Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فاسد

ضَرُرَ

(ضَرُرَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الضَّارّ» هُوَ الَّذِي يَضُرُّ مَنْ يَشَاءُ مِن خَلْقِه، حَيْثُ هُوَ خالِقُ الْأَشْيَاءِ كُلِّها خَيْرِهَا وشرِّها وَنَفْعِهَا وضَرِّها.
(هـ) وَفِيهِ «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ فِي الْإِسْلَامِ» الضَّرُّ: ضِدُّ النَّفْعِ، ضَرَّهُ يَضُرُّه ضَرّاً وضِرَاراً وأَضَرَّ بِهِ يُضِرُّ إِضْرَاراً. فَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا ضَرَر: أَيْ لَا يَضُرُّ الرجلُ أَخَاهُ فَيَنْقُصَه شَيْئًا مِنْ حَقِّهِ.
والضِّرَار: فِعال، مِنَ الضَّرّ: أَيْ لَا يُجَازِيهِ عَلَى إِضْرَاره بِإِدْخَالِ الضَّرَر عَلَيْهِ. والضَّرَر: فِعْلُ الْوَاحِدِ والضِّرَار: فِعْلُ الِاثْنَيْنِ، والضَّرَر: ابْتِدَاءُ الْفِعْلِ، والضِّرَار: الْجَزَاءُ عَلَيْهِ. وَقِيلَ الضَّرَر: مَا تَضُرُّ بِهِ صَاحِبَكَ وَتَنْتَفِعُ بِهِ أَنْتَ، والضِّرَار: أَنْ تَضُرَّه مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْتَفِعَ بِهِ. وَقِيلَ هُمَا بِمَعْنًى، وتَكرَارُهُما لِلتَّأْكِيدِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةَ بطَاعة اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً، ثُمَّ يحضرهما الموت فيُضَارِرَانِ في الوصيّة، فتجب لها النارُ» المُضَارَرَة فِي الوصيةِ: أَنْ لَا تُمضَى، أَوْ يُنْقَصَ بَعْضُهَا، أَوْ يُوصى لِغَيْرِ أَهْلِهَا، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ السُّنَّة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الرُّؤْيَةِ «لَا تُضَارُّون فِي رُؤْيَتِهِ» يُروى بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، فَالتَّشْدِيدُ بِمَعْنَى لَا تَتَخَالفُون وَلَا تتجادلُون فِي صِحَّةِ النَّظَرِ إِلَيْهِ، لوضُوحه وظُهُوره. يُقَالُ ضَارَّه يُضَارُّه، مِثْلَ ضَرَّه يَضُرُّه.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «يُقَالُ أَضَرَّنِي فلانٌ، إِذَا دَنَا مِنِّي دُنوَّاً شَدِيدًا» .
فَأَرَادَ بالمُضَارَّة الِاجْتِمَاعَ وَالِازْدِحَامَ عِنْدَ النَّظَرِ إِلَيْهِ. وأمَّا التَّخْفِيفُ فَهُوَ مِنَ الضَّيْر، لُغَةٌ فِي الضُّرّ، وَالْمَعْنَى فِيهِ كَالْأَوَّلِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ لَهُ» هَذِهِ كَلِمَةٌ تَسْتَعْمِلُهَا الْعَرَبُ، ظاهرُها الْإِبَاحَةُ، وَمَعْنَاهَا الْحَضُّ والتَّرغيبُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فأَضَرَّ بِهِ غُصْنٌ [فَمَدَّهُ] فَكَسَرَهُ» أَيْ دَنَا مِنْهُ دُنُوًّا شَدِيدًا فَآذَاهُ.
وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ «فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يَشْكُو ضَرَارَتَهُ» الضَّرَارَة هَاهُنَا: العَمَى. وَالرَّجُلُ ضَرِيرٌ، وَهُوَ مِنَ الضَّرّ: سُوءُ الْحَالِ.
وَفِيهِ «ابْتُلِينا بالضَّرَّاء فَصَبَرْنَا، وابتُلِينا بالسَّرَّاء فَلَمْ نَصْبِرْ» الضَّرَّاء: الْحَالَةُ الَّتِي تَضُرُّ، وَهِيَ نَقِيضُ السّرّاء، وهما بنا آن لِلْمُؤَنَّثِ، وَلَا مُذَكَّرَ لَهُمَا، يُرِيدُ إِنَّا اختُبِرنا بِالْفَقْرِ والشِّدة وَالْعَذَابِ فَصَبَرْنَا عَلَيْهِ، فلمَّا جَاءَتْنَا السَّرَّاءُ، وَهِيَ الدُّنْيَا والسِّعه وَالرَّاحَةُ بطِرنا وَلَمْ نَصْبِرْ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ المُضْطَرِّ» هذا يكون من وَجْهَيْنِ: أحدُهما أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى الْعَقْدِ مِنْ طَرِيقِ الإكرَاه عَلَيْهِ، وَهَذَا بَيْعٌ فاسدٌ لَا يَنْعَقِدُ، وَالثَّانِي أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى الْبَيْعِ لِدَين رَكِبَه أَوْ مَؤُونَةٍ تَرهَقُهُ فَيَبِيعَ مَا فِي يَدِهِ بِالْوَكْسِ للضَّرُورة، وَهَذَا سَبِيلُهُ فِي حقِّ الدِّينِ وَالْمُرُوءَةِ أَنْ لَا يُبايَع عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، وَلَكِنْ يُعان ويُقرض إِلَى الْمَيْسَرَةِ، أَوْ تُشترى سِلْعَتُهُ بِقِيمَتِهَا، فَإِنْ عُقِد الْبَيْعُ مَعَ الضَّرورة عَلَى هَذَا الْوَجْهِ صحَّ وَلَمْ يُفسَخ، مَعَ كَرَاهَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ لَهُ. وَمَعْنَى الْبَيْعِ هَاهُنَا الشِّرَاءُ أَوِ المُبايَعَه، أَوْ قَبُولُ الْبَيْعِ. والمُضْطَرّ: مُفْتَعَلٌ مِنَ الضُّرِّ، وأصلُه مُضْتَرِرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التَّاء طاءً لأجْل الضاَّد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «لَا تَبْتَعْ مِنْ مُضْطَرّ شَيْئًا» حَمله أَبُو عُبيد عَلَى المُكْرَه عَلَى البَيع، وَأَنْكَرَ حَمْلَه عَلَى المُحتَاج.
وَفِي حَدِيثِ سَمُرة «يَجْزِي مِنَ الضَّارُورة صَبُوح أَوْ غَبُوق» الضَّارُورة: لُغة فِي الضَّرُورة.
أَيْ إِنَّمَا يَحِل للمُضْطَرّ مِنَ المَيتَة أنْ يأكُلَ مِنْهَا مَا يسُدُّ الرَّمَق غَدَاء أَوْ عَشاء، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْمَع بَيْنهما.
وَفِي حديث عمرو بن مُرَّة «عند اعْتِكارِ الضَّرَائِر» الضَّرَائِر: الأمورُ المُخْتَلفة، كضَرَائر النِّسَاءِ لَا يَتَّفِقْنَ، واحدتها ضَرَّة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد.
لَهُ بصريحٍ ضَرَّة الشَّاةِ مُزْبِد الضَّرَّة: أصْل الضَّرْع.

خَرفع

خَرفع
الخُرْفُعُ، كقُنْفُذ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ القُطْنُ الــفاسِدُ فِي بَرَاعِيمهِ، وَهِي الأَكِمَّةُ قَبْلَ أَنْ تَتَفّتَّقَ. وقالَ غَيْرُهُ: هُوَ القُطْنُ عامَّةً. وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: الخَرْفُع: مَا يَكُونُ فِي جِرَاءِ العُشَرِ، وَهُوَ حُرَّاقُ الأَعْرَابِ، وقالَ ابنُ جَزْلَةَ: هُوَ ثَمَرُ العُشَرِ، ولَهُ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ إِذا انْشَقَّتْ عَنْهُ ظَهَرَ مِنْهُ مِثْلُ القُطْنِ. قَالَ ابنُ مُقْبِلِ:
(يَعْتَادُ خَيْشُومَهَا مِنْ قُرْطِها زَبَدٌ ... كَأَنَّ بالأَنْفِ مِنْهَا خُرْفُعاً خَشِفَاً)
هكَذَا أَوْرَدَهُ سِيدَه. وقالَ الدِّينَوَرِيّ: الخُرْفُع: جَنَى العُشَرِ. قالَ: وقالَ أَبُو زِيَادٍ: يَخْرُجُ للْعُشَرِ نُفَّاخٌ، كَأَنَّه شَقَاشِقُ الجِمَالِ الَّتِي تَهْدِرُ فِيهَا، ويَخْرجُ فِي جَوْفِ ذلِكَ النَّفّاخِ حِرَاق لَمْ يَقْتَدِح النَّاسُ فِي أَجْوَدَ مِنْهُ، ويحْشُونَهُ المَخادَّ والوَسائدَ. وقالَ أَبو نَصْرٍ: ثَمَرُ العُشَرِ الخُرْفُع، حَشْوُهُ زَغَبٌ مِثْلُ القُطْنِ يُحْشَى بِهِ، ولِبَيَاضِهِ وَتَنَفُّشِه شَبَّهُ الشُّعَرَاءُ الزَّبَدَ الَّذِي يَخْطِمُ خَرَاطِيمَ الإِبِلِ بِهِ، قالَ ابنُ مُقْبِل:
(يُضْحِي عَلَى خَطْمِها مِنْ قُرْطِها زَبَدٌ ... كَأَنَّ بالرَّأْسِ مِنْهَا خُرْفُعاً نُدِفاً)
ويُقَالُ: هُوَ القُطْنُ المَنْدُوفُ نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عَمْروٍ، كالخِرْفِعِ، كزِبْرِج، كَمَا زَعَمَهُ بَعضُ الرُّواةِ. وقالَ أَبو مِسْحَلٍ: القُطْنُ يُقَال لَهُ الخِرْفِع بالكَسْرِ، وأَنْشَدَ ابْن بَرّيّ للراجز:) أَتَحْمِلونَ بَعْدِيَ السُّيُوفَا أَمْ تَغْزِلونَ الخِرْفعَ المَنْدُوفَا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الخِرْفُع، بِكَسْرِ الخاءِ وضَمِّ الفَاءِ: لغَةٌ فِي الخُرْفُع والخِرْفِعِ، كقُنْفُذ وزِبْرِجٍ، نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان عَن ابْنِ جَنِّى.

شَمَرَ

شَمَرَ وشَمَّرَ وانْشَمَرَ وَتَشَمَّرَ: مَرَّ جادّاً أو مُخْتَالاً.
وتَشَمَّرَ لِلْأَمْرِ: تَهَيَّأ.
وشِمْرٌ، بالكسر،
وشِمِّيرٌ وشَمَّرِيٌّ وشِمِّرِيٌّ وشُمُّرِيٌّ وشِمَّريٌّ، كقِنَّبِيٍّ،
ومُشَمِّرٌ، كمحدِّثٍ: ماضٍ في الأُمُورِ مُجَرِّبٌ.
والشَّمْرُ: تَقْليصُ الشيءِ،
كالتَّشْميرِ، وصِرامُ النَّخْلِ.
وشَمَّرَ الثوبَ تَشْميراً: رَفَعَهُ،
وـ في الأَمْرِ: خَفَّ،
وـ السَّفينةَ وغيرَها: أرسَلَها.
وشَرٌّ شِمِرٌّ، كفِلِزٍّ: شديدٌ. وشَمِرُ بنُ أفْرِيقِشَ، ككَتِفٍ: غَزَا مدينةَ السُّغْد، فَقَلَعَها، فَقيلَ: شَمِرْكَنْدَ، أو بَناها، فقيل شَمِرْكَنْت، وهي بالتُّرْكِيَّةِ: القَرْيَةُ، فَعُرِّبَتْ سَمَرْقَنْدَ، وإسْكانُ الميمِ وفتحُ الراءِ لَحْنٌ. وشَمِرُ بنُ حَمْدَوَيْه: لُغَوِيٌّ.
والشِّمْرُ، بالكسر: السَّخِيُّ، والبَصيرُ الناقِدُ، واسْمٌ، وبالهاءِ: مِشْيَةُ الرَّجُلِ الــفَاسِدِ. وكسَحابٍ: الرَّازِيانجُ مِصْرِيَّةٌ. وكأميرٍ: جَبَلٌ باليمنِ،
وع بِإِرْمِينِيَّةَ.
وشَميرانُ: د بها،
وة بِمَرْوَ، وبَطْنٌ من خَوْلاَنَ، وهُمْ شَميرِيُّونَ. وكتَنُّورٍ: الماسُ. وكبَقَّمٍ: فَرَسُ جَدِّ جَميلِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَعْمَرٍ الشاعِرِ، وناقَةٌ، ورَجُلٌ.
والشِّمِّيرُ، كسِكِّيتٍ: المُشَمِّرُ المُجِدُّ، والناقَةُ السَّريعَةُ،
كالشِّمِّرِيَّةِ، وتفتحُ الميمُ وتُضَمَّانِ وتُفْتَحانِ.
وأشْمَرَهُ بالسَّيْفِ: أدْرَجَهُ،
وـ الإِبِلَ: أكْمَشَها وأعْجَلَهَا،
وـ الجَمَلُ طَروقَتَهُ: أَلْقَحَها.
وشاةٌ شامرٌ وشامِرَةٌ: انْضَمَّ ضَرْعُها إلى بَطْنِها.
ولِثَةٌ شامِرَةٌ ومُتَشَمِّرَةٌ: لازِقَةٌ بأَسْنَاخِ الأَسْنانِ.
(شَمَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «لَا يُقِرَّنَّ أحدٌ أَنَّهُ يَطَأ جاريتَه إلاَّ ألْحِقْتُ بِهِ ولدَها، فَمَنْ شَاءَ فليُمْسِكْها وَمَنْ شَاءَ فَلْيُشَمِّرْهَا» التَّشْمِيرُ: الإرْسالُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ فِي الْحَدِيثِ بِالسِّينِ المُهملة، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَفِي حَدِيثِ سَطِيح:
شَمِّرْ فإنَّك مَاضِي الأمْرِ شِمِّيرُ الشِّمِّيرُ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: مِنَ التَّشَمُّرِ فِي الأمْر. والتَّشْمِيرُ: الْهَمُّ، وَهُوَ الْجِدُّ فِيهِ وَالِاجْتِهَادُ.
وَفَعِيلٌ مِنْ أَبْنِيَةِ المُباَلغة.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «فَلَمْ يَقْرَب الْكَعْبَةَ، وَلَكِنْ شَمَّرَ إِلَى ذِي المَجاَز» أَيْ قَصَد وصمَّم وأرسَل إِبِلَهُ نَحْوَهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُوج مَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «إِنَّ الهُدْهُد جَاءَ بِالشَّمُّورِ، فَجابَ الصخْرة عَلَى قَدْرِ رَأسِ إبْرة» قَالَ الخطَّابي: لَمْ أسمَع فِي الشَّمُّورِ شَيْئًا أعتَمِدُه، وأرَاه الألْماسَ. يَعْنِي الَّذِي يُثْقَبُ بِهِ الْجَوْهَرُ، وَهُوَ فَعُّول مِنَ الانشِمار، والِاشْتِمَارُ: المُضِىّ والنفُوذ.

رَأَبَ

(رَأَبَ)
(س) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصفُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «كُنتَ للدِّين رَأْباً» الرَّأْبُ: الْجَمْعُ وَالشَّدُّ، يُقَالُ رَأَبَ الصَّدع إِذَا شَعَبه. ورَأَبَ الشيءَ إِذَا جَمعه وشدَّه برفقٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا «يَرْأَبُ شَعْبها» .
(س) وَفِي حَدِيثِهَا الْآخَرِ «ورَأَبَ الثَأَى» أَيْ أصْلح الْــفَاسِدَ وجَبَر الوَهْن.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «لَا يَرْأَبُ بهنَّ إِنْ صُدِعَ» قَالَ القُتيبي:
الرِّوَايَةُ صَدَعَ، فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَإِنَّهُ يُقَالُ صَدَعْت الزُّجاجةَ فصدَعَت، كَمَا يُقَالُ جَبَرت الْعَظْمَ فجبَر، وَإِلَّا فَإِنَّهُ صُدع، أَوِ انْصَدع.

دَمَقَ

(دَمَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ خَالِدٍ «كَتَبَ إِلَى عُمَرَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ دَمَقُوا فِي الْخَمْرِ وتزَاهَدُوا فِي الحَدّ» أَيْ تَهَافَتُوا فِي شُرْبها وانْبَسَطوا وأكثرُوا منهُ. وأصلُهُ مِنْ دَمَقَ عَلَى القَوْم إِذَا هَجَمَ بِغَيرِ إذْنٍ، مِثْلُ دَمَرَ.
دَمَقَ دُموقاً: دَخَلَ بغَيْرِ إذْنٍ،
كانْدَمَقَ،
وـ فاهُ: كسَرَ أسْنَانَهُ،
وـ الشيْءَ في الشيْءِ يَدْمِقُهُ ويَدْمُقُه: أدْخَلَهُ،
كأَدْمَقَه ودَمَّقَه، فهو دَميقٌ ومَدْموقٌ.
والدَّمَقُ، محرَّكةً: ريحٌ وثَلْجٌ، مُعَرَّبَةُ: دَمَهْ، وكذلك دَمَقَهُ الحَدَّادِ.
والدَّمْقُ: السَّرِقةُ.
ويومٌ دامُوقٌ: حارٌ جِدّاً.
والدامِقُ: الــفاسِدُ لا خيرَ فيه،
كالدَّمُوقِ.
والمُنْدَمَقُ: المَدْخَلُ.
وانْدَمَقَتْ: زالتْ عن مكانِها.
ودَمَّقَ العَجينَ تَدْميقاً: دَسَّ فيه الدَّقيقَ لئلاَّ يَلْزَقَ بالكَفِّ.

خَرْبَشَ

(خَرْبَشَ)
(هـ) فِيهِ «كَانَ كِتَابُ فُلَانٍ مُخَرْبَشاً» أَيْ مُشَوَّشا فَاسِدًــا، الْخَرْبَشَةُ والْخرمشة:
الْإِفْسَادُ والتَّشْويش.
خَرْبَشَ الكتابَ: أفْسَدَهُ. والخِرْبَاشُ: في ب ر خ ش.
والخُرَنْبَاشُ، بالضم: المَرْماحوزُ، وهو أجْوَدُ أصْنَافِ المَرْوِ، مُزِيلٌ فَسَادَ المِزَاجِ، مُذْهِبٌ للرِّيَاحِ جِدّاً، وللِصُّدَاعِ البارِدِ، مُصْلِحٌ للْمَعِدَةِ، مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ البارِدَةِ، عظيمُ المَنَافِعِ، طَيِّبُ الريحِ.
وفَقْعَةٌ خِرْبَاشٌ، بالكسر: عظيمةٌ.
خَرْبَشَ
الجذر: خ ر ب ش

مثال: خربش الكتابَ بالقلم
الرأي: مرفوضة
السبب: لشيوع الكلمة على ألسنة العامة.
المعنى: أفسد وجهه أو ظاهره

الصواب والرتبة: -خربش الكتابَ بالقلم [فصيحة]
التعليق: جاء في المعاجم: خَرْبَش الشيءَ: أفسده. والمجاز يجيز لنا استعمال هذا المثال المرفوض.

تَغِبَ

(تَغِبَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ شَهَادَةَ ذِي تَغْبَة» هُوَ الْــفَاسِدُ فِي دِينِهِ وَعَمَلِهِ وَسُوءِ أَفْعَالِهِ. يُقَالُ تَغِبَ يَتْغَبُ تَغَباً إِذَا مَلَكَ فِي دِين أَوْ دُنْيَا. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيُرْوَى تَغِبَّةً مُشَدَّدًا، وَلَا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ تَفْعلة منْ غَبَّب، مُبَالغة فِي غبِّ الشيءُ إِذَا فَسَدَ، أَوْ مِنْ غَبَّب الذئبُ الْغَنَمَ إِذَا عَاثَ فِيهَا.

خَبَثَ

(خَبَثَ)
فِيهِ «إِذَا بَلَغ الْمَاءُ قُلَّتين لَمْ يَحْملْ خَبَثاً» الْخَبَثُ بِفَتْحَتَيْنِ: النَّجَسُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلّ دَوَاء خَبِيثٍ» هُوَ مِنْ جِهَتَيْنِ: إحْدَاهما النَّجاسة وَهُوَ الحرَام كَالْخَمْرِ وَالْأَرْوَاثِ وَالْأَبْوَالِ كُلُّهَا نَجسة خَبِيثَةٌ، وتَناوُلها حَرَامٌ إِلَّا مَا خصَّته السُّنَّة مِنْ أَبْوَالِ الْإِبِلِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ، ورَوْث مَا يُؤكل لحمهُ عِنْدَ آخَرِينَ. وَالْجِهَةُ الأخْرى مِنْ طَرِيقِ الطَّعْم والمَذَاق؛ وَلَا يُنْكر أَنْ يَكُونَ كَرِه ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَشَقَّةِ عَلَى الطِّبَاعِ وَكَرَاهِيَةِ النُّفُوسِ لَهَا .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ فَلا يَقْربَنَّ مسجدَنا» يُريد الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاثَ، خُبْثُهَا مِنْ جهَة كَرَاهَةِ طَعْمها وَرِيحِهَا؛ لِأَنَّهَا طَاهرَة وَلَيْسَ أكلُها مِنَ الْأَعْذَارِ المَذْكورة فِي الانْقطَاع عَنِ الْمَسَاجِدِ، وَإِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِالِاعْتِزَالِ عُقُوبَةً ونَكالاً؛ لِأَنَّهُ كان يتأذَّى بريحها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَهْرُ البَغيّ خَبِيثٌ، وثمنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ، وكسبُ الحجَّام خَبِيثٌ» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قَدْ يَجْمَع الكلامُ بَيْنَ الْقَرَائِنِ فِي اللَّفْظِ ويُفْرَق بَيْنَهَا فِي الْمَعْنَى، ويُعْرَف ذَلِكَ مِنَ الْأَغْرَاضِ وَالْمَقَاصِدِ. فَأَمَّا مَهْرُ البَغيّ وثمَن الكَلْب فَيُريد بِالْخَبِيثِ فِيهِمَا الحرَامَ لِأَنَّ الْكَلْبَ نَجسٌ، وَالزِّنَا حَرَامٌ، وبَذْلُ العوَض عَلَيْهِ وأخْذُه حَرَامٌ. وَأَمَّا كَسْبُ الحجَّام فيُريد بِالْخَبِيثِ فِيهِ الكَرَاهةَ، لِأَنَّ الْحِجَامَةَ مُبَاحةٌ. وَقَدْ يَكُونُ الْكَلَامُ فِي الْفَصْلِ الْوَاحِدِ بعضُه عَلَى الْوُجُوبِ، وَبَعْضُهُ عَلَى النَّدب، وبعضُه عَلَى الحقِيقَة، وبعضُه عَلَى المَجازِ، ويُفْرَق بَيْنَهَا بِدَلَائِلِ الْأُصُولِ وَاعْتِبَارِ مَعَانِيهَا.
وَفِي حَدِيثِ هرَقْلَ «أَصْبَحَ يَوْمًا وَهُوَ خَبِيثُ النفسِ» أَيْ ثَقِيلُها كَرِيهُ الْحَالِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَقُولَنّ أحَدُكم خَبُثَتْ نَفْسِي» أَيْ ثَقُلَتْ وَغَثَتْ، كَأَنَّهُ كَره اسْمَ الخُبث.
(هـ) وَفِيهِ «لَا يُصَلّين الرجُل وَهُوَ يُدَافع الْأَخْبَثَيْنِ» هُمَا الغَائط والبَوْل.
(س) وفيه «كما يَنْفي الكِير الْخَبَثَ» هو مَا تُلقيه النَّارُ مِنْ وسَخ الفِضَّة وَالنُّحَاسِ وَغَيْرِهِمَا إِذَا أُذِيبَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّهُ كَتَبَ للعَدَّاء بْنِ خَالِدٍ- اشترى منه عبدا أو أمة- لاداء، وَلَا خِبْثَة، وَلَا غَائِلَة» أَرَادَ بِالْخِبْثَة الحرامَ، كَمَا عَبَّر عَنِ الحَلاَل بالطَّيِّب. والْخِبْثَة: نَوْع مِنْ أَنْوَاعِ الْخَبِيثِ، أَرَادَ أنَّه عبدٌ رقيقٌ، لَا أَنَّهُ مِنْ قَوْمٍ لَا يَحلِ سبْيُهم، كَمَنْ أعْطِيَ عهْدا أَوْ أَماناً، أَوْ مَن هو حرّ فى الأصل. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ قَالَ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا خِبْثَة» يُرِيدُ يَا خَبِيثُ. ويقال للأخْلاق الْخَبِيثَةِ خِبْثَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ «كَذب مَخْبَثَانُ» الْمَخْبَثَانُ الْخَبِيثُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ جَمِيعًا، وَكَأَنَّهُ يدُلُّ عَلَى المبالغة.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ يُخاطِب الدُّنيا «خَبَاثِ، كُلَّ عِيدَانِكِ مَضَضْنا فَوَجَدْنَا عاقِبَتَه مُرَّا» خَبَاث- بِوَزْنِ قَطام- مَعْدُول، مِنَ الْخُبْثِ، وَحَرْفُ النِّدَاءِ مَحْذُوفٌ: أَيْ يَا خَبَاث. والمَضَّ مِثْلُ المَصّ: يُرِيدُ إِنَّا جَرَّبناكِ وخَبَرْنَاكِ فوَجَدْنا عاقِبَتَك مُرَّة.
(هـ) وَفِيهِ «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ والْخَبَائِثِ» بِضَمِّ الْبَاءِ جَمْعُ الْخَبِيثِ، والْخَبَائِثُ جمعُ الْخَبِيثَةِ، يُريد ذكورَ الشَّيَاطِينِ وإناثَهم. وَقِيلَ هُوَ الْخُبْثُ بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَهُوَ خِلَافُ طَيِّب الفِعْلِ مِنْ فُجُور وَغَيْرِهِ. والْخَبَائِثُ يُرِيدُ بِهَا الأفعالَ المَذمُومة والخصالَ الرديئةَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجْسِ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ» الْخَبِيثُ ذُو الخُبْث فِي نَفْسه، والْمُخْبِثُ الَّذِي أَعْوَانُهُ خُبَثَاءُ، كَمَا يُقَالُ لِلَّذِي فَرَسُهُ ضَعيف مُضْعِف. وَقِيلَ هُوَ الَّذِي يُعَلّمهم الخُبث ويُوقعهم فِيهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتْلَى بَدْر «فأُلْقُوا في قَليبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ» أَيْ فاسدٍ مُفْسد لمَا يَقَعُ فِيهِ (هـ) وَفِيهِ «إِذَا كَثُر الْخُبْثُ كَانَ كَذَا وَكَذَا» أرادَ الفسقَ والفُجُورَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبادة «أَنَّهُ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُل مُخْدَجٍ سَقِيم وُجِد مَعَ أمَةٍ يَخْبُثُ بِهَا» أَيْ يَزْنِي.

