Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عالة

هنء

هنء


هَنُؤَ(n. ac. هَنْءهَنَأَة []
هَنَآءَة [] )
a. Was wholesome, palatable (food).
b.(n. ac. هَنَاْءَة), Proved easy, succeeded.
هَنَّأَa. see I (h)b. Beguiled (devil).
أَهْنَأَa. see I (d)
تَهَنَّأَ
a. [acc.
or
Bi]
see (هَنَئَ) (c).
b. [Bi], Prided himself on.
c. Gave many gifts.
d. [ coll. ], Prospered.

إِهْتَنَأَa. see I (f)
إِسْتَهْنَأَa. Asked for help; asked for a gift.
b. Conceded his rights to.
c. see (هَنَئَ) (c).
هِنْءa. The smearing with pitch.
b. Part of the night.
c. Gift.

مَهْنَأ [] (pl.
مَهَانِى^ [] )
a. Success.
b. Gratification.
c. see 25 (b)
هَانِى^ []
a. Nourisher.
b. Servant.

هَنَآء []
a. Congratulations.

هِنَآء []
a. Tar, pitch.

هَنِيْء []
a. Wholesome, palatable, agreeable.
b. Successful, felicitous.

تَهْنِئَة
a. Congratulations, felicitations; compliments.

هُنَيْئَة
a. A little; a while.

لِيَهْنِئَكَ هَنِيْئًا
a. May it do thee good.
الْهَاء وَالنُّون والهمزة

الهَنِيءُ، والمَهْنَأُ: مَا أَتَاك بِلَا مشقة، اسْم كالمشتى، وَقد هَنِئَ وهَنُؤَ هَناءَةً وهَنَأنَي الطَّعَام وهَنَأ لي يَهْنِئُنِي ويَهْنِأُنيِ هِنْئاً، وهَنْئاً، وهَنَّأَ تْنِيه الْعَافِيَة، وَقد تَهَنَّأْتُهُ، فَأَما مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْله:

فَارْعَىْ فَزَارَةُ لَا هَناكِ المَرْتَعُ

فعلى الْبَدَل للضَّرُورَة، وَلَيْسَ على التَّخْفِيف، وَأما مَا حَكَاهُ أَبُو عبيد من قَول المتمثل: " حَنَّتْ وَلَا نَهَنَّتْ " فأصله الْهَمْز، وَلَكِن الْمثل يجْرِي مجْرى الشّعْر، فَلَمَّا احْتَاجَ إِلَى الْمُتَابَعَة أزوجها " حَنَّتْ ".

وَطَعَام هَنِئٌ: سَائِغ، وَمَا كَانَ هَنِيئا وَلَقَد هَنُؤَ هَناءَةً، وهَنَأَةً، وهِنْئاً، على مِثَال فَــعالَةٍ وفَعَلَةٍ وفِعْلٍ.

وهَنَأَه بِالْأَمر هَنْئاً، وهَنَّأَه: قَالَ لَهُ: لِيَهْنِئْكَ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: هَنِيئاً مريئا، وَهِي من الصِّفَات الَّتِي أُجريت مجْرى المصادر الْمَدْعُو بهَا فِي نصبها على الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره واختزاله لدلالته عَلَيْهِ، وانتصابه على فعل من غير لَفظه، كَأَنَّهُ ثَبت لَهُ مَا ذكر لَهُ هَنِيئاً وَأنْشد:

إِلَى أمامٍ تُعادِينا فَواضِلُهُ ... أظفَرَهُ اللهُ فَلْيَهْنِئْ لهُ الظَّفَرُ

وهَنَأ الرجل هَنْئاً: أطْعمهُ.

وهَنَأه يَهْنِئُه ويَهْنَأَه، هَنْئاً، وأهْنَأَة: أعطَاهُ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَفِي الْمثل: " إِنَّمَا سميت هانِئا لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ " أَي لتعطي، وَالِاسْم: الهِنْءُ.

واستهْنَأَ الرجل: استعطاه، أنْشد ثَعْلَب:

نُحْسِنُ الهِنْءَ إِذا استَهْنَأْتَنا ... ودِفاعاً عَنْكَ بالأَيدِي الكِبارِ يَعْنِي بِالْأَيْدِي الْكِبَار: المنن، وَقَوله، أنْشدهُ الطوسي عَن ابْن الْأَعرَابِي:

وأشجَيْتُ عَنكَ الخَصْمَ حَتَّى تَفوتَهُمْ ... مِنَ الحَقِّ إِلَّا مَا استَهانُوكَ نائِلاَ

قَالَ: أَرَادَ " استَهْنَؤُوكَ " فَقلب، وَأرى ذَلِك بعد أَن خفف الْهَمْز تَخْفِيفًا بدليا، وَمعنى الْبَيْت انه أَرَادَ: منعت خصمك عَنْك حَتَّى فُتَّهُمْ بحقهم، فهضمتهم إِيَّاه إِلَّا مَا سمحوا لَك بِهِ من بعض حُقُوقهم فَتَرَكُوهُ عَلَيْك، فَسمى تَركهم ذَلِك استهناء، كل ذَلِك من تذكرة أبي عَليّ.

وهَنَأَ الطَّعَام هَنْئاً وهِنْئاً وهِناءَةً: أصلحه.

والهِناءُ: ضرب من القطران، وَقد هَنَأَ الْإِبِل يَهنَؤُها، ويَهنِئُها، ويَهنُؤُها هَنْئاً، الْأَخِيرَة عَن الزّجاج، قَالَ: وَلم نجد فِيمَا لامه همزَة فَعَلْتُ أفعُل إِلَّا هَنَأْتُ أهْنُؤُ، وقرَأت أقْرُؤُ، وَالِاسْم الهِنْءُ.

وهَنْئَت الْمَاشِيَة هَنَأً وهَنْئاً: أَصَابَت حظا من البقل من غير أَن تشبع مِنْهُ.

والهِناءُ: عذق النَّخْلَة، عَن أبي حنيفَة، لُغَة فِي الإهانِ.

وهُناةٌ: اسْم، وَهُوَ أَخُو مُعَاوِيَة ابْن عَمْرو ابْن مَالك أخي هُناءَةَ، ونِواءٍ، وفراهيد، وجذيمة الأبرش.

خني

(خني) على فلَان فِي مَنْطِقه خنى أفحش
خ ن ي

كلّمه بالخني وهو الفحش، وقد خني عليه خنًى. وأخنى عليه في كلامه: أفحش عليه.

ومن المجاز: أخنى عليهم الدهر: بلغ منهم بشدائده وأهلكهم، وأصابهم خنى الدهر. قال لبيد:

قلت هجّدنا فقد طال السري ... وقدرنا إن خنى الدهر غفل
خني
خنِيَ على/ خنِيَ في يَخنَى، اخْنَ، خَنًى، فهو خانٍ، والمفعول مَخْنِيٌّ عليه
• خنِيَ عليه في كلامه/ خنِيَ في كلامه: خنا، أفحش "خنِي على صاحبه بالقول". 

أخنى على/ أخنى في يُخني، أَخْنِ، إخناءً، فهو مُخْنٍ، والمفعول مُخنًى عليه
• أخنى عليه الدَّهرُ: أهلكه بشدائده.
• أخنى عليه في الكلام: أفحش "خاصم زميله حين رآه يُخني عليه في الكلام".
• أخنى في الكلام: أفحش فيه. 

إخناء [مفرد]: مصدر أخنى على/ أخنى في. 

خنًى [مفرد]:
1 - مصدر خنِيَ على/ خنِيَ في.
2 - فحش في الكلام. 
خني
: (ى ( {كخَنِيَ) فِي مَنْطِقِه وَعَلِيهِ، (كرَضِيَ) ،} يَخْنَى {خنىً،} وأَخْنى عَلَيْهِ فِي مَنْطِقِه كَذلِكَ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِي لأَبي ذُؤَيْبٍ:
وَلَا {تَخْنُوا عليَّ وَلَا تُشِطُّوا
بقولِ الفَخْر إنَّ الفَخْرَ حُوبُوقالتْ بنتُ أَبي مُسافِعٍ القُرَشِي:
وَقد تَرْحَلُ بالرَّكْبِ
فَمَا} تُخْنِي لصُحْبانِ ( {وأَخْنَى عَلَيْهِم) الدَّهْرُ: أَتَى عَلَيْهِم و (أَهْلَكَهُم) ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للنَّابِغَةِ:
أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا
أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي} أَخْنَى على لُبَدِ (و) أَخْنَى (الجَرادُ: كَثُرَ بَيْضُهُ) ؛ عَن أَبي حنيفَةَ.
(و) أَخْنَى (المَرْعَى: كَثُرَ نَباتُهُ) والْتَفَّ؛ عَن أَبي حنيفَةَ، ورُوِي قَوْل زُهَيْر:
أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى
لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُوالأَعْرَف الأكْثَر أَجْنَى بالجيمِ.
(و) أَخْنَى (الدَّهْرُ عَلَيْهِ: طالَ.
( {وخَنَى الدَّهْر: آفاتُهُ) ؛ قالَ لبيدٌ:
قلتُ هَجِّدْنا فقد طالَ السُّرَى
وقَدَرْنا إِن} خَنَى الدَّهْرِ غَفَلْ (10
ع 2) ( {وخَنَيْتُ الجِذْعَ) } خنياً: (قَطَعْتُه) ، مِثْل خَنَأْته.
( {وخِنْيَةُ، بالكسْرِ: ع بقُسْطَنْطِنيَّةَ) مِن نَواحِيها؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(} الخَنَى: مِن قَبيحِ الكَلامِ والفَحْش.
وَفِي التَّهْذيبِ: هُوَ مِن الكَلامِ أَفْحَشُه.
وكَلامٌ {خَنٍ وكَلِمَةٌ} خَنِيَةٌ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ، وليسَ خَنٍ على الفِعل لأنَّا نَعْلم {خَنِيَتِ الكَلِمَة، ولكنَّه على النَّسَبِ، كَمَا حَكَاه سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم: رجُلٌ طَعِمٌ ونَهرٌ، ونَظِيرُه كاسٍ إلاَّ أنَّه على زِنَةِ فاعِلٍ.
قالَ سِيبَوَيْه: أَي ذُو طَعامٍ وكسْوَةٍ وسَيْرٍ بالنهارِ؛ وأَنْشَدَ:
لَسْتُ بلَيْليَ ولكنِّي نَهِرْ} والخَنايَةُ: فَــعَالَةٌ من {الخَنَى، وَقد ذَكَره القُطامِيُّ فقالَ:
دَعُوا النَّمْر لَا تُثْنُوا عَلَيْهَا} خَنايَةً
فقد أحْسَنَتْ فِي جُلّ مَا بَيَننا النَّمْرُ {وأَخْنَى الأَسْماء: أَفْحَشها.
وأَخْنَى بِهِ: إِذا أَسْلَمه وخَفَر ذمَّتَه.
وأَخْنَى عَلَيْهِ: أَفْسَدَ.
الْخَاء وَالنُّون وَالْيَاء

خَنى فِي مَنْطِقه خَنىً، واخنى: افحش.

وَفِي منْطقَة إخناء، قَالَت بنت أبي مُسافع القُرشي، وَكَانَ قَتله النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا ليثُ غَريفٍ ذُو أظافِيرَ وإقدامْ

كحِبِّي إِذْ تلاقوا ووجوهُ الْقَوْم اقران

وَأَنت الطاعنُ النَّجلاء مِنْهَا مُزْبِدٌ آن

وَفِي الكَفّ حُسامٌ صا رمٌ ابيضٌ خَذَّام

وَقد تّرحل بالرَّكْب فَمَا تُخْنِى لصُحْبان

هَكَذَا رَوَاهُ الاخفش كُلَّها مُقيَّدة، وَرَوَاهَا أَبُو عَمْرو مُطلقة.

قَالَ ابْن جني: إِذا قيدت فَفِيهَا عيب وَاحِد، وَهُوَ الإكفاء بالنُّون وَالْمِيم، وَإِذا أطلقت فَفِيهَا عيبان: الإكفاء والإقواء.

وَعِنْدِي أَن ابْن جني قد وهم فِي قَوْله، رَوَاهَا أَبُو الْحسن الاخفش مُقَيّدَة، لِأَن الشِّعر من الهَزج. وَلَيْسَ فِي الهزج " مفاعيل "، بالإسكان، وَلَا " فعولان "، فَإِن كَانَ الاخفش قد انشده هَكَذَا فَهُوَ عِنْدِي على إنشاد من أنْشد:

أقلىِّ اللَّوم عاذلَ والعتابْ بِسُكُون الْبَاء، وَهَذَا لَا يعْتَاد بِهِ ضربا، لِأَن " فعول "، مسكّنة، لَيست من ضُروب الوافر، فَكَذَلِك " مفاعيل " أَو " فعولان " لَيست من ضروب الهزج، وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالرِّوَايَة كَمَا رَوَاهُ أَبُو عَمْرو، وَإِن كَانَ فِي الشّعْر حِينَئِذٍ عيبان من الإقواء والإكفاء، إِذْ احْتِمَال عيبين وَثَلَاثَة واكثر من ذَلِك امثلُ من كسر الْبَيْت. وَإِن كنت أَيهَا الْقَارئ من أهل الْعرُوض فَعلم هَذَا عَلَيْك من اللَّازِم الْوَاجِب الْمَفْرُوض.

وَكَلَام خَنٍ، وكَلمة خَنِيَةٌ.

وَلَيْسَ خَنٍ على الْفِعْل، لأَنا لَا نعلم: خَنِيَتِ الكلمةُ، وَلكنه على النَّسب، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، من قَوْلهم: رجل طَعِمٌ، ونَهِرٌ، وَنَظِيره: كاسٍ، إِلَّا أَنه على زنة " فَاعل ".

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَي ذُو طَعَام وكُسوة وسَير بِالنَّهَارِ، وانشد: لستُ بليلىِّ وَلَكِنِّي نِهِر وَقَالَ القُطاميّ:

دَعُوا النَّمْو لَا تُثْنُوا عَلَيْهَا خَنايةً فقد أَحْسَنت فِي جُلِّ مَا بَيننا النَّمْرُ

بَنى من " الخَنَى " فَــعَالَة.

وخَنَى الدَّهرِ: آفاته، قَالَ لبيد:

قلتُ هَجَّدنا فقد طَال السُّرَى وقدَرْنا إِن خَنَى الدَّهْرِ غَفَلْ

وأخنى عَلَيْهِ الدهُر: طَال.

وأخنى عَلَيْهِم الدَّهْر: اهلكهم، قَالَ: أخنى عَلَيْهَا الدَّهْر الَّذِي اخنى على لُبَدِ وأخنى: افسد.

واخنى الْجَرَاد: كثر بيضُه، عَن أبي حنيفَة.

واخنى المَرعى: كثُر نباتُه والتفّ.

وروى بَيت زُهير:

أصكُّ مُصلَّم الأُذُنين أخْنَى لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءٌ

وَالْأَكْثَر الأعرف: اجنى.

وَإِنَّمَا قَضينا بِأَن أَلفه يَاء، لما قدَّمنا من أَن اللَّام يَاء اكثر مِنْهَا واوا.

كذ

(كذ)
الشَّيْء كَذَا خشن وصلب
الْكَاف والذال

وَجه كُنَابِذ: قَبِيح.
باب الكاف والذال ك ذ مستعمل فقط

كذ: الكَذّانُ: حجارة فيها رخاوة كأنها المدر، وربما كانت نخرة. الواحدة بالهاء، قال العجاج:

كَذّانُهُ أو يرأم الحري

يقال: كذّانة: فعلانة، ويقال: فــعالة .

كذ

1 كَذَّ, [aor. ـِ (K,) inf. n. كَذٌّ, (TA,) It (a thing, TA) was, or became, rough, (K,) and hard. (TA.) 4 اكذّوا They, (a people, Msb,) became among stones such as are termed كَذَّان. (L, Msb, K.) كَذَّانٌ Soft stones, (AA, S, M, L, Msb, K,) as also جَذَّانٌ, (As, L in art. جذ,) like dry pieces of clay, (S, L, Msb, K,) and foraminous, or pierced with holes, (M, L,) or sometimes pierced with holes: n. un. with ة. (L, Msb.) Some say, that the ن is a radical letter; (L, Msb;) but the form of the verb أَكَذَّ is against their assertion; for if the ن were so, it would appear in the verb. (Msb.) كَذْكَذَةٌ Intense redness. (K.)
كذ
الكَذانُ: الحِجارَةُ الرَّخْوَةُ النَّخِرَةُ، الواحدة كَذّانَةٌ.

ثَعْلَب

(ثَعْلَب)
الْمَكَان ثَعْلَبَة كثرت ثعالبه وَالرجل جبن وراغ كالثعلب
ثَعْلَب
: (الثَّعْلبُ) مِنَ السِّبَاعِ (م، وهِيَ الأُنْثَى أَو) الأُنْثَى ثَعْلَبَةٌ و (الذَّكَرُ ثَعْلَبٌ وَثُعْلُبَانٌ بِالضَّمَّ، واسْتشْهَادُ الجَوْهَرِيِّ) فِي أَنَّ الثُّعْلْبَانَ بالضَّمِّ هُوَ ذَكَرُ الثَّعْلَبِ (بِقَوْلِهِ أَي الرَّاجِزِ وَهُوَ غَاوِي بنُ ظَالمٍ السُّلَمِيُّ وقِيلَ: أَبُو ذَرَ الغِفَارِيُّ وَقيل: العَبَّاسُ بنُ مرْدَاس السُّلَمِيّ:
(أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بَرَأْسِه)
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
كَذَا قَالَه الكِسَائيُّ إِمَامُ هَذَا الشِّأْنِ واسْتَشْهَدَ بِهِ وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيّ، وكَفَى بهما عُمْدَة، (غَلَطٌ صَرِيحٌ) ، خَبَرُ المُبْتَدَإِ، قَالَ شَيْخُنَا: وهَذَا مِنْهُ تَحَامُلٌ بَالِغٌ، كَيْفَ يُخْطِّىءُ هاذَيْنِ الإِمَامَيْنِ، ثِمَّ إِنَّ قَوْلَهُ (وهُوَ) أَي الجَوْهَرِيّ (مَسْبُوقٌ) ، أَيْ سَبَقَهُ الكِسَائِيُّ فِي الغَلَطِ، كالتَّأْيِيد لِتَغُليطِهِ، وَهُوَ عَجِيبٌ، أَمَّا أَوَّلاً فَإِنَّه نَاقِلٌ، وَهُوَ لَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ الغَلَطُ، وثَانِياً فَالكِسَائِيُّ ممَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِيمَا قَالَه، فكَيْفَ يَجُعَلُهُ مَسْبُوقاً فِي الغَلَطِ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ عِنْد التَّأَمُّلِ، ثمَّ قَالَ: (والصَّوَابُ فِي البَيْت فَتْحُ الثَّاءِ) المثَلَّثَةِ مِن الثُّعْلُبانِ (لأَنَّهُ) على مَا زَعَمَهُ (مُثَنَّى) ثَعْلَبٍ، ومِن قِصَّتِه. (كَانَ غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى) وَقِيلَ: غاوِي بنُ ظَالِم، وقيلَ: وَقَعَ ذَلِك للْعَبَّاس بن مرْدَاس، وَقيل لأَبِي ذَرَ الغِفَارِيِّ، وَقد تَقَدَّمَ، (سَادناً) أَيْ خَادماً (لصَنَمٍ) هُوَ سُواعُ، قَالَه أَبُو نُعَيمٍ، وكانتْ (لبَني سُلَيْمِ) بنِ مَنْصُور، بالضَّمِّ القَبيلَة المَعْرُوفَةُ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ القِصَّةَ وقَعَتْ لاِءَحَدِ السُّلَمِيَّيْنِ، (فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَه إِذْ أَقْبَلَ ثَعْلَبَانِ، يشْتَدَّانِ) أَيْ يَعْدُوَانِ (حَتَّى تَسَنَّمَاهُ) : عَلَيَاهُ، (فَبَالاَ عَلَيْهِ، فَقَالَ) حِينَئذ (البَيْتَ) المَذْكُورَ آنِفاً، اسْتَدَلَّ المُؤَلِّفُ بِهَذِهِ القِصَّة على تَخْطِئَةِ الكِسَائِيِّ والجَوْهَرِيِّ، والحَدِيثُ ذَكَرَهُ البَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ، وابنُ شَاهِينَ وغَيْرُهُمَا، وَهُوَ مَشْرُوحٌ فِي دلائِلِ النُّبُوَّة لاِءَبِي نُعَيم الأَصْبَهَانِيِّ ونَقَلَهُ الدَّمِيرِيُّ فِي حَيَاة الحَيَوَان، وَقَالَ الحَافِظُ ابْن ناصِرٍ: أَخْطَأَ الهَرَوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وصَحَّفَ فِي رِوَايَتِهِ، وَإِنَّمَا الحَدِيث: فجَاءَ ثُعْلُبَانٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ ذَكَرُ الثَّعَالبِ اسْمٌ لَهُ مُفْرَدٌ لاَ مُثَنًّى، وأَهْلُ اللُّغَة يَسْتَشْهِدُونَ بالبَيْتِ للْفَرْق بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنْثَى، كَمَا قَالُوا: الأُفْعُوَانُ: ذَكَرُ الأَفَاعِي، والعُقْرُبَانُ: ذَكَرُ العَقَارِبِ، وحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عَن الجَاحِظِ أَنَّ الرِّوَايَةَ فِي البَيْتِ إِنَّمَا هِيَ بالضَّمِّ على أَنَّه ذَكَرُ الثَّعَالبِ، وصَوَّبَهُ الحافِظُ شَرَفُ الدَّينِ الدِّمْيَاطيُّ وغَيْرُه مِنَ الحُفَاظِ، وَرَدُّوا خِلاَفَ ذلكَ، قالهُ شَيْخُنَا، وَبِه تعلَمُ أَنَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ: الصَّوَابُ، غَيْرُ صَوَاب. (ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ سُلَيمْ، لَا وَاللَّهِ) هذَا الصَّنَمُ (لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يُعْطِي ولاَ يَمْنَعُ. فَكَسرَهُ ولَحِقَ بالنَّبِبِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَامَ الفَتْح، (فَقَالَ) النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى، فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ رَاشِدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ) وعَقَدَ لَهُ على قَومِهِ. كذَا فِي التَّكْملَةِ. وَفِي طَبَقَات ابْنِ سَعْد: وَقَالَ ابْن أَبِي حَاتِمٍ: سَمَّاهُ رَاشدَ بنَ عَبْد الله.
(وَهِي) أَي الأُنْثَى (ثَعْلَبَةٌ) ، لَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا القَدْرَ مَفْهُومٌ منْ قَوْلِهِ أَو الذَّكَرُ إِلخ، فذِكْرُه هُنَا كالاسْتدْرَاكِ مَعَ مُخَالَفَته لقَاعدَتِهِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الثَّعْلَبُ الذَّكَرُ، والأُنْثَى ثُــعَالَةُ (ج ثَعَالبُ وثَعَالٍ) عَن اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُعْجِبُنِي قَوْلُهُ، وأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَإِنَّهُ لَمْ يِجزْ ثَعَالٍ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ كَقَوْله رَجُلٍ منْ يَشْكُرَ: لهَا أَشَاريرُ مِنْ لَحْم تُتَمِّرُهُ
مِنَ الثِعَالِي ووَخْزٌ مِنْ أَرَانِيهَا
وَوَجَّهَ ذَلِك فَقَالَ: إِنَّ الشَّاعرَ لَمَّا اضْطُرَّ إِلَى اليَاءِ أَبْدَلَهَا مَكَانَ البَاءِ، كَمَا يُبْدِلُهَا مَكَانَ الهَمْزَةِ.
(وَأَرْضٌ مَثْعَلَةٌ) كَمَرْحَلَة (ومُثَعْلِبَةٌ) بِكَسرِ: اللاَّمِ ذَاتُ ثَعَالِبَ أَيْ (كَثيرَتُهَا) . فِي (لِسَان الْعَرَب) : وأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَرْضٌ مَثْعَلَةٌ فَهُوَ مِن ثُــعَالَةَ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ منْ ثَعْلَب، كَمَا قالُوا مَعْقَرةُ: لأَرْضٍ كَثِيرَةِ العَقَارِب.
(و) الثَّعْلَبُ (: مَخْرَجُ المَاءِ إِلَى الحَوْضِ) هاكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : مِنَ الحَوْضِ. (و) الثَّعْلَبُ (: الجُحْرُ) الَّذِي (يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ) ، والثَّعْلَبُ: مَخْرَجُ المَاءِ (مِنَ الجَرينِ) أَيْ جَرِينِ التَّمْرِ، وقِيلَ: إِنَّهُ إِذَا نُشرَ التَّمْرُ فِي الجَرِينِ فَخَشُوا عَلَيْهِ المَطَرَ عَمِلُوا لَهُ حَجَراً يَسيلُ مِنْه مَاءُ المَطَر، وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلماسْتَسْقَى يَوْماً ودَعَا، فقَامَ أَبُو لْبَابَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ التَّمْرَ فِي المَرَابِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللاهُمَّ اسْقِنَا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزَارِهِ، أَوْ رِدَائهِ، فَمُطِرْنَا حَتَّى قَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ) . والمِرْبَدُ: مَوْضِعٌ يُجَفَّفُ فِيهِ التَّمْرُ، وثَعْلَبُه: ثُقْبُهُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ.
(و) الثَّعْلَبُ (: طَرَفُ الرُّمْحِ الدَّاخِلُ فِي جُبَّةِ السِّنَانِ) مِنْهُ.
(و) الثَّعْلَبُ (: أَصْلُ الفَسِيل إِذَا قُطِعَ مِنْ أُمِّه، أَو) هُوَ (أَصْلُ الرَّاكُوبِ فِي الجِذْعَ) مِن النَّخْلِ، قَالَهُما أَبُو عَمْرٍ و.
(و) الثَّعْلَبَةُ (بهاءٍ: العُصْعُصُ) ، بالضَّمِّ، (و) الثَعْلَبَةُ (: الاسْتُ، و) بِلاَ لاَم (اسْمُ خَلْقٍ) لاَ يُحْصَوْنَ عَدًّا من العُلَمَاءِ والمُحَدِّثينَ، قَال السُّهَيْليُّ فِي الرّوْض: ثَعْلَبَةُ فِي العَرَب فِي الرِّجَالِ، وقَلَّمَا سَمَّوْا بِثَعْلَب، وإِنْ كَانَ هُوَ القِيَاسَ، كَمَا سَمَّوْا بِنَمِرٍ وذِئُب وسَبُعٍ، لَكِن الثَّعْلَب مُشْتَرَكٌ إِذْ يُقَالُ: ثَعْلَبُ الرُّمْحُ وثَعْلَبُ الحَوْضِ، فَكَأَنَّهُمْ عَدَلُوا عَنْهُ لهَذَا الاشْتِرَاكِ، نَقَلَه شيْخُنَا (و) بَنُو ثَعْلَبَةَ (قَبَائِلُ) شَتَّى، خَبَرُ مُبْتَدَإٍ أَوْ مَعْطُوفٌ عَلَى خَلق، ويُقَالُ لَهُم: الثَّعَالِبُ، فَثَعْلَبَةُ فِي أَسَدٍ، وثعْلَبَةُ فِي تَمِيمٍ، وثَعْلَبَةُ فِي رَبِيعَةَ، وثَعْلَبَةُ فِي قَيْسٍ، (و) منْهَا (الثَّعْلَبَتَان:) قَبِيلَتَانِ مِن طَيِّىءٍ وهما ثَعْلَبَةُ (بنُ جَدْعَاءَ) بنِ ذُهْلِ بنِ رُومَانَ بنِ جُنْدَبِ بنِ خَارِجَةَ بنِ سَعْدِ بنِ فُطْرَة بنِ طِيِّىءٍ (و) ثَعْلَبةُ (بنُ رُومَانَ) بن جُنْدَبٍ المذْكُورِ، وَهَكَذَا فِي المُزْهِر فِيمَا ثِنِّىَ مِنْ أَسْمَاءِ القَبَائِلِ، وقَرَأْتُ فِي أَنْسَابِ أَبي عُبَيْدٍ: الثَّعَالِبُ فِي طَيِّىءٍ، يُقَال لَهُم: مَصَابِيحُ الظَّلاَمِ، كالرَّبَائِعِ فِي تَمِيم، قَالَ عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ:
يَا أَوْسُ لَوْ نَالَتْكَ أَرْمَاحُنَا
كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِى بِهِ الهَاوِيَهْ
يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتَانِ الَّذي
قَالَ خُبَاجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ
وأُمُّ جُنْدَبٍ: جَدِيلَةُ بْنتُ سُبَيْع بْنِ عَمْرِو بنِ حِمْيَر، وإِلَيْهَا يُنْسَبُونَ، وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ: وأَمَّا القَبَائِلُ ففيهم: ثَعْلَبَةُ بَطْنٌ مِن رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ، وفِيهِم بغَيْرِ هَاءٍ: ثَعْلبُ بنُ عَمْرو، مِن بَنِي شَيْبَانَ حَلِيفٌ فِي عَبْد قِيْسٍ، شَاعرٌ، قَالَ شَيْخنا، والنحْوِيُّ صاحبُ الفَصِيحِ هُوَ أبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بن يَحْيَى ثَعْلَب (وثَعْلَبَةُ: اثْنَانِ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا) قد أَوْصَلَهُمُ الحَافِظُ بنُ خَجَرٍ فِي الإِصَابَةِ، وتِلْمِيذُهُ الحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ بنُ فَهْد فِي المُعْجَم إِلى مَا يُنيفُ على الأَرْبَعِينَ مِنْهُم، (و) ثعْلَبَةُ (بنِ عِبَاد) كَكِتَاب العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ ثِقَة، مِن الرَّابِعَةِ، (و) ثَعْلَبَةُ (بنُ سُهَيْل الطُّهَوِيُّ أَبُو مَالِكٍ الكُوفِيُّ، سَكَنَ الرَّيَّ، صَدُوقٌ، مِنَ السَّابِعَةِ (و) ثَعْلَبَة (بنُ مُسْلمٍ) الخَثْعَميُّ الشَّامِيُّ مَسْتُورٌ، من الخَامسَة (و) ثَعْلَبَةُ (بنُ يَزِيدَ) ، كَذَا فِي نسختنا، وَفِي بَعْضهَا بُرَيد الحَمّانِيّ، كُوفِيّ صَدُوقٌ شِيعِيٌّ مِنَ الثَّالِثَة (مُحَدِّثِونَ، و) أَما (أَبو ثَعْلَبَةَ الخُشَنيُّ) مَنْسُوبٌ إِلى جَدِّهِ خُشَيْنِ بنِ لأْيٍ، مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَاخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ واسْمِ أَبِيهِ اخْتِلاَفاً كثيرا، فقيلَ: هُوَ (جُرْثُومُ بنُ يَاسِر) وَفِي نُسْخَة نَاشِر، (أَو) هُوَ (نَاشِبٌ أَو لابِسٌ أَو نَاشِمٌ أَو) أَنَّ (اسْمَهُ جُرْهُمٌ) بالضَّمِّ، (صَحَابِيٌّ) ، رَوَى عَنهُ أَبُو إِدْريسَ الخَوْلاَنِيُّ. وأَبُو ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ والأَشجَعِيُّ والثَّقَفِيُّ أَيْضاً صَحَابِيُّونَ كَذَا فِي (المعجم) ، ثمَّ إِنَّ قَوْلَهُ: وأَمَّا أَبُو ثَعْلَبَةَ إِلَى قَوْلهِ: صَحَابِيٌّ، ثَابِتٌ فِي نُسْخَتِنَا، قَالَ شَيْخُنَا: وكذَا فِي النُّسْخَةِ الطَّبلاوِيَّةِ، والنُّسَخ المَغْرِبِيَّةِ، وكَذَا فِي غَالِبِ الأُصُولِ المَشْرِقِيَّةِ، وَقد سَقَطَ فِي بعض من الأُصُولِ.
(وَدَاءُ الثَّعْلَبِ:) عِلَّةٌ (م) يَتَنَاثَرُ مِنْهَا الشَّعْرُ: (وعِنَبُهُ) أَيِ الثَّعْلَبِ (نَبْتٌ قَابِضٌ مُبَرِّدٌ، وابْتِلاَعُ سَبْعِ) وَفِي نُسْخَةِ: تِسْعِ (حَبَّاتٍ مِنْهُ شِفَاءٌ للْيَرَقَانِ) ، مُحَرَّكَةً: دَاءٌ مَعْرُوفٌ، (وقَاطعٌ للْحَبَلِ) كَحَبِّ الخِرْوَعِ فِي سَنَتهِ، وقِيلَ مُطْلَقاً، (مُجَرَّبٌ) أَسَارَ إِلَيْهِ الحَكِيمُ دَاوُودَ فِي تَذْكِرَتِهِ، وَسَبَقَه ابنُ الكُتْبِيّ، فِي مَا لاَ يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلُه، قَالَ شَيْخُنَا: والتَّعَرُّضُ لِمِثْلِ هؤلاءِ عُدَّ مِنَ الفُضُولِ، كَمعا نَبَّه عَلَيْهِ العَامِليُّ فِي كَشْكُوله. (وحَوْضُهُ) بالحَاءِ المُهْمَلَةِ وَفِي أُخْرَى بالمُعْجَمَةِ أَمَّا بالمُهْمَلَةِ (: ع خَلْفَ عُمَانَ) كَذَا فِي المراصد وغيرِه، وأَمَّا بالمُعْجَمَة فمَوْضِعٌ آخَرُ وَرَاءَ هَجَرَ.
(وذُو ثُعْلُبَانَ بالضَّمَّ) ، وسَقَطَ مِنْ نُسْخَةِ شَيْخِنَا فاعْتَرَضَ عَلَى المُؤَلِّفِ أَنَّ إِطْلاَقَهُ يَقْضِي أَنَّهُ بالفَتْحِ، وضَبَطَهُ أَهْلُ الأَنْسَابِ بالضِّمَّ، والشُّهْرَةُ هُنَا غَيْرُ كَافِيَةٍ، لأَنَّ مِثْلَهُ غَرِيبٌ (: مِنَ الأَذْوَاءِ) ، وهُمْ فَوْقٍ الأَقْيَالِ مِنْ مُلُوكِ اليَمَنِ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: واسْمُهُ دَوْسٌ.
(وثُعَلِبَاتٌ) كَذَا هُوَ فِي (لِسَان الْعَرَب) وغَيْرِه (أَوْ ثُعَالبَاتٌ، بضَمِّهمَا: ع) وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ:
فرَاكِسٌ فَثُعْلِبَاتٌ
فذَاتُ فِرْقَيْنِ فَالقَليبُ (وقَرْنُ الثَّعَالِبِ) هُوَ (قَرْنُ المَنَازِلِ) وَهُوَ (مِيقَاتُ) أَهْلِ (نَجْدٍ) ومَنْ مَرَّ عَلَى طَرِيقهِم بالقُرْب من مَكَّةَ، وقَرْنُ الثَّعَالِبِ فِي طَرَف وأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى عَرَفَاتٍ، وسيأْتي فِي (قرن) مَا فِيهِ مَزِيدٌ، وَيُقَال: إِنَّ (قَرْنَ المَنَازِلِ) جَبَلٌ قُرْبَ مَكَّةَ يُحْرِمُ مِنْهُ حَاجُّ اليَمَنِ.
(ودَيْرُ الثَّعَالِبِ: ع بِبَغْدَادَ) .
(والثَّعْلَبِيَّةُ أَنْ يَعْدَوَ الفَرَسُ كَالكَلْبِ) .
(و) الثَّعْلَبِيّة: (: ع بِطَرِيقِ مَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى) عَلَى جَادَّتِهَا مِن الكُوفَةِ مِنْ مَنَازِلِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ثَعْلَبَ الرَّجُلُ مِنْ آخَرَ، إِذَا جَبُنَ ورَاغَ، وقِيلَ: إِنَّ صَوَابَهُ تَثَعْلَبَ، أَيْ تشَبَّهَ بالثَّعْلَبِ فِي رَوَاغَانِهِ قَالَ رُؤْبةُ:
فَإِنْ رَآنِي شَاعِرٌ تَثَعْلَبَا
وإِنْ حَدَاهُ الحَيْنُ أَوْ تَذَأَبَا
نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.
وأَيْت ثعالب: مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ، وإِلَيْهِ نُسِبَ الإِمَامُ أَبُو مَهْدِيّ عِيسَى بنُ مَحَمَّدِ بنِ عَامِرٍ الثَعَالِبِيُّ الجَعْفَرِيُّ، ممَّنْ أَجَازَهُ البَابِلِيُّ وغَيْرُهُ، وقَدْ حَدَّثَ عَنهُ شُيُوخُ مَشَايِخِنَا، تُوَفِّيَ بِمَكَّةَ سنة 1080.

فَضَضَ

(فَضَضَ)
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ «أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْتَدَحْتك، فَقَالَ: قُلْ لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ، فأنْشَده الْأَبْيَاتَ الْقَافِيَّةَ» أَيْ لَا يُسْقط اللَّهُ أسْنانَك. وتَقْديره: لَا يَكْسر اللَّهُ أسْنانَ فِيك، فَحَذَفَ المُضاف. يُقَالُ: فَضَّه إِذَا كَسَره.
وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّابِغَةِ الجَعْدِيّ «لَمَّا أنشدَه القَصِيدة الرَّائِيَةَ قَالَ: لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ، فَعَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً لَمْ تَسْقط لَهُ سنٌّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُديْبية «ثُمَّ جِئتَ بِهِمْ لبَيْضَتِك لتَفُضَّها» أي تَكْسِرها. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ فِي عَذَابِ القبْر «حَتَّى يَفُضَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ» .
وَحَدِيثُ ذِي الكِفْل «لَا يَحِلّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الخاتَم» هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الوَطء، وفَضَّ الخَاتَم والخَتْمَ إِذَا كَسَره وفَتَحه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ «الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّ خَدَمَتَكم» أَيْ فَرَّق جَمْعَكم وكَسره.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ رَمَى الجَمْرة بسَبع حَصَيات ثُمَّ مَضَى، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ فَضَض الحَصَى أقْبَل عَلَى سَلْمان بْنِ رَبيعة فكلَّمه» أَيْ مَا تَفَرّق مِنْهُ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَتْ لِمَرْوَانَ: إنَّ النبيَّ لَعن أَبَاكَ، وَأَنْتَ فَضَضٌ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ» أَيْ قِطْعة وَطَائِفَةٌ مِنْهَا.
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ «فُظاظَة مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ» بظَاءين، مِنَ الفَظِيظ، وَهُوَ مَاءُ الكَرِش.
وَأَنْكَرَهُ الخطَّابي.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «افْتَظَظْتُ الكَرِش [إِذَا] اعْتَصْرَت مَاءَهَا، كَأَنَّهُ عُصَارة مِنَ اللَّعْنة، أَوْ فُــعَالَة مِنَ الفَظِيظ: مَاءُ الفَحْل: أَيْ نُطْفَة مِنَ اللَّعْنَةِ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ «لَوْ أَنَّ أَحَداً انْفَضَّ ممَّا صُنِع بِابْنِ عَفَّان لَحُقَّ لَهُ أنْ يَنْفَضَّ» أَيْ يَتَفّرق ويَتَقَطَّع. ويُروى بِالْقَافِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ هَوازِن «فَجَاءَ رجلٌ بنُطْفَةٍ فِي إدَاوَة فافْتَضَّها» أَيْ صَبَّهَا، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الفَضّ، وفَضَضُ الْمَاءِ: مَا انْتَشَرَ مِنْهُ إِذَا اسْتُعْمِل. ويُروى بِالْقَافِ: أَيْ فَتَحَ رَأْسَهَا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَتِ المرأةُ إِذَا تُوفِّي عَنْهَا زَوجهُا دخَلَت حِفشا ولَبِسَت شَرَّ ثِيَابِهَا حَتَّى تَمُرّ عَلَيْهَا سَنَة، ثُمَّ تُؤتَى بدَابَّة، شاةٍ أَوْ طَيْر فتَفْتَضُّ بِهِ، فَقَلما تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إلاَّ مَاتَ» أَيْ تَكْسِر مَا هِيَ فِيهِ مِنَ العِدّة، بِأَنْ تأخُذ طَائِرًا فَتْمَسح بِهِ فَرْجَها وتَنْبِذه فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ.
وَيُرْوَى بِالْقَافِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَسَيَجِيءُ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «سُئل عَنْ رَجُلٍ قَالَ عَنِ امْرَأَةٍ خَطبها: هِيَ طالِقٌ إِنْ نكَحْتُها حَتَّى آكُل الفَضِيض» هُوَ الطَّلْع أَوَّلَ مَا يَظْهَرُ. والفَضِيض أَيْضًا فِي غَيْرِ هَذَا: الْمَاءُ ساعةَ يَخْرُج مِنَ الْعَيْنِ أَوْ يَنْزِل مِنَ السَّحاب.
وَفِي حَدِيثِ الشَّيْب «فَقَبَضَ ثَلَاثَةَ أَصَابِعَ مِنْ فِضَّة فِيهَا مِنْ شَعر» .
وَفِي رِوَايَةٍ «مِنْ فِضَّة أَوْ مِنْ قُصَّة» وَالْمُرَادُ بالفِضَّة شَيْءٌ مَصُوغ مِنْهَا قَدْ تُرِك فِيهِ الشَّعْرُ. فَأَمَّا بِالْقَافِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَهِيَ الخُصْلة مِنَ الشَّعْرِ.

ابل

ابل

1 أَبِلَ, aor. ـَ (S, M, K;) and أَبَلَ, aor. ـُ (K;) inf. n. أَبَالَةٌ, (S, M, K,) of the former verb, (S, M, TA,) or, accord. to Sb, إِبَالَةٌ, because it denotes an office, and, if so, of the latter verb, (TA,) and أَبَلٌ, (M, K,) which is of the former verb, (M, TA,) and أَبَلَةٌ [like غَلَبَةٌ]; (T;) He (a man, S) was, or became, skilled in the good management of camels (S, M, K) and of sheep or goats. (M, K.) إِبَالَةٌ, like كِتَابَةٌ [in measure], signifies The management, or tending, (A, K, TA,) of مَال [meaning camels or other beasts]. (A, TA.) You say, هُوَ حَسَنُ الإِبَالَةِ He is good in the management, or tending, of his مال [or camels, &c.]. (A, TA.) b2: أَبَلَ, aor. ـِ see 2, second signification. b3: أُبِلَتِ الإِبِلُ The camels were gotten, or acquired, as permanent property. (S, TA.) b4: أَبِلَتِ الإِبِلُ, aor. ـَ and أَبَلَت, aor. ـُ (K;) inf. n. [of the former] أَبَلٌ and [of the latter] أُبُولٌ; (TA;) The camels became many, or numerous. (K.) b5: Also أُبَلَتِ الإِبِلُ, (S, M, K,) and the like is said of wild animals, (S, M,) or others, (K,) aor. ـُ and اَبِلَ, inf. n. أُبُولٌ (S, M, K) and أَبْلٌ; (M, K;) and أَبِلَت; and ↓ تأبلّت; (M, K;) The camels were content, or satisfied, with green pasture, so as to be in no need of water: (S, M, K:) the last verb is mentioned by Z, and he says that it is tropical, and hence أَبِيلٌ applied to “a monk.“ (TA.) b6: [Hence,] أَبَلَ الرَّجُلُ عَنِ امْرَأَتِهِ, and ↓ تأبّل, (S, M, K,) The man was content to abstain from conjugal intercourse with his wife; syn. اِجْتَزَأَعَنْهَا; (M;) the man abstained from conjugal, or carnal, intercourse with his wife. (S, K, TA.) b7: [Hence also] أَبَلَ, (K,) inf. n. أَبْلٌ, (TA,) (tropical:) He devoted himself to religious exercises; or became a devotee; (K, TA;) as also أَبُلَ, like فَقُهَ, inf. n. أَبَالَةٌ: or this signifies he became a monk. (TA.) b8: And أَبَلَ, aor. ـِ (Kr, M, K,) inf. n. أَبْلٌ, (Kr, M,) (assumed tropical:) He overcame, and resisted, or withstood; (Kr, M, K;) as also ↓ أبّل, (K,) inf. n. تَأْبِيلٌ; (TA;) but the word commonly known is أَبَلَّ. (M, TA.) b9: Also (K, TA, but in the CK “ or ”) أَبَلَتِ الإِبِلُ signifies The camels were left to pasture at liberty, and went away, having with them no pastor: (K:) or they became wild, or shy. (K, * TA.) b10: And The camels sought by degrees, or step by step, or bit by bit, after the أُبُل [q. v.], i. e. the خِلْفَة of the herbage or pasture. (TA.) b11: And, inf. n. أُبُولٌ, The camels remained, or abode, in the place: (M, K:) or remained, or abode, long in the pasturage, and in the place. (El-Moheet, TA.) b12: أَبَلَ العُشْبٌ, inf. n. أُبُولٌ, The herbage became tall, so that the camels were able to feed upon it. (K.) b13: أَبَلَ الشَّجَرُ, inf. n. أُبُولٌ, The trees had green [such, app., as is termed أُبُلٌ] growing in its dried parts, mixing therewith, upon which camels, or the like, fatten. (Ibn-'Abbád.) A2: أَبَلَهُ, inf. n. أَبْلٌ, He assigned to him, or gave him, (جَعَلَ لَهُ) pasturing camels, or camels pasturing by themselves. (K.) 2 أبّل, (S, K,) inf. n. تَأْبِيلٌ, (K,) He took for himself, got, gained, or acquired, camels; he acquired them as permanent property. (S, K.) [See also 5.] b2: He was one whose camels had become numerous; (T, M, K;) as also ↓ آبل, (M, K,) inf. n. إِيبَالٌ; (TA;) and ↓ أَبَلَ, aor. ـِ (K,) inf. n. أَبْلٌ. (TK.) b3: تَأْبِيلٌ الإِبِلِ The managing, or taking good care, of camels; (M;) and the fattening of them: (M, K:) mentioned by AHn, on the authority of Aboo—Ziyád ElKilábee. (M.) A2: See also 1.4 آبَلَ see 2.5 تَاَبَّلَ see 1, in two places: b2: and see 8 A2: تأبّل إِبِلًا He took for himself, got, gained, or acquired, camels; (Az, T, M, K;) like تغنّم غَنَمًا. (Az, T.) [See also 2.]8 لَا يَأْتَبِلُ, (S, M, K,) in the O ↓ لا يَتَأَبِّلُ, (TA,) He does not, or will not, keep firmly, or steadily, to the pasturing of camels, nor tend them well; (M, K;) he does not, or will not, manage them, or take care of them, in such manner as to put them in good condition: (As, A 'Obeyd, T, S:) or it signifies, (M, K,) or signifies also, (S,) he does not, or will not, keep firmly, or steadily, upon them when riding them; (T, S, M, K, TA;) used in this sense by a man excusing himself for not putting on a camel his aged father who was walking. (T.) إِبْلٌ: see إِبِلٌ: b2: and أَبِلٌ.

أَبَلٌ: see أَبَلَةٌ.

أَبِلٌ Skilled in the good management of camels (S, M, K) and of sheep or goats; (M, K;) as also ↓ آبِلٌ: (S, M, K:) and أَبِلٌ بِالإِبِلِ, and in poetry ↓ إِبْلٌ, skilled in the management, or care, of camels. (T.) b2: A man possessing camels; (Fr, M, K;) as also ↓ آبِلٌ, (M, K,) similar to تَامِرٌ and لَابِنٌ, (Ham p. 714,) but this is disapproved by Fr; (TA;) and ↓ إِبَلِىٌّ, (S, M, O,) with fet-h to the ب (S, O,) because several kesrehs together are deemed uncouth; (O;) in the K, erroneously, ↓ أَبَلِىٌّ, with two fet-hahs; (TA;) and ↓ إِبِلِىٌّ also, (M, K,) with two kesrehs. (K.) b3: بَعِيرٌ أَبِلٌ A fleshy he-camel. (Ibn-'Abbád, K.) b4: نَاقَةٌ أبِلَةٌ A she-camel blessed, prospered, or made to have increase, in respect of offspring. (Ibn-'Abbád, K.) In one place in the K, مِنَ الوَلَدِ is put for فِى الوَلَدِ. (TA.) أُبُلٌ [mentioned in two places in the latter part of the first paragraph,] The خِلْفَة of herbage, (K,) i. e., of dry herbage; [app. meaning what grows in the season called الصَّيْف, or summer, among herbage that has dried up;] growing after a year; upon which camels, or the like, fatten. (TA.) إِبِلٌ (T, S, M, Msb, K, &c.,) said by Sb to be the only subst. of this form except حِبِرٌ, and to have none like it among epithets except بِلِزٌ; for though other instances are mentioned, they are not of established authority; (Msb;) but IJ mentions, with these, حِبِكٌ and إِطِلٌ [which may be of established authority]; (TA;) [and to these may be added إِبِطٌ and إِبِدٌ, and perhaps نِكِحٌ and خِطِبٌ; respecting which see إِبِدٌ;] and for إِبِلٌ one says also ↓ إِبلٌ, (S, Msb, K, &c.,) sometimes, by way of contraction; (S, Msb;) or this may be a dial. var. of the former; (Kr, MF;) [Camels: and a herd of camels: or] at the least, applied to a صِرْمَة; i. e. a number [of camels] more than a ذَوْد [which is at least nine,] up to thirty; after which is the هَجْمَة, i. e. forty and upwards; and then, هُنَيْدَةُ, which is a hundred of إِبِل: (T:) or, accord. to Ibn-'Abbád, a hundred of إِبِل: (TA:) it is a quasi-pl. n.; (Az, S, ISd, Z, O, Msb, &c.;) a word having no proper sing.; (S, M, O, Msb;) and is of the fem. gender, because the quasi-pl. n. that has no proper sing. is necessarily fem. (S, O, Msb) when not applied to human beings, (S, O,) or when applied to irrational beings, (Msb,) and has ة added in the dim.; (S, Msb;) the dim. of إِبِلٌ being ↓ أُبَيْلَةٌ: (S, Msb, K:) it is said in the K that it is a sing. applied to a pl. number, and is not a pl., nor a quasi-pl. n.; but in this assertion together with the saying that the dim. is as above is a kind of contradiction; for if it be a sing., and not a quasi-pl. n., what is the reason of its being fem.? (TA:) the pl. is آبَالٌ (S, M, Msb, K) and أَبِيلٌ [like عَبِيدٌ pl. of عَبْدٌ, q. v.]; (Msb, TA;) the pl. meaning herds [of camels]; and in like manner أَغْنَامٌ and أَبْقَارٌ mean flocks of sheep or goats and herds of bulls or cows: (Msb, TA:) and the dual, إِبلَانِ, means two herds [of camels], (Sb, T, S, M, Msb,) each with its pastor; (T;) like as غَنَمَانِ means two flocks of sheep or goats: (S:) or, accord. to Ibn-'Abbád, the dual means two hundreds of إِبِل. (TA.) b2: الإِبِلُ الصُّغْرَى [The smaller camels] is an appellation applied to sheep; because they eat more than goats. (IAar in TA art. ضبط.) b3: It is said in the Kur [lxxxviii. 17], أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ, meaning, accord. to 'Aboo-Amr Ibn-El- 'Alà, (T, TA,) (tropical:) [Will they not then consider] the clouds that bear the water for rain, [how they are created?] (T, K, TA:) but accord. to him who reads الإِبْلِ, the meaning is, the camels. (T, TA.) أُبْلَةٌ A blight, blast, taint, or the like: (T, K:) thus written by IAth, agreeably with the authority of Aboo-Moosà; (TA;) occurring in a trad., in which it is said that one should not sell dates until he is secure from الاُبْلَةٌ; (T, TA;) but accord. to a commentary on the Nh, it is correctly written ↓ أَبَلَةٌ [q. v.] (TA.) إِبْلَةٌ Enmity; hostility. (Kr, M, K.) أَبَلَةٌ Unwholesomeness and heaviness of food; (S, M, K;) originally وَبَلَةٌ, like as أَحَدٌ is originally وَحَدٌ; (S;) as also ↓ أَبَلٌ. (K.) It is said in a trad. that this departs from every property for which the poor-rate has been paid. (S, M.) b2: See also أُبْلَةٌ. b3: An evil quality of herbage or pasture. (AHn, TA in art. نشر.) b4: A cause of harm or injury; evil; mischief. (TA.) b5: A consequence of an action, or a claim which one seeks to obtain for an injury; and a cause of blame or dispraise: having these meanings in the saying, إِنْ فَعَلْتَ ذَاكَ فَقَدْ خَرَجْتَ مِنْ أَبَلَتِهِ [If thou do that, thou wilt escape from its consequence, &c.]. (T.) b6: A fault, vice, or the like. (Aboo-Málik, T.) So in the saying, مَا عَلَيْكَ فِى هٰذَا الأَمْرِ أَبَلَةٌ [There is not to be charged against thee, in this affair, any fault, &c.]. (T.) b7: A crime; a sin; an unlawful action. (K.) b8: Rancour, malevolence, malice, or spite. (IB.) أَبَلِىٌّ: see أَبِلٌ

أَبُلِىٌّ: see أَبِيلٌ

إِبَلِىٌّ, with fet-h to the ب because several kesrehs together are deemed uncouth, Of, or relating to, camels. (S.) b2: See also أَبِلٌ.

إِبِلِىٌّ: see أَبِلٌ

أَبِيلٌ (assumed tropical:) A Christian monk; (S M, Msb, K;) so called because of his abstaining (لِتَأَبُلِهِ) from women: (TA:) or the chief monk: (T:) or a derotee: (TA:) or an old man, or elder: (M:) or the chief, or head-man, of the Christians: (M, K:) or the man who calls them to prayer by means of the نَاقُوس; (A Heyth, M, * K;) the beater of the ناقوس: (IDrd:) as also ↓ أَيْبَلِىٌّ, (M and K, but according to the M as meaning “ a monk,”) which is either a foreign word, or changed by the relative ى, or of the same class as إِنْقَحْلٌ [in which the first letter as well as th second is augmentative], for Sb says that there is not in the language an instance of the measure فَيْعَلٌ; (M;) and ↓ أَيْبُلِىٌّ, and هَيْبَلِىٌّ, and ↓ أَبُلِىٌّ and ↓ أَيْبَلٌ, (K,) which last is disallowed by Sb for the reason stated above; (TA;) and ↓ أَيْبُلٌ like أَيْنُقٌ; and ↓ أَيْبِلِىٌّ; (K;) the last with fet-h to the hemzeh, and kesr to the ب, and with the [first] ى quiescent; or أَيْبَلِىٌّ [app. a mistranscription for أَيْبِلِىٌّ] is used by poetic licence for ↓ أَبِيلِىٌّ, like أَيْنُقٌ for أَنْوُقٌ: (TA:) pl. آبَالٌ (M, K) and أُبْلٌ, or أُبُلٌ, [accord. to different copies of the K,] with damm [which indicates that the former is meant, though it is irregular]. (K.) By أَبِيلٌ الأَبِيلِينَ is meant 'Eesà [or Jesus], (S, K,) the Messiah. (S.) b2: In the Syriac language it signifies Mourning, or sorrowing. (K.) A2: Also A staff, or stick. (M, K.) b2: See also إِبَالَةٌ.

أُبَالَة: see the next paragraph.

إِبَالَةٌ: see إِبَّوْلٌ.

A2: Also A bundle of firewood; (T, S, Msb;) and so ↓ إِبَّالَةٌ: (T, S:) or a great bundle of firewood; and so ↓ أُبَالَةٌ and بُلَةٌ (K) and ↓ إِبَّالَةٌ: (Bd in cv. 3; but there explained only as signifying a great bundle:) or a bundle of dry herbage; (M, TA;) and so ↓ إِبَّالَةٌ (K) and ↓ أَبِيلٌ and ↓ أَبِيلَةٌ (M, K) and ↓ إِيبَالَةٌ, (K, [in the CK اَيْبَالَة,]) with one of the two ب s changed into ى, and mentioned by Az, but it is said in the S and O that this is not allowable, because this change may not be made in a word of the measure فِــعَّالَةٌ, with ة, but only in one without ة, as in the cases of دِينَارٌ and قِيرَاطٌ; (TA;) and وَبِيلَةٌ signifies the same, (K,) belonging to art. وبل. (TA.) Hence the prov., (S, TA,) صِغْثٌ عَلَى إِبَالَةٍ and ↓ إِبَّالَةٍ, (S, K, &c.,) but the former is the more common, and ↓ إِيبَالَةٍ, which is allowed by Az but disallowed by J; (TA;) [lit. A handful of herbage, or the like, upon a bundle, or great bundle, of firewood, or a bundle of dry herbage;] meaning (assumed tropical:) a trial, or trying event, upon another (S, O, K) that had happened before: (S, O:) or plenty (خِصْبٌ) upon plenty; as though bearing two contr. significations. (K.) أَبِيلَةٌ: see إِبَالَةٌ.

أُبَيلَةٌ dim of إِبِلٌ, q. v. (S, Msb, K.) أَبِيلِىٌّ: see أَبِيلٌ.

أَبَابِيلٌ: see إِبَّوْلٌ.

أَبَّالٌ A pastor of camels, (M, K, TA,) who manages them, or takes care of them, well. (TA.) إِبَّالٌ: see the next paragraph.

إِبَّوْلٌ, (T, S, M, Msb, K,) like عِجَّوْلٌ, (S, Msb, K, [in the CK, erroneously, عَجُول,]) A separate, or distinct, portion of a number of birds, and of horses, and of camels, (M, K,) and of such following one another; (K;) as also ↓ إِبِيلٌ and ↓ إِبَّالَةٌ, (M, K,) and ↓ إِبَالَةٌ, and ↓ إِيْبَالٌ: (K:) or it signifies a bird separating itself from the row of other birds; (T, TA;) accord. to IAar. (TA.) It is said to be the sing. of ↓ أَبَابِيلٌ: (T, S, M, and Jel in cv. 3:) Ks says, I used to hear the grammarians say that this latter has for its sing. إِبَّوْلٌ, like عِجَّوْلٌ, of which the pl. is عَجَاجِيلٌ: (Msb:) or its sing. is ↓ إِبَيلٌ; (S, Msb;) but he who says this adds, I have not found the Arabs to know a sing. to it: (S:) or each of these is its sing.; (M, Jel;) and so is ↓ إِبَّالٌ: (Jel:) or its sing. is ↓ إِبَّالَةٌ, (Bd in cv. 3, and Msb,) originally signifying “a great bundle:” (Bd:) it is said that this seems to be its sing.; and so ↓ أَبَّالَةٌ: or the sing. may be ↓ إِيبَالَةٌ, like as دِينَارٌ is sing of دَنَانِيرٌ: (T:) or it has no sing., (T, S, M, Bd, Msb, K,) accord. to Fr (T, Msb) and Akh (S) and AO, (T, M,) like شَمَاطِيطُ (Fr, T, Bd) and عَبَادِيدٌ. (AO, M, Bd.) أَبَابِيلٌ signifies, accord. to some, A company in a state of dispersion: (M:) or dispersed companies, one following another: (Msb:) or distinct, or separate, companies, (Akh, S, Msb, K,) like leaning camels: (Msb:) or companies in a state of dispersion. (AO, Msb.) One says, جَآءَتْ إِبِلُكَ

أَبَابِيلَ Thy camels came in distinct, or separate, companies. (Akh, S.) And طَيْرٌ أَبَابِيلُ [in the Kur 105:3 means Birds in distinct, or separate, flocks or bevies]: (Akh, S:) [or] birds in companies from this and that quarter: or following one another, flock after flock: (Zj, T:) or (assumed tropical:) birds in companies; (Bd, Jel;) likened to great bundles, in respect of their compactness. (Bd.) [Respecting these birds, Fei, in the Msb, quotes many fanciful descriptions, which I omit, as absurd.]

إِبِّيلٌ: see إِبَّوْلٌ, in two places.

أَبَّالَةٌ: see إِبَّوْلٌ.

إِبَّالَةٌ: see إِبَالَةٌ, in three places: b2: and إِبَّوْلٌ, in two places.

آبَلٌ More, and most, skilled in the good management of camels. (S, M, K, TA.) Hence the prov., آبَلُ مِنْ حُنَيْفِ الحَنَاتِمِ [More skilled &c. than Honeyf-el-Hanátim]. (TA.) And the phrase, هُوَ مِنْ آبِلَ النَّاسِ [He is of the most skilled &c. of men]. (S, M, K.) Mentioned by Sb, who says that there is no verb corresponding to it. (M.) [But see 1, first signification.]

آبِلٌ: see أَبِلٌ, in two places. b2: إِبِلٌ أَوَابِلٌ, (S, M, K,) and أُبَّلٌ, and أُبَّالٌ, (M,) [all pls. of آبِلٌ or آبِلَةٌ,] and ↓ مُؤَبَّلَةٌ, (M,) Many, or numerous, camels: (S, M, K:) or this, [app. meaning the last,] as some say, put in distinct herds; (M;) and so أُبَّالٌ: (TA:) or gotten, gained, or acquired, for permanent possession: (M:) this last is the meaning of the last of the epithets above. (S, K.) b3: آبِلٌ, applied to a camel, also signifies Content, or satisfied, with green pasture, so as to be in no need of water: pl. أُبَّالٌ: (S, K:) and so أَوَابِلُ, applied to she-camels, (T, * TA,) and to wild animals. (S in art. بل.) b4: And إِبِلٌ آبِلَةٌ Camels seeking by degrees, or step by step, or bit by bit, after the أُبُل [q. v.], i. e. the خِلْفَة of the herbage or pasture. (TA.) b5: And إِبِّلٌ أُبَّلٌ Camels left to themselves, (S, M, K, TA,) without a pastor. (TA.) أَيْبَلٌ and أَيْبُلٌ: see أَبِيلٌ.

أَيْبَلِىٌّ and أَيْبُلِىٌّ and أَيْبِلِىٌّ: see أَبِيلٌ.

إِيْبَالٌ: see إِبَّوْلٌ.

إِيْبَالَةٌ: see إِبَالَةٌ, in two places: b2: and see إِبَّوْلٌ.

أَرْضٌ مَأْبَلَةٌ A land having camels. (S, K.) إِبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ: see آبِلٌ.

عَال

(عَال)
فلَان عيلا وعيلة افْتقر وَكثر عِيَاله فَهُوَ عائل (ج) عَالَة وَعيلَ وَهُوَ عيل أَيْضا وَفِي الأَرْض عيلا وعيولا ذهب وَدَار وَفِي مَشْيه تمايل واختال وتبختر فَهُوَ عائل وعيال وَالْمِيزَان نقص أَو زَاد وَفُلَان جَار وَالشَّيْء فلَانا عيلا أعجزه وأحوجه والضالة عيلا وعيلانا لم يدر أَيْن يطْلبهَا ويجدها وَكَلَامه عرضه على من لَا يُريدهُ وَلَيْسَ من شَأْنه
(عَال)
الْمِيزَان عولا لم يستو طرفاه فَمَال أَحدهمَا وارتفع الآخر وَفُلَان فِي الْمِيزَان خَان والسهم مَال عَن الهدف فَلم يصبهُ وَالْحكم مَال عَن الْحق فظلم وَأمر الْقَوْم اشْتَدَّ وَعظم والأنصباء (فِي تَقْسِيم الْمِيرَاث) دَخلهَا الْعَوْل وَالرجل عِيَاله قَامَ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من طَعَام وَكسَاء وَغَيرهمَا فَهُوَ عائل وَفِي الحَدِيث (وابدأ بِمن تعول) وَالْأَمر فلَانا مَال عَلَيْهِ وَثقل وَاشْتَدَّ

العيل

(العيل) عيل الرجل أهل بَيته الَّذين يكفلهم (ج) عِيَال يُقَال عِنْده كَذَا وَكَذَا عيلا أَي كَذَا وَكَذَا نفسا من الْعِيَال وَالْفَقِير (وَانْظُر العيل فِي عول)
(العيل) أهل بَيت الرجل الَّذين ينْفق عَلَيْهِم (للمذكر والمؤنث) (ج) عِيَال وعيائل وَــعَالَة (وَقد يُرَاد بالعيل الْجمع وبالعيال الْمُفْرد) وَيُقَال هُوَ عِيَال على غَيره كل عَلَيْهِ لَا يسْتَقلّ بأَمْره

اللفيف من الهاء

ما اوله هاء
الهاء: حرف هش لين. وقد تجيء خلفا من الألف الذي يبنى للقطع. وهه: تذكرة في حال. وتحذير في أي أخرى. وهاه: وعيد. وحكاية للضاحك. وتكون في معنى آه من التوجع. وتهوه هاهة. وهيه: في موضع إيه؛ أي حسبك يا رجل، وينون بفتح وخفض. ويقولون في موضع لبى في الإجابة: ها وهي. وها إنك زيد وهإنك. ولا ها الله ذا: يمين، يريد: لا هاذا الله. وتعلمن ها: أي هذا. وهاء تلبية في قوله:
فيقول هاء وطالما لبى
وهي بن بي وهيان بن بيان: كناية عن اسم لا يعرف. وما هيان هذا: أي ما هينه. ويقولون: خالف هياني لهيانك. ورجل هآة: ذاهب اللب. وهيا: من زجر الإبل. ورجل هاء وهوهاء: نعت له من الضحك. ورجل هوهاة وهوهة: أي جبان، وهواهية مثله. وهو الأحمق أيضا. وبئر هوهاء - بوزن حمراء -: التي لا متعلق بها ولا موضع للرجل لبعد جاليها. هو: في حكاية المهوهي. ومن كلام الرعاء: يهاهي. وها: من زجر الإبل، هيهيت بها هياء وهياة. والهاهاة: زجر بالجمل إذا أردت أن يضرب الناقة. ويهأهأ بالمخاض. وقولهم:
هيهات من مخترق هيهاؤه 
معناه البعد والشيء الذي لا يرجى. ومن نصب هيهات وقف عليها بالهاء. وأيهات بمعناه. ومن قال ها فحكى ذلك قال: ها هيت. وإذا قال لك ها قلت: ما أهاء أي ما آخذ. ويقال: هات؛ فتقول: ما أهاتي أي ما أعطي. والهيئة: للمتهيء في ملبسه ونحوه، هاء فلان وهو يهاء هيئة. ويقرأ: " هئت لك " أي تهيأت لك، ومن نصب قال: هلم لك. والهيي - على فعيل -: الحسن الهيئة من كل شيء، وما كان هييا، ولقد هاء يهاء ويهيء: أي صار ذا هيئة. والهوء: الإزنان بخير، هؤت به خيرا 114أ. وأنا أهوء به عن كذا: أي أرفعه. والهوء: الهمة، وما هؤت هوءه ولا شأنت شأنه. والمهاياة: أمر يتهايا القوم عليه فيتراضون. وهياه: من أسماء الشياطين. وهوى يهوى هويا: من المهواة، والمهواة: موضع في الهواء مشرف. والهوي إلى فوق؛ والهوي إلى أسفل، وعن أبي زيد بالضد من ذلك. وانهوى الشيء: سقط. والهاوية: كل شيء لا يدرك قعرها. والهوة: كل وهدة معيقة. وهم يتهاوون في المهواة. وهوة من الأرض وخوة: بمعنى. وإذا هوى الطائر فتمهل في هويه يقال: هوى هويا. والهواءة - على فــعالة -: مثل الهوة. والأهوية: البئر. وما بين أعلى الجبل إلى مستقر بطن الوادي. والهواء - ممدود -: الجو. والإنسان الجبان، وقلبه هواء. والمستهام لذي يستهيمه الحب. والهاوية: المهواة، وكذلك الهوة. والهاوية: اسم من أسماء جهنم. وهوى فلان: إذا مات. وأهوى إليه يده وبيده فأخذه. والهوى - مقصور -: هوى الضمير، هوى يهوي هوى - خفيفة -. وهوى مخامر. وامرأة هوية: لا تزال تهوى. ورجل هو وهوية - على فعلة -، وأصله هية أدغم الواو في الياء. وهو كناية عن تذكير. وهي: عن تأنيث، وهيَّ - في التأنيث -: مشددة عن مخففة. وها حرف يستعمل في المناولة. ويقال: هاء وهاك، وللمرأة: هاء، وللاثنين من الرجال والنساء: هاآ، وللنساء: هأن. وهأ يا رجل - بجزم الهمزة -، وهاؤما يا رجلان، وهاؤم، وهاؤن يا نسوة. ومن أدخل كاف المخاطبة قال: هاكما للذكرين والأنثيين، وهاكم للذكران، وللإناث هاكن. وقوله: " هاؤم اقرأوا كتابيه " يقال للرجل: ها اقرأ وللاثنين: هاؤما، وللجميع: هاؤم. وهذا وهذاك: ها - فيهما - للتنبيه. وكذلك هيه في قولك: هاناذا وها هوذا وها هم أولاء. ويا أيها: ها صلة في التأييه، تقول للمرأة: يا أيتها المرأة، ومنهم من يرفع مدتها فيقول: يا أيه ويا أيته المرأة. والهيه من الناس: الذي كلما أتى موضعا قيل: هيه وراءك. والهوهاة وجمعها الهواهي: المفاوز. وهي الترهات والأباطيل. وسمعت هواهية القوم: مثل عزيف الجنِّ. والهوة: الكوة، وجمعها، الهوى وهواء. وباب يتهاوى وإناء يتهاوى: إذا كان فيه فرج وخروق. وهوت الطعنة تهوي: فتحت فاها. وأرسل القوم إليه بالهواء واللواء: بمعنى اللين والشدة. وهاء قلبي بكذا يهيء هيئا: إذا أولع به. وهاء به: إذا هذى به. وهئت إلى الشيء: اشتقت إليه، أهاء هيئة. والمهاواة: الملاجة في الأمر. وهاويت الرجل وهاوأته: بمعنى. ورأيت هاوية من الناس: إذا رأيتهم محتلطين يتتايعون. ويقولون: يا هي ما أصحابك ويا هي مالي: تأويله يا عجبا مالي ويا عجبا ما أصحابك. ولا يعرف الهي من الجي: الهي الأكل والجي الشرب. وقيل هما اسمان من هأهأت بالإبل للعلف وجأجأت بها للشرب، وحينئذ يكونا مهموزين: الهيء والجيء. ويقال للفرس: أهو أهو؛ لينزو. وإذا أردت أن تقف الإبل قلت: هي هي، وإذا أردت أن تنطلق قلت: هه هه، وإذا أدرت أن ترعى قلت: يايه يايه. ويقولون: يا هياه أقبل ويا هياه أقبلي. ويقال: يهياه أقبل؛ وللاثنين: يهياهان أقبلا؛ وللثلاثة: يهياهون أقبلوا. والهوي الساعة الطويلة من الليل، وكذلك الهوي. ومضى تهواء من الليل وهو من الليل - مقصور - وهو من الليل - مثل جو - أي طائفة منه. وهوى الكلب: نبح. وهويك: معناه ويك. وهوي: تصغير هو. ويشدد الواو من هو وهي. وحكى الأصمعي: إن صليت العصر فلم تحسسها فلا هيه: أي فلا تجئ. والمتهيئة من النوق: التي ما تختلف إذا قرعت أن تحمل. وفي حث سوق البهائم: هيا هيا. وقالت عجوز: إن ابني يقع خطوته كمهى هيه: أي كو كاان ذاك، ويروى: كم هيهاه.

وما أوله الياء
يه: حكاية صوت الميهيه. ويهيهت بالإبل: قلت له ياه ياه أقبل، والفاعل ميهيه. ويقال: يا هياه؛ فتنصب الهاء الأولى.

وما أوله الألف 
يقال للفرس: أهو أهو؛ لينزو. وأيه الكلاَّب كلابه: أشلاها وقال إيه إيه خذي. وأوه الراعي: نحوه. وأيهت بالإبل. والأيهة: التأوه والأنين. و " الأواه " في قوله تعالى: الرحيم. وقيل: الدعاء، والفقيه، والمسبِّح، والمؤمن الموقن. وقيل: هو الذي يقول أوَّه من عذاب اللهِ، وآه من عذابه، وآوَّهْ - بالمد والتشديد -، يقال منه: أهت وتأوهت. وإيها: كف عنا. وإيه: حدِّثنا. ويقولون: آهة وأميهة: الآهة الحصبة، والأميهة الجدريُّ. والآهة - أيضا -: التوجع. وفي الزجر: أيهك يا فلان وأيها: في معنى ويهك. وفي زجر الضأن: أهْ أهْ. الباهلي 114ب في قول الشاعر:
تعدوا بأهياه
قال: هو حكاية تثاؤبهم من الكسل والإعياء.

ما أوله الواو
حمار وهواه: يوهوه حول عانته شفقة عليها. والكلب يوهوه في صوته. وقد يفعله الرجل جزعاً. وويه - الهاء منصوبٌ -: إغراء، يقول: ويه فلان اضرب، وينون أيضاً. وواه: تلذذ وتلهف، وينون. وواها له: رحمة له، وانه لواها من الرجال: أي طيب الذكر. وتعجبٌ - أيضا -، واها له ما أعلمه. وويهاً اقصد إلى فلان: إذا أغراه به. ووهي الحائط يهي وهيا: تقور وتشقق، وكذلك القربة والثوب. والوهي: الشق في الأديم. والسحاب إذا انبعق بالماء يقال: وهت غزاليه. وجمع الوهي: وُهْيٌ. وفي السقاء وهية وأوهية: أي خرق. والأوهية: النفنف. وما بين أعلى الجبل إلى مستقر الوادي. وفي المثل: " غادر وهية لا ترقع " أي فتق ما لا يقدر على رتقه. وجزور وهيةٌ: أي ضخمة سمينة.

أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا

{أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
فقال ابن عباس: أجدر ألا تميلوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
إنا اتبعنا رسولَ اللهِ واطَّرحوا. . . قولَ النبي وعالوا في الموازين
(تق، ك، ط)
= الكلمتان من آية النساء 3:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} ويأتي الدنو في (القرآن) فعلاً ماضياً ومُضارعاً، واسم فاعل "دان" "ودانية" ومعنى الجدارة في "أدنى" يأتي من دلالة الدنو على القرب. والكلمات الثلاث: أدنى وأجدر، وأقرب، قرآنية. وهي متقاربة، وإن كان اختلاف ألفاظها يؤذن باختلاف في المعنى. ولعل الأصل في الأقرب أنه يقابل الأبعد، وفي الأدنى أنه مقابل الأنأى، والأجدرُ بمعنى الأوْلى.
وأما كلمة "تعولوا" فوحيدة الصيغة في القرآن.
وجاء اسم الفاعل في آية الضحى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}
والمصدر في آية التوبة 28: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}
والواوى واليائى منه متقاربان، لتداخلهما فيما يلحق عينهما من إعلال وإبدال. وقيل: أكثر ما يستعمل الواوىُّ في العِولَ والــعالة والعويل. واليائىُّ في العَيْلة، من: عال يعيل عيلا وعيلة إذا افتقر، والاسم العيلة. قاله الفراء، (1 / 255) وشاهد اليائي منه بمعنى الفقر، بيتٌ "أحيحة بن الجلاح":
ولا يدري الفقير متى غناه. . . ولا يدري الغني متى يعيل
ونحوه في جامع القرطبي، بالشاهد لأحيحة. وهو اشتقاقه في (القاموس) واستدرك عليه مُحَشَّية فنقل على هامشه: في (شرح الشفا) : "والصحيح ورود العيلة بمعنى العيال".
وتقول في الواوى: "عالَ اليتامى يعولهم فهو عائل وهم عيال. كما تقول في اليائى: يتيم عائل، أي فقير" وفسره الأخفش في الآية، بالفقر (معاني القرآن 2 / 329)
وتفسير العول بالميل، فيما نُقِلَ من قول ابن عباس، على وجه تقريب اشار إليه "الراغب" فقال: ومعنى الجور جاء من ترك النصفة، بأخذ الزيادة: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} - المفردات. وإليه ذهب "أبو عبيدة" قال: أي أقرب ألا تجوروا (مجاز القرآن 1 / 117) واختاره الطبري. فيُفهم الميل، بمعنى الجور ميلا عن الإنصاف.
ولا يفوتنا مع هذا التقريب، ما في دلالة العول من الضيق وثقل العبء على العائل.

علم الطلسمات

علم الطلسمات
قد تقدم الكلام عليه في بيان علم السحر ومعنى الطلسم: عقد لا ينحل وقيل: هو مقلوب اسمه أي: المسلط لأنه من جواهر القهر والتسلط.
وهو علم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفــعالة مع القوى الأرضية المنفعلة في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود مع بخورات مناسبة مقوية جالبة لروحانية ذلك الطلسم ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد فعال غريبة وهو قريب المأخذ بالنسبة إلى علم السحر لكون مبادئه وأسبابه معلومة.
وأما منفعته فظاهرة لكن طريق تحصيله شديد العنا وبسط المجريطي قواعد هذا الفن في كتابه غاية الحكيم فأبدع لكنه اختار جانب الإغلاق والدقة لفرط ضنته وكمال بخله في تعليمه.
وللسكاكي كتاب جليل فيه
ونقل ابن الوحشية من النبط كتاب طبتانا في ذلك العلم.

علم الفلسفيات

علم الفلسفيات
العلوم الفلسفية أربعة أنواع: رياضية ومنطقية وطبيعية وإلهية. فالرياضية على أربعة أقسام.
الأول: علم الأرتماطيقي وهو معرفة خواص العدد وما يطابقها من معاني الموجودات التي ذكرها فيثاغورس نيقوماخس وتحته علم الوفق وعلم الحساب الهندي وعلم الحساب القبطي والزنجي وعلم عقد الأصابع.
الثاني: علم الجومطريا وهو علم الهندسة بالبراهين المذكورة في إقليدس ومنها علمية وعملية وتحتها علم المساحة وعلم التكسير وعلم رفع الأثقال وعلم الحيل المائية والهوائية والمناظر والحزب.
الثالث: علم الإسطرلاب قوميا وهو: علم النجوم بالبراهين المذكورة في المجسطي وتحت علم الهيئة والميقات والزيج والتحويل.
الرابع: علم الموسيقى وتحته علم الإيقاع والعروض، والثاني العلوم المنطقية وهي خمسة أنواع:
الأول: أنولوطيقيا وهو معرفة صناعة الشعر.
الثاني: بطوريقا وهو معرفة صناعة الخطب.
الثالث: بوطيقيا وهو معرفة صناعة الجدل.
الرابع: الولوطيقي وهو معرفة صناعة البرهان. الخامس: سوفسطيقا وهو معرفة المغالطة.
والثالث العلوم الطبيعية وهي سبعة أنواع:
الأول: علم المبادئ وهو: معرفة خمسة أشياء لا ينفك عنها جسم وهي: الهيولى والصورة والزمان والمكان والحركة.
الثاني: علم السماء والعالم وما فيه.
الثالث: علم الكون والفساد.
الرابع: علم حوادث الجو.
الخامس: علم المعادن.
السادس: علم النبات.
السابع: علم الحيوان ويدخل فيه علم الطب وفروعه.
الرابع: العلوم الإلهية وهي خمسة أنواع:
الأول: علم الواجب وصفته.
الثاني: علم الروحانيات وهي معرفة الجواهر البسيطة العقلية الفــعالة التي هي الملائكة.
الثالث: العلوم النفسانية وهي معرفة النفوس المتجسدة والأرواح السارية في الأجسام الفلكية والطبيعية من الفلك المحيط إلى مركز الأرض.
الرابع: علم السياسات وهي خمسة أنواع:
الأول: علم سياسة النبوة.
الثاني: علم سياسة الملك وتحته الفلاحة والرعايا وهو الأول المحتاج إليه في أول الأمر لتأسيس المدن.
الثالث: علم قود الجيش ومكائد الحرب والبيطرة والبيزرة وآداب الملوك.
الرابع: العلم المدني كعلم سياسة العامة وعلم سياسة الخاصة وهي سياسة المنزل.
الخامس: علم سياسة الذات وهو علم الأخلاق.
فصل في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها
من كلام ابن خلدون رحمه الله وهذا الفصل مهم لأن هذه العلوم عارضة في العمران كثيرة في المدن وضررها في الدين كثير فوجب أن يصدع بشأنها ويكشف عن المعتقد الحق فيها وذلك أن قوما من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله الحسي منه وما وراء الحسي تدرك ذواته وأحواله بأسبابها وعلل بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وإن تصحيح العقائد الإيمانية من قبل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف وهو باللسان اليوناني محب الحكمة فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق.
ومحصل ذلك أن النظر الذي يفيد تمييز الحق من الباطل إنما هو للذهن في المعاني المنتزعة من الموجودات الشخصية فيجرد منها أولا صورا منطبقة على جميع الأشخاص كما ينطبق الطابع على جميع النقوش التي ترسمها في طين أو شمع وهذه المجردة من المحسوسات تسمى المعقولات الأوائل؛ ثم تجرد من تلك المعاني الكلية إذا كانت مشتركة مع معاني أخرى وقد تميزت عنها في الذهن فتجرد منها معاني أخرى وهي التي اشتركت بها ثم تجرد ثانيا أن شاركها غيرها وثالثا إلى أن ينتهي التجريد إلى المعاني البسيطة الكلية المنطبقة على جميع المعاني والأشخاص ولا يكون منها تجريد بعد هذا وهي الأجناس العالية.
وهذه المجردات كلها من غير المحسوسات هي من حيث تأليف بعضها مع بعض لتحصيل العلوم منها تسمى المعقولات الثواني.
فإذا نظر الفكر في هذه المعقولات المجردة وطلب تصور الوجود كما هو فلا بد للذهن من إضافة بعضها إلى بعض ونفي بعضها عن بعض بالبرهان العقلي اليقيني ليحصل تصور الوجود تصورا صحيحا مطابقا إذا كان ذلك بقانون صحيح كما مر وصنف التصديق الذي هو تلك الإضافة والحكم متقدم عندهم على صنف التصور في النهاية والتصور متقدم عليه في البداية والتعليم لأن التصور التام عندهم هو غاية لطلب الإدراك وإنما التصديق وسيلة له وما تسمعه في كتب المنطقيين من تقدم التصور وتوقف التصديق عليه فبمعنى الشعور لا بمعنى العلم التام وهذا هو مذهب كبيرهم أرسطو.
ثم يزعمون أن السعادة في إدراك الموجودات كلها في الحس وما وراء الحس بهذا النظر وتلك البراهين.
وحاصل مداركهم في الوجود على الجملة وما آلت إليه وهو الذي فرعوا عليه قضايا أنظارهم أنهم عثروا أولا على الجسم السفلي بحكم الشهود والحس.
ثم ترقى إدراكهم قليلا فشعروا بوجود النفس من قبل الحركة والحس والحيوانات ثم أحسوا من قوى النفس بسلطان العقل ووقف إدراكهم فقضوا على الجسم العالي السماوي بنحو من القضاء على أمر الذات الإنسانية ووجب عندهم أن يكون للفلك نفس وعقل كما للإنسان.
ثم أنهوا ذلك نهاية عدد الآحاد وهي العشر تسع مفصلة ذواتها جمل واحد أول مفرد وهو العاشر ويزعمون أن السعادة في إدراك الوجود على هذا النحو من القضاء مع تهذيب النفس وتخلقها بالقضاء وإن ذلك ممكن للإنسان ولو لم يرد شرع لتمييزه بين الفضيلة والرذيلة من الأفعال بمقتضى عقله ونظره وميله إلى المحمود منها واجتنابه للمذموم بفطرته وذلك إذا حصل للنفس حصلت لها البهجة واللذة وإن الجهل بذلك هو الشقاء السرمدي وهذا عندهم هو معنى النعيم والعذاب في الآخرة إلى خبط لهم في تفاصيل ذلك معروف من كلماتهم.
وأمام هذه المذاهب الذي حصل مسائلها ودون علمها وسطر حجاجها فيما بلغنا في هذه الأحقاب هو أرسطو المقدوني من أهل مقدونية من بلاد الروم من تلاميذ أفلاطون وهو معلم الإسكندر1 ويسمونه المعلم الأول على الإطلاق ويعنون معلم صناعة المنطق إذ لم تكن قبله مهذبة وهو أول من رتب قانونها واستوفى مسائلها وأحسن بسطها ولقد أحسن في ذلك القانون ما شاء لو تكفل له بقصدهم في الإلهيات.
ثم كان من بعده في الإسلام من أخذ بتلك المذاهب واتبع فيها رأيه حذو النعل بالنعل إلا في القليل وذلك أن كتب أولئك المتقدمين لما ترجمها الخلفاء من بني العباس من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي تصفحها كثير من أهل الملة وأخذ من مذاهبهم من أضله الله من منتحلي العلوم وجادلوا عنها واختلفوا في مسائل من تفاريعها.
وكان من أشهرهم أبو نصر الفارابي في المائة الرابعة لعهد سيف الدولة. أبو علي بن سينا في المائة الخامسة لعهد نظام الملك من بني بويه بأصبهان وغيرهما.
واعلم: إن هذا الرأي الذي ذهبوا إليه باطل بجميع وجوهه فأما إسنادهم الموجودات كلها إلى العقل الأول واكتفائهم به في الترقي إلى الواجب فهو قصور عما وراء ذلك من رتب خلق الله فالوجود أوسع نطاقا من ذلك ويخلق ما لا تعلمون وكأنهم في اقتصارهم على إثبات العقل فقط والغفلة عما وراءه بمثابة الطبيعيين المقتصرين على إثبات الأجسام خاصة المعرضين عن النقل والعقل المعتقدين أنه ليس وراء الجسم في حكمة الله شيء.
وأما البراهين التي يزعمونها على مدعياتهم في الموجودات ويعرضوا على مغيار المنطق وقانونه فهي قاصرة وغير وافية بالغرض.
أما ما كان منها في الموجودات الجسمانية ويسمونه العلم الطبيعي فوجه قصوره أن المطابقة بين تلك النتائج الذهنية التي تستخرج بالحدود والأقيسة كما في زعمهم وبين ما في الخارج غير يقينية لأن تلك أحكام ذهنية كلية عامة والموجودات الخارجية متشخصة بموادها ولعل في المواد ما يمنع من مطابقة الذهني الكلي للخارجي الشخصي اللهم إلا ما يشهدوا له الحس من ذلك فدليله شهوده لا تلك البراهين فأين اليقين الذي يجدونه فيها وربما يكون تصرف الذهن أيضا في المعقولات الأول المطابقة للشخصيات بالصور الخيالية لا في المعقولات الثواني التي تجريدها في الرتبة الثانية فيكون الحكم حينئذ يقينيا بمثابة المحسوسات إذ المعقولات الأول أقرب إلى مطابقة الخارج لكمال الانطباق فيها فنسلم لهم حينئذ دعاويهم في ذلك إلا أنه ينبغي لنا الإعراض عن النظر فيها إذ هو من ترك المسلم لما لا يعنيه فإن مسائل الطبيعيات لا تهمنا في ديننا ولا معاشنا فوجب علينا تركها.
وأما ما كان منها في الموجودات التي وراء الحس وهي الروحانيات ويسمونه العلم الإلهي وعلم ما بعد الطبيعة فإن ذواتها مجهولة رأسا ولا يمكن التوصل إليها ولا البرهان عليها لأن تجريد المعقولات من الموجودات الخارجية الشخصية إنما هو ممكن فيما هو مدرك لها ونحن لا ندرك الذوات الروحانية حتى نجرد منها ماهيات أخرى بحجاب الحس بيننا وبينها فلا يتأتى لنا برهان عليها ولا مدرك لنا في إثبات وجودها على الجملة إلا ما نجده بين جنبينا من أمر النفس الإنسانية وأحوال مداركها وخصوصا في الرؤيا التي هي وجدانية لكل أحد وما وراء ذلك من حقيقتها وصفاتها فأمر غامض لا سبيل إلى الوقوف عليه وقد صرح بذلك محققوهم حيث ذهبوا إلى أن ما لا مادة له لا يمكن البرهان عليه لأن مقدمات البرهان من شرطها أن تكون ذاتية.
وقال كبيرهم أفلاطون: إن الإلهيات لا يوصل فيها إلى يقين وإنما يقال فيها بالأحق الأولى يعني الظن وإذا كنا إنما نحصل بعد التعب والنصب على الظن فقط فيكفينا الظن الذي كان أولا فأي فائدة لهذه العلوم والاشتغال بها ونحن إنما عنايتنا بتحصيل اليقين فيما وراء الحسن من الموجودات على ما هي عليه بتلك البراهين فقول مزيف مردود وتفسيره أن الإنسان مركب من جزئين.
أحدهما: جسماني والآخر روحاني ممتزج به ولكل واحد من الجزئين مدارك مختصة به والمدرك فيهما واحد وهو الجزء الروحاني يدرك تارة مدارك روحانية وتارة مدارك جسمانية إلا أن المدارك الروحانية يدركها بذاته بغير واسطة والمدارك الجسمانية بواسطة آلات الجسم من الدماغ والحواس وكل مدرك فله ابتهاج بما يدركه واعتبره بحال الصبي في أول مداركه الجسمانية التي هي بواسطة كيف يبتهج بما يبصره من الضوء وبما يسمعه من الأصوات فلا شك أن الاتبهاج بالإدراك الذي للنفس من ذاتها بغير واسطة يكون أشد وألذ فالنفس الروحانية إذا شعرت بإدراكها الذي لها من ذاتها بغير واسطة حصل لها ابتهاج ولذة لا يعبر عنها وهذا الإدراك لا يحصل بنظر ولا علم وإنما يحصل بكشف حجاب الحس ونسيان المدارك الجسمانية بالجملة والمتصوفة كثيرا ما يعنون بحصول هذا الإدراك للنفس حصول هذه البهجة فيحاولون بالرياضة أمانة القوى الجسمانية ومداركها حتى الفكر من الدماغ ليحصل للنفس إدراكها الذي لها من ذاتها عند زوال الشواغب والموانع الجسمانية فيحصل لهم بهجة ولذة لا يعبر عنها وهذا الذي زعموه بتقدير صحته مسلم لهم وهو مع ذلك غير واف بمقصودهم.
فأما قولهم إن البراهين والأدلة العقلية محصلة لهذا النوع من الإدراك والابتهاج عنه فباطل كما رأيته إذ البراهين والأدلة من جملة المدارك الجسمانية لأنها بالقوى الدماغية من الخيال والفكر والذكر ونحن أول شيء نعني به في تحصيل هذا الإدراك إماتة هذه القوى الدماغية كلها لأنها منازعة له فادحة فيه وتجد الماهر منهم عاكفا على كتاب الشفاء والإشارات والنجاة وتلاخيص ابن رشد للقص من تأليف أرسطو وغيره يبعثر أوراقها ويتوثق من براهينها ويلتمس هذا القسط من السعادة فيها ولا يعلم أنه يستكثر بذلك الموانع عنها ومستندهم في ذلك ما ينقلونه عن أرسطو والفارابي وابن سينا أن من حصل له إدراك العقل الفعال واتصل به في حياته فقد حصل حظه من هذه السعادة والعقل الفعال عندهم عبارة عن أول رتبة ينكشف عنها الحس من رتب الروحانيات ويحملون الاتصال بالعقل الفعال على الإدراك العلمي وقد رأيت فساده.
وإنما يعني أرسطو وأصحابه بذلك الاتصال والإدراك إدراك النفس الذي لها من ذاتها وبغير واسطة وهو لا يحصل إلا بكشف حجاب الحس.
وأما قولهم إن البهجة الناشئة عن هذا الإدراك هي عين السعادة الموعود بها فباطل أيضا لأنا إنما تبين لنا بما قرروه إن وراء الحس مدركا آخر للنفس من غير واسطة وإنها تبتهج بإدراكها ذلك ابتهاجا شديدا وذلك لا يعين لنا أنه عين السعادة الأخروية ولا بد بل هي من جملة الملاذ التي لتلك السعادة.
وأما قولهم أن السعادة في إدراك هذه الموجودات على ما هي عليه فقول باطل مبني على ما كنا قدمناه في أصل التوحيد من الأوهام والأغلاط في أن الوجود عند كل مدرك منحصر في مداركه وبينا فساد ذلك وأن الوجود أوسع من أن يحاط به أو يستوفي إدراكه بجمله روحانيا أو جسمانيا والذي يحصل من جميع ما قررناه من مذاهبهم أن الجزء الروحاني إذا فارق القوى الجسمانية أدرك إدراكا ذاتيا له مختصا بصنف من المدارك وهي الموجودات التي أحاط بها علمنا وليس بعام الإدراك في الموجودات كلها إذ لم تنحصر وأنه يبتهج بذلك النحو من الإدراك ابتهاجا شديدا كما يبتهج الصبي بمداركه الحسية في أول نشرة ومن لنا بعد ذلك بإدراك جميع الموجودات أو بحصول السعادة التي وعدنا به الشارع إن لم نعمل لها هيهات هيهات لما توعدون.
وأما قولهم إن الإنسان مستقل بتهذيب نفسه وإصلاحها بملابسة المحمود من الخلق ومجانبة المذموم فأمر مبني على أن ابتهاج النفس بإدراكها الذي لها من ذاتها هو عين السعادة الموعود بها لأن الرذائل عائقة للنفس عن تمام إدراكها ذلك بما يحصل لها من الملكات الجسمانية والروحانية فهذا التهذيب الذي توصولنا إلى معرفته إنما نفعه في البهجة الناشئة عن الإدراك الروحاني فقط الذي هو على مقاييس وقوانين.
وأما ما وراء ذلك من السعادة التي وعدنا به الشارع على امتثال ما أمر به من الأعمال والأخلاق فأملا يحيط به مدارك المدركين وقد تنبه لذلك زعميهم أبو علي بن سينا فقال في كتاب المبدأ والمعاد ما معناه أن المعاد الروحاني وأحواله هو مما يتوصل إليه بالبراهين العقلية والمقاييس لأنه على نسبة طبيعية محفوظة ووتيرة واحدة قلنا في البراهين عليه سعة.
وأما المعاد الجسماني أحواله فلا يمكننا إدراكه بالبرهان لأنه ليس على نسبة واحدة وقد بسطته لنا الشريعة الحقة المحمدية فلينظر فيها ولنرجع في أحواله إليها فهذا العلم كما رأيته غير واف بمقاصدهم التي حوموا عليها مع ما فيه من مخالفة الشرائع وظواهرها وليس له فيما علمنا إلا ثمرة واحدة وهي شحذ الذهن في ترتيب الأدلة والحجاج لتحصيل ملكة الجودة والصواب في البراهين وذلك أن نظم المقاييس وتركيبها على وجه الإحكام والإتقان هو كما شرطوه في صناعتهم المنطقية وقولهم بذلك في علومهم الطبيعية وهم كثيرا ما يستعلمونها في علومهم الحكمية من الطبيعيات والتعاليم وما بعدها فيستولي الناظر فيها بكثرة استعمال البراهين بشروطها على ملكه الإتقان والصواب في الحجاج والاستدلالات لأنها وإن كانت غير وافية بمقصودهم هم فهي أصح ما علمناه من قوانين الأنظار.
هذه هي ثمرة هذه الصناعة مع الاطلاع على مذاهب أهل العلم وآرائهم ومضارها ما علمت فليكن الناظر فيها متحرزا جهده من معاطيها فليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والإطلاع على التفسير والفقه ولا يكبن أحد عليها وهو خلو عن علوم الملة فقل أن يسلم لذلك من معاطيها والله الموفق للصواب وللحق والهادي إليه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
قال الغزالي في الإحياء: الفلسفة ليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء.
أحدها: الهندسة والحساب وهما مباحان ولا يمنع عنهما إلا من يخاف عليه أن يتجاوز بهما إلى علوم مذمومة فإن أكثر الممارسين لهما قد خرجوا منهما إلى البدع فيصان الضعيف عنهما لا لعينهما خوفا عليه من أن القوي يندب إلى مخالطتهم.
قال الثاني: المنطق وهو بحث عن وجه الدليل وشروطه ووجه الحد وشروطه وهما داخلان في علم الكلام.
الثالث: الإلهيات وهو بحث عن ذات الله تعالى وصفاته وهو داخل في الكلام أيضا والفلاسفة لم ينفردوا فيها بنمط آخر من العلم بل انفرد بمذاهب بعضها كفر وبعضها بدعة.
الرابع: الطبيعيات بعضها مخالف للشرع والدين الحق فهو جهل وليس بعلم حتى يورد في أقسام العلوم وبعضها بحث عن صفات الأجسام وخواصها وكيفية استحالتها وتغييرها وهو شبيه بنظر الأطباء ولا حاجة إليها وإنما حدث ذلك بحدوث البدع إلى آخر ما قال والله أعلم.

علم الإلهي

علم الإلهي
هو علم يبحث فيه عن الحوادث من حيث هي موجودات.
وموضوعه الوجود من حيث هو.
وغايته تحصيل الاعتقادات الحقة والتصورات المطابقة لتحصيل السعادة الأبدية والسيادة السرمدية كذا في: مفتاح السعادة.
وفي كشاف اصطلاحات الفنون: هو علم بأحوال ما يفتقر في الوجودين أي الخارجي والذهني إلى المادة.
ويسمى أيضا بالعلم الأعلى وبالفلسفة الأولى وبالعلم الكلي وبما بعد الطبيعة وبما قبل الطبيعة
والبحث فيه عن الكميات المتصلة والكيفيات المحسوسة والمختصة بالكميات وأمثالها مما يفتقر إلى المادة في الوجود الخارجي استطرادي وكذا البحث عن الصورة مع أن الصورة تحتاج إلى المادة في التشكل كذا في العلمي وفي الصدر أمن الحكمية النظرية ما يتعلق بأمور غير مادية مستغنية القوام في نحوي الوجود العيني والذهني عن اشتراط المادة كالإله الحق والعقول الفــعالة والأقسام الأولية للموجود كالواجب والممكن والواحد والكثير والعلة والمعلول والكلي والجزئي وغير ذلك فإن خالط شيء منها المواد الجسمانية فلا يكون على سبيل الافتقار والوجوب.
وسموا هذا القسم: العلم الأعلى فمنه العلم الكلي المشتمل على تقاسيم الوجود المسمى بالفلسفة الأولى ومنه الإلهي الذي هو فن من المفارقات.
وموضوع هذين الفنين: أعم الأشياء وهو الموجود المطلق من حيث هو. انتهى.
وأصول الإلهي خمسة:
الأول: الأمور العامة.
الثاني: إثبات الواجب وما يليق به.
الثالث: إثبات الجواهر الروحانية.
الرابع: بيان ارتباط الأمور الأرضية بالقوى السماوية.
الخامس: بيان نظام الممكنات.
وفروعه قسمان:
الأول: البحث عن كيفية الوحي وصيرورة العقل محسوسا ومنه تعريف الإلهيات ومنه الروح الأمين.
الثاني: العلم بالمعاد الروحاني. انتهى.
وقال صاحب: إرشاد القاصد: يعبر عنه بالإلهي لاشتماله على علم الربوبية.
وبالعلم الكلي لعمومه وشموله لكليات الموجودات.
وبعلم ما بعد الطبيعة لتجرد موضوعه عن المواد ولواحقها.
قال: وأجزاؤه الأصلية خمسة: الأول: النظر في الأمور العامة مثل الوجود والماهية والوجوب والإمكان والقدم والحدوث والوحدة والكثرة.
والثاني: النظر في مبادئ العلوم كلها وتبيين مقدماتها ومراتبها. والثالث: النظر في إثبات وجود الإله ووجوبه والدلالة على وحدته وصفاته.
والرابع: النظر في إثبات الجواهر المجردة من العقول والنفوس والملائكة والجن والشياطين وحقائقها وأحوالها.
والخامس: النظر في أحوال النفوس البشرية بعد مفارقتها وحال المعاد.
ولما اشتدت الحاجة إليه اختلفت الطرق.
فمن الطالبين: من رام إدراكه بالبحث والنظر وهؤلاء زمرة الحكماء الباحثين ورئيسهم أرسطو وهذا الطريق أنفع للتعلم لو وفى بجملة المطالب وقامت عليها براهين يقينية وهيهات.
ومنهم: من سلك طريق تصفية النفس بالرياضة وأكثرهم يصل إلى أمور ذوقية يكشفها له العيان ويجل أن توصف بلسان ومنهم: ابتدأ أمره بالبحث والنظر وانتهى إلى التجريد وتصفية النفس فجمع بين الفضيلتين وينسب مثال هذا الحال إلى سقراط وأفلاطون والسهروردي والبيهقي. انتهى.
وقال أبو الخير: وهذا العلم هو المقصد الأقصى والمطلب الأعلى لكن لمن وقف على حقائقه واستقام في الإطلاع على دقائقه لأن حظي به فقد فاز فوزا عظيما ومن زلت فيه قدمه أو طغى به قلمه فقد ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا إذ الباطل يشاكل الحق في مأخذه والوهم يعارض العقل في دلائله جل جناب الحق عن أن يكون شريعة الكل وارد أو يطلع على سرائر قدسه إلا واحد بعد واحد وقلما يوجد إنسان يصفو عقله عن كدر الأوهام ويخلص فهمه عن مهاوي الإيهام ويستسلم لما قرره الأعلام.
واعلم أن من النظر رتبة تناظر طريق التصفية ويقرب حدها من حدها وهو طريق الذوق ويسمونه الحكمة الذوقية.
وممن وصل إلى هذه الرتبة في السلف السهروردي وكتاب: حكمة الإشراق له صادر عن هذا المقام برمز أخفى من أن يعلم وفي المتأخرين: الفاضل الكامل مولانا شمس الدين الفناري في بلاد الروم ومولانا جلال الدين الدواني في بلاد العجم ورئيس هؤلاء الشيخ صدر الدين القونوي والعلامة قطب الدين الشيرازي. انتهى. ملخصا أو سيأتي تمام التفصيل في الحكمة عند تحقيق الأقسام إن شاء الله العزيز العلام.
واعلم أن منبع العلوم الحكمية النظرية وأستاذ الكل فيها إدريس عليه السلام آتاه الله الحكمة والنبوة وأنزل عليه ثلاثين صحيفة وعلم النجوم. وأفهمه عدد السنين والحساب وعلمه الألسنة حتى تكلم الناس في زمنه باثنين وتسعين لسانا ولد بمصر وسموه هرمس الهرامس وباليونانية أرمس بمعنى عطارد وعرب بهرمس واسمه الأصلي هنوخ وعرب أخنوخ وسماه الله تعالى في كتابه العربي المبين إدريس لكثرة دراسة كتاب الله تعالى.
وقيل: إن معلمه غوثاديمون أو أغثاذيمون المصري وتفسيره السعيد الجد قيل: وهو شيث عليه السلام.
ثم إن إدريس عرف الناس صفة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنه يكون بريئا عن المذمات والآفات كلها كاملا في الفضائل الممدوحات لا يقصر عما يسأل عنه مما في الأرض والسماء ومما فيه دواء وشفاء وأنه يكون مستجاب الدعوة في كل ما يطلبه ويكون مذهبه ودينه ما يصلح به العالم.
وكانت قبلة إدريس جهة الجنوب على خط نصف النهار كان رجلا تام الخلقة حسن الوجه أجلح كث اللحية مليح الشمائل والتخاطيط تام الباع عريض المنكبين ضخم العظام قليل اللحم براق العين أكحلها متأنيا في كلامه كثير الصمت وإذا اغتاظ أخذ يحرك سبابته إذا تكلم وكانت مدة مقامه في الأرض اثنتين وثمانين سنة ثم دفعه الله مكانا عليا.
وهو أول من خاط الثياب وحكم بالنجوم وأنذر بالطوفان وأول من بنى الهياكل ومجد الله فيها وأول من نظر في الطب وأول من ألف القصائد والأشعار وهو الذي بنى أهرام بمصر وصور فيها جميع العلوم والصناعات وآلاتها خشية أن يذهب رسمها بالطوفان.
واعلم أيضا أن من أساتذة الحكمة الحكيم أفلاطون أحد الأساطين الخمسة للحكمة من يونان كبير القدر مقبول القول البليغ في مقاصده.
أخذ عن فيثاغورس وشارك مع سقراط في الأخذ عنه وصنف في الحكمة كتبا لكن اختار فيها الرمز والإغلاق وكان يعلم تلاميذه وهو ماش ولهذا سموا المشائين وفوض الدرس في آخر عمره إلى أرشد أصحابه وانقطع هو للعبادة وعاش ثمانين سنة وولد في مدينة أنيس ولازم سقراط خمسين سنة وكان عمره إذ ذاك عشرون سنة وتزوج امرأتين وكانت نفسه في التعليم مباركة تخرج بها علماء اشتهروا من بعده.
ومن جملة أساتذة الحكمة أرسطاطاليس تلميذ أفلاطون لازم خدمته مدة عشرين سنة وكان أفلاطون يؤثر على غيره ويسميه العقل وهو خاتم حكماءهم وسيد علمائهم وأول من استخرج المنطق وله كتب شريفة في الفلسفة وكان معلم الإسكندر بن فيلقوس وبآدابه وسياسته عمل هو فظهر الخير وفاض العدل وبه انقمع الشرك في بلاد اليونانيين.
ومعنى أرسطاطاليس محب الحكمة أو الفاضل الكامل عاش سبعا وستين سنة ومصنفاته تنيف على ثمانين وكان أبيض أجلح حسن القامة عظيم العظام صغير العينين والفم عريض الصدر كث اللحية أشهل العينين أقنى الأنف يسرع في مشيته ناظرا في الكتب دائما يقف عند كل كلمة ويطيل الإطراق عند السؤال قليل الجواب ينتقل في أوقات النهار في الفيافي ونحو الأنهار محبا لاستماع الألحان والاجتماع بأهل الرياضة وأصحاب الجدل منصفا في نفسه إذا خصم ويعرف بموضع الإصابة والخطأ معتدلا في الملابس والمآكل مات وله ثمان وتسعين سنة ثم إنه تخلف عن خدمة الملوك وبنى موضع التعليم وأقبل على العناية بمصالح الناس.
وكان جليل القدر كثير التلاميذ من الملوك وأبناءهم وكان أهل مدينة أسطا إذا أشكل عليهم أمر يجتمعون إلى قبره حتى يفتح لهم ويزعمون أن قبره يصحح فكرهم ويذكي عقولهم واستيفاء أخباره لا يمكن إلا في مجلد.
ومن جملة أساتذة الحكمة الفارابي وهو أبو نصر محمد بن محمد كان ذكيا حكيما مشهورا صاحب التصانيف في المنطق والمحكمة وغيرهما من العلوم وهو أكبر فلاسفة الإسلاميين لم يكن فيهم من بلغ رتبته في فنونه وتخرج ابن سينا في كتبه وبعلومه انتفع في تصانيفه كان رجلا تركيا تنقلت به الأسفار إلى أن وصل بغداد وهو يعرف كثيرا من اللغات غير العربي ثم تعلمه وأتقنه.
ثم اشتغل بالحكمة فقرأ على أبي بشر - متى بن يونس الحكيم - من شرح كتاب أرسطو في المنطق سبعين سفرا وكان هو شيخا كبيرا له صيت عظيم يجتمعون في حلقته كل يوم المئون من المنطقيين ثم أخذ طرفا من المنطق من أبي حنا ابن خيلان الحكيم النصراني بمدينة حران ثم نقل إلى بغداد وقرأ بها علوم الفلسفة وتمهر في كتب أرسطو جميعها يقال وجد كتاب النفس لأرسطو عليه مكتوب بخط الفار أبي: إني قرأت هذا الكتاب مائتي مرة وقال: قرأت السماع الطبعي لأرسطو أربعين مرة ومع ذلك إني محتاج إلى معاودته وكان يقول: لو أدركت أرسطو لكنت أكبر تلامذته.
ثم سافر إلى دمشق ثم إلى مصر ثم عاد إلى دمشق فأحسن إليه سلطانها1 سيف الدولة بن حمدان وأجرى عليه كل يوم أربعة دراهم لأنه كان أزهد الناس في الدنيا لا يحتفل بأمر مكتسب ولا مسكن لذلك أقتصر على أربعة دراهم وكان منفردا بنفسه لا يكون إلا في مجتمع ماء أو مشبك رياض ويؤلف كتبه هناك وكان أكثر تصانيفه في الرقاع ولم يصنف في الكراريس إلا قليلا فلذلك كانت أكثر تصانيفه فصولا وتعليقات وبعضها ناقصا.
يحكى أن الآلات المسماة بالقونون من تركيبه.
توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بدمشق وقد ناهز ثمانين سنة.
وعدد مصنفاته من الكتب والرسالة سبعون كلها نافعة سيما كتابان في العلم الإلهي والمدني لا نظير لهما.
أحدهما: المعروف بالسياسة المدنية.
والأخرى: بالسيرة الفاضلة وصنف كتابا شريفا في إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها لم يسبق إليه أحد ولا ذهب أحد مذهبه ولا يستغني عنه أحد من طلاب العلم وكذا كتابه في أغراض أفلاطون وأرسطو أطلع فيه على أسرار العلوم وثمارها علما علما وبين كيفية التدرج من بعضها إليها بعض شيئا فشيئا ثم بدأ بفلسفة أرسطو ووصف أغراضه في تواليفه المنطقية والطبيعية فلا أعلم كتابا أجدى على طلب الفلسفة منه.
وفاراب: إحدى مدن الترك فيما وراء النهر. ومن جملة أساطين الحكمة: أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا الحكيم المشهور وكان أبوه من بلخ ثم انتقل منها إلى بخارا وكان من العمال الكفاة وتولى العمل بقرية من بخارا يقال لها هرمين ثم انتقلوا إلى بخارا وانتقل الرئيس بعد ذلك في البلاد وأشتغل بالعلوم وحصل الفنون ولما بلغ عشر سنين من عمره أتقن علم القرآن العزيز والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة ثم قرأ كتاب: إيساغوجي علي أبي عبد الله النابلي وأحكم عليه ظواهر المنطق: لأنه لم يكن يعرف دقائقها ثم حل هو نفسه دقائق غفل عنها الأوائل وأحكم عليه إقليدس والمجسطي وفاقه أضعافا كثيرة.
وكان مع ذلك يختلف في الفقه إلى إسماعيل الزاهد يقرأ ويبحث ويناظرهم ثم اشتغل بتحصيل الطبعي والإلهي وغير ذلك وفتح الله عليه أبواب العلوم ثم فاق في علم الطب الأوائل والأواخر في أقل مدة وأصبح عديم القرين فقيد المثيل.
وقرأ عليه فضلاء هذا الفن أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة وسنه إذ ذاك نحو ستة عشر وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكمالها ولم يشتغل في النهار بشيء سوى العلم والمطالعة وكان إذا أشكلت عليه مسئلة توضأ وقصد المسجد الجامع وصلى ودعا الله عز وجل أن يسهلها عليه ويفتح مغلقها له فتح الله - تبارك وتعالى – مشكلاتها.
ثم اتصل بخدمة نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان بسبب الطب ودخل إلى خزانة كتبه واطلع على كتب لم تقرع آذان الزمان بمثلها وحصل نخب فوائدها وتحلى بنفائس فرائدها.
ويحكى عنه أنه لم يطلع على مسئلة إلى آخر عمره إلا وكان يعرفها وكان في ثمانية عشر سنين من سنه حتى حكي عنه أنه قال: كل ما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته الآن لم أزد عليه إلى اليوم وهذا أمر عظيم لا يكاد يقبله العقل لولا عرف حد ذكائه.
ثم تنقلت به الأحوال بأمور يطول شرحها حتى استوزر ثم عزل وحبس وبعد هذه الأحوال كلها مرض ثم صلح ثم دخل إلى أن ضعف جدا ثم اغتسل وتاب1 وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم على من عرفه وأعتق مماليكه وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة ثم مات يوم الجمعة من رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة بهمذان وكانت ولادته سنة سبعين وثلاثمائة في شهر صفر وقيل: توفي بأصبهان وفضائله كثيرة شهيرة وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه.
وعدة مؤلفاته ثمانية وستون على الأشهر وقيل: يقارب مائة مصنف ما بين مطول ومختصر. ورسائله بديعة منها: رسالة حي بن يقظان و: رسالة سلامان و: إبسال و: رسالة الطب و: قصيدة الورقاء يرمز بها عن النفس الناطقة.
ومن جملة أساطين الحكمة الإمام فخر الدين الرازي وممن نحا نحو ابن سينا والرازي:
نصير الدين الطوسي وهو محمد بن محمد سلطان الحكماء المدققين وقدوتهم في زمانه جامع علوم المتقدمين والمتأخرين.
ولد يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة توفي آخر نهار الاثنين ثامن عشر ذي الحجة وقت مغيب الشمس سنة اثنتين وسبعين وستمائة ودفن بالمشهد الكاظمي.
وكان آية في التدقيق والتحقيق وحل المواضع المشكلة سيما: لطف التحرير الذي لم يلتفت إليه المتقدمون بل التفتوا إلى جانب المعنى فقط ثم إن الفاضل الشريف قلده في أمر التحرير والتقرير كما يظهر ذلك بالنظر في تصانيفهما.
وكان1 غاليا في التشيع كما يفصح عنه المقصد السادس من التجريد إلا أن الشيخ أكمل الدين قال: في أواخر شرحه للتجريد سمعت شيخي العلامة قطب الدين الشيرازي قال: كان الناس مختلفين في أن هذا الكتاب يعني التجريد لخواجه نصير الدين أولا فسأل عن ذلك ابنه خواجه أصيل الدين فقال: كان والدي وضعه إلى باب الإمامة وتوفي فكمله ابن المطهر الحلي وكان من الشيعة وهو زائغ زيغا عظيما فعلى هذه الرواية يكون بريئا عن نقيصة التشيع إلا أن المشهور عند الجمهور خلاف.
وبمن يلي هؤلاء في معرفة الحكمة الشيخ شهاب الدين السهروردي بل فاق كثيرا في الحكمة الذوقية.
وممن خرط في سلكهم الشيخ قطب دن الشيرازي والشيخ قطب الدين الرازي وسعد الدين التفتازاني والسيد الشريف الجرجاني ثم الجلال الدواني.
قال الأرنيقي: بعد ما ذكر في: مدينة العلوم ومن فضلاء بلادنا مولانا مصلح الدين مصطفى الشهير بخواجه زاده ومصلح الدين مصطفى الشهير بالقسطلاني لكن هؤلاء السبعة قد فاقوا على أكثر المتقدمين في الحديث والتفسير والأصول والفروع إلا أن الإمام فخر الدين الرازي فإنه تمهر فيها مع مشاركته لهؤلاء في علوم الحكمة بأقسامها وإن اتقانه أقوى من إتقانهم. انتهى
قلت: وفي قوله فاق على أكثر المتقدمين إلى آخره نظرا لأن العلم المجرد بالحديث والتفسير لا يكفي في صحة الاعتقاد والعمل حتى يستعملها على وجههما ويقول بمقتضاهما ويحقق فحواهما وأنى لهم التناوش من مكان بعيد.
والفخر الرازي أكثر كلاما من هؤلاء في علوم التفسير ولكن قال أهل التحقيق في حق كتابه: مفاتيح الغيب فيه كل شيء إلا التفسير وقد بحث في تفسيره هذا عن كل شيء لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وقد أخطأ في مواضع مما يتعلق بفهم القرآن الكريم ويقال: إنه لم يكمل تفسيره بل كمله بعض من جاء بعده والخطأ منه وقد أصاب في مواضع منها: رد التقليد واثبات الاتباع. والله أعلم.
ثم قال في: مدينة العلوم: إن الكتب المؤلفة في العلم الإلهي لما لم يخل عن الرياضي والطبعي أيضا أحببنا أن نذكره بعد الفراغ عن الكل - اللهم إلا نادرا -: كالمباحث المشرقية للإمام فخر الدين الرازي وأمثاله ولا تظن أن العلوم الحكمية مخالفة للعلوم الشرعية مطلقا بل الخلاف في مسائل يسيرة وبعضها مخالف في مسائل قليلة ظاهرا لكن إن حقق يصافح أحدهما الآخر ويعانقه. انتهى.
قال في: كشف الظنون ثم اعلم أن البحث والنظر في هذا العلم لا يخلو إما: أن يكون على طريق النظر أو: على طريق الذوق فالأول: إما على قانون فلاسفة المشائين فالمتكفل له كتب الحكمة أو على قانون المتكلمين فالمتكفل حينئذ كتب الكلام لأفاضل المتأخرين والثاني: إما على قانون فلاسفة الإشراقين فالمتكفل له حكمة الإشراق ونحوه أو على قانون الصوفية واصطلاحهم فكتب التصوف.
وقد علم موضوع هذا الفن ومطالبه فلا تغفل فإن هذا التنبيه والتعليم مما فات عن أصحاب الموضوعات - وفوق كل ذي علم عليم.
وعبارة ابن خلدون في: تاريخه هكذا.
قال: علم الإلهيات: هو علم ينظر في الوجود المطلق.
فأولا: في الأمور العامة للجسمانيات والروحانيات من الماهيات والوحدة والكثرة والوجوب والإمكان وغير ذلك.
ثم ينظر في مبادئ الموجودات وأنها روحانيات.
ثم في كيفية صدور الموجودات عنها ومراتبها.
ثم في أحوال النفس بعد مفارقة الأجسام وعودها إلى المبدأ.
وهو عندهم: علم شريف يزعمون أنه يوقفهم على معرفة الوجود على ما هو عليه وإن ذلك عين السعادة في زعمهم وسيأتي الرد عليهم وهو تال للطبيعيات في ترتيبهم ولذلك يسمونه: علم ما وراء الطبيعة وكتب المعلم الأول فيه موجود بين أيدي الناس ولخصه ابن سينا في كتاب: الشفاء والنجاة وكذلك لخصها ابن رشد من حكماء الأندلس.
ولما وضع المتأخرون في علوم القوم ودونوا فيها رد عليهم الغزالي ما رد منها ثم خلط المتأخرون من المتكلمين مسائل علم الكلام بمسائل الفلسفة لعروضها في مباحثهم وتشابه موضوع علم الكلام بموضوع الإلهيات ومسائله بمسائلها فصارت كأنها فن واحد ثم غيروا ترتيب الحكماء في مسائل الطبيعيات والإلهيات وخلطوهما فنا واحدا قدموا الكلام في الأمور العامة ثم أتبعوه بالجسمانيات وتوابعها إلى آخر العلم كما فعله الإمام ابن الخطيب في: المباحث المشرقية وجميع من بعده من علماء الكلام وصار علم الكلام مختلطا بمسائل الحكمة وكتبه محشوة بها كان الغرض من موضوعهما ومسائلهما واحد والتبس ذلك على الناس وهي غير صواب لأن مسائل علم الكلام إنما هي عقائد ملتقاة من الشريعة كما نقلها السلف من غير رجوع فيها إلى العقل ولا تعويل عليه بمعنى أنها لا تثبت إلا به فإن العقل معزول عن الشرع وأنظاره وما تحدث فيه المتكلمون من إقامة الحجج فليس بحثا عن الحق فيها فالتعليل بالدليل بعد أن لم يكن معلوما هو شأن الفلسفة بل إنما هو التماس حجة عقلية تعضد عقائد الإيمان ومذاهب السلف فيها وتدفع شبه أهل البدع عنها الذين زعموا أن مداركهم فيها عقلية وذلك بعد أن تفرض صحيحة بالأدلة النقلية كما تلقاها السلف واعتقدوها وكثيرا ما بين المقامين من التفاوت في ذلك مدارك صاحب الشريعة أوسع لاتساع نطاقها عن مدارك الأنظار العقلية فهي فوقها ومحيطة بها لاستمدادها من الأنوار الإلهية فلا تدخل تحت قانون النظر الضعيف والمدارك المحاط بها فإذا هدانا الشارع إلى مدرك فينبغي أن نقدمه على مداركنا ونثق به دونها ولا ننظر في تصحيحه بمدارك العقل ولو عارضه نعتمد ما أمرنا به اعتقادا وعلما ونسكت عما لم نفهم من ذلك ونفوضه إلى الشارع ونعزل العقل عنه.
والمتكلمون إنما دعاهم إلى ذلك كلام أهل الإلحاد في معارضات العقائد السلفية بالبدع النظرية فاحتاجوا إلى الرد عليهم من جنس معارضاتهم واستدعى ذلك الحجج النظرية والبطلان فليس من موضوع علم الكلام ولا من جنس أنظار المتكلمين فاعلم ذلك لتميز به بين الفنين فإنهما مختلطان عند المتأخرين في الوضع والتأليف والحق مغايرة كل منه لصاحبه بالموضوع والمسائل وإنما جاء الالتباس من اتحاد المطالب عند الاستدلال وصار احتجاج أهل الكلام كأنه إنشاء لطلب الاعتداد بالدليل وليس كذلك بل إنما هو رد على الملحدين
والمطلوب مفروض الصدق معلومه وكذا جاء المتأخرين من غلاة المتصوفة المتكلمين بالمواجد أيضا فخلطوا مسائل الفنين بفنهم وجعلوا الكلام واحدا فيه كلها مثل كلامهم في النبوات والاتحاد والحلول والوحدة وغير ذلك.
والمدارك في هذه الفنون الثلاثة متغايرة مختلفة وأبعدها من جنس الفنون والعلوم مدارك المتصوفة لأنهم يدعون فيها الوجدان ويفرون عن الدليل والوجدان بعيد عن المدارك العلمية وأبحاثها وتوابعها كما بيناه ونبينه - والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم -. انتهى كلامه.

أَخْرَبُ

أَخْرَبُ:
بفتح الراء، ويروى بضمها، فيكون أيضا جمعا للخرب المذكور قبل: وهو موضع في أرض بني عامر بن صعصعة، وفيه كانت وقعة بني نهد وبني عامر، قال امرؤ القيس:
خرجنا نريغ الوحش، بين ثــعالة ... وبين رحيّات، إلى فجّ أخرب
إذا ما ركبنا، قال ولدان أهلنا: ... تعالوا، إلى أن يأتنا الصيد، نحطب

نِخَالَة

نِخَالَة
الجذر: ن خ ل

مثال: نِخَالَة الدقيق
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في ضبط الكلمة.
المعنى: ما بقي منه بعد نَخْله

الصواب والرتبة: -نُخالة الدقيق [فصيحة]
التعليق: الموجود في المعاجم «نُخالة» بضم النون، على وزن «فُــعَالة» بالمعنى المذكور، وقد لاحظ مجمع اللغة المصري اطراد دلالة «فُــعالة» في مأثور اللغة على بقايا الأشياء؛ فقاس هذا الوزن للألفاظ المستحدثة، (وانظر: قياسية فُــعَالة للدلالة على بقايا الأشياء).

الأَشَاءَةُ

الأَشَاءَةُ:
بالفتح، وبعد الألف همزة مفتوحة، وتاء التأنيث: موضع، أظنّه باليمامة أو ببطن الرمّة، قال زياد بن منقذ العدويّ:
يا ليت شعري عن جنبي مكشّحة، ... وحيث تبنى من الحنّاءة الأطم
عن الأشاءة هل زالت مخارمها، ... أم هل تغير من آرامها إرم؟
قالوا: الحنّاءة الجصّ، والأشاءة في الأصل صغار النخل، وقال إسمعيل بن حماد: الأشاءة همزته منقلبة عن الياء لأنّ تصغيره أشيّ، وقد ردّ ابن جنّي هذا وأعظمه، وقال: ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها فاء ولاما وهي أاءة وأجأ، وأخبرني أبو علي أنّ محمد بن حبيب حكى في اسم علم أتاءة، وذهب سيبويه في قولهم ألاءة وأشاءة إلى أنهما فــعالة مما لامه همزة، فأما أباءة فذكر أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو عليّ عنه أنها من ذوات الياء من أبيت فأصلها عنده أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية حتى صرن عباءة وصلاءة وعطاءة في قول من همز، ومن لم يهمز، أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي، وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء وأصلها أباية المعنى الذي وجده في أباءة من أبيت وذلك أنّ الأباءة هي الأجمة وهي القصبة، والجمع بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة بما ينبت فيها من القصب وغيره من السلوك والتصرف، وخالفت بذلك حكم البراح والبراز وهو النّقيّ من الأرض، فكأنها أبت وامتنعت على سالكها فمن ههنا حملها عندي على أبيت، فأما ما ذهب إليه سيبويه أنّ ألاءة وأشاءة مما لامه همزة، فالقول فيه عندي أنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء كعباءة وصلاءة وعطاءة لأنه وجدهم يقولون عباءة وعباية وصلاءة وصلاية وعطاءة وعطاية فيهن على أنها بدل الياء التي ظهرت فيهن لاما، ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا ألاية ورفضوا فيهما الياء البتة دلّه ذلك على أن الهمزة فيهما لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء، ولو كانت الهمزة فيهما بدلا لكانوا خلقاء أن يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في عباءة وأختيها، وليس في ألاءة وأشاءة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية، فلهذا جاز لأبي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم ينطقوا فيها بالياء.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.