Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=76795#0b3bc8
(الــصؤول) الشَّديد الصول
صول: صالَ على قِرْنِه صَوْلاً وصِيالاً وصُؤُولــاً وصَوَلاناً وصالاً
ومَصالةً: سَطا؛ قال:
ولم يَخْشَوْا مَصالَتَهُ عليهم،
وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّريحُ
والــصَّؤُول من الرجال: الذي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عليهم؛ قال
الأَزهري: الأَصل فيه ترك الهمز وكأَنه هُمِز لانضمام الواو، وقد هَمَزَ بعض
القُرَّاء: وإِن تَلْؤُوا، بالهمز، أَو تُعْرِضوا لانضمام الواو. وصالَ عليه
إِذا اسْتطال. وصالَ عليه: وَثَبَ صَوْلاً وصَوْلةً، يقال: رُبَّ قَوْلٍ
أَشَدّ من صَوْل.
والمُصاوَلَةُ: المُواثَبة، وكذلك الصِّيالُ والصِّيالة. والفَحْلان
يَتَصاولانِ أَي يَتَواثَبانِ.
الليث: صالَ الجَمَلُ يَصُولُ صِيالاً وصُوالاً وهو جَمَلٌ صَؤولٌ، وهو
الذي يأْكل راعَيه ويُواثِبُ الناسَ فيأْكلهم. وفي حديث الدعاء: بك
أَصُول، وفي رواية: أُصاوِل أَي أَسْطُو وأَقْهَر. والصَّولة: الوَثْبة. وصالَ
الفَحْلُ على الإِبل صَوْلاً، فهو صَؤُول: قاتَلَها وقَدَّمَها. أَبو
زيد: صَؤُل البعير يَصْؤُل، بالهمز، صآلةً إِذا صار يَشُلُّ الناس ويَعْدُو
عليهم، فهو صَؤول.
وصِيلَ لهم كذا أَي أُتِيح لهم؛ قال خُفاف بن نُدْبَة:
فَصِيلَ لهُم قَرْمٌ كأَنَّ بكَفِّه
شِهاباً، بدا في ظُلْمة اللَّيل يَلْمَع
وصالَ العَيْرُ على العانةِ: شَلَّها وحَمَلَ عليها. وفي الحديث: إِنَّ
هؤلاء الحَيَّيْنِ من الأَوْس والخَزْرج كانا يتصاوَلانِ مع رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، تَصاوُلَ الفَحْلين أَي لا يفعل أَحدُهما معه شيئاً
إِلا فعل الآخر مثله. وفي حديث عثمان: فَصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من
صَوْلِ غيره أَي إِمْساكُه أَشَدُّ من تَطاوُل غيره؛ وقوله أَنشده ابن
الأَعرابي:
لا خَيْرَ فيه غَيْر أَن لا يَهْتَدي،
وأَنَّه ذُو صَوْلَةٍ في المِزْوَدِ،
وأَنَّه غيرُ ثَقِيل في اليَدِ
قوله ذُو صَوْلة في المِزْوَد، يقول: إِنه ذو صَوْلةٍ على الطعام يأْكله
ويَنْهَكه ويُبالِغ فيه، فكأَنه إِنما يَصُولُ على حَيَوان مَّا، أَو
يَصُول على أَكِيله لذَوْدِه إِيَّاهم ومُدافَعَته لهم؛ وقوله وأَنه غير
ثقيلٍ في اليد، يقول: إِذا بَلِلْتَ به لم يَصِرْ في يدك منه خَيْر تَثْقُل
به يَدُك لأَنه لا خير عنده.
ابن الأَعرابي: المِصْوَلة المِكْنَسة التي يُكْنَس بها نواحي
البَيْدَر. أَبو زيد: المِصْوَل شيء يُنْقَع فيه الحَنْظَل لتَذْهَب مَرارتُه،
والصِّيلة، بالكسر: عُقْدة العَذَبة. وصُولٌ: اسم موضع؛ قال حُنْدُج ابن
حُنْدُج المُرِّي:
في لَيْلِ صُولٍ تَناهى العَرْضُ والطُّولُ،
كأَنما لَيْلُه باللَّيل مَوْصولُ
لِساهِرٍ طالَ في صُولٍ تَمَلْمُلُه،
كأَنه حَيَّة بالسَّوْط مَقْتولُ
قطم: القَطَمُ، بالتحريك: شهوة اللحم والضِّراب والنكاح قَطِمَ يَقْطَم
قَطَماً فهو قَطِمٌ
بيِّن القَطَم أي اهتاجَ وأَراد الضراب وهو شدة اغتلامه، ورجل قَطِم:
شَهْوان للحم. وقَطِمَ الصقْر إلى اللحم: اشتهاه، وقيل: كل مُشتهٍ شيئاً
قَطِمٌ، والجمع قُطُمٌ. والقَطِمُ: الغضبان. وفحل قَطِمٌ وقِطَمٌّ
وقِطْيَمٌّ: ضَؤُولٌ؛ وأَنشد:
يَسوقُ قَرْماً قَطِماً قِطْيَمّا
(* قوله «قرماً» كذا في النسخة المنقولة مما في وقف السلطان الأشرف،
والذي في التهذيب: قطعاً).
والقُطامِيُّ: الصِّقْر، ويفتح. وصَقر قَطام وقَطامِيٌّ وقُطامِيٌّ:
لَحِمٌ، قيس يفتحون وسائر العرب يضمون وقد غلب عليه اسماً، وهو مأْخوذ من
القَطِم وهو المشتهي اللحْم وغيره. الليث: القطامي من أَسماء الشاهين؛
وقوله أَنشده ثعلب:
تأَمَّلُ ما تقولُ، وكُنتَ قِدْماً
قَطامِيّاً تَأَمُّلُه قَلِيلُ
فسره فقال: معناه كنت مرّة
(* قوله «كنت مرة» كذا في الأصل والمحكم بالراء). تركب رأْس في الأُمور
في حداثتك، فاليوم قد كَبِرت وشِخت وتركت ذلك؛ وقول أُم خالد الخثعمية في
جَحْوش العُقَيلي:
فَلَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه،
يُقادُ إلى أَهلِ الغَضى بزِمامِ
لِيَشْرَبَ منه جَحْوشٌ، ويَشيمُه
بِعَيْنَيْ قَطامِيٍّ أَغَرَّ شآمِي
إنما أَرادت بعيني رجل كأَنهما عينا قطامي، وإنما وجهناه على هذا لأَن
الرجل نوع والقطامي نوع آخر سواه، فمحال أن ينظر نوع بعين نوع، ألا ترى
أَن الرجل لا ينظر بعيني حمار وكذلك الحمار لا ينظر بعيني رجل؟ هذا ممتنع
في الأَنواع، فافهم.
ومِقْطَمُ البازي: مِخْلبه. وقَطَم الشيء يَقطِمُه قَطْماً: عَضَّه
بأَطراف أَسنانه أو ذاقه. الفراء: قَطَمْتُ الشيء بأَطراف أَسناني أَقطِمه
إذا تناولته. وقال غيره: قطَمَ يَقطِم إذا عضَّ بمقدَّم الأَسنان؛ قال أَبو
وجزة:
وخائفٍ لَحِمٍ شاكاً بَراثنُه،
كأَنه قاطِمٌ وَقْفَينِ مِن عاجِ
ابن السكيت: القَطْم العض بأََطراف الأََسنان. يقال: اقْطِمْ هذا العود
فانظر ما طعمه. والخمر قُطاميّ، بالضم لا غير، أي طريّ
(* قوله أي طري؛
لعله يعود إلى العود لا إلى الخمر). وقطم الشيء يقطمه قطماً: عضه بأطراف
أسنانه أو ذاقه؛ قال أَبو وجزة:
وإذا قَطَمْتَهمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً
وقَواضِيَ الذِّيفانِ فيما تَقْطِمُ
والذِّيفان: السم، بكسر الذال: والقَطْمُ: تناول الحشيش بأَدنى الفم.
والقُطامة: ما قُطم بالفم ثم أُلقي. وقَطَمَ الفَصِيلُ النبتَ: أخذه بمقدّم
فيه قبل أن يستحكم أكله. وقَطَم الشيءَ قطماً: قطَعَه. وقَطَّمَ
الشاربُ: ذاق الشراب فكَرِهه وزَوَى وجهَه وقَطَّبَ.
والقُطامي، بالضم: من شعرائهم من تَغْلِب واسمه عُمير بن شُيَيْم.
وقطام: من أسماء النساء. ابن سيده: وقَطامِ وقَطامُ اسم امرأة، وأَهل الحجاز
يبنونه على الكسر في كل حال، وأَهل نجد يُجرونه مُجرى ما لا ينصرف، وقد
ذكرناه في رَقاشِ أَيضاً. وابن أُمّ قَطامِ: من ملوك كندة. وقُطامةُ: اسم.
والقُطَمِيّاتُ: مواضع؛ قال عبيد:
أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ،
فالقُطَمِيَّاتُ فالذَّنُوبُ
وقُطْان: اسم جبل؛ قال المخبل السعدي:
ولَما رأَتْ قُطْمانَ منْ عَن شِمالِها،
رأَت بَعْضَ ما تَهْوَى وقَرَّتْ عُيونُها
والمُقَطَّم: جبل بمصر، صانها الله تعالى.
نهك: النَّهْكُ: التَّنَقُّضُ. ونَهَكَتْه الحُمَّى نَهْكاً ونَهَكاً
ونَهاكةً ونَهْكَةً: جَهَدَتْه وأَضْنَتْه ونَقَصَتْ لَحْمَه، فهو
مَنْهُوك، رُؤِيَ أَثَر الهُزالِ عليه منها، وهو من التنقص أَيضاً، وفيه لغة
أُخرى: نَهِكَتْه الحمى، بالكسر، تَنْهَكُه نَهَكاً، وقد نُهِكَ أَي دَنِف
وضَنِيَ. ويقال: بانت عليه نَهْكَةُ
المرض، بالفتح، وبَدَتْ فيه نَهْكَةٌ. ونَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الحوض
إِذا ربت جميع ما فيه؛ قال ابن مقبل يصف إِبلاً:
نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياض إِذا غَدَتْ
عليه، وقد ضَمَّ الضَّرِيبُ الأَفاعِيَا
ونَهَكْت الناقةَ حَلْباً أَنْهَكُها إِذا نقَصْتها فلم يبق في ضرعها
لبن. وفي حديث ابن عباس: غير مُضِرٍّ بنَسْلٍ ولا ناهِكٍ في حَلَبٍ أَي غير
مبالغ فيه. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال للخافضة:
أَشِمِّي ولا تَنُهَكي أَي لا تُبالغي في استقصاء الختان ولا في إِسْحاتِ
مَخفِضِ الجارية، ولكن اخْفِضِي طُرَيفَه.
والمَنْهوك من الرجز والمنْسرح: ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه كقوله في الرجز:
يا ليتني فيها جَذَعْ
وقوله في المنسرح:
وَيْلُ امّه سَعْدٍ سعْـــــــدَا
وإِنما سمي بذلك لأَنك حذفت ثلثيه فَنَهَكْتَه بالحذف أَي بالغت في
إمراضه والإِجحاف به.