خَبَتَ

(خَبَتَ)
فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «واجْعَلني لَكَ مُخْبِتاً» أَيْ خَاشعا مُطِيعًا، والْإِخْبَاتُ: الخُشوع والتَّواضُع وَقَدْ أَخْبَتَ لِلَّهِ يُخْبِتُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «فيجعلها مُخْبِتَةً مُنِيبَة» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ. وَأَصْلُهَا من الْخَبْتِ: المُطمَئن من الأرض.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ يَثْربّيٍ «إِنْ رَأَيْتَ نَعْجةً تَحْمل شَفْرة وَزِنَادًا بِخَبْتِ الْجَمِيشِ فَلَا تهِجْها» قَالَ القُتَيبْي: سَأَلْتُ الحجازِيّين فَأَخْبَرُونِي أنَّ بَين الْمَدِينَةِ وَالْحِجَازِ صَحْرَاءَ تُعْرَف بِالْخَبْتِ، وَالْجَمِيشُ: الَّذِي لَا يُنْبت. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الْجِيمِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ «لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ بَايعوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيَّر وخَبُتَ» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ بِالتَّاءِ الْمُعْجَمَةِ بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ فَوْقٍ. يُقَالُ رَجُلٌ خَبِيتٌ أَيْ فَاسِدٌ. وَقِيلَ هُوَ كَالْخَبِيثِ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ. وَقِيلَ هُوَ الْحَقِيرُ الرديء، والْخَتِيتُ بتاءين: الخسيس.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ «أَنَّهُ مرَّ بِرَجُلٍ نَائِمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَدفَعه بِرِجْلِهِ وَقَالَ: لَقَدْ عُوفيتَ، إِنَّهَا سَاعَةٌ تَكُونُ فِيهَا الْخَبْتَةُ» يُرِيدُ الْخَبْطَةَ بِالطِّاءِ: أَيْ يَتَخَبَّطه الشَّيْطَانُ إِذَا مَسَّه بِخَبَلٍ أَوْ جُنُونٍ. وَكَانَ فِي لِسَانِ مَكْحُولٍ لُكْنة فَجَعَلَ الطَّاءَ تَاءً.

حَصَا

(حَصَا)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُحْصِي» هُوَ الَّذِي أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ بعِلْمه وَأَحَاطَ بِهِ، فَلَا يَفُوتُه دقِيق مِنْهَا وَلَا جَليل. والإِحْصَاء: العَدُّ والحفْظ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً مَنْ أَحْصَاها دَخَلَ الجنَّة» أَيْ مَنْ أَحْصَاهَا عِلْماً بِهَا وَإِيمَانًا. وَقِيلَ: أَحْصَاها: أَيْ حَفِظَها عَلَى قَلْبه. وَقِيلَ: أَرَادَ مَن اسْتَخْرجها مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَحَادِيثِ رَسُولِهِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمْ يَعدَّها لَهُمْ، إِلَّا مَا جَاءَ فِي روايةٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وتَكَلَّموا فِيهَا. وَقِيلَ: أَرَادَ مَن أَطَاقَ العَمَل بِمُقْتَضَاهَا، مِثْل مَنْ يَعْلم أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ فيَكُفُّ لسانَه وسَمْعه عمَّا لَا يَجُوزُ لَهُ، وَكَذَلِكَ بَاقِي الْأَسْمَاءِ. وَقِيلَ: أَرَادَ مَنْ أخْطَر بِبالِه عِنْدَ ذِكْرها مَعْنَاهَا، وتَفكَّر فِي مَدْلولها مُعَظِّماً لِمُسَمَّاها، ومُقَدِّساً مُعْتَبِراً بمَعانِيها، ومُتَدَبِّراً راغِباً فِيهَا وراهِباً. وبالْجُملة فَفِي كلِّ اسْمٍ يُجْرِيه عَلَى لِسَانِهِ يُخْطِرُ ببالِه الوصْفَ الدَّالَّ عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا أَحْصَى ثَناءً عَلَيْكَ» أَيْ لَا أُحْصِي نِعَمَك والثناءَ بِهَا عَلَيْكَ، وَلَا أبْلغ الواجبَ فِيهِ.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أكُلَّ القُرآن أَحْصَيْتَ؟» أي حَفِظْت. وَقَوْلُهُ لِلْمَرْأَةِ «أُحْصِيها حَتَّى نَرْجعَ» أَيِ احْفَظيها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اسْتَقِيموا وَلَنْ تُحْصُوا، واعْلَموا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةَ» أَيِ اسْتَقِيمُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى لَا تَمِيلوا، ولَنْ تُطِيقوا الِاسْتِقَامَةَ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ
أَيْ لَنْ تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الحَصَاة» هُوَ أَنْ يَقُولَ الْبَائِعُ أَوِ المُشْتَرِي: إِذَا نَبذْتُ إلَيْك الحصَاةَ فقَدْ وَجَب البَيْع. وَقِيلَ: هُو أَنْ يَقُولَ: بعْتُك مِنَ السِّلَع مَا تَقع عَلَيْهِ حَصَاتُك إِذَا رمَيْتَ بِهَا، أَوْ بِعْتُك مِنَ الْأَرْضِ إِلَى حيثُ تَنْتَهي حصاتُك، والكُلُّ فاسِد لأنَّه مِنْ بُيُوع الجاهِليَّة، وكلُّها غَرَر لِمَا فِيهَا مِنَ الجَهالة. وجَمْع الحَصَاة: حُصِى.
وَفِيهِ «وهَل يكُبُّ الناسَ عَلَى مَناخِرِهم فِي النَّار إلاَّ حَصَا ألْسِنتِهم» هُوَ جَمْع حَصَاة اللِّسان، وَهِيَ ذَرَابَتُه. وَيُقَالُ للعَقْل حَصَاة. هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. والمعروفُ: حصَائِد ألْسِنَتهِم. وَقَدْ تقدَّمت.

حَشَفَ

(حَشَفَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ رَأَى رجُلا عَلّق قِنْوَ حَشَفٍ تَصَدَّق بِهِ» الحَشَف: اليَابِس الــفاسِد مِنَ التَّمْرِ. وَقِيلَ الضَّعِيفُ الَّذِي لَا نَوَى لَهُ كالشِّيص.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فِي الحَشَفَة الدّيةُ» الحَشفَة: رَأَسُ الذَّكر إِذَا قَطَعَهَا إِنْسَانٌ وجَبَت عَلَيْهِ الدِّية كاملَةً.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «قَالَ لَه أبانُ بْنُ سَعِيدٍ: مَا لِي أَرَاكَ مُتَحَشِّفا؟ أسْبِل، فَقَالَ: هَكَذَا كَانَتْ إزْرَة صَاحِبِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» المُتَحَشِّف: اللَّابِسُ للحَشِيف: وَهُوَ الْخَلَق. وَقِيلَ: المُتَحَشِّف المبْتَئس المتَقَبّض. وَالْإِزْرَةُ بِالْكَسْرِ: حَالَةُ الْمُتَأَزِّرِ.

