Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=84117#4ca4b4
(الــكولان) الأسل (انْظُر الأسل)
كول: تَكَوَّل القومُ عليه وتَثَوَّلوا عليه تَثَوُّلاً إِذا اجتمعوا
عليه وضربوه ولا يُقْلِعُون عن ضربه ولا شَتْمه، وقيل: تَكَوَّلوا عليه
وانْكالوا انقلبوا عليه بالشتم والضرب فلم يُقْلِعُوا، وقيل: انْكالوا عليه
وانْثالوا بهذا المعنى. وتَكاوَل الرجلُ: تَقاصر. والــكَوْلانُ، بالفتح:
نبت وهو البَرْدِيُّ، وفي المحكم: نبات ينبُت في الماء مثل البَرْدِيِّ
يشبِه ورَقُه وساقُه السعدى
(* قوله «السعدى» هكذا في الأصل ولم نجده اسماً
لنبت فيما بأيدينا من كتب اللغة، ولعله السعادى كحبارى لغة في السعد
بالضم النبت المعروف) إِلا أَنه أَغلظ وأَعظم، وأَصله مثل أَصله يجعل في
الدواء؛ قال أَبو حنيفة: وسمعت بعض بني أَسد يقول الــكُولان، فيضم الكاف.
ذخر: ذَخَرَ الشيءَ يَذْخُرُه ذُخْراً واذَّخَرَهُ اذِّخاراً: اختاره،
وقيل: اتخذه، وكذلك اذَّخَرْتُه، وهو افتعلت. وفي حديث الضحية: كُلُوا
وادَّخِرُوا؛ وأَصله اذْتَخَرَهُ فثقلت التاء التي للافتعال مع الذال فقلبت
ذالاً وأُدغمت فيها الذال الأَصلية فصارت ذالاً مشدّدة، ومثله الاذِّكارُ
من الذِّكْرِ. وقال الزجاج في قوله تعالى: تَدَّخِرُونَ في بيوتكم؛
أَصله تَذْتَخِرُون لأَن الذال حرف مجهور لا يمكن النفَس أَن يجري معه لشدة
اعتماده في مكانه والتاء مهموسة، فأُبدل من مخرج التاء حرف مجهور يشبه
الذال في جهرها وهو الدال فصار تَدَّخِرُون، وأَصل الإِدغام أَن تدغم الأَول
في الثاني. قال: ومن العرب من يقول تَذَّخِرُون، بذال مشدّدة، وهو جائز
والأَول أَكثر.
والذَّخِيرَةُ: واحدة الذَّخائِر، وهي ما ادُّخِرَ؛ قال:
لَعَمْرُكَ ما مالُ الفَتَى بِذَخِيرَةٍ،
ولكنَّ إِخْوانَ الصَّفَاء الذَّخائِرُ
وكذلك الذُّخَرُ، والجمع أَذْخارٌ. وذَخَرَ لنفسه حديثاً حَسَناً:
أَبقاه، وهو مَثَلٌ بذلك. وفي حديث أَصحاب المائدة: أُمِرُوا أَن لا
يَدَّخِرُوا فادَّخَرُوا؛ قال ابن الأَثير: هكذا ينطق بها، بالدال المهملة. وأَصل
الادِّخارِ اذْتِخارٌ، وهو افتعال من الذَّخْرِ. ويقال: اذْتَخَرَ
يَذْتَخِرُ فهو مُذْتَخِرٌ، فلما أَرادوا أَن يُدْغِمُوا لِيَخِفَّ النطق قلبوا
التاء إِلى ما يقاربها من الحروف، وهو الدال المهملة، لأَنهما من مخرج
واحد فصارت اللفظة مُذْدَخِرٌ بذال ودال، ولهم فيه حينئذٍ مذهبان:
أَحدهما، وهو الأَكثر، أَن تقلب الذال المعجمة دالاً مشددة، والثاني، وهو
الأَقل، أَن تقلب الدال المهملة ذالاً وتدغم فيها فتصير ذالاً مشدّدة معجمة،
وهذا العمل مطرد في أَمثاله نحو ادَّكَرَ واذَّكَرَ، واتَّغَرَ
واثَّغَرَ.والمَذْخَرُ: العَفِجُ.
