Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شنع

عَرَا

(عَرَا)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رَخَصَّ فِي العَرِيَّة والعَرَايَا» قَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُها فِي الْحَدِيثِ وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِهَا، فَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا نَهَى عَنِ المُزَابَنَة وهو بيع الثمر في رُؤُوس النَّخْل بِالتَّمْرِ رخَّص فِي جُمْلَةِ المُزَابنة فِي العَرَايَا، وَهُوَ أَنَّ مَنْ لَا نَخْلَ لَهُ مِنْ ذَوي الحاجَة يدْرك الرُّطَبَ وَلَا نَقْدَ بِيَدِهِ يَشتري بِهِ الرُّطَب لِعياله، وَلَا نَخْلَ لَهُ يطعِمُهم مِنْهُ وَيَكُونُ قَدْ فَضَل لَهُ مِنْ قُوتِهِ تَمْرٌ، فيجيءُ إِلَى صاحِب النَّخْلِ فَيَقُولُ لَهُ: بِعْنِي ثَمَرَ نَخلةٍ أَوْ نَخلَتين بِخرْصِها مِنَ التَّمْرِ، فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الْفَاضِلَ مِنَ التَّمْرِ بِثَمَرِ تِلْكَ النَّخَلات ليُصِيب مِنْ رُطبها مَعَ النَّاسِ، فرَخَّصَ فِيهِ إِذَا كَانَ دُون خمسة أوْسُقٍ. والعَرِيَّة: فَعيلة بِمَعْنَى مَفْعُولة، مِنْ عَرَاه يَعْرُوه إِذَا قصَده.
ويَحتَمِل أَنْ تَكُون فَعيلة بِمَعْنَى فَاعِلَة، مِنْ عَرِيَ يَعْرَى إِذَا خَلَع ثَوْبَهُ، كأنَّها عُرِّيَتْ مِنْ جُمْلة التَّحْريم فَعرِيَتْ: أَيْ خَرَجَتْ.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّما مَثَلي وَمَثَلُكم كمثلِ رجُلٍ أنْذَر قومَه جَيشاً فَقَالَ: أنَا النَّذِيرُ العُرْيَان» خَصَّ العُرْيَان لِأَنَّهُ أبْيَنُ للعَينِ وأغْرَب وأشْنَع عِنْدَ المُبْصِر. وَذَلِكَ أنَّ ربيئَةَ الْقَوْمِ وعَيْنَهم يَكُونُ عَلَى مكانٍ عالٍ، فإذَا رَأَى العَدُوَّ قَدْ أَقْبَلَ نَزَع ثوبَهُ وأَلاَحَ بِهِ ليُنْذِر قومَه ويبقَى عُرْيَاناً.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عَارِي الثَّديَيْن» وَيُرْوَى «الثُّنْدُوَتَين» أرادَ أَنَّهُ لَم يَكُن عَلَيْهِمَا شَعَرٌ. وَقِيلَ: أَرَادَ لَمْ يَكُن عَلَيهما لحمٌ، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي صِفَتِهِ: أشْعَر الذِّرَاعَيْنِ والمَنْكِبَينِ وأعْلَى الصَّدْرِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أُتِيَ بفَرَس مُعْرَوْرٍ» أَيْ لَا سَرْجَ عَلَيْهِ وَلَا غَيْرَهُ. واعْرَوْرَى فَرسَه إِذَا ركِبَه عُرْياً، فَهُوَ لازِمٌ ومُتَعَدٍّ، أَوْ يَكُونُ أُتِيَ بفَرَس مُعْرَوْرًى، عَلَى الْمَفْعُولِ. ويقالُ: فَرسٌ عُرْيٌ، وخيلٌ أَعْرَاء.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَكِب فَرَسًا عُرْياً لِأَبِي طَلْحَةَ» وَلَا يُقَالُ: رجُل عُرْيٌ، وَلَكِنْ عُرْيَان.
(س) وَفِيهِ «لَا يَنْظُر الرجُل إِلَى عِرْيَةِ الْمَرْأَةِ» هَكَذَا جَاءَ فِي بعضِ رِوايات مُسْلم يُريدُ مَا يُعْرَى مِنْهَا ويَنْكَشِفُ. والمشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ «لَا يَنْظُر إلى عَوْرَةِ المَرْأةِ» . (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَلَمة «كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا أَعْرَى مِنْهَا» أَيْ يُصِيبُنِي البَرْد والرِّعْدَة مِنَ الخَوف. يُقَالُ: عُرِيَ فَهُوَ مَعْرُوٌّ. والعُرَوَاء: الرِّعْدَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّهُ كَانَ يُصِيبُه العُرَوَاء» وَهُوَ فِي الأصْلِ بَرْدُ الحُمَّى.
(س) وَفِيهِ «فكَره أَنْ يُعْرُوا الْمَدِينَةَ» وَفِي رِوَايَةٍ «أَنْ تَعْرَى» أَيْ تَخْلُوَ وَتَصِيرَ عَرَاء وَهُوَ الفَضَاء مِنَ الأرضِ، وتَصير دُورُهم فِي العَرَاء.
(س) وَفِيهِ «كَانَتْ فَدَكُ لحِقُوقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي تَعْرُوه» أَيْ تَغشاه وتَنْتَابُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «مَا لَكَ لَا تَعْتَرِيهم وتُصِيبُ مِنْهُمْ» عَرَاه واعْتَرَاه إِذَا قَصَدَه يطلُب مِنْهُ رِفْدَه وصِلَته. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «أنَّ امْرَأَةً مَخْزُوميَّة كَانَتْ تَسْتَعِير المَتَاع وتَجْحَده، فأمَرَ بِهَا فقُطِعَت يدُها» الاسْتِعَارَة: مِنَ العَارِيَّة وَهِيَ مَعْرُوفةٌ. وذَهَبَ عامَّةُ أَهْلِ العِلْم إِلَى أَنَّ المُسْتَعِير إِذَا جَحَد العَارِيَّة لَا يُقْطعُ لِأَنَّهُ جاحِدٌ خائنٌ، وَلَيْسَ بسَارِقٍ، والخائنُ والجاحدُ لَا قَطْعَ عَلَيْهِ نَصًّا وَإِجْمَاعًا.
وذَهَب إِسْحَاقُ إِلَى الْقَوْلِ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَا أَعْلَمُ شَيْئًا يدْفعُه.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَهُوَ حديثٌ مُخْتَصَر اللَّفظِ والسِّياق. وَإِنَّمَا قُطِعَت المَخْزُومية لِأَنَّهَا سَرقت، وَذَلِكَ بيِّن فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ لِهَذَا الْحَدِيثِ.
وَرَوَاهُ مَسْعُودُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَذَكَرَ أنَّها سَرقت قَطِيفَة مِنْ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا ذُكرت الاسْتِعَارَة وَالْجَحْدُ فِي هَذِهِ القِصَّة تَعْرِيفًا لَهَا بخاصِّ صِفَتِها، إِذْ كَانَتِ الاسْتِعَارَة والجحدُ مَعْرُوفَةً بِهَا، وَمِنْ عادتِها كَمَا عُرِفَت بأنَّها مَخْزُومية، إلاَّ أَنَّهَا لمَّا اسْتَمَرَّ بِهَا هَذَا الصَّنِيعُ ترقَّتْ إِلَى السَّرِقَة واجْتَرَأت عَلَيْهَا، فأمرَ بِهَا فقُطِعت.
(س) وَفِيهِ «لَا تُشَدُّ العُرَى إلاَّ إِلَى ثلاثةِ مَسَاجدَ» هِيَ جمعُ عُرْوَة، يُريدُ عُرَى الأحْمَالِ والرَّواحِل. 

تسفهت

(تسفهت) الرِّيَاح اضْطَرَبَتْ وَفُلَان تكلّف السفاهة وأظهرها وَعَلِيهِ شنع وَالرِّيح الشَّيْء استخفته فحركته ومالت بِهِ وَفُلَانًا عَن الشَّيْء خدعه عَنهُ
(تسفهت) الرِّيَاح اضْطَرَبَتْ وَفُلَان تكلّف السفاهة وأظهرها وَعَلِيهِ شنع وَالرِّيح الشَّيْء استخفته فحركته ومالت بِهِ وَفُلَانًا عَن الشَّيْء خدعه عَنهُ

شَوْعَرُ

شَوْعَرُ:
بالفتح ثم السكون، وعين مهملة مفتوحة، وراء: واد ببلاد العرب، قال العباس بن مرداس السلمي:
يا لهف أمّ كلاب إذ تبيّتها ... خيل ابن هوذة لا تنهى وإنسان
لا تلفظوها وشدّوا عقد ذمتكم، ... إنّ ابن عمكم سعد ودهمان
لن ترجعوها وإن كانت مجلّلة ... ما دام في النّعم المأخوذ ألبان
شنعــاء جلّل من سوآتها حضن، ... وسال ذو شوعر فيها وسلوان

سلْوَانُ

سلْوَانُ:
بضم أوّله، قال أبو منصور: أخبرني المنذري عن أبي الهيثم قال: سمعت محمد بن حيّان يحكي أنّه حضر الأصمعي ونصر بن أبي نصير يعرض عليه بالري فأجرى هذا البيت لرؤبة:
لو أشرب السّلوان ما سليت
فقال لنصر: ما السلوان؟ فقال: يقال إنّها خرزة تسحق فيشرب ماؤها فيورث شاربه سلوة، فقال:
اسكت لا يسخر منك هؤلاء، إنّما السلوان مصدر قولك سلوت أسلو سلوانا، فقال: لو أشرب السلو سلوا شربا ما سلوت، وقال أبو الحسن الخوارزمي: قال علي بن عيسى السلوان ماء من شرب منه ذهب همّه فيما يقال، هكذا في كتاب البلدان من جمعه، وهو تخلّق منه لا معنى له لأنّه ليس بموضع بعينه إنّما هو ماء يرقى أو حصاة تلقى في ماء فيشرب ذلك الماء، وإنّما عين سلوان عين نضّاخة يتبرّك بها ويستشفى منها بالبيت المقدس، قال ابن البنّاء البشّاري: سلوان محلّة في ربض بيت المقدس تحتها عين عذبة تسقي جنانا عظيمة وقفها عثمان ابن عفّان، رضي الله عنه، على ضعفاء بيت المقدس تحت بئر أيّوب، عليه السلام، ويزعمون أن ماء زمزم يزور ماء سلوان كل ليلة عرفة. وسلوان
أيضا: واد بأرض بني سليم، قال العباس بن مرداس:
شنعــاء جلّل من سوآتها حضن، ... وسال ذو شوعر منها وسلوان

حَرَّةُ واقِمٍ

حَرَّةُ واقِمٍ:
إحدى حرّتي المدينة، وهي الشرقية، سميت برجل من العماليق اسمه واقم، وكان قد نزلها في الدهر الأول، وقيل: وأقم اسم أطم من آطام المدينة إليه تضاف الحرة، وهو من قولهم:
وقمت الرجل عن حاجته إذا رددته، فأنا واقم وقال المرّار:
بحرّة واقم، والعيس صعر ... ترى للحي جماجمها تبيعا
وفي هذه الحرة كانت وقعة الحرة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية في سنة 63 وأمير الجيش من قبل يزيد مسلم بن عقبة المرّي، وسموه لقبيح صنيعه مسرفا، قدم المدينة فنزل حرّة واقم وخرج إليه أهل المدينة يحاربونه، فكسرهم وقتل من الموالي ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل ومن الأنصار ألفا وأربعمائة، وقيل ألفا وسبعمائة، ومن قريش ألفا وثلاثمائة، ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبوا الذّرية واستباحوا الفروج، وحملت منهم ثمانمائة حرّة وولدن، وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرّة، ثم أحضر الأعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض إلا أن يبايعوه على أنهم عبيد يزيد بن معاوية، فمن تلكأ أمر بضرب عنقه، وجاءوا بعليّ بن عبد الله بن العباس، فقال الحصين بن نمير: يا معاشر اليمن عليكم ابن أختكم، فقام معه أربعة آلاف رجل، فقال لهم مسرف:
أخلعتم أيديكم من الطاعة؟ فقالوا: أما فيه فنعم، فبايعه عليّ على أنه ابن عمّ يزيد بن معاوية، ثم انصرف نحو مكة وهو مريض مدنف فمات بعد أيام وأوصى إلى الحصين بن نمير، وفي قصة الحرة طول، وكانت بعد قتل الحسين، رضي الله عنه، ورمي الكعبة بالمنجنيق من أشنع شيء جرى في أيام يزيد وقال محمد بن بحرة الساعدي:
فإن تقتلونا يوم حرّة واقم، ... فنحن على الإسلام أول من قتل
ونحن تركناكم ببدر أذلّة، ... وأبنا بأسياف لنا منكم نفل
فإن ينج منكم عائذ البيت سالما، ... فما نالنا منكم، وإن شفّنا، جلل
عائذ البيت: عبد الله بن الزبير، وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
وقالت: لو أنّا نستطيع لزاركم ... طبيبان منا عالمان بدائكا
ولكنّ قومي أحدثوا بعد عهدنا ... وعهدك أضعافا، كلفن نسائكا
تذكّرني قتلى بحرّة واقم ... أصبن، وأرحاما قطعن شوائكا
وقد كان قومي، قبل ذاك، وقومها ... قروما زوت عودا من المجد نائكا [1]
فقطّع أرحام وقصّت جماعة، ... وعادت روايا الحلم بعد ركائكا

جِيرَفْت

جِيرَفْت:
بالكسر ثم السكون، وفتح الراء، وسكون الفاء، وتاء فوقها نقطتان: مدينة بكرمان في الإقليم الثالث، طولها ثمان وثمانون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وربع، وهي مدينة كبيرة جليلة من أعيان مدن كرمان وأنزهها وأوسعها، بها خيرات ونخل كثير وفواكه، ولهم نهر يتخلل البلد إلا أن حرّها شديد قال الإصطخري: ولهم سنّة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطته الريح بل هو للصعاليك، وربما كثرت الرياح فيصير إلى الفقراء من التمور في التقاطهم إياها أكثر مما يصير إلى الأرباب، قال: والتمر بها كثير وربما بلغ بها وبجرومها كلّ مائة من بدرهم وفتحت جيرفت في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأمير المسلمين سهيل بن عدي، وهو القائل في ذلك:
ولم تر عيني مثل يوم رأيته، ... بجيرفت من كرمان، أدهى وأمقرا
أردّ على الجلّى، وإن دار دهرهم، ... وأكرم منهم في اللقاء وأصبرا
وقال كعب الأشقري شاعر المهلب في حروب الأزارقة:
نجا قطريّ، والرماح تنوشه، ... على سابح نهد التّليل مقرّع
يلفّ به السّاقين ركضا، وقد بدا ... لأسناعه يوم من الشرّ أشنع
وأسلم في جيرفت أشراف جنده، ... إذا ما بدا قرن من الباب يقرع
وينسب إليها جماعة من العلماء، منهم: أبو الحسن أحمد بن عمر بن عليّ بن إبراهيم بن إسحق الجيرفتي، حدث بشيراز عن أبي عبيد الله محمد بن علي بن الحسين ابن أحمد الأنماطي، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وقال الرّهني: وبجيرفت ناس من الأزد ثم من المهالبة، منهم محمد بن هارون النّسّابة أعلم خلق الله تعالى بأنساب الناس وأيامهم، قال: ورأيته شيخا همّا طاعنا في السن، وكان أعلم من رأيت بنسب نزار واليمن، وكان مفرطا في التشيّع، وكان له ابنان عبد الله وعبد العزيز، فنظر عبد العزيز في الطب فحسن عمله فيه وألطف النظر من غير تقليد وألّف فيه تآليف.