حَرَفَ

(حَرَفَ)
(هـ) فِيهِ «نَزل القُرآن عَلَى سَبْعة أَحْرُفٍ كُلُّها كَافٍ شَافٍ» أَرَادَ بالحَرْفِ اللُّغَة، يَعْنِي عَلَى سَبْع لُغات مِنْ لُغات العَرب: أَيْ إِنها مُفَرّقة فِي الْقُرْآنِ، فبَعضُه بِلُغَةِ قُرَيش، وبعضُه بلُغة هُذَيْل، وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ هَوازن، وبعضُه بلُغة اليَمن، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنْ يَكُونَ فِي الحَرْفِ الْوَاحِدِ سَبْعة أوْجُه، عَلَى أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مَا قَدْ قُرِئ بسَبْعةٍ وعَشْرة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وعَبَدَ الطَّاغُوتَ ومِمَّا يبَيَن ذَلِكَ قولُ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّى قَدْ سَمِعْتُ القَرَأَةَ فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبِينَ، فاقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتم، إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أحَدِكُم: هَلُمَّ وَتَعَالَ وَأَقْبِلْ. وَفِيهِ أَقْوَالٌ غَيْرُ ذَلِكَ هَذَا أحْسَنُها.
والحَرْفُ فِي الْأَصْلِ: الطَّرَفُ وَالْجَانِبُ، وَبِهِ سُمِّيَ الحَرْفُ مِنْ حُرُوف الهِجَاء.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أهْل الكِتاب لَا يَأتون النِّساء إلاَّ عَلى حَرْفٍ» أَيْ عَلَى جانِب.
وَقَدْ تَكَرَّرَ مثلُه فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
حَرْفٌ أبُوها أخُوها مِن مُهَجَّنَةٍ ... وعَمُّها خَالُها قَوْدَاء شِمْلِيل
الحَرْفُ: النَّاقَةُ الضَّامِرَة، شُبّهت بالحَرْفِ مِنْ حُرُوف الهِجاء لدِقّتِها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «لمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: لَقَدْ عَلِم قَوْمي أنَّ حِرْفَتِي لَمْ تكُن تَعْجِز عن مَؤُونَة أَهْلِي، وشُغِلْت بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فسَيَأكُل آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا ويَحْتَرِفُ للمُسْلمين فِيهِ» الحِرْفَةُ: الصِّناعة وجهَة الكَسْب. وحَرِيُف الرجُل: مُعامِلُه فِي حرْفَته، وَأَرَادَ باحْتِرَافِهِ لِلْمُسْلِمِينَ نَظَرَه فِي أُمُورِهِمْ وتَثْمِير مكاسِبِهم وأرْزاقِهم. يُقَالُ: هُوَ يَحْتَرِفُ لِعيالِه، ويَحْرُفُ:
أي يكْتَسب.
(47- النهاية 1) (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَحِرْفَةُ أَحدِكم أشَدُّ عليَّ مِنْ عَيْلَتِه» أَيْ أنَّ إغْناء الْفَقِيرِ وكِفايَتَه أيْسَر عَليَّ مِنْ إِصْلَاحِ الــفاسِد. وَقِيلَ: أَرَادَ لَعَدَمُ حِرْفَة أحَدهم والاغْتِمَامُ لِذَلِكَ أشَدُّ عليَّ مِنْ فَقْرِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنِّي لِأَرَى الرجُل يُعْجبُني فَأَقُولُ هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟ فإنْ قَالُوا لاَ سَقَط مِنْ عَيْني» وَقِيلَ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ هُوَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الحرْفَة بِالضَّمِّ وَبِالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حُرْفَةُ الْأَدَبِ. والمُحَارَفُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: هُوَ المحْرُوم المجْدُود الَّذِي إِذَا طَلَب لَا يُرْزَق، أَوْ يكُون لَا يَسْعَى فِي الكَسْب. وَقَدْ حُورِفَ كسْب فُلان إِذَا شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي مَعَاشِهِ وضُيِّق، كَأَنَّهُ مِيلَ برزْقِه عَنْهُ، مِنَ الانْحِرَاف عَنِ الشَّيْءِ وَهُوَ المَيْل عَنْهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَلّط عَلَيْهِمْ مَوْتَ طاعُون ذَفيف يُحَرِّفُ الْقُلُوبَ» أَيْ يُميلُها ويَجْعَلها عَلَى حَرْف: أَيْ جَانِبٍ وطَرَف. وَيُرْوَى يُحوّف بِالْوَاوِ وَسَيَجِيءُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ووصَفَ سفيانُ بكَفِّه فحَرَّفَهَا» أَيْ أمَالَها.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «وَقَالَ بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا» كَأَنَّهُ يُرِيدُ القَتْل. ووَصَف بِهَا قَطْع السَّيف بِحَدِّه.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «آمَنت بمُحَرِّفِ الْقُلُوبِ» أَيْ مُزِيغِها ومُمِيلِها، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى. ورُوِي «بمُحرِّك الْقُلُوبِ» .
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بعَرَقِ الجَبِين فيُحَارَفُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِهَا، فَتَكُونُ كفَّارة لِذُنُوبِهِ» أَيْ يُقايَسُ بِهَا. والمُحَارَفَةُ: المُقايَسَة بالمِحْرَافِ، وَهُوَ المِيلُ الَّذِي تُخْتَبَر بِهِ الجِراحة، فوُضِع مَوْضِعَ المُجازاة والمُكافأة. وَالْمَعْنَى أَنَّ الشِّدّة الَّتِي تَعْرِض لَهُ حَتَّى يَعرَق لَهَا جَبينُه عِنْدَ السِّياق تَكُونُ كفَّارة وَجَزَاءً لِمَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ الذُّنوب، أَوْ هُوَ مِنَ المُحَارَفَةِ، وَهُوَ التَّشْدِيدُ فِي المَعاش.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحَارَفُ عَلَى عَمَلِهِ الخَيْر وَالشَّرَّ» أَيْ يُجازَى. يُقَالُ:
لَا تُحَارِفْ أخاكَ بالسُّوء: أَيْ لَا تُجازِه. وأَحْرَفَ الرجُلُ إِذَا جازَى عَلَى خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ. (حَرَقَ)
(هـ) فِيهِ «ضالَّة الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ» حَرَقُ النَّارِ بِالتَّحْرِيكِ: لهَبُها وَقَدْ يُسَكَّن: أَيْ إِنَّ ضَالَّةَ الْمُؤْمِنِ إِذَا أَخَذَهَا إِنْسَانٌ لِيَتَمَلَّكها أدّتْه إِلَى النَّارِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شَهَادَةٌ» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «الحَرِقُ شَهِيدٌ» بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفِي رِوَايَةٍ «الحَرِيق» هُوَ الَّذِي يَقَع فِي حَرْقِ النَّارِ فيَلْتَهِب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ المُظَاهر «احْتَرَقْتُ» أَيْ هلكتُ. والإِحْرَاق: الْإِهْلَاكُ، وَهُوَ مِنْ إِحْرَاق النَّارِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ المُجامِع فِي نَهَارِ رَمَضَانَ أَيْضًا «احْتَرَقْتُ» شبَّها مَا وَقَعا فِيهِ مِنَ الجِماع فِي المُظاهَرة والصَّوم بِالْهَلَاكِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أوُحِيَ إليَّ أَنْ أَحْرِقَ قُرَيْشًا» أَيْ أَهْلِكَهُمْ.
وَحَدِيثُ قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ «فَلَمْ يَزَلْ يُحَرِّقُ أعضاءَهم حَتَّى أدْخَلَهم مِنَ الْبَابِ الَّذِي خَرجوا مِنْهُ» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ حَرْقِ النَّواة» هُوَ بَرْدُها بالمِبْرَد. يُقَالُ حَرَقَهُ بالمِحْرَقِ.
أَيْ بَرَدَه بِهِ.
وَمِنْهُ الْقِرَاءَةُ «لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً»
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِحْرَاقَهَا بِالنَّارِ، وَإِنَّمَا نُهِي عَنْهُ إِكْرَامًا لِلنَّخْلَةِ، وَلِأَنَّ النَوى قٌوتُ الدَّواجِن.
(هـ) وَفِيهِ «شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاءَ المُحْرَقَ مِنَ الخاصِرة» الْمَاءُ المُحْرَقُ:
هُوَ المُغْلَى بالحَرَقِ وَهُوَ النَّارُ، يُريد أَنَّهُ شَربَه مِنْ وَجَع الخاصِرة.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «خَيْر النِّساء الحَارِقَة» وَفِي رِوَايَةٍ «كَذَبَتْكُمُ الحَارِقَةُ» هِيَ الْمَرْأَةُ الضَّيّقة الفَرْج. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَغْلِبُها الشَّهْوة حَتَّى تَحْرُقَ أنْيابَها بعضَها عَلَى بَعْضٍ: أَيْ تَحُكَّها.
يقول عليكم بها  وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «وَجَدْتُهَا حَارِقَةً طَارِقَةً فَائِقَةً» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَحْرُقُونَ أنْيابَهم غَيْظا وحَنَقا» أَيْ يَحُكُّون بعضَها عَلَى بَعْضٍ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ «دخَل مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمامة سَوْداءُ حَرَقَانِيّة» هَكَذَا يُروَى. وَجَاءَ تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهَا السّوْداء، وَلَا يُدْرَى مَا أَصْلُهُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الحَرَقَانِيّة هِيَ الَّتِي عَلَى لَوْن مَا أَحْرَقَتْهُ النَّارُ، كَأَنَّهَا مَنْسُوبَةٌ- بِزِيَادَةِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ- إِلَى الحَرَق بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ. وَقَالَ:
يُقَالُ الحَرْقُ بِالنَّارِ والحَرَقُ مَعاً. والحَرَقُ مِنَ الدَّق الَّذِي يَعْرِض لِلثَّوْبِ عِنْدَ دَقّهِ مُحَرّك لَا غَيْرَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَرَادَ أنْ يَسْتَبْدِل بعُمّالِهِ لمَا رَأَى مِنْ إبْطائهم فِي تَنْفيذِ أمرِه فَقَالَ: أمَّا عَدِيّ بْنُ أرْطاة فَإِنَّمَا غَرَّني بعِمامَتِه الحَرَقَانِيّة السَّوْداء» .

