Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مخي

السَّلُّ

السَّلُّ: انْتِزَاعُكَ الشيءَ وإخْراجُهُ في رِفْقٍ،
كالاسْتِلالِ.
وسَيْفٌ سَليلٌ: مَسْلولٌ.
وأتَيْناهُم عندَ السَّلَّةِ، ويُكْسَرُ، أي: اسْتِلالِ السُّيوفِ.
وانْسَلَّ وتَسَلَّلَ: انْطَلَقَ في اسْتِخفاءٍ.
والسُّلالَةُ، بالضم: ما انْسَلَّ من الشيءِ، والوَلَدُ،
كالسَّليلِ.
والسَّليلَةُ: البِنْتُ، وما اسْتَطَالَ من لَحْمِ المَتْنِ، وعَصَبَةٌ، أو لَحْمَةٌ ذاتُ طَرَائِقَ، وسَمَكَةٌ طَويلَةٌ.
والسَّليلُ، كأَميرٍ: المُهْرُ، وما وُلِدَ في غيرِ ماسِكَةٍ ولا سَلًى، وإلاَّ: فَبَقيرٌ، ودِماغُ الفَرَسِ، والشَّرابُ الخالِصُ، والسَّنامُ، ومَجْرَى الماءِ في الوادي، أو وَسَطُه، والنُّخاعُ، ووادٍ واسِعٌ غامِضٌ يُنْبِتُ السَّلَمَ والسَّمرَ،
كالسالِّ، وجَمْعُهما: سُلاَّنٌ، أو جمعُ الثانيةِ: سَوالُّ. والسَّليلُ الأَشْجَعِيُّ: صحابيٌّ. وأبو السَّليلِ: ضُرَيْبُ بنُ نُقَيْرٍ التابعيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ إياد، وأحمدُ بنُ صاحِبِ آمِدَ عيسى، وابنُه السَّليلُ بنُ أحمدَ وسَليلُ بنُ بشْرِ بنِ رافِعٍ، وعبدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ سَليلٍ، وزيدُ بنُ خَليفَةَ بنِ السَّليلِ: محدِّثونَ.
والسَّلَّةُ، بالفتح،
والسُّلُّ، بالكسر والضم، وكغُرابٍ: قَرْحَةٌ تَحْدُثُ في الرِّئَةِ، إما تُعْقِبُ ذاتَ الرِّئَةِ أو ذاتَ الجَنْبِ، أو زُكامٌ ونَوازِلُ، أو سُعالٌ طويلٌ، وتَلْزَمُها حُمَّى هادِيَةٌ. وقد سُلَّ، بالضم، وأسَلَّهُ اللهُ تعالى، وهو مَسْلولٌ.
والسَّلَّةُ: السَّرِقَةُ الخَفِيَّةُ،
كالإِسْلالِ، والجونَةُ،
كالسَّلِّ، ج: سِلالٌ.
والإِسْلالُ: الرِّشْوَةُ.
وسَلَّ يَسِلُّ: ذَهَبَ أسْنانُه، فهو سَلٌّ، وهي سَلَّةٌ.
والسَّلَّةُ: ارْتِدادُ الرَّبْوِ في جَوْفِ الفرسِ من كَبْوَةٍ يَكْبوها.
والمِسَلَّةُ، بكسر الميم: مِخْيَــطٌ ضَخْمٌ.
والسُّلاَّءَةُ، كرُمَّانةٍ: شَوْكَةُ النَّخْلِ، ج: سُلاَّءٌ.
والسَّلَّةُ: أن تَخْرِزَ سَيْرَيْنِ في خَرْزَةٍ، والعَيْبُ في الحَوْضِ أو الخابيةِ، أو الفُرْجَةُ بين أنْصابِ الحَوْضِ.
وسَلولُ: فَخِذٌ من قَيسٍ، وهم: بنُو مُرَّةَ بنِ صَعْصَعَةَ، وسَلولُ: أُمُّهُم، منهم: عبدُ اللهِ بنُ هَمَّامٍ الشاعِرُ، وأُمُّ عبدِ اللهِ بنِ أُبَيّ المُنافِقِ.
وسُلِّيٌّ، ككُلِّيٍّ: ع لبني عامِر ابنِ صَعْصَعَةَ، وليس بتصحيفِ سُلَيٍّ كسُمَيٍّ.
والسُّلاَّنُ، بالضم: وادٍ لبني عَمْرِو بنِ تَميمٍ. 

المَحْوُ

المَحْوُ: رفع أَوْصَاف الْعَادة.
المَحْوُ:
بالفتح ثم السكون، والواو صحيحة، وهو إذهاب أثر الشيء، يقال: محاه يمحوه محوا، وطيّء تقول محيته محيا: وهو اسم موضع من ناحية ساية، وقيل هو واد لا ينبت شيئا، قالت الخنساء:
لتجر المنيّة، بعد الفتى ال ... مغادر بالمحو، أذلالها
وقال كثيّر:
متى أرينّ كما قد أرى ... لعزّة بالمحو يوما حمولا
بقاع النقيع فحصن الحمى ... يباهين بالرّقم غيما مخيــلا

عَكَلَهُ

عَكَلَهُ يَعْكِلُه ويَعْكُلُه: جَمَعَه،
وـ الإِبِلَ: حازَها وساقَها،
وـ البعيرَ: شَدَّ رُسْغُ يديه إلى عَضُدِهِ بحَبْلٍ،
وهو العِكالُ، ككِتابٍ.
وـ في الأمرِ: قال برأْيِهِ،
وـ عليه الأمرُ: التَبَسَ،
كأَعْكَلَ واعْتَكَلَ،
وـ برأيهِ: حَدَسَ،
وـ فلاناً: حَبَسَه أو صَرَعَه،
وـ المَتاعَ: نَضَّدَ بَعضَه على بعضٍ،
وـ فلانٌ: ماتَ،
وـ في الأمرِ: جَدَّ.
والعُكْلُ، بالكسر والضم: اللئيمُ
ج: أعْكالٌ.
والعَوْكَلُ: ظَهْرُ الكَثِيبِ، والعَظيمُ من الرِمالِ أو المُتَراكِمُ، وضَرْبٌ من الإِدامِ، ومنه: مَرَقَةٌ عَوْكَلِيَّةٌ، والأَرْنَبُ العَقورُ، والرجُلُ القصيرُ الأَفْحَجُ، والحَمْقاءُ.
وعُكْلٌ، بالضم: د، وأبو قبيلةٍ فيهم غَباوَةٌ، اسْمُهُ عَوْفُ بنُ عبدِ مَناةَ، حَضَنَتْهُ أَمَةٌ تُدْعَى عُكْلَ، فَلُقِّبَ به.
والعاكِلُ: القصيرُ البَخيلُ
ج، ككُتُبٍ، واسمٌ، وَسَمَّوْا عِكالاً، ككِتابٍ وزُبيرٍ وشَدّادٍ.
والعَوْكلانِ: نَجْمانِ.
وعَوْكلانُ: ع، وأبو قبيلةٍ.
والعُكْلِيَّةُ، بالضم: ماءَةٌ لبني أبي بكرِ بنِ كِلابٍ.
وقَلائِدُ عَوْكَلٍ: الفضائِحُ. وكمِنْبَرٍ: مِخْيَــطُ الراعي.
وعَكِلَتِ المَسْرَجَةُ، كفرِحَ: عَكِرَتْ.
واعْتَكَلَ: اعْتَزَلَ،
وـ الثَّوْرانِ: تَنَاطَحا.

السب

السبُّ: الطعن والشتمُ.
السب: الشتم الوجيع، والسبه ما يسب به، وكني بها عن الدبر. وتسميته بذلك كتسميته بالسوءة.
(السب) الْكثير السباب والخمار والعمامة وَالْحَبل والوتد وَالثَّوْب الرَّقِيق وَسَب الشَّخْص من يسابه (ج) سبوب
السب: الْقطع والطعن والشتم. وَفِي الْمَبْسُوط عَن عُثْمَان بن كنَانَة من شتم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْمُسلمين قتل أَو صلب حَيا وَلم يستتب وَالْإِمَام مُخَيّــر فِي صلبه حَيا أَو قَتله. وَمن رِوَايَة أبي المصعب وَابْن أبي أويس سمعنَا مَالِكًا يَقُول من سبّ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو شَتمه أَو عابه أَو تنقصه قتل مُسلما كَانَ أَو كَافِرًا وَلَا يُسْتَتَاب. وَذكر فِي الذَّخِيرَة فِي أَلْفَاظ الْكفْر وَكَذَا فِي أَجنَاس الناطفي أما إِذا سبّ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو وَاحِدًا من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يقتل حدا وَلَا تَوْبَة لَهُ أصلا سَوَاء تَابَ بعد الْقُدْرَة وَالشَّهَادَة أَو جَاءَ تَائِبًا من قبل نَفسه كالزنديق لِأَنَّهُ حد وَجب فَلَا يسْقط بِالتَّوْبَةِ وَلَا يتَصَوَّر فِيهِ خلاف أحد لِأَنَّهُ حق يتَعَلَّق بِهِ حق العَبْد كَسَائِر حُقُوق الْآدَمِيّين وكحد الْقَذْف فَإِنَّهُ لَا يسْقط. وَفِي الْأَشْبَاه والنظائر سبّ الشَّيْخَيْنِ ولعنهما كفر وَإِن فضل عليا كرم الله وَجهه عَلَيْهِمَا فمبتدع كَذَا فِي الْخُلَاصَة وَفِيه أَيْضا كل كَافِر تَابَ فتوبته مَقْبُولَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إِلَّا جمَاعَة الْكَافِر بسب نَبِي وبسب الشَّيْخَيْنِ أَو أَحدهمَا أَو بِالسحرِ وَلَو امْرَأَة وبالزندقة إِذا أَخذ قبل تَوْبَته انْتهى.

