Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عبث

المَغْثُ

المَغْثُ: المَرْثُ، والضَّرْبُ الخَفيفُ، وهَتْكُ العِرْضِ ومَضْغُهُ، والشَرُّ، والقِتالُ، والتَّغْريقُ في الماءِ، والــعَبَثُ. وكَكَتِفٍ: المُصارعُ الشَّديدُ.
والمَمْغُوثُ: المَحْمومُ،
وـ من الكَلأَ: المَصْروعُ من المطرِ، كالمَغيثِ.
والماغِثُ: لَقَبُ عُتَيْبَةَ بن الحارِثِ.
والمِغاثُ والمُماغَثَةُ: الحِكاكُ، والمُخاصَمَةُ. وكغرابٍ: شجرةٌ، وقِيراطان من عِرْقِهِ مُقَيِّئُ مُسْهِلٌ.

بَرَاقِشَ

أبو بَرَاقِشَ: طائرٌ صغيرٌ بَرِّيٌّ كالقُنْفُذِ، أعْلَى ريشِهِ أغَرُّ، وأوسَطُهُ أحْمَرُ، وأسْفَلُهُ أسْوَدُ. فإذا هُيِّجَ، انْتَفَشَ فَتَغَيَّرَ لَوْنُه ألْواناً شَتَّى.
والبِرْقِشُ، بالكسر: طائِرٌ آخَرُ يُسَمَّى الشُّرْشُورَ، وشاعِرٌ تَيْمِيٌّ.
والبَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، وخَلْطُ الكلامِ، والإِقْبَالُ على الأكلِ.
وبراقِشُ: كَلْبَةٌ سَمِعَتْ وَقْعَ حَوافِرِ دَوابَّ، فَنَبَحَتْ، فاسْتَدَلُّوا بِنُبَاحِهَا على القبيلةِ، فاسْتَبَاحُوهم، أو اسمُ امرأةِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ، اسْتَخْلَفَهَا زَوْجُها، وكان لهُمْ مَوْضِعٌ، إذا فَزِعُوا، دَخَّنُوا فيه، فَيَجْتَمِعُ الجُنْدُ. وإنَّ جَوارِيها عَبِثْــنَ لَيْلَةً، فَدَخَّنَّ، فاجْتَمَعُوا، فقيل لها: إنْ رَدَدْتِيهِم ولم تَسْتَعْمِلِيهِمْ في شيءٍ، لم يَأْتِكِ أحدٌ مَرَّةً أُخْرَى. فأمَرَتْهُمْ، فَبَنَوْا بناءً. فلما جاءَ، سألَ عن البِناءِ، فأُخْبرَ. فقال: "على أهْلِهَا تَجْنِي بَراقِشُ"، يُضْرَبُ لِمَنْ يَعْمَلُ عَمَلاً يَرْجِعُ ضَرَرُهُ عليه. أو كان قَوْمُهُمْ لا يأكُلُونَ الإِبِلَ، فأصابَ لُقْمَانُ من بَراقِشَ غُلاماً، فَنَزَلَ مع لُقْمَانَ في بني أبِيها، فَراحَ ابنُ بَراقِشَ إلى أبِيهِ بِعَرْقٍ من جَزُورٍ، فأكَلَ لُقْمَانُ، فقال: ما هذا؟ فما تَعَرَّقْتُ طَيِّباً مِثْلَهُ. فقال: جَزورٌ نَحَرَها أخْوالي. فقالت: جَمِّلُوا واجْتَمِلْ. أي: أطْعِمْنَا الجَمَلَ، واطْعَمْ أنتَ منه. وكانتْ بَراقِشُ أكثَرَ قَوْمِهَا بعيراً، فأقْبَلَ لُقْمَانُ على إبِلِهَا، فأسْرَعَ فيها، وفَعَلَ ذلك بَنُو أبيه، لَمَّا أكلوا لَحْمَ الجَزُورِ. فقيل: "على أهْلِهَا تَجْنِي بَراقِشُ".
وبَراقِشُ وهَيْلاَنُ: جَبَلانِ، أو وادِيَانِ، أو مَدينَتانِ عادِيَّتانِ باليمنِ خَرِبَتَا.
وبَرْقَشَ عليَّ في الكلامِ: خَلَّطَهُ،
وـ في الأكلِ: أقْبَلَ عليه، أو خَلَطَهُ.
أو البَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، واخْتِلاَفُ لونِ الأَرْقَشِ،
وتَبَرْقَشَ لنا: تَزَيَّنَ بألْوانٍ مُخْتَلِفَةٍ.

العبيثة

(العبيثة) طَعَام يتَّخذ من نَوْعَيْنِ مخلوطين يؤكلان مَعًا وأخلاط النَّاس لَيْسُوا من أَب وَاحِد وَالْغنم المختلطة يُقَال مَرَرْنَا على غنم بني فلَان عبثــية وَاحِدَة اخْتَلَط بَعْضهَا بِبَعْض

ذوب

(ذ و ب) : (ذَابَ) لِي عَلَيْهِ حَقٌّ أَيْ وَجَبَ مُسْتَعَارٌ مِنْ (ذَوْبِ) الشَّحْمِ.
ذ و ب: (ذَابَ) ضِدُّ جَمَدَ وَبَابُهُ قَالَ وَ (ذَوَبَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْوَاوِ وَيُقَالُ: أَذَابَهُ غَيْرُهُ وَ (ذَوَّبَهُ) بِمَعْنًى. وَ (ذَابَ) لَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ كَذَا أَيْ وَجَبَ وَثَبَتَ. 

ذوب


ذَاب (و)(n. ac. ذَوْب
ذَوَبَاْن)
a. Melted, dissolved, liquefied; thawed ( ice & c. ).
ذَوَّبَأَذْوَبَa. Melted, dissolved, liquefied.

ذَوْبa. Liquid honey.

مِذْوَبَة []
a. Ladle.

ذُوَابَة []
a. see ذَأَب
[ ].
تَذْويْب [ N.
Ac.
a. II], Liquefaction.

إِذْوَاب إِذْوَابَة
a. Clarified butter.

إِذَابَة
a. Spoil, plunder, booty.
(ذوب) - في حديثِ عَبدِ الله: "فيفرَح المَرءُ أن يَذُوبَ له الحَقُّ على أَبِيه أو ابنه".
: أي يَجِب.
- وفي حَدِيث الغَارِ: "فيُصبِح في ذُوبَانِ النَّاسِ".
ذُوبَان العَرَب: صَعَالِيكُها ولُصوصُها, لأنهم كالذِّئابِ، وهو جمع ذِئْب.
- في حَدِيثِ قُسًّ:
* أَذُوبُ اللَّيالِى أو يُجِيبَ صَدَاكُمَا *
: أي أَنتَظِر في مُرورِ اللَّيالِى. 
ذ و ب : ذَابَ الشَّيْءُ يَذُوبُ ذَوْبًا وَذَوَبَانًا سَالَ فَهُوَ ذَائِبٌ وَهُوَ خِلَافُ الْجَامِدِ الْمُتَصَلِّبِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَذَبْتُهُ وَذَوَّبْتُهُ وَالذُّؤَابَةُ بِالضَّمِّ مَهْمُوزٌ الضَّفِيرَةُ مِنْ الشَّعْرِ إذَا كَانَتْ مُرْسَلَةً فَإِنْ كَانَتْ مَلْوِيَّةً فَهِيَ عَقِيصَةٌ وَالذُّؤَابَةُ أَيْضًا طَرَفُ الْعِمَامَةِ وَالذُّؤَابَةُ طَرَفُ السَّوْطِ وَالْجَمْعُ الذُّؤَابَاتُ عَلَى لَفْظِهَا وَالذَّوَائِبُ أَيْضًا. 
ذوب: ذاب: انصهر، في الكلام عن الأبخرة التي تتصاعد في الصحراء حين يشتد الحر (دي ساسي طرائف 2: 141).
ذاب قفاه من الصك: تقال للرجل الذي ضرب عدة ضربات على رأسه (ألف ليلة 1: 63)، ذاب شوقاً: التهب شوقاً (ابن جبير ص330، قلائد ص193).
ويقال كذلك: فلان يذوب ظرفاً (فريتاج) كما يقال: يذوب طلاقة وبشراً (ابن جبير ص302).
ذَيَّب: ذَوَّب، أذاب، جعله يذوب (فوك، ألكالا).
ذَوَّب: داف قدح شراب. ففي حكاية باسم الحداد (ص78): فدوبوا (كذا) قدح كبير شربة بماء النوفر ورشّوا عليه ماورد ومسك.
تَذيَّب: تذوّب، ذاب (ألكالا) والمصدر منه تَذيُّب.
ذَوَبان: انصهار، قابلية الانصهار (بوشر).
وذَوَبان عند الأطباء: شدة النحول ومنه: الإسهال الذوباني (محيط المحيط).
ذائب: مطبوخ بإفراط، أفرط نضجه (بوشر).
ذوب: الذَّوْبُ من العَسَلِ: ما خَلَصَ من شَمْعِه.
والذَّوَبَانُ: مَصْدَرُ ذابَ يَذُوْبُ.
والحُفْرَةُ التي تُصَفّى فيها الفِضَّةُ: مَذَابَةٌ.
والمِذْوَبُ: المِغْرَفَةُ.
والمِذْوَبَةُ: القِدْرُ.
والإذْوَابَةُ: قِطْعَةٌ من عَجِيْنٍ يُسْتَخْلَصُ بها السَّمْنُ، وقيل: هي الزُّبْدُ، والجَمِيْعُ الأذَاوِيْبُ.
وهو ذائبُ النَّفْسِ: أي خاثِرُها.
وذابَتْ حَدَقَتُه: هَمَعَتْ وسالَتْ.
والإِذَابَةُ: الانْتِهَابُ والغارَةُ، أذَابَ عليهم العَدُوُّ.
وفي المَثَلِ: " ما يَدْري أيُخْثِرُ أمْ يُذِيْبُ "، وأصْلُه في الزُّبْدِ.
ويُقال للرَّجُلِ إذا أنْضَجَ حاجَتَه: قد أذَابَها واسْتَذَابَها.
وذابَتِ الشَّمْسُ: اشْتَدَّ حَرُّها فتَرى كأنَّما يَسِيْلُ منها لُعَابٌ. وهاجرَةٌ ذَوّابَةٌ.
وذابَ له عَلَيَّ حَقٌّ: أي وَجَبَ.
والذَّأْبُ والذَّأْمُ: العَيْبُ، وكذلك الذَّيْبُ؛ ذابَه يَذِيْبُه.
[ذوب] نه: من أسلم على "ذوبة" أو مأثرة فهي له، الذوبة بقية مال يستذيبها الرجل أي يستبقيها والمأثرة المكرمة. و"يذوب" له الحق، أي يجب. وفيه:
"اذوب" الليالي أو يجيب صداكما
أي انتظر في مرور الليالي وذهابها من الإذابة الإغارة. وفيه: كان "يذوب" أمه، أي يضفر ذوائبها، وقياسه الهمز لأن عين الذوابة همزة لنه يروى بتركه. وفيه: فيصبح "ذوبان" الناس، يقال صعاليك العرب وصوصها: ذوبان، جمع ذئب لأنهم كالذئاب، وأصله الهمزة قبلت واوًا. ن: "أذابه" الله في النار، زيادة في النار تبين أنه في الآخرة، وقد يكون المراد من أراد المدينة بسوء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كفى المسلمون أمره واضمحل كيده، وقد يكون فيه تقديم وتأخير، أي أذابه الله ذوب الرصاص في النار، ويكون ذلك في الدنيا فلا يهمله الله مثل مسلم بن عقبة هلك في منصرفه عنها ثم هلك يزيد بن معاوية وغيرهما، وقد يكون المراد من كادها اغتيالًا في غفلة فلا يتم له أمره بخلاف من أتى ذلك جبارًا كأمراء استباحوها.
[ذوب] ذاب الشئ يذوب ذوبا وذوباناً: نقيضُ جَمَدَ، وأَذابَهُ غَيْرُهُ وذَوَّبَهُ، بمعنىً. وذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها. قال ذو الرمّة: إذا ذابَتِ الشَمْسُ اتَّقَى صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَريمَةِ مُعْبِلِ والذَوْبُ: ما في أبياتِ النَحْلِ من العَسَلِ. والإذوابُ والإذْوابَةُ: الزُبْدُ حين يُجْعَلُ في البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْناً. أبو زيد: الإذابةُ: الإغارةُ، يقال أذاب علينا بنو فلانٍ، أي أغاروا. قال: ومنه قولُ بشرٍ: فكانوا كَذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إذْ غَلَتْ * أَتَتْرُكُها مَذْمومَةً أمْ تُذيبُها أي تُنْهِبُها. وقال غيره: تُثَبِّتُها، من قولهم: ذاب لي عليه من الحقّ كذا، إذا وَجبَ عليه وثَبَتَ. وقال الأصمعي: هو من ذاب نقيض جَمَدَ. وأصل المَثَلِ في الزُبْدِ، يقال: ما يَدري أَيُخْثَرُ أم يُذيبُ، أي لا يدري أيتركها خاثِرَةً أمْ يُذيبُها، وذلك إذا خاف أن يَفْسُدَ الإذْوابُ. ابن السكيت: الذابُ: العيبُ مثل الذامِ، والذَيْمِ والذانِ.
ذ و ب

ذاب الشحم والثلج وغيرهما ذوباً وذوباناً. وأذبته أنا وذوّبته. وشحم مذاب ومذوب.

