ما أَكل الماء من نواحي أَصلها، وإن لم

يأْكلها وكانت مستوية الأَسفل فليست بلَجف. وقال يونس: لجَف، ويقال:

اللَّجَف ما حَفَر الماءُ من أَعلى الركية وأَسفلها فصار مثل الغار. الجوهري:

اللَّجَف حَفْر في جانب البئر.

ولَجِفَت البئر لَجَفاً، وهي لَجْفاء، وتَلَجَّفت، كلاهما: تَحفَّرت

وأُكلت من أَعلاها وأَسفلها؛ وقد اسعتير ذلك في الجُرح كقول عذار بن دُرة

الطائي:

يَحُجُّ مأْمُومةً في قَعْرِها لَجَفٌ،

فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغاريدِ

وحكى الجوهري عن الأَصمعي: تَلجَّفَت البئر أَي انْخسفتْ؛ وبشر فلان

مُتلجِّفة. واللجَف: مَلْجأُ السيل وهو مَحْبِسُه. واللِّجافُ: ما أَشرف على

الغار من صخر أَو غير ذلك ناتٍ من الجبل، وربما جعل ذلك فوق الباب. ابن

سيده: اللَّجَفةُ الغار في الجبل، والجمع لَجَفات، قال: ولا أَعلمه

كُسِّر. ولَجَّفَ الشيءَ: وسَّعه من جوانبه. والتلْجِيف: إدخال الذكر في جوانب

الفرج؛ قال البَوْلانيُّ:

فاعْتَكَلا وأَيُّما اعْتِكالِ،

ولُجِّفَت بمِدسَرٍ مُخْتالِ

وفي الحديث: أَنه ذكر الدجال وفتنته ثم خرج لحاجته، فانتحب القوم حتى

ارتفعت أَصواتهم فأَخذ بلَجَفَتَي الباب فقال مَهْيَمْ؛ لَجَفَتا الباب

عِضادتاه وجانباه من قولهم لجَوانب البئر ألجاف جمع لَجَف، قال ابن الأَثير:

ويروى بالباء، قال: وهو وهَمٌ.

واللَّجِيفُ من السِّهام: العريض؛ هكذا رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي

باللام، وإنما المعروف النجِيف وقد روي اللَّخيف، وهو قول السكري، وسيأْتي

ذكره. وفي التهذيب: اللجيف من السهام الذي نَصْله عريض، شك أَبو عبيد في

اللجيف. قال الأَزهري: وحقّ له أَن يشك فيه لأَن الصواب النجيف، وهو من

السهام العريض النصل، وجمعه نُجُفٌ، وسيأْتي ذكره. وفي الحديث: كان اسم

فرسه، صلى اللّه عليه وسلم، اللَّجِيف. قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم

بالجيم، فإن صح فهو من السرعة ولأَن اللّجِيف سهم عريض النصل.

لجف
اللَّجْفُ: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ زِنَةً ومَعْنىً قالَه أَبو عَمْرٍ و، وَهَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ، وسيأَتِي فِي ل خَ ف هَذَا بعَيْنِه، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هَكَذَا نقَلَه أَبو عْبَيْدٍ عَن أَبِي عَمرٍ و، فتأَمَّل. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّجْفُ: الحَفْرُ فِي أَصْل الكِناس وَقَالَ غيرُه: فِي جَنْبِ الكِناسِ ونَحْوِه. واللَّجَفُ بالتَّحرِيكِ: الاسْمُ مِنْهُ.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدٍ: اللَّجَفُ مِثْلُ البُعْثُطِ، وَهُوَ سُرَّةُ الوادِي. قَالَ: ويُقالُ: اللَّجَفُ: حَفْرٌ فِي جانِبِ البِئْرِ وَقد اسْتُعِيرَ ذلِكَ فِي الجُرْحِ، قالَ عِذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ يصفُ جِراحَةً:

(يَحُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ ... فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاهَا كالمَغارِيدِ)
وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ: دَلْوِيَ دَلْوٌ إِنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ وإِن نَجَا صاحِبُها من اللَّفَفْ واللَّجَفُ: مَا أَكَلَ الماءُ من نَواحي أَصْلِ الرَّكِيَّة وإِن لم يَأْكُلْها، وكانَتْ مُسْتَوِيةَ الأَسْفَلِ فليسَ بلَجَفٍ، قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ، وقالَ يُونُسُ: اللَّجَفُ: مَا حَفَرَ الماءُ من أَعْلَى الرَّكِيَّةِ وأَسْفَلِها، فصارَ مثلَ الغارِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّجَفُ: مَحْبِسُ السَّيْلِ ومَلْجَؤُه ج الكُلِّ: أَلْجافٌ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وأَنشَدَ النّضْرُ: لَو أَنَّ سَلْمَى وَرَدَتْ ذَا أَلْجافْ لقَصَّرَتْ ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ)
واللِّجافُ: ككِتابٍ: الأُسْكُفَّةُ من البابِ، كالنِّجافِ. واللِّجافُ أيْضاً: مَا أَشْرَفَ على الْغَار من صخْرَةٍ أَو غَيْرِها ناتئٌ فِي الجَبَلِ ورُبَّما جُعِلَ ذلِكَ فوقَ البابِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: من الجَبَلِ. واللَّجِيفُ، كأَمِيرٍ: سَهْمٌ عَرِيضُ النَّصْلِ هكَذا رَواه أَبو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيِّ، أَو الصَّواب النَجِيف بالنُّون، قَالَ الأزْهرِيُّ: شكَّ فِيهِ أَبو عُبَيْدٍ، وحُقَّ لَهُ أَن يَشُكَّ فِيهِ لأَنَّ الصَّوابَ فِي النُّونُ، وسيأْتِي ذِكْرُه ويُرْوَى اللَّحِيفُ بالخاءِ، وَهُوَ قولُ السُّكَّريِّ، كَمَا سَيَأْتي. ولَجِفَتَا البابِ: جَنْبَتاهُ عَن أَبي عَمْرٍ و. والتَّلْجِيفُ: الحَفْرُ فِي جوانبِ البِئْرِ نقَلَه الجوهرِيُّ، وفاعِلُه مُلَجِّف.
والتَّلْجِيفُ: إِدْخالُ الذَّكَرِ فِي نَواحِي الفَرْجِ: قَالَ البَوْلانِيُّ: فاعْتَكَلاَ وأَيّما اعْتِكالِ ولُجَّفَتْ بمِدْسَرٍ مُخْتالِ وتَلَجَّفَت البِئْرُ: انْخَسَفَتْ نَقَلُه الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ، فَهِيَ بِئْرُ مُتَلَجِّفَةٌ، وقالَ غيرُه: تَلَجَّفَت: أَي تَحَفَّرت وأُكِلَتْ من أَعْلاها وأَسْفَلِها. ولَجَّفَ البِئْر مَخْضُ الدِّلاءِ تلْجِيفاً: حفَر فِي جَوانِبِها، لازمٌ مُتَعدٍّ قَالَ العَجّاجُ يصفُ ثَوْراً: بسَلْهَبَيْنِ فوقَ أَنْفِ أَذْلَفا إِذا انْتَحَى مُعْتَقِماً أَو لَجَّفَا وَقد تَبَنَّى مِنْ أَراطِ مِلْحَفَا وَمِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ: اللَّجَفُ، محرّكَةً: الناحِيَةُ من الحَوْض يأْكُلُه الماءُ فيَصِيرُ كالكَهْفِ، قالَ أَبو كَبيرٍ:
(مُتَبَهِّراتِ بالسِّجالِ مِلاؤُها ... يَخْرُجْنَ من لَجَف لَهَا مُتَلَقِّمِ)
ولَجِفَت البئرُ، كفَرِحَ، لَجَفاً، وَهِي لَجْفاءُ: تَحَفَّرتْ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: اللَّجَفَةُ، محرَّكَةً: الغارُ فِي الجَبَل، والجمعُ لَجَفاتٌ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُه كُسِّرَ. ولَجَّفَ الشيءَ تَلْجِيفاً: وسَّعَه، وَمِنْه تَلْجِيفُ القَوْمِ مِكْيالَهم، وَهُوَ تَوْسِعَتُه من أَسْفَلِه، وَهُوَ مجازٌ. وتَلَجَّفَ الوَحْشُ الكِناسَ: حَفَرَ فِي جانِبِه، ونَظِيرُه اللَّحْدُ فِي القَبْرِ، وَهُوَ مجازٌ. ولَجَفَتا البابِ، مُحَرَّكَةً: عِضادَتاهُ وجانِباهُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: فأَخَذَ بلَجَفَتَي البابِ، فَقَالَ: مَهْيَمْ قالَ ابنُ الأَثِير: ويُرْوَى بالباءِ وَهُوَ وَهَمٌ. واللَّجِيفُ، كأَمير: اسمُ فَرَسِه صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: كَذَا رَواهُ بَعضهم بِالْجِيم، فإِن صَحَّ فَهُوَ من السُّرْعةِ، ولأَنَّ اللَّجِيفَ سَهْمٌ عَرِيضُ النَّصْلِ. وقالَ ابنُ عَبّادِ: أَلْجَفَ الرَّجُلُ: إِذا أَضَرَّ بِكَ، كَذَا)
نقَلَه الصاغانِيُّ عَنهُ. قلتُ: والصَّوابُ أَلْحَفَ بِي، وبالحاءِ المُهْملة، كَمَا سَيأْتِي. وتَلَجَّفْتُ البِئرَ: حَفَرْتُ فِي جَوانِبِها، هَكَذَا رُوِي مُتَعدِّياً، نَقله الصاغانِيُّ.

كضل

كضل
الكَضْلُ: الدَّفْعُ عن الشَّيْءِ.

كضل


كَضَلَ(n. ac. كَضْل)
a. Repelled.
كضل
الكَضْلُ، بالضادِ المُعجَمةِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِي، وصاحبُ اللِّسان، وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: هُوَ الدَّفعُ عَن الشيءِ، كَمَا فِي العُباب.
الْكَاف وَالضَّاد وَاللَّام

الأضكل، والضيكل: الْعُرْيَان.

والضيكل: الْفَقِير.

وَالْجمع: ضــياكل، وضــياكلــة.

والضيكل: الْعَظِيم الضخم، عَن ثَعْلَب. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.