كشــي: كُشْــيةُ الضَّبِّ: أَصل ذَنَبه، وقيل: هي شَحْمة صفراء من أَصل
ذنبه حتى تبلغ إِلى أَصل حَلْقه، وهما كُشْــيَتان مُبْتَدَّتا الصلب من داخل
من أَصل ذنبه إِلى عنقه،وقيل: هي على موضع الكُلْيَتَيْنِ، وهما شحمتان
على خِلْقة لِسان الكلب صفراوان عليهما مِقْنعة سَوْداء أَي مثل
المِقْنعة، وقيل: هي شَحْمة مُسْتطيلة في الجنبين من العُنُق إِلى أَصل الفَخِذ.
وفي المثل: أَطْعِمْ أَخاكَ مِنْ كُشْــيةِ الضبِّ؛ يَحُثُّه على المُواساة،
وقيل: بل يَهْزَأُ به؛ قال قائل الأَعراب:
وأَنت لو ذُقْتَ الــكُشــى بالأَكْباد،
لَما تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالواد
وفي حديث: عمر، رضي الله عنه: أَنه وضَع يدَه في كُشْــيةِ ضَبٍّ، وقال
إِنَّ نبيَّ الله، صلى الله عليه وسلم، لم يُحرِّمْه ولكن قَذِرَه؛
الــكُشْــيةُ شَحْم يكون في بَطن الضبِّ ووضْعُ اليد فيه كِنايةٌ عن الأَكل منه؛
قال ابن الأَثير: هكذا رواه القتيبي في حديث عمر، والذي جاء في غَرِيب
الحَرْبي عن مُجاهِد: أَن رجلاً أَهْدَى للنبي، صلى الله عليه وسلم، ضَبّاً
فقَذِرَه فوضع يده في كُشْــيَتَي الضَّبِّ، قال: ولعله حديث آخر، والجمع
الــكُشَــى؛ وقال الشاعر:
فلو كان هذا الضبُّ لا ذَنَبٌ لَه
ولا كُشْــيةٌ، ما مَسَّه الدَّهْرَ لامِسُ
ولَكِنَّه من أَجْلِ طِيبِ ذُنَيْبِه
وكُشْــيَتِه دَبَّتْ إِليهِ الدِّهارِسُ
ويقال: كُشَّــةٌ
(*قوله« كشــة» هو بهذا الضبط في التهذيب وكُشْــيةٌ بمعنى واحد. ابن سيده:
وكَشــا الشيءَ كَشْــواً عَضَّه بفيه فانتزعه.