ومن المجاز: ذاب دمعه، وله دموع ذوائب. ونحن لا نجمد في الحق ولا نذوب في الباطل. وهذا الكلام ذوب الروح. وذابت الشمس: اشتد حرّها. قال ذو الرمة:

إذا ذابت الشمس اتقى صفراتها ... بأفنان مربوع الصريمة معبل

وهاجرة ذوّابة. قال:

وظلماء من جرّي نوار سريتها ... وهاجرة ذؤابة لا أقيلها

وقال الطرماح:

فيها ابن بجدتها يكاد يذيبه ... وقد النهار إذا استذاب الصيخد

وذاب لي عليه حق: ثبت ووجب. ويقال لمن أنضج حاجته وأتمها: قد أذاب حاجته واستذابها. وأذاب عليهم العدو: أغار وانتهب. ويقال للثقيل: إنه لذائب النفس. وهو أحلى من الذوب بالإذوابة أي من العسل الذي أذيب حتى خلص من الشمع بالزبدة التي أذيبت وخلص منها السمن. وذاب جسم الرجل: هزل. يقال: ثاب بعد ما ذاب. وناقة ذءوب: سمينة لأنه يجمع منها ما يذاب. يقال: إن كانت جزوركم لذءوباً. وذابت حدقته: همعت. قال الجعدي:

يرمين بالحدق الذواب أميالاً

وأذابه الهم. والهم يشيب ويذيب.
[ذ وب] الذَّوْبُ ضِدُّ الجُمُودِ ذابَ ذَوْبًا وذَوَبانًا وأَذْبْتُه وذَوَّبْتُه واسْتَذَبْتُه طَلَبْتُ منه ذاك عَلَى عامَّةِ ما يَدُلُّ عليه هذا البِناء والمِذُوَبُ ما ذَوَّيتَ فيه والذَّوْبُ ما ذَوَّبَتَ منه والذَّوْبُ العَسَلُ عامَّةً وقِيل هو ما فِي أَبْياتِ النَّحْلِ من العَسَل خاصَّةً وقيلَ هُوَ ما خُلَّص من شَمعِه ومُومِه قالَ المُسَيِّبُ بن عَلَسٍ

(شِرْكّا بماءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُه ... في طَوْدِ أَيْمنَ من قَرَى قَسْرِ)

أَيْمَن مَوْضِعٌ والإذْوابُ والإذْوابَةُ الزُّبْدُ يُذابُ في البُرْمَةِ للسَّمْنِ فلا يَزالُ ذلك اسْمَه حَتّى يُحْقَنَ في السِّقاءِ ويقال في المثل ما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَمْ يُذِيبُ وذلِك عند شِدِّةِ الأَمْرِ قالَ بِشْرُ ابنُ أَبي خازمٍ

(وكُنْتُم كذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إِذْ غَلَتْ ... أَتُنْزِلُها مَذْمُومَةً أَم تُذِيبُها)

والمِذْوَبَةُ المِغْرَفَةُ عن اللِّحْيانِيِّ وما ذَابَ في يَدِي مِنْهُ خَيْرٌ أَي ما حَصَلَ وأَذابَ عَلَيْنا بَنُو فُلانٍ أَغارُوا والإذابَةُ النُّهْبَةُ اسمٌ لا مَصْدَرٌ وذابض عليه من الأَمْرِ كَذا ذَوْبًا وَجَبَ كما قالُوا جَمَدَ وبَرَدَ والذُّوبانُ بَقِيَّةُ الوَبَرِ وقِيلَ هو الشَّعَر عَلَى عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه وقد تَقَدَّم ذلك في الياءِ لأَنَّ الذُّوبانَ والذِّيبانَ لُغَتانِ وعَسَى أَنْ تكونَ مُعاقَبَةً فتَدْخُلَ كُلُّ واحِدةٍ منهما على صاحِبَتِها 

ذوب: الذَّوْبُ: ضِدُّ الجُمُودِ.

ذابَ يَذُوبُ ذَوْباً وذَوَباناً: نَقيض جمَدَ.

وأَذابَه غيرُه، وأَذَبْته، وذَوَّبْته، واسْتَذَبْته: طَلَبْت منه ذاكَ، على عامَّة ما يدُلُّ عليه هذا البِـناءُ.

والـمِذْوَبُ: ما ذَوَّبْتُ فيه. والذَّوْبُ: ما ذَوَّبْت منه.

وذاب إِذا سال. وذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها؛ قال ذو الرُّمة:

إِذا ذابتِ الشمسُ، اتَّقى صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبُوعِ الصَّريمةِ، مُعْبِلِ

وقال الرَّاجز:

وذابَ للشمسِ لُعابٌ فنَزَلْ

ويقال: هاجِرَةٌ ذَوّابة شديدةُ الـحَرِّ؛ قال الشاعر:

وظَلْـماءَ، من جَرَّى نَوارٍ، سَرَيْتُها، * وهَاجِرَةٍ ذَوّابةٍ، لا أَقِـيلُها

والذَّوْبُ: العَسَل عامَّة؛ وقيل: هو ما في أَبياتِ النَّحْل من

العَسَلِ خاصَّة؛ وقيل: هو العَسَل الذي خُلِّص من شَمْعِه ومُومِه؛ قال الـمُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ:

شِرْكاً بماءِ الذَّوْب، تَجْمَعُه * في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ

أَيْمن: موضع. أَبو زيد قال: الزُّبْدُ: حين يَحْصُلُ في البُرْمة

فيُطْبَخُ، فهو الإِذْوابةُ، فإِن خُلِطَ اللَّـبَنُ بالزُّبْدِ، قيل: ارْتجَنَ.

والإِذْوابُ والإِذْوابةُ: الزُّبْدُ يُذابُ في البُرْمةِ ليُطْبَخ سَمْناً، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُحْقَن في السِّقاءِ.

وذَابَ إِذا قام على أَكْمَلِ الذَّوْبِ، وهو العَسَل.

ويقال في الـمَثل: ما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيب؟ وذلك عند شدَّةِ

الأَمر؛ قال بشر بن أَبي خازم:

وكُنْـتُمْ كَذاتِ القِدْرِ، لم تَدْرِ إِذ غَلَتْ، * أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَمْ تُذِيبُها؟

أَي: لا تَدْرِي أَتَترُكُها خاثِرةً أَم تُذِيبُها؟ وذلك إِذا خافت أَن يَفْسُدَ الإِذْوابُ. وقال أَبو الهيثم: قوله تُذِيبُها تُبْقيها، من قولك: ما ذَابَ في يَدِي شيءٌ أَي ما بَقِـيَ. وقال غيره: تُذِيبُها تُنْهِبُها.

والـمِذْوَبةُ: الـمِغْرَفَةُ، عن اللحياني.

وذَابَ عليه المالُ أَي حصَل، وما ذابَ في يدِي منه خيرٌ أَي ما حصَل.

والإِذابةُ: الإِغارةُ. وأَذابَ علينا بنو فلانٍ أَي أَغارُوا؛ وفي حديث

قس:

أَذُوبُ اللَّيالي أَو يُجِـيبَ صَداكُما

أَي: أَنْتَظِرُ في مُرورِ اللَّيالي وذَهابِها، من الإِذابة الإِغارة.

والإِذابةُ: النُّهْبةُ، اسمٌ لا مصدَر، واستشهد الجوهري هنا ببيت بشر بن أبي خازم، وشرح قوله:

أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِيبُها؟

فقال: أَي تُنْهِبُها؛ وقال غيره: تُثْبِتُها، مِن قولهم ذابَ لي عليه

من الـحَقِّ كذا أَي وَجَبَ وثَـبَتَ.

وذابَ عليه من الأَمْركذا ذَوْباً: وجَبَ، كما قالوا: جَمَدَ وبَرَدَ. وقال الأَصمعي: هو مِن ذابَ، نَقِـيض جَمَدَ، وأَصلُ الـمَثَل في

الزُّبْدِ. وفي حديث عبداللّه: فيَفْرَحُ الـمَرْءُ أَن يَذُوبَ له الـحَقُّ

أَي يَجِبَ.

وذابَ الرجُل إِذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ، وظَهَرَ فيه ذَوْبةٌ أَي حَمْقة. ويقال: ذابَتْ حدَقَة فلان إِذا سالَتْ.

وناقةٌ ذَؤُوبٌ أَي سَمِـينَةٌ، وليست في غايةِ السِّمَنِ.

والذُّوبانُ: بقيَّةُ الوَبَر؛ وقيل: هو الشَّعَر على عُنُقِ البَعِـيرِ

ومِشْفَرِه، وسنذكر ذلك في الذِّيبانِ، لأَنهما لغتان، وعسى أَن يكون مُعاقَبةً، فتَدْخُلُ كل واحدةٍ منهما على صاحِـبَتها.

وفي الحديث: مَنْ أَسْلَمَ عَلى ذَوْبةٍ، أَو مأْثَرَةٍ، فهي له.

الذَّوْبة: بقيَّة المال يَسْتَذِيبُها الرجلُ أَي يَسْتَبْقِـيها؛ والـمَأْثَرة: الـمَكْرُمة.

والذَّابُ: العَيْبُ، مثلُ الذَّامِ، والذَّيْمِ، والذَّانِ.

وفي حديث ابن الـحَنَفِـيَّة: أَنه كان يُذَوِّبُ أُمـَّه أَي يَضْفِرُ ذَوائبَها؛ قال: والقياس يُذَئِّبُ، بالهمز، لأَن عين الذُّؤَابةِ همزة، ولكنه جاءَ غيرَ مهموز كما جاءَ الذَّوائب، على خلافِ القياس.

وفي حديث الغار: فيُصْبِـحُ في ذُوبانِ الناسِ؛ يقال لصَعالِـيك العرب ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئْبانِ، وأَصلُ الذُّوبانِ بالهمز، ولكنه خُفِّف فانْقَلَبَت واواً.

ذوب
ذابَ يَذُوب، ذُبْ، ذَوْبًا وذَوبانًا، فهو ذائب
• ذاب الشَّيءُ:
1 - سال عن جموده، ضدّ جَمُد "ذاب الثلجُ/ الشحمُ/ الجليدُ- ذابتِ الشمعةٌ- نحن لا نجمد في الحقّ، ولا نذوب في الباطل" ° ذاب المالُ بين يديه: نقص وقلَّ بسرعة؛ نفِد- ذابت أظفارُه في الشَّيء: جدَّ عبثًــا فيه- ذاب حياءً/ ذاب خجلاً: غلبه الحياءُ والخجلُ- ذاب دمعُه: سال.
2 - تحلَّل داخل السائل واختفى "ذاب السكّرُ في الماء- ملحٌ ذائِب".
• ذاب الجسمُ:
1 - هُزِلَ "ذابت نفسُه حسرات على شيء يبتغيه" ° ذاب أسًى وحَسْرةً: غلب عليه الحزن- ذاب حُبًّا وحنانًا/ ذاب شوقًا.
2 - قاسى مشقّةً وعناءً شديدًا "ذاب من الهمِّ".
• ذاب القلبُ: رقّ وتعذّب "لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ ... إنْ كان في القلب إسلام وإيمانُ". 

أذابَ يُذيب، أَذِبْ، إذابةً، فهو مُذيب، والمفعول مُذاب
• أذاب الثَّلجَ:
1 - جعله يسيل عن جموده "أذاب الجليدَ/ سبائكَ الذهب- تذيب الشمعةُ نفسَها لتضيء لسواها [مثل] " ° أذاب الثُّلوجَ بينهما: أصلح ما بينهما من خلاف، أزال الجفوةَ، وأعاد العلاقات إلى سابق عهدها- أذاب الخلافَ بينهما: أزالَه وأصلح بينهما- أذاب عُصارةَ مخِّه في المسألة: قدح زنادَ فِكره فيها.
2 - جعله يتحلّل داخل السائل ويختفي "أذاب مِلْحًا- محلول مُذيب".
• أذابه الهمُّ: أضناه، وأثقله، وأنهك قواه "أذابه كثرة التفكير والغمّ" ° أذاب جُهدَه: استنفد ما في وسعه. 

ذوَّبَ يُذوِّب، تذويبًا، فهو مُذوِّب، والمفعول مُذوَّب
• ذوَّب الشَّيءَ:
1 - أذابه؛ جعله يسيل عن جموده "ذوَّب شَمْعًا/ السَّمْنَ- ذوَّبتِ الحرارةُ/ الشمسُ الثلجَ" ° ذوَّب الفوارقَ: أزالها.
2 - أذابه؛ جعله يتحلَّل داخلَ السائل ويختفي "ذوَّب السُكَّرَ في الماء- مِلح مذوَّب". 

إذابة [مفرد]: مصدر أذابَ. 

ذائب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ذابَ.
2 - (كم) مادَّة تختلط في المذيب لتكوِّن محلولاً، كالسُّكَّر أو الملح في محلولهما "سكرٌ/ ملحٌ ذائب". 

ذائبيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذائب: مقدار المادّة المُذابة في مقدار مُحدَّد من المادّة المُذيبة. 

ذَوْب [مفرد]:
1 - مصدر ذابَ.
2 - ما سال عن جمودهِ، أو تحلَّل في سائل "ذَوْبٌ مائيّ- ذَوْبُ الذّهب: ماؤه" ° هذا الكلام ذَوْبُ الرُّوح/ هذا الكلام ذَوْبُ القلب: عصارتُه.
3 - عسل خلص من شمعه. 

ذَوَبان [مفرد]:
1 - مصدر ذابَ.
2 - شدّة النحول.
3 - (كم) تغيُّر المادّة من الحالة الجامدة أو الغازيّة إلى الحالة السائلة بذوبانها في سائل "ذوبان السكَّر في الماء- ذوبان الجليد/ الثلج" ° غير قابل للذَّوبان: كلّ مادّة لا تذوب مثل ذرات الرمل- قابل للذَّوبان: كلّ مادّة تذوب مثل السكَّر. 

ذَوَبانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذَوَبان: قابليّة الذوبان أو الانحلال "ذوبانيّة السكَّر في الماء". 

مُذاب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أذابَ.
2 - (كم) مادّة ذائبة في مادّة أخرى لتكوّن محلولاً، مثل الملح أو السكَّر الذي يُذاب في الماء وكذلك كلّ مكوِّن من مكوِّنات محلول يوجد بكمِّيَّة أقلّ من كمِّيَّة المادّة التي تُكوِّن الجزء الأكبر من المحلول والتي تُسمَّى المُذيب. 