الخَيْعَلُ

الخَيْعَلُ، كصَيْقَلٍ: الفَرْوُ، أو ثَوْبٌ غَيْرُ مَخيــطِ الفَرْجَيْنِ، أو دِرْعٌ يُخاطُ أحدُ شِقَّيْهِ ويُتْرَكُ الآخَرُ، تَلْبَسُهُ المَرْأةُ كالقَمِيصِ، أو قَميصٌ لا كُمَّيْ له، والذِئْبُ،
والخَليعُ، والغولُ.
والخَياعِلُ: ع.
وخَيْعَلَه فَتَخَيْعَلَ: ألْبَسَهُ الخَيْعَلَ فَلَبِسَهُ.
والخَوْعَلَة: الاخْتِباءُ من ريبَةٍ.

الخِيسُ

الخِيسُ، بالكسر: الشجرُ المُلْتَفُّ، أو ما كانَ حَلْفاءَ وقَصَباً، وموضِعُ الأسَدِ،
كالخِيسَةِ
ج: أخْياسٌ وخِيَسٌ، واللبنُ، والدَّرُّ، يقالُ: أقَلَّ اللهُ خِيسَهُ،
وع باليمامة، وبالفتح: الغَمُّ والخطأُ، والضلالُ،
وع بالحَوْفِ الغَرْبِيِّ بِمِصْرَ، ويكسرُ، ولَعَلَ منه محمدَ بنَ أيُّوبَ الخَيْسِيَّ المحدِّثَ، والكَذِبُ،
وقد خاسَ بالعَهْدِ يَخِيسُ خَيْساً وخَيَساناً: غَدَرَ، ونَكَث،
وـ فلانٌ: لَزِمَ مَوْضِعَهُ،
وـ الجِيفَةُ: أرْوَحَتْ.
وهو في عِيصٍ أخْيَسَ، أو عَدَدٍ أخْيَسَ، أي: كثيرُ العَدَدِ.
ويُخَاسُ أنْفُهُ، أي: يُرْغَمُ، ويُذَلُّ.
وخَيَّسَهُ تَخْيِيساً: ذَلَّلَهُ.
والــمُخَيَّــسُ، كمُعَظَّمٍ ومحدِّثٍ: السِّجْنُ، وسِجْنٌ بناه عليٌّ، رضي الله تعالى عنه، وكان أوَّلاً جَعَلَهُ من قَصَبٍ، وسمَّاهُ نافِعاً، فَنَقَبَهُ اللُّصُوصُ، فقال:
أما تَرانِي كيِّساً مُكَيِّساً
بَنَيْتُ بعدَ نافِعٍ مُخَيِّــساً
باباً حَصيناً وأميناً كَيِّساً
وسِنَانُ بنُ الــمُخَيِّــسِ، كمُحَدِّثٍ: قاتِلُ سَهْمِ بنِ بُرْدَةَ. وأبو الــمُخَيِّــسِ السَّكونِيُّ، ومُخَيّــسُ بنُ ظِبْيَانَ الأوَّابِيُّ: تابِعِيَّانِ. ومُخَيِّــسُ بنُ تَمِيمٍ: من أتْبَاعِ التابِعِينَ، أو هو بِزِنَةِ مِجْلَزٍ.
والإِبِلُ الــمُخَيَّــسَةُ، بالفتح: التي لم تُسَرَّحْ، ولكنَّها حُبِسَتْ للنَّحْرِ أو القَسْمِ.

أَقَطَ 

(أَقَطَ) الْهَمْزَةُ وَالْقَافُ وَالطَّاءُ تَدُلُّ عَلَى الْخَلْطِ وَالِاخْتِلَاطِ.

قَالُوا: الْأَقِطُ مِنَ اللَّبَنِ مَخِيــضٌ يُطْبَخُ ثُمَّ يُتْرَكُ حَتَّى يَمْصُلَ، وَالْقِطْعَةُ أَقِطَةٌ. وَأَقَطْتُ الْقَوْمَ أَقِْطًا، أَيْ: أَطْعَمْتُهُمْ ذَلِكَ. وَطَعَامٌ مَأْقُوطٌ خُلِطَ بِالْأَقِطِ. قَالَ:

أَتَتْكُمُ الْجَوْفَاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ ... طُفَاحَةَ الْقِدْرِ وَحِينًا تَصْطَبِحْ

مَأْقُوطَةٌ عَادَتْ ذَبَّاحُ الْمُدَّبِحْ

والْمَأْقِطُ: مَوْضِعُ الْحَرْبِ، وَهُوَ الْمَضِيقُ، لِأَنَّهُمْ يَخْتَلِطُونَ فِيهِ. 

جدير

بَاب الجدير

حري حقيق خليق جدير قمن حظي حجي مخيــل
جدير: المنتهي لانتهاء الأمر إليه انتهاء الامر إلى الجدار، وهو جدير بكذا بمعنى حقيق وخليق، ذكره الراغب. وقال المطرزي: جدير بكذا خليق به كأنه من الجدار للزومه ولصوقه.

خطي

الْخَاء والطاء وَالْيَاء

الخَيْط: السِّلك، وَالْجمع: اخياط، وخُيوط، وخُيوطة، زادوا الْهَاء لتأنيث الْجمع. وخاط الثوبَ خَيْطا، وخِيَاطة.

وَقَول المُتنخل الهُذلي:

كَأَن على صَحاصحه رِباطَا مُنشَّرة نُزعنْ من الْخياط

إِمَّا أَن يكون أَرَادَ " الْخياطَة "، فَحذف الْهَاء، وَإِمَّا أَن يكون لُغَة.

وخَيَّطه، كخاطه، قَالَ:

فهنّ بالأيْدي مُقَيِّساتُهْ مُقَدِّرات ومُخيِّــطاتُهْ

والخِيَاط، والــمِخْيَــط: مَا خِيط بِهِ.

وهُما أَيْضا: الإبرة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الــمِخْيَــط ونَظيِره، مِمَّا يُعتمل بِهِ، مكسورُ الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن.

وَرجل خائط، وخَيّاط، وخاطٌ، الْأَخِيرَة عَن كُراع.

والخِيَاطة: صناعَة الخائط.

وَقَوله تَعَالَى: (حَتَّى يَتبيَّن لكم الخيطُ الْأَبْيَض من الخَيِط الْأسود) يَعْنِي: بَيَاض الصبُّح وَسَوَاد اللَّيْل، وَهُوَ على التّشْبيه بالخيط لدِقَّته.

وخَيَّط الشَّيب رأسَه، وَفِي رَأسه ولحيته: صَار كالخُيوط، أَو ظَهر كالخُيوط.

وتخَيَّط رأسُه بالشَّيب، كَذَلِك، قَالَ بَدرُ ابنُ عَامر الهُذليّ:

تاللهِ لَا أنسى مَنِيحةَ وَاحِد حَتَّى تَخيّط بالبَياض قُرونيِ

وخَيْطُ باطلٍ: الضوءُ الَّذِي يَدخل فِي الكُوّة، وَيُقَال: هُوَ ادقٌّ من خيط باطلٍ، حَكَاهُ ثَعْلَب.

والخَيْطة: خَيط يكون مَعَ حَبْل مُشتار الْعَسَل، فَإِذا أَرَادَ الخلية ثمَّ أَرَادَ الخلية ثمَّ أَرَادَ الْحَبل جذبه بذلك الخَيط، وَهُوَ مربوط إِلَيْهِ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: تدلىّ عَلَيْهَا بَين سِبَّ وخَيْطةٍ بجَرْداء مثل الوَكْف يَكْبُو غُرابُها

وَقيل: الخَيطة: الوَتِد.

وَقيل: الحَبل.

والخِيط، وَالْخَيْط، جمَاعَة النَّعام، وَقد يكون من الْبَقر: وَالْجمع خيطان.

والخَيْطي، كالخِيط.

والخَيْطُ والخِيطُ: الْقطعَة من الْجَرَاد.

وَالْجمع: خيطان، أَيْضا.

ونعامة خَيطاء: بَيِّنَةُ الخَيط، طَوِيلَة العُنق.

وَمَا آتِيك إِلَّا الخَيْطَةَ، أَي: الفَينة.

وخاط اليهم خَيْطةً: مرّ عَلَيْهِم مرّة وَاحِدَة.

وَقيل: خاط اليهم خَيطة، واختاط، واختطى، مقلوب: مَرّ مرّاً لَا يكَاد يَنْقَطِع.

قَالَ كُراع: هُوَ ماخوذ من الخَطْو، مقلوب عَنهُ.

وَهَذَا خطأ، إِذْ لَو كَانَ كَذَلِك لقالوا: خاط خَوْطة، وَلم يَقُولُوا: خَيطة، وَلَيْسَ مثل كراعُ يُؤمن على هَذَا.