علم المنطق

علم المنطق
ويسمى علم الميزان أيضا وهو: علم يتعرف منه كيفية اكتساب المجهولات التصورية والتصديقية من معلوماتها.
وموضوعه: المعقولات الثانية من حيث الإيصال إلى المجهول أو النفع فيه.
والغرض منه: عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر.
ومنفعته: الإصابة في جميع العلوم.
قال في الكشف: الغرض منه ومنفعته ظاهران من الكتب المبسوطة في المنطق كذا قال في مفتاح السعادة انتهى.
والمنطق لكون حاكما على جميع العلوم في الصحة والسقم والقوة والضعف وأجلها نفعا وأعظمها سماه أبو نصر الفارابي: رئيس العلوم.
ولكونه آلة في تحصيل العلوم الكسبية النظرية والعملية لا مقصودا بالذات سماه الشيخ الرئيس ابن سينا بخادم العلوم.
وحكى أبو حيان في تفسيره البحر: إن أهل المنطق بجزيرة الأندلس كانوا يعبرون عن المنطق بالمفعل تحررا عن صولة الفقهاء حتى إن بعض الوزراء أراد أن يشتري لابنه كتابا من المنطق فاشتراه خفية خوفا منهم مع أنه أصل كل علم وتقويم كل ذهن انتهى.
قال الغزالي: من لم يعرف المنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا حتى روي عن بعضهم أنه فرض كفاية وعن بعضهم فرض عين بناء على أن معرفة الله تعالى بطريق البرهان واجبة وإنها لا تتم إلا بعلم المنطق فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب قال القائل:
إن رمت إدراك العلوم بسرعة ... فعليك بالنحو القويم ومنطق
هذا الميزان العقول مرجح ... والنحو إصلاح اللسان بمنطق
قال في كشف الظنون: قال الشيخ أبو علي بن سينا: المنطق نعم العون على إدراك العلوم كلها وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لما جهل وبعض الناس ربما يتوهم أنه يشوش العقائد مع أنه موضوع للاعتبار والتحرير.
وسبب هذا التوهم أن من الأغبياء الأغمار الذين لم تؤدبهم الشريعة من اشتغل بهذا العلم واستضعف حجج بعض العلوم واستخف بها وبأهلها ظنا منه أنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها فالفساد لا من العلم.
قالوا: ويستغنى عنه المؤيد من الله تعالى ومن علمه ضروري ويحتاج إليه من عداهما.
فإن قلت: إذا كان الاحتياج بهذه المرتبة فما بال الأئمة المقتدى بهم كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله لم ينقل عنهم الاشتغال به وإنما هو من العلوم الفلسفية وقد شنع العلماء على من عربها وأدخلها في علوم الإسلام ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي رحمه الله أنه كان يقول: ما أظن الله تعالى يغفل عن المأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة.
فجوابه إن ذلك مركوز في جبلاتهم السليمة وفطرتهم المستقيمة ولم يفتهم إلا العبارات والاصطلاحات كما ذكر في علم النحو.
وأصول المنطق تسعة على المشهور:
الأول: باب الكليات الخمس:.
الثاني: باب التعريفات.
الثالث: باب التصديقات.
الرابع: باب القياس.
الخامس: البرهان.
السادس: الخطابة.
السابع: الجدل.
الثامن: المغالطة.
التاسع: الشعر هذا خلاصة ما في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة الميبذية وشرح حكمة العين وغيرها.
والكتب المصنفة في المنطق كثيرة منها: إيساغوجي وبحر الفرائد وتيسير الفكر وجامع الدقاق والشمسية غرة النجاة والقواعد الجلية ولوامع الأفكار والمطالع ومجل النظر ومعيار الأفكار وناظر العين ونخبة الفكر وغير ذلك انتهى ما في الكشف وكشاف اصطلاحات الفنون. ومن كتبه المرقاة للشيخ الفاضل فضل إمام الخير آبادي وهو مختصر مفيد وعليه شرح لحفيده المولوي عبد الحق.
وتهذيب المنطق للتفتازاني والصغرى والكبرى بالفارسية للسيد السند الشريف الجرجاني رحمه الله إلى غير ذلك.
قال بعضهم: والذي أجاب به شيخ الإسلام من كون المنطق مرتكزا في نفوسهم جواب ضعيف لا يخفى ضعفه على من يعقل ويعرف مقاصد الشريعة الغراء انتهى.
أقول: ارجع إلى كتاب رد المنطقيين لابن تيمية رحمه الله واعلم أن جواباته كثيرة وكلها صواب حق لا يسع ذكرها هذا المقام وهذا الجواب أيضا صواب يعرفه من منحه الله طبعا سليما لا اعوجاج فيه وصاحب القلب الصحيح والفكر السليم لا يحتاج إلى علم المنطق بل يصدر عنه العلم المطابق له من غير درية بهذا الفن كما يصدر الكلام الموزون ممن لا يعلم بعلم العروض والقافية ولا يحسن تقطيعات الأشعار ويقول نظما كثيرا وينظم قصائد طويلة ولا يعرف أوزان الشعر ولا بحوره فأي استبعاد في كون المنطق مرتكزا في نفوس بعض العباد الصحيح الفؤاد السلم المراد.
وقد اختلف أهل العلم في أن المنطق من العلم أم لا فتدبر.
قال ابن خلدون في بيان هذا العلم: هو قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود والمعرفة للماهيات والحجج المفيدة للتصديقات وذلك أن الأصل في الإدراكات إنما هو المحسوسات بالحواس الخمس وجميع الحيوانات مشتركة في هذا الإدراك من الناطق وغيره
وإنما يتميز الإنسان عنها بإدراك الكليات وهي مجردة من المحسوسات وذلك بأن يحصل في الخيال من الأشخاص المتفقة صورة منطبقة على جميع تلك الأشخاص المحسوسة هي الكلي ثم ينظر الذهن بين تلك الأشخاص المتفقة وأشخاص أخرى توافقها في بعض فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه ولا يزال يرتقي في التجريد إلى الكل الذي لا يجد كليا آخر معه يوفاقه فيكون لأجل ذلك بسيطا. وهذا مثل ما يجرد من أشخاص الإنسان صورة النوع المنطبقة عليها ثم ينظر بينه وبين الحيوان ويجرد صورة الجنس المنطبقة عليهما ثم بينهما وبين النبات إلى أن ينتهي إلى الجنس العالي وهو الجوهر فلا يجد كليا يوافقه في شيء فيقف العقل هنالك عن التجريد.
ثم إن الإنسان لما خلق الله له الفكر الذي به يدرك العلوم والصنائع وكان العلم إما تصور للماهيات ويعني به إدراك ساذج من غير حكم معه.
وأما تصديقا أي: حكما بثبوت أمر لأمر فصار سعي الفكر في تحصل المطلوبات.
إما بأن تجمع تلك الكليات بعضها إلى بعض على جهة التأليف فتحصل صورة في الذهن كلية منطبقة على أفراد في الخارج فتكون تلك الصورة الذهنية مفيدة لمعرفة ماهية تلك الأشخاص
وإما بأن يحكم بأمر على أمر فيثبت له ويكون ذلك تصديقا وغايته في الحقيقة راجعة إلى التصور لأن فائدة ذلك إذا حصل إنما هي معرفة حقائق الأشياء التي هي مقتضى العلم.
وهذا السعي من الفكر قد يكون بطريق صحيح. وقد يكون بطريق فاسد فاقتضى ذلك تمييز الطريق الذي يسعى به الفكر في تحصيل المطالب العلمية ليتميز فيها الصحيح من الفاسد فكان ذلك قانون المنطق.
وتكلم فيه المتقدمون أول ما تكلموا به جملا جملا ومتفرقا ولم تهذب طرقه ولم تجمع مسائله حتى ظهر في يونان أرسطو فهذب مباحثه ورتب مسائله وفصوله وجعله أول العلوم الحكمية وفاتحتها ولذلك يسمى بالمعلم الأول وكتابه المخصوص بالمنطق يسمى النص وهو يشمل على ثمانية كتب أربعة منها في صورة القياس وأربعة في مادته.
وذلك إن المطالب التصديقية على أنحاء:
فمنها ما يكون المطلوب فيه اليقين بطبعه.
ومنها ما يكون المطلوب فيه الظن وهو على مراتب فينظر في القياس من حيث المطلوب الذي يفيده وما ينبغي أن تكون مقدماته بذلك الاعتبار ومن أي جنس يكون من العلم أو من الظن وقد ينظر في القياس لا باعتبار مطلوب مخصوص بل من جهة إنتاجه خاصة.
ويقال للنظر الأول: إنه من حيث المادة ونعني به المادة المنتجة للمطلوب المخصوص من يقين أو ظن ويقال للنظر الثاني: إنه من حيث الصورة وإنتاج القياس على الإطلاق فكانت لذلك كتب المنطق ثمانية.
الأول: في الأجناس العالية التي ينتهي إليها تجريد المحسوسات وهي التي ليس فوقها جنس ويسمى كتاب المقولات.
والثاني: في القضايا التصديقية وأصنافها ويسمى: كتاب العبارة.
والثالث: في القياس وصورة إنتاجه على الإطلاق ويسمى كتاب القياس وهذا آخر النظر من حيث الصورة.
ثم الرابع: كتاب البرهان وهو النظر في القياس المنتج لليقين وكيف يجب أن تكون مقدماته يقينية ويختص بشروط أخرى لإفادة اليقين مذكورة فيه مثل كونها ذاتية وأولية وغير ذلك وفي هذا الكتاب الكلام في المعرفات والحدود إذ المطلوب فيها إنما هو اليقين لوجوب المطابقة بين الحد والمحدود لا تحتمل غيرها فلذلك اختصت عند المتقدمين بهذا الكتاب.
والخامس: كتاب الجدل وهو القياس المفيد قطع المشاغب وإفحام الخصم وما يجب أن يستعمل فيه من المشهورات ويختص أيضا من جهة إفادته لهذا الغرض بشروط أخرى من حيث إفادته لهذا الغرض وهي مذكورة هناك وفي هذا الكتاب يذكر المواضع التي يستنبط منها صاحب القياس قياسه ومنه عكوس القضايا.
والسادس: كتاب السفسطة: وهو القياس الذي يفيد خلاف الحق ويغالط به المناظر صاحبه وهو فاسد وهذا إنما كتب ليعرف به القياس المغالطي فيحذر منه.
والسابع: كتاب الخطابة وهو القياس المفيد ترغيب الجمهور وحملهم على المراد منهم وما يجب أن يستعمل في ذلك من المقالات.
والثامن: كتاب الشعر وهو القياس الذي يفيد التمثيل والتشبيه خاصة للإقبال على الشيء أو النفرة عنه وما يجب أن يستعمل فيه من القضايا التخييلية هذه هي كتب المنطق الثمانية عند المتقدمين.
ثم أن حكماء اليونانيين بعد أن تهذبت الصناعة ورتبت رأوا أنه لا بد من الكلام في الكليات الخمس المفيدة للتصور فاستدركوا فيها مقالة تختص بها مقدمة بين يدي الفن فصارت تسعا وترجمت كلها في الملة الإسلامية وكتبها وتداولها فلاسفة الإسلام بالشرح والتلخيص كما فعله الفارابي وابن سينا ثم ابن رشد من فلاسفة الأندلس ولابن سينا كتاب الشفا استوعب فيه علوم الفلسفة السبعة كلها.
ثم جاء المتأخرون فغيروا اصطلاحات المنطق والحقوا بالنظر في الكليات الخمس ثمرته وهي: الكلام في الحدود والرسوم نقولها من كتاب البرهان وحدقوا كتاب المقولات لأن نظر المنطقي فيه بالعرض لا بالذات وألحقوا في كتاب العبارة الكلام في العكس لأنه من توابع الكلام في القضايا ببعض الوجوه ثم تكلموا في القياس من حيث إنتاجه للمطالب على العموم لا بحسب المادة وحدقوا النظر فيه بحسب المادة وهي الكتب الخمسة: البرهان والجدول والخطابة والشعر والسفسطة وربما يلم بعضهم باليسير منها إلماما وأغفلوها كأن لم تكن وهي المهم المعتمد في الفن.
ثم تكلموا فيما وضعوه من ذلك كلاما مستبحرا نظروا فيه من حيث أنه فن برأسه لا من حيث أنه آلة للعلوم فطال الكلام فيه واتسع.
وأول من فعل ذلك الإمام فخر الدين بن الخطيب ومن بعده فضل الدين الخونجي وعلى كتبه معتمد المشارقة لهذا العهد وله في هذه الصناعة كتاب كشف الأسرار وهو طويل واختصر فيها مختصر الموجز وهو حسن في التعليم ثم مختصر المجمل في قدر أربعة أوراق أخذ بمجمامع الفن وأصوله فتداوله المتعلمون لهذا العهد فينتفعون به وهجرت كتب المتقدمين وطرقهم كأن لم تكن وهي ممتلئة من ثمرة المنطق وفائدته كما قلناه والله الهادي للصواب انتهى كلام ابن خلدون.
قال في مدينة العلوم:
وقد صح بشهادة أهل التواريخ والندماء أن أول من دون المنطق أرسطو وقد بذل ملك زمانه في مقابلة ذلك خمسمائة ألف دينار وأدر عليه في كل سنة مائة وعشرين ألف دينار.
وقيل: أنه تنبه لوضعه وترتيبه من نظم كتاب إقليدس في الهندسة ثم إن أرسطو بعدما دون المنطق صارت كتبه مخزونة في أبنية ولاية موره من بلاد الروم عند ملك من ملوك اليونان ولما رغب الخليفة المأمون في علوم الأوائل أرسل إلى الملك المذكور وطلب الكتب فلم يرسل فغضب المأمون وجمع العساكر وبلغ الخبر إلى الملك فجمع البطاريق وشاورهم في الأمر فقالوا:
إن أردت الكسر في دين المسلمين وتزلزل عقائدهم فلا تمنعهم عن الكتب فاستحسن الملك فأرسلها إلى المأمون فجمع المأمون مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت ابن قرة وغيرهما فترجموها بتراجم مختلفة بحيث لا يوافق ترجمة أحدهم ترجمة الآخر فبقيت التراجم غير محررة إلى أن التمس منصور بن نوح الساماني من أبي نصر الفارابي أن يحررها ويخصها ففعل كما أراد ولهذا لقب بالمعلم الثاني وكانت كتبه في خزانة الكتب المبنية بأصبهان المسماة بصوان الحكمة إلى زمان السلطان مسعود لكن كانت غير مبيضة لأن الفارابي كان غير ملتفت إلى جمع التصانيف ونشرها بل غلب عليه السياحة ثم إن الشيخ أبا علي تقرب عند السلطان مسعود بسبب الطب حتى استوزره واستولى على تلك الخزانة وأخذ ما في تلك الكتبولخص منها كتاب الشفا وغير ذلك من تصانيفه وقد اتفق إن احترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أحرقها لينقطع انتساب تلك العلوم عن أربابها ويختص بنفسه لكن هذا كلام الحساد الذين ليس لهم هاد.
واعلم أن الأوائل من الملوك كانوا يهتمون بجمع الكتب وخزانتها فحدثت في الإسلام خزائن ثلاث:
إحداها: بمدينة دار السلام ببغداد وكانت فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة وقد ذهب الكل في وقعة تاتار ببغداد.
وثانيتها: خزانة الفاطميين بمصر وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعا للكتب النفيسة ولما انقضت دولتهم باستيلاء الملك صلاح الدين على مصر فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ووقفها على مدرسته بمصر فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل.
وثالثتها: خزانة بني أمية بالأندلس وكانت من أجل خزائن الكتب أيضا ولما انقرضت دولتهم باستيلاء ملوك الطوائف على الأندلس ذهب كلها.
أو من الكتب المبسوطة في المنطق: البحر الخضم ومنطق الشفاء لأبي علي بن سينا كتبه بلا مطالعة كتاب وكان يكتب كل يوم خمسين ورقة من حفظه وله كتاب النجاة والقانون والإشارات.
ومنها كتاب بيان الحق ومطالع الأنوار والمناهج كلها في المنطق والحكمة للأمور كان شافعيا وكتاب كشف الأسرار لمحمد بن عبد الملك الخونجي وهو صاحب الموجز في المنطق ومن الكتب اللطيفة التلويحات والمطارحات لأبي الفتوح يحيى بن حنش الملقب بشهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول وقيل اسمه عمر.
ومنها: الملخص وشرح الإشارات للرازي والمعتبر لأبي البركات البغدادي اليهودي أولا في أكثر عمره والمهتد إلى الإسلام في آخر عمره أتى في المعتبر بأقسام الحكمة غير الرياضي وهو أحسن كتاب في هذا الشأن في هذا الزمان استولت عليه آفات لو وضع واحد منها على رضوى لتخلخلت أصولها الرواسخ وتدكدكت رؤوسها الشوامخ وذلك أنه عمى وطرش وبرص وتجذم فنعوذ بالله من نقمة لا تطيقها الأبدان ومن زوال العافية وتقلب الإحسان
ولما أحس بالموت أوصى من يتولاه أن يكتب على قبره: هذا قبر أوحد الزمان أبي البركات ذي العبر صاحب المعتبر فسبحان من لا يغلبه غالب ولا ينجو من قضائه متحيل ولا هارب نسأل الله في حياتنا العافية وفي مماتنا حسن العاقبة رب قد أحسنت فيما مضى فلك أن تحسن فيما بقي ولم يتحقق تاريخ وفاته إلا أنه كان في أوسط المائة السادسة.
ومنها جامع الدقائق للكاتبي وتنزيل الأفكار وحواشي ملخص الرازي له أيضا وإن أردت بلوغ الغاية في المنطق فعليك بتعديل الميزان وهو أحد أقسام تعديل العلوم لصدر الشريعة وقد كشف في هذا الكتاب عن غوامض طالما تحير فيها عقول الأقدمين وأبرز قواعد لم يهتد إليها أحد من الأوحدين ومع هذا فهو لعلوم الشريعة أبو عذرها وابن بجدتها وكتب المنطق أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصي انتهى حاصله.
علم مواسم السنة
قال الأرنيقي: إن لكل أمة من الأمم ولكل طائفة من الأقوام مواسم وأعياد يعينون لكل منها شغلا مخصوصا فالعلم المذكور يعرف به أعياد كل قوم وإنها من السنة في أي يوم ويعرف شغل أهلها في ذلك ومن جملة ذلك يوم النيروز والمهرجان عند أهل الفارس وكان أهل القبط يأتي ملكهم في يوم النيروز ويرصدون من الليل فيقدمون رجلا حسن الاسم والوجه طيب الرائحة فيقف على الباب حتى يصبح فإذا أصبح دخل على الملك بغير أذن فيقف عنده.
فيقول له الملك: ما اسمك؟ ومن أين أنت أقبلت؟ وأين تريد؟ ولأي شيء وردت وما معك؟
فيقول: أنا المنصور واسمي المبارك ومن قبل الله أقبلت والملك السعيد أردت وبالهنا والسلامة وردت ومعي السنة الجديدة ثم يجلس ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة وفيه حنطة وشعير وجلبان وذرة وحمص وسمسم وأرز من كل سبع سنابل وسبع حبات وقطعة سكر ودينار فيضع الطبق بين يدي الملك ثم يدخل عليه الهدايا ويبتدئ من الوزير ثم الناس على قدر مراتبهم ثم يقدم الملك برغيف كبير مصنوع من تلك الحبوب فيأكل منه ويطعم من حضره ثم يقول: هذا يوم جديد من شهر جديد من عام جديد من زمان جديد يحتاج أن يجدد فيه ما أخلقه الزمان وأحق الناس بالفضل والإحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء ثم يخلع على وجوه دولته ويصلهم ويصرف عليهم ما حمل إليه من الهدايا.
وكان من عادة الفرس في عيدهم أن يدهن الملك بدهن البان تبركا ويلبس القصب والوشي ويضع على رأسه تاجا فيه صورة الشمس ويكون أول من يدخل عليها المؤبد بطبق عليه أترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وتفاح وعناب وعنقود عنب أبيض وسبع باقات آس ثم يدخل الناس مثل الأول على طبقاتهم ومن عادتهم في يوم النيروز أنهم: يجمعون بين سبع أشياء أول أسمائهن سينات يأكلونها هي السكر والسفرجل السمسم والسحاق والسذاب والسقنقور وعادات الناس في الأعياد خارجة عن التعداد انتهى.
قلت: وقد ذكر الشيخ الإمام العلامة المقريزي في كتاب الخطط والآثار كثيرا من أعيادهم وبسط في بيان ذلك ولكن الشرع الشريف قد ورد بإبطال كل عيد للناس على اختلاف فرقهم وقبائلهم وعشائرهم إلا ما وردت به السنة المطهرة من الجمعة والعيدين والحجج وعليه عمل المسلمين إلى الآن.
ولشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رضي الله عنه كتاب سماه اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم في رد أعياد الأقوام ونهي المسلمين عن اعتياد عادات هؤلاء الطعام وفي الحديث من تشبه بقوم فهو منهم والتشبه يشمل كل شبه يكون في الأعياد والأخلاق وهيأت اللبس والآكل والركوب والبناء والكلام وقد تساهل الناس المسلمون اليوم في التحرز عن التشبه إلى الغاية وشابهوا الكفار وأهل الكتاب في مراسمهم ومواسهم إلى النهاية إلا من عصمه الله وقليل ما هم وتأويل هذا الحديث يستدعي بسطا تاما وليس هذا موضع بيان المسائل والأحكام فعليك بالنظر في اقتضاء الصراط المستقيم يتضح لك الحق مما هو باطل في دين الإسلام وبالله التوفيق.

ابن الله والربّ والأب 

ابن الله والربّ والأب
كلمة الابن في العبرانية تستعمل لمعنيين:
1 - للنسبة، كابن السبيل، وابن الليل ، أو كابن صبح ، وابن حَول وسنة.
2 - للعبد، كالرجل، والفتى، والغلام.
ولفظ "الابن" ليس كلفظ "الولد"، فإنّ "الولد" صريح في الابنيّة ولذلك ترى في القرآن لم يــشنّع إلاّ على لفظ "الولد"، وبيّن أنّ في استعمال لفظ "الابن" مضاهاةً بالكفر، فينبغي أن يُجتنَب. كما أنّ لفظ "الربّ" يشابه المعبود، فبيّن في القرآن أنهم أفرطوا في هذين اللفظين. وبيان ذلك تحت آية ... .
وهاهنا نورد أمثلةً من كتب اليهود والنصارى، لكي يتبيّن لك ما ذكرنا. ونورد ترجمتهم الباطلة بإزاء ترجمة صحيحة:
المزمور 82
ترجمتهم الباطلة
الله قائم في مجمع الله . في وسط الآلهة
يقضي. حتى متى تقضون جوراً وترفعون
وجوه الأشرار. اقضوا للذليل ولليتيم.
أنصفوا المسكين والبائس. نجّوا المسكين
والفقير. من يد الأشرار أنقذوا. لا يعلمون
ولا يفهمون. في الظلمة يتمشّون. تتزعزع
كل أسس الأرض. أنا قلت إنكم آلهة
وبنوا العليّ كلكم. لكن مثل الناس تموتون
وكأحد الرؤساء تسقطون. قم يا الله
دِنِ الأرض، لأنك أنت تمتلك كلّ الأمم.
الترجمة الصحيحة
الله قائم في مجمع الحكّام. يقضي بين
الأمراء. حتى متى تقضون جوراً وتراعون
جانب الشرّير. احموا المسكين واليتيم.
أقسطوا للفقير والمعترّ. نجّوا المسكين
وأنقذوا الفقير من يد الشرّير. لا يعلمون
ولا يفقهون. وفي الظلمة يذهبون
قد فسدت الأرض إلى بنيانها. أنا صيّرتكم
حكاماً وخلفاء الله ولكنكم مثل العامة
تغوُون وكرؤسائهم تعثرون. قم يا ربّ
دِنِ الأرض. فإنّك ترث الأمم كلها.
هل ترى كيف خلطوا بين الحاكم والله، والقضاء والحماية، والوصل والفصل، والموت والغواية، والابن والخليفة الخادم؟. كلّ ما نجد في الإنجيل من "ابن الله" فهو "عبد الله" في المعنى وكلّ ما فيه من "أبونا" أو "أبونا وأبوكم"، فهو: ربّنا وربكم، كما ترجمه القرآن. وقد منع المسيح عليه السلام عن استعمال كلمة الربّ لنفسه، وقال: "ربّنا واحد -وهو الله- وأنا وأنتم إخوة". وقد بدّلت النصارى هذا التعليم الواضح. وكذبُهم بادٍ مكشوف.
في متى باب 23 (6 - 11):
"ويحبّون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس: ربي ربي (*). وأما أنتم فلا تُدعَوا: ربّي، لأنّ ربكم واحد. المسيح وأنتم جميعاً إخوة. ولا تدعوا لكم ربّاً (**) على الأرض لأن ربكم واحد. الذي في السموات. ولا تُدعَوا معلّمين، لأنّ معلمكم واحد: المسيح. وأكبركم يكون خادماً لكم".
...............................
(*) في الترجمة البيروتية: سيدي سيدي. وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأنّ معلمكم" وهذا لا يليق بقوله: "لأنَّ". وفي الترجمة الإنكليزية: "ربي ربي. لكن لا تدعوا ربي لأنّ واحداً معلمكم، المسيح؛ وأنتم كلكم إخوة" . فالمترجم فصَلَ بين قوله "المسيح" وقوله "أنتم" بعلامة، لكن الجملة التي نقلت بعد ذلك من باب 19 تكشف الأمر. فإنّك ترى أنهم خبطوا كلمات "ربي" و "معلم" و "سيد" و "أب". وكيف يقول المسيح: لا تدعوني صالحاً؟ فالمعلم الصالح ترجمة "ربي". ونهاهم أن يدعوه بهذا الاسم كما دعت اليهود أحبارهم بهذا الاسم. وهكذا جاء ذكر اليهود والنصارى في القرآن، حيث قال: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}. فقد علمت أن النصارى سمّوا علماءهم بالرب والإله كما شهدت به كتب التاريخ. [حاشية المؤلف]. (**) في التراجم: "أباً" وهذا باطل ظاهراً. [حاشية المؤلف]. ثم جاء في باب 19 (16 - 17) :
"وإذا واحد تقدم وقال له: أيها المعلّم الصالح أيّ صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟ فقال له: لماذا تدعوني صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد -وهو الله - ولكن إن أردت الحياة فاحفظ الوصايا" (أي الشرائع).
وفي تكوين (45: 8):
"فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هاهنا بل الله وهو قد جعلني أباً لفرعون وسيّداً لكل بيته ومتسلطاً على كل أرض مصر".
في إشعياء (53: 11):
"مِن تَعَبِ نفسِه يرَى ويشبَع. وعبدي البارّ بمعرفته يبرّر كثيرين وآثامهم هو يحملها".
المراد من "عبدي البارّ" هو عيسى باتفاق النصارى، ولكنك تراهم حرّفوا هذه الكلمة. فتجد في مَرقُس (15: 39):
"ولما رأى قائد المئة الواقف مقابلَه أنه صرخ هكذا، وأسلم الروحَ، قال: حقاً كان هذا الإنسان ابن الله".
وهكذا في مَتّى . وأما في لُوقا فتجد فيه (47:23):
"فلما رأى قائد المئة ما كان مَجَّد اللهَ قائلاً: بالحقيقة كان هذا الإنسان بارّاً".
فهل ترى كيف حرّفوا ومزّقوا كلمة الوَحي!.

عزو وعزى

عزو وعزى
عَزَوْتُه وعَزَيْتُه عَزْواً وعَزْياً: نَسَبْتَه. وعَزَّيْتُه عَزْواً وعَزْياً. وهو حَسَنُ العِزْوَةِ والعِزْيَةِ. واعْتَزى. وفي الحَديثِ: عَزَوْتُه أعْزُوْهُ وأعْزَاه. وعَزَيْتُه: أي أسْنَدْته. فأمّا قَوْلُه: " من تَعَزّى بَعَزَاءِ الجاهِليَّة " فهو من الاعْتَزاء والتَّعَزِّي: وهو أن يُقالَ: يالَ تَميمٍ. وهو حَسَنُ العِزْوَةِ: أي العَزَاء.
وقد عَزَا وعَزِيَ - أيضاَ -، عَزَاءً: صَبَر، وهو عَزِيٌّ: صَبُوْرٌ. والعِزَةُ: الجَمَاعَةُ، والجَميعُ: عِزَوْنَ، ويُقال: عِزَيْنٌ، فَتُعْرَب نُوْنُه. وكَلِمَةٌ شَنْعَــاءُ من لُغَةِ أهْلِ الشِّحْرِ يقولون: لَعَزِيَّ لقد كان كَذا، كما يُقال: لَعَمْري.

شُهْرَة

شُهْرَة
الجذر: ش هـ ر

مثال: لَه شُهْرَة واسعة بين الناس
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الكلمة بهذا المعنى لم ترد في المعاجم القديمة.
المعنى: متمتع بفيض من جمال الذكر وحسن الأحدوثة

الصواب والرتبة: -له صيت واسع بين الناس [فصيحة]-له شُهْرَة واسعة بين الناس [صحيحة]
التعليق: جاء في التاج: «الشُّهْرة: ظهور الشيء في شُنْعــة
... وقد ذكر الجوهري أن الشُّهْرَة: وضوح الأمر»، دون أن يقيِّده بالــشُّنْعــة، وفي الوسيط: «الشُّهْرة: ظهور الشيء وانتشاره»، وبهذا يصح المعنى المرفوض بنوع من توسيع المعنى.

ثفو

ثفو

1 ثَفَاهُ, aor. ـُ see art. ثفى.

ثفو


ثَفَا(n. ac. ثَفْو)
a. Followed.

ثَفَّوَ
[ acc.
&
a. 'Ala], Placed a kettle upon ( the tripod ).

أَثْفَوَa. Married thrice.
b. see II
أَثَافي
a. Tripod.
(ث ف و) : (الثُّفَّاءُ) بِالْمَدِّ حَبُّ الرَّشَادِ وَالْقَصْرُ خَطَأٌ وَقِيلَ هُوَ الْخَرْدَلُ الْمُعَالَجُ بِالصِّبَاغِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «مَاذَا فِي الْأَمَرَّيْنِ مِنْ الشِّفَاءِ الصَّبْرِ وَالثُّفَّاءِ» .
ثفو
: (و ( {الأُثْفِيَّةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ) .
(واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ والجماعَةُ على الضمِّ. وتقَدَّمَ للمصنِّفِ ضَبْطه بالوَجْهَيْن فِي أَثَفَ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عبيدٍ؛ ثمَّ رأَيْتُ الكَسْرَ للفرَّاء.
وَقَالُوا: هُوَ أُفْعُولَةٌ.
قالَ الازْهرِيُّ: مِن} ثَفَّيْت، كأُدْحِيَّة لَمِبيضِ النّعامِ مِن دَحَيْت.
وقالَ اللَّيْثُ: {أُثْفِيَّة فُعْلوية مِن} أَثْفَيْت.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ: الأُثْفِيَّةُ ذاتُ وَجْهَيْن، تكونُ فُعْلوية وأُفْعُولَة؛ وَقد ذُكِرَ فِي الفاءِ.
(الحَجَرُ تُوضَعُ عَلَيْهِ القِدْرُ) .
(قالَ الأزْهرِيُّ: حَجَرٌ مِثْل رأْسِ الإنْسانِ؛ (ج {أَثَافِيٌّ) ، بتَشْديدِ الياءِ، (و) يَجوزُ (} أَثافٍ) ، تُنْصَبُ القُدُورُ عَلَيْهَا، وَمَا كانَ مِن حديدٍ ذِي ثلاثِ قوائِم فإنَّه يُسَمَّى المِنْصَب، وَلَا يُسَمَّى! أُثْفِيَّة.
وَقد 
يقالُ أَثاثِيُّ، نَقَلَه يَعْقوب، قالَ: والثاءُ بَدَلٌ مِن الفاءِ، وشاهِدُ التَّخْفيفِ قَوْلُ الشاعِرِ:
يَا دارَ هِنْدٍ عَفَت إلاَّ {أَثافِيها
بينَ الطَّوِيِّ فصاراتٍ فَوادِيهاوقالَ آخَرُ:
كأَنَّ وَقد أَتَى حَوْلٌ جدِيدٌ
أثافِيَها حَماماتٌ مُثُولُ (ورَماهُ اللَّهُ بثالِثَةِ} الأَثافِي: أَي بالجبلِ) لأنَّه يُجْعَل صَخْرتانِ إِلَى جانِبِه وتُنْصَبُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمَا القِدْر، فمعْناهُ أنَّه رَماهُ اللَّهُ بِمَا لَا يقومُ لَهُ.
(والمرادُ) رَماهُ اللَّهُ (بداهَيَةٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ إِذا لم يَجِدُوا ثالِثَةَ الأَثافِي أَسْنَدُوا القِدْرَ إِلَى الجَبَلِ) .
(قالَ الأَصْمعيُّ: يقالُ ذلكَ فِي رَمْي الرَّجُل صاحِبَه بالمُعْضلاتِ.
وقالَ أَبو عبيدَةَ: هِيَ قطْعَةٌ مِن الجبلِ يَجْعَل إِلَى جانِبِها اثْنَتانِ فتكونُ القطْعَةُ متَّصِلَةٌ بالجبلِ، قالَ خُفافُ بنُ نُدْبَة:
وإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعَــاءَ مِنِّيإذا حَضَرَت كثالثةِ الأُثافِيوقالَ أَبو سعيدٍ فِي معْنَى المَثَلِ: رماهُ بالشرِّ كُلِّه، فجعَلَه بعْدَ أُثْفِيَّة حَتَّى إِذا رُمي بالثالِثَةِ لم يتْرك مِنْهَا غَايَة، والدَّليلُ على ذلِكَ قَوْلُ عَلْقَمة:
بل كلّ قوم وَإِن عزُّوا وَإِن كَرُمُواعَرِيفُهم! بأَثافِي الشرِّ مَرْجوم أَلا تَراهُ قد جَمَعَها لَهُ.
وَقد مَرَّ ذلكَ للمصنِّفِ فِي أَثَفَ مُفَصَّلاً.
(وأَثَّفَ القِدْرَ) تَأْثِيفاً، (وآثَفَها) إيثافاً، ومَوْضِعُهما فِي أَثَفَ وَقد تقدَّمَ، وإنَّما ذَكَرَهما هُنَا اسْتِطراداً.
( {وأَثْفاها} وثَفَّاها فَهِيَ {مُؤَثْفاةٌ) جَعَلَها على الأَثافي.
وَفِي الصِّحاحِ: ثَفَّيْتُ القِدْرَ تَثْفِيةً، أَي وَضَعها على الأثافِي. وأَثْفَيْت القِدْرَ: أَي جَعَلْت لَهَا الأَثافِي؛ وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ خطامُ المُجاشِعيُّ:
لم يَبْقَ من آيٍ بهَا يُحَلِّيْنْ
غَيْرُ حِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ وصالِياتٍ كَكَما} يُؤَثْفَيْنْ أَرادَ {يُثْفَيْن، فأَخْرَجَه على الأصْلِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: أَرادَ يُثْفَيْنَ مِن} أَثْفيْنَ {يُثْفيِنَ، فلمَّا اضْطّرَّه بِناء الشِّعْر رَدّ إِلَى الأَصْل، لأنَّك إِذا قُلْت أَفْعل يُفْعِل عَلِمْتَ أَنَّه كانَ فِي الأَصْل يُؤَفْعِل؛ فحذفت الهَمْزة لثِقَلِها؛ وشاهِدُ} ثَفَّاها قَوْلُ الكُمَيْت:
وَمَا اسْتُنْزِلَتْ فِي غَيرِنا قِدْرُ جارِنا
وَلَا {ثُفِّيَتْ إلاَّ بِنَا حينَ تُنْصَبوقالَ آخَرُ:
وذاكَ صَنيِعٌ لم} تُثَفَّ لَهُ قِدْرِي.
(و) مِن المجازِ: ( {الإِثْفِيَّةُ، بالكسْرِ: الجماعَةُ مِنَّا) .
(فِي الصِّحاحِ يقالُ: بَقِيَتْ من بَني فلانٍ} إِثْفِيَّة خَشْناءُ، أَي بَقِي مِنْهُم عَدَدٌ كثيرٌ.
ومَرَّ للمصنِّفِ فِي الفاءِ: {الأُثْفِيَّةُ العَدَدُ الكَثيرُ والجماعَةُ مِن الناسِ. وَهُنَاكَ يَحْتَمل الضمّ ويَحْتَمل الكَسْر.
وَهُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ الصِّحاح بالضمِّ ونَقَلَه شيْخُنا أَيْضاً، فالاقْتِصارُ على أَحَدِهما هُنَا قُصُوراً.
(} وثَفاهُ {يَثْفِيه} ويَثْفُوه: تَبِعَهُ) وقيلَ: كانَ مَعَه على أثرِهِ؛ وَهِي واوِيَّةُ يائِيَّةٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
كالذِّئْبِ {يَثْفُو طَمَعاً قرِيباً وكَذلِكَ} أَثَفَه {يَأْثِفُه: إِذا تَبِعَه؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ. وَقد ذُكِرَ فِي الفاءِ.
(} وتَثَفَّى فلَانا: عِرْقُ سَوءٍ إِذا قَصَّرَ بِهِ عَن المَكارِم) ؛) نَقَلَه الصَّاغانيُّ فِي التّكْمِلَةِ.
( {والمِثْفاةُ، بالكسْرِ: سِمَةٌ} كالأَثافي) .) وضُبِطَ فِي نسخِ الصِّحاحِ بالضمِّ وتَشْديدِ الفاءِ، وَكَذَا فِي المَعاني الَّتِي بَعْده.
(و) {المِثْفاةُ: (امْرَأَةٌ دَفَنَتْ ثَلاثَةَ أَزْواجٍ) ؛) وَهَذِه عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وَفِي الصِّحاح: الَّتِي ماتَ لَهَا ثَلاثَة أَزْواجٍ.
(و) قالَ الكِسائيُّ: هِيَ (الَّتِي تَمُوتُ لَهَا الأَزْواجُ كَثِيراً.
(والرَّجُلُ} مِثْفىً) ؛) هَكَذَا هُوَ بالكسْرِ، وَفِي الصِّحاحِ: بالضمِّ والتّشْديد؛ ( {وأَثْفَى: تَزَوَّجَ بثِلاثِ نِسْوَةٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ:} المُثَفَّاةُ: المرأَةُ الَّتِي لزَوْجِها امْرأَتانِ، شُبِّهت {بأَثافِي القِدْرَ.
(} وثَفَيْتُ القَوْمَ: طَرَدْتُهُمْ) .
(وَفِي المحيطِ: أَثَفه إِذا طَرَدَه، فكأَنَّ هَذَا مَقْلوب مِنْهُ.
( {وأُثَيْفِيَةُ، كبُلَهْنِيَةَ: ة باليَمامَةِ) ، بالوَشْمِ، مِنْهَا لبَني يَرْبوع. وَقد تقدَّمَ فِي الفاءِ.
(وذُو} أُثَيْفِيَةَ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ) . وَقد تقدَّمَ أَيْضاً هُنَاكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أثفت القِدْر فَهِيَ مُؤْثَفَة ومثفاة.
! وثُفِّيت المَرْأَة: إِذا كانَ لزَوْجِها امْرأَتانِ سِوَاها. {والمُثَفَّى: الَّذِي ماتَ لهُ ثلاثُ نِسْوَةٍ.
} وأُثَيْفِياتُ: جِبالٌ صِغارٌ شُبِّهَت بأَثافِي القِدْرِ.
{والأَثافِيُّ: كَواكِبُ صِغارٌ بحيالِ القدْرِ.
وذاتُ الأَثافِي: مَوْضِعٌ.
وهم عَلَيْهِ} أُثْفِيّة واحِدَة: إِذا تَأَلَّبُوا.

لخبط

لخبط


لَخَبَطَ
a. [ coll. ], Mixed up, confused.

لَخْت
a. Big, corpulent.

حَرّ سَخْت لَخْت
a. Intense heat.
لخبط: لخبط: خلط (بوشر، همبرت 90، هلو، محيط المحيط) شوشّ، لبّك، أزعج، بَلبل، أخلّ بالنظام، قلب (بوشر).
لخبط: أساء اللفظ، تكلم كلاماً سفيهاً، لخبط في الكلام: تكلم كلاماً سيئاً (بوشر).
لخبط: أساء خطّه أو عمّاه، خربش، أساء التأليف أو الإنشاد (بوشر).
لخبط: شوّه، شنّع (بوشر).
لخبط (بالتشديد): أحدث خللاً في الساعة (بوشر).
لخبط (بالتشديد): تخوف، ارتعب (بوشر).
لخبطة: اختلاط، تشوش، ارتباك، تبلبل (بوشر).
لخبطة: عمل سفساف، إساءة عمل (بوشر).
ملخبط: غريب، شاذ (بوشر).
لخبط
لخبطَ/ لخبطَ في يلخبط، لخبطةً، فهو مُلخبِط، والمفعول مُلخبَط
• لخبط الشَّخْصُ القولَ أو الفعلَ/ لخبط الشَّخْصُ في القولِ أو الفعلِ: أدخل اضطرابًا فيه "لخبط كثيرًا في حديثه- لخبط ملفَّات مهمَّة- لخبط النظامَ- لخبط في تصرُّفه". 

تلخبطَ يتلخبط، تلخبُطًا، فهو مُتلخبِط
• تلخبط المتَّهمُ عند المواجهة: مُطاوع لخبطَ/ لخبطَ في: اضطرب "تلخبط البليدُ في لجنة الامتحان". 

شَهْدانِج

شَهْدانِج: شنارق. حب السمنة، شَرانق. ويسمى أيضاً شهدانج البرّ (ابن البيطار 1: 280).
شهر شَهَر والمصدر شُهْر: مثل شَهَّر وأشهر بمعنى طاف بالمجرم بشكل مخز في الطرقات (معجم البيان، معجم البلاذري).
شهَّر. شهَّر نفسَه: جعل نفسه نابه الذكر (بدرون ص25) ويقال أيضاً: شهّر بنفسه (عباد 1: 249) وتعنى أيضاً: استحق التأنيب والتوبيخ، استوجب الملامة من الناس (معجم البلاذري).
شهَّر نفسَه للموت: عرضها للموت (أبو الوليد ص249) وفي مخطوطة اخرى: شاهر.
شاهر: انظر ما تقدم.
أشهر: جعله معروفاً ورائجاً (دي ساسي طرائف 1: 146).
أشهر: أعلن، أذاع، نشر (الكالا)، ويقال: أشهر الأمر: أعلن المرسوم أو قرار الحاكم. (ألكالا).
أشهر فلاناً ب: جعل المنادي يذيع أمر السلطات ففي ابن اياس: أشهر السلطانُ المنادِيّ في القاهرة بأن لا فلاّح ولا غلام يلبس زنط أحمر.
أشهر: أتهم مقدماً شهوداً (الكالا).
أشهر: شهر السيف، سلّه من غمده (أبو الوليد ص105، الواقدي طبعة هماكر ص65، 106، ألف ليلة برسل 1: 339).
أشهر: مثل شهَر وشهَّر، أف بالمجرم وهو بشكل مخز في الطرقات (الملابس ص275 رقم 17، ابن بطوطة 3: 441، ألف ليلة برسل 2: 283).
أشتهَر، اشتهر بأمّه: من ينسب إلى أمّه وليس إلى أبيه، مثل: عيسى بن مَرْيم (معجم أبي الفداء).
شَهْر: يعنى عند البربر القمر (دومب ص53، ريشاردسن صحارى 1: 134).
شَهْر: علامة مميزة. ففي النويري (مصر مخطوطة 2 ص111 و) في كلامه عن النساء المسيحيات: ويكون أحد خُفَّيْها أسود ليبقى شهرا ظاهراً والآخر أبيض.
شَهْر: ربا، فائدة من المبلغ المقترض (باين سميث 1445).
شهر أو جهر أو شهير، وفي قول بعضهم بريشهير: مِخرطة، آلة يستعملها خراطو الخزف (باين سميث 1453). وقد ذكرت فيه مرتين. وقد زودني السيد دي غويه بهذه العبارة المنقولة من مخطوطتنا رقم 201 (فهرست 3 ص61). وليركب هذه الآلة في الشهر الذي يخرط فيه الخراطون آلات النحاس.
شُهْرَة: إشعار، إعلام. إخطار تبليغ (الكالا).
شُهْرة: نداء لاعلان البيع لما قرره القضاء. بيع بالمزاد (ألكالا).
شهرة الفتيا: قيمة الفتوى (دي سلان المقدمة ص75).
شُهْرة: علامة: مميّزة. ففي الخطيب (ص14 ف) في كلامه عن جند غرناطة: كُلّ منهم بصفة يختص بسلاحه وشهرة يعرف بها.
شُهْرَة: اسم يلحقه ابن (المقدمة 2: 194).
شُهْرَة: لقب (تاريخ البربر 2: 244، 461).
شُهْرَة: شيء يسخر منه ويتهكم. الف ليلة برسل 4: 159، 358).
شَهْريّ: نسبة إلى شهر، وما يوقت بشهر (بوشر).
شِهْرِيّ: لا يدل على نفس النوع من الخيل الذي يعرف بالبِرْذُوْن، لأن ابن العوام (2: 493) يفرق بينهما. وقد أخطأ كل من بانكري وكلمنت - موليه خطأ شنيعاً حين ترجماه بفرس أصيل.
شَهْريّة: راتب شهر (بوشر) وأجرة (همبرت ص222).
شَهَرِيّة: ثوب ذو مربعات (بارت 5: 235، 704) شهريا: حيوان من حيوانات البحر الأسود من فصيلة الاسقنقور (الادريسي جوبرت 2: 404) وهذا الاسم في مخطوطة ب، وفي مخطوطة ا: شهربا.
إشهار سلوك: منشور، بيان عام (بوشر).
تشْهِير وجمعها تشاهير: فسر كاترمير في (مملوك 1، 1: 243) هذه الكلمة بغطاء السرج. ثم رجع عن ذلك (1: 2: 137) فقال هي بالأحرى الرباطات التي تختلف عرضاً وتشد على صدر الفرس.
مُشَهَّر. ثوب مشهّر: زينت حاشيته بلون آخر (المقري 2: 357) وفي بيت لفتى ظهر عذاره: وهل أفتن الأثواب إلا المشهَّر وفي عبارة للمقريزي فقلت في الملابس (ص354) أبدل شهرة بمشَهَّرة كما تتطلبه قواعد العربية وفيه: كان الأمراء والجنود يرتدون مثل السلطان أقبية أما بيض أو مشهرة أحمر وأزرق.
وفي الحديث ما نقله السيد دي غويا من الفائق (1: 632): عمر رضَه وفد إليه عامله من اليمن وعليه حُلَّة مشهَّرة وهو مرجَّل دهين فقال هكذا بعثناك فأمر بالحلَّة فنزعت وألبس جبَّة صوف الخ. ويقول الشارح: أي فاخرة موسومة بالشُهْرة لحسنها. غير أن السيد دي غويا يرى أن المعنى الذي ذكرته افضل. (انظر أيضاً مُشَهَّرة).
وثياب مشهَّرة: ثياب شنعــة يلبسها المجرمون حين يطاف بهم بصورة مخزية في الطرقات. ففي البيان (1: 268): ثم أخذ أسيراً وادخل مصر على جمل فطيف به بثياب مشهرة ثم قتل.
مُشَهَّرَة: ثياب زينت حاشيتها بلون آخر (الكامل ص682، 777) انظر: مُشَهَّر.
مَشهَور: محلّى، مزين، مزخرف (ديوان امرئ القيس ص30) وانظر (ص99).
حَرْب مشهور: حرب معلنة (بوشر).
حديث مشهور: روي عن اكثر من اثنين من الصحابة (دي سلان المقدمة 2: 484) ويقول فاندنبرج (ص5): هو حديث لا يستحق الثقة على الرغم من إنه روي عن الصحابة. وفي محيط المحيط: والمشهور ما كان من الآحاد في الأصل أي في القرن الأول ثم اشتهر في القرن الآني حتى روته جماعة لا يتصوّر تواطؤهم على الكذب فيكون المتواتر بعد القرن الأول.
مُشاهِر: شهري (هلو).
مُشَاهَرة. مُشاهَرَةً: مُرَتَّب أو راتب يدفع في كل شهر، شهراً بعد شهر (المقري 2: 703) (احذف من وانظر رسالة إلى فليشر ص222) وفي حيان - بسام (3: 140 ق): فرض لكل واحد خمسة عشر ديناراً مشاهرة. (ابو حمو ص164).
مشاهرة: مرتب شهري (دومب ص57).
مشاهرة (مرتب سنة. ففي الفخري (ص359): ومشاهرته في كل سنة مائة ألف دينار.
بُنُدُقي مشاهرة: عملة في مدينة البندقية ذات قيمة خاصة، في كل وجه منها صورة يتفق الرأس على الرأس والقدم على القدم في الوجهين (لين عادات 1: 392).
اشتهار: إعلان، إذاعة، نشر (الكالا).

عهخع

عهخع
العُهْخُع، كقُنْفُذٍ، أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان هُنَا، وَقد ذَكَرَه فِي الخُعْخُع، كَمَا تقدّم، ونقلَ الخليلُ عَن الفَذِّ من الْعَرَب: هُوَ شَجَرَةٌ يُتَداوى بهَا وبِوَرَقِها، قَالَ الْخَلِيل: وَهِي كلمةٌ شَنْعَــاءُ لَا تجوزُ فِي التَّأْلِيف. قَالَ: وسُئِلَ أعرابيٌّ عَن ناقَتِه، فَقَالَ: تَرَكْتُها تَرْعَى العُهْخُع. قَالَ: وسَأَلْتُ الثِّقاتَ من عُلَمائِهم فأنكروا أَن يكونَ هَذَا الاسمُ من كلامِ الْعَرَب. وَقيل: إنّما هُوَ الخُعْخُع، نَقله الخليلُ عَن أعرابيٍّ آخَر، قَالَ الليثُ: وَهَذَا مُوافِقٌ لقياسِ العربِيَّة. قلتُ: وَقد تقدّم ذَلِك فِي مَوْضِعه. وَنَقله ابْن دُرَيْدٍ فِي الجَمهَرَةِ هَكَذَا، وابنُ شُمَيْلٍ فِي كتابِ الأشجارِ لَهُ وأمّا مَا وَقَعَ فِي بعضِ كتُبِ الْمعَانِي والبَيانِ، فِي بابِ الفَصاحَةِ وَمَا يُخِلُّ بهَا من التعقيد: تَرْعَى العُهْخُعَ، بتقديمِ العينِ، والخاءُ فِي آخِرِه، فَغَلَطٌ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ عَن أبي الدُّقَيْشِ: هِيَ كلمةُ مُعاياةٍ. وَلَا أصلَ لَهَا، وذكرَ الأَزْهَرِيّ فِي الخاءِ: أنّه شجرةٌ يُتَداوى بهَا وبوَرَقِها، وَلم يُنكِرْه، كَمَا تقدّم ذَلِك مرَّتَيْن، فتَغليطُه لأهلِ الْمعَانِي محَلُّ نظَرٍ وتأمُّلٍ.

رأَس

رأَس
{الرَّأْسُ: م، أَي معروفٌ، وأَجْمَعُوا على أَنَّه مُذَكَّرٌ. والرَّأْسُ: أَعْلَى كُلِّ شيْءٍ. وَمن المَجَازِ: الرَّأْسُ: سَيِّدُ القَوْمِ} كالرَّيِّسِ، ككَيِّسٍ. {والرَّئِيسِ، كأَمِيرٍ. قالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ سُلَيْمَانَ الهاشِمِيَّ:
(تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّد ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ)

(لاَ ذِي تَخَافُ ولاَ لِهذَا جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ} الرَّيِّسُ)
والثَّوْلاءُ: النَّعْجَةُ. والمُخْرِفَةُ. الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا، ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لعَدْلِه وإِنْصَافِه، حتَّى إِنّه لَيَشْرَبُ الذِّئْبُ والشَّاةُ من ماءٍ وَاحدٍ، ج، {أَرْؤُسٌ، فِي القِلَّةِ،} وآرَاسٌ، على القَلْبِ، {ورُؤُوسٌ، فِي الكَثْرَةِ، وَلم يَقْلِبُوا هذِه،} ورُؤْسٌ، وهذِه عَلَى الحَذْفِ. قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(فيَوْماً إِلَى أَهْلِي ويَوْماً إِليْكُمُ ... ويَوْماً أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ {رُؤْسِ أَجْبَالِ)
وأَمّا} الرَّئِيسُ، فيُجْمَع على! الرُّؤَسَاءِ. والعامَّةُ تَقُولُ: الرُّيَسَاء. {والرَّأْسُ: القُوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا، نقَلَه الأَصْمَعِيُّ. قَالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ:
(} بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَاَ)
وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنا أُرَى أَنَّه أَرادَ الرَّئِيسَ لأَنَّه قَالَ: نَدُقُّ بِهِ وَلم يَقُلْ: بِهِمْ.
وَيُقَال: {رَأْسٌ} مَرْأَسٌ، كمَقْعَدٍ. كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ، وصوابُه بالكَسْرِ، أَي مِصَكٌّ {للرُّؤُوسِ. وَقَالَ العَجَّاجُ: وعُنُقَاً عَرْداً ورَأْساً} مِرْأَسَا مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسَا عَضْباً إِذا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا وَفِي الْجمع: {رُؤُوسٌ} مَرَائِيسُ. و) {رُؤُوسٌ} رُؤّسٌ، كرُكَّع. وبَيْتُ {رَأْسٍ: ع، بالشّامِ مِن قُرَى حَلَبَ) يُنْسَبُ إِليهِ الخَمْرُ قالَ حَسّان: كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ ومَاءُ ونَقَل شيخُنَا أَنها قَرْيَةٌ بينَ غَزَّةَ والرَّمْلَةِ، ويُقَال: إِنَّ بهَا مَوْلِدَ الإِمَامِ الشافِعِيِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ، قالَه الفَنَارِيّ فِي حَواشِي المُطَوَّلِ. قلتُ: وقالَ الصّاغَانِيُّ: هِيَ كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ، وَهِي المُرَادَةُ من قَوْلِ حَسّان.} ورَأْسُ عَيْنٍ: مَدِينةٌ بالجَزِيرَةِ، ويُقَالُ فِيهَا: {رأْسُ العَيْنِ، وَلها يَوْمٌ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيدَةَ لسُحَيْمِ بنِ وَثِيلٍ الرِّياحِيِّ:
(وَهُمْ قَتَلُوا عَمِيدَ بَنِي فِرَاسٍ ... } بِرَأْسِ العَيْنِ فِي الحُجُجِ الخَوَالِي)
وَفِي الصّحاح: قَدِمَ فُلانٌ مِن رأْسِ عَيْنٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، والعامَّة تَقول: مِن رأْسِ العَيْنِ: قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: جَاءَ فلانٌ مِنْ رأْسِ عَيْنٍ، إِذا كانَتْ عَيْناً من العُيُونِ نَكِرَةً، فأَمَّا رأْسُ عَيْنٍ هذِه الَّتِي فِي الجَزِيرَةِ، فَلَا يُقال فِيهَا رأْسُ العَيْنِ. ورَأْسُ الأَكْحَلِ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِن نَوَاحِي ذَمَارِ. ورَأْسُ الإِنْسَانِ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ، وأَبِي قُبَيْس.! ورَأْسُ ضَأْنٍ: جَبَلٌ لِدَوْسٍ. وَرَأْسُ الحِمَارِ: د، قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ. وَرأْسُ الكَلْبِ: ة بِقُومَسَ. وَقيل: ثَنِيَّةٌ بِهَا. ويُقَال: إِنَّهَا قَارَاتُ الكَلْبِ.
ورَأْسُ الكَلْبٍ: ثَنِيَّةٌ باليَمَامَةِ. وَرأْسُ كِيفَى، بكسرِ الكَاف: ع. بالجَزِيرةِ من دِيَار مُضَرَ، وَهُوَ المَشْهُورُ بِحِصْنِ كِيفَى، أَو غَيْرُه، فَلْيُنْظَرْ. وقولُهم: رُمِيَ فُلانٌ مِنْهُ فِي الرَّأْسِ، أَي أَعْرَضَ عَنْهُ وَلم يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً واستَثْقَلَه. تَقول: رُمِيتُ مِنْكَ فِي الرَّأْسِ، على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، أَي ساءَ رأْيُكَ فِيَّ حَتَّى لَا تَقْدِرَ أَنْ تَنظُرَ إِليَّ. وَذُو الرَّأْسٍ: لَقَبُ جَرِير بن عَطِيَّةَ بنِ الخَطَفَي، واسمُه حُذَيْفةُ بنُ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوع بن حَنْظَلَةَ بنِ مالِك بن زِيْدِ مَنَاةَ، قِيلَ لَهُ ذلِك لجُمَّةٍ كانتْ لَهُ، وكانَ يُقَال لَهُ فِي حَدَاثَتِه: ذُو اللِّمَمِ. وذُو الرَّأْسَيْنِ لَقَبُ خُشَيْنِ بن لأْيِ بنِ عُصَيْمٍ. وَذُو الرَّأْسينِ أَيضاً: أُمَيَّةُ بنُ جُشَمَ بنِ كِنَانةَ بنِ عَمْرو بنِ قَيْن بن فَهْم بن عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ. ومِن المَجَازِ: رَأْسُ المالِ: أَصْلُه. وَيُقَال: أَقْرِضْنِي عَشْرَةً برُؤوسِهَا، أَي قَرْضاً لَا رِبْحَ فِيهِ إلاَّ رأْسُ المالِ.
ومِن المَجَازِ: الأَعْضَاءُ {الرَّئِيسَةُ، وَهِي أَرْبَعَةٌ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ: القَلْبُ والدِّماغُ والكَبِدُ، فهذِه الثَّلاثَةُ رَئيسَةٌ مِن حَيْثُ الشَّخْصُ، على مَعْنَى أَنَّ وُجُودَه بدُونِهَا أَو بِدُونِ وَاحدٍ مِنْهَا لَا يُمْكِنُ. والرّابِعُ الأُنْثَيَانِ، وكونُه رَئيساً مِن حَيْثُ النَّوْعُ، على مَعْنَى أَنَّه إِذا فاتَ فاتَ النَّوْعُ. ومَنْ قالَ: إِنَّ الأَعْضَاءَ الرَّئيسَةَ هِيَ الأَنْفُ واللِّسَانُ والذَّكَرُ، فقدْ سَهَا.)
قالَ الصّاغَانِيُّ: وشاةٌ رَئيسٌ، كأَمِيرٍ: أُصِيبَ} رَأْسُهَا. مِنْ غَنَمٍ رَآسىَ، بوزنِ رَعَاسىَ، مثْل: حَبَاجَى ورَمَاثَى. والرَّئيسُ، وَفِي التَّبْصِيرُ، والتَّكْمِلَة: رَئيسُ بنُ سَعِيد بنِ كَثير بنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيّ، مُحَدِّثٌ شاعِرٌ، وَهُوَ أَخو عُبَيْدِ الله. (و) {الرِّئِيسُ، كسِكِّيتٍ: الكَثِيرُ} التَّرَؤُّسِ، أَي التأَمُّرِ.
{والمِرْآسُ، كمِحْرَابٍ: الفَرَسُ الَّذِي يَعَضُّ} رُؤُوسَ الخَيْلِ إِذا صارَتْ مَعَهُ فِي المُجَاراةِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(لَوْ لمْ يُبَرِّزْهُ جَوَادٌ {مِرْآسْ ... لَسَقَطَتْ بِالْمَاضِغَيْنِ الأَضْراسْ)
أَو} الْمِرْآسُ الَّذِي يَرْأَسُ أَي يَكُونُ {رَئِيساً لَها فِي تَقَدُّمِه وسَبْقهِ.} ورَأَسهُ {يَرْأَسُهُ} رَأْساً، كمَنَع: أَصابَ {رَأْسَهُ فَهُوَ} مَرْؤُوسٌ! ورَئيسٌ. {والرَّآس، كشَدَّادٍ: بائِعُ} الرُّؤُوسِ. {- والرَّوَّاسِيُّ، بِالْوَاو وياءِ النِّسْبَةِ، لَحْنٌ، وَفِي اللِّسَانِ: مِن لُغَةِ العَامَّةِ. مِنْهُ أَبو الفِتْيَانِ عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الكَرِيمِ الدِّهِسْتَانِيّ الحَافِظُ} - الرَّآسِيّ نُسِبَ إِلَى بيعِ الرُّؤُوسِ. وَقَع لي حَدِيثُه عالِياً فِي الأَرْبَعِين البُلْدانِيَّةِ للحَافِظِ أَبي طاهِرٍ السِّلَفِيِّ وخَرَّجْتُه أَيضاً فِي بَذْلِ المَجْهُود بتَخْرِيجِ حَدِيثِ: شَيَّبَتْنِي هُود مَاتَ سنة. {والمُرَأّسُ، كمُعَظَّمٍ ومِصْباحٍ وصَبُورٍ، من الإِبِلِ: الذِي لم يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ، بالكَسْرِ، إلاَّ فِي رَأْسِه، عَن الفَرَّاءِ، حَكَاهُ عَنهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَفِي نَصِّه:} المُرائِسُ، كمُقَاتِلٍ. وَقد صَحَّفَهُ المُصَنِّف. وليسَ عِنْدَه {المِرْآسُ، كمِصْبَاحٍ. (و) } المُرَئِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الأَسَدُ.
{والَّرَوائِسُ: أعالِي الأَوْدِيَةِ، الوَاحِدَةُ:} رَائِسٌ. وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى الأَصَحِّ:
(خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ ... ومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ {الرَّوَائِسُ)
وَهِي أَيضاً المُتَقَدِّمَةُ مِن السّحابِ،} كالمَرَائِسِ. يُقَال: سَحَابَةٌ {رَائسَةٌ. وَبِه فُسِّر بَعْضُ قَول ذِي الرُّمَّةِ السّابِق.} والرَّائِسُ: جَبَلٌ فِي بَحْرِ الشَّامِ. وَبِه فُسِّر قولُ أُمُيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
(وَفِي مَعْرَكِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكاً على! رائسٍ يَقْسِمُونا) (و) {رائِسُ: بِئْرٌ لِبَنِي فَزَارَةَ. (و) } الرَّائِسُ: الوَالِي. {والمَرْؤُوسُ: الرَّعِيَّةُ. وقَالَ الفَرَّاءُ:} المَرْؤُوسُ: الَّذِي شَهْوَتهُ فِي رَأْسِهِ لَا غَيْرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. (و) {المَرْؤُوسُ:} الأَرْأَسُ، أَي العَظِيمُ الرَّأْسِ.
{ورِئَاسُ السَّيْفِ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُهُ أَو قَبِيعَتُه، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وهذِه أَصَحُّ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ثُمَّ اضطغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ} كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا)
هَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ: {رِئَاساً إلاَّ هُنَا. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: ووَجَدْنَاهُ فِي المُصَنَّفِ: كرِيَاسِ السَّيْف غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ: فَلَا أَدْرِي هَلْ هُو تَخْفِيفٌ أَم الكَلِمَةُ من الياءِ. ومِن المَجَازِ:} الرَّأْسُ مِن الأَمْرِ: أَوَّلُهُ، وتقولُ لمَنْ يُحدِّثُكَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلاَمَكَ مِن {رَأْسٍ، ومِن الرَّأْسِ، وَهِي أَقَلُّ اللُّغَتَيْنِ، وأَنْكَرَهَا بَعضُهُم، وَقَالَ: لَا تَقُلْ: مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ: والعَامَّةُ تقولُه. قالَهُ شيخُنَا، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ: لَمْ يُبْعَثْ نَبيٌّ إِلاَّ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ عَاماً. ونَعْجَةٌ} رَأْسَاءُ: سَوْداءُ الرَّأْسِ والوَجْهِ وسائِرُها أَبْيَضُ. قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ غَيرُه: شاةٌ {رَأْساءُ: مُسْوَدَّةُ} الرَّأْسِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: إِذا اسْوَدَّ {رأْسُ الشَّاةِ فَهِيَ} رَأْسَاءُ، فإِن أَبْيَضَّ {رَأْسُهَا مِن بَيْنِ جَسَدِهَا فَهِيَ رَخْمَاءُ ومُخَمَّرَةٌ. وبَنُو} رُؤَاسٍ، بالضَّمِّ: حَيٌّ مِن عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. وَهُوَ رُؤَاسُ بن كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. مِنْهُم أَبو دُوَادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عُمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدِ بنِ {رُؤاسِ بنِ كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ.
قلت:} ورُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ وعَقِبُه مِنْ ثلاثةٍ: بِجَادٍ وبُجَيْدٍ وعُبَيْدٍ، أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ.
ومِن وَلَدِ رُؤَاسٍ: وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيّ بنِ الفَرَسِ الفَقِيهُ.
وَمِنْهُم حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ حُمَيْدٍ، {الرُّؤَاسِيُّونَ. مُحَدِّثُون. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وكانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ يَقُولُ فِي أَبِي جَعْفَرِ} - الرُّؤاسِيِّ أَحَدِ القُرَّاءِ والمَحَدِّثِين: إِنَّه الرَّوَاسِيُّ، بِفَتْح الرّاءِ وبالوَاوِ من غَيْر هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاس: قَبِيلَةٍ من سُلَيْمٍ، وكانَ يُنْكِرُ أَنْ يُقَال: الرُّؤَاسيُّ، بالهَمْزِ، كمَا يَقُولُه المُحَدِّثُون وغيرُهم. قلت: ويَعْنِي بأَبِي جَعْفَر هَذَا مُحَمَّدَ بنَ أَبي سارةَ الرَّوَاسِيّ. ذكرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الكُوفِيِّينَ. وَله تَصانِيفُ، وَقد تقدَّم ذِكْرهُ فِي المُقَدِّمة. {والرُّؤَاسِيُّ أَيضاً: العَظِيمُ الرَّأْسِ، ومِمَّن نُسِبَ إِلى ذلِكَ مِسْعَرُ ابنُ كِدَامٍ الفَقِيهُ وغيرُه، وَمِنْهُم مَن يقولُه بتَشْدِيدِ الواوِ، من غَيْرِ هَمْزٍ، وَهُوَ غَلَظٌ. ويُقَال:} رَأسْتُه {تَرْئيساً، إِذا جَعَلْتَه رَئيساً على القَوْمِ.
} وارْتَأَسَ هُوَ: صارَ {رَئيساً،} كتَرَأّسَ، مثلُ تأَمَّرَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرابِ:! ارْتَأَسَ زَيْداً، إِذا شَغَلَه.
وأَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُهَا إِلى الأَرْضِ، وَمثله: اكْتَأَسَه وارْتَكَسَه واعْتَكَسَه، كلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحدٍ. {والمُرَائِسُ، كمُقَاتِلٍ: المتَخَلِّفُ عَن القومِ فِي القِتَالِ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} رُئِسَ الرجُلُ، كعُنِيَ، شَكَا {رَأْسَه، فَهُوَ} مَرْؤوسٌ. {والرَّئِيس: الَّذِي قَدْ شُجَّ رَأْسُه، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ:
(كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئيسٍ ... يُحَاذِرُ مِنْ سَرَابَا وَاغْتِيَالِ)
} والمَرْؤُوسُ: مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. وأَصَابَ {رأْسَه: قَبَّلَهُ، وَهُوَ كِنَايَةٌ.} وارْتَأَسّ الشَّيْءَ: رَكِبَ رأْسَه. وفَحْلٌ {أَرْأَسُ، وَهُوَ الضَّخْمُ} الرَّأْسِ، {كالرُّؤَاسِ} - والرُّؤَاسيّ، وَقيل: شاةٌ) أَرْأَسُ، وَلَا تَقُلْ: {- رَؤاسِيٌّ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ.} والرَّائِسُ: رَأْسُ الوَادِي. وكُلُّ مُشْرِفٍ: رَائِسٌ.
ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي ر وس.
وهُم {رأُسٌ عَظِيمٌ، أَي جَيْشٌ على حِيَالِهِ لَا يَحْتَاجُون إِلى إِحْلاب.} ورأَسَ الْقَوْمَ {يَرْأَسُهُم} رَآسةً: فَضَلَهُمْ. {ورأَسَ عَلَيْهِم. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. ورَوَّسُوه على أَنفُسِهم، قَالَ: وهكَذَا رأَيتُه فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، والقِيَاسُ:} رَأّسُوه. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: {رَأَسَ الرَّجُلُ} رَآسَةً، إِذا زَاحَمَ عَلَيْهَا وأَرَادَهَا.
قَالَ: وكانَ يُقَال: {الرَّآسَةُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بهَا} رَأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُها. وَفِي الحَدِيث: رَأْسُ الكُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَهُوَ مَجَازٌ، يكون إِشَارَةً إِلَى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِه من! رُؤَسَاءِ الضَّلاَلِ الخَارِجِينَ بالمَشْرِقِ. {ورَئِيسُ الكِلابِ} ورائِسُهَا: كَبِيرُها الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُه فِي القَنَصِ، وَهُوَ مَجازٌ. وكَلبة {رائسة: يَأْخُذ الصَّيْد. وكَلْبَةٌ} رَؤُوسٌ، كصَبُورٍ: تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ. ويُقَال: أَعْطِنِي {رَأْساً مِن الثُّومِ، وسِنًّا مِنْهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وَيُقَال: كَمْ فِي} رَأْسِك مِن سِنٍّ وَهُوَ مَجَازٌ. والضَّبُّ رُبَّمَا {رأَّسَ الأَفْعَى ورُبَّمَا ذَنَّبَها، وذلِكَ أَنَّ الأَفْعَى تَأْتِي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه، فيَخْرُجُ أَحْيَاناً برأْسِه مُسْتَقْبِلَهَا، فيُقَال: خَرَجَ} مُرَئِّساً، ورُبَّما احْتَرشَهُ الرَّجُلُ فيَجْعَلُ عُوداً فِي فَمِ جُحْرِه فيَحْسبُه أَفْعَى فيَخْرُجُ {مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً.
وقالَ ابنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ} مُرَائِساً: اسْتَبقَ برَأْسِه من جُحْرِه. ورُبَّمَا ذَنَّبَ. وَيُقَال: وَلَدَتْ وَلَدَها على {رَأْسٍ وَاحِدٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، أَي بعضُهُم فِي إِثْرِ بَعْضٍ، وكذلِكَ: وَلَدَتْ ثلاثةَ أَوْلادٍ} رَأْساً عَلَى رأسٍ، أَي وَاحِداً فِي إِثْرِ آخَرَ. ويُقَال: أَنْتَ علَى رأْسِ أَمْرِك {ورِئَاسِهِ أَي على شَرَفٍ مِنْهُ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، قولُهُم: أَنْتَ على} رِئاسِ أَمْرِكَ: أَي أَوَّلهِ. والعَّامَّةُ تَقول: عَلَى {رَأْسِ أَمْرِكَ. وعِنْدِي رَأْسٌ من الغَنَمِ، وعِدَّةٌ مِن} أَرْؤُسٍ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَكَذَا: رَأْسُ الدِّينِ الخَشْيَةُ. وأَهْلُ مَكَّةَ يُسَمُّون يَوْمَ القَرِّ يَوْمَ {الرُّؤُوسِ لأَكْلِهِم فِيهِ رُؤُوسَ الأَضَاحِي. وَرَأْسُ الشَّيْءِ: طَرَفُه، وَقيل: آخِرُه، نَقَلَه شيْخُنَا.
} والرَّأْسُ: من أَسْمَاءِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ، وتُسَمَّى! رأْسَ القُرَى. وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَة فِي المُشْكِلِ: {رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ: جَبَلٌ بِالحِجَازِ مُتَشَعِّبٌ شَنِعُ الْخِلْقَةِ. واسْتَدْرَك الصّاغَانِيُّ هُنَا: رَأسِكُ، من مُدُنِ مُكْرَان. وحَقُّه أَنْ يُذْكَرَ فِي الكَافِ.} والرَّئِيسُ: أَبُو عَلِيِّ بنُ سِينَاءَ، مَشهورٌ. وَجَعْفَرُ بنُ محمَّد بنِ الفَضْل {- الرَّأْسِيّ من رَأْسِ العَيْنِ، عَن أَبِي نُعَيْم، وَعنهُ أَبو يَعْلَى الْمَوْصَلِيّ. والصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بنِ عليّ بنِ محَّمد} - الرُّؤَاسِيّ الأَسَدِيّ الإِسْفِرَايِنِيّ الشافِعيّ، وُلد بِشِقّان من بلادِ خُرَاسَان، لقِيه البِقَاعِيُّ بمَكَّة.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.