Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عصوي

ذو وذوات

ذو وذوات: قال الليث: ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك، كقولك: فلان

ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ، والتثنية ذَوان، والجمع ذَوُونَ، قال: وليس في

كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع كلمات وهنّ: ذُو وفُو

وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ، فأَما فُو فإنك تقول: رأَيت فازَيد،

ووضَعْتُ في فِي زيد، وهذا فُو زيد، ومنهم من ينصب الفا في كل وجه؛ قال

العجاج يصف الخمر:

خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا

وقال الأَصمعي: قال بِشْرُ بنُ عُمر قلت لذي الرمة أَرأَيت قوله:

خالط من سلمى خياشيم وفا

قال: إِنا لنقولها في كلامنا قَبَحَ الله ذا فا؛ قال أَبو منصور: وكلام

العرب هو الأَوَّل، وذا نادر. قال ابن كيسان: الأَسماء التي رفعها بالواو

ونصبها بالأَلف وخفضها بالياء هي هذه الأَحرف: يقال جماء أَبُوك وأَخُوك

وفُوك وهَنُوك وحَمُوكِ وذُو مالٍ، والأَلف نحو قولك رأَيتُ أَباكَ

وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهناكَ وذا مال، والياء نحو قولك مررت بأَبِيك وأَخِيك

وفِيك وحَميكِ وهَنِيكَ وذِي مالٍ. وقال الليث في تأْنيث ذُو ذاتُ: تقول

هي ذاتُ مالٍ، فإِذا وقَفْتَ فمنهم من يَدَع التاء على حالها ظاهرةً في

الوُقُوف لكثرة ما جَرَتْ على اللِّسان، ومنهم من يرد التاء إِلى هاء

التأْنيث، وهو القياس، وتقول: هي ذاتُ مالٍ وهما ذواتا مال، ويجوز في الشعر

ذاتا مالٍ، والتَّمامُ أَحسنُ. وفي التنزيل العزيز: ذَواتا أَفْنانٍ؛

وتقول في الجمع: الذَّوُونَ. قال الليث: هم الأَدْنَوْنَ والأَوْلَوْنَ؛

وأَنشد للكميت:

وقد عَرَفَتْ مَوالِيَها الذَّوِينا

أَي الأَخَصِّينَ، وإِنما جاءت النون لذهاب الإِضافة. وتقول في جمع ذُو:

هم ذَوُو مالٍ، وهُنَّ ذَواتُ مالٍ، ومثله: هم أُلُو مالٍ، وهُنَّ

أُلاتُ مالٍ، وتقول العرب: لَقِيتُه ذا صبَاحٍ، ولو قيل: ذاتَ صَباحٍ مثل ذاتِ

يَوْمٍ لَحَسُنَ لأَن ذا وذاتَ يراد بهما وقت مضاف إِلى اليوم والصباح.

وفي التنزيل العزيز: فاتَّقُوا اللهَ وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكم؛ قال

أَبو العباس أَحمد بن يحيى: أَراد الحالةَ التي للبَيْن، وكذلك أَتَيْتُكَ

ذاتَ العِشاء، أَراد الساعة التي فيها العِشاء وقال أَبو إسحق: معنى ذاتَ

بَيْنِكم حَقِيقَةَ وَصْلِكم أَي اتَّقوا الله وكونوا مُجْتَمِعين على

أَمر الله ورسوله، وكذلك معنى اللهم أَصْلِح ذاتَ البَيْن أَي أَصْلِح

الحالَ التي بها يجتمع المسلمون. أَبو عبيد عن الفراء: يقال لَقِيتُه ذاتَ

يَوْمٍ وذاتَ ليلة وذاتَ العُوَيم وذاتَ الزُّمَيْنِ، ولقيته ذا غَبُوقٍ،

بغير تاء، وذا صَبُوحٍ. ثعلب عن ابن الأَعرابي: تقول أَتيته ذاتَ

الصَّبُوحِ وذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَيْته غُدْوة وعَشِيَّةً، وأَتيته ذا صباح

وذا مساء، قال: وأَتيتهم ذاتَ الزُّمَيْنِ وذات العُوَيْمِ أَي مُذْ ثلاثة

أَزْمان وأَعْوام. ابن سيده: ذُو كلمة صِيغت ليُتَوصَّل بها إِلى الوصف

بالأَجناس، ومعناها صاحب أَصْلُها ذَواً، ولذلك إِذا سمى به الخليل

وسيبويه قالا هذا ذَواً قد جاء، والتثنية ذَوانِ، والجمع ذوونَ.

والذَّوُون: الأَملاك المُلَقَّبون بذُو كذا، كقولك ذُو يَزَنَ وذُو

رُعَيْنٍ وذو فائشٍ وذُو جَدَنٍ وذُو نُواسٍ وذو أَصْبَح وذُو الكَلاعِ، وهم

مُلوك اليَمن من قُضاعَةَ، وهم التَّبابِعة؛ وأَنشد سيبويه قول الكميت:

فلا أَعْني بِذلك أَسْفليكُمْ،

ولكِنِّي أُرِيدُ به الذَّوِينا

يعني الأَذْواء، والأُنثى ذات، والتثنية ذَواتا، والجمع ذَوُون،

والإِضافة إِليها ذَوِّيٌ

(* قوله« والاضافة اليها ذوّيّ» كذا في الأصل، وعبارة

الصحاح: ولو نسبت اليه لقلت ذوويّ مثل عصوي وسينقلها المؤلف.) ، ولا يجوز

في ذات ذاتِيٌّ لأَنَّ ياء النسب معاقبة لهاء التأْنيث. قال ابن جني:

وروى أَحمد بن إِبراهيم أُستاذ ثعلب عن العرب هذا ذو زَيْدٍ، ومعناه هذا

زيدٌ أَي هذا صاحبُ هذا الاسم الذي هو زيد؛ قال الكميت:

إِليكُم، ذَوِي آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ

نَوازِعُ مِن قَلْبِي ظِماء وأَلْبُبُ

أَي إِليكم أَصحاب هذا الاسم الذي هو قوله ذَوُو آل النبي. ولقيته

أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء، وكذلك افعله أَوَّلَ

ذِي يدَين وذاتِ يدين. وقالوا: أَمّا أَوّلُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ

الله، وقولهم: رأَيت ذا مال، ضارَعَتْ فيه الإِضافةُ التأْنيث، فجاء

الاسم المتمكن على حرفين ثانيهما حرفُ لين لما أُمِنَ عليه التنوين

بالإِضافة، كما قالوا: لَيت شِعْري، وإِنما الأَصل شِعْرَتي. قالوا: شَعَرْتُ به

شِعْرَة، فحذف التاء لأَجل الإِضافة لما أُمِنَ التنوينُ، وتكون ذو بمعنى

الذي، تُصاغ ليُتوصَّل بها إِلى وصف المعارِف بالجمل، فتكون ناقصة لا

يظهر فيها إِعراب كما لا يظهر في الذي، ولا يثنى ولا يجمع فتقول: أَتاني ذُو

قالَ ذاكَ وذُو قالا ذاك وذُو قالوا ذاك، وقالوا: لا أَفعل ذاكَ بذِي

تَسْلَمُ وبذي تَسْلَمانِ وبذِي تَسْلَمُون وبذِي تَسْلَمِين، وهو كالمثَل

أُضِيفت فيه ذُو إِلى الجملة كما أُضيفت إِليها أَسماء الزمان، والمعنى

لا وسَلامَتِك ولا والله يُسَلِّمُك.

(* قوله« ولا والله يسلمك» كذا في

الأصل، وكتب بهامشه: صوابه ولا والذي يسلمك.) ويقال: جاء من ذِي نفسه ومن

ذات نفسه أَي طَيِّعاً. قال الجوهري: وأَمَّا ذو الذي بمعنى صاحب فلا يكون

إِلا مضافاً، وإِنْ وَصَفْتَ به نَكِرةً أَضَفْته إِلى نكرة، وإِن وصفت

به معرفة أَضفته إِلى الأَلف واللام، ولا يجوز أَن تُضيفَه إِلى مضمر ولا

إِلى زيد وما أَشبهه. قال ابن بري: إِذا خَرَجَتْ ذُو عن أَن تكون

وُصْلةً إِلى الوَصْف بأَسماء الأَجناس لم يمتنع أَن تدخل على الأَعلام

والمُضْمرات كقولهم ذُو الخلَصَةِ، والخَلَصَةُ: اسم عَلَمٍ لصَنَمٍ، وذُو

كنايةٌ عن بيته، ومثله قولهم ذُو رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنَ، وهذه

كلها أَعلام، وكذلك دخلت على المضمر أَيضاً؛ قال كعب بن زهير:

صَبَحْنا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفاتٍ

أَبارَ ذَوِي أَرُومَتِها ذَوُوها

وقال الأَحوص:

ولَكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الذي به

صُرِفْنا قَدِيماً مِن ذَوِيكَ الأَوائِلِ

وقال آخر:

إِنما يَصْطَنِعُ المَعْـ

ـروفَ في الناسِ ذَوُوهُ

وتقول: مررت برجل ذِي مالٍ، وبامرأَة ذاتِ مالٍ، وبرجلين ذَوَيْ مالٍ،

بفتح الواو. وفي التنزيل العزيز: وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم؛ وبرجال

ذَوِي مال، بالكسر، وبنسوة ذواتِ مال، وياذواتِ الجِمام، فتُكْسَرُ التاء

في الجمع في موضع النصب كما تُكْسَرُ تاء المسلمات، وتقول: رأَيت ذواتِ

مال لأَن أَصلها هاء، لأَنك إِذا وقفت عليها في الواحد قلت ذاهْ، بالهاء،

ولكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء، وأَصل ذُو ذَوًى مثل عَصاً، يدل على

ذلك قولهم هاتانِ ذواتا مالٍ، قال عز وجل: ذواتا أَفْنانٍ، في التثنية.

قال: ونرى أَن الأَلف منقلبة من واو؛ قال ابن بري: صوابه منقلبة من ياء،

قال الجوهري: ثم حُذِفت من ذَوًى عين الفعل لكراهتهم اجتماع الواوين

لأَنه كان يلزم في التثنية ذَوَوانِ مثل عَصَوانِ؛ قال ابن بري: صوابه كان

يلزم في التثنية ذَويانِ، قال: لأَن عينه واو، وما كان عينُه واواً فلامه

ياء حملاً على الأَكثر، قال: والمحذوف من ذَوًى هو لام الكلمة لا عَينُها

كما ذكر، لأَن الحذف في اللام أَكثر من الحذف في العين. قال الجوهري: مثل

عَصَوانِ فبَقِي ذاً مُنَوَّن، ثم ذهب التنوين للإِضافة في قولك ذُو

مال، والإِضافة لازمة له كما تقول فُو زَيْدٍ وفا زَيْدٍ، فإِذا أًفردت قلت

هذا فَمٌ، فلو سميت رجُلاً ذُو لقلت: هذا ذَوًى قد أَقبل، فتردّ ما كان

ذهب، لأَنه لا يكون اسم على حرفين أَحدهما حرف لين لأَن التنوين يذهبه

فيبقى على حرف واحد، ولو نسَبت إِليه قلت ذَوَوِيٌّ مثال عَصَوِيٍ، وكذلك

إِذا نسبت إِلى ذات لأَن التاء تحذف في النسبة، فكأَنك أَضفت إِلى ذي فرددت

الواو، ولو جمعت ذو مال قلت هؤلاء ذَوُونَ لأَن الإِضافة قد زالت؛

وأَنشد بيت الكميت:

ولكنِّي أُريد به الذَّوينا

وأَما ذُو، التي في لغة طَيِّء بمعنى الذي، فحقها أَن تُوصَف بها

المعارِف، تقول: أَنا ذُو عَرَفْت وذُو سَمِعْت، وهذه امرأَةُ ذو قالَتْ، كذا

يستوي فيه التثنية والجمع والتأْنيث؛ قال بُجَيْر بن عَثْمةَ الطائي أَحد

بني بَوْلانَ:

وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني،

لا إِحْنةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ

ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني،

يَرْمي ورائي بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ

(* قوله« ذو يعاتبني» تقدم في حرم: ذو يعايرني، وقوله «وذو يعاتبني» في

المغني: وذو يواصلني.)

يريد: الذي يُعاتِبُني، والواو التي قبله زائدة، قال سيبويه: إِن ذا

وحدها بمنزلة الذي كقولهم ماذا رأَيت؟ فتقول: مَتاعٌ؛ قال لبيد:

أَلا تَسأَلانِ المَرْء ماذا يُحاوِلُ؟

أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟

قال: ويجري مع ما بمنزلة اسم واحد كقولهم ماذا رأَيت؟ فتقول: خيراً،

بالنصب، كأَنه قال ما رأَيْت، فلو كان ذا ههنا بمنزلة الذي لكان الجواب

خَيْرُ بالرفع، وأَما قولهم ذاتَ مَرَّةٍ وذا صَباحٍ فهو من ظروف الزمان التي

لا تتمكن، تقول: لَقِيته ذاتَ يوم وذاتَ ليلةٍ وذاتَ العِشاء وذاتَ

مَرَّةٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذات العُوَيْمِ وذا صَباحٍ وذا مَساءٍ وذا

صَبُوحٍ وذا غَبُوقٍ، فهذه الأَربعة بغير هاء، وإِنما سُمِع في هذه الأَوقات

ولم يقولوا ذاتَ شهرٍ ولا ذاتَ سَنَةٍ. قال الأَخفش في قوله تعالى:

وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُم؛ إِنما أَنثوا لأَن بعض الأَشياء قد يوضع له اسم

مؤنث ولبعضها اسم مذكر، كما قالوا دارٌ وحائطٌ، أَنثوا الدار وذكَّروا

الحائط. وقولهم: كان ذَيْتَ وذَيْتَ مثل كَيْتَ وكَيْتَ، أَصله ذَيْوٌ على

فَعْلٍ ساكنة العين، فحُذِفت الواو فبقي على حرفين فشُدِّدَ كما شُدِّد

كَيٌّ إِذا جعلته اسماً، ثم عُوِّض من التشديد التاء، فإِن حَذَفْتَ التاء

وجِئْتَ بالهاء فلا بدّ من أَن تردَّ التشديد، تقول: كان ذَيَّهْ وذَيَّهْ،

وإِن نسبت إِليه قلت ذَيَويٌّ كما تقول بَنَوِيٌّ في النسب إِلى البنت،

قال ابن بري عند قول الجوهري في أَصل ذَيْت ذَيْوٌ، قال: صوابه ذَيٌّ

لأَنَّ ما عينه ياء فلامه ياء، والله أَعلم، قال: وذاتُ الشيء حَقِيقتُه

وخاصَّته. وقال الليث: يقال قَلَّتْ ذاتُ يَدِه؛ قال: وذاتُ ههنا اسم لما

مَلَكَتْ يداه كأَنها تقع على الأَموال، وكذلك عَرَفه من ذاتِ نَفْسِه

كأَنه يعني سَرِيرَته المُضْمرة، قال: وذاتٌ ناقصة تمامها ذواتٌ مثل نَواةٍ،

فحذفوا منها الواو، فإِذا ثنوا أَتَمُّوا فقالوا ذواتانِ كقولك نَواتانِ،

وإِذا ثلثوا رجعوا إِلى ذات فقالوا ذوات، ولو جمعوا على التمام لقالوا

ذَوَياتٌ كقولك نَوَيَاتٌ، وتصغيرها ذُوَيّةٌ. وقال ابن الأَنباري في قوله

عز وجل: إِنه عليم بذات الصُّدُور؛ معناه بحقيقة القلوب من المضمرات،

فتأْنيث ذات لهذا المعنى كما قال: وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذات الشَّوْكةِ

تكون لكم، فأَنَّث على معنى الطائفة كما يقال لَقِيتُه ذاتَ يوم،

فيؤنثون لأَن مَقْصِدهم لقيته مرة في يوم. وقوله عز وجل: وتَرى الشمس إِذا

طَلَعَت تَزاوَرُ عن كَهْفِهِم ذاتَ اليَمين وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ

الشمال؛ أُريد بذاتَ الجِهةُ فلذلك أَنَّثها، أَراد جهة ذات يمين الكَهف

وذاتَ شِماله، والله أَعلم.

ذو وذوات: قال الليث: ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك، كقولك: فلان

ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ، والتثنية ذَوان، والجمع ذَوُونَ، قال: وليس في

كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع كلمات وهنّ: ذُو وفُو

وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ، فأَما فُو فإنك تقول: رأَيت فازَيد،

ووضَعْتُ في فِي زيد، وهذا فُو زيد، ومنهم من ينصب الفا في كل وجه؛ قال

العجاج يصف الخمر:

خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا

وقال الأَصمعي: قال بِشْرُ بنُ عُمر قلت لذي الرمة أَرأَيت قوله:

خالط من سلمى خياشيم وفا

قال: إِنا لنقولها في كلامنا قَبَحَ الله ذا فا؛ قال أَبو منصور: وكلام

العرب هو الأَوَّل، وذا نادر. قال ابن كيسان: الأَسماء التي رفعها بالواو

ونصبها بالأَلف وخفضها بالياء هي هذه الأَحرف: يقال جماء أَبُوك وأَخُوك

وفُوك وهَنُوك وحَمُوكِ وذُو مالٍ، والأَلف نحو قولك رأَيتُ أَباكَ

وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهناكَ وذا مال، والياء نحو قولك مررت بأَبِيك وأَخِيك

وفِيك وحَميكِ وهَنِيكَ وذِي مالٍ. وقال الليث في تأْنيث ذُو ذاتُ: تقول

هي ذاتُ مالٍ، فإِذا وقَفْتَ فمنهم من يَدَع التاء على حالها ظاهرةً في

الوُقُوف لكثرة ما جَرَتْ على اللِّسان، ومنهم من يرد التاء إِلى هاء

التأْنيث، وهو القياس، وتقول: هي ذاتُ مالٍ وهما ذواتا مال، ويجوز في الشعر

ذاتا مالٍ، والتَّمامُ أَحسنُ. وفي التنزيل العزيز: ذَواتا أَفْنانٍ؛

وتقول في الجمع: الذَّوُونَ. قال الليث: هم الأَدْنَوْنَ والأَوْلَوْنَ؛

وأَنشد للكميت:

وقد عَرَفَتْ مَوالِيَها الذَّوِينا

أَي الأَخَصِّينَ، وإِنما جاءت النون لذهاب الإِضافة. وتقول في جمع ذُو:

هم ذَوُو مالٍ، وهُنَّ ذَواتُ مالٍ، ومثله: هم أُلُو مالٍ، وهُنَّ

أُلاتُ مالٍ، وتقول العرب: لَقِيتُه ذا صبَاحٍ، ولو قيل: ذاتَ صَباحٍ مثل ذاتِ

يَوْمٍ لَحَسُنَ لأَن ذا وذاتَ يراد بهما وقت مضاف إِلى اليوم والصباح.

وفي التنزيل العزيز: فاتَّقُوا اللهَ وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكم؛ قال

أَبو العباس أَحمد بن يحيى: أَراد الحالةَ التي للبَيْن، وكذلك أَتَيْتُكَ

ذاتَ العِشاء، أَراد الساعة التي فيها العِشاء وقال أَبو إسحق: معنى ذاتَ

بَيْنِكم حَقِيقَةَ وَصْلِكم أَي اتَّقوا الله وكونوا مُجْتَمِعين على

أَمر الله ورسوله، وكذلك معنى اللهم أَصْلِح ذاتَ البَيْن أَي أَصْلِح

الحالَ التي بها يجتمع المسلمون. أَبو عبيد عن الفراء: يقال لَقِيتُه ذاتَ

يَوْمٍ وذاتَ ليلة وذاتَ العُوَيم وذاتَ الزُّمَيْنِ، ولقيته ذا غَبُوقٍ،

بغير تاء، وذا صَبُوحٍ. ثعلب عن ابن الأَعرابي: تقول أَتيته ذاتَ

الصَّبُوحِ وذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَيْته غُدْوة وعَشِيَّةً، وأَتيته ذا صباح

وذا مساء، قال: وأَتيتهم ذاتَ الزُّمَيْنِ وذات العُوَيْمِ أَي مُذْ ثلاثة

أَزْمان وأَعْوام. ابن سيده: ذُو كلمة صِيغت ليُتَوصَّل بها إِلى الوصف

بالأَجناس، ومعناها صاحب أَصْلُها ذَواً، ولذلك إِذا سمى به الخليل

وسيبويه قالا هذا ذَواً قد جاء، والتثنية ذَوانِ، والجمع ذوونَ.

والذَّوُون: الأَملاك المُلَقَّبون بذُو كذا، كقولك ذُو يَزَنَ وذُو

رُعَيْنٍ وذو فائشٍ وذُو جَدَنٍ وذُو نُواسٍ وذو أَصْبَح وذُو الكَلاعِ، وهم

مُلوك اليَمن من قُضاعَةَ، وهم التَّبابِعة؛ وأَنشد سيبويه قول الكميت:

فلا أَعْني بِذلك أَسْفليكُمْ،

ولكِنِّي أُرِيدُ به الذَّوِينا

يعني الأَذْواء، والأُنثى ذات، والتثنية ذَواتا، والجمع ذَوُون،

والإِضافة إِليها ذَوِّيٌ

(* قوله« والاضافة اليها ذوّيّ» كذا في الأصل، وعبارة

الصحاح: ولو نسبت اليه لقلت ذوويّ مثل عصوي وسينقلها المؤلف.) ، ولا يجوز

في ذات ذاتِيٌّ لأَنَّ ياء النسب معاقبة لهاء التأْنيث. قال ابن جني:

وروى أَحمد بن إِبراهيم أُستاذ ثعلب عن العرب هذا ذو زَيْدٍ، ومعناه هذا

زيدٌ أَي هذا صاحبُ هذا الاسم الذي هو زيد؛ قال الكميت:

إِليكُم، ذَوِي آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ

نَوازِعُ مِن قَلْبِي ظِماء وأَلْبُبُ

أَي إِليكم أَصحاب هذا الاسم الذي هو قوله ذَوُو آل النبي. ولقيته

أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء، وكذلك افعله أَوَّلَ

ذِي يدَين وذاتِ يدين. وقالوا: أَمّا أَوّلُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ

الله، وقولهم: رأَيت ذا مال، ضارَعَتْ فيه الإِضافةُ التأْنيث، فجاء

الاسم المتمكن على حرفين ثانيهما حرفُ لين لما أُمِنَ عليه التنوين

بالإِضافة، كما قالوا: لَيت شِعْري، وإِنما الأَصل شِعْرَتي. قالوا: شَعَرْتُ به

شِعْرَة، فحذف التاء لأَجل الإِضافة لما أُمِنَ التنوينُ، وتكون ذو بمعنى

الذي، تُصاغ ليُتوصَّل بها إِلى وصف المعارِف بالجمل، فتكون ناقصة لا

يظهر فيها إِعراب كما لا يظهر في الذي، ولا يثنى ولا يجمع فتقول: أَتاني ذُو

قالَ ذاكَ وذُو قالا ذاك وذُو قالوا ذاك، وقالوا: لا أَفعل ذاكَ بذِي

تَسْلَمُ وبذي تَسْلَمانِ وبذِي تَسْلَمُون وبذِي تَسْلَمِين، وهو كالمثَل

أُضِيفت فيه ذُو إِلى الجملة كما أُضيفت إِليها أَسماء الزمان، والمعنى

لا وسَلامَتِك ولا والله يُسَلِّمُك.