والــمَخيــط: المَر والمَسلك، قَالَ ذُو الرُّمة:

وَبَينهمَا مَلْقَى زِمامٍ كأنَّه مَخِيــطُ شُجاعٍ آخِرَ الليَّل ثائِرُ

أَتَبَ 

(أَتَبَ) الْهَمْزَةُ وَالتَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ شَيْءٌ يَشْتَمِلُ بِهِ الْإِبِطُ، قَمِيصٌ غَيْرُ مَخِيــطِ الْجَانِبَيْنِ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

مِنَ الْقَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبَّ مُحْوِلٌ ... مِنَ الذَّرِّ فَوْقَ الْإِتْبِ مِنْهَا لَأَثَّرَا

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْبَقِيرَةُ، وَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ بُرْدٌ فَيُشَقُّ، ثُمَّ تُلْقِيهِ الْمَرْأَةُ فِي عُنُقِهَا مِنْ غَيْرِ كُمَّيْنِ وَلَا جَيْبٍ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أتَّبْتُ الْمَرْأَةَ أُؤَتِّبُهَا: إِذَا أَلْبَسْتُهَا الْإِتْبَ. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: التَّأَتُّبُ أَنْ يَجْعَلَ الرَّجُلُ حِمَالَةَ الْقَوْسِ فِي صَدْرِهِ وَيُخْرِجَ مَنْكِبَيْهِ مِنْهَا فَتَصِيرَ الْقَوْسُ عَلَى كَتِفَيْهِ. قَالَ النُّمَيْرِيُّ: الْمِئْتَبُ الْمِشْمَلُ وَقَدْ تَأَتَّبَهُ: إِذَا أَلْقَاهُ تَحْتَ إِبِطِهِ ثُمَّ اشْتَمَلَ. وَرَجُلٌ مُؤَتَّبُ الظَّهْرِ، وَيُقَالُ: مُؤْتَبٌ، أَيْ: أَجَنَؤُهُ. قَالَ:

عَلَى حَجَلِيٍّ رَاضِعٍ مُؤْتَبِ الظَّهْرِ

نعْبد

نعْبد: قَالَ الشَّيْخ بهاء الدّين العاملي فِي الكشكول ذكر الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى: {إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين} وُجُوهًا عديدة للإتيان بنُون الْجمع وَالْمقَام مقَام الانكسار والمتكلم وَاحِد. وَمن جيد تِلْكَ الْوُجُوه مَا أوردهُ الإِمَام الرَّازِيّ فِي التَّفْسِير الْكَبِير - وَحَاصِله أَنه قد ورد فِي الشَّرِيعَة المطهرة إِن بَاعَ أجناسا مُخْتَلفَة صَفْقَة ثمَّ خرج بَعْضهَا معيبا فَالْمُشْتَرِي مُخَيّــر بَين رد الْجَمِيع وإمساكه وَلَيْسَ لَهُ تبعيض الصَّفْقَة برد الْمَعِيب وإبقاء السَّلِيم وَهَا هُنَا حَيْثُ يرى العابد أَن عِبَادَته نَاقِصَة مَعِيبَة لم يعرضهَا وَحدهَا على حَضْرَة ذِي الْجلَال بل ضم إِلَيْهَا عبَادَة العابدين من الْأَنْبِيَاء والأولياء والصلحاء. وَعرض الْكل صَفْقَة وَاحِدَة راجيا قبُول عِبَادَته فِي الضمن لِأَن الْجَمِيع لَا يرد الْبَتَّةَ إِذْ بعضه مَقْبُول ورد الْمَعِيب وإبقاء السَّلِيم تبعيض للصفقة. وَقد نهى سُبْحَانَهُ عباده عَنهُ فَكيف يَلِيق بكرمه العميم فَلم يبْق إِلَّا قبُول الْجَمِيع وَفِيه المُرَاد انْتهى.
وَلَا يخفى مَا فِيهِ من أَن الله سُبْحَانَهُ عَالم بالمعيب والسليم قبل الْقبُول فجنابه الأقدس منزه عَن الِاطِّلَاع على الْمَعِيب بعد الصَّفْقَة الْوَاحِدَة بِقبُول الْجَمِيع فَتَأمل - وَلما قَالَ الشَّيْخ إِن الْمُفَسّرين ذكرُوا وُجُوهًا مِنْهَا هَذَا الْوَجْه الْوَجِيه صرفت عنان الْقَلَم عَن تَحْرِير مَا سمح بِهِ خاطري الفاتر وَمَا ذكره قُرَّة عَيْني غُلَام إِسْحَاق. أتم الله تَعَالَى فضائله وَحسن خصائله وَسلمهُ فِي الْآفَاق. لجَوَاز أَن يكون هَذَانِ الْوَجْهَانِ من تِلْكَ الْوُجُوه {رب نور وَجْهي يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه} .

حَكَمَ 

(حَكَمَ) الْحَاءُ وَالْكَافُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْمَنْعُ. وَأَوَّلُ ذَلِكَ الْحُكْمُ، وَهُوَ الْمَنْعُ مِنَ الظُّلْمِ. وَسُمِّيَتْ حَكَمَةُ الدَّابَّةِ لِأَنَّهَا تَمْنَعُهَا، يُقَالُ حَكَمْتُ الدَّابَّةَ وَأَحْكَمْتُهَا. وَيُقَالُ: حَكَمْتُ السَّفِيهَ وَأَحْكَمْتُهُ، إِذَا أَخَذْتَ عَلَى يَدَيْهِ. قَالَ جَرِيرٌ:

أَبَنِي حَنِيفَةَ أَحْكِمُوا سُفَهَاءَكُمْ ... إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَغْضَبَا

وَالْحِكْمَةُ هَذَا قِيَاسُهَا، لِأَنَّهَا تَمْنَعُ مِنَ الْجَهْلِ. وَتَقُولُ: حَكَّمْتُ فُلَانًا تمًا مَنَعْتُهُ عَمَّا يُرِيدُ. وَحُكِّمَ فُلَانٌ فِي كَذَا، إِذَا جُعِلَ أَمْرُهُ إِلَيْهِ. وَالْمُحَكَّمُ: الْمُجَرِّبُ الْمَنْسُوبُ إِلَى الْحِكْمَةِ. قَالَ طَرَفَةُ:

لَيْتَ الْمُحَكَّمَ وَالْمَوْعُوظَ صَوْتَكُمَا ... تَحْتَ التُّرَابِ إِذَا مَا الْبَاطِلُ انْكَشَفَا

أَرَادَ بِالْمُحَكَّمِ الشَّيْخَ الْمَنْسُوبَ إِلَى الْحِكْمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ الْجَنَّةَ لِلْمُحَكَّمِينَ وَهُمْ قَوْمٌ حُكِّمُوا مُخَيَّــرِينَ بَيْنَ الْقَتْلِ وَالثَّبَاتِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ، فَاخْتَارُوا الثَّبَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ مَعَ الْقَتْلِ، فَسُمُّوا الْمُحَكِّمِينَ» .

خَيَسَ 

(خَيَسَ) الْخَاءُ وَالْيَاءُ وَالسِّينُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى تَذْلِيلٍ وَتَلْيِينٍ. يُقَالُ خَيَّسْتُهُ، إِذَا لَيَّنْتَهُ وَذَلَّلْتُهُ. وَالْــمُخَيَّــسُ: السِّجْنُ. قَالَ:

تَجَلَّلْتُ الْعَصَا وَعَلِمْتُ أَنِّي ... رَهِينُ مُخَيَّــسٍ إِنْ يَثْقَفُونِي

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ خَاسَ بِالْعَهْدِ فَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الْوَاوِ. وَالْكَلِمَةُ مُشْتَرَكَةٌ. وَمِنَ الْغَرِيبِ فِي هَذَا الْبَابِ، قَوْلُهُمْ: قَلَّ خَيْسُهُ، أَيْ غَمُّهُ. وَالْخِيسُ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ.

خَيَلَ 

(خَيَلَ) الْخَاءُ وَالْيَاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى حَرَكَةٍ فِي تَلَوُّنٍ. فَمِنْ ذَلِكَ الْخَيَالُ، وَهُوَ الشَّخْصُ. وَأَصْلُهُ مَا يَتَخَيَّلُهُ الْإِنْسَانُ فِي مَنَامِهِ ; لِأَنَّهُ يَتَشَبَّهُ وَيَتَلَوَّنُ. وَيُقَالُ خَيَّلْتُ لِلنَّاقَةِ، إِذَا وَضَعْتَ لِوَلَدِهَا خَيَالًا يُفَزَّعُ مِنْهُ الذِّئْبُ فَلَا يَقْرَبُهُ. وَالْخَيْلُ مَعْرُوفَةٌ. وَسَمِعْتُ مَنْ يَحْكِي عَنْ بِشْرٍ الْأَسَدِيِّ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، وَعِنْدَهُ غُلَامٌ أَعْرَابِيٌّ فَسُئِلَ أَبُو عَمْرٍو: لِمَ سُمِّيَتِ الْخَيْلُ خَيْلًا؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لِاخْتِيَالِهَا. فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: اكْتُبُوا. وَهَذَا صَحِيحٌ ; لِأَنَّ الْمُخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ يَتَلَوَّنُ فِي حَرَكَتِهِ أَلْوَانًا. وَالْأَخْيَلُ: طَائِرٌ، وَأَظُنُّهُ ذَا أَلْوَانٍ، يُقَالُ هُوَ الشِّقِرَّاقُ. وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ. يُقَالُ بَعِيرٌ مَخْيُــولٌ، إِذَا وَقَعَ الْأَخْيَلُ عَلَى عَجُزِهِ فَقَطَّعَهُ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

إِذَا قَطَنَا بَلَّغْتِنِيهِ ابْنَ مُدْرِكٍ ... فَلَاقَيْتِ مِنْ طَيْرِ الْأَشَائِمِ أَخْيَلَا

يَقُولُ: إِذَا بَلَّغْتِنِي هَذَا الْمَمْدُوحَ لَمْ أُبَلْ بِهَلَكَتِكَ ; كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذَا ابْنَ أَبِي مُوسَى بِلَالًا بَلَغْتِهِ ... فَقَامَ بِفَأْسٍ بَيْنَ وَصْلَيْكِ جَازِرُ وَقَالَ الشَّمَّاخُ:

إِذَا بَلَّغْتِنِي وَحَمَلْتِ رَحْلِي ... عَرَابَةَ فَاشْرَقِي بِدَمِ الْوَتِينِ

وَيُقَالُ تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، إِذَا تَهَيَّأَتْ لِلْمَطَرِ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ ذَلِكَ تَغَيُّرُ لَوْنٍ. وَالْــمَخِيــلَةُ: السَّحَابَةُ. وَالْــمُخَيِّــلَةُ: الَّتِي تَعِدُ بِمَطَرٍ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ خَيَّلْتُ عَلَى الرَّجُلِ تَخْيِيلًا، إِذَا وَجَّهْتَ التُّهْمَةَ إِلَيْهِ، فَهُوَ مِنْ ذَلِكَ ; لِأَنَّهُ يُقَالُ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ كَذَا يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهُ كَذَا، وَمِنْهُ تَخَيَّلْتُ عَلَيْهِ تَخَيُّلًا، إِذَا تَفَرَّسْتَ فِيهِ.