والإِذْخِرُ: حشيش طيب الريح أَطول من الثِّيْلِ ينبت على نِبتة
الــكَوْلانِ، واحدتها إِذْخِرَةٌ، وهي شجرة صغيرة؛ قال أَبو حنيفة: الإِذْخِرُ له
أَصل مُنْدَفِنٌ دِقاقٌ دَفِرُ الريح، وهو مثل أَسَلِ الــكُولانِ إِلا
أَنه أَعرض وأَصغر كُعُوباً، وله ثمرة كأَنها مَكَاسِحُ القَصَبِ إِلا
أَنها أَرق وأَصغر، وهو يشبه في نباته الغَرَزَ، يطحن فيدخل في الطّيب، وهي
تنبت في الحُزُونِ والسُّهُول وقلما تنبت الإِذْخِرَةُ منفردة؛ ولذلك قال
أَبو كَبير:
وأَخُو الإِباءَةِ، إِذ رَأَى خُلاَّنَهُ،
تَلَّى شِفَاعاً حَوْلَهُ كالإِذْخِرِ
قال: وإِذا جَفَّ الإِذْخِرُ ابيَضَّ؛ قال الشاعر وذَكَرَ جَدْباً:
إِذا تَلَعَاتُ بَطْنِ الحَشْرَجِ آمْسَتْ
جَدِيباتِ المَسَارِح والمَراحِ،
تَهادَى الرِّيحُ إِذْخِرَهُنَّ شُهْباً،
ونُودِيَ في المجالِس بالقِدَاحِ
احتاج إِلى وصل همزة أَمست فوصلها. وفي حديث الفتح وتحريم مكة: فقال
العباسُ إِلاَّ الإِذْخِرَ فإِنه لبيوتنا وقبورنا؛ الإِذخر، بكسر الهمزة:
حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب، وهمزتها زائدة. وفي الحديث
في صفة مكة: وأَعْذَقَ إِذْخِرُها أَي صار له أَعْذَاقٌ . وفي الحديث
ذكْرُ تمر ذَخِيرَةَ؛ هو نوع من التمر معروف؛ وقول الراعي:
فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ
مَذاخِرُها، وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُها
يعني أَجوافها وأَمعاءها، ويروى خواصرها. الأَصمعي: المذاخر أَسفل
البطن. يقال: فلان مَلأَ مَذاخِرَهُ إِذا ملأَ أَسافل بطنه. ويقال للدابة إِذا
شبعت: قد مَلأَتْ مَذَاخِرَها؛ قال الراعي:
حتى إِذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ، ولم
تَمْلأُ مَذَاخِرَها لِلرَّيِّ والصَّدَرِ
أَبو عمرو: الذاخر السمين. أَبو عبيدة: فرسٌ مُذَّخَرٌ وهو المُبَقَّى
لحُضْرِهِ. قال: ومن المُذَّخَر المِسْوَاطُ، وهو الذي لا يُعْطِي ما عنده
إِلا بالسَّوْطِ، والأُنثى مُذَّخَرَةٌ. وفي الحديث: حتى إِذا كنا
بِثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ؛ هي موضع بين مكة والمدينة، وكأَنها مسماة بجمع
الإِذْخِرِ.
أسل: الأَسَل: نبات له أَغصان كثيرة دِقَاق بلا ورق، وقال أَبو زياد:
الأَسَل من الأَغْلاث وهو يخرج قُضْباناً دِقَاقاً ليس لها ورق ولا شوك
إِلا أَن أَطرافها مُحدَّدة، وليس لها شُعَب ولا خَشَب، ومَنْبِته الماء
الراكد ولا يكاد ينبت إِلا في موضع ماء أَو قريبٍ من ماء، واحدته أَسلَة،
تُتخذ منه الغَرابيل بالعراق، وإِنما سُمِّي القَنَا أَسَلاً تشبيهاً بطوله
واستوائه؛ قال الشاعر:
تَعدُو المَنايا على أُسامةَ في الـ
ـخِيس، عليه الطَّرْفاءُ والأَسَلُ
والأَسَل: الرِّماح على التشبيه به في اعتداله وطوله واستوائه ودقة
أَطرافه، والواحد كالواحد. والأَسَل: النَّبْل. والأَسَلة: شوكة النخل،
وجمعها أَسَل. قال أَبو حنيفة: الأَسَل عِيدانٌ تنبت طِوَالاً دِقَاقاً مستوية
لا ورق لها يُعْمَل منها الحُصُر. والأَسَل: شجر. ويقال: كل شجر له شوك
طويل فهو أَسَل، وتسمى الرماح أَسَلاً.