والنَّهْك: المبالغة في كل شيء. والنّاهِك والنَّهِيكُ: المبالغ في جميع
الأَشياء. الأَصمعي: النَّهْك أَن تبالغ في العمل، فإِن شَتَمْتَ
وبالغتَ في شَتْم العِرْض قيل: انْتَهَكَ عِرْضَه. والنَّهِيكُ
والنِّهُوكُمن الرجال: الشجاعُ، وذلك لمبالغته وثَباته لأَنه يَنْهَك عَدُوَّه
فيَبْلُغ منه، وهو نَهِيكٌ بَيِّنُ النَّهاكة في الشجاعة، وهو من الإِبل
الــصَّؤُولُ القويّ الشديد؛ وقول أَبي ذؤيب:
فلو نُبِزُوا بأَبي ماعِزٍ
نَهِيكِ السلاحِ، حَدِيدِ البَصَرْ
أَراد أَن سلاحه مبالِغٌ في نَهْك عدوه. وقد نَهُكَ، بالضم، يَنْهُكُ
نَهاكَةً إِذا وُصِفَ بالشجاعة وصار شجاعاً. وفي حديث محمد بن مسلمة: كان
من أَنْهَكِ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي من أَشجعهم. ورجل
نَهِيكٌ أَي شجاع؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي:
وأَعْلم أَنَّ الموتَ لا بُدّ مُدْرِكٌ،
نَهِيكٌ على أَهلِ الرُّقَى والتَّمائمِ
فسره فقال: نَهِيكٌ قويّ مُقْدِم مبالغ.
ورجل مَنْهُوك إِذا رأَيته قد بَلَغ منه المرض. ومَنْهوكُ البدن:
بَيِّنُالنَّهْكَة في المرض. ونَهَك في الطعام: أَكل منه أَكلاً شديداً فبالغ
فيه؛ يقال: ما ينفك فلان يَنْهَك الطعام إِذا ما أَكل يشتد أَكلُه.
ونَهَكْتُ من الطعام أَيضاً: بالَغْتُ في أَكله. ويقال: انْهَك من هذا الطعام،
وكذلك عِرْضَه، أَي بالِغْ في شتمه. الأَزهري عن الليث: يقال ما يَنْهَكُ
فلان يصنع كذا وكذا أَي ما ينفك؛ وأَنشد:
لم يَنْهَكُوا صَقْعاً إِذا أَرَمُّوا
أَي ضَرْباً إِذا سكتوا؛ قال الأَزهري: ما أَعرف ما قاله الليث ولا
أَدري ما هو لم أَسمع لأَحد ما يَنْهَكُ يصنع كذا أَي ما ينفك لغير الليث،
ولا أَحقُّه. وقال الليث: مررت برجل ناهيكَ من رجل أَي كافيك وهو غير
مُشْكل. ورجل يَنْهَكُ في العدُوّ أَي يبالغ فيهم. ونَهَكه عُقوبةً. بالغ فيها
يَنْهَكه نَهْكاً. ويقال: انْهَكْهُ عقوبةً أَي بْلُغْ في عقوبته.
ونَهَكَ الشيءَ وانْتَهَكَه: جَهده. وفي الحديث: لِيَنْهَكِ الرجلُ ما بين
أَصابعه أَو لَتَنتَهِكَنَّها النارُ
أَي ليُقْبِل على غسلها إِقبالاً شديداً ويبالغ في غسل ما بين أصابعه في
الوضوء مبالغة حتى يُنْعِمَ تنظيفَها، أَو لَتُبالِغَنَّ النارُ في
إِحراقه. وفي الحديث أَيضاً: انْهَكُوا الأَعقابَ أَو لتَنْهَكَنَّها
النارُأَي بالغوا في غسلها وتنظيفها في ا لوضوء، وكذلك يقال في الحث على
القتال. وفي حديث يزيد بن شجرةَ حين حَضَّ المؤمنين الذين كانوا معه في غزاة
وهو قائدهم على قتال المشركين: انْهَكوا وجُوهَ القوم يعني اجْهَدُوهم أَي
ابْلُغُوا جُهْدَكم في قتالهم؛ وحديث الخَلُوق: اذْهَبْ فانْهَكْه، قاله
ثلاثاً، أَي بالغْ في غسله. ونَهَكْتُ الثوبَ، بالفتح، أَنْهَكُه
نَهْكاً: لبسته حتى خَلَقَ. والأَسَدُ نَهِيكٌ، وسيف نَهيكٌ أَي قاطع ماض.
ونَهَكَ الرجلَ يَنْهكُه نَهْكةً ونَهاكةً: غلبه. والنَّهِيك من السيوف:
القاطع الماضي. وانْتِهاكُ الحُرْمة: تناُلُها بما لا يحل وقد انْتَهَكها.
وفي حديث ابن عباس: أَن قوماً قَتَلُوا فأَكثروا وزَنَوْا وانْتَهَكُوا أَي
بالغوا في خَرْق محارم الشرع وإِتيانها. وفي حديث أَبي هريرة:
يَنْتَهِكُ ذِمّةَ
الله وذمّة رسوله، يريد نقض العهد والغدر بالمُعاهد. والنَّهِيكُ:
البَئِيسُ.
والنُّهَيْكُ: الحُرْقُوصُ، وعَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أَعرابية فقال
زوجها:
وما أَنا، للحُرْقوصِ إِن عَضَّ عَضَّةً
ِمَا بين رجليها بجِدٍّ، عَقُورُ
(* قوله بجدّ عقورُ، هكذا في الأصل، والوزن مختلّ، وإذا قيل هي: بجدّ
عقورِ، صحّ الوزن وكان في البيت إقواء).
تُطَيِّبُ نَفْسِي، بعدما تَسْتَفِزُّني
مَقالَتُها، إِنَّ النِّهيكَ صَغيرُ
وفي النوادر: النُّهَيْكةُ دابة سُوَيْداءٌ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل
الحراقِيصِ.
يهم: اليَهْماءُ: مفازةٌ لا ماء فيها ولا يُسْمع فيها صوتٌ. وقال
عُمارة: الفَلاة التي لا ماء فيها ولا عَلَمَ فيها ولا يُهتدَى لطُرُقِها؛ وفي
حديث قُسٍّ:
كلُّ يَهماء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عنها،
أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا
ويقال لها هَيْماء. وليلٌ أَيْهَمُ: لا نجُومَ فيه. واليَهْماء: فلاةٌ
مَلْساء ليس بها نبتٌ. والأَيْهَمُ: البلدُ الذي لا عَلَم به.
واليَهْماءُ: العَمْياء، سميت به لِعَمَى مَن يَسْلُكها كما قيل للسَّيْلِ والبعير
الهائج الأَيْهَمانِ، لأَنهما يَتَجَرْثَمانِ كلَّ شيء كتَجَرْثُم
الأَعْمى، ويقال لهما الأَعْمَيان. واليَهْماءُ: التي لا مَرْتَع بها، أَرضٌ
يَهْماء. واليَهْماءُ: الأَرضُ التي لا أَثر فيها ولا طَرِيقَ ولا عَلَمَ،
وقيل هي الأَرض التي لا يُهتَدى فيها لطريقٍ، وهي أَكثر استعمالاً من
الهَيْماء، وليس لها مذَكَّر من نوعها. وقد حكى ابن جني: بَرٌّ أَيْهَمُ،
فإِذا كان ذلك فلها مُذكَّر. والأَيْهَمُ من الرجال: الجريء الذي لا
يُستطاعُ دَفْعُه. وفي التهذيب: الشجاعُ الذي لا يَنْحاشُ
لشيء، وقيل: الأَيْهَمُ الذي لا يَعي شيئاً ولا يحفظُه، وقيل: هو
الثَّبْتُ
العِناد جهلاً لا يَزِيغُ إِلى حجّةٍ ولا يَتَّهِمُ رأْيَه إِعجاباً.
والأَيْهَمُ: الأَصَمُّ، وقيل: الأَعْمى. الأَزهري: والأَيْهَمُ
من الناس الأَصمُّ الذي لا يَسمع، بيِّنُ اليَهَمِ؛ وأَنشد:
كأَني أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَيْهَما
وسَنَةٌ يَهْماء: ذات جُدوبةٍ. وسِنون يُهْمٌ: لا كلأَ فيها ولا ماءَ
ولا شجر. أَبو زيد: سَنةٌ يَهْماءُ شديدةٌ عَسِرَةٌ لا فَرَحَ فيها.
والأَيْهَمُ: المُصابُ في عقله. والأَيَهمُ: الرجلُ الذي لا عقلَ
له ولا فَهْمَ؛ قال العجاج:
إِلاَّ تَضالِيلُ الفُؤادِ الأَيِْهَمِ
أَراد الأَهْيم فقلبه؛ وقال رؤبة:
كأَنما تَغْريدُه بعد العَتَمْ
مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ، أَوحادٍ نَهَمْ
أَو راجزٌ فيه لَجاجٌ ويَهَمْ
أَي لا يَعْقِل. والأَيْهَمانِ عند أَهل الحَضَر: السيلُ والحريقُ، وعند
الأَعراب: الحريقُ والجملُ الهائجُ، لأَنه إِذا هاجَ لم يُستَطَعْ
دَفْعُه بمنزلة الأَيهَمِ من الرجال وإِنما أَيْهَمَ لأَنه ليسَ مما يُسْتطاعُ
دَفْعُه، ولا يَنْطِق فيُكلَّم أَو يُسْتَعْتَب، ولهذا قيل للفلاة التي
لا يُهْتَدَى بها للطريق: يَهْماء، والبَرُّ أَيْهم؛ قال الأَعشى:
ويَهْماء بالليل عَطْشَى الفَلا
ةِ، يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيّادِها
قال ابن جني: ليس أَيْهَم ويَهْماء كأَدْهَم ودَهْماء لأَمْرَين:
أَحدهما أَن الأَيهَمَ الجملُ الخائجُ أَو السيلُ واليَهْماءُ
الفلاة، والآخر: أَن أَيْهم لو كان مذكر يَهْماء لوجب أَن يأْتي فيهما
يُهْمٌ مثل دُهْمٍ ولم يسمع ذلك، فعُلم لذلك أَن هذا تَلاقٍ بين اللفظ،
وأَن أَيْهَم لا مؤنَّث له، وأَن يَهْماء لا مذكَّر له. والأَيْهَمانِ عند
أَهل الأَمْصارِ: السيلُ والحَريقُ لأَنه لا يُهْتَدى فيهما كيف العملُ
كما لا يُهْتَدى في اليَهْماءِ، والسَّيلُ والجملُ الهائجُ الــصَّؤُولُ
يُتعوَّذُ منهما، وهُما الأَعْمَيانِ، يقال: نَعُوذ بالله من
الأَيْهَمَيْنِ، وهما البعيرُ
المُغْتَلِم الهائجُ والسيلُ. وفي الحديث: كان النبي، صلى الله عليه
وسلم، يَتعوَّذُ من الأَيْهَمَيْنِ، قال: وهما السيلُ والحريق. أَبو زيد:
أَنت أَشدُّ وأَشجعُ من الأَيْهَمَيْنِ، وهما الجملُ والسَّيْلُ، ولا يقال
لأَحدِهما أَيْهَم. والأَيْهَمُ: الشامخُ من الجبالِ. والأَيْهمُ
من الجبال: الصَّعْبُ
الطويلُ الذي لا يُرْتَقَى، وقيل: هو الذي نبات فيه. وأَيْهم: اسمٌ.
وجبلةُ بن الأَيْهم: آخرُ ملوك غسّان.