عَجَّ 

(عَجَّ) الْعَيْنُ وَالْجِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى ارْتِفَاعٍ فِي شَيْءٍ، مِنْ صَوْتٍ أَوْ غُبَارٍ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. مِنْ ذَلِكَ الْعَجُّ: رَفْعُ الصَّوْتِ. يُقَالُ: عَجَّ الْقَوْمُ يَعِجُّونَ عَجًّا وَعَجِيجًا وَعَجُّوا بِالدُّعَاءِ، إِذَا رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ» ، فَالْعَجُّ مَا ذَكَرْنَا. وَالثَّجُّ. صَبُّ الدَّمِ. قَالَ وَرَقَةُ:

وُلُوجًا فِي الَّذِي كَرِهَتْ مَعَدٌّ ... وَلَوْ عَجَّتْ بِمَكَّتَهَا عَجِيجَا

أَرَادَ: دُخُولًا فِي الدِّينِ. وَعَجِيجُ الْمَاءِ: صَوْتُهُ; وَمِنْهُ النَّهَرُ الْعَجَّاجُ. وَيُقَالُ عَجَّ الْبَعِيرُ فِي هَدِيرِهِ يَعَجُّ عَجِيجًا. قَالَ:

أَنْعَتُ قَرْمًا بِالْهَدِيرِ عَاجِجَا

فَإِنْ كَرَّرَ هَدِيرَهُ قِيلَ عَجْعَجَ. وَيَقُولُونَ عَجَّتِ الْقَوْسُ، إِذَا صَوَّتَتْ. قَالَ:

تَعُجُّ بِالْكَفِّ إِذَا الرَّامِي اعْتَزَمْ ... تَرَنُّمَ الشَّارِفِ فِي أُخْرَى النَّعَمْ

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَجَّتِ الرِّيحُ وَأَعَجَّتْ، إِذَا اشْتَدَّتْ وَسَاقَتِ التُّرَابَ. وَيَوْمٌ مِعَجٌّ أَيْ ذُو عَجَاجٍ. وَالْعَجَاجُ: الْغُبَارُ تَثُورُ بِهِ الرِّيحُ، الْوَاحِدَةُ عَجَاجَةُ. وَيُقَالُ عَجَّجَتِ الرِّيحُ تَعْجِيجًا. وَعَجَّجْتُ الْبَيْتَ دُخَانًا حَتَّى تَعَجَّجَ.

وَمِنَ الْبَابِ: فَرَسٌ عَجْعَاجٌ، أَيْ عَدَّاءٌ. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُثِيرُ الْعَجَاجَ. وَأَنْشَدَ:

وَكَأَنَّهُ وَالرِّيحُ تَضْرِبُ بُرْدَهُ ... فِي الْقَوْمِ فَوْقَ مُخَيَّــسٍ عَجْعَاجُ

وَالْعَجَاجَةُ: الْكَثِيرَةُ مِنَ الْغَنَمِ وَالْإِبِلِ. وَمِمَّا يَجْرِي مَجْرَى الْمَثَلِ وَالتَّشْبِيهِ: فُلَانٌ يَلُفُّ عَجَاجَتَهُ عَلَى فُلَانٍ، إِذَا أَغَارَ عَلَيْهِ وَكَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ عَجَاجَةِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا. قَالَ الشَّنْفَرِىُّ:

وَإِنِّي لَأَهْوَى أَنْ أَلُفَّ عَجَاجَتِي عَلَى

ذِي كِسَاءٍ مِنْ سَلَامَانَ أَوْ بُرْدِ

وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ عَجْعَاجٌ، أَيْ صَيَّاحٌ. وَقَدْ مَرَّ قِيَاسُ الْبَابِ مُسْتَقِيمًا. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: إِنَّ الْعَجْعَجَةَ أَنْ تَجْعَلَ الْيَاءَ الْمُشَدَّدَةَ جِيمًا، وَإِنْشَادُهُمْ:

يَا رَبِّ إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حِجَّتِجْ

فَهَذَا مِمَّا [لَا] وَجْهَ لِلشُّغُلِ بِهِ، وَمِمَّا لَا يُدْرَى مَا هُوَ.

نَصَحَ 

(نَصَحَ) النُّونُ وَالصَّادُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى مُلَاءَمَةٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ وَإِصْلَاحٍ لَهُمَا. أَصْلُ ذَلِكَ النَّاصِحُ: الْخَيَّاطُ. وَالنِّصَاحُ: الْخَيْطُ يُخَاطُ بِهِ، وَالْجَمْعُ نِصَاحَاتٌ، وَبِهَا شُبِّهَتِ الْجُلُودُ الَّتِي تُمَدُّ فِي الدِّبَاغِ عَلَى الْأَرْضِ. قَالَ:

فَتَرَى الْقَوْمَ نَشَاوَى كُلُّهُمْ ... مِثْلَمَا مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ

وَمِنْهُ النُّصْحُ وَالنَّصِيحَةُ: خِلَافُ الْغِشِّ. وَنَصَحْتُهُ أَنْصَحُهُ. وَهُوَ نَاصِحُ الْجَيْبِ لِمَثَلٍ، إِذَا وُصِفَ بِخُلُوصِ الْعَمَلِ، وَالتَّوْبَةُ النَّصُوحِ مِنْهُ، كَأَنَّهَا صَحِيحَةٌ لَيْسَ فِيهَا خَرْقٌ وَلَا ثُلْمَةٌ وَيُقَالُ: أَنْصَحْتُ الْإِبِلَ، إِذَا أَرَوَيْتَهَا فَنَصَحَتْ، أَيْ رَوِيَتْ. وَهُوَ مِنَ الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَنَاصِحُ الْعَسَلِ: مَاذِيُّهُ، كَأَنَّهُ الْخَالِصُ الَّذِي لَا يَتَخَلَّلُهُ مَا يَشُوبُهُ. وَنَصَحْتُ لَهُ وَنَصَحْتُهُ بِمَعْنًى. وَقَمِيصٌ مَنْصُوحٌ: مَخِيــطٌ.

عخل

الْعين وَالْخَاء وَاللَّام

الخَيْعَل: الفرو. وَقيل: ثوب غير مخيــط الفرجين، يكون من الْجُلُود، وَمن الثِّيَاب. وَقيل: هُوَ درع يخاط أحد شقيه، وَيتْرك الآخر، تلبسه الْمَرْأَة كالقميص. قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

السالكُ الثَّغْرةَ الْيَقظانَ كالِئُها ... مَشْىَ الهَلُوك عَلَيْهَا الخَيْعلُ الفُضُلُ

والخَيْعَل: الخَليع. والخَيْعلُ: من أَسمَاء الذِّئْب.

وخَياعِل: اسْم مَوضِع، قَالَ رؤبة:

بحَوْزِ مَهْوَاةٍ إِلَى خَياعِلا 

هك

هك

1 هَكَّ

: see سَكَّ.

هَاكٌّ

: see فَاكٌّ.

هَكَّاكٌ

: see فَكَّاكٌ.
الْهَاء وَالْكَاف

كَنَهْدَلٌ: صلب شَدِيد.
هك
مُهْمَلٌ عنده. الخارزنجي: المُنْهَكُّ: الخَلِعُ المَفاصِل. والانْهِكَاكُ: الانْفِراجُ. وانْهَكَّ صَلاَ المَرْأةِ: انْفَرَجَ في الوِلادة. وامْرَأةٌ هَكُوْكٌ: يَهُكُّها كلُّ إنسانٍ أي بَجْهَدُها في الجِمَاع، وكذلك الدابَّةُ في السَّيْرِ.
وهَكَّ الرَّجُلُ: أي فَسا. وهو مُهْكُوْكٌ: لا يَمْلِكُ اسْتَه. وهَكَّه النَّبِيْذُ: بَلَغَ منه. وتَهَكَّكَ الرَّجُلُ: اضْطَرَبَ في مَشْيِه وكلامِه. وضَعِيفُ هَكُوْكٌ: وَغْدٌ. والمُهْكُوْكُ: الذي يَتَمَجَّنُ في كلامِه. وأحمقُ هاكٌ. والهُكُّ: الفاسِدُ العَقْلِ. وقَوْمٌ هِكَكَةٌ وأهْكاكٌ. وهَكَّ يَهُكُّ: هَدَمَ. وهَكَّ النَّجّارُ الخَرْقَ: أوْسَعَه، وخَرْقٌ مَهْكُوكٌ. ورَجُلٌ هَكّاكٌ بالكلام: إذا تَكَلَّمَ بكلامٍ يُرى أنَّه صَوابٌ وهو خَطأٌ.
الْهَاء وَالْكَاف

هَكَّ الطَّائِر هَكًّا: حذف بذرقه.

وهَكَّ النعام يَهُكُّ: ألْقى مَا فِي بَطْنه.

وهَكَّ الشَّيْء يَهُكُّه هَكًّا، فَهُوَ مَهْكوك وهَكيك: سحقه.

وهَكَّ اللَّبن هَكًّا: استخرجه ونهكه، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تَركَتْ شُربَ الرَّثيئةِ هاجِرٌ ... وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها

هَاجر: قَبيلَة، يَقُول: يَقُول: شرب الرثيئة مجدهم، أَي هم رُعَاة لَا صَنِيعَة لَهُم غير شرب هَذَا اللَّبن الَّذِي يُسمى الرثيئة، وَقَوله: " لم ترق عيونها " أَي لم تَسْتَحي.

وهَكَّ الْمَرْأَة هَكًّا: نَكَحَهَا.

والهَكَوَّكُ: الْمَكَان الصلب الغليظ، وَقيل: السهل، قَالَ الشَّاعِر:

إِذا بَرَكْنَ مَبْرَكا هَكَوَّكا ... كَأَنَّمَا يَطَحَنَّ فِيهِ الدَّرْمَكا

ويروى عَكَوَّكا وَهُوَ السهل أَيْضا. يُرِيد انهم على سفر ورحلة.

واْنهَكَّ صَلا الْمَرْأَة: انفرج فِي الْولادَة.
الْهَاء وَالْكَاف

الهِلَّكْسُ: الدنيء الْأَخْلَاق.

والكَهْمَسُ: الْقصير.

وكَهْمَسٌ: من أَسمَاء الْأسد.

وناقة كَهْمَسٌ: عَظِيمَة السنام.

وكَهْمَسٌ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعْدَ مَا ماتُوا مِنَ الدَّهْرِ أعْصُرا

والدَّهْكَثُ: الْقصير.

وَرجل هُدَاكِرٌ: مُنَعَّمٌ.

وَامْرَأَة هَيْدَكْرٌ، وهُدْكُورَة، وهَيْدَكُورٌ، وهَيْدَكُورَةٌ: كَثِيرَة اللَّحْم، وَحكى ابْن جني: هَدَيْكَرٌ، وَقَالَ: هُوَ مِثَال لم يحكه سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: أَبُو عَليّ: سَأَلت مُحَمَّد بن الْحسن عَن الهَيْدَكْرِ، فَقَالَ: لَا أعرفهُ، وَأعرف الهَيْدَكُورُ، فَأَما الهَدَيْكرُ فَغير مَحْفُوظ عَنْهُم، قَالَ: وَأَظنهُ من تَحْرِيف النقلَة، أَلا ترى إِلَى بَيت طرفَة:

فَهْيَ بَدَّاءُ إِذا مَا أقبَلَتْ ... فَخْمَةُ الجِسمِ رَدَاحٌ هَيْدَكُرْ

فَكَأَن الْوَاو حذفت من هيدكور ضَرُورَة.

والهَيْدَكُور: اللَّبن الخاثر، قَالَ:

قُلْنَ لَهُ اسْقِ عَمَّكَ النَمِيرَا

ولَبَناً يَا عَمْرُو هَيْدَكُورا

وهَيْدَكُورٌ: لقب رجل من الْعَرَب.

والتَّدَهْكُرُ: التدحرج فِي المشية.

وتَدَهْكَرَ عَلَيْهِ: تَنَزَّى.

والكَهْدَلُ: العنكبوت، وَقيل: الْعَجُوز.

والكَهْدَلُ: الْجَارِيَة السمينة الناعمة.

وكَهْدَلٌ: اسْم راجز، قَالَ، يَعْنِي نَفسه:

قَدْ طَرَدَتْ أمُّ الحَديدِ كَهْدَلاَ

أُمُّ الْحَدِيد: امْرَأَته، وَقد تقدّمت الأبيات بكمالها فِي حرف الْحَاء.

ودَهْكَلٌ: من شَدَائِد الدَّهْر.

ودَهْلَكُ: مَوضِع، أعجمي مُعرب.

والدَّهالِك: إكام سود مَعْرُوفَة، قَالَ: قَالَ كثير عزة: كأنَّ عَدَوْلِيًّا زُهاءَ حَمُولِها ... غَدَتْ تَرْتَمِي الدَّهْنا بهِ والدَّهالِكُ

وَرجل هَنْدَكِيٌّ: من أهل الْهِنْد، وَلَيْسَ من لَفظه، لِأَن الْكَاف لَيست من حُرُوف الزِّيَادَة، وَالْجمع هَنادِك، قَالَ كثير عزة:

ومُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأنَّها ... طَماطِمُ يُوفُونَ الوَفارَ هَنادِكُ

وكَلْهَدَةُ: اسْم رجل.

وكَهْدَبٌ: ثقيل وخم.

والكُمَّهْدَة: الكمرة، عَن كرَاع.

والكُمَّهْدَة: الفيشلة، وَقَوله:

نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ

شِفاؤُها مِنْ دائِها الكُمْهَدَّهْ

قد تكون لُغَة، وَقد يجوز أَن يكون غير للضَّرُورَة.

واكْمَهَدَّ الفرخ: أَصَابَهُ مثل الارتعاد، وَذَلِكَ إِذا زقه أَبَوَاهُ.

والدَّهْكَم: الشَّيْخ الفاني.

والتَّدَهْكُم: الاقتحام فِي الْأَمر الشَّديد.

وتَدَهْكَمَ علينا: تدرأ.

والبَهْكَنَة: السعَة فِيمَا أَخذ فِيهِ من عمل.

والهِرْكُلَة، والهُرِكْلَة، والهِرْكَوْلَة، والهِرَّكْلَة: الْحَسَنَة الْجِسْم والخلق والمشية، قَالَ:

هِرَّكْلَةٌ فُنُقٌ نِيَافٌ طَلَّةٌ ... لمْ تَعْدُ عَنْ عَشْرٍ وحَوْلٍ خَرْعَبُ

حكى بَعضهم انه رأى أَبَا عُبَيْدَة محموما يهذي وَيَقُول: دِينَار كَذَا وَكَذَا، فَقُلْنَا للطبيب: سَله عَن الهِرْكَوْلَة، فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدَة فَقَالَ: مَالك؟ قَالَ: مَا الهِرْكَوْلَة؟ قَالَ: الضخمة الْأَوْرَاك. وَقد قيل: إِن الْهَاء فِي هِرْكَوْلَة زَائِدَة، وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

وَرجل هُرَاكِلٌ: ضخم جسيم.

والكَنَهْوَرُ من السَّحَاب: قطع أَمْثَال الْجبَال، قَالَ أَبُو نخيلة:

كَنَهْوَرٌ كَانَ من أعْقابِ السُّمِى

واحدته كَنَهْوَرَةٌ، وَقيل: الكَنَهْوَرُ: السَّحَاب المتراكم، قَالَ ابْن مقبل: لَهَا قائِدٌ دُهْمُ الرَّبابِ وخَلْفَه ... رَوَايا يُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْوَرا

والمُكْفَهِرُّ من السَّحَاب: الَّذِي يغلظ ويركب بعضه بَعْضًا، وكل متراكب مُكْفَهِرٌّ.

ووجهٌ مُكْفَهِرٌّ: قَلِيل اللَّحْم غليظ الْجلد لَا يستحيي من شَيْء، وَقيل: هُوَ العبوس. وعام مُكُفَهِرٌّ كَذَلِك.

واكْفَهَرَّ النَّجْم: بدا وَجهه وضوؤه فِي شدَّة ظلمَة اللَّيْل، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

إِذا اللَّيْلُ أدْجَى واكْفَهَرَّتْ نُجومُه ... وصاحَ من الأَفْراطِ هامٌ جَوَاثمُ

والمُكْرَهِفُّ: الذّكر الْمُنْتَشِر المشرف.

والمُكْرَهِفُّ: لُغَة فِي المكفهر، أَو مقلوب عَنهُ، وَبَيت كثير يرْوى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ قَوْله:

نَشِيمُ عَلى أرْضِ ابنِ لَيْلَى مَخِيــلَةً ... عَرِيضاً سَناها مُكْفَهِراًّ صَبِيرُها

والهَبْرَكة: الْجَارِيَة الناعمة.

وشباب هَبْرَكٌ: تَامّ، قَالَ:

جارِيَةٌ شَبَّتْ شَباباً هَبْركا

لَمْ يَعدُ ثَدْيَا نحْرِهَا أَنْ فَلَّكَا

وشاب هَبْرَكٌ وهُبارِك كَذَلِك.

وكَنْهَلٌ وكِنْهِلٌ: مَوضِع، وَمن الْعَرَب من لَا يصرفهُ، يَجعله اسْما للبقعة، قَالَ جرير:

طَوَى البَيْنُ أسبابَ الوِصَالِ وحاوَلَتْ ... بكَنْهَلَ أقْرانُ الهَوَى أنْ تَجَذَّما

وَرجل كَهْبَلٌ: قصير.

والْكَنَهْبُلُ: شجر عِظَام، وَهُوَ من العضاه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما كَنَهْبُلٌ فالنون فِيهِ زَائِدَة، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام على مِثَال سفرجل، فَهَذَا بِمَنْزِلَة مَا يشتق مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نون، فكَنَهْبُلُ بِمَنْزِلَة عرنتين، بنوه بِنَاء حِين زادوا النُّون، وَلَو كَانَت من نفس الْحَرْف لم يَفْعَلُوا ذَلِك، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف مَطَرا وسيلا:

فأضْحَى يَسُحُّ المَاءَ عَن كُلّ فِيقَةٍ ... يَكُبُّ عَلى الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ

والكَنَهْبَلُ: لُغَة فِيهِ، قَالَ أَبُو حنيفَة، أَخْبرنِي أَعْرَابِي من أهل السراة، قَالَ: الكَنَهْبُلُ: صنف من الطلح جفر قصار الشوك.

وكَهْمَلٌ: ثقيل وخم.

وَأخذ الْأَمر مُكَمْهَلاً، أَي بأجمعه.

وتَفَهْكَنَ الرجل: تندم، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، وَلَيْسَ بثبت.

والهَبَنَّكُ: الْكثير الْحمق. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الأحمق، فَلم يُقَيِّدهُ بقلة وَلَا بِكَثْرَة، وَالْأُنْثَى هَبَنَّكَةٌ.

وَامْرَأَة بَهْكَنَةٌ وبُهاكِنَةٌ: تَارَة غضة، قَالَ السَّلُولي:

بُهَاكِنَةٌ غَضَّةٌ بَضَّةٌ ... بَرُوُد الثَّنَايَا خِلاَفَ الَكَرَى

مخَض

(م خَ ض)

مَخضَت الْمَرْأَة مخاضا ومخاضا، وَهِي ماخض، ومُخِضَتْ، وانكرها ابْن الْأَعرَابِي.

ومَخّضت: اخذها الطلق، وَكَذَلِكَ النَّاقة وَغَيرهَا من الْبَهَائِم.

وَقيل: الماخض من النِّسَاء وَالْإِبِل وَالشَّاء: المُقْرِب، وَالْجمع: مواخض، ومُخَّض.

وأمخض الرجل: مَخِضت ابله، قَالَت ابْنة الخُسّ الْإِيَادِي لابيها: مخِضت الْفُلَانِيَّة لناقة لأَبِيهَا، قَالَ: وَمَا عِلمك؟ قَالَت الصّلا راجّ، والطّرف لاجّ، وتمشي وتَفَاجّ، قَالَ: امخضتِ يَا بِنْتي فاعْقِليِ. راج: يرتج، ولاج فِي سرعَة الطّرف، وتفاج: تبَاعد مَا بَين رِجْلَيْهَا.

والمخاض: الَّتِي اودها فِي بطونهل، واحدتها خَلِفة، على غير قِيَاس. وَإِنَّمَا سميت الْحَوَامِل مخاضا، تفاؤلا بِأَنَّهَا تصير إِلَى ذَلِك.

وَقَالَ ثَعْلَب: المَخاض: العشار. يَعْنِي الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا من حملهَا عشرَة اشهر، وَلم أجد ذَلِك إِلَّا لَهُ. اعني أَن يُعبر عَن الْمَخَاض بالعشار.

وَيُقَال للفصيل إِذا لَقِحَت أمه: ابْن مَخَاض، وَالْأُنْثَى: بنتُ مَخاض، وجمها: بَنَات مَخاض. لَا يثنى مَخَاض وَلَا يجمع، لأَنهم إِنَّمَا يُرِيدُونَ إِنَّهَا مُضَافَة إِلَى هَذِه السن الْوَاحِدَة. وتدخله الْألف وَاللَّام للتعريف، فَيُقَال: ابْن الْمَخَاض، وَبنت الْمَخَاض، قَالَ جرير:

وَجدنا نَهشلاً فَضلت فُقَيْماً كفَضل ابْن المخَاض على الفَصِيلِ

المَخاض: الْإِبِل حِين يرسَل فِيهَا الْفَحْل فِي أول الزَّمَان حَتَّى يَهدرَ، لَا وَاحِد لَهَا. هَكَذَا وجد " حَتَّى يهدر ".

وَفِي بعض الرِّوَايَات: حَتَّى بِقدر، أَي يَنْقَطِع عَن الضراب، وَهُوَ مَثَلٌ بذلك.

ومَخض اللبنَ يَمْخَضُه ويَمْخِضه، ويمخُضُه مَخْضا، فَهُوَ ممخوض، ومخيــض: اخذ زبده. وَقد تمخّض.

والــمخيــض: الَّذِي قد اخذ زبده.

والمْمِخض: السِّقاء، وَهُوَ الإمخاض، مثّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

وَقد يكون المَخض فِي أَشْيَاء كَثِيرَة: فالبعير يمخُض بشقْشقته. والسحاب يمخُض بمائه ويتمخَّض.

والدهر يتمخّض بالفتنة، قَالَ:

وَمَا زَالَت الدْنيا يخون نعيمُها وتُصْبِحُ بِالْأَمر الْعَظِيم تَمخّض

وتمخضت اللَّيْلَة عَن يَوْم سَوء، إِذا كَانَ صباحها صَباح سَوء، وَهُوَ مثل بذلك، وَكَذَلِكَ تمخضت الْمنون وَغَيرهَا، قَالَ:

تمخّضت المنونُ لَهُ بِيَوْم أَنى ولِكل حاملة تمامُ

على أَن هَذَا قد يكون من الْمَخَاض.

والإمخاض: مَا اجْتمع من اللَّبن فِي المَرعى حَتَّى صَار وِقْر بعير.

وَقيل: الإمخاض: اللَّبن مَا دَامَ فِي المخض.

والمُسْتَمْخِض: البطيء الرَّوب من اللَّبن.