مُذيب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أذابَ.
2 - (كم) سائلٌ يتفاعل كيميائيًّا مع مادَّة صُلبة فيذيبها ويكوِّن محلولاً كالحامض الذي يذيب المعادن ومشتقّاتها "عامل مذيب- كحول مذيب: قادر على الإذابة أو مسبِّب للانفصال داخل المركّبات".
• مُذِيب الجليد: آلة حراريّة لإزالة الجليد أو منع تكوّنه. 
ذوب
: ( {ذَابَ) } يَذُوبُ ( {ذَوْباً وَ} ذَوَبَاناً، مُحَرَّكَةً: ضِدُّ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : نَقِيضُ (جَمَدَ) وَمن الْمجَاز: ذَابَ دَمْعُهُ، وَله دُمُوعٌ {ذَوَائِبُ، ونَحْنُ لاَ نَجْمُدُ فِي الحَقِّ وَلاَ} نَذُوبُ فِي البَاطِلِ، وهَذَا الكَلاَمُ فِيهِ {ذَوْبُ الرُّوحِ، كَذَا فِي (الأَساس) .
(} وأَذَابَهُ غَيْرُه) وأَذْيَبَهُ ( {وذَوَّبَه) وأَذَابَهُ الهمُّ والغَمُّ.
} وذَابَتْ حَدَقَتُهُ: هَمَعَتْ، وذَابَ جِسْمُهُ: هُزِلَ، يُقَالُ: ثَابَ بَعْدَ مَا ذَابَ، وكُلُّ ذَلِك مجازٌ (و) من الْمجَاز أَيضاً: ذَابَتِ (الشَّمْسُ: اشْتَدَّ حَرُّهَا) قَالَ ذُو الرمة: إِذَا ذَابَتِ الشَّمْسُ اتَّقَى صَقَرَاتِهَا
بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ
(و) ذَاب، إِذَا سَالَ، قَال الراجز:
وَذَابَ لِلشَّمُسِ لُعَابٌ فَنَزَلْ
وَيُقَال: {ذَابَتْ حَدَقَهُ فُلاَنٍ، إِذَا سَالَتْ، وذَابَ، إِذَا (دَامَ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَامَ (عَلَى أَكْلِ) } الذَّوْبِ، وَهُوَ (العَسَل، و) ذَابَ الرَّجُلُ، إِذا (حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ) وظَهَرَ فِيهِ {ذَوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ (و) يُقَال فِي (الْمثل) : (مَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَمْ} يُذِيبُ) وَذَلِكَ عندَ شِدَّةِ الأَمْرِ، قَالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خَازِمٍ:
وكُنْتُمْ كَذَاتِ القِدْرِ لَمْ تَدْرِ إِذْ غَلَتْ
أَتُنْزِلُهَا مَذْمُومَةً أَمْ {تُذِيبُهَا
أَي لَا تَدْرِي أَتَتْرُكُهَا خَاثِراً أَمْ تُذِيبُهَا، وَذَلِكَ إِذَا خَافَتْ أَنْ يَفْسُدَ} الإِذْوَابُ، وسيأْتِي مَعْنَى الإِذْوَابِ وقيلَ: هُوَ من قولِهِم: ذَابَ لِي (عَلَيْه حَقٌّ: وَجَبَ) وَثَبَتَ، وذَابَ. عَلَيْهِ منَ الأَمْرِ كَذَا ذَوْباً: وَجَبَ، كَمَا قَالُوا: جَمَدَ وَبَرَد، وَقَالَ الأَصمعيُّ: هُوَ مِنْ ذَابَ: نَقِيضُ جَمَدَ، وأَصلُ المَثَلِ فِي الزُّبْدِ، وَفِي حُديث عَبْدِ اللَّهِ (فَيَفْرَحُ المَرْءُ أَنْ يَذُوبَ لَهُ الحَقُّ) أَي يَجِبَ، وَهُوَ مجازٌ (و) قَالَ أَبو الهَيْثَمِ: يُذِيبُهَا: يُبْقِيهَا، من قَوْلك: مَا ذَابَ فِي يَدِي شيْءٌ، أَي مَا بَقِيَ، وَقَالَ غيرُه يُذِيبُهَا: يُنْهِبُهَا، ذَابَ عَلَيْهِ المَالُ أَي حَصَلَ، و (مَا ذَابَ فِي يَدِي مِنْهُ خَيْرٌ) أَي (مَا حَصَلَ، {واسْتَذَبْتُهُ: طَلَبْتُ مِنْهُ الذَّوْبَ) : عَلَى عَامَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ هَذَا البِنَاءُ، وَمن الْمجَاز: هَاجِرَةٌ} ذَوَّابَةٌ: شَدِيدَةُ الحَرِّ قَالَ الشَّاعِر:
وظَلْمَاءَ مِنْ جَرَّى نَوَارِ سَرَيْتُهَا
وهاجِرَةٍ ذَوَّابَةٍ لاَ أَقِيلُهَا
( {والذَّوْبُ: العَسَلُ) عَامَّةً، (أَو) هُوَ (مَا فِي أَبْيَاتِ النَّحْلِ) من العَسَلِ خاصَّةً (أَو مَا خَلَصَ مِنْ شَمْعِه) ومُومِهِ قَالَ المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ:
شِرْكاً بِمَاءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُهُ
فِي ذَوْدِ أَيْمَنَ مِنْ قُرَى قَسْرِ
} والمِذْوَبُ بالكَسْرِ: مَا {يُذَابُ فيهِ) والذَّوْبُ: مَا} ذَوَّبْتَ مِنْهُ، (و) {المِذْوَبَةُ (بهَاءٍ: المِغْرَفَةُ) عَن اللِّحْيَانيّ (} والإِذْوَابُ {والإِذْوَابَةُ، بكَسْرِهِمَا: الزُّبْدُ يُذَابُ فِي البُرْمَةِ للسَّمْنِ، فَلَا يَزَالُ ذَلِك اسْمَه حتَّى يُحْقَنَ فِي سِقَاءٍ) ، وَقَالَ أَبو زيد: الزُّبْدُ حِينَ يَحْصُلُ فِي البُرْمَةِ فَيُطْبَخُ فهُوَ الإِذْوَابَةُ، فإِنْ خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ قِيلَ: ارْتَجَنَ، وَفِي (الأَساس) من الْمجَاز: هُوَ أَحْلَى مِنَ الذَّوْبِ} بالإِذْوَابَةِ، أَي مِنْ عَسَلٍ أُذِيبَ فَخُلِّصَ مِنْهُ شَمْعُه.
(و) من الْمجَاز الإِذابَةُ: الإِغَارَةُ، و ( {أَذَابُوا عَلَيْهِمْ: أَغَارُوا) وَفِي حَدِيث قُسَ:
} أُذِيبُ اللَّيَالِي أَوْ يُجِيبَ صَدَاكُمَا
أَي أَنْتَظِرُ فِي مُرُورِ اللَّيَالِي وذَهَابِهَا، منَ الإِذَابَةِ، والإِذَابَةُ: النُّهْبَةُ، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ، واستشهدَ الجوهريّ هُنَا بِبَيْت بشر بن أَبي خازم:
أَتَتركها مَذْمُومَةً أَمْ {تُذِيبُهَا
وشَرَحَه بقوله أَي تُنْهِبُهَا، وَقَالَ غيرُه: تُثْبِتُهَا، وَقد تَقَدَّم (و) أَذَابُوا (أَمْرَهُمْ: أَصْلَحُوهُ) ، وَفِي الحَدِيث (مَنْ أَسْلَمَ على} ذَوْبَةٍ أَوْ مَأْثَرَة فَهِي لَهُ) {الذَّوْبَةُ: بَقِيَّةُ المَال} يَسْتَذِيبُهَا الرَّجُلُ أَي يَسْتَبْقِيهَا، والمَأْثَرَةُ: المَكْرُمَةُ. ( {والذُّوبَانُ بالضَّمِّ:) الصَّعَالِيكُ، واللصُوصُ، لُغَةٌ فِي} الذُّؤْبَانِ بالهَمْزِ، خُفِّفَ فانْقَلَبَتْ واواً.
والذُّوبَانُ بالضَّمِّ ( {والذِّيبَانُ بالكَسْرِ: بَقِيَّةُ الوَبَرِ أَو الشَّعرِ على عُنُقِ الفَرَسِ أَو البَعِيرِ) ومِشْفَرِهِ، وهما لُغَتَانِ، وعَسَى أَنْ يَكُونَ مُعَاقَبَةً فتدْخُلَ كُلُّ واحِدَةٍ مِنْهُمَا على صَاحِبَتِهَا.
(و) عَن ابْن السّكّيت (} الذَّابُ) بمَعْنَى (العَيّبِ) مِثْلُ الذَّامِ والذَّمْمِ والذَّانِ.
(و) مِنَ المَجَازِ (نَاقَةٌ {ذَوُوبٌ كصَبُورٍ: سَمِينَةٌ) لأَنَّهَا تَجمَع فِيهَا مَا} يُذَابُ، زَاد الصاغانيّ: وليْسَتْ فِي غَايَةِ السِّمَنِ.
(و) {ذَوَّابٌ (كَشَدَّادٍ: صَحَابِيٌّ) كَانَ يَمُرُّ بالنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمويُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وإِسْنَادُه ضَعِيفٌ، أَوْرَدَه النَّسَائِيُّ، كَذَا فِي (المعجم) .
وَمن الْمجَاز:} أَذَابَ حَاجَتَهُ {واسْتَذَابَهَا لِمَنْ أَنْضَجَ حَاجَتَهُ وأَتَمَّهَا.
(} وذَوَّبَهُ! تَذْوِيباً: عَمِلَ لَهُ ذُوَابَةً) وَفِي حَدِيث ابنِ الحَنَفِيَّةِ (أَنَّهُ كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّهُ) أَي يَضْفِرُ ذُؤَابَتَهَا، قَالَ أَبو مَنْصُور: (والأَصْلُ) فِيهِ (الهَمْزُ) لأَنَّ عينَ الذُّؤَابَةِ هَمْزَةٌ، (ولكِنَّه جَاءَ) وَفِي بعض النّسخ: جَارٍ علَى غَيْرِ قِيَاسٍ) أَي جَاءَ غيرَ مهموزٍ، كَمَا جَاءَ الذَّوَائِبُ عَلَى خِلاَفِ القِيَاسِ.

ذوب

1 ذَابَ, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ (T, S, Msb,) inf. n. ذَوْبٌ (S, M, Msb, K) and ذَوَبَانٌ, (T, S, M, Msb, K,) It melted, dissolved, or became fluid or liquid; contr. of جَمَدَ: (S, M, A, K:) it flowed. (T, Msb.) b2: [Hence,] ذاب دَمْعُهُ (tropical:) [His tears flowed]. (A.) And ذَابَتْ حَدَقَتُهُ (tropical:) [His eye] shed tears; (A;) or flowed [with tears]. (T.) b3: ذاب جِسْمُهُ (tropical:) His body became lean, or emaciated: one says, ثَابَ بَعْدَمَا ذَابَ (tropical:) [He became fat after he had been lean]. (A.) b4: And ذَابَ [alone] (assumed tropical:) He became foolish, or stupid, after having been intelligent. (T, K.) b5: نَحْنُ لَا نَجْمُدُ فِى الحَقِّ وَلَا نَذُوبُ فِى البَاطِلِ (tropical:) [We will not be hard, or niggardly, in the case of truth, or right, nor will we be soft, or easily yielding, in the case of falsity, or wrong]. (A.) b6: هٰذَا الكَلَامُ فِيهِ ذَوْبُ الرُّوحِ (tropical:) [This speech, or discourse, contains that which melts the soul]. (A.) b7: ذَابَتِ الشَّمْسُ [and ↓ استذابت (as is shown by a phrase mentioned in the L in art. صخد)] (tropical:) The sun became intensely hot. (S, A, K.) b8: أَذُوبُ اللَّيَالِى أَوْيُجِيبُ صَدَاكُمَا occurring in a trad. of Kuss, means (assumed tropical:) I will wait in expectation during the lapse of the nights [or the echo of you two shall answer]; from الإِذَابَةُ, which signifies “ spoil, booty, or plunder. ” (TA.) b9: مَا ذَابَ فِى يَدِى شَىْءٌ (assumed tropical:) There remained not in my hand anything. (AHeyth, TA.) and مَا ذَابَ فِى يَدَيْهِ مِنْهُ خَيْرٌ, (M,) or فِى يَدِى, (K,) (assumed tropical:) There came not [into his hands, or into my hands, from him, or it, any good]. (M, K.) b10: ذاب عَلَيْهِ المَالُ (assumed tropical:) The property became, or proved to be, binding, obligatory, or incumbent, on him to render as a debt. (T.) And ذاب لِى عَلَيْهِ حَقٌّ (tropical:) A right, or due, was, or became, incumbent, or obligatory, on him to render to me, and established against him. (S, A, Mgh, K. *) and ذاب عَلَيْهِ مِنَ الأَمْرِ كَذَا, inf. n. ذَوْبٌ, (assumed tropical:) Such a part of the thing, or affair, was, or became, incumbent, or obligatory, on him; like جَمَدَ and بَرَدَ. (M.) A2: ذاب also signifies He continued in the eating of ذَوْب i. e. honey. (T, L, K. *) 2 ذوّبهُ: see 4.

A2: Also, inf. n. تَذْوِيبٌ, He made [or disposed] for him a ذُوَابَة [or ذُؤَابَة]: irreg.; being originally with ء [i. e. ذَأَّبَهُ]. (T, K.) It is said in a trad. of Ibn-El-Hanafeeyeh, كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّهُ, meaning He used to plait the ذوابة of his mother. (TA.) 4 اذابهُ and ↓ ذوّبهُ He melted it, dissolved it, rendered it fluid or liquid, liquified it; (S, M, A, K;) or made it to flow. (Msb.) It is said in a prov., (S, TA,) respecting butter, (S,) مَا يَدْرِى

أَيُخْثِرُ أَمْ يُذِيبُ [expl. in art. خثر]. (S, M, TA.) [See also a verse of Bishr cited below in this paragraph.] b2: [Hence,] the former [as meaning (tropical:) It dissolved him, or emaciated him,] is said of anxiety, (A, TA,) and grief. (TA.) b3: [Hence also,] اذاب حَاجَتَهُ, and ↓ استذابها, (tropical:) He matured, and fully accomplished, the object of his want. (A, TA.) And اذابوا أَمْرَهُمْ (assumed tropical:) They put their affair into a good, sound, or right, state. (K.) b4: اذابوا عَلَيْنَا, (S, M,) or عَلَيْهِمْ, (A, K,) inf. n. إِذَابَةٌ, (S,) (tropical:) They made an inroad or incursion, or a sudden attack, urging their horses, upon us, or upon them, (S, M, A, K,) and took spoil [from us, or them, or made, or left, our property, or theirs, to be taken as spoil]. (A.) Hence the saying of Bishr (S) Ibn-Abee-Kházim, (TA,) فَكَانُو كَذَاتِ القِدْرِ لَمْ تَدْرِ إِذْ غَلَتْ

أَتَتْرُكُهَا مَذْمُومَةً أَمْ تُذِيبُهَا (S,) or وَكُنْتُمْ, (M, TA,) and أَتْنْزِلُهَا, (so in some copies of the S and M,) meaning (assumed tropical:) [And they were, or and ye were, like her having the cookingpot, not knowing, when it boiled, whether she should leave it, or put it down from the fire, disapproved, or] whether she should let it be taken as spoil: (S, TA:) so accord. to Az: (S:) or the meaning is, [whether she should put it down from the fire,] or make it to remain; i. e. تُثْبِتُهَا, (S, TA,) or تُبْقِيهَا; (AHeyth, TA;) from ذَابَ لِى عَلَيْهِ حَقٌّ, expl. above, (S, TA,) or from مَا ذَابَ فِى يَدِى شَىْءٌ, also expl. above: (A Heyth, TA:) or, accord. to As, the meaning is, or whether she should melt it; from the prov. mentioned above in this paragraph: (S, TA:) i. e., whether she should leave it in a thick state, [disapproved,] or should melt it; fearing that the butter [in the cooking-pot] would spoil. (TA.) [In the TT, for مَذْمُومَةً, I find مَدْمُومَةً, which, applied to a cooking-pot, means smeared, or done over, with spleen, &c. See also Freytag's Arab. Prov. ii. 626 et seq.]10 اِسْتَذَبْتُهُ signifies طَلَبْتُ مِنْهُ الذَّوْبَ [which may be rendered I asked, or desired, of him honey, &c.]: (K:) [but accord. to ISd,] it signifies, agreeably with other verbs of this form, I asked, or desired, of him that he would melt or dissolve [butter &c.]. (M.) b2: [Hence, perhaps,] استذابت الشَّمْسُ: see 1. b3: استذاب حَاجَتَهُ: see 4. b4: استذاب ذَوْبَةً (assumed tropical:) He preserved a residue of his wealth, or property. (TA.) ذَابٌ A vice, fault, defect, or the like; (K;) like [ذَيْبٌ and] ذَامٌ and ذَيْمٌ. (TA.) ذَوْبٌ [What is fluid, or liquid, of water &c.; contr. of جَمْدٌ: see جَامِدٌ: and see also ذَائِبٌ. b2: ] Honey, (T, M, K,) in a general sense: (M:) or honey cleared from its wax: (T, M, K:) or honey in the bees' cells: (S, M, K:) and melted, or liquefied, honey: (M:) or melted, or liquefied, honey, cleared from its wax: so in the saying, ↓ هُوَ أَحْلَىمِنَ الذَّوْبِ بِالإِذْوَابَةِ (tropical:) [He, or it, is sweeter than honey melted and cleared of its wax, with fresh butter melted in a cooking-pot to clarify it]. (A.) b3: Gum flowing upon the ground. (TA voce مِغْفَرٌ.) b4: ذَوْبُ الذَّهَبِ Watergold: or, accord. to Er-Rázee, fluid, or liquid, gold; the inf. n. ذَوْب being used in this instance in the sense of ذَائِب. (Har p. 448.) A2: (assumed tropical:) Foolishness, or stupidity. (TA.) [But see the next paragraph.]

ذَوْبَةٌ (assumed tropical:) A residue of wealth, or property: so in the saying أَسْلَمَ عَلَى ذَوْبَةٍ (assumed tropical:) He became a Muslim on the condition of his preserving a residue of his wealth, or property. (TA from a trad.) A2: (assumed tropical:) Manifest foolishness or stupidity: so in the phrase فِى فُلَانٍ ذَوْبَةٌ (assumed tropical:) In such a one is manifest foolishness or stupidity. (TA in art. شوب.) Yousay also, ظَهَرَتْ فِيهِ ذَوْبَةٌ, meaning (assumed tropical:) Foolishness, or stupidity, appeared in him. (T.) ذُوبَانٌ and ذِيبَانٌ [like ذِئْبَانٌ] The remains of the [fur, or soft hair, called] وَبَر [after the greater part has fallen off or been shorn]: or the hair (الشَّعَرُ [for which الشّعرِ is erroneously put in the CK]) on the neck (M, K) and lip (M) of the camel (M, K) or horse. (K.) A2: Also the former, Paupers and thieves; for ذُؤَبَانٌ [a pl. of ذِئْبٌ, q. v.], the ء being changed into و. (TA.) ذَؤُوبٌ [originally ذَوُوبٌ] A fat she-camel: (A, K:) because what is melted (مَا يُذَابُ) is collected from her. (A, TA.) ذُوَابَةٌ for ذُؤَابَةٌ [expl. in art. ذأب]: pl. ذَوَائِبُ. (T, K.) هَاجِرَةٌ ذَوَّابَةٌ (tropical:) A midday, or summer-midday, intensely hot. (T, A, TA.) ذَائِبٌ part. n. of 1, [Melting or dissolving, fluid or liquid; or] flowing; contr. of جَامِدٌ. (Msb.) b2: لَهُ دُمُوعٌ ذَوَائِبُ (tropical:) [He has flowing tears]. (A, TA.) b3: ذَائِبُ المَالِ, as opposed to جَامِد [q. v.], (tropical:) Such property as consists in what is fluid, or liquid: (L in art. جمد:) or such as consists in live stock: (L and K in that art.:) or such as consists in trees. (L in that art.) b4: ذَائِبُ النَّفْسِ (tropical:) Heavy, slow, indolent, or dull, of soul; syn. ثَقِيلٌ. (A.) إِذَابَةٌ Spoil; booty; plunder: [in this sense] a subst. [in the proper meaning of the term]; not an inf. n. (M, TA.) إِذْوَابٌ and إِذْوَابَةٌ, [the latter, only, mentioned in the A, app. as being the more common,] Fresh butter when it is put into the cooking-pot to be cooked so as to become سَمْن [i. e. clarified butter]: (Az in explanation of the latter word, T, S:) or fresh butter which is melted in the cooking-pot to make سَمْن: this name continues to be applied to it until it is put into the skin. (M, K.) See ذَوْبٌ.

مُذَابٌ and ↓ مُذَوَّبٌ Melted, or dissolved, fat [&c.]. (A.) مِذْوَبٌ A vessel in which a thing is melted, or dissolved. (M, K.) مِذْوَبَةٌ A ladle. (Lh, M, K.) مُذَوَّبٌ: see مُذَابٌ.

شمعه

(شمعه) مازحه وأطربه وَله اتخذ لَهُ مَا يطربه وَبِه عَبث بِهِ وأضحك مِنْهُ وَالثَّوْب وَنَحْوه: أشربه الشمع والحرز وضع عَلَيْهِ الشمع وَختم عَلَيْهِ (محدثة)

التِّبْن

(التِّبْن) الرَّضِيع ارتضع
(التِّبْن) مَا تهشم من سيقان الْقَمْح وَالشعِير بعد درسه تعلفه الْمَاشِيَة وقدح عَظِيم يكَاد يروي الْعشْرين (ج) أتبان

(التِّبْن) الَّذِي تــعبث يَده بِكُل شَيْء

مسخر

مسخر


مَسْخَرَ
a. [ coll. ] ['Ala], Ridiculed, mocked.
تَمَسْخَرَa. Was mocked.

مَسْخَرَة
a. [ coll. ], Laughing-stock, butt.
b. Mask; masquerade.
مسخر: سخر: سخر من، هزئ ب، استهزأ، مزح، داعب، أضحك، جعله هزأة أو سخرة (الكلمة مصوغة من مسخرة وجذرها سخر (معجم الأسبانية 306: 7).
تسخر: تقتنع بقناع (م. الأسبانية).
تمسخر: لعبة القناع، تقنع (تنكر بواسطة الأقنعة) (معجم الأسبانية 307).
متمسخر: مقنع بقناع (معجم الأسبانية 307).
مسخر
مسخَرَ يمسخِر، مَسْخَرةً، فهو مُمسخِر، والمفعول مُمسخَر
• مسخَره بين القوم: هزَأ به. 

تمسخَرَ يتمسخَر، تَمَسْخُرًا، فهو مُتمسخِر
• تمسخر بين القوم: مُطاوع مسخَرَ: فعل ما يثير سخريّةَ الآخرين. 

مَسْخَرة [مفرد]: ج مَسْخَرات ومَساخِرُ:
1 - ما يجلب السُّخريةَ "تُرتكَب كثير من المساخِر باسم الحرِّيَّة الشخصيّة- هذه الدَّعوى ليست إلاّ مَسْخَرة".
2 - شيء كالتمثيليّات الخفيفة الهزليّة تُقام في بعض الأعياد للهو والــعبث

فتو وفتى

فتو وفتى: فأتي فلاناً: أخطره رسمياً بالحضور أمام القاضي. (لين من تاج العروس، الكامل ص444).
أفتى. أفتاه في الأمر بأن: أبان المفتى الحكم في الأمر. (بوشر).
تفتى على: تفوق على، صار أفضل. (فوك).
تفتى لفلان: تسلم منه لباس الفتوة. (الفخري ص370).
استفتى عن: تسلم منه لباس الفتوة. (فوك).
فتى: خادم مسجد. (ألكالا).
فتى: خصي. (فوك). وفي المغرب يسمى رئيس الخصيان في حرم الأمراء الفتى الكبير، ويسمى مساعده أو نائبه الفتى الصغير.
فتى: لص، قاطع طريق، نشال، شاطر. (انظرها في مادة عائق).
فتوى: حكم، وصفة الطبيب (حيان بسام) في الحديث عن الطبيب أعمى كان ولده يصف له بول مرضاه. فيهتدي منها إلى ما يهتدي إليه البصير ولا يخطي الصواب في فتواه ببراعة الاستنباط.
فتي: صغير السن. ولا يطلق على الحيوانات فقط بل يطلق على كل شيء فيقال مثلا: الفتى من الكروم أي الكرم الصغير السن الناشئ (ابن العوام 183:1).
فتوة: ملذات الشباب ومسراته. (المقري 427:1) وانظر: (رايسكه في تعليقه على تاريخ أبي الفداء 180:4) والانصراف إلى الملذات ففي رياض النفوس (ص86 ق): تنسك بعد فتوة.
فتوة: تعنى بخاصة: السمو والشرف وكرم الأخلاق، والصفات السامية، وقد كانت الصفة الخاصة لآل الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويشاركهم فيها بعض المشاركة من انضوى إلى هذه السلالة الجليلة صديقاً كان أم مولى.
والذين يتصفون بالفتوة يؤلفون أخوية وهي جمعية ونظام من نظام الفروسية (الكافليري). وحين يقبل في هذا النظام من هو جدير به يلبسونه أمام الجمهور سراويل يسمى سراويل الفتوة أو لباس الفتوة وهو رمز الفتوة والرجولية، وينتقل من الأب إلى الابن. ويسمى هذا الاحتفال اختصاراً أيضا: ألبس فلاناً الفتوة، أي لباس الفتوة، ثم يقدمن له كأساً يسمى كأس الفتوة. ومن حق الفتى أن يرسم على سلاحه صورة الكأس (وكان هذا هو الذي يفعلونه غالباً) أو صورة السراويل أو صورة الكأس وصورة السراويل معاً والقسم الذي يقسمه عضو الفتوة، من أكثر الأقسام قدسية. (أنظر تاريخ أبي الفداء 244:4) مع تعليقة رايسكه غير الشافية ص 679، مملوك 1، 58:1 - 59، الملابس ص398 - 399 ابن جبير ص282).
وكانت جمعية الفتوة تسمى في آسية الصغرى (الاخيَّة الفتيان) وكانت تضيف الغرباء وتمنع البغي والظلم وتتنكر للطغاة وتقبل أتباعهم (انظر رحلة ابن بطوطة 261:2، 281). فتوة: قطع الطريق والسرقة، والنشل ففي قصة أسفار (طبعة رينو 62:2): وكان مبتدأ أمره الشطارة والفتوة وحمل السلاح والــعبث.
وكان للشطار والعياق سراويل خاصة بهم ففي ألف ليلة (459:3): ثم أن دليلة خلعت لباس الفتوة ولبست لباس النساء. وفي طبعة برسلاو (274:9): قلعت لباس العياق ولبست لبس النساء.
فتوية: سخاء، كريم، جود، أريحية، مروءة. (ميرسنج 25، وانظر ص42 رقم 172) هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة.
أفتى (كذا): ضعف، وهن، ارتخاء. (دومب ص105).
مفتى= فتوى. (ألكالا).

سدو وسدى

سدو وسدى: سَدَّى: مَدَّ، مثل سَدَى. ويقال: لَيُلُ مُسَدَّى أي ممدود (معجم مسلم).
سَدَى: لا أدري أين وجد فريتاج هذا الفعل فقال ان معناه: جعل للثوب حواشي وهدّاباً وزركشة بها، فمن المؤكد إنه لم يجد هذا في تعليقات شولتنز على معجم جوليوس التي ينقل منها.
أسدى: بدل أن يقال: أسدي نعمةً أيضاً أسدى بنعمة، ويقال في التعبير عن ضد هذا: أسدى اليه قبيحاً (معجم الطرائف).
سُدا: باطلاً، عبثــاً، يقال: تعبه راح سدا، أي بلا طائل ولا فائدة (بوشر).
سِدَادة: تسدية الثوب، ومد سداه، وهو ما يمد طولاً في النسيج خلاف اللحمة (فوك، ألكالا).
سِدَادة: صوف ناعم تصنع منه الأربطة (ألكالا) مُسْدَى: معروف، نعمة (معجم الطرائف).
مُسْدَى: حق الارواء والمسقي عدة مرات في اليوم. انظر معجم الأسبانية (ص168 - 169).

الغِطْرِيْفُ 

الغِطْرِيْفُ السَّيِّدُ الشَّرِيف. وعَنَقٌ غِطْرِيْفٌ أي واسِعٌ. والغَطْرَفَةُ الخُيَلاءُ. والــعَبَثُ. والغِطْرِيفُ فَرْخُ البازي. والذُّبَابُ. والغُطْرُوْفُ الحَسَنُ، وكذلك الغِطْرِيْفُ والغِطْرَوْفُ.

لَهو

لَهو
: (و ( {لَها) } يَلْهُو ( {لَهْواً) :) أَي (لَعِبَ) .
(قالَ شيْخُنا: قَضِيَّتُهُ اتِّحادِهُمُا وَقد فرَّق بَيْنهما جماعَةٌ مِن أهْلِ الفُروقِ فَقيل:} اللهْوُ واللّعِبُ يَشْتركانِ فِي أنّهما اشْتِغالٌ بِمَا لَا يَعْنِي من هَوًى أَو طَرَبٍ حَرَامًا أَو لَا، قيلَ: {واللهْوُ أَعَمُّ مُطْلقاً، فاسْتِماعُ} المَلاهِي لَهْوٌ لَا لَعِبٌ، وقيلَ: اللّعِبُ مَا قُصِدَ بِهِ تَعْجيلُ المَسَرَّةِ والاسْتِرْواح بِهِ، واللهْوُ مَا شغلَ من هَوًى وطَرَبٍ وَإِن لم يُقْصَد بِهِ ذلكَ؛ وَلَهُم فُروقٌ أُخَرُ بَيْنهما وبينَ الــعَبَثِ، مَرَّ بعضُها أَثناءَ المَواد.
قُلْت: وقيلَ: أصْلُ اللهْوِ التَّرْوِيحُ عَن النَّفْسِ بِمَا لَا تَقْتَضيهِ الحِكْمَة. وقالَ الطَّرسوسي: اللهْوُ الشيءُ الَّذِي يَلْتَذُّ بِهِ الإنْسانُ ثمَّ يَنْقضِي، وقيلَ: مَا يشغلُ الإنْسانَ عمَّا يَهِمّه، وأَمَّا الــعَبَثُ فَهُوَ ارْتِكابُ أَمْرٍ غَيْر مَعْلومِ الفائِدَةِ، وقيلَ: هُوَ الاشْتِغالُ بِمَا يَنْفَع وَبِمَا لَا يَنْفَع؛ وقيلَ: أَن يَخْلط بعَمَلِه لعباً ويقالُ لمَا ليسَ فِيهِ غَرَض صَحيح.
( {كالْتَهَى.} وألْهاهُ ذلكَ) :) أَي شَغَلَهُ.
( {والمَلاهِي: آلاتُهُ) ، جَمْعُ} لَهْوٍ على غيرِ قِياسٍ، أَو جَمْعُ {مَلْهاةٍ لمَا مِن شأْنِه أَنْ} يُلْهَى بِهِ.
( {وتَلاهَى بذلكَ) :) أَي اشْتَغَلَ.
(} والأُلْهُوَّةُ {والأُلْهِيَّةُ) ، بالضَّمِّ فيهمَا، (} والتَّلْهِيَةُ) :) كلُّ ذلكَ (مَا! يُتلاهَى بِهِ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم؛ قالَ الشاعرُ: {بتِلهِيةٍ أَرِيشُ بهَا سِهامِي
تَبَذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِوفي الصِّحاحِ:} الأُلْهِيَّةُ مِن {اللَّهْوِ، يقالُ بَيْنهم} أُلْهِيَّةٌ كَمَا تقولُ أُحْجِيَّةٌ، وتَقْديرُها أُفْعُولة.
( {ولَهَتِ المرأَةُ إِلى حَدِيثِهِ) ، أَي الرَّجُل،} تَلْهُو (لَهْواً) ، بِالْفَتْح، ( {ولُهُوًّا) ، كعُلُوَ: (أَنِسَتْ بِهِ وأَعْجَبَها) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه، قالَ:
كَبِرْتُ وألاَّ يُحْسِنَ اللهْوَ أَمْثالِي (} واللَّهْوَةُ: المرأَةُ {المَلْهُوُّ بهَا) ، وَبِه فُسِّر قولُ الشاعرِ:
} ولَهْوةُ {اللاَّهِي وَلَو تَنَطَّسا (} كاللَّهْوِ) ، بغَيرِها؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {لَو أَرَدْنا أَن نَتَّخِذْ لَهْواً} . قَالُوا: أَيِ امْرأَةً تَعَالَى اللهُ عَن ذلكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) {اللُّهْوَةُ، (بالضَّمِّ وَالْفَتْح) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضَّم: (مَا أَلْقَيْتَهُ فِي فَمِ الرَّحا.
(وَفِي الصِّحاح: مَا أَلْقَاهُ الطاحِنُ فِي فَمِ الرَّحا بيدِهِ؛ وأَنْشَدَ القالِي لعَمْرو بنِ كُلْثوم:
يَكونُ ثِفَالُها شرقيّ نَجدٍ} وَلُهْوَتُها قُضاعةُ أَجمعِينَا (و) {اللُّهْوَةُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْح: (العَطِيَّةُ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضَّم، وقالَ: دَرَاهِمُ كَانَت أَو غيرُها.
(أَو أَفْضَلُ العَطايَا وأَجْزَلُها) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كاللُّهْيَةِ) ، بِالضَّمِّ؛ وَهَذِه على المُعاقبَةِ.
(و) اللُّهْوَةُ، بِالضَّمِّ: (الحَفْنَةُ مِن المالِ) .) يقالُ: اشْتَراهُ! بلُهْوةٍ مِن المالِ.
(أَو) اللُّهْوةُ: (الأَلْفُ من الدَّنانيرِ والدَّراهمِ لَا غَيْر) ؛) وَفِي المُحْكم: وَلَا يقالُ لغيرِها، عَن أَبي زيْدٍ.
( {ولَهِيَ بِهِ، كرَضِيَ: أَحَبَّهُ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ مِن الأوَّل لأنَّ حبَّكَ الشَّيْء ضَرْب من اللهْو بِهِ.
(و) } لَهِيَ (عَنهُ: سَلا) ونَسِيَ (وغَفَلَ وتَرَكَ ذِكْرَه) .) تقولُ: الْهَ عَن الشيءِ أَي اتْرُكْه.
وَفِي الحديثِ: إِذا اسْتَأْثَر اللَّهُ بشيءٍ {فالْهَ عَنهُ) . وكانَ ابنُ الزُّبَيْر إِذا سَمِعَ صوْتَ الرعْدِ لَهِيَ عَن حديثِهِ، أَي تَرَكَه وأَعْرَضَ عَنهُ.
(كَلَها) عَنهُ، (كدَعا،} لُهِيًّا) ، كعُتِيَ، ( {ولِهْياناً) ، بالكسْر، وهُما مَصْدَرَا لَهِيَ، كرَضِيَ، كَمَا هُوَ نَصّ المُحْكم والصِّحاح وابنِ الْأَثِير (} وتَلَهَّى) مِثْل {لَها، أَي لَعِبَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: لَهِيَ وتَلَهَّى. غَفَلَ عَنهُ ونَسِيَه؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فأنتَ عَنهُ} تلهَّى} ، وأَصْلُه {تَتَلَهَّى أَي تَتَشاغَلُ. يقالُ:} تَلَهَّ سَاعَة أَي تَشاغَل وتَعَلَّل وتمَكَّث.
( {واللَّهاةُ) من كلِّ ذِي حَلقٍ: (اللّحْمَةُ المُشْرِفَةُ على الحَلْقِ، أَو مَا بينَ منْقَطَعِ أَصْلِ اللِّسانِ إِلى مُنْقَطَعِ القَلْبِ من أَعْلَى الفَمِ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجَوْهرِي: هِيَ الهَنَةُ المُطْبِقةُ فِي أَقْصَى سَقْفِ الفَمِ، (ج} لَهَواتٌ) ؛) أَنْشَدَ القالِي للفرَزْدَق يمدَحُ بني تميمٍ:
ذُبابٌ طارَ فِي لَهَواتِ لَيْثٍ
كَذاكَ اللَّيْثُ يَزْدَرِدُ الذُّباباوفي حديثِ الشَّاةِ المَسْمومَةِ: (فَمَا زلْتُ أَعْرفُها فِي لَهَواتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ( {ولَهَيَاتٌ) :) مِثالُ القَطَيات، نقلَهُما الجَوْهرِي.
(} ولُهِيٌّ {ولِهِيٌّ) ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر مَعَ تَشْديدِ يائِهما؛ نقلَهُما ابنُ سِيدَه.
(} ولَهاءُ {ولِهاءٌ) ، كسَحابٍ وكِتابٍ؛ قالَ ابنُ سِيدَه. وَبِهِمَا رُوِي قولُ الشاعرِ:
يَا لكَ مِن تَمْرٍ ومِن شِيشاءِ
يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ} واللَّهاءِ قَالَ: فمَن فَتَحَ ثمَّ مدَّ فعلى اعْتِقادِ الضَّرورَة، وَقد رآهُ بعضُ النّحويِّين، والمُجتمعُ عَلَيْهِ عكْسُه، وزعَم أَبو عبيدَةَ أنَّه جمْع {لَهاً على} لِهاءٍ، وَهَذَا لَا يُعرَّج عَلَيْهِ ولكنَّه جمْع لَهاةٍ، لأنَّ فَعَلَة تُكسَّر على فِعالٍ، ونظِيرُه أَضاةٌ وإضاءٌ، وَفِي السالمِ رَحَبَةٌ ورِحابٌ ورَقَبَةٌ ورِقابٌ، انتَهَى.
وَقَالَ الجَوْهرِي: إنَّما مدَّه ضَرُورَةً، ويُرْوى بكسْرِ اللامِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ جمْعُ لَهاً مِثْل الإضَاء جَمْع أضاً والأضا جمْعُ أُضاةٍ.
قَالَ ابنُ برِّي: إنَّما مدَّ {اللَّهاء ضَرُورةٌ عنْدَ مَنْ رواهُ بالفَتْح لأنَّه مدّ المَقْصُور، وذلكَ ممَّا ينْكرُه البَصْريُّون، قالَ: وكذلكَ مَا قَبْل هَذَا البَيْت:
قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء
أنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواءفمدّ السِّعلاء والخَواء ضَرُورَةً.
(} واللَّهْواءُ) ، مَمْدودٌ: (ع) ؛) عَن أَبي زيْدٍ.
( {ولَهْوَةُ) :) اسمُ (امْرأَةٍ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه، قالَ:
أَصدُّ وَمَا بِي من صُدُودٍ وَمن غِنًى
وَلَا لاقَ قَلْبي بَعْدَ} لَهْوةَ لائقُ (! ولُهاءُ مِائَةٍ، بالضَّمِّ) مَعَ المدِّ: مثْلُ: (زُهاؤُها) ونُهاؤها زِنَةٌ ومَعْنًى؛ أَي قَدْرُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للعجَّاج: كأَنَّما {لُهاؤُه لمَنْ جَهَر
لَيْلٌ ورِزٌّ وَغْرِه لمن وَغَر (} ولاهاهُ) {مُلاهاةً} ولِهاءً: (قارَبَهُ؛ و) قيلَ: (نازَعَهُ؛ و) قيلَ: (دَاناهُ) ، هُوَ بعَيْنِه بمعْنَى قارَبَهُ فَهُوَ تِكْرارٌ، ونَصُّ ابْن الأعْرابي: {لاهاهُ إِذا دنا مِنْهُ وهالاهُ إِذا نازَعَهُ، فتأَمَّل هَذِه العِبارَةَ مَعَ سِياقِ المصنِّفِ.
(و) } لاهَى (الغُلامُ الفِطامَ) :) أَي (دَنا مِنْهُ) وقَرُبَ.
( {واللاَّهونَ) :) جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ ونَصّه: (سأَلْتُ ربِّي أَن لَا يعذِّبَ} اللاَّهينَ (من ذُرِّيَّةِ البَشَرِ) فأَعْطانِيهم) ،) قيلَ: هم البُلْه الغافِلُون، وقيلَ: هم (الذينَ لم يَتَعَمَّدُوا الذَّنْبَ) ، ونَصّ النِّهايةِ: الذّنُوبَ؛ (وإنّما أَتَوْهُ) وفرطَ مِنْهُم سَهْواً و (نِسْياناً أَو غَفْلَةً أَو خَطَأً، أَو) هُم (الأطْفالُ) الذينَ (لم يَقْتَرِفُوا ذَنْباً) ؛) أَقْوالٌ، وَهُوَ جمْعُ {لاهٍ.
(و) بَيْتُ (} لَهْيَا) ، بِفَتْح فَسُكُون: (ع ببابِ دِمَشْقَ) ، وَمِنْه: محمدُ بنُ بكَّارِ بنِ يَزِيد السّكْسَكيُّ {اللَّهْييُّ، ذكَرَه المَالِينِي.
(} وأَلْهَى: شَغَلَ) ، هَذَا قد تقدَّمَ فِي قوْلِه {وألْهاه ذلكَ.
(و) } ألْهَى: (تَرَكَ الشَّيءَ) ونَسِيَه، أَو تَرَكَه (عَجْزاً.
(أَو) أَلْهى: (اشْتَغَلَ بسماعِ) اللَّهْوِ، أَي (الغِناءِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اللَّهْوُ: الطَّبْلُ؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَإِذ رأَوْا تِجارَةً أَوْ {لَهْواً} ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
ويْكنَى} باللَّهْوِ عَن الجِماعِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه سَجْعُ العَرَب: إِذا طَلَعَ الدَّلْوُ: انْسَلَّ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ.
{واللَّهْوُ فِي لُغَةِ حَضْرَمَوْت: الوَلَدُ.
} واللَّها، بِالْفَتْح: جَمْع {لَهاةٍ، يُكْتَبُ بالألِفِ، أَنْشَدَ القالِي لأبي النجْمِ:
يلقيه فِي طرف أُتَتْها من عَل ِقَذْف} لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِوقد ذكَرَه الجَوْهرِي أَيْضاً.
{واللُّها، بِالضَّمِّ: جمْعُ} لُهْوة الرَّحَى، {ولُهْوة العَطِيّة؛ وَمِنْه قولُهم:} اللُّها تَفْتح {اللَّها أَي العَطايَا تَفْتَح اللَّهَواتِ.
ويقالُ: إنَّه لمَعْطاءُ} لِلُّها إِذا كانَ جَواداً يُعْطِي الشيءَ الكَثيرَ.
{واللُّهْوةُ أَيْضاً: الدّفْعَةُ من رأْيٍ أَوْ حُلْمٍ، والجَمْع} لَهَا، وأَنْشَدَ القالِي لعبدَةَ بنِ الطَّبيب:
{ولُهاً من الكَسْبِ الَّذِي يُغنيكُمُيَوماً إِذا احتَضَرَ النفوسَ المَطْمَعُ} وأَلْهَيْت فِي الرَّحى: أَلْقَيْت فِيهَا {لُهْوةً: كَمَا فِي الصِّحاح.
ونقلَ القالِي عَن أَبي زيْدٍ:} أَلْهَيْت الرَّحا {إلهاءً، فَهِيَ} مُلْهاةٌ: أَلْقَيْت فِيهَا قَبْضةً من بُرَ.
وَفِي المُحْكم: ألْهَى الرّحا وللرَّحا وَفِي الرَّحا بمعْنًى.
{وأَلْهَى: أَجْزَلَ العَطِيَّة؛ عَن ابْن القطَّاع.
} وتَلاهَوْا: أَي لَهَى بعضُهم ببعضٍ، عَن الجَوْهرِي.
{ولَهاهُ بِهِ} تَلْهِيةً عَلَّلَهُ؛ قَالَ العجَّاج:
دارٌ {للَّهْوِ} للمُلَهِّي مِكْسالْ أَرادَ {باللَّهْو الجارِيَةَ} وبالمُلَهِّي رجُلاً يُعَلِّلُ بهَا، أَي لمَنْ {يُلَهِّي بهَا.
} ولَهْوُ الحديثِ: الغِناءُ، لأنَّه {يُلْهِي عَن ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى؛ وقيلَ: الشّرْكُ، وَبِهِمَا فُسِّرتِ الآيَةُ.
} ولَهَى عَنهُ وَبِه: كرِهَه.
وَقَالَ الأصْمعِي: {الْهَ عَنهُ وَمِنْه بمعْنًى.
وَهُوَ} لَهُوٌّ عَن الخَيْرِ على فَعُولٍ.
وقيلَ: {لُهْوَةُ الرّحى: فَمُها؛ عَن ابنِ القطَّاع.
} والمَلْهَى: المَلْعَبُ زِنَةً ومعْنًى.
{والْتَهَى عَنهُ: أَعْرَضَ.
ومِن المجازِ: فلانٌ تُسَدُّ بِهِ} لَهَواتُ الثّغورِ.
ويقالُ: ألْهِ لَهُ كَمَا {يُلْهِي بك: أَي اصْنَع مَعَه كَمَا يَصْنَع بك.
} ومَلْهَى القَوْمِ: مَوْضِعُ إقامَتِهم.
ومَلْهَى الأثافِي: مَكانُها.
{واسْتَلْهاهُ: اسْتَوْقَفَه وانْتَظَرَهُ؛ وَمِنْه قولُ الفَرَزْدَق:
طَرِيدانِ لَا} يَسْتَلْهِيانِ قَرارِي وسَمّوا {مُلْهى كمُعْطى.
} واللاَّهُون: جَبَلٌ بالفيُّومِ؛ وَقد ذُكِرَ فِي النونِ.
{واللَّواهي: الشَّواغِلُ، جَمْع} لاهِيَةٍ.
{وتَلَهَّى بالشيءِ: تَعَلَّلَ بِهِ وأَقامَ عَلَيْهِ وَلم يُفارِقْه.
وقالَ النَّضْر: يقالُ} لاه أَخاكَ يَا فُلانَ أَي افْعَل بِهِ نَحْو مَا فَعَلَ معكَ من المَعْروفِ، {والْهِه سواك.
} واللُّهَيَّا: تَصْغيرُ لَهْوى فَعْلى من اللهْو، قَالَ العجَّاج:
دارَ {لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ} وتَلَهَّتِ الإِبِلُ بالمَرْعى: تَعَلَّلَتْ بِهِ.
! وتَلَهَّى بناقَةٍ: تَعَلَّلَ بسَيْرِها. واسْتَلْهَى الشَّيءَ: اسْتَكْثر مِنْهُ.

زلبر

زلبر
: (زَلَنْبورُ) ، أَهْملَه الجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ مِجَاهِد: هُوَ (أَحَدُ أَولادِ إِبليسَ الخَمْسَةِ الَّذين فَسَّرُوا بهم ولَه تعالَى {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرّيَّتَهُ أَوْلِيَآء} مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ (الْكَهْف: 50) وهاكذا نَقَلَه عَنهُ الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب فِي الخُمَاسِيّ، والغَزَالِيّ فِي الإِحياءِ، والصّاغانيّ فِي التَّكْمِلَة. (وعَمَلُه أَنْ يُفرِّقَ بينَ الرَّجلِ وأَهلِه، ويُبْصِّرَ الرَّجلَ بعُيُوب أَهلِه) ، قَالَه سُفْيَان، ونقلَه عَنهُ الأَزهريّ.
وَالَّذِي فِي الإِحياءِ فِي آخِرِ بَاب الكَسْب والمَعاشِ، نَقْلاً عَن جَمَاعة من الصَّحَابة: أَن زَلَنْبُورَ صاحِبُ السُّوقِ، وبَسببه لَا يَزالون يَخْتَصِمون، وأَنَّ الَّذِي يَدْخُل مَعَ الرَّجل إِلى أَهله يرُيد الــعَبَثَ بهم فاسْمُه دَاسِمٌ. قَالَ: وَمِنْهُم ثَبْر، والأَعْور، ومِسْوَطٌ. فأَما ثَبْرٌ فَهُوَ صاحبُ المصائب الَّذِي يأْمر بالثُّبور وشَقِّ الجُيُوب. وأَمّا الأَعور فَهُوَ صاحِبُ الزِّنَا يأْمُرُ بِهِ. وأَمّا مِسْوطٌ فَهُوَ صاحبُ الكَذِب. فهِؤلاءِ الخمسةُ إِخوةٌ من أَولادِ إِبليسَ.
قلْت: وَقد ذكر المصنِّفُ شَيْطانَ الصلاةِ والوضوءِ: خَنْزَبٌ والوَلْهَانُ.
قَالَ شَيخنَا: وهاذا مبنيّ على أَن إِبليسَ لَهُ أَولاٌ حَقِيقَة مَا هُوَ ظاهرُ الآيةِ، والخلافُ فِي ذالك مشهورٌ.

حبث

حبث مُهْمَلٌ عنده. الخارْزَنْجِيُّ الحَبِثُ حَيَّةٌ.
حبث
: (الحَبِثُ، ككَتِفٍ) أَهمله الجوهَيّ، وَقَالَ الأَصمعيّ: هُوَ ضَرْبٌ من الحيَّات وأَنشَد:
إِنْ يَكُ قَدْ أُولِعَ بِي وقَدْ عَبِثْ
فاقْدُرْ لَهُ أُصَيْلَةً مِثلَ الحَفِثْ
أَوْ أَنْيَابِ قُزَاتٍ أَو حَبِثْ
أَو نابَ حَادٍ جُرْشُبٍ شَئْنٍ شَرِثْ
قَالَ: القُزَاتُ جَمْعُ قُزَة، وَهِي (حَيَّةٌ) عَوْجَاءُ (بَتْرَاءُ) ، هَكَذَا نصّ الأَصْمعيّ.

الغاية

الغاية:
[في الانكليزية] Goal ،end ،tip ،aim ،objective
[ في الفرنسية] But ،fin ،fin ،finalite ،bout
هي تطلق على معان. منها نوع من أنواع الزّحاف وقد سبق. ومنها الظّرف المقطوع عن الإضافة بحذف المضاف إليه لفظا مع كون الإضافة مرادة معنى، وبني المضاف على الضم مثل قبل وبعد، أي قبل هذا وبعد هذا، والحقّ بالغايات لا غير ولا حسب وإن لم يكونا ظرفين كما في الإرشاد وحواشيه، والغايات من المبنيات العارضة، وهذا المعنى من مصطلحات النحاة. ومنها الغرض ويسمّى علّة غائية أيضا وهي ما لأجله إقدام الفاعل على فعله، وهي ثابتة لكلّ فاعل فعل بالقصد والاختيار، فإنّ الفاعل إنّما يقصد الفعل لغرض فلا توجد في الأفعال الغير الاختيارية ولا في أفعاله تعالى، كذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية وقد سبق أيضا. وهي قد تضاف إلى الفعل.
يقال غاية الفعل، وقد تضاف إلى المفعول، يقال غاية ما فعل، وقد سبق في تقسيم العلوم المدوّنة.

قال شارح التجريد: اعلم أنّ الحركات الاختيارية الصّادرة عن الحيوان لها مباد أربعة مترتّبة فالمبدأ القريب هو القوّة المحرّكة المثبتة في عضلة العضو، والمبدأ الذي يليه هو الإجماع من القوة الشوقية، والأبعد منه هو تصوّر الملائم أو المنافي، فإذا ارتسم بالتخيّل والتفكّر صورة في النفس تحرّكت القوة الشوقية إلى الإجماع فخدمتها القوة المحرّكة في الأعضاء، فما انتهى إليه الحركة وهو الوصول إلى المنتهى هو غاية القوة الحيوانية المحرّكة، وليس لها غاية غير ذلك، وهو أي الوصول إلى المنتهى قد يكون غاية وغرضا للقوة الشوقية أيضا، فإنّ الإنسان ربّما ضجر عن المقام في موضع ويخيل في نفسه صورة موضع آخر، فاشتاق إلى المقام فيه فتحرّك نحوه وانتهت حركته إليه، فغاية قوته الشوقية نفس ما انتهى إليه تحريك القوة المحرّكة، وقد لا يكون لها غاية أخرى لكن لا يتوصل إليها إلّا بالوصول إلى المنتهى فإن الانسان قد يتخيل في نفسه صورة لقائه لحبيب له فيشتاق ويتحرك إلى مكانه فتنتهي حركته إلى ذلك المكان، ولا يكون نفس ما انتهى إليه حركته نفس غاية القوة الشوقية بل معنى آخر، لكن يتبعه ويحصل بعده وهو لقاء الحبيب على تقدير المغايرة بين غايتي المحرّكة والشوقية. فإن لم تحصل غاية الشوقية بعد الوصول إلى المنتهى فالحركة باطلة بالنسبة إلى الشوقية إذ لم يحصل بها ما هو غاية لها، وإن حصلت غايتها فهو خبر إن كان المبدأ هو التفكّر أو عادة إن كان المبدأ هو التخيّل مع خلق وملكه نفسانية كاللعب باللّحية، أو قصد ضروري إن كان المبدأ هو التخيّل مع طبيعة كالتنفس أو مع مزاج كحركات المرضى، أو عبث وجزاف إن كان المبدأ هو التخيّل وحده من غير انضمام شيء إليه. ومنها ما يترتّب على الفعل باعتبار كونه على طرف الفعل؛ قالوا كلّ مصلحة وحكمة تترتّب على فعل الفاعل تسمّى غاية من حيث إنّها على طرف الفعل ونهايته، وتسمّى فائدة أيضا من حيث ترتّبها عليه، فهما أي الغاية والفائدة متحدتان ذاتا ومختلفتان اعتبارا، وتعمّان الأفعال الاختيارية وغيرها.
والفرق بين الغاية بمعنى الغرض وبين الغاية بهذا المعنى أنّها بهذا المعنى أعمّ من وجه من الغاية بمعنى الغرض لوجودهما في الأفعال الاختيارية ووجود الغاية بهذا المعنى فقط في الأفعال الغير الاختيارية، ووجودها بمعنى الغرض فقط فيما إذا أخطأ في اعتقاده.
وبالجملة فالفائدة والغرض مختلفان ذاتا واعتبارا كذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية.

ويؤيّده ما قال شارح التجريد: الحكماء قد يطلقون الغاية على ما يتأدّى إليه الفعل وإن لم يكن مقصودا إذا كان بحيث لو كان الفاعل مختارا لفعل ذلك الفعل لأجله، وهي بهذا المعنى أعمّ من العلّة الغائية. وبهذا الاعتبار أثبتوا للقوى الطبيعية غايات مع أنّه لا شعور لها ولا قصد، وكذا أثبتوا للأسباب الاتفاقية غايات. قالوا ما يتأدّى إليه الفعل إن كان تأدّيه دائميا أو أكثريا يسمّى ذلك الفعل سببا ذاتيا، وما يتأدّى هو إليه غاية ذاتية. وإن كان تأدّيه مساويا أو أقليا يسمّى الفعل سببا اتفاقيا وما يتأدّى هو إليه غاية اتفاقية.

الصّنم

الصّنم:
[في الانكليزية] Idol
[ في الفرنسية] Idole

بفتح الصاد والنون وبالفارسية: بت. وعند الصوفية هو كلّ ما يشغل العبد عن الحقّ. وفي مجمع السلوك ما شغلك عن الحقّ فهو صنم انتهى.
يعني كلّما يمنعك عن ذكر الحقّ وتجلّيات أسمائه وصفاته تعالى فذلك هو صنمك، لأن كلّ من أنت في قيده فأنت عبده، كما في شرح عبد اللطيف على المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي.

ويقول في كشف اللغات: الصّنم في اصطلاح السّالكين عبارة عن مظهر الوجود المطلق الذي هو الحق. إذن فالصنم من حيث الحقيقة هو حقّ وليس باطلا ولا عبثــا. وعابد الصّنم الذي يقال له: عابد الحقّ بهذا الاعتبار لأنّه تجلّى له الحق بصورة الصّنم، وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ، فحين يصحّ ذلك فيكون الجميع عبّاد الحقّ ضرورة فافهم. انتهى.
وفي بعض الرسائل جاء أنّ الصّنم هو حقيقة روحية تجلّت في صورة الصّفات. وجاء أيضا أنّه أي الصّنم هو الشيخ الكامل.

داء الكلب

داء الكلب:
[في الانكليزية] Rabies
[ في الفرنسية] Rage
هو الجنون السبعي الذي يكون معه غضب مختلط بلعب وعبث كما هو من طباع الكلاب، ولذا سمّي به تشبيها لصاحبه بالكلب في هذه الأخلاق. وقيل إنّما سمّي به لأنّ صاحبه إذا عضّ إنسانا قتله كالكلب، هذا كله من بحر الجواهر. 

الحذف

الحذف:
إلغاء الحرف دون خَلَفٍ له، وبُعبَّر عنه بـ (الإسقاط)، وأكثر ما يكون في الهمز، ويشمل الحذف ما ثبت رسماً، كما في قراءة من وقف بالياء على: {وَكَأَيِّنْ}، كما يشمل الحذف ما ثبت لفظاً، وهو كثير مثل حذف صلة ميم الجمع وقفاً عند من قرأ بصلتها وصلاً.
الحذف:
[في الانكليزية] Omission ،ellipsis
[ في الفرنسية] Omission ،retranchement ،ellipse
بالفتح وسكون الذال المعجمة في اللغة هو الإسقاط. وفي اصطلاحات العلوم العربية يطلق على إسقاط خاص. فعند أهل العروض يطلق على إسقاط السبب الخفيف من آخر الجزء، فبقي من مفاعيلن مثلا فعولن لأن مفاعي لما كان غير مستعمل وضع موضعه فعولن، هكذا في رسالة قطب الدين السرخسي وجامع الصنائع وغيرهما.
وعند أهل البديع يطلق على بعض المحسّنات الخطية. وبهذا المعنى ليس من علم البديع حقيقة وإن ذكره البعض فيه أي في علم البديع، ولعله جعله من الملحقات وهو إسقاط الكاتب أو الشاعر بعض الحروف المعجم من رسالته أو خطبته أو قصيدته كذا في المطول.

وأورد في مجمع الصنائع: الحذف هو أن يلتزم الكاتب أو الشاعر بأن لا يستعمل كلاما فيه حرف معيّن أو أكثر، سواء كان الحرف معربا أو معجما. مثاله: صنعت صدر مسند دستور من برد زينت بهشت برين. ومعناه صنعة الصدر المسند (آخذ الأمر) هي زينة الجنة العليا. وقد تخلّى عن استخدام حرف الألف في جميع الكلمات. والحذف المعتبر في هذه الصناعة هو قسمان: تعطيل ومنقوط ... وقد ذكر صاحب جامع الصنائع أنّ الطّرح بمعنى الحذف. والأنسب باصطلاح الصرفيين أنّ الحذف هو إسقاط حرف أو أكثر أو حركة من كلمة.
وسمي إسقاط الحركة بالإسكان كما لا يخفى.

قال الرضي في شرح الشافية: قد اشتهر في اصطلاحهم الحذف الإعلالي للحذف الذي يكون لعلة موجبة على سبل الاطراد كحذف ألف عصا وياء قاض. والحذف الترخيمي والحذف لا لعلة للحذف الغير المطرد كحذف لام يد ودم انتهى. والأنسب باصطلاح النحاة وأهل المعاني والبيان أنّه إسقاط حركة أو كلمة أكثر أو أقل، وقد يصير به الكلام المساوي موجزا، وسمّاه أي الحذف ابن جنّي سجاعة العربية، وهذا المعنى أعمّ من معنى الصرفيين. في الإتقان وهو أنواع الاقتطاع والاكتفاء والاحتباك ويسمّيه البعض بالحذف المقابلي أيضا. والرابع الاختزال فالاقتطاع حذف بعض الكلمة، والاكتفاء هو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط، فيكتفى بأحدهما لنكتة، والاحتباك هو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول، ويجيء تحقيق كل في موضعه.
والاختزال هو ما ليس واحدا مما سبق، وهو أقسام، لأنّ المحذوف إمّا كلمة اسم أو فعل أو حرف، وإمّا أكثر من كلمة انتهى. فمنه أي من الاختزال حذف المضاف سواء أعطي للمضاف إليه إعرابه نحو وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أي أهل القرية، أو أبقي على إعرابه عند مضي إضافة أخرى مثلها نحو تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ بالجرّ في قراءة. أي عرض الآخرة. وإذا احتاج الكلام إلى حذف يمكن تقديره مع أول الجزءين ومع آخره، فتقديره مع الثاني أولى لأنّ الحذف من آخر الجملة أولى نحو الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ أي الحجّ حج أشهر لا أشهر حج، ويجوز حذف مضافين نحو فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ أي من [أثر] حافر فرس الرسول، أو ثلاثة نحو فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أي فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب. ومنه حذف المضاف إليه. وهو يكثر في الغايات نحو قبل وبعد، وفي المنادى المضاف إلى ياء المتكلم نحو ربّ اغفر لي، وفي أيّ وكل وبعض، وجاء في غيرها كقراءة فلا خوف عليهم بضم خوف بلا تنوين، أي فلا خوف شيء عليهم. ومنه حذف المبتدأ ويكثر في جوانب الاستفهام نحو وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ، نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أي هي نار الله، وبعد فاء الجواب نحو مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ أي فعمله لنفسه، وبعد القول نحو إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أي هو ساحر، وبعد ما يكون الخبر صفة له في المعنى نحو التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ أي هم العابدون، ونحو صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، ووجب في النعت المقطوع إلى الرفع ووقع في غير ذلك. ومنه حذف الخبر نحو فَصَبْرٌ جَمِيلٌ أي فأمري صبر. ومنه حذف الموصوف نحو وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أي حور قاصرات. ومنه حذف الصفة نحو يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ أي صالحة. ومنه حذف المعطوف عليه نحو أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فانفلق أي فضرب فانفلق.
وحيث دخلت واو العطف على لام التعليل ففي تخريجه وجهان: أحدهما أن يكون تعليلا معلّله محذوف كقوله تعالى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً فالمعنى وللإحسان إلى مؤمنين فعل ذلك. وثانيهما أنه معطوف على علة أخرى مضمرة ليظهر صحّة العطف أي فعل ذلك ليذيق الكافرين بأسه وليبلي الخ. ومنه حذف المعطوف مع العاطف نحو لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ أي ومن أنفق بعده. ومنه حذف حرف العطف وبابه الشعر وقد خرّج على ذلك قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ أي ووجوه عطفا على وجوه يومئذ خاشعة. وقيل أكلت خبزا لحما تمرا من هذا الباب. وقيل من باب بدل الإضراب. وأمّا حذف المعطوف بدون حرف العطف فغير جائز فيجب معه حذف العاطف. ومنه حذف المبدل منه خرّج عليه وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ أي لم تصفه والكذب بدل من الهاء. ومنه حذف المؤكّد وبقاء التوكيد، فسيبويه والخليل أجازاه وأبو الحسن ومن تبعه منعوه. ومنه حذف الفاعل وهو لا يجوز إلّا في فاعل المصدر نحو لا يسأم الإنسان من دعاء الخير أي من دعائه الخير. ومنه حذف المفعول وهو كثير في مفعول المشيئة والإرادة، ويرد في غيرهما أيضا، لكن حذف المقول وبقاء القول غريب نحو قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أي هو سحر بدليل أسحر هذا. ومنه حذف الحال يكثر إذا كان قولا أغنى عنه المقول نحو وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ أي قائلين [ذلك]. ومنه حذف واو الحال نحو قول الشاعر:
نصف النهار الماء غامره أي انتصف النهار، والحال أنّ الماء غامر هذا الغائص. ومنه حذف المنادى نحو «ألا يا اسجدوا» أي ألا يا قوم اسجدوا. ومنه حذف حرف النداء نحو قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ ومنه حذف العائد ويقع في أربعة أبواب: الصلة نحو أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا أي بعثه. والصفة نحو وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ أي فيه. والخبر نحو وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى أي وعده، والحال. ومنه حذف المخصوص بالمدح أو الذم نحو نِعْمَ الْعَبْدُ أي أيوب. ومنه حذف الموصول الاسمي أجازه الكوفيون والأخفش وتبعهم ابن مالك، وشرط في بعض كتبه كونه معطوفا على موصول آخر، ومن حجتهم آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ أي والذي أنزل إليكم لأنّ الذي أنزل إلينا ليس هو الذي نزل من قبلنا، ولهذا أعيدت ما في قوله قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وهو الذي أنزل من قبلنا. ومنه حذف الموصول الحرفي، قال ابن مالك لا يجوز إلّا في أن نحو وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ أي أن يريكم، ونحو تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. قال في المغني وهو مطرد في مواضع معروفة وشاذ في غيرها. ومنه حذف الصلة وهو جائز قليلا لدلالة صلة أخرى أو دلالة غيرها. ومنه حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب أو معهما. ومنه حذف التمييز نحو كم صمت أي كم يوما صمت. وقال الله تعالى عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وقوله إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ، وهو شاذ في باب نعم نحو من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة. ومنه حذف الاستثناء أي المستثنى وذلك بعد إلّا وغير المسبوقين بليس.
يقال قبضت عشرة ليس إلّا وليس غير أي لي إلّا عشرة. وأجاز البعض ذلك بعد لم يكن وهو ليس بمسموع.
وأما حذف أداة الاستثناء فلم يجزه أحد إلّا أنّ السهيلي قال في قوله تعالى وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً، إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ أنّ التقدير إلّا قائلا إلّا أن يشاء الله، فتضمّن كلامه حذف أداة الاستثناء والمستثنى جميعا، والصواب أن يقال الاستثناء مفرّغ وأنّ المستثنى مصدر أو حال أي إلّا قولا مصحوبا بأن يشاء الله، أو إلّا ملتبسا بأن يشاء الله. وقد علم أنه لا يكون القول مصحوبا بذلك إلّا مع حرف الاستثناء فطوي ذكره لذلك فالباء محذوفة من أن.
ومنه حذف فاء الجواب وهو مختصّ بالضرورة وقد خرّج عليه الأخفش قوله تعالى إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ أي فالوصية. وقال غيره الوصية فاعل ترك. ومنه حذف قد في الحال الماضي نحو أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي قد حصرت. ومنه حذف لا التبرئة، حكى الأخفش لا رجل وامرأة بالفتح وأصله ولا امرأة. ومنه حذف لا النافية يطّرد ذلك في جواب القسم إذا كان المنفي مضارعا نحو قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ أي لا تفتأ ويقل مع الماضي ويسهله تقدّم لا على القسم كقول الشاعر:
فلا والله نادى الحي قومي وسمع بدون القسم وقد قيل به في قوله تعالى: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا أي لئلا تضلّوا. وقيل المضاف محذوف أي كراهة أن تضلّوا، ومنه: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ أي لا يطيقونه. ومنه حذف لام الأمر وهو مطّرد عند بعضهم في نحو قل له يفعل وجعل منه وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا وقيل هو جواب شرط محذوف أو جواب الطلب. والحقّ أنّ حذفها مختص بالشعر. ومنه حذف لام التوطئة نحو وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أي لئن لم ينتهوا. ومنه حذف لام لقد وهو لام جواب القسم ويحسن مع طول الكلام نحو قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها. ومنه حذف الجار وهو يكثر مع أنّ وإنّ وقد يحذف مع بقاء الجر نحو الله لأفعلن كذا، وأما حذفه مع المجرور فكثير. ومنه حذف ما النافية جوّزه ابن معط في جواب القسم خلافا لابن الخباز. ومنه حذف ما المصدرية قاله أبو الفتح في قوله: يأتيه تقدمون الخيل شعثا. ومنه حذف كي المصدرية أجازه السيرافي في نحو جئت لتكرمني، وإنّما يقدّر الجمهور هنا أن لأنها أمّ الباب فهي أولى بالتجوز. ومنه همزة الاستفهام خرّج عليه هذا ربي. ومنه حذف نون التأكيد يجوز في لافعلن للضرورة، ويجب في الخفيفة إذا لقيها ساكن نحو اضرب الغلام بفتح الباء والأصل اضربن وفي غيره ضرورة. وقيل جاء في النثر أيضا كقراءة ألم نشرح بالفتح.
ومنه حذف نوني التثنية والجمع يجب عند الإضافة وشبهها نحو لا غلامي لزيد إذا لم يقدّر اللام مقحمة وعند تقصير الصّلة نحو الضاربا زيدا والضاربو عمروا وعند اللام الساكنة قليلا نحو لذائقو العذاب فيمن قرأ بالنصب وعند الضرورة. ومنه حذف التنوين يحذف لزوما لدخول أل، وللإضافة وشبهها، ولمنع الصرف، وللوقف في غير النصب، ولاتصال الضمير، ولكون الاسم علما موصوفا بما اتصل به وأضيف إلى علم آخر من ابن او ابنة اتفاقا أو بنت عند قوم. ويحذف لالتقاء الساكنين قليلا وعليه قرئ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ بترك تنوين أحد. ولا يحذف تنوين مضاف بغير مذكور باطراد إلّا أن أشبه في اللفظ المضاف نحو قطع الله يد ورجل من قالها. ومنه حذف أل التعريف تحذف للإضافة المعنوية والنداء.
وسمع سلام عليكم بغير تنوين. ومنه حذف لام الجواب وذلك ثلاثة: حذف لام جواب لو نحو لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً، وحذف لام لأفعلن وهو مختص بالضرورة، وحذف لام جواب القسم كما سبق. ومنه حذف حركة الإعراب والبناء كقراءة فتوبوا إلى بارئكم ويأمركم وبعولتهن أحق بسكون الثلاثة. ومنه حذف الكلام في الجملة ويقع ذلك باطراد في مواضع: أحدها بعد حرف الجواب يقال أقام زيد فنقول نعم. وثانيها بعد نعم وبئس إذا حذف المخصوص. وقيل إنّ الكلام جملتان. وثالثها بعد حرف النداء في مثل يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ إذ قيل إنه على حذف المنادى أي يا هؤلاء، ورابعها بعد إن الشرطية كقوله: [لرؤبة بن العجاج]
قالت بنات العمّ يا سلمى وإن كان عيا معدما قالت وإن أي وإن كان كذلك رضيته أيضا. وخامسها في قولهم افعل هذا أمّا لا أي إن كنت لا تفعل غيره فافعله. ومنه حذف أكثر من جملة نحو فارسلون يوسف أي فارسلون إلى يوسف لاستعبره الرؤيا ففعلوا فأتاه فقال له يا يوسف.
ومنه حذف جملة القسم وهو كثير جدا وهو لازم مع غير الباء. وحيث قيل لأفعلن أو لقد فعل أو لئن فعل ولم يقدم جملة قسم يكون القسم مقدرا نحو لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً. واختلف في نحو لزيد قائم وإنّ زيدا قائم أو لقائم هل يجب كونه جوابا للقسم أو لا. ومنه حذف جواب القسم، يجب إذا تقدّم عليه أو اكتنفه ما يغني عن الجواب. فالأول نحو زيد قائم والله.
والثاني نحو زيد والله قائم. فإن قلت زيد والله إنّه قائم أو لقائم احتمل كون المتأخّر عنه خبرا عن المتقدّم أو جوابا وجملة القسم وجوابه الخبر، ويجوز في غير ذلك نحو وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً الآية لنبعثن بدليل ما بعده. ومنه حذف جملة الشرط وهو مطّرد بعد الطلب نحو فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ. وحذف جملة الشرط بدون الأداة كثير. ومنه حذف جواب الشرط نحو فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أي لعذّبكم، وهو واجب في مثل: هو ظالم إن فعل، ومثل: هو إن فعل ظالم، أي فعليه لعنة الله. ومنه حذف جملة مبيّنة عن المذكور نحو ليحق الحق ويبطل الباطل أي فعل ما فعل. هذا كله خلاصة ما في الإتقان والمطوّل.
فائدة:
الحذف الذي يلزم النحوي النظر فيه هو ما اقتضته الصناعة وذلك كأن يجد خبرا بدون مبتدأ أو بالعكس أو شرطا بدون جزاء أو بالعكس أو معطوفا بدون معطوف عليه أو بالعكس أو معمولا بدون عامل. وأما قولهم سرابيل تقيكم الحرّ على كون التقدير والبرد فضول في علم النحو، وإنما ذلك للمفسّر.
وكذا قولهم يحذف الفاعل لعظمته أو حقارته ونحو ذلك فإنه تطفّل منهم على صناعة البيان. فائدة:
في ذكر شروط الحذف وهي ثمانية.
الأول وجود دليل حالي أو مقالي إذا كان المحذوف جملة بأسرها نحو قالُوا سَلاماً أي سلمنا سلاما، ونحو وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً. أو أحد ركنيها نحو قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ أي سلام عليكم أنتم قوم منكرون، فحذف خبر الأولى ومبتدأ الثانية. أو لفظا يفيد معنى فيها هي مبنية عليه نحو تالله تفتؤا. وأما إذا كان المحذوف فضلة فلا يشترط لحذفه وجدان الدليل ولكن يشترط أن لا يكون في حذفه ضرر معنوي كما في قولك ما ضربت إلّا زيدا، أو صناعي كما في قولك زيدا ضربته وقولك ضربني وضربت زيد.
ولاشتراط الدليل امتنع حذف الموصوف في نحو رأيت رجلا أبيض بخلاف رأيت رجلا كاتبا.
وحذف المضاف في نحو غلام زيد بخلاف جاء ربك. وحذف المبتدأ إذا كان ضمير الشأن.