(* قوله« ولا والله يسلمك» كذا في

الأصل، وكتب بهامشه: صوابه ولا والذي يسلمك.) ويقال: جاء من ذِي نفسه ومن

ذات نفسه أَي طَيِّعاً. قال الجوهري: وأَمَّا ذو الذي بمعنى صاحب فلا يكون

إِلا مضافاً، وإِنْ وَصَفْتَ به نَكِرةً أَضَفْته إِلى نكرة، وإِن وصفت

به معرفة أَضفته إِلى الأَلف واللام، ولا يجوز أَن تُضيفَه إِلى مضمر ولا

إِلى زيد وما أَشبهه. قال ابن بري: إِذا خَرَجَتْ ذُو عن أَن تكون

وُصْلةً إِلى الوَصْف بأَسماء الأَجناس لم يمتنع أَن تدخل على الأَعلام

والمُضْمرات كقولهم ذُو الخلَصَةِ، والخَلَصَةُ: اسم عَلَمٍ لصَنَمٍ، وذُو

كنايةٌ عن بيته، ومثله قولهم ذُو رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنَ، وهذه

كلها أَعلام، وكذلك دخلت على المضمر أَيضاً؛ قال كعب بن زهير:

صَبَحْنا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفاتٍ

أَبارَ ذَوِي أَرُومَتِها ذَوُوها

وقال الأَحوص:

ولَكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الذي به

صُرِفْنا قَدِيماً مِن ذَوِيكَ الأَوائِلِ

وقال آخر:

إِنما يَصْطَنِعُ المَعْـ

ـروفَ في الناسِ ذَوُوهُ

وتقول: مررت برجل ذِي مالٍ، وبامرأَة ذاتِ مالٍ، وبرجلين ذَوَيْ مالٍ،

بفتح الواو. وفي التنزيل العزيز: وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم؛ وبرجال

ذَوِي مال، بالكسر، وبنسوة ذواتِ مال، وياذواتِ الجِمام، فتُكْسَرُ التاء

في الجمع في موضع النصب كما تُكْسَرُ تاء المسلمات، وتقول: رأَيت ذواتِ

مال لأَن أَصلها هاء، لأَنك إِذا وقفت عليها في الواحد قلت ذاهْ، بالهاء،

ولكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء، وأَصل ذُو ذَوًى مثل عَصاً، يدل على

ذلك قولهم هاتانِ ذواتا مالٍ، قال عز وجل: ذواتا أَفْنانٍ، في التثنية.

قال: ونرى أَن الأَلف منقلبة من واو؛ قال ابن بري: صوابه منقلبة من ياء،

قال الجوهري: ثم حُذِفت من ذَوًى عين الفعل لكراهتهم اجتماع الواوين

لأَنه كان يلزم في التثنية ذَوَوانِ مثل عَصَوانِ؛ قال ابن بري: صوابه كان

يلزم في التثنية ذَويانِ، قال: لأَن عينه واو، وما كان عينُه واواً فلامه

ياء حملاً على الأَكثر، قال: والمحذوف من ذَوًى هو لام الكلمة لا عَينُها

كما ذكر، لأَن الحذف في اللام أَكثر من الحذف في العين. قال الجوهري: مثل

عَصَوانِ فبَقِي ذاً مُنَوَّن، ثم ذهب التنوين للإِضافة في قولك ذُو

مال، والإِضافة لازمة له كما تقول فُو زَيْدٍ وفا زَيْدٍ، فإِذا أًفردت قلت

هذا فَمٌ، فلو سميت رجُلاً ذُو لقلت: هذا ذَوًى قد أَقبل، فتردّ ما كان

ذهب، لأَنه لا يكون اسم على حرفين أَحدهما حرف لين لأَن التنوين يذهبه

فيبقى على حرف واحد، ولو نسَبت إِليه قلت ذَوَوِيٌّ مثال عَصَوِيٍ، وكذلك

إِذا نسبت إِلى ذات لأَن التاء تحذف في النسبة، فكأَنك أَضفت إِلى ذي فرددت

الواو، ولو جمعت ذو مال قلت هؤلاء ذَوُونَ لأَن الإِضافة قد زالت؛

وأَنشد بيت الكميت:

ولكنِّي أُريد به الذَّوينا

وأَما ذُو، التي في لغة طَيِّء بمعنى الذي، فحقها أَن تُوصَف بها

المعارِف، تقول: أَنا ذُو عَرَفْت وذُو سَمِعْت، وهذه امرأَةُ ذو قالَتْ، كذا

يستوي فيه التثنية والجمع والتأْنيث؛ قال بُجَيْر بن عَثْمةَ الطائي أَحد

بني بَوْلانَ:

وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني،

لا إِحْنةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ

ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني،

يَرْمي ورائي بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ

(* قوله« ذو يعاتبني» تقدم في حرم: ذو يعايرني، وقوله «وذو يعاتبني» في

المغني: وذو يواصلني.)

يريد: الذي يُعاتِبُني، والواو التي قبله زائدة، قال سيبويه: إِن ذا

وحدها بمنزلة الذي كقولهم ماذا رأَيت؟ فتقول: مَتاعٌ؛ قال لبيد:

أَلا تَسأَلانِ المَرْء ماذا يُحاوِلُ؟

أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟

قال: ويجري مع ما بمنزلة اسم واحد كقولهم ماذا رأَيت؟ فتقول: خيراً،

بالنصب، كأَنه قال ما رأَيْت، فلو كان ذا ههنا بمنزلة الذي لكان الجواب

خَيْرُ بالرفع، وأَما قولهم ذاتَ مَرَّةٍ وذا صَباحٍ فهو من ظروف الزمان التي

لا تتمكن، تقول: لَقِيته ذاتَ يوم وذاتَ ليلةٍ وذاتَ العِشاء وذاتَ

مَرَّةٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذات العُوَيْمِ وذا صَباحٍ وذا مَساءٍ وذا

صَبُوحٍ وذا غَبُوقٍ، فهذه الأَربعة بغير هاء، وإِنما سُمِع في هذه الأَوقات

ولم يقولوا ذاتَ شهرٍ ولا ذاتَ سَنَةٍ. قال الأَخفش في قوله تعالى:

وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُم؛ إِنما أَنثوا لأَن بعض الأَشياء قد يوضع له اسم

مؤنث ولبعضها اسم مذكر، كما قالوا دارٌ وحائطٌ، أَنثوا الدار وذكَّروا

الحائط. وقولهم: كان ذَيْتَ وذَيْتَ مثل كَيْتَ وكَيْتَ، أَصله ذَيْوٌ على

فَعْلٍ ساكنة العين، فحُذِفت الواو فبقي على حرفين فشُدِّدَ كما شُدِّد

كَيٌّ إِذا جعلته اسماً، ثم عُوِّض من التشديد التاء، فإِن حَذَفْتَ التاء

وجِئْتَ بالهاء فلا بدّ من أَن تردَّ التشديد، تقول: كان ذَيَّهْ وذَيَّهْ،

وإِن نسبت إِليه قلت ذَيَويٌّ كما تقول بَنَوِيٌّ في النسب إِلى البنت،

قال ابن بري عند قول الجوهري في أَصل ذَيْت ذَيْوٌ، قال: صوابه ذَيٌّ

لأَنَّ ما عينه ياء فلامه ياء، والله أَعلم، قال: وذاتُ الشيء حَقِيقتُه

وخاصَّته. وقال الليث: يقال قَلَّتْ ذاتُ يَدِه؛ قال: وذاتُ ههنا اسم لما

مَلَكَتْ يداه كأَنها تقع على الأَموال، وكذلك عَرَفه من ذاتِ نَفْسِه

كأَنه يعني سَرِيرَته المُضْمرة، قال: وذاتٌ ناقصة تمامها ذواتٌ مثل نَواةٍ،

فحذفوا منها الواو، فإِذا ثنوا أَتَمُّوا فقالوا ذواتانِ كقولك نَواتانِ،

وإِذا ثلثوا رجعوا إِلى ذات فقالوا ذوات، ولو جمعوا على التمام لقالوا

ذَوَياتٌ كقولك نَوَيَاتٌ، وتصغيرها ذُوَيّةٌ. وقال ابن الأَنباري في قوله

عز وجل: إِنه عليم بذات الصُّدُور؛ معناه بحقيقة القلوب من المضمرات،

فتأْنيث ذات لهذا المعنى كما قال: وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذات الشَّوْكةِ

تكون لكم، فأَنَّث على معنى الطائفة كما يقال لَقِيتُه ذاتَ يوم،

فيؤنثون لأَن مَقْصِدهم لقيته مرة في يوم. وقوله عز وجل: وتَرى الشمس إِذا

طَلَعَت تَزاوَرُ عن كَهْفِهِم ذاتَ اليَمين وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ

الشمال؛ أُريد بذاتَ الجِهةُ فلذلك أَنَّثها، أَراد جهة ذات يمين الكَهف

وذاتَ شِماله، والله أَعلم.

عصا

ع ص ا: (الْعَصَا) مُؤَنَّثَةٌ يُقَالُ: عَصَا وَ (عَصَوَانِ) وَالْجَمْعُ (عِصِيٌّ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا وَ (أَعْصٍ) مِثْلُ زَمَنٍ وَأَزْمُنٍ. وَقَوْلُهُمْ: أَلْقَى (عَصَاهُ) أَيْ أَقَامَ وَتَرَكَ الْأَسْفَارَ وَهُوَ مَثَلٌ. وَهَذِهِ عَصَايَ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بِالْعِرَاقِ هَذِهِ عَصَاتِي. وَيُقَالُ فِي الْخَوَارِجِ: قَدْ شَقُّوا (عَصَا) الْمُسْلِمِينَ أَيِ اجْتِمَاعَهُمْ وَائْتِلَافَهُمْ. وَانْشَقَّتِ الْعَصَا أَيْ وَقَعَ الْخِلَافَ. وَقَوْلُهُمْ: لَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ يُرَادُ بِهِ الْأَدَبَ. وَ (عَصَاهُ) ضَرَبَهُ بِالْعَصَا وَبَابُهُ عَدَا. وَ (الْعِصْيَانُ) ضِدُّ الطَّاعَةِ. وَقَدْ عَصَاهُ مِنْ بَابِ رَمَى وَ (مَعْصِيَةً) أَيْضًا وَ (عِصْيَانًا) فَهُوَ (عَاصٍ) وَ (عَصِيٌّ) وَ (عَاصَاهُ) مِثْلُ عَصَاهُ وَ (اسْتَعْصَى) عَلَيْهِ. 
(عصا) - في حديثِ أَبي جَهْمٍ: "أنَّه لا يَضَع عَصَاه عن عاتِقِه"
قيل: إنه أَرَادَ أنه يُؤدِّب أهلَه بالضَّرب، يقال: هو ضَعِيف العَصَا، للرَّاعي إذا كان قَلِيلَ الضَّرب للماشِيَة؛ وفي ضِدِّه: صُلْبُ العَصَا. ويقال للحَسَن السِّياسَةِ الرَّفِيقِ فيها: إنَّه لَيِّنُ العَصَا. ولا تَرفَعْ عَصَاكَ عن أَهلِك: أي أَدِّبْهم. وقيل: أَرادَ به كَثْرةَ الأَسفَارِ، والظَّعْن عن بَلَدِه. يقال: رَفَع عَصَاه؛ إذا سَارَ، ووَضَع عَصَاه؛ إذا نَزَل وأَقَامَ.
عصا
العَصَا أصله من الواو، لقولهم في تثنيته:
عَصَوَانِ، ويقال في جمعه: عِصِيٌّ. وعَصَوْتُهُ:
ضربته بالعَصَا، وعَصَيْتُ بالسّيف. قال تعالى:
وَأَلْقِ عَصاكَ
[النمل/ 10] ، فَأَلْقى عَصاهُ
[الأعراف/ 107] ، قالَ هِيَ عَصايَ
[طه/ 18] ، فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ
[الشعراء/ 44] . ويقال: ألقى فلانٌ عَصَاهُ: إذا نزل، تصوّرا بحال من عاد من سفره، قال الشاعر:
فألقت عَصَاهَا واستقرّت بها النّوى
وعَصَى عِصْيَاناً: إذا خرج عن الطاعة، وأصله أن يتمنّع بِعَصَاهُ. قال تعالى: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ [طه/ 121] ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[النساء/ 14] ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ
[يونس/ 91] . ويقال فيمن فارق الجماعة: فلان شقّ العَصَا .
عصاك عَن أهلك. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: يُقَال: إِنَّه لم يرد الْعَصَا الَّتِي يضْرب بهَا وَلَا أَمر أحدا قطّ بذلك وَلكنه أَرَادَ الْأَدَب. قَالَ أَبُو عبيد: وأصل الْعَصَا الِاجْتِمَاع والائتلاف وَمِنْه قيل للخوارج: قد شَقُّوا عَصا الْمُسلمين أَي فرقوا جَمَاعَتهمْ وَكَذَلِكَ قَول صلَة بْن أَشْيَم لأبي السَّلِيل: إياك وقتيل الْعَصَا يَقُول: إياك أَن تكون قَاتلا أَو مقتولا فِي شَقِّ عَصا الْمُسلمين وَمِنْه قيل للرجل إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ وَاطْمَأَنَّ بِهِ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ أمره: قد ألقىعصاه وَقَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

فَأَلْقَت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى ... كَمَا قر عينا بالإياب الْمُسَافِر وَكَذَلِكَ يُقَال [أَيْضا -] : ألقِي أرواقه وَألقى بوانيه. فَكَانَ وَجه الحَدِيث أَنه أَرَادَ بقوله: لَا ترفع عصاك عَن أهلك أَي امنعهم من الْفساد وَالِاخْتِلَاف وأدَّبهم وَقد يُقَال للرجل إِذا كَانَ رَفِيقًا حسن السياسة لما ولي: إِنَّه للين الْعَصَا قَالَ معن بْن أَوْس الْمُزنِيّ يذكر مَاء وإبلا:

[الطَّوِيل]

عَلَيْهِ شَرِيبٌ وادعٌ ليّنُ الْعَصَا ... يساجلها جُمَّاتِه وتُساجِلُهْ

الجمات فِي مَوضِع النصب الرجل يساجل الرجل [المَاء -] وَالْإِبِل تساجله فِي الشّرْب / والسجل الدَّلْو فِيهَا المَاء والذنُوب مثله وَإِنَّمَا 41 / الف ذكر مَاء وإبلا ورجلا يقوم عَلَيْهَا فَقَالَ هَذَا وَلَا يكون سجلا وَلَا ذَنوبا حَتَّى يكون فِيهَا مَاء. 
[عصا] العصا مؤثثة. وفى المثل: " العَصا من العُصَيَّةِ "، أي بلأمر من بعض. يقال عَصًا وعصوان، والجمع عصى وعصى، وهو فعول وإنما كسرت العين إتباعا لما بعدها من الكسرة، وأعص أيضا مثله كزمن وأزمن. وقولهم: ألقى عصاه، أي أقام وترك الأسفار. وهو مثلٌ. وقال : فألقت عَصاها واستقرّتْ بها النَوى * كما قَرَّ عيناً بالإياب المسافر وهذه عصاي أتوكأ عليها. قال الفراء: أول لحن سمع بالعراق: هذه عصاتى. ويقال في الخوارج: قد شقّوا عَصا المسلمين، أي اجتماعهم وائتلافهم. وانْشَقَّتِ العَصا، أي وقَع الخلاف. قال الشاعر إذا كانت الهيجاء وانشقَّت العَصا * فحسبك والضَحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ أي يكفيك ويكفي الضحَّاك. وقولهم: لا ترفع عَصَاكَ عن أهلك، يُراد به الأدب. والعصا: اسم فرس جذيمة الابرش. وفى المثل " ركب العصا قصير ". وقولهم: إنَّه لضعيف العَصَا، أي تِرْعِيَّةٌ. وأنشد الأصمعيّ للراعي: ضعيفُ العَصا بادي العروقِ تَرى له * عليها إذا ما أجدب الناسُ إصْبَعا ويقال أيضاً: إنَّه لَليِّنُ العَصا، أي رفيقٌ حسنُ السياسة لِما وَليَ. قال أوس بن مَعنٍ المَزنيّ يذكر رجلاً على ماءٍ يسقي إبلاً: عليه شَريبٌ وادِعٌ لَيِّنُ العَصا * يساجلها جُمَّاتِهِ وتُساجِلُهْ موضع الجُمَّاتِ نصبٌ، وجعل شُربها للماء مساجلةً. والعِصِيُّ: العظام التي في الجناح. وقال:

وفي حقها الادنى عصى القوادم * (*) وعصوته بالعَصَا: ضربتُه بها. وعَصَوْتُ الجرحَ: شددته. والعصى مقصور: مصدر قولك عَصِيَ بالسيف يَعْصى، إذا ضرَب به. قال جرير: تَصِفُ السيوفَ وغيركم يَعْصى بها * يا ابن القيون وذاك فعل الصيقل وفلان يعتصى على عصا، أي يتوكّأ عليها. ويَعْتَصى بالسيف، أي يجعله عصا. والعصيان: خلاف الطاعة. وقد عَصاهُ يَعْصيهِ عَصْياً ومَعْصِيَةً ; فهو عاصٍ وعَصِيٌّ. وعاصاهُ أيضاً مثل عَصاهُ، واسْتَعْصى عليه. واعْتَصَتَ النواةُ، أي اشتدَّت. وأعْصى الكَرْمُ، إذا أخرج عيدانَه. والعاصي: العِرْقُ الذي لا يرقأ. وقال: صَرَتْ نظرةً لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ * غَدا والعَواصي من دم الجوف تَنْعَرُ وهو من الياء أيضا. وعصية: بطن من سليم. والعنصوة: الخصلة من الشعر . 
[عصا] فيه: لا ترفع "عصاك" عن أهلك، أي لا تدع تأديبهم وجمعهم على طاعة الله تعالى، يقال: شق العصا، أي فارق الجماعة، ولم يرد الضرب بالعصا، ولكنه مثل، وقيل: أراد لا تغفل عن أدبهم ومنعهم من الفساد. توسط: فإن قيل: هو ينافي ح: لا تضرب ظعينتك ضرب أميتك، قلت: ليس المراد بالعصا المعروفة بل أراد الأدب وذا حاصل بغير الضرب، ولأن ح العصا نمقطع، وليس فيه جواز ضرب الأمة، وإنما هذا على طريق الذم لأفعالهم فإنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب الإماء إلا في الحدود، وأمر بالبيع إن لم يوافق، ويباح ضرب الدواب، ويحتمل أن يقال: إن الأمة يجب عليها الامتثال فتضرب إذا امتنعت بخلاف الزوجة، فنبه عليه ردًا عن عادة العرب من إلزام الزوجات بالخدمة. نه: ومنه: إن الخوارج شقوا "عصا" المسلمين وفرقوا جماعتهم. وح: إياك وقتيل "العصا"، أي إياك أن تكون قاتلًا أو مقتولًا في شق عصا المسلمين. وح أبي جهم: فإنه لا يضع "عصاه" عن عاتقه، أي يؤدب أهله بالضرب، وقيل أراد به كثرة الأسفار، من رفع عصاه إذا سار وألقى عصاه إذا نزل وأقام. وفيه: إنه حرم شجر المدينة إلا "عصا" حديدة، أي عصا تصلح أن تكون نصابًا لآلة من الحديد. ومنه: إلا أن قتيل الخطأ قتيل السوط و"العصا". لأنهما ليسا من آلات القتل. غ: من "اعتصى" بالسيف، أي أقام السيف مقام العصا. ك: وفي ح وفاته صلى الله عليه وسلم: أنت عبد "العصا" بعد كذا، أي بلا عزة من الناس، وأن "العاص" بفتح الصاد لو كان أجوف وبكسرها لو كان ناقصًا. نه: وفيه: لولا أنا "نعصي" الله ما "عصانا"، أي لم يمتنع عن إجابتنا إذا دعوناه، وهو مشاكلة. وح: إنه غير اسم "العاصي"، لأن شعار المؤمن الطاعة. ومنه: إن رجلًا قال: ومن "يعصهما" فقد غوى، فقال صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت! قل: ومن "يعص" الله ورسوله، أمره أن يأتي بالمظهر ليترتب اسم الله في الذكر قبل اسم الرسول، وفيه دليل أن الواو تفيد الترتيب. وفيه: لم يكن أسلم من "عصاة" قريش غير مطيع بن الأسود، يريد من كان اسمه العاصي. ن: أي لم يسلم ممن اسمه العاص إلا العاص بن أسود فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعًا، ولعله نسي أبا جندل المسمى بالعاص لغلبة كنيته عليه. وفيه: أولئك "العصاة"، هذا محمول على من شق عليه الصوم، أو أمروا بالفطر لمصلحة فخالفوا الأمر، فلا يكون المسافر الغير المتضرر عاصيًا بالصوم. ج: من لم يجب الدعوة فقد "عصى"، أي دعوة العرس، فإن إجابته واجبة لإعلان النكاح. بغوى: التشديد في الحضور، وأما الأكل فغير واجب، بل يستحب إن لم يكن صائمًا، ومن كان له عذر أو كان الطريق بعيدًا يلحقه المشقة فلا بأس أن يتخلف، وإجابة غير الوليمة يستحب ولا يجب. ك: عصية "عصت" الله، بقتل القراء يبئر معونة.

عصا: العَصا: العُودُ، أُنْثَى. وفي التنزيل العزيز: هي عَصايَ

أَتَوَكَّأُ عليها. وفلانٌ صُلْبُ العَصا وصليبُ العَصا إذا كان يَعْنُفُ بالإبل

فيَضْرِبْها بالعَصا؛ وقوله:

فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ، ما دامَ تَنْضُبٌ

بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العصا من رجالِكِ

أَي صَلِيبُ العَصا. قال الأزهري: ويقال للرّاعي إذا كان قَويّاً على

إبِلِه ضابطاً لها إنه لصُلْبُ العَصا وشديدُ العَصا؛ ومنه قول عمر بنِ

لَجَإٍ:

صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ

قال ابن بري: ويقال إنه لصُلْبُ العَصا أي صُلْبٌ في نفسه وليس ثَمَّ

عَصاً، وأَنشد بيت عمر بن لجإٍ ونسبه إلى أبي النَّجْم. ويقال: عَصاً

وعَصَوانِ، والجمع أَعْصٍ وأَعْصاءٌ وعُصِيٌّ وعِصِيٌّ، وهو فُعول، وإنما

كُسِرت العَيْنُ لما بَعْدَها من الكسرة، وأَنكر سيبويه أَعصاءً، قال: جعلوا

أَعْصِياً بدلاً منه. ورجلٌ لَيِّنُ العصا: رفيقٌ حَسَنُ السياسة لما

يَلي، يكْنونُ بذلك عن قِلة الضَّرْب بالعَصا. وضعيفُ العَصا أَي قليلُ

الضَّرْب للإبلِ بالعَصا،وذلك مما يُحْمَدُ به؛ حكاه ابن الأعرابي؛ وأَنشد

الأزهري لمَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَني:

عليه شَرِيبٌ وادِعٌ لَيِّنُ العَصا،

يُساجِلُها جُمَّاتِهِ وتُساجِلُهْ

قال الجوهري: موضعُ الجُمَّاتِ نَصْبٌ، وجَعَل شُرْبَها للماء مُساجَلة؛

وأَنشد غيرهُ قول الراعي يصف راعياً:

ضَعيفُ العَصا بادي العُروقِ، ترى له

عليها، إذا ما أَجْدَبَ الناسُ، إصبَعَا

وقولهم: إنه لضعيف العَصا أَي تِرْعِيةَ. قال ابن الأعرابي: والعربُ

تَعيبُ الرِّعاءَ بضَرْبِ الإبلِ لأن ذلك عُنْفٌ بها وقلَّةُ رِفْقٍ؛

وأَنشد:

لا تَضْرِباها واشْهَرا لها العصِي،

فرُبّ بَكْرٍ ذِي هِبابٍ عَجْرَفي

فيها، وصَهْباءَ نَسوُلٍ بالعَشِي

يقول: أَخيفاها بشهّرِكُما العِصِيِّ لها ولا تَضْرِباها؛ وأَنشد:

دَعْها مِن الضَّرْبِ وبَشِّرّها بِرِيْ،

ذاكَ الذِّيادُ لا ذِيادٌ بالعِصِيْ

وعَصاه بالعَصا فهو يَعْصُوه عَصْواً إذا ضَرَبَه بالعصا. وعَصى بها:

أَخذها. وعَصِيَ بسَيْفه وعَصا به يَعْصُو عَصاً: أَخذَه أَخْذَ العَصا أَو

ضَرَبَ به ضَرْبَه بها؛ قال جرير:

تَصِفُ السُّيُوفَ وغيرُكُمْ يَعْصَى بها،

يا ابنَ القُيونِ، وذاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ

والعَصا، مقصورٌ: مصدرٌ قَولِك عَصِيَ بالسيف يَعْصَى إذا ضَرَبَ به،

وأَنشد بيت جرير أَيضاً.

وقالوا: عَصَوتُه بالعَصا وعَصَيْتُه وعَصِيتُه بالسيف والعَصا

وعَصَيْتُ وعَصِيتُ بهما عليه عَصاً؛ قال الكسائي: يقال عَصَوْتُه بالعَصا، قال:

وكَرِهِهَا بعضُهم، وقال: عَصِيت بالعَصا ثم ضَرَبْتُه بها فأَنا

أَعْصَى، حتى قالوها في السيف تشبيهاً بالعصا؛ وأَنشد ابن بري لمعبد بن

علقمة:ولكنَّنا نأْتي الظَّلامَ، ونَعْتَصِي

بكُلِّ رَقِيقِ الشَّفْرَتَينَ مُصَمِّمِ

وقال أَبو زيد: عَصِيَ الرجلُ في القوم بسيفه وعَصاه فهو يَعْصَى فيهم

إذا عاثَ فيهم عَيْثاً، والاسمُ العَصا. قال ابن الأَعرابي: يقال عَصاهُ

يَعْصُوه إذا ضرَبَه بالعصا. وعَصِيَ يَعْصَى إذا لَعِبَ بالعَصا كَلِعبه

بالسيفِ. قال ابن سيده في المعتل بالياء: عَصَيته بالعصا وعَصِيته

ضربْتُه، كلاهما لُغةٌ في عَصَوْتُه، وإنما حَكَمْنا على أَلف العَصا في هذا

الباب أنها ياءٌ لقَولهم عَصَيْته، بالفتح فأَمّا عَصِيته فلا حجة فيه

لأَنه قد يكون من بابِ شَقِيتُ وغَبِيت، فإذا كان كذلك فلامُه واوٌ، والمعروف

في كل ذلك عَصَوْته.

واعْتَصى الشجرةَ: قَطَع منها عَصاً؛ قال جرير:

ولا نَعْتصِي الأَرْطَى، ولكن سَيُوفُنا

حِدادُ النواحي، لا يُبِلُّ سَلِيمُها

وهو يَعْتَصِي على عَصاً جَيِّدة أَي يَتوَكَّأُ. واعْتَصَى فلانٌ

بالعَصا إذا تَوكَّأَ عليها فهو مُعْتصٍ بها. وفي التنزيل: هي عَصايَ

أَتوَكَّأُ عليها. وفلان يَعْتَصِي بالسيفِ أَي يجعلهُ عَصاً. قال الأزهري: ويقال

للعصا عَصاةٌ، بالهاء، يقال أَخذْتُ عَصاتَه، قال: ومنهم مَن كرِهَ هذه

اللغة ، روى الأصمعي عن بعض البصريين قال: سُمِّيت العَصا عَصاً لأن

اليَدَ والأَصابعَ تَجْتَمعُ عليها، مأْخوذٌ من قول العرب عَصَوْتُ القومَ

أَعْصُوهم إذا جَمَعْتهم على خير أَو شرٍّ، قال: ولا يجوز مَدُّ العَصا ولا

إدخال التاء معها، وقال الفراء: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بالعِراق هذه

عَصاتي، بالتاء. وفي الحديث: أَنه حرم شجرَ المدينة إلاَّ عَصَا حَديدةٍ أَي

عصًا تصلح أَن تكون نِصاباً لآلة من الحديد. وفي الحديث: أَلا إنَّ

قَتِيل الخَطَإ قَتيلُ السَّوْطِ والعَصا، لأَنَّهما ليسا من آلات القتل،

فإذا ضُرِبَ بهما أَحدٌ فماتَ كان قَتْلُه خطأً.

وعاصاني فعَصَوْتُه أَعْصُوه؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، وأُراه

أَرادَ خاشَنني بها أَو عارَضَني بها فغَلَبْتُه، وهذا قليل في الجواهر، إنما

بابه الأعْراضُ ككَرَمْتُه وفَخَرْتُه من الكَرَم والفَخْر.

وعَصَّاه العَصَا: أَعطاه إياها؛ قال طُرَيح:

حَلاَّك خاتَمَها ومِنْبَرَ مُلْكِها،

وعَصا الرسولِ كرامةً عَصَّاكَها

وأَلْقى المسافِرُ عَصاهُ إذا بَلَغ موضِعَه وأَقام، لأنه إذا بلغ ذلك

أَلْقى عَصاه فخيَّم أَو أَقام وتركَ السفر؛ قال مُعَقِّرُ بنُ حِمارٍ

البارقيُّ يصف امرأَةً كانت لا تَسْتَقِرُ على زَوْج، كلما تَزَوَّجت رجلاً

فارَقتْه واسْتَبْدلتْ آخرَ به، وقال ابن سيده: كلما تزوَّجَها رجُلٌ لم

تواتِه ولم تَكْشِفْ عن رأْسِها ولم تُلْقِ خِمارها، وكان ذلك علامة

إبائِها وأَنها تُريدُ الزَّوْج، ثم تَزَوَّجها رجُلٌ فرَضِيتْ به وأَلْقَتْ

خِمارها وكَشفتْ قِناعَها:

فأَلْقتْ عَصاها واسْتَقرَّ بها النَّوَى،

كما قَرَّ عَيْناً بالإيابِ المُسافِرُ

وقال ابن بري: هذا البَيتُ لعبدِ رَبِّه السلمي، ويقال لسُلَيْم بن

ثُمامَة الحَنَفي، وكان هذا الشاعر سَيَّر امرأَتَه من اليمامة إِلى الكوفة؛

وأَول الشعر:

تَذَكَّرْتُ من أُمِّ الحُوَيْرث بَعْدَما

مَضَتْ حِجَجٌ عَشْرٌ، وذو الشَّوق ذاكِرُ

قال: وذكر الآمِدي أَنَّ البيت لمُعَقِّر بن حمارٍ البارقي؛ وقبله:

وحَدَّثَها الرُّوّادُ أَنْ ليس بينَها،

وبين قُرى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ

كافر أَي مَطَر؛ وقوله:

فأَلْقَتْ عَصاها واسْتَقرَّ بها النَّوى

يُضْرب هذا مثلاً لكلِّ منْ وافَقَه شيءٌ فأَقام عليه؛ وقال آخر:

فأَلْقَتْ عَصَا التَّسْيارِ عنها، وخَيَّمَتْ

بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٍ مَحافِرُه

وقيل: أَلْقى عَصاه أَثْبَتَ أَوتادَه في الأَرض ثم خَيَّمَ، والجمع

كالجمع؛ قال زهير:

وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أَظُنُّك لمَّا حَضْحَضَتْ بَطْنَكَ العَصا،

ذَكَرْتَ من الأَرْحام ما لَسْتَ ناسِيا

(* قوله« حضحضت إلخ» هو هكذا بالحاء المهملة في الأصل.)

قال: العَصا عَصا البينَ هَهُنا. الأَصمعي في باب تَشبيه الرجُل بأَبيه:

العَصَا من العُصَيّة؛ قال أَبو عبيد: هكذا قال

(* قوله« قال أبو عبيد

هكذا قال إلخ» في التكملة: والعصية أم العصا التي هي لجذيمة وفيها المثل

العصا من العصية.) وأَنا أَحسَبُه العُصَيَّةُ من العَصَا، إِلاَّ أَن

يُرادَ به أَن الشيء الجلِيل إنما يكون في بَدْئه صَغِيراً، كما قالوا إِنَّ

القَرْمَ من الأَفِيلِ، فيجوز على هذا المعنى أَنْ يقال العَصا من

العُصَيَّة؛ قال الجوهري: أَي بَعْضُ الأَمر من بَعضٍ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

ويَكْفِيكَ أَنْ لا يَرْحلَ الضَّيْفُ مُغْضَباً عَصَا العَبْدِ، والبِئْرُ

التي لا تُمِيهُها

يعني بعَصَا العَبْدِ العُودَ الذي تحرَّكُ به المَلَّة وبالبئر التي لا

تُمِيهُها حُفْرَةَ المَلَّة، وأَرادَ أَنْ يرحَلَ الضيفُ مغْضَباً فزاد

لا كقوله تعالى: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي أَنْ تَسْجُدَ.

وأَعْصَى الكَرْمُ: خَرَجَت عِيدانُه أَو عِصِيُّه ولم يُثْمِرْ. قال الأَزهري:

ويقال للقوْم إِذا اسْتُذِلُّوا ما هم إِلاَّ عبيدُ العَصَا؛ قال ابن

سيده: وقولهم عبيدُ العَصا أَي يُضْرَبُون بها؛ قال:

قولا لِدُودانَ عَبِيدِ العَصَا:

ما غَرَّكمْ بالأَسَد الباسِلِ؟

وقَرَعْته بالعَصا: ضَرَبْته؛ قال يزيد بن مُفَرِّغ:

العَبْدُ يُضْرَبُ بالعَصا،

والحُرُّ تَكْفِيهِ المَلامَة

قال الأَزهري: ومن أَمْثالِهم إِن العَصا قُرِعَتْ لذي الحِلْم؛ وذلك

أَن بعض حُكَّامِ العَرب أَسَنَّ وضعُف عن الحُكْم، فكان إِذا احْتَكَم

إِليه خَصْمانِ وزَلَّ في الحُكْم قَرَع له بعضُ ولدِه العَصا يُفَطِّنُه

بقَرْعِها للصَّواب فيَفْطُنُ له. وأَما ما ورد في حديث أَبي جَهْمٍ: فإنه

لا يَضَعُ عَصاهُ عن عاتِقِه، فقيل: أَراد أَنه يُؤَدِّبُ أَهْلَه

بالضَّرْبِ، وقيل: أَراد به كَثْرةَ الأَسْفار. يقال: رَفَع عَصاهُ إِذا سار،

وأَلْقى عَصاهُ إِذا نزَل وأَقام. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال لرجُلٍ: لا تَرْفَعْ عَصاكَ عن أَهْلِكَ أَي لا تَدَعْ

تَأْديبَهُم وجَمْعَهُم على طاعَةِ الله تعالى؛ روي عن الكسائي وغيره أَنه لم

يُرِد العَصا التي يُضْرَبُ بها ولا أَمَر أَحَداً قطُّ بذلك، ولم يُرِدِ

الضَّرْبَ بالعَصا، ولكنه أَراد الأَدَبَ وجَعَلَه مَثَلاً يعني لا

تَغْفُلْ عن أَدَبهم ومَنْعِهم من الفَساد. قال أَبو عبيد: وأَصْلُ العَصا

الاجْتِماعُ والائْتِلافُ؛ ومنه الحديث: إِن الخَوارجَ قد شَقُّوا عصا

المُسْلِمين وفَرَّقوا جَماعَتهم أَي شَقُّوا اجْتماعَهُم وأْتِلافَهُم؛ ومنه

حديث صِلَة: إِيَّاك وقَتِيلَ العَصا؛ معناه إِيَّاك أَن تكونَ قاتِلاً

أَو مَقْتُولاً في شَقِّ عَصا المُسْلِمِين. وانْشَقَّت العَصا أَي وقَع

الخِلافُ؛ قال الشاعر:

إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّت العَصا،

فحَسْبُك والضَّحَّكَ سَيْفٌ مُهَنِّدُ

أَي يكفيك ويكفي الضَّحَّاكَ؛ قال ابن بري: الواو في قوله والضحاك بمعنى

الباء، وإن كانت معطوفة على المفعول، كما تقول بِعْتُ الشاءَ شاةً

ودِرْهَماً، لأَن المعنى أَن الضَّحَّاكَ نَفْسَه هو السَّيْفُ المُهَنَّدُ،

وليس المعنى يَكْفِيكَ ويَكْفِي الضَّحَّاك سَيْفٌ مُهَنَّدٌ كما ذكر.

ويقال للرجُلِ إِذا أَقام بالمَكان واطْمَأَنَّ واجْتَمع إِليه أَمْرُه: قد

أَلْقى عصاه وأَلْقى بَوانِيَهُ. أَبو الهيثم: العَصا تُضْرَب مثلاً

للاجتماع، ويُضْرب انْشِقاقُها مثلاً للافْتِراقِ الذي لا يكونُ بعده

اجتماعٌ، وذلك لأَنها لا تُدْعى عَصاً إِذا انْشَقَّت؛ وأَنشد:

فَلِلَّهِ شَعْبَا طِيَّةٍ صَدَعا العَصا،

هي اليَوْمَ شَتَّى، وهي أَمْسِ جَميع

قوله: فَلِلَّه له معنيان: أَحدهما أَنها لامُ تَعجُّب، تَعجَّبَ مما

كانا فيه من الأُنس واجتماعِ الشَّمْل، والثاني أَن ذلك مُصِيبَةٌ موجِعة

فقال: لله ذلك يَفْعَلُ ما يشاءُ ولا حِيلة فيه للْعِباد إِلا التَّسْلِيم

كالاسْتِرْجاع. والعِصِيُّ: العظامُ التي في الجَناح؛ وقال:

وفي حُقّها الأَدْنى عِصيُّ القَوادم

وعَصا السَّاق: عَظْمُّها، على التشبيه بالعَصا؛ قال ذو الرمة:

ورِجْلٍ كظِلِّ الذِّئْبِ أَلْحَقَ سَدْوَها

وظِيفٌ، أَمَرَّتْهُ عَصا السَّاقِ، أَرْوَحُ

ويقال: قَرَع فلانٌ فلاناً بعَصا المَلامَةِ إِذا بالغَ في عذله، ولذلك

قيل للتَّوْبِيخ تَقْريعٌ. وقال أَبو سعيد: يقال فلانٌ يُصَلِّي عَصا

فلانٍ أَي يُدَبِّرُ أَمْره ويَلِيه؛ وأَنشد:

وما صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيمِ

قال الأَزهري: والأَصل في تَصْلِيَة العَصا أَنها إِذا اعْوَجَّتْ

أَلْزَمَها مُقَوِّمُها حَرَّ النَّارِ حتى تَلِين وتُجِيب التَّثْقِيفَ.

يقال: صَلَّيْتُ العَصا النارَ إِذا أَلْزَمْتَها حَرَّها حتى تَلِينَ

لِغامِزها. وتفاريقُ العَصا عند العرب: أَن العَصا إِذا انْكَسَرَت جُعِلَت

أَشِظَّةً، ثم تُجْعَلُ الأَشِظَّةُ أَوْتاداً، ثم تجعل الأَوْتادُ تَوادِيَ

للصِّرار، يقال: هو خَيْرٌ من تَفاريق العَصا. ويقال: فلانٌ يَعْصِي

الريحَ إِذا اسْتَقْبل مَهَبَّها ولم يَتَعرَّضْ لها. ويقال: عَصا إِذا

صَلُبَ؛ قال الأَزهري: كأَنه ارادَ عسا، بالسين، فقَلَبها صاداً. وعَصَوْتُ

الجُرْحَ: شَدَدْتُه.

قال ابن بري: العُنْصُوَة الخُصْلة من الشَّعَر.

قال: وعَصَوَا البئر عَرْقُوتاهُ؛ وأَنشد لذي الرمة:

فجاءَتْ بنَسْجِ العَنْكبُوتِ كأَنَّه،

على عَصَوَيْــها، سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ

والذي ورد في الحديث: أَنَّ رَجُلاً قال مَنْ يُطِعِ اللهَ ورسُوله

فقَدْ رَشَدَ ومنْ يَعْصِهِما فقد غَوى، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم:

بِئْسَ الخَطِيبُ أَنتَ قُلْ: ومَنْ يَعْصِ اللهَ ورسُوله فقد غَوى؛

إِنما ذمَّه لأَنه جمَع في الضَّمِير بين الله تعالى ورسُوله في قوله ومَنْ

يَعْصِهِما، فأَمَرَهُ أَن يَأْتي بالمُظْهَرِ ليَتَرَتَّب اسم الله

تعالى في الذِّكْر قبل اسْم الرَّسُول، وفيه دليل على أَن الواو تُفِيد

التَّرْتِيب.

والعِصيانُ: خِلافُ الطَّاعَة. عَصى العبدُ ربه إِذا خالَف أَمْرَه،

وعصى فلان أَميرَه يَعْصِيه عَصْياً وعِصْياناً ومَعْصِيَةً إِذا لم

يُطِعْهُ، فهو عاصٍ وعَصِيٌّ. قال سيبويه: لا يجيءُ هذا الضَّرْبُ على مَفْعِلٍ

إِلاَّ وفيه الهاء لأَنه إن جاءَ على مَفْعِلٍ، بغير هاءٍ، اعْتلَّ

فعدَلوا إِلى الأَخَفِّ. وعاصَاهُ أَيضاً: مثلُ عَصَاه. ويقال للجَماعةِ إِذا

خَرَجَتْ عن طاعةِ السلْطان: قد اسْتَعْصَتْ عليه. وفي الحديث: لْولا

أَنْ نَعْصِيَ اللهَ ما عَصانا أَي لم يَمْتَنعْ عن إِجابَتِنا إِذا

دَعَوْناه، فجعَل الجوابَ بمنْزِلة الخِطاب فسمَّاهُ عِصْياناً كقوله تعالى:

ومَكَرُوا ومَكَر الله. وفي الحديث: أَنه غيَّرَ اسْم العاصِي؛ إنما غَيَّره

لأَنَّ شعارَ المُؤْمِن الطَّاعة، والعِصْيانُ ضِدُّها. وفي الحديث: لم

يكن أَسْلَم مِنْ عُصاة قُريش غير مُطِيع بن الأَسْوَدِ؛ يريد مَنْ كانَ

اسْمُه العاصِي. واسْتَعْصى عليه الشيءُ: اشْتَدَّ كأَنه من العِصْيانِ؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

عَلِقَ الفُؤادُ برَيِّقِ الجَهْلِ

فأَبَرَّ واسْتَعْصَى على الأَهْلِ

والعاصي: الفَصِيلُ إِذا لم يَتْبَع أُمَّه لأَنه كأَنه يَعْصِيها وقد

عَصى أُمَّه. والعاصي: العِرْقُ الذي لا يَرْقَأُ. وعِرْقٌ عاصٍ: لا

يَنْقَطعُ دَمُه، كما قالوا عانِدٌ ونَعَّارٌ، كأَنه يَعصي في الانْقِطاع الذي

يُبْغى منه، ومنه قول ذي الرمَّة:

وهُنَّ مِنْ واطئٍ تُثْنى حَوِيَّتُه

وناشِجٍ، وعَواصِي الجَوْفِ تَنْشَخِبُ

يعني عُروقاً تَقَطَّعَتْ في الجَوف فلم يَرْقَأْ دَمُها؛ وأَنشد

الجوهري:

صَرَتْ نَظْرةً، لوْ صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ

غَدا، والعَواصِي مِنْ دَمِ الجَوْف تَنْعَرُ

وعَصى الطائِرُ يَعْصِي: طار؛ قال الطرماح:

تُعِيرُ الرِّيحَ مَنْكِبَها، وتَعْصِي

بأَحْوذَ غَيْرِ مُخْتَلِف النَّباتِ

وابنُ أَبي عاصِيَة: من شُعرائهم؛ ذكره ثعلب، وأَنشد له شِعْراً في

مَعْن بن زائدة وغيره؛ قال ابن سيده: وإنما حَمَلْناه على الياء لأَنهم قد

سمّوْا بضِدِّه، وهو قولُهُم في الرجل مُطِيع، وهو مُطِيع بن إياس قال: ولا

عَليْك من اخْتِلافِهما بالذَّكَريَّة والإِناثيَّة، لأَن العَلَم في

المذكَّر والمؤنث سواءٌ في كونه عَلَماً. واعْتَصَت النَّواةُ أَي

اشْتَدَّتْ. والعَصا: اسمُ فَرس عوف بن الأَحْوصِ، وقيل: فَرس قَصِير بن سعدٍ

اللخْمِي؛ ومن كلام قَصِير: يا ضُلَّ ما تَجْري به العَصا. وفي المثل: رَكب

العَصا قصِير؛ قال الأَزهري: كانت العَصا لجَذيمة الأَبْرش، وهو فَرسٌ

كانت من سَوابق خيْل العرب. وعُصَيَّةُ: قبيلةٌ من سُلَيم.

شبرق

شبرق


شَبْرق
a. Cut up.
b. Mutilated.

شَبَاْرِقُa. Ragged, tattered (garment).
شُبَارِق شَبَارِيْق
a. see 47
شبرق
شِبْرِق [جمع]: (نت) نبات برِّيّ من القرنيَّات الفراشيَّة منه أنواع حوليَّة أو مُعَمَّرة, عشبيَّة أو مخشوشبة. 
[شبرق] فيه: لا بأس "بالشبرق" والضغابيس ما لم تنزعه من أصله، هو نبت حجازي يؤكل وله شوك، إذا يبس سمي ضريعا، أي لا بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يستأصلا. ك: الضريع الشبرق بكسر شين. نه: ومنه في المستهزئين: فأما العاص بن وائل فدخل في أخمص رجله "شبرقة" فهلك.
[شبرق] شَبْرَقْت الثوب شَبْرَقَةً وِشبْراقاً، أي مزقته. قال الشاعر  فأدر كنه يَأْخُذْنَ بالساقِ والنَسا كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المقَدَّسي وصار الثوب شَباريقَ، أي قِطَعاً. وشَبْرَقْتُ اللحم وشربقته، أي قطعته. والشبرق بالكسر: نبت، وهو رطب الضريع. والشبارق: معرب، ألحقوه بعذافر.
شبرق: الشِّبْرِقُ: نبات غض. والشِّبرِقة: [نهش البازي اللحم] ، وتمزيقه . وثوب مُشَبْرقٌ، أي: أَفْسِدَ نَسْجاً وسخافة. وصار الثوب شباريق، أي: قطعاً، قال: 

[فجاءت بنسج العنكبوت كأنه ... على عصويــها] سابري مشبرق

والدابة تُشَبْرِقُ في عدوها، وهو شدة تباعد قوائمها، قال: 

من جذبه شِبْراقُ شد ذي عمق
(شبرق) - في صِفَة العَاصِ: "أنه خَرَج على حِمارٍ، فدخَل في أخمَصِ رِجْلِه شِبْرقَة"
قال الفَرَّاء: هي نَبْت يُسَمِّيه أَهلُ الحجاز: الضَّرِيع فيه حُمرة.
وقال أبو عبيدة: الضَّرِيع: يابسُ الشِّبرق، وهو يُؤكل غير أنه كما ذَكَر اللَّهُ تعالى: {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} .
- وفي الحديث: "لا بأسَ بالشِّبْرق ما لم تَسْتَأصِلْه"
يعنى في الحَرَم إذا قَطعتَه.
(شبرم) ومن رُباعِيِّه حديثُ أمّ سَلمة، رضي الله عنها: "شَرِبتُ الشُّبْرُمَ"
فقال: "إنّه حارٌّ جارٌّ"
الشُّبْرم: حَبٌّ يشبه الحِمَّص يُطْبَخُ ويُشرَب مَاؤُه.
وقيل: إنَّه نَوعٌ من الشِّيح.
شبرق: شبرق ومضارعه يشبرق: أخذ جانباً من الشيء (محيط المحيط).
شبرق الموسى على الجلد: سنه عليه (محيط المحيط).
اشبرق: ثمل، سكر، وبشم، شبع (ميهرن ص30).
شِبْرِق: ذكر ابن البيطار هذا النبات وهو مذكور في مخطوطة أفقط وفيها (2: 84) شبرق، قال أبو حنيفة هي عشبة ذكروا أن لها أطرافاً كأطراف الأسل فيها حمرة وهي قصيرة ومنابتها الرمل وهو شبيه بالأسل إلا إنه أدق أحمر شديد الحمرة وهو مر وهو الضريع.
ويطلق هذا الاسم في برقة على البلاَّن الذي تتخذ منه المكانس، غير أن ابن البيطار (1: 169) يقول إن الشبرق عند عرب الحجاز غيره وقد ترجم سونثيمر هذه العبارة ترجمة سخيفة.
شِبْرق: قنطريون كبير (المستعيني في مادة قنطريون كبير) شبرقة: خرج الجيب، مصروف الجيب، ما يصرف للتمتع واللهو (بوشر)، دراهم الجيب، الدراهم التي تستلم كل يوم لتصرف في أشياء لا طائل فيها. (ألف ليلة برسل 7: 97) وفي طبعة ماكن (ص98): مصروف.

شبرق: ثوب مُشَبْرَق وشَبْرَقٌ

وشِبْراق وشُبارِق وشَبارِق وشَبارِيق: مقطَّع ممزَّق. وقد شَبْرَقَه

شَبْرَقة وشِبْراقاً وشَرْبَقه شَرْبَقةً؛ المصدر عن كراع: مزَّقه؛ قال

امرؤ القيس:

فأَدْرَكْنَه يأخُذْن بالسّاق والنَّسا،

كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المُقَدَّسِ

والمُقَدَّسُ: الراهب ينزل من صَوْمَعتِه إلى بيت المَقْدِس فيمزِّق

الصبيانُ ثيابَه تبرُّكاً به. الليث: ثوب مُشَبْرَق أُفْسِدَ نَسْجاً

وسَخافةً. وصار الثوب شَبارِيقَ أي قِطَعاً؛ وأَنشد لذي الرمة:

فجاءتْ كنَسجِ العَنْكَبُوت كأَنَّه،

على عَصَوَيْــها، سابِريُّ مُشَبْرَقُ

قال ابن بري: ومنه قول الأَسود بن يعفر:

لَهَوْتُ بِسِرْبالِ الشَّبابِ مُلاوةً،

فأَصْبَحَ سِرْبالُ الشَّبابِ شَبارِقا

والمُشَبْرَقُ من الثياب: الرقيقُ الرديء النسج، ويقال للثوب من الكتان

مثل السَّبَنِيّة مُشَبرَق. وشَبْرَقْت اللحمَ وشَرْبَقْتُه أي قطَّعْته.

وشَبرَقَ البازي اللحم: نَهَسَه. وشَبْرَقَت الدابةُ في مَشْيها:

باعَدَتْ خَطْوَها. والشِّبْراق: شِدَّة تباعُدِ ما بين القوائم؛ قال:

كأنَّها، وهي تَهادَى في الرُّفَقْ

من ذَرْوِها، شبْراق شَدٍّ ذي عَمَقْ

وروي:

من جَذْبِها شِبْراق شدٍّ ذي مَعَقْ

والدابة يُشَبرِق في عَدْوِه: وهو شدَّة تَباعُد قوائِمه.

والشِّبْرِقِ، بالكسر: نبات غضٌّ، وقيل: شجرمَنْبِته نجد وتهامة وثمرتُه

شاكة صغيرة الجرم حرام مثل الدم منبتها السِّباخ والقِيعان، واحدته

شِبْرِقة؛ وقالوا: إذايَبِس الضَّرِيع فهو الشِّبْرِق، وهو نبت كأظفار

الهِرِّ. الفراء: الشِّبْرِق نبت وأَهل الحجاز يسمونه الضَّريعَ إذا يبس،

وغيرهم يسمّيه الشّبْرِقَ. الزجاج: الشِّبْرِق جنس من الشوك إذا كان رطباً فهو

شِبْرِق، فإذا يبس فهو الضَّريع. أَبو زيد: الشِّبْرِق يقال له

الحِلَّة، ومَنْبِتُه نجد وتهامة، وثمرته حَسَكة صِغار، ولها زهرة حمراء.

والشِّبْرِقةُ: الشيء السخيف القليل من النبات والشجر؛ هكذا حكاه أَبو حنيفة

مؤثناً بالهاء. ويقال: في الأَرض شِبْرِقة من نبات وهي المُنْتَثِرة. ابن

شميل: الشِّبرِق الشيء السخِيف من نبت أو بقل أَو شجر أَو عِضاهٍ،

والشِّبْرِقة من الجَنَبة، وليس في البقل شِبْرِقة ولا يخرج إلا في الصيف.

والشِّبْرِق، بالكسر: نبت وهو رَطْب الضَّريع؛ قال امرؤ القيس:

فأَتْبَعْتُهم طَرْفي، وقد حالَ دُونَهم

عَوازِبُ رَمْلٍ ذي أَلاءٍ وشِبْرِق

وفي حديث عطاء: لا بأس بالشِّبْرِق والضَّغابيس ما لم تَنْزِعْه من

أَصله؛ الشِّبْرِق: نبت حجازي يؤكل وله شوك، وإذا يَبِس سمي الضريع؛ معناه لا

بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يُسْتَأصَلا؛ ومنه في ذكر المستهزئين:

فأَما العاصُ بن وائل فإنه خرج على حمار فدخل في أَخْمَصِ رِجْلِه شِبْرِقةٌ

فهلك؛ أَبو عمرو: المُشَبْرَق الرقيق من الثياب، والمقطوع أَيضاً

مُشَبْرَق.

اللحياني: ثوبٌ شَبارِق وشَمارِق ومُشَبْرَق ومُشَمْرَق، والشِّبْرقة

القطعة من الثوب، والشَّبارق أَلوان اللحم المطبوخة، فارسي معرب أَلحقوه

بعُذافِر. وشِبْرِقٌ: اسم عربي؛ حكاه ابن دريد وقال: لا أَعرفه.

شبرق
الشِّبْرِقُ، كزِبْرِجٍ: رَطْبُ الضَّرِيعِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، قالَ الفَرّاءُ: والشّبْرِق: نَبْتٌ، وأَهْلُ الحِجازِ يُسَمُّونَه الضَّرِيع إِذا يَبِسَ، وغَيْرُهُم يُسَمِّيهِ الشِّبْرِق، وَقَالَ الزَّجّاجُ: الشِّبْرِقُ: جِنسٌ من الشَّوْكِ، إِذا كانَ رَطْباً فَهُوَ شبْرِقٌ، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الضَّرِيعُ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: الشِّبْرِقُ يُقالُ لهُ: الحِلَّةُ، ومَنْبِتُه بنَجْدٍ وتِهامَةَ، وثَمَرتُها حَسَكَةٌ صِغارٌ، وَلها زَهْرَةٌ حَمْراءُ، وقالَ غَيْرُه: هُوَ نَبات غَض، وقِيل: شجَر ثَمَرَتُه شاكَة صَغِيرَةُ الجرْم حَمْراءُ مثلُ الدَّم، مَنْبِتُها السًّباخُ والقِيعانُ قالَ أَبو حَنِيفَةَ: واحِدَته بهاءِ وَبهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ، وهى عُشْبَةٌ ذَكَروا أَن لَهَا أَطْرافاً كأَطْرافِ الأَسَلِ، فِيهَا حُمرة، ولذلكِ قالَ مالِكُ ابنُ خالِدٍ الخُناعي:
(تَرَى القَوْمَ صَرْعَى جِثْوَةً اضْجِعُوا مَعاً ... كأنَّ بأيْدِيهِم حَواشِيَ شِبْرِقِ)
شَبَّه الدِّماءَ الَّتِي بِهِم بحَواشِي الشِّبْرِقِ لقِصَرِه، قالَ الرّاجِزُ، ووَصَفَ غَيْثاً: فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ وعَمِلَ الثَّعْلَبُ عَملاً شبرقه عَمِله: غطّاه، أَي: طالَ من الخِصْبِ حَتّى خَفِيَ الثَّعْلَبُ، وَهَذَا حِينَ أَفْرَطَ فِي تَطْوِيلهِ، وبَدِعَتْ: أَكَلَتْ من الخِصْبِ حَتَّى سَمِنَتْ.
والشِّبْرِقُ: مَرْعَى سَوْءً غَيْرُ ناجِع فِي راعِيَتِه، وَلَا نافِع، ومنابِتُه الرَّمْلُ قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: (فأتبَعْتَهم طَرْفِي وقَدْ حالَ دُونَهُم ... غَوارِبُ رَمْلٍ ذِي أَلاءٍ وشِبْرِقِ)
وقالَ ابنُ عَبّاد: الشِّبْرِقُ: وَلَدُ الهِرَّةِ.
وعَوْذُ بنُ شِبْرِقٍ كَذَا فِي النسَخ، والصَّوابُ: عَوْنُ بنُ شِبْرِقٍ، وضَبَطَه الحافِظُ كدِرْهَم، رَوَى عَن أبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ، وَعنهُ مُوسَى بنُ سَعِيدٍ الرّاسبِي. وَعَاصِم بن شبْرقَة رَوَى عَنهُ حَمّادُ ابنُ سَلَمَةَ: مُحَدِّثانِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: شِبْرِق: اسمٌ عَربِي، وَلَا أعْرِفُه.
والشبارِقُ، والشَّبارِيقُ: القِطَعُ يُقالُ: صارَ الثَّوْبُ شَبارِيقَ، أَي: قِطَعاً،) أَو يُقال: ثَوْبٌ شَبْرَقٌ، كجَعْفَرٍ وعُلابِطٍ وعَنادِلَ وقِرْطاسٍ وقَنادِيلَ الثّانِيَةُ والرّابِعَةُ عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وَكَذَا: ثَوْبٌ مُشَبْرَقٌ، أَي: مُقَطَّع كُلُّه ومُمَزَّقٌ، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: ثَوْب شَبارق وشَمارِق ومُشَبْرَقٌ ومُشَمْرَقٌ، وأَنْشَد ابنُ بَرّيٍّ للأسْوَدِ بن يَعْفُرَ:
(لَهَوْتُ بسِرْبالِ الشَّباب مَلاوَةً ... فأصْبَحَ سِرْبالُ الشًّبابِ شَبارقاً)
والشِّبراقُ كقِرْطاس، من كُلِّ شيءٍ: شِدَّتُه عَن ابْنِ عَبّادٍ.
والشِّبْراقُ من الثِّيابِ: المُتَخَرِّقُ عَن ابْنِ عَبّاد، وَقد تَسْقُطُ هَذِه من بعضِ النُّسَخ.
والشُّبارِقُ، كعُلابِطٍ وعَنادِلَ: شَجَر عالٍ لَهُ وَرَق أَحْرَشُ مثلُ وَرَقِ التوتِ، وَعُوُدٌ صُلْب جِدًّا يكلّ الحَدِيدَ وَيُقَلَّد الخَيْلُ وغَيْرُه، كالبَقَرِ والغَنَم وكُلِّ مَا خِيفَ عليهِ بعُودِه عُوذَةً للعينِ. قالَ أَبو حَنِيفَةَ: ورُبَّما أهدِىَ للرَّجُل القَطْعَةُ مِنْهُ فأثابَ عليهِ البَكْرَ، وإِذا قُدِرَ عليهِ اتُّخِذَتْ منهُ الأرْعُوَةُ، وَهِي نيرُ البَقَرِ، لصَلابَتِه.
وشَبارِقُ، بِالْفَتْح: ة بزَبِيدَ وإِليها يُضافُ بابٌ من أَبْوابِ زَبِيد، وَهَكَذَا ضَبَطَهُ الصاغانِيُّ، وَهُوَ المَشْهورُ. وسِياقُ المُصَنِّفِ يَقْتَضي أَن يكون بالضمِّ، بدَلِيل قولِه فِيمَا بعدُ وكَعنادِلَ: مَا اقْتُطِعَ من اللَّحْم صِغارًا وطُبِخَ عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَهَذَا مُعَرَّب وقالَ الجَوْهرِيُّ: والشبارِقُ مُعَرب أَلْحَقُوه بعُذافِر، فَهَذَا يَدُل على أَنَّه بالضَّمِّ، فانْظُر ذلِك.
والشبارِقُ: الجَماعَةُ من النّاسِ. والشَّبْرَقَةُ: نَهْشُ البازِيِّ الصيْدَ وتَمْزِيقُه قالَه اللَّيْثُ.
والشَّبْرَقَةُ: قَطْعُ الثَّوْبِ، وَقد شَبْرَقَهُ شَبْرَقَةً وشِبْراقاً وشَرْبَقَهُ شَرْبَقَةً: إِذا مَزَّقَهُ، قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ الكِلابَ والحِمارَ:
(فأدْرَكْنَه يأخذْنَ بالسّاقِ والنَّسَا ... كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسي)
المُقَدِّسِي: الّذِي أَتَى من بَيْتِ المَقْدِسِ، كَمَا فِي الصِّحاح، ويُرْوَى المُقَدِّسِ وَهُوَ الرّاهِبُ يَنْزِلُ من صَوْمَعَتِه إِلى بَيْتِ المَقْدِسِ، فيُمَزَق الصِّبْيانُ ثِيابَهُ تَبَرُّكاً بِهِ، وَقد ذُكِر فِي السِّينِ.
والشَّبْرَقَةُ: عَدو الدّابَّةِ وَخْدًا وَقد شَبْرَقَتْ، وَهُوَ شِدَّةُ تَباعُدِ قَوائِمِه.
وقالَ اللَّيْثُ: ثَوْبٌ مُشَبْرَقٌ: إِذا أفْسِدَ نَسْجاً وسَخافَةً، قَالَ ذُو الرمةِ:
(فجاءَتْ بِنَسْج العَنْكَبُوتِ كأنَّه ... عَلَى عَصَوَيْــها سابِرِي مُشَبْرَقُ)
وقالَ غيرُه: المُشَبْرَقُ من الثِّيابِ: الرَّقِيقُ الرَّدِيءُ النَّسْج، وَيُقَال للثَّوْبِ من الكَتّانِ مثل السَّبَنِيَّةَ مُشَبْرَقٌ.)
وَمِمَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ: شبْرَقْتُ اللَّحْمَ: قَطَّعْته، مثلُ شرْبَقْتُه، نَقَله الجَوْهَرِيُّ.
والشِّبْراقُ، بالكَسْرِ: شِدَّةُ تَباعُدِ مَا بَيْنَ القَوائِم، قالَ رُؤبةُ: كأَنَّها وَهِي تَهادَى فِي الرققْ مِنْ ذَرْوِها شِبْراقُ شَد ذِي عَمَقْ والشِّبْرِقَةُ، كزِبْرِجَةٍ: الشَّيْءُ السَّخِيفُ القَلِيلُ من النَّباتِ والشَّجَرِ، هكَذا حكاهُ أَبُو حَنِيفَةَ مُؤَنَّثًا بالهاءَ، ويُقال: فِي الأرضِ شِبْرِقَةٌ من نَباتٍ، وَهِي المنْتَثِرَةُ. وقالَ ابنُ شُمَيْل: الشِّبْرِقُ: الشّيْءُ السَّخِيفُ من نَبْتٍ، أَو بَقْلٍ، أَو شَجَرٍ، أَو عِضاه.
والشِّبْرِقَةُ من الجنْبَةِ، وليسَ فِي البَقلِ شِبرِقَة.
والمُشَبْرَقُ من الثيابِ. المَقْطُوع عَن أَبِي عَمْرٍ و.
والشِّبْرِقَةُ، كزِبرجَةٍ: الْقطعَة من الثَّوْبِ.

سبر

س ب ر

السَّبْرُ التَّجْرِبةُ وسَبَرَ الشَّيءَ سَبْراً حَزِرَهُ وخَبَرَهُ واسْبُرْ لي ما عنده أي اعْلَمْه وسَبَرَ الجُرحَ يسْبُرُه ويسْبِرُهُ سَبْراً نظَر مِقدارَهُ ومَسْبُرَتُه نهايتُهُ والمِسْبَارُ والسِّبَارُ ما سُبِرَ بهِ قال يَصِفُ جُرْحَها

(تَرُدُّ السِّبَارَ على السّابرِ ... )

والسِّبْر والسَّبْرُ الأصْلُ واللّوْنُ والهَيْئَةُ والمنظَرُ والسِّبْرُ أيضاً ماءُ الوَجْهِ وجمْعُها أسْبَارٌ والسِّبْرُ ما اسْتُدِلَّ بِهِ على عِتْقِ الدَابَّةِ أو هُجْنَتِها والسَّبْرَةُ الغَدَاةُ البارِدَةُ وقيل هي ما بينَ السَّحَرِ إلى الصَّباح وقيل ما بين غَدْوَة إلى طُلُوع الشَّمْسِ وفي الحديثِ فيمَ يخَتصِمُ الملأُ الأَعْلَى يا محمد فسَكَت ثم وضَع الرَّبُّ تعالى يَدَهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ فأَلْهَمَهُ إلى أن قالَ في المُضِيِّ إلى الجُمُعَات وإسباغِ الوُضُوء في السَّبَراتِ وسَبْرَهُ بن العَوَّال رجلٌ مِنهم مُشْتَقٌّ منه والسَّبْرُ من أسْماءِ الأَسَدِ والسُّبَرُ طائِرٌ دُونَ الصَّقْرِ والسَّابِرِيُّ ضَرْبٌ من الثِّيابِ الرِّقَاقِ قال ذو الرُّمَّة

(فجاءتْ بِنَسْجِ العَنكَبوتِ كأنَّه ... على عَصَوَيْــها سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ)

وكُلُّ رقيقٍ سَابِريٌّ وعَرْض سَابِريٌّ رقيقٌ ليْسَ بمُحقَّقٍ والسُّبْرورُ الفَقِيرُ كالسُّبْروتِ حكاهُ أبو عَلِي وأَنْشد

(تطْعِمُ المُعَتَقينَ ممَّا لدَيْها ... من جَناها والعائِلَ السُّبْرورا)

فإذا صحَّ هذا فَتَاءُ سُبْروتٍ زائدةٌ وسابُور موضِعٌ أعجميٌّ معرَّبٌ وقْولُهُ

(ليسَ بِجَسْرِ سابورٍ أنيسٌ ... يُؤَرِّقُهُ أنِينُكَ يا مَعيِنُ)

يجوزُ أن يكونَ اسمَ رجُلٍ وأن يكونَ اسمَ بَلَدٍ والسبِّارَى أرضٌ قال لبيد

(دَرَى بالسِّبَاريَ حَبَّةً أثرميَّةً ... مُسَطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوادِمِ)
سبر 
(س ب ر) : (سَبَرَ) الْجُرْحَ بِالْمِسْبَارِ قَدَّرَ غَوْرَهُ بِحَدِيدَةٍ أَوْ غَيْرِهَا (وَالسَّبَرَاتُ) جَمْعُ سَبْرَةٍ وَهِيَ الْفَدَاةُ الْبَارِدَةُ وَبِهَا سُمَيَّ وَالِدُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ وَالنَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ (وَالسَّابِرِيُّ) ضَرْبٌ مِنْ الثِّيَابِ يُعْمَلُ بِسَابُورَ مَوْضِعٌ بِفَارِسَ وَعَنْ ابْنِ دُرَيْدٍ ثَوْبٌ سَابِرِيٌّ رَقِيقٌ.
السبر والتقسيم: كلاهما واحد، وهو إيراد أوصاف الأصل، أي المقيس عليه، وإبطال بعضها؛ ليتعين الباقي للعلية، كما يقال: علة الحدوث في البيت؛ إما التأليف أو الإمكان، والثاني باطل بالتخلف؛ لأن صفات الواجب ممكنة بالذات وليست حادثة، فتعين الأول.

السبر والتقسيم: هو حصر الأوصاف في الأصل وإلغاء بعض؛ لتعين الباقي للملة، كما يقال: على حرمة الخمر؛ إما الإسكار أو كونه ماء العنب، أو المجموع، وغير الماء وغير الإسكار لا يكون علة بالطريق الذي يفيد إبطال علة الوصف فتيقن الإسكار للعلة.
س ب ر

سبر الجرح بالمسبار والسبار: قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها. وفي مثل " لولا المسبار ما عرف غور الجرح " وأتيته في حد السبرة وهي الغداة الباردة.

ومن المجاز: خبرت فلاناً وسبرته، وفيه خير كثير لا يسبر، وهذا أمر عظيم لا يسبر، وهذه مفازة لا تسبر: لا يعرف قدر سعتها. قال أبو نخيلة:

ومقفر قد جبته لا يسبر ... والقور في بحر السراب تمهر

تسبح. وعرفته بسبره: بما عرف وخبر من هيئته ولونه. وجاءت الإبل حسنة الأسبار والأحبار.
س ب ر: (سَبَرَ) الْجُرْحَ نَظَرَ مَا غَوْرُهُ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَ (الْمِسْبَارُ) بِالْكَسْرِ مَا يُسْبَرُ بِهِ الْجُرْحُ. وَ (السِّبَارُ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِثْلُهُ. وَكُلُّ أَمْرٍ رُزْتَهُ فَقَدَ (سَبَرْتَهُ) وَ (السَّبْرَةُ) بِفَتْحِ السِّينِ الْغَدَاةُ الْبَارِدَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ» وَ (السِّبْرُ) بِكَسْرِ السِّينِ الْهَيْئَةُ يُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الْحِبْرِ وَالسِّبْرِ إِذَا كَانَ جَمِيلًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ. 
سبر: سَبَّر (بالتشديد): مثل سَبَر أي امتحن. وقد أشرت إلى هذه العبارة التالية المأخوذة من بعض المخطوطات غير أني نسيت أن أذكر العنوان والصحيفة: وكان منجمه قد قال له في مسر (كذا) مولده أن عليه قطعا في هذا اليوم ومنعه من الركوب فلم يركب.
انسبر: مطاوع سبر (فوك).
سِبْر. ذوق، زي، طرز، عادة مألوفة. يقال مثلاً على سبر الفرنج أي على ذوقهم وزيهم، وعادات البلاد والزمان، يقال: كل بلاد لها سبر أي لها عاداتها. والطريقة المتبعة أو العادة المألوفة (بوشر) وفي محيط المحيط: السِبْر عند العامة العادة المصطلح عليها.
سبارة: عند فريتاج صوابها شبارة (انظر شبارة) سابِرِيّ: نسبة إلى مدينة نيسابور، إذا صدقنا بما يقوله الثعالبي في اللطائف (ص116) ونجد سابِريَّة جمعاً لسابري في بيت من الشعر نقله النويري في أفريقية (ص50 ق) والذي يلي البيت الذي ذكرته في مادة ريطة.
أو التأمُوا بالسابرية أبْرَزُوا ... عيون الأفاعي من جلود الأراقم
سبر
السبْرُ: التجْرِبَةُ، اسْبُرْ ما عِنْدَه. والجُرْحُ يُسْبَرُ بالمِسْبَارِ: وهو المِيْلُ.
ومَفَازَةٌ لا تُسْبَرُ: أي لا يُعْرَفُ قَدْرُها من سعَتِها. والسبَارُ: القِيَاسُ. وما حَشَوْتَ به شَيْئاً. ووَقَعَ في خَيْرٍ لا يُسْبَرُ: أي لا يُدْرَكُ عِلْمُه.
والسبْرُ: من أسْمَاءِ الأسَدِ. والسَّبْرَةُ: الغَدَاة البارِدَةُ، وفي الحَدِيثِ: " نَهى عن إسْبَاغ الوُضُوْءِ في السبَرات ".
والسُبْرُوْرُ والسُّبْرُوْتُ: الفَقِيْرُ. وأرْضٌ قَفْرٌ لا نَبَاتَ فيها. والسُبْرُوْرُ - في قَوْلِ النابِغَةِ الذُّبْيَاني: القَوِيُّ العَمُوْلُ.
والسُبَرُ: طائر.
والسِّبَارُ: رَحى تُدَارُ باليَدِ. والسِّبْرُ: العَدَاوَةُ. وما يُعْرَفُ به جَوْهَرُ الناقَةِ، وهو السَّبَارُ والحَبَارُ والسِّبْرُ والحِبْرُ، وجَمْعُه أسْبَارٌ.
[سبر] فيه: يخرج رجل من النار قد ذهب حبره "وسبره" السبر حسن الهيئة والجمال وقد تفتح السين. ومنه ح الزبير: قيل له مر بنيك حتى يتزوجوا فقد غلب عليهم "سبر" أبى بكر ونحوله.، السبر هنا الشبه وكان أبو بكر نحيفا دقيق المحاسن فأمره أن يزوجهم للغرائب ليجتمع لهم حسن أبى بكر وشدة غيره. وفيه: إسباغ الوضوء في "السبرات" هي جمع سبرة بسكون باء وهى شدة الرد. ج: في السبرات، أراد بها بردا شديدا أو علة يتأذى بالماء بسببها، وقيل: أراد قلة الماء وغليان ثمنه. نه: ومنه ح زواج فاطمة: فدخل عليهما النبى صلى الله عليه وسلم في غداة "سبرة". وفي ح الغار: لا تدخله حتى "أسبره" لك، أي أختبره وأعتبره وأنظر هل فيه أحد أو شئ يؤذى. ش: من سبرت الجرح: قست عمقه. نه: وفيه: لا بأس أن يصلى وفي كمه "سبورة" قيل: هي الألواح من الساج يكتب فيها التذاكر، ويروى: سنورة، وهو خطأ. وفيه: رأيت على ابن عباس ثوبا "سابريًا" استشف ما وراءه، كل رقيق عندهم سابرى، وأصله الدروع السابرية منسوبة إلى سابور.
س ب ر : سَبَرْتُ الْجُرْحَ سَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ تَعَرَّفْتُ عُمْقَهُ وَالسِّبَارُ فَتِيلَةٌ وَنَحْوُهَا تُوضَعُ فِي الْجُرْحِ لِيُعْرَفَ عُمْقُهُ وَجَمْعُهُ سُبُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَالْمِسْبَارُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ مَسَابِيرُ مِثْلُ: مِفْتَاحٍ وَمَفَاتِيحَ وَسَبَرْتَ الْقَوْمَ سَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَأَمَّلْتُهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ لِتَعْرِفَ عَدَدَهُمْ.

وَالسَّبْرَةُ الضَّحْوَةُ الْبَارِدَةُ وَالْجَمْعُ سَبَرَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَالسَّابِرِيُّ نَوْعٌ رَقِيقٌ مِنْ الثِّيَابِ قِيلَ نِسْبَةٌ إلَى سَابُورَ كُورَةٍ مِنْ كُورِ فَارِسَ وَمَدِينَتُهَا شَهْرَسْتَانُ وَالسَّابِرِيُّ أَيْضًا نَوْعٌ جَيِّدٌ مِنْ التَّمْرِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السَّابِرِيَّةُ نَخْلَةٌ بُسْرَتُهَا صَفْرَاءُ إلَى الطُّولِ قَلِيلًا. 
[سبر] سَبَرْتُ الجُرْحَ أَسْبُرُهُ، إذَا نَظَرْتَ ما غَوْرُهُ. والمِسْبارُ ما يُسْبَرُ به الجُرْحُ، والسِبار مِثْلُهُ. وكل أمر رزته فقد سبرته واسْتَبَرْتَهُ. يقال: حَمِدْتُ مَسْبَرَهُ ومَخْبَرَه. والسَبْرَةُ: الغَداةُ البارِدَةُ، وفي الحديث: " إسباغ الوضُوء في السَبَرات ". والسِبْرُ بالكسر: الهَيْئَةُ. يقال: فُلانٌ حسَنُ الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قال الشاعر: أَنا ابْنُ أبي البَراءِ وكُلُّ قَوْمٍ * لَهُمْ من سِبْرِ والِدِهِمْ رِداءُ - وسِبْري أَنَّني حُرٌّ تَقِيٌّ * وأَنِّي لا يزايلنى الحياء - قال ابن الاعرابي: سمعت أبا زياد الكلابي يقول: رجعت من مرو إلى البدو، فقال لى بعض أهله: أما السبر فحضرى، وأما اللسان فبدوى. والسابري: ضرب من الثياب رقيق. وفي المثل: " عَرْضٌ سابِريٌّ ". يقولُه من يُعْرَضُ عليه الشئ عرضا لا يبالغ فيه، لان السابرى من أجود الثياب يرغب فيه بأذنى عرض. قال الشاعر: بِمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكي السِلَّ أَهْلُها * وعَيْشٍ كَمَسِّ السَابِرِيِّ رَقيق - والسابريّ أيضاً: ضربٌ من التمر. يقال: أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري.
سبر
سبَرَ يَسبُر ويَسبِر، سَبْرًا، فهو سابِر، والمفعول مَسْبور
• سبَر الشَّيءَ: قاس غَوْره ليتعرَّف عمقَه ومقدارَه "سبَر البئرَ: قاس عمقَ المياه فيه باستخدام خيط مثقل- سبَر الجُرحَ: قاس غورَه بالمِسْبار- سبَر الماءَ".
• سبَر فلانًا: خبرَه ليعرف ما عنده ويحدِّد نواياه أو دوافعه الحقيقيّة ° سبَر المعلومات: اختبرها- سبَر سِرَّ فلان: عرفه بالتّخمين والظّنّ- سبَر نوايا فلان: سعى لإدراك خفاياها- هذه مفازة لا تُسبر: لا يُعرف قدرُ سعتها. 

سابِر [مفرد]: اسم فاعل من سبَرَ.
• سابِر الأعماق: آلة مُجهَّزة بأضواء كاشفة قويَّة، تُبدِّد ظلمات أغوار المحيط، فتتمكَّن الكاميرات المثبتة بها من التقاط الصور واضحة. 

سَبّورة [مفرد]: ج سَبّورات وسَبابيرُ: لوح كبير يُعلّق أمام جمهور من النّاس يُكتب عليه، فإذا استُغني عمّا فيه مُحِي، وتُستعمل عادة في المدارس. 

سَبْر [مفرد]: مصدر سبَرَ ° سَبْرُ الآراء: استطلاع مواقف النّاس في قضيَّةٍ معيَّنة بالاعتماد على عيِّنةٍ منهم- سَبْرُ الأرض: اختبار طبيعة تربتها- سَبْرُ الرَّأي العامّ: اختباره.
• السَّبر والتَّقسيم: (فق) في اصطلاح الأصوليين: حصر الأوصاف في الأصل المقيس عليه وإلغاء بعضها؛ ليتعيّن الباقي للعلّيّة. 

مِسْبار [مفرد]: ج مَسابِيرُ: اسم آلة من سبَرَ: أداة تُتّخذ للفحص أو الاختبار، وهي أشكال، تستعمل في الطبّ، أو في الزراعة، أو في المعدنيّات ° مِسبار بحْريّ/ مِسبار الأعماق: جهاز فوق صوتيّ يستعمل لقياس أعماق المياه في البحار- مِسبار طبِّيّ: أداة تستخدم للفحص أو الكشف عن الأحشاء أو توسيع التضيُّقات فيها. 

سبر

1 سَبَرَ الجُرْحَ, (S, M, A, &c.,) aor. ـُ (S, M, Msb) and سَبِرَ, (M, TA,) inf. n. سَبْرٌ; (S, M, Msb, K;) and ↓ استبرهُ; (K;) He probed the wound; measured its depth with the مِسْبَار, i. e., with an iron or other instrument; (A, Mgh:) tried, (K,) or examined, (S,) or endeavoured to learn, (Msb,) its depth; (S, Msb, K;) examined its extent. (M.) b2: سَبَرَهُ (assumed tropical:) He determined, or computed by conjecture or by the eye, its measure, quantity, size, or bulk. (M, K, * TA.) b3: (assumed tropical:) He tried, proved, or tested, it; proved it by experiment or experience; (S, M, TA;) namely, anything; as also ↓ استبرهُ. (S.) b4: (assumed tropical:) He elicited its true, or real, condition. (TA.) b5: It is related in the trad. of the cave, that Aboo-Bekr said to Mohammad, لَا تَدْخُلْهُ حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَكَ (assumed tropical:) Do not thou enter it until I explore it before thee, and see if there be in it any one, or anything that may hurt. (TA.) b6: مَفَازَةٌ لَا تُسْبَرُ (tropical:) A desert of which the extent cannot be known. (A.) b7: سَبَرْتُ فُلَانًا (tropical:) [I searched into such a one]. (A.) — فُيهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَا يُسْبَرُ (tropical:) [In him is much good, the extent of which cannot be known]. (A.) b8: أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسْبَرُ (tropical:) [A great affair, of which the uttermost cannot be known]. (A.) b9: اُسْبُرْ لِى مَا عِنْدَهُ (assumed tropical:) Learn thou for me what he has [in his mind, or in his possession]. (M.) b10: سَبَرْتُ القَوْمَ, aor. ـُ and سَبِرَ, inf. n. سَبْرٌ, (assumed tropical:) I observed the people attentively, with investigation, one after another, that I might know their number. (Msb.) 8 إِسْتَبَرَ see 1, in two places.

سَبْرٌ: see سِبْرٌ.

A2: Also The lion. (El-Mu- ärrij, K.) سِبْرٌ (S, M, K) and ↓ سَبْرٌ (M, K) The source, or origin, [of a thing,] syn. أَصْلٌ: (M, K:) pl. of both أَسْبَارٌ. (M.) b2: (tropical:) Form, or appearance; figure, feature, or lineaments; external state or condition; state with regard to apparel and the like; (S, M, K;) or goodly form or appearance &c.; (K;) aspect; garb, or habit; (TA;) colour, or complexion; (M, K;) beauty; (K;) brightness of countenance: (M:) pl. of both as above. (M.) b3: IAar says, I heard Aboo-Ziyád El-Kilábee say, I returned from Marw to the desert, and one of its people said to me, أَمَّا السِّبْرُ فَحَضَرِىٌّ وَأَمَّا اللِّسَانُ فَبَدَوِىٌّ (tropical:) As to garb and appearance, [thou art like] an inhabitant of a town; but as to tongue, an inhabitant of the desert. (S, * TA.) b4: You say, فُلَانٌ حَسَنُ الحِبْرِ وَالسِّبْرِ (tropical:) Such a one is beautiful and of goodly appearance. (S.) [See also حِبْرٌ.] b5: A woman of the desert said, أَعْجَبَنِى سِبْرُ فُلَانٍ (tropical:) The good condition, and flourishing state of body, of such a one pleased me: and رَأَيْتُهُ سَيِّئَ السِّبْرِ (tropical:) I saw him to have an altered and ill appearance of body: thus she assigned to سبر two significations. (TA.) b6: One says also, إِنَّهُ لَحَسَنُ السِّبْرِ (tropical:) Verily he is goodly in complexion and appearance. (TA.) b7: سِبْرٌ also signifies (tropical:) A characteristic by which one knows the generousness or ungenerousness of a beast. (Az, M.) b8: And (assumed tropical:) One's knowledge of the fruitfulness or unfruitfulness [or the good or bad condition] of a beast. (Az, TA.) b9: Also (assumed tropical:) Likeness; syn. شَبَهٌ. (K, TA. [In some copies of the K, سُبَّةٌ, which is an evident mistake.]) So in the phrase, occurring in a trad., غَلَبَ عَلَيْهِمْ سِبْرُ أَبِى بَكْرٍ (assumed tropical:) The likeness (شَبَه) of Aboo-Bekr predominated in them. (IAar, TA.) One says also, عَرَفَهُ بِسِبْرِ أَبِيهِ (assumed tropical:) He knew him by the appearance and likeness of his father. (TA.) b10: Also the former (سِبْرٌ), Enmity, (K,) accord. to El-Muärrij; but Az says that this is strange. (TA.) سَبْرَةٌ A cold morning, between daybreak and sunrise: (S, M, A, Mgh, K:) or from the time a little before daybreak to daybreak: or from daybreak to sunrise: (M:) or a cold morning during the period next after sunrise: (Msb:) pl. سَبَرَاتٌ: (S, M, Mgh, Msb, K:) which latter is also expl. as signifying the intenseness of the cold of winter, and of the year. (TA.) سُبْرُتٌ and سِبْرَاتٌ and سُبْرُوتٌ and سِبْرِيتٌ: &c.: see art. سبرت.

سُبْرُورٌ Poor; (K, TA;) possessing no property: like سُبْرُوتٌ, in this sense, and in that following. (TA.) b2: (tropical:) Land in which is no herbage. (K, TA.) سِبَارٌ and ↓ مِسْبَارٌ A probe; an instrument with which a wound is probed; (S, M, K;) as also ↓ مِسْبَرٌ: (Ham p. 818:) a twist like a wick, (T, Msb,) or a similar thing, (Msb,) which is put into a wound (T, Msb) to ascertain its depth; (Msb;) an iron or other instrument with which the depth of a wound is measured: (A, Mgh:) pl. of the first, سُبُرٌ; and of ↓ the second, مَسَابِيرُ. (Msb.) It is said in a prov., مَا عُرِفَ ↓ لَوْ لَا المِسْبَارُ غَوْرُ الجُرْحِ [Were it not for the probe, the depth of the wound would not be known]. (A.) And ↓ بَعِيدُ المِسْبَارِ is applied as an epithet to a woman's vulva [or vagina, in an obvious sense,] by Ibn-Habeeb: and accord. to the K, to a woman [in allusion to her vagina]. (TA in art. خجى.) سَبَارٍ an irreg. pl. of سُبْرُوتٌ: see the latter in art. سبرت.

سَابِرِىٌّ A coat of mail made of slender rings, and strongly: (K:) so called in relation to the king Sáboor. (TA.) b2: Hence, (TA,) or from Sáboor, a province of Persia, (Mgh, Msb,) A thin, or delicate, kind of garment or cloth, (IDrd, S, M, Mgh, Msb, K,) of excellent quality: (K:) and anything thin, or delicate. (M.) Whence the prov., عَرْضٌ سَابِرِيٌّ (S, M, * K *) A slight exhibition: (M:) [see variations of this phrase in art. عرض, under عَرَضَ الشَّىْءَ:] said to him to whom a thing is shown in a slight manner: (S:) because the garment or cloth called سابرىّ, (S, K,) being of the best of qualities, (S,) is desired when exhibited in the slightest manner. (S, K. [See the first paragraph in art. عرض; and see also عَرَضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ in the first paragraph of art. سوم.]) b3: A certain sort of dates, (S, Msb, K,) of good quality. (Msb, K.) It is said that the best of the dates in El-Koofeh are the نِرْسِيَان and the سابرىّ. (S.) b4: نَخْلَةٌ سَابِرِيَّةٌ A palmtree of which the unripe dates are yellow and somewhat long. (AHát, Msb.) مَسْبَرٌ (assumed tropical:) [The internal state or condition of a man]. You say, حَمَدْتُ مَسْبَرَهُ and مَخَبَرَهُ (assumed tropical:) [I praised his internal state or condition]: (S:) and ↓ مَسْبَرَةٌ also signifies (assumed tropical:) The internal state or condition; an internal, or intrinsic, quality; or the intrinsic, or real, as opposed to the apparent, state, or aspect. (TA.) مِسْبَرٌ: see سِبَارٌ.

مَسْبَرَةٌ The utmost point of a wound. (M.) b2: See also مَسْبَرٌ.

مِسْبَارٌ: see سِبَارٌ, in four places. b2: It may also be applied to (assumed tropical:) A man who probes a wound. (Ham p. 818.) مَسْبُورٌ Goodly in form or appearance; in figure, feature, or lineaments; in external state or condition; in state of apparel or the like. (K, TA.)

سبر: السَّبْرُ: التَّجْرِبَةُ. وسَبَر الشيءَ سَبْراً: حَزَره

وخَبَرهُ. واسْبُرْ لي ما عنده أَي اعْلَمْه. والسَّبْر: اسْتِخْراجُ كُنْهِ

الأَمر. والسَّبْر: مَصْدَرُ سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرُه ويَسْبِرُه سَبْراً

نَظَر مِقْدارَه وقاسَه لِيَعْرِفَ غَوْرَه، ومَسْبُرَتُهُ: نِهايَتُه.

وفي حديث الغار: قال له أَبو بكر: لا تَدْخُلْه حتى أَسْبُِرَه قَبْلَك أَي

أَخْتَبِرَه وأَغْتَبِرَه وأَنظرَ هل فيه أَحد أَو شيء يؤذي.

والمِسْبارُ والسِّبارُ: ما سُبِرَ به وقُدَّرَ به غَوْرُ الجراحات؛ قال

يَصِفُ جُرْحَها:

تَرُدُّ السِّبارَ على السَّابِرِ

التهذيب: والسِّبارُ فَتِيلة تُجْعَلُ في الجُرْح؛ وأَنشد:

تَرُدُّ على السَابرِيِّ السِّبارا

وكل أَمرٍ رُزْتَه، فَقَدْ سَبَرْتَه وأَسْبَرْتَه. يقال: حَمِدْتُ

مَسْبَرَه ومَخْبَره.

والسِّبْرُ والسَّبْرُ: الأَصلُ واللَّوْنُ والهَيْئَةُ والمَنْظَرُ.

قال أَبو زياد الكلابي: وقفت على رجل من أَهل البادية بعد مُنْصَرَفِي من

العراق فقال: أَمَّا اللسانُ فَبَدَوِيُّ، وأَما السِّبْرُ فَحَضَرِيُّ؛

قال: السِّبْر، بالكسر، الزِّيُّ والهيئةُ. قال: وقالت بَدَوِيَّةٌ

أَعْجَبَنا سِبْر فلان أَي حُسْنُ حاله وخِصْبُه في بَدَنه، وقالت: رأَيته

سَيِّءَ السِّبْر إِذا كان شاحِباً مَضْرُوراً في بدنه، فَجَعَلَتِ السَّبْرَ

بمعنيين. ويقال: إِنه لَحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كان حَسَنَ السَّحْناءِ

والهيئةِ؛ والسَّحْناءُ: اللَّوْنُ. وفي الحديث: يَخْرج رجل من النار وقد

ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه؛ أَي هَيْئَتُه. والسِّبْرُ: حُسْنُ الهيئةِ

والجمَالُ وفلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْر إِذا كان جَمِيلاً حَسَنَ

الهيئة؛ قال الشاعر:

أَنَا ابنُ أَبِي البَراءِ، وكُلُّ قَوْمٍ

لَهُمْ مِنْ سِبْر والِدِهِمْ رِداء

وسِبْرِي أَنَّنِي حُرٌّ نَقِيٌّ

واَّنِّي لا يُزايِلُنِي الحَياءُ

والمَسْبُورُ: الحَسَنُ السِّبْر. وفي حديث الزبير أَنه قيل له: مُرْ

بَنِيكَ حتى يَتَزَوَّجُوا في الغرائب فقد غَلَبَ عليهم سِبْرُ أَبي بكرٍ

ونُحُولُهُ؛ قال ابن الأَعرابي: السِّبْرُ ههنا الشَّبَهُ. قال: وكان أَبو

بكر دَقِيقِ المَحاسِنِ نَحِيفَ البدنِ فأَمَرَهُم الرَّجُلُ أَن

يُزَوِّجَهم الغرائبَ ليجتمعَ لهم حُسْنُ أَبي بكر وشِدَّةُ غيره. ويقال: عرفته

بِسِبْر أَبيه أَي بِهَيئته وشَبَهِهِ؛ وقال الشاعر:

أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شُلَيْل،

وهَلْ يَخْفَى على الناسِ النَّهارُ؟

عَلَيْنا سِبْرُه، ولِكُلِّ فَحْلٍ

على أَولادِهِ منه نِجَارُ

والسِّبْر أَيضاً: ماء الوجه، وجمعها أَسْبَارٌ. والسِّبْرُ والسَّبْرُ:

حُسْنُ الوجه. والسِّبْرُ: ما اسْتُدِلَّ به على عِتْقِ الدابَّةِ أَو

هُجْنتها. أَبو زيد: السِّبْرُ ما عَرَفْتَ به لُؤْمَ الدابة أَو كَرَمَها

أَو لَوْنَها من قبل أَبيها. والسِّبْر أَيضاً: مَعْرِفَتُك الدابة

بِخصْبٍ أَو بِجَدْبٍ. والسَّبَراتُ: جمع سَبْرَة، وهي الغَداةُ البارِدَة،

بسكون الباء، وقيل: هي ما بين السحَرِ إِلى الصباح، وقيل: ما بين غُدْوَة

إِلى طلوع الشمس. وفي الحديث: فِيمَ يَخْتَصِمُ الملأُ الأَعْلَى يا

محمد؟ فَسَكَتَ ثم وضع الربُّ تعالى يده بين كَتِفَيْهِ فأَلْهَمَه إِلى أن

قال: في المُضِيِّ إِلى الجُمعات وإِسْباغِ الوُضُوءِ في السَّبَرات؛ وقال

الحطيئة:

عِظامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها،

يُباكِرْنَ حَدَّ الماءِ في السَّبَراتِ

يعني شِدَّةَ بَرْدِ الشتاء والسَّنَة. وفي حديث زواج فاطمة، عليها

السلام: فدخل عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَداةٍ سَبْرَة؛

وسَبْرَةُ بنُ العَوَّالِ مُشْتَقّ منه.

والسَّبْرُ: من أَسماء الأَسَد؛ وقال المُؤَرِّجُ في قول الفرزدق:

بِجَنْبَيْ خِلالٍ يَدْقَعُ الضَّيْمَ مِنْهُمُ

خَوادِرُ في الأَخْياسِ، ما بَيْنَها سِبْرُ

قال: معناه ما بينها عَداوة. قال: والسِّبْر العَدَاوَة، قال: وهذا

غريب. وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ وفي كُمِّه سَبُّورَةٌ؛

قيل: هي الأَلواح من السَّاجِ يُكْتَبُ فيها التذاكِيرُ، وجماعة من أَصحاب

الحديث يَرْوُنَها سَتُّورة، قال: وهو خطأٌ.

والسُّبْرَة: طائر تصغيره سُبَيْرَةٌ، وفي المحكم: السُّبَرُ طائر دون

الصَّقْرِ؛ وأَنشد الليث:

حتى تَعاوَرَهُ العِقْبانُ والسُّبَرُ

والسَّابِرِيُّ من الثيابِ: الرِّقاقُ؛ قال ذو الرمة:

فَجَاءَتْ بِنَسْجِ العَنْكَبُوبِ كأَنَّه،

على عَصَوَيْــها، سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ

وكُلُّ رَقيقٍ: سابِرِيٌّ. وعَرْضٌ سابِرِيٌّ: رقيق، ليس بمُحَقَّق. وفي

المثل: عَرْضٌ سابِريٌّ؛ يقوله من يُعْرَضُ عليه الشيءُ عَرْضاً لا

يُبالَغُ فيه لأَن السابِرِيّ من أَجْود الثيابِ يُرْغَبُ فيه بأَدْنى عَرْض؛

قال الشاعر:

بمنزلة لا يَشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُها،

وعَيْشٍ كَمِثْلِ السابِرِيِّ رَقِيقِ

وفي حديث حبيب بن أَبي ثابت: رأَيْت على ابن عباس ثوباً سابِرِيّاً

أَسْتَشِفُّ ما وراءه. كلُّ رقيق عندهم: سابِرِيٌّ، والأَصل فيه الدُّروع

السابِرِيَّةُ منسوبة إِلى سابُورَ. والسابِريُّ: ضربٌ من التمر؛ يقال:

أَجْوَدُ تَمْرِ الكوفة النِّرْسِيانُ والسابِرِيُّ.

والسُّبْرُورُ: الفقير كالسُّبْروتِ؛ حكاه أَبو علي، وأَنشد:

تُطْعِمُ المُعْتَفِينَ ممَّا لَدَيْها

مِنْ جَناها، والعائِلَ السُّبْرُورا

قال ابن سيده: فإِذا صح هذا فتاء سُبْرُوتٍ زائدة

وسابورُ: موضع، أَعجمي مُعَرَّب؛ وقوله:

ليس بِجَسْرِ سابُورٍ أَنِيسٌ،

يُؤَرِّقُه أَنِينُك، يا مَعِينُ

يجوز أَن يكون اسم رجل وأَن يكون اسم بلد.

والسَّبَارى: أَرضٌ؛ قال لبيد:

دَرَى بالسِّبارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ،

مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ

سبر
: (السَّبْرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (امْتِحَانُ غَوْرِ الجُرْحِ وغَيْرِه) . يُقَال: سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرَهُ ويَسْبِرُه سَبْراً: نَظَرَ مِقْدَارَه وقاسَه ليَعْرِفَ غَوْرَه، هاكذا بالوَجهين عِنْد أَئِمَّةِ اللُّغة، وصَرَّح بِهِ غَيآُ وَاحِد. وقَضِيَّة اصْطِلاح المُصنِّف أَنَّ مُضارِعَه إِنما يُقَال بالضَّمّ، ككَتَب. وَقَوله (وَغَيره) ، يَشمَلُ الحَزْرَ، والتَّجْرِبَةَ والاخْتِبارَ، واستخراجَ كُنْهِ الأَمرِ. وَمِنْه حدِيثُ الغَارِ (قَالَ لَهُ أَبو بكر: لَا تَدخُلْه حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَك) ، أَي أَختَبِرَه وأَعْتَبِرَه، وأَنْظُرَ هَل فِيهِ أَحدٌ أَو شَيْءٌ يُؤذِي.
وفرَّقَ فِي المِصْباح فَقَالَ: سَبَرَ الجُرْحَ، كنَصَر. وسَبَرَ القَومَ، إِذا تأَمَّلَهم، بالوَجْهَيَيْنِ، كقَتَل وضَرَب، نقلَه شَيْخُنا.
قلْت: وَهُوَ وَارِد على المُصَنِّف أَيضاً، (كالاسْتِبَارِ) ، وكلُّ أَمرٍ رُزْتَه فقد سَبَرْتَه واستَبَرْتَه.
(و) السَّبْرُ: (الأَسَدُ) قَالَه المُؤرِّج.
(و) السَّبْرُ: (الأَصْلُ، واللَّوْنُ، والجَمَالُ، والهَيْئَةُ الحَسَنَةُ) ، والزِّيُّ والمَنْظَرُ، (ويُكْسَر فِي) هاذه (الأَرْبَعَة) . قَالَ أَبو زِياد الكِلاَبيّ: وَقَفْتُ على رَجلٍ من أَهلِ البادِيَةِ بعدَ مُنْصَرَفِي من الْعرَاق فَقَالَ: أَمَّا اللِّسَانُ فَبَدَوِيّ، وأَمّا السِّبْر فحضَرِيّ. قَالَ: السِّبْر، بالكَسْر: الزِّيُّ والهَيْئة. قَالَ: وَقَالَت بَدَوِيَّةٌ: أَعجَبَنَا سِبْرُ فُلان، أَي حُسْنُ حالِه وخِصْبُه فِي بَدَنِه. وَقَالَت: رأَيتُه سَيِّىءَ السِّبْرِ، إِذا كَانَ شاحِباً مَضْرُوراً فِي بَدَنِه، فجَعَلت السِّبْر بمَعْنَييْن. وَيُقَال: إِنه لحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كَانَ حَسَنَ السَّحْنَاءِ والهَيْئَةِ. وَفِي الحَدِيث (يَخْرُج رَجلٌ من النّارِ وَقد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه) ، أَي هَيْئَته. والسِّبْرُ: حُسْنُ الهَيْئَةِ والجَمَالُ.
وَيُقَال: فُلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ إِذا كَانَ جَمِيلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قَالَ الشَّاعِر:
أَنَا ابنُ أَبِي البَرَاءِ وكُلُّ قَوْمٍ
لهمْ مِن سِبْرِ وَالدِهم رِدَاءُ
وسِبْرِي أَنَّني حَرٌّ تَقِيُّ
وأَنِّي لَا يُزايِلُني الحَيَاءُ
وَقَالَ أَبو زَيْد: السِّبْر: مَا عَرَفْتَ بِهِ لُؤْمَ الدَّابَّة أَو كَرَمَها من قِبَل أَبِيهَا والسِّبْر أَيضا: مَعْرِفَتُك الدَّابَّة بخِصحب أَو بجَدْبِ. (والمَسْبُورُ: الحَسَنُها) ، أَي الهَيْئَةِ.
(و) السِّبْر، (بِالْكَسْرِ: العَدَاوَةُ) . وَبِه فَسَّرَ المُؤَرِّخ قَوْلَ الفَرزدق
بجَنْبَيْ جُلاَلٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ مِنْهمُ
خَوَادِرُ فِي الأَخْيَاس مَا بَيْنَها سِبْرُ
أَي عَداوة. قَالَ الأَزهريّ: وَهُوَ غَرِيب.
وَقَالَ الصاغانيّ: وقرأْت فِي النَّقائِض:
لِحَيَ حِلاَلٍ يَدْفَع الضَّيْمَ عَنهمُ
هَوَادِرُ فِي الأَجْوَافِ ليسَ لَهَا سِبْرُ
(و) السِّبْرُ: (الشَّبَهُ) ، وَبِه فُسِّر حدِيثُ الزُّبَيْر (أَنه قِيل لَهُ. (مُرْ بَنِيك حتّ يَتَزَوَّجُوا فِي الغَرائِب، فقد غَلَبَ عَلَيْهِم سِبْرُ أَبِي بَكْر ونُحُولُه) . قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: أَي شَبَهُ أَبي بكْر، قَالَ: وَكَانَ أَبو بَكْرٍ دَقِيقَ المَحَاسِنِ نَحِيفَ البَدَنِ، فأَمرَهم الرَّجُلُ أَن يُزَوِّجَهم الغَرائِبَ يَجْتَمِع لَهُم حُسْنُ أَبِي بَكْرٍ وشِدَّةُ غَيْرِه. وَيُقَال: عَرَفَه بسِبْر إِبِيه، أَي بهَيْئتِهِ وشَبَهِه. وَقَالَ الشَّاعِر وَهُوَ القَتَّال الكِلابِيّ:
أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شَلِيلٍ
وهَلْ يَخْفَى علَى النَّاسِ النَّهارُ
عَلَيْنَا سِبْرُه ولكُلّ فَحْلٍ
عَلَ أَوْلادهِ مِنْهُ نِجَارٌ
(والسَّبْرَةُ، بالفَتْح) ، وذِكْر الفَتْح مُسْتَدْرك: (الغَدَاةُ البارِدَةُ) . وَقيل هِيَ مَا بَيْن السَّحَر إِلى الصَّباح. وَقيل: مَا بَيْن غُدُوَة إِلى طُلُوعِ الشَّمس، (ج سَبَرَاتٌ) ، مُحرَّكة. وَفِي الحَدِيث (فِيمَ يَخْتَصِم المَلأُ الأَعْلَى يَا مُحَمَّد: فسكَت، ثُمَّ وَضعَ الرَّبُّ تَعَالَى يدَه بَين كَتِفَيه فأَلْهَمَه إِلى أَن قَالَ: فِي المُضِيِّ إِلى الجُمُعَاتِ، وإِسباغِ الوُضُوءِ فِي السَّبَرَات) . وَقَالَ الحُطَيْئة:
عِظامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقَابُها
يُبَاكِرْن حَدَّ المَاءِ فِي السَّبَراتِ يَعْنِي شِدّةَ بَرْدِ الشِّتَاءِ والسَّنَةِ.
وَفِي حديثِ زَوَاجِ فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلام (فدَخَلَ عَلَيْهَا رسُولُ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي غَدَاةٍ سَبْرَةٍ) .
وسَبْرَةُ بنُ العَوَّال، مشتقّ مِنْهُ، (و) كَذَا (سَبْرَةُ بنُ أَبِي سَبْرَةَ) الجُعْفِيّ، رَوَى عَنهُ عُمَيْرُ بنُ سَعْد، وَله وِفَادَة، أَخرجه الثَّلاثة.
(و) سَبْرَةُ (بنُ عَمْرٍ و) التَّمِيميّ، وَفَدَ مَعَ الأَقْرَعِ بنِ حَابِسٍ، وأَخْرَجَه أَبو عَمْرٍ و.
(و) سَبْرَةُ (بنُ فاتِكٍ) الأَسَدِيّ. رَوَى عَنهُ جُبَيْر بن نُفَيْر، وبُسْرُ بنُ عُبَيْد الله، وَهُوَ أَخُو خُرَيْم.
(و) سَبْرَةُ (بنُ الفاكِهِ) الأَسَدِيّ، رَوَى عَنهُ سالِمُ بن أَبي الجَعْد، وَيُقَال هُوَ ابنُ أَبِي الفَاكِه، (صحابِيُّون) .
وَكَذَا سَبْرة بن عَوْسَجة. قَالَ مَرْوَان بن سَعِد: لَهُ صُحْبة. وَقيل: هُوَ سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَنيّ، روَى عَنهُ مِن وَلدِه الرَّبِيعُ بنُ سَبْرَةَ وحَفِيداه: عبدُ الْملك وعبدُ العَزِيز، ابْنا الرّبيع، سَمِعَا عَن أَيهِما عَن جَدّهما. وَمن وَلَدِه سَبْرَةُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيز بنِ الرَّبِيع، سَمِعَ أَبا. وَعنهُ إِسحاق ابْن يَزِيد، وَيَعْقُوب بن محمّد، وأَخوه حَرْمَلَةُ بنُ عبد الْعَزِيز، حدَّث عَن عَمِّه عَبْدِ المَلِك، وَعنهُ الحُمَيْدِيّ، كَذَا فِي تَارِيخ البخاريّ. وَذكر الحافِظُ فِي التَّبْصِير عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْعَزِيز، وحَدِيثُه فِي مُسنَد الإِمام أَحْمَد فِي المُتْعة.
(أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ السَّبْرِيُّ) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الآجريّ: سأَلتُ أَبا دَاوُدَ عَن أَبي بَكْرٍ السَّبْرِيّ فَقَالَ: (مُفْتِي) أَهلِ (المَدِينَةِ) . قلْت: هُوَ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أبي سَبْرة بن أَبي رُهْم بن عبد الْعَزِيز بن أَبي قَيْس بن عَبْدوُدِّ بنِ نَصْر بن مالِك بن حِسْل بن عامرٍ، تَولَّى قَضاءَ مكَّة لزيادِ بن عبيد الله، وأَفتَى بِالْمَدِينَةِ عَن شَرِيكٍ وَابْن أَبي ذِئْبٍ، وَعنهُ ابْن جُرَيج وَعبد الرَّزَّاق، ونزَلَ بغدَادَ وَمَات بهَا. وَقَالَ ابنُ مُعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثه بشيْءٍ، وَله أَخٌ اسْمه محمّد أَيضاً، وَلِيَ قضاءَ المدينةِ، عَن هِشَامِ بن عُرْوَة، لَا يُحتَجُّ بِهِ.
(وسِبْرِتُ، كزِبْرِج: د، بالمَغْرِبِ) قُرْبَ أَطْرَابُلُسَ، وَقد تقدّم للمصنِّف أَيضاً فِي الثَّاءِ الفَوْقِيَّة.
وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: سَبْآعةُ: من مُدُن إِفريقِيّةَ.
(والسَّابِريُّ: ثَوْبٌ رَقِيقٌ جَيِّدٌ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
فجَاءَتْ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه
علَى عَصَوَيْــهَا سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ
وكُلُّ رَقِيق سَابِريٌّ: (ومِنْهُ) الْمثل: ((عَرْضٌ سابِرِيٌّ)) أَي رَقِيقٌ لَيْسَ بمُحَقَّق. يَقُوله: من يُعرَض عَلَيْهِ الشيْءُ عَرْضاً لَا يُبَالَغُ فِيهِ؛ (لِأَنَّه) أَي السَّابِرِيّ من أَجْوَدِ الثِّيَاب (يُرْغَبُ فِيهِ بأَدْنَى عَرْضِ) . قَالَ الشَّاعِر:
بمَنْزِلَةٍ لَا يَشْتَكي السِّلَّ أَهْلُهَا
وعَيْشٍ كمِثْلِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ
وَفِي حَدِيث حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ: (رأَيْتُ علَى ابنِ عَبَّاس ثَوْباً سابِرِيًّا أَستَشِفُّ مَا وَرَاءَه) . كلُّ رقِيق عِنْدهم سَابِرِيٌّ، والأَصل فِيهِ الدُّرُوع السَّابِرِيَّة منسوبة إِلَى سابُورَ.
(و) السَّابِرِيُّ: (تَمْرٌ) جَيِّدٌ (طَيِّبٌ) . يُقَال: أَجْوَدُ تَمْرِ الكُوفَةِ النِّرْسِيَانُ والسابِرِيُّ:
(و) السَّابِرِيُّ) (دِرْعٌ دقِيقَةُ النَّسْجِ فِي إِحْكام) صَنْعةٍ، مَنْسُوبة إِلى الْملك سابُورَ.
(وسابُورُ) ذُو الأَكتافِ: (مَلِك) العَجَم، (مُعرَّبُ شَاهْ بور) ، مَعَناه ابنُ السُّلطان.
(و) سابُورُ: (كُورَةٌ بفارِسَ، مدِينَتُها نَوْبَنْدَجانُ) ، قريبَة من شِعْب بَوّانَ، بَينهَا وَبَين أَرَّجَانَ سِتَّة وَعِشْرُونَ فَرْسخاً، وَبَينهَا وَبَين شِيرَازَ مِثلُ ذالك. وَقد ذَكَرَها المُتَنَبِّي فِي شِعْره.
(و) أَبُو العَبَّاس (أَحمدُ بنُ عَبْدِ الله ابْنِ سابورَ) الدَّقّاق، بغدادِيّ، عَن أَبي نُعَيم عُبَيدِ بن هِشَام الحَلَبيّ وَغَيره، (وعبدُ اللهاِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سابورَ الشِّيرازِيُّ، محدِّثانِ) ، قَالَ الذَّهَبِيّ: رَوَى لنا عَنهُ الأَبَقُوهِيّ الثَّلاثِيّاتِ حُضُوراً.
(والسُّبْرُورُ) ، بالضَّمّ: (الفَقِيرُ) الَّذِي لَا مالَ لَهُ، كالسُّبْروتِ، حَكَاهُ أَبُو علِيّ: وأَنشد:
تُعِم المُعْتَفِينَ مِمَّا لَدَيْهَا
مِنْ جَنَاهَا والعَائِلَ السُّبْرُورَا
قَالَ ابنُ سِيده: فإِذا صَحَّ هاذا فتاءُ سُبْروتٍ زائِدةٌ.
(و) من المَجَاز: (أَرضٌ) سُبْرُورٌ: (لاَ نَبَاتَ ب 2 ا) ، وكذَلك سُبْرُوتٌ.
(والسِّبَارُ، ككِتَاب، والْمِسْبَارُ) ، كمِحْرَاب: (مَا يُسْبَرُ بِه الجُرْحُ) ويُقَدَّرُ بِهِ غَوْرُه. قَالَ الشَّاعِر يَصِف جُرْحَها:
تَرُدّ السِّبَارَ علَى السّابِرِ
وَفِي التّهْذِيب: السِّبَار: فَتِيلَةٌ تُجْعَل فِي الجُرْح، وأَنشد:
تَرُدُّ على السَّابِرِيِّ السِّبَارَا
وَمن أَمثال الأَساس (لَوْلَا المِسْبَار مَا عُرً غَورُ الجُرْح) .
(و) الإِمامُ أَبو مُحَمَّد (عبدُ المَلِك ابنُ عَبْدِ الرَّحْمان) بنِ مُحَمَّد بنِ الحُسَيْن بنِ محمّد بن فَضَالَةَ (السِّبَارِيُّ) البُخَارِيّ، إِلى سِبَارَى، بِالكَسْر، قَرْية ببُخارَى، (حَدَّثَ بتارِيخ بُخَارَى عَن مُؤَلِّفهِ) أَبِي عبدِ الله مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ (غُنْجَارَ) ، وَعنهُ أَبو الفَضْل بَكرُ ابنُ محمّدِ بنِ عَلِيّ الزّنجويّ وَغَيره.
(و) سُبَرٌ وسُبْرَةٌ (كصُرَدٍ وقُتْرَةٍ: طائِرٌ) دونَ الصَّقْر، كَذَا فِي الْمُحكم وأَنشد اللّيث للأَخطل:
والحارِثَ بنَ أَبي عَوْف لَعِبْنَ بِه
حتَّى تَعاوَرَه العِقْبَانُ والسُّبَرُ
(و) سُبَر، (كصُرَد، أَو) سُبْرَةَ، مثل (قُتْرة، أَو) سُبَيْر، مِثْلُ (زُبَيْر: بِئْرٌ عادِيَّة لتَيْمِ الرِّبَابِ) فِي جَبَل يُقَال لَهُ السِّبْرَاة.
(و) سَبَّر (كَبَقَّم: كَثِيبٌ بَين بَدْرٍ والمَدِينةِ) ، هُنَاكَ قَسَم صلى الله عَلَيْهِ وسلمالغَنائِم. قَالَ شيخُنَا يُزَاد على النَّظَائِر السابِقَة فِي (تَوّج وبَذَّرَ وجيّر) . قلْت: وَضَبطه الصاغانيّ بِكَسْر الموحّدة المُشَدَّدة، وَهُوَ الصَّوَاب.
(و) فِي الحَدِيث (لَا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرَّجلُ وَفِي كُمِّه سَبُّورة) ، هِيَ (كتَنُّومَة: جَرِيدَةٌ من الأَلْواحِ) من ساجِ (يُكْتَبُ عَلَيْهَا) التّذاكِيرُ، (فإِذا استغْنَوْا عَنْهَا مَحَوْها) ، كسَفُّورة، كَمَا سيأْتِي، وَهِي مُعرَّبة، وجماعةٌ من أَهل الحَدِيث يَرْوُونَهَا سَتُّورة، وَهُوَ خَطَأٌ.
(والمُسْبَئِرُّ، كمُقْشَعِرَ: الذّاهِبُ تَحْتَ اللَّيْلِ) .
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
المَسْبَرَةُ: المَخْبَرة: وحَدْت مَسْبَرَه ومَخْبَرَه.
والسِّبْر: مَاءُ الوَجْهِ. والجمْع أَسْبَارٌ.
والسَّبَارَى، بالفَتْح: أَرضٌ. قَالَ لَبِيد:
دَرَى بالسّبَارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ
مُسَطَّع الأَعْنَاقِ بُلْقَ القَوَادِمِ
وأَسْبَارُ، بالفَتْح: قَريةٌ بِبَاب أَصْبَهَانَ يُقَال لَهُ: جَيٌّ: مِنْهَا أَبو طَاهِرٍ سَهْلُ بن عبد الله بن الفَرُّخَان الزَّاهِد، كَانَ مُجابَ الدَّعوة.
وسَبِيرَى، بِفَتْح فكسْر: قَرْية بِبُخَارَى، قيل هِيَ سِبَارَى الْمَذْكُورَة. مِنْهَا أَبو حَفْص عُمَر بنُ حَفْص بنِ عُمَر بن عُثْمَانِ بنِ عُمَر بنِ الحَسَن الهَمْدَانيّ، عَن عَلِيّ بنِ حجرٍ ويوسف بن عِيسَى، وَعنهُ محمّد بن صَابر الرِّبَاطيّ، تُوفِّي سَنَة 294، ذكرَه الأَمير. وأَبو سعيد السَّبِيريّ، روَى عَنهُ إِسحاقُ بنُ أَحمدَ السُّلَمِيّ.
وسُبْرانُ، كعُثْمانَ: موضعٌ بنواحِي البَامِيَانِ، وَهُوَ صُقْعٌ بَين بُسْت وكابُلَ، وَبَين الجِبَالِ عُيُونُ ماءٍ لَا تَقْبَل النَّجَاسةَ، إِذا أُلقِيَ فِيهَا شيْءٌ مِنْهَا مَاجَ وغَلاَ نحوَ جِهَةِ المُلْقِي، فإِن أَدركَه أَحَاطَ بِهِ حتّى يُغْرِقَه.
وسُليمانُ بن محمّدٍ السَّبْرِيّ، عَن أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ. وَعنهُ عبد الجَبّار المُساحِقَيّ، ذكرَه الْحَافِظ، ومحمّد بن عبد الْوَاحِد بن محمّد بن الحَسن بن حَمدانَ الفَقِيهُ السَّابُورِيّ، رَوَى عَنهُ هِبَةُ الله الشِّيرازيّ.
والسَّابِرِيّ: نِسْعةُ إِسماعيل بن سَمِيعٍ الحَنفيّ، لبيْعه الثيابَ السَّابِرِيّة، من رِجالِ مُسْلِمٍ. ضبطَه ابنُ السّمْعَانِيّ بفتْح الموحّدة، وتعَقَّبه الرَّضيّ الشاطبيّ فَقَالَ: الصّواب بِالْكَسْرِ، كَذَا فِي تَبْصِير المُنْتَبِه لِلْحَافِظِ.
وسُبَارَى، بالضّمّ: قَرْيَة بِمصْر، وَقد دَخَلتُهَا.
وأَبُو سَبْرَةَ عبدُ الله بنُ عابِس النَّخَعيّ: مقبولٌ، من الثَّالِثَة. وسَبْرَةُ بن المُسَيَّب بن نَجَبَة، كِلَاهُمَا عَن ابنِ عَبّاس. وسُلَيمان بن سَبْرَةَ، عَن مُعَاذٍ، وَعنهُ أَبو وَائِل 8
وَمن المَجَاز: فِيهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَا يُسْبَر. وأَمرٌ عَظِيم لَا يُسْبَر. ومفَازَة لَا تُسْيَر، أَي لَا يعُرَف قَدْرُ سَعَتها. وإِسْبَرْت، بِكَسْر فَسُكُون فَفتح: مدينةٌ عظيمةٌ بالروم، خَرَجَ مِنْهَا العلماءُ.
وسِبْرَاة، بالكَسْر: ماءٌ لتَيْمِ الرِّباب.
كتاب

سبر


سَبَرَ(n. ac. سَبْر)
a. Probed; sounded, fathomed (well);
explored.
إِسْتَبَرَa. see I
سَبْرa. see 2
سَبْرَة
(pl.
سَبَرَات)
a. Fresh, chilly morning.

سِبْر
(pl.
أَسْبَاْر)
a. Source, origin.
b. Form; appearance, exterior; colour, complexion;
beauty.

مِسْبَر
(pl.
مَسَاْبِرُ)
a. Probe.

سَاْبِرِيّa. Coat of mail.
b. Fine garment.

سِبَاْر
(pl.
سُبُر)
مِسْبَاْر
(pl.
مَسَاْبِيْرُ)
a. see 20
N. P.
سَبڤرَa. Fine, handsome.

عصو

عصو


عَصَا(n. ac. عَصْو)
a. Struck, beat.
(عصو) : العَصْيُ: العِصْيانُ (أَلف) : وقال الفَرِّاءُ: يُقال - في جَمْعِ الأَلْفِ - آلُفٌ، وأَنْشَدَ في ذلك: كانوا ثلاثَةَ آلُفٍ وكَئِيبَةٌ. أَلْفانِ أَعْجَمُ من بَنِي القًدّامِ.
عصو عَصَوْتُ بالعَصَا وعَصِيْتُ بالسَّيْف: إِذا ضَرَبْتَ بهما، وقد قيل: عَصَوْتُ بالسَّيْف واعْتَصيْتُ أيضاً. ومَرَّ يَعْتَصِي على العَصَا: أي يَتَوكَّأُ عليها. ويُقال للرّاعي إِذا كانَ قَليلَ الضَّرْب للماشيَة: " هو ضَعيف العَصَا " وفي خَلافِه: هو صُلْبُ العَصَا. وكذلك يُقال للرَّفِيْقِ الحَسَنِ السِّيَاسةِ: هو لَيِّنُ العَصَا. فأمّا قَوْلُهم: شَقَّ عَصَا المُسْلِمِيْن، فأصْلُ العَصَا: الاجْتِماعُ والائْتِلافُ. والعَصَا: اللِّسَانُ. والخِمَارُ، من قَوْلِهم: فألْقَتْ عَصَاها، وقيل أيضاً: هو المَثَلُ المَضْرُوْبُ لإِقامَةِ المُسَافِرِ، وذاكَ أنَّها وَجَدَتْ زَوْجاً وافَقَها فأقامتْ عليه.
ويُقال: للصَّغِيْرِ الرَّأْسِ: رَأْسُ العَصَا، لَقَبٌ يُذَمُّ به. والنَّاسُ عَبِيْدُ العَصَا: أي يُضْرَبُونَ بها.
وتُجْمَعُ العَصَا: على العَصَوَاتِ والعِصِيِّ والأعْصِي. وقَشَرْتُ له العَصَا: أي أبْدَيْتُ له ما في نَفْسي. وتَعَصَّتِ النَّاقَةُ: بمعنى اعْتاصَتْ، وكأنَّه مَقْلُوبٌ من تَعَوَّصَ.
عصو
عَصًا [مفرد]: ج عصوات وعُصيّ وعِصِىّ، مث عَصَوان: عُود، قطعة من خشبٍ وغيره تُحمَل باليد يُتَوكَّأ عليها وتُستعمل لأغراض كثيرة كالضَّرب، ورعي الغنم (مؤنّث) "عَصَا الشيخ- ساق الرّاعي غنمَه بالعَصَا- ليسَ في العَصَا سَيْر [مثل]: يُضرب لمن لا يقدَر على ما يريد- {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} " ° ألقى عصا التَّرحال: توقّف عن السَّفر وأقام- إنّ العَصَا من العُصيَّة: وصف للأمر الصَّغير يتولَّد منه الأمر الكبير- النَّاس عبيد العَصَا: يهابون من آذاهم- راعٍ شديد العصا: عنيف- راعٍ ضعيف العصا: رفيق ليِّن حسن السِّياسة- رفَع عصاه: سافر، سار، رحل- شقَّ العَصَا: تمرَّد،
 وخالف جماعةَ الإسلام وفارقهم- شقَّ عَصَا الطَّاعة: خالف وعصى وتمرَّد- عصا موسى عليه السَّلام: إحدى معجزات نبيّ الله موسى حيث قُلبت حيَّة عظيمة، وضرب بها الحجر فانفجر عيونا من الماء وضرب بها البحر فانفلق، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم- على طرْفِ العَصَا: قريب، حاضر/ سهْل التناول- فعل كذا بعصًا سحريَّة: بطريقة مدهشةٍ غيرمتوقَّعة، بدون عناء- قرَع له العصا: نبَّهه، فطّنه- قشرتُ له العَصَا: أبديت له ما في ضميري- لا تدخل بين العَصَا ولحائها: لا تُفسد بين المتصافين- لا ترفع عصاك عن أهلك: لا تخلهم من التَّأديب- لا يضع العَصَا عن عاتقه: كثير الأسفار، شديد التَّأديب لأهله- لوت الأيامُ كفَّه على العصا: هرم وكبر- ليِّنُ العَصَا: رفيق السياسة، رقيقٌ لطيفٌ طائعٌ- هو بين العَصَا ولحائها: موافق لصاحبه لا يخالفه. 
عصو: اعتصى= اجتمع. هذا إذا كان السيد فليشر مصيباً في اضافته على المقري (1: 339) وفي طبعة بولاق اعتصت أيضاً.
عصَّا: يقال مجازا: تفرقت عصاهم شِقفاً أي تفرقوا واختلفوا. (الكامل ص445).
ويقال مجازاً: خلع عصا فلان أي خرج عن طاعته (الكامل ص465).
اكل عصا: انظر مادة أكل.
عصا: عصا الراعي، وهي العود التي يحملها الراعي. ومنها أطلقت على قطيع من الغنم عدده اربعمائة رأس. (دوماس صحاي 257).
عصى الرُمح: خشبة الرمح. ففي ابن البيطار (1: 127) في كلامه عن البردي: ورقه وسوقه .. في غلظ عصا الرمح الصغير. واقرأ كذلك: عصا الرمح وفقاً لما جاء في مخطوطتنا عند (ابن العوام 1: 466، والادريسي ص62) ويقال عصا فقط اختصارا وهو الرمح. وفي اللغة الفالنسية aaca ( مباحث الملحق ص12 رقم 2) وفي المعجم اللاتيني- العربي: asta وانظرها في مادة مدّس.
عصا: نصاب، يد، مقبض. (همبرت ص197، محيط المحيط).
عصا: قنّة، كف العروس، كلخ، سكبينج (نبات) وفي المعجم اللاتيني = العربي: ferula عصى وكلخة.
العصا: الاصطرلاب الخطي لناصر الدين. (سديلو ص36، ابن خلكان 9: 24، (95).
عصا الصيَّاح: نجم من مجموعة البقار أو راعي الشاء. وتمثل صيادا بيده اليسرى دبوس وبيده اليمنى ممسك ربط كلبيه يطارد بهما الدب الأكبر حول القطب، (ألف استرون، القزويني (1: 32).
عصا هرمس: يطلق في الأندلس على نبات. اسمه العلمي: Mercurialis Annua ( ابن البيطار 1: 318: 373).
عَصَاة: (واللغويون ينكرونها، غير أنها لفظة قديمة جدا، انظر لين في مادة عصا)، عصا يحملها الراعي (فوك).
عَصَاة: رمح (فوك). وفي المثل: من أوَّل رغزواته انكسرت عصاته، أي انكسر رمحه في أوّل غزواته. ومعناها: خاب في أول عمل. (ألف ليلة 1: 41).
عُصَيَّة: حربة، مزراق (المعجم اللاتيني- العربي).
عصاوة: طغيان، استبداد. (باين سميث 1513).
عَصَايَة: عصا، قضيب. (بوشر).
عَصَايَة: يد البلطة، مقبض البلطة (بوشر).
عَصَّاء: صانع الرماح (الكالا).
باب العين والصاد و (واي) معهما ع ص و، ع ص ي، ع وص، ع ي ص، ص ع و، ص وع، وص ع، مستعملات

عصو، عصي: العصا: جماعة الإسلام، فمن خالفهم فقد شقّ عصا المسلمين. [والعصا: العود، أنثى] عصا وعَصَوان وعِصِيّ. وعَصِيَ بالسّيف: أخذه أخذ العصا، أو ضرب به ضربه بالعصا. وعصا يعصو لغة. قال :

وإنَّ المشرفيةَ قد عَلِمْتُمْ ... إذا يَعْصَى بها النَّفرُ الكرامُ

والعصا: عرقوة الدّلو، والإثنان عَصَوانِ، قال :

فجاءتْ بنَسْجِ العنكَبُوتِ كأنّما ... على عصويــها سابري مشبرق

وإذا انتهى المسافرُ إلى عُشْبٍ، وأزمع المُقامَ قيل: ألقى عصاه، قال :

فألقَتْ عصاها واستقرّت بها النَّوَى ... كما قرّ عيناً بالإياب المسافر وذهب هذا البيت مَثَلاً لكلّ من وافقه شيء فأقام عليه، وكانت هذه امرأة كلّما تزَّوجتْ فارقَتْ زَوْجَها، ثم أقامتْ على زوجٍ. وكانتْ علامةُ إبائها أنَّها لا تكشِفُ عن رأسها، فلمّا رضيت بالزّوْجِ الأخير، ألقتْ عصاها، أي: خمارها. وتقول: عَصَى يَعْصي عِصياناً ومَعْصية. والعاصي: اسم الفصيل خاصّة إذا عصى أمّه في اتّباعها.

عوص، عيص: العَوَص: مصدر الأَعْوص والعَويص. اعتاص هذا الشيء إذا لم يُمكِنْ. وكلام عَويصٌ، وكلمةٌ عَوْصاءُ. قال الرّاجز :

يا أيها السائل عن عَوْصائها

وتقول: أَعْوَصْتُ في المنطق، وأَعْوَصْتُ بالخَصْمِ إذا أدخلت في الأمرِ ما لا يُفْطَنُ له، قال لبيد :

فلقد أُعْوِصُ بالخَصْمِ وقد ... أملأُ الجَفْنَةَ من شَحْمِ القُلَلْ

واعتاصتِ النّاقةُ: ضَربَها الفَحْلُ فلم تحمِلْ من غَير علّة. والمَعِيص، كما تقول: المَنْبِت: اسمُ رجلٍ. قال :

حتّى أنالَ عُصَيَّةَ بن مَعِيصِ

والعِيصُ: مَنْبِتُ خِيار الشَّجَرِ. قال :

فما شجرات عيصك في قريش ... بعشات الفروع ولا ضواحي وأعياص قريش: كرامُهم يتناسبون إلى عِيص، وعيص في آبائهم عيص بن إسحاق، ويقال: عيصاً. وقيل: العِيصُ: السِّدْرُ الملتفّ.

صعو: الصَّعو: صِغارُ العصافير، والأنثى: صَعْوة، وهو أحمر الرأس والجميع: الصِّعاء. ويقال: صَعْوةٌ واحدة وصَعْوٌ كثير، ويقال: بل الصَّعْو والوَصْع واحدٌ، مثل: جَذَبَ وجَبَذَ.

صوع: الصّواع: إناء يُشْرَبُ فيه. وإذا هيّأَتِ المرأةُ موضِعاً لنَدْفِ القطن قيل: صوَّعَتْ موضِعاً، واسم الموضع: الصّاعة. والكَمِيُّ يَصُوعُ أقرانَه إذا حازهم من نواحيهم. والرّاعي يَصوعُ الإبلَ كذلك. وانصاع القوم فذهبوا سراعاً وهو من بنات الواو، وجعله رؤبة من بنات الياء حيث يقول :

فظلّ يكسوها الغُبارَ الأصْيَعَا

ولو ردّ إلى الواو لقال: أَصْوَعا. وتَصَوَّعَ النّباتُ إذا صار هَيْجاً. والتّصوّعُ: تَقَبُّضُ الشَّعر. والصّاعُ: مِكيالٌ يأخذ أربعةَ أمدادٍ، وهي من بنات الواو.

وصع: الوَصْعُ والوَصَعُ: من صغار العصافير خاصّة، والجمع: وِصْعانٌ،

وفي الحديث: إن العرش على مَنْكِبِ إسرافيل، وإنّه ليتواضع لله حتّى يصيرَ مثل الوَصَعِ .

والوَصِيعُ: صوت العصفور. 
الْعين وَالصَّاد وَالْوَاو

العَصا: الْعود، أُنْثَى، وَفِي التَّنْزِيل (هِيَ عَصايَ أتَوَكَّأُ عَلَيها) وَفُلَان صلب العَصا وصَليب العَصا إِذا كَانَ يعنف بِالْإِبِلِ فيضربها بالعصا وَقَوله:

فَأشْهَدُ لَا آتِيكِ مَا دامَ تَنْضُبٌ ... بأرْضِكِ أوْ صُلْبُ العَصا من رِجالكِ

أَي صَلِيبُ العَصا. وَالْجمع أعْصٍ وأعصَاءٌ وعِصِىّ وعُصِيّ، وَأنكر سِيبَوَيْهٍ أعْصَاء، قَالَ: جعلُوا أعْصِيا بَدَلا مِنْهُ.

وعَصَاه بالعَصا: ضربه.

وعَصا بهَا: أَخذهَا.

وعَصِيَ بِسَيْفِهِ وعَصا بِهِ يَعْصُو عَصاً: أَخذه أَخذ العَصَا أَو ضرب بِهِ ضربه بهَا، قَالَ جرير:

تَصِفُ السُّيُوفَ وغَيركُمْ يَعْصا بِها ... يَا ابْنَ القُيُونِ وذَاك فِعْلُ الصَّيْقَل

وَقَالُوا: عَصَوْتُة بالعَصا وعَصَيْتُه يالسيف والعصا وعَصَيْت بهما عَلَيْهِ عَصاً.

واعْتَصَى الشَّجَرَة: قطع مِنْهَا عَصاً، قَالَ جرير:

وَلَا نَعْتَصِي الأرْطَى ولكِنْ سُيُوفُنا ... حِدارُ النَّوَاحِي لَا يُبِلُّ سَليمُها

وعاصَانِي فَعَصَوتُه أعصوه، عَن اللحياني لم يزدْ على ذَلِك وَأرَاهُ أَرَادَ: خاشنني بهَا أَو عارضنني بهَا فغلبته، وَهَذَا قَلِيل فِي الْجَوَاهِر إِنَّمَا بَابه الأعْراض ككرمته وفخرته، من الْكَرم وَالْفَخْر.

وعَصَّاهُ العَصا: أعطَاهُ إِيَّاهَا قَالَ طريح:

حَلاَّكَ خاتَمهَا ومِنْبرَ مُلْكِها ... وعَصَا الرسُولِ كَرَامةً عَصَّاكَها

وَألقى الْمُسَافِر عَصَاهُ إِذا بلغ مَوْضِعه وَأقَام، لِأَنَّهُ إِذا بلغ ذَلِك ألْقى عَصَاهُ فخيم أَو أَقَامَ قَالَ معقر ابْن حمَار الْبَارِقي يصف امْرَأَة كَانَت لَا تَسْتَقِر على زوج، كلما تزَوجهَا رجل لم تواته وَلم تكشف عَن رَأسهَا وَلم تلق خمارها، وَكَانَ ذَلِك عَلامَة إبائها وَأَنَّهَا لَا تُرِيدُ الزَّوْج، ثمَّ تزَوجهَا رجل فرضيت بِهِ وَأَلْقَتْ خمارها:

فألْقَت عَصَاها واسْتَقَرَّتْ بهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنا بالإيابِ المُسافِرُ

وَيضْرب هَذَا مثلا لكل من وَافقه شَيْء فَأَقَامَ عَلَيْهِ وَقَالَ آخر:

فألقَتْ عَصَا التَّسْيارِ عَنها وخَيَّمَتْ ... بِأرجَاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٍ مَحَافِرُهْ

وَقيل: ألْقى عَصَاهُ: أثبت أوتاده فِي الأَرْض ثمَّ خيَّم. وَالْجمع كالجمع قَالَ زُهَيْر:

وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّم وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

ويَكْفِيكَ ألاَّ يَرْحَلَ الضَّيْفُ مُغْضَبا ... عَصا العَبدِ والبئرُ الَّتِي لَا تُمِيهُها

يَعْنِي بعَصا العَبْد الْعود الَّذِي تحرّك بِهِ الْملَّة وبالبئر الَّتِي لَا تميهها حُفْرَة الْملَّة. وَأَرَادَ أَن يرحل الضَّيْف مغضبا فَزَاد " لَا " كَقَوْلِه تَعَالَى (مَا منَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ) أَي أَن تسْجد.

وأعْصَى الْكَرم: خرجت عيدانه أَو عِصِيُّه وَلم يُثمر.

وَقَوْلهمْ: عبيد العَصَا أَي يُضْربون بهَا قَالَ:

قُولا لِدُودَانَ عَبِيدِ العَصَا ... مَا غَرَّكُمْ بالأسَدِ البَاسِلِ

وَقَالَ ابْن مفرغ:

العَبْدُ يُضْرَبُ بالعَصَا ... والحُرُّ تَكْفِيِه الملامَهْ

وَرجل لين الْعَصَا: رَقِيق حسن السياسة يكنون بذلك عَن قلَّة الضَّرْب بالعصا.

وضَعِيفُ العَصا أَي قَلِيل الضَّرْب لِلْإِبِلِ بالعصا، وَذَلِكَ مِمَّا يحمد بِهِ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد غَيره قَول الرَّاعِي يصف رَاعيا:

ضَعِيفُ العَصَا بادِي العُرُوقِ تَرَى لَه ... عَلَيْهَا إِذا مَا أجْدَبَ الناسُ إصْبَعا

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَالْعرب تعيب الرعاء بِضَرْب الْإِبِل لِأَن ذَلِك عنف بهَا وَقلة رفق وَأنْشد:

لَا تَضْرِباها واشْهَرَا لَهَا العِصِي

فَرُبَّ بَكْرٍ ذِي هِبابٍ عَجرَفِي

فِيهَا وصَهْباءَ نَسُولٍ بالعَشيِ

يَقُول أخفياها بشهركم العِصِيَّ لَهَا وَلَا تضرباها وَأنْشد:

دَعْها من الضَّرْبِ وبَشِّرْها بِرِي ... ذَاكَ الذّيادُ لَا ذِيادٌ بالعِصِي وعصا السَّاق: عظمها، على التَّشْبِيه بالعَصا، قَالَ ذُو الرمة:

ورِجْلٍ كظِلّ الذّئْبِ ألحَقَ سَدْوَها وَظِيفٌ أمَرَّتْهُ عَصا السَّاقِ أرْوَحُ

والعصا: جمَاعَة الْإِسْلَام.

وشَقَّ العَصا: خَالف الْإِجْمَاع.

وشق العَصَا: فرَّق بَين الْحَيّ قَالَ جرير:

أَلا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدَّ بُكُورُها ... وشَقَّ العَصا بَعْدَ اجْتِماعِ أميرُها

والعصا: اسْم فرس عَوْف بن الْأَحْوَص، وَقيل: فرس قصير بن سعد اللَّخْمِيّ. وَمن كَلَام قصير: يَا ضُلَّ مَا تجْرِي بِهِ الْعَصَا.

وعُصَيَّةُ: قَبيلَة من سليم.

عصو

1 عَصَاهُ, (K, TA,) aor. ـْ (TA,) inf. n. عَصْوٌ, (TK,) He struck him, or beat him, with the staff or stick or rod (بِالعَصَا): (K, TA:) or عَصَوْتُهُ بِالعَصَا I struck him, or beat him, with the staff &c. (S.) b2: And عَصِىَ بِهَا He took it, i. e. the staff &c.: and عَصِىَ بِسَيْفِهِ he took his sword as one takes the staff: or he struck, or beat, with it as one does with the staff; as also عَصَا, aor. ـُ inf. n. عَصًا: or you say عَصَوْتُ بِالسَّيْفِ and عَصِيتُ بِالعَصَا [in the CK عَصَيْتُ]: or the reverse of this: or each of these verbs followed by بالسيف and بالعصا: (K, TA:) all these phrases are mentioned by the leading lexicologists and by ISd in the M: (TA:) or you say عَصِىَ بِالسَّيْفِ, aor. ـَ inf. n. عَصًا, meaning he struck with the sword. (S.) [See also 5.] b3: عَاصَانِى فَعَصَوْتُهُ: see 3. b4: [See also 2.]

A2: عَصَوْتُ القَوْمَ, (K, TA,) aor. ـْ (TA,) I collected together the people, or party, for good or for evil. (K, TA.) [This seems to be regarded by some as the primary signification; (see عَصًا;) but, I think, without good reason.] b2: And عَصَوْتُ الجُرْحَ, (S, K,) inf. n. عَصْوٌ, I bound the wound. (S, K.) A3: عَصَا, inf. n. عَصْوٌ, also signifies It was, or became, hard: as though for عَسَا; the س being changed into ص. (TA.) A4: And عَصَا, aor. ـْ said of a bird, It flew. (TA.) 2 عصّاهُ العَصَا, inf. n. تَعْصِيَةٌ, He gave him the عصا [or staff, &c.]. (K. [Accord. to Golius, عَصَاهُ; evidently a mistake, for عصّاه is not mentioned by him.]) 3 عَاْصَوَ ↓ عَاصَانِى فَعَصَوْتُهُ He contended with me in striking, or beating, (K, TA,) or, as in the M, he acted roughly towards me, and opposed me, or contended with me, (TA,) with the عَصَا [or staff, &c.], and I overcame him [therein]. (K, TA.) 4 اعصى It (a grape-vine) put forth its عِيدَان (S, K, TA) or عُصِىّ CCC [i. e. rods]. (TA.) 5 تعصّى He struck, or beat, with the عَصَا [or staff, &c.]. (Mgh.) And تعصّى بِالعَصَا He made use of the عصا [or staff, &c.]: and he struck, or beat, with it. (Mgh.) 8 اعتصى عَلَى العَصَا He leaned, or he supported, or stayed, himself, upon the عَصَا [or staff, &c.]. (S, Mgh.) b2: And يَعْتَصِى بِالسَّيْفِ He makes use of the sword as a staff. (S, and TA in this art. and in art. عصى.) b3: And اعتصى الشَّجَرَةَ He cut a staff, or stick, or rod, (عَصًا,) from the tree. (K.) عَصًا i. q. عُودٌ [as meaning A staff, or stick, or rod]: (K:) originally عَصَوٌ, and accordingly its dual is as below: said to be thus called because the fingers and hand are put together upon it [to grasp it], from the saying عَصَوْتُ القَوْمَ “ I collected together the people, or party; ” as related by As from some one or more of the Basrees: (TA:) of the fem. gender: (S, Msb, K:) it is said in a prov., ↓ العَصَا مِنَ العُصَيَّةِ [lit. The staff is from the little staff; the dim. having the affix ة because it is the dim. of a fem. n.]; (S;) [or]

العَصَا in this prov. is the name of a mare of Jedheemeh [mentioned voce ضُلٌّ], and العُصَيَّة is that of her dam; meaning that part of the thing, or affair, is from part; (S, K, TA;) and said when one is likened to his father; or meaning that the big thing is in its commencement small: (TA: [see also Freytag's Arab. Prov. i. 17:]) it is not allowable to say عَصَآء; nor to affix ة: (As, TA:) one says, هٰذِهِ عَصَاىَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا [This is my staff; I support, or stay, myself upon it]: Fr says that the first incorrect speech heard in El-'Irák was the saying, هٰذِهِ عَصَاتِى: (S:) the dual is عَصَوَانِ: (S, Msb:) and the pl. [of mult.] is عُصِىٌّ, (S, Msb, K,) [originally عُصُووٌ,] of the measure فُعُولٌ, (S, Msb,) and عِصِىٌّ, (S, K,) in which the ع is with kesr because of the kesrah following it, and [of pauc.] أَعْصٍ (S, Msb, K) and أَعْصَآءٌ, (K,) or this last is agreeable with analogy, but has not been transmitted, (ISk, Msb,) and is disallowed by Sb, who says that عُصِىٌّ CCC was used in its stead. (TA.) b2: [Hence various sayings, here following. b3: ] أَلْقَى عَصَاهُ [lit. He threw down his staff;] meaning (tropical:) he stayed, (S, Msb, K, TA,) and rested, (Msb,) and ceased from journeys, (S,) having reached his place: (K, TA:) a prov.; (S, TA;) applied to him to whom an affair has become suitable and who has therefore kept to it: (TA:) or he made firm his tent-pegs, and pitched his tent, or stayed; (K, TA;) like him who has returned from his journey. (TA.) And رَفَعَ عَصَاهُ [He took up his staff] means (assumed tropical:) he ceased from staying [in a place at which he had alighted; he departed]. (Har p. 454.) b4: لَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ [Put not thou away thy staff, or stick, from thy family, or thy wife,] denotes [the practice of] discipline. (S. [See art. رفع, p. 1122, col. 3.]) b5: هُمْ عَبِيدُ العَصَا [They are the slaves of the staff] means (assumed tropical:) they are [persons] beaten with the staff. (K, TA.) It is said in the A, النَّاسُ عَبِيدُ العَصَا [Mankind are the slaves of the staff], meaning that they are dreaded by reason of their doing harm [and are therefore to be kept in awe]. (TA.) b6: And مَا هُمْ إِلَّا عَبِيدُ العَصَا [They are none other than the slaves of the staff] is said of persons regarded as low, base, or vile. (TA.) b7: إِنَّهُ لَيِّنُ العَصَا [Verily he is one whose staff is supple] means (tropical:) he is gentle, a good manager of that whereof he has the charge: (S, K: *) accord. to ISd, alluding to the beating little with the عصا. (TA.) And إِنَّهُ ضَعِيفُ العَصَا [Verily he is one whose staff is weak], meaning تِرْعِيَّةٌ [i. e., (assumed tropical:) one who performs well the act of keeping or tending, or of pasturing or feeding, camels]: (S:) or one who beats the camels little (K, TA) with the عَصا: and such is commended. (TA.) And صَلِيبُ العَصَا and صُلْبُهَا [One whose staff is hard], i. e. (assumed tropical:) one who is ungentle with the camels, beating them with the عصا: and such is discommended. (TA.) See an ex. in a verse of Er-Rá'ee cited voce صُلْبٌ. b8: قَرَعَهُ بِعَصَا المَلَامَةِ [He struck him with the staff of censure] means (assumed tropical:) he exceeded the usual bounds in censuring him. (TA.) b9: See also 1 in art. قرع. b10: فُلَانٌ يُصَلِّى عَصَا فُلَانٍ [Such a one straightens the staff of such a one by turning it round over the fire] means (assumed tropical:) such a one manages, orders, or regulates, the affairs of such a one. (TA.) b11: لَا تَدْخُلْ بَيْنَ العَصَا وَلِحَائِهَا [Enter not thou between the staff and its peel] means [(assumed tropical:) intermeddle not thou between two close friends; (see Freytag's Arab. Prov. i. 153;) or] enter not thou into that which does not concern thee. (TA.) and قَشَرْتُ لَهُ العَصَا [I peeled for him the staff] means (assumed tropical:) I discovered to him what was in my mind. (TA.) b12: شَقُّ العَصَا [lit. The splitting of the staff] means (assumed tropical:) the contravening of the collective body [or the community] of El-Islám [i. e. of the Muslims]: (K, TA:) and also (assumed tropical:) the disuniting of the collective body of the tribe: (TA:) or شَقَّ العَصَا means (tropical:) He separated himself from, and he contravened, the collective body [or the community]: (Msb:) and [it is said that] the primary signification of العَصَا is the state of combination and union: (TA:) this is the meaning in the saying, respecting the خَوَارِج [see خارِجِىٌّ], قَدْ شَقُّوا عَصَا المُسْلِمِينَ (assumed tropical:) [They have made a schism in the state of combination and union, or in the communion, of the Muslims]. (S, TA.) [Hence,] their saying إِيَّاكَ وَقَتْلَ العَصَا means (assumed tropical:) Beware thou of slaying or being slain in making a schism in the communion of the Muslims (فِى شَقِّ عَصَا المُسْلِمِينَ). (TA.) and one says, اِنْشَقَّتِ العَصَا (S, TA) [The staff became split], meaning, (assumed tropical:) disagreement, or discord, befell. (TA.) And طَارَتْ عَصَا بَنِى فُلَانٍ شِقَقًا [lit. The staff of the sons of such a one flew in splinters], a prov., meaning (assumed tropical:) the sons of such a one became scattered in various directions. (Meyd.) b13: عَصَا العَبْدِ [The stick of the slave] is the thing with which one stirs the مَلَّة [or hot ashes wherein bread is baked]. (TA.) b14: العَصَا signifies also (tropical:) The bone of the shank; (K, TA;) as being likened to the عصا [properly so called]. (TA.) And [the pl.] العِصِىُّ, (assumed tropical:) The bones that are in the wing. (S.) And [the same, or] العُصِىُّ, (assumed tropical:) Certain stars, having the form of the عَصَا [or rather of عصىّ]. (TA. [But what stars these are, I have not been able to determine.]) b15: Also, (i. e. العَصَا,) The tongue. (K.) [Perhaps as being likened to a staff because used in chiding.] b16: And The woman's [muffler, or headcovering, called] خِمَار. (K.) b17: عَصَا الرَّاعِى [The pastor's rod; and appellation of knot-grass; a species of polygonum, p. aviculare;] the بطباط [i. e. بَطْبَاط, but the former name is the better known]; male, and female, the former of which is the more potent: asserted by Dioscorides to be diuretic, and a remedy for him who suffers suppression of the urine. (Ibn-Seenà, whom we call Avicenna, book ii. p. 229.) عُصَيَّةٌ dim. of عَصًا, q. v.

العَاصِى: see عَاصٍ in art. عصى.
عصو
: (و (} العَصا: العُودُ) ، أَصْلُها من الْوَاو لأنَّ أَصْلَها {عصو، وعَلى هَذَا تَثْنِيَته} عَصَوان، قيلَ: سُمِّيَت بهَا لأنَّ الأصابِعَ واليَدَ تَجْتَمِع عَلَيْهَا؛ مِن قوْلِهم: {عَصَوْتُ القوْمَ} أَعْصُوهُم إِذا جَمَعْتهم؛ رَواهُ الأصْمعي عَن بعضِ البَصْرِيِّين؛ قالَ: وَلَا يجوزُ مَدُّ العَصا وَلَا إدْخال التاءِ مَعهَا.
وقالَ الفرَّاءُ: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بالعِراقِ هَذِه {عَصاتِي.
(أُنْثَى، ج} أَعْصٍ) ، مِثْلُ زَمَنٍ وأَزْمَنٍ، ( {وأَعْصاءٌ) ، كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، (} وعُصِيٌّ) ، كعُتِيَ، (! وعِصِيٌّ) ، بالكسْرِ.
قالَ 
الجوهريُّ: وَهُوَ فُعولٌ، وإِنَّما كُسِرَتِ العَيْن إتْباعاً لمَا بعدَها من الكَسْرةِ.
وَقَالَ سِيْبَوَيْه: جَعَلوا {أَعْصِياً بَدَل} أَعصاءٍ وأَنْكَرَ {أَعْصَاءً.
(} وعَصاهُ) {يَعْصُوه: (ضَرَبَه بهَا) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ.
(وعَصِيَ) بهَا، (كرَضِيَ أَخَذَها.
(و) عَصِيَ (بسَيْفِه: أَخَذَه أَخْذَها، أَو ضَرَبَ بِهِ ضربهَا، كعَصا، كدَعا،} عَصاً، أَو عَصَوْتُ بالسَّيْفِ وعَصِيْتُ {بالعَصا، أَو عَكْسُهُ أَو كِلاهُما فِي كِلَيهِما) ، كلُّ ذلكَ أَقْوالٌ لأئِمَّةِ اللُّغَةِ نقَلَها ابنُ سِيدَه فِي المُحْكم؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
تَصِفُ السُّيُوفَ وغيرُكُم يَعْصَى بهَا
يابْنَ القُيونِ وذاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ (} واعْتَصَى الشَّجرَةَ: قَطَعَ مِنْهَا عَصاً.
(و) قوْلُهم: ( {عاصانِي} فعَصَوْتُه) {أَعْصُوهُ: أَي (ضارَبَنِي) ؛) وَفِي المُحْكم: خاشَنَنِي أَو عارَضَنِي؛ (بهَا فغَلَبْتُهُ) ، وَهَذَا قليلٌ فِي الجواهِرِ إنَّما بابُه الإعْراضُ ككَرَمْتُه وفَخَرْتُه من الكَرَمِ والفَخْرِ.
(} وعَصَّاهُ العَصا {تَعْصِيَةً: أَعْطاهُ إيَّاها.
(و) مِن المجازِ: (أَلْقى) المُسافِرُ (} عَصاهُ) :) إِذا (بَلَغَ موضِعَهُ وأَقامَ) ، يُضْرَبُ مَثَلاً لكلِّ مَنْ وافَقَه شيءٌ فأَقامَ عَلَيْهِ.
(أَو) أَلْقَى عَصاهُ: (أَثْبَتَ أَوْتادَهُ ثمَّ خَيَّمَ) تصوراً بحالِ مَنْ عادَ مِن سَفَرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ والراغبُ: فأَلْقَتْ {عَصاها واسْتَقَرَّتْ بهَا النَّوَى
كَمَا قَرَّ عَيْناً بالإيابِ المُسافِرُهو لمُعَقِّرِ بنِ حِمارٍ البارِقي، وقيلَ: عَبْد رَبِّه السّلَمي.
(و) يقالُ: (هُوَ لَيِّنُ العَصا) ، أَي (رَفِيقٌ لَيِّنٌ حَسَنُ السِّياسةِ) لمَا وَلِيَ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لمعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنِي يذْكُرُ رجُلاً على ماءٍ يَسْقِي إبِلا:
عَلَيْهِ شَرِيبٌ وادِعٌ لَيِّنُ العَصا
يُساجِلُها جُمَّاتِه وتُساجِلُهْوقالَ ابنُ سِيدَه: يكْنُونَ بِهِ عَن قِلَّةِ الضَّرْبِ بالعَصا.
(وضَعِيفُها) ، أَي ضَعِيفُ العَصا، أَي (قليلُ ضَرْبِ الإِبِلِ) بالعَصا وَهُوَ مَحْمُودٌ؛ وصَلِيبُها وصُلْبُها: إِذا كانَ يَعْنُفُ بالإِبِلِ فيَضْرِبُها بالعَصا، وَهَذَا مَذْمُومٌ؛ قالَ:
لَا تَضْرِباها وأشْهِرا لَهَا العَصا أَي أَخْيَفاها بِشَهْرِكُما العَصا.
(} والعَصا: اللِّسانُ.
(و) أَيْضاً: (عَظْمُ السَّاقِ) ، على التَّشْبِيهِ بالعَصا.
(وأَفْراسٌ) ، مِنْهَا: فَرَسُ عَوْفِ بنِ الأحْوَص بنِ جَعْفرٍ، وأَيْضاً القَصِير بنِ سعْدٍ اللّخَميّ، وَمِنْه المَثَلُ: رَكِبَ العَصا قَصِيرٌ؛ وأَيْضاً الشبيبِ بنِ عَمْرِو بنِ كريبٍ الطَّائي؛ وأَيْضاً للأَخْنَس بنِ شهابٍ التَّغْلَبي؛ ولرَجُلٍ من بَني ضبيعَةَ بنِ ربيعَةَ بنِ نزارٍ.
وقالَ أَبو عليَ القالِي فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ: ولبَني تَغْلب أَيْضاً فَرَسٌ يقالُ لَهَا العَصا.
(و) العَصا: (جماعَةُ الإسلامِ، و) مِنْهُ (شَقُّ العَصا) وَهُوَ (مُخالَفَةُ جماعَةِ الإِسلامِ) ؛) وأَيْضاً تَفْرِيقُ جماعَةِ الحيِّ.
وَفِي الصِّحاح: يقالُ فِي الخَوارِجِ: قد شَقُّوا عَصا المُسْلِمِين، أَي اجْتِماعَهُم وائتِلافَهُم.
(و) العَصا: (الخِمارُ للمرأَةِ.
( {وعصَوْتُ الجُرْحَ} عَصْواً: (شَدَدْتُهُ،) نقلَهُ الجوهريٌ.
(و) {عَصِوْتُ (القَوْمَ جَمَعْتُهُم على خَيْر أَو شَرِّ؛ وأَصْلُ العَصا الإجْتِماعُ والأئتِلافُ.
(والعَصا: فَرَسٌ لجَذيمةَ) الأَبْرش، وَعَلَيْهَا نَجا قَصِيرٌ وفيهَا ضُرِبَتِ الأْمثالُ، وَلها يقولُ عديُّ بنُ زيْدٍ.
فخبَّرتِ العَصا الأَنْباءَ عَنهُ
وَلم أَرَ مثْلَ فارِسِها هَجِبينا (} والعُصَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: أُمُّها، كانتْ لإيادٍ لاتُجارَي؛ (وَمِنْه الَمثَلُ:) إنَّ العَصا مِن {العُصَيَّة، يقالُ ذِلكَ إِذا شُبِّه بأَبيهِ؛ وقيلَ: (أَي بَعْضُ الأَمْرِ مِن بعضٍ) ؛ وِقيلَ: يرادُبه أنَّ الشيءَ الَجلِيلَ إنَّما يكونُ فِي بَدْئِه صَغِيراً، كَمَا قَالُوا إنَّ القَرْمَ مِن الأَفِيلِ.
(} وأَعَصَى الكرْمُ خَرَجَ) ؛ كَذَا فِي النَّسخِ وَفِي المُحْكم: خَرَجَتْ؛ (عِيدانُهُ) أَو! عِصِيُّه (وَلم يُثْمِرْ) ؛ وَفِي بعضِ الأُصُولِ: أَخْرَجَ عِيدانَهُ. (و) مِن المجازِ: ( {العاصِي العِرْقُ) الَّذِي (لَا يَرْقأَ؛ واوِيٌّ، والجمْعُ} العَواصِي، وأنْشَدَ الجوهريٌّ:
صَرَتْ تَظْرةً لوْ صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ غَدا {والعَواصِي مِنْ دَمِ الَجوْف تَنْعَرُ (و) العاصِي (: نَهْرُ حَمَاةَ) وحمْصَ، (واسْمُه المِيمَاسُ والمْقُلوبُ.
قُلْت: المِيمَاسُ قَرْيٌ ة بالشَّام.
(لُقِّبَ بِهِ لعِصْيانه، وأَنه لَا يَسْقِي إلاَّ بالنَّواعِيرِ) ، فَهُوَ إِذا يأئيٌّ، وصَوابُ ذِكْرِه فِي الترْكِيبِ الَّذِي يَلِيه.
(} والعُنْصُوةُ، بالضَّمِّ (وتُفْتَحُ عَيْنُها، والعِنْصِيَهُ، بالكسْر: الحُضْلَةُ من الشَّعَرِ؛ وذُكِرَ فِي (ع ن ص) ، وإنَّما أَعادها هُنَا كالجوهريِّ بِنَاء على زِيادَةِ نُونِها، وَفِي عَنَصَ بِنَاء على أصالَتِها، والقَوْلانِ مَشْهورانِ أَوْرَدهُما أَبُو حَيَّان وغيرُهُ.
(وهمُ عبيدُ العَصا: أَي يُضْرَبُونَ بهَا؛ قالَ ابنُ مُفَرِّغ:
العَبْدُ يُضْرَبُ! بالعَصا والُحُّر تكْفِيهِ الَملامَهْوفي الأساسِ: النَّاسُ عبيدُ العَصا، أَي إنَّما يَهابُونَ مَن آذاهُم.
وممَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ:
انْشَقَّتِ العَصا: أَي وَقَعَ الأخْتِلافُ؛ قَالَ الشاعرُ:
إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا فحَسْبُك والَّضحَّاك سَيْفٌ مُهَنَّدُ وقولُهم: لَا تَرْفَعُ {عَصَاكَ عَن أَهْلِكَ يُرادُ بِهِ الأَدَبُ.
ويقالُ: إنَّه لضَعِيفُ العَصا، أَي تِرْعِيَة؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي للرَّاعِي:
ضَعيفُ العَصا بادِي العُروقِ لَهُ عَلَيْهَا إِذا مَا أَجْدَبَ الناسُ إِصبَعَا} والعِصِيُّ: العِظامُ الَّتِي فِي الْجنَاح: قَالَ الشاعرُ:
وَفِي حُقّها الأَدْنى {عِصِيُّ القوادِمِ} واعْتَصَى على {عَصاً: تَوَكَّأَ.
واعْتَصَى بالسَّيْفِ جَعَلِهُ عَصاً؛ وَمِنْه} العاصِي بنُ وائِلٍ على قوْلِ المبرِّدِ كَمَا سَيَأْتي.
وقشَرتُ لَهُ العَصا: أَي أَبدَيْتُ لَهُ مَا فِي ضمِيرِي.
وقوْلُهم: إيَّاك وقَتِيلَ العَصا أَي إيَّاكَ أَن تكونَ قاتِلاً أَو مَقْتولاَ فِي شَقِّ عَصا الُمسْلِمِين.
وقَرَعَهُ {بعَصا الَملامَهِ: إِذا بالَغَ فِي عذلِهِ.
وفلانٌ يُصَلِّى} عَصا فلانٍ أَي يُدَبِّرُ أَمْرَه.
وَفِي الْمثل:
إِن العَصا قُرعَتْ لذِي الحلْمِذُكِرَ فِي (ح ت م) .
ويقالُ للقَوْمِ إِذا اسْتُذلُّوا: مَا هم إلاَّ عبيدُ العَصَا.
{وعَصا} عصواً صَلُبَ، كأَنَّه عاَقَبَ بِهِ عَسا فقُلِبَتِ السَّينُ صاداً.
{والعِصِيُّ كَواكبُ كهَيْئةِ العَصا.
وعَصا الطائِرُ} يَعْصُوَ طارَ. وعَصا العَبْدِ الَّذِي تَحُرَّكُ بِهِ الَملَّةُ.
وَلَا تَدْخُلُ بينَ العَصا ولحَائِها أَي فيمَا لَا يَعْنِيك.
وبُرجُ العَصا عَلى شاطِىءِ الفُراتِ بينَ هيت والرجْيَة مَنْسوبٌ إِلَى العَصا، فَرَسُ جذِيمةَ الأْبَرش، قالَهُ نَصْر.

عَصَوَىْ 

(عَصَوَىْ) الْعَيْنُ وَالصَّادُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، إِلَّا أَنَّهُمَا مُتَبَايِنَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى التَّجَمُّعِ، وَيَدُلُّ الْآخَرُ عَلَى الْفُرْقَةِ.

فَالْأَوَّلُ الْعَصَا، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاشْتِمَالِ يَدِ مُمْسِكِهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ قِيسَ ذَلِكَ فَقِيلَ لِلْجَمَاعَةِ عَصًا. يُقَالُ: الْعَصَا: جَمَاعَةُ الْإِسْلَامِ، فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَقَدْ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ. وَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقُتِلَ قِيلَ لَهُ: هُوَ قَتِيلُ الْعَصَا، وَلَا عَقْلَ لَهُ وَلَا قَوَدَ فِيهِ. وَيَقُولُونَ: هَذِهِ عَصًا، وَعَصَوَانِ، وَثَلَاثُ أَعْصٍ. وَالْجَمْعُ مِنْ غَيْرِ عَدَدٍ عِصِيٌّ وعُصِيٌّ. وَيَقِيسُونَ عَلَى الْعَصَا فَيَقُولُونَ: عَصَيْتُ بِالسَّيْفِ. وَقَالَ جَرِيرٌ: تَصِفُ السُّيُوفَ وَغَيْرُكُمْ يَعْصَى بِهَا ... يَا ابْنَ الْقُيُونِ وَذَاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ

وَقَالَ آخَرُ:

وَإِنَّ الْمَشْرَفِيَّةَ قَدْ عَلِمْتُمْ ... إِذَا يَعْصَى بِهَا النَّفَرُ الْكِرَامُ

وَقَالَ فِي تَثْنِيَةِ الْعَصَا:

فَجَاءَتْ بِنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ كَأَنَّهُ ... عَلَى عَصَوَيْــهَا سَابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ

وَمِنَ الْبَابِ: عَصَوْتُ الْجُرْحَ أَعْصُوهُ، أَيْ دَاوَيْتُهُ. وَهُوَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّهُ يَتَلَأَّمُ أَيْ يَتَجَمَّعُ. وَفِي أَمْثَالِهِمْ: " أَلْقَى فُلَانٌ عَصَاهُ ". وَذَلِكَ إِذَا انْتَهَى الْمُسَافِرُ إِلَى عُشْبٍ وَأَزْمَعَ الْمُقَامَ أَلْقَى عَصَاهُ. قَالَ:

فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالْإِيَابِ الْمُسَافِرُ

وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «لَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ» ، لَمْ يُرِدِ الْعَصَا الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا، وَلَا أَمَرَ أَحَدًا بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ الْأَدَبَ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَصْلُ الْعَصَا الِاجْتِمَاعُ وَالِائْتِلَافُ. وَهَذَا يُصَحِّحُ مَا قُلْنَاهُ فِي قِيَاسِ هَذَا الْبِنَاءِ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: الْعِصْيَانُ وَالْمَعْصِيَةُ. يُقَالُ: عَصَى، وَهُوَ عَاصٍ، وَالْجَمْعُ عُصَاةُ وَعَاصُونَ. وَالْعَاصِي: الْفَصِيلُ إِذَا عَصَى أُمَّهُ فِي اتِّبَاعِهَا. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.