والــمَخِيــض: مَوضِع بقُرب الْمَدِينَة.
مخَض
مَخَضَ اللَّبَنَ يَمْخُضه، مِثْلَُّثَةَ الْآتِي، كَمَا قالَهُ الجَوْهَرِيّ، أَي من حَدِّ ضَرَبَ، ونَصَرَ، ومَنَعَ، فالماضي مفتوحٌ عَلَى كلِّ حالٍ: أَخَذَ زُبْدَهُ، فَهُوَ مَخيــضٌ ومَمْخوضٌ، وَقَدْ تَمَخَّضَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَخْضُ: تحريكُكَ المِمْخَضَ الَّذي فِيهِ اللَّبَنُ الــمَخيــضُ الَّذي قَدْ أُخِذتْ زُبْدَتُه. وتَمَخَّضَ اللَّبَنُ.
وامْتَخَضَ، أَي نحرَّكَ فِي المِمْخَضَةِ. وَقَدْ يكون المَخْضُ فِي أَشياءَ كثيرةٍ. يُقَالُ: مَخَضَ الشَّيْءَ مَخْضاً، إذْ حرَّكه شَدِيدا. وَفِي الحَدِيث مُرَّ عَلَيْهِ بجَنازَةٍ تُمْخَضُ مَخْضاً أَي تُحرَّكُ تحريكاً سَرِيعا، كَمَا فِي اللّسَان. وَفِي العُبَاب: تُمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ فقالَ: عليكُمْ بالقَصْدِ، أَي تُحَرَّكُ تَحْريكاً شَدِيدا. وَمن المَجَازِ: مَخَضَ البَعيرُ، إِذا هَدَرَ بشَقْشَقَتِهِ. قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ القُرُومَ: يَتْبَعْنَ زَأْراً وهدِيراً مَخْضَا فِي عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضَا وَمن المَجَازِ: مَخَضَ الدَّلوَ هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، والصَّوَابُ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب واللِّسَان: قالَ الفَرَّاءُ: مَخَضَ بالدَّلْوِ، إِذا نَهَزَ بهَا فِي البئْر، وأَنْشَدَ: إِنَّ لنَا قَلَيْذَماً هَمُومَا يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلاَ جُمُومَا ويُروى مَخْجُ الدِّلاَ. ويُقَالُ: مخَضْتُ البئرَ بالدَّلْوِ، إِذا أَكثرْتَ النَّزْعَ مِنْهَا بدِلائكَ وحرَّكْتَها، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: لَنَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّلِيِّ والمِمْخَضُ، كمِنْبَرٍ: السِّقاءُ الَّذي فِيهِ الــمَخيــضُ. وَمن المَجَازِ: مَخِضَت المرأةُ وكَذلِكَ النَّاقَةُ وغيرُها من البهائمِ، كسَمِعَ، واقتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوْهَرِيّ. ومَخَضَت مِثَال مَنَعَ لم يذكُرْهُ أَحدٌ من الجَماعَةِ. وَلَا يبعدَ أَن يمونَ من هَذَا البابِ مَعَ وجودِ حرفِ الحَلْقِ، وَفِيه نَظَرٌ. ويُقَالُ أَيْضاً: مُخِضَتْ، مِثَال عُنِيَ، وَهَذِه قَدْ أَنْكَرَها ابنُ الأَعْرَابيّ، فإِنَّهُ قالَ: يُقَالُ: مَخِضَت المرأَةُ، وَلَا يُقَالُ مُخِضَتْ، ويُقَالُ مَخَضْتُ لَبَنَها. وَقَالَ نُصَيْرٌ: وعامَّةُ قَيْسٍ وتميمٍ وأَسَدٍ يَقُولُونَ: مِخِضَت بكَسْرِ الْمِيم، ويفعلون ذَلِك فِي كلِّ حرفٍ كانَ قبل أَحد حُروف الحَلْقِ، فِعِلْتُ وفِعِيل. يَقُولُونَ: بِعِيرٌ وزِئيرٌ ونِهِيقٌ وشِهيقٌ، ونِهِلَت الإِبلُ، وسِخِرْتُ مِنْهُ، وَلم يُشر إِلَيْه المُصَنِّفِ، وَهُوَ، كَمَا تَرَى، لغةٌ صَحيحَةٌ، مَخَاضاً، بالفَتْحِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، ومِخاضاً، بالكَسْرِ، وَبِه قَرَأَ ابنُ كَثيرٍ)
فِي الشَّواذّ فأَجاءهَا المِخاضُ بكَسْرِ الْمِيم. ومَخَّضَتْ تَــمْخيــضاً، وَفِي بعض النُّسَخ: تَمَخَّضَتْ تَمَخُّضاً، وكِلاهُمَا صَحيحان: أَخَذَها المَخاضُ، أَي الطَّلْقُ، وَهُوَ وَجَعُ الوِلادَةِ. وكلُّ حاملٍ ضَرَبَهَ الطَّلقُ فَهِيَ ماخِضٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقيل: الماخِضُ من النِّساءِ والإِبلِ والشَّاءِ: المُقْرِبُ، وَهِي الَّتِي دنا وِلادُها، وَقَدْ أَخَذَها الطَّلْقُ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابيّ، ج مَوَاخِضٌ ومُخَّضٌ، وأَنْشَدَ غيرُه فِي الدَّجاجِ: ومَسَدٍ فَوْقَ الدَّجاجِ مَحَالٍ نُغَّضِ تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ وأَمْخَضَ الرَّجُلُ: مَخَضَتْ إِبلُهُ. وَقَالَت ابنَةُ الخُسِّ الإِياديّ لأَبيها: مَخَضَتْ الفُلانيَّةُ، لناقَةِ أَبيها، قالَ: وَمَا علمُكِ قَالَتْ: الصَّلاَ رَاجّ، والطَّرْف لاَجّ، وتَمْشي وتَفَاجّ. قالَ: أَمْخَضَتْ يَا ابْنَتي فاعْقِلي. والمَخَاضُ: الحَوَاملُ من النُّوقِ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي المُحكم: الَّتِي أَولادُها فِي بُطُونِها، أَو هِيَ العِشارُ، وَهِي الَّتِي أَتى عَلَيْها مِنْ حملِها عشرَةَ أَشهُرٍ، قالَهُ ثَعْلَبٌ. قالَ ابنُ سِيدَه: لم أَجِدْ ذلِكَ إلاَّ لهُ، أَعني أَنْ يُعَبَّر عَن المَخَاضِ بالعِشارِ. قالَ الجَوْهَرِيّ: الواحِدَةُ خَلِفَةٌ، وَهُوَ نادرٌ عَلَى غير قِياسٍ، وَلَا واحدَ لَهَا مِنْ لفظِها. وقالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا أَردْتَ الحَوَاملَ من الإِبِلِ قلتَ: نوقٌ مَخَاضٌ، واحدتُها خَلِفَةٌ، عَلَى غير قِياسٍ. كَمَا قَالُوا لواحِدَةِ النِّساءِ: امرأةٌ.
ولواحِدَةِ الإِبلِ: ناقةٌ أَو بعيرٌ. وقالَ ابْن سِيدَه: وإِنَّما سمِّيَتْ الحَوَاملُ مَخَاضاً، تفاؤُلاً بأنَّها تَصيرُ إِلَى ذلِكَ وتَسْتَمْخِضُ بولَدِها إِذا نُتِجَتْ. أَو المَخَاضُ: الإِبلُ حِين يُرْسَلُ فِيهَا الفَحْلُ. وَفِي أَوَّلِ الزَّمانِ حتَّى يَهْدِرْ، قالَ ابْن سِيدَه: هَكَذا وُجِدَ، حتَّى يَهْدِرَ، وَفِي بعض الرِّواياتِ: حتَّى يَفْدِرَ، أَي تنقَطِع عَن الضِّراب. كَذَا فِي النُّسَخ تنقَطِعُ، بالمُثنَّاةِ الفوقيَّة، والصَّوَابُ يَنْقَطعَ. جمعٌ بِلَا واحدٍ. وعِبَارَة المُحكم: لَا واحِدَ لَهَا. والفَصيلُ إِذا لَقِحَتْ أُمُّهُ: ابنُ مَخَاضٍ، والأُنثى: بنتُ مَخَاضٍ. نَقَلَهُ صَاحب اللّسَان والصَّاغَانِيُّ عَن السُّكَّريّ، كَمَا سَيَأْتِي. أَو مَا دَخَلَ فِي السَّنَةِ الثَّانيَةِ. وعِبَارَةُ الصّحاح. والمَخَاضُ: الحَوَاملُ من النُّوق. ومِنْهُ قيلَ للفَصيلِ إِذا استكمَلَ الحَوْلَ ودَخَلَ فِي الثَّانِيَةِ: ابنُ مَخَاضٍ، والأُنثى ابنَةُ مَخَاضٍ، لأنَّه فُصِلَ عَن أُمِّه وأُلحِقَتْ أُمُّه بالمَخَاضِ، سَوَاءٌ لَقِحَتْ أَو لمْ تَلْقَح، انْتَهَى. وقالَ الأَصْمَعِيّ: إِذا حَمَلْتَ الفَحْلَ عَلَى النَّاقةِ فلَقِحَتْ فَهِيَ خَلِفَةٌ، وجمعُها مَخَاضٌ، وولدُها إِذا استَكْمَلَ سَنَةً من يومِ وُلد ودُخول السَّنَةِ الأُخرى ابنُ مَخَاضٍ، لأَنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بالمَخَاضِ من الإِبلِ أَي الحَوَاملِ. وقالَ ابنُ الأثيرِ: المَخَاضُ: اسمٌ)
للنُّوقِ الحَوَاملِ. وبنتُ المَخَاضِ وابنُ المَخَاضِ: مَا دَخَلَ فِي السَّنَةِ الثَّانيَةِ لأنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بالمَخَاضِ، أَي الحَوَاملِ، وإنْ لم تكُنْ حامِلاً، أَو مَا حَمَلَتْ أُمُّهُ، أَو حَمَلَتْ الإِبِلُ الَّتِي فِيهَا أُمُّهُ وإنْ لم تَحْمِلْ هِيَ، قالَ: وَهَذَا هُوَ معنى ابنِ مَخَاضٍ وبنتِ مَخَاضٍ، لأَنَّ الواحدَ لَا يكونُ ابنَ نُوقٍ، وإِنَّما يكون ابنَ ناقَةٍ واحدَةٍ. والمُرادُ أَنْ تكونَ وَضَعَتْها أُمُّها فِي وقتٍ مَا، وَقَدْ حَمَلَتِ النُّوقُ الَّتِي وَضَعْنَ مَعَ أُمِّها، وإنْ لم تكنْ أُمُّها حامِلاً، فنَسَبها إِلَى الجَماعَةِ بحُكْمِ مُجاوَرَتِها لأُمَّها. قالَ الجَوْهَرِيّ: وَلَا يُقَالُ فِي ج إلاَّ بناتُ مَخَاضٍ، وبَنَاتُ لَبُونٍ، وبناتُ آوَى. وَقَالَ غيرُه: لَا يُثنَّى مَخَاضٌ وَلَا يُجمعُ، لأنَّها إنَّما يُريدون أَنَّها مُضافَةً إِلَى هَذِه السِّنِّ الواحدَةِ. وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لأَبي ذؤيبٍ يَصِفُ خَمْراً:
(فَلَا تُشتَرَى إلاَّ برِبْحٍ سِباؤُها ... بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُهَا وحِضَارُهَا)
وَرَوَاهُ أَبو عَمْرو: شيمُهَا، والأُولى رِوايَةُ الْأَصْمَعِي، وَقَالَ ابْن حَبيبٍ: رَوَى أَبو عَبْدِ الله: بُزْلُها وعِشارُها. وَقيل: ابنُ مَخَاضٍ يُقَالُ لَهُ ذَلِك إِذا لَقِحَتْ. قالَ ذَلِك السُّكَّريّ فِي شرحِ بيتِ أَبي ذُؤَيْبٍ هَذَا. انْتَهَى مَا قالَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب. قُلْتُ: وَالَّذِي قي شرح السُّكَّريّ ورَواهُ الأخفشُ: بناتُ اللَّبُون: شِيمُها. يَقُولُ: هَذِه الخَمْرُ تُشْتَرَى ببَنَاتِ المَخَاضِ. شُومُها: سُودُها، وحِضارُها: بِيضُها. وَلم أَجدْ فِيهِ مَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ وَهُوَ قَوْلُه: ابنُ مَخَاضٍ إِلَى آخرِهِ. فتأمَّلْ. وَقَدْ تدخُلُهُمَا الْ، قالَ الجَوْهَرِيّ، وابنُ مَخَاضٍ نَكِرَةٌ، فَإِذا أَردْتَ تَعْريفَهُ أَدخلتَ عَلَيْهِ الأَلفَ والَّلامَ، إلاَّ أَنَّهُ تعريفُ جِنْسٍ. قالَ الشَّاعرُ: قُلْتُ: هُوَ جَريرٌ ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ فِي أَماليهِ للفَرَزْدَقِ، وزادَ الصَّاغَانِيُّ: يَهْجو فُقَيْماً ونَهْشَلاً:
(وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً ... كفَضْلِ ابنِ المَخَاضِ عَلَى الفَصيلِ)
قالَ ابنُ الأَثيرِ: وإِنَّما سُمِّيتْ ابنَ مَخَاضٍ، ونصُّ النِّهايَة: وإِنَّما سُمِّيَ ابنَ مَخَاضٍ فِي السَّنَةِ الثَّانيَةِ لأَنَّهمْ، أَي العَرب، إنَّما كَانُوا يَحْمِلونَ الفُحُولَ عَلَى الإِناثِ بعدَ وَضْعِها بسَنة، ليَشْتَدَّ وَلَدُها فَهِيَ تَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الثَّانيَةِ، وتَمْخَضُ، فيكونُ وَلَدُها ابنَ مَخَاضٍ. وقالَ الأَصْمَعِيّ: تَمَخَّضَتِ الشَّاةُ: لَقِحَتْ، وَهِي ماخِضٌ، ومَخُوضٌ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ناقةٌ مَاخِضٌ ومخُوضٌ، وَهِي الَّتِي ضربَها المَخَاضُ، وَقَدْ مَخِضَتْ تَمْخَضُ مَخَاضاً، وإِنَّها لَتَمَخَّضُ بوَلَدِها، وَهُوَ أَنْ يُضْرِبَ الوَلَدُ فِي بَطْنِها حتَّى تُنْتَجَ فَتَمْتَخِضَ. وَمن المَجَازِ: تَمَخَّضَ الدَّهْرُ بالفِتنَةِ، أَي أَتى بهَا.
قالَ الشَّاعر:)
(وَمَا زالَتِ الدُّنْيَا يَخونُ نَعيمُهَا ... وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمَخَّضُ)
ويُقَالُ للدُّنيا إِنَّها تتمَخَّضُ بفِتنةٍ مُنْكَرَةٍ، وكَذلِكَ تمَخَّضَت المَنونُ وغيرُها. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لعَمْرو بنِ حسَّانَ أَحَدِ بني الحارِثِ بنِ همَّامٍ يُخاطبُ امرأتَه. قُلْتُ: وَهَكَذَا قالَهُ أَبو محمَّدٍ السِّيرافِيّ، ويُروى لسَهْمِ بنِ خالدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبانيّ، ولخالِدِ بنِ حقٍّ الشَّيْبانيّ، وَهَكَذَا أَنْشَدَ أَبو عُبَيْدِ الله محمَّدُ بن عِمْرانَ بنِ مُوسى المَرْزُبانيّ فِي تَرْجَمَتَيْهما:
(تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لهُ بيَوْمٍ ... أَنَى ولكُلِّ حامِلَةٍ تِمَامُ)
وكأَنَّه من المَخَاضِ. قالَ الجَوْهَرِيّ: جعلَ قَوْلَه تَمَخَّضَتْ يَنوبُ مَنَابَ قوْله لَقِحَتْ بوَلَدٍ، لأَنَّها مَا تَمَخَّضَتْ بالولَدِ إلاَّ وَقَدْ لَقِحَتْ. وقولُه: أَنَى، أَي حانَ وِلادَتُهُ لتَمام أَيَّامِ الحَمْلِ. وأَوَّلُ هَذِه الأَبيات:
(أَلا يَا أُمَّ عَمْرٍ وَلَا تَلُومي ... وأَبْقِي إنَّما ذَا النَّاسُ هامُ)
وَهَكَذَا ساقَه الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: المشْهُورُ فِي الرِّوايَةِ: أَلا يَا أُمَّ قَيْسٍ، وَهِي زوجَتُهُ، وكانَ قَدْ نَزَلَ بِهِ ضيفٌ يُقَالُ لَهُ إِسافٌ، فعَقَرَ لَهُ نَاقَة، فلامَتْهُ، فَقَالَ هَذَا الشَّعرَ. قالَ صَاحب اللّسَان: وَقَدْ رَأَيْتُ أَنا فِي حاشيةٍ من نُسَخِ أَمالي ابنِ بَرِّيّ أَنَّهُ عَقَرَ لَهُ ناقَتَيْنِ بدليلِ قَوْله فِي القصيدَة:
(أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ ... تَأَوَّهُ طَلَّتي مَا إِنْ تَنَامُ)
وَقَدْ ذَكَرَ بقيَّةَ الأَبياتِ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَة وَفِي العُبَاب، فراجِعْها فإِنَّها حِكْمَةٌ ومَوْعِظَةٌ. وَقَدْ أَرَدْنا الاخْتِصارَ. ومَخِيــضٌ كأَميرٍ: ع قربَ المَدينَةِ، عَلَى ساكِنها أَفضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام، مرَّ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم فِي غَزَاةِ بني لِحْيَانَ. والمُسْتَمْخِضُ: اللَّبَنُ البطيءُ الرَّوْبِ، فَإِذا اسْتَمْخَضَ لم يَكَدْ يَروبُ، وَإِذا رابَ ثن مَخَضْتَهُ فَعَاد مَخْضاً فَهُوَ المُسْتَمْخِضُ، وَلذَلِك أَطْيَبُ أَلبانِ الغَنَمِ، لأَنَّ زُبْدَهُ استُهلِك فِيهِ، واسْتَمْخَضَ اللَّبَنُ أَيْضاً، إِذا أَبطَأَ أَخْذُهُ الطَّعْمَ بعدَ حَقْنِهِ فِي السِّقاءِ. وأَمْخَضَ اللَّبَنُ، وامْتَخَضَ: تحرَّكَ فِي المِمْخَضَةِ، هَكَذا نصُّ العُبَاب. والَّذي فِي الصّحاح: وأَمْخَضَ اللَّبَنُ: حانَ لهُ أَنْ يُمْخَضَ، وتَمَخَّضُ اللَّبَنُ وامْتَخَضَ، أَي تحرَّكَ فِي المِمْخَضَةِ. والظَّاهرُ أَنَّهُ سَقَطَ ذَلِك فِي العُبَاب سَهوا من الصَّاغَانِيُّ فِي نقلِهِ، فقلَّدَهُ المُصَنِّفِ من غيرِ أَنْ يُراجِعَ الصّحاح وغيرَهُ من الأُصولِ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: والمِمْخَضَةُ: الإِبْرِيجُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:)
(لَقَدْ تَمَخَّضَ فِي قَلْبي مَوَدَّتُها ... كَمَا تَمَخَّضَ فِي إِبْرِيجِهِ اللَّبَنُ)
والإِمْخاضُ، بالكَسْرِ: الحَليبُ، ونصُّ اللَّيْثِ: مَا دامَ اللَّبَنُ الــمَخِيــضُ فِي المِمْخَضَةِ فَهُوَ إِمْخاضٌ، أَي مَخْضَةٌ واحِدَةٌ. قالَ: وقيلَ: هُوَ مَا اجْتَمَعَ من اللَّبَنِ فِي المَرْعَى حتَّى صارَ وِقْرَ بَعيرٍ، ويُجمعُ عَلَى الأَمَاخِيضِ. يُقَالُ: هَذَا إِحْلابٌ مِنْ لَبَنٍ، وإِمْخاضٌ من لَبَنٍ، وَهِي الأَحَاليبُ والأَمَاخيضُ. ومَخَاضٌ، كسَحَابٍ: نهرٌ قُرْبَ المعرَّةِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: امْتَخَضَتِ النَّاقَةُ، مِثْلُ تمخَّضَت، ومَخِضَتْ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. وتَمَخَّضَ الولَدُ وامْتَخَضَ: تحرَّكَ فِي بطنِ الحامِلِ.
والماخِضُ: هِيَ النَّاقَةُ الَّتِي أَخذَها المَخَاضُ لتَضعَ. ومِنْهُ الحَديثُ: دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى.
ومَخِضَت المرأَةُ: تحرَّكَ ولَدُها فِي بطنِها للوِلادَةِ، عَن إبراهيمَ الحَربيّ. والإِمْخاضُ: السِّقاءُ، مثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْه، وفسَّرَهُ السِّيرافيّ. ومَخَضَ السَّحَابُ بمائِه، وتَمَخَّضَ. وتَمَخَّضَتِ السَّماءُ: تهيَّأَتْ للمَطَرِ، وَهُوَ مَجازٌ. وتَمَخَّضَتِ اللَّيْلَةُ عَن يومِ سَوْءٍ، إِذا كانَ صَبَاحُها صَبَاحُ سَوْءٍ، وَهُوَ مَجازٌ. ومَخَضَ رَأْيَهُ حتَّى ظهَرَ لهُ الصَّوابُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَكَذَا قولُهُم: مَخَضَ اللهُ السِّنينَ حتَّى كانَ ذَلِك زُبْدَتَها. وَقَالَ ابنُ بُزُرجَ: تقولُ العربُ فِي أُدْعِيَّةٍ يَتَدَاعَوْن بهَا: صَبَّ اللهُ عليْكَ أُمُّ حُبَيْنٍ ماخِضاً: يَعْنِي اللَّيْلَ.

خَيش

(خَ ي ش)

الخَيش: ثيابٌ رقاق النَّسج غِلَاظ الخُيوط، تُتخذ من مشاقة الْكَتَّان، وَرُبمَا اتَّخذت من العَصب، وَالْجمع: أخياش، قَالَ:

وأبصرتُ لَيْلَى بَين بُرْدَىْ مَراجلٍ وأخياش عَصْبٍ من مُهَلهلة الْيمن

وَفِيه خُيوشة: أَي: رقة.

وخاش مَا فِي الْوِعَاء: اخرجه.
خَيش
. {الخَيْشُ: ثِيَابٌ فِي نَسْجِهَا رِقَّةٌ، وخُيُوطُهَا غِلاظٌ، تُتَّخَذُ مِنْ مُشَاقَةِ الكَتّانِ، ومِنْ أَرْدَئِه، أَوْ مِنْ أَغْلَظِ العَصْبِ، قالَه اللَّيْثُ، وإلَيْهِ يُنْسَبُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دَلاَّنَ شيخُ حَمْزَة الكِنَانِيّ. وأَبو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيسَى النَّحْوِيّ أَحْدُ الأُدَبَاء مَاتَ سنة أَخَذَ عَن عَبْدِ اللهِ النُّمَيْرِي} الخَيْشِيّانِ. ج {أَخْيَاشٌ،} وخُيُوشٌ، قَالَ الشاعِر، وأَنشدَهُ اللَّيْثُ:
(وأَبْصَرْتُ لَيْلَى بَيْنَ بُرْدَىْ مَرَاجِلٍ ... وأَخْيَاشِ عَصْبٍ مِنْ مُهَلْهَلَةِ اليَمَنْ) {والخَيْشُ: الرَّجُلُ الدَّنِيءُ، قَالَ الفَضْلُ بنُ العَبّاسِ اللَّهِبَيّ:
(وأَبِي هاشِمٌ هُمَا ولَدَانِي ... قَوْمَسٌ مَنْصِبِي ولَمْ يَكُ} خَيْشَا)
و {خَيْشٌ: جَبَلٌ.} وخَيْشَانُ: ة، بِخُراسانَ، مِنْهَا أَبُو الحَسَنِ {- الخَيْشانِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ، رَوَى جامِعَ الترمذِيّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ عامِرٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، أَو مَنْسُوبٌ إِلى جَدٍّ لَهُ اسْمُه} خَيْشَانُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَقَالَ الصّاغَانِيّ: ذُو {الخَيْشَةِ: زَاهِدٌ كانَ بمَكَّةَ، شَرّفها اللهُ تَعالى، مُقْتَصِراً على إِزارٍ يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ وَلَا يَرْتَدِي، وكانَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ بحَرَمِ اللهِ تَعالَى سَاكِناً بالحَجُونِ إِلَى أَنْ مَاتَ، كَانَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، خَشُنَ جِلْدُه حتّى صارَ كأَنَّهُ} خَيْشٌ خَشِنٌ، فلُقِّبَ بهِ لِذلك، وقَبْرُه بالحَجُون، رَحِمَنَا اللهُ تَعَالَى وإيّاهُ. وأَبو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ {الخَيّاشُ، ككَتَّانٍ: مُحَدِّثٌ، عَن المَنْجَنِيقِيّ وغيرِه، لَهُ جُزْءٌ فِي الحَدِيثِ رَوَيْنَاهُ عَن الشُّيُوخِ.
ورَجُلٌ} خَيْشُ العَمَلِ: سَرِيعُه وخَفِيفُه. وفِيهِ {خُيُوشَةٌ: دِقَّةٌ، هَكَذَا بالدالِ فِي سائرِ النُّسَخِ، وَفِي اللِّسَان والتَّكْمِلَة: رِقَّةٌ، بالراء. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} خَاشَ مَا فِي الوِعَاءِ {خَيْشاً: أَخْرَجَهُ: ودينَارٌ} مُخَيَّــشٌ، كمُعْظَّمٍ: مُغَطَّىً بالذَّهَبِ وحَشْوُه غِشٌّ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَر بنِ: أَحْمَدَ! الخَيْشِيُّ عَن النّسائيّ وغيرِه، وَيُقَال فِيهِ: الخَيّاشُ أَيضاً، نقلَه الحافِظُ. وأَبُو! الخِيش: كُنْيَةُ المَلِكِ الصالِحِ عَمِادِ الدّينِ إِسْمَاعِيل بن المَلِك العادِلِ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوب، مَلِكِ دِمَشْق.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.