Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زحل

الوسط

الوسط: محركةً ما بين طرفي الشيء كمركز الدائرة وبسكون السين اسمٌ مبهمٌ لداخل الدائرة.
الوسط: ما له طرفان متساويا القدر. ويقال ذلك في الكمية المتصلة كالجسم الواحد، وفي الكمية المنفصلة كشيء يفصل بين جسمين.
والوسط تارة يقال فيما له طرفان مذمومان كالجود بين البخل والسرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط فيمدح به نحو السواء والعدل وتارة يقال فيما له طرف محمود وطرف مذموم كالخير والشر ذكره الراغب. وقال الحرالي: الوسط العدل الذي نسبة الجوانب إليه كلها على السواء، فهو خيار الشيء، ومتى زاغ عن الوسط حصل الجور الموقع في الضلال عن القصد.
الوسط:
[في الانكليزية] Medium ،centre ،middle ،average
[ في الفرنسية] Moyen terme ،centre ،milieu ،moyenne
بالفتح وسكون السين المهملة عند المنطقيين هو الحدّ الأوسط المسمّى بالواسطة في التصديق أيضا كما ورد. والمحاسبون يسمّون العدد الثاني من الأعداد الثلاثة المتناسبة بالوسط والثالث من الأعداد الأربعة المتناسبة بالوسطين كما مرّ في لفظ الأربعة. قال القاضي الرومي في شرح الملخص الوسط في النسبة هو الذي تكون نسبة أحد الطرفين إليه كنسبته إلى الطرف الآخر والواسطة العددية هي التي تكون نصف مجموع حاشيتيها المتقابلتين كالأربعة فإنّها وسط بين ثلاثة وخمسة، ومن هاهنا أخذ البعدان الأوسطان بحسب المسافة. فأمّا البعدان الأوسطان بحسب المسير فبمعنى أنّ مسير الكوكب بالقياس إليهما ليس سريعا ولا بطيئا.
وأمّا أهل الهيئة فيطلقونه على معان على القوس المخصوصة وعلى الحركة في تلك القوس وعلى كلّ حركة معتدلة، صرّح بهذه المعاني في شرح التذكرة لعبد العلي البرجندي. ولنشرح الوسط بالمعنى الأول إذ لا خفاء في وضوح المعنيين الأخيرين، فنقول وسط الشمس على ما ذكره المحقّق الطوسي هو مجموع قوسي الأوج ومركز الشمس والأوج قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الأوج على التوالي، ومركز الشمس قوس من الخارج بين الأوج ومركز جرم الشمس. ولا يخفى أنّ جمع القوسين لكونهما من دائرتين مختلفتين متعذّر فينبغي أن يتوهّم زاوية على مركز العالم من خروج خطين منه إلى طرفي قوس الأوج وأخرى على مركز الخارج من خروج خطين منه إلى طرفي قوس المركز، ثم تجمع هاتان الزاويتان. فإن حصلت زاوية منهما كان مقدار قوس وسط الشمس باعتبار أنّ كلّ قائمة تسعون درجة، وإن لم يحصل زاوية بأن كان المجموع قائمتين كان الوسط نصف الدور أو كان أعظم من قائمتين نقصنا قائمتين منه، فتبقى لا محالة زاوية. فمقدار الزاوية الباقية مع نصف الدور يكون قوس الوسط.

وقال صاحب التّبصرة: وسط الشمس قوس من الممثّل ما بين أول الحمل وطرف الخط الخارج من مركز الخارج إلى مركز جرم الشمس المنتهي إلى الممثّل، وسمّي هذا الخط خطا وسطيا، وما بين الوسط والتقويم من الممثل سمّاه تعديلا. ويرد عليه أنّ الوسط حينئذ يكون مختلفا في نفسه إذ الشمس إنّما تقطع قسيا متساوية في أزمنة متساوية من منطقة الخارج لا من منطقة الممثل، وأيضا قوس التعديل على هذا الوجه يتعذّر أو يتعسّر استعلامه. فالصواب ما ذكره بعض المحقّقين من أنّ وسط الشمس قوس من منطقة الممثل بين أول الحمل وطرف خطّ يخرج من مركز العالم إلى محيط الممثل موازيا للخط الخارج من مركز الخارج المارّ بمركز جرم الشمس، أو منطبقا عليه على التوالي، وهذا الخط الموازي هو المسمّى بالخطّ الوسطي ومركز الشمس هو تلك القوس بعد إسقاط قوس الأوج منها وتعديلها هو القوس الواقعة من منطقة الممثّل بين الخط الوسطي والخط الخارج من مركز العالم إلى مركز الشمس من الجانب الأقرب، فيكون الوسط والمركز والتعديل جميعا من محيط دائرة واحدة. ثم تقويم الشمس على الأقوال الثلاثة واحد والحاصل يؤدّي إلى شيء واحد لكن تحصيل الوسط على ما ذكره المحقّق الطوسي يحتاج إلى تكلّف، وعلى ما ذكره صاحب التبصرة مع كونه غير متشابه لا يمكن استعلامه وكذا استعلام قوس التعديل كما لا يخفى. وإن شئت حقّ التوضيح فارجع إلى شرح التذكرة للعلي البرجندي. وأمّا وسط عطارد فالمشهور أنّه قوس من معدّل المسير على التوالي من أوّل الحمل منه أي من معدّل المسير إلى طرف الخطّ الخارج من مركز المائل المار بمركز التدوير المنتهي إليه. والمراد بأوّل الحمل من معدّل المسير نقطة بعدها عن تقاطع الممثل ومعدّل المسير كبعد أول الحمل من الممثل عن ذلك التقاطع بعينه في جانب واحد، وليس المراد به نقطة تقاطع معدّل المسير مع دائرة عرضية تمرّ بأول الحمل، وبيانه على قياس بيان أول الحمل من المائل على ما يجيء في وسط القمر، وأنت خبير بأنّه يلزم على هذا اختلاف إذ تركّب الوسط حينئذ من حركتين حول نقطتين مختلفتين هما مركز العالم ومركز معدّل المسير.
وذكر صاحب التبصرة أنّه قوس من الممثل على التوالي من أول الحمل إلى تقاطع الممثل مع دائرة عرض تمرّ بطرف الخطّ الخارج من مركز العالم المارّ بمركز التدوير المنتهي إلى الممثل ويسمّى هذا الخطّ خطا وسطيا، ولا يخفى ما فيه من الاختلاف على ما مرّ في وسط الشمس وعلى قول المحقّقين الآخذين قسي الوسط من الممثل وسطه قوس من الممثل على التوالي من أول الحمل إلى تقاطعه مع ربع دائرة عرض تمرّ بطرف الخطّ الخارج من مركز العالم المنطبق على الخط الواصل بين مركز معدّل المسير والتدوير، أو مواز له وفيه شائبة من عدم التشابه من جهة أنّ مركز التدوير لا يكون دائما في سطح الممثل لكنه لا يعتد به لأنّ منطقة المائل هاهنا لا تبعد كثيرا من منطقة الممثل فلا يحتاج إلى تعديل النقل كما في القمر. والتحقيق أن يقال هو قوس من منطقة المائل على التوالي من أول الحمل إلى طرف خطّ خارج من مركز العالم إلى منطقة المائل أمّا منطبقا على الخط الواصل بين مركزي معدّل المسير والتدوير أو موازيا له، وهذا الخط هو المسمّى بالخط الوسطى وعلى هذا القياس أوساط باقي المتحيّرة من الــزحل المشتري والمريخ والزهرة بلا تفاوت. والرسم الجامع لوسط الشمس والمتحيّرة أن يقال هو قوس من الممثل محصور بين أول الحمل وطرف الخط الوسطى على التوالي. وأمّا وسط القمر فهو قوس من منطقة المائل على التوالي بين نقطة محاذية لأول الحمل على أنّها لا تتغيّر وبين طرف خط وسطي. والمراد بالخط الوسطي في القمر هو الخط الخارج من مركز العالم المار بمركز التدوير المنتهي إلى منطقة المائل. والمراد بالنقطة المحاذية لأول الحمل المسمّاة بأول الحمل من المائل هي نقطة من المائل بعدها عن العقدة كبعد أول الحمل من الممثل عن تلك العقدة في جانب واحد من تلك العقدة، كذا ذكره الراصد المحقّق الكاشي في زيجه الخاقاني وهذا هو المراد بقيد على أنّها لا تتغيّر، فإنّها إذا أخذت كذلك فكلما تحركت العقدة وبعدت عن أول الحمل من الممثل بمقدار بعدت بذلك المقدار أيضا عن أول الحمل بالمائل فلا يتغيّر أول الحمل من المائل، كما لا يتغيّر من الممثل. وذهب العلّامة وكثير من أهل هذا الفنّ إلى أنّها نقطة تقاطع المائل مع دائرة عرض تمرّ بأول الحمل، وأنت خبير بأنّ هذه النقطة متغيّرة إذ بعدها عن العقدة يكون مساويا لبعد أول الحمل عنها إذا كانت العقدة في أحد الانقلابين أو الاعتدالين، وفي غير هذا الوقت يكون بعدها عنها أكثر من بعد أول الحمل عنها بمقدار تعديل النقل كما مرّ في محله. وفسّره صاحب التبصرة بأنّه قوس من منطقة الممثل بين أول الحمل وتقاطعها مع دائرة عرضية تمرّ بمركز التدوير على التوالي، والوسط على هذا لا يكون متشابها بسبب تعديل النقل. وأمّا ما ذكره العلّامة في النهاية من أنّ الرسم الجامع لوسط الكوكب مطلقا أن يقال هو قوس من الممثل على التوالي بين أول الحمل وبين طرف الخط الخارج من النقطة التي تتشابه حولها حركة مركز المتحرّك إليه، ثم منه إلى فلك البروج ففيه أنّ تشابه حركة مركز المتحرّك ليس حول مركز الممثل في غير القمر فيختلف في غيره، مع أنّ الخط المذكور في غير الشمس لا يمرّ بمنطقة الممثل في الأغلب كما لا يخفى. هذا كلّه خلاصة ما ذكره العلي البرجندي في تصانيفه. ووسط الجوزهر هو قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الرأس على خلاف التوالي كذا في التذكرة. ووسط السماء عندهم هو دائرة نصف النهار. ووسط سماء الرؤية هو دائرة السّمت وقد سبق ذكرهما.
ووسط المشارق هو نقطة المشرق. ووسط المغارب هو نقطة المغرب كذا في شرح الجغميني.

الحدّ

الحدّ:
[في الانكليزية] Limit ،definition ،punishment ،term
[ في الفرنسية] Limite ،definition ،punition ،terme
بالفتح لغة المنع ونهاية الشيء. وعند المهندسين نهاية المقدار وهو الخطّ والسطح والجسم التعليمي ويسمّى طرفا أيضا. وقد يكون مشتركا ويسمّى حدا مشتركا أيضا، وهو ذو وضع بين مقدارين يكون [هو بعينه] نهاية لأحدهما وبداية للآخر، أو نهاية لهما أو بداية لهما على اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات. فإذا قسّم خط إلى جزءين فالحدّ المشترك بينهما النقطة. وإذا قسّم السطح كذلك فالحدّ المشترك بينهما الخط، وفي الجسم المنقسم كذلك السطح. والحدود المشتركة يجب كونها مخالفة في النوع لما هي حدود له لأنّ الحدّ المشترك يجب كونه بحيث إذا ضمّ إلى أحد القسمين لم يزد به أصلا، وإذا فصل عنه لم ينقص شيئا، وإلّا لكان الحد المشترك جزءا آخر من المقدار المقسوم، فيكون التقسيم إلى قسمين تقسيما إلى ثلاثة، وإلى ثلاثة تقسيما إلى خمسة، وهكذا. فالنقطة ليست جزءا من الخط بل هي عرض فيه، وكذا الخط بالقياس إلى السطح والسطح بالقياس إلى الجسم.
اعلم أنّ نهاية الخط المتناهي الوضع لا المقدار نقطة، ونهاية السطح المتناهي الوضع والمقدار بالذات خط أو نقطة، ونهاية الجسم بالذات سطح. وإن شئت التوضيح فارجع إلى شرحنا لضابط قواعد الحساب المسمّى بموضح البراهين وشرح المواقف في مبحث تقسيم الكم.
وحدّ الكوكب هو جرم الكوكب ونوره في الفلك وقد مرّ في لفظ الاتصال.
وأيضا يقسّم المنجمون كل برج على الخمسة المتحيّرة بأقسام مختلفة غير متساوية، ويسمّى كل قسم منها حدّا. مثلا يقولون ستة درج من أول الحمل حدّ المشتري ثم الستة الأخرى حدّ الزهرة ثم الأربعة بعدها حدّ عطارد ثم الخمسة حدّ المريخ ثم الخمسة الباقية حدّ الــزحل. وفي تقسيم الحدود اختلافات كثيرة تطلب من كتب النجوم، ويقال لذلك الكوكب صاحب الحدّ. اعلم أنّهم يحرّكون دلائل الطالع من درجة الطالع والعاشر وغيرها، أي يعتبرون حركتها في السنة الشمسية بمقدار درجة واحدة من المعدل ويسمّون هذا العمل تسييرا. وإذا بلغ التسيير بحدّ كوكب ما من الخمسة المتحيّرة يسمّى موضعه بدرجة القسمة، وصاحب ذلك الحدّ يسمّى بالقاسم. وتفصيله يطلب من كتب النجوم.
وعند الفقهاء عقوبة مقدرة تجب حقّا لله تعالى فلا يسمّى القصاص حدّا لأنه حق العبد ولا التعزير لعدم التقدير. والمراد بالعقوبة هاهنا ما يكون بالضرب أو القتل أو القطع فخرج عنه الكفّارات، فإنّ فيها معنى العبادة والعقوبة، وكذا الخراج فإنّه مئونة فيها عقوبة، هذا هو المشهور. وفي غير المشهور عقوبة مقدرة شرعا فيسمّى القصاص حدّا، لكن الحدّ على هذا على قسمين: قسم يصحّ فيه العفو وقسم لا يقبل العفو. والحدّ على الأول لا يقبل الإسقاط بعد ثبوت سببه عند الحاكم، والمقصد الأصلي من شرعه الانزجار عمّا يتضرّر به العباد. هكذا يستفاد من الهداية وفتح القدير والبرجندي.
ويطلق أيضا على ما يتميّز به عقار من غيره ممّا لا يتغيّر كالدور والأراضي، فالسور والطريق والنهر لا يصلح حدّا لأنّه يزيد وينقص ويخرب، وهذا عنده خلافا لهما، وهو المختار عند شمس الإسلام كذا في جامع الرموز في كتاب الدعوى. وبهذا المعنى وقع في قولهم لا بدّ في دعوى العقار من ذكر الحدود الأربعة أو الثلاثة.
وعند الأصوليين مرادف للمعرّف بالكسر وهو ما يميّز الشيء عن غيره، وذلك الشيء يسمّى محدودا ومعرّفا بالفتح. وهو ثلاثة أقسام:
لأنّه إمّا أن يحصّل في الذهن صورة غير حاصلة أو يفيد تمييز صورة حاصلة عمّا عداها. والثاني حدّ لفظي إذ فائدته معرفة كون اللفظ بإزاء معنى. والأول إمّا أن يكون بمحض الذاتيات وهو الحدّ الحقيقي لإفادته حقائق المحدودات، فإن كان جميعا فتامّ وإلّا فناقص. وإمّا أن لا يكون كذلك فهو الحدّ الرسمي. وأمّا التعريف الاسمي سواء كان حدّا أو رسما فالمقصود منه تحصيل صور المفهومات الاصطلاحية وغيرها من الماهيات الاعتبارية، فيندرج في القول الشارح المخصوص بالتصوّرات المكتسبة حدّا أو رسما لإنبائه عن ذاتيات مفهوم الاسم أو عنه بلازمه، هكذا في العضدي وحاشيته للسيّد السّند، وكذا عند أهل العربية أي مرادف للمعرف.
قال المولوي عبد الغفور وعبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية في شرح عبارة الكافية:
وقد علم بذلك حد كلّ واحد منها ما حاصله أنّه ليس غرض الأدباء من الحدّ إلّا التمييز التام. وأمّا التمييز بين الذاتيات والعرضيات فوظيفة الفلاسفة الباحثين عن أحوال الموجودات على ما هي عليه. فالحدّ عند الأدباء هو المعرّف الجامع المانع. وهكذا ذكر المولوي عصام الدين حيث قال: معنى الحدّ عند الأدباء المعرّف الجامع المانع كما صرّح به ابن الحاجب في الأصول.
وعند المنطقيين يطلق في باب التعريفات على ما يقابل الرسمي واللفظي وهو ما يكون بالذاتيات. وفي باب القياس على ما ينحلّ إليه مقدمة القياس كالموضوع والمحمول. قال في شرح المطالع: لا بدّ في كل قياس حملي من مقدمتين تشتركان في حدّ ويسمّى ذلك الحد حدّا أوسط لتوسّطه بين طرفي المطلوب وتنفرد إحدى المقدمتين بحدّ هو موضوع المطلوب، ويسمّى أصغر لأنّ الموضوع في الأغلب أخصّ فيكون أقلّ أفرادا، فيكون أصغر، وتنفرد المقدمة الثانية بحدّ هو محمول المطلوب ويسمّى أكبر لأنه في الأغلب أعمّ فيكون أكثر أفرادا. فما ينحل إليه مقدمة القياس كالموضوع والمحمول يسمّى حدّا لأنه طرف النسبة تشبيها له بالحدّ الذي هو في كتب الرياضيين. فكل قياس يشتمل على ثلاثة حدود الأصغر والأكبر والأوسط مثلا إذا قلنا كل إنسان حيوان وكل حيوان جسم فالمطلوب أي النتيجة الحاصلة منه كل إنسان جسم والإنسان حدّ أصغر والحيوان حدّ أوسط والجسم حدّ أكبر هذا. ثم إنّ هذه الاصطلاحات غير مختصة بالقياس الحملي.
فالواجب أن تعتبر بحيث تعمه وغيره، فيبدل لفظ الموضوع بالمحكوم عليه ولفظ المحمول بالمحكوم به انتهى. ويؤيد هذا التعميم ما في الطيبي من أن المشترك المكرّر بين مقدمتي القياس فصاعدا يسمّى أوسط لتوسّطه بين طرفي المطلوب، سواء كان موضوعا أو محمولا مقدما أو تاليا انتهى. وقال الصادق الحلواني في حاشيته في هذه العبارة إشعار بأنّ الحدّ الأوسط لا يختص بالاقتراني ولا الحملي ولا البسيط. وظاهر كلام القوم خلاف الكل لإشعاره باختصاصه بالاقتراني الحملي البسيط.

التّرجيع

التّرجيع:
[في الانكليزية] Call to the prayer in a low voice then in a high one ،harmony of the stanzas of a poem
[ في الفرنسية] L'appel a la priere par voix basse et voix haute ،harmonie des strophes d'un poeme .
عند الفقهاء هو أن يأتي المؤذن كلّا من الشهادتين مرّتين خافضا بهما صوته ومرّتين رافعا بهما صوته، كذا في البرجندي في باب الآذان.
والترجيع عند الشعراء هو أن يقسم الشاعر قصيدته إلى عدة قطع متساوية في عدد الأبيات.
فإن كان القسم الأول مؤلّفا من خمس أبيات، فالقطع الباقية تكون خماسية أيضا. وإن كانت سبع أبيات فالباقي كذلك، ولا تقلّ عدد الأبيات عن خمسة ولا تزيد عن أحد عشر، وينبغي أن تتّفق أوزان الأبيات دون القافية، بل يشترط اختلاف القافية. ولكلّ قطعة مطلع مستقلّ. وبعد تمام كلّ قطعة يؤتى ببيت جديد بقافية أو رديف آخر، أو يكرّر بيت القطعة الأولى، ويسمّى هذا البيت: العقدة. فإذا تكرّر بعينه سمع هذا النوع من النظم: ترجيع بند. أمّا إذا اختلف فيسمّى تركيب بند. وهذا النوع الأخير قسمان:
إمّا أن تكون أبيات البند كلّ واحد منها على حدة، ولكنّها على قافية واحدة بحيث لو جمعت تلك الأبيات وحدها يمكن أن تصبح قطعة كاملة.
وإمّا أن تكون أبيات البند كلّ واحد منها على قافية خاصّة تختلف عن بعضها. وفي جميع الأقسام يجب أن يكون بيت العقدة مرتبطا معناها بحسب ما قبلها. هذا كلّه خلاصة ما في جامع الصنائع. وقد أورد مثالا على ذلك قطعة من شعر مولانا حافظ الشيرازى قدّس سرّه.

والمعنى لهذا الشعر:
يا من أضعت المحبة مع الريح أهكذا يكون الوفاء وحفظ العهد؟ وبالنتيجة فأنا جريح القلب ومتألّم فإلى متى تسلمني إلى شبكة الغم؟ لم أحصل على نتيجة من زلفك سوى اللوعة والاضطراب أيّها العزيز حتى م تجفو وتذلّ الضّعفاء؟ فما دام الأمل مفقودا بأنّك ذات يوم سترحم العاشق المدنف، فالأفضل أن لا أصرف وجهي عن الصبر.
فعسى أن ينال قلبي مراده.
أيّها الساقي من تلك الخمرة ليلا صبّ لي اثنين أو ثلاثة كئوس من خمر الحبّ فما دام في رأسي شيء من العقل باقيا فلا تضيع الفرصة واعطني خمرا منسوبة.
إلى كهان المجوس. لطالما نار القلب في صدري ارتفعت شعلتها.
فيا حافظ اشرب الخمر بالسرور فحتى م تغتم لصروف الزمان بما أنه لا يبدو بأي حال ساحل لبحر الفراق.
فمن الأفضل أن لا أتخلّى عن الصبر. فعسى القلب ينال مراده.
إن أمت في عشقك الصّعب فلن يتراجع قلبي عن الاهتمام بك فدائما حواجبه المقوّسة ترميني بسهام لا نجاة منها.
لا يستطيع القلم بيان الشّوق إليه، ولو صار الفلك القديم العهد كاتبي
لي رأس كما كان لسعدي سأجلس وأصبر.
وبما أنّ الزمان الظالم جعلني أسير غمّك وأنا بعيد عنك.
فمن الأفضل أن لا أتخلّى عن الصبر فلعلّ القلب ينال مراده.
وإليك مثالا آخر من تركيب بند من القسم الأوّل حيث أبيات العقدة متوافقة في القوافي لخواجه سلمان السّاوجي:
لقد صارت مرآة جمال الروح لقاء وجهك لم أر مرآة ذات صفاء كصفاء وجهك.
إنّ النّظر إلى وجهك يشبه النظر إلى الورد وإن كان هو لا يبقى فليبق وجهك.
الناس في الدارين الدنيا والآخرة يشترون (يسعون) للحصول على روحك، وأنا أبذل كلا الدارين من أجل نصف ثمن وجهك.
لقد رأت عيناي وجهك ومن ثمّ قلبي ذهب إنّه ذنب عيني وليس جفاء وجهك.
إن كسرى وجمشيد بالنسبة إليه كلاهما ملكان كاذبان.
وإنّ حاتم ومعن (بن زائدة) على بابه كلاهما سائلان في الواقع.
بخ بخ ماذا يكون لو أقتل من أجل مثلك إن مات مائة مثلي فلتبق أنت إنّ «الجور» منك عزّ لا يصل إليه أيّ كان فأنّى لمثلي أن يصل إليه جور وجفاء مثلك في حارة العشق يستوي الملك والسائل إنّ من يستجدي مثلك فهو الملك.
إن لم أبذل الروح في سبيل عشقك لأنّها لا تساوي حقّك ولأنّها ليست لائقة لمثلك.
إنّه لا يرى الجفاء جائزا خاصة ممّن هو عبد للملك ويدعى موافقة هوى مثلك.
من ماء وجهك على ضفة نهر السلطان منها سرو الجلال والجاه في الواقع والآن إليك القسم الثاني من تركيب بند مختلف القوافي، ولكلّ واحد منها مطلع مستقلّ، وهي لمولانا حافظ الشيرازي والمعنى.
يا من أنت رحمة من الله وبرعم من حديقة الملك أنت لفلك الجمال شمس وأيضا لبرج الجلال قمر أنت على عرش السلطنة بدون تكلّف وقدرتك شاهدة على ذلك وإنّ الفلك قد صادق على توقيعاتك ومنشوراتك بالأوامر والنواهي إنّ من يذكر اسمك فحتما تعلو شهرته حتى القمر وإنّ الدهر الذي تصدر عنه اللطائف لا يملك لؤلؤة مثلك في أي محارة يا من تجمّلت بك خلقة الملك ويا من صارت دولتك غراء بك يا من حضرت عروس دولته الجديدة فاتنة على شكلك وشمائلك إنّ أنوار الملك وعظمته قد ظهرت على وجهك المبارك إنّ قامة سطوتك يقصر عنها أديم السماء الأزرق لقد تجاوز صيت عدلك وصوته السماء التاسعة الخضراء والفلك العالي قد احتواه قصرك وزحل واقف على بابك يحرس كان الله معينا لك ما حييت ولا ينغّص عيشك شيء ولتضع الأيام كلّ ما تتمنّاه إلى جانبك وليحالفك التوفيق من عينيك وتأييد النديم في يسارك وما دام الفلك فليحرسك وما دام الدهر فليحقق لك ما تريد الناس مثل حافظ عيشهم هنيء تحت ظلّ عرشك الموفق.
وليكن عملك فقط حفظ الملك والدين وهكذا ما دامت الريح جارية «إلى ما شاء الله» 

الأوج

(الأوج)
الْعُلُوّ وَأبْعد نقطة فِي مدَار الْقَمَر على الأَرْض (مج)
ولحن من ألحان الموسيقى (مَعَ)
الأوج:
[في الانكليزية] Apogee ،climax
[ في الفرنسية] Apogee
بفتح الأول وسكون الواو لغة معرب أوك بمعنى العلوّ. وعند أهل الهيئة يطلق على معنيين: أحدهما نقطة مشتركة بين ملتقى السطحين المحدّبين من الفلكين، أحدهما سطح الخارج المركز الذي هو قد يسمّى بفلك الأوج أيضا، والآخر سطح الفلك الذي هو أي الخارج في ثخنه، وسمّيت به لكونها أبعد على الخارج من مركز الفلك الذي هو في ثخنه.
والأوج الممثلي ويسمّى بأوج المدير أيضا هو النقطة المشتركة بين محدّبي ممثل عطارد والمدير وذلك لأنه كالجزء من الممثل فناسب أن ينسب إليه، وأبعد نقطة من محيط المدير عن مركز العالم فناسب أن يضاف إليه. والأوج المديري ويسمّى أوج الحامل أيضا هو النقطة المشتركة بين محدّبي المدير والحامل، ووجه التسمية كما عرفت ويجيء ذلك في لفظ الفلك أيضا. وثانيهما تقويم تلك النقطة المذكورة.
فأوج الشمس قوس من الممثل مبتدؤه من أول الحمل إلى نقطة الأوج على التوالي.
والمراد بنقطة الأوج هو الأوج بالمعنى الأول.
والأولى أن يقال قوس من منطقة البروج على ما وقع في عبارات القوم، لكن لمّا كان الممثل في سطح منطقة البروج ومركزهما واحد كانت قسيه متشابهة لقسيها فلا يتغير المقصود. وأمّا ما قيل من أنه قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الأوج على التوالي ففيه أنه يصدق على القوس الواقعة من الممثل مبتدؤه من نقطة الأوج إلى أول الحمل على التوالي، إذ كلمة الواو لا تدل على الترتيب. وعلى هذا القياس أوجات المتحيرة سوى أوج عطارد. وأوج القمر قوس من المائل من أول الحمل منه إلى نقطة الأوج من المائل على التوالي. وأوج عطارد قوس من المائل من أول الحمل منه إلى نقطة منه يحاذي أوج المدير. وقد ذكر العلامة في تعريف أوج عطارد معدل المسير بدل المائل، والأول أولى لأن تشابه حركة الأوج حول مركز المائل الذي هو مركز العالم لا حول مركز معدل المسير.
واعلم أنّ المراد من الممثل والماثل هاهنا منطقتهما.
فائدة:
قالوا للأوجات عن الجوزهرات أبعاد معيّنة لا تتغيّر أصلا، فإذا عرفت هذه الأبعاد وعلمت مع ذلك مواضع الجوزهرات من فلك البروج علمت مواضع الأوجات منه وبالعكس.
وهذه الأبعاد على هذا الوجه وهو أن أوج زحل متأخر عن منتصف ما بين نقطتي جوزهرية، أعني غاية ميل مائله عن فلك البروج في الشمال على التوالي بخمسين جزء فهو متأخر عن الرأس بمائة وأربعين درجة. وأوج المشتري متقدم على المنتصف في الشمال على التوالي بعشرين جزء فهو متأخر عن الرأس بسبعين درجة. ومعنى التقدم أنّ بلوغ الكواكب إليه متقدم على بلوغه إلى المنتصف بحركة على التوالي. وقد يقال معناه أنّ طلوعه يتقدم على طلوع المنتصف، وعلى هذا القياس التأخر. وأوج الكواكب الباقية على منتصف ما بين العقدتين. ففي المريخ والزهرة الأوج متأخر عن الرأس على التوالي بربع دور. وفي عطارد رأسه متأخر عن أوجه على التوالي بذلك إذا تقدّم على الأوج مثلا بمقدار، كان الذنب عنه متأخرا بتمام ذلك المقدار من نصف الدور فيعلم من هذا حال الذنب. وأمّا مواضع الأوجات من فلك البروج فمذكورة في الزيجات مع قيد التواريخ، هكذا حقق الفاضل عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة وغيره من تصانيفه.

المركز

المركز: فِي الدائرة ومركز الرّبع الْمُجيب هُوَ الثقبة الَّتِي فِيهَا الْخَيط.
(المركز) الْمقر الثَّابِت الَّذِي تتشعب مِنْهُ الْفُرُوع كمركز الْهَاتِف وَنَحْوه وَأحد أَقسَام الْمُحَافظَة فِي التَّقْسِيم الإداري بِمصْر وتتبعه عدَّة قرى (مو) ومركز الْجند موضعهم الَّذِي أمروا أَن يرابطوا بِهِ ويلزموه وَلَا يبرحوه ومركز الرجل مَنْزِلَته ومكانته الحسية أَو المعنوية ومركز الدائرة نقطة دَاخل الدائرة تتساوى المستقيمات الْخَارِجَة مِنْهَا إِلَى الْمُحِيط والمركز البيضي (فِي الطِّبّ الباطني) هُوَ الْمَادَّة البيضية الْبَيْضَاء فِي نصف المخ (مج)
المركز:
[في الانكليزية] Centre
[ في الفرنسية] Centre
هو عند المهندسين نقطة في وسط الدائرة أو الكرة بحيث تتساوى جميع الخطوط الخارجة منها أي من تلك النقطة إلى محيط الدائرة أو الكرة. ومركز حجم الكرة وجرم الكرة عندهم هو نقطة في داخل الكرة تتساوى جميع الخطوط الخارجة منها إلى سطحها المستدير. وأمّا مركز ثقلها فهو نقطة متى حمل الثّقل عليها لزم وضعا لم يترجّح جانب منه على آخر. وبعبارة أخرى نقطة تتعادل ما على جوانبها في الوزن. وقيل مركز ثقل الجسم نقطة إذا كان ذلك الجسم عند مركز العالم انطبقت تلك النقطة عليه فإن تشابهت أجزاء الكرة ثقلا وخفة اتّحد المركزان وإلّا اختلفا ككرة نصفها من خشب ونصفها من حديد، فإنّ مركز حجمها يكون على منتصفها ومركز ثقلها يكون في النصف الحديدي، هكذا ذكر عبد العلي البرجندي في حاشية الچغمني، مثل الذي جرى على ألسنة الخلائق أنّ مركز حجم الأرض هو عين الكعبة في مكّة، ومركز ثقلها هو عين مرقد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، هكذا سمعت من الأساتذة والله أعلم.
ومركز الشمس عند أهل الهيئة هو قوس من منطقة الخارج المركز من نقطة الأوج إلى مركز جرم الشمس على التوالي ويسمّى خاصة الشمس أيضا. ومركز القمر عندهم ويسمّى بالبعد المضعّف أيضا هو قوس من منطقة المائل من نقطة أوج القمر إلى طرف الخطّ الخارج من مركز العالم إلى مركز التدوير ومنه إلى منطقة المائل على التوالي فإنّ مركز التدوير ومركز العالم كليهما في سطح منطقة المائل، فالخط الواصل بينهما بالضرورة يمرّ بتلك النقطة.
ومركز عطارد قوس من منطقة المائل على التوالي من أوج المدير إلى طرف خط خارج من مركز معدّل المسير إلى مركز التدوير ومنه إلى محيط المائل كذا ذكر المحقّق الشريف. وفيه إن تشابه حركة مركز التدوير حول مركز معدّل المسير لا حول مركز العالم كما في القمر فقوس المركز المأخوذة من المائل تكون مختلفة لا متشابهة. والتحقيق أنّ المركز قد يؤخذ من منطقة المائل وقد يؤخذ من منطقة معدّل المسير. فعلى الأول يقال هو قوس من منطقة المائل على التوالي من أوج المدير إلى طرف خطّ خارج من مركز العالم منته إلى منطقة المائل إمّا موازيا للخارج من مركز معدّل المسير إلى مركز التدوير أو منطبقا عليه، وعلى الثاني يقال هو قوس من منطقة معدّل المسير على التوالي من محاذاة أوج المدير إلى طرف خط خارج من مركز معدل المسير إلى مركز التدوير المنتهي إلى منطقة معدّل المسير قبل الإخراج أو بعده، وهذا إذا كانت حركة المركز هي فضل حركة الحامل على حركة المدير. وأمّا إذا كانت حركة الحامل فينبغي أن يعتبر أوج الحامل بدل أوج المدير، وعلى هذا القياس في باقي السيارات. فمركز الــزحل قوس من منطقة المائل مبتدأة من نقطة الأوج إلى مركز جرمه وهكذا، كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة.
ولا يبعد أن يطلق المركز على الحركة في القوس المذكورة كما يطلق على القوس المذكورة على قياس ما قيل في الخاصة والأوج والوسط والتقويم ويؤيّده ما وقع في الزيجات أنّ مركز الشمس في يوم بليلته كذا دقيقة، وفي شهر كذا درجة، وفي سنة كذا برجا، ويكتبون لمعرفة مراكز السيارات جداول. والمركز المعدّل عندهم قوس من المائل على التوالي مبتدأة من نقطة الأوج إلى طرف الخط الخارج عن مركز العالم المارّ بمركز التدوير المنتهي إليه وذلك الخطّ يسمّى خط المركز المعدّل. وذكر العلامة أنّه قوس من منطقة الممثل بين خطين يخرجان من مركز الممثل أحدهما إلى الأوج والآخر إلى مركز التدوير. وفيه أنّ مركز التدوير لا يكون على منطقة الممثل غالبا وأهل العمل يأخذونه من الممثل تساهلا، فينبغي أن يقال في تعريفه هو قوس من الممثل على التوالي بين عرضيتين تحقيقا أو تقديرا إحداهما تمرّ بالأوج والأخرى بمركز التدوير. والمركز المقوّم عندهم قوس من الممثل على التوالي بين عرضيتين تمرّ إحداهما بالأوج والأخرى بمركز جرم الكوكب.
اعلم أنّ هذا في المتحيّرة سوى عطارد. وأمّا في عطارد فينبغي أن يقيد الأوج بالمدير فيقال المركز المعدّل لعطارد قوس من المائل على التوالي من أوج المدير إلى طرف الخط الخارج عن مركز العالم المارّ بمركز التدوير المنتهي إليه. والمركز المقوّم لعطارد قوس من الممثّل على التوالي بين عرضيتين تمرّ إحداهما بأوج المدير والأخرى بمركز جرمه. ثم المركز المقوّم قد يعتبر في القمر أيضا. وأمّا المركز المعدّل في القمر فلا يمتاز عن المركز الغير المعدّل لتشابه حركة المركز حول مركز العالم، هكذا يستفاد مما ذكره عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة.

الْقَمَر

الْقَمَر: كَوْكَب ليلِي مكدر أَزْرَق مائل إِلَى السوَاد مظلم غير نوراني كثيف صقيل قَابل للاستنارة من غَيره يكْسب النُّور عَنهُ بالمحاذاة وَإِنَّمَا يستضيء استضاءة يعْتد بهَا بضياء الشَّمْس لَا بضياء غَيرهَا من الْكَوَاكِب لضعف أضوائها كالمرآة المجلوة الَّتِي تستنير من المضيء المواجه لَهَا وينعكس النُّور عَنْهَا إِلَى مَا يقابلها فَيكون نصف الْقَمَر المواجه للشمس أبدا مستضيئا لَو لم يمْنَع مَانع كحيلولة الأَرْض بَينهمَا وَالنّصف الآخر مظلما فيستفاد من هَا هُنَا أَن نور الْقَمَر مُسْتَفَاد من الشَّمْس فعلى الْقَمَر مِنْهُ الشَّمْس والامتنان أصعب من جروح السنان - نعم مَا قَالَ الصائب رَحمَه الله تَعَالَى.
(باتيركى بسازكه ابروى عنبرين ... يكشب سفيد كشت زمنت هِلَال را)
وتتمة هَذَا المرام فِي المحاق إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(الْقَمَر) جرم سماوي صَغِير يَدُور حول كَوْكَب أكبر مِنْهُ وَيكون تَابعا لَهُ وَمِنْه الْقَمَر التَّابِع للْأَرْض والأقمار الَّتِي تَدور حول كواكب المريخ وزحل وَالْمُشْتَرِي وَالْقَمَر الصناعي جسم يُطلق فِي الفضاء ليدور حول الأَرْض وَيحصل على السرعة الكافية للدوران باستخدام الصاروخ ذِي المراحل وَيحمل أجهزة تقوم برصد المعلومات وَجَمعهَا وإرسالها إِلَى المراكز العلمية على الأَرْض فِي أثْنَاء دورانه فِي الفضاء الجوي كَمَا يستخدم فِي الاتصالات الإذاعية المرئية والصوتية وَفِي الأرصاد الفلكية وَغير ذَلِك وَأول قمر أطلقهُ الْإِنْسَان فِي 4 أكتوبر سنة 1957 (ج) أقمار
و (قمر الدّين) حلوى تتَّخذ من المشمش المجفف يَجْعَل على شكل رقاق (مج)
واسترعى مَاله الْقَمَر إِذا تَركه هملا لَيْلًا بِلَا رَاع والقمران الشَّمْس وَالْقَمَر والشهور القمرية الَّتِي تؤقت بدورة الْقَمَر حول الأَرْض وَالسّنة القمرية اثْنَا عشر شهرا قمريا وأولها الْمحرم وَآخِرهَا ذُو الْحجَّة

(الْقَمَر) المضيء أَو ذُو الْقَمَر يُقَال ليل قمر وَلَيْلَة قمرة
الْقَمَر: كتب صَاحب (مطالع الْقَمَر) يَقُول إِنَّه لما ارتحل الْحَكِيم الْمُحَقق مَا شَاءَ الله الْمصْرِيّ عَن هَذِه الدُّنْيَا وإلتحقت روحه بالباري عز وَجل تاركة القفص الطيني، وجدوا فِي خزانَة كتبه صندوقا، نزعوا أقفاله فوجدوا فِيهِ قدرا من الْحَرِير الْأَبْيَض كتب عَلَيْهِ هَذَا الْفَصْل الَّذِي محصلته مَا يَلِي: كل من يُبَاشر عملا وَيكون الْقَمَر فِي برج الْعَقْرَب أَو السنبلة (الْعَذْرَاء) فَإِنَّهُ سَوف ينْدَم، وكل من يرتدي لباسا جَدِيدا وَالْقَمَر فِي برج الْأسد، يكون بَين النحسين وَيَمُوت فِيهِ (أَي اللّبْس) ، وكل من يُسَافر وَالْقَمَر فِي طَرِيقه إِلَى الْمُحْتَرِقَة لَا يرجع إِلَّا بِعَذَاب وصعوبة وَأَكْثَره أَن لَا يعود إِلَى وَطنه. وكل من يتَزَوَّج وَالْقَمَر فِي منزلَة سعد ذابح فَإِنَّهُ سيطلق فِي المحاق قبل الِاجْتِمَاع. وَإِذا مَا اجْتمع رجل مَعَ امْرَأَة فإمَّا أَن يَمُوت فِي هَذِه السّنة أَو أَنه سيفارقها بِصُورَة وَطَرِيقَة وَلَا أقبح مِنْهَا. وكل من ينْكح وَالْقَمَر فِي منزلَة (زبانا) فَإِن زوجه تَمُوت فِي المحاق.
وَهُنَاكَ أَحْكَام أُخْرَى للمواليد من النَّاس ذكرهَا هُنَا، وَهِي إِذا كَانَت الْكَفّ المخضبة فِي طالع الرجل حِين وِلَادَته فَإِنَّهُ لَا يتَزَوَّج أبدا، وكل مَوْلُود يُولد والزهرة وَعُطَارِد (اوفا) خَالَة بالمريخ فَإِن هَذَا الْمَوْلُود حتما سيدعو النَّاس إِلَيْهِ حَتَّى وَلَو كَانُوا تَحت الأَرْض الثَّانِيَة دَعْوَة خُفْيَة، وَإِذا كَانُوا فَوق الأَرْض فَإِنَّهَا تكون دَعْوَة عَلَانيَة وَإِذا ابتدأت بِالْخُصُومَةِ وَالْقَمَر فِي برج النحس، فَإنَّك تغلب، وَيَقُول أَن لَا تُسَافِر إِذا كَانَ أحد النيرين فِي طالعك فَإنَّك لن تعود أَو تمرض وَكلما كَانَ الطالع نحسا فِي وَقت السّفر فَإِن صَاحب الطالع مسعودا، فَهُوَ يدل على صِحَة الْبدن، وَكلما كَانَ الطالع سَعْدا، وَصَاحب الطالع منحوسا، فَهُوَ يدل على موت مفاجئ. وَإِذا كَانَ الْقَمَر فِي برج الْقوس فَلَا تُسَافِر لِأَنَّهُ يسبب فِي تَأْخِير الْأُمُور، وَلَا تقدم على الزواج حِين يكون الْقَمَر فِي برج السرطان لِأَنَّهُ لَا خير فِيهِ، وَلَا تكْتب شَيْئا وَالْقَمَر فِي الطالع فَإِنَّهُ لَا يستحسن، وَإِذا كَانَ الْقَمَر خَالِي السّير فَإِن الْوَقْت يكون مناسبا للصَّيْد وَالرُّكُوب والتبطل والاختلاء وَالشرب والضيافة. وَإِذا كَانَ الْقَمَر فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ من الْحسن زِيَارَة السُّلْطَان والحكام وَطلب الْحَاجة مِنْهُم. (انْتهى) .
والضابطة المضبوطة فِي معرفَة أَن الْقَمَر فِي أَي برج من بروج الْفلك فِي هَذِه الْقطعَة: (كل مَا يَأْتِي من الْقَمَر أَجله ... مثنى وأضف عَلَيْهَا خَمْسَة)
(ثمَّ خُذ خَمْسَة مِنْهَا من مَوضِع الشَّمْس ... فَإنَّك ستعرف البرج وَمَكَان الْقَمَر)
وتوضيحها هَكَذَا، إِذا أردْت أَن تعرف مَكَان الْقَمَر فِي أَي برج هُوَ، فَانْظُر كم مضى من الشَّهْر ثمَّ ضاعفه وأضف عَلَيْهِ خَمْسَة من عنْدك ثمَّ احسب من البرج الَّذِي تكون فِيهِ الشَّمْس خَمْسَة، ثمَّ زد عَلَيْهَا وَاحِدًا وَبعدهَا كل زِيَادَة تبقى تنظر أَي برج توَافق فَيكون الْقَمَر فِيهَا.
وَمِثَال ذَلِك، الْيَوْم هُوَ الْحَادِي عشر من شهر شعْبَان سنة (1171) هجرية إِذا فقد ذهب من الشَّهْر أحد عشر يَوْمًا، فتضاعفه فَيُصْبِح اثْنَان وَعشْرين فنضيف عَلَيْهِ خَمْسَة ليُصبح سَبْعَة وَعشْرين، فَإِذا نَظرنَا وجدنَا الشَّمْس فِي برج الْحمل، ثمَّ نقسم الْخَمْسَة وَالْعِشْرين على خَمْسَة فَيبقى لدينا اثْنَان فَنَضْرِب هَذَا الْعدَد بِسِتَّة فَيُصْبِح اثْنَتَا عشر وَهُوَ مِقْدَار الدرجَة، مثلا _ الْحمل _ الثور _ الجوزاء _ السرطان _ الْأسد _ السنبلة (الْعَذْرَاء) ، إِذا حينها نَعْرِف أَن الْقَمَر فِي برج السنبلة (الْعَذْرَاء) وَقد قطع اثْنَتَا عشرَة دَرَجَة مِنْهُ.
وضابطة أُخْرَى:
(اضْرِب أَيهَا الْقَائِد الْأَيَّام الَّتِي قضيت من الشَّهْر بِثَلَاثَة ... )
(عشر ثمَّ اضف عَلَيْهَا ثَلَاثَة عشر ... )
(ثمَّ قسم الْحَاصِل ثَلَاثِينَ ثَلَاثِينَ ... )
(ووزعها على الشُّهُور من حَيْثُ هِيَ الشَّمْس فتعرف الْقَمَر ... )
أَي نحسب كم مضى من الشَّهْر فنضربه بِثَلَاثَة عشر ثمَّ نضيف عَلَيْهِ ثَلَاثَة عشر ونقسم الناتج ثَلَاثِينَ ثَلَاثِينَ وَتُعْطِي كل ثَلَاثِينَ لكل شهر ابْتِدَاء من الشَّهْر الَّذِي تكون فِيهِ الشَّمْس والشهر الَّذِي نصل إِلَيْهِ أخيرا يكون فِيهِ الْقَمَر.
مُلَاحظَة: يمكننا حِسَاب الدَّرَجَات بِهَذِهِ الطَّرِيقَة، نعد الْأَيَّام الَّتِي خلت من الشَّهْر ونضيف إِلَيْهَا (وَاحِد) فنعرف بذلك مِقْدَار الدَّرَجَات الَّتِي قطعت.

الْفلك

(الْفلك) السَّفِينَة (للمذكر والمؤنث وَالْوَاحد وَالْجمع)

(الْفلك) التل المستدير من الرمل حوله فضاء وَمن الْبَحْر موجه المستدير المضطرب والمدار يسبح فِيهِ الجرم السماوي (ج) أفلاك وَعلم الْفلك علم يبْحَث فِيهِ عَن الأجرام العلوية وَأَحْوَالهَا
الْفلك: بِضَم الأول وَسُكُون الثَّانِي مُفْرد وَجمع أَيْضا لَكِن إِذا كَانَ مُفردا فضمته ضمة قفل - وَإِن كَانَ جمعا فضمته ضمة أَسد بِضَم الْهمزَة جمع أَسد بِفَتْحِهَا. والفلك بِفَتْح الأول وَالثَّانِي جسم كروي لَا يقبل الْخرق والإنارة وَيدخل فِي هَذَا التَّعْرِيف المتممات وَأَيْضًا الْفلك جسم كروي يُحِيط بِهِ سطحان متوازيان مركزهما وَاحِد - والأفلاك الْكُلية الثَّابِتَة بالرصد تِسْعَة وَهَذِه التِّسْعَة مَعَ مَا فِي ضمنهَا من الأفلاك الْجُزْئِيَّة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ فلكا تِسْعَة كُلية وَسِتَّة تداوير وَثَمَانِية خَارِجَة المراكز - وللقمر فلك آخر مُوَافق المركز يُسمى بالجوزهر - أما التِّسْعَة الْكُلية فَهِيَ فلك الأفلاك الْمُسَمّى بالفلك الأطلس وبالعرش الْمجِيد فِي لِسَان الشَّرْع - وَتَحْته فلك الثوابت وَهُوَ الْكُرْسِيّ - ثمَّ فلك الــزحل - ثمَّ فلك المُشْتَرِي - ثمَّ فلك المريخ - ثمَّ فلك الشَّمْس - ثمَّ فلك الزهرة - ثمَّ فلك العطارد - ثمَّ فلك الْقَمَر الَّذِي فَوْقنَا.

شرف الْكَوَاكِب

شرف الْكَوَاكِب: عبارَة عَن علو شَأْنهَا وتسلطها وَكَمَال تأثيرها فَإِذا ولد مَوْلُود فِي ذَلِك الْوَقْت فَإِن كَانَ طالع الْوَقْت هُنَاكَ دَرَجَة فَرح كَوْكَب يكون الْمَوْلُود سعيدا مُبَارَكًا لِلْأَبَوَيْنِ وقربائه. وَإِن كَانَ طالع الْوَقْت دَرَجَة هُبُوطه أَو وباله لَا يكون الْمَوْلُود سعيدا مُبَارَكًا إِلَّا إِذا كَانَ هُنَاكَ طالع الْوَقْت دَرَجَة فَرح كَوْكَب آخر أعظم من الْكَوْكَب الأول فَلَا بُد للمنجم حِينَئِذٍ من مُلَاحظَة هبوط الْكَوْكَب وفرحها وقوتها وضعفها ثمَّ الحكم بِأَمْر.
وَاعْلَم أَن الْكَوْكَب فِي شرفه مثل سُلْطَان على سَرِيره فِي مَمْلَكَته بِكَمَال الْغَلَبَة وَفِي هُبُوطه مثل رجل فِي بَيته على أسوء الْأَحْوَال. وَفِي وباله مثل رجل خرج عَن وَطنه مطرودا عَن مَكَانَهُ وَاقعا فِي أعدائه غير قَادر على شَيْء مغموما مَحْزُونا. وَإِن أردْت معرفَة بيُوت الْكَوَاكِب السَّبْعَة السيارة وشرفها وهبوطها وفرحها فَانْظُر إِلَى هَذَا الْجَدْوَل. (الْكَوَاكِب)

الشَّمْس
الْقَمَر
المريخ
عُطَارِد
المُشْتَرِي
الزهرة
زحل
الراس
الذِّئْب
(بيُوت الْكَوَاكِب)

الْأسد
السرطان
الْحمل الْعَقْرَب
الجوزاء الْعَذْرَاء
الْقوس الْحُوت
الثور الْمِيزَان
الجدي الدَّلْو
الْعَذْرَاء
الْحُوت
(وبالها الويلات)

دَاء
جدي
ميزَان ثَوْر
قَوس حوت
جوزاء سنبلة
عقرب حمل
سرطان أَسد
حوت
سنبلة
(شرفها الشّرف)

الْحمل
الثور
الجدي
السنبلة = الْعَذْرَاء
السرطان
الْحُوت
الْمِيزَان
الجوزاء
الْقوس
(هبوط الانتكاسات)

الْمِيزَان
الْعَقْرَب
السرطان
الْحُوت
الجدي
الْعَذْرَاء
الْحمل
الْقوس
الجوزاء
(الأفراح)
9 - 3
6 - 111 - 512 - 55 -
 

عرقب

عرقب: تعرقب: تجوّف (فوك).
عُرْقُوب: منعطف الطريق، عطفة. (بوشر).
(عرقب)
الدَّابَّة قطع عرقوبها
(ع ر ق ب) : (الْعُرْقُوبُ) عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَلْفَ الْكَعْبَيْنِ (وَقَوْلُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنْ النَّارِ» تَحْذِيرٌ مِنْ تَرْكِهَا غَيْرَ مَغْسُولَةٍ.
(عرقب) - وفي حديث القَاسِم: "كان يقول للجزَّار: لا تُعَرْقِبْها"
: أي لا تَقْطَع عُرقوبَها، وهو عَقِب مُوَتَّر خَلفَ الكَعْبَين، بين مَفْصِل الوَظِيف ومَفْصِل الساق لِذَواتِ الأربع وقيل: من الإِنسان فُوَيْق العَقِب.

عرقب


عَرْقَبَ
a. Hocked, houghed, hamstrung (animal).
b. Raised, pulled up (animal).
تَعَرْقَبَa. Journeyed through rocky defiles
mountain-passes.
b. [ coll. ], Was complicated
involved, intricate.
عُرْقُوْب (pl.
عَرَاْقِيْبُ)
a. Hock, hough.
b. Tendon of the heel, tendo Achillis.
c. Pass, defile, mountain-gorge, glen.

عَرَاقِيْب الأُمُوْر
a. Complications, intricacies, difficulties.
ع ر ق ب : وَالْعُرْقُوبُ عَصَبٌ مُوثَقٌ خَلْفَ الْكَعْبَيْنِ وَالْجَمْعُ عَرَاقِيبُ مِثْلُ عُصْفُورٍ وَعَصَافِيرَ، وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنْ النَّارِ» عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيْ لِتَارِكِ الْعَرَاقِيبِ فِي
الْوُضُوءِ فَلَا يَغْسِلُهَا. 
ع ر ق ب

عرقب الدابة: قطع عرقوبها وهو عقب موتر خلف الكعبين. وتقول: فلان يضرب العراقيب، ويقرع الظنابيب؛ أي يضيف ويغيث. ويقال: " أقصر من عرقوب القطاة ".

ومن المستعار: نزلنا في عرقوب الوادي أي في منحناه. وما أكثر عراقيب هذا الجبل وهي الطرق في متنه. وهو أكذب من عرقوب يثرب. وتقول: فلان إذا مطل تعقرب، وإذا وعد تقرب.
[عرقب] فيه، كان يقول للجزار "لا تعرقبها"، أي لا تقطع عرقوبها، وهو وتر خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق من ذوات الأربع، وهو من الإنسان فويق العقب. وفي شعر كعب: كانت مواعيد "عرقوب" لها مثلًا؛ هو ابن معبد رجل من العماليق كان وعد رجلًا ثمر نخلة فجاءه حين اطلعت فقال: حتى تصير بلحًا، فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير بسرًا، ثم قال: حتى تصير رطبًا، ثم قال: حتى تصير تمرًا، فلما أتمرت عمد إليها ليلًا فجدها ولم يعطه منها شيئًا؛ فصارت مثلًا في إخلاف الوعد. ك: و"عراقيب" الخيل، جمع عرقوب وهو العصب الغليظ عند عنق الإنسان. ن: ومنه: ويل للعراقيب، هو جمع عرقوب بالضم- ومر تفسيره.
عرقب
تعرقبَ يتعرقب، تَعرقُبًا، فهو مُتعرقِب
• تعرقب فلانٌ: احتال، مطَل، تشبَّه بعُرْقوب في كذبه وخُلقه "فلان إذا وَعَد تعرقب". 

عُرْقوب [مفرد]: ج عَراقيبُ:
1 - (شر) وَتَرٌ أو عَصَبٌ غليظ فوق عَقِب الإنسان أو الحيوان "أصاب عُرقوبَه- وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ [حديث]: لتارك العراقيب في الوضوء فلا يغسلها" ° مواعيد عُرْقوب/ مواعيد أكذب من عُرْقوب/ مواعيد أخلف من عُرْقوب: وصف حال من يعد ويخلف، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخلفه بالوعد.
2 - منحنى الوادي "نزلنا عُرْقوبَ الوادي".
3 - طريق ضيِّق في متن الجبل "ما أكثر عراقيب هذا الجبل" ° عراقيبُ الأمور: صعابُها، عراقيلها. 
[عرقب] العُرْقوبُ: العصب الغليظ المُوَتَّرُ فوق عَقِبِ الإنسان. وعُرْقوبُ الدابة في رِجلها بمنزلة الرُكبة في يدها. قال أبو داود: حديد الطرف والمَنكِب والعُرْقوبِ والقَلبِ * قال الأصمعي: كلُّ ذي أربعٍ عُرقوباه في رجليه وركبتاه في يديه. وقد عَرْقَبْتُ الدابة: قطعت عُرقوبها. والعُرقوب من الوادي: موضع فيه انحناءٌ شديد. قال الفراء: يقال ما أكثر عراقيب هذا الجبل، وهي الطُرق الضيِّقة في مَتْنِهِ. وتَعرقبتُ، إذا أخذتَ في تلك الطرق. وعُرْقوبُ القَطاةِ: ساقُها. قال الراجز : ونَبْلي وفُقاها كَعَراقيبِ قَطاً طُحْلِ * وعراقيب الأمور وعراقيلها: عِظامها وصعابها. وعرقوب: اسم رجل من العمالقة ضربت به العرب المثل في الخلف فقالوا: " مواعيد عرقوب ". وذلك أنه أتاه أخ له يسأله شيئا، فقال عرقوب: إذا أطلع نخلى. فلما أطلع قال: إذا أبلح. فلما أبلح قال: إذا أزهى. فلما أزهى قال: إذا أرطب. فلما أرطب قال: إذا صار تمرا. فلما صار تمرا جده من الليل ولم يعطه شيئا. قال الاشجعى : وعدت وكان الخلف منك سجية * مواعيد عرقوب أخاه بيترب
عرقب: عَرْقَبْتُ الدّابّةَ: قَطَعْتُ عُرْقُوبَها. والعُرْقُوبُ: عَقِبٌ مُوَتَّرٌ خلف الكَعْبَيْنِ، ومن الإنسانِ فُوَيق العَقِب، ومن ذَوات الأرْبَع بين مَفْصِل الوَظيف ومَفْصِل الساقِ من خَلْفِ الكَعبَيْنِ. والعُرقُوبُ من الوادي: مُنْحَنى فيه التِواءٌ شديد، قال:

ومَخُوفٍ من المناهل وحش ... ذي عراقيب آجِنٍ مدفانِ 

والعُرْقُوبُ: طريقٌ يكون في الجَبَل مُصَعِّداً. تَعَرْقَبْتُ الجَبَلَ: أي صَعِدتُ فيه. وعَراقيبُ الأمور: عَصاويدُها وادخال اللَّبْس فيها. وعُرْقُوبُ: رجلٌ من أهل يَثْرب أكْذَبُ أهل زَمانِه موعداً، فذَهَبَتْ مَثلاً، قال كَعْبُ بنُ زُهَير:

كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلاً ... وما مواعيدها إلا الأباطيل وقال آخرُ:

وأكْذَبُ من عُرقُوبِ يَثْربَ لهجةً ... وأبْيَن شُؤْماً في الكَواكبِ من زُحَلْ 

وفي مَثَلٍ للعَرَب: مَرَّ بنا يومٌ أقْصَرُ عُرقُوبِ القَطا 

، يريدُ ساقَها. ويقال: أقْصَرُ من إبهامِ القَطاةِ، قال:

ويَوْمٍ كإبهامِ القَطاةِ مُمَلَّحٍ ... إليَّ صباه، مُعجِبٌ لِيَ باطِلُهْ 

عرقب

Q. 1 عَرْقَبَ الدَّابَّةَ He hocked, houghed, hamstrung, or cut the hock-tendon of, the beast. (S, A, O, K, *) b2: And عَرْقَبَهُ He raised his hocks, (namely, a camel's, O,) in order that he might stand up: (O, K:) he assisted him (i. e. a camel) to stand up, by raising [his hocks]. (TA.) Thus the verb has two contr. meanings. (K.) b3: and عَرْقَبَ (assumed tropical:) He practised artifice, craft, or cunning. (O, K.) One says, إِذَا أَعْيَاكَ غَرِيمُكَ فَعَرْقِبْ (assumed tropical:) [When thy debtor wearies thee,] practise artifice, &c. (AA, O, TA.) Q. 2 تَعَرْقَبَ He mounted a beast from behind. (O, TA.) b2: And (assumed tropical:) He took his course along the narrow roads, or ways, of the mountain, which are called عَرَاقِيب. (S, O, K.) b3: And تعرقب لِخَصْمِهِ (assumed tropical:) He pursued a way hidden from his adversary: said when one adopts another and easier course of speech. (TA.) b4: And تعرقب عَنِ الأَمْرِ (assumed tropical:) He turned away, or declined, from the affair. (K.) b5: إِذَا مَطَلَ تَعَقْرَبَ وَإِذَا وَعَدَ تَعَرْقَبَ (assumed tropical:) [When he puts off the fulfilment of his promise, he acts like 'Akrab (a man notorious for putting off the fulfilment of his promises); and when he promises, he acts like 'Orkoob] (A, TA) is a prov. (TA. [See the following paragraph, last sentence but one.]) عُرْقُوبٌ [The tendo Achillis, or heel-tendon;] a certain tense, (T, A, Mgh, Msb,) or thick, (K,) or thick and tense, (S, O,) tendon, (T, S, A, Mgh, O, Msb, K,) behind the two ankle-bones, (T, A, Mgh, Msb,) above the heel; (S, O, K;) the thing that conjoins the shank and the foot; (As, TA;) in a human being: (S, O, K:) pl. عَرَاقِيبُ. (TA, &c.) The saying of the Prophet, وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ [Woe to the heel-tendons from the fire of Hell] means, to him who neglects the washing of them (Mgh, Msb) in the [ablution termed] وُضُوْء. (Msb.) b2: [In a beast, it is in some instances applied to The hock, or hough; i. e.] the عُرْقُوب of a beast is that which, in its hind leg, corresponds to the رَكْبَة [or knee] in its fore leg: (S, O, K:) [in other instances, it is applied to the tendon of the hock, or hough; i. e., to the hamstring; for, as] As says, in every quadruped, the عُرْقُوبَانِ are in the hind legs, and the رُكْبَتَانِ in the fore legs; (S, O, TA;) and the عُرْقُوب of the horse is the tendon that conjoins the part wherein meet the وَظِيف [here meaning the metatarsus] and the سَاق [here meaning the tibia]: (TA: [he says “ of the horse,” instead of using a more comprehensive term, app. because he is describing that animal:]) it is, in a quadruped, the tendon that [corresponds to that which in a human being] is behind the two ankle-bones, between the joint of the foot and the shank: in a human being it is a little above the heel. (TA, from an explanation of a trad. [This last explanation evidently employs terms according to their applications in the comparative anatomy of quadrupeds and human beings, and therefore requires the words which I have supplied. That عُرْقُوبٌ, in relation to a beast, signifies the hocktendon is well known: and that it also signifies the hock itself is shown by a usage of the verb عَرْقَبَ (for it is by raising the hocks that a man assists a camel to stand up), and by an explanation voce رُكْبَةٌ.]) شَرٌّ مَا أَجَآءَكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ [It is an evil thing that has compelled thee to have recourse to the marrow of a hock] (K, TA) is a prov. (TA) applied to him who seeks to obtain a thing from a mean, or sordid, person; (K, TA;) for the عرقوب has no marrow. (TA.) And one says, فُلَانٌ يَضْرِبُ العَرَاقِيبَ ويَقْرَعُ الظَّنَابِيبَ [Such a one smites the hock-tendons of camels to slaughter them, and strikes the shins of camels to make them lie down that he may mount them in haste]; meaning that he entertains guests and gives aid, or succour. (A.) b3: عُرْقُوبُ الأَسَدِ is a name of The Thirteenth Mansion of the Moon. (Kzw: see العَوَّآءُ, in art. عو.) b4: طَيْرُ عُرْقُوبٍ is an appellation given to Any bird from which one augurs evil to camels, because it wounds them in the hocks or hock-tendons (يُعَرْقِبُهَا). (Meyd, TA.) The Arabs say that when the bird called أَخْيَل [q. v.] lights upon a camel, its hocks, or hock-tendons, will assuredly be laid bare: and accord. to the [O and] K, طَيْرُ العَرَاقِيبِ is an appellation of The [bird called] شِقِرَّاق [which is said in the S &c. to be the same as the أَخْيَل]; and [Sgh and SM add that] they regard it as of evil omen. (TA.) b5: عُرْقُوبُ القَطَا means The سَاق [or shank] of the قطا [or sand-grouse]. (S, O, K.) To this a thing is hyperbolically likened to denote its shortness: one says يَوْمٌ أَقْصَرُ مِنْ عُرْقُوبِ القَطَا [A day shorter than the shank of the katà]: (L, TA:) and a poet says, (S, &c.,) namely, El-Find Ez-Zimmánee, (O, L, TA,) or, accord. to Seer, Imra-el- Keys Ibn-'Ábis, (IB, L, TA,) وَنَبْلِى وَفُقَاهَا كَعَرَاقِيبِ قَطًا طُحْلِ [And my arrows, with their notches, like the shanks of ash-coloured sand-grouse]. (S, O, L, TA.) b6: عُرْقُوبٌ also signifies (assumed tropical:) A turning, or bending, part of a valley: (K:) or a part of a valley in which is a great turning or bending. (S, O.) And A road in a mountain: (K:) or a narrow road in a mountain: or a road in a deep valley, in which only one can walk. (TA.) And [the pl.] عَرَاقِيبُ, (tropical:) The prominences, or projecting parts, of mountains: (O, K, TA:) and the most distant, or far-extending, roads, or ways, thereof: (Aboo-Kheyreh, O, TA:) for [in travelling mountains,] you follow the most easy way, wherever it be: (Aboo-Kheyreh, TA:) or the narrow roads or ways, in the hard and elevated parts, of moun-tains. (S, O, K.) And [hence, app.,] عَرَاقِيبُ الأُمُورِ (assumed tropical:) Great and difficult affairs: (S, O, K:) as also عَرَاقِيلُهَا. (S, O.) b7: And A mountain always crowned with clouds, not rained upon. (TA.) b8: Also (assumed tropical:) Artifice, craft, or cunning; or a stratagem, or trick. (O, K. [See Q. 1, last signification.]) b9: And (assumed tropical:) Knowledge (عِرْفَان) of an argument, a plea, an allegation, or a proof. (O, K.) A2: Also the name of a certain man of the Amalekites, (S, O, K, TA,) or, (so says Ibn-El-Kelbee, O,) of the Benoo-Abd-Shems-Ibn-Saad, (JM, O, TA,) but this is said to be of no authority, (O,) or of El-Ows, (JM, TA,) the greatest liar of his time, (K,) proverbial for breach of promises: (S, O:) El-Ashja'ee (whose name was Jubeyhà, O, K) says, وَعَدْتَ وَكَانَ الخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً

مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَتْرَبِ (S, O, K, TA) i. e. (tropical:) Thou promisedst, but breach of promise was an inherent quality of thee, like the promises of 'Orkoob to his brother in Yetreb; which is in El-Yemámeh; or, as some relate it, بِيَثْرِب, i. e. El-Medeeneh, or, as some say, the land of the Benoo-Saad; but the former is the more correct. (TA. [See also Har p. 160.]) And one says, هُوَ أَكْذَبُ مِنْ عُرْقُوبِ يَتْرَبَ (tropical:) [He is more mendacious than 'Orkoob of Yetreb]. (A, TA.)

عرقب: العُرْقُوب: العَصَبُ الغليظُ، الـمُوَتَّرُ، فوق عَقِبِ

الإِنسان. وعُرْقُوبُ الدابة في رجلها، بمنزلة الرُّكْبة في يدها؛ قال أَبو دُواد:

حَديدُ الطَّرْفِ والـمَنْكِـ * ـبِ والعُرْقُوب والقَلْبِ

قال الأَصمعي: وكل ذي أَربع، عُرْقُوباه في رجليه، ورُكبتاه في يديه.

والعُرْقُوبانِ من الفرس: ما ضَمَّ مُلْتَقَى الوَظِـيفَين والساقَيْن من

مآخِرِهما، من العَصَب؛ وهو من الإِنسان، ما ضَمَّ أَسفَل الساقِ

والقَدَم.وعَرْقَبَ الدابة: قَطَعَ عُرْقُوبَها. وتَعَرْقَبَها: ركبها من

خَلْفها.الأَزهري: العُرْقُوب عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَلْفَ الكعبين، ومنه قول النبي، صلى اللّه عليه وسلم: ويْلٌ للعَراقِـيبِ من النارِ، يعني في الوُضوءِ.

وفي حديث القاسم، كان يقول للجَزَّارِ: لا تُعَرْقِبْها أَي لا تَقْطَعْ

عُرْقُوبَها، وهو الوَتَرُ الذي خَلْفَ الكعبين مِن مَفْصِل القدم

والساق، من ذوات الأَربع؛ وهو من الإِنسان فُوَيْقَ العَقِب. وعُرْقُوبُ القَطا: ساقُها، وهو مما يُبالَغُ به في القِصَر، فيقال: يومٌ أَقْصَرُ من عُرقُوبِ القَطا؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانيُّ:

ونَبْلِـي وفُقَاها كــ * ـعَراقِـيبِ قَطاً طُحْلِ

قال ابن بري: ذكر أَبو سعيد السيرافيّ، في أَخبار النحويين، أَن هذا البيت لامرئِ القيس بن عابس؛ وذَكَر قبله أَبياتاً وهي:

أَيا تَمْلِكُ يا تَمْلِـي! * ذَريني وذَري عَذْلي،

ذَريني وسِلاحي، ثُم * شُدِّي الكَفَّ بالعُزلِ،

ونَبْلِـي وفُقاها كــ * ـعَراقيبِ قَطاً طُحْلِ،

وثَوْبايَ جَديدانِ، * وأُرخي شَرَكَ النَّعْلِ،

ومني نظْرَةٌ خَلْفي، * ومِنِّي نَظْرةٌ قَبْلي،

فإِمَّـا مِتُّ يا تَمْلِـي، * فَمُوتِـي حُرَّةً مِثْلي

وزاد في هذه الأَبيات غيره:

وقد أَخْتَلِسُ الضَّرْبَـ * ـةَ، لا يَدْمَى لها نَصْلي

وقد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَـ * ـةَ، تَنْفي سَنَنَ الرِّجْلِ

كَجَيْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْها * ءِ، رِيعَتْ وهي تَسْتَفْلِـي

قال: والذي ذكره السيرافيّ في تاريخ النحويين: سَنَنَ الرِّجْل،

بالراءِ، قال: ومعناه أَن الدم يسيل على رِجْله، فيُخْفِـي آثارَ

وَطْئِها.وعُرْقُوبُ الوادِي: ما انْحَنَى منه والتَوَى، والعُرْقُوبُ مِن

الوادي: موضع فيه انْحِناءٌ والتِواءٌ شديدٌ. والعُرْقُوب: طَريقٌ في الجَبل؛ قال الفراء: يُقال ما أَكْثَرَ عَراقيبَ هذا الجبل، وهي الطُّرُقُ الضَّيِّقةُ في مَتْنِه؛ قال الشاعر:

ومَخُوفٍ، من المناهِلِ، وَحْشٍ * ذِي عَراقيبَ، آجِنٍ مِدْفانِ

والعُرْقُوبُ: طريقٌ ضَيّقٌ يكون في الوَادي البعيدِ القَعْرِ، لا

يَمْشِـي فيه إِلا واحدٌ. أَبو خَيْرة: العُرْقُوبُ والعَراقِـيبُ، خَياشيم

الجبالِ وأَطرافُها، وهي أَبْعدُ الطُّرق، لأَنك تَتَّبِـع أَسْهَلَها أَيْنَ كان. وتَعَرقَبْتُ إِذا أَخَذْتَ في تلك الطُّرُق. وتَعَرْقَبَ لخَصْمِه إِذا أَخَذَ في طَريق تَخْفى عليه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا حَبَا قُفٌّ له تَعَرْقَبا

معناه: أَخَذَ في آخَرَ، أَسْهَلَ منه؛ وأَنشد:

إِذا مَنْطِقٌ زَلَّ عن صاحِـبي، * تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذا مُعْتَقَبْ

أَي أَخَذْتُ في مَنْطِقٍ آخَرَ أَسْهَلَ منه. ويُرْوَى تَعَقَّبْتُ.

وعَراقيبُ الأُمور، وعَراقيلُها: عظامُها، وصعابُها، وعَصاويدُها، وما دَخَلَ من اللَّبْس فيها، واحدُها عُرْقُوب.

وفي المثل: الشَّرُّ أَلْجأَهُ إِلى مُخِّ العُرْقُوبِ. وقالوا: شَرٌّ ما أَجاءَك إِلى مُخَّة عُرْقُوبٍ؛ يُضْرَبُ هذا، عند طَلبِكَ إِلى اللَّئِـيم، أَعْطاكَ أَو مَنَعك. وفي النوادر: عَرْقَبْتُ للبعير، وعَلَّيْتُ له إِذا أَعَنْتَه بِرَفْعٍ. ويُقال: عَرْقِبْ لبعيرِك أَي ارْفَعْ بعُرْقُوبِه حتى يقُومَ.

والعَرَبُ تسمي الشِّقِرَّاقَ: طَيْرَ العَراقيبِ، وهم يَتَشاءَمون به، ومنه قول الشاعر:

إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنِـيهِ، ابنَ مُدْرِكٍ، * فلاقَيْتِ مِن طَيرِ العَراقيبِ أَخْيَلا

وتقول العربُ إِذا وقَعَ الأَخْيَلُ على البَعِـير: لَيُكْسَفَنَّ عُرْقوباه.

أَبو عمرو: تقول إِذا أَعْياكَ غَريمُكَ فَعَرْقِبْ أَي احْتَلْ؛ ومنه قول الشاعر:

ولا يُعْيِـيكَ عُرْقُوبٌ لِوَأْيٍ، * إِذا لم يُعْطِكَ، النَّصَفَ، الخَصِـيمُ

ومن أَمثالهم في خُلْفِ الوَعْدِ: مواعِـيدُ عُرْقوب. وعُرْقُوبٌ: اسم

رجل من العَمالِقة؛ قيل هو عُرْقُوبُ بن مَعْبَدٍ، كان أَكذبَ أَهل زمانه؛ ضَرَبَتْ به العَرَبُ الـمَثَلَ في الخُلْف، فقالوا: مَواعِـيدُ

عُرْقوبٍ. وذلك أَنه أَتاه أَخٌ له يسأَله شيئاً، فقال له عُرْقوبٌ: إِذا

أَطْلَعَتْ هذه النخلةُ، فلكَ طَلْعُها؛ فلما أَطْلَعَتْ، أَتاه للعِدَةِ، فقال

له: دَعْها حتى تصيرَ بَلَحاً، فلما أَبْلَحَتْ قال: دَعْها حتى تَصيرَ

زَهْواً، فلما أَبْسَرَتْ قال: دَعْها حتى تَصير رُطَباً، فلما أَرْطَبَتْ قال: دَعْها حتى تصير تمراً، فلما أَتْمَرَتْ عَمدَ إِليها عُرْقُوبٌ

من الليل، فَجَدَّها، ولم يُعْطِ أَخاه منه شيئاً، فصارت مَثَلاً في

إِخْلاف الوعد؛ وفيه يقول الأَشْجَعي:

وعَدْتَ، وكان الخُلْفُ منكَ سَجِـيَّةً، * مَواعيدَ عُرْقُوبٍ أَخاه بيَتْرَبِ

بالتاءِ، وهي باليمامة؛ ويروى بيَثْرِبِ وهي المدينة نَفسُها؛

والأَوَّلُ أَصَحّ، وبه فُسِّر قول كعب بن زهير:

كانتْ مَواعِـيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً، * وما مَواعِـيدُها إِلاَّ الأَباطيلُ

وعُرْقُوبٌ: فرس زيدِ الفَوارِسِ الضَّبِّـيِّ.

عرقب
: (العُرْقُوبُ) بالضَّمِّ، وإِنَّمَا أَطلقَه لشُهْرَته ولعَدَم مَجِيء فَعْلُول؛ (عَصَبٌ غَلِيظ) مُوَتَّر (فَوْقَ عَقِبِ الإِنْسَان. ومِنَ الدَّابَّة فِي رِجْلِها بِمَنْزِلَة الرُّكْبَةِ فِي يَدِهَا) . قَالَ أَبو دُوَاد:
حَدِيدُ الطَّرْفِ والمَنْكِ
ب والعُرْقُوبِ والقَلْبِ
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ ذِي أَرْبعٍ عُرْقُوبَاه فِي رِجْلَيْه، ورُكْبتَاه فِي يَدَيْهِ، والعُرْقُوبانِ مِنَ الفَرَس: مَا ضَمَّ مُلْتَقَى الوَظِيفَيْنِ والسَّاقيْن من مآخِرِهِما من العَصَب. وَهُوَ مِن الإِنْسَان: مَا ضَمَّ أَسفَلَ السَّاقِ والقَدَم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: العُرْقُوبُ: عَصَبٌ مُوَتَّر خَلْفَ الكَعْبَيْنِ. ومِنْه قولُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم (ويْلٌ للعَرَاقِيبِ من النَّارِ) يَعْنِي فِي الوُضُوءِ. وَفِي حَدِيث القَاسِم زكان يَقُولُ للجزَّارِ لَا تُعَرقِبْهَا) أَي لَا تَقْطَع عُرْقُوبَهَا، وَهُوَ الوَتَر الَّذِي خَلْفَ الكَعْبين بَيْن مَفْصِل القَدم والسَّاقِ من ذَوَات الأَرْبَعِ، وَهُوَ مِنَ الإِنْسَان فُوَيْقَ العَقِب.
(و) العُرْقُوبُ: (مَا انْحَنَى مِن الوَادِي (والْتَوى شَدِيداً. (و) العُرْقُوبُ (من القَطَا: سَاقُهَا) ، وَهُو مِمَّا يُبَالَغُ بِهِ فِي القِصَر فيُقَالُ: يومٌ أَقْصَرُ من عُرْقُوبِ القَطَا. قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّانيُّ:
ونَبْلِي وفُقَاهَا كَ
عَرَاقِيب قَطاً طُحْلِ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: قد ذَكر أَبو سَعيدِ السَّيرَافِيُّ فِي أَخْبَار النَّحْوِيِّين أَنَّ هَذَا بَيْتَ لامرِيءِ القَيْس بْنِ عَابِسٍ، وذَكَر قَبْلَه أَبْيَاتاً، وَهِي:
أَيَا تَمْلِكُ يَا تَمْلِي
ذَرِيني وذَرِي عَذْلِي
ذَرِيني وسلَاحِي ث
مّ شُدِّي الكَفّ بالعُزْلِ ونَبْلِي وفُقَاهَا كَ
عَرَاقِيبِ قَطاً طُحْل
وَثَوْبَايَ جَديدَان
وأُرْخِي شَرَكَ النَّعْلِ
ومِنِّي نظرَةٌ خَلْفِي
ومنِّي نَظْرَةٌ قَبْلَي
فإِمَّا متُّ يَا تَمْلي
فمُوتِي حُرَّةً مثْلي
كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) العُرْقُوبُ: جَبَ مُكلَّل بالسحاب أَبداً لَا يُمْطِر، وَهُوَ أَيضاً (طَرِيقٌ فِي الجَبَل) ضَيِّق، أَو يكون فِي الوَادِي القَعِيرِ البَعِيدِ لَا يَمْشِي فِيهِ إِلَّا وَاحِدٌ.
(و) العُرقُوبُ: (الحِيلَةُ) وَسَيَأْتي قَرِيبا، (و) العُرْقوب: (عِرْفَانُ الحُجَّةُ) ، نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) عُرقُوبٌ: (فرسٌ) لزيدِ الفَوَارِسِ الضَّبِّيِّ. وأُمُّ عُرْقُوبٍ وأُمُّ العَرَاقِيبِ: أَفْرَاسُ عُرْقوبُ (بنُ صَخْرٍ أَو) هُوَ عُرقوبُ (بنُ مَعْبد) كَذَا فِي النّسخ كمَقْعَد، وضَبطَه ابنُ دُرَيْد كمُفيد أَيضاً (ابْنِ أَسَد) : رَجُلٌ (من العَمَالِقَة) ، على القَوْل الأَوَّل قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجوهَرِيّ. وعَلى القَوْلِ الثَّانِي فَهُوَ رَجُل من بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْد، كَذَا فِي الإِيناس للوَزِير أَبِي القَاسم المَغْربِيِّ، والجَمْهَرَة لابْنِ دُرَيْد، وَزَاد الثَّانِي: وَقيل إِنَّه من الأَوْس، كَان (أَكْذبَ أهْلِ زَمَانِه) . ضَربَت بِهِ العَرَبُ المَثَل فِي الخُلْفِ فَقَالُوا (مَواعِيدُ عُرْقُوب) (و) ذَلِك أَنَّه (أَتَاه سَائِلٌ) وَهُوَ أَخٌ لِيسأَله شَيْئا (فَقَالَ) لَهُ عُرْقُوب: (إِذَا أَطْلَعَ نَخْلِي) وَفِي رِوَايَة إِذَا أَطْلَعَت هَذِه النخلةُ (فَلمَّا أَطْلَع) أَتَاهُ عَلى العدَة (قَال: إِذا أَبْلَحَ) ، وَفِي أُخْرَى: دَعْها حَتَّى تَصِيرَ بَلَحاً (فَلَمَّا أَبْلَحَ) أَتَاهُ (قَال: إِذَا أَزْهَى، فلَمَّا أَزْهَى) أَتَاه (قَالَ: إِذَا أَرْطَبَ) وَفِي بعض الرِّوَايَات زيادَة: إِذا أَبْسَر بَين أَزْهَى وأَرطَب (فَلمَّا أَرْطَبَ) أَتاه (قَال: إِذَا أَتْمَرَ، فَلَمَّا أَتْمَر) عَمَد إِليه عُرقوبٌ و (جَدَّه لَيْلاً) أَي قَطَعه. (وَلم يُعْطه) مِنْهُ (شَيْئاً) ، فصارَت مَثَلاً فِي إِخْلافِ الوعْدِ. (و) فِيهِ (قَالَ جُبَيْهَاءُ الإِشْجَعِيّ:
وَعَدْتَ وكَانَ الخُلْفُ منْكَ سَجِيّةً أَي طَبِيعَةً لَازِمَة مثْل.
(مَوَاعِيد عُرْقُوب أَحاه بيَتْرَبِ) بالتَّاء، وَهِي باليَمَامَة، ويروى بالمُثَلَّثَة، وَهِي المَدِينة بنَفْسِها. وَيُقَال: هُوَ أَرض بني سَعْد، والأَوّلُ أَصحُّ. وَبِه فُسِّر قولُ كعبِ بْنِ زُهَيْر:
كَانَت مواعِيدُ عُرْقوبٍ لَهَا مَثَلاً
وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلَّا الأَبَاطِيلُ
وَفِي الأَسَاس، وَمن الْمجَاز: هُوَ أَكذَبُ من عُرْقُوب يَتْرَب. وَتقول: فلانٌ إِذا مَطَل تَعقْرَب، وإِذَا وَعَد تَعرْقَب، وأَنشد الميدانيّ:
وأَكْذَبُ من عُرقوبِ يَتْرَبَ لهْجَةً
وأَبينُ شُؤماً فِي الحَوَائِجِ من زُحَلْ
(و) من أَمثالِهم: (الشَّرُّ أَلجَأُه إِلى مُخِّ عُرْقُوب) ، و (شَرٌّ مَا أَجَاءَك) أَي مَا أَلْجَأَكَ (إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوب) ، أَي عُرْقُوبِ الرَّجُلِ، لأَنَّه لَا مُخَّ لَهُ. (يُضْرَبُ) هَذَا (عِنْدَ طَلَبِ مِنَ اللَّئِيم) أَعطاك أَو مَنَعك، وَهُوَ لُغَة بني تَمِيم. يُقَال: أَلجأْتُه إِلَى كَذَا أَي أَلجأْتُه. والمَعْنَى مَا أَلجأَك إِلَيْهَا إِلّا شعرٌّ، أَي فَقْرٌ وفاقةٌ شَديدةٌ.
(و) من الْمُسْتَعَار: مَا أكثَر عرَاقِيبَ هذَا الجَبَل. (العَرَاقِيب) كالعُرْقُوب: (خَيَاشِيمُ الجِبَال) وأَطرافُهَا، وَهِي أَبعدُ الطُّرُقِ، لأَنَّكَ تَتَّبِع أَسهلَه أَينَ كَانَ، قَالَه أَبو خَيْرة: (أَو) هِيَ (الطُّرقُ الضُّيِّقَة فِي مُتُونِهَا) أَي الجِبَال قَالَه الفَرَّاءُ. قَالَ الشَّاعر:
ومَخُوف من المَنَاهِل وَحْشٍ
ذِي عَرَاقِيبَ آجِنٍ مِدْفَانِ
(وتَعَرْقَبَ) الرَّجُلُ: (سَلَكَهَا) ، أَي أَخذَ فِي تِلك الطُّرقِ. وَيُقَال: تَعَرْقَبَ لخَصْمِه إِذَا أَخذَ فِي طَرِيق تَخْفَى عَلَيْهِ، وأَنْشَد: إِذَا مَنْطقٌ زَلَّ عَن صَاحِبِي
تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ
أَي أَخذتُ فِي مَنْطِق آخرَ أَسهلَ مِنْهُ، ويُرْوَى: تَعَقَّبْتُ.
(و) العَرَاقِيبُ (مِنَ الأُمُور) كالعَرَاقِيل: عِظَامُهَا وصِعَابُها و (عَصَاوِيدُهَا) .
(و) عَرَاقِيبُ: (ة) ضَخْمة (قُرْبَ حِمَى ضَرِيَّةَ) للضِّباب. (وطَيْرُ العَرَاقِيبِ: الشِّقِرَّاقُ) ، بكَسر الشِّين والقَاف وتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وهم يَتَشَاءَمون بِهِ، وَمِنْه قَوْلُ الشّاعر:
إِذَا قَطَناً بلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكِ
فلاقَيْتِ من طَيْرِ العَراقِيبِ أَخْيَلَا
وتقُول العرَب: إِذَا وَقَع الأَخْيَلُ علَى البَعِير لَيُكْسَفَنَّ عُرقُوباه. وقَال المَيْدانِيّ: كُلُّ طَائِر يُتَطَيَّر مِنْهُ للإِبل فَهُوَ طَيْرُ عُرْقُوب؛ لأَنَّه يُعرِقِبُهَا، ومِثله فِي المُستقصَى. والمُصَنِّف خَصَّه بطيرٍ مُعَيْن، وقَصَره على الجَمْع، فَفِيهِ نَظَرٌ من وَجْهَيْن، قَالَه شَيخنَا.
(وعَرْقَبَه: قَطَع عُرْقُوبَه) وَبِه فُسِّر حَديثُ الْقَاسِم المُتَقَدّم. (و) عرقَبَه (رَفَعَ بعُرْقُوبَيْه) ، مُثَنًّى، (لِيَقُومَ، ضِدٌّ) . وَفِي النَّوادر: عَرْقَبْتُ البَعِيرَ وعَلَّيْتُ لَهُ، إِذا أَعَنْتَه برَفْعٍ. وَيُقَال: عَرْقبْ لبَعِيرِك أَي ارفَعْ بعُرْقُوبه حَتَّى يَقُومَ.
(و) عَرْقَبَ (الرجُلُ: احتالَ) . قَالَ أَبو عَمْرٍ و: تَقول: إِذَا أَعياك غَريمُك فعَرْقبْ أَي احْتَلْ. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
وَلَا يُعْيِيكَ عُرقوبٌ لوَأْيٍ
إِذَا لم يُعْطِكَ النَّصَفَ الخَصيمُ
وَمثله فِي الْمشرق الْمعلم.
(وتَعَرْقَبَ عَن الأَمْرِ عَدَلَ) . وتَعَرْقَبَ الدَّابَّةَ: ركبَهَا مِنْ خَلْفها نَقله الصّاغَانِيّ. ويومُ العُرْقُوب: من أَيَّامهم.

المجمل

المجمل: ما لم تتضح دلالته، وهو ما خفي المراد منه بحيث لا يدرك في نفس اللفظ إلا ببيان من المجمل.
المجمل:
[في الانكليزية] Summary ،whole ،total
[ في الفرنسية] Sommaire ،global ،total
في اللغة المجموع وجملة الشيء مجموعه. ومنه أجمل الحساب إذا جمعه. ومنه المجمل في مقابلة المفصّل في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة في الخطبة: الفرق بين الإجمال والتفصيل أنّ المجمل كالمعرّف بالفتح ملحوظ بملاحظة واحدة والمفصّل كالمعرّف بالكسر ملحوظ بملاحظات متعدّدة، كالــزّحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر بالنسبة إلى الكواكب السيارة. والتحقيق أنّ التفصيل بالنسبة إلى الإجمال مجموع الاجزاء، ومتى تحقّق أحدهما تحقّق الآخر في ضمنه فهما متحدان ذاتا مختلفان اعتبارا وملاحظة انتهى. والمجمل في عرف الأصوليين هو ما خفي المراد منه بنفس اللفظ خفاء لا يدرك بالعقل بل ببيان من المجمل، سواء كان ذلك لتزاحم المعاني المتساوية الأقدام كالمشترك أو لغرابة اللفظ وتوحّشه من غير اشتراك فيه كالهلوع، أو باعتبار إبهام المتكلّم الكلام، كانتقاله من معناه الظاهر إلى ما هو غير معلوم كالصلاة والزكاة والربا فإنّ المجمل أنواع ثلاثة: نوع لا يفهم معناه لغة كالهلوع قبل التفسير، ونوع معناه معلوم لغة لكنه ليس بمراد كالربا والصلاة، ونوع معناه معلوم لغة إلّا أنّه متعدّد لغة كالمشترك. ففي القسم الأخير خفي المراد باعتبار الوضع وفي الأولين باعتبار غرابة اللفظ وإبهام المتكلّم. فقولهم ما خفي المراد منه بمنزلة الجنس يشمل المجمل والمشكل والمتشابه والخفي. وقولهم بنفس اللفظ يخرج الخفي فإنّ خفاءه بعارض. والقيد الأخير يخرج المشكل إذ يدرك المراد منه بالعقل وكذا المتشابه إذ لا طريق إلى درك المراد منه، إذ لا يدرك عقلا ولا نقلا، وهذا هو المراد مما ذكره فخر الإسلام من أنّ المجمل ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد به اشتباها لا يدرك المراد إلّا ببيان من جهة المجمل، فإنّه أراد بالمعنى مفهوم اللفظ وبازدحامها تواردها على اللفظ من غير رجحان لأحدها على الآخر. وقيل ما ازدحمت فيه المعاني قيد زائد إذ يكفيه أن يقول هو ما اشتبه المراد إلى آخره، ولذا قال شمس الأئمة هو لفظ لا يفهم المراد منه إلّا باستفسار المجمل. وقال القاضي الإمام هو الذي لا يعقل معناه أصلا ولكنه احتمل البيان. وقال آخر هو ما لا يمكن العمل إلّا ببيان يقترن به، هكذا يستفاد من كشف البزدوي والتلويح. وفي بعض كتب الحنفية هو ما لا يوقّف على المراد منه إلّا ببيان غير اجتهادي. فقيد ما لا يوقف كالجنس يتناول المجمل والمتشابه. وبقيد إلّا ببيان خرج المتشابه فإنّه لا يرجى بيانه. وبقيد غير اجتهادي خرج المشترك فإنّه يجوز تأويله بالاجتهاد والنظر في القرائن ومأخذ الاشتقاق. وكذا خرج ما أريد مجازه للنظر في الوضع والعلاقة والعلامات وتبيّن بهذا أنّ قول بعض أصحابنا الحنفية أنّ المشترك نوع من المجمل فيه نظر لعدم انطباق حدّ المجمل عليه ونقيض المجمل المبين انتهى ما حاصله. وقال بعض الشارحين وفي إخراج المشترك مطلقا عن المجمل نظر كما في إدخاله فيه مطلقا نظر لأنّ من أفراد المشترك ما لا يمكن الاطلاع عليه بالاجتهاد أصلا فيكون من قبيل المجمل. البتّة لصدق حدّه عليه قطعا، ومن أفراده ما يمكن الاطلاع عليه بالاجتهاد فلا يكون من قبيل المجمل. ومثال المشترك الذي هو من المجمل ما إذا أوصى لمواليه وله موال أعلى وأسفل ومات من غير بيان حيث تبطل الوصية بعدم المرجّح انتهى. اعلم أنّ هذا الذي ذكر إنّما هو مذهب الحنفية فإنّهم قالوا المجمل والمشكل والخفي والمتشابه ألفاظ متباينة لا يصدق أحدها على الآخر منها، ولذا وقع في التلويح إذا خفي المراد من اللفظ فخفاؤه إمّا لنفس اللفظ أو لعارض، الثاني يسمّى خفيا والأول إمّا أن يدرك المراد منه بالعقل أو لا، الأول يسمّى مشكلا، والثاني إمّا أن يدرك المراد بالنقل أو لا يدرك أصلا، الأول يسمّى مجملا، والثاني متشابها، فهذه الأقسام متباينة قطعا بلا خلاف، بخلاف الظاهر والنصّ والمفسّر والمحكم فإنّها اختلف فيها. فقيل بتباينها وقيل بتغايرها انتهى. وأمّا الشافعي رحمه الله تعالى فلم يفرّق بينها بل أطلق على الجميع لفظ المجمل ولا يجوز عنده تفسير المتشابه بالتفسير الذي فسّر به الحنفية إذ يجوز عنده تأويل المتشابه فلا يجوز عنده تفسيره بتفسيرهم.
ويدلّ على ما ذكرنا وقع في الاتقان أنّ المجمل ما لم تتضح دلالته وهو واقع في القرآن خلافا لداود الظاهري، وفي جواز بقائه مجملا أقوال، أصحّها لا يبقى المكلّف بالعمل به بخلاف غيره. ثم قال اختلف في آيات هل هي من قبيل المجمل أم لا، منها وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا، قيل إنّها مجملة لأنّ الربا هو الزيادة وما من بيع إلّا وفيه زيادة افتقر إلى بيان ما يحلّ وما يحرم. وقيل لا لأنّ البيع منقول شرعا فحمل على عمومه ما لم يقم دليل التخصيص. وقال الماوردي: للشافعي في هذه الآية أربعة أقوال. القول الأول إنّها عامة فإنّ لفظها لفظ عموم يتناول كلّ بيع ويقتضي إباحة كلّ بيع إلّا ما خصّه الدليل، وهذا القول أصحها عند الشافعي وأصحابه لأنّه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيوع كانوا يعتادونها ولم يبيّن الجائز، فدلّ على أنّ الآية تناولت إباحة جميع البيوع إلّا ما خصّ منها، فبيّن صلى الله عليه وسلم المخصوص، وقال: فعلى هذا في العموم قولان: أحدهما أنّه عموم أريد به العموم وإن دخل التخصيص، وثانيهما أنّه عموم أريد به الخصوص. قال والفرق بينهما أنّ البيان في الثاني مقدّم على اللفظ وفي الأول متأخّر عنه مقترن به قال وعلى القولين يجوز الاستدلال بالآية في المسائل المختلف فيها ما لم يقم دليل تخصيص. والقول الثاني إنّها مجملة لا يعقل منها صحة بيع من فساده إلّا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم. قال ثم [هل] هي مجملة بنفسها أم بعارض ما نهي عنه من البيوع؟
وجهان. وهل الإجمال في المعنى المراد دون لفظها لأنّ البيع لفظه اسم لغوي معناه معقول؟
لكن لما قام بإزائه من السّنة ما يعارضه تدافع العمومان ولم يتعيّن المراد إلّا ببيان السّنة فصار مجملا لذلك دون اللفظ، أو في اللفظ أيضا لأنّه لمّا لم يكن المراد منه ما وقع عليه الاسم وكانت له شرائط غير معقولة في اللغة كان مشكلا، أيضا هو وجهان. قال: وعلى الوجهين لا يجوز الاستدلال بها على صحة بيع وفساده وإن دلّت على صحة البيع من أصله. قال وهذا هو الفرق بين العموم والمجمل حيث جاز الاستدلال بظاهر العموم ولم يجز الاستدلال بظاهر المجمل. والقول الثالث إنّها عامة مجملة معا، واختلف في وجه ذلك على أوجه: أحدها أنّ العموم في اللفظ والإجمال في المعنى.
الثاني أنّ العموم في وأحلّ الله البيع والإجمال في وحرّم الربا. الثالث أنّه كان مجملا فلمّا بيّنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صار عامّا فيكون داخلا في المجمل قبل البيان وفي العموم بعد البيان، فعلى هذا يجوز الاستدلال بظاهرها في البيوع المختلف فيها. والقول الرابع إنّها تناولت بيعا معهودا ونزلت بعد أن أحلّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوعا وحرّم بيوعا، فاللام للعهد. فعلى هذا لا يجوز الاستدلال بظاهرها، انتهى كلام الإتقان.

تنبيه:
فهم من كلام الحنفية أنّ المجمل هو اللفظ الموضوع وهو ظاهر، وفهم مما وقع في الاتقان أنّ المجمل يتناول الفعل أيضا ويؤيّده ما في العضدي وحاشيته للسّعد التفتازاني ما حاصلهما أنّ المجمل ما لم يتّضح دلالته أي ماله دلالة غير واضحة فخرج المهمل إذ ليس له دلالة على المعنى أصلا، وهو يتناول القول والفعل والمشترك والمتواطئ، فإنّ الفعل قد يكون مجملا كالقيام من الركعة الثانية من غير تشهّد فإنّه محتمل للجواز وللسّهو فكان مجملا بينهما. وأمّا من عرّفه بأنّه اللفظ الذي لا يفهم منه عند الاطلاق شيء فقد عرّف المجمل الذي هو من أقسام المتن الذي هو لفظ ولا يرد المهمل، إذ المتن هو اللفظ الموضوع وأراد بالشيء المعنى اللغوي أي ما يمكن أن يعلم ويخبر به لا الموجود فلا يرد أنّ المستحيل على هذا ينبغي أن يكون مجملا، لأنّ المفهوم منه ليس بشيء، مع أنّه ليس بمجمل لوضوح مفهومه، والمراد بتفهّم الشيء فهمه على أنّه مراد لا مجرّد الخطور بالبال، فلا يرد أنّ التعريف غير منعكس لجواز أن يفهم من المجمل أحد محامله لا بعينه كما في المشترك انتهى. وفي ظاهر هذا الكلام دلالة أيضا على عدم التّفرقة بينه وبين الخفي والمشكل والمتشابه.
فائدة:
قد يسمّى المجمل بالمبهم أيضا، يدلّ عليه ما وقع في الاتقان من أنّه قال ابن الحصار من الناس من جعل المجمل والمحتمل بإزاء شيء واحد، قال والصواب أنّ المجمل اللفظ الذي لا يفهم منه المراد والمحتمل اللفظ الواقع بالوضع الأول على معنيين فصاعدا، سواء كان حقيقة في كلّها أو بعضها. قال فالفرق بينهما أنّ المحتمل يدلّ على أمور معروفة واللفظ المشترك متردّد بينها، والمجمل لا يدلّ على أمر معروف مع القطع بأنّ الشارع لم يفوّض لأحد بيان المجمل بخلاف المحتمل.
فائدة:

للإجمال أسباب: منها الاشتراك. ومنها الحذف نحو وترