Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شامخ

خشم

(خشم) اللَّحْم وَنَحْوه خشم وخيشومه كَسره وَالشرَاب فلَانا تثورت رِيحه فِي خيشومه وخالطت الدِّمَاغ فأسكرته
خ ش م

إن ريحه تسور في الخياشيم. ورجل أخشم، وبه خشم وهو الذي لا يجد الروائح لسدة في خياشيمه.

ومن المجاز: أشرفت خياشيم الجبال وهي أنوفها.

خشم


خَشَمَ(n. ac. خَشْم)
a. Injured the cartilage of the nose.

خَشِمَ(n. ac. خَشَم
خُشُوْم)
a. Had a big nose.
b. Smelt unpleasantly (nose).
خِشْمa. Cartilage of the nose.

خُشَاْمa. Big-nosed.
b. [art.], Lion.
خَيْشُوْم
a. see 2
خشم:
[في الانكليزية] Wrath
[ في الفرنسية] Colere
بالفارسية معناها الغضب، وعند الصوفية يقولون عنها: ظهور صفات القهر الإلهية. 
خ ش م: (الْخَيْشُومُ) أَقْصَى الْأَنْفِ وَرَجُلٌ (أَخْشَمُ) بَيِّنُ (الْخَشَمِ) وَهُوَ دَاءٌ يَعْتَرِي الْأَنْفَ. 
[خشم] نه فيه: لقي الله تعالى وهو "أخشم" الأخشم الذي لا يجد ريح الشيء وهو الخشام. ومنه ح عمر: إن مرجانة وليدته أتت بولد زنا فكان عمر يحمله على عاتقه ويسلت "خشمه" هو ما يسيل من الخياشيم أي يمسح مخاطه.
(خشم) - في الحَدِيث: "لَقِيَ الله تعَالَى وهو أَخْشَم". الأَخْشَم : الأنف الذي لا يَجِد ريحَ الشّيءِ، وهو الخُشَام، وقد خَشِم، وقد يكون الخَشَم: نَتْن الخَيْشُوم. والخَيْشُوم: أَقاصِي الأنفِ التي فيها تُدرَك الرَّوائحُ. وخَيْشوم الجَبَل: أَنفُه.
خشم الخشم كسر الخيشوم. والخشام داء يأخذ فيه وسدة، وداء مخشوم، وصاحبه مخشوم. خشم خشما فهو أخشم ظاهر الخيشوم، ومنتنه أيضاً. والأخشم الذي لا يجد الريح. والمخشم الذي قد سكر من الشراب. والخياشيم من الجبال أنوفها. والخشام الجبل الطويل. والأنف الضخم. واسم من أسماء الأسد. ويقال للرذالة الخشامة. والمخشم اللحم الشديد النتن. وقد أخشم وخشم وخشم، ولحم خشم.
(خشم) الْإِنْسَان خشما أَصَابَهُ دَاء فِي أَنفه فأفسده فَصَارَ لَا يشم وأنتنت ريح خيشومه وَالْأنف تَغَيَّرت رَائِحَته من دَاء فِيهِ وَاللَّحم وَغَيره تَغَيَّرت رَائِحَته وَفُلَان خشما وخشوما اتَّسع خيشومه وخشما وخشاما سَقَطت خياشيمه وانسد متنفسه فَهُوَ أخشم وَهِي خشماء (ج) خشم

(خشم) أُصِيب بداء الخشام فَهُوَ مخشوم
[خشم] الخَيْشومُ: أقصى الأنف. وقد خَشَمْتُهُ خَشْماً، أي كسرت خَيْشومَهُ. وخَياشيمُ الجبال: أنوفها. ورجلٌ خُشامٌ، بالضم: غليظ الأنف. وكذلك الجبل الذي له أنفٌ غليظ. ورجلٌ أَخْشَمُ بيِّن الخَشَمِ، وهو داءٌ يعترى الانف. والمخشم، بفتح الشين مشدّدةً: السَكران الشديد السُكْر. وخِشَّمَ اللحم: تغير.
خ ش م : الْخَيْشُومُ أَقْصَى الْأَنْفِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُطْلِقُهُ عَلَى الْأَنْفِ وَزْنُهُ فَيْعُولٌ وَالْجَمْعُ خَيَاشِيمُ وَخَشِمَ الْإِنْسَانُ خَشَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَصَابَهُ دَاءٌ فِي أَنْفِهِ فَأَفْسَدَهُ فَصَارَ لَا يَشَمُّ فَهُوَ أَخْشَمُ وَالْأُنْثَى خَشْمَاءُ وَقِيلَ الْأَخْشَمُ الَّذِي أَنْتَنَتْ رِيحُ خَيْشُومِهِ أَخْذًا مِنْ خَشِمَ اللَّحْمُ إذَا تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ. 
(خ ش م) : (الْخَشَمُ) دَاءٌ يَكُونُ فِي الْأَنْفِ يَتَغَيَّرُ مِنْهُ رَائِحَتُهُ عَنْ الزَّجَّاجِ مِنْ بَابِ لَبِسَ وَفِي التَّكْمِلَةِ رَجُلٌ أَخْشَمُ أَيْ مُنْتِنُ الْخَيْشُومِ وَقِيلَ (الْأَخْشَمُ) الَّذِي لَا يَجِدُ رَائِحَةَ طِيبٍ أَوْ نَتْنٍ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَغَيْرِهِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِ الْفُقَهَاءِ الْأَخْشَمُ كَالشَّامِّ فِي وُجُوبِ الدِّيَةِ خشرم (عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ) بِفَتْحِ الْخَاءِ نَشَأَ فِي عَهْدِ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -.
خشم: خَشِم: تقحم، تهور، (هلو).
خَشْم: يقول لين أن هذه الكلمة لم تعد تدل على الأنف في لغة المحدثين بل معناها فم. ومع ذلك فقد احتفظت هذه الكلمة في بلاد البربر بمعناها خشم (بوشر، شيرب ص541، همبرت ص2) وكذلك في سوريا حيث يقال: كسر خِشْم فلان (كذا) = أسقط عزة نفسه (محيط المحيط).
خشم القربة: ثقب القربة (بركهارت نوبية ص386).
خشم الكلب: فقم الكلب (بارت 1: 11).
خشم الكلام: أهل عوادة يسمون كل مترجم خشم الكلام أي فم الكلام والمحادثة (عوادة ص64).
خَشْمَة: جراءة، جسارة (هلو).
خَشِيم: أزج كما هو في السيريانية (باين سميث 1405).
خَشُومَّية: نشوق، سعوط، عطوس (شيرب).
خَيْشُوم، ويجمع على خياشيم (وهو كذلك في الكامل ص274) وخواشم في معجم فوك. وهو أقصى الأنف.
وخيشوم: فقم الكلب (عبد الواحد ص127).
وخيشوم: مقدم رأس الفرس (بوشر).
خشم
خشَمَ يَخشِم، خَشْمًا، فهو خاشِم، والمفعول مَخْشوم
• خشَم خصمَه: كسَر خيشومَه (أنفه). 

خُشام [مفرد]: (طب) اضطراب حاسّة الشَّمّ نَقْصًا أو فقدًا، داء يصيب الخيشومَ فيفقده حاسَّة الشّمّ. 

خَشْم [مفرد]: ج خُشُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر خشَمَ.
2 - أنف "ضربه على وجهه حتَّى سال الدَّمُ من خَشْمه" ° كسَر خَشْمَه: حطّ من كبريائه فأذَلّه وأخزاه وجعله يخجل. 

خَيْشوم [مفرد]: ج خَياشِيمُ:
1 - (حن) عضو التنفّس في كثير من الحيوانات المائيّة كالأسماك.
2 - (شر) تجويف الأنف أو أقصى الأنف ° حطَّمَ خيشومَه: أذلّه. 
باب الخاء والشين والميم معهما خ ش م، خ م ش، ش خ م، ش م خ مستعملات

خشم: الخَشْمُ: كسر الخَيْشوم، والخُشام: داءٌ يأخذ فيه، وسدةٌ، وصاحبه: مخشومٌ. وخَشِمَ هو فهو أَخْشَمُ [وفلانٌ ظاهر الخيشوم، أي: واسع الأنف] ، قال :

أَخْشَمُ بادي النعو والخَيْشومِ والخَيْشومُ: سَلائل سُودٌ، ونَغَفٌ في العظم. والسَّليلةُ: هَنَةٌ رَقيقةٌ، كاللَّحْم لينة [وفي الأنف ثلاثة أعظم، فإذا انكسر منها عظم تَخَشَّم الخَيْشوم فصار مخشوماً] . والأخشم: الذي لا يجد ريح طيبٍ، ولا نتنٍ. والتَخَشُّمُ: من السكر، وذلك أن ريح الشراب تسور في خَيْشوم الشارب ثم تخالط الدماغ، فيذهب العقل فيقال: قد تَخَشَّم، وخَشَّمَهُ الشراب. وخَياشيم الجبال: أنوفها.

خمش: الخامِشة، وجمعُها: الخوامشُ، صغار مسايل الماء والدَّوافع. والخَمُوشُ: البعوض بلغة هذيلٍ، الواحدة بالهاء، قال:

كأن وغى الخموش بجانبيه ... مآتم يلتدمن على قتيلِ

والخَمْشُ: في الوجه، وقد يستعمل في الجسد. والخُماشَةُ : الجناية والجراحة والكدمة.

شخم: شَخَمَ اللحم شخوماً: [تغيرت رائحته] . وطعامٌ شاخمٌ: فاسدٌ قد كرج وتغير.

شمخ: جبل شَامخٌ: طويل في السماء، ويجمع: شَوامِخ، وقد شمَخَ شُمُوخاً. وشَمَخَ فلان بأنفهِ. وشَمَخ أنفه، إذا رفعه عزا. 
الْخَاء والشين وَالْمِيم

خَشِم اللَّحْم خَشَماً، واخشم، وخُشم: تَغَيَّرت رائحتُه. والخَيشوم من الْأنف: مَا فَوق نُخْرته من القصبة وَمَا تحتهَا من خَشارم رَأسه.

وَقيل: الخياشم: غَراضيف فِي أقْصَى الانف، بَينه وَبَين الدِّمَاغ.

وَقيل: هِيَ عُروق فِي بَاطِن الْأنف.

وخَشَمه يخشِمه خَشْما: كسر خَيْشومه.

وخَياشيم الْجبَال: انوفهان قَالَ أَبُو حنيفَة: قيل لابنَة الخُسّ: أَي الْبِلَاد أمرأ؟ قَالَت: خياشيم الحزْن أَو جواء الصَّمّان.

والخَشَم والخُشوم: سَعة الْأنف، خَشِم خَشَما وخُشوما، وَهُوَ أخشم.

والخَشْم: سُقوط الخياشيم وانْسدادُ المُتنفّس، وَلَا يكَاد الاخشم يَشمّ شَيْئا.

والخُشَام، كالخَشَم.

وَرجل مخشوم، ومُتَخشِّم، ومُخشِّم: سَكرَان، مُشْتَقّ من الخَيشوم، قَالَ الْأَعْشَى: إِذا كَانَ هِنْزَمْنٌ ورُحتُ مُخشَّمَا وخشَّمه الشرابُ: تَثوّرت ريحُه فِي الخَيشوم وخالطت الدِّمَاغ فاسكرته، وَالِاسْم: الخُشْمة.

وَقيل: المُخشَّم: السَّكْرَان، من غير أَن يشتق من الخَيشوم.

والخُشام: الْعَظِيم من الأنوف، وَإِن لم يكن مُشرِفاً.

والخُشام: الْعَظِيم من الْجبَال.

وَابْن الخُشام: من فُرسانهم، قَالَ مُرقِّش:

أبأتُ بثَعلبة بن الخُشا م عمرَو بن عَوْف فزاحَ الوَهَلْ

خشم: خَشِمَ اللحمُ خَشَماً وأَخْشَمَ: تغيرت رائحته. والخَيْشُوم من

الأَنف: ما فوق نُخْرَتِهِ من القَصَبة وما تحتها من خَشارِمِ رأْسه، وقيل:

الخَياشِيمُ غَراضيف في أَقصى الأَنف بينه وبين الدماغ، وقيل: هي عُروق

في باطن الأَنف، وقيل: الخَيْشُومُ أَقصى الأَنف. والخَشْمُ: كسْر

الخَيْشُومِ؛ خَشَمَهُ يَخشِمُهُ خَشْماً: كسر خَيشومَهُ. وخَياشِيمُ الجبال:

أُنوفها؛ وأَنشد ابن بري لذي الرُّمَّة:

من ذِرْوَةِ الصَّمَّان خَيْشُومُ

قال أَبو حنيفة: وقيل لابنة الخُسِّ أَيُّ البلادِ أَمْرَأُ؟ قالت:

خَياشِيم الحَزَنِ أَو جِواءُ الصَّمَّانِ. والخَشَمُ والخُشوم: سَعَةُ

الأَنف، خَشِمَ خَشَماً وخُشوماً وهو أَخْشَمُ. والخَشَمُ: داء يأْخذ في جوف

الأَنف فتتغير رائحته؛ والخُشامُ: داء يأْخذ فيه وسُدَّةٌ، وصاحبه

مَخْشومٌ. ورجل أَخْشَمُ بَيِّنُ الخَشَمِ: وهو داء يعتري الأَنف. وفلان ظاهر

الخَيْشومِ أَي واسع الأَنف؛ وأَنشد:

أَخْشَم بادي النَّعْوِ والخَيْشومِ

والخَشَمُ: سقوط الخَياشيم وانسدادُ المُتَنَفِّس ولا يكاد الأَخْشَمُ

يَشُمُّ شيئاً. والخُشامُ: كالخَشَمِ. وفي الأَنف ثلاثة أَعظم فإِذا انكسر

منها عظم تَخَشَّمَ الخَيْشومُ فصار مَخشوماً. والأَخْشَمُ: الذي لا يجد

ريح طيب ولا نَتْنٍ. وفي الحديث: لقي الله وهو أَخْشَمُ. وفي حديث عمر:

أَن مَرْجانةَ ولِيدتَهُ أَتت بولدِ زِناً، فكان عمرُ يحمله على عاتقه

ويَسْلِتُ خَشَمَهُ؛ الخَشَمُ: ما يسيل من الخَياشِيم أَي يمسح مُخاطه وما

سال من خَيْشومِه. ورجل مَخْشُوم ومُتَخَشّمٌ ومُخَشَّمٌ، بفتح الشين

مشددة: سكران، مشتقّ من الخَيْشُومِ؛ قال الأَعشى:

إِذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّماً

وخَشَّمَه الشرابُ: تَثَوَّرَتْ ريحه في الخَيْشُومِ وخالطت الدماغ

فأَسكرته، والاسم الخُشْمَةُ، وقيل: المُخَشَّمُ السكران الشديد السُّكر من

غير أَن يشتق من الخَيْشُوم. التهذيب: والتَّخَشُّم من السُّكر، وذلك أَن

ريح الشراب تَثُور في خَيْشُومِ الشارب ثم تخالط الدماغ فيذهب العقل،

فيقال: تَخَشَّمَ وخَشَّمَه الشرابُ؛ وأَنشد:

فأَرْغَمَ اللهُ الأُنوفَ الرُّغَّمَا،

مَجْدوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما

أَي المكسَّر. والخُشامُ: العظيم من الأُنوف وإِن لم يكن مُشْرِفاً.

ويقال: إِن أَنف فلان لَخُشامٌ إِذا كان عظيماً. ورجل خُشامٌ، بالضم: غليظ

الأَنف، وكذلك الجبَل الذي له أَنف غليظ. والخَيْشُومُ: سَلائلُ سُود

ونَغَفٌ في العظم، والسَّلِيلَةُ هَنَةٌ رقيقة كاللحم. وخَياشِيم الجبال:

أُنوفها. والخُشامُ: العظيم من الجبال؛ وأَنشد:

ويَضْحَى به الرَّعْنُ الخُشامُ كأَنَّه،

وراء الثَّنايا، شَخْصُ أَكْلَفَ مُرْقِلِ

أَبو عمرو: الخُشامُ الطويل من الجبال الذي له أَنف.

وابن الخُشامِ: من فُرسانهم؛ قال مُرَقِّشٌ:

أَبَأْتُ، بثَعْلَبَةَ بن الخُشا

مِ، عَمْرَو بنَ عَوْفٍ فَزاحَ الوَهَلْ

خشم

1 خَشَمَهُ, (S, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. خَشْمٌ, (JK, S,) He broke his خَيْشُومٌ [q. v.]. (JK, S, K.) A2: خَشِمَ, aor. ـَ inf. n. خَشَمٌ, (K, TA,) agreeably with rule, (TA, [accord. to the CK خَشْمٌ,]) and خُشُومٌ, (K,) which is irreg., (TA,) He (a man, TA) was, or became, wide in the nose. (K.) b2: And It (the nose) became altered for the worse in odour, or stinking, by reason of a disease therein; (K, TA;) i. e., by reason of a stoppage therein, affecting the passage of the breath, and preventing respiration: or had one of its three bones broken. (TA.) b3: And خَشِمَ, (JK, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. خَشْمٌ, (JK, Mgh, and so in some copies of the K,) or خَشَمٌ, (S, Msb, and so in some copies of the K and in the TA,) and خُشَامٌ, (K, [but mentioned in the JK as though a simple subst.,]) said of a man, (S, * Msb, K,) He became affected with a certain disease in the nose, (JK, S, Mgh, Msb,) which stopped the passage of the breath; (JK;) or which caused it to become altered for the worse in odour, or stinking; (Zj, Mgh;) or which rendered it corrupt, or unsound, so that the person could not smell: (Msb:) or his [cartilages of the nose called the] خَيَاشِيم [pl. of خَيْشُومٌ q. v.] delapsed, (K, TA,) and the passage of his breath became stopped. (TA.) b4: And خَشِمَ, (JK, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. خَشَمٌ; (TA;) and ↓ اخشم; (JK, K;) and ↓ خشّم, (S, JM, TA,) inf. n. تَخْشِيمٌ; (JM;) for which last, the K erroneously substitutes ↓ تخشّم; (TA;) It (flesh-meat) became altered for the worse in odour, or stinking: (S, * Msb, K:) or became very stinking; stank much. (JK.) 2 خشّمهُ الشَّرَابُ, inf. n. تَخْشِيمٌ, The odour of the wine rose into his خَيْشُوم, and intoxicated him: (M, K:) or the odour of the wine rose into his خيشوم, and became infused in his brain, and so dispelled his reason. (T, TA.) A2: See also 1, last sentence.4 أَخْشَمَ see 1, last sentence.5 تخشّم His reason became dispelled by the rising of the odour of wine into his خَيْشُوم and its becoming infused in his brain. (T, TA.) b2: See also 1, last sentence.

خَشْمٌ The nose: [see also خَيْشُومٌ:] and the mucus that flows from it. (TA, from a trad.: and the latter signification is mentioned in the TA voce سَلَتَ; as well as in the present article.) b2: [In modern Arabic, it signifies The mouth: and hence, a spout.]

A2: In Persian, it signifies Anger: and this meaning is with probability deducible from the literal root of this art.; for he who is angry raises his nose and makes it pointed. (TA.) خُشْمَةٌ [Intoxication produced by the odour of wine rising into the خَيْشُوم;] a subst. from خَشَّمَهُ الشَّرَابُ. (K.) خَشِمٌ, applied to flesh-meat, [Stinking: (see 1, last sentence:) or] stinking much. (JK.) خُشَامٌ A certain disease in the nose, and a stoppage of the passage of the breath [therein]. (JK. [See also 1.]) A2: A man having a large nose: (S:) [or] a large nose; (Zj, JK, K;) and so though not elevated, or prominent. (Zj, TA.) b2: And (assumed tropical:) A mountain having a thick prominence: (S:) or a long mountain, (AA, JK, TA,) having a prominence, (AA, TA,) or having a thick prominence: (TA:) or a great mountain. (K.) b3: And الخُشَامُ The lion: (JK, K:) because of the greatness of his nose. (TA.) خُشَامَةٌ Refuse; anything remaining after the good has been picked out. (JK.) خَيْشُومٌ The extreme, or most remote, [meaning innermost,] part of the nose: (S, Msb:) or the interior of the nose: (MA:) or the upper part of the interior of the nose: and the bone of the nose: (KL:) or the part that is above the نُخْرَة [which here seems to mean the end, or tip, or flexible part,] of the nose, of the bone thereof: and what is beneath this [is] of [the thin cartilages called] the خَشَارِم of the head: (M, K:) and the nose [altogether] (Msb, KL) is so called by some: (Msb:) the word is of the measure فَيْعُولٌ: (Msb, TA:) and its pl. is خَيَاشِيم: (Msb:) which [also] signifies certain cartilages in the extreme [or inmost] part of the nose, between it and the brain: or certain ducts, (عُرُوق, [meaning, or including, the air-passages, see جُشَّةٌ, and نَخَرَ, &c.,]) in the interior (بَاطِن M, or بَطْن K) of the nose. (M, K.) b2: [Hence,] the pl. signifies also (tropical:) Prominences, or projecting parts, of mountains. (JK, S, TA.) b3: And the sing., [as a coll. gen. n.,] Small, thin, black things, resembling flesh; and morbose nodes; upon a bone. (TA.) أَخْشَمُ Wide in the nose: (K:) applied to a man. (TA.) b2: And, so applied, Having a certain disease in the nose, (S, Msb,) whereby it is rendered corrupt, or unsound, so that he cannot smell: (Msb:) or whose خَيْشُومٌ has a fetid odour; (Mgh, Msb;) from خَشِمَ said of flesh-meat, explained above: (Msb:) or that cannot smell anything, (JK, Az, Mgh, K, TA,) whether sweet or stinking, (Az, Mgh, TA,) by reason of a stoppage in his خَيَاشِيم, from having one of the three bones broken: (TA:) and ↓ مَخْشُومٌ [in like manner] signifies having his nose altered for the worse in odour, or stinking, his nose altered for the worse in affecting the passage of the breath, and preventing respiration; or having one of its three bones broken: (TA:) fem. of the former خَشْمَآءُ. (Msb.) b3: And, applied to the nose, Altered for the worse in odour, or stinking, by reason of a disease therein, (K, TA,) i. e., by a stoppage therein, affecting the passage of the breath, and preventing respiration: or having one of its three bones broken. (TA.) مُخَشَّمٌ Intoxicated; as also ↓ مَخْشُومٌ and ↓ مُتَخَشِّمٌ: (K:) or much intoxicated. (S, TA.) b2: And Broken in pieces. (TA.) مَخْشُومٌ: see أَخْشَمُ: b2: and see also مُخَشَّمٌ.

مُتَخَشِّمٌ: see مُخَشَّمٌ.

كَمَحَ

كَمَحَ الدابَّةَ،
وأكْمَحَها: كَبَحَها.
وأكْمَحَ الكَرْمُ: تَحَرَّكَ للإِيْرَاقِ.
والكَوْمَحُ: العظيمُ الأَلْيَتين، ومن تَمْلأَ فاهُ أسنانُهُ حتى يَغْلُظَ كلامهُ.
والكَيْموحُ: المُشْرِفُ، والتُّراب.
والمُكْمَحُ، كمُكْرَمٍ: الــشامِخُ.
وقد أُكْمِحَ، على ما لم يُسَمَّ فاعِلهُ.
والمَكاميحُ من الإِبِلِ: المقارِيبُ.
والكَوْمَحانِ: حَبْلاَنِ من الرَّمْلِ، م.

هَوْلَة

هَوْلَة: صخب، ضجة، صراخ (الكالا).
هولة: أنظر هول.
هائل: مخيف، مفزع وتستعمل الكلمة، في الفرنسية، في الأغلب بمعنى مدهش، مذهل، عجيب، غريب etomnant ( ابن بطوطة 30:1، 410 و36:2 و220:3، 217 و298:4 و375، الإدريسي، كليم 5، القسم الثاني): أمورها شامخــة وأخبارها هائلة (معجم الجغرافيا).وكذلك تعني: جميل، رائع ... الخ. (أنظر هال)، وعلى سبيل المثال في الحديث عن عصبة (ألف ليلة 208:1 واحدةً من الأكلات الفاخرة، برسل 98:2).
تهويل: في التهاويل معانٍ عدة فهي لا تقتصر على حلي وزينة المرأة بل مستلزمات الهودج الذي يحملها والنسيج الذي يغطيه (معجم الجغرافيا).
تهاويل: حكايات مختلفة، أكاذيب، بهتان وزور (معجم الجغرافيا).
تهويلة والجمع تهاويل: هتاف الخوف - الخ (بقطر).
مِهُول: استعمل (الرازي) هذه الكلمة مرادفَ مَخُوف في العبارات التي ذكرها (شيكوري 194): وهو في غشية نهولة وغشى عليه غشية مهولة. (لقد لاحظ الرازي في مفرداته في (معجم المنصوري) إن هناك خطأً لغوياً وإنه يجب أن
يقال مهول فيه والأصح مهول منه. إلا أن المعتاد والذي جرت به الألسنة بهذا الشأن هو مهول وحدها للتعبير عن معنى الكلمة؛ أنظر، على سبيل المثال، (عبد الواحد 2:51 وشيكوري 204) أغراضه كثيرة مهولة (ألف ليلة 335:2 و 338). أما (بقطر) فقد أضاف المعاني الآتية لهذه الكلمة: مخيف، مرعب، رائع، مثير للاشمئزاز، مشؤوم، مأساوي، وحشي.
مهول البحر = هول البحر وردت عن شارح مفردات (مسلم، ص 2:86) والكلمة باللاتينية مرادف Procellosus.
مهوال: ورت في (فوك) في Proscella و tempestas و terribilis.

إيوان

إيوان: يذكر ويؤنث (انظر معجم ابن بدرون) - ولجام إيوان، انظر ابن العوام 2: 595.
إيوان
إيوان [مفرد]: ج إيوانات وأواوين:
1 - دار شامخــة مكشوفة الوجه معقودة السقف ° إيوان كِسرى [مَثَل]: يُضرب للبنيان الرّفيع العجيب الصنيعة، المتناهي الحصانة والوثاقة بناه كسرى في عشرين سنة ونيف بمدينة المدائن جنوبي بغداد.
2 - مكان متسع من الدار تحيط به حوائط ثلاث.
3 - مجلس كبير على هيئة صُفّة واسعة لها سقف محمول من الأمام على عقد يجلس فيه كبار القوم. 

الطفاوة

(الطفاوة) مَا طفا من دسم الْقدر وزبدها يُقَال أصبْنَا طفاوة من الرّبيع شَيْئا مِنْهُ والدارة حول الشَّمْس وَالْقَمَر
الطفاوة
(و} الطُّفاوَةُ، بالضَّمِّ) :
هَكَذَا فِي سائرِ النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ يَنْبَغي التَّنْبِيه عَلَيْهِ، لأنَّ الحرْفَ حيثُ أنَّه واوِيٌّ فَمَا مُوجبُ إفْراده مِن التّرْكيبِ الأوَّل، وإنَّما هَذَا من تحْريفِ النسَّاخِ فالصَّوابُ أنَّ هَذِه الواوَ عاطِفَةٌ والحَرْف واوِيّ إِلَى قوْلِه: والطُّفْيَة بالضمِّ، فاشْتَبَه على النساخِ الطُّفْيَة {بالطَّفاوَةِ، وَالْيَاء بالواوِ تفطَّنْ لذلكَ.
} والطُّفاوَةُ: هِيَ (دارَةُ القَمَرَيْنِ) ، الشمْسُ والقَمَرُ، واقْتَصَرَ الجوهريُّ على الشَّمْس، فقالَ: هِيَ دارَةُ الشَّمْس، وَهُوَ قولُ الفرَّاء.
وقالَ أَبو حاتِمٍ: هِيَ الدَّارَةُ حَوْل القَمَرِ.
والمصنِّفُ جَمَعَ بينَ القَوْلَيْن.
(و) هِيَ أَيْضاً (مَا {طَفَا من زَبَدِ القِدْرِ) ودَسَمِها.
(و) أَيْضاً: (حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ) .
قُلْتُ: وَهِي} طُفاوَةُ بنْتُ جرم بنِ رَبَّانَ أُمُّ ثَعْلَبَة ومعاوِيَةَ وعامِرٍ أَوْلادُ أَعْصُر بنِ سعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان، وَلَا خِلافَ أنَّهم نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم وأنَّهم مِن أَوْلادِ أَعْصُر، وَإِن اخْتَلَفوا فِي أَسْماءِ أَوْلادِها.
وَفِي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة لابنِ الجواني الحافِظ فِي النَّسَبِ: أنَّ {طُفاوَةَ اسْمُه الحارِثُ بنُ أَعْصر، إِلَيْهِ يُنْسَبُ كلُّ} طفاوِيَ.
وحكَى أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ حبيبٍ: أنَّ راسِباً {وطُفاوَةَ اخْتَصَمُوا إِلَى هينقة الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحُمْقِ كلٌّ مِنْهُمَا يدَّعِي رجُلاً أنَّه مِنْهُم، فقالَ: الْقُوه فِي نَهْرِ البَصْرةِ فَإِن} طَفَا {فطَفاويٌّ، وَإِن رَسَبَ فراسِبي؛ فقالَ الرجُلُ: لَا حاجَةَ لي فِي الحَيَّيْن وانْصَرَفَ يَعْدُو.
(} والطَّفْوَةُ) ؛ ظاهِرُه أنَّه بالفَتْح، ووُجِدَ فِي نسخِ المُحْكم بالضمِّ؛ (النَّبْتُ الرَّقيقُ.
(! والطافِي: فَرَسُ) عَمْرو بنِ شَيْبان بنِ ذُهْل بنِ ثَعْلَبة.
إِلَى هُنَا فالحرْفُ واوِيٌّ، وَمَا يأْتي بَعْده يائيٌّ، وَلذَا وَقَفْنا عَلَيْهِ وَلم نُبالِ بتَغْييرِ النسّاخِ وتحْرِيفِهم فنَقولُ:
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
( {الطَّافِي من السَّمكِ: الَّذِي} يَطْفُو فوْقَ الماءِ ويظْهَرُ.
( {وأَطْفى: داوَمَ على أَكْلِه.
(وَفِي حديثِ الدجَّال: (كأَنَ عَيْنه عِنَبَةٌ} طافِيَةٌ) .
(قالَ ثعْلبٌ: {الطافِيَةُ مِن العِنَبِ الحبَّةُ الَّتِي قد خَرَجَتْ عَن حَدِّ نِبْتَةِ أخَواتِها مِن الحبِّ ونَتَأَتْ وظَهَرَتْ.
(وقالَ الأصْمعي:} الطُّفْوَةُ، بالضمِّ، خُوصَةُ المُقْلِ، والجَمْعُ {طُفاً.
(وأَصَبْنا} طُفاوَةً مِن الرَّبيعِ: أَي شَيْئا مِنْهُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وفَرَسٌ {طَافٍ: شامِخٌ برأَسِه.
(} وطَفَوْتُ فَوْقه: وثَبْتُ.
(والظعنُ {تَطْفُو وتَرْسُبُ فِي السَّرابِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
(عَبْدٌ إِذا مَا رَسَبَ القَوْمُ} طَفَا قالَ: طَفا أَي نَزَا بجَهْلِه إِذا تَرَزَّنَ الحَلِيمُ.
( {والطُّفاوَةُ، بالضمِّ: موْضِعٌ بالبَصْرةِ سُمِّي بالقَبيلَةِ الَّتِي نَزَلَتْه؛ قالَهُ الرّشاطي.

أَبى

(أَبى) عَليّ إباء وإباءة استعصى وَالشَّيْء كرهه وَلم يرضه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ويأبى الله إِلَّا أَن يتم نوره} وَفِي الْمثل (رَضِي الخصمان وأبى القَاضِي) يضْرب لمن يُطَالب بِحَق نزل أَصْحَابه عَنهُ وترفع عَنهُ فَهُوَ آب من قوم أباة وَهُوَ أباء وَأبي وَيُقَال لَهُ نفس أبيَّة ذَات ترفع وأبيت اللَّعْن من تَحِيَّة الْمُلُوك فِي الْجَاهِلِيَّة مَعْنَاهَا أَبيت أَن تَأتي مَا تلعن عَلَيْهِ
أَبى
: (ى {أَبَى الشَّيْءَ} يَأْبَاهُ) بِالْفَتْح فيهمَا مَعَ خُلُوِّهِ من حُرُوف الحَلْقِ وَهُوَ شاذٌّ، وَقَالَ يَعْقُوب: أَبَى! يأْبَى نادرٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: شبهوا الألفَ بِالْهَمْزَةِ فِي قَرَأَ يقْرَأ، وَقَالَ مرّة أَبى يَأْبَى ضارَعُوا بِهِ حَسَبَ يَحْسِبُ فَتَحُوا كَمَا كسروا، وَقَالَ الْفراء: لم يجىء عَن الْعَرَب حَرْفٌ على فَعَلَ يَفْعَلُ مَفْتُوح الْعين فِي الْمَاضِي والغابر إلاّ وثانيه أَو ثالثُهُ أحد حُرُوف الْحلق غير أَبَى يأبَى، وَزَاد أَبُو عَمْرو رَكَنَ يَرْكَنُ، وَخَالفهُ الفرَّاء فَقَالَ: إِنَّمَا يُقَال رَكَنَ يَرْكُنُ ورَكِنَ يَرْكَنُ.
قلت وَهُوَ من تَدَاخُلِ اللغتين، وزادَ ثعلبٌ: قَلاَه يقلاه وغَشَى يَغْشَى وشجا يَشْجَى، وزادَ المبرّد جَبَا يَجْبَى.
قلت: وَقَالَ أَبُو جَعْفَر اللَّبليّ فِي بغية الآمال سَبْعَ عشرَة كلمة شذَّتْ سِتَّة عُدَّتْ فِي الصَّحِيح وَاثْنَتَانِ فِي المضاعَفِ وَتِسْعَة فِي المعتلِّ فعدَّ مِنْهَا ركن يركن وَهلك يهْلك وَقَنطَ يقنط.
قلت: وَهَذِه حَكَاهَا الجوهريّ عَن الْأَخْفَش، وَحضر يحضر ونضر ينضر وَفضل يفضل هَذِه الثَّلَاثَة ذكرهن أَبُو بكر بن طَلْحَة الإشبيلي، وعضضتُ تعض حَكَاهَا ابْن القطاع، وبضَّتِ الْمَرْأَة تَبَضُّ عَن يَعْقُوب، وَفِي المعتل أبَى يأبَى، وَجَبا المَاء فِي الْحَوْض يَجْبَى، وقَلَى يَقْلَى، وَخَظَى يَخْظَى إِذا سمن، وغَسَى الليلُ يَغْسَى إِذا أظلم، وَسَلَى يَسْلَى وَشَجَى يَشْجَى، وَعَثَى يَعْثَى إِذا أفسد، وَعَلَى يَعْلَى، وَقد سمع فِي مِثَال المضاعف وَمَا بَعْدَه مجيئهما على الْقيَاس مَا عدا أَبى يَأْبَى فَإِنَّهُ مَفْتُوح فيهمَا متفِقٌ عَلَيْهِ من بَينهَا من غير اختلافِ، وَقد بيّنت ذَلِك فِي رِسَالَة التَّصْرِيف، قَالَ ابْن جنّيّ (وَقد قَالُوا: {أَبَاهُ (} يَأْبِيهِ على وَجْهِ الْقيَاس كَأتى يأتِي، وَأنْشد أَبُو زيد:
يَا إبلي مَا ذامُهُ {فتأبِيَهْ ماءٌ رُواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَه ْفقول شَيخنَا: ويأبِيه بِالْكَسْرِ وَإِن اقْتَضَاهُ الْقيَاس فقد قَالُوا إِنَّه غيرُ مسموع مردودٌ لما نَقله ابْن جني عَن أبي زيد، وَقَالَ أَيْضا: قَوْله أَبَى الشيءَ} يأباه {ويأبيه جرى فِيهِ على خلاف اصْطِلَاحه، لِأَن تكْرَار الْمُضَارع يدلُّ على الضَّم وَالْكَسْر لَا الْفَتْح، وَكَأَنَّهُ اعتمدَ على الشّهْرَةِ قَالَ ابْن بَريّ: وَقد يُكْسَرُ أوّلُ المضارِع فَيُقَال} تِئْبَى وَأنْشد:
ماءٌ رُواءٌ وَنَصِيٌّ حَوْلِيَه هَذَا بأَفْواهِكَ حَتَّى {تِئْبِيَهْ قلت: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا} يِئْبَى وَهُوَ شاذّ من وَجْهَيْنِ: أحدَهُما: أَنه فَعَلَ يَفْعَلُ وَمَا كَانَ عَلَى فَعَلَ لم يكسر أَوله فِي الْمُضَارع فكسروا هَذَا لِأَن مضارعه مشاكلٌ لمضارع فَعِلفَكَمَا كَسِرَ أول مضارع فَعِل فِي جَمِيع اللُّغَات إِلَّا فِي لُغَة أهل الْحجاز كَذَلِك كَسَرُوا يَفْعل هُنَا. وَالْوَجْه الثَّانِي: من الشُّذوذ أَنهم تَجَوَّزوا الْكسر فِي يَاء يِئْبَى، وَلَا تُكْسَر الْبَتَّةَ إِلَّا فِي نَحْو يَبْجَلُ، واستجازوا هَذَا الشذوذ فِي يَاء يِئْبَى لِأَن الشذوذ قد كثر فِي هَذِه الْكَلِمَة ( {إباءً} وإباءة بكسرهِما فَهُوَ {آبٍ} وَأَبِيّ {وَأبيانِ بِالتَّحْرِيكِ، أنْشد ابْن بَرِّي لبشر بن أبي خازم:
يَرَاهُ النَّاسُ أخْضَرَ مِنْ بَعِيدٍ وَتَمْنَعُهُ المَرَارَة} وَالإِباءُ (كِرهه قَالَ شَيخنَا: فَسَّر {الإباء هُنَا بالكره، وَفسّر الكره فِيمَا مضى} بالإباء على عَادَته، وَكثير يفرِّقون بَينهمَا فَيَقُولُونَ: الإباء هُوَ الِامْتِنَاع عَن الشَّيْء والكراهية لَهُ بغضه وَعدم ملايمته (وَفِي الْمُحكم قَالَ الْفَارِسِي: أَبى زيد من شرب المَاء و ( {آبَيْتُهُ إيّاهُ قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
قَدْ} أوبِيَتْ كُلَّ ماءٍ فَهِيَ صَادِيةٌ مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ ( {والأبية هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي بَعْضهَا} الآبِيَةُ بِالْمدِّ (الَّتِي تعَافُ الماءَ و) هِيَ أَيْضا (الَّتِي لَا تُريدُ عَشاءً وَمِنْه الْمثل: العاشِية تُهَيِّجُ الآبِيَة أَي إِذا رَأَتْ الآبيةُ الإبلَ العَوَاشِي تَبِعَتْها فَرَعَتْ مَعَهَا (والآبية من (الْإِبِل الَّتِي (ضُرِبَتْ فَلم تَلْقَحْ كأَنها أبَتِ اللِّقاحَ (ومَاءة مَأباةٌ تأباها الإبلُ) أَي مِمَّا تحْمِلها على الِامْتِنَاع مِنْهَا (وَيُقَال: (أَخذه أُباءٌ من الطّعامِ بالضَّمِّ أَي (كَرَاهةً) جاؤوا بهِ على فُعَال لِأَنَّهُ كالداء، والأدواء مِمَّا يغلب عَلَيْهَا فُعَالِ.
(ورجُلٌ آبٍ من: قوم ( {آبينَ} وَأُباةٍ كَدُعاةٍ ( {وَأُبَيَ) بِضَم فَكسر فتشديد (} وَإباءٍ كَرِجال وَفِي بعض الْأُصُول كَرُمّان (وَرَجُل {أَبِيٌّ كَغَنِيّ (مِنْ قوم (} أبيِّينَ) قَالَ ذُو الإصبع العدواني:
إنِّي {أَبِيٌّ أَبِيّ ذُو مُحَافَظَةٍ
وَابنُ أَبِيّ مِنْ أَبِيِّينِشَبَّه نون الْجمع بنُون الأَصْل فَجَرَّها (} وَأَبَيتُ الطّعامَ واللبَّن (كرَضِيتُ {إبّىً بِالْكَسْرِ وَالْقصر (انْتَهَيْتُ عَنهُ من غيرِ شِبَعٍ، ورجُلٌ} أَبَيانٌ محركةً {يأبَى الطَّعامَ أَو الَّذِي يأبَى (الدَّنيئَة والمذامّ وَأنْشد الجوهريُّ لأبي المجشّر الجاهلي:
وَقَبْلَكَ مَا هابَ الرّجالُ ظُلاّمَتِيوَفَقَأْتُ عَيْنَ الأشْوَسِ} الأبَيانِ (ج {إبيْانٌ بِالْكَسْرِ) عَن كرَاع (} وأَبِيَ الفَصيلُ كَرَضِيَ وَعُنِي {أَبى بِالْفَتْح وَالْقصر (سَنِقَ من اللَّبَنِ وأَخَذَهُ أُبَاءٌ (و) } أَبِيَ (العَنْزُ أَبيَّ (شَمَّ بَوْلَ) الماعز الْجبلي وَهُوَ (الأرْوِيِّ) أَو شَرِبَهُ أوْ وَطِئه (فَمَرِضَ بِأَن يَرِمَ رأسُهُ وَيَأْخُذَهُ من ذَلِك صداعٌ فَلَا يكادُ يُبرأ، وَلَا يكَاد يقدِر على أكل لَحْمه لمرارته، وَرُبمَا ( {أَبيَت الضَّأْن من ذَلِك غير أَنه قلّما يكون ذَلِك فِي الضَّأْن، وَقَالَ ابْن أَحْمَر لراعي غنم لَهُ أَصَابَهَا} الأباء:
فَقُلْتُ لِكَنّازِ تَوَكَّلْ، فَإِنَّهُأُبىً لَا أظنُّ الضأنَ مِنْهُ نَواجيافَمَالَكِ مِنْ أَرْوَى تَعَادَيْنَ بِالعَمَى وَلاقَيْنَ كَلاَّباً مُطِلاً وَرَامِيا قَوْلُه: لَا أَظنُّ الخ. أَي مِن شِدَّته، وذلِكَ أَنَّ الضَّأْنَ لَا يضرُّهَا الأُباءُ أَن يَقْتُلَها.
وَقَالَ: أَبُو حنيفَةَ: الأُباءُ عَرَضَ يَعْرِض للعُشْبِ مِن أَبْوالِ الأَرْوَى، فَإِذا رَعَتْه المَعَز خاصَّة قَتَلَها، وكَذلِكَ إِن بالَتْ فِي الماءِ فشَرِبَتْ مِنْهُ المَعَز هَلَكَتْ.
قالَ أَبو زيدٍ: أَبِيَ التَّيْسُ وَهُوَ يَأْبَى أَبىً، مَنْقوصٌ، وتَيْسٌ {آبي بَيِّنُ} الاباء إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمَرِضَ مِنْهُ، (فَهُوَ {أَبْوَأُ مِن تُيوسٍ} أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ؛ وعَنْزٌ أَبيةٌ {وأَبْواءُ.
وقالَ أَبو زيادٍ الكِلابيّ والأَحْمر: قد أَخَذَ الغَنَم} الأُبَا، بالقَصْرِ، وَهُوَ أَنْ تَشْرَبَ أبْوالَ الأَرْوَى فيُصِيبُها مِنْهُ داءٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: قَوْلَهُ: تَشْرَبَ خَطَأٌ، إنَّما هُوَ تَشُمُّ، وكَذلِكَ سَمِعْتُ العَرَبَ.
( {والأَباءُ، كسَحاب: البَرْدِيَّةُ، أَوْ الأَجَمَةُ، أَو هِيَ من الحَلْفاءِ خاصَّةً.
قالَ ابنُ جنِّي: كانَ أَبو بكْرٍ يشتقُّ} الأَباءَةَ مِن {أَبَيْت، وذلِكَ (لأَنَّ الأَجَمَةَ تَمْنَعُ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابِ تَمْتَنِعُ؛ وتَأْبَى على سالِكِها، فأصْلُها عنْدَه} أَبايَةٌ، ثمَّ عُمِلَ فِيهَا مَا عُمِل فِي عبَايَةٍ وصَلايَةٍ، حَتَّى صِرْنَ عَباءَةً وصَلاءةً! وأباءَةً، فِي قوْلِ مَنْ هَمَزَ، ومَنْ لم يَهْمز أَخْرجَهنَّ على أُصولِهنَّ، وَهُوَ القِياس القوِيُّ.
قالَ أَبو الحَسَنِ: وكما قيلَ لَهَا أَجَمَة مِن قوْلِهم أَجِمَ الطَّعامَ كَرِهَهُ.
(وقيلَ: هِيَ الأَجَمَةُ مِن (القَصَبِ خاصَّةً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لكَعْبِ بنِ مالِكٍ:
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِل بعضُه بَعْضًا كَمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ (واحِدَتُه بهاءٍ، ومَوْضعُه المَهْموزُ، وَقد سَبَقَ أَنَّه رأْيٌ لابنِ جنّي.
( {وآبى اللَّحْمِ الغِفاريُّ، بالمدِّ، (صَحابيٌّ، واخْتُلِفَ فِي اسْمِه فقيلَ: خَلَفٌ، وقيلَ: عبدُ اللَّهِ، وقيلَ: الحُوَيرثُ، اسْتَشْهَدَ يَوْمَ حُنَيْن، (وَكَانَ} يأْبَى اللَّحْمَ مُطْلقاً. وَالَّذِي فِي مُعْجم ابنِ فَهْد: خَلَفُ بنُ مالِكِ بنِ عبدِ اللهِ {آبَى اللّحْم، كانَ لَا يأْكُلُ مَا ذُبِحَ للأَصْنام، انتَهَى ويقالُ اسْمُه عبدُ الملكِ بنُ عبدِ اللَّه رَوَى عَنهُ مَوْلاهُ عُمَيْر وَله صحْبَةٌ أَيْضاً، وَالَّذِي فِي أنْسابِ أَبي عبيدٍ: الحُوَيْرث بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ آبَى اللَّحْم قُتِلَ يَوْمَ حُنَيْن مَعَ النبِّي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكانَ جَدُّهُ لَا يأْكُلُ مَا ذُبِحَ للأَصْنامِ فسُمِّي آبَى اللّحْم، انتَهَى. فتأَمَّل ذلِكَ.
(} والآبي: الأَسَدُ لامْتِناعِهِ.
(ومحمدُ بنُ يَعْقوبَ بن أَبِيَ، كعَلِيَ، مُحدِّثٌ، رَوَى عَنهُ أَبو طاهِرٍ الذّهليُّ.
( {وأَبَّى كحَتَّى، وقيلَ بتَخْفِيفِ الموحَّدَةِ أَيْضاً كَمَا فِي التَّبْصيرِ، التّشْديدُ عَن ابنِ ماكوُلا، والتَّخْفِيفُ عَن الخَطِيبِ، والبَصْريُّونَ أَجْمَعُوا على التَّشْديدِ؛ وَهُوَ (ابنُ جَعْفَرٍ النَّجيرَمِيُّ أَحَدُ الضُّعَفاءِ، كَمَا فِي التَّبْصيرِ، ورأَيْتُ فِي ذَيْلِ دِيوانِ الضُّعفاءِ للذَّهبيِّ بخطِّه مَا نَصَّه: أَبانُ بنُ جَعْفَر النَّجيرَميُّ عَن محمدِ بنِ إسْماعيلَ الصَّائِغ كذَّابٌ، رآهُ ابنُ حبَّان بالبَصْرَةِ، قالَهُ ابنُ طاهِرٍ، فتأمَّل. وَقد تقدَّمَ شيءٌ، مِن ذلِكَ فِي أَوَّل الكِتابِ.
((و) } أَبَّى، كحَتَّى: (بِئْرٌ بالْمدينةِ لبَني قُرَيْظَةَ.
قالَ محمدُ بنُ إسْحاق عَن معْبدِ بنِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ قالَ: لمَّا أَتَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَني قُرَيْظَةَ نَزَلَ على بئرٍ من آبارِهِم فِي ناحِيَةٍ مِن أَمْوالِهم يقالُ لَهَا بِئْرُ {أَبا.
قالَ الحازِمِيّ: كَذَا وَجَدْته مَضْبوطاً مجوّداً بخطِّ أَبي الحَسَنِ بنِ الفراتِ، قالَ: وسَمِعْتُ بعضَ المحصّلين يقولُ: إنّما هُوَ أُنا بضمِّ الهَمْزَةِ وتَخفيفِ النّون.
(ونَهْرُ) أَبَّى، كحتَّى، (بينَ الكُوفَةِ وقَصْرِ بني مُقاتِلٍ وقالَ ياقوتُ: قَصْرُ ابنِ هُبَيْرةَ يُنْسَبُ إِلَى أَبّى بنِ الصَّامغانِ مِن مُلُوكِ النَّبط.
قُلْتُ: ذَكَرَه هَكَذَا الهَيْثمُ بنُ عدِيَ.
(و) أَيْضا: (نَهْرٌ كبيرٌ (ببَطيحَةِ واسِطَ؛ عَن ياقوت.
(} والأَبَّاءُ بنُ {أُبَيٍّ، كشَدَّادٍ: مُحدِّثٌ؛} وأُبَيُّ، مُصَغَّراً، ابنُ نضلَةَ بنِ جابِرٍ، كانَ شَرِيفاً فِي زمانِهِ. فقَوْلُه: مُحدِّثٌ، فِيهِ نَظَرٌ.
( {والأُبِّيَّةُ، بالضَّمِّ وكسْرِ الموحَّدَةِ وتَشْديدِها وتَشْديدِ الياءِ: (الكِبْرُ والعَظَمةُ.
(وقالَ الهَرَويُّ: سَمِعْتُ أَبا يَعْقوبَ بنِ خرزاذ يقولُ: قالَ المُهَلبيُّ أَبو الحُسَيْن عَن أَبي إسْحاق النَّجيرَمِيّ: (بَحْرٌ لَا يُؤْبَى، أَي لَا يَجْعَلُكَ} تَأْبَاهُ.
ونَقَلَ الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت: (أَي لَا يَنْقَطِعُ مِن كَثْرَتِه؛ وكَذلِكَ كَلأٌ لَا {يُؤْبَى.
وقالَ غيرُهُ: وَعِنْده دَراهِمُ لَا} تُؤْبَى، أَي لَا تَنْقَطِعُ.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: عنْدَنا ماءٌ مَا يُؤْبَى، أَي مَا يَقِلُّ.
( {والإِبْيَةُ، بالكسْرِ: ارْتِدادُ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ. يقالُ للمَرْأَةِ إِذا حُمَّتْ عنْدَ ولادهِا إنَّما هَذِه الحُمَّى} إبْيَة ثَدْيك.
قالَ الفرَّاءُ:! الإبْيَةُ غرارُ اللَّبَنِ وارْتِدادُه فِي الثَّدْي؛ كَذَا نَصّه فِي التّكْمَلَةِ. فقَوْلُ المصنِّفِ: فِي الضَّرْع فِيهِ نَظَرٌ، تأمَّل ذَلِك.
( {والأَبَا، بالقَصْرِ، (لُغَةٌ فِي} الأبِ، وَلم تُحْذَفْ لامُه كَمَا حُذِفَتْ فِي الأبِ، يقالُ: هَذَا أَباً ورأَيْتُ {أَباً ومَرَرْتُ} بأَباً، كَمَا نقولُ: هَذَا قَفاً ورأَيْتُ قَفاً ومَرَرْتُ بقَفاً.
(وأَصْلُ الأبِ {أَبَوٌ، محرّكةً، لأنَّ (ج} آباءٌ، مثْلُ قَفّاً وأَقْفاءٍ، ورَحىً وأَرْحاءٍ، فالذَّاهِبُ مِنْهُ واوٌ لأنَّك تقولُ فِي التَّثْنيةِ {أَبَوانِ، وبعضُ العَرَبِ يقولُ} أَبانِ على النَّقْصِ، وَفِي الإِضافَةِ {أَبِيَكَ، (وَإِذا جَمَعْتَ بالواوِ والنُّونِ قُلْتَ: (} أَبُونَ، وكَذلِكَ أَخُونَ وحَمُونَ وهَنُونَ، قالَ الشَّاعِرُ:
فَلَمَّا تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا بَكَيْنَ وفَدَّيْتَنا {بالأَبِينا وعَلى هَذَا قَرَأَ بعضُهم: {لَهُ} أَبِيكَ إبراهيمَ وإسْماعيلَ وإسْحاقَ} يُريدُ جَمْعَ {أَبٍ أَي} أَبِينَكَ، فحذَفَ النّونَ للإضافَةِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ قَوْلِهم: أَبانِ فِي تَثْنيةِ أَبٍ قَوْلُ تُكْتَمَ بنْت الغَوْثِ:
باعَدَني عَن شَتْمِكُمْ أَبانِعن كُلِّ مَا عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقالتِ الشَّنْباءُ بنْتُ زيْدِ بنِ عُمارَةَ:
نِيطَ بِحَقْوَيْ ماجِدِ! الأَبَيْن ِمن مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِقالَ: وشاهِدُ أَبُونَ فِي الْجَمْعِ قَوْلُ الشاعِر:
أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً فَلَا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا قَالَ الأزْهرِيُّ والكَلامُ الجَيِّدُ فِي جَمْعِ الأبِ الآباءُ، بالمدِّ.
( {وأَبَوْتَ} وأَبَيْتَ صِرْتَ {أَباً؛ وَمَا كُنْتَ أَباً وَلَقَد} أَبَوْتَ {أُبُوَّةً، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ ويقالُ:} أَبَيْتَ؛ وكَذلِكَ مَا كنْتَ أَخاً وَلَقَد أَخَوْتَ وأَخَيْتَ، ( {وأَبَوَتُه} إِباوَةً، بالكسْر: صِرْتُ لَهُ أَباً؛ والاسمُ {الإبْواءُ؛ قالَ بخْدَج:
اطْلُبْ أَبا نَخْلَةَ مَنْ يَأْبُوكا فقد سَأَلْنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إِلَى} أَبٍ فكلُّهم يَنْفِيكا وقالَ ابنُ السِّكِّيت: أَبَوْتُ لَهُ آبُوهُ إِذا كُنْتَ لَهُ أَباً.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: فلانٌ {يَأْبُوكَ، أَي يكونُ لَكَ أَباً، وأَنْشَدَ لشريكِ بنِ حَيَّان العَنْبَريّ يَهْجُو أَبا نُخَيْلة السَّعْدي:
فاطْلُب أَبا نَخْلَةَ مَنْ} يَأْبُوكَا وادَّعِ فِي فَصِيلَةٍ تُؤْوِيكَاقالَ ابنُ بَرِّي: وعَلى هَذَا يَنْبَغي أَن يُحْمَل قَوْلُ الشَّرِيف الرَّضِي:
تُزْهَى عَلى مَلِك النِّساءِ فلَيْتَ شِعْري مَنْ {أَباها؟ أَي مَنْ كانَ أَباها، قالَ: ويَجوزُ أَنْ يُريدَ} أَبَوَيْها فَبَناهُ على لُغَةِ مَنْ يَقُول {أَبان} وأَبُونَ.
(وقالَ أَبو عبيدٍ: ( {تَأَبَّاه ُأَباً، أَي (اتَّخَذَه أَباً؛ وَكَذَا تَأَمَّاها أُمّاً، وتَعَمَّمَهُ عَمّاً.
(وَقَالُوا فِي النِّداءِ: يَا} أَبَتِ افْعَلْ، (بكسْر التَّاءِ وفَتْحِها.
(قالَ الجَوْهرِيُّ: يَجْعلُونهَ علامَةَ التَّأْنِيثِ عِوَضاً من ياءِ الإِضافَةِ، كقَوْلِهم فِي الأُمِّ: يَا أُمَّتِ، وتقفُ عَلَيْهَا بالهاءِ إلاَّ فِي القُرْآنِ فَإنَّكَ تقفُ عَلَيْهَا بالتاءِ اتِّباعاً للكِتابِ، وَقد يقفُ بعضُ العَرَبِ على هاءِ التَّأْنِيثِ بالتاءِ فيَقُولونَ: يَا طَلْحَةَ؛ قالَ: وإنَّما لم تَسْقطِ التاءُ فِي الوَصْلِ من الأَبِ، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلْتَ يَا أُمَّ أَقْبِلي، لأنَّ الأَبَ لمَّا كانَ على حَرْفَيْن كَانَ كأَنَّه قد أُخِلَّ بِهِ، فصارَتِ الهاءُ لازِمَةً وصارَتِ التاءُ كأَنَّها بعْدَها، انتهَى.
قالَ سيْبَوَيْه: (وسَأَلْتُ الْخَليلَ عَن قَوْلِهم: (يَا {أَبَهْ، بالهاءِ وَيَا} أَبَتِ (وَيَا {أَبَتاهُ وَيَا أُمَّتاهُ، فزَعَمَ أنَّ هَذِه الهاءَ مثْلُ الهاءِ فِي عَمَّه وخَالَه، قَالَ: ويدلُّكَ على أَنَّ الهاءَ بمنْزِلَةِ الهاءِ فِي عَمَّه وخالَه أنَّك تقولُ فِي الوَقْفِ يَا أَبَهْ، كَمَا تقولُ يَا خالَهْ، وتقولُ يَا أَبَتاهْ كَمَا تقولُ يَا خالتَاهُ، قالَ: وإنّما يلزمون هَذِه الهاءَ فِي النِّداءِ إِذا أَضَفْتَ إِلَى نَفْسِك خَاصَّة، كَأَنَّهَا جَعَلُوها عِوَضاً من حذْفِ الياءِ، قَالَ: وأَرادُوا أَنْ يُخِلُّوا بالاسْمِ حينَ اجْتَمَعَ فِيهِ حَذْف النِّداء، (وأنَّهم لَا يَكادُونَ يقُولُونَ: (يَا} أَباهُ، وصَارَ هَذَا مُحْتَملاً عنْدَهم لِمَا دَخَلَ النِّداءَ مِن الحَذْفِ والتَّغْييرِ، فأَرَادُوا أَن يُعَوِّضوا هذَيْن الحَرْفَيْن كَمَا يَقولُونَ أَيْنُق، لمَّا حَذَفُوا العَيْن جَعَلوا الياءَ عِوَضاً، فلمَّا أَلْحَقُوا الهاءَ صَّيرُوها بمنْزِلَةِ الهاءِ الَّتِي (تلْزم) الاسْمَ فِي كلِّ مَوْضِع، واخْتَصّ النِّداء بذلِكَ لكَثْرتِه فِي كَلامِهم كَمَا اخْتصَّ بيا أَيُّها الرَّجُل.
وذَهَبَ أَبو عُثْمان المازِنيُّ فِي قِراءَةِ مَنْ قَرَأَ يَا {أَبَهَ، بفتْحِ الهاءِ إِلَى أنَّه أَرادَ يَا} أَبَتاهُ فحذَفَ الألِفَ، وقَوْلُه أَنْشَدَه يَعْقوبُ:
تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي
كأَنَّك فِينا يَا {أَباتَ غَريب أَرادَ: أَبَتاهُ، فقدَّمَ الأَلِفَ وأَخَّر التاءَ، ذَكَرَه ابنُ سِيدَه والجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: الصَّحِيحُ أنَّه ردَّ لامَ الكَلِمَة إِلَيْهَا لضَرُورَةِ الشِّعْرِ.
(وَقَالُوا: (} لابَ لَكَ، يُريدونَ لَا {أَبَ، لَكَ، فَحَذَفَوا الهَمْزَةَ البَتَّةَ، ونَظيرُهُ قَوْلَهم: وَيْلُمِّه، يُرِيدُونَ: وَبْلَ أُمِّه.
(وَقَالُوا: (لَا} أَبا لَكَ.
قالَ أَبو عليَ: فِيهِ تَقْديرانِ مُخْتلِفانِ لمعْنَيَيْن مُخْتلِفَيْن، وذلِكَ أنَّ ثَباتَ الأَلِفِ فِي أَبَا مِن أَبَالَكَ دَلِيلُ الإضافَةِ، فَهَذَا وَجْهٌ، ووَجْهٌ آخَرُ أَنَّ ثَباتَ اللامِ وعَمَل لَا فِي هَذَا الاسْم يُوجِبُ التَّنْكِيرَ والفَصْلَ، فثَباتُ الألِفِ دَليلُ الإضافَةِ والتَّعْريفِ، ووُجودُ اللامِ، دَليلُ الفَصْل والتَّنْكير وَهَذَانِ كَمَا تَراهُما مُتَدافِعَانِ.
(ورُبَّما قَالُوا: (لَا {أَباكَ، لأنَّ الَّلامَ كالمُقْحمةِ؛ (ورُبَّما حَذَفُوا الألفَ أَيْضاً فَقَالُوا (لَا} أَبَكَ، وَهَذِه نَقَلَها الصَّاغانيُّ عَن المبرِّدِ.
(وَقَالُوا أَيْضاً: (لَا أَبَ لَكَ؛ و (كُلُّ ذلِكَ دُعاءٌ فِي المَعْنَى لَا مَحالةَ، وَفِي اللَّفْظِ خَبَرٌ، أَي أَنتَ عنْدِي ممَّنْ تستحقُّ أَن يُدْعى عَلَيْهِ بفقْدِ! أَبيهِ. ويُؤَكّد عنْدك خُروجُ هَذَا الكَلام مَخْرَج المَثَل كُثْرتُه فِي الشِّعْرِ، وأنَّه (يقالُ لمن لَهُ أَبٌ وَلمن لَا أَبَ لَهُ، لأنَّه إِذا كانَ لَا أَبَ لَهُ لم يَجُزْ أَن يُدْعَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ فِيهِ لَا مَحالَةَ، أَلا تَرى أنَّك لَا تقولُ للفَقِيرِ أَفْقَرَه الله، فَكَمَا لَا تقولُ لمَنْ لَا أَبَ لَهُ: أَفْقَدَ اللَّهُ! أَباكَ، كَذلِكَ تَعْلم أنَّ قوْلَهم هَذَا لمَنْ لَا أَبَ لَهُ لَا حَقِيقَة لمعْناهُ مُطابِقَة للَفْظِه، وإنَّما هِيَ خارِجَةٌ مَخْرَج المَثَلِ على مَا فَسَّرَه أَبو عليَ، وَمِنْه قَوْلُ جريرٍ:
يَا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيَ لَا أَبالَكُمُلا يَلْقَيَنَّكُمْ فِي سَوْءَةٍ عُمَرُفهذا أَقْوى دَليلٍ على أنَّ هَذَا القَوْلَ مَثَلٌ لَا حَقِيقَة لَهُ، أَلا تَرى أنَّه لَا يَجوزُ أنْ يكونَ للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحِدٌ، ولكنَّكم كُلُّكُمْ أَهْلُ الدُّعاءِ عَلَيْهِ والإغْلاظ لَهُ؛ وشاهِدُ لَا أَباكَ، قَوْلُ أَبِي حَيَّة النُّميْري:
أَبِالْمَوْتِ الَّذِي لَا بُدَّ أَنِيمُلاقٍ لَا أَباكِ تُخَوِّفِيني؟ وأَنْشَدَ المبرِّدُ فِي الكامِلِ:
وَقد ماتَ شَمَّاخٌ وماتَ مُزَرِّدُوأَيُّ كَرِيمٌ لَا أَبَاكِ مُخَلَّدُ؟ وشاهِدُ لَا أَبالَكَ قَوْلُ الأَجْدَع:
فَإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لَا أُقِلْهُوإن أَثْقَفْ أَبَاهُ فَلَا أَبا لَهْوقالَ زُفَرُ بنُ الحرِثِ:
أَرِيني سِلاحِي لَا أَبَالَكِ إنَّنيأَرَى الحَرْب لَا تَزْدادُ إلاَّ تَمادِياورُوِيَ عَن ابنِ شُمَيْل: أنَّه سَأَلَ الخَليل عَن قَوْلِ العَرَبِ لَا أَبَ لَكَ، فقالَ: مَعْناه لَا كافيَ لَكَ عَن نَفْسِك.
وقالَ الفرَّاءُ: هِيَ كلمةٌ تَفْصِلُ بهَا العَرَبُ كَلامَها. وقالَ غيرُهُ: وَقد تُذْكَرُ فِي مَعْرِض الذَّمِّ كَمَا يقالُ: لَا أُمَّ لَكَ، وَفِي مَعَرِض التَّعجُّبِ كقَوْلِهم: للَّهِ دَرُّكَ، وَقد تُذْكَر فِي معْنى جِدَّ فِي أَمْرِكَ وشَمِّر لأنَّ مَنْ لَهُ أَبٌ اتَّكَلَ عَلَيْهِ فِي بعضِ شأْنِهِ.
وسَمِعَ سُلَيْمانُ بنُ عبدِ المِلك أَعْرابيّاً فِي سَنَةٍ مُجْدِبةٍ يقولُ:
أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ لَا أَبَالَكَ فحمَلَهُ سَلَيْمانُ أَحْسَن مَحْمَل، وقالَ: أَشْهَدُ أَن لَا أَبَ لَهُ وَلَا صاحِبَةَ وَلَا وَلَد.
( {وأَبو المرْأَةِ: زَوْجُها؛ عَن ابنِ حَبيبٍ.
وَفِي التّكْمِلَةِ:} والأَبُ فِي بعضِ اللُّغاتِ الزَّوْجُ انتهَى واسْتَغْربَه شيْخُنا.
( {والأُبُوُّ، كعُلُوَ: (} الأُبُوَّةُ، وهُما جَمْعانِ {للأبِ عَن اللّحْيانيِّ كالعُمُومَةِ والْخُؤُولَةِ؛ وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبِ:
لَو كانَ مِدحَةُ حَيَ أَنْشَرَتْ أَحَداً أَحْيا} أُبُوَّتِكَ الشُّمَّ الأَمادِيحُومِثْلُه قوْلُ لبيدٍ:
وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبورِ {أُبُوَّةً كِراماً هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائماوأَنْشَدَ القنانِيّ يمدَحُ الكِسائي:
أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائِيِّ وانْتَمى لَهُ الذِّرْوة العُلْيا} الأُبُوُّ السَّوابِقُ ( {وأَبَّيْتُه} تَأْبِيَةً: قُلْتُ لَهُ! بأَبِي، والباءُ فِيهِ مُتَعلِّقةٌ بمحْذُوفٍ، قيلَ: هُوَ اسمٌ فيكونُ مَا بَعْده مَرْفوعاً تَقْديرُهُ أَنْتَ مَفْدِيٌّ بِأَبِي، وقيلَ: هُوَ فعْلٌ وَمَا بَعْده مَنْصوبٌ أَيفَدَيْتُكَ {بِأَبِي، وحذفَ هَذَا المُقدَّر تَخْفيفاً لكَثْرةِ الاسْتِعْمالِ وعِلْم المُخاطَبِ بِهِ.
(} والأَبْواءُ: ع قُرْبَ وَدَّانَ، بِهِ قَبْرُ آمِنَةَ بِنْت وهبٍ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقيلَ: هِيَ قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ الفُرْع بينَ المَدينَةِ والجحفَةِ بَيْنها وبينَ المَدينَةِ ثلاثَةٌ وعِشْرونَ مِيلاً؛ وقيلَ {الأَبْواءُ جَبَلٌ على يَمِينِ آرةَ ويَمِين الطَّريقِ للمُصْعدِ إِلَى مكَّةَ مِن المَدينَةِ؛ وَهُنَاكَ بَلَدٌ يُنْسَبُ إِلَى هَذَا الجَبَل.
وقالَ السُّكَّريُّ: هُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ شامخٌ ليسَ بِهِ شيءٌ مِن النَّباتِ غَيْر الخزم والبَشام وَهُوَ لخزاعَةَ وضمرَة، وَقد اخْتُلِفَ فِي تَحْقيقِ لَفْظِه فقيلَ: هُوَ فَعْلاءُ مِن} الأُبُوَّة، كَمَا يدلُّ لَهُ صَنِيعُ المصنِّفِ حيثُ ذَكَرَه هُنَا، وقيلَ: أَفْعال كأَنَّه جَمْعُ بوَ وَهُوَ الجِلْدُ، أَو جَمْعُ بُوىً وَهُوَ السَّوادُ، وقيلَ: إِنَّه مَقْلوبٌ مِن الأُوباءِ سُمِّي بذلِكَ لمَا فيهِ مِن الوَباءِ.
وقالَ ثابِتُ اللّغَويّ: سُمِّي لتبوُّءِ السُّيولِ بِهِ، وَهَذَا أَحْسَن، وسُئِلَ عَنهُ كثيِّرُ فَقَالَ: لأنَّهم تَبَوَّؤُا بِهِ مَنْزلاً.
( {وأَبَوَى، كجَمَزَى،} وأَبْوَى، كسَكْرَى، مَوْضِعانِ؛ أَمَّا الأوَّلُ: فاسمُ جَبَلٍ بالشامِ، أَو مَوْضِعٌ؛ قالَ الذّبيانيُّ يَرْثي أَخاهُ:
بَعْد ابنِ عاتِكَةَ الثَّاوِي على! أَبَوَى أَضْحَى ببلْدَة لَا عٍَ مّ وَلَا خَالِوأَمَّا الثَّاني: فاسمٌ للقَرْيَتَيْن على طَريقِ البَصْرةِ إِلَى مكَّةَ المَنْسوبَتَيْن إِلَى طَسْم وجَدِيس، قالَ المثقبُ العَبْديُّ: فإِنَّك لَو رأَيْتَ رِجالَ أَبْوَى غَدَاةَ تَسَرْبَلوا حَلَقَ الحَديدِوممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ {أَبْيانٌ، بالفتْح: ذُو} إباءٍ شَديدٍ؛ نَقَلَهُ الأزْهِريُّ.
{وأبَّاءٌ، كشَدَّادٍ: إِذا أَبَى أَنْ يُضامَ.
وتَأَبَّى عَلَيْهِ} تَأَبِّياً: امْتَنَعَ عَلَيْهِ: نَقَلَهُ الْجَوهرِيُّ.
ونُوقٌ {أَوَابٍ:} يَأْبَيْنَ الفَحْلَ.
{وَأَبَيْتَ اللَّعْنَ: من تحيَّاتِ المُلوكِ فِي الجاهِلِيَّةِ، أَي} أَبَيْتَ أنْ تَأْتيَ مَا تُلْعَنُ عَلَيْهِ وتُذَمُّ بسَببِهِ.
{وآبَى الماءُ: امْتَنَعَ فَلَا تَسْتَطِيع أَنْ تَنْزلَ فِيهِ إلاَّ بتَغْريرٍ، وَإِن نَزَلَ فِي الرَّكِيَّةِ ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّرَ بنَفْسِه أَي خاطَرَ بهَا.
} وأُوبِيَ الفَصِيلُ {إيباءً، فَهُوَ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامْتِلائِهِ.
وأُوبيَ الفَصيلُ عَن لَبَنِ أُمِّه: اتَّخَم عَنهُ لَا يَرْضَعها.
وقالَ أَبو عَمْرو:} الأَبيُّ المُمْتَنِعَةُ مِن العَلَفِ لسَنَقِها، والمُمْتَنِعَةُ مِن الفَحْلِ لقلَّةِ هَدَمِها.
وقَليبٌ لَا {يُؤْبَى، عَن ابنِ الأَعرابيِّ، أَي لَا يُنْزَحُ وَلَا يُقالُ يُؤْبَى.
وكَلأٌ لَا يُوبَى: لَا يَنْقطِعُ لكَثْرتِه.
وماءٌ} مُؤْبٍ: قَليلٌ؛ عَن اللَّحْيانيّ.
وقالَ غيرُهُ: يقالُ للماءِ إِذا انْقَطَعَ: ماءٌ مُؤْبٍ.
وآبَى: نَقَصَ، رَوَاهُ أَبو عَمْروٍ عَن المُفَضَّلٍ.
وَقَالُوا: هَذَا {أَبُكَ، قالَ الشاعِرُ:
سِوَى} أَبِكَ الأَدْنى وأنَّ محمَّداً عَلى كلّ عالٍ يابنَ عَمِّ محمَّدٍ وعَلى هَذَا تَثْنِيتُه {أَبانٍ على اللَّفْظِ،} وأَبَوانِ على الأَصْلِ، ويقالُ: هُما {أَبواهُ} لأَبيهِ وأُمِّه، وجائِزٌ فِي الشِّعْر: هُما {أَباهُ، وكَذلِك رأَيْتُ} أَبَيْهِ.
وَفِي الحدِيث: أَفْلَح {وأَبيهِ إنْ صَدَقَ أَرادَ بِهِ تَوْكيدَ الكَلام لَا اليَمِين، لأنَّه نَهَى عَنهُ.
} والأبُ يُطْلَقُ على العَمِّ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {نَعْبُدُ إلهَك وإلَه {آباِئكَ إبراهيمَ وإسْمَاعِيلَ وإِسْحاقِ} .
قالَ اللَّيْثُ: يقالُ فلانٌ} يَأْبُو هَذَا اليَتِيمَ {إِباوَةً، أَي يَغْذُوه كَمَا يَغْذُوه الوالِدُ وَلَدَه ويُرَبِّيه، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} أَبويٌّ.
وبَيْنِي وبينَ فلانٍ {أُبُوَّةٌ.
} وتَأَبَّاهُ: اتَّخَذَهُ {أَباً؛ والاسمُ} الأُبُوَّةُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
فإنَّكُمُ والمُلْك يَا أَهْلَ أَيْلةٍ {لَكالمُتَأَبِّي وهْو ليسَ لَهُ أَبُويقالُ: اسْتَأَبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً.
قالَ الأزْهرِيُّ: وإنَّما شُدِّد الأبُ والفعْلُ مِنْهُ، وَهُوَ فِي الأَصْل غيرُ مشدَّدٍ، لأنَّ أَصْلَ الأَبِ أَبَوٌ، فزَادَ وأَبدَلَ الواوَ بَاء كَمَا قَالُوا قِنٌّ للعَبْدِ، وأَصْلُه قِنْيٌ.
} وبَأْبَأْتُ الصَّبيَّ: {بَأْبَأَةً: قُلْتُ لَهُ} بأَبِي أَنْتَ وأُمِّي، فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ قُلِبَت أَلِفاً، وفيهَا ثلاثُ لُغاتٍ: بِهَمْزةٍ مَفْتوحَةٍ بينَ الباءَيْنِ، وبقَلْبِ الهَمْزةِ يَاء مَفْتُوحَة، وبإبْدالِ الأخيرَةِ أَلفاً.
وحَكَى أَبو زيْدٍ: بَيَّبْتُ الرَّجُلَ إِذا قُلْت لَهُ بأَبي؛ وَمِنْه قَوْلُ الراجز:
يَا بِأَبي أَنْتَ وَيَا فَوقَ! البيَبْ قالَ أَبو عليَ: الياءُ فِي {بَيَّبْ مُبْدلَةٌ مِن هَمْزةٍ بَدَلاً لازِماً؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت: يَا} بِيبَا أَنْتَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ ليُوافِقَ لَفْظَ البِيَبِ لأنَّهُ مُشْتقٌّ مِنْهُ.
ورَوَاهُ أَبو العَلاءِ فيمَا حكَى عَنهُ التِّبْرِيزِي: وَيَا فوقَ {البِئَبْ بالهَمْز، قالَ: وَهُوَ مركَّبٌ مِن قوْلِهم بأَبِي، فأَبْقى الهَمْزَة لذَلِكَ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِ هَذَا الرَّاجزِ: جَعَلُوا الكَلِمَتَيْن كالواحِدَةِ لكَثْرتِها فِي الكَلامِ.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ عَن الكِسائي: مَا يُدْرَى لَهُ مَن أَبٌ وَمَا أَبٌ، أَي مَنْ} أَبوهُ وَمَا أَبوهُ.
ويقالُ: للَّهِ {أَبُوكَ فيمَا يَحْسُن مَوْقِعُه ويُخْمَد فِي مَعْرضِ التَّعجُّبِ والمَدْحِ، أَي أَبُوكَ للَّهِ خالِصاً حيثُ أَنْجَب بكَ وأَتَى بمِثْلِكَ.
ويَقولُونَ فِي الكَرامَةِ: لَا أَبَ لِشانِيكَ وَلَا أَبا لِشانِيكَ.
ومِن المُكَنَّى} بالأبِ، قَوْلهم: {أَبو الحَارِثِ للأَسَدِ.
} وأَبو جَعْدَةَ: للذِّئْبِ.
وأَبو حُصَيْن: للثَّعْلَب.
وأَبو ضَوْطَري: للأَحْمقِ.
وأَبو حاجِبِ: للنَّارِ.
وأَبو جُخادِب: للجَرادِ.
وأَبو بَراقِش: لطائِرٍ مُرَقَّش.
وأَبو قَلَمُونَ: لثَوْبٍ يَتَلَوَّنُ أَلْواناً.
وأَبو قُبَيْسٍ: جَبَلٌ بمكَّة.
وأَبو دراسٍ: كُنْيَة الفَرْج.
وأَبو عَمْرَة: كُنْيَةُ الجُوعِ.
وأَبو مالِكٍ: كُنْيَة الهَرَمِ.
وأَبو مثوى: لربِّ المَنْزلِ.
وأَبو الأَضْيافِ: للمِطْعامِ.
وَفِي الحديثِ إِلَى المُهاجِرِ بنَ أَبو أُمَيَّة لاشتِهارِهِ بالكُنْيَة وَلم يكنْ لَهُ اسمٌ مَعْروفٌ، لم يُجَرّ كَمَا قيلَ عليُّ ابنُ أَبو طالِبٍ.
وكانَ يقالُ لعَبْدِ مَنَاف: أَبو البَطْحاءِ لأنَّهم شَرفُوا بِهِ وعَظُمُوا بدُعائِهِ وهِدايَتِه.
ويَقُولونَ: هِيَ بنْتُ {أَبيها، أَي أنَّها شَبِيهةٌ بِهِ فِي قُوَّةِ النَّفْسِ وحدَّةِ الخُلُقِ والمُبادَرَةِ إِلَى الأشْياءِ. وَقد جاءَ ذلِكَ عَن عائِشَةَ فِي حفْصَةَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا
وسالمُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن} أَبَّى الأَنْدَلُسِيُّ، كحتَّى، يَرْوِي عَن ابنِ مزين، ماتَ بالأَنْدَلُسِ سَنَة 310، ذَكَرَهُ ابنُ يونُسَ، {وأُبَي بن أبَّاء بن} أُبَىَّ لَهُ خَبَرٌ مَعَ الحجَّاج ذَكَرَهُ أَبو العَيْناءِ.
وَأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ سَيِّدُ القُرَّاءِ بَدْرِيٌّ؛ وأُبَيُّ بنُ عمارَةَ، صَحابيَّان.
وأُبيّ بنُ عبَّاسِ بنِ سُهَيْل عَن أَبيهِ احْتَجَّ بِهِ البُخارِي؛ وقالَ ابنُ مُعِينٍ: ضَعِيفٌ.
{وآبِي الْخَسْف: لَقَبُ خُوَيْلدِ بنِ أَسَدِ بنِ عبْدِ الْعُزَّى، والِدُ خَدِيجَةَ زَوْجِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجَدُّ الزُّبَيْرِ بنِ العوامِ بنِ خُوَيْلد، وَفِيه يقولُ يَحْيَى بنُ عرْوَةَ بنِ الزُّبَيْر:
أبٌ لي} آبي الخسْف قد تَعْلَمُونهوفارسُ معروفٍ رئيسُ الْكَتَائِب! وإِبَّيَانُ بكسْرٍ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ: قَرْيةٌ قُرْبَ قَبْرِ يونُسَ ابنِ متَّى عَلَيْهِ السَّلَام، عَن ياقوت.

خَنف

خَنف
الْخَنِيفُ، كَأَمِيرٍ: أَرْدَأُ الْكَتَّانِ، والجَمْعُ: خُنُفٌ، بضَمَّتَيْن، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ رجلا أَتَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُفُ، وأَحْرَق بُطُونَنَا التَّمْرُ. أَو الخَنِيفُ: ثَوْبٌ أَبْيَضُ غَلِيظٌ مِن كَتَّانٍ، وَلَا يكونُ إِلاَّ مِن كَتَّانٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لأَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ:
(وأَبَارِيقُ شِبْهُ أَعْنَاقِ طَيْرِ ال ... ماءِ قد جِيبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيفُ) شَبَّهَ الفِدَامَ بالجَيْبِ. قَالَ أَبو عمرٍ و: الخَنِيفُ: الطَّرِيقُ، ج الكُلِّ: خُنُفٌ، كَكُتُبٍ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ولاَ حِبٍ كَمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَهُ ... أَيْدِي المَرَاسِيلِ فِي دَوْدَاتِهِ خُنُفَا)
دَوْدَاتُه: آثارُه، وجَعَلَها مِثْلَ آثَارِ مَلاَعِبِ الصُّبْيانِ. الخَنِيفُ: الْمَرَحُ، والنَّشَاطُ عَن ابنِ عَبَّادٍ.
الخَنِيفُ: مَا تَحْتَ إِبْطِ النَّاقَةِ، لُغَةٌ فِي الْخَلِيفِ، وَالَّذِي فِي المُحِيطِ: خَنِيفَا النَّاقةِ: إِبْطَاهَا، وَكَذَا خَلِيفَاهَا. الخَنِيفُ: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ، وَفِي رَجَزِ كعْبٍ: ومَذْقَةٍ كَطُرَّةِ الْخَنِيفِ المَذْقَةُ: الشُّرْبَةُ مِن اللَّبَنِ المَمْزُوجِ، شَبَّهَ لَوْنَهَا بطُرَّةِ الخَنِيفِ. وخَنَفَ الْبْعِيرُ، يَخْنِفُ، خِنَافاً، كَكِتَابٍ: قَلَبَ فِي مَسِيرِهِ خُفَّ يَدِهِ إِلَى وَحْشِيِّهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَي مِن خَارِجٍ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ. أَو خَنَفَ البَعِيرُ: لَوَى أَنْفَهُ مِن الزِّمَامِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ. خَوَانِفَ فِي الْبُرَى أَي تَفْعَلُ ذَلِك من النَّشَاطِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ، وصَدْرَه:
(قد قُلْتٌُ والْعِيسُ النَّجَائِبُ تَغْتَلِي ... بِالْقَوْمِ عَاصِفَةً خَوَانِفَ فِي الْبُرَى)
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: ويُرْوَى: نَوَاهِقَ فِي البُرَى، قَالَ: وَهَذِه هِيَ الرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ. أَو هِيَ أَي الخَوَانِفُ: لِينٌ فِي أَرْسَاغِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: هُوَ سُرْعَةُ قَلْبِ يَدَيِ الفَرَسِ، قَالَ الأَعْشَى:
(أَجَدَّتْ بِرِجْلَيْهَا النَّجَاءَ ورَاجَعَتْ ... يَدَاهَا خِنَافاً لَيِّناً غَيْرَ أَحْرَدَا)
أَو هُوَ إِمَالَةُ رأْسِ الدَّابَّةِ إلَى فَارِسِهِ فِي عَدْوِهِ، وَمِنْه قَوْلُ بائِعِ الدَّابَّةِ، بَرِئْتُ إِليكَ مِن الخِنَافِ، وَقيل: هُوَ إِمَالَةُ يَدَيُهَا فِي أَحَدِ شِقَّيْهَا مِن النَّشَاطِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ويكونُ الخِنَافُ فِي الخَيْلِ: أَن) يَثْنِيَ يَدَهُ وَرَأْسَهُ إِذا أَحْضَرَ، وَقَالَ غيرُه: إِذا أَحْضَرَ، وثَنَى رَأْسَهُ ويَدَيْهِ فِي شِقٍّ، ويُقَال: خَنَفَتِ الدَّابَّةُ، تَخْنِفُ بيَدِهَا وأَنْفِهَا فِي السَّيْرِ، أَي: تَضْرِبُ بهما نَشاطاً، وَفِيه بعضُ المَيْلِ. وجَمَلٌ خَانِفٌ، وخَنُوفٌ: إِذا أَمَالَ أَنْفَهُ إِلى فَارِسِهِ، وَقد خَنَفَ، يَخْنِفُ، خَنْفناً، ونَاقَةٌ خَنُوفٌ، وَقد خَنَفَتْ، تَخْنِفُ، خِنَافاً، وخُنُوفاً، نَقَلَهُ ابنُ سِيدُه، ج: خُنُفٌ، كَكُتُبٍ، قَالَ أَبو عمرٍ و: هِيَ الَّتِي تَخْنِفُ بروعها، أَي تَمِيلُهَا إِذا عَدَتْ، الواحِدُ خانِفٌ، وخَنُوفٌ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(حتَّى إِذا احْتَمَلُوا كانتْ حَقَائِبُهمْ ... طَيَّ السُّلُوقيِّ والمَلْبُونَةَ الخُنُفَا)
وجَمْعُ الخَانِفِ: خَوَانِفُ أَيضاً، وَقد تقدَّم شَاهِدُهُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَنَفَ الأُتْرُجَّ، ونَحْوَهَ بالسِّكِّينِ: قَطَعَهُ، والْقِطْعَةُ مِنْهُ خَنَفَةٌ، مَحَرَّكَةً، وَقَالَ غيرُه: القَطْعَةُ مِنْهُ خِنْفَةٌ، بِالْكَسْرِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: والأَوَّلُ أَكْثَرُ. خَنَفَتِ الْمَرْأَةُ: إِذا ضَرَبَتْ صَدْرَهَا بِيَدَهَا، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والْخُنُوفُ، بالضَّمِّ: الْغَضَبُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الخُنُفُ، كَكُتُبٍ: الآثَارُ، وتقدَّم شَاهِدُه مِن قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَيْنَفٌ، كَصَيْقَلٍ: وَادٍ بِالْحِجَارِ، م مَعْرُوفٌ ي، وأَنْشَدَ لِحَاجِزِ بنِ عَوْفٍ الأَزْدِيُّ:
(وأَعْرَضَتِ الْجِبَالُ السُّودُ دُونِي ... وخَيْنَفُ عَنْ شِمَالي والْبَهِيمُ)
أَرادَ البُقْعَةَ، فَتَركَ الصَّرْفَ. والْخَانِفُ: الــشَّامِخُ بِأَنْفِهِ كِبْراً، يُقَال: رأَيتُه خَانِفاً عَنِّي بأَنْفِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ويُقَال: خَنَفَ بأَنْفِهِ عَنِّ: إِذا لَوَاهُ. مِخْنَفٌ، كَمِنْبَرٍ: اسْمٌ، وأَبُو مِخْنِفٍ، لَوطُ بنُ يَحْيَى، أَْخبَارِيُّ، شِيعِيٌّ، تَالِفٌ، مَتْروكٌ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرُِّ، فَقَالَ: هُوَ مِن نَقَلَةِ السَّيْرِ، وَقَالَ الذَّهبيُّ فِي الدِّيوانِ: تَرَكَهُ ابنُ حِبَّانَ، وضَعَفَهُ الدَّارْقُطني. وجَمَلٌ مِخْنَافٌ: لاَيُلْقِحُ إِذا ضَرَبَ، كَالعَقِسمِ مِنَّا، قَالَ الأَمْهَرِيُّ، لم أَسْمَعْ المِخْنافَ بِهَذَا المَعْنَى لغَيْرِ اللَّيْثِ، وَمَا أَدْرٍ أَدْرِي مَا صِحَّتُه. ورَجُلٌ مِخْنَافٌ: لَا يَنْجُبُ علَى يَدِهِ يَأْبِرُهُ مِن النَّخْلِ، وَمَا يُعَالِجُهُ مِن الزَّرْعِ، نَقَلَهُ الصَّاغَنيُّ. قَالَ اللَّيْثُ: الْخَنَفَ، مُحَرَّكَةً: انْهِضَاُ أَحَدِ جَانِبِي الصَّدْرِ أَو الظَّهْرِ، يُقَال: صَدْرٌ أَخْنَفُ، وظَهْرٌ أَخْنَفُ. يُقَال: وَقَعَ فِي خِنْفَةٍ، بالفَتْحِ، ويَكْسَرَ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي الجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ: وَوَقَعَ فِي خَنْفَةٍ، وخَنْعَةٍ، أَي بالفَاءِ والعَيْن: أَيْ: مَا يُسْتَحْيَى مِنْهُ، فظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّه بالفَتْحِ والكَسْرِ، وَهُوَ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخُنُوفَ فِي الدَّابَّةِ، كالخِنافِ، وَقيل: الخِنَافُ: داءٌ يَأْخُذُ الخَيْلَ فِي العَضُدِ، ونَاقَةٌ مِخْنَافٌ: خَنُوفٌ، لَيِّنَةُ اليَدَيْنِ فِي السَّيْرِ. والخَنْفُ: الحَلْبُ بأَرْبَعِ أَصَابِعَ، ويَسْتَعِينُ مَعهَا بالإبْهَامِ، وَمِنْه حديثُ عبدِ الملكِ، أَنَّه قَالَ لِحَالِبِ نَاقَةٍ كَيفَ تَحْلِبُ هَذِه النَّاقَةَ، أَخَنْفاً، أَم مَصْراً، أَم فَطْراً ورأَيْتُ فِي هامِش الصِّحاحِ، عَن أَبي بكرٍ: جَمَلٌ خِنِفَّ العُنُقِ،)
كزِمِكّى: شَدِيدُه، وَقد تقدَّم مِثْلَه فِي ج ن ف فَلْيُنْظَرْ.

التّشبيه

التّشبيه:
[في الانكليزية] Simile
[ في الفرنسية] Comparaison
لغة الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر.
وظاهر هذا شامل لنحو قولنا قاتل زيد عمروا، وجاءني زيد وعمرو وما أشبه ذلك، مع أنها ليست من التشبيه. وأجيب بأنّ المدلول المطابقي في هذه الأمثلة: ثبوت المسند لكل من الأمرين ويلزمه مشاركتهما في المسند. فالمتكلّم إن قصد المعنى المطابقي فلم يدل على المشاركة، إذ المتبادر من إسناد الأفعال إلى ذوي الاختيار ما صدر بالقصد فلم يندرج في التفسير المذكور، وإن قصد المعنى الالتزامي فقد دلّ على المشاركة فهو داخل في التشبيه. وما وقع في عبارة أئمة التصريف أنّ باب فاعل وتفاعل للمشاركة والتشارك فمسامحة، والمراد أنّه يلزمهما.
فمنشأ الاعتراض إما ظاهر عبارة أئمة التصريف أو عدم الفرق بين ثبوت حكم لشيء وبين مشاركة أحدهما لآخر، أو الغفلة عن اعتبار القصد فيما يسند إلى ذوي الاختيار. والتحقيق أنّ هذه الأمثلة على تقدير قصد المشاركة فيهما تدلّ على التشابه، وفرق بين التشابه والتشبيه كما ستعرف.
وعند أهل البيان هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر في معنى لا على وجه الاستعارة التحقيقية والاستعارة بالكناية والتجريد. وكثيرا ما يطلق في اصطلاحهم على الكلام الدّال على المشاركة المذكورة أيضا. فالأمر الأول هو المشبّه على صيغة اسم المفعول والثاني هو المشبّه به، والمعنى هو وجه التشبيه، والمتكلّم هو المشبّه على صيغة اسم الفاعل. قيل وينبغي أن يزاد فيه قولنا بالكاف ونحوه ليخرج عنه نحو قاتل زيد عمروا وجاءني زيد وعمرو. وفيه أنّه ليس تشبيها كما عرفت، فدخل في هذا التفسير ما يسمّى تشبيها بلا خلاف وهو ما ذكرت فيه أداة التشبيه نحو: زيد كالأسد أو كالأسد بحذف زيد لقيام قرينة. وما يسمّى تشبيها على القول المختار وهو ما حذفت فيه أداة التشبيه وجعل المشبّه به خبرا عن المشبّه أو في حكم الخبر سواء كان مع ذكر المشبّه أو مع حذفه، فالأول كقولنا زيد أسد والثاني كقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ أي هم صمّ بكم عمي، فإن المحققين على أنّه يسمّى تشبيها بليغا لا استعارة.
ثم إنّ هذا التعريف عرف به الخطيب على ما هو مذهبه فإنّ مذهبه أنّ الاستعارة مشتركة لفظا بين الاستعارة التحقيقية والاستعارة بالكناية. ولذا لم يقل لا على وجه الاستعارة مع كونه أخصر، إذ لا يصح إرادة المعنيين من المشترك في إطلاق واحد ولم يذكر الاستعارة التخييلية لأنها عنده، وكذا عند السلف إثبات لوازم المشبّه به للمشبّه بطريق المجاز العقلي، وليست فيه دلالة على مشاركة أمر لأمر فهي خارجة بقوله الدلالة على مشاركة أمر لأمر، بل لم يدخل في التفسير حتى يحتاج إلى إخراجه بقيد. وأمّا على مذهب السّكّاكي وهو أنّ الاستعارة مشتركة معنى بين الكلّ والتخييلية استعارة اللفظ لمفهوم شبه المحقق فيجب الاكتفاء بقوله ما لم يكن على وجه الاستعارة، لأن في التقييد تطويلا وكذا عند السلف فإنّ لفظ الاستعارة عندهم مشترك معنى بين التحقيقية والمكنية. وقوله والتجريد أي لا على وجه التجريد ليخرج تشبيه يتضمنه التجريد وهو التجريد الذي لم يكن تجريد الشيء عن نفسه لأنه حينئذ لا تشبيه نحو لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ فإنّه لا نزاع أن دار الانتزاع دار الخلد من جهنّم وهي عين دار الخلد لا مشبّه به، بخلاف لقيت من زيد أسدا فإنّه لتجريد أسد من زيد وأسد مشبّه به لزيد لا عينه، ففيه تشبيه مضمر في النفس. فمن احترز به عن نحو قولهم لهم فيها دار الخلد فلم يجرد عقله عن غواشي الوهم، وكأن حبالة الوهم فيه تعريف التجريد بالانتزاع من أمر ذي صفة الخ. ثم إنّهم زعموا أنّ إخراج التجريد من التشبيه مخالفة من الخطيب مع المفتاح حيث صرّح بجعل التجريد من التشبيه. وفيه ما ستعرفه في خاتمة لفظ الاستعارة.
فائدة.
إذا أريد الجمع بين شيئين في أمر مركّبا كان أو مفردا حسيّا كان أو عقليا واحدا كان أو متعددا، فالأحسن أن يسمّى تشابها لا تشبيها ويجوز التشبيه أيضا، وذلك تارة يكون في المتساويين في وجه الشّبه، وتارة يكون في المتفاوتين من غير قصد إفادة التفاوت. قال الشاعر:
رقّ الزجاج ورقّت الخمر فتشابها وتشاكل الأمر فكأنّه خمر ولا قدح. وكأنّها قدح ولا خمر
فائدة
أركان التشبيه أربعة. طرفاه يعني المشبّه والمشبّه به وأداته كالكاف وكأنّ ومثل وشبه ونحوها ووجهه وهو ما يشتركان فيه تحقيقا أو تخييلا، أي وجه التشبيه ما يشترك الطرفان فيه بحكم التشبيه فيؤول المعنى إلى ما دلّ على اشتراكهما فيه، فلا يرد نحو ما أشبهه بالأسد للجبان لأنّ الشجاعة ليست مشتركة بينهما مع أنّها وجه التشبيه للدلالة على مشاركتهما فيها ولا يلزم أن يكون من وجوه التشبيه في زيد كالأسد الوجود والجسمية والحيوانية. ويتجه أنه يلزم أن يكون الطرفان قبل الدلالة على الاشتراك فيه طرفين إلّا أن يتجوّز، وأخرج التعريف مخرج من قتل قتيلا. وفي قولنا تحقيقا أو تخييلا إشارة إلى أنّ وجه الشبه لا يجب أن يكون من أوصاف الشيء في نفسه من غير اعتبار معتبر. والمراد بالتخييل هو أن لا يوجد في أحد الطّرفين أو كليهما إلّا على سبيل التخييل والتأويل.
فائدة:
الغرض من التشبيه في الأغلب يعود إلى المشبّه لبيان إمكان وجوده أو لبيان حاله بأنّه على أيّ وصف من الأوصاف كما في تشبيه ثوب بآخر في السّواد، أو لبيان مقدار حاله كما في تشبيه الثوب بالغراب في شدّة السواد، أو لبيان تقريرها أي تقرير حال المشبّه في نفس السامع وتقوية شأنه كما في تشبيه من لا يحصل من سعيه على طائل بمن يرقم على الماء. وهذه الأغراض الأربعة تقتضي أنّ يكون وجه الشّبه في المشبّه به أتمّ وهو به أشهر، أو لبيان تزيينه في عين السامع كما في تشبيه وجه أسود بمقلة الظبي، أو لبيان تشويهه أي تقبيحه كما في تشبيه وجه مجدور بسلحة- البراز- جامدة قد نقرتها الديكة، أو لبيان استطرافه أي عدّ المشبّه طريفا حديثا كما في تشبيه فحم فيه جمر. قال الشاعر:
كأنما الفحم والجمار به بحر من المسك موجه الذهب أي لإبراز المشبّه في صورة الممتنع عادة.
وله أي للاستطراف وجه آخر غير الإبراز في صورة الممتنع عادة وهو أن يكون المشبّه به نادر الحضور في الذهن، إمّا مطلقا كما في المثال المذكور وإمّا عند حضور المشبّه كما في قوله في البنفسج:
ولازورديّة تزهو بزرقتها بين الرياض على حمر اليواقيت كأنّها فوق قامات ضعفن بها أوائل النار في أطراف كبريت فإنّ صورة اتصال النّار بأطراف الكبريت لا تندر كندرة بحر من المسك موجه الذهب، لكن تندر عند حضور صورة البنفسج. وقد يعود الغرض إلى المشبّه به وهو ضربان: الضرب الأول إيهام أنّه أتمّ في وجه التشبيه من المشبّه وذلك في التشبيه المقلوب، وهو أن يجعل الناقص في وجه الشّبه مشبّها به قصدا إلى ادّعاء أنه زائد في وجه الشّبه كقوله:
بدأ الصّباح كأنّ غرّته وجه الخليفة حين يمتدح فإنّه قصد إيهام أنّ وجه الخليفة أتمّ من الصباح في الوضوح والضياء.

قال في الأطول: ولا يخفى أنّه يجوز أن يكون التشبيه المقلوب مبنيا على تسليم أنّه أتم من المشبّه إذا كان بينك وبين مخاطبك نزاع في ذلك وأنت جاريت معه، وأنه يصحّ التشبيه المقلوب في تشبيه التزيين والتشويه والاستطراف لا دعاء أنّ الزينة في المشبّه به أتم أو القبح أكثر، أو ادّعاء أنّ المشبّه أندر وأخفى. ولا يظهر اختصاصه بصورة الحاق الناقص بالكامل.
والضرب الثاني بيان الاهتمام به أي بالمشبه به كتشبيه الجائع وجها كالبدر في الإشراق والاستدارة بالرغيف، ويسمّى هذا النوع من الغرض إظهار المطلوب.

قال في الأطول: ويمكن تربيع قسمة الغرض ويجعل ثالث الأقسام أن يعود الغرض إلى ثالث وهو تحصيل العناق أي الاتصال بين صورتين متباعدتين غاية التباعد، فإنّه أمر مستطرف مرغوب للطباع جدا. ورابعها أن يعود الغرض إلى المشبّه والمشبّه به جميعا، وهو جعلهما مستطرفين بجميعهما لأنّ كلا من المتباعدين مستطرف إذا تعانقا.
[التقسيم]
التقسيم الأول
وللتشبيه تقسيمات باعتبارات. الأول باعتبار الطرفين إلى أربعة أقسام لأنّهما إمّا حسّيان نحو كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ أو عقليان نحو ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً. كذا مثّل في البرهان، وكأنه ظنّ أنّ التشبيه واقع في القسوة وهو غير ظاهر بل هو واقع بين القلوب والحجارة، فمثاله العلم والحياة. أو مختلفان بأن يكون المشبّه عقليا والمشبّه به حسّيا كالمنيّة والسبع أو بالعكس مثل العطر وخلق رجل كريم، ولم يقع هذا القسم في القرآن، بل قيل إنّ تشبيه المحسوس بالمعقول غير جائز لأنّ العلوم العقلية مستفادة من الحواس ومنتهية إليها. ولذا قيل من فقد حسّا فقد علما، يعنى العلم المستفاد من ذلك الحسّ. وإذا كان المحسوس أصلا للمعقول فتشبيهه به يكون جعلا للفرع أصلا والأصل فرعا، وهو غير جائز.
والمراد بالحسيّ المدرك هو أو مادته بالحسّ أي بإحدى الحواس الخمس الظاهرة، فدخل فيه الخيالي، وبالعقلي ما عدا ذلك وهو ما لا يكون هو ولا مادته مدركا بإحدى الحواس الظاهرة فدخل فيه الوهمي الذي لا يكون للحسّ مدخل فيه لكونه غير منتزع منه، بخلاف الخيالي فإنّه منتزع منه، وكذا دخل الوجدانيات كاللذة والألم. وأيضا التشبيه باعتبار الطرفين إمّا تشبيه مفرد بمفرد ويسمّى بالتشبيه المفرق والمفردان إمّا مقيدان بأن يكون للمقيد بهما مدخل في التشبيه كقولهم لمن لا يحصل من سعيه على طائل هو كالراقم على الماء، فإنّ المشبّه به هو الراقم المقيّد بكون رقمه على الماء لأنّ وجه الشبه فيه التسوية بين الفعل وعدمه وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين. ثم إنّ القيد يشتمل الصلة والمفعول ولا يخصّ بالإضافة والوصف كما هو المشهور. ومن القيود الحال أو غير مقيدين كتشبيه الخد بالورد أو مختلفان في التقييد وعدمه كقوله والشمس كالمرآة في كفّ الأشل. فإن المشبّه وهو الشمس غير مقيد والمشبّه به وهو المرآة مقيّد بكونها في كفّ الأشل وعكسه، أي تشبيه المرآة في كفّ الأشل بالشمس فيما يكون المشبّه مقيدا والمشبّه به غير مقيد. وإما تشبيه مركّب بمركّب وحينئذ يجب أن يكون كلّ من المشبّه والمشبّه به هيئة حاصلة من عدة أمور وهو قد يكون بحيث يحسن تشبيه كل جزء من أجزاء أحد الطرفين بما يقابله من الطرف الآخر كقوله:
كأن أجرام النجوم لوامعا درر نثرن على بساط أزرق فإنّ تشبيه النجوم بالدّرر وتشبيه السماء ببساط أزرق تشبيه حسن، وقد لا يكون بهذه الحيثية كقوله:
فكأنما المريخ والمشتري قدامه في شامخ الرفعة منصرف بالليل عن دعوة قد أسرجت قدّامه شمعة فإنه لا يصح تشبيه المريخ بالمنصرف بالليل عن دعوة. وقد يكون بحيث لا يمكن أن يعتبر لكل جزء من أجزاء الطرفين ما يقابله من الطرف الآخر إلّا بعد تكلّف، نحو مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً. الآية فإنّ الصحيح أنّ هذين التشبيهين من التشبيهات المركّبة التي لا يتكلّف لواحد واحد شيء يقدر تشبيهه به فإن جعلتها من المفرقة فلا بد من تكلّف وهو أن يقال في الأول شبّه المنافق بالمستوقد نارا وإظهاره الإيمان بالإضاءة وانقطاع انتفاعه بانطفاء النار، وفي الثاني شبّه دين الإسلام بالصيّب وما يتعلّق به من شبه الكفر بالظلمات وما فيه من الوعد والوعيد بالبرق والرعد، وما يصيب الكفرة من الإفزاع والبلايا والفتن من جهة أهل الإسلام بالصواعق. وإمّا تشبيه مفرد بمركّب كتشبيه الشاة الجبلي بحمار أبتر مشقوق الشفة والحوافر نابت على رأسه شجرتا غضا.
والفرق بين المفرد المقيّد وبين المركّب يحتاج إلى تأمّل، فإنّ المشبّه به في قولنا هو كالراقم على الماء إنّما هو الراقم بشرط أن يكون رقمه على الماء، وفي الشاة الجبلي هو المجموع المركّب من الأمور المتعددة بل الهيئة الحاصلة منها. وإمّا تشبيه مركّب بمفرد. وأيضا التشبيه باعتبار الطرفين إن تعدد طرفاه فإمّا ملفوف وهو أن يؤتى على طريق العطف أو غيره بالمشبّهات أو لا، ثمّ بالمشبّه بها [كذلك،] أو بالعكس كقولنا كالشمس والقمر زيد وعمرو، وقولنا كالقمرين زيد وعمرو إذا أريد تشبيه أحدهما بالشمس والآخر بالقمر، أو مفروق وهو أن يؤتى بمشبّه ومشبّه به ثم آخر وآخر كقوله: النشر مسك والوجوه دنانير. ولا يخفى أنّ الملفوف والمفروق لا يخصّ بالطرف بل يجري في الوجه أيضا. وإن تعدّد طرفه الأول يعني المشبّه يسمى تشبيه التسوية لأنه سوّى بين المشبهين كقوله.
صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي. ثغوره في صفاء ودمعي كاللآلئ وإن تعدّد طرفه الثاني أعني المشبه به فتشبيه الجمع لأنّه يجمع للمشبّه وجوه تشبيه أو يجمع له أمور مشبهات كقوله:
كإنّما تبسم عن لؤلؤ. منضّد أو برد أو أقاح وقيل شعر آخر مشتملا على عدة تشبيهات وهو:
نفسي الفداء لثغر راق مبسمه وزانه شنب ناهيك من شنب.
يفتر عن لؤلؤ رطب وعن برد وعن أقاح وعن طلع وعن حبب هكذا في مقامات الحريري
التقسيم الثاني
باعتبار الأداة إلى مؤكد وهو ما حذفت أداته نحو زيد أسد ومرسل وهو بخلافه. وفي جعل زيد في جواب من قال من يشبه الشمس تشبيها مؤكدا نظر، لأن حذف الأداة على هذا الوجه لا يشعر بأنّ المشبّه عين المشبّه به.
فالوجه أن يفرّق بين الحذف والتقدير ويجعل الحذف كناية عن الترك بالكلية بحيث لا تكون مقدّرة في نظم الكلام. ويجعل الكلام خلوا عنها مشعرا بأنّ المشبّه عين المشبّه به في الواقع بحسب الظاهر. فعلى هذا قوله تعالى وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ إذا كان تقديره مثل مرّ السّحاب بالقرينة، فتشبيه مرسل، وبدعوى أن مرور الجبال عين مرّ السحاب تشبيه مؤكّد فاعرفه، فإنّه من المواهب. فالمرسل ما قصد أداته لفظا أو تقديرا لعدم تقييده بالتأكيد المستفاد من إجراء المشبّه به على المشبه. فإن قلت إنّ زيدا كالأسد مشتمل على تأكيد التشبيه فكيف يجعل مرسلا؟ قلت اعتبر في المؤكد والمرسل التأكيد بالنظر إلى نفس أركان التشبيه مع قطع النظر عما هو خارج عما يفيد التشبيه.
التقسيم الثالث
باعتبار الوجه. فالوجه إمّا غير خارج عن حقيقة الطرفين سواء كان نفس الحقيقة أو نوعا أو جنسا أو فصلا، وسواء كان حسيا مدركا بالحس أو عقليا، وإمّا خارج عن حقيقتهما.
ولا يخفى أنّ تشبيه الإنسان بالفرس في الحيوانية لا في الحيوان كما هو دأب أرباب اللسان. وكون الشيء حيوانا ليس جنسا فكأنّه أريد بالوجه الداخل ما يوجد بالنظر إلى الداخل. ثم الخارج لا بدّ أن يكون صفة، أي معنى قائما بالطرفين لأنّ الخارج الذي ليس كذلك غير صالح لكونه وجه شبه. والصفة إمّا حقيقية أي موجودة في الطرفين لا بالقياس إلى الشيء سواء كانت حسّية أي مدركة بالحسّ أو عقلية وإمّا إضافية. وأيضا باعتبار الوجه وجه التشبيه إمّا واحد وهو ما لا جزء له، وإمّا بمنزلة الواحد لكونه مركبا من متعدّد، إمّا تركيبا حقيقيا بأن يكون وجه التشبيه حقيقة ملتئمة من متعدّد، أو تركيبا اعتباريا بأن يكون هيئة منتزعة انتزعها العقل من متعدّد، وإمّا متعدّد بأن يقصد [فيه] بالتشبيه تشريك الطرفين في كلّ واحد من متعدّد، بخلاف المركّب من وجه الشبه، فإنّ القصد فيه إلى تشريكهما في مجموع الأمور أو في الهيئة المنتزعة عنها. هذا ثمّ الظاهر أن يخصّ التركيب في هذا العرف بالمركّب الاعتباري ويجعل المركب الحقيقي داخلا في الواحد إذ ليس المراد بتركيب المشبّه أو المشبّه به أن يكون حقيقته مركبة من أجزاء مختلفة، ضرورة أنّ الطرفين في قولنا زيد كالأسد مفردان لا مركبان، وكذا في وجه الشّبه ضرورة أنّ وجه الشبه في قولنا: زيد كعمرو في الإنسانيّة واحد لا منزّل منزلة الواحد، بل المراد بالتركيب أن تقصد إلى عدة أشياء مختلفة أو إلى عدة أوصاف لشيء واحد فتنتزع منها هيئة وتجعلها مشبّها ومشبّها به، أو وجه تشبيه. ولذلك ترى صاحب المفتاح يصرّح في تشبيه المركّب بالمركّب بأنّ كلّا من المشبّه والمشبّه به هيئة منتزعة.
اعلم أنّه لا يخفى أنّ هذا التقسيم يجري في الطرفين، فإنّ المشبّه أو المشبّه به قد يكون واحدا وقد يكون بمنزلة الواحد وقد يكون متعددا. فالقول بأنّ تعدّد الطرف يوجب تعدّد التشبيه عرفا دون تعدّد وجه الشّبه لو تمّ لتمّ وجه التخصيص.
واعلم أيضا أنّ كلّا من الواحد وما هو بمنزلته إمّا حسّي أو عقلي، والمتعدّد إمّا حسّي أو عقلي أو مختلف، أي بعضه حسّي وبعضه عقلي، والحسّي وكذا المختلف طرفاه حسّيان لا غير، والعقلي أعمّ. وبالجملة فوجه الشبه إمّا واحد أو مركّب أو متعدّد، وكل من الأولين إمّا حسّي أو عقلي، والأخير إمّا حسّي أو عقلي أو مختلف، فصارت سبعة أقسام، وكل منه إمّا طرفاه حسّيان أو عقليان وإمّا المشبّه حسّي والمشبّه به عقلي أو بالعكس، فتصير ثمانية وعشرين، لكن بوجوب كون طرفي الحسّي حسّيين يسقط اثنا عشر ويبقى ستة عشر. هذا ما قالوا. والحق أن يقسم ما هو بمنزلة الواحد أيضا ثلاثيا، كتقسيم المتعدّد. فعلى هذا يبلغ الأقسام إلى اثنين وثلاثين والباقي بعد الإسقاط سبعة عشر، كما يشهد به التأمّل هكذا في الأطول. وأيضا باعتبار الوجه إمّا تمثيل أو غير تمثيل، والتمثيل تشبيه وجه منتزع من متعدّد وغير التمثيل بخلافه.
وأيضا باعتبار الوجه إمّا مفصّل أو مجمل، فالمفصّل ما ذكر وجهه وهو على قسمين: أحدهما أن يكون المذكور حقيقة وجه الشبه نحو زيد كالأسد في الشجاعة. وثانيهما أن يكون المذكور أمرا مستلزما له كقولهم الكلام الفصيح هو كالعسل في الحلاوة، فإنّ الجامع فيه هو لازم الحلاوة وهو ميل الطّبع لأنه المشترك بين الكلام والعسل. والمجمل ما لم يذكر وجهه فمنه ظاهر يفهم وجهه كلّ أحد ممن له مدخل في ذلك نحو زيد كالأسد، ومنه خفي لا يدرك وجهه إلّا الخاصة سواء أدركه بالبداهة أو بالتأمّل، كقولك هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها، أي هم متناسبون في الشرف كالحلقة المفرغة متناسبة في الأجزاء صورة. ولا يخفى أنّ المراد بالخفي الخفي في حدّ ذاته، فلا يخرجه عن الخفاء عروض ما يوجب ظهوره كما في هذا المثال. فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة يظهر وجه الشّبه فلا اختصاص لهذا التقسيم بالمجمل، بل يجري في المفصل أيضا كأنّهم خصّوا به للتنبيه على أنّه مع خفاء التشبيه فيه يحذف الوجه. وأيضا من المجمل ما لم يذكر فيه وصف أحد الطرفين أي وصف يذكر له من حيث أنّه طرف وهو وصف يشعر بوجه الشّبه، فلا يخرج منه زيد الفاضل أسد لأنّ زيدا لا يثبت له الفضل من حيث أنّه كالأسد. ومنه ما ذكر فيه وصف المشبّه به فقط كقولك هم كالحلقة المفرغة إلخ، فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة مشعر بوجه الشّبه. ومنه ما ذكر فيه وصف المشبّه فقط وكأنّهم لم يذكروا هذا القسم لعدم الظّفر به في كلامهم. ومنه ما ذكر فيه وصفهما أي وصف المشبّه والمشبّه به كليهما نحو فلان كثير المواهب أعرضت عنه أو لم تعرض كالغيث فإنّه يصيبك جئته أو لم تجئ. وهذان الوصفان مشعران بوجه الشّبه أي الإفاضة [في] حالتي الطلب وعدمه وحالتي الإقبال والإعراض.
اعلم أنّه لا يخفى جريان هذا التقسيم في المفصل وكأنّهم لم يتعرّضوا له لأنه لم يوجد إذ لا معنى لإيراد ما يشعر بالوجه مع ذكره، أو لأنّ ذكره في المجمل لدفع توهّم أنه ليس التقسيم مجملا مع ما يشعر بالوجه، ولا داعي لذكره في المفصل. وأيضا باعتبار الوجه إمّا قريب مبتذل وهو التشبيه الذي ينتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به من غير تدقيق نظر لظهور وجهه في بادئ الرأي. ولا ينتقض التعريف بتشبيه يكون المشبّه به لازما ذهنيا للمشبّه مع خفاء وجهه، لأنّه ليس انتقالا لظهور وجهه في بادئ الرأي. وقولنا لظهور وجهه قيد للتعريف. وتحقيقه أن يكون [المشبّه] بحيث إذا نظر العقل فيه ظهر المفهوم الكلّي الذي يشترك بينه وبين المشبّه به من غير تدقيق نظر، والتفت النفس إلى المشبّه به من غير توقف.
ولم يكتف بما ظهر وجهه في بادئ الرأي لأنه يتبادر منه الظهور بعد التشبيه وإحضار الطرفين وهو لا يكفي في الابتذال، بل لا بدّ أن يكون الانتقال من المشبّه إلى المشبّه به لظهور وجهه بمجرد ملاحظة المشبّه كتشبيه الشمس بالمرآة المجلوّة في الاستدارة والاستنارة، فإنّ وجه الشبه فيه لكونه تفصيليا ظاهر. وإمّا غريب بعيد وهو ما لا ينتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به لظهور وجهه في بادئ الرأي، سواء انتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به من بادئ الرأي لكون المشبّه به لازما ذهنيا، لا لظهور وجهه، أولا ينتقل منه إليه كذلك أصلا كقوله والشمس كالمرآة في كفّ الأشل. وكلما كان تركيب وجه التشبيه خياليا كان أو عقليا من أمور أكثر كان التشبيه أبعد لكون تفاصيله أكثر كقوله تعالى إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ الآية. وقد يتصرف في التشبيه القريب بما يجعله غريبا نحو قول الشاعر
عزماته مثل النجوم ثواقبا لو لم يكن للثاقبات أفول أي غروب. وهذا التشبيه يسمّى بالتشبيه المشروط، وهو التشبيه الذي يقيّد فيه المشبّه أو المشبّه به أو كلاهما بشرط وجودي أو عدمي أو مختلف يدلّ عليه بصريح اللفظ كما في البيت السابق، أو بسياق الكلام نحو هو بدر يسكن الأرض، فإنّه في قوة ولو كان البدر يسكن الأرض، وهذه القبّة فلك ساكن أي لو كان الفلك ساكنا.
التقسيم الرابع
باعتبار الغرض فالتشبيه بهذا الاعتبار إمّا مقبول وهو الوافي بإفادة الغرض كأن يكون المشبّه به أعرف الطرفين بوجه الشّبه في بيان الحال أو أتمّهما فيه، أي في وجه الشبه في إلحاق الناقص بالكامل، أو كأن يكون مسلّم الحكم فيه، أي في وجه الشبه معروفا عند المخاطب في بيان الإمكان أو التزيين أو التشويه، وإمّا مردود وهو بخلافه، أي ما يكون قاصرا عن إفادة الغرض وقد سبق في بيان الغرض. ثم التسمية بالمقبول والمردود بالنظر إلى وجه الشّبه فقط مجرد اصطلاح، وإلّا فكلما انتفى شرط من شرائط التشبيه باعتبار الوجه أو الطرف فمردود، لكن بعد الاصطلاح على جعل فائت شرط الوجه أو الطرف مقبولا لإفادة الغرض لا يقال الوفاء بالغرض لا يوجد بدون اجتماع شرائط التشبيه مطلقا. هذا كله خلاصة ما في الأطول والمطول.
فائدة:
القاعدة في المدح تشبيه الادنى بالأعلى وفي الذم تشبيه الأعلى بالأدنى لأن المدح مقام الأعلى والأدنى طارئ عليه [والذم بالعكس،] فيقال في المدح فصّ كالياقوت وفي الذمّ ياقوت كالزجاج، وكذا في السلب، ومنه قوله تعالى يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ أي في النزول لا في العلوّ، وقوله تعالى أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ أي في سوء الحال، أي لا نجعلهم كذلك. نعم أورد على ذلك مثل نوره كمشكاة فإنّه شبّه فيه الأعلى بالأدنى لا في مقام السلب، وأجيب بأنه للتقريب إلى أذهان المخاطبين، إذ لا أعلى من نوره، فيشبّه به كذا في الاتقان. أقول هكذا أورد في تشبيه الصلاة على نبينا وآله صلى الله عليه وعليهم وسلّم بالصلاة على إبراهيم وآله بأن الصلاة على نبينا أكمل وأعلى لقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ولقوله تعالى هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ الآية. ولأنّ نبينا عليه الصلاة والسلام سيد المرسلين بالإجماع لا خلاف فيه لأحد من المؤمنين، فالصلاة عليه أشرف وأكمل وأعلى بلا ريب فيلزم تشبيه الأعلى بغير الأعلى. وأجيب عن ذلك بوجوه:
أوّلها أنّ إبراهيم على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام دعا لنبينا حيث قال رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أنا دعوة إبراهيم) الحديث، فلما وجب للخليل على الحبيب حق دعائه قضى الله تعالى عنه حقّه بأن أجرى ذكره على ألسنة أمته إلى يوم القيمة. وثانيها أنّ إبراهيم سأل ربه بقوله وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ يعني ابق لي ثناء حسنا في أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فأجابه الله تعالى إليه وقرن ذكره بذكر حبيبه إبقاء للثناء الحسن عليه في أمته. وثالثها أنّ إبراهيم أبو الملّة لقوله تعالى مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ الآية ولقوله تعالى قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً الآية، وغيرها من الآيات. ونبينا عليه السلام كان أبا الرحمة لقوله تعالى النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ الآية فلمّا وجب لكل واحد منهما عليهما السلام حقّ الأبوة وحقّ الرحمة قرن بين ذكريهما في باب الصلاة والثناء. ورابعها أنّ إبراهيم كان منادي الشريعة في الحجّ وكان نبينا عليه السلام منادي الدين لقوله تعالى رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ الآية، فجمع بينهما في الصلاة. وخامسها أنّ الشّهرة والظهور في المشبّه به كاف للتشبيه، ولا يشترط كون المشبّه به أكمل وأتمّ في وجه التشبيه. وكان أهل مكّة يدينون ملة إبراهيم على زعمهم وكان أكثرهم من أولاد إسماعيل وإسماعيل بن إبراهيم، وكان إبراهيم مشهورا عندهم وكذلك عند اليهود والنصارى لأنهم من أولاد إسحاق وهو ابن إبراهيم أيضا، فكلّهم ينسبون إلى إبراهيم عليهم السلام. وسادسها بعد تسليم الاشتراط المذكور يكفي أن يكون المشبّه به أتم وأكمل ممن سبق أو من غيره، ولا يشترط كونه أتمّ من المشبّه كما في قوله تعالى اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الآية. هكذا في التفسير الكبير وشرح المشكاة ومدارج النبوة.

اعلم أنّه في جامع الصنائع يقول: إنّ التشبيه ينقسم إلى قسمين: الأول: مرعي، يعني أنّ المشبّه والمشبّه به كلاهما من الأعيان، أي الموجودات كما في تشبيه السالفة بالليل والشفة بالسكر. والثاني: غير مرعي: وهو أن يكون المشبّه به ليس من الموجودات، ولكن من الممكن أن يكون كما في تشبيه العمود المدبّب الرأس «ويشعل في الحرب» بالجبل وكانون النار «المصنوع من النحاس» كأنّه بحر من الذهب.

ثم إنّ التشبيه على أنواع: أحدها: التشبيه المطلق، وهو الذي ذكرت فيه أداة التّشبيه وهي في اللسان العربي: الكاف، وكأنّ، ومثل، ونحو ذلك وفي الفارسية: چون «مثل» «ومانند» «مثل» و «گوئي» «كأنك تقول» وما أشبه ذلك. مثال التشبيه المطلق:
عيناك قاهرة كالنار وجودك جار كالماء وطبعك صاف كالنسيم وحلمك ثابت كالطين (الأرض) الثاني: تشبيه مشروط بأنّ يكون شيء يشبه شيئا آخر ومتوقّف على شرط مثاله: إنّي اسمّي قامتك الجميلة سروا ولكن بشرط أن يكون للسّرو غنج ودلال. حينما تخطرون في الحديقة لا يبلغ الورد إلى مستوى رائحتكم ولكن السّرو يستطيع مصارعة قامتكم لو كان غير مقيّد.

الثالث: التشبيه بالعكس: وهو أن يشبّه شيء بشيء في وصف.
ثم يعود فيشبّه المشبّه به في صفة بالمشبّه مثاله:
لقد أضاء سطح الأرض من لمعان الحديد في حوافر خيله حتى بدت كالفلك.
وصار الفلك من غبار جيشه كالأرض مملوءا بالعجاج. مثال آخر:
كرة الأرض من بهاء طلعتك تسامي الفلك في سمّوه والفلك الدوار من غبار حصانك اتخذ الأرض شعارا الرابع: تشبيه الإضمار وهو إيراد شيئين يمكن التشبيه بهما دون ذكر التشبيه، ثم ذكر ألفاظ تجعل السامع يظنّ أنّ المراد هو شيء آخر. وهنا يقع الإيهام والغموض بأنّ المراد هو التشبيه.

ومثاله: إن تحركي سالفك فسأملأ الدنيا هياجا.

أجل: فالمجنون يزيد هيجانه إذا حرّك أحد قيوده.

الخامس: التشبيه بالكناية. أي أن يشبّه شيء بشيء دون ذكر اسمه صراحة، يعني يكنّى عن المشبّه به ولا ذكر للمشبّه أو المشبّه به في الكلام، ولكنه يفهم من السّياق، ومثاله: نزلت من النرجس (قطرات) من اللؤلؤ وسقّت الورد وهزّت العنّاب بحبات من البرد الذي يبهج النفس (الروح).

السادس: تشبيه التفضيل وهو أن يشبّه شيئا بآخر ثم يرجع عن ذلك فيشبّه المشبّه به بالمشبّه مع تفضيل المشبّه ومثاله: أنت كالقمر ولكن أي قمر إنّه متكلّم. أنت كالسّرو ولكن سرو مغناج.

السابع: تشبيه التّسوية: أن يشبّه شيء بشيء آخر يساويه في الصفة انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: إنّ تشبيه التسوية حسب ما هو مشهور هو أن يعمد الشاعر إلى صفة من صفاته صفة مماثلة من أوصاف محبوبه فيشبههما بشيء آخر. وأمّا الطريق غير المشهور فهو أن يشبّه الشاعر شيئين بشيء واحد. ومثال هذين النوعين في بيت من الشعر العربي وهما: صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي ثغوره في صفاء ودمعي كاللآلي والتشبيه عند أهل التصوّف عبارة عن صورة الجمال، لأنّ الجمال الإلهي له معان وهي الأسماء والأوصاف الإلهية، وله صورة وهي تجليّات تلك المعاني فيما يقع عليه من المحسوس أو المعقول. فالمحسوس كما في قوله عليه السلام «رأيت ربي صورة شاب أمرد». والمعقول كقوله تعالى «أنا عند ظنّ عبدي بي فليظن بي ما شاء» وهذه الصورة هي المراد بالتشبيه، وهو في ظهوره بصور جماله باق على ما استحقه من تنزيه. فكما أعطيت الجناب الإلهي حقّه من التنزيه فكذلك أعطه من التشبيه الإلهي حقّه.
واعلم أنّ التشبيه في حقّ الله تعالى حكم بخلاف التنزيه، فإنه في حقّه أمر عيني ولا يدركه إلّا الكمّل. وأمّا من سوههم من العارفين فإنما يدرك ما قلنا إيمانا وتقليدا لما تقضيه صور حسنه وجماله، إذ كل صورة من صور الموجودات هي صورة حسنه، فإن شهدت الصورة على الوجه التشبيهي ولم تشهد شيئا من التنزيه فقد أشهدك الحق حسنه من وجه واحد، وإن أشهدك الصورة التشبيهية وتعلّقت فيها التنزيه الإلهي فقد أشهدك الحقّ جماله وجماله من وجهي التشبيه والتنزيه فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ. واعلم أنّ للحق تشبيهين: تشبيه ذاتي وهو ما عليك من صور الموجودات المحسوسة أو ما يشبه المحسوسة في الخيال، وتشبيه وصفي وهو ما عليه صور المعاني الأسمائية المنتزعة عما يشبه المحسوس.
وهذه الصورة تتعقل في الذهن ولا تتكيف في الحسّ، فمتى تكيفت التحقت بالتشبيه الذاتي، لأن التكيّف من كمال التشبيه والكمال بالذات أولى فبقي التشبيه الوصفي، وهو ما لا يمكن التكيّف فيه بنوع من الأنواع ولا حين يضرب المثل. ألا ترى الحقّ سبحانه كيف ضرب المثل عن نوره بالمشكاة والمصباح والزجاجة وكأنّ الإنسان صورة هذا التشبيه الذاتي، لأن المراد بالمشكاة صدره والزجاجة قلبه وبالمصباح سرّه وبالشجرة المباركة الإيمان بالغيب، وهو ظهور الحقّ في صورة الخلق، لأن معنى الحق غيب في صورة شهادة الخلق، والإيمان به هو الإيمان بالغيب. والمراد بالزيتونية الحقيقة المطلقة التي لا تقول بأنها من كلّ الوجوه حقّ، ولا بأنها من كل الوجوه خلق، فكانت الشجرة الإيمانية لا شرقية، فنذهب إلى التنزيه المطلق بحيث ينفى التشبيه، ولا غربية فنقول بالتشبيه المطلق حتى ينفى التنزيه، فهي تعصر بين قشر التشبيه ولبّ التنزيه، وحينئذ يكاد زيتها يضيئ الذي هو يغيبها فترتفع ظلمة الزيت بنوره ولو لم تمسسه نار المعاينة الذي هو نور عياني، وهو نور التشبيه على نور الإيمان، وهو نور التنزيه يهدي الله لنوره من يشاء. فكان هذا التشبيه ذاتيا، وهو وإن كان ظاهرا بنوع من ضرب المثل فذلك المثل أحد صور حسنه.
فكلّ مثل ظهر فيه الممثّل به فإنّ المثل أحد صور الممثّل به لظهوره به، كذا في الإنسان الكامل.

الحِجْرُ

الحِجْرُ: مَا يلْزمه من حظر الشَّرْع وَالدُّخُول فِي أَحْكَامه.
الحِجْرُ:
بالكسر ثم السكون، وراء، وهو في اللغة ما حجرت عليه أي منعته من أن يوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه، والحجر العقل واللب، والحجر، بالكسر والضم، الحرام، لغتان معروفتان فيه. والحجر: اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام، قال الإصطخري: الحجر قرية صغيرة قليلة السكان، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال، وبها كانت منازل ثمود، قال الله تعالى:
وَتَنْحِتُونَ من الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ 26: 149، قال: ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال، وتسمى تلك الجبال الأثالث، وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متّصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد ترتقى، كل قطعة منها قائمة بنفسها، لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة، وبها بئر ثمود التي قال الله فيها وفي الناقة: لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ 26: 155، قال جميل:
أقول لداعي الحب، والحجر بيننا ... ووادي القرى: لبّيك! لما دعانيا
فما أحدث النأي المفرّق بيننا ... سلوّا، ولا طول اجتماع تقاليا
والحجر أيضا: حجر الكعبة، وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم، عليه السلام، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة، فسمّي حجرا لذلك، لكن فيه زيادة على ما فيه البيت حدّة، وفي الحديث: من نحو سبعة أذرع، وقد كان ابن الزبير أدخله في الكعبة حين بناها فلما هدم الحجّاج بناءه صرفه عما كان عليه في الجاهلية، وفي الحجر قبر هاجر أم إسماعيل، عليه السلام. والحجر أيضا، قال عرام بن الأصبغ وهو يذكر نواحي المدينة فذكر الرّحضيّة ثم قال: وحذاءها قرية يقال لها الحجر وبها عيون وآبار لبني سليم خاصّة وحذاءها جبل ليس بالــشامخ يقال له قنّة الحجر.

الخَنيفُ

الخَنيفُ، كأميرٍ: أرَدْأُ الكَتَّانِ، أو ثَوْبٌ أبيضُ غَليظٌ من كَتَّانٍ، والطَّريقُ، ج: ككُتُبٍ، والمَرَحُ، والنَّشاطُ، وما تَحْتَ إبْطِ الناقَةِ، لُغَةٌ في الخَلِيفِ، والناقَةُ الغَزِيرَةُ.
وخَنَفَ البَعيرُ يَخْنِفُ خِنافاً، ككِتابٍ: قَلَبَ في مَسيرِهِ خُفَّ يَدِهِ إلى وحْشِيِّهِ، أو لَوَى أَنْفَهُ من الزِّمامِ، أو هو لِينٌ في أرساغِهِ، أو هو إمالَةُ رأسِ الدابَّةِ إلى فارِسِهِ في عَدْوِهِ.
جَمَلٌ خانِفٌ وخَنُوفٌ، وناقَةٌ خَنوفٌ، ج: خُنُفٌ، ككُتُبٍ،
وـ الأتْرُجَّ ونحوَه: قَطَعَهُ، والقِطْعَةُ منه: خَنَفَةٌ، محرَّكةً وبالكسر،
وـ المرأةُ: ضَرَبَتْ صَدْرَها بيدِها.
والخُنُوفُ: الغَضَبُ. وككُتُبٍ: الآثارُ.
وخَيْنَفٌ، كصَيْقَلٍ: وادٍ بالحِجازِ، م.
والخانِفُ: الــشامِخُ بأنْفِهِ كِبْراً. وكمِنْبَرٍ: أبو مِخْنَفٍ لُوطُ بنُ يَحْيَى، أخْبارِيٌّ شِيعِيٌّ تالِفٌ مَتْرُوكٌ.
وجَمَلٌ مِخْنافٌ: لا يُلْقِحُ، كالعَقِيمِ مِنَّا.
ورجلٌ مِخْنافٌ: لا يَنْجُبُ على يدِهِ ما يَأْبِرُه من النَّخْلِ وما يُعالِجُه من الزَّرْعِ.
والخَنَفُ، محرَّكَةً: انْهِضامُ أحدِ جانِبَيِ الصَّدْرِ أو الظَّهْرِ، صَدْرٌ وظَهْرٌ أخْنَفُ.
ووَقَعَ في خَنْفَةٍ، ويُكْسَرُ، أي: ما يُسْتَحْيا منه.

صنن

ص ن ن : الصُّنَانُ الذَّفَرُ تَحْتَ الْإِبِطِ وَغَيْرِهِ وَأَصَنَّ الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ صَارَ لَهُ صُنَانٌ. 
ص ن ن: (الصِّنُّ) يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ. وَ (الصُّنَانُ) ذَفَرُ الْإِبْطِ. وَقَدْ (أَصَنَّ) الرَّجُلُ أَيْ صَارَ لَهُ (صُنَانٌ) . 
[صنن] فيه: نعم البيت الحمام يذهب "الصنة" ويذكر النار، هو الصنان ورائحة معاطف الجسم إذا تغيرت، من أصن اللحم: أنتن. والصن بالفتح زنبيل كبير، وقيل: هو شبه السلة المطبقة.
(صنن) - في مُسْنَد النِّساءِ لأحمَد رحمه الله: "فأُتىِ بعَرَقٍ : يَعْنىِ الصَّنَّ".
قال الجَبَّان: الصَّنُّ: زَبِيلٌ كَبِير. وقال أيضا: الصَّنُّ: شِبْه السَّلَّة المُطْبَقَة، يعنى بفَتْح الصَّاد. والصِّنُّ بالكَسْر: بَولُ الوَبْرِ، يُخَثَّر للأَدْوِيَة، وهو مُنْتِنٌ جِدًّا

صنن


صَنَّ
أَصْنَنَa. Smelt, stank; turned bad.
b. Had strong smelling armpits.
c. Assumed a contemptuous air.
d. Was, became angry.
e. ['Ala], Persevered, persisted in, with.
صَنّ صِنّ
Provision-basket.
صِنَّة
(pl.
أَصْنِنَة)
a. Smell, stink, stench.

أَصْنَنُa. Idle, lazy; careless.

صُنَاْنa. see 2t
صَنَّاْنa. Brave, courageous; determined.

صَنَابِر صِنَّبْر
a. Cold.

صُنْبُوْر (pl.
صَنَاْنِ4ُ صَنَاْنِيْ4ُ)
a. Old palmtree; solitary, lonely; childless.
b. Pipe; spout; aqueduct.
c. Cold ( wind, winter ).
صَنَوْبَر
a. Pine-tree; fir.
b. Pinecones.
c. Conical; cone.
[صنن] الصن بالكسر: بول الوبر، وهو مُنْتنٌ جدّاً. قال جرير: تَطَلّى وهى سيئة المعرى * بصن الوبر تَحْسَبُهُ مَلابا والصِنُّ أيضاً: يومٌ من أيام العجوز. والصِنُّ أيضاً: شبه السَلَّة المُطْبَقة، يُجعَل فيه الخبز. والصُنانُ: ذَفَر الإبط. وقد أَصَنَّ الرجلُ، أي صار له صُنانٌ. وأَصَنَّ، إذا شَمَخ بأنْفه تكبرا. وقال  * أإبلى تأكلها مصنا * ومنه قولهم: أصنت الناقة، إذا حَمَلتْ فاستكبرتْ على الفحل. الأصمعي: فلان مُصِنٌّ غَضَباً، أي ممتلئ غضبا.
صنن
صَنَّ صَنَنْتُ، يَصِنّ، اصْنِنْ/ صِنَّ، صَنًّا وصُنُونًا، فهو صانّ
 • صنَّ الشَّيءُ: أنتنت رائحتُه "صَنَّ الإبطُ". 

أصنَّ يُصِنّ، أصْنِنْ/ أصِنَّ، إصنانًا، فهو مُصِنّ
• أصنَّ الشَّيءُ: صَنَّ؛ أنتنت رائحتُه "أصنّ الإبطُ". 

صُنان [مفرد]: شدّة خبث الرائحة "صُنان الإبط". 

صَنّ [مفرد]: مصدر صَنَّ. 

صُنُون [مفرد]: مصدر صَنَّ. 
الصاد والنون ص ن ن

المُصِنُّ الــشامخُ بأَنْفِه تَكُّبراً أو غَضَباً قال

(قد أخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بهَا مُصِنُّ) وأصَنَّتِ الناقةُ مَخِضَت فَوقَع رِجْلُ الولَدِ في صَلاها قال وأصَنَّتِ المرأةُ وهي مُصِنٌّ ومُصِنَّةٌ عَجُزَتْ وفيها بَقِيَّةٌ والصَّنُّ زَبِيلٌ كبيرٌ مثل السَّلةِ والصِّنُّ بَوْلُ الوَبْرِ يُخَثَّر للأدْوِية وصِنٌّ يَوْمٌ من أيام العَجُوز وقيل هو أَوَّلُ أَيَّامِها والصِّنّينُ بلدٌ قال

(ليتَ شِعرِي متى تَخُبُّ بي الناقةُ ... بين العُذَيْبِ فالصِّنينِ)

والصُّنَانُ رِيحُ الذَّفَرِ وقيل هي الرِّيحُ الطَّيِّبةُ قال

(يا رِيَّهَا وقد بَدا صُنَانِي ... كأنَّنِي جانِي عَبَيْثَرَانِ)

وصَنَّ اللَّحْمُ كصَلَّ إما لغَةٌ وإمّا بَدَلٌ

صنن: المُصِنُّ: الــشامخ بأَنفه تكبراً أَو غضباً؛ قال:

قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ،

ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ.

ابن السكيت: المُصِنُّ الرافع رأْسه تكبراً؛ وأَنشد لمُدْرِكِ بن

حِصْنٍ:

يا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا،

فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فلما شَنّا

بلَّ الذُّنابي عَبَساً مُبِنَّا

أَإِبِلِي تأْكلُها مُصِنَّا،

خافِضَ سِنٍّ ومُشِيلاً سِنَّا؟

أَبو عمرو: أَتانا فلان مُصِنّاً بأَنفه إذا رفع أَنفه من العَظَمة.

وأَصَنَّ إذا شمخ بأَنفه تكبراً. ومنه قولهم: أَصَنَّتِ الناقةُ إذا حملت

فاستكبرت على الفحل. الأَصمعي: فلان مُصِنٌّ غضباً أَي ممتلئ غضباً.

وأَصَنَّتِ الناقةُ: مَخِضَتْ فوقع رجل الولد في صَلاها. التهذيب: وإذا تأَخر

ولد الناقة حتى يقع في الصَّلا فهو مُصِنٌّ، وهن مُصِنَّات ومَصَانُّ.

ابن شميل: المُصِنُّ من النُّوق التي يَدْفَعُ وَلَدُها بكُراعة وأَنفه في

دُبرها إذا نَشِبَ في بطنها ودَنا نَتاجُها. وقد أَصنَّتْ إذا دفَع

ولدُها برأْسه في خَوْرانها. قال أَبو عبيدة: إذا دنا نَتاج الفرس وارْتَكَضَ

ولدها وتحرّك في صَلاها فهي حينئذ مُصِنَّة وقد أَصَنَّتِ الفَرَسُ،

وربما وَقَعَ السَّقْيُ في بعض حركته حتى يُرَى سَوادُه من ظَبْيَتِها،

والسَّقْيُ طرف السَّابياء، قال: وقَلَّما تكون الفرس مُصِنَّة إذا كانت

مُذْكِراً تلد الذكور. وأَصَنَّتِ المرأَةُ وهي مُصِنٌّ: عَجُزَتْ وفيها

بقية.والصَّنُّ، بالفتح: زَبِيلٌ كبير مثل السَّلَّةِ المُطْبَقَة يجعل فيها

الطعام والخُبْز. وفي الحديث: فأُتي بِعَرَقٍ، يعني الصِّنَّ. والصِّنُّ،

بالكسر: بول الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْوية، وهو مُنْتِنٌ جدّاً؛ قال

جرير:

تَطَلَّى، وهي سَيئَةُ المُعَرَّى،

بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا

وصِنٌّ: يومٌ من أَيام العجوز، وقيل: هو أَول أَيامها، وذكره الأَزهري

والجوهري مُعَرِّفاً فقالا: والصِّنُّ؛ وأَنشد:

فإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِنا:

صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ

ابن بري عن ابن خالويه قال: المُصِنُّ في كلام العرب سبعة أَشياء:

المُصِنُّ الحية إذا عَضَّ قَتَلَ مكانَه، تقول العرب رماه الله بالمُصِنّ

المُسْكِتِ، والمُصِنُّ المتكبر، والمُصِنُّ المُنْتِن، أَصَنَّ اللحمُ

أَنْتَنَ، والمُصِنُّ الذي له صُنان؛ قال جرير:

لا تُوعدُوني يا بَنِي المُصِنَّه. أَي المنتنة الريح من الصُّنانِ،

والمُصِنُّ الساكت، والمُصِنُّ الممتلئ غضباً، والمُصِنُّ الــشامخ بأَنفه.

والصُّنَان: ريح الذَّفَر، وقيل: هي الريح الطيبة؛ قال:

يا رِيَّها، وقد بدا صُناني،

كأَنني جاني عَبَيْثَرانِ

وصَنَّ اللحمُ: كصَلَّ، إما لغة وإما بدل. وأَصَنَّ إذا سكت، فهو

مُصِنٌّ ساكت. وعن عطية بن قيس الكُلاعِي: أَن أَبا الدرداءِ كان يدخل الحمام

فيقول نعم البيتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّة ويُذَكِّرُ النارَ؛ قال

أَبو منصور: أَراد بالصِّنَّة الصُّنان، وهو رائحة المَغَابِنِ ومَعاطِفِ

الجسم إذا فسد وتغير فعُولِجَ بالمَرْتَك وما أَشبهه. نُصَيْرٌ الرازي:

ويقال للتَّيْسِ إذا هاج قد أَصَنَّ، فهو مُصِنٌّ، وصُنانه ريحه عند

هِيَاجِه. والصُّنَانُ: ذَفَرُ الإِبِطِ. وأَصَنَّ الرجلُ: صار له صُنَان. ويقال

للبَغْلة إذا أَمسكتها في يدك فأَنتنت: قد أَصَنَّتْ. ويقال للرجل

المُطِيخ المُخْفِي كلامه: مُصِنٌّ. والصِّنِّينُ: بلد: قال:

ليتَ شِعْرِي متى تَخُبُّ بيَ النا

قةُ بين العُذَيْبِ فالصِّنِّينِ؟

صنن
: ( {الصِّنُّ، بالكسْرِ) : أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (بَوْلُ الإِبِلِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ بَوْلُ الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْويَةِ، وَهُوَ مُنْتِنٌ جدًّا؛ وَمِنْه قوْلُ جَريرٍ:
تَطَلَّى وَهِي سَيئَةُ المُعَرَّى} بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا ( {الصِّنُّ) : يَوْمٌ مِن أَيامِ العَجُوزِ؛ هَكَذَا ذَكَرَه الجَوْهرِيُّ والأَزّهرِيُّ باللامِ.
وقالَ غيرُهما:} صِنٌّ بِلا لامٍ: (أَوَّلُ أَيامِ العَجُوزِ) ؛ وأَنْشَدَ:
فَإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِناصِنٌّ وصِنَّبْرٍ مَعَ الوَبْرِ (و) الصِّنُّ: (شِبْهُ السَّلةِ المُطْبَقَةِ يُجْعَلُ فِيهَا) الطَّعامُ (أَو الخُبْزُ) . ظاهِرُ سِياقِه أنَّه بكسْرِ الصَّادِ، والصَّوابُ بفتْحِها.
(و) {الصِّنَّةُ، (بهاءٍ: ذَفَرُ الإبْطِ) ، وَمِنْه حدِيثُ أَبي الدَّرْداء: (نِعْم البَيْتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّةِ) . وَهِي (} كالصُّنانِ) ، بالضمِّ: وَهِي رائِحَةُ المَغَابِنِ ومَعاطِفِ الجِسْمِ إِذا فَسَدَ وتغيَّرَ فعُولِج، بالمَرْتَكِ وَمَا أَشْبَهَه. ( {وأَصَنَّ) الرَّجُلُ:) (صارَ ذَا} صُنانٍ) ، فَهُوَ {مُصِنٌّ، وَهِي مُصِنَّةٌ؛ قالَ جَريرٌ:
لَا تُوعدُوني يَا بَنِي} المُصِنَّة (و) {أَصَنَّ: (شَمَخَ بأنْفِه تَكَبُّراً) ؛ قالَ الرَّاجزُ:
قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّومَوْهَبٌ مُبْزٍ بهَا} مُصِن ُّمَوْهَبٌ: اسمُ رجُلٍ، وَقد ذُكِرَ فِي رَدَن.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: رَفَع رأْسَه تَكَبُّراً؛ وأَنْشَدَ لمُدْرِكِ بنِ حِصْنٍ:
أَإِبْلِي تأْكُلُها {مُصِنَّا وقالَ أَبو عَمْرٍ و: أَتانَا فلانٌ مُصِنّاً إِذا رَفَعَ رأْسَه مِن العَظَمَةِ.
(و) } أَصَنَّ: (غَضِبَ) .
قالَ الأَصْمعيُّ: فلانٌ {مُصِنٌّ غَضَباً أَي مُمْتلىءٌ غَضَباً.
(و) } أَصَنَّتِ (النَّاقَةُ: حَمَلَتْ فاسْتَكْبَرَتْ على الفَحْلِ) ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِن {أَصَنَّ إِذا شَمَخَ بأنْفِه تَكَبُّراً.
(و) أَصَنَّ (الماءُ) : إِذا (تَغَيَّرَ.
(و) أَصَنَّ (على الأَمْرِ) إِذا (أَصَرَّ) عَلَيْهِ.
(و) أَصَنَّتِ (الفَرَسُ) : إِذا (نَشِبَ ولَدُها فِي بَطْنِها) ، وذلِكَ إِذا دَنا نِتاجُها (فَدَفَعَ) ، ونَصّ ابْن شُمَيْل:} المُصنُّ مِن النُّوقِ الَّتِي يَدْفَعُ ولَدُها بكُراعِه وأَنْفِه فِي دُبُرِها إِذا نَشِبَ فِي بَطْنِها؛ وَقد أَصَنَّتْ إِذا دَفَعَ ولَدُها (برأْسِه فِي خَوْرانِها) .
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا دَنا نِتاجُ الفَرَسِ وارْتَكَضَ ولَدُها وتحرَّكَ فِي صَلاها.
وَفِي التَّهْذيبِ: وَإِذا تأَخَّرَ وَلَدُ الناقَةِ حَتَّى يَقَعَ فِي الصّلا فَهُوَ مُصِنٌّ وَهن {مُصِنَّات} ومُصَانُّ. (ورجُلٌ {أَصَنُّ: مُتَغافلٌ.
(و) } صَنَّانٌ، (كشَدَّادٍ: شُجاعٌ.
(و) {صِنِّينُ، (كسِكِّينٍ: ع الكُوفَةِ) ؛ قالَ:
ليتَ شِعْريِ مَتى تَخُبُّ بيَ الناقَةُ بَين العُذَيْبِ} فالصِّنِّينِ؟ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَصَنَّتِ المرْأَةُ فَهِيَ مُصِنٌّ إِذا عَجُزَتْ وفيهَا بَقِيَّةٌ.
(و) {المُصِنُّ: الحيةُ إِذا عَضَّ قَتَلَ مَكانَه؛ تقُولُ العَرَبُ رَماهُ اللهاُ تَعَالَى} بالمُصِنّ المُسْكِتِ، عَن ابنِ خَالَوَيْه.
{وأَصَنَّ اللّحْمُ: أَنْتَنَ.
} والمُصِنُّ: الساكِتُ.
{والصُّنَانُ، كغُرابٍ: الريحُ الطَّيبَةُ؛ ضِدٌّ؛ قالَ:
يَا رِيَّها وَقد بدا} صُناني كأَنَّني جاني عَبَيْثَران {وصَنَّ اللحمُ: كصَلّ إمَّا لُغَة أَو بَدَلٌ.
وقالَ نُصَيْرُ الرَّازِي: يقالُ للتَّيْسِ إِذا هاجَ قد} أَصَنَّ، فَهُوَ {مُصِنٌّ،} وصُنانُه رِيحُه عنْدَ هياجِه.
وقالَ غيرُهُ: يُقالُ للبَغْلةِ إِذا أَمْسَكْتها فِي يدِكَ فأَنْتَنَتْ: قد {أَصَنَّتْ.
} وأَصَنَّ: أَخْفَى كَلامَه.
! وصنُّ الوَبْرِ: أَقْراصٌ تُجْلَبُ مِن اليمنِ إِلَى الحِجازِ توجَدُ بمَغَارَاتٍ هُنَاكَ تُحَلِّلُ الأَوْرَامَ طِلاءً بالعَسَلِ، قالَهُ الحكِيمُ دَاوُد، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى.

كَبَحَ

(كَبَحَ)
- فِي حَدِيثِ الْإِفَاضَةِ مِنْ عَرَفَاتٍ «وَهُوَ يَكْبَحُ رَاحِلَتَه» كَبَحْتُ الدَّابَّة إذَا جَذبْتَ رأسَها إِلَيْكَ وَأَنْتَ راكِب ومَنَعْتَها مِنَ الجِمَاح وسُرعة السَّير.
كَبَحَ الدابَّةَ: جَذَبَ لِجامَهَا لِتَقِف،
كأكْبَحَهَا،
وـ بالسَّيْفِ: ضَرَبَ،
وـ فلاناً: رَدَّهُ عن الحاجَةِ.
والكُبْحُ، بالضم: نَوْعٌ من المَصْلِ أسْوَدُ، أو هو الرَّخْبِينُ.
وإنه لمُكَبَّح، كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ: شامِخٌ.
وقد أُكْبحَ، بالضم: إذا كان كذلك.
وبعيرٌ أَكْبَحُ: شديد.
وكابَحَهُ: شاتَمَهُ.
والكابحُ: ما اسْتَقْبَلَكَ مما يُتَطَيَّرُ مِنْهُ، ج: كوابحُ.

شَرَا

(شَرَا)
(هـ) فِي حَدِيثِ السَّائِبِ «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِيكى، فَكَانَ خيرَ شَرِيكٍ لَا يُشَارِي، وَلَا يُمارِى، وَلَا يُدَارى» الْمُشَارَاةُ: المُلاجَّة. وَقَدْ شَرِيَ واسْتَشْرَى إِذَا لَجَّ فِي الأمْر. وَقِيلَ لَا يُشَارِي مِنَ الشَّرِّ: أَيْ لَا يُشارِرهُ، فَقَلب إِحْدَى الرَّاءيْن يَاءً.
وَالْأَوَّلُ الوجْهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تُشَارِ أَخَاكَ» فِي إِحْدَى الرِّوايتين.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَبْعَثِ «فَشَرِيَ الْأَمْرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُفَّارِ حِينَ سَبَّ آلِهَتَهُمْ» أَيْ عَظُمَ وتَفاقَم ولَجُّوا فيه. (هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «حَتَّى شَرِيَ أمْرُهُما» .
وَحَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ «رَكب شَرِيّاً» أَيْ رَكِبَ فَرساً يَسْتَشْرِي فِي سَيْره، يَعْنِي يَلِجُّ ويَجدّ.
وَقِيلَ الشَّرِيُّ: الْفَائِقُ الخِيارُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِف أَبَاهَا «ثُمَّ اسْتَشْرَى فِي دِينِهِ» أَيْ جَدَّ وقَوىَ واهتمَّ بِهِ.
وَقِيلَ هُوَ مِنْ شَرِيَ البَرقُ واسْتَشْرَى إِذَا تتابَع لَمعاَنُه .
وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ «قَالَ لِابْنِهِ عبدِ اللَّهِ: واللهِ لَا أَشْرِي عَمَلى بشيءٍ، ولَلدُّنيا أهونُ عليَّ مِنْ مِنْحَةٍ ساحَّةٍ» لَا أَشْرِي: أَيْ لَا أبِيعُ. يُقَالُ شَرَى بِمَعْنَى بَاعَ واشْتَرَى.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ جَمَعَ بَنِيه حِينَ أَشْرَى أهلُ المدينةِ مَعَ ابْنِ الزُّبير وخلعُوا بَيعَة يَزِيدَ» أَيْ صَارُوا كَالشُّرَاةِ فِي فْعلهم، وَهُمُ الْخَوَارِجُ وخُرُوجهم عَنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ. وَإِنَّمَا لَزِمَهم هَذَا اللَّقبُ لِأَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةِ: أَيْ بَاعُوهَا. والشُّرَاةُ جَمْعُ شَارٍ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُشَارّة: المُلاجَّة.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ قَالَ: هُوَ الشَّرْيَانُ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الشَّرْيَانُ والشَّرْيُ: الحنْظَل: وَقِيلَ هُوَ ورَقة، ونحوُهما الرَّهْوَان والرَّهوُ، لِلْمُطَمْئِنِّ مِنَ الْأَرْضِ، الْوَاحِدَةُ شَرْيَةٌ. وَأَمَّا الشِّرْيَانُ- بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ- فَشَجَرٌ يُعْمل مِنْهُ القِسِىُّ، الواحِدةُ شِرْيَانَة.
وَمِنَ الْأَوَّلِ حديثْ لَقِيطٍ «ثُمَّ أشرَفَت عَلَيْهَا وَهِيَ شَرْيَةٌ وَاحِدَةٌ» هَكَذَا رَوَاهُ بعضُهم. أرادَ أنَّ الأرضَ اخضَرَّت بالنَّبات، فكأنَّها حَنْظَلَةٌ وَاحِدَةٌ. والرِّوايةُ شَرْبة بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «قَالَ لرجُل: انْزِل أَشْرَاء الحَرَم» أَيْ نواحيَه وجَوانَبه، الْوَاحِدُ شَرًى.
وَفِيهِ ذكْر «الشَّرَاةِ» وَهُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ: جَبَل شَامِخٌ من دون عُسْفان، وصُقْع بالشام قريبٌ مِنْ دِمَشْق كَانَ يَسْكُنُهُ عليُّ بنُ عبد الله بن العباس وأولاده إلى أن أتَتْهم الْخِلَافَةُ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ فِي الصَّدقة «فَلَا يَأْخُذُ إلاَّ تِلْكَ السِّنَّ مِنْ شَرْوَى إبلِه، أَوْ قيمةَ عَدْلٍ» أَيْ مِنْ مِثْل إِبِلِهِ. والشَّرْوَى: المَثْلُ. وَهَذَا شَرْوَى هَذَا: أَيْ مِثْله.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «ادفَعُوا شَرْوَاهَا مِنَ الغَنَم» .
وَحَدِيثُ شُرَيْحٍ «قَضَى فِي رجُل نَزَع فِي قوِس رَجُلٍ فكسرَها، فَقَالَ: لَهُ شَرْوَاهَا» وَكَانَ يُضمّن القصَّار شَرْوَى الثَّوْبِ الَّذِي أهْلَكه.
وَحَدِيثُ النَّخَعِيِّ «فِي الرَّجُلِ يَبيعُ الرجلَ وَيَشْتَرِطُ الْخَلَاصَ قَالَ: لَهُ الشَّرْوَى» أَيِ المِثلُ.

أرنب

(أرنب) - من حَدِيث وائِل: "كان يَسجُد على جَبْهَتِه وأرنَبَتِه".
الأَرنَبَةُ: طَرفُ الأَنف.
[أرنب] فيه: "الأرنبة" طرف الأنف. ك: هو بفتح همزة ونون وموحدة وسكون راء. مخ: "الأرنب" دويبة لينة اللمس.
أرنب
أَرْنَب [مفرد]: ج أَرانِبُ وأَرانٍ: (حن) حيوان ثَدْيِيٌّ صغير؛ من الفصيلة الأرنبيّة ورتبة القوارض طويل الأذنين قصير الذيل، يداه أقصر من رجليه، يُؤكل لحمُه، يغطي جسمه فرو ناعم، وهو كثير التوالد سريع الجري، ومنها البرِّيّ والداجن، يضرب به المثل في الجبن، يطلق على الذكر والأنثى، وقد يقال أرنبة للذكر والأنثى كذلك "هو أرنب: جبان" ° الإنجاب الأرنبيّ: ذو المعدَّل العالي، المتزايد. 

أرْنَبة [مفرد]: ج أَرْنبات وأَرانِبُ: واحدة الأرانب.
• أرنبة الأَنْف: طَرَفه "فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى أَنْفِهِ وَأَرْنَبَتِهِ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ [حديث] " ° قطَع أرنبته/ جدَع أرنبته: أهانه وأذلّه- لا يرى أبعد من أرنبة أنفه: تنقصه النظرة الصائبة والرؤية البعيدة للأمور، محدود التفكير- هُم شُمُّ الأرانب: أعزّاءُ، شامخــون. 

أَرْنبيَّة [مفرد]
• الشَّفة الأرنبيَّة: (طب) تشوُّه خِلقيّ يكون على شكل شقّ أو شقَّين عموديين في الشَّفة العليا. 

رسو

رسو


رَسَا(n. ac. رَسْو
رُسُوّ)
a. Was, became stationary, motionless; was firm, steady;
was grave, sedate, staid.
b. Cast anchor, anchored; lay at anchor.
c.(n. ac. رَسْو) [Bain], Pacified, reconciled.
d. [acc. & La], Related, quoted to.
e. ['An], Quoted, cited, related from.
رَاْسَوَa. Competed with in swimming.

أَرْسَوَa. see I (b)
رَسْوَة []
a. Bead-bracelets.

مَرْسًى [] (pl.
مَرَاسٍ [] )
a. Anchorage, roadstead; port, haven, harbour.
b. In port; at anchor, anchored; moored.

مِرْسَاة [] (pl.
مَرَاْسِوُ)
a. Anchor.

رَاسٍ (pl.
رَواسٍ [] )
a. see 17 (b)b. see 25
رَاسِيَة [] ( pl.
reg. )
a. Fem. of
رَاْسِو
رَسِيّa. Motionless, firm, steady, immovable; steadfast
constant.

مُرْسَى [ N. P.
a. IV], Anchorage, moorings.
ر س و : رَسَا الشَّيْءُ يَرْسُو رَسْوًا وَرُسُوًّا ثَبَتَ فَهُوَ رَاسٍ وَجِبَالٌ رَاسِيَةٌ وَرَاسِيَاتٌ وَرَوَاسٍ وَأَرْسَيْتُهُ بِالْأَلِفِ لِلتَّعْدِيَةِ وَرَسَتْ أَقْدَامُهُمْ فِي الْحَرْبِ وَرَسَوْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ أَصْلَحْتُ وَأَلْقَتْ السَّحَابَةُ مَرَاسِيَهَا دَامَتْ. 
ر س و

جبل راس، وجبال راسبات ورواس. وأرساها الله تعالى. ورسا وترسّى: ثبت. ورست السفينة: انتهت إلى قرار فبقيت لا تسير، وأرسوها بالمرساة وهي الأنجر. ورست قدماه في الحرب. " وقدور راسيات " لا يستطاع تحويلها لثقلها فهي في مكانها.


ومن المجاز: ما أرسى ثبير ما أقام، وأصله من إرساء السفينة. وألقوا مراسيها. قال زهير:

وأين الذين يحضرون جفانه ... إذا قدمت ألقوا لهنّ المراسيا

وقال آخر:

إذا قلت أكدى الودق ألقى المراسيا

ورسا الفحل بالشول إذا تفرقت فصاح بها فاستقرّت.
رسو
رَسَوْتُ لفُلانٍ رَسْواً من الحَدِيثِ والأمْرِ: أي ذَكَرْتُ له منه ذِكْراً وطَرَفاً. ورَسيْتُ منه حَدِيثاً: أي حَفِظْته وحَمَلْت عنه.
والرَّسْوُ: الإصْلَاحُ بَيْنَ القَوْم. ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو: ثَبَتَ أصلُه في الأرْضِ. وكذلك السَّفِيْنَةُ إذا انْتَهَتْ إلى قَرَارِ الماءِ.
والمِرْسَاةُ: الأنْجَرُ.
وإذا ثَبَتَتِ السحَابَةُ في مَوْضِعٍ وجادَتْ قيل: ألْقَتْ مَرَاسِيَها. والفَحْلُ إذا صاحَ بالشَّوْلِ ثُم سَكَنَتْ وأسْفَرَتْ قيل: رَسَا بِها.
ورَسَتْ قَدَمَاهُ في الحَرْبِ. وقِدْرٌ راسِيَةٌ: لا تَبْرَحُ مَكانَها. والرسْوة: الدسْتِيْنَجُ، وجَمعها رَسَوَاتٌ ورِسَاء، وهو من خَرَزٍ صِغَارٍ ولُؤْلُؤٍ. وتَرَست المَرْأةُ: من ذلك.
رسو
رسا/ رسا على يَرسُو، ارْسُ، رَسْوًا ورُسُوًّا، فهو راسٍ، والمفعول مَرسُوٌّ عليه
• رسا البناءُ: رسَخ وثبَت "رست قدماه في الحرب/ العلم- جبلٌ راسٍ".
• رست السَّفينةُ: توقفت عند الشاطئ.
• رسا الشَّخصُ: كان وقورًا رزينًا "يجب أن ترسو في المواقف الصعبة".
• رستِ القِدْرُ: كانت ثقيلة لا يُستطاع تحويلُها " {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} ".
• رسا المزادُ على فلان: (جر) وقف عنده وصار له حق الحصول على السلعة.
• رست المناقصةُ على فلان: (جر) قُبل عرضُه وتمكَّن من الحصول على التعهد. 

أرسى يُرسي، أَرْسِ، إرساءً، فهو مُرسٍ، والمفعول مُرسًى (للمتعدِّي)
• أرست السَّفينةُ: رسَتْ؛ توقفت عند الشاطئ.
• أرسى الملاَّحُ السَّفينةَ:
1 - أوقفها في الميناء.
2 - أخرجها من الماء " {بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} ".
• أرسى البنَّاءُ دعائمَ البناء: أقامها وثبّتها "أرسى القواعدَ/ حجرَ الأساس/ السَّلامَ- {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} " ° أرسى المناقصةَ/ أرسى المزادَ: أقرّه وأثبته على صاحب أفضل عرض. 

رسَّى يُرسِّي، رَسِّ، ترسيةً، فهو مُرَسٍّ، والمفعول مُرَسًّى
• رسَّى فلانًا: جعله يتوقر ويتَّزن "رسَّى الأبُ ابنَه- رسَّت تجاربُ الحياة صاحبَها".
• رسَّى البنَّاءُ البناءَ: أرساه؛ رسَّخه وثبّته "رسَّى عمودًا/ حَجَر الأساس" ° رسَّى المناقصةَ/ رسَّى المزادَ: أرساه؛ أقرّه وأثبته على صاحب أفضل عرض. 

إرساء [مفرد]: مصدر أرسى. 

ترسية [مفرد]: مصدر رسَّى. 

رَسْو [مفرد]: مصدر رسا/ رسا على. 

رُسُوّ [مفرد]: مصدر رسا/ رسا على ° رُسُوّ المزاد: إيقاع بيع المزاد على من عرض أغلى ثمن. 

رَواسٍ [جمع]: مف راسية وراسٍ: جبال ثوابت رواسخ " {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَــاتٍ} ". 

مِرْساة [مفرد]: ج مَراسٍ: ثِقْلٌ يلقى في الماء فيمسك السَّفينة ويمنعها من الحركة ° أَلْقَوْا مراسِيَهُم: أقاموا بعد سفر- ألقى السَّحابُ مراسيَه: ثبت في مكان وأمطر- مِرساة الأمان: مرساة إضافيّة كبيرة تستعمل في حالات الطوارئ-
 مِرساة عائمة: عائق وعادةً إطار مخروطيّ مغطَّى بالقنَّب يدلَّى خلف المركب لمنع الانجراف والمحافظة على مواجهة الريح. 

مَرْسًى [مفرد]: ج مَراسٍ: اسم مكان من رسا/ رسا على: ميناء، مَرْفَأ؛ مَحَلّ وقوف السَّفينة بالسَّاحل "وصلت السفينة إلى المرسى قبل وقتها بنصف ساعة" ° مَرْسى المزاد: رُسُوُّه؛ إيقاعُ بيع المزايدة على من عرض أغلى ثمن. 

مُرْسًى [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أرسى.
2 - مصدر ميميّ من أرسى.
3 - اسم زمان من أرسى: وقت وحين " {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} ".
4 - اسم مكان من أرسى. 

رسو

1 رَسَا, (S, M, Msb, K,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. رُسُوٌّ (M, Msb, K) and رَسْوٌ, (K,) It (a thing, S, M, Msb) was, or became, stationary, at rest, fixed, fast, firm, steady, steadfast, or stable; (S, M, Msb, K) as also ↓ ارسى, (M, K,) inf. n. إِرْسَآءٌ; and ↓ ترسّى. (TA.) الرسو and الرسوخ [i. e.

الرُّسُوُّ and الرُّسُوخُ] are nearly the same [in meaning]. (Ham p. 51.) You say, رَسَا الجَبَلُ (assumed tropical:) The mountain was firmly based, or firm in its base, upon the ground. (TA.) And ثَبِيرٌ ↓ مَا أَرْسَى (tropical:) As long as Thebeer [the mountain so called] remains [firm] in its place. (TA.) [Its being said that this is tropical is app. meant to indicate that the verbs above are properly used only in relation to a ship, in senses explained in what follows; which, however, I doubt.] You say also, رَسَتْ قَدَمُهُ, meaning His foot stood firm in war: (M:) or رَسَتْ أَقْدَامُهُمْ فِى الحَرْبِ Their feet stood firm in war. (S, Msb. *) And رَسَتِ السَّفِينَةُ, (S, M, K,) aor. ـْ inf. n. رُسُوٌّ and رَسْوٌ (S) [and مَرْسًى, as shown below, see 4], The ship [anchored; cast anchor; lay at anchor; or] rested, or became stationary, upon the anchor: (T, S, K:) in [some of] the copies of the K [and of the S], عَلَى البَحْرِ is erroneously put for على الأَنْجَرِ [or على اللَّنْجَرِ]: (TA:) or the meaning is, [in some instances, the ship grounded; i. e.] the lower, or lowest, part of the ship reached the bottom of the water, and she consequently remained stationary. (T, M, TA.) b2: رَسَا الفَحْلُ بِشَوْلِهِ (S, M, K,) (tropical:) The stallion [-camel] leaped, or leaped upon, his شول [or she-camels that had passed seven or eight months since the period of their bringing forth]: (S, TA:) or brayed to his شول, and they became motionless, or still: (M:) or brayed to his شول when they had dispersed themselves from him, and they turned aside to him, and became motionless, or still. (K, TA.) b3: رَسَوْتُ بَيْنَ القَوْمِ, (S, M, * Msb,) inf. n. رَسْوٌ, (S, M,) I effected an agreement, a harmony, a reconciliation, an accommodation, or an adjustment, between the people, or party. (S, M, * Msb.) A2: رَسَا لَهُ رَسْوًا مِنْ حَدِيثٍ (S, * M, K *) He mentioned to him a part, or portion, of a tradition, or story. (S, M, * K. [See also رَسْوٌ below.]) And رَسَا عَنْهُ حَدِيثًا, (S, M, K,) inf. n. رَسْوٌ, (M,) He related a tradition, or story, as received from him, (S, M, K,) ascribing it to him. (M, K.) And رَسَا الحَدِيثَ فِى نَفْسِهِ He related the tradition, or story, to himself. (TA.) b2: رَسَا الصَّوْمَ, (K,) inf. n. رَسْوٌ, (TA,) He intended, or purposed, fasting. (K.) 3 راساهُ, (T, K,) inf. n. مُرَاسَاةٌ, (TA,) i. q. سَابَحَهُ, (T, K,) i. e. He swam with him. (TK.) 4 ارسى, inf. n. إِرْسَآءٌ: see 1, in two places.

A2: ارساهُ He made it (a thing, M, Msb) to become stationary, at rest, fixed, fast, firm, steady, steadfast, or stable. (M, Msb, K.) And ارسى السَّفِينَةَ, [inf. n. as above and also (as is shown by what follows) مُرْسًى, He anchored the ship;] he made the ship to rest, or become stationary, upon the anchor: (TA:) or the meaning is, [in some instances, he grounded the ship; i. e.] he made the lower, or lowest, part of the ship to reach the bottom of the water, so that she remained stationary. (M, TA.) You say also of a ship, تُرْسَى بَالأَنْجَرِ [She is made fast by means of the anchor]: (M:) and of the anchor, يُرْسِى السَّفِينَةَ It makes fast the ship, so that it does not go on. (T, TA.) For the words of the Kur [xi. 43], بِسْمِ اللّٰهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا, (S, M, * K, *) meaning إِجْرَاؤُهَا وَإِرْسَاؤُهَا [i. e. In the name of God be the making it to run and the making it to rest], (Aboo-Is-hák, TA,) from أَجْرَيْتُ and أَرْسَيْتُ, (so in one copy of the S,) or [its being made to run and its being made to rest,] from أُجْرِيَتْ and أُرْسِيْتْ, (so in another copy of the S,) some say مَجْرَاهَا وَمَرْسَاهَا, (S, K,) meaning its running and its resting, (Aboo-Is-hák, TA,) from جَرَتْ and رَسَتْ, (S, K,) [though] Az says that the readers agree in pronouncing the م of مرساها with damm, but differ as to the م of مجراها, the Koofees pro-nouncing this with fet-h, (TA,) or the latter reading may have the same meaning as the former, (Aboo-Is-hák, TA,) or the former reading may mean in the time, or the place, of making it to run, and that of making it to rest, and the latter reading may mean in the time, or the place, of its running, and that of its resting, for in each case each noun may be a n. of time or a n. of place or an inf. n.; (Bd, q. v.;) and some read مُجْرِيهَا

↓ وَمُرْسِيهَا, as epithets applied to God, (M, K,) who maketh it to run and who maketh it to rest. (TA.) Accord. to Zj, (M,) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ

أَيَّانَ مُرْسَاهَا, in the Kur [vii. 186 and lxxix. 42], means [They will ask thee respecting the ساعة,] when will be its taking place? [or when will be the time of its being made to take place?]; (M, K; *) by the ساعة being meant the time in which all created beings shall die. (M.) 5 تَرَسَّوَ see 1, first sentence.

رَسْوٌ A part, or portion, of a tradition, or story: (Lth, T, K:) [see an ex. near the end of the first paragraph:] accord. to IAar, i. q. رَسٌّ [app. as meaning the first part or portion]. (T.) رَسْوَةٌ A [bracelet, or one of a particular kind, called] دَسْتِبنَج; (IAar, T, M, K;) so accord. to Kr: (M, TA: but in a copy of the M written دَسْتَبَنْج:) a certain thing of strung beads; (S, TA;) like the دستينج; which is an arabicized word [from the Pers\. دَسْتِينَهْ]: (TA:) a bracelet of beads: (ISK, TA:) or a bracelet of ذَبْل [i. e. turtle-shell, or tortoise-shell]: pl. رَسَوَاتٌ: it has no broken pl. (M, TA. [Golius and Freytag say that its pl. is رِسًى; but on what authority, I know not: the former mentions no authority beside the S and K; and the latter, none but the K.]) رَسِىٌّ Firm, or steadfast, in good and in evil. (Az, Sgh, K.) b2: And The pole that is fixed in the middle of the [tent called] خِبَآء. (Az, Sgh, K.) رَاس ٍ Stationary, at rest, fixed, fast, firm, steady, steadfast, or stable. (Msb.) You say جِبَالٌ رَاسِيَةٌ (Msb) and رَاسِياَتٌ and رَوَاس ٍ (S, Msb) Firm, or steadfast, mountains; (S, Msb;) the sing. of the last said by Akh to be رَاسِيَةٌ. (S.) And قِدْرٌ رَاسِيَةٌ (tropical:) A cooking-pot that will not move from its place, (M, K, TA,) by reason of its greatness, (K, TA,) and that cannot be removed. (M.) قُدُور رَاسِيَات in the Kur [xxxiv. 12] means, accord. to Fr, (tropical:) Cooking-pots that would not be lowered from their place, by reason of their greatness. (TA.) مَرْسًى may be used as an inf. n., or a n. of time, or a n. of place. (Bd in xi. 43 [cited above: see 4].) [As a n. of place, it commonly means An anchorage, or a place of anchoring; a port; or a station for ships: pl. مَرَاس ٍ.]

مُرْسًى may be used as an inf. n., or a n. of time, or a n. of place. (Bd in xi. 43 [cited above: see 4].) مُرْس ٍ, as an epithet applied to God: see 4, near the end of the paragraph.

مِرْسَاةٌ, The anchor of a ship: (S, M, K:) or a large anchor, which, being tied with ropes and let down into the water, holds fast the ship, so that she does not go on: (T, TA:) pl. مَرَاس ٍ. (Har p. 111.) [Hence,] one says, أَلْقَوْا مَرَاسِيَهُمْ, meaning (assumed tropical:) They remained, stayed, dwelt, or abode. (TA.) And أَلْقَتِ السَّحَابَةُ مَرَاسِيَهَا (tropical:) The cloud rained continually; syn. دَامَت: (S, Msb:) or remained steady, raining: (T, TA:) or remained still, or stationary, and rained. (M, K: * in the latter, السَّحَابُ is put in the place of السحابة.)
رسو
: (و ( {رَسَا) الشَّيءُ} يَرْسُو ( {رَسْواً) ، بالفتْحِ، (} ورُسُوّاً) كعُلُوَ: (ثَبَتَ، {كأَرْسَى) } إرْساءً.
(و) {رَسَتِ (السَّفينَةُ) } تَرْسُو {رَسْواً} ورُسُوّاً: أَي (وَقَفَتْ على البَحْرِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ اللَّنْجَر، كَمَا هُوَ نَصّ الصِّحاحِ.
وَفِي التّهْذِيبِ الأنْجَر وَهُوَ الصَّحِيح.
قُلْتُ: واللَّنْجَر مُعَرَّب لَنْكَر، وَهُوَ {المِرْساةُ، وَقد مَرَّ مَا فِيهِ فِي نجر.
وَفِي المُحْكَم: رَسَتِ السَّفينَةُ بَلَغَ أَسْفَلُها القَعْرَ فَثَبَتَتْ.
وَفِي التهْذِيبِ: انْتَهَى أَسْفَلُها إِلَى قَرارِ الماءِ فبَقِيَتْ لَا تَسِير.
(} وأَرْسَيْتُهُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، فإنْ كانَ الضَّميرُ إِلَى السَّفينَةِ فالصَّوابُ! وأَرْسَيْتُها، وإنْ كانَ إِلَى أَبْعَد مَذْكور وَهُوَ الشيءُ فَهُوَ بَعِيدٌ.
(و) {رَسا (الصَّوْمُ) } رَسْواً: (نَواهُ) ؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.
(و) رَسَا لَهُ (رَسْواً من الحدِيثِ) إِذا ذَكَرَه، كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي التَّهذِيبِ: (ذَكَرَ طَرَفاً مِنْهُ) ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيّ: هُوَ {الرُّسُوُّ والرَّسُّ.
(و) رَسا (عَنهُ حدِيثاً) : إِذا (رَفَعَهُ وحَدَّثَ بِهِ عَنهُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجَوْهرِيُّ.
(و) مِن المجازِ: رَسا (الفَحْلُ بشُوَّلِه) رَسْواً: إِذا (تَفَرَّقَتْ عَنهُ فَهَدَرَ بهَا) وصَاحَ (فَرَاغَتْ إِلَيْهِ وسَكَنَتْ) واسْتَقَرَّتْ؛ كَمَا فِي الأساسِ والمُحْكَم؛ قالَ رُؤْبَة:
إِذا اشْمَعَلَّتْ سُنَناً رَسا بِهَا
بذاتِ خَرْقَيْنِ إِذا حَجَا بِهاوفي الصِّحاحِ: ورُبَّما قَالُوا: قد رَسا الفَحْلُ بالشُّوَّل وذلكَ إِذا قَعَا.
(} والمِرْساةُ) ، بالكسْرِ: (أَنْجَرُ السَّفينةِ) الَّتِي تُرْسَى بِهِ، وتسميها الفُرْسُ لَنْكَرْ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنْجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالحِبالِ ويُرْسَلُ فِي الماءِ فيُمْسِكُ السَّفينَةَ {ويُرْسِيها حَتَّى لَا تَسِير.
(} والرَّسْوَةُ: الدَّسْتِينَجْ) ؛ عَن ابنِ الأَعرابيِّ؛ كَمَا فِي التَّهْذيبِ.
وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النُّسخِ بكسْرِ التَّاءِ وسكونِ التَّحْتيَّة وفتْحِ النونِ.
وَفِي المُحْكَم: {الرَّسْوَةُ السِّوارُ من الذَّبْلِ.
وَعَن كُراعٍ: الدَّسْتِيْنَجُ؛ وجَمْعُه} رَسَواتٌ وَلَا يُكَسَّرُ.
قالَ الأَرمويّ: كَذَا وَجَدْته فِي كتابِ المُجرَّدِ لكراعٍ فليُحَقَّق.
قُلْتُ: يُشِيرُ إِلَى أنَّه بفتْحِ التاءِ والموحَّدَةِ وسكونِ النُّون وكِلاهُما مُعَرَّبان.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: السِّوارُ إِذا كانَ من خَرَزٍ فَهُوَ الرَّسْوةُ.
وَفِي الصِّحاحِ: الرَّسْوَةُ شيءٌ من خَرَزٍ يُنْظَمُ كالدَّسْتِينَجِ.
(و) قَوْلُه تَعَالَى: {بسْمِ اللَّهِ (مُجْراها {ومُرْساها) } ، بضمِّ مِيمِيهما مِن أَجْرَيْت} وأَرْسَيْت، (وَقد تُفْتَحُ مِيمُهما مِن جَرَتْ {ورَسَتْ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: أَجْمَعَ القرَّاءُ على ضمِّ مِيمِ} مُرْساها، واخْتَلَفُوا فِي مِيمِ مُجْراها، ففَتَحها الكُوفيُّون.
وقالَ أَبو إسْحاق: مَنْ ضمَّهما فمْعناهُ بسْم اللَّهِ إجْراؤُها {وإرْساؤُها، ومَنْ قَرَأَ بالفتْحِ فمعْناه جَرْيُها وثَباتُها غَيْر جارِيَةٍ، وجازَ أَنْ يَكُونَا بمعْنَى مُجْراها ومُرْساها.
(وقُرِىءَ: مُجْرِيها} ومُرْسِيها) ، على أنْ يكونَ (نَعْتاً للَّهِ تَعَالَى) ، مَعْناه اللَّه يُجْرِيها {ويُرْسِيها.
(و) مِن المجازِ: (أَلْقَتِ السَّحابُ) ؛ وَفِي الصِّحاحِ والمُحْكَم والأساسِ: السَّحابَةُ؛ (} مَراسِيَها) : أَي دَامَتْ.
وقيلَ: (اسْتَقَرَّتْ وجادَتْ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي التَّهْذيبِ: ثَبَتَتْ تُمْطِرُ.
(و) قوْلُه تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَن السَّاعةِ (أَيَّانَ مُرْساها) } .
قالَ الزجَّاجُ: مَعْناه (مَتَى وُقُوعُها) ، والسَّاعَةُ هُنَا الوَقْتُ الَّذِي يموتُ فِيهِ الخَلْق.
( {ورَاساهُ) } مُراساةً: (سابَحَهُ) ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ.
(و) {الرَّسِيُّ، (كغَنِيَ: العَمُودُ الثَّابِتُ) فِي (وَسَطِ الخِباءِ.
(و) هُوَ أَيْضاً: (الثَّابِتُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ) ؛ كلُّ ذلكَ عَن الأزْهرِيِّ والصَّاغانيِّ.
(} ومُرْسِيَةُ، بالضَّمِّ: د بالمَغْرِبِ) ، وَهُوَ مِن أَعْمالِ تَدْمِير، مُحْدَث بَناه الأَميرُ عبْدُ الرحمنِ بنُ الحَكَم الأُمويُّ المَعْروفُ بالدَّاخلِ. وقالَ ابنُ الأثيرِ: {مُرْسِيَةُ مَدينَةٌ بالأَنْدَلُسِ، وقالَ: إنَّ الأميرَ ضَبَطَها هَكَذَا بالميمِ المَضْمُومةِ؛ وقالَ: قالَ السَّمعاني: كنتُ أَسْمَع المَغارِبةً يَفْتَحُونَها؛
مِنْهَا الإمامُ أَبو غالِبِ تمّامُ بنُ غالِبٍ التيانيُّ اللُّغَويُّ المصنِّفُ.
(و) مِن المجازِ: (قِدْرٌ} راسِيَةٌ: أَي (لَا تَبْرَحُ مَكانَها لعِظَمِها) ؛ وَبِه فسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {وقُدُورٌ {رَاسِياتٍ} .
قالَ الفرَّاءُ: أَي لَا تُنْزَلُ عَن مَكانِها لعِظَمِها.
وزادَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُطاقُ تَحْوِيلُها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} رَسَتْ قَدَمُهُ: ثَبَتَتْ فِي الحَرْبِ.
{ورَسا بَيْنهم: أَصْلَح.
ورَسا الحدِيثَ فِي نَفْسِه: أَي حَدَّثَ بِهِ نَفْسَه.
ورَسا الجَبَلُ} يَرْسُو: إِذا ثَبَتَ أَصْلُه فِي الأرضِ.
وجِبالٌ {رَواسٍ} ورَاسِياتٌ.
وذَكَرَ الجوهريُّ هُنَا: تمْرَةٌ نِرْسِيانَة، بالكسْر.
وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي نرس.
{وتَرَسَّى: ثَبَتَ.
وأَلْقَوْا} مَراسِيَهُم: أَقامُوا.
وَمَا {أَرْسَى ثَبِير: أَي مَا أَقامَ فِي محلِّه، وَهُوَ مَجازٌ.
} والمَرَاسِى: قَرْيَةٌ بمِصْرَ.
ر سورَسَا الشيءُ رُسُوّا وأَرْسَى ثَبتَ وأَرْساه هو ورَسَتْ قَدَمُه ثبتت في الحرب ورَسَت السفينة بلغ أَسفَلُها القَعْرَ فثبتَتْ وأَرْساها هُوَ وفي التنزيل {مجراها ومرساها} هود 41 وقُرِئَ مُجْرِيها ومُرْسِيها على النَّعْت لله جَلَّ وعَزَّ وقوله تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} الأعراف 187 قال الزَّجّاج المعنى يَسْأَلُونَك عن السَّاعَةِ مَتَى وُقُوعها قال والسَّاعة هنا الوقت الذي يموت فيه الخلق والمِرْسَاةُ أَنْجَرُ السَّفِينة التي تُرْسَى به وأَلْقَت السَّحَابةُ مَرَاسِيها اسْتَقَرَّت وجادَتْ ورَسَى الفَحْلُ بشُوَّلِه هَدَرَ بها فاسْتَقَرَّت وقِدْرٌ راسِيَةٌ لا تَبْرح مَكَانَها ولا يُطاق تحويلها ورَسَا لَهُ رَسْواً من حديث ذَكَرَ ورَسَا عنه حديثاً رَسْواً رَفَعه وحَدَّث به عنه ورَسَا بينهم رَسْواً أصْلَح والرَّسْوَةُ السِّوارُ من الذَّبل وقال كُرَاع الرَّسْوَةُ الدَّسْتِينَجُ وجمعه رَسَوات ولا يُكَسَّر

شمخَ

(ش م خَ)

شَمخ الجبلُ يَشْمَخ شُموخا: علا وارتفع.

والــشامخ: الرافع أنفَه عزّاً وتكبُّرا، وَالْجمع: شُمَّخ.

وَقد شَمخ انفَه وبأنفه، يَشْمخ شُموخا.

ورجُل شمّاخ: كثير الشُّموخ.

والشّماخ: اسْم شَاعِر.

وشَمْخٌ: اسْم.

وَبَنُو شَمْخ: بطن.

شَمَخَ 

(شَمَخَ) الشِّينُ وَالْمِيمُ وَالْخَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَعَظُّمٍ وَارْتِفَاعٍ. يُقَالُ جَبَلٌ شَامِخٌ، أَيْ عَالٍ. وَشَمَخَ فُلَانٌ بِأَنْفِهِ، وَذَلِكَ إِذَا تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ. وَشَمْخٌ: اسْمُ رَجُلٍ.

زَمَخَ 

(زَمَخَ) الزَّاءُ وَالْمِيمُ وَالْخَاءُ لَيْسَ بِأَصْلٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: الزَّامِخُ الــشَّامِخُ بِأَنْفِهِ. وَالْأُنُوفُ الزُّمَّخُ: الطِّوَالُ. وَهَذَا إِنْ كَانَ صَحِيحًا فَالْأَصْلُ فِيهِ الشِّينُ " شَمَخَ ".
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.