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 1 637 فائدة: ..... ص: 637

حذف المضاف في نحو غلام زيد بخلاف جاء ربك. وحذف المبتدأ إذا كان ضمير الشأن.
ومن الأدلة ما هو صناعي أي تختصّ بمعرفة النحو فإنه إنما عرف من جهة الصناعة وإعطاء القواعد وإن كان المعنى مفهوما كقولهم في لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ أنّ التقدير لأنا أقسم وذلك لأنّ فعل الحال لا يقسم عليه. ويشترط في الدليل اللفظي أن يكون طبق المحذوف فلا يجوز زيد ضارب وعمرو أي ضارب، ويراد بالمحذوف معنى يخالف المذكور. ومن الأدلة العقل حيث يستحيل صحة الكلام عقلا إلّا بتقدير محذوف، ثم تارة يدل على أصل الحذف من غير دلالته على تعيينه بل يستفاد التعيين من دليل آخر نحو حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ فإنّه لمّا لم تصح إضافته إلى الإحرام دلّ العقل على حذف شيء، وأمّا تعيينه وهو التناول فمستفاد من قوله عليه السلام والصلاة «إنّما حرم أكلها». وتارة يدل على التعيين أيضا نحو وَجاءَ رَبُّكَ أي أمر ربك بمعنى عذابه لأنّ العقل دلّ على استحالة مجيء الربّ تعالى، وعلى أنّ الجائي أمره. وتارة يدلّ على التعيين عادة نحو فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ دلّ العقل على الحذف لأنّ يوسف لا يصلح ظرفا للّوم. ثم يحتمل أن يقدّر لمتنني في حبه لقوله تعالى قَدْ شَغَفَها حُبًّا وفي مراودته لقوله تعالى تُراوِدُ فَتاها، والعادة دلّت على الثاني لأنّ الحبّ المفرط لا يلام صاحبه عليه عادة لأنه ليس اختياريا بخلاف المراودة. وتارة يدلّ عليه التصريح به في موضع آخر وهو أقواها نحو رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ أي من عند الله بدليل وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. ومن الأدلة علي أصل الحذف العادة بأن يكون العقل غير مانع عن إجراء اللفظ على ظاهره من غير حذف نحو قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ أي مكان قتال. والمراد مكانا صالحا للقتال لأنّهم كانوا أخبروا الناس بالقتال ويتغيّرون بأن يتفوّهوا بأنهم لا يعرفونه، فالعادة تمنع إرادة حقيقة القتال. ومن الأدلة الشروع في الفعل نحو: بسم الله الرحمن الرحيم، فيقدّر ما جعلت التسمية مبدأ له قراءة كان أو فعلا. الثاني أن لا يكون المحذوف كالجزء، فلا يحذف الفاعل ولا نائبه ولا شبهه كاسم إنّ وأخواتها. الثالث أن لا يكون مؤكّدا لأنّ الحذف مناف للتأكيد لأنه مبني على الاختصار والتأكيد مبني على الطّول، ومن ثمّ ردّ الفارسي على الزّجاج في قوله تعالى قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ أي إن هذان لهما ساحران، فقال الحذف والتأكيد باللام متنافيان.
وأما حذف الشيء لدليل وتأكيده فلا تنافي بينهما لأنّ المحذوف بالدليل كالثابت. ولذا قال ابن مالك: لا يجوز حذف عامل المصدر المؤكّد.
الرابع أن لا يؤدّي حذفه إلى اختصار المختصر فلا يحذف اسم الفعل دون معموله لأنه اختصار الفعل. الخامس أن لا يكون عاملا ضعيفا كالجار والناصب للفعل والجازم إلّا في مواضع قويت فيها الدلالة وكثر فيها الاستعمال لتلك العوامل ولا يجوز القياس عليها. السادس أن لا يكون عوضا عن شيء فلا يحذف ما في أمّا أنت منطلقا انطلقت، ولا كلمة لا في قولهم افعل هذا أمّا لا، ولا التاء من عدة. السابع والثامن أن لا يؤدي حذفه إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه، ولا إلى إعمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل القوي.
وللأمر الأول منع البصريون حذف مفعول الفعل الثاني من نحو ضربني وضربته زيد لئلّا يتسلّط على زيد ثم يقطع عنه برفعه بالفعل الأول.
ولاجتماع الأمرين امتنع عندهم أيضا حذف المفعول من زيد ضربته لأنّ في حذفه تسليط ضرب على العمل في زيد مع قطعه عنه وإعمال الابتداء مع التمكّن من إعمال الفعل، ثم حملوا على ذلك زيدا ضربته أو هل زيدا ضربته، فمنعوا الحذف وإن لم يؤدّ إلى ذلك.
فائدة:
اعتبر الأخفش في الحذف التدريج حيث أمكن. ولهذا قال في قوله تعالى وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ أنّ الأصل لا تجزئ فيه، فحذف حرف الجر ثم الضمير، وهذه ملاطفة في الصناعة ومذهب سيبويه أنهما حذفا معا.
فائدة:
الأصل أن يقدّر الشيء في مكانه الأصلي لئلّا يخالف الأصل من وجهين: الحذف ووضع الشيء في غير محله، فيجب أن يقدّر المفسّر في زيدا رأيته مقدما عليه. وجوز البيانيون تقديره مؤخرا لإفادة الاختصاص كما قاله النحاة إذا منع منه مانع نحو وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فإنّ النحاة على أنه يقدّر مؤخرا هاهنا إذ لا يلي أمّا فعل.
فائدة:
ينبغي تقليل المقدّر مهما أمكن لتقلّ مخالفة الأصل، ولذلك كان تقدير الأخفش في ضربي زيدا قائما ضربه قائما أولى. من تقدير باقي البصريين، وهو حاصل إذا كان قائما. قال الشيخ عز الدين ولا يقدّر من المحذوفات إلّا أشدها موافقة للغرض وأفصحها. ومهما تردّد المحذوف بين الحسن والأحسن وجب تقدير الأحسن في التنزيل لأنّ الله وصف كتابه بأنه أحسن الحديث.
فائدة:
إذا دار الأمر بين كون المحذوف فعلا والباقي فاعلا وبين كونه مبتدأ والباقي خبرا فالثاني أولى لأنّ المبتدأ عين الخبر، فالمحذوف عين الثابت فيكون حذفا كلا حذف. فأمّا الفعل فإنه غير الفاعل، اللهم إلّا أن يعتضد الأول برد آية أخرى في ذلك الموضع أو بموضع آخر يشبهه. وإذا دار بين كونه مبتدأ وخبرا فقال الواسطي كونه مبتدأ أولى لأنّ الخبر محط الفائدة. وقال العبدي الأولى الخبر لأنّ التجوّز في آخر الجملة أسهل. وإذا دار الأمر بين كونه أولا وثانيا فالثاني أولى، ومن ثمّ رجّح أنّ المحذوف في نحو أتحاجّونّي نون الوقاية لا نون الرفع.
فائدة:
في حذف المفعول اختصارا واقتصارا جرت عادة النحاة أن يقولوا بحذف المفعول اختصارا واقتصارا ويريدون بالاختصار الحذف بدليل، وبالاقتصار الحذف بغير دليل، ويمثلونه بنحو كلوا واشربوا أي أوقعوا هذين الفعلين.
والتحقيق أن يقال كما قال أهل البيان تارة يتعلّق الغرض بالإعلام بمجرّد وقوع الفعل من غير تعيين من أوقعه ومن أوقع عليه فيجاء بمصدره مسندا إلى فعل كون عام، فيقال: حصل حريق أو نهب، وتارة يتعلّق بالإعلام بمجرّد إيقاع الفاعل للفعل فيقتصر عليه، ولا يذكر المفعول ولا ينوى لأنّ المنوي كالثابت، ولا يسمّى محذوفا لأنّ الفعل ينزّل لهذا القصد منزلة ما لا مفعول له، ومنه قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وتارة يقصد إسناد الفعل إلى فاعله وتعليقه بمفعوله فيذكران. وهذا النوع إذا لم يذكر مفعوله قيل إنه محذوف. وقد يكون في اللفظ ما يستدعيه فيحصل الجزم بوجوب تقديره نحو أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا.
وقد يشتبه الحال في الحذف وعدمه نحو قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ قد يتوهّم أنّ معناه نادوا فلا حذف، أو سمّوا فالحذف واقع.
فائدة:
اختلف في الحذف فالمشهور أنه من المجاز وأنكره البعض لأنّ المجاز استعمال اللفظ في غير موضعه والحذف ليس كذلك.
وقال ابن عطية حذف المضاف وهو عين المجاز ومعظمه وليس كل حذف مجازا. وقال الفراء في الحذف أربعة أقسام. قسم يتوقف عليه صحة اللفظ ومعناه من حيث الإسناد نحو وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أي أهلها إذ لا يصح إسناد السؤال إليها. وقسم يصح بدونه لكن يتوقف عليه شرعا كقوله تعالى فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ أي فافطر فعدة. وقسم يتوقّف عليه عادة لا شرعا نحو أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فضربه فانفلق. وقسم يدلّ عليه دليل غير شرعي ولا هو عادة نحو فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ دلّ الدليل على أنه إنما قبض من أثر حافر فرس الرسول وليس في هذه الأقسام مجاز إلّا الأول. وقال الزنجاني في المعيار إنّما يكون مجازا إذا تغيّر حكم، فأمّا إذا لم يتغيّر كحذف خبر المبتدأ فليس مجازا، إذ لم يتغيّر حكم ما بقي من الكلام. وقال القزويني في الإيضاح متى تغيّر إعراب الكلمة بحذف أو زيادة فمجاز وإلّا فلا. وقد سبق في لفظ المجاز.
فائدة:
للحذف فوائد كالاختصار والاحتراز عن الــعبث بظهوره وكالتنبيه على ضيق الوقت كما في التحذير والإغراء وكالتفخيم والإعظام لما فيه من الإبهام وكالتخفيف لكثرته في الكلام، كما في حذف حرف النداء وغير ذلك، مما بيّن في كتب البيان. وإن شئت توضيح تلك المباحث فارجع إلى المغني والإتقان.

الجنون السّبعي

الجنون السّبعي:
[في الانكليزية] Mania ،rage ،dementia ،madness ،insanity
[ في الفرنسية] Manie ،rage ،folie demence
عند الأطباء هو الجنون الذي معه حركات ردية. ومنه داء الكلب فإنه الجنون السبعي الذي يكون معه غضب مختلط بلعب وعبث فاسد ومختلط باستعطاب، ويرادف الجنون السبعي المانيا كما يفهم من الموجز. وفي بحر الجواهر أن المرادفة المذكورة بالمعنى اللغوي، وأما اصطلاحا فالمانيا اسم لما سوى داء الكلب من الجنون السّبعي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.