جَوْفٌ

(جَوْفٌ)
- فِي حَدِيثِ خَلْق آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَف عرَف أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمالَك» الأَجْوَف: الَّذِي لَهُ جَوْف. وَلَا يَتَمالَك أَيْ لَا يتمَاسَك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عِمْرَانَ «كَانَ عمرُ أَجْوَف جَلِيدًا» أَيْ كَبِيرَ الجَوْف عَظيمها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَنْسَوا الجَوْفَ وَما وعَى» أَيْ مَا يَدْخُل إِلَيْهِ مِنَ الطَّعام والشَّراب ويُجْمَع فِيهِ. وَقِيلَ أَرَادَ بالجَوْف القَلْبَ، ومَا وَعَى: مَا حَفظ مِنْ مَعْرفة اللَّهِ تَعَالَى. وَقِيلَ: أَرَادَ بالجَوْف البَطْن وَالفَرجَ مَعًا.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الأَجْوَفَان» .
(س) وَفِيهِ «قِيل لَهُ: أيُّ اللَّيل أسْمَعُ؟ قَالَ: جَوْف اللَّيْلِ الآخِرُ» أَيْ ثُلثُه الآخِرُ، وَهُوَ الجُزء الخامِس مِنْ أَسْدَاسِ اللَّيْلِ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ خُبَيْب «فَجَافَتْنِى» أَيْ وَصَلَتْ إِلَى جَوْفِى.
(س) وَحَدِيثُ مَسْرُوقٍ فِي البَعِير المُتَرَدِّي فِي البِئرِ «جُوفُوه» أَيِ اطْعُنُوا فِي جَوْفِه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فِي الجَائِفَة ثُلْثُ الدّيَة» هِيَ الطَّعْنة الَّتِي تَنْفُذ إِلَى الجَوْف. يُقَالُ جُفْتُه إِذَا أصَبْتَ جَوْفه، وأَجَفْتُه الطَّعْنَةَ وجُفْتُه بها؛ والمراد بالجَوْف هاهنا كل ماله قُوَّة مُحِيلَةٌ كالبَطْن وَالدِّمَاغِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذيفة «مَا مِنَّا أحدٌ لَوْ فُتِّشَ إِلَّا فُتِّشَ عَنْ جَائِفَة أَوْ مُنَقِّلَة» المُنَقِّلة مِنَ الجِرَاح: مَا يَنْقُل العَظْم عَنْ موْضَعه، أَرَادَ: ليْسَ مِنَّا أحدٌ إلاَّ وَفِيهِ عَيْبٌ عَظِيم، فاسْتعار الجَائِفَة والمُنَقِّلَة لِذَلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ «أَنَّهُ دَخَلَ البَيْت وأَجَافَ البَابَ» أَيْ رَدَّه عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَجِيفُوا أبْوَابكم» أَيْ رُدُّوهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ «أكَلْت رَغيفاً ورَأسَ جُوَافَةٍ فعَلَى الدُّنْيا العَفَاءُ» الجُوَاف بالضَّم والتَّخْفيف: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَك، وليْسَ مِنْ جَيّده.
(هـ) وَفِيهِ «فَتَوَقَّلَتْ بنَا القِلاَصُ مِنْ أَعَالِي الجَوْف» الجَوْف: أرضٌ لِمُرَاد. وَقِيلَ هُوَ بَطْن الوَادي.
جَوْفٌ:
وهو المطمئن من الأرض، درب الجوف:
بالبصرة، ينسب إليه حيّان الأعرج الجوفي، حدث عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، روى عنه منصور بن زادان وغيره، قاله عمرو بن عليّ القلّاس، وأبو الشعثاء جابر بن زيد الجوفي يروي عن ابن عباس.
والجوف أيضا: أرض لبني سعد، قال الأحيمر السعدي:
كفى حزنا أنّ الحمار بن جندل ... عليّ، بأكناف السّتار، أمير
وأنّ ابن موسى بايع البقل بالنوى، ... له بين باب والستار خطير
وأنّي أرى وجه البغاة مقاتلا ... أديرة يسدي أمرنا وينير
هنيئا لمحفوظ على ذات بيننا، ... ولابن لزاز مغنم وسرور
أناعيب يحويهنّ بالجرع الغضا، ... جعابيب فيها رثّة ودثور
خلا الجوف من قتّال سعد فما بها، ... لمستصرخ يدعو الثبور، نصير
وجوف بهدا، بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء ودال مهملة مقصور، وقد ذكر باليمامة: لبني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، عن ابن أبي حفصة.
وجوف طويلع بالتصغير، وقد ذكر طويلع في موضعه، قال جرير يذكر يوم الصّمد:
نحن الحماة غداة جوف طويلع، ... والضاربون بطخفة الجبّارا
والجوف: اسم واد في أرض عاد فيه ماء وشجر حماه رجل اسمه حمار بن طويلع كان له بنون فخرجوا يتصيدون فأصابتهم صاعقة فماتوا، فكفر حمار كفرا عظيما وقال: لا أعبد ربّا فعل بي هذا الفعل! ثم دعا قومه إلى الكفر فمن عصى منهم قتله وقتل من مرّ به من الناس، فأقبلت نار من أسفل الجوف فأحرقته ومن فيه وغاض ماؤه، فضربت العرب به المثل وقالوا: أكفر من حمار وواد كجوف
الحمار وكجوف العير وأخرب من جوف حمار وأخلى من جوف حمار، وقد أكثرت الشعراء من ذكره، فمن ذلك قول بعضهم:
ولشوم البغي والغشم قديما ... ما خلا جوف ولم يبق حمار
قال ذلك ابن الكلبي، قال: وإنما عدل عند تسميته عن ذكر الحمار إلى ذكر العير في الشعر لأنه أخفّ عليهم وأسهل مخرجا، وذلك نحو قول امرئ القيس:
وواد كجوف العير قفر قطعته
وقال غير ابن الكلبي: ليس حمار ههنا اسم رجل إنما هو الحمار بعينه، واحتجّ بقول من يقول: أخلى من جوف الحمار لأن الحمار لا ينتفع بشيء مما في جوفه ولا يؤكل بل يرمى به، وأنشد ابن الكلبي لفارس ميسان الكندي جاهلي:
ومرّت بجوف العير وهي حثيثة، ... وقد خلّفت بالأمس هجل الفراضم
تخاف من المصلى عدوّا مكاشحا، ... ودون بني المصلى هديد بن ظالم
وما إن بجوف العير من متلذذ، ... مسيرة يوم للمطيّ الرواسم
فهذا يقوّي قول أبي المنذر هشام بن محمد الكلبي، قلت: ولله دره ما تنازع العلماء في شيء من أمور العرب إلا وكان قوله أقوى حجة وهو مع ذلك مظلوم وبالقوارص مكارم. والجوف أيضا: أرض مطمئنة أو خارجة في البحر في غربي الأندلس مشرفة على البحر المحيط. والجوف أيضا: من إقليم أكشونية من الأندلس. والجوف أيضا: من أرض مراد، له ذكر في تفسير قوله عز وجل: إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ 71: 1، رواه الحميدي الجرف ورواه النّسفي الحول، وهو فاسد، وهو في أرض سبأ، وقد ردّد فروة بن مسيك ذكره في شعره فقال:
فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت، ولكن الرماح أجرّت
شهدنا بأن الجوف كان لأمكم، ... فزال عقار الأم منها فعرّت
سيمنعكم يوم اللقاء فوارس ... بطعن، كأفواه المزاد اسبكرّت
قال أبو زياد: الجوف جوف المحوّرة ببلاد همدان، ومراد مآبة القوم أيّ مبيت القوم حيث يبيتون، ولعلّه الذي قبله. والجوف أيضا جوف الحميلة:
موضع بأرض عمان فيه أهوت ناقة لسامة بن لؤي إلى عرفجة فانتشلتها وفيها حية فنفختها فرمت بها على ساق سامة فنهشته فمات، وكان مرّ برجل من الأزد فأضافه فأحبته امرأته، فأخذ سامة يوما عودا فاستاك به وألقاه، فأخذته زوجة الأزدي فمصته فضربها زوجها فألقى سمّا في لبن ليقتله، فلما تناول القدح ليشرب غمزته أن لا يفعل فأراقه، فقالت امرأة الأزدي تذكر القصة وترثيه:
عين بكّي لسامة بن لؤيّ، ... حملت حتفه إليه الناقة
لا أرى مثل سامة بن لؤيّ، ... علقت ساق سامة العلّاقه
ربّ كأس هرقتها ابن لؤيّ ... حذر الموت لم تكن مهراقه
وقيل: اسم الموضع الذي هلك به سامة بن لؤي جوّ.

جَعَلَ

(جَعَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «ذُكر عِنْدَهُ الجَعَائِل، فَقَالَ: لَا أغْزُو عَلَى أجْرٍ، وَلَا أَبِيعُ أجْرِي مِنَ الْجِهَادِ» الجَعَائِل: جَمْع جَعِيلَة، أَوْ جَعَالَة بِالْفَتْحِ، والجُعل الِاسْمُ بالضَّم، والمَصْدَرُ بِالْفَتْحِ. يُقَالُ جَعَلْتُ كَذَا جَعْلًا وجُعْلًا، وَهُوَ الأجْرة عَلَى الشَّيْءِ فعْلاً أَوْ قَوْلًا. وَالْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ أَنْ يُكْتَب الغَزْوُ عَلَى الرجُل فيُعْطِيَ رَجُلا آخَرَ شَيْئًا ليَخْرُجَ مَكَانَهُ، أَوْ يَدْفع المُقيمُ إِلَى الْغَازِي شَيْئًا فيُقِيم الْغَازِي ويَخْرُج هُو. وَقِيلَ: الجُعْلُ أَنْ يُكْتَب البَعْثُ عَلَى الغُزَاة فيَخْرُج مِنَ الْأَرْبَعَةِ وَالْخَمْسَةِ رجُل وَاحِدٌ ويُجْعَلُ لَهُ جُعْلٌ. وَيُرْوَى مثْله عَنْ مسروق والحسن. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «إِنْ جَعَلَهُ عبْدا أَوْ أَمة فغَيْر طَائِلٍ، وَإِنْ جَعَلَهُ فِي كُراع أَوْ سِلاَح فَلَا بَأْسَ» أَيْ إِنَّ الجُعْلَ الَّذِي يُعْطِيه لِلْخَارِجِ إِنْ كَانَ عَبْدا أَوْ أمَة يَخْتَصُّ بِهِ فَلَا عِبْرة بِهِ، وَإِنْ كَانَ يُعِينُه فِي غَزْوة بِمَا يَحْتاج إِلَيْهِ مِنْ سِلاح أَوْ كُرَاعٍ فَلَا بَأْسَ بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «جَعِيلَةُ الغَرَقِ سُحت» وَهُوَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ جُعْلًا ليُخْرِج مَا غَرِق مِنْ مَتَاعه، جَعَلَهُ سُحْتا لِأَنَّهُ عَقْد فاسِد بالجهَالة الَّتي فِيهِ.
وَفِيهِ «كَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ بِأَنْفِهِ» الجُعَلُ: حيَوان مَعْرُوفٌ كالْخُنْفُسَاء.

رَمق

رَمق
الرَّمَقُ، مُحَرَّكةً: بَقِيَّةُ الحَياةِ قالَهُ اللَّيْثَ، وَفِي الصِّحاح: بقِيَّةُ الرُّوحِ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: باقِي النَّفْسِ، يُقال: سَدَّ رَمَقَهُ، وقالَ غيرُه: آخِرُ النَّفْسِ ج: أَرْماقٌ كسَبٍ وأَسْبابٍ. والرَّمَقُ: القَطِيعُ من الغَنَمِ فارِسِيٌ مُعَرَّبُ رَمَهْ. وقالَ ابنُ فارِس: عَيْشٌ رَمِقٌ، ككَتِفٍ: يُمْسِكُ الرَّمَقَ. وقالَ ابنُ دُرَيْد: رَمَقَهُ يَرْمُقُه رَمْقاً: إِذا لَحَظَه لَحْظاً خَفِيفاً كَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ خَفِيفاً، وَهُوَ غَلَطٌ، قَالَ: ورَجُلٌ يَرْمُوقٌ أَي: ضَعِيفُ البَصَرِ. وقالَ اللَّيْثُ: الرَّامِق كصاحِبٍ: الطّائِرُ الَّذِى يَنْصِبُه الصَّيّادُ ليَقَعَ علَيْهِ البازِيُّ فيَصِيدَهُ، ويُقال لَهُ أَيْضاً: الرّامِجُ، والمِلْواحُ، وَهُوَ أنْ يُؤْتَى ببُومَةٍ، فيُشَدَّ فِي رِجْلِها شيءٌ أسْوَدُ، وتُخاط عَيْناها، ويُشَدَّ فِي ساقَيْها بخَيْطٍ طَوِيل فإِذا وَقَع عَلَيْها البازِيُّ صادَه الصَّيّادُ من قَتْرَتِه، وَنَقله ابنُ دُرَيْدٍ أَيضاً، وَقَالَ: لَا أحْسَبُه عَرَبِيّاً مَحْضاً. ويُقال: مالِي فِي عَيْشِه وَمَا عَيْشُه إِلَّا رُمْقَةٌ، بالضمِّ. ورِماقٌ ككِتاب، رَماقٌ. مثلُ سَحابٍ، ورَمَقٌ مثلُ جَبَلٍ الثالِثَة عَن يَعْقُوبَ أَي: بُلْغَةٌ، أَو قَلِيلٌ يُمْسِكُ الرمَقَ وقالَ رُؤْبَة: مَا وَجْزُ مَعْرُوفِكَ بالرِّماق وَلَا مُؤاخاتُكَ بالمِذاقِ قالَ يَعْقُوبُ: ومِن كلامِهم: مَوْتٌ لَا يَجُرُّ إِلى عَار خَيْر من عَيْشٍ فِي رِماق. وحَبْلٌ أَرْماقٌ أَي: ضَعِيفٌ خَلَقٌ.
والرُّومَقانُ، بالضمٌّ وفَتْح المِيم: ع بالكُوفَةِ بَلْ طَسُّوجٌ من طسَاسِيج السَّوادِ فِي سَمْتِها. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الرُّمُقُ، بضَمَّتَيْنِ: الفُقراءُ المُتَبَلِّغُونَ بالرَّماقِّ: للقَلِيلِ من العَيْشِ. قالَ: والرَّمُق أَيْضاً: الحَسَدَةُ، واحِدْهُ رامِقٌ، ورَمُوقٌ وَهُوَ: الَّذِي يَرْمُقُ النّاسَ بعَينِه شَزْراً وحَسَداً. والرُّمَّقُ كَرُكَّعٍ: الضعِيفُ من الرَّجالِ. والتَّرْمِيق: العَمَلُ يَعْمَلُه الرَّجُلُ وَلَا يُحْسِنه وقَدْ يَتَبَلَّغُ بهِ وَهُوَ يُرَمِّقُ فِي الشَّيءْ: لَا يُبالِغُ فِي عَمَلِه، ويُقالُ: رَمِّقْ عَلَى مَزادَتَيْكَ، أَي: رُمَّهُما مَرَمَّةً يُتَبَلَّغُ بهَا. وهوَ مرَمَّقُ العَيْشِ، ومُرْمَقُّهُ، كمُعَظَّم، ومحْمَرِّ الأُولَى عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وفَسَّرَها بقَولِه: ضَيِّقُه والثّانِيَةُ عَن أبِي عُبَيْدٍ، وفَسَّرَها بقَوْلِه: أَو خَسِيسُه دُونُه وأَنْشَدَ للكُميْتِ:
(نعُالِجُ مُرْمَقّاً مِنَ العَيْشِ فانِياً ... لَهُ حاركٌ لَا يَحْملُ، العِبءَ أَجْزَلُ) قَالَ بنُ دُرَيْد: ومِنْ كلامِهم: أضْرَعَت الضَّانُ فرَبِّقْ رَبَّقْ، ورَمَّدَتِ المِعْزَى فرَمِّق رَمِّقْ ونَصُّ ابنِ فارِسٍ: أضْرَعَتِ المِعْزَى أَي: اشْرَبْ لَبَنَها قَلِيلاً قَلِيلاً لأَنَّها تُنْزِلُ قبلَ نِتاجِها بأَيّام، قالَهُ ابنُ)
فارِس، وقالَ غيرُه: لأَنَّها تَضَعُ بعدَ مُدَّةِ، وسَبَقَ الإيماءُ لِذلِكَ فِي رب ق. وقالَ ابنُ عَبّاد: تَرْمِيقُ الكَلام: تَلفِيقُه وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: رَمَّقَ الكَلامَ: لَفقَهُ شَيْئاً فشَيْئاً. وقالَ الأَصْمَعيُّ: ارْمَق الإِهابُ، كاحْمَرَّ: إِذا رَقَّ، وَمِنْه ارْمِقاقُ العَيْشِ، قَالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ بني أَمَيَّةَ:
(ولَم يَدبُغُونا على تِحْلِىءٍ ... فيَرْمَقّ أمْرٌ وَلم يُغْمِلُوا)
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ارْمَقَّ الشَّيْءُ: ضَعُفَ وكذلِك ارْمَقَّ الحَبْلُ: إِذا ضَعُفَتْ قُواه. وارْمَقَّتِ الغَنَمُ: إِذا ماتَت قَالَ رُؤبَةُ: عَرَفْتَ من ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتقَا فيهِ إِذا السَّهْبُ بهِنَّ ارْمَقّا وتَرَمَّقَ اللّبَنَ أَي: شَرِبَهُ قَلِيلاً قَلِيلاً. قالَ: وتَرَمَّقَ الماءَ وغَيْرَه: إِذا حَساهُ حُسْوَةً بعدَ حُسوَةٍ أخْرَى. والمُرامِقُ: مَنْ لَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِه مِن مَوَدَّتِكَ إلاّ قَلِيلٌ قالَ الرّاجِزُ: وصاحِبٍ مُرامِق داجَيْتُه دَهَنْتُه بالدُّهْنِ أَو طَلَيتُه عَلَى بَلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه وتَقُولُ: هذِه النخْلَةُ تُرامِق بعِرقٍ، أَي: لَا تَحْيَا وَلَا تَمُوتُ. ويُقال: رامَقَ الأمْرَ مُرامَقَةً: إِذا لَمْ يُبْرِمْه قالَ العَجّاجُ: والأمْرُ مَا رامَقْتَه مُلَهْوَجَا يُضْوِيكَ مَا لَم تَجْنِ مِنْه مُنْضَجَا والرِّماقُ، ككِتاب: النِّفاقُ وَمِنْه حَدِيثُ طَهْفَةَ: مَا لَمْ تضْمِرُوا الرِّماقَ وَهُوَ قريبٌ من معْنَى المُداراةِ لأَنَّ المُنافِقَ مُدارٍ بالكَذِبِ، حَكاه الهَرَوِى فِي الغَرِيبَيْنِ، وَقد تَقَدَّم أَنّه يُرْوَى أَيْضا: بالرِّفاقِ، بالفاءَ. والرِّماقُ أَيضاً: مَصْدَرُ رامَقَهُ، وَهُوَ أَنْ تَنْظُرَ إِليه نَظَراً شَزْرًا، نَظَرَ العَداوَةِ.
والرِّماقُ من العَيْشِ: الضيِّقُ وَهَذَا قد تّقَدَّمَ، فَهُوَ تكرارٌ، ولَعَلّهُ إِنّما أَعادَهٌ ثانِياً، للإِشارَةِ إِلى تَفْسِيرِ حَدِيثِ طَهْفَةَ على قَوْلِ بعْضٍ، والمَعْنَى: مالم تَضِقْ قُلوبُكُم عَن الحَقِّ.
وارْماقَّ هُزالاً: هَلَكَ وقالَ ابنُ عَبّادٍ: ارْماقَّتْ غَنَمُه: إِذا هَلَكَتْ هُزالاً. وقالَ غَيْره: ارْماقَّ الحَبْلُ أَي: ضَعُفَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ رامِقٌ، أَي: ذُو رَمَقٍ، قَالَ:)
كأَنَّهم من رامِقٍ ومُقْصَدِ أَعْجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ ورَمَقَهُ: أمْسَكَ رَمَقَه، وفمْ يَرْمُقُونَه بشَيْءٍ، أَي: قَدْر مَا يُمْسِكُ رَمَقَهُ. والمُرامِقُ: الَّذِي بآخِرِ رَمَقٍ. وفُلانٌ يُرامِقُ عَيْشَه: إِذا كَانَ يُدارِيهِ. ورَمَّقَهُ تَرْمِيقاً: نَظَر نَظَرًا طَوِيلاً شَزْراً. ورَمَقَهُ رَمْقاً، ورامَقَهُ: نَظَرَ إِلَيْهِ. ورَمَقْتُه ببَصَرِي، ورامَقْتُه: إِذا أَتْبَعْتَه بَصَرَكَ تَتَعَهدُهُ، وتَنْظُرُ إِلَيْهِ وتَرْقُبُه. ورَمَّقَ تَرْمِيقاً: أدَامَ النَّظَر، مثل: رَنَّقَ. وارَمَّق الطّرِيقُ: إِذا طالَ وامْتَدَّ. والمُرمَق، كمُحْمَرٍّ: الــفاسِدُ من كُلَ شيءٍ. فائِدَة مهمة: قالَ أَبو سَعْدٍ السَّمْعانِي فِي حَرفِ الرّاءَ من الأنْسابِ: الرَّمَقِيّ مُحَرَّكَةً، وَفِي آخِرِه قافٌ: نِسْبةُ شعَيْب بنِ شَعَيْبِ بنِ إِسْحاقَ الرمَقِيِّ، يَرْوِىَ عَن أَبِي المُغِيرَةِ عَبْدِ القُدُّوسِ بنِ الحَجّاج، وَعنهُ حَفْصُ بنُ عَمْروٍ الأَرْدَبِيلِيُّ، قالَ الحافِظُ: وَهَذَا وَهَمٌ، وَقد تَبعَ فِيهِ ابنَ ماكُولاَ فإِنَّه ذَكَرَه هَكَذَا أَيْضاً، والعَجَبُ مِنْهُمَا كيفَ راجَ عَلَيْهما هَذَا، وَهُوَ تَصْحِيفٌ، قِيلَ: صَحَّفَه حَفْصُ بنُ عَمْرٍ والمَذْكُور، ثمَّ راجَ عَلَى ابْنِ الأَثِيرِ فِي مُخْتَصَرِه، وَكَذَا راجَ هَذَا الوَهْمُ على أَبِي مُحَمَّدٍ الرُّشاطِيِّ، فنَقَل كَلامَ الأَمِيرِ بعَقِبِه، وَزَاد أَنّه مَنْسُوب إِلى الرمَقِ: مَا بينَ نَهاوَنْدَ وهَمَذانَ، انْتَهى. والمَذْكُورُ إِنّما هُو دِمَشْقِيٌ من رِجالِ الشَّيْخَيْنِ، وَقد ذَكَرَهُ الحافِظُ بنُ عَساكِر فِي تارِيخِه على الصَّحِيح، وتَبِعَهُ من صَنَّفَ فِي رِجالِ الكُتُبِ السِّتَّةِ، والكَمالُ للهِ، فإنَّ الأَّمرَ أَشْهَرُ فِيهِ من أَنْ يَحْتاجَ إِلى إِقامَةِ دَلِيلٍ، فتَأمَّلْ ذَلِك.

العِثْنُ

العِثْنُ، بالكسر: ضَرْبٌ من الخُوصةِ تَرْعاهُ المالُ رَطْباً، ومُصْلِحُ المالِ، وسائِسُه، والعِهْنُ، وبالتحريك: الصَّنَمُ الصَّغيرُ
ج: أعْثانٌ، والدُّخانُ،
كالعُثانِ، كغُرابٍ، واحِدِ: العَواثِنِ. وككتِفٍ: الــفاسِدُ من الطَّعَامِ لِدُخانٍ خالَطَهُ،
كالمَعْثُونِ.
وعَثَنَتِ النارُ عَثْنَاً وعُثاناً وعُثوناً، بضمهما: دَخَّنَتْ،
كَعَثَّنتْ،
وـ في الجبل: صَعَّدَ.
وعَثِنَ الثَّوْبُ، كَفَرِحَ: عَبِقَ.
والتَّعْثِينُ: التَّخْلِيطُ، وإثارةُ الفَسادِ، وتَبْخِيرُ الثَّوْبِ بالبَخُورِ، وكغُرابٍ: الغُبارُ،
وع. وكثُمامةٍ: ماءٌ لِجَذيمَةَ،
والعُثْنُونُ: اللِّحْيَةُ، أو ما فَضَلَ منها بعدَ العارِضَيْنِ، أو ما نَبَتَ على الذَّقَنِ وتَحْتَهُ سِفْلاً، أو هو طُولُها، وشُعَيْراتٌ طِوالٌ تَحْتَ حَنَكِ البعيرِ،
وـ من الريحِ والمطرِ: أوَّلُهُما، أو عامُّ المطرِ، أو المطرُ ما دامَ بين السماءِ والأرضِ
ج: عَثانينُ.
والعُواثِنُ، بالضم: الأَسَدُ الكثيرُ الشَّعَرِ. وكمُعَظَّمٍ: الضَّخْمُ العُثْنُون.

الخَطَلُ

الخَطَلُ، محرَّكةً: خِفَّةٌ وسُرْعَةٌ، والكلامُ الــفاسِدُ الكثيرُ، خَطِلَ، كفرِحَ، فهو أخْطَلُ وخَطِلٌ فيهما،
و=: الطولُ، والاضْطِرابُ في الإِنْسانِ والفَرَسِ والرُّمْحِ،
وـ من المرأةِ: فُحْشُها ورِيبَتُها.
وهي خَطَّالَةٌ: فَحَّاشَةٌ، أو ذاتُ ريبةٍ،
و=: التَّلَوِّي، والتَّبَخْتُرُ، وقد تَخَطَّلَ في مِشْيَتِهِ. وككَتِفٍ: الأَحْمَقُ السَّريعُ الطَّعْنِ العَجِلُهُ،
وـ من السِهامِ: ما لا يَقْصِدُ قَصْدَ الهَدَفِ،
وـ من الثِيابِ والبَدَنِ: ما خَشُنَ وغَلُظَ، وحَبْلُ الصائِدِ، وطَرَفُ الفُسْطاطِ، والثَّوْبُ يَنْجَرُّ على الأرضِ طولاً.
ورَجُلٌ خَطِلُ اليَدَيْنِ: خَشِنُهُما،
وـ بالمَعْروفِ: عَجِلٌ عندَ العَطاءِ.
والأَخْطَلُ التَّغْلَبِيُّ: غِياثُ بنُ غَوْثٍ. والأَخْطَلُ الضَّبُعِيُّ، والأَخْطَلُ بنُ حَمَّادِ بنِ النَّمِرِ بنِ تَوْلَبٍ، والأَخْطَلُ بنُ غالِبٍ: شُعَراءُ. وهِلالٌ أو عبدُ الله بنُ خَطَلٍ، مُحَرَّكةً: تَعَلَّقَ بأسْتارِ الكَعْبَةِ يَوْمَ الفتحِ، فأمَرَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، بقَتْلِهِ.
والخَيْطَلُ، كصَيْقَلٍ: الكَلْبُ، والسِّنَّوْرُ.
كالخَنْطَلِ. وكجَنْدَلٍ: الداهِيَةُ، والعَطَّار، وجَمَاعَةُ الجَرادِ.
والخَطْلاءُ: الشاةُ العَريضَةُ الأذُنَيْنِ، ج: ككُتُبٍ،
وـ من الآذانِ: المُسْتَرْخِيَةُ، والمَرْأةُ الجافِيَةُ الطَّويلَةُ الثَّدْيَيْنِ.

الطُّهْر وَالطَّهَارَة

الطُّهْر وَالطَّهَارَة: فِي اللُّغَة النَّظَافَة وَهُوَ على نَوْعَيْنِ ظاهري وباطني وَالطَّهَارَة الظَّاهِرِيَّة فِي الشَّرْع عبارَة عَن غسل أَعْضَاء مَخْصُوصَة بِصفة مَخْصُوصَة وَهِي نَوْعَانِ الطَّهَارَة الْكُبْرَى وَهِي الْغسْل أَو نَائِبه وَهُوَ التَّيَمُّم للْغسْل وَالطَّهَارَة الصُّغْرَى وَهِي الْوضُوء أَو نَائِبه وَهُوَ التَّيَمُّم للْوُضُوء وَالطَّهَارَة الباطنية تَنْزِيه الْقلب وتصفيته عَن نَجَاسَة الْكفْر والنفاق وَسَائِر الْأَخْلَاق الذميمة الْبَاطِنَة.

وَالطُّهْر عِنْد الْفُقَهَاء: فِي بَاب الْحيض هُوَ الْفَاصِل بَين الدمين وَأقله عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى خَمْسَة عشر يَوْمًا كَمَا رُوِيَ عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَلَا يعرف ذَلِك إِلَّا سَمَاعا. وَالتَّفْصِيل فِي كتب الْفِقْه. وَلَا حد لأكْثر الطُّهْر لِأَنَّهُ قد يَمْتَد إِلَى سنة وسنتين فَصَاعِدا وَقد لَا ترى الْحيض أصلا فَلَا يُمكن تَقْدِيره فَحِينَئِذٍ تصلي وتصوم وَمَا يرى فَهُوَ الطُّهْر وَإِن استغرق لَكِن إِذا اسْتمرّ الدَّم فَإِن كَانَت مبتدئة فحيضها عشرَة وطهرها عشرُون. وَإِن كَانَت مُعْتَادَة فَإِن كَانَت ناسية أَيَّامهَا فتردت بَين الْحيض وَالطُّهْر وَالْخُرُوج من الْحيض فَإِنَّهَا تصلي بِالْغسْلِ لكل صَلَاة بِالشَّكِّ كَمَا قَالَ صَاحب نَام حق.
(هرزنى راكه كم شود أَيَّام ... غسل بايد بهر نمازمدام)

بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة لَا بِفَتْحِهَا كَمَا زعم الجهلاء. وَالْقِيَاس أَن تَغْتَسِل لكل سَاعَة لَكِن سقط ذَلِك للْحَرج وَلَا يطَأ زَوجهَا بِالتَّحَرِّي لِأَنَّهُ لَا يجوز فِي بَاب الْفروج. وَقَالَ بعض مَشَايِخنَا يَطَأهَا بِالتَّحَرِّي لِأَنَّهُ حَقه فِي حَالَة الطُّهْر وزمانه غَالب. وَفِي الْمَبْسُوط إِذا كَانَت لَهَا أَيَّام مَعْلُومَة فِي كل شهر فَانْقَطع عَنْهَا الدَّم أشهرا ثمَّ عَاد وَاسْتمرّ بهَا وَقد نسيت أَيَّامهَا فَإِنَّهَا تمسك عَن الصَّلَاة ثَلَاثَة أَيَّام من أول الِاسْتِمْرَار ثمَّ تَغْتَسِل لكل صَلَاة من سَبْعَة أَيَّام ثمَّ تتوضأ عشْرين يَوْمًا لوقت كل صَلَاة ويأتيها زَوجهَا وَإِن كَانَت عَالِمَة حافظة أَيَّام حَيْضهَا وطهرها فَيحْتَاج إِلَى نصب الْعَادة. وَاخْتلفُوا فِيهِ فَقَالَ أَبُو عصمَة سعيد بن معَاذ الْمروزِي وَأَبُو حَازِم عبد الحميد لَا يقدر طهرهَا بِشَيْء وَلَا تَنْقَضِي عدتهَا أبدا. وَقَالَت الْعَامَّة يقدر طهرهَا للضَّرُورَة والبلوى. ثمَّ اخْتلفُوا فَقَالَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الميداني يقدر بِسِتَّة أشهر إِلَّا سَاعَة.
الطُّهْر وَالطَّهَارَة: فقد جَاءَ فِي (الْكَنْز الْفَارِسِي) بقول (مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الميداني أَنه بعد مُضِيّ تِسْعَة عشر شهرا وَعشرَة أَيَّام إِلَّا أَربع سَاعَات من وُقُوع الطَّلَاق يُمكن للْمَرْأَة أَن تتَزَوَّج ثَانِيَة (انْتهى)) وَإِذا قلت لماذا تِسْعَة عشر شهرا وَعشرَة أَيَّام؟ فَإِن قَوْله ذَلِك هُوَ عدَّة تِلْكَ الْمَرْأَة، وَالْجَوَاب هُوَ أَن عدَّة الْمُطلقَة ثَلَاثَة حيضات وَبِمَا أَن كل حَيْضَة هِيَ عشرَة أَيَّام وَثَلَاثَة تَسَاوِي شهرا وكل طهر عِنْده هُوَ سِتَّة أشهر فمجموع الْأَطْهَار الثَّلَاثَة يصبح ثَمَانِيَة عشر شهرا، ويضاف إِلَيْهَا الشَّهْر الْمَفْرُوض للحيضات الثَّلَاثَة فَيُصْبِح الْمَجْمُوع تِسْعَة عشر شهرا، أما زِيَادَة الْأَيَّام الْعشْرَة فَيَعُود إِلَى احْتِمَال أَن يكون الطَّلَاق من زَوجهَا قد وَقع أثْنَاء الْحيض فَلَا تعد هَذِه الْحَيْضَة من الْعدة. فَمن بَاب الِاحْتِيَاط أضَاف عشرَة أَيَّام. وَإِذا قلت لماذا إِلَّا أَربع سَاعَات؟ فَيكون الْجَواب نقلل ثَلَاث سَاعَات من الْأَطْهَار الثَّلَاثَة، لِأَن الطُّهْر على مَذْهَبنَا مِقْدَاره سِتَّة أشهر إِلَّا سَاعَة وَاحِدَة، لِأَن الْعَادة نُقْصَان طهر غير الْحَامِل عَن الْحَامِل، وَأَقل مُدَّة الْحمل سِتَّة أشهر فانتقص عَن هَذَا شَيْء وَهُوَ السَّاعَة، أما إنقاص السَّاعَة الرَّابِعَة من أجل أَن الْعد للعدة يبْدَأ من بعد زمن التَّطْلِيق وَلَيْسَ من زمن التَّطْلِيق فَافْهَم واحفظ فَإِنَّهُ ينفعك هُنَاكَ.
الطُّهْر المتخلل بَين الدمين فِي الْمدَّة حيض ونفاس: هَذِه الْمَسْأَلَة وَاقعَة فِي أَكثر كتب الْفِقْه وَشرح الْوِقَايَة فِي هَذَا الْمقَام معركة آراء الطلباء بل مزال أَقْدَام الْفُضَلَاء وَقد وَقع أَوَان تكْرَار بعض الأحباب طول المباحثة فِي تَحْقِيقه فنقلت عَن الْأُسْتَاذ رَحمَه الله مَا سمح بِهِ خاطري فَاسْتَحْسَنَهُ وحرره بِعِبَارَة هَكَذَا إِن قَوْله (الطُّهْر) مُبْتَدأ مَوْصُوف و (المتخلل) صفته و (بَين) ظرف مُضَاف إِلَى (الدمين) مُتَعَلق بالمتخلل و (فِي الْمدَّة) ظرف مُسْتَقر حَال عَن الدمين وَالْمعْنَى أَن الطُّهْر المتخلل بَين الدمين حَال كَونهمَا واقعين فِي مُدَّة الْحيض حيض وَفِي مُدَّة النّفاس نِفَاس على رِوَايَة مُحَمَّد عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى بل على رِوَايَة مُحَمَّد عَن أبي يُوسُف كَمَا هُوَ التَّحْقِيق فمسألة الْمُتُون على مَا قَررنَا لَا تصدق إِلَّا على صُورَة وجد فِيهَا دمان فِي الْمدَّة وَأما إِذا خرج أحد الدمين عَن الْمدَّة فَلَا تصدق فَالْمَسْأَلَة الْوَاقِعَة فِي الْوِقَايَة مثلا مَا رَوَاهُ مُحَمَّد عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى لَا غير بل مَا رَوَاهُ أَبُو يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى كَمَا مر فَبين قَول صَاحب الْوِقَايَة وَقَول شارحها وَهُوَ قَوْله وَاعْلَم أَن الطُّهْر الَّذِي يكون أقل من خَمْسَة عشر إِذا تخَلّل بَين الدمين إِلَى آخر الاختلافات عُمُوم وخصوص مُطلق أَعنِي قَول صَاحب الْوِقَايَة اخص وَقَول شارحها أَعم لِأَنَّهُ كل مَا صدق عَلَيْهِ تخَلّل الطُّهْر بَين الدمين فِي الْمدَّة صدق عَلَيْهِ تخَلّل الطُّهْر بَين الدمين وَلَا عكس فالطهر الَّذِي يكون أقل من خَمْسَة عشرَة إِذا تخَلّل بَين الدمين فَإِن كَانَ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَو خَمْسَة أَو سِتَّة أَو سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة فَهُوَ دَاخل تَحت مَسْأَلَة الْوِقَايَة وَأما إِذا كَانَ ذَلِك الطُّهْر تِسْعَة أَو عشرَة أَو أحد عشرَة أَو اثْنَا عشر أَو ثَلَاثَة عشر أَو أَرْبَعَة عشر فَلَا فالشارح إِنَّمَا ذكر مَا سوى مَسْأَلَة الْوِقَايَة للفائدة لَا لِأَن جَمِيع الاختلافات مندرجة تَحت مَسْأَلَة الْوِقَايَة بِأَن تكون مُشْتَمِلَة على رِوَايَة مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى وَغَيرهَا على مَا وهم حَتَّى يَقع الْخبط والصعوبة فِي تطبيق مَسْأَلَة الْوِقَايَة على جَمِيع الرِّوَايَات واندراجها فِيهَا.
قَالَ الشَّارِح: وَاعْلَم أَن الطُّهْر الَّذِي يكون أقل من خَمْسَة عشر إِذا تخَلّل بَين الدمين فَإِن كَانَ أقل من ثَلَاثَة أَيَّام لَا يفصل بَينهمَا بل هُوَ كَالدَّمِ المتوالي إِجْمَاعًا انْتهى (المُرَاد بِعَدَمِ الْفَصْل) أَن لَا يَجْعَل الطُّهْر طهرا بل يَجْعَل كأيام ترى فِيهَا الدَّم كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بقوله بل هُوَ كَالدَّمِ المتوالي وَإِنَّمَا لَا يفصل الطُّهْر إِلَّا أقل من ثَلَاثَة لِأَن دون الثَّلَاث من الدَّم لَا حكم لَهُ فَكَذَا الطُّهْر. (صورته) امْرَأَة رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَيَوْما أَو يَوْمَيْنِ طهرا أَو يَوْمًا دَمًا فَهَذَا الطُّهْر مَعَ الدمين حيض بالِاتِّفَاقِ (فَإِن قيل) لَا يعلم من كَون ذَلِك الطُّهْر دَمًا مُتَوَلِّيًا أَنه حيض (قُلْنَا) لَا شكّ أَن الدَّم إِذا صلح للْحيض يكون حيضا وَإِذا لم يصلح فَهُوَ استحاضه وَالدَّم الصَّالح للْحيض مَا يكون أَكثر من يَوْمَيْنِ وَأَقل من أحد عشر يَوْمًا فَإِذا جعل ذَلِك الطُّهْر فِي هَذِه الصُّورَة دَمًا صَار الدَّم ثَلَاثَة أَيَّام على تَقْدِير كَون الطُّهْر يَوْمًا وَأَرْبَعَة أَيَّام على تَقْدِير كَونه يَوْمَيْنِ وَذَلِكَ الدَّم يصلح أَن يكون حيضا فَاعْتبر كَذَلِك.
قَالَ الشَّارِح: وَإِن كَانَ أَي الطُّهْر ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَكثر وَهُوَ مَا بَين ثَلَاثَة وَخمْس عشر فَعِنْدَ أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ قَول أبي حنيفَة رَحمَه الله لَا يفصل أَي الطُّهْر بَين الدمين بل هُوَ كَالدَّمِ المتوالي لِأَن مَا دون خَمْسَة عشر طهر فَاسد فَيكون كَالدَّمِ. (صورته) رَأَتْ يَوْمَيْنِ دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما مَا دَمًا أَو رَأَتْ يَوْمَيْنِ دَمًا وَأَرْبَعَة عشر طهرا وَيَوْما دَمًا لَا يفصل الطُّهْر عِنْد أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ قَول آخر لأبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فأيام الْحيض على الأول سِتَّة وعَلى الثَّانِي عشرَة وَإِنَّمَا قَالَ آخر لِأَن القَوْل السَّابِق الَّذِي عَلَيْهِ الاجماع قَالَ بِهِ أَيْضا أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فَهَذَا القَوْل بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ قَول آخر وَإِنَّمَا قَالَ وَإِن كَانَ أَكثر من عشرَة بالوصل مَعَ أَنه كَانَ متفهما من قَوْله السَّابِق أَو أَكثر توضيحا للمراد ودفعا لتوهم أَن المُرَاد دفعا بِالْأَكْثَرِ الأول أَكثر من ثَلَاثَة أَيَّام فَقَط.
قَالَ الشَّارِح: فَيجوز بداية الْحيض وختمه بِالطُّهْرِ عطف على قَوْله لَا يفصل.
قَالَ الشَّارِح: على هَذَا القَوْل فَقَط أَي على قَول أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى دون الْأَقْوَال الْخَمْسَة الْبَاقِيَة. (صورته) امْرَأَة عَادَتهَا فِي أول كل شهر خَمْسَة فرأت قبل أَيَّامهَا يَوْمًا دَمًا ثمَّ طهرت خمستها ثمَّ رَأَتْ يَوْمًا دَمًا فَعنده خمستها حيض إِذا جَاوز الْعشْرَة أما إِذا لم يتَجَاوَز فَيكون الْجَمِيع حيضا والأوضح فِي التَّصْوِير أَن يُقَال مُعْتَادَة بِعشْرَة حيضا وَعشْرين طهرا رَأَتْ تِسْعَة عشر طهرا ثمَّ يَوْمًا دَمًا ثمَّ عشرَة طهرا ثمَّ يَوْمًا دَمًا فالعشرة بَين الدمين حيض فَحِينَئِذٍ بداية الْحيض بِالطُّهْرِ وختمه أَيْضا بِهِ ظَاهر فطهر مِنْهُ أَن تصور الْبِدَايَة والختم مَعًا بِالطُّهْرِ لَا يُمكن إِلَّا فِيمَن لَهَا عَادَة مَعْرُوفَة.
قَالَ الشَّارِح: قد ذكر أَن الْفَتْوَى على هَذَا تيسيرا على الْمُفْتِي والمستفتي لِأَن فِي مَذْهَب مُحَمَّد وَغَيره تفاصيل يحرج الْمُفْتِي والمستفتي فِي ضَبطهَا والتيسير هُوَ اللَّائِق فِي الشَّرِيعَة لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا (فَإِن قلت) إِذا كَانَ الْفَتْوَى على قَول أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى للتيسير وَمَعَ ذَلِك قد اجْتمع عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ فَكيف ذكر فِي الْمُتُون رِوَايَة مُحَمَّد وشارح الْوِقَايَة ذكرهَا فِي مُخْتَصر الْوِقَايَة أَيْضا (قلت) كَونهَا رِوَايَة مُحَمَّد وهم لِأَن الطُّهْر المتخلل بَين الدمين مُطلقًا حَال كَون الطُّهْر فِي مُدَّة الْحيض حيض على رِوَايَة أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى سَوَاء كَانَ الدمَان فِي مُدَّة الْحيض أَو لَا (نعم) يجب تَقْيِيد الطُّهْر بالناقص.
قَالَ الشَّارِح: وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد عَنهُ أَي عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى لَا يفصل إِن أحَاط الدَّم بطرفيه فِي عشرَة أَو أقل. (صورته) امْرَأَة رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَمَانِية طهرا وَيَوْما دَمًا أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهر أَو يَوْمًا دَمًا فالحيض على الصُّورَة الأولى عشرَة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة خَمْسَة أَيَّام.
قَالَ الشَّارِح: فِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك عَنهُ أَي عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى يشْتَرط مَعَ ذَلِك أَي مَعَ اشْتِرَاط إحاطة الدَّم بطرفيه فِي عشرَة أَو أقل كَون الدمين نِصَابا يَعْنِي ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها كمن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَسَبْعَة طهرا ويومين دَمًا أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَأَرْبَعَة طهرا ويومين دَمًا فالحيض على الصُّورَة الأولى عشرَة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة سَبْعَة أَيَّام.
قَالَ الشَّارِح: وَعند مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى يشْتَرط مَعَ هَذَا أَي يشْتَرط عِنْده مَعَ كَون الدمين نِصَابا كَون الطُّهْر مُسَاوِيا للدمين أَو أقل كمن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا ويومين دَمًا وَرَأَتْ يَوْمًا دَمًا ويومين طهرا ويومين دَمًا فالحيض على الصُّورَة الأولى سِتَّة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة خَمْسَة أَيَّام.
قَالَ الشَّارِح: ثمَّ إِذا صَار دَمًا عِنْده. الضَّمِير الْمُسْتَتر فِي قَوْله صَار رَاجع إِلَى الطُّهْر المتخلل الْمسَاوِي للدمين أَو الْأَقَل وَالضَّمِير الْمَجْرُور فِي قَوْله عِنْده رَاجع إِلَى مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى.
قَالَ الشَّارِح: فَإِن وجد. شَرط مَعَ جَزَائِهِ جَزَاء لقَوْله إِذا صَار.
قَالَ الشَّارِح: فِي عشرَة. مُتَعَلق بقوله وجد. قَالَ الشَّارِح: هُوَ فِيهَا. جملَة وَقعت صفة لقَوْله عشرَة وَضمير هُوَ رَاجع إِلَى الطُّهْر وَضمير فِيهَا عَائِد إِلَى قَوْله عشرَة.
قَالَ الشَّارِح: طهر. مفعول مَا لم يسم فَاعله لقَوْله وجد. وَقَوله آخر صفة لقَوْله طهر.
قَالَ الشَّارِح: يغلب. جملَة وَقعت صفة ثَانِيَة لقَوْله طهر وَالضَّمِير الْمُسْتَتر فِي يغلب رَاجع إِلَى الطُّهْر الآخر.
قَالَ الشَّارِح: الدمين. مفعول بِهِ لقَوْله يغلب.
قَالَ الشَّارِح: المحيطين. صفة لقَوْله الدمين.
قَالَ الشَّارِح: بِهِ رَاجع. إِلَى الطُّهْر الاخر.
قَالَ الشَّارِح: لَكِن، عاطفة.
قَالَ الشَّارِح: يصير مَغْلُوبًا، مَعْطُوف على قَوْله يغلب وَالضَّمِير الْمُسْتَتر فِي قَوْله يصير رَاجع إِلَى الطُّهْر الآخر.
قَالَ الشَّارِح: إِن عدد ذَلِك الدَّم الْحكمِي دَمًا. مُتَعَلق بقوله يصير مَغْلُوبًا وَالْمرَاد بقوله ذَلِك الدَّم الْحكمِي الطُّهْر الْمَذْكُور أَي الطُّهْر الأول.
قَالَ الشَّارِح: فَإِنَّهُ يعد دَمًا. جَزَاء لقَوْله فَإِن وجد. وَالضَّمِير الْمَنْصُوب رَاجع إِلَى الطُّهْر الآخر وَكَذَا الضَّمِير الْمُسْتَتر فِي قَوْله يعد.
قَالَ الشَّارِح: حَتَّى يَجْعَل الطُّهْر الآخر حيضا أَيْضا مُتَعَلق بقوله يعد.
قَالَ الشَّارِح: إِلَّا فِي قَول أبي سُهَيْل. يَعْنِي أَنه لَا يعد ذَلِك الطُّهْر الآخر دَمًا (صورته) امْرَأَة رَأَتْ يَوْمَيْنِ دَمًا وَثَلَاثَة طهرا أَو يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما دَمًا فالحيض عِنْد مُحَمَّد الْعشْرَة كلهَا وَعند أبي سُهَيْل السِّتَّة الأول حيض.
قَالَ الشَّارِح: وَلَا فرق بَين كَون الطُّهْر الآخر مقدما على ذَلِك الطُّهْر أَو مُؤَخرا. يَعْنِي يجوز فِي الْمِثَال أَن يَجْعَل الثَّلَاثَة الأول دَمًا حكما. وَيجْعَل الثَّانِيَة كَذَلِك وَيجوز الْعَكْس أَيْضا. صورته امْرَأَة رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما دَمًا وَثَلَاثَة طهرا ويومين دَمًا فَيجْعَل الطُّهْر الثَّانِي حيضا لكَونه مُسَاوِيا للدمين المحيطين بِهِ ثمَّ يَجْعَل الطُّهْر الأول أَيْضا حيضا لكَونه أقل من الدمين المحيطين وَيجْعَل الطُّهْر الثَّانِي دَمًا.
قَالَ الشَّارِح: وَعند الْحسن بن زِيَاد الطُّهْر الَّذِي يكون ثَلَاثَة أَو أَكثر يفصل مُطلقًا أَي سَوَاء كَانَ ذَلِك الطُّهْر مُسَاوِيا للدمين المحيطين بِهِ أَو أقل مِنْهُمَا أَو أَكثر. فَإِن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما دَمًا. أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَأَرْبَعَة طهرا وَيَوْما دَمًا. فَفِي هَاتين الصُّورَتَيْنِ يفصل الطُّهْر عِنْده. وَإِن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَيَوْما طهرا وَيَوْما دَمًا. أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا ويومين طهرا وَيَوْما دَمًا. فالحيض على الصُّورَة الأولى عِنْده ثَلَاثَة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة أَرْبَعَة أَيَّام.

فساد الهضم

فساد الهضم:
[في الانكليزية] deterioration of the digestion ،dyspepsia
[ في الفرنسية] deterioration de la digestion ،dyspepsie
عندهم هو أنّ يتغيّر الطعام في المعدة إلى بعض الكيفيات الرديّة. والفرق بينه وبين التّخمة أنّ فيه هضما لكنه فاسد، بخلاف التّخمة فإنّه فيها ليس هضم أصلا كذا في بحر الجواهر.

الْمَجْنُون

(الْمَجْنُون) الذَّاهِب الْعقل أَو فاسده (ج) مجانين
الْمَجْنُون: من بِهِ الْجُنُون الْمَذْكُور فِي مَحَله وَأَحْكَامه هُنَاكَ أَيْضا.
الْمَجْنُون: من لم يستقم كَلَامه وأفعاله وَإِن أردْت تَمام تَفْصِيله فَانْظُر فِي الْجُنُون.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.