Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مضارع

دَهَشَ

دَهَشَ
الجذر: د هـ ش

مثال: دَهَشَه الأَمْرُ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنَّ تعدية الفعل المُجَرَّد ليس من كلام الفصحاء.

الصواب والرتبة: -أدْهَشَه الأَمْرُ [فصيحة]-دَهَشَه الأَمْرُ [صحيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم أنَّ الفعل «دَهِشَ» لازم ووزنه «فَعِلَ». ويمكن تصحيح الاستعمال المرفوض، الذي تعدَّى الفعل فيه بالحركة، فصار «دَهَش»، على وزن «فَعَل»، باعتبار قياسية تعدية اللازم بالحركة كما ذكر بعض اللغويين كابن هشام. وقد جاءت أمثلة كثيرة على هذه التعدية، مثل «حَزِن» اللازم و «حَزَن» المتعدي، وقد جاء الاستعمالان في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ} طه/40، وهو مضارع «حَزِن» اللازم، وقوله تعالى: {فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} لقمان/33، وهو مضارع «حَزَن» المتعدي. وقد ذكر المصباح هذا الاستعمال، وإن اعتبره دون الأفصح، ففيه «ويتعدَّى بالهمزة، فيقال: أدَهَشه غيره، وهذه هي اللغة الفصحى، وفي لغة يتعدَّى بالحركة فيقال دهشه».

تَنْقِل

تَنْقِل
الجذر: ن ق ل

مثال: تَنْقِل الطائرات آلاف المسافرين يوميًّا
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للخطأ في ضبط عين الــمضارع بالكسر.
المعنى: تُحَوّلهم من مكان إلى آخر

الصواب والرتبة: -تَنْقُل الطائرات آلاف المسافرين يوميًّا [فصيحة]-تَنْقِل الطائرات آلاف المسافرين يوميًّا [صحيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم أنَّ الباب الصرفيَّ للفعل «نَقَلَ» بالمعنى المذكور هو: «نَصَرَ»؛ ومن ثمَّ تكون عينه مضمومة في الــمضارع. ويمكن تصحيح الضبط المرفوض استنادًا إلى رأي بعض اللغويين كأبي زيد وابن خالويه وغيرهما الذين يرون قياسية الانتقال من فتح عين الفعل في الماضي إلى ضمها أو كسرها في الــمضارع؛ ولشيوع التبادل بين بابي ضَرَب ونَصَر في العديد من القراءات القرآنية.

تَلْطُم

تَلْطُم
الجذر: ل ط م

مثال: أَخَذَت المرأة تَلْطُم خَدّها
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للخطأ في ضبط عين الــمضارع بالضمّ.
المعنى: تضربه

الصواب والرتبة: -أَخَذت المرأة تَلْطِم خَدّها [فصيحة]-أَخَذت المرأة تَلْطُم خَدّها [صحيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم أنَّ الباب الصرفيَّ للفعل «لَطَمَ» بالمعنى المذكور هو: «ضَرَبَ»؛ ومن ثمَّ تكون عينه مكسورة في الــمضارع. ويمكن تصحيح الضبط المرفوض استنادًا إلى رأي بعض اللغويين كأبي زيد وابن خالويه وغيرهما الذين يرون قياسية الانتقال من فتح عين الفعل في الماضي إلى ضمها أو كسرها في الــمضارع؛ ولشيوع التبادل بين بابي ضَرَب ونَصَر في العديد من القراءات القرآنية.

تَغْلِق

تَغْلِق
الجذر: غ ل ق

مثال: الشرطة تَغْلِق عددًا من محاور الطرق
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في ضبط حرف الــمضارعــة في الفعل «تَغْلِق» بالفتح، مع أنَّ الفعل ثلاثي مزيد بالهمزة.

الصواب والرتبة: -الشُّرطة تُغْلِق عددًا من محاور الطرق [فصيحة]-الشُّرطة تَغْلِق عددًا من محاور الطرق [صحيحة]
التعليق: كلا الاستعمالين صواب، فإذا كان المراد في السياق المذكور استعمال مضارع الفعل الثلاثي المزيد بالهمزة، يُضمّ حرف الــمضارعــة فيه، وإن كان المراد مضارع الفعل الثلاثي المجرَّد يُفْتح حرف الــمضارعــة فيه، وقد جاء في المصباح: أنَّ هناك لغة قليلة حكاها ابن دريد عن أبي زيد وهي استعمال «غَلَق» الثلاثي متعديًا، بمعنى «أَغْلَق».

تَطِئ

تَطِئ
الجذر: و ط أ

مثال: لَنْ تطِئَ أقدامُهُم أرضَنَا
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في ضبط عين الــمضارع بالكسر.

الصواب والرتبة: -لن تَطَأ أقدامُهُم أرْضَنَا [فصيحة]
التعليق: جاء الفعل «وَطِئَ» في المعاجم من باب فرِح، فهو مفتوح العين في الــمضارع (وانظر: وَطَأ).

تَضْفُر

تَضْفُر
الجذر: ض ف ر

مثال: تَضْفُر المرأة شَعْرها
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للخطأ في ضبط عين الــمضارع بالضمّ.
المعنى: تجعله خُصَلاً

الصواب والرتبة: -تَضْفِر المرأة شَعْرها [فصيحة]-تَضْفُر المرأة شَعْرها [صحيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم أنَّ الباب الصرفيَّ للفعل «ضَفَرَ» بالمعنى المذكور هو: «ضَرَب»؛ ومن ثمَّ تكون عينه مكسورة في الــمضارع. ويمكن تصحيح الضبط المرفوض استنادًا إلى رأي بعض اللغويين كأبي زيد وابن خالويه وغيرهما الذين يرون قياسية الانتقال من فتح عين الفعل في الماضي إلى ضمها أو كسرها في الــمضارع؛ ولشيوع التبادل بين بابي ضَرَب ونَصَر في العديد من القراءات القرآنية.

تَأْوِي

تَأْوِي
الجذر: أ و ي

مثال: تَحْرِص إِسْرائيل على أن تَأْوي أكبر عدد من اليهود
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في ضبط حرف الــمضارعــة في الفعل «تأوي» بالفتح، مع أنَّ الفعل ثلاثي مزيد بالهمزة.

الصواب والرتبة: -تحرِص إسرائيل على أن تَأْوِي أكبر عدد من اليهود [فصيحة]-تحرِص إسرائيل على أن تُؤوي أكبر عدد من اليهود [فصيحة]
التعليق: كلا الاستعمالين صواب، فإذا كان المراد في السياق المذكور استعمال مضارع الفعل الثلاثي المزيد بالهمزة، يُضمّ حرف الــمضارعــة فيه، وإن كان المراد مضارع الفعل الثلاثي المجرَّد يُفْتح حرف الــمضارعــة فيه. وقد جاء الفعل «أوى» الثلاثي المجرَّد بمعنى «آوى» الثلاثي المزيد بالهمزة، وفي حديث بيعة الأنصار: «على أن تأووني»، أي تضموني إليكم.

اِثْبُتْ

اِثْبُتْ
الجذر: ث ب ت

مثال: اِثْبُتْ في ميدان القتال
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لكسر همزة الوصل في الأمر.

الصواب والرتبة: -اُثْبُتْ في ميدان القتال [فصيحة]
التعليق: همزة الوصل في الأمر من الثلاثي المجرد تُضبط بالضمّ إذا كانت عين الــمضارع مضمومة، ولما كان الــمضارع «يثبُت» وجب ضمّ همزة الأمر، فيقال: «اُثْبُتْ».

أََنْ سَتَعُودَ

أََنْ سَتَعُودَ
الجذر: ع و د

مثال: عَلِمَ أن ستعودَ فلسطين
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للفصل بين «أنْ» والفعل الــمضارع المنصوب بعدها.

الصواب والرتبة: -عَلِمَ أن ستعودُ فلسطين [فصيحة]
التعليق: تنص القواعد على أن الحرف الناصب للفعل الــمضارع يجب أن لا يفصل بينه وبين مضارعــه بـ «السين» أو «سوف» أو «ما» أو «قد» أو «لو» وفي هذه الحال تُعَدُّ «أنْ» هي المخففة من الناسخة المشددة، واسمها ضمير الشأن محذوف على تقدير، أنْه ستعود فلسطين، وهذا يوافق قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} المزمل/20.

عزّ

عزّ: عِزّ: مثل تعزّز، واعتزّ واستعزّ، يقال: عزّ بفلان، وتعزّز به، واعتزَ به، واستعز به: صار قوياً مبجلاً وموقراً بحمايته. (معجم البلاذري).
عزَّ على فلان: لا تعني كما نقرأ في معجم لين:" تفوّق عليه بالسخاء والكرم" بل تعني كما يقول فريتاج كرم عليه وصار عزيزاً أثيراً لديه. وتجد أمثلة على ذلك في ديوان المتنبي (ص123 طبعة كلكتة) وفي رحلة ابن بطوطة (3: 188، 4، 186) وفي قصة عنتر (ص73). وانظر: اعتزّ وعزيز. غير إنه لا ينبغي أن يقول فريتاج أن مضارع عزّ هو يعَزّ بفتح العين لأن مضارع عزَّ بهذا المعنى إنما هو يعِزّ بكسر العين (ويجرز في فالتيون ص110).
عَزّ فلانا: أعزّه وأحبه، وبجَّلَه ووقَّره، واحترمه. (هلو) وفي أغنية في صفة مصر (14: 139) اسأل على اللي يعزّوك، أي اسأل عمن يحبك ويحترمك. (دي ساسي).
عَزّ ومضارعــه يَعِزُّ: منعه عنه، ورده خائباً. يقال مثلا: لو كان عندي ما كنت اعزّه عنكم. أي لو كان عندي لما منعته عنكم ولما رددتكم خائبين (بوشر).
أعزّ: حامي، ساعد، عاضد، عاون، أعان، ناصر، أزر، أيدّ. (الكالا).
اعزَّ: وقرّ، بجَّل. (ألكالا).
أعزّ: عرف قدر الشيء وثمَّنه وعرف قيمته. (فان دن برج ص90 رقم 1).
تعزَّز بفلان، انظرها في عَزّ.
تعزَّز: سلك سلوك المتكبرين الجفاة (لين عن تاج العروس) وفي حيّان- بسّام (1: 171ق) ففي كلامه عن مقابلة زهير وباديس: وخلط التحرير (التعزُّز) بالدالة والجفاء بالملاطفة.
تعزَّز على فلان: امتنع عليه وضادَّه (ملاحظات ص179 رقم 5).
تعزَّز: لم يستجب بسهولة. ارتضى الأمر مكرها، امتنع عن الامر مدة طويلة، تمنَّع. (بوشر). انعزَّ: صار عزيزاً كريماً. (فوك).
اعتزّ بفلان: انظرها في عزّ.
المعتزُّون به: مواليه وأتباعه ومن يحيون في حمايته. (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
اعتزّ على فلان: كان كريماً عنده وذا حظوة لديه. ففي رحلة ابن بطوطة (4: 158): وإنما كان اعتزازي عليهم بسبب سلطان الهند لأنهم تحقَّقوا مكانتي عنده.
استعز بفلان: أنظرها في عزَّ.
عَزّ: هي في الأصل مصدر. (وهو بالأحرى عِزَّ. غير أنها في محيط المحيط عَزّ بالفتح) وهو وصف بالمصدر، يقال: رجل عَزّ، وشجاع. عَزّ (= قويّ) وسيل عزّ (معجم الطرائف) عزّ. عزّ الإنسان: سنْ الإدراك والرجولة والكهولة. (بوشر).
عز الضيقة: أشد الضيق. وأسوأ حال يكون فيه الإنسان. (بوشر).
عِزَّة. عزة النفس: شرف النفس وكرامتها (بوشر).
يعطونها عن عزة: ضريبة يعطونها منقادين مطاوعين (دي سلان) تاريخ البربر 1، 180، 273، 2، 404).
عزيز، وجمعها عُزَزَاءِ، وهذا ما يأباه الفصحاء (لين عين تاج العروس) وهو مستعمل عند العامة (أكالا، بوشر).
الأعِزّة في الهند= الغرباء، فقد كان سلطان الهند أبو المجاهد محمد شاه يحب الغرباء حباً جماً فأمر أن يطلق عليهم هذا الاسم.
(ابن بطوطة 3: 98، 222، 243).
عزيز: الأخ البكر، أكبر الأخوة. (دومب ص75) وهو فيما يقول همبرت (ص98) لقب احترام.
عزيز في اصطلاح المحدثين: حديث يرويه اثنان من صحابة الرسول (دي سلان المقدمة 2: 484).
عزيز كتاب الله: السورة الثانية من القرآن وهي أطول السور وأبلغ السور فيما يقولون. (ويحرز ص31 رقم 1، 102 رقم 138).
عزيز الوجود: نادر الوجود، قليل الوجود، ما يصعب الحصول عليه. (ابن بطوطة 3: 128).
عزيز: حبيب، نفيس، ثمين، غالي. (بوشر، هلو). ويقال: عزيز على فلان أي حظي، يب، ذو حظوة، معتبر. وفي جفلايت ص101).
عزيز على العليا، أي أشرف الناس وأكثرهم اعتباراً عندهم. (انظر ملاحظاتي على معنى هذا البيت في مباحث 1: 360 الطبعة الأولى ومباحث 2، ملحق 20: 3 الطبعة الثانية، وابن بطوطة 4: 96، تاريخ البربر 4: 96، 2، 467) وفي معجم بوشر: عزيز عند.
أعزّ الجميع: أغلى حبيب. (بوشر) لم ير شيئاً أعزّ له من الاستبداد باهل الشام.
أي رأى من الأولى والأفضل له أن يدعو أهل الشام إلى نجدته (أخبار ص38): أعزّ البلاد عليك: البلاد التي تختارها وتفضلها آثر البلاد عندك وأفضلها. (كرتاس ص145).
عَزَّاء (المؤنث): أمر شديد، مكرب، (ديوان الهذليين ص156، الكامل ص751، 754).
مَعَزّةَ: اعتبار، تقدير، حظوة، مكانة، احترام، (بوشر) ففي ألف ليلة (1: 339:) معزته عند فلان يقال أيضاً: معزته على فلان.
معزة النفس: عزة النفس، شرف النفس وكرامتها (بوشر).
معزة الوطن: حب الوطن. (بوشر).

دوائر العروض

دوائر العروض:
[في الانكليزية] Cycles of prosody
[ في الفرنسية] Les cycles de la prosodie
اعلم أنّ بعض علماء العروض وضعوا للبحور خمس دوائر من أجل سهولة تفهيم اختلاف البحور ومنعا لاختلاطها بعضها ببعض.
وقد وضعوا اسما خاصا مناسبا لكلّ دائرة.

الدائرة الأولى: الدائرة المختلفة ووجه التّسمية هو اختلاف أركانها فبعضها خماسي وبعضها سباعي: وتشتمل هذه الدائرة على كلّ من البحر الطويل والمديد والبسيط. وهي على النحو الآتي: فعولن مفاعيلن مرتان، وقد فرّقوا حروفها تحت خط محيط الدائرة. وحرف الميم التي هي علامة متحرّكة، والألف التي حرف ساكن قد وضعت فوق تلك الحروف.
فإذا ابتدءوا من فعولن على هذا الشكل:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن، فإذن يحصل لنا البحر الطويل.
وأمّا إذا بدأ من لن كانت البداية على النحو التالي:
لن مفاعي لن فعو لن مفاعي لن فعو أي ما يعادل:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن.
حينئذ يحصل لدينا البحر المديد.
وأما إذا ابتدئ من عيلن على هذا النحو:
عيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفا أي ما يعادل:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن. فحينئذ يحصل لدينا البحر البسيط. ويقول بعضهم:
يمكن استخراج خمسة أبحر من الدائرة المختلفة؛ لأنّه لو بدئ من الجزء الأول فسيحصل لدينا البحر الطويل كما مرّ.
وأما إذا بدئ من الجزء الثاني كان الابتداء أي لن فالبحر المديد يحصل كما ذكر آنفا، وأما إذا ابتدئ من الجزء الثالث أي مفا على هذا الوزن:
مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعول فهذا بحر الطويل المقلوب والذي يسمّى أيضا البحر العريض لأنّه مقابل للطويل. ولم يوجد شعر في العربية على وزن هذا البحر. بينما يقول البهرامي: لقد رأيت في الفارسي شعرا على هذا الوزن.
ثم إذا ابتدئ من الجزء الرابع يعني عيلن فيحصل لدينا البحر البسيط كما هو مشار إليه آنفا. وأمّا إذا ابتدئ من الجزء الخامس فقرئ أولا أي من لفظ لن الثانية على هذا النحو: لن فعولن مفاعي لن فعولن مفاعي أي على وزن:
فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.
فهذا بحر مقلوب المديد. ويسمّى أيضا البحر العميق. لأنّه يقابل المديد وهذا البحر أيضا ليس في العربية.
وقد نظم الشطر الآتي في الدائرة ليمكن قراءة بحور هذه الدائرة وهو من الطويل:
بمن برگذر أي مه بمن درنگر گه گه.

وترجمة هذا الشطر: مرّ بي أيها القمر، وانظر الي حينا بعد حين.

ويكون على وزن المديد هكذا:
برگذر أي مه بمن درنگر گه گه بمن وعلى وزن مقلوب الطّويل:
گذر أي مه بمن درنگر گه گه بمن بر وعلى وزن البحر البسيط:
أي مه بمن درنگر گه گه بمن برگذر ويكون على وزن مقلوب المديد:
مه بمن درنگر گه گه بمن برگذر أي.

وصورة الدائرة المختلفة هي:

الدائرة الثانية: الدائرة المؤتلفة:
ووجه التّسمية هو تآلف واتفاق أركانها. فكلّ واحد فيها سباعي الحروف. وهذه الدائرة هي دائرة البحر الكامل والوافر. وطريقها أن تكتب مفاعلتن ثلاث مرات أو أربعة على خط الدائرة.
فإذا ابتدئ من مفا على هذا النحو:
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
فحينئذ يكون لدينا البحر الوافر. وإذا تكرّرت مفاعلتن ثلاث مرات فالبحر هو الوافر المسدّس وإن تكرّرت أربع مرات فالوافر المثمّن.
وهكذا البحر الكامل فإن شرع من علتن على النحو التالي.
علتن مفا علتن فعا علتن فعا أي على وزن:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن.
فيحصل لدينا البحر الكامل.

ويقول بعضهم: يمكن الحصول من الدائرة المؤتلفة على ثلاثة أبحر: الوافر والكامل كما مر. وكذلك إذا ابتدئ من تن على النحو التالي:
تن مفاعلن تن مفاعلن تن مفاعلن أي على وزن:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن. ولكن هذا الوزن متروك، ولهذا لم يوضع له اسم. ولا يخفى أنّ حرف اللام من مفاعلتن متحرّك وحرف النون في فاعلاتن ساكن. وعليه فلا ينطبق. وقد وضعوا مصراعا في هذه الدائرة ليمكن قراءة البحور الثلاثة بها: وهي على وزن الوافر المسدّس.
بگو دل من كجا طلبم ز بهر خدا

ومعناها: قل يا قلبي: أين أطلب من أجل الله.

وعلى وزن الكامل المسدّس يكون المصراع:
دل من كجا طلبم ز بهر خدا بگو.

وأما على وزن المتروك فهكذا: من كجا طلبم ز بهر خدا بگو دل.

وصورة الدائرة هي:

الدائرة الثالثة وهي المجتلبة: ووجه التّسمية هو أن أركانها مأخوذة ومجلوبة من أركان الدائرة الأولى؛ وهذه الدائرة هي دائرة بحر الهزج وبحر الرجز وبحر الرمل الملتوي على هذا النحو: تكتب مفاعلين ثلاث أو أربع مرات. تحت خطّ محيط الدائرة. فإذا ابتدئ من مفا على هذا النحو مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن، فيكون لدينا بحر الهزج. فإن كانت مفاعيلن كتبت ثلاث مرات فالنتيجة هي بحر الهزج المسدّس وإن كتبت أربع مرات نتج معنا بحر الهزج المثمّن وهكذا يكون كلّ من بحر الرجز والرمل. وأمّا إذا كان الشروع من عيلن على هذه الصورة:
عيلن مفا عيلن مفا عيلن مفا أي على وزن:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن فالبحر هو بحر الرجز.

وأما إذا كان الابتداء من: لن مفا لن مفا لن مفاعي أي وزن:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن.

فالبحر هو بحر الرّمل:
وثمّة مصراع من الشّعر يمكن قراءته في هذه الدائرة على حسب أوزان البحور الثلاثة المذكورة. والمصراع المذكور هو على وزن بحر الهزج المسدّس: مرا دل بى دلارامي دلارامى نيارامد.

ومعنى المصراع: لا يستريح قلبي بدون حبيب القلب. وأمّا على وزن الرجز المسدّس فيقرأ هكذا:
دل بى دلا/ ارامى نيارا/ مدمرا وأما على وزن الرّمل المسدس فيكتب هكذا:
بى دلارامى نيارامد مرا دل.
وإذا أضفنا كلمة «نگارينا» في آخر الشطر فيصير الوزن مثمّنا. وهذه صورة الدائرة المجتلبة:

الدائرة الرابعة: وهي الدائرة المشتبهة:

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 1 806 دوائر العروض: ..... ص: 803

دائرة الرابعة: وهي الدائرة المشتبهة:
ووجه التّسمية في ذلك هو تشابه أركان البحور بعضها ببعض.
وتشتمل هذه الدائرة على ستّة بحور هي:
السريع والمنسرح والخفيف والــمضارع والمقتضب والمجتث وذلك بكتابة:
مستفعلن مستفعلن فعولات. على محيط الدائرة.
فإذا شرع من مستفعلن- مستفعلن مفعولات فيكون معنا البحر السريع. وأما إذا ابتدئ من مستفعلن الثانية: أي مستفعلن فعولات مستفعلن. فينتج لدينا البحر المنسرح المسدّس. وأما إذا كانت البداية من: تفعلن على هذا النحو:
تفعلن مف عولات مس تفعلن مس أي على وزن.
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
فالناتج هو بحر الخفيف.
وأما إذا كان الابتداء من علن الثانية أي علن مفعولات مستف علن مستف أي على وزن
مفاعيلن فاعلات مفاعلين.
فيكون لدينا البحر الــمضارع. وأمّا الشروع من مفعولات مستفعلن مستفعلن. فينتج منه بحر المقتضب المسدّس.

وأمّا إذا ابتدئ من عولات أي:
عولات مس تفعلن مس تفعلن مس أي على وزن
مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن.
فيكون لدينا البحر المجتثّ المسدس.

ويقول بعضهم: يمكن من الدائرة المشتبهة استخراج سبعة بحور، ستة منها كما ذكر سابقا.

والسابع: إذا ابتدئ من علن الأولى على هذا الشكل: علن مستف علن مفعولات مستف أي على وزن
مفاعيلن مفاعيلن فاعلاتن
فنحصل على البحر القريب. وقد صنع مصراع يتناسب مع البحور السّبعة، فيمكن قراءته بها، وهو على وزن البحر السريع:
باده بمن ده تو بتا هم يكبار.

ومعناه: أعطني الخمر يا صنمي مرة واحدة.

وعلى وزن البحر القريب:
بمن ده تو بتا هم يكبار باده.

وعلى وزن البحر المنسرح:
ده تو بتا هم يكبار باده بمن وعلى وزن البحر الخفيف:
تو بتا هم يكبار باده بمن ده وعلى وزن البحر الــمضارع:
بتا هم يكبار باده بمن ده تو وعلى وزن البحر المقتضب:
هم يكبار باده بمن ده تو بتا وعلى وزن البحر المجتث:
يكبار باده بمن ده تو بتا هم.

وهذه صورة الدائرة المشتبهة:

الدائرة الخامسة: الدائرة المتّفقة، ووجه تسميتها هو اتّفاق أركانها، فكلّ واحد منهما خماسي. وتشتمل هذه الدائرة على البحر المتقارب والمتدارك وذلك بأن يكتب فعولن أربع مرات تحت خط الدائرة. فإذا كانت البداية من:
فعولن فعولن فعولن فعولن. فيحصل لدينا البحر المتقارب.
وأما إذا كانت البداية من لن فعو لن فعو لن فعو لن فعو أي على وزن
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن.
فالناتج معنا هو البحر المتدارك.
وقد صنع مصراع واحد من الشعر يمكن أن يقرأ به كلّ من البحر المتقارب والمتدارك وهو على وزن المتقارب:
مرا بي دلا رام شادي نيايد.

ومعناه: لا يكون لي السرور بدون الحبيب/ الذي يدخل السّكينة على القلب.
وأما على وزن البحر المتدارك فيقرأ هكذا: بي دلا رام شادي نيايد مرا.
وصورة الدائرة المتفقة.
هذا خلاصة ما في كتاب منهج البيان وحدائق البلاغة ومعيار الأشعار. وقد اخترع بعض العروضيين دائرة سادسة وسمّوها:
الدائرة المنتزعة. وبما أنّ الدوائر الخمسة السابقة قد اشتملت على جميع بحور الشعر، لذا فإنّ الدائرة السادسة تطويل بما لا طائل تحته، فما ذكرناه كاف. 

الْمَوْصُول

(الْمَوْصُول) من الدَّوَابّ الَّذِي لم ينز على أمه غير أَبِيه ودابة على شكل الدبر سَوْدَاء وحمراء تلسع النَّاس
و (الْمَوْصُول الاسمي) (عِنْد النُّحَاة) مَا يحْتَاج إِلَى صلَة وعائد وَأَلْفَاظه الْخَاصَّة الَّذِي وَالَّتِي واللذان واللتان واللذين واللتين وَالَّذين واللاتي واللائي وَأَلْفَاظه الْمُشْتَركَة من وَمَا وَال وَذُو الطائية وَذَا وَأي وَذَا بعد مَا أَو من الاستفهاميتين و (الْمَوْصُول الْحرفِي) كل حرف أول مَعَ صلته بمصدر وَهُوَ سِتَّة حُرُوف أَن وَأَن وَمَا وكي وَلَو وَالَّذِي نَحْو {وَأَن تَصُومُوا خير لكم} و {أَو لم يَكفهمْ أَنا أنزلنَا} و {بِمَا نسوا يَوْم الْحساب} و {لكَي لَا يكون على الْمُؤمنِينَ حرج} و {يود أحدهم لَو يعمر} و {وخضتم كَالَّذي خَاضُوا}
(الْوَاصِلَة الزَّانِيَة
الْمَوْصُول: مَا يحْتَاج إِلَى وصلَة وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ بيوند. هُوَ عِنْد النُّحَاة نَوْعَانِ: أَولهمَا حرفي مثل أَن وَمَا المصدريتين وَيعرف بِمَا أول مَعَ مَا يَلِيهِ من الْجمل بمصدر وَلَا يلْزم فِي صلته أَن تكون جملَة خبرية. وَهَذَا الْمَوْصُول لَا يحْتَاج إِلَى عَائِد بل لَا يجوز أَن يعود إِلَيْهِ لِأَن الْحَرْف لعدم استقلاله بالمفهومية لَا يصلح أَن يعود إِلَيْهِ عَاد. وَثَانِيهمَا اسْمِي وَيعرف بِأَنَّهُ اسْم لَا يصير جُزْءا تَاما من الْكَلَام إِلَّا مَعَ جملَة خبرية بعده مُشْتَمِلَة على ضمير عَائِد إِلَيْهِ. والجزء التَّام هُوَ الْجُزْء الأول الَّذِي ينْحل إِلَيْهِ الْمركب أَولا كالمبتدأ وَالْخَبَر وَالْفَاعِل وَالْمَفْعُول - وَالْمرَاد بِالْجُمْلَةِ الخبرية أَعم من أَن يكون صُورَة وَمعنى أَو معنى فَقَط كاسم الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بعد الْألف وَاللَّام الَّتِي من الْأَسْمَاء الموصلات. فَإِن صلَة الْألف وَاللَّام لَا تقع إِلَّا اسْم الْفَاعِل مَعَ فَاعله أَو اسْم الْمَفْعُول مَعَ مفعول مَا لم يسم فَاعله. وكل مِنْهُمَا حِينَئِذٍ جملَة خبرية معنى وَحكما لِأَن اسْم الْفَاعِل بعد اللَّام الْمَوْصُول فِي الْمَعْنى فعل مَاض مَعْرُوف أَو مضارع مَعْرُوف استتر وتبرقع ببرقعة صُورَة اسْم الْفَاعِل وَكَذَا اسْم الْمَفْعُول بعْدهَا فعل مَاض مَجْهُول أَو مضارع مَجْهُول ارتدى برداء صفة اسْم الْمَفْعُول - وَإِنَّمَا جعلُوا صلتها هَكَذَا لِأَن اللَّام الموصولة تشبه اللَّام الحرفية صُورَة فَجعلُوا صلتها مَا كَانَ جملَة معنى مُفردا صُورَة بِالْحَقِيقَةِ والشبه مَعًا. وَتَحْقِيق هَذَا الْمقَام بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ فِي جَامع الغموض.

المبنى

المبنى: مَا كَانَ حركته وسكونه لَا بعامل وَالِاسْم الْمَبْنِيّ وَمَا ناسب مَبْنِيّ الأَصْل أَو وَقع غير مركب بعامله.
(المبنى) مَا بني (ج) المباني
و (حُرُوف المباني) الْحُرُوف الهجائية تبنى مِنْهَا الْكَلِمَة وَلَيْسَ للحرف مِنْهَا معنى مُسْتَقل
المبنى:
[فى الانكليزية] lndeclinable ،invariable
[ في الفرنسية] Indeclinable ،invariable بتشديد الياء كمرمي اسم مفعول مأخوذ من البناء المقصود منه القرار وعدم التغيّر كما في غاية التحقيق. وهو عند النحاة ما لا يختلف آخره باختلاف العوامل لا لفظا ولا تقديرا، ويقابله المعرب وهو ما يختلف آخره باختلاف العوامل لفظا أو تقديرا، هكذا ذكر الجمهور في تعريفهما. والمراد بما اللفظ وهو كالجنس شامل للمعرب والمبني. وقولهم لا يختلف آخره يخرج المعرب. وإنّما قيد عدم الاختلاف بكونه بسبب اختلاف العوامل إذ قد يختلف آخر المبني لا لاختلاف العوامل نحو من الرجل ومن امرأة ومن زيد. وبالجملة فحركة آخر المبني أو سكونه لا يكون بسبب عامل أوجب ذلك بل هو مبني عليه. فالمبني هو ما لا يؤثّر فيه العامل أصلا لا لفظا ولا تقديرا بسبب مانع من تأثيره إذ تخلّف المعلول عن العلّة لا يكون إلّا لوجود مانع وهو عدم اقتضاء الكلمة للمعاني المقتضية للإعراب حقيقة كما في مبنيات الأصل أو حكما كما في ما ناسب مبني الأصل. وهو أي مبني الأصل الحروف بأسرها والماضي والأمر بغير اللام. وقيل الجملة أيضا وذلك لأنّ المراد بمبني الأصل ما لا يحتاج إلى الإعراب من حيث إنّه لا يقع فاعلا ولا مفعولا ولا مضافا إليه والجملة كذلك فإنّها بنفسها لا تحتاج إلى الإعراب لأنّها بذاتها لا تقع فاعلة ولا مفعولة ولا مضافا إليها. قلنا كذلك لكنها تكتسي إعراب المفرد فخرجت عن كونها مبنية الأصل بهذا الاعتبار لأنّ ما هو مبني الأصل كالحرف والماضي والأمر لا يكون له إعراب أصلا لا لفظا ولا تقديرا ولا محلا، فخرجت الجملة عنها ولم تخرج عن شبهها بها بل هي مبنية قوية بالنسبة إلى غيرها من المبنيات. ثم المراد بالمناسبة المناسبة المعتبرة فخرجت المناسبة الغير المعتبرة لضعف أو معارض. أمّا لمعارض ففي غير المنصرف فإنّه يناسب الفعل في الفرعيتين فمناسبة الماضي والأمر تقتضي البناء ومناسبة الــمضارع تقتضي الإعراب. وأمّا لضعف ففي اسم الفاعل بمعنى الماضي فإنّه وإن ناسب الماضي لكن جريانه على الــمضارع يضعف هذه المناسبة. وقد حصر صاحب المفصّل المناسبة بأنّها إمّا بتضمّن الاسم معنى مبني الأصل كأين فإنّه يتضمّن معنى همزة الاستفهام، أو بشبهه له كالمبهمات فإنّها تشبه الحروف في الاحتياج إلى الصّلة أو الصّفة أو غيرهما، أو وقوعه موقعه كنزال فإنّه واقع موقع انزل، أو مشاكلته للواقع موقعه كفجار، أو وقوعه موقع ما يشبهه كالمنادى المضموم فإنّه واقع موقع كاف الخطاب المشبّهة بالحرف، أو إضافته إليه نحو يومئذ. هكذا يستفاد من شروح الكافية. وعلم من هذا أنّ الاسم المبني ما لا يختلف آخره باختلاف العوامل لكونه مناسبا لمبني الأصل والاسم المعرب ما يختلف آخره باختلاف العوامل لكونه غير مشابه لمبني الأصل فاندفع الدور من تعريف الجمهور. وتقرير الدور أنّ معرفة اختلاف الآخر في المعرب متوقّف على العلم بكونه معربا، فلو أخذ الاختلاف في حدّ المعرب لتوقّف معرفة كونه معربا على معرفة الاختلاف وذلك دور وكذا الحال في تعريف المبني. وتقرير الدفع ظاهر فلا حاجة إلى جعل الاختلاف وعدمه من أحكام المعرب والمبني على ما اختاره ابن الحاجب. وقال الاسم المعرب المركّب الذي لم يشبه مبني الأصل، والمبني ما ناسب مبني الأصل أو وقع غير مركّب ويجيء تحقيق التعريفين في لفظ المعرب.

مَا يحْتَمل طرفِي الزَّمَان أَو أَحدهمَا

مَا يحْتَمل طرفِي الزَّمَان أَو أَحدهمَا: أَي عَلامَة الْفِعْل مَا يحْتَمل إِلَى آخِره هَذِه الْعبارَة وَقعت فِي الرسَالَة الْمَشْهُورَة بالضريري فِي علم النَّحْو. وتحقيقها أَن عَلامَة الشَّيْء هِيَ الْأَمر الْخَارِج عَنهُ الَّذِي يعرف بِهِ ذَلِك الشَّيْء بِحَيْثُ يمتاز عَن غَيره فَلَا بُد أَن تكون خَاصَّة لذَلِك الشَّيْء فبيان عَلامَة الْفِعْل تَعْرِيفه بالخاصة.
وَأَنت تعلم أَن تَعْرِيف الشَّيْء بالخاصة تَعْرِيفه بالرسم فَهَذَا تَعْرِيف رسمي للْفِعْل وَالزَّمَان قد مر تَحْقِيقه.
وَفِي نقد المحصل أَن الزَّمَان إِمَّا الْمَاضِي وَإِمَّا الْمُسْتَقْبل وَلَيْسَ قسم آخر هُوَ الْآن وَإِنَّمَا الْآن فصل مُشْتَرك بَين الْمَاضِي والمستقبل كالنقطة فِي الْخط - وَالْمَشْهُور أَن الزَّمَان إِمَّا الْمَاضِي وَإِمَّا الْمُسْتَقْبل وَإِمَّا الْحَال - فَاعْلَم أَن كلمة مَا فِي قَوْله مَا يحْتَمل يحْتَمل أَن تكون مَوْصُولَة وَيحْتَمل أَن تكون مَصْدَرِيَّة - إِمَّا على الأول فَالْمُرَاد بهَا الْحَرْف وَالْمعْنَى أَن خَاصَّة الْفِعْل حرف يحْتَمل طرفِي الزَّمَان كقد أَو أَحدهمَا كالسين وسوف - فَإِن كلمة قد - قد تدخل على الْفِعْل الْمَاضِي - وَقد تدخل على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل والأخير أَن على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل فَقَط - وَالْمرَاد بِالِاحْتِمَالِ صِحَة الدُّخُول على مَا يدل على الزَّمَان الْمَاضِي وعَلى مَا يدل على الزَّمَان الْمُسْتَقْبل. وعَلى الِاحْتِمَال الأول قَوْله مَا يحْتَمل إِلَى آخِره بَيَان لخواصه اللفظية - وَإِنَّمَا اخْتَار التَّعْرِيف بهَا لظهورها - وَأما على الثَّانِي فَالْمَعْنى أَن خَاصَّة الْفِعْل احْتِمَاله وضعا طرفِي الزَّمَان أَو أَحدهمَا فَإِن فِي صِيغَة الْــمُضَارع صَلَاحِية الِاسْتِقْبَال مثل ينصر وصلاحية الزَّمَان الْمَاضِي مثل لم ينصر. وَفِي صِيغَة الْمَاضِي صَلَاحِية الزَّمَان الْمَاضِي فَقَط وَفِي الْأَمر الْحَاضِر صَلَاحِية الزَّمَان الْمُسْتَقْبل فَقَط. هَذَا على مَا هُوَ فِي نقد المحصل.
وَأما على الْمَشْهُور فَإِن فِي صِيغَة الْــمُضَارع صَلَاحِية زمَان الْحَال والاستقبال أَيْضا وَفِي صِيغَة الْمَاضِي صَلَاحِية الزَّمَان لَا غير - وعَلى الِاحْتِمَال الثَّانِي قَوْله مَا يحْتَمل إِلَى آخر بَيَان خواصه المعنوية فَإِن الِاحْتِمَال معنى من الْمعَانِي كالإسناد وَالْإِضَافَة اللَّتَيْنِ من الْخَواص المعنوية للاسم. وَفِي بعض النّسخ وعلامة الْفِعْل قد وَالسِّين وسوف وَمَا يحْتَمل طرفِي الزَّمَان أَو أَحدهمَا فعلى هَذَا قَوْله مَا يحْتَمل لَا يحْتَمل إِلَّا الِاحْتِمَال الثَّانِي وَيكون بَيَانا لخواصه اللفظية والمعنوية فَافْهَم واحفظ. وَلَعَلَّ عِنْد غَيْرِي أحسن من هَذَا كَيفَ لَا وَقد حقق السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره هَذَا الْمقَام وَشرح مَا هُوَ المرام وَإِن لم يطلع عَلَيْهِ هَذَا الْغَرِيب المستهام. مَا قبل الطبيعة وَمَا بعد الطبيعة: فِي الإلهي.

يَغْرُس

يَغْرُس
الجذر: غ ر س

مثال: يَغْرُس شجرة
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للخطأ في ضبط عين الــمضارع بالضمّ.
المعنى: يثبتها في الأرض

الصواب والرتبة: -يَغْرِس شجرة [فصيحة]-يَغْرُس شجرة [صحيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم أنَّ الباب الصرفيَّ للفعل «غَرَسَ» بالمعنى المذكور هو: «ضَرَب»؛ ومن ثمَّ تكون عينه مكسورة في الــمضارع. ويمكن تصحيح الضبط المرفوض استنادًا إلى رأي بعض اللغويين كأبي زيد وابن خالويه وغيرهما الذين يرون قياسية الانتقال من فتح عين الفعل في الماضي إلى ضمها أو كسرها في الــمضارع؛ ولشيوع التبادل بين بابي ضَرَب ونَصَر في العديد من القراءات القرآنية.

كَادَ أنْ يَغْرَق

كَادَ أنْ يَغْرَق
الجذر: ك و د

مثال: كَادَ أن يَغْرَق
الرأي: مرفوضة
السبب: لدخول «أن» على الــمضارع الواقع في خبر «كاد».

الصواب والرتبة: -كاد يَغْرَق [فصيحة]-كاد أَنْ يَغْرَق [صحيحة]
التعليق: الفصيح عدم دخول «أن» على الفعل الــمضارع الواقع في خبر «كاد»، قال تعالى: {وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي} الأعراف/150. ولكن قد يدخلونها عليها تشبيهًا لها بعسى كما في قول الشاعر: كادت النفس أن تفيض عليه
وفي الحديث: «كاد الحسد أن يغلب الفقر»، ومن أمثالهم: «كاد العروس أن يكون ملكًا»، وغير ذلك، (وانظر: اقتران خبر «كاد» «بـ» أن").

المضاف

المضاف: كل اسم أضيف فإن الأول يجر الثاني، ويسمى الجار مضافا، والمجرور مضافا إليه.
المضاف:
[في الانكليزية] Governing word ،governed noun of a genitive
[ في الفرنسية] Nom dominant ،complement de nom
قد عرفت معناه في ضمن ذكر لفظ الإضافة. وهو أنّ المضاف كلّ اسم أضيف إلى اسم آخر فإنّ الأول يجرّ الثاني ويسمّى الجار مضافا والمجرور مضافا إليه والمضاف إليه كلّ اسم نسب إليه شيء بواسطة حرف الجرّ لفظا، نحو مررت بزيد أو تقديرا نحو غلام زيد وخاتم فضة مرادا. واحترز بقوله مرادا عن الظرف نحو صمت يوم الجمعة فإنّ يوم الجمعة نسب إليه شيء وهو صمت بواسطة حرف الجر وهو في، وليس ذلك الحرف مرادا وإلّا لكان يوم الجمعة مجرورا إلّا أن يقال إنّه منصوب بنزع الخافض، نحو أتيتك خفوق النّجم، أي وقت خفوق النجم كذا في الجرجاني. وأمّا المشبّه بالمضاف ويقال له الــمضارع للمضاف أيضا فهو عند النحاة عبارة عن اسم تعلّق به شيء هو من تمام معناه أي يكون ذلك الشيء من تمام ذلك الاسم معنى لا لفظا، فخرج الاسم الذي يتمّ بشيء لفظا كالمضاف والتثنية والجمع والاسم المنون.
ومعنى التمامية معنى أنّ ذلك الاسم لا يفيد ما قصد منه تامّا بدون ضمّه إمّا أن لا يفيد بدونه شيئا كما في ثلاثة وثلاثين أو يفيد معنى ناقصا كما في يا طالعا جبلا ويا حليما لا تعجل لكون النسبة إلى المعمول والصفة معتبرة معه، وتلك لا تحصل إلّا بذكرهما. ألا ترى أنّ المقصود بالنداء في يا طالعا جبلا ليس مطلق الطالع بل طالع الجبل، وفي يا حليما لا تعجل ليس مطلق الحليم بل الحليم الموصوف بعدم العجلة. قال في العباب الذي يدلّ على أنّ الصفة من تمام الموصوف أنّك إذا قلت جاءني رجل ظريف وجدت دلالة لا تجدها إذا قلت جاءني رجل، لأنّ الأول يفيد الخصوص دون الثاني فمشابه المضاف ثلاثة أقسام لأنّ ذلك الشيء الذي تعلّق بمشابه المضاف معنى إمّا معمول له نحو يا خيرا من زيد ويا طالعا جبلا ويا مضروبا غلامه ويا حسنا وجه أخيه، فاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة واسم التفضيل ونحوها من الصفات مع معمولاتها من قبيل المشابه للمضاف. وإمّا معطوف عليه عطف النّسق على أن يكون المعطوف والمعطوف عليه اسما لشيء واحد، سواء كان علما نحو يا زيد أو عمرو إذا سمّيت شخصا بذلك المجموع، أو لم يكن نحو يا ثلاثة وثلاثين لأنّ المجموع اسم لعدد معيّن وانتصب الجزء الأول للنّداء والثاني بناء على الحال السابق أعني متابعة المعطوف للمعطوف عليه في الإعراب وإن لم يكن فيه معنى العطف، وهذا كخمسة عشر إلّا أنّه لم يركّب لفظه تركيبا امتزاجيا بل أبقي على حالة العطف، فلا فرق في مثل هذا بين أن يكون علما أو لا، فإنّه مضارع للمضاف لارتباط بعضه ببعض من حيث المعنى كما في يا خيرا من زيد، وهذا ظاهر مذهب سيبويه. وقال الأندلسي وابن يعيش هو إنّما يضارع المضاف إذا كان علما، وأمّا إذا لم يكن علما فلا فلا يقال عندهما في غير العلم يا ثلاثة وثلاثين، بل يا ثلاثة والثلاثون كيا زيد والحارث، هذا إذا قصدت جماعة معيّنة، ويقال يا ثلاثة وثلاثين إذا قصدت جماعة غير معيّنة، والأوّل أولى أي قول سيبويه لطول المنادى قبل النّداء وارتباط بعضه ببعض من حيث المعنى. وإنّما قيد المعطوفان بكونهما اسما لشيء واحد إذ لو لم يكن كذلك لم يكن شبها للمضاف لجواز جعله مفردا معرفة لاستقلاله نحو يا رجل وامرأة. وأمّا نعت هو جملة أو ظرف نحو يا حافظا لا ينسي وألا يا نخلة من ذات عرق، وإمّا المنعوت بالمفرد نحو يا رجلا صالحا فليس مما ضارع المضاف على الصحيح، وهذا القسم الثالث لا يعتبر في باب النداء لا مطلقا، وذلك لأنّ الصفة بمنزلة الجزء من الموصوف في كون مجموعهما اسما لشيء واحد وهو الذات الموصوفة كما في ثلاثة وثلاثين في العدد بخلاف سائر التوابع من البدل وعطف البيان والتأكيد، فلا يجوز أن يكون المنادى المتبوع لها مضارعــا للمضاف، فالمنعوت باعتبار خروج النّعت عنه غير داخل في تعريف شبه المضاف، وباعتبار كونه كالجزء منه داخل في تعريفه. فإذا كان النعت جملة أو ظرفا فهو مما ضارع المضاف في باب المنادى لا ما إذا كان مفردا لأنّ نحو يا حافظا لا ينسي من باب نداء الموصوف بتقدير أنّه كان موصوفا بالجملة قبل النداء فكان مضارعــا للمضاف كالمعطوف عليه قبل النّداء لامتناع تعريف صفته إذ الجملة لا تتعرّف بحال. فعند قصد التعريف في المنادى الموصوف بالجملة لا بدّ من هذا التقدير لئلّا يلزم توصيف المعرفة بالنكرة بخلاف الموصوف بالمفرد فإن قصد التعريف فيه لا يحوج إلى جعله من باب نداء الموصوف حتى يكون مما ضارع المضاف لإمكان تعريف صفته بإدخال اللام بأن يقال يا رجل الصالح.
فاشتراط الجملة في كون المنادى المنعوت شبيها للمضاف إنّما هو ليرتفع احتمال كونه كما هو أصله فيتأكّد جانب الجزئية وتتحقّق المشابهة بلا ريب، فإنّ المعتبر الشّبه بالمضاف لا شبه الشّبه بخلاف المنعوت بالمفرد. فإن قيل فليجعل الجملة صلة الذي بتقدير يا حافظا الذي لا ينسى حتى لا يضطر إلى جعله من باب نداء الموصوف قبل النداء موضع الاختصار. ألا ترى إلى الترخيم وحذف حرف النداء وفي ذكر الموصول إطالة. ومن هاهنا ظهر الفرق بين جعل الموصوف بالجملة والظرف شبيها للمضاف في باب المنادى دون باب لا لنفي الجنس، فلا يقال لا حليما لا يعجل بل لا حليم لا يعجل لتحقّق الشّبه بتأكّد جانب الجزئية في الأول دون الثاني. واندفع ما قيل إنّ معنى تماميته في تعريف شبه المضاف أنّ ذلك الشيء من تمامه في اعتباراتهم لداع معنوي كما في القسمين الأولين أو لاضطراري كما في القسم الثالث لأنّ كونه من تمامه في اعتباراتهم لا يخلو من أن يكون من حيث المعنى أو من حيث اللفظ، والثاني باطل، فتعيّن الأول. هذا كلّه خلاصة ما حقّقه المولوي عبد الغفور وعبد الحكيم والهداد في حواشي الكافية.

ي

ي
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّامن والعشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ غاريّ (من الغار ومقدّم اللّسان)، بين الشِّدَّة والرَّخاوة، مُرقَّق. 

ي2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ضمير رفع متَّصل للمفردة المؤنَّثة المخاطبة "تكتبين- اكتبي".
2 - ضمير نصب للمفرد المتكلِّم، وغالبا ما يسبقه نون الوقاية، وقد يأتي بدونها "أعلمني- {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} ".
3 - ضمير جرّ للمفرد المتكلِّم "بي- قلمي في جيبي- *ليلاي منكن أم ليلى من البشر*: قصدَ بالإضافة إلى المعرفة إزالة الغموض".
4 - حرف مضارعــة للغائب، يُفتح وجوبا إن كان الفعل غير رباعي، ويضمّ إن كان رباعيًّا "يَحْدُث: مضارع حدَث الثلاثيّ- يُحدِث: مضارع أحدث الثلاثيّ المزيد بالهمزة".
5 - حرف يكون علامة على التثنية في النصب والجرِّ، ويفتح ما قبله وجوبا "قرأت الكتابَيْنِ- احتفظت بالكتابَيْنِ".
6 - حرف يكون علامة على جمع المذكَّر السالم في حالتي النصب والجرِّ، ويكسر ما قبله وجوبا "ترتقي المدرسة بالمعلِّمِينَ- رأيت المعلِّمينَ".
7 - حرف يدلّ على التصغير "قُلَيم: تصغير قَلَم".
8 - حرف يكون للنِّسبة إذا كان مشدّدًا "مصرِيّ".
9 - حرف للإطلاق والإشباع.
10 - حرف يكون علامة على الجرّ في الأسماء الخمسة "تحدثت مع أخيك". 
ي:
ي: تحريف يا (الملابس عند العرب، 26، عدد 2).
الياء: حرف ينبه به من يكون بمسمع من المنبه ليقبل على الخطاب. وقال ابن الكمال. أصله لنداء البعيد، وأما نداء الداعي المتضرع لربه يقوله يا رب مع علمه بأنه أقرب إليه من حبل الوريد فلهضم نفسه استحقارا لها، واستبعادا من مظان القربى والزلفى.

ي


ي
a. Ya . The twenty-eighth letter of the alphabet. Its numerical value is Ten
(يُ2ُ3).
ي
a. My ( contracted in the vocative into
( يَ2ِ3َ).
b. ( after verbs or preps. ), Me.
يَا (a. vocative particle ), Ho! Oh!
يَا زَيْدُ أَقْبِل
a. Oh, Zaid come here!

يَا لَهُ رَجُلًا
a. omicron, what a man!

يَا لَيْتَ
a. Would that!
الياءُ: حرفُ هِجاءٍ من المَهْموسةِ، وهي التي بين الشَّديدةِ والرِخْوةِ، ومن المُنْفَتِحةِ، ومن المُنْخَفِضَةِ، ومن المُصْمَتَةِ،
يقال: يَيَّيْتُ ياءً: كتَبْتُها، وتأتي على ثلاثةِ أوْجُهٍ: تكونُ ضميرَاً للمُؤَنَّثَةِ: كتَقُومِينَ وقُومِي، وحَرْفَ إنْكارٍ، نحوُ: أزَيْدَنِيهِ، وحَرْفَ تَذْكارٍ، نحوُ: قَدِي.
(الْيَاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. وَهِيَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ وَمِنْ حَرْفِ الْمَدِّ اللَّيِّنِ. وَقَدْ يُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُتَكَلِّمِ الْمَجْرُورِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى كَقَوْلِكَ: ثَوْبِي وَغُلَامِي. إِنْ شِئْتَ فَتَحْتَهَا وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَهَا. وَلَكَ أَنْ تَحْذِفَهَا فِي النِّدَاءِ خَاصَّةً، تَقُولُ: يَا قَوْمِ وَيَا عِبَادِ بِالْكَسْرِ فَإِنْ جَاءَتْ بَعْدَ الْأَلِفِ فَتَحْتَ لَا غَيْرُ نَحْوُ عَصَايَ وَرَحَايَ وَكَذَا إِنْ جَاءَتْ بَعْدَ يَاءِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22] وَكَسَرَهَا بَعْضُ الْقُرَّاءِ وَلَيْسَ بِوَجْهٍ. وَقَدْ يُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُتَكَلِّمِ الْمَنْصُوبِ مِثْلُ نَصَرَنِي وَأَكْرَمَنِي وَنَحْوِهِمَا. وَقَدْ تَكُونُ عَلَامَةً لِلتَّأْنِيثِ كَقَوْلِكَ: افْعَلِي وَأَنْتِ تَفْعَلِينَ. وَتُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى الْيَاءِ يَاوِيَّةً. وَ (يَا) حَرْفٌ يُنَادَى بِهِ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

يَا لَكَ مِنْ قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ
هِيَ كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: «أَلَا يَا اسْجُدُوا لِلَّهِ» بِالتَّخْفِيفِ مَعْنَاهُ ألَا يَا هَؤُلَاءِ اسْجُدُوا فَحَذَفَ فِيهِ الْمُنَادَى اكْتِفَاءً بِحَرْفِ النِّدَاءِ كَمَا حَذَفَ حَرْفَ النِّدَاءِ اكْتِفَاءً بِالْمُنَادَى فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} [يوسف: 29] لِأَنَّ الْمُرَادَ مَعْلُومٌ. وَقِيلَ: إِنَّ يَا هَاهُنَا لِلتَّنْبِيهِ كَأَنَّهُ قَالَ: أَلَا اسْجُدُوا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ يَا لِلتَّنْبِيهِ سَقَطَتْ أَلِفُ اسْجُدُوا لِأَنَّهَا أَلِفُ وَصْلٍ وَسَقَطَتْ أَلِفُ يَا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ الْأَلِفِ وَالسِّينِ. وَنَظِيرُهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

ألَا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ مَيَّ عَلَى الْبِلَى ... وَلَازَالَ مُنْهَلًّا بِجَرْعَائِكِ الْقَطْرُ 
الياءُ: حرفُ هِجاءٍ من المَهْموسَةِ وَهِي الَّتِي بينَ الشَّديدةِ والرِّخْوةِ) ؛
قولُه: مِن المَهْموسَةِ سَهْوٌ مِن قَلَم النَّاسخِ نَبَّه عَلَيْهِ غَالب المحشين؛ ولكنْ هَكَذَا وُجِدَ فِي التكملةِ.
ثمَّ قالَ:) (ومِن المُنْفَتِحةِ ومِن المُنْخَفِضَةِ (ومِن المُصْمَتَةِ) ، قالَ: وَقد ذَكَرَ الجَوْهرِي المَهْموسَة، وذَكَرْت بَقِيّتَها فِي مواضِعِها.
وَفِي البصائِرِ للمصنِّفِ: الياءُ حَرفُ هِجاءٍ شَجَريّ مَخْرجُه مِن مفْتَتَحِ الفمِ جِوَار مَخْرجِ الصَّادِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ يائِيٌّ وياوِيٌّ ويَوِيٌّ.
(يقالُ: يَيّت يَاء) حَسَنَةً وحَسْناءَ: أَي (كَتَبْتُها) .
(وَفِي البصائِرِ للمصنِّفِ: الفِعْلُ مِنْهُ يابَيْتُ، والأصْلُ يَيَّيْتُ اجْتَمَعَتْ أَرْبعُ يَاءَاتٍ مُتَوالِيَة قَلَبُوا الياءَيْن المُتَوسِّطَتَيْن أَلَفاً وهَمْزةً طَلَباً للتَّخْفيفِ. (قُلْتُ: ومَشَى المصنِّفُ فِي كتابِه هَذَا على رأْيِ الكِسائي فإنَّه أَجازَ يَيَّيْتُ يَاء.
(وتأْتي على ثلاثَةِ أَوْجُهٍ:
(تكونُ ضَميراً للمُؤَنَّثِ كتَقُومِينَ) ، للمُخاطبَةِ، (وقُومِي) للأَمْرِ. وَفِي الصِّحاحِ: وَقد تكونُ عَلامَةَ التَّأْنيثِ كقولِكَ: إفْعَلي وأَنتِ تَفْعَلِينَ.
وسَيَأتي للمصنِّفِ تِكْرارَ ذِكْر هَذَا الوَجْه.
(وحَرْفَ إنْكارٍ: نَحْو أَزَيْدَنِيهِ) ؛ وَفِي التهذيبِ: وَمِنْهَا يَاء الاستنكار، كقولِكَ: مَرَرْتُ بالحَسَن، فيقولُ المُجِيبُ مُسْتَنْكِراً لقولهِ: ألحَسَنِيهْ، مدَّ النونِ بياءٍ وأَلْحَقَ بهَا هاءَ الوَقْفِ.
(وحَرْفَ تَذْكارٍ نحوُ: قَدِي) ، وَمِنْه قَوْله:
قدني من نصرالخبيبين قدي وق مَرَّ فِي الَّدالِ.
(يَا: (وَيَا: حَرْفٌ لنِداءِ البَعِيدِ) ؛ وإيَّاه أَلغَزَ الحَرِيرِي فِي مَقامَاتِه فَقَالَ: وَمَا العَامِل الَّذِي يَتَّصِل آخِرُه بأَوَّلِه ويَعْمَل مَعْكوسُه مِثْلَ عَمَل وَهُوَ يَاء ومَعْكوسُها، أَي وكِلْتاهُما مِن حُروفِ النِّداءِ، وعَمَلُها فِي الاسمِ المُنادَى على حُكْمٍ واحِدٍ، وَإِن كانتْ يَا أَجْمَل فِي الكَلامِ وأَكْثَر فِي الاسْتِعمالِ، وَقد اخْتارَ بعضُهم أَن يُنادِي بأَي القَرِيب فَقَط كالهَمْزةِ انتَهَى؛ وَقَالَ ابنُ الحاجِبِ فِي الكافِيَةِ: حُروفُ النِّداءِ خَمْسةٌ: يَا وأيا وهيا وأَي والهَمْز للقَرِيبِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشري فِي المُفَصَّل: يَا وأَيا وهيا للبَعِيدِ أَو لمَنْ هُوَ بمنْزِلَةِ البَعيدِ مِن نائِمٍ أَو ساهٍ؛ وَإِلَيْهِ يُشِيرُ قَوْل المصنِّفِ؛ (حَقِيقَةً أَوْ حُكماً وَقد يُنادَى بهَا القَرِيبُ تَوْكيداً) ؛ ومِن ذلكَ قولُ الدَّاعِي: يَا الله يَا رَبّ، وَقد يكونُ ذلكَ هضماً لنَفْسِ الدَّاعِي لكَمالِ تَقْصِيرِه وبُعْده عَن مَظانَّ القبولِ، وَهَذَا لَا يَتَمَخض إلاَّ على مَا مَشَى عَلَيْهِ المصنِّفُ، كَوْنه لنِداءِ البَعِيدِ. وأَمَّا على قوْلِ ابنِ الحاجبِ القَائِل بالأعميّةِ فَلَا يحتاجُ إِلَى ذلِكَ؛ (وَهِي مُشْتَرَكةٌ بينَهما) ، أَي بينَ البَعِيدِ والقرِيبِ، (أَو بَيْنَهما وبينَ المُتَوسِّطِ) ؛ وَقَالَ ابنُ كَيْسان: فِي حُروفِ النِّداءِ ثمانِيَةُ أَوْجُهٍ: يَا زَيْدُ ووا زَيْدُ وأَزَيْدُ وأَيا زَيْدُ وهَيا زَيْدُ وأَيْ زَيْدُ وآزَيْدُ وآي زَيْدُ، ولكلَ شواهِدُ مَرَّ ذِكْرُها؛
(وَهِي أَكْثَرُ حُروفِ النِّداءِ اسْتِعْمالاً، وَلِهَذَا لَا يُقَدَّرُ عنْدَ الحذْفِ سِواها، نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا} ، أَي يَا يُوسُفُ.
قالَ الأزْهرِي: ورُبَّما قَالُوا: فلانٌ بِلا حَرْفِ النِّداءِ، أَي يَا فُلانِ.
(وَلَا يُنادَى اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى، والاسْمُ المُستغاثُ، وأَيُّها وأَيَّتُها إلاَّ بهَا وَلَا المَنْدوبُ إلاَّ بهَا أَوْ بِوَا) ، كَمَا تقدَّمَ.
وَفِي اللُّبابِ: وَلَا يجوزُ حَذْف حَرْف النِّداءِ إلاَّ مِن اسْم الجِنْسِ واسْمِ الإشارَةِ والمُسْتغاثِ والمَنْدوبِ لمَا فِي الأوَّلَيْنِ مِن وُجُوهِ الحَذْفِ، وَفِي الثانيين مِن التَّخْفِيفِ المُنافى لمقْتَضاهُما نحوُ: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا، وأَيُّها الرَّجُلُ، ومِثْل أَصْبح لَيْل، وافْتَد مَخْنُوق، وأَعْور عَيْنك، وَالْحجر شَاذ وَالْتزم حَذْفه فِي اللَّهُمَّ لوُقُوعِ الميمِ خَلَفاً عَنهُ.
(وَإِذا وَلِيَ يَا مَا ليسَ بمُضافٍ كالفِعْلِ فِي) قَوْله تَعَالَى: {أَلاَ يَا اسْجُدوا} ، بالتَّخْفِيفِ فِي قِراءَةِ مَنْ قَرَأَ لَهُ؛ (وقولُه) ، أَي الشمَّاخ:
(أَلاَ يَا اسْقِياني قبلَ غارةِ سِنْجالِ) وَقبل منا غادياتٍ وأوجالِ ويُرْوَى أَلاَ يَا اصْبِحاني، ويُرْوَى: وآجالِ وسِنْجالِ، مَوْضِع؛ ذُكِرَ فِي مَوْضِعه؛
(والحَرْفِ فِي نحوِ) قَوْله تَعَالَى: 2 {يَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَهم} ، والْحَدِيث: ((يَا رُبَّ كاسِيَةٍ فِي الدُّنْيا عاريَةٌ يومَ القِيامَةِ) ؛ قد ذُكِرَ فِي المُعْتل.
(والجُمْلَةِ الإسْمِيَّةِ نحوُ) قولِ الشَّاعرِ:
(يَا لَعْنَةُ اللَّهِ والأَقْوامِ كُلِّهِمِ (والصالِحِينَ على سَمْعانَ مِنْ جارِ) (فَهِيَ) فِي كلِّ مَا ذُكِرَ (للنِّداءِ، والمُنادَى مَحْذوفٌ) عنْدَ الدَّلالةِ.
قَالَ الجَوْهري: وأَمَّا قولُه تَعَالَى: {ألاَ يَا اسْجُدوا للَّهِ} بالتَّخْفيفِ، فالمَعْنى أَلا يَا هَؤُلاء اسْجُدوا، فحُذِفَ المُنادَى اكْتِفاء بحرّفِ النِّداءِ كَمَا حُذِفَ حِرْفُ النِّداءِ اكْتِفاءً بالمُنادَى فِي قولِه تَعَالَى: {يُوسَفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا} إِذْ كانَ المُرادُ مَعْلوماً؛ وَقَالَ بعضُهم: إنَّ يَا فِي هَذَا المَوْضِعِ إنَّما هُوَ للتَّنْبيهِ كأَنَّه قَالَ: أَلاَ اسْجُدُوا، فلمَّا أُدْخل عَلَيْهِ يَا للتَّنْبيهِ سَقَطَتِ الألفُ الَّتِي فِي اسْجُدُوا لأنَّها أَلفُ وَصْلٍ، وذَهَبتِ الألفُ الَّتِي فِي يَا لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ لأنَّها والسِّين ساكِنَتانِ، انتَهَى.
وكَذلكَ القَوْلُ فِي بَقِيَّة الأَمْثِلةِ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ من تَقْديرِ المُنادَى: أَلا يَا خَلِيليَّ اسْقِياني، وَيَا قَوْم لَيْتَني، ورُبّ.
(أَو لمُجَرَّدِ التَّنْبيهِ لٍ ئَلاَّ يَلْزَمَ الإجْحافُ بحَذْفِ الجُملٍ ةِ كُلِّها) ؛ وَهُوَ إشارَةٌ إِلَى مَا ذَكَرَه الجَوْهرِي مِن القولِ الثَّانِي فِي الآيةِ.
(أَو إنْ وَلِيَها دُعاءٌ أَو أَمْرٌ فللنِّداءِ) ؛ كَقَوْل ذِي الرُّمَّة:
ألاَ أيا اسْلَمِي يَا دارَ مَيَّ على البِلى (وإلاَّ فللتَّنْبيهِ) . قَالَ شيْخُنا: وَهَذَا القَوْلُ هُوَ المُختارُ مِن الثلاثَةِ لوُجُوهٍ ذَكَرَها شُرَّاح التَّسْهيل. ثمَّ اعْلَم أنَّ المصنِّفٍ ذَكَرَ حَرْفَ النِّداءِ واسْتَطْرَدَ لبعضِ أَحْكامِ المُنادَى مَعَ إخْلالٍ بِأَكْثَرَها وَنحن نلمُّ بهَا بالقَوْلِ المُوجَزِ.
قَالَ صاحِبُ اللّبابِ: إِذا قلْتَ يَا عبْدَ اللَّهِ، فالأصْلُ: يَا إيَّاك أَعْنِي، نَصَّ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، فأُقِيم المُظْهَر مَقام المُضْمَر تَنْبيهاً للمُخاطَبِ أنَّ القَصْدَ يتوجَّه إِلَيْهِ لَا غَيْر، ثمَّ حَذْف الفِعْلِ لازِماً لِنيابَةِ يَا عَنهُ، ولمَا فِي الحذْفِ من رَفْعِ اللّبْسِ بالخَبَرِ؛ وحُكِي يَا إيَّاك، وَقد قَالُوا أَيْضاً يَا أَنْتَ نَظَرٌ إِلَى اللّفْظِ؛ قالَ الشاعرُ:
يَا أَقْرَع بن جابِسِ يَا أَنْتاأَنْتَ الَّذِي طعلَّقْتَ عامَ جِعْتاوقيل: إنَّما نصبَ أيا لأنَّه مُضافٌ وَلَا يَجوزُ نَصْبُ أَنتَ لأنَّه مُفْردٌ ثمَّ إنَّه يَنْتَصِب لَفْظاً كالمُضافِ والــمُضارِعِ لَهُ، وَهُوَ مَا تَعَلَّق بشيءٍ هُوَ مِن تمامِ مَعْناه نَحْو: يَا خَيْراً مَن زَيْدٍ وَيَا ضارِباً زَيْداً وَيَا مَضْرُوباً غُلامُه وَيَا حَسَناً وَجْهَ الأخِ وَيَا ثلاثَةَ وثَلاثِيْن اسْمِ رَجُلٍ، وانْتَصَب الأوَّل للنِّداءِ وَالثَّانِي ثباتاً على المِنْهاج الأوَّل الَّذِي قَبْل التَّسْميةِ، أَعْنِي مُتابَعَةَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ فِي الإعْرابِ وَإِن لم يَكُنْ فِيهِ مَعْنى عَطْفٍ على الحَقِيقَةِ؛ والنَّكِرَةُ إمَّا مَوْصُوفَة نَحْو: يَا رَجُلاً صالِحاً، وعَوْد الضَّميرِ مِن الوَصْفِ على لَفْظِ الغيبةِ لَا غَيْر نَحْو:

يَا لَيْلة سَرَقْتها من عُمْري أَو غَيْر مَوْصوفَةٍ كقَوْلِ الأعْمى لمَنْ لَا يَضْبِطه: يَا بَصيراً خُذْ بِيَدِي، ءَو مَحلاًّ كالمُفْردِ المَعْرفَةِ مُبْهماً أَو غَيْرَ مُبْهمٍ فإنَّه يُبْنى على مَا يُرْفَعُ بِهِ نَحْو: يَا زَيْد، وَيَا رَجُلَ، وَيَا أَيّها الرَّجُل، وَيَا زَيْدَانِ، وَيَا زَيْدُونَ، لوُقُوعِه مَوْقِع ضَمِيرِ الخِطابِ، وَلم يُبْنَ المُضافُ لأنَّه إنَّما وَقَعَ مَوْقِعَه مَعَ قَيْدِ الإضافَةِ، فَلَو بُنيْ وَحْدُه كانَ تَقْديماً للحُكْم على العِلَّةِ ونِدَاء العَلَم بَعْد تَنْكِيرِه على رأْيٍ، وأمَّا قولُه
سَلامُ اللَّهِ يَا مَطَر عَلَيْهَا فقَبِيحٌ بَعِيدٌ عَن القِياسِ شَبَّهه ببابِ مَا لَا يَنْصرفُ أَو الدَّاخِل عَلَيْهِ اللاّم الجارَّة للاسْتِغاثَةِ أَو التَّعَجُّبِ، واللاّم مَفْتوحَة بخِلافِ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ فَرْقاً بينَ المَدْعُوِّ والمَدْعُو إِلَيْهِ، والفَتْحة بِهِ أَوْلى مِنْهَا بالمُدْعُو إِلَيْهِ كَقَوْل عُمَر بنِ الخطَّابِ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ: (يَا للَّهِ للمُسْلِمِين وَيَا للْعَجَبِ) ، وقولُهم يَا للبَهِيتَةِ وَيَا للفَلِيتَةِ وَيَا للعَضِيهَةِ على تَرْكِ المَدْعُوِّ، ويَدْخلُ الضَّمِير نحوُ: فيَا لَكَ مِن لَيْلٍ. و:
يَا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ أَو الألِف للاستغَاثَةِ فلالام أَو النُّدْبَة فإنَّه يُفْتَح نَحْو يَا زَيْداهْ والهاءُ للوَقْفِ خاصَّةً وَلَا يَجوزُ تَحْرِيكُه إِلَّا لضَرُورَةٍ نَحْو:
يَا رَبّ يَا رَبَّاه إيَّاك أَسَلْ أَو مَا كانَ مَبْنيّاً قَبْل النِّداءِ تحْقِيقاً أَو تَقْديراً نَحْو: يَا خَمْسَةَ عَشَرَ وَيَا حذامَ وَيَا لكَاعَ، ويجوزُ وَصْفُ المُنادَى المَعْرِفَة مُطْلقاً على الأعْرفِ خِلافاً للأصْمعي لأنَّه وَإِن وَقَعَ مَوْقِعَ مَا لَا يُوصَفُ لم يَجْرِ مَجْراه فِي كلِّ حالٍ وَلم يَصْرِفُوه عَن حُكْمِ الغيبةِ رأْساً لجوازِ عَوْدِ الضَّميرِ إِلَيْهِ بلَفْظِ الغَيبةِ واسْتَثْنى بعضُهم النَّكِرَةَ المُتَعرفَةَ بالنِّداءِ مِثْلُ يَا رَجُلُ فإنَّه ليسَ ممَّا يُوصَفُ. وَقد حَكَى يُونُس: يَا فَاسِق الخَبِيث، وليسَ بقِياسٍ، والعِلَّة اسْتِطالَتهم إيَّاه بوَصْفِه مَعَ مَا ذُكِرَ فِي امْتِناعِ بِناءِ المُضافِ، وأمَّا الْعلم فَلَمَّا لم يَكُنْ مُفِيدا مِن الألْفاظِ وَلَا مَعْنى لَهُ إلاَّ الإشَارَة لم يُسْتَطَل، فَإِذا انْتَهَيْتَ إِلَى الظَّرِيفِ مِن قولِكَ يَا زَيْد الظَّرِيف كأنَّك قلْتَ يَا ظَرِيفُ، فالمُفْرد مِنْهُ أَو مَا هُوَ فِي حُكْم المُفْردِ إِذا كانَ جارِياً على مَضْمومٍ غَيْر مُبْهمٍ جازَ فِيهِ النَّصْبُ حَمْلاً على المَوْضِعِ؛ مِنْهُ قولُه:
فَمَا كَعْب بن مَامَةَ وَابْن سُعْدى
بأَكْرَم مِنْكَ يَا عمر الجَوادَافالرَّفْعُ حَمْلاً على اللَّفْظِ لأنَّ الضمَّ لاطِّردِه هُنَا أَشْبَه الرَّفْع؛ وعَلى هَذَا: زَيْد الكَرِيم الخيم، رَفْعاً ونَصْباً، وَإِذا كانَ مُضافاً أَو لمُضافٍ فالنّصْب ليسَ إلاَّ، نَحْو: يَا زَيْد ذَا الجمةِ وَيَا عَبْدُ اللَّهِ الظَّريف، وَكَذَا سائِرُ التَّوابِعِ إلاَّ البَدَل، وَنَحْو: زَيْد وعَمْرو مِن المَعْطوفاتِ، فإنَّ حُكْمَهما حُكْمُ المُنادَى بعَيْنهِ مُطْلقاً كسائِرِ التَّوابِعِ مُضافَةً، تَقول: يَا زَيْد زَيْد، وَيَا زَيْدُ صاحِب عَمْرو، إِذا أبْدَلْتَ، وَيَا زَيْد وعَمرٍ و، وَيَا زَيْد وعَبْد الله، تَقول: يَا تَمِيم أَجْمَعِين وأَجْمَعُون وكُلّهم أَو كُلّكم، وَيَا غُلام بِشْر أَو بِشْر وأَبا عَبْدِ اللَّهِ، وَجَاز فِي قولِه:
إنِّي وأَسْطارٍ سُطرنَ سطراً
لقائِلٍ يَا نصرُ نصرٌ نصراأَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَيَا عَمْرو والْحَارث. ويختارُ الخَليلُ فِي المَعْطوفِ الرَّفْعَ، وأَبو عَمْرٍ والنَّصْبَ، وأَبو العبَّاس الرَّفْعَ فيمَا يصحُّ نَزْع اللاَّمِ عَنهُ كالحَسَنِ والنَّصْبَ فيمَا لَا يصحُّ كالنجم والصّعْق، وكَذلكَ الرَّجُل حيثُ لم يسوغوا يَا زَيْد ورَجُل، كأَنَّهم كَرِهوا بِناءَهُ مِن غَيْرِ عَلامَة تَعْريفٍ بخِلافِ العلمِ. وَإِذا وُصِفَ المَضْمومُ بابنٍ وَهُوَ بَيْنَ عَلَمَيْن بُني المُنادَى مَعَه على الفَتْح إتْباعاً لحَرَكَةِ الأوَّل حَرَكَة الثَّانِي، وتَنْزِيلاً لَهُما مَنْزلَة كلمةٍ واحِدَةٍ بِخلافِ مَا إِذا لم يَقَعْ، وَكَذَا فِي غَيْرِ النِّداءِ فيُحْذَفُ التَّنْوين مِن المَوْصُوفِ بابنٍ بينَ عَلَمَيْن نَحْو يَا زَيْد بن عَمْرو وَيَا زَيْد ابْن أَخِي، وَهَذَا زَيْد بن عَمْرو وزَيْد ابْن أَخِي، وجَوَّزُوا فِي الوَصْفِ التَّنْوين فِي الضَّرُورَةِ نَحْو:
جَارِيَة من قيس بن ثَعْلَبَة وَلَا يُنادَى مَا فِيهِ الألِف واللاّم كَراهَة اجْتِماع عَلامَتي التَّعْريفِ، بل يتَوَسَّل إِلَيْهِ بالمُبْهم نَحْو: يَا أَيّها الرَّجُل، وَيَا هَذَا الرَّجُل، وأَيّهذا الرّجُل، وَلَا يسوغُ فِي الوصْفِ هُنَا إلاَّ الرَّفْع لأنَّه المَقْصودُ بالنِّداءِ، وَكَذَا فِي تَوابِعِه لأنَّها تَوابِعُ مُعْربٍ، ويدلُّ على إعْرابِه نَحْو:
يَا أَيُّها الجاهِلُ ذُو التنزي وَلِهَذَا وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أنْ يكونَ بمنْزِلَةِ غَيْرِه مِن الأسْماءِ المُسْتَقلّةِ بأَنْفُسِها فجازَ فِي وَصْفِه النَّصْب نَحْو: يَا هَذَا الطَّوِيل، وَيَنْبَغي أَنْ لَا يكون الوَصْفُ فِي هَذَا اسْمَ جِنْسٍ وَلَكِن مُشْتَقّاً لأنَّه لَا يُوصَفُ باسْمِ الجِنْسِ إلاَّ وَهُوَ غيْرُ مَعْلومٍ بتَمامِه وَلَا مُسْتقلٌّ بِنَفْسِه، وَقَالُوا: يَا ألله خاصَّةً حيثُ تَمحضت اللاَّمُ للتَّعْوِيضِ مُضْمحلاً عَنْهَا مَعْنى التَّعْريفِ اسْتِغْناءً بالتَّعْريفِ النُّدائِي، وَقد شَذَّ:
مِن أجْلِكِ يَا الَّتِي تَيَّمَتِ قَلْبي
وأَنتِ بَخِيْلةٌ بالوَصْلِ عَنِّيوأَبْعد مِنْهُ قَوْله:
فيا الغُلامانِ اللَّذَان فَرَّا
إيَّا كُما أَنْ تَكْسَبا ناشِراوإذا كُرِّر المُنادَى فِي حالِ الإضافَةِ جازَ فِيهِ نَصْب الاسْمَيْن على حَذْفِ المُضاف إِلَيْهِ مِن الأوَّل، أَو على إقْحامِ الثَّانِي بينَ المُضافِ والمُضافِ إِلَيْهِ وضَمّ الأوَّل، نَحْو:
يَا تَيْم تَيْم عَدِيّ لَا أَبَا لَكُم وَإِذا أُضِيفَ المُنادَى إِلَى ياءِ المُتَكلِّم جازَ إسْكانُ الياءِ وفَتْحُه كَمَا فِي غَيْرِ النِّداءِ وحذفه اجْتِزاء بالكسْرةِ إِذا كانَ قَبْله كَسْرة، وَهُوَ فِي غَيْر النِّداءِ قَليلٌ، وإبْدالُه أَلفاً وَلَا يَكادُ يُوجَدُ فِي غَيْر النِّداءِ نَحْو: يَا رَبًّا تَجاوَز عنِّي، وَعَلِيهِ يُحْمَلُ الحديثُ أنْفِقْ بِلالاً، فيمَنَ رَوَى) ، وتاء تَأْنِيث فِي يَا أَبَتِ وَيَا أَمَتِ خاصَّةً، وجازَ فِيهِ الحَرَكات الثَّلاث، وحَكَى يُونُسُ يَا أَب وَيَا أُم، والوَقْف عَلَيْهِ بالهاءِ عنْد أَصْحابِنا، وجازَ الألفَ دونَ الياءِ نَحْو:
يَا أَبا عَلَّكَ أَو عَساكَا وقولُها:
يَا أَمتا أبصرني راكبٌ
يَسيرُ فِي مُسْحَنْفرٍ لاحبِويا ابنَ أُمِّ وَيَا ابنَ عَمِّ خاصَّةً مِثْلُ بابِ يَا غُلام. وجازَ الفَتْح كخَمْسَةَ عَشَرَ تَجْعَلُ الاسْمَيْن اسْماً واحِداً. انتَهَى مَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللُّبابِ. وإنَّما ذَكَرْته بكَمالِه لتَمامِ الفائِدَةِ؛ وَهُوَ تاجُ الدِّيْن محمدُ بنُ محمدِ ين أَحمدَ المَعْروفُ بالفاضِلِ، رَحِمَه الله تَعَالَى، وعَلى كتابِه هَذَا شُرُوحٌ عِدَّة.
وَقَالَ الجَوْهري: الياءُ مِن حُروفِ الزِّياداتِ، وَهِي مِن حُروفِ المَدِّ واللِّينِ، وَقد يُكنى بهَا عَن المُتَكلِّمِ المَجْرورِ، ذكرا كانَ أَو أُنْثى، نَحْو قولِكَ ثَوْبي وغُلامِي، وإنْ شِئتَ فَتَحْتَها، وإنْ شِئْتَ سَكَّنْت، ولكَ أَن تَحْذِفَها فِي النِّداءِ خاصَّةً، تَقول: يَا قوْمكِ وَيَا عِبادِ، بالكسْر، فإنْ جاءَتْ بعْدَ الألفِ فتحْتَ لَا غَيْرُ نَحْو عَصايَ ورَحايَ، وكَذلكَ إِن جاءَتْ بعْدَ ياءِ الجَمْعِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمَا أَنتُم بمُصْرِخيّ} ، وأَصْلُه بمُصْرِخِيني، سقطَتِ النونُ للإضافَةِ، فاجْتَمَعَ السَّاكنانِ فحرِّكَتِ الثانيةُ بالفَتْح لأنَّها ياءُ المُتَكلِّم رُدَّتْ إِلَى أَصْلِها، وكَسَرَها بعضُ القُرَّاءِ تَوَهُّماً أَنَّ السَّاكنَ إِذا حُرِّكَ حُرِّك إِلَى الكَسْر، وليسَ بالوَجْه، وَقد يُكْنى بهَا عَن المُتَكلِّم المَنْصوبِ إلاَّ أنَّه لَا بُدَّ مِن أَنْ تُزادَ قَبْلها نُونُ وِقايَةٍ للفِعْلِ ليَسْلَم مِن الجَرِّ، كقولِكَ: ضَرَبَني، وَقد زِيدَتْ فِي المَجْرورِ فِي أَسْماءٍ مَخْصُوصةٍ لَا يُقاسُ عليا نَحْو مِنِّي وعَنِّي ولَدُنِّي وقَطْني، وإنَّما فَعَلُوا ذلكَ ليَسْلَم السُّكون الَّذِي بُنيَ الاسْمُ عَلَيْهِ، انتَهَى.كذلكَ حرفُ الاسْتفهام وحرفُ النَّفْي، وإنَّما تُدْخِلُها على الجُمْلةِ المُسْتَقلةِ، فَتَقول: مَا قامَ زَيْدٌ وَهل زيدٌ أَخُوكَ، فَلَمَّا قَوِيَتْ يَا فِي نَفْسِها وأَوْغَلَتْ فِي شَبَهِ الفِعْل تولَّتْ بنفْسِها العَمَلَ، انتَهَى.
وَفِي التهذيبِ: (ولِليَاءاتِ أَلْقابٌ تُعْرَفُ بهَا) كأَلْقابِ الألِفاتِ، فَمِنْهَا:
(ياءُ التَّأْنيثِ) : تكونُ فِي الأفْعالِ وَفِي الأسْماءِ، فَفِي الأفْعالِ (كاضْرِبي) وتَضْرِبينَ وَلم تَضْرِبي، وَهَذَا القسْمُ قد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي أَوَّلِ التَّرْكيبِ ومَثَّلَ هُنا بتَقُومِين وقومِي وهُما واحِدٌ، وَهَذَا غَيْرُ مَقْبولٍ عنْدَ أَرْبابِ التَّصْنيفِ لَا سيَّما عنْدَ مُراعاةِ الاخْتِصارِ مِنْهُم؛ (و) فِي الأسماءِ مِثْل (يَا حُبْلَى وعَطْشَى وجمادى) ، يقالُ: هُما حُبْلَيانِ وَعطْشَيانِ وجُمادَيانِ وَمَا أَشْبهها؛ (و) مِن هَذَا القسْم ياءُ (ذِكْرَى وَيُسمى.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّثْنيةِ وياءُ الجَمْعِ) ، كَقَوْلِك: رأَيْتُ الزَّيْدَيْنِ والزَّيدِيَن، ورأَيْتُ الصالِحَيْن والصَّالِحِينَ والمُسْلِمَيْن والمُسْلِمِين.
(و) مِنْهَا:) ياءُ (الصِّلَةِ فِي القَوافِي) ، كَقَوْلِه:
يَا دَارَ مَيَّة بالعَلْياءِ فالسَّنَدِي فوَصَلَ كَسْرة الَّدالِ بالياءِ، والخليلُ يُسَمِّيها ياءَ التَّرنُّم يَمْدُّ بهَا القوافِي، والعربُ تَصِلُ الكَسْرةَ بالياءِ، أَنْشَدَ الفرَّاء:
لَا عَهْدَ لي بنِيضالِ
أَصْبَحْتُ كالشَّنِّ البالِي أَرادَ: بنِضالِ؛ وقالَ:
على عَجَلٍ منِّي أُطَأْطِيءُ شِيمالي أَرَادَ شِمالي فَوَصَلَ الكَسْرةَ بالياءِ.
(و) مِنْهَا:) (ياءُ المُحَوَّلَةِ كالمِيزانِ) والميعادِ وقيلَ: ودُعِيَ ومُحِيَ فِي الأصْلِ واوٌ فقُلِبَتْ يَاء لكَسْرةِ مَا قبْلَها.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الاسْتِنْكارِ: كقولِ المُسْتَنْكِرِ: أَبِحَسَنيهِ) ؛ كَذَا فِي النسخِ وَفِي بعضِها ألْحَسَنيهِ؛ (للقائِلِ مَرَرْتُ بالحَسَنِ) ، فمدَّ النونَ بياءٍ وأَلْحَقَ بهَا هاءَ الوَقْفِ؛ وَهَذَا القسْمُ أَيْضاً قد مَرَّ للمصنِّفِ فِي أَوَّلِ التركيبِ وجَعَلَه هُنَاكَ حَرْفَ إنْكارٍ ومثَّلَه بأَزَيْدنِيهِ وهُما واحِدٌ فَفِيهِ تِكْرارٌ لَا يِخْفى.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّعابِي) ، كَقَوْلِك: مَرَرْتُ بالحَسَني ثمَّ تقولُ أَخي بَني فلانٍ، وَقد فُسِّرتْ فِي الألفاتِ.
(و) مِنْهَا: (ياءُ المُنادَى) ، كنِدائِهم: يَا بِّشْر، يمدُّونَ أَلفَ يَا ويُشَدِّدونَ باءَ بشْر وَمِنْهُم مَنْ يمدُّ الكَسْرةَ حَتَّى تَصِيرَ يَاء فيقولُ يَا بيشْر فيَجْمَع بينَ ساكِنَيْن، وَيَقُولُونَ: يَا مُنْذير ويُريدُون يَا مُنْذِر، وَمِنْهُم مَنْ يقولُ يَا بِشِير بِكَسْرِ الشِّين ويتبعُها الياءَ يمدُّها بهَا، كلُّ ذلكَ قد يقالُ.
(و) مِنْهَا: (الياءُ الفاصِلَةُ فِي الأبْنِيةِ) ، مثلُ يَاء صَيْقَلٍ، وياء بَيْطارٍ وعَيْهرةٍ وَمَا أَشْبَهها. (و) مِنْهَا: (ياءُ الهَمْزةِ فِي الخَطِّ) مَرَّةً، (وَفِي اللّفْظِ) أُخْرى؛ فأَمَّا الخَطّ فمِثْلُ يَاء قائِمٍ وسائِلٍ صُوِّرَتِ الهَمْزةُ يَاء وكذلكَ مِن شُرَكائِهم وأُولئِكَ وَمَا أَشْبهها؛ وأَمَّا اللّفْظ فقولُهم فِي جَمْع الخَطِيئةِ خَطَايا، وَفِي جَمْع المِرآةِ مَرَايا، اجْتَمَعَتْ لَهُم هَمْزتانِ فكَتَبُوهُما وجَعَلوا إحْدَاهما أَلفاً.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّصْغيرِ) ، كَقَوْلِك فِي تَصْغيرِ عمر عُمَيْر، وَفِي تَصْغيرِ رَجُل رُيْل، وَفِي تَصْغيرِ ذَاذَيَّا، وَفِي تَصْغيرِ شَيْخ شُوَيْخ.
(و) مِنْهَا: (الياءُ المُبْدلَةُ مِن لامِ الفِعْل كالخامِي والسادِي فِي الخامِسِ والسادِسِ) ، يفصلون ذلكَ فِي القوافِي وغَيْرِ القوافِي؛ قَالَ الشاعرُ:
إِذا مَا عُدَّ أَرْبعةٌ فِسالٌ
فزَوْجُكِ خامِسٌ وأَبُوك سادِي (و) مِن ذَلِك: (ياءُ الثَّعالِي) والضَّفادِي، (أَي الثَّعالِب والضَّفادِع؛ قالَ:
ولِضَفادِي جَمّة نَقانِقُ (و) مِنْهَا: (الياءُ السَّاكِنَةُ تُتْرَكُ على حالِها فِي مَوْضِعِ الجَزْمِ) ، فِي بعضِ اللّغاتِ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
(أَلم يأْتِيكَ والأنبْاءُ تَنْميبما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ؟ فأَثْبَتَ الياءَ فِي يأْتِيكَ وَهِي فِي موضِعِ جَزْمٍ؛ ومثْلُه قَوْله:
هُزِّي إِلَيْك الجِذْعَ يَجْنِيكِ الجَنَى كَانَ الوَجْهُ أَنْ يقولَ يَجْنِكِ بِلا ياءٍ، وَقد فَعَلُوا مثلَ ذلكَ فِي الواوِ؛ وأنْشَدَ الفرَّاء:
هَجَوْتَ زَبَّانَ ثمَّ جِئْتَ مُعْتَذِراً من هَجْو زَبَّانَ لم تَهْجُو وَلم تَدَع (و) مِنْهَا: (ياءُ نِداءِ مَا لَا يُجيبُ تَشْبِيها بِمَنْ يَعْقِلُ) ؛ ونَصّ التّهْذيبِ: تَنْبيهاً لمَنْ يَعْقِلُ مِن ذلكَ وَهُوَ الصَّوابُ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يَا حَسْرَةً على العِبادِ} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وأَنا عَجوزٌ} ، والمَعْنى أَنَّ اسْتِهْزاءَ العِبادِ بالرُّسُلِ صارَ حَسْرةً عَلَيْهِم فنُودِيَتْ تلْكَ الحَسْرةُ تَنْبيهاً للمُتَحَسِّرينَ، المَعْنى يَا حَسْرَةً على العِبادِ أَينَ أَنتِ فَهَذَا أَوانُكِ، وكذلكَ مَا أَشْبَهه.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الجَزْمِ المُرْسَلِ) ، كَقَوْلِك: (أقْصِ الأمْرَ، وتُحْذَفُ لأنَّ قَبْلَها كَسْرةً تَخْلُفُها) ، أَي تخلُفُ مِنْهَا.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الجَزْمِ المُنْبَسِطِ) ، كَقَوْلِك: (رأَيْتُ عَبْدَيِ اللَّهِ) ، ومَرَرْتُ بِعَبْدَيِ اللَّهِ، (لم تَسْقُطْ لأنَّه لَا خَلَفَ عَنْهَا) ، أَي لم تَكُنْ قَبْل الياءِ كَسْرَة وتكونُ عِوَضاً مِنْهَا فَلم تَسْقُط وكُسِرتْ لإلْتِقاءِ الساكنين.
وَقد خَتَمَ المصنِّفُ كتابَهُ بقولِه: لَا خَلَفَ عَنْهَا؛ والظاهِرُ أنَّه قَصَدَ بذلكَ التَّفاؤُل كَمَا فَعَلَه الجَوْهرِي، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، حيثُ خَتَم كتابَه بقولِ ذِي الرُّمَّة:
أَلا يَا أسْلَمِي يَا دارَ مَيَّ على البلى
وَلَا زالَ مُنْهلاًّ بجَرْعائِكِ القَطْرُفإنَّه قَصَدَ ذلكَ تَقُاؤلاً بِهِ. وتَبِعَه صاحِبُ اللِّسانِ فختَمَ كتابَهُ أَيْضاً بِمَا خَتَم بِهِ الجَوْهرِي رَجاءَ ذلكَ التَّفاؤُل، وَقد خَتَمْنا نحنُ أَيْضاً كتابَنا تَفاؤُلاً. والحمدُ للَّهِ رَبّ العالمينَ حَمْداً يفوقُ حَمْد الحامدِين، وصلَّى الله على سيِّدنا ومَوْلانا محمدٍ وعَلى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمعين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ياءُ الإشْباعِ فِي المَصادِرِ والنُّعوتِ، كَقَوْلِك: كاذَبْتُه كِيذَاباً وضارَبْتُه ضِيرَاباً، أَرادَ كِذاباً وضِراباً. وَقَالَ الفرَّاء: أَرادُوا الألِفَ الَّتِي فِي ضارَبْتُه فِي المصْدرِ فجعَلُوها يَاء لكَسْرةِ مَا قَبْلها.
وَمِنْهَا: ياءُ الإعْرابِ فِي الأسْماءِ نَحْو: رعبِّ اغْفِر لي ولأَبي، وَلَا أَمْلِك إلاَّ نَفْسِي وأَخِي.
وَمِنْهَا: ياءُ الاسْتِقْبالِ فِي حالِ الإخْبارِ، نَحْو يَدْخُلُ ويَخْرجُ.
وَمِنْهَا: ياءُ الإضافَةِ: كغُلامِي، وتكونُ مُخَّفَّفةً.
وَمِنْهَا: ياءُ النَّسَبِ، وتكونُ مُشدّدةً كقُرَشِيَ وعربيَ. وَمِنْهَا: الياءُ المُبَدَلَةُ، قد تكونُ عَن أَلِفٍ كحملاقٍ وحمليقٍ، أَو عَن ثاءٍ كالثالِي فِي الثالِثِ، أَو عَن راءٍ كقِيراطٍ فِي قرّاطٍ، أَو عَن صادٍ كقَصَّيتُ أَظْفارِي والأصْلُ قَصعصْت، أَو عَن ضادٍ كتَقَضّي البازِي والأصْل تَقَضَّض، أَو عَن كافٍ كالمكاكِي فِي جَمْع مَكّوكٍ، أَو عَن لامٍ نَحْو أَمْلَيت فِي أَمْلَلْت، أَو عَن ميمٍ نَحْو دِيماسٍ فِي دِمّاسٍ، أَو عَن نونٍ كدِينارٍ فِي دِنارٍ، أَو عَن هاءٍ كدَهْدَيْت الحَجعر فِي دَهْدَهْته.
وَمِنْهَا: ياآتٌ تدلُّ على أَفْعالٍ، بَعْدها فِي أَوائِلِها ياآتٌ؛ وأَنْشَدَ بَعضُهم:
مَا للظَّلِيمِ عَال كيفَ لايا
يَنْقَدُّ عَنهُ جِلْدُه إذايا يُذْرى التُّرابُ خَلْفَه إذْرايا أَرادَ: كيفَ لَا يَنْقُدُّ جِلْدُه إِذا يخذْى الترابُ خَلْفَه.
وَقَالَ ابنُ السّكِّيت: إِذا كانتِ الياءُ زائِدَةً فِي حرفٍ رُباعيَ أَو خُماسيَ أَو ثلاثيَ، فالرُّباعيُّ كالقَهْقَري لخَوْزلي وثَوْرٌ جَعلْبَى، فَإِذا ثَنَّتْه العربُ أَسقَطَتِ الياءُ فَقَالُوا: الخَوْزلانِ والقَهْقَرانِ، وَلم يُثْبِتوا الياءَ اسْتِثْقالاً، وَفِي الثلاثيِّ إِذا حُرِّكَتْ حُروفُه كُلّها مثل الجَمَزَى والوَثَبَى، ثمَّ ثَنَّوْه فَقَالُوا: الجَمَزانِ والوَثَبانِ، ورأَيْتُ الجَمَزَيْن والوَثَبَيْن.
قَالَ الفرَّاءُ: مَا لم تَجْتَمعْ فِيهِ ياآنِ كُتِبَ بالياءِ للتّأْنيثِ، فَإِذا اجْتَمَعَ الياآنِ كُتِبَتْ إحْدَاهما أَلفاً لثِقِلهما.
(سقط: من منتصف الصفحة (572) حَتَّى نِهَايَة الْكتاب.)

ويو

[وي و] وَاوٌ حَرْفُ هِجاءٍ وهِيَ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ وَاوٍ وَيَاءٍ وَوَاوٍ وهِيَ حَرْفٌ مَجْهورٌ يكُونُ أَصْلاً وزَائِدًا وبَدَلاً فالأَصْلُ نَحْوُ وَرَلٍ وسَوْطٍ وَدَلْوٍ وتُبْدَلُ من ثَلاثَةِ أحرفٍ وهي الهَمْزَةُ والأَلِفُ والياءُ فَأَمَّا إبْدالُها من الهَمْزةِ فَعَلى ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ أَحَدُها أَنْ تكونَ الهَمْزَةُ أَصْلاً والآخَرُ أَنْ تكونَ بَدلاً والآخَرُ أَنْ تكونَ زائِدةً أَمَّا إِبْدَالُها مِنْها وهِيَ أَصْلٌ فَأَنْ تكونَ الهَمْزَةُ مَفْتُوحَةً وقَبْلَها ضَمَّةٌ فمتى آثَرْتَ تَخْفِيفَ الهَمْزَةِ قَلَبْتَها واوًا وذلكَ قَوْلُكَ في جُؤَنٍ جُوَنٌ وفي تَخْفِيفِ هُوَ يَضْرِبُ أَباكَ هُوَ يَضْرِبُ وَبَاكَ فَالوَاوُ هنا مُخْلَصَةٌ وليسَ فيها شَيءٌ من بَقِيَّةِ الهَمْزَةِ وأَمَّا إبْدَالُ الواوِ مِنَ الهَمْزةِ المُبْدَلَةِ فَقَوْلُهُمْ في يَمْلِكُ أَحَدَ عَشَرَ هو يَمْلِكُ وَحَدَ عَشَرَ وَفِي يَضْرِبُ أَنَاةً يَضْرِبُ وَنَاةً وذلك أنَّ الهَمْزَةَ في أَحَدٍ وأَناةٍ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ وقَدْ أُبْدِلَتْ الوَاوُ مِنْ هَمْزَةِ التَّأْنيثِ المُبْدَلَةِ من الأَلِفِ في نَحْوِ حَمْراوانِ وصَحْراواتٍ وصَفْراوِيٍّ وأما إِبْدَالُها من الهمزةِ الزَّائدَةِ فَقَوْلُكَ في تَخْفيفِ هذا غُلامُ أَحْمَدَ هذا غُلامُ وَحْمَدَ وهُوَ يُكْرِمُ أَصْرَمَ وهُوَ يُكْرِمُ وَصْرَمَ وأَمَّا إبْدالُ الواوِ مِنَ الأَلِفِ الأَصْلِيَّةِ فَقَوْلُكَ في تَثْنِيَةِ إلى ولَدَى وإِذَا أسماءِ رجالٍ إِلَوَانِ ولَدَوانِ وإِذَوانِ وتَحْقِيرُها وُوَيَّةٌ ويُقالُ واوٌ مُوأْوأَةٌ هَمزُوها كَراهَةَ اتِّصالِ الوَاواتِ والياءات وقد قالوا مُوَأْوَأةٌ هذا قَوْلُ صاحبِ العَيْنِ وقَدْ خَرَجَتْ وَاوٌ بدليلِ التَّصْريفِ إلى أن في الكلام مِثْلَ وَعَوْتُ الذي نفاه سيبويه لأَنَّ ألِفَ وَاوٍ لا تكونُ إِلا مُنْقَلِبَةٌ كما أَنَّ كُلَّ أَلِفٍ على هذه الصُّورَةِ لا تَكُونُ إِلا كَذلِكَ وإذا كانت مُنقَلِبَةٌ فلا تخلو من أَنْ تكونَ عَنِ الواوِ أَوْ عَنِ الياءِ إِذْ لا هَمْزَ هُنَا فلا تَكونُ عَن الواوِ لأَنَّهُ إِنْ كانَ كذلكَ كانتْ حُروفُ الكَلِمَةِ واحِدَةً ولا نَعْلمُ ذلكَ في الكلامِ البَتَّةَ إِلا بَبَّهْ وما عُرِّبَ كالكَكِّ فإذا بَطَلَ انقِلابُها عَنِ الوَاوِ ثَبَتَ أَنَّهُ عَنِ الياءِ فَخَرَجَ إلى بابِ وَعَوْتُ عَلى الشُّذُوذِ وحكى ثَعْلَبٌ وَوَّيْتُ وَاوًا حَسَنَةً عَمِلْتُها فإنّ صَحَّ هذا جاز أَنْ تكونَ الكَلِمةُ من وَاوْ وَاوْ يَا وجازَ أَنْ تكونَ من واوْ واوْ واوْ فكانَ الحكمُ على هذا وَوَّوْتُ غَيْرَ أَنَّ مُجاورَةَ الثَّلاثَةِ قَلَبَتِ الوَاوَ الأخيرةَ ياءًا وحَمَلَها أَبو الحَسنِ الأَخْفَشُ على أَنَّها مُنْقَلِبَةٌ مِنْ واوٍ واسْتَدَلَّ على ذلكَ بتَفْخِيمِ العرِب إيَّاها وأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعِ الإِمالَةَ فيها فَقَضى لِذلكَ بأنَّها مِنَ الواوِ وجَعَلَ حُروفَ الكَلِمَةِ كلَّها واواتٍ قال ابْنُ جنيٍّ ورَأَيْتُ أبا عَلِيٍّ يُنْكِرُ هذا القَوْلَ ويَذهبُ إلى أَنَّ الأَلِفَ فيها مُنْقَلِبةٌ عَنْ ياءٍ واعْتَمَدَ في ذَلِكَ على أَنَّهُ إِنْ جَعَلَها مِنَ الواوِ كانت العَيْنُ والفاءُ واللامُ كُلُّها لَفْظًا واحدًا قالَ أبو عليٍّ وهو غَيْرُ مَوْجودٍ قالَ ابنُ جِنيٍّ فَعَدَلَ إلى القَضَاءِ بِأَنَّها مِنْ ياءٍ ولَسْتُ أرى بما أنكره أبو عَلِيٍّ على أبي الحسنِ بَأْسًا وذلِكَ أَنَّ أبا عَلِيٍّ وإِنْ كانَ كَرِهَ ذلِكَ لِئَلاَّ تَصيرَ حُروفُها كُلُّها واواتٍ فإنَّه إذا قَضَى بأَنَّ الألِفَ مِنْ ياءٍ لِتَخْتَلِفَ الحروفُ فَقَد حَصَلَ بعدَ ذلكَ معه لَفْظٌ لا نَظِيرَ لَهُ أَلا تَرى أَنَّهُ لَيْسَ في الكَلامِ حَرْفٌ فاؤُهُ وَاوٌ ولامُهُ وَاوٌ إِلا قَوْلُنا وَاوٌ فإِذا كانَ قضاؤُه بأنَّ الأَلِفَ مِنْ ياءٍ لا يُخْرِجُهُ مِنْ أَنْ يكونَ الحرفُ فَذّا نادرًا لا نَظِيرَ لَهُ فَقَضَاؤُهُ بأَنَّ العينَ وَاوٌ أيضًا ليْسَ بِمُنْكَرٍ ويُعَضِّدُ ذلكَ أيضًا شَيْئَانِ أَحَدُهُما ما وَصَّى به سيبَوَيْه مِنْ أَنَّ الأَلِفَ إذا كانتْ في مَوْضِعِ العَيْنِ فَأَنْ تكونَ مُنْقَلِبَةً عَنِ الواوِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تكونَ مُنْقَلِبَةً عنِ الياءِ والآخر ما حكاه أبو الحَسَنِ من أَنَّه لم يَسْمَعْ عَنْهم فيها الإِمَالَةَ وهذا أَيْضًا يؤكِّدُ أنها مِنَ الواوِ قالَ ولأبي عَلِيٍّ أَنْ يقولَ مُنْتَصِرًا لكون الألفِ مُنْقَلِبَةً عن ياء إنَّ الذي ذَهَبْتُ أنا إليهِ أَسْوَغُ وأَقَلُّ فُحْشًا مَمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِ أبو الحَسَنِ وذلِكَ أَنِّي وإِنْ قَضَيْتُ بأَنَّ الفَاءَ واللامَ وَاوَانِ وكان هذا مِمَّا لا نَظِير له فإنِّي قَدْ رَأَيْتُ العرب جَعَلتِ الفاءَ واللامَ مِن لَفْظٍ واحِدٍ كثيرًا وذلِكَ نَحْوُ سَلِسَ وقَلِقَ وجَرِجَ ودَعْدٍ وفِيْفٍ فَهَذا وإِنْ لم يَكُنْ فيهِ واوٌ فإنَّا وَجَدْنا ياءَهُ ولامَهُ مِنْ لَفْظٍ واحدٍ وقالوا أيضًا في الياءِ التي هي أخت الواو يَدَيْتُ إِلَيهِ يَدًا ولَمْ نَرَهُمْ جَعلُوا الفاءَ والعَيْنَ واللامَ جَميعًا مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ لا مِنْ وَاوٍ ولا مِنْ غيرها قال فَقَدْ دَخَلَ أبو الحَسنِ مَعِي في أَنِ اعْتَرفَ بأنَّ الفاء واللامَ وَاوانِ إذ لم يَجِدْ بُدّا مِنَ الاعْترافِ بذلكَ كما أَجِدُهُ أنا ثُمَّ إِنَّهُ زادَ عَلى ما ذَهَبْنَا إليهِ جَميعًا شيئًا لا نَظِيرَ له في حَرْفٍ مِنَ الكلامِ الْبَتَّةَ وهو جَعْلُه الفاءَ والعَيْنَ واللامَ مِنْ مَوْضِعٍ واحدٍ فأمَّا ما أَنْشَدَهُ أبو عَليٍّ مِنْ قولِ هندٍ بنْتِ أبي سفيانَ تُرَقِّصُ ابنها عبد اللهِ بنَ الحارثِ

(لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ ... )

(جَارِيَةً خِدَبَّهْ ... )

فإنَّما بَبَّهُ حِكايَةُ الصَّوْتِ الذي كانت تُرَقِّصُه عليهِ وليسَ باسمٍ وإنَّما هَوَ كَقَبْ لصَوْتِ وَقْعِ السَّيْفِ وطيخْ للضَّحِكِ وَدَدِدْ لصَوْتِ الشَّيءِ يَتَدَحْرَجُ فإنَّما هذه أصْوَاتٌ لَيْسَتْ تُوزَنُ ولا تُمَثَّلُ بالفِعْلِ بِمَنْزِلَةِ صَهْ ومَهْ ونَحْوِهما قال ابنُ جِنيٍّ فَلأَجْلِ مَا ذَكَرْناهُ من الاحْتِجَاجِ لمذْهَبِ أبي عليٍّ تَعادَلَ عندنا المَذْهَبَانِ أَوْ قَرُبا مِنَ التَّعادُلِ ولو جَمَعْتَ واوًا عَلَى أَفْعالِ لقُلْتَ في قَوْلِ مَنْ جَعَلَ أَلِفَها مُنقَلِبَةً من واوٍ أَوَّاءٌ وأَصْلُها أَوَّاوٌ فلمَّا وَقَعَتِ الوَاوُ طَرَفًا بَعْدَ أَلفٍ زائِدَةٍ قُلِبَتْ أَلِفًا ثُمَّ قُلِبَتْ تِلكَ الأَلِفُ هَمْزَةً كما قُلْنَا في أَبْنَاءٍ وأَسْماءٍ وأَعْداءٍ وإنْ جَمَعَهَا عَلَى أَفْعُلٍ قال في جَمْعِها أَوٍّ وأصْلُها أَوُّوٌ فلمَّا وَقَعَتِ الواوُ طَرَفًا مَضْمَومًا مَا قَبْلَها أَبْدَل مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرَةً ومِنَ الواوِ ياءًا وقالَ أَوٍّ كَأَدْلٍ وأَحْقٍ ومَنْ كانَتْ أَلِفُ وَاوٍ عندَهُ من ياءٍ قال إذا جَمَعَها على أَفْعَالٍ أَيَّاهٌ وأَصْلُها عِنْدَهُ أَوْيَاوٌ فلمَّا اجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسَبَقَتِ الواوُ بالسُّكونِ قُلِبَتْ الواوُ ياءًا وأُدْغِمَتْ في الياءِ التي بَعْدَها فَصَارَتْ أيَّاءٌ كما ترى وإِنْ جَمَعَها على أَفْعُلٍ قال أَيٍّ وأَصْلُها أَوْيُوٌ فلمَّا اجتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسَبَقَتِ الواوُ بالسُّكونِ قُلِبَتِ الواوُ ياءًا وأُدْغِمَتِ الأُولى في الثَّانيةِ فصارَتْ أيُّوْ فلَمَّا وَقَعَتِ الواوُ طَرْفًا مَضْمُومًا ما قَبْلَها أُبْدِلَتْ من الضَّمَّةِ كسْرَةٌ ومن الواوِ ياءٌ على ما ذَكَرْناهُ الآنَ فصار التَّقْدِيرُ أَيِّيْ فَلمَّا اجْتَمَعتْ ثَلاثُ ياءاتٍ والوُسْطَى مِنْهُنَّ مَكْسورَةٌ حُذِفَتِ الياءُ الأخِيرَةُ كما حُذِفَتْ في تَحْقِيرِ أَحْوَى أُحَيٍّ وأَعْيا أُعَيٍّ فكذلك قُلْتَ أَنتَ أَيضًا أَيٍّ كأدْلٍ وحكى ثَعْلَبٌ أَيْضًا أَنَّ بَعْضَهُمْ يَقولُ أَوَّيْتُ واوًا حَسَنَةً يَجْعَلُ الواوَ الأُولَى هَمْزَةً لاجْتِمَاعَ الواواتِ قال ابن جِنيٍّ وتُبْدَلُ الواوُ مِنَ الباءِ في القَسَمِ لأَمْرَيْنِ أَحَدُهما مُضَارَعَــتُها إيَّاها لَفْظًا والآخَرُ مُضَارَعَــتُها إِيَّاها مَعْنًى أَمَّا اللَّفْظُ فَلأنَّ البَاءَ مِنَ الشَّفَةِ كما أنَّ الواوَ كذلكَ وأمَّا المعنى فَلأَنَّ الباءَ للإِلْصاقِ والواوَ للاجْتِمَاعِ والشَّيءُ إذا لاصَقَ الشَّيءَ فَقَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ تم جميع الديوان بحمد الله ومنه وافقَ الفَراغُ من نَسْخِهِ يومَ الأربعاء حَادِيَ عشر ذِي الحَجَّةِ سنةَ خَمْسٍ وسَبْعِينَ وسِتِّمائَةٍ على يدِ محمد بن زيد عفا اللهُ عنه الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وصَلوَاتُه على سيِّدِ المرسَلينَ محمدٍ خاتمِ النًّبيينَ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ وسلامُه

دوى

(دوى) الرَّعْد صَوت والفحل سمع لهديره دوِي والطائر دَار فِي الجو وَلم يُحَرك جناحيه وَالْكَلب فِي الأَرْض دَار وَالرجل فِي الأَرْض ذهب وبالشيء مر بِهِ وَأخذ فِي الدو وَاللَّبن والمرق علته الدواية وَالْمَاء علاهُ مثل الدواية تسفي الرّيح فِيهِ وَالطَّعَام كثر وَفُلَانًا أعطَاهُ الدواية
د و ى: (الدَّوَاءُ) مَمْدُودٌ وَاحِدُ (الْأَدْوِيَةِ) وَكَسْرُ الدَّالِ لُغَةٌ فِيهِ. وَقِيلَ الدِّوَاءُ بِالْكَسْرِ إِنَّمَا هُوَ مَصْدَرُ (دَاوَاهُ مُدَاوَاةً) وَ (دِوَاءً) وَ (الدَّوَى) مَقْصُورٌ الْمَرَضُ وَقَدْ (دَوِيَ) مِنْ بَابِ صَدِيَ أَيْ مَرِضَ وَ (أَدْوَاهُ) غَيْرُهُ أَمْرَضَهُ، وَ (دَاوَاهُ) عَالَجَهُ يُقَالُ: فُلَانٌ يُدْوِي وَيُدَاوِي. وَ (تَدَاوَى) بِالشَّيْءِ تَعَالَجَ بِهِ. وَ (دَوِيُّ) الرِّيحِ حَفِيفُهَا وَكَذَا دَوِيُّ النَّحْلِ وَالطَّائِرِ. وَ (الدَّوَاةُ) بِالْفَتْحِ الْمَحْبَرَةُ وَالْجَمْعُ (دَوًى) مِثْلُ نَوَاةٍ وَنَوًى وَ (دُوِيٌّ) عَلَى فُعُولٍ جَمْعُ الْجَمْعِ مِثْلُ صَفَاةٍ وَصَفًا وَصُفِيٍّ وَثَلَاثُ دَوَيَاتٍ إِلَى الْعَشْرِ. وَ (الدَّوُّ) وَ (الدَّوِّيُّ) وَ (الدَّوِّيَّةُ) الْمَفَازَةُ. 
دوى: دَوَى مضارعــه يدوي (فوك، الكالا، مارتن) وفي معجم بوشر مضارعــه يدوي: رَنّ، دَوّى (فوك، بوشر) ودَوَى النحل: دَوّى، دنّ دندن، طنّ، طنطن، وزوز (الكالا) ودوى الرعد والمدفع: هدر، دَوّى (مارتن ص171).
دَوّى: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها: داوى، عالج.
أدوى: دوى، ضج، لغط (الكالا).
وأدوى، أصدى، ردد الصدى، يقال، صرخ صرخة أدوت لها الجبال أي رددت صداها الجبال (بوشر).
تدَوّى: تداوى. ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: داوى، عالج.
تداوى، يتداوى: ممكن شفاؤه وإصلاحه (بوشر).
وتداوى: برئ، أبل، تعافى، استرد صحته (ألف ليلة1: 344).
دَوْا: عامية دواة وهي المجرة (فوك) وتجمع على أدوية (الكالا).
دَوَاء: ما يتداوى به ويتعالج. وما يشرب للإسهال (تقويم قرطبة).
ودواء: نورة، مزيل الشعر، يلطخ به المواضع ذات الشعر في الحمام، وهو مركب من 72 درهماً من الزئبق وتسعة دراهم من مسحوق كبريتوز والزرينخ الأصفر الرهج الأصفر (برجرن ص87، ألف ليلة 4: 484 مع تعليقة ترجمة لين 3: 616 رقم 12).
ودواء: سم (فريتاج لوكو ص39) حيث عليك أن تقرأ: إلى أن قتله غلامه بالدواء.
دواء: نجد في قصبة الأسفار - (2: 34) في الحديث عن نوع من البواق يستعمله أهل الصين: وهو مطلي بدواء الصينيات وقد ترجمها رينو بما معناه وهو مطلي بنفس الطريقة التي تطلى بها الأشياء التي تردنا من الصين. غير أن كاترمير الذي يتحدث عن هذه العبارة في جريدة الجنوب (1846 ص523) يقول أولاً أن هذه الكلمة تعني: صبغة، دهن صيني (ورنيش) زيت لامع، مثل اكسيودكسون عند اليونان وأشيريوم فيننم عند فرجيل. غير إنه قال بعد ذلك (ص524) إن صواب الكلمة دهان. ولكني لا اجرؤ على تغيير كتابة الكلمة.
دواء الحية: جنطيانا (ابن البيطار 1: 464).
دواء شريف: ترياق، دواء عميم النفع يزعمون إنه لجمع الأمراض يحضره الرهبان النصارى في مكناس (جاكسون ص128).
الأدوية الكبار: كلمة نجدها عن ابن البيطار (1: 129) غير أني لا أستطيع تفسيرها.
دواء مِسْك: نوع من الحلويات (السكاكر) أو المربيات. وطريقة استحضاره أن تغلي الحشيشة اليابسة المسحوقة في مقدار قليل من الماء يعرض بزبدة طرية كلما تبخر الماء ويضاف إليه قليل من العسل وحين يصبح قوامه أشبه بالعجين متلاح الخلط يرفع عن النار (دسكارياك ص227 - 227).
دواء الورد: مرهم الورد، دهن الورد. (باجني مخطوطات).
دَوىّ: صوت دَوِيّ، قويّ، جهير (المقدمة 2: 354).
داء دَوِيّ: مرض عضال (المقدمة 2: 354).
دَوَاية: عامية دواة، محبرة (الكالا، بوشر).
ودواية: غليون للتدخين، بيبة (بوشر).
دَوَائِي: آت بالشفاء، ذو قوة على الشفاء (بوشر).
دوايا اغراي: اسم صنف من الأسل. انظر (ابن البيطار 1: 461). أدّوَي: عظيم الذنب، كبير الإثم (ريسكة عند فريتاج. نجد هذه الكلمة بهذا المعنى وبمعنى داء عضال، أصعب داء شفاء (المقري 2: 84).
الأرض المداوية عند ابن العوام 7: 191) تصحيف المُدَوّية (انظر لين).
ديات: تصحيف ايديات جمع يد. سلم دياتك: أحسنت، مرحى، ومعناها أيضاً: أشكر فضلك، جزيت خيراً، كثر الله خيرك (في خطاب من يقدم هدية) وجوابها: ودياتك. وهي لهجة شامية (بوشر).
[د وى] الدَّوَى: المَرَضُ، والسُّلُّ، دَوَىَ دَوًى، فهُوَ دَوٍ، ودَوًى، ومن قالَ، دَوٍ ى ثَنَّى وجَمَعَ وأَنَّثَ، ومن قالَ، دَوًى أَفْرَدَ في ذِلكَ كُلِّه ولم يُؤَنِّثْ، وقولُه:

(وقَدْ أَقُودُ بالدَّوَى الُمزَمَّلِ ... )

إِنّما عَنَى به المَرِيَضَ من شِدَّةِ النُّعاسِ. وما دُوِّىَ إلا ثلاثاً حتى ماتَ، أو بَرَأَ، أي: ما مَرَضَ. وأرضٌ دَوِيَةٌ ودَوِيَّةٌ: غيرُ مُوافِقَةٍ. والدَّوَى: الأَحْمَقُ. والدَّوَى: اللاّزِمُ مكانَه لا يَبْرَحُ. والدَّواةُ مَعْرَوفَةٌ، والجمعُ: دَوًى ودُوِىٌّ ودِوِىٌّ. والدِّوايَةُ، والدُّوايَةُ: جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَعْلُو اللَّبَنَ والَمرَقَ. وقالَ اللِّحْيانِىُّ: دُوَايَةُ اللَّبَنِ والهَرِيسَةِ: وهو الَّذِى يَغْلُظُ عليهِ إذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ، فَيصِيرُ مثلَ غِرْقِىء البَيْضِ. وقد دَوَّى اللَّبَنُ والَمرَقُ. ودَوَّيتُه: أَعْطَيْتُه الدُّوايَةَ. وأَدْوَيْتُها: أَخَذْتُها فأَكَلْتُها، قال يَزِيدُ بنُ الحَكَم الثَّقَفِىُّ:

(كما كتَمَتْ داءَ ابْنها أُمُّ مُدَّوِى ... )

ولَبَنٌ داوٍ، وذُو دُوايَةٍ. والدُّوايَةُ في الأَسْنانِ: كالطُّرَامَة، قالَ:

(أَعْدَدْتُه لِيفكَ ذِى الدُّوَايَهُ ... )

ودَوَّى الماءُ: عَلاهُ مِثْلَ الدُّوَايَةِ ممّا تَسْفِى الرِّيحُ فيه. ومَرَقَةٌ داوِيَةٌ، ومُدَوِّيَةٌ: كَثِيرَةُ الإهالَةِ. وطَعامٌ دَاوٍ، ومَدَوٍّ: كَثِيرٌ. وقولُه - أنشده ابنُ الأَعرابِىٍّ _:

(ولا أَرْكَبُ الأَمْرَ المُدَوِّىَ سادِراً ... بَعْمياءَ حَتّى أسْتَبينَ وأُبْصِراَ)

يجوزُ أن يَعْنِىَ الأَمْرَ الّذِى لا يَعْرِفُ ما وَراءه، كأَنَّه دُونَه دُوَايَةٌ قد غَطَّتْهُ وسَتَرَتْه، ويجُوزُ أن يكونَ من الدّاء، فهو على هذا مَهْمُوزٌُ. وما بِها دُوِّىٌّ: أى ما بِها أَحَدٌ. وداوَيْتُ السَّقِيمَ: عانَيْتُه. والدِّواءُ والدَّواءُ، والدُّواءُ، الأَخيرةُ عن الهَجَرِىٍّ: ما دَاوَيْتَهُ به، وقولُ العَجّاجِ:

(وفاحِمٍ دُوِّى حَتّى اعْلَنْكَسَا ... )

إِنَّما أرادَ: عُوفِيَ بالأَدْهانِ ونَحْوِها من الأَوْدِيَةَ حتّى أَثَّ وكَثُرَ. والدَّواءُ: الطَّعامُ. ودَاوَيْتُ الفَرَسَ: صَنَعْتُها. والدَّوِىُّ: الصَّوْتُ، وخَصَّ بعضهُم به صَوْتَ الرَّعْدِ. وقد دَوَّى. والدَّايَةُ: الظِّئْرُ. حكاه ابن جِنِّى، قال: كلاِهُما عَرَبِىٌّ فَصِيحٌ، وأنشَدَ للفَزَزْدَقِ:

(رَبِيبَةُ داياتٍ ثَلاثٍ رَبَبْنَهَا ... يُلَقِّمْنَهَا من كُلِّ سُخْنٍ ومُبْرَدِ)