وأَسَلة اللسان: طَرَف شَبَاته إِلى مُسْتَدَقّه، ومنه قيل للصاد والزاي
والسين أَسَلِيَّة، لأَن مبدأَها من أَسَلة اللسان، وهو مُسْتَدَقُّ
طَرَفِهِ، والأَسَلة: مُسْتَدَقّ اللسان والذراع. وفي كلام عليّ: لم تَجِفَّ
لطُول المناجاة أَسَلاتُ أَلسنتهم؛ هي جمع أَسَلة وهي طَرَف اللسان. وفي
حديث مجاهد: إِن قُطِعَت الأَسَلة فبَيَّن بعض الحروف ولم يُبَيِّن
بعضاً يُحْسَب بالحروف أَي تُقسم دية اللسان على قدر ما بقي من حروف كلامه
التي ينطق بها في لُغَته، فما نَطَق به فلا يستحق ديته، وما لم ينطق به
استحق ديته. وأَسَلة البعير: طَرَف قَضيبه. وأَسَلة الذراع: مُسْتَدَقّ
الساعد مما يلي الكف. وكَفٌّ أَسِيلة الأَصابع: وهي اللطيفة السَّبْطة
الأَصابع. وأَسْل الثَّرى: بَلَغ الأَسَلة. وأَسَلة النَّصْل: مُسْتَدَقُّه.
والمُؤَسَّل: المُحَدَّد من كل شيء. وروي عن عليّ، عليه السلام، أنه قال:
لا قَوَد إِلا بالأَسَل؛ فالأَسَل عند عليّ، عليه السلام: كل ما أُرِقَّ
من الحديد وحُدِّد من سيف أَو سكين أَو سِنان، وأَصل الأَسَل نبات له
أَغصان دِقاق كثيرة لا وَرَق لها. وأَسَّلْت الحديد إِذا رَقَّقْتَه؛ وقال
مُزاحِم العُقَيلي:
تَبارى سَدِيساها، إِذا ما تَلَمَّجَتْ
شَباً مِثْلَ إِبزِيمِ السِّلاحِ المُؤَسَّل
وقال عمر: وإِياكم وحَذْف الأَرنب
(* قوله «واياكم وحذف الارنب» عبارة
الاشموني في شرح الالفية: وشذ، التحذير بغير ضمير المخاطب نحو اياي في قول
عمر، رضي افيفي عه: لتذك لكم الاسل والرماح والسهام واياي وان يحذف احدكم
الارنب) بالعصا وليُذَكِّ لكم الأَسَل الرِّماح والنَّبْل؛ قال أَبو
عبيد: لم يُرد بالأَسل الرماح دون غيرها من سائر السلاح الذي حُدِّد
ورُقِّق، وقوله الرماح والنبل يردّ قول من قال الأَسل الرماح خاصة لأَنه قد جعل
النبل مع الرماح أَسَلاً، والأَصل في الأَسل الرماح الطِّوال وحدها، وقد
جعلها في هذا الحديث كنايةً عن الرماح والنبل معاً، قال: وقيل النبل
معطوف على الأَسل لا على الرماح، والرماح بيان للأَسَل وبدل؛ وجمع الفرزدق
الأَسَل الرماحَ أَسَلاتٍ فقال:
قَدْ مات في أَسَلاتِنا، أَو عَضَّه
عَضْبٌ برَوْنَقِه المُلوكُ تُقَتَّلُ
أَي في رماحنا. والأَسَلة: طَرَف السِّنان، وقيل للقَنا أَسَل لِما
رُكِّب فيها من أَطراف الأَسِنَّة. وأُذُن مُؤَسَّلة: دقيقة مُحَدَّدة
مُنْتَصبة. وكل شيء لا عوج فيه أَسَلة. وأَسَلة النعل: رأْسُها
المسْتدِقّ.والأَسِيلُ: الأَمْلس المستوي، وقد أَسُل أَسالة. وأَسُل خَدُّه أَسالة:
امَّلَسَ وطال. وخدٌّ أَسِيل: وهو السهل الليِّن، وقد أَسُل أَسالة.
أَبو زيد: من الخدود الأَسِيلُ وهو السهل اللين الدقيق المستوي والمسنون
اللطيف الدقيق الأَنف. ورجل أَسِيل الخَدِّ إِذا كان ليِّن الخدّ طويلَه.
وكل مسترسِلٍ أَسِيلٌ، وقد أَسُلَ، بالضم، أَسالة. وفي صفته،
صفيفيى افيفي عليه وسلم: كان أَسِيل الخد؛ قال ابن الأَثير: الأَسالة في
الخدّ الاستطالة وأَن لا يكون مرتفع الوَجْنة. ويقال في الدعاء على
الإِنسان: بَسْلاً وأَسْلاً كقولهم تَعْساً ونُكْساً. وتَأَسَّل أَباه: نزَع
إِليه في الشَّبْه كتأَسَّنَه. وقولهم: هو على آسالٍ من أَبيه مثل آسانٍ أَي
على شَبَه من أَبيه وعلامات وأَخلاق؛ قال ابن السكيت: ولم أَسمع بواحد
الآسال.
ومَأْسَل، بالفتح: اسم رملة. ومَأْسَل: اسم جبل. ودارة مأْسل: موضع؛ عن
كراع. وقيل: مأْسل اسم جبل في بلاد العرب معروف.
خذر: الأَزهري أَبو عمرو: الخاذِرُ المستتر من سلطان أَو غريم. ابن
الأَعرابي: الخُذْرَةُ الخُذْرُوفُ، وتصغيرها خُذَيْرَةٌ.
مصص: مَصِصْتُ الشيء، بالكسر، أَمَصُّه مَصّاً وامْتَصَصْته.
والتَّمَصُّصُ: المَصُّ في مُهْلةٍ، وتَمَصَصْته: ترَشَّفْتُه منه. والمُصاصُ
والمُصاصَةُ: ما تَمَصَّصْت منه. ومَصِصْت الرمان أَمَصُّه ومَصِصْت من ذلك
الأَمر: مثله، قال الأَزهري: ومن العرب من يقول مَصَصْتُ الرّمانَ أَمُصُّ،
والفصيح الجيدَ نَصِصْت، بالكسر، أَمَصُّ؛ وأَمصَصْتُه الشيء فمَصَّه.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه مَصَّ منها أَي نالَ القليل من الدنيا.
يقال: مَصِصْت، بالكسر، أَمَصُّ مَصّاً.
والمَصُوصُ من النساء: التي تَمْتَصُّ رحِمُها الماءَ.
والمَمْصُوصة: المهزولة من داءٍ يُخامِرُها كأَنها مُصَّت.
والمَصّانُ: الحجّامُ لأَنه يَمَصُّ؛ قال زياد الأَعجم يهجو خالد بن
عتاب بن ورقاء:
فإِن تَكُنِ الموسَى جَرَتْ فَوْقَ بَظْرها،
فما خُتِنَتْ إِلا ومَصّانُ قاعِدُ
والأُنثى مَصّانةٌ. ومَصّان ومَصّانة: شتمٌ للرجل يُعَيَّر برَضْعِ
الغنم من أَخْلافِها بفِيه؛ وقال أَبو عبيد: يقال رجل مَصّانٌ وملْجانٌ
ومَكّانٌ، كل هذا من المصّ، يَعْنُون أَنه يَرْضَع الغنم من اللؤْم لا
يحْتلِبُها فيُسْمع صوت الحلْب، ولهذا قيل: لئيم راضِع. وقال ابن السكيت: قل يا
مَصّانُ وللأُنثى يا مَصّانةُ ولا تقل يا ماصّان. ويقال: أَمَصَّ فلانٌ
فلاناً إِذا شتَمه بالمَصّان. وفي حديث مرفوع: لا تُحَرِّمُ المصّة ولا
المَصّتانِ ولا الرَّضْعةُ ولا الرَّضْعتانِ ولا الإِمْلاجةُ ولا
الإِمْلاجَتانِ.
والمُصَاصُ: خالِصُ كل شيء. وفي حديث علي: شهادةً ممْتَحَناً إِخلاصُها
مُعْتَقَداً مُصاصُها؛ المُصَاصُ: خالِصُ كل شيء. ومُصَاصُ الشيء
ومُصَاصَتُه ومُصَامِصُه: أَخْلَصُه؛ قال أَبو دواد:
بمُجَوَّفٍ بَلَقاً وأَعْـ
ـلى لَوْنِه وَرْدٌ مُصامِصْ
وفلان مُصَاصُ قوْمِه ومُصاصتُهم أَي أَخْلَصُهم نسَباً، وكذلك الاثنان
والجمع والمؤنث؛ قال الشاعر:
أُولاك يَحْمُون المُصاصَ المَحْضا
وأَنشد ابن بري لحسان:
طَويلُ النِّجادِ، رَفِيعُ العِماد،
مُصاص النِّجَارِ من الخَزْرَجِ
ومُصَاصُ الشيءِ: سِرُّه ومَنْبِته. الليث: مُصَاصُ القومِ أَصل منبتهم
وأَفضل سِطَتِهم.
ومَصْمَصَ الإِناءَ والثوبَ: غَسَلَهما، ومَصْمَصَ فاه ومضْمَضَه بمعنى
واحد، وقيل: الفرق بينهما أَن المَصْمَصَة بطرَفِ اللسان وهو دون
المَضْمَضَة، والمَضْمَضَةُ بالفمِ كله، وهذا شبيه بالفرق بين القَبْصة
والقَبْضة. وفي حديث أَبي قلابة: أُمِرْنا أَن نُمَصْمِصَ من اللبن ولا
نُمَضْمِضَ، هو من ذلك. ومصمص إِناءه: غسَله كمَضْمَضَه؛ عن يعقوب. الأَصمعي: يقال
مَصْمَص إِناءه ومَضْمَضَه إِذا جعل فيه الماءَ وحرّكَهُ ليغسله. وروى
بعضهم عن بعض التابعين قال: كنا نتَوَضَّأُ مما غَيَّرت النارُ
ونُمَصْمِصُ من اللبن ولا نُمَصْمِصُ من التمر. وفي حديث مرفوع: القتْلُ في سبيل
اللّه مُمَصْمِصةٌ؛ المعنى أَن الشهادة في سبيل اللّه مُطهِّرة الشهيد من
ذنوبه ماحِيةٌ خطاياه كما يُمَصْمِصُ الإِناءَ الماءُ إِذا رُقْرِقَ
الماءُ فيه وحُرِّك حتى يطهر، وأَصله من المَوْص، وهو الغَسْلُ. قال أَبو
منصور: والذي عندي في ذكر الشهيد فتلك مُمَصْمِصةٌ أَي مُطهِّرةٌ غاسِلةٌ،
وقد تُكَرِّرُ العربُ الحرفَ وأَصله معتل، ومنه نَخْنَخَ بَعيرَه وأَصلُه
من الإِناخةِ، وتَعَظْعَظَ أَصله من الوَعْظ، وخَضْخَضْت الإِناءَ وأَصله
من الخَوْض، وإِنما أَنثها والقتلُ مذكر لأَنه أَراد معنى الشهادة أَو
أَراد خصلة مُمَصْمِصة، فأَقام الصفة مقام الموصوف. أَبو سعيد: المَصْمصةُ
أَن تصُبَّ الماء في الإِناء ثم تُحَرِّكَه من غير أَن تغسله بيدك
خَضْخَضةً ثم تُهَرِيقَه. قال أَبو عبيدة: إِذا أَخرج لسانَه وحرّكه بيده فقد
نَصْنَصَه ومَصْمَصه.
