Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شريعة

الغبن

الغبن:
[في الانكليزية] Wrong in a sale
[ في الفرنسية] Lesion dans une vente
بالفتح وسكون الموحدة هو في اللغة ايقاع الاجحاف على آخر في البيع والشراء. وفي الــشريعة قسمان غبن فاحش وغبن يسير في جامع الرموز في كتاب الوكالة في فصل لا يصحّ بيع الوكيل القيمة ما قوّم به المقوّمون كلّهم وما قوّم به مقوّم واحد دون الكلّ. فغبن يسير، وما لم يقوّم به أحد، فغبن فاحش، وهذا هو الصحيح، وعليه الفتوى. وفي البرجندي أنّ القيمة ما قوّم به أكثر المقوّمين وما قوّم به أقلهم ويكون زائدا على ما قوّم به الأكثر فغبن بسير يتغابن به الناس، وإن كان زائدا بحيث لم يقوّم به أحد فغبن فاحش لا يتغابن به الناس انتهى. وعلى رواية الجامع عن محمد رحمه الله أنّ اليسير نصف العشر أو أقلّ وفي الخزانة أنّ اليسير في الحيوان ده نيم- نصف العشر- وفي العروض ده يازده- أحد عشر- وعن الحسن العكس وقيل في العرض ده نيم- نصف العشر- وفي الحيوان ده يازده- أحد عشر- وفي العقار ده دوازده- العشرة باثني عشر- وذكر التمرتاشي أنّه في الكلّ ده نيم- نصف العشر- عند بعض.

العمرى

العمرى:
[في الانكليزية] For life
[ في الفرنسية] Viager
بالضم والسكون اسم من الإعمار. يقال أعمرته الدّار عمرى أي جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إليه، هكذا فعلوا في الجاهلية. وهي في الــشريعة جعل داره لشخص مدّة عمر ذلك الشخص بشرط أن يردّ الدار على المعمر أو على ورثته إذا مات المعمر أو الشخص المعمر له، وهو صحيح، والشرط باطل فالدار للمعمر له حال حياته ولورثته بعد مماته، كذا في جامع الرموز في كتاب الهبة.

علم الكلام

علم الكلام:
[في الانكليزية] Kalam (islamic rational or dogmatic theology)
[ في الفرنسية]
Le Kalam( theologie dogmatique ou rationnelle musulmane )
ويسمّى بعلم أصول الدين أيضا، هو اسم علم من العلوم الشرعية المدونة وقد سبق في المقدمة.
علم الكلام
قال أبو الخير في الموضوعات: هو علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها ودفع الشبه عنها وموضوعه ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته عند المتقدمين. وقيل: موضوعه الموجود من حيث هو موجود.
وعند المتأخرين موضوعه المعلوم من حيث ما يتعلق به من إثبات العقائد الدينية متعلقا قريبا أو بعيدا أو أرادوا بالدينية المنسوبة إلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انتهى ملخصاً.
والكتب المؤلفة فيه كثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون.
وللسيد الإمام العلامة محمد بن الوزير كتاب ترجيح أساليب القرآن لأهل الإيمان على أساليب اليونان وبيان ذلك بإجماع الأعيان بأوضح التبيان وكتاب البرهان القاطع في إثبات الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع رد في هذين الكتابين على المتكلمين والكلام وأثبت أن جميع مسائل هذا العلم تثبت بالسنة والقرآن ولا يحتاج معهما إلى قوانين المتكلمين وقواعد الكلام وهما نفيسان جدا وما أحسن ما قال الغزالي في الإحياء.
وحاصل ما يشتمل عليه علم الكلام من الأدلة التي ينتفع بها فالقرآن والأخبار مشتملة عليه وما خرج عنهما فهو إما مجادلة مذمومة وهي من البدع وإما مشاغبة بالتعلق بمناقضات الفرق وتطويل بنقل المقالات التي أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع وتمجها الأسماع وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين ولم يكن شيئا منها مألوفا في العصر الأول وكان الخوض فيه بالكلية من البدع انتهى.
قال ابن خلدون: علم الكلام هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة وسر هذه العقائد الإيمانية هو التوحيد فلنقدم هنا لطيفة في برهان عقلي يكشف لنا عن التوحيد على أقرب الطرق والمآخذ ثم نرجع إلى تحقيق علمه وفيما ينظر ويشير إلى حدوثه في الملة وما دعا إلى وضعه.
فنقول إن الحوادث في عالم الكائنات سواء كانت من الذوات أو من الأفعال البشرية أو الحيوانية فلا بد لها من أسباب متقدمة عليها بها تقع في مستقر العادة وعنها يتم كونه وكل واحد من هذه الأسباب حادث أيضا فلا بد له من أسباب أخر ولا تزال تلك الأسباب مرتقية حتى تنتهي إلى مسبب الأسباب وموجدها وخالقها سبحانه لا إله إلا هو وتلك الأسباب في ارتقائها تتفسح وتتضاعف طولا وعرضا ويحار العقل في إدراكها وتعديدها فإذا لا يحصرها إلا العلم المحيط سيما الأفعال البشرية والحيوانية فإن من جملة أسبابها في الشاهد المقصود والإرادات إذ لا يتم كون الفعل إلا بإرادته والقصد إليه والقصود والإرادات أمور نفسانية ناشئة في الغالب عن تصورات سابقة يتلو بعضها بعضا وتلك التصورات هي أسباب قصد الفعل وقد تكون أسباب تلك التصورات تصورات أخرى وكل ما يقع في النفس من التصورات مجهول سببه إذ لا يطلع أحد على مبادئ الأمور النفسانية ولا على ترتيبها إنما هي أشياء يلقيها الله في الفكر يتبع بعضها بعضا والإنسان عاجز عن معرفة مباديها وغاياتها وإنما يحيط علما في الغالب بالأسباب التي هي طبيعية ظاهرة يوقع في مداركها على نظام وترتيب لأن لا طبيعة محصورة للنفس وتحت طورها.
وأما التصورات فنطاقها أوسع من النفس لأنها للعقل الذي هو فوق طور النفس فلا تدرك الكثير منها فضلا عن الإحاطة بها وتأمل من ذلك حكمة الشارع في نهيه عن النظر إلى الأسباب والوقوف معها فإنه واد يهيم فيه الفكر ولا يحلو منه بطائل ولا يظفر بحقيقة {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} وربما انقطع في وقوفه عن الارتقاء إلى ما فوقه فزلت قدمه وأصبح من الضالين الهالكين نعوذ بالله من الحرمان والخسران المبين ولا تحسبن أن هذا الوقوف أو الرجوع عنه في قدرتك واختيارك بل هو لون يحصل للنفس وصبغة تستحكم من الخوض في الأسباب على نسبة لا نعلمها إذ لو عملناها لتحرزنا منها فلنتحرز من ذلك بقطع النظر عنها جملة وأيضا فوجه تأثير هذه الأسباب في الكثير من مسبباتها مجهول لأنها إنما يوقف عليها بالعادة لاقتران الشاهد بالاستناد إلى الظاهر. وحقيقة التأثير وكيفية مجهولة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} فلذلك أمرنا بقطع النظر عنها وإلغائها جملة والتوجه إلى مسبب الأسباب كلها وفاعلها وموجدها لترسخ صفة التوحيد في النفس على ماعلمنا الشارع الذي هو أعرف بمصالح ديننا وطرق سعادتنا لاطلاعه على ما وراء الحس قال صلى الله عليه وآله وسلم:
"من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" فإن وقف عند تلك الأسباب فقد انقطع وحقت عليه كلمة الكفر وإن سبح في بحر النظر والبحث عنها وعن أسبابها وتأثيراتها واحدا بعد واحد فأنا الضامن له أن لا يعود إلا بالخيبة فلذلك نهانا الشارع عن النظر في الأسباب وأمرنا بالتوحيد المطلق {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} ولا تثقن بما يزعم لك الفكر من أنه مقتدر على الإحاطة بالكائنات وأسبابها والوقوف على تفصيل الوجود كله وسفه رأيه في ذلك.
واعلم أن الوجود عند كل مدرك في بادئ رأيه منحصر في مداركه لا يعدوها والأمر في نفسه بخلاف ذلك والحق من ورائه ألا ترى الأصم كيف ينحصر الوجود عنده في المحسوسات الأربع والمعقولات ويسقط من الوجود عنده صنف المسموعات وكذلك الأعمى أيضا يسقط عنده صنف المرئيات
ولولا ما يردهم إلى ذلك تقليد الآباء هذه الأصناف لا بمقتضى فطرتهم وطبيعة إدراكهم ولو سئل الحيوان الأعجم ونطق لوجدناه منكرا للمعقولات وساقطة لديه بالكلية فإذا علمت هذا فلعل هناك ضربا من الإدراك غير مدركاتنا لأن إدراكاتنا مخلوقة محدثة وخلق الله أكبر من خلق الناس والحصر مجهول الوجود أوسع نطاقا من ذلك {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} فاتهم إدراكك ومدركاتك في الحصر واتبع ما أمرك الشارع به من اعتقادك وعملك فهو أحرص على سعادتك واعلم بما ينفعك لأنه من طور فوق إدراكك ومن نطاق أوسع من نطاق عقلك وليس ذلك بقادح في العقل ومداركه بل العقل ميزان صحيح فأحكامه يقينية لا كذب فيها غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد والآخرة وحقيقة النبوة وحقائق الصفات الإلهية وكل ما وراء طوره فإن ذلك طمع في محال ومثال ذلك: مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن به الجبال وهذا لا يدرك على أن الميزان في أحكامه غير صادق لكن العقل قد يقف عنده ولا يتعدى طوره حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته فإنه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه وتفطن في هذا الغلط من يقدم العقل على السمع في أمثال هذه القضايا وقصور فهمه واضمحلال رأيه فقد تبين لك الحق من ذلك إذا تبين ذلك فلعل الأسباب إذا تجاوزت في الارتقاء نطاق إدراكنا ووجودنا خرجت عن أن تكون مدركة فيضل العقل في بيداء الأوهام ويحار وينقطع فإذا التوحيد هو العجز عن إدراك الأسباب وكيفيات تأثيرها وتفويض ذلك إلى خالقها المحيط بها إذ لا فاعل غيره وكلها ترتقي إليه وترجع إلى قدرته وعلمنا به إنما هو من حيث صدورنا عنه وهذا هو معنى ما نقل عن بعض الصديقين العجز عن الإدراك إدراك.
ثم إن المعتبر في هذا التوحيد ليس هو الإيمان فقط الذي هو تصديق حكمي فإن ذلك من حديث النفس وإنما الكمال فيه حصول صفة منه تتكيف بها النفس كما أن المطلوب من الأعمال والعبادات أيضا حصول ملكة الطاعات والانقياد وتفريغ القلب عن شواغل ما سوى المعبود حتى ينقلب المريد السالك ربانياً.
والفرق بين الحال والعلم في العقائد فرق ما بين القول والاتصاف.
وشرحه أن كثيرا من الناس يعلم أن رحمة اليتيم والمسكين قربة إلى الله تعالى مندوب إليها ويقول بذلك ويعترف به ويذكر مأخذه من الــشريعة وهو لو رأى يتيما أو مسكينا من أبناء المستضعفين لفر عنه واستنكف أن يباشره فضلا عن التمسح عليه للرحمة وما بعد ذلك من مقامات العطف والحنو والصدقة
فهذا إنما حصل له من رحمة اليتيم مقام العلم ولم يحصل له مقام الحال والاتصاف ومن الناس من يحصل له مع مقام العلم والاعتراف بأن رحمة المسكين قربة إلى الله تعالى مقام آخر أعلى من الأول وهو الاتصاف بالرحمة وحصول ملكتها فمتى رأى يتيما أو مسكينا بادر إليه ومسح عليه والتمس الثواب في الشفقة عليه لا يكاد يصبر عن ذلك ولو دفع عنه ثم يتصدق عليه بما حضره من ذات يده وكذا علمك بالتوحيد مع اتصافك وليس الاتصاف ضرورة هو أوثق مبني من العلم الحاصل قبل الاتصاف وليس الاتصاف بحاصل عن مجرد العلم حتى يقع العمل ويتكرر مرارا غير منحصرة فترسخ الملكة ويحصل الاتصاف بحاصل عن مجرد العلم حتى يقع العمل ويتكرر مرارا غير منحصرة فترسخ الملكة ويحصل الاتصاف والتحقيق ويجيء العلم الثاني النافع في الآخرة فان العلم الأول المجرد عن الاتصاف قليل الجدوى والنفع وهذا علم أكثر النظار والمطلوب إنما هو العلم الحالي الناشئ عن العادة.
واعلم أن الكمال عند الشارع في كل ما كلف به إنما هو في هذا فما طلب اعتقاده فالكمال في العلم الثاني الحاصل عن الاتصاف وما طلب عمله من العبادات فالكمال فيها في حصول الاتصاف والتحقق بها ثم إن الإقبال على العبادات والمواظبة عليها هو المحصل لهذه الثمرة الشريفة قال صلى الله عليه وسلم في رأس العبادات: "جعلت قرة عيني في الصلاة" فإن الصلاة صارت له صفة وحالا يجد فيها منتهى لذته وقرة عينه وأين هذا من صلاة الناس ومن لهم بها {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} اللهم وفقنا واهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
فقد تبين لك من جميع ما قررنا أن المطلوب في التكاليف كلها حصول ملكة راسخة في النفس يحصل عنها علم اضطراري للنفس هو التوحيد وهو: العقيدة الإيمانية وهو: الذي تحصل به السعادة وإن ذلك سواء في التكاليف القلبية والبدنية ويتفهم منه أن الإيمان الذي هو أصل التكاليف وينبوعها هو بهذه المثابة ذو مراتب: أولها: التصديق القلبي الموافق اللسان.
وأعلاها: حصول كيفية من ذلك الاعتقاد القلبي وما يتبعه من العمل مستولية على القلب فيستتبع الخوارج وتندرج في طاعتها جميع التصرفات حتى تنخرط الأفعال كلها في طاعة ذلك التصديق الإيماني.
وهذا ارفع مراتب الإيمان وهو الإيمان الكامل الذي لا يقارف المؤمن معه صغير ولا كبيرة إذ حصول الملكة ورسوخها مانع من الانحراف عن مناهجه طرفة عين قال صلى الله عليه وسلم:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" وفي حديث هرقل لما سأل أبا سفيان بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله فقال في أصحابه: هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه؟ قال: لا قال: وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
ومعناه: أن ملكة الإيمان إذا استقرت عسر على النفس مخالفتها شأن الملكات إذا استقرت فإنها تحصل بمثابة الجبلة والفطرة وهذه هي المرتبة العالية من الإيمان وهي في المرتبة الثانية من العصمة لأن العصمة واجبة للأنبياء وجوبا سابقا وهذه حاصلة للمؤمنين حصولا تابعا لأعمالهم وتصديقهم وبهذه الملكة ورسوخها يقع التفاوت في الإيمان كالذي يتلى عليك من أقاويل السلف وفي تراجم البخاري رضي الله عنه في باب الإيمان كثير منه مثل: أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص وأن الصلاة والصيام من الإيمان وإن تطوع1 رمضان من الإيمان والحياء من الإيمان والمراد بهذا كله الإيمان الكامل الذي أشرنا إليه وإلى ملكته وهو فعلي.
وأما التصديق الذي هو أول مراتبه ومن اعتبروا آخر الأسماء وحمله على هذه الملكة التي هي الإيمان الكامل ظهر له التفاوت وليس ذلك بقادح في اتحاد حقيقته الأولى التي هي التصديق إذ التصديق موجود في جميع رتبه لأنه أقل ما يطلق عليه اسم الإيمان وهو المخلص من عهدة الكفر والفيصل بين الكافر والمسلم فلا يجزى أقل منه وهو في نفسه حقيقة واحدة لا تتفاوت وإنما التفاوت في الحال الحاصلة عن الأعمال كما قلناه فافهم.
واعلم أن الشارع وصف لنا هذه الإيمان الذي في المرتبة الأولى الذي هو تصديق وعين أمورا مخصوصة كلفنا التصديق بها بقلوبنا واعتقادها في أنفسنا مع الإقرار بألسنتنا وهي العقائد التي تقررت في الدين قال صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" وهذه هي العقائد الإيماينة المقررة في علم الكلام.
ولنشر إليها بجملة لتتبين لك حقيقة هذا الفن وكيفية حدوثه فنقول.
اعلم أن الشارع لما أمرنا بالإيمان بهذا الخالق الذي رد الأفعال كلها إليه وأفرده به كما قدمناه وعرفنا أن في هذا الإيمان نجاتنا عند الموت إذا حضرنا لم يعرفنا بكنه حقيقة هذا الخالق المعبود إذ ذاك متعذر على إدراكنا ومن فوق طورنا فكلفنا أولا اعتقاد تنزيهه في ذاته عن مشابهة المخلوقين وإلا لما صح أنه خالق لهم لعدم الفارق على هذا التقديم ثم تنزيهه عن صفات النقص وإلا لشابه المخلوقين ثم توحيده بالاتحاد وإلا لم يتم الخلق للتمانع ثم اعتقاد أنه عالم قادر فبذلك تتم الأفعال شاهد قضيته لكمال الاتحاد والخلق.
ومريد وإلا لم يخصص شيء من المخلوقات.
ومقدر لكل كائن وإلا فالإرادة حادثة.
وأنه يعيدنا بعد الموت
ثم اعتقاد بعثة الرسل لنجاة من شقاء هذا المعاد لاختلاف أحواله بالشقاء والسعادة وعدم معرفتنا بذلك وتمام لطفه بنا في الإيتاء بذلك وبيان الطريقين وأن الجنة للنعيم وجهنم للعذاب.
هذه أمهات العقائد الإيمانية معللة بأدلتها العقلية وأدلتها من الكتاب والسنة كثيرة وعن تلك الأدلة أخذها السلف وأرشد إليها العلماء وحققتها الأئمة إلا أنه عرض بعد ذلك خلاف في تفاصيل هذه العقائد أكثر مثارها من الآي المتشابهة فدعا ذلك إلى الخصام والتناظر. والاستدلال بالعقل زيادة إلى النقل فحدث بذلك علم الكلام ولنبين لك تفصيل هذا المجمل وذلك.
أن القرآن ورد فيه وصف المعبود بالتنزيه المطلق الظاهر الدلالة من غير تأويل في آي كثيرة وهي سلوب كلها وصريحة في بابها فوجب الإيمان بها ووقع في كلام الشارع صلوات الله عليه وكلام الصحابة والتابعين تفسيرها على ظاهرها.
ثم وردت في القرآن آي أخر قليلة توهم التشبيه مرة في الذات وأخرى في الصفات.
فأما السلف فغلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضح دلالتها وعلموا استحالة التشبيه وقضوا بأن الآيات من كلام الله فآمنوا بها ولم يتعرضوا لمعناها ببحث ولا تأويل وهذا معنى قول الكثير منهم اقرؤوها كما جاءت أي: آمنوا بأنها من عند الله ولا تتعرضوا لتأويلها ولا تفسيرها لجواز أن تكون ابتلاء فيجب الوقف والإذعان له.
وشذ لعصرهم مبتدعة اتبعوا ما تشابه من الآيات وتوغلوا في التشبيه.
ففريق أشبهوا في الذات باعتقاد اليد والقدم والوجه عملا بظاهر وردت بذلك فوقعوا في التجسيم الصريح ومخالفة آي التنزيه المطلق التي هي أكثر موارد وأوضح دلالة لأن معقولية الجسم تقتضي النقص والافتقار وتغليب آيات السلوب في التنزيه المطلق الذي هي أكثر موارد وأوضح دلالة أولى من التعلق بظواهر هذه التي لنا عنها غنية وجمع بين الدليلين بتأويلهم ثم يفرون من شناعة ذلك بقولهم جسم لا كالأجسام وليس ذلك بدافع لأنه قول متناقض وجمع بين نفي وإثبات إن كان بالمعقولية واحدا من الجسم وإن خالفوا بينهما ونفوا المعقولية المتعارفة فقد وافقونا في التنزيه ولم يبق إلا جعلهم لفظ الجسم اسما من أسمائه ويتوقف مثله على الأذن.
وفريق منهم ذهبوا إلى التشبيه في الصفات كثبات الجبهة والاستواء والنزول والصوت والحرف وأمثال ذلك وآل قولهم إلى التجسيم فنزعوا مثل الأولين إلى قولهم وصوت لا كالأصوات جهة لا كالجهات، ونزول لا كالنزول يعنون من الأجسام واندفع ذلك بما اندفع به الأول ولم يبق في هذه الظواهر إلا اعتقادات السلف ومذاهبهم والإيمان بها كما هي لئلا يكر النفي على معانيها بنفيها مع أنها صحيحة ثابتة من القرآن ولهذا تنظر ما تراه في عقيدة الرسالة لابن أبي زيد وكتاب المختصر له وفي كتاب الحافظ ابن عبد البر وغيرهم فإنهم يحومون على هذا المعنى ولا تغمض عينك عن القرائن الدالة على ذلك في غصون كلامهم.
ثم لما كثرت العلوم والصنائع وولع الناس بالتدوين والبحث في سائر الأنحاء وألف المتكلمون في التنزيه حدثت بدعة المعتزلة في تعميم هذا التنزيه في آي السلوب.
فقضوا بنفي صفات المعاني من العلم والقدرة والإرادة والحياة زائدة على أحكامها لما يلزم على ذلك من تعدد القديم بزعمهم وهو مردود بأن الصفات ليست عين الذات ولا غيرها.
وقضوا بنفي السمع والبصر لكونهما من عوارض الأجسام وهو مردود لعدم اشتراط البينة في مدلول هذا اللفظ وإنما هو إدراك المسموع أو المبصر.
وقضوا بنفي الكلام لشبه ما في السمع والبصر ولم يعقلوا صفة الكلام التي تقوم بالنفس فقضوا بأن القرآن مخلوق بدعة صرح السلف بخلافها وعظم ضرر هذه البدعة ولقنها بعض الخلفاء عن أئمتهم فحمل الناس عليها وخالفهم أئمة السلف فاستحل لخلافهم أيسار كثير منهم ودماءهم كان ذلك سببا لإنتهاض أهل السنة بالأدلة العقلية على هذه العقائد دفعا في صدور هذه البدع وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري ما المتكلمين فوسط بين الطرق ونفي التشبيه وأثبت الصفات المعنوية وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف وشهدت له الأدلة المخصصة لعمومه فأثبت الصفات الأربع المعنوية والسمع والبصر والكلام القائم بالنفس بطريق النقل والعقل ورد على المبتدعة في ذلك كله وتكلم معهم فيما مهدوه لهذه البدع من القول بالصلاح والأصلح والتحسين والتقبيح وكمل العقائد في البعثة وأحوال الجنة والنار والثواب والعقاب وألحق بذلك الكلام في الإمامة لما ظهر حينئذ من بدعة الإمامية من قولهم: أنها من عقائد الإيمان وأنه يجب على النبي تعيينها والخروج عن العهدة في ذلك لمن هي له وكذلك على الأمة وقصارى أمر الإمامة أنها قضية مصلحية إجماعية لا تلحق بالعقائد فلذلك ألحقوها بمسائل هذا الفن وسموا مجموعة علم الكلام.
أما لما فيه من المناظرة على البدع وهي كلام صرف وليست براجعة إلى عمل.
وأما لأن سبب وضعه والخوض فيه هو تنازعهم في إثبات الكلام النفسي.
وكثر اتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري واقتفى طريقته من بعده تلميذه كابن مجاهد وغيره وأخذ عنهم القاضي أبو بكر الباقلاني فتصدر للأمة في طريقتهم وهذبها ووضع المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار وذلك مثل إثبات الجوهر الفرد والخلاء وإن العرض لا يقوم بالعرض وأنه لا يبقى زمانين وأمثال ذلك مما تتوقف عليه أدلتهم وجعل هذه القواعد تبعا للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها لتوقف تلك الأدلة عليها
وإن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول وجملت هذه الطريقة وجاءت من أحسن الفنون النظرية والعلوم الدينية إلا أن صور الأدلة تعتبر بها الأقيسة ولم تكن حينئذ ظاهرة في الملة، ولو ظهر منها بعض الشيء فلم يأخذ به المتكلمون لملابستها للعلوم الفلسفية المباينة للعقائد الشرعية بالجملة فكانت مهجورة عندهم لذلك.
ثم جاء بعد القاضي أبي بكر الباقلاني إمام الحرمين أبو المعالي فأملى في الطريقة كتاب الشامل وأوسع القول فيه ثم لخصه في كتاب الإرشاد واتخذه الناس إماما لعقائدهم ثم انتشرت من بعد ذلك علوم المنطق في الملة وقرأه الناس وفرقوا بينه وبين العلوم الفلسفية بأنه قانون ومعيار للأدلة فقط يسير به الأدلة منها كما يسير من سواها.
ثم نظروا في تلك القواعد والمقدمات في فن الكلام للأقدمين فخالفوا الكثير منها بالبراهين التي أدلت إلى ذلك وربما أن كثيرا منها مقتبس من كلام الفلاسفة في الطبيعيات والإلهيات فلما سيروها لمعيار المنطق ردهم إلى ذلك فيها ولم يعتقدوا بطلان المدلول من بطلان دليله كما صار إليه القاضي فصارت هذه الطريقة من مصطلحهم مباينة للطريقة الأولى وتسمى طريقة المتأخرين وربما أدخلوا فيها الرد على الفلاسفة فيما خالفوا فيه من العقائد الإيمانية وجعلوهم من خصوم العقائد لتناسب الكثير من مذاهب المبتدعة ومذاهبهم.
وأول من كتب في طريقة الكلام على هذا المنحى الغزالي رحمه الله وتبعه الإمام ابن الخطيب وجماعة قفوا أثرهم واعتمدوا تقليدهم ثم توغل المتأخرون من بعدهم في مخالطة كتب الفلسفة والتبس عليهم شأن الموضوع في العلمين فحسبوه فيها واحدا من اشتباه المسائل فيهما.
واعلم أن المتكلمين لما كانوا يستدلون في أكثر أحوالهم بالكائنات وأحوالها على وجود الباري وصفاته وهو نوع استدلالهم غالبا والجسم الطبيعي ينظر فيه الفيلسوفي في الطبيعيات وهو بعض من هذه الكائنات إلا أن نظره فيها مخالف لنظر المتكلم وهو ينظر في الجسم من حيث يتحرك ويسكن.
والمتكلم ينظر فيه من حيث يدل على الفاعل.
وكذا نظر الفيلسوفي في الإلهيات إنما هو نظر في الوجود المطلق وما يقتضيه لذاته.
ونظر المتكلم في الوجود من حيث أنه يدل على الموجد وبالجملة فموضوع علم الكلام عند أهله إنما هو العقائد الإيمانية بعد فرضها صحيحة من الشرع من حيث يمكن أن يستدل عليها بالأدلة العقلية فترفع البدع وتزول الشكوك والشبه عن تلك العقائد.
وإذا تأملت حال الفن في حدوثه وكيف تدرج كلام الناس فيه صدرا بعد صدر وكلهم يفرض العقائد صحيحة ويستنهض الحجج والأدلة علمت حينئذ ما قررناه لك في موضوع الفن وأنه لا يعدوه.
ولقد اختلطت الطريقتان عند هؤلاء المتأخرين والتبست مسائل الكلام بمسائل الفلسفة بحيث لا يتميز أحد الفنين من الآخر ولا يحصل عليه طالبه من كتبهم كما فعله البيضاوي في الطوالع ومن جاء بعده من علماء العجم في جميع تآليفهم إلا أن هذه الطريقة قد يعني بها بعض طلبة العلم للاطلاع على المذاهب والإغراق في معرفة الحجاج لوفور ذلك فيها.
وأما محاذاة طريقة السلف بعقائد علم الكلام فإنما هو الطريقة القديمة للمتكلمين وأصلها كتاب الإرشاد وما حذا حذوه. ومن أراد إدخال الرد على الفلاسفة في عقائده فعليه بكتب الغزالي والإمام ابن الخطيب فإنها وإن وقع فيها مخالفة للاصطلاح القديم فليس فيها من الاختلاط في المسائل والالتباس في الموضوع ما في طريقة هؤلاء المتأخرين من بعدهما.
وعلى الجملة فينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هو علم الكلام غير ضروري لهذا العهد على طالب العلم إذ الملحدة والمبتدعة قد انقرضوا والأئمة من أهل السنة كفونا شأنهم فيما كتبوا ودونوا والأدلة العقلية إنما احتاجوا إليها حين دافعوا ونصروا وأما الآن فلم يبق منها إلا كلام تنزه الباري عن كثير إيهاماته وإطلاقه.
ولقد سئل الجنيد رحمه الله عن قوم مر بهم من المتكلمين يفيضون فيه فقال: ما هؤلاء؟ فقيل: قوم ينزهون الله بالأدلة عن صفات الحدوث وسمات النقص فقال: نفي العيب حيث يستحيل العيب عيب.
لكن فائدته في آحاد الناس وطلبة العلم فائدة معتبرة إذ لا يحسن بحامل السنة الجهل بالحجج النظرية على عقائدها والله تعالى ولي المؤمنين.

علم الأخلاق

علم الأخلاق:
[في الانكليزية] Ethics ،morals
[ في الفرنسية] Ethique morale
هو علم السلوك وقد سبق في المقدمة، وهو من أنواع الحكمة العملية، ويسمّى تهذيب الأخلاق والحكمة الخلقية أيضا كما مرّ في بيان تقسيم الحكمة في المقدمة أيضا.
علم الأخلاق
وهو قسم من: الحكمة العملية.
قال ابن صدر الدين في (الفوائد الخاقانية) : وهو علم بالفضائل، وكيفية اقتنائها، لتتحلى النفس بها، وبالرذائل: وكيفية توقيها، لتتخلى عنها.
فموضوعه: الأخلاق، والملكات، والنفس الناطقة، من حيث: الاتصاف بها.
وهاهنا شبهة قوية، وهي: أن فائدة هذا العلم: إنما تتحقق، إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغير.
والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - عليه الصلاة والسلام -: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام).
وروي عنه - عليه الصلاة والسلام - أيضا: (إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوه، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوه، فإنه سيعود إلى ما جبل عليه).
وقوله عز وجل: (إلا إبليس، كان من الجن، ففسق عن أمر ربه).. ناظر إليه أيضا.
وأيضا الأخلاق: تابعة للمزاج، والمزاج: غير قابل للتبديل، بحيث يخرج عن عرضه، وأيضا السيرة تقابل الصورة، وهي لا تتغير.
والجواب: أن الخلق ملكة يصدر بها عن النفس أفعال بسهولة، من غير فكر وروية.
والملكة: كيفية راسخة في النفس، لا تزول بسرعة.
وهي قسمان: أحدهما: طبيعية، والآخر: عادية.
أما الأولى: فهي أن يكون مزاج الشخص في أصل الفطرة، مستعدا لكيفية خاصة كامنة فيه، بحيث يتكيف بها بأدنى سبب، كالمزاج الحار اليابس، بالقياس إلى الغضب، والحار الرطب بالقياس إلى الشهوة، والبارد الرطب بالنسبة إلى النسيان، والبارد اليابس بالنسبة إلى البلادة.
وأما العادية: فهي أن يزاول في الابتداء فعلا باختياره؛ وبتكرره والتمرن عليه تصير ملكة، حتى يصدر عنه الفعل بسهولة، من غير روية.
ففائدة هذا العلم: بالقياس إلى الأولى: إبراز ما كان كامنا في النفس.
وبالقياس إلى الثانية: تحصيلها.
وإلى هذا يشير ما روي عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم -: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ولهذا قيل: إن الــشريعة قد قضت الوطر عن أقسام الحكمة العملية، على أكمل وجه، وأتم تفصيل. انتهى.
وفيه: كتب كثيرة، منها:
علم الأخلاق
هو قسم من الحكمة العملية.
قال الأرنيقي في مدينة العلوم: هو علم يعرف منه أنواع الفضائل وهي اعتدال ثلث قوي وهي القوة النظرية والغضبية والشهوية منها أوساط بين الرذيلتين.
الحكمة: وهي كمال القوة النظرية وهي التوسط بين الرذيلتين البلادة والجريزة الأول تفريطها والثاني إفراطها.
والشجاعة: وهي كمال القوة الغضبانية وهي التوسط بين الرذيلتين الجبن والتهور الأول تفريطها والثاني إفراطها.
والعفة: وهي كمال القوة الشهوية وهي التوسط بين الرذيلتين الخمود والفجور والأول تفريطهما والثاني إفراطها وهذه الثلاثة أعني الحكمة والشجاعة والعفة تذكر في علم الأخلاق تعريفاتها.
ثم طريق العلاج بأن يفتر عن طرفي التوسط ويعتدل في الوسط وخير الأمور أوساطها.
وموضوع هذا العلم: الملكات النفسانية من حيث تعديلها بين الإفراط والتفريط.
ومنفعته: أن يكون الإنسان كاملة أفعاله بحسب الإمكان ليكون أولاه سعيدا أو أخراه حميدا انتهى.
قال ابن صدر الدين في الفوائد الخاقانية: وهو علم بالفضائل وكيفية اقتنائها لتتحلى النفس بها وبالرذائل وكيفية توقيها لتتخلى عنها. فموضوعه: الأخلاق والملكات والنفس الناطقة من حيث الاتصاف بها وهاهنا شبهة قوية وهي أن الفائدة في هذا العلم إنما تتحقق إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغيير والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام".
وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أيضا: "إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا أو إذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا فإنه سيعود إلى ما جبل عليه" وقوله عز وجل {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} ناظر إليه أيضا.
وأيضا الأخلاق تابعة للمزاج والمزاج غير قابل للتبديل بحيث يخرج عن عرضه.
وأيضا السيرة تقابل الصورة وهي لا تتغير.
والجواب: إن الخلق ملكة تصدر بها عن النفس أفعال بسهولة من غير فكر وروية.
والملكة راسخة في النفس لا تزول بسرعة وهي قسمان: أحدهما طبيعية والآخر عادية.
أما الأولى: فهي أن يكون مزاج الشخص في أصل الفطرة مستعدا لكيفية خاصة كامنة فيه بحيث يتكيف بها بأدنى سبب كالمزاج الحار اليابس بالقياس إلى الغضب والحار الرطب بالقياس إلى الشهوة والبارد الرطب بالنسبة إلى النسيان والبارد اليابس بالنسبة إلى البلادة.
وأما العادية فهي: أن يزاول في الابتداء فعلا باختياره وبتكرره والتمرن عليه يصير ملكة حتى يصدر عنه الفعل بسهولة من غير روية.
ففائدة هذا العلم بالقياس إلى الأولى إبراز ما كان كامنا في النفس وبالقياس إلى الثانية تحصيلها وإلى هذا يشير ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ولهذا قيل: إن الــشريعة المصطفوية قد قضت الوطر عن أقسام الحكمة العملية على أكمل وجه وأتم تفصيل انتهى.
وفيه كتب كثيرة منها: أخلاق الأبرار والنجاة من الأشرار لأبي حامد الغزالي وأخلاق الشيخ الرئيس وأخلاق راغب وأخلاق علائي وأخلاق عضد الدين الأيجي وأخلاق فخر الدين الرازي وأخلاق الناصري ورسائل إخوان الصفا وخلان الوفا وأخلاق جلالي للمحقق الدواني.
وعبارة مدينة العلوم ومن الكتب المختصرة فيه كتاب البر والإثم لأبي علي ابن سينا وكتاب الفوز لأبي علي مسكويه ومن المبسوطة كتاب الإمام فخر الدين بن الخطيب الرازي انتهى
قلت: وقد قضت الــشريعة المصطفوية حق علم الأخلاق فلم تدع لأحد فيه مثالا يقوله وكلاما يتلكم به فالكتاب والسنة يكفيان لمن يريد إدراك هذا العلم والتحلي به عن تلك الكتب المشار إليها فإن الصباح يغني عن المصباح

العصبة

العصبة:
[في الانكليزية] Agnates (relatives through the father's side)
[ في الفرنسية] proches parents paternels ،agnats
بفتحتين في اللغة من كان قرابته لأبيه وكأنّها جمع عاصب وإن لم يسمع به، من عصب القوم بفلان إذا أحاطوا به. فالأب طرف والابن طرف والعمّ جانب والأخ جانب، ثم سمّي بها الواحد، والجمع والمذكر والمؤنّث.
وقالوا في مصدرها العصوبة والذكر يعصّب الأنثى أي يجعلها عصبة. وفي الــشريعة كل من يأخذ من التّركة ما أبقته أصحاب الفرائض أي جنسها واحدا كان أو أكثر، أي يصدق عليه ذلك سواء وجد صاحب فرض أو لم يوجد فلا يخرج عن الحدّ العصبات مع عدم أصحاب الفروض. ثم العصبة نوعان: نسبية كالابن وسببية وهو مولى العتاقة أي المعتق بالكسر مذكرا كان أو مؤنّثا. والنّسبية ثلاثة أقسام:
عصبة بنفسه وهو كلّ ذكر لا يدخل في نسبته إلى الميّت أنثى. فإن قلت الأخ لأب وأم عصبة بنفسه مع أنّ الأم داخلة في نسبته. قلت قرابة الأب أصل في استحقاق العصوبة فإنّها إذا انفردت كفت في إثبات العصوبة بخلاف قرابة الأم فهي ملغاة لكنها جعلناها بمنزلة وصف زائد فرجّحنا بها الأخ لأب وأم على الأخ لأب، وهم أربعة أصناف: جزء الميّت كالابن وابن الابن وإن سفلوا وأصله كالأب وأب الأب وإن علوا، وجزء أبيه كالأخوة وبنيهم وإن سفلوا وجزء جدّه كالأعمام وبنيهم وإن سفلوا، وعصبة بغيره وهو من يصير عصبة بذلك الغير كالنّسوة اللاتي فرضهنّ النّصف والثلثان يصرن عصبة بأخوتهن كالبنت والأخت لأب وأم والأخت لأب، وعصبة مع غيره وهو كلّ أنثى تصير عصبة مع أنثى أخرى كالأخت مع البنت.
والفرق بينهما أنّ الغير في العصبة بغيره يكون عصبة بنفسه فيتعدّى بسببه العصوبة إلى الأنثى، وفي العصبة مع غيره لا يكون عصبة أصلا بل تكون عصوبة تلك العصبة مجامعة لذلك الغير، هكذا في الشريفية.

العاشر

العاشر: هو من نَصَبهَ الإمامُ على الطريق ليأخذ الصدقات من التجار بما يمرّون عليه عند اجتماع شرائط الوجوب.
العاشر:
[في الانكليزية] Deducter of tithes
[ في الفرنسية] Preleveur des dimes
بالشين المعجمة لغة آخذ العشر من عشرت القوم عشرا بالضم في الموضعين أي أخذت منهم العشر. وشريعة من نصبه الإمام على الطريق لأخذ صدقة التجار وأمّنهم من اللصوص كما في الكرماني وغيره من المتداولات كذا في جامع الرموز.

الظّلم

الظّلم:
[في الانكليزية] Unjustice
[ في الفرنسية] Injustice
بالضم والفتح وسكون اللام لغة وضع الشيء في غير محله. وفي الــشريعة عبارة عن التعدّي عن الحقّ إلى الباطل وهو الجور. وقيل هو التصرّف في ملك الغير ومجاوزة الحدّ كذا في الجرجاني؛ وهو مستحيل على الله تعالى إذ هو التصرّف في حقّ الغير بغير حق أو مجاوزة الحدّ، وكلاهما محال إذ لا ملك ولا حقّ لأحد معه، بل هو الذي خلق المالكين وأملاكهم وتفضّل عليهم بها وعهد لهم الحدود وحرّم وأحلّ، فلا حاكم يتعقّبه ولا حقّ يترتّب عليه. وما ذكر من استحالة الظّلم عليه تعالى هو قول الجمهور. وقيل بل هو متصوّر منه لكنه لا يفعله عدلا منه وتنزّها عنه لأنّه تعالى تمدّح بنفيه في قوله وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ والحكيم لا يتمدّح إلّا بما يصحّ منه فإنّ الأعمى لو تمدّح نفسه بأنّه لا ينظر إلى المحرمات استهزئ به وهذا غير سديد لما تقرّر أنّ حقيقة الظّلم وضع الشيء في غير محلّه بالتصرّف في ملك الغير أو مجاوزة الحدّ، ومع النظر بهذا يجزم كلّ من له أدنى لبّ باستحالته عليه سبحانه، إذ لا يتعقّل وقوع شيء من تصرّفه في غير محله، وكان مدعي تصوره منه سبحانه يفسّره بما هو ظلم عند العقل لو خلي ونفسه من حيث عدم مطابقته لقضية، فحينئذ يكون لكلامه نوع احتمال بخلاف ما إذا فسّره بالأول فإنّ دعوى تصوّره منه سبحانه في غاية. ويجاب عن التمدّح المذكور بأنّ هذا خارج عن قضية الخطاب العادي المقصود به زجر عباده عنه وإعلامهم بامتناعه عليهم بالأولى فهو على حدّ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وهذا فن بليغ لا ينكره إلّا كلّ جامد الطبع، فامتنع القياس على قول الأعمى، كذا ذكر ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في الحديث الرابع والعشرين. وفي التفسير الكبير قالت المعتزلة إنّ قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ الآية دالّ على أنّ العبد يستحقّ الثواب على طاعته وأنّه تعالى لو لم يثبه لكان ظالما. والجواب أنّه تعالى لما وعدهم الثواب على تلك الافعال فلو لم يثبهم عليها لكان ذلك في صورة الظلم فلهذا أطلق عليه اسم الظّلم.

الوليّ

الوليّ:
[في الانكليزية] Caretaker ،supporter ،patron ،saint ،holy man
[ في الفرنسية] Protecteur ،soutien ،patron ،saint
هو فعيل بمعنى فاعل من قولهم ولي فلان الشيء يليه فهو وال ووليّ، وأصله من الولي بسكون اللام وفتحها الذي هو القرب، ومنه يقال داري تلي دارها أي تقرب منها، ومنه يقال للمحب المعاون ولي لأنّه يقرب منك بالمحبة والنصرة ولا يفارقك، ومنه الوالي لأنّه يلي القوم بالتدبير والأمر والنهي، ومنه الولي. ومن ثمّ قالوا في اختلاف الولاية العداوة من عدا الشيء إذا جاوزه فلأجل هذا كانت العداوة خلاف الولاية، كذا في التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا. وفي شرح الطوالع: الولي لغة واستعمالا يطلق على خمسة معان. الأول المتصرّف في أمره، يقال ولي الصبي والمرأة. والثاني المعين الناصر المحب. والثالث المعتق والمعتق. والرابع الجار. والخامس ابن العم انتهى. وفي جامع الرموز الولي لغة المالك، وشرعا عند الفقهاء هو الوارث المكلّف كما في المحيط وغيره انتهى، فخرج العبد والكافر والصبي والمعتوه كما في فتح القدير. قالوا للولي ولاية إنكاح الصغير والصغيرة ولاية إجبار، وعلى البالغة العاقلة ولاية ندب واستحباب وعند أهل التصوّف والسلوك هو العارف بالله وصفاته حسب ما يمكّن المواظب على الطاعات المجتنب عن المعاصي والمعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات على ما ذكر المحقّق التفتازاني في شرح العقائد وفي النفحات: الولي هو الفاني من حاله الباقي في مشاهدة الحقّ لم يكن له عن نفسه إخبار ولا مع الغير قرار. وجاء في الرسالة القشيرية بأنّ الوليّ له معنيان: أحدهما فعيل بمعنى مفعول وهو الذي تولى الحقّ سبحانه أموره كما قال: وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ. إذا لا يدعه الحقّ تعالى نحو نفسه لحظة واحدة. والثاني: فعيل بمعنى فاعل وهو من قام بعبادة الحقّ سبحانه وتعالى والسائر على وجهه بشكل دائم بدون أن يكون هناك حلول.
وكلّ واحد من هذين الوصفين واجب ليكون وليّا. كما يجب عليه القيام بحقوق الله تعالى على سبيل الاستقصاء والاستيفاء ودوام حفظ الحقّ تعالى في السّراء والضّراء.
ومن شروط الوليّ أن يكون محفوظا من الإصرار على المعاصي كما هو شرط النبي العصمة، كما يشترط فيه إخفاء حاله، ومن شروط النبي إظهار حاله. إذا، كلّ من لا توافق أعماله الــشريعة فهو مخادع أو مغرور.

وفي خلاصة السلوك: الولي على ما قال البعض هو الذي يكون مستور الحال أبدا والكون كلّه ناطق على ولايته والمدّعي الذي ناطق بالولاية والكون كلّه ينكر عليه. وقيل الولي الذي بعد عن الدنيا وقرب إلى المولى.
وقيل الذي فرغ نفسه لله وأقبل بوجهه على الله.
قال ذو النون لا تجالسوا أهل الولاية والصّفاء إلّا على الطهارة والنقاء فإنّهم جواسيس القلوب انتهى. وفي شرح القصيدة الفارضية: وأما الولاية فهي التصرّف في الخلق بالحقّ وليست في الحقيقة إلّا باطن النّبوة لأنّ النبوة ظاهرها الإنباء وباطنها التصرّف في النفوس بإجراء الأحكام عليها، والنّبوة مختومة من حيث الإنباء أي الإخبار إذ لا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم دائمة من حيث الولاية والتصرّف، لأنّ نفوس الأولياء من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حملة تصرّف ولايته يتصرّف بهم في الخلق بالحقّ إلى قيام الساعة، فباب الولاية مفتوح وباب النّبوة مسدود، وعلامة صحة الولي متابعة النبي في الظاهر لأنّهما يأخذان التصرّف من مأخذ واحد إذ الولي هو مظهر تصرّف النبي فلا متصرّف إلّا واحد، ومن هذا الوجه تكلّم بعض الأتباع عن نفسه بخصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل الحكاية، فنزّل نفسه من النبي عليه الصلاة والسلام منزلة الآلة من المتصرّف. وكما أنّ النّبوة دائرة متألّفة في الخارج من نقط وجودات الأنبياء كاملة بوجود النقطة المحمدية، فالولاية أيضا دائرة متألّفة في الخارج من نقط وجودات الأولياء كاملة بوجود النقطة التي سيختم بها الولاية، وخاتم الأولياء على ما ذكر لا يكون في الحقيقة إلّا خاتم الأنبياء، وعليه تقوم الساعة، فظهر الفرق بين النبي والولي، وأنّه لا يسعه إلّا متابعة النبي.
وما قيل إنّ الولاية أفضل من النّبوة لا يصحّ مطلقا إلّا بقيد وهو أنّ ولاية النبي أفضل من نبوته التشريعية لأنّ نبوّة التشريع متعلّقة بمصلحة الوقت والولاية لا تعلّق لها بوقت دون آخر، بل قام سلطانها إلى قيام الساعة. وأيضا النّبوة صفة الخلق دون الحقّ والولاية صفة الحقّ، ولذا يطلق عليه اسم الولي دون النبي، ولما احتاج بيانه إلى مثل هذا التأويل، فليس من الأدب إطلاق القول فيه، فظهر أنّ مثابة الأنبياء والأولياء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء من حيث إنّهم مظاهر دائرتي نبوّته وولايته، ولذا قال: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل). وكما أنّ الأولياء دعوا الخلق إلى الحقّ بتبعية النبي عليه الصلاة والسلام، كذلك الأنبياء عليهم السلام دعوا أمتهم إلى الحقّ بتبعيته صلى الله عليه وآله وسلم لأنّهم مظاهر نبوته انتهى. وقد ذكر المولوي عبد الغفور في حاشيته على نفحات الأنس للجامي: الولاية قسمان: عامّة، وخاصّة.
فالولاية العامّة مشتركة بين كلّ المؤمنين، وهي عبارة عن القرب إلى الحقّ بلطف. وكلّ المؤمنين قريبون من لطفه لأنّهم خرجوا من ظلمة الكفر وتشرّفوا بنور الإيمان. قال الله تعالى:
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ). والولاية الخاصّة هي خاصّة بالواصلين من أرباب السّلوك، يعني لا توجد في المبتدءين والمتوسّلين من أرباب السّلوك. وهي عبارة عن فناء العبد في الحقّ وبقائه بالحق. وهذا يعني أنّ الولاية الخاصّة مركّبة من فناء العبد في الحقّ، وبقاء العبد بالحقّ. فالفناء في الحقّ سقوط الشعور من الغير، والبقاء بالحقّ هو الشعور بالحق أو عدم الشعور بالغير انتهى. وقد مرّ ذكر أقسام الأولياء في لفظ الصوفي، وفي لفظ خاتم.

نَحْو

نَحْو
: (و ( {النَّحْوُ: الطَّريقُ.
(و) أيْضاً: (الجِهَةُ) . يقالُ:} نَحَوْتُ {نَحْوَ فلانٍ، أَي جِهَتَهُ؛ (ج} أنْحاءٌ {ونُحُوٌّ) ، كَعُتُلَ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهَذَا قليلٌ شَبَّهُوها بُعتُوَ، والوَجْه فِي مثْلِ هَذِه الواوِ إِذا جاءَتْ فِي جَمْعِ الياءِ كقولِهم فِي جَمْعِ ثَدْي وعصاً وحقْوٍ ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ.
(و) النّحْوُ: (القَصْدُ، يكونُ ظَرْفاً و) يكونُ (اسْماً) .
قَالَ ابنُ سِيدَه: اسْتَعْمَلَتْه العَرَبُ ظَرْفاً وأصْلُه المَصْدَرُ؛ (وَمِنْه نَحْوُ العَرَبِيَّةِ) . وَهُوَ إعْرابُ الكَلامِ العَرَبيِّ.
قَالَ الأزْهري: ثَبَتَ عَن أهْلِ يُونَان فيمَا يَذْكُر المُتَرْجِمُون العارِفُونَ بلِسانِهم ولُغَتهِم أنَّهم يُسَمُّونَ عِلْمَ الألْفاظِ والعِنايَة بالبَحْثِ عَنهُ} نَحْواً؛ ويقولونَ: كانَ فلانٌ مِن {النَّحويِّين، ولذلكَ سُمِّي يُوحَنا الإِسْكَنْدارني يحيى} النَّحوي الَّذِي كانَ حصلَ لَهُ مِنَ المَعْرفةِ بلُغَةِ اليُونانِيِّين؛ اهـ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أُخِذَ مِن قوْلِهم {انْتَحاهُ إِذا قَصَدَه إنَّما هُوَ} انْتِحاءُ سَمْتِ كَلامِ العَرَبِ فِي تَصَرُّفه مِنْ إعْرابٍ وغيرِهِ كالتَّثْنِيةِ والجَمْع والتَّحْقيرِ والتّكْسيرِ والإضافَةِ والنَّسَبِ وغيرِ ذلكَ ليَلْحَقَ بِهِ مَنْ ليسَ مِن أَهْلِ اللغَةِ العَربيَّةِ بِأَهْلِها فِي الفَصاحَةِ فيَنْطِق بهَا، وَإِن لم يَكُنْ مِنْهُم، أَو إنْ شَدَّ بعضُهم عَنْهَا رُدَّ بِهِ إِلَيْهَا، وَهُوَ فِي الأصْل مَصْدرٌ شائِعٌ أَي {نَحَوْتُ نَحْواً كقَوْلكَ. قَصَدْتُ قَصْداً، ثمَّ خُصَّ بِهِ} انْتِحاءُ هَذَا القَبِيل مِن العِلْم، كَمَا أنَّ الفِقْهَ فِي الأصْلِ مَصْدَرُ فَقِهْتُ الشيءَ أَي عَرَفْته، ثمَّ خُصَّ بِهِ عِلْم الــشَّريعَةِ مِنَ التَّحْليلِ والتَّحْريمِ، وكما أنَّ بيتَ اللهاِ، عزَّ وجلَّ خُصَّ بِهِ الكَعْبةُ، وَإِن كانتُ البيوتُ كُلّها للهِ، عزَّ وجلَّ.
قَالَ: وَله نظائِرُ فِي قَصْر مَا كانَ شائِعاً فِي جنْسِه على أَحَدِ أنْوَاعهِ؛ اهـ.
قَالَ شيْخُنا واسْتَظْهَرَ هَذَا الوَجْه كثيرٌ مِن {النّجَّاةِ، وَقيل؛ هُوَ مِن الجهَةِ لأَنَّه جهَةٌ مِن العلومِ؛ وقِيلَ لقَوْلِ عليَ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، بَعْدَما عَلَّم أَبا الأسْوَد الاسْمَ والفِعْلَ وأَبْواباً مِنَ العَربيَّةِ: (انْحُ على هَذَا النّحْو) ؛ وقيلَ غيرُ ذَلِك، ممَّا هُوَ فِي أَوائِلِ مُصَنَّفَاتِ} النّحْوِ.
وَفِي المُحْكم: بَلَغَنا أنَّ أَبا الأسْود وَضَعَ وُجُوه العَربيَّةِ، وَقَالَ، للناسِ {انْحُوا} نْحُوه، فسُمِّي {نَحْواً؛ (وجَمْعُه} نُحُوٌّ، كعُتُلِّ) ، كَذَا فِي النسخِ، ونَسِيَ هُنَا قاعِدَةَ اصْطِلاحِهِ، وَهُوَ الإشارَةُ بالجيمِ للجَمْع، وسُبْحان مَنْ لَا يَسْهُو؛ وتقدَّمَ الكَلامُ فِيهِ قرِيباً.
وأَطالَ ابنُ جنِّي البَحْثَ فِيهِ فِي كتابةِ شرح التَّصْريف المُلوكي.
قالَ الجَوْهري: وحُكي عَن أعْرابي أَنَّه قَالَ: إنَّكُم لتَنْظُرُونَ فِي {نُحُوَ كثيرَةٍ، أَي فِي ضُروبٍ مِن النَّحْوِ.
(و) يُجْمَعُ أَيْضاً على (} نُحِيَّةٍ، كدَلْو ودُلِيَّةٍ) ، ظاهِرُ سِياقِه أنَّه جَمْعٌ {لنَحْو، وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ فِيهِ أنَّه أَشارَ بِهِ إِلَى أنَّ النَّحْوَ يُؤَنَّثُ، وَنَظره بدَلْوٍ ودُلِيَّةٍ، لأنَّ التَّصْغيرَ يَردُّ الأشْياءَ إِلَى أُصُولِها.
قَالَ الصَّاغاني فِي التكْملَةِ: وَكَانَ أَبو عَمْرو الشَّيْباني يقولُ: الفُصَحاءُ كُلُّهُم يُؤَنِّثُونَ النَّحْوَ فيقولونَ:} نَحْوٌ {ونُحَيَّة، مِيزَانُه دَلْوٌ ودُلِيَّةٍ؛ قالَ: أَحْسَبُهم ذَهَبُوا بتَأْنِيثِها إِلَى اللّغَةِ، اهـ. فانْظُر هَذَا السِّياقِ يَظْهَرُ لكَ خبطَ المصنِّفِ.
(} نَحاهُ {يَنْحُوه} ويَنْحاهُ) نَحْواً: (قَصَدَه {كانْتَحاهُ) ؛ وَمِنْه حديثُ حرامِ بنِ ملْحان: (} فانْتَحَى لَهُ عامِرُ بنُ الطُّفَيْل فقَتَلَه) ، أَي عَرَضَ لَهُ وقَصَدَ. وَفِي حديثٍ آخر: ( {فانْتَحاه رَبيعَةُ) أَي اعْتَمَدَه بالكَلام وقَصَدَه.
(ورجُلٌ} ناحٍ مِن) قومٍ ( {نُحاةٍ) : أَي (} نَحْوِيٌّ) ، وكأنَّ هَذَا إنَّما هُوَ على النَّسَبِ كقولكَ تامِرٌ ولابِنٌ.
( {ونَحا) الرَّجُل:) (مالَ على أَحَدِ شِقَّيْه؛ أَو انْحَنَى فِي قَوْسِهِ.} وتَنَحَّى لَهُ: اعْتَمَدَ) ؛ وأنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
{تَنَحَّى لَهُ عَمْرٌ وفشَكَّ ضُلُوعَه
بمُدْرَنْفِقٍ الجَلْحاء والنَّقْعُ ساطِعُومنه حديثُ الحَسَن: (قد} تَنَحَّى فِي بُرْنُسِه وقامَ الَّليْلَ فِي حِنْدِسِ) ، أَي تَعَمَّدَ العِبادَةَ وتوجَّه لَهَا وصارَ فِي! ناحِيَتِها وتجنَّبَ النَّاسَ وصارَ فِي {ناحِيَةٍ مِنْهُم. وَفِي حديثِ الْخضر، عَلَيْهِ السّلام:} وتَنَحَّى لَهُ، أَي اعْتَمَدَ خَرْقَ السَّفِينَة.
( {كانْتَحَى فِي الكُلِّ) مِن. المَيلِ والانْحِناءِ والتَّعَمُّدِ؛ وَفِي حديثِ ابنِ عُمَر: (أَنَّه رأَى رجُلاً يَتَنَحَّى فِي سُجودِهِ فَقَالَ: لَا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ.
وَقَالَ شَمِرٌ:} الانْتِحاءُ فِي السُّجودِ الاعْتِمادُ على الجَبْهةِ والأَنْفِ حَتَّى يُؤَثِّر فِيهَا ذلكَ.
وَقَالَ الأزْهري فِي ترْجمة، (ترح) عَن ابنِ مُناذِر: الانْتِحاءُ أَن يَسْقُط هَكَذَا، وَقَالَ بيدِه، بعضُها فَوْق بعضٍ، وَهُوَ فِي السُّجودِ أَن يُسْقِطَ جَبِينَه على الأرضِ، ويشدَّه وَلَا يَعْتَمِد على راحَتَيْه وَلَكِن يَعْتَمد على جَنْبَيْه.
قَالَ الأزْهري: حَكَى شَمِرٌ هَذَا عَن عبد الصَّمَدِ بنِ حسَّان عَن بعضِ العَرَبِ، قَالَ شَمِرٌ: وكنتُ سأَلْت ابنَ مُناذِر عَن الانْتِحاءِ فِي السُّجودِ فَلم يَعْرِفْه، فذَكَرْت لَهُ مَا سَمِعْت فدَعا بِدَوَاتِهِ فكَتَبَه بيدِه.
( {وأَنْحَى عَلَيْهِ ضَرْباً: أَقْبَلَ) عَلَيْهِ بالضَّرْب.
(} والانْتِحاءُ: اعْتِمادُ الإِبِلِ فِي سَيْرِها على أيْسَرها) ؛ عَن الأصْمعي.
( {كالإِنْحاءِ) ؛ قالَ الجَوْهري أَنْحَى فِي سَيرْه، أَي اعْتَمَدَ على الجانِب، الأيْسر؛ والانْتِحاءُ مِثْلَه، وَهَذَا هُوَ الأصْلُ، ثمَّ صارَ الانْتِحاءُ الاعْتِمَاد والمَيل فِي كلِّ وَجْه. ومِثْلُه لابنِ سِيدَه قَالَ، رُؤْبة:
} مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِ على وَفَقْ ( {ونَحاهُ) } يَنْحُوه نَحْواً: (صَرَفَهُ) ؛ قَالَ العجَّاج:
لقد {نَحَاهُم جَدُّنا} والناحِي (و) فِي المُحْكم: نَحا (بَصَرَه إِلَيْهِ {يَنْحاه} ويَنْحُوه) نَحْواً: (رَدَّهُ) وصَرَفَه. ( {وأَنْحاه عَنهُ) ، أَي بَصَرَه، (عَدَلُه) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(} والنُّحَواءُ، كالغُلَواءِ: الرِّعْدَةُ، والتَّمطِّي) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ هُنَا ذَكَرَه ابنُ سِيدَه وغيرُهُ. من المُصنِّفِين. وأَوْرَدَه الجَوْهرِي بالجيمِ، وَقد تقدَّمَ الكلامُ عَلَيْهِ هُنَالك.
(وَبنُو نَحْوٍ) : بَطْنٌ (مِن الأزْدِ) وهم بَنُو نَحْوِ بنِ شمسِ بن عَمْرِو بنِ غنمِ بنِ غالبِ بنِ عيمانِ بنِ نَصْر بنِ زهران بنِ كعْبِ بنِ عبدِ اللهاِ بنِ الحارِثِ بنِ كعْبِ بنِ مالِكِ بنِ نَصْرِ بنِ الأزْدِ. وَرَوى الخَطيبُ عَن ابنِ الأشْعَثِ: لم يَرْوِ مِن هَذَا البَطْنِ الحديثَ إلاَّ رَجُلان: أَحَدُهما يزيدُ بنُ أَبي سعِيدِ، والباقُون مِن نَحْو العَربيَّةِ، واخُتُلِفَ فِي شَيْبان بنِ عبدِ الرحمنِ {النَّحْوي فقيلَ إِلَى القَبيلَةِ، وقيلَ إِلَى عِلْم النّحْوِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
النَّحْو: بمعْنَى المثلْ، وبمعْنَى المِقْدَار، وبمعْنَى الْقسم.
وَقَالُوا: هُوَ على ثلاثَةِ} أنْحاءٍ.
ونَحا الشيءَ يَنْحُو ويَنْحاهُ: حَرَّفَه قيلَ: وَمِنْه سُمِّي النَّحْوِيُّ لأنَّه يُحرِّفُ الكَلامَ إِلَى وُجُوهِ الإعْرابِ. {وأَنْحَى عَلَيْهِ: اعْتَمَدَ،} كنَحَّى؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
{وأَنْحَيْتُ على حَلْقِه السِّكِّينَ: أَي عَرَضْتُ؛ وأنْشَدَ ابْن برِّي:
} أَنْحَى على وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً
مَشْحُوذةً وكذاكَ الإِثْمُ يُقْتَرَفُ {ونَحَى عَلَيْهِ بشَفْرتِه كَذلكَ.
} وانْتَحَى لَهُ ذلكَ الشيءُ: اعْتَرَضَهُ، عَن شَمِرٍ؛ وأَنْشَدَ للأخْطَل:
وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَميلاً وتَنْتَحِي
لنا من لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّلُوقال ابْن الأعْرابِي: {تَنْتَحِي لنا تَعودُ لنا.
ونحا: شعِب بتِهامَةَ.
} والنَّحِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: النَّحْو، نقلَهُ الصَّاغاني.

فسق.

فسق.:
فسق: فسق بامرأة: زنا. (ابن بدرون ص73، ألف ليلة 1: 342).
فسق (بالتشديد). فسق القاضي الشاهد: جرح القاضي الشاهد. وفي محيط المحيط: فسق القاضي الشاهد ضد عدله.
فسق قاضي القضاة قاضيا: قال إنه خاف الــشريعة. (ابن بطوطة 1: 220).
فسق: عدم إطاعة أمر الله فيشمل الكافر والمسلم العاصي. وشرعا هو ارتكاب المسلم كبيرة أو صغيرة مع الإصرار عليها (محيط المحيط).
فسق: دعرة. مجون، فجور، بغاء، عهارة، عهر. (بوشر).
فسقي: نسبة الفسق بمعنى العهر والدعارة، تعهري، متعلق بالعواهر.
فسقي: أنظر فصقية.
فسفسية (محيط المحيط) وهي في مصر اليوم فسقية (لين عادات 2: 45، 48، ألف ليلة 1: 3): حوض مع نافورة ماء، شذروان، حوض ماء صغير للتوزيع. (بوشر).
فسقية: مقبرة. (بوشر، ابن إياس) وقد نقل كاترمير عن البكري (ص40): اختفى في فسقية الموتى.
فساق: فقر، فاقة، بؤس، شقاء. (الكالا). فاسق، والجمع فساق (محيط المحيط، فوك، الكالا) وفسقاء (بوشر): رجل فاجر (البكري ص184).
فاسق: من يعاشر امرأة معاشرة غير شرعية (الكالا).
فاسق: داعر. (بوشر).
فاسق: لوطي. (الكالا).
فاسوق، والواحدة فاسوقة: قراد (محيط المحيط). فاسوق: نسخة وصورة من الكلمة التلمودية بصيق وهو شعر في التوراة. وجمعها في السعدية فواسيق وفواسق (شرح النشيد رقم 36 والنشيد رقم 68، والملحق).
مفسقة، والجمع مفاسق: بيت بغاء. (فوك).
الافساقات: أيام معينة عند إليهود يمتنعون فيها عن شرب الماء خوفا من داء الاستسقاء (محيط المحيط).

فتو/فتي

فتو/فتي
فتُوَ يَفتُو، افْتُ، فُتُوًّا وفُتُوَّةً، فهو فَتِيّ
• فَتُو الولدُ: صار فَتًى قَوِيًّا. 

أفتى يُفتي، أَفْتِ، إفتاءً، فهو مُفتٍ، والمفعول مُفتًى
• أفتاه في المسألة: أظهر له الحكم فيها وأبانه "أفتى العلماءُ في مسألة نقل الأعضاء- أفتى في الرؤيا: فسَّرها- {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} ". 

استفتى يستفتي، اسْتَفْتِ، استفتاءً، فهو مُستفتٍ، والمفعول مستفتًى
• استفتاه في مسألة: سأله رأيَه فيها، طلب نصيحتَه أو استشارته فيها "استفتى الحاكمُ شعبَه في اقتراح تعديل الدستور- اسْتَفْتِ قَلْبَكَ [حديث]- {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} ". 

إفتاء [مفرد]:
1 - مصدر أفتى.
2 - (فق) بيان حكم الشَّرع في المسألة.
• دار الإفتاء: مقرُّ المفتي.
• لجنة الإفتاء: عدد من العلماء المعتدّ برأيهم يوكل إليهم إصدار الفتاوي الشرعيّة. 

استفتاء [مفرد]: ج استفتاءات (لغير المصدر):
1 - مصدر استفتى.
2 - سؤال أو أكثر يوجَّه إلى عدد من الناس للإجابة عنه لمعرفة رأيهم في أمر معيّن "أجرت الصحيفة استفتاء حول قضية التطبيع- تصويت استفتائيّ- استفتاءات الرأي العام الأخيرة".
• استفتاء شعبيّ: (سة) لجوء السلطات العامّة إلى الشَّعب ليُبدي رأيه في موضوع ما عن طريق التصويت عليه، فإمّا أن يقرَّه أو يرفضه، تصويت مباشر. 

فُتُوّ [مفرد]: مصدر فتُوَ. 

فُتُوَّة [مفرد]:
1 - مصدر فتُوَ.
2 - شباب بين طورَيْ المراهقة والرُّجولة (15: 18) سنة "أُصيب بحادث مؤلم أيّام فُتوَّته- هو فتىً بيِّن الفتوّة".
3 - حميَّة، مروءة، نجدة، كرم "إنّه من أصحاب الفُتُوَّة".
• الفُتُوَّة:
1 - رجل عصابة أو مجرم.
2 - رجل قويّ البنية كان يفرض سيطرته وحمايته على حيّ أو منطقة، يأخذ من أصحابها مالاً نظير حمايته لهم.
• نظام الفتوّة: نظام ينمّي خُلُق الشجاعة والنجدة في نفوس الفتيان والفتيات أخذت به بعض البلدان العربيّة في مدارسها الثانوية "قادت جماعة الفتوّة في المدرسة رغم صغر سنها". 

فَتْوى [مفرد]: ج فتاوَى وفتاوٍ: (فق، قن) جواب عمَّا يُشْكِل من المسائل الشرعيّة أو القانونيّة "قدّم المحامي فتاوي قانونيّة لموكله" ° دار الفتوى: مقر عمل المفتي وأعوانه. 

فَتًى [مفرد]: ج فِتيان وفِتْية، مث فَتَيان وفَتَوان، مؤ فَتاة، ج مؤ فتيات:
1 - شاب بين المراهقة والرجولة، أو في آخر مراحل المراهقة "تجمّع فتيان الحي لتنظيفه وتجميله- {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} - {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} " ° فتاة الأحلام: الفتاة التي يحلم بها الشاب- فتاة الاستعراض: فتاة ترتدي في العادة زيًّا مزوَّقًا لتؤدِّي دورًا في عمل فنّيّ- فتى الأحلام: صورة خياليّة لشابّ في ذهن الفتاة تتمناه زوجًا لها- كلّ فتاة بأبيها معجبة: كلّ امرئ يفضل ما عنده على ما عند النَّاس.
2 - ذو النجدة، كريم، سخيّ "فتًى في قومه- هو فتى قومه- إذا القومُ قالوا مَنْ فتًى خلت أنّني ... عُنيت فلم أكسل ولم أتبلَّد".
3 - خادم، مساعد " {قَالَ لِفَتَاهُ ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} - {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}: إماءكم المملوكة لكم".
• الفَتَيان: اللَّيل والنَّهار. 

فُتيا [مفرد]: فتوى، جواب عمّا يُشكل من مسائل شرعيَّة أو قانونيَّة "فُتيا قانونيّة/ شرعيّة". 

فَتِيّ [مفرد]: ج أفتاء وفِتاء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فتُوَ.
2 - حديث، جديد، قريب العهد، في أوّل مراحل النمُوّ "دولة فَتيَّة". 

مُفتٍ [مفرد]: ج مُفْتُون:
1 - اسم فاعل من أفتى.
2 - (فق) فقيه تعيِّنه الدولة ليجيب عما يشكل من المسائل الشرعيّة "تولى فلان منصبَ المفتي- أصدر المفتي فتوى بتحريم التدخين- أعلن مُفتي الجمهوريّة بداية شهر رمضان" ° سماحة المفتي/ فضيلة المفتي: للدلالة على الرفعة.
3 - عالم أو فقيه يعمل على تفسير أحكام الــشَّريعة الإسلامّية. 

دينار

(دينار) ذكر الجواليقي وغيره: أنه فارسي.
وفي المفردات للراغب: (قيل أصله بالفارسية دين آر) الــشريعة جاءت به.
دينار
دينار [مفرد]: ج دَنَانيرُ: (انظر: د ن ر - دينار). 

أفندي

أفندي
أفندي [مفرد]: ج أفنديَّة: سَيِّد، وهي كلمةٌ تركيَّة كانت تُستعمل لقبَ اعتبارٍ لأصحاب الوظائف المدنيّة والدِّينيَّة ورجال الــشريعة والعلماء، شاعت في مصر منذ حكم الأتراك ثم أُلغيت. 

جمع المصدر وتثنيته

جمع المصدر وتثنيته
الأمثلة: 1 - أَدْخَلَ على المبنى بعض التَّحْسِينات 2 - أَسْهَمَت الحكومة في سدِّ احْتِيَاجَات الشّعب 3 - أَشْغال شاقّة 4 - أَصْدَر المؤتمر توصِياته 5 - أَغْلاط إملائية 6 - إِقْرَارَات ضَرِيبيّة 7 - أَنْتم بُرَآء من الذنب 8 - اتَّخَذ الإِجْرَاءات المناسبة 9 - احْتِمَالات نجاح المشروع كبيرة 10 - اسْتَغَلَّه استغلالات كثيرة 11 - اسْتِفْسَاراته كثيرة 12 - الإِجَابَات غير كافية 13 - التَّجَمُّعات محظورة في زمن الطوارئ 14 - الحِسَابات الجارية 15 - الضَّمانات الأمنِيَّة 16 - انْتِفَاضات الشعوب 17 - انْفِتاحات علميَّة واقتصادية 18 - انْقِسَامات طبيعيَّة 19 - بَدَت في تصرُّفاتهم إِحْسَانات واضحة 20 - بَلاغات المواطنين متنوعة 21 - بَيَانَات وزاريَّة 22 - تَجْرِي بيننا مُسَامَرات كثيرة 23 - تَجَلِّيات الحق كثيرة 24 - تَدْرِيبات شاقَّة 25 - تَرَاكِيب أجنبيَّة 26 - تَسَلَّم الحجاج تَذَاكِر السفر 27 - تَقَاسِيم الوجه 28 - تَقْرِيرات طبيّة 29 - تَقُوم الشركة بأَنْشِطة كثيرة 30 - تَكْثُر التَّحَزُّبات في الدول الضعيفة 31 - تَمَارِين رياضيّة 32 - تَمْهِيدَات الموضوع 33 - تَهْتَم الدولة بزيادة المعاشات سنويًّا 34 - تُوجَد اخْتِلافات كثيرة بين الفقهاء 35 - جَاءَت النِّهايات مُطَمْئِنة 36 - حَدَثت انْحِسَارات كبيرة على كافة المستويات 37 - حُدُود دَوْليَّة 38 - حَصَل على بعض التَّسَاهِيل الخاصة بالعمل 39 - حَقَّق انْتِصاراتٍ كبيرة 40 - حَقَّق نَجَاحاتٍ كبيرة في دراسته 41 - خَالِص التَّهَاني القلبيَّة 42 - خُصُوم القضيَّة 43 - دَارَت شكوك كثيرة حول الموضوع 44 - زَادَت إِفْرَازَات الجلد من العرق 45 - سَمِعْت تِلاوات جيدة للقرآن 46 - سَمِعْت منه جَوَابَات كثيرة 47 - صِرَاعات إقليميَّة 48 - صَلاة التَّسابيح 49 - عَزَّز الجيش اسْتِحْكَاماته على الحدود 50 - فُيُوضات إلهية 51 - قَدَّمَ احْتِجَاجاته على القرار 52 - قَدَّمَ التَّسْهِيلات المناسبة لإنهاء المشروع 53 - قَدَّمَ الخَصْم طَلَباته إلى المحكمة 54 - قَدَّمَ النّواب اسْتِجْوَابات للحكومة 55 - قُدِّمت العَطاءات في موعدها 56 - كَانَت بِدايات حياته متواضعة 57 - كَثُرت النداءات بوقف العدوان على الفلسطينيين 58 - كَثُرت تَجَاوُزَات الموظفين 59 - كَثُرت تحدِّيات العالم الأخيرة 60 - كَثِير الانْفِعالات 61 - لاقَى البحث اسْتِحْسَانات كبيرة 62 - لاقَى تصرُّفه اسْتِهْجَانَاتٍ متتابعة 63 - لِقَاءات إذاعيَّة 64 - لَمْ يقبل تَعَسُّفات الإدارة 65 - لَنَا في المكان ذِكْريات جميلة 66 - لَه نَشَاطات متعددة في المجتمع 67 - مَا أروع أَدْعِية الصباح 68 - مُجْرَيات الأحداث 69 - مَلأ الفَراغات 70 - مُنِحَ امْتِيازات كثيرة 71 - مُهَاتَرَات كثيرة 72 - نَالَ المقصِّرون الجَزَاءَات المناسبة 73 - نِزَاعات إقليمية 74 - نَشَأت بعض أحكام الــشريعة عن اجْتِهَادات الفقهاء 75 - نَشَأت بينهما خِلافات بسبب الحدود 76 - هُنَاك إِرْهَاصَات بكساد اقتصادي عالمي 77 - وَضِّح أَجْوِبَتك بالرَّسم 78 - وَقَعت تَنَاحُرات شديدة بين الطرفين 79 - يَتَبَادل الناس التَّحِيَّات في الأعياد 80 - يُعَبِّر الأدب عن أَحَاسِيس الشعب
الرأي: مرفوضة
السبب: لجمع المصدر، والأصل فيه ألاّ يُثَنَّى ولا يُجْمَع.

الصواب والرتبة:
1 - أَدْخَل على المبنى بعض التحسينات [فصيحة]
2 - أسهمت الحكومة في سدِّ احتياجات الشَّعب [فصيحة]
3 - أَشْغال شاقة [فصيحة]
4 - أصدر المؤتمر توصياته [فصيحة]
5 - أَغلاط إملائية [فصيحة]
6 - إقْرارات ضَرِيبيَّة [فصيحة]
7 - أنتم بُرَآء من الذنب [فصيحة]-أنتم بَرَاء من الذنب [فصيحة]
8 - اتَّخذ الإجراءات المناسبة [فصيحة]
9 - احتمالات نجاح المشروع كبيرة [فصيحة]
10 - استغلَّه استغلالات كثيرة [فصيحة]
11 - اسْتِفْساراته كثيرة [فصيحة]
12 - الإجابات غير كافية [فصيحة]-الأجوبة غير كافية [فصيحة]
13 - التَّجمُّعات محظورة في زمن الطوارئ [فصيحة]
14 - الحسابات الجارية [فصيحة]
15 - الضَّمانات الأمنِيَّة [فصيحة]
16 - انْتِفاضات الشعوب [فصيحة]
17 - انْفِتاحات علميَّة واقتصادية [فصيحة]
18 - انْقِسامات طبيعيَّة [فصيحة]
19 - بَدَت في تصرُّفاتهم إحْسانات واضحة [فصيحة]
20 - بَلاغات المواطنين متنوعة [فصيحة]
21 - بيانات وزاريَّة [فصيحة]
22 - تَجري بيننا مُسامَرات كثيرة [فصيحة]
23 - تَجلِّيات الحق كثيرة [فصيحة]
24 - تَدْرِيبات شاقَّة [فصيحة]
25 - تراكيب أجنبيَّة [فصيحة]-تركيبات أجنبيَّة [فصيحة]
26 - تَسَلَّم الحُجَّاج تذاكر السفر [فصيحة]-تَسَلَّم الحُجَّاج تذكرات السفر [فصيحة]
27 - تَقاسِيم الوجه [فصيحة]-تقسيمات الوجه [فصيحة]
28 - تَقارير طبِّيَّة [فصيحة]-تقريرات طبِّيَّة [فصيحة]
29 - تقوم الشركة بأنشطة كثيرة [فصيحة]-تقوم الشركة بنشاطات كثيرة [فصيحة]
30 - تكثر التحزُّبات في الدول الضعيفة [فصيحة]
31 - تَمَارين رياضيَّة [فصيحة]-تمرينات رياضيَّة [فصيحة]
32 - تَمْهِيدات الموضوع [فصيحة]
33 - تهتمّ الدولة بزيادة المعاشات سنويًّا [فصيحة]
34 - توجد اختلافات كثيرة بين الفقهاء [فصيحة]
35 - جاءت النهايات مُطَمْئِنة [فصيحة]
36 - حدثت انحساراتٌ كبيرة على كافة المستويات [فصيحة]
37 - حُدود دَوْلِيَّة [فصيحة]
38 - حصل على بعض التساهيل الخاصة بالعمل [فصيحة]-حصل على بعض التسهيلات الخاصة بالعمل [فصيحة]
39 - حَقَّق انتصارات كبيرة [فصيحة]
40 - حَقَّق نجاحاتٍ كبيرة في دراسته [فصيحة]
41 - خالص التهاني القلبيَّة [فصيحة]-خالص التهنئات القلبيَّة [فصيحة]
42 - خُصُوم القضيَّة [فصيحة]
43 - دارت شكوك كثيرة حول الموضوع [فصيحة]
44 - زادت إفرازات الجلد من العرق [فصيحة]
45 - سمعت تِلاواتٍ جيّدة للقرآن [فصيحة]
46 - سمعت منه أجوبة كثيرة [فصيحة]-سمعت منه جوابات كثيرة [فصيحة]
47 - صِراعات إقليميَّة [فصيحة]
48 - صلاة التسابيح [فصيحة]-صلاة التسبيحات [فصيحة]
49 - عَزَّز الجيش اسْتحكاماته على الحدود [فصيحة]
50 - فُيُوضات إلهية [فصيحة]
51 - قَدَّمَ احْتِجاجاته على القرار [فصيحة]
52 - قَدَّمَ التساهيل المناسبة لإنهاء المشروع [فصيحة]-قَدَّمَ التساهيل المناسبة لإنهاء المشروع [فصيحة]
53 - قَدَّمَ الخَصْم طلباته إلى المحكمة [فصيحة]
54 - قَدَّمَ النُّواب استجوابات للحكومة [فصيحة]
55 - قُدِّمَت العَطاءات في موعدها [فصيحة]
56 - كانت بِدايات حياته متواضعة [فصيحة]
57 - كَثُرت النداءات بوقف العدوان على الفلسطينيين [فصيحة]
58 - كَثُرت تَجاوزات الموظفين [فصيحة]
59 - كثرت تحدِّيات العالم الأخيرة [فصيحة]
60 - كَثِير الانْفعالات [فصيحة]
61 - لاقى البحث استحسانات كبيرة [فصيحة]
62 - لاقى تصرُّفه استهجاناتٍ متتابعة [فصيحة]
63 - لِقاءات إذاعيَّة [فصيحة]
64 - لم يقبل تَعَسُّفات الإدارة [فصيحة]
65 - لنا في المكان ذِكْريات جميلة [فصيحة]
66 - له أَنْشِطة متعدّدة في المجتمع [فصيحة]-له نَشَاطات متعددة في المجتمع [فصيحة]
67 - ما أروع أَدْعِية الصباح [فصيحة]
68 - مُجْرَيَات الأحداث [فصيحة]
69 - مَلأَ الفَراغات [فصيحة]
70 - مُنِحَ امْتيازات كثيرة [فصيحة]
71 - مُهَاتَرات كثيرة [فصيحة]

مُشَرِّع

مُشَرِّع
من (ش ر ع) الذي يسن الــشريعة.
مُشَرِّع
الجذر: ش ر ع

مثال: أَلْغَى المُشَرِّع القوانين المقيِّدة للحرية
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء «فَعَّلَ» بمعنى «فَعَل»

الصواب والرتبة: -ألغى الشَّارع القوانين المقيِّدة للحرية [فصيحة]-ألغى المُشَرِّع القوانين المقيِّدة للحرية [فصيحة]
التعليق: يكثر في لغة العرب مجيء «فَعَّلَ» بمعنى «فَعَل»، كقول التاج: خَرَمَ الخرزةَ وخرَّمها: فَصَمها، وقول الأساس: سلاح مسموم ومُسَمَّم، وقول اللسان: عَصَبَ رأسَه وعصَّبه: شدَّه، وقد قرَّر مجمع اللغة المصري قياسية «فعَّل» المضعَّف للتكثير والمبالغة، وإجازة استعمال صيغة «فعَّل» لتفيد معنى التعدية أو التكثير، وأجاز أيضًا مجيء «فعَّل» بمعنى «فَعَل» لورود ما يؤيد ذلك في اللغة، فقد جاء في التاج: «وأشرع الطريقَ: بيَّنه وأوضحه، كشرَّعه تشريعًا»؛ ومن ثَمَّ يجوز استعمال شرَّع بمعنى شَرَع، ويكون التضعيف للمبالغة، وقد أوردته المعاجم الحديثة كالوسيط بنفس المعنى، إذ قال: «شَرَّع مبالغة في شَرَع».

زَوْجَة

زَوْجَة
الجذر: ز و ج

مثال: هي زَوْجَتُهُ
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال «زوجة» بالتاء للمؤنث على خلاف المسموع عن العرب.

الصواب والرتبة: -هي زَوْجَتُهُ [فصيحة]-هي زَوْجُهُ [فصيحة]
التعليق: الأشهر عند العرب استعمال كلمة «زوج» للمذكر والمؤنث وبها ورد القرآن الكريم. ويجوز استخدام «زوجة» بالتاء للمؤنث كما نصَّت المعاجم، للتفرقة بين المذكر والمؤنث، خاصة في أمور الــشريعة وأحكام المواريث، وقد جاء في اللسان: يقال أيضًا: هي زوجته، وفيه أيضا أن الأصمعي حين منع استخدام كلمة «زوجة» مستشهدًا بقوله تعالى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} البقرة/35. قيل له: نعم، كذلك قال الله تعالى، فهل قال عز وجل: لا يقال زوجة؟ ويعقِّب ابن منظور على هذا الحوار قائلاً: وكانت من الأصمعي في هذا شدة وعسر.

مل

(مل)
فلَان ملا أَصَابَهُ الملال وتقلب مَرضا أَو غما كَأَنَّهُ على مِلَّة وعَلى فلَان السّفر طَال وَفِي الْمَشْي أسْرع وَالشَّيْء قلبه وَالشَّيْء فِي الْجَمْر أدخلهُ فِيهِ يُقَال مل الْخبز أَو اللَّحْم فِي النَّار فَهُوَ مملول ومليل ومل الْقوس أَو السهْم فِي النَّار عالجه بهَا وَالثَّوْب خاطه الْخياطَة الأولى قبل الْكَفّ فَهُوَ مملول

(مل) فلَان الشَّيْء وَعَن الشَّيْء (مثل فَرح يفرح) مللا وملالا وملالة سئمه وضجر مِنْهُ فَهُوَ مل وملول

مل

1 مَلَّهُ He put it (namely bread, or flesh-meat,) into hot ashes, [to bake, or roast]. (K, &c.) b2: مَلَّ الثَّوْبَ He sewed, or tacked, the garment, or piece of cloth, [slightly,] previously to the [stronger] sewing termed الكَفّ. (S.) See also شَلَّ. b3: مَلِلْتُهُ, & مَلِلْتُ عَنْهُ, I was avers from it; (T;) loathed it; was disgusted by it, with it, or at it; (T, S, K;) [was weary of it;] turned away from it with disgust. (T.) See سَئِمَ. b4: مَلَّ مَلاَلُكَ [May thy disgust pass away, or cease]: see أَضَلَّ اللّٰهُ ضَلَالَكَ.4 أَمْلَلْتُ & أَمْلَيْتُ: see 4 in art. حظ. b2: أَمَلَّ: see an ex. voce أَدَلَّ.8 اِمْتَلَّ مِلَّتَهُ He follows his way of religion: see 8 in art. شرع.

مَلَّةٌ The hollow that is made for baking bread: or the hot dust and ashes [in which the bread is baked]. (Msb.) b2: Hot ashes: (S, K:) ashes, and earth, in which fire is kindled. (TA, art. خبز.) b3: خُبْزُ مَلَّةٍ Bread baked in hot ashes. (S.) [It is generally made in the form of thick round cakes.]

مِلَّةٌ A religion; (S, Msb, K;) a way of belief and practice in respect of religion. (T, &c.) b2: See 8.

مَلُولٌ Conceiving [frequent] disgust. (Msb.) See ذَوَّاقٌ.

مَلاَلٌ : see 1.

مَلِيلٌ A man burned by the sun; as also ↓ مَمْلُولٌ. (TA.) See an ex. in a verse cited voce أَصْرَمُ; and see طُلْمَهٌ.

مَمْلُولٌ Flesh-meat covered over in live coals. (TA, art. عرض.) b2: See مَلِيلٌ.

مُلْمُولٌ An iron style with which one writes on tablets. (K.) b2: The style, or bodkin, with which collyrium is applied to the eyes. (S, K.) In the CK, incorrectly, مَلْمُولٌ: the former is found in MS. copies of the K, as well as in the S, and is right accord. to the TK.
مل: المَلَّةُ: الرَّمَادُ. والجَمْرُ. ومَلَلْتُ الخُبْزَةَ أمُلُّها؛ فهي مَمْلُوْلَةٌ.
والمَلِيْلُ: التُّرَابُ الحارُّ. وقد أمْلَلْتُه: أي أحْرَقْته.
وطَرِيْقٌ مُمَلٌّ: أي مَسْلُوْكٌ حَتّى صارَ مُعْلَماً، ومَلِيْلٌ: مِثْلُه. وأُمِلَّ الطَّرِيْقُ.
ومِلَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الأمْرُ الذي أوْضَحَه. والطَّرِيْقَةُ. والسُّنَّةُ. وامْتَلَّ الرَّجُلُ: أخَذَ في مِلَّةِ الإِسلام. وهو يَمِلُّ مِلَّتَه.
والمِلَّةُ: الدِّيَةُ، وجَمْعُها مِلَلٌ.
والمَلَلُ والمَلاَلَةُ والمَلاَلُ: السَّآمَةُ. ورجُلٌ مَلُوْلَةٌ؛ وامْرَأَةٌ كذلك وأمَلَّني فمَلِلْتُه. ورَجُلٌ مَالُوْلَةٌ ومَلٌّ: أي مَمْلُوْلٌ، وذُوْ مَلَّةٍ: أي ضَجِرٌ.
وجَمَلٌ مُمَلٌّ: وهو النِّضْوُ الذي كَثُرَ رُكُوْبُه حَتّى تُرِكَ لا حَرَاكَ به، وناقَةٌ مُمَلَّةٌ ومُمِلَّةٌ.
وأُمِلَّ على فلانٍ: أي شُقَّ عليه.
وأَمَلَّ عليه المَلَوَانِ: أي اخْتَلَفَ عليه الدَّهْرُ.
وفلانٌ ذُوْ أَمَالِيْل: أي يُمِلُّ إخْوَانَه بشَرِّه، واحِدُها إمْلاَلٌ وإمْلاَلَةٌ وأُمْلُوْلَةٌ. وأدْرَكَتْني مِلَّةٌ: أي مَلاَلَةٌ، وأدْرَكَتْهُ كِلَّةٌ ومِلَّةٌ: أي كَلاَلٌ ومَلاَلٌ.
ومَلَلٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ من طَرِيْقِ مَكَّةَ.
والمَلَّةُ: الخِيَاطَةُ الأُوْلى، مَلَّ ثَوْبَه يَمُلُّه، وهو مَمْلُوْلٌ.
والإِمْلاَلُ: إمْلاَءُ الكِتَابِ ليُكْتَبَ. والمَلْمَلَةُ: أن يَصِيْرَ الإِنْسَانُ من جَزَعٍ يَتَمَلْمَلُ. والمَلاَمِلُ: المُقْلِقُ.
وعَيْرٌ مُلاَمِلٌ: سَرِيْعٌ. وناقَةٌ مَلْمَلى: سَرِيْعَةٌ. ومَلَّ يَمُلُّ مَلاًّ: إذا أسْرَعَ، وامْتَلَّ: مِثْلُه.
والمُلْمُوْلُ: المِكْحَالُ.
والمَلِيْلَةُ: من الحُمّى، وكذلك المُلاَلُ.
والمَلَلُ: سِمَةٌ على حُرَّةِ الذِّفْرى خَلْفَ الأُذُنِ.
والمُلَيْلُ: اسْمُ الغُرَابِ، ومنه: عَبْدُ اللهِ بن مُلَيْلٍ.
والمُلاَلُ: خَشَبَةُ قائِمِ السَّيْفِ، وقيل: ظَهْرُ القَوْسِ.
مل: مل: أساء معاملة (فلان) أو اغتابه (بوشر).
مل: انزعج من فلان (فريتاج، كرست 8: 44).
مل: أمل، أسأم، اضجر، أزعج، أتعب (الكالا وبالأسبانية enhastiar) .
ملل: سن شريعة أو قانونا (مشتقة من ملة) (فوك).
تملل ب: (حين يتعدى إلى المفعول به الثاني بحرف الجرباء): انزعج من فلان (معجم مسلم).
كُل: (وباللاتينية mullus أي سمك البوري الأحمر، أبو ذقن) والجمع أملال: بوري (سمك بحري) (الكالا وبالأسبانية: salmon pescado conocido أي salmonete) ( راجع مادة مول).
مل: ماذا! كم! (علامة تعجب) (بوشر).
مُلا أو مُنْلا: في محيط المحيط (الملا والمنلا الكاهن بلغة التتر ومنه الملا لصنف من القضاة وأصلها مولى بالعربية فحرفها الأتراك إلى مُلاّ يقولون قاضي ملا واصله قاضي أي يلقب بمولانا عند الكلام عنه أو إليه).
كَلّة: حرفيا هي الحفرة التي يشعل فيها الحطب لإنضاج الخبز على الفحم والرماد الحار، ومن هنا جاءت كلمة فرن في اللغة الأسبانية لكي تطلق على مجموع ما يقوم به البناء من بناء يستفيد منه الخباز ويسمى الجزء الذي ينضج به الخبز (قوش) (معجم مسلم).
ملة: وحدها تعني خبز ملة: عامية إلا أنها قديمة (معجم مسلم، أخبار شولتنز 1: 198. بر علي 4348، باين سميث 1164) والجمع ملال (1516 بالجراف 2: 14): (الملة هو الخبز النضيج المحمص على وهج الرماد) في رياض النفوس وجدت تعبير ملة خبز غير الصائب في (ص6): وضع الرسالة في ملة خبز قد أنضجها.
ملة: توفيق، مصالحة (هلو).
مِلة: تجمع على مِلل وليس ملال كما فعل (فريتاج).
مِلة: دية القتيل (محيط المحيط).
مِلة: والجمع مِلل: أمم (بوشر).
ملول: مضجر، مسئم، ممل (معجم مسلم، معجم الجغرافيا).
ملول: ضجر، متضايق، منزعج (معجم الجغرافيا).
ملول: أنظر كليلية في مادة (كل).
ملول: أذن الفار الذي أطلق عليه (المستعيني اسم مرزنجوش) (ابن العوام 2: 287).
ملايل: مال، ثروة (بوشر).
ملالية: هي باليونانية (سيليوموس وسيليوس) وهي كلمة دخلت في اللاتينية بصيغة celeuma التي جاءت منها الكلمة الأسبانية Saloma ومعناها أغنية الجذافين ففي المعجم اللاتيني في شرح معنى كلمة Celeuma: زهير البحريين ويسمى الملالية. واعتقد أنها كلمة صوتية أي يحكي صوتها صوت الشيء الذي تصفه، وقد ذكر (ابن بطوطة 2: 409) في حديثه عن الأغاني التي تشبه الأصوات التي يحدثها المجذفون: ويغنون أثناء ذلك بالملالية (احذف التخمينات المؤسفة التي وقع فيها الناشر).
ملولية: المعنى نفسه الذي ذكرناه للملالية (فوك).
ملول: في محيط المحيط (الملول شجرة البلوط الواحدة ملولة).
millil: صعوة (ترسترام 396).
املول= مازريون (انظر المستعيني في مادة مازريون).
مملول: ميل: مسبر أو مجس الجراح (معجم المنصوري في مادة ميل).

نال

نال: وكذلك يقال: نال من عرضه، أي مس بشرفه، بعرضه، بسمعته، قذفه، أهانه .. الخ. وكذلك باستعمال نال وحدها أو نال من (عبد الواحد 6: 4): فأغضب ذلك الملك ونال منه وتوعده (وفي 95: 10): وكان المعتصم يعيبه في مجالسه وينال منه. (وفي 177 و1: 105: 8): فنال منهم بلسانه (المقري 1: 859: 5 و882: 14، ابن الأثير 11: 80)، حيث نقرأ الجملة مثلما قرأناها عند (أماري 291): ونال منه وذمه (البربرية 1: 257: 2 و2: 463: 10): حملوا السلطان على النيل منه والإهانة به (النويري، أفريقيا 25): وسعى بهما عنده أنهما يقعان فيه وينالان منه. في المبني للمجهول نيل منه. انظر: (المطرزي في معجم دي يونج، ص49: 1: 5).
نال من: على ما يبدو معناها استعاد قليلا من قواه (أخبار 38: 3): بعث إليهم عمارتين محملتين بالأغذية إلى كوتا فأتاهم ذلك منه ولم يبلغ منهم مبلغا حتى اشرفوا على الهلاك.
نيل= نول: أجرة المركب، وفي (ابن بطوطة 2: 255): ولم يأخذ منا نولا (نسخة كايانكوس نيلا).
نيل: صبغ النيل الأزرق (باجني ms) .
عرائس النيل: زهور النيلوفر Lotus ( بوشر). (انظر أيضا الهامش السابق).
نيال: نقش عاجي في المصوغات، أو نقوش في تجاويف مصنوعات الصاغة، حيث تكون النقوش أو الرسوم مطعمة بنوع من أنواع المينا الأسود مصنوع من مزيج من الفضة والرصاص والكبريت المصفى (عباد 3: 16).
منيل: مرصع بمينا سوداء (دوماس، حياة 193، ابن بطوطة 4: 3).
نال المقصِّرون الجزاءات المناسبة [فصيحة]
73 - نِزاعات إقليميَّة [فصيحة]
74 - نشأت بعض أحكام الــشريعة عن اجتهادات الفقهاء [فصيحة]
75 - نشأت بينهما خلافاتٌ بسبب الحدود [فصيحة]
76 - هناك إِرْهاصات بكساد اقتصاديّ عالميّ [فصيحة]
77 - وضِّح إجاباتك بالرَّسم [فصيحة]-وضِّح أجوبتك بالرَّسم [فصيحة]
78 - وَقَعت تناحُرات شديدة بين الطرفين [فصيحة]
79 - يتبادل الناس التحيَّات في الأعياد [فصيحة]
80 - يُعَبِّر الأدب عن أحاسيس الشعب [فصيحة]-يُعَبِّر الأدب عن إحساسات الشعب [فصيحة]
التعليق: منع بعض اللغويين تثنية المصدر وجمعه مطلقًا، وأجاز ذلك بعضهم إذا أريد بالمصدر العدد أو كان آخره تاء المرَّة، مثل: «رَمْيَة: رَمْيَتان ورميات»، و «تسبيحة: تسبيحتان وتسبيحات»، وكذلك إذا تعددت الأنواع، مثل: «تصريح: تصريحان وتصريحات»، وذلك اعتمادًا على ما جاء في الاستعمال القرآني في قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} الأحزاب/10، حيث جاءت «الظنون» وهي جمع «الظنّ» وهو مصدر. وقد أجاز مجمع اللغة المصري إلحاق تاء الوحدة بالمصادر الثلاثية والمزيدة، ثم جمعها جمع مؤنث سالِمًا، كما أجاز تثنية المصدر وجمعه، جمع تكسير أو جمع مؤنث سالِمًا عندما تختلف أنواعه؛ ومن ثَمَّ يمكن تصويب الاستعمالات المرفوضة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.