وإِنّما أَثْبَتُّه هُنا لأَنَّ بابَ لَوَيْتُ أكثُر من بابِ قُوَّةِ وعَيِيتُ.
[دوى] الدواءُ ممدودٌ: واحد الأدْوِيَةِ. والدواء (*) بالكسر لغة فيه. وهذا البيت ينشد على هذه اللغة : يقولون مخمورٌ وذاك دِواؤُهُ * عَلَيَّ إذَنْ مَشْيٌ إلى البيت واجبُ أي قالوا: إن الجلد والتعزير دَواؤُهُ، قال: وعَلَيَّ حِجَّةٌ ماشياً إنْ كنت شربتها. ويقال: الدِواءُ إنّما هو مصدر داوَيْتُهُ مُداواةً ودِواءً. ورجلٌ دَوٍ بكسر الواو، أي فاسد الجوف من داءٍ، وامرأةٌ دَوِيَةٌ. فإذا قلتَ رجلٌ دَوّى بالفتح استوى فيه المذكَّر والمؤنّث والجمع، لأنه مصدر في الأصل. ويقال أيضاً رجلٌ دَوّي بالفتح، أي أحمق. وأنشد الفراء: وقد أقود بالدوى المزمل * أخرس في السفر بقاق المنزل ويقال: تركت فلاناً دَوَىً ما أرى به حياةً. والدَوى مقصورٌ: المرض. تقول منه: دَوِيَ بالكسر، أي مَرِضَ. ودَويَ صدره. أيضاً أي ضَغِنَ. وأدواه غيره، أي أمرضه. وداواه: أي عالجه. يقال: هو يُدْوي ويداوى، أي يعالج. وتداوى بالشئ، أي تعالج به. ودووى الشئ، أي عولج، ولا يدغم فرقا بين فوعل وفعل. قال العجاج:

بفاحم دووى حتى اعلنكسا * والدواية والدواية: الجُليْدَةُ التي تعلو اللبن والمرق. وقد دَوَّى اللبن تَدْوِيَةً، إذا ركبته الدُوايَة. وقد ادَّوَيْتُ، أي أكلت الدواية، وهو افتعلت. قال الشاعر :

كما كتمت داء ابنها أم مدوى * وذلك أن خاطبة من الاعراب خطبت على ابنها جارية، فجاءت أمها إلى أم الغلام لتنظر إليه، فدخل الغلام فقال: أأدوى يا أمي؟ فقالت الام: اللجام معلق بعمود البيت. أرادت بذلك كتمان زلة الابن وسوء عادته. ودوى الريح: حفيفها، وكذلك دوى (*) النحل والطائر. ويقال دوى الفخل تدوية، وذلك إذا سمعت لهديره دَوِيَّاً. والمُدَوِّي أيضاً: السحاب ذو الرعد المرتجس. قال الأصمعيّ: يقال دَوَّى الكلب في الأرض، كما يقال دَوَّمَ الطائر في السماء، إذا دار في طيرانه ولزم السمتَ في ارتفاعه. قال: ولا يكون التدويمُ في الأرض، ولا التدوية في السماء. وكان يعيب قول ذى الرمة: حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرضِ راجَعَهُ * كِبْرٌ ولو شاء نَجَّى نَفْسَهُ الهَرَبُ * وبعضهم يقول: هما لغتان بمعنى يجول، ومنه اشتقت دوامة الصبى، وذلك لا يكون إلا في الارض. والدواة بالفتح: ما يكتب منه، والجمع دوى، مثل نواة ونوى، ودوى أيضا على فعول جمع الجمع، مثل صفاة وصفا وصفى. قال أبو ذؤيب: عرفت الدِيارَ كَرَقْم الدُوِ * يِّ حبَّرَه الكاتب الحِمْيَرِيُّ وثلاثُ دَوَياتٍ إلى العشْر. والدَوُّ والدَوِّيُّ: المفازةُ، وكذلك الدوية لانها مفازة مثلها فنسبت إليها. وهو كقولهم: قعسر وقعسرى، ودهر دوار ودوارى. قال الشاعر : ودوية قَفْرٍ تَمَشَّى نَعامُها * كمَشْيِ النَصارى في خفاف الارندج والدو أيضا: موضع، وهو أرض من أرض العرب. وربما قالوا داوية، قلبوا الواو الاولى الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها. ولا يقاس عليه. وقولهم: ما بها دوى، أي أحد ممن يسكن الدو، كما يقال: ما بها دورِيٌّ وطورِيٌّ. ابن السكيت: الدَواءُ: ما عولج به الفرسُ من تضمير وحنذ، وما عولجت به الجارية حتى تسمن. وأنشد لسلامة بن جندل: ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ السَكْنِ مربوبِ يعنى اللبن، وإنما جعله دواء لانهم كانوا يضمرون الخيل بشرب اللبن والحنذ ويقفون به الجارية، وهى القفية لانها تؤثر به كما يؤثر الضيف والصبى. (*) الاصمع رى: أرض دوية مخفف، أي ذات أدواء.

دو

ى1 دَوِىَ, (S, M, Msb, K,) aor. ـْ (Msb,) inf. n. دَوًى, He was, or became, diseased, disordered, distempered, sick, or ill: (S, M, Msb, K:) and he was, or became, affected with consumption, or ulceration of the lungs. (M.) b2: [Hence,] دَوِىَ صَدْرُهُ (assumed tropical:) His bosom was, or became, affected with rancour, malevolence, malice, or spite. (S.) 2 دوّى, (T, S, M, K,) inf. n. تَدْوِيَةٌ, (T, S, K,) He, or it, made a sound; or what is termed دَوِىّ; (T, M;) [i. e., a confused and continued sound; such as the rustling, or murmuring, of the wind; and the rustling of a bird; and the humming, or buzzing, of bees; and the rumbling of thunder; or the distant sound of rain and of thunder;] accord. to some, particularly said of thunder [as meaning it made a rumbling sound]; (M;) or it (a cloud) thundered: (KL:) and he (a stallioncamel) brayed so as to make a [rumbling] sound such as is termed دَوِىّ to be heard. (T, S, K.) A2: [Also,] said of a bird, It circled in the air without moving its wings: (Msb:) or, accord. to As, one says of a dog, دوّى فِى الأَرْضِ [he went round upon the ground]; like as one says of a bird, دَوَّمَ فِىالسَّمَآءِ, meaning “ it circled in its flight, rising: ” he says that التَّدْوِيمُ is not upon the ground, nor التَّدْوِيَةُ in the sky; and he finds fault with the first of the verses of Dhu-r-Rummeh cited in the second paragraph of art. دوم: but some say that the two verbs are dial. vars., both meaning he went round about. (S. [See also دَوَّمَ, in two places.]) b2: See also 2 in art. دو.

A3: Also, (T, S, M, K,) and the like, (K,) and of broth, (T, S, M,) It was, or became, overspread with the thin skin termed دَوَايَةٌ. (T, S, M, K.) And, said of water, It was, or became, overspread with what was raised and scattered by the wind, (M, K,) resembling what is termed دُوَايَة. (M.) b2: And [hence,] دَوَّتِ الأَرْضُ (assumed tropical:) The land became overspread with various herbage; as though it were the دُوَايَة of milk. (T.) A4: دَوَّيْتُهُ, (inf. n. as above, TA,) I gave him the دُوَايَة of milk, (M, K,) or of broth, to eat it. (M.) A5: And دوّى He sold [and app. made also (see مُدَوٍّ)] what is called دَوَاة. (TA.) 3 دَاوَيْتُهُ, (T, S, M, Msb, K,) inf. n. مُدَاوَاةٌ (T, S, Msb) and دِوَآءٌ, (T, S,) the latter allowable, (T,) I treated him medically, curatively, or therapeutically; (S, K;) I cured him [مِنْ مَرَضِهِ of his disease]; (T;) بِالدَّوَآءِ [with the remedy]: (M, K:) and I tended him carefully, or treated him; syn. عَانَيْتُهُ; (K, TA; [in the CK, erroneously, عَايَنْتُهُ;]) namely, المَرِيضَ [the sick person]. (M, * TA.) You say, هُوَ يُدْوِىوَيُدَاوِى: see 4. And, of a person, (T,) or thing, (S,) دُووِىَ, without idghám, to distinguish between the measures فُوعِلَ and فُعِّلَ; (T, S;) meaning [He or] it was treated medically, &c.: (S:) and دُووِىَ بِأَدْوِيَةٍ [referring to hair] It was treated (عُونِىَ) with remedies, such as oils and the like. (M.) b2: And داوى فَرَسَهُ, inf. n. دِوَآءٌ, with kesr to the د, He fattened his horse, and fed him with fodder that showed its effect upon him: (T:) or دَاوَيْتُ الفَرَسَ I tended the horse well; or took good care of him. (M.) [See also دَوَآءٌ.]4 ادواهُ i. q. أَمْرَضَهُ [which signifies He rendered him diseased, disordered, distempered, sick, or ill: and also he found him to be so]. (S, K.) You say, ↓ هُوَ يُدْوِى وَيُدَاوِى [He renders, or finds one to be, diseased, &c., and treats medically, &c., or cures]. (S.) A2: And (assumed tropical:) He suspected him; thought evil of him; a dial. var. of أَدْوَأَهُ. (Az, TA.) A3: And ادوى He became a companion to a sick person. (K.) 6 تداوى بِدَوَآءٍ, (Msb,) or بِالشَّىْءِ (S,) He treated himself medically, curatively, or therapeutically, [or he cured himself, with a remedy, or] with the thing. (S.) 8 اِدَّوَيْتُ I ate the thin skin, termed دُوَايَة, upon milk [or broth]: (S:) or اِدَّوَىالدُّوَايَةَ He took and ate the دواية. (M, K.) دَوًى Disease, disorder, distemper, sickness, illness, or malady: (S, M, K:) and consumption, or ulceration of the lungs: (M:) or internal disease in the chest; whereas دَآءٌ signifies such as is external or internal. (Lth, T.) [Being properly an inf. n., it is app. used alike as sing. and pl. in all its senses: or it may, when signifying as explained above, have for its pl. أَدْوَآءٌ, which is pl. of دَآءٌ.]

A2: See also دَوٍ, below, in three places. b2: Also Foolish; stupid; or unsound, dull, or deficient, in intellect; (S, M, K;) applied to a man. (S.) b3: And (so applied, TA) Cleaving to his place; (M, K;) not quitting it. (M.) A3: See also دَوَاةٌ.

دَوٍ and ↓ دَوًى (applied to a man, S) Diseased, disordered, distempered, sick, or ill: (T, M, K:) or whose جَوْف [i. e. chest, or belly,] is in a bad, or corrupt, state, by reason of a disease: (S:) the former word has a dual form and a pl., [which is دَوُونَ,] and a fem., (M,) which is دَوِيَةٌ: (S:) but ↓ دَوًى is used alike as masc. and fem. and sing. (S, M) and dual (M) and pl., (S, M,) being originally an inf. n. (S.) A poet uses ↓ the latter as meaning disordered, or ill, by reason of intense drowsiness. (M.) b2: [Hence,] one says, إِنَّهُ لَدَوِى الصَّدْرِ [meaning (assumed tropical:) Verily he is one whose bosom is affected with rancour, malevolence, malice, or spite: see 1, second sentence]: and a poet says, وَعَيْنُكَ تُبْدِى أَنَّ صَدْرَكَ لِى دَوِىْ [(assumed tropical:) And thine eye shows that thy bosom is affected with rancour towards me]. (Lth, T.) b3: أَرْضٌ دَوِيَةٌ A land in which are diseases: (As, T, S:) a land that is unsuitable [or unhealthy]; as also ↓ دَوِيَّةٌ and ↓ دُوِيَّةٌ. (M, K.) دَوَاةٌ [vulgarly دَوَايَة, An ink-bottle; and, more commonly, an inkhorn; i. e. a portable case with receptacles for ink and the instruments of writing, so formed as to be stuck in the girdle; the most usual king is figured in my work on the Modern Egyptians, ch. ix.;] a certain thing, (S, M, Msb, K,) well known, (M, K,) from which one [takes the ink and instruments with which he] writes: (S, Msb:) pl. ↓ دَوًى, (S, M, K,) [or rather this is a coll. gen. n.,] and دُوِىٌّ, (T, S, M, K,) which is pl. of دَوًى, (S, TA,) as also دِوِىٌّ, (M, K,) and دَوَيَاتٌ, (S, Msb,) which is applied to a number from three to ten [inclusive]. (S.) A2: Also The rind, or skin, of the colocynth, and of the grape, and of the melon; and so ذَوَاةٌ. (K.) دَوَآءٌ (T, S, M, Msb, K) and ↓ دِوَآءٌ (S, M, K, said in the Msb to be a subst. from دَاوَيْتُهُ,) and ↓ دُوَآءٌ, (M, K,) the last on the authority of El-Hejeree, and the first that which is commonly known, (TA,) A medicine; a remedy: (T, M, Msb, K:) pl. أَدْوِيَةٌ. (T, S.) The following verse is related as presenting an ex. of the second of these dial. vars.: يَقُولُونَ مَخْمُورٌوَهٰذَا دِوَاؤُهُ عَلَىَّ إِذْنَ مَشّىٌ إِلَى البَيْتِ وَاجِبٌ [they say, “He is affected with the remains of intoxication; ” and this is his remedy: on me, if the case be so, walking to the House of God is incumbent]: meaning that they said, “Flogging, and chastisement, is his دِوآء: ” but he says, “On me is incumbent a pilgrimage walking if I have drunk it: ” but it is said [by some] that دِوَآءٌ is only an inf. n. of دَاوَيْتُهُ, like مُدَاوَاةٌ. (S.) b2: دَوَآءٌ also signifies Food. (M, TA.) b3: and The means by which a horse is treated, consisting in what are termed تَضْمِيرٌ and حَنْذٌ [explained in the second paragraph of art. ضمر and the first of art. حنذ]: and the means by which a young woman, or female slave, is treated in order that she may become fat: and also applied to milk; because they used to effect the تضمير of horses by the drinking of milk, and to treat therewith the young woman, or female slave: and it is likewise called قَفِيَّةٌ; because she has it given to her in preference, like as the guest has, and the child. (S, TA.) دُوَآءٌ: see the next preceding paragraph.

دِوَآءٌ: see دَوَآءٌ, in two places.

دَوِىٌّ: A sound: (M:) or a confused and continued sound (حَفِيفٌ); as [the rustling, or murmuring,] of the wind; and [the rustling] of a bird; and [the humming, or buzzing,] of bees: (S, K:) and the distant sound of rain and of thunder: (T:) or, as some say, particularly the [rumbling] sound of thunder: (M:) [and a ringing in the ears; as in the saying] خَلَا بَطْنِىمِنَ الطَّعَامِ حَتَّىسَمِعْتُ دِوَيًّا لِمَسَامِعِى [My belly became empty of food so that I heard a ringing in my ears]. (T.) A2: [It is also an epithet; whence]

أَرْضٌ دَوِّيَةٌ: see دَوٍ, last sentence.

دُوِىٌّ [an epithet; whence] أَرْضٌ دُوِيَّةٌ: see دَوٍ, last sentence.

دُوَايَةٌ A thin skin, (S, M,) a substance that resembles the pellicle of the egg, (Lh, M, K,) that overspreads the surface of milk (Lh, S, M, K) and of broth (S, M) and of [the kind of pottage called] هَرِيسَة (Lh, M, K) and the like (K) when the wind blows upon it; (Lh, M, K;) as also ↓ دِوَايَةٌ. (S, M, K.) b2: And in, or upon, the teeth, A greenness. (M, K.) دِوَايَةٌ: see the next preceding paragraph.

دَوَاتِىٌّ and ↓ دَوَوِىٌّ (MA) and داوى (TA [app. ↓ دَاوِىٌّ]) The bearer of the دَوَاةٌ. (MA, TA.) [In recent times, the Pers\. word دَوِيدَارْ, or دَوَادَارْ, has generally been used instead, as the appellation of a certain office-bearer in several Eastern courts, having different functions in different instances.]

دَوَوِىٌّ: see what next precedes: A2: and see also art. دو.

دُووِىٌّ: see art. دو.

دَوِّىٌّ: see art. دو.

دُوِّىٌّ: see art. دو.

دَوِّيَّةٌ: see art. دو.

دَاوٍ Much, or abundant, food; as also ↓ مُدَوٍّ. (M, K. [The latter word erroneously written in the CK مُدْوٍ.]) b2: Milk having upon it what is termed دُوَايَة, like the pellicle of the egg: (K, TA:) and water overspread with a slight coat [of particles blown upon it by the wind]; as also ↓ مُدَوٍّ. (T.) And مَرَقَةٌ دَاوِيَةٌ and ↓ مُدَوِّيَةٌ A mess of broth having much grease [floating upon its surface]. (M.) دَايَةٌ, mentioned in this art. in the M and TA: see art. دأى.

دَاوِىٌّ: see دَوَاتِىٌّ.

دَاوِيَةٌ and دَاوِيَّةٌ: see art. دو.

مُدَوٍّ, applied to clouds (سَحَابٌ, S, K), Thundering: (K:) or vehemently, or loudly, thundering, and in a state of commotion. (S.) A2: See also دَاوٍ

in three places. b2: [Hence,] أَرْضٌ مُدَوِّيَةٌ (assumed tropical:) Land overspread with various herbage; as though it were the دُوَايَة of milk: or having abundant herbage of which nothing has been eaten. (T.) b3: And أَمْرٌ مُدَوٍّ (assumed tropical:) An affair that is [as though it were] covered: (K:) or an affair of which one knows not what is behind it; as though it were covered and concealed by a دُوَايَة. (M.) A3: Also The maker, or manufacturer, of the دَوَاة. (TA: but there written مدوِى.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.