والماصّة: داءٌ يأْخذ الصبيَّ وهي شعرات تَنْبُت مُنْثَنِيَة على
سَناسِن القفا فلا يَنْجَعُ فيه طعامٌ ولا شراب حتى تُنْتَفَ من
أُصولها.ورجل مُصَاصٌ: شديد، وقيل: هو المُمْتَلئ الخَلْق الأَمْلَس وليس
بالشجاع. والمُصَاصُ: شجر على نبْتة الــكَوْلانِ ينبت في الرمل، واحدته
مُصَاصة. وقال أَبو حنيفة: المُصَاص نبات ينبت خِيطاناً دِقاقاً غير أَنّ لها
لِيناً ومَتانةً ربما خُرِز بها فتؤْخذ فتدق على الفَرازِيم حتى تَلينَ،
وقال مرة: هو يَبِيس الثُّدّاء. الأَزهريّ: المُصَاصُ نبت له قشور كثيرة
يابسة ويقال له المُصَّاخ وهو الثُّدَّاء، وهو ثَقُوب جيد، وأَهل هَراةَ
يسمونه دِلِيزَادْ؛ وفي الصحاح: المُصَاص نبات، ولم يُحَلِّه. قال ابن بري:
المُصَاصُ نبت يعظم حتى تُفْتَل من لِحائِه الأَرْشِيَة، ويقال له
أَيضاً الثُّدّاء؛ قال الراجز:
أَوْدَى بلَيْلى كلُّ تَيَّازٍ شَوِلْ،
صاحبِ عَلْقَى ومُصَاصٍ وعَبَلْ
والتَّيَّاز: الرجل القصير المُلَزَّز الخلق. والشَّوِلُ: الخفيف في
العمل والخدمة مثل الشُّلْشُلِ.
والنَّشُوص: الناقة العظيمة السنام، والمَصُوص: القَمِئة. ابن
الأَعرابي: المَصُوص الناقة القَمِئة. أَبو زيد: المَصُوصة من النساء المهزولة من
داءٍ قد خامَرَها؛ رواه ابن السكيت عنه.
أَبو عبيد: من الخَيل الوَرْدُ المُصَامِصُ وهو الذي يستقري سراته
جُدَّةٌ سوداء ليست بحالِكة، ولونها لون السواد، وهو وَرْد الجَنْبَين
وصَفْقَتَي العنق والجِرَانِ والمَراقِّ، ويعلو أَوْظِفَته سوادٌ ليس بحالك،
والأُنثى مُصَامِصةٌ، وقال غيره: كُمَيْتٌ مُصَامِص أَي خالصُ الكُمْتة.
قال: والمُصامِصُ الخالصُ من كل شيء. وإِنه لمُصامِصٌ في قومه إِذا كان
زاكِيَ الحسب خالصاً فيهم. وفرس وَرْدٌ مُصامِصٌ إِذا كان خالصاً في ذلك.
الليث: فرس مُصَامِصٌ شديد تركيب العظام والمفاصل، وكذلك المُصَمِص؛ وقول
أَبي دواد:
ولقد ذَعَرْتُ بنات عَمْـ
ـمِ المُرْشِفَاتِ لها بَصابِصْ
يَمْشي، كَمَشْي نَعَامَتيـ
ـن تَتابَعانِ أَشَقَّ شاخِصْ
بمُجَوَّفٍ بَلَقاً، وأَعْـ
ـلى لَونِه وَرْدٌ مُصامِصْ
أَراد: ذعرت البقر فلم يستقم له فجعلَهَا بناتِ عم الظباء، وهي
المُرْشِفات من الظباء التي تَمدُّ أَعناقها وتنظر، والبقر قِصارُ الأَعناق لا
تكون مرشفات، والظباء بنات عمِّ البقر غير أَنَّ البقر لا تكون مرشفات لها
بَصابِص أَي تحرك أَذنابها؛ ومنه المثل:
بَصْبَصْنَ، إِذ حُدِينَ، بالأَذْناب
وقوله يَمْشِي كمَشْيِ نعامتين، أَراد أَنه إِذا مَشَى اضطرب فارتفعت
عجزُه مرة وعنقُه مرة، وكذلك النعامتان إِذا تتابعتا. والمجَوَّفُ: الذي
بلَغ البلَقُ بطنَه؛ وأَنشد شمر لابن مقبل يصف فرساً:
مُصامِص ما ذاق يوماً قَتّا،
ولا شَعِيراً نخِراً مُرْفَتّا،
ضَمْر الصِّفَاقَيْنِ مُمَرّاً كَفْتا
قال: الكَّفْت ليس بمُثَجَّلٍ ولا ذي خَواصر.
والمَصُوص، بفتح الميم: طعام، والعامة تضمه. وفي حديث عليّ، عليه
السلام: أَنه كان يأْكلُ مُصُوصاً بِخَلِّ خمر؛ هو لحم ينقع في الخل ويطبَخُ،
قال: ويحتمل فتح الميم ويكون فَعُولاً من المَصّ.
ابن بري: والمُصَّان، بضم الميم، قصب السُّكَّر؛ عن ابن خالويه، ويقال
له أَيضاً: المُصَابُ والمَصُوب.
والمَصِّيصَة: ثَغْرٌ من ثغور الروم معروفة، بتشديد الصاد الأُولى.
الجوهري: ومَصِيصَة بلد بالشام ولا تقل مَصِّيصة، بالتشديد.
تين: التِّينُ: الذي يُؤكل، وفي المحكم: والتينُ شجر البَلَس، وقيل: هو
البَلَس نفْسُه، واحدته تِينة؛ قال أَبو حنيفة: أَجناسُه كثيرة بَرِّيّة
وريفيّة وسُهْليّة وجبَلِيّة، وهو كثير بأَرض العرب، قال: وأَخبرني رجل
من أَعراب السَّراة، وهم أَهلُ تينٍ، قال: التِّينُ بالسراة كثيرٌ جدّاً
مُباح، قال: وتأْكله رَطباً وتُزَبِّبه فتَدَّخِرُه، وقد يُكسَّر على
التِّين. والتينةُ: الدُّبُرُ. والتين: جبَل بالشأْم؛ وقال أَبو حنيفة: هو
جبل في بلاد غَطَفان، وليس قول من قال هو جبل بالشأْم بشيء، لأَنه ليس
بالشأْم جبل يقال له التِّين، ثم قال: وأَين الشأْم من بلاد غَطَفان؛ قال
النابغة يصف سَحائب لا ماءَ فيها فقال:
صُهْب الشمال أَتَينَ التِّينَ عن عُرُضٍ،
يُزْجِينَ غَيْماً قليلاً ماؤُه شَبِما.
وإيّاه عَنى الحَذْلِميُّ بقوله:
تَرْعى إلى جُدٍّ لها مَكِين،
أَكْنافَ خَوٍّ فبِراقِ التِّين.
والتِّينةُ: مُوَيهة في أَصل هذا الجبل؛ هكذا حكاه أَبو حنيفة، مُوَيهة
كأَنه تصغيرُ الماء. وقوله عز وجل: والتين والزيتون؛ قيل: التين دِمَشق،
والزَّيتونُ بيتُ المَقْدس، وقيل: التين والزيتون جَبَلان، وقيل: جَبَلان
بالشأْم، وقيل: مَسجِدان بالشام، وقيل: التين والزيتون هو الذي نَعرفه.
قال ابن عباس: هو تِينُكم هذا وزَيتونكم؛ قال الفراء: وسمعت رجلاً من
أَهل الشأْم، وكان صاحبَ تفسير، قال: التين جبالُ ما بين حُلوان إلى
هَمَذان، والزيتونُ جبال الشأْم. وطُورُ تَيْنا وتَيْناء وتِيناء كَسِيناء.
والتِّينانُ: الذئبُ؛ قال الأَخطل:
يَعْتَفْنَه عند تِينانٍ، يُدَمِّنُه
بادي العُواءِ ضَئيل الشَّخْصِ مُكتَسِب.
وقيل: جاء الأَخطل بحرْفَيْن لم يجئْ بهما غيرُه، وهما التِّينانُ
الذئبُ والعَيْثومُ أُنْثى الفِيَلةِ. وفي حديث ابن مسعود: تانِ كالمرّتانِ؛
قال أَبو موسى: هكذا ورد في الرواية، وهو خطأٌ، والمراد به خَصْلَتانِ
مَرَّتانِ، والصواب أَن يقال: تانِكَ المرَّتانِ، وتَصِل الكافَ بالنون،
وهي للخطاب أَي تانِك الخَصْلَتانِ اللَّتانِ أَذْكُرُهما لكَ، ومَنْ
قَرَنَها بالمرَّتيْن احتاج أَن يَجُرَّهما، ويقول كالمرَّتَيْن، ومعناه
هاتانِ الخَصْلَتان كخَصْلَتَيْن مَرَّتَيْن، والكافُ فيها للتشبيه.
جأْن: الجُؤنة: سَلَّة مُسْتَديرة مُغَشَّة أَدَماً يجعل فيها الطِّيبُ
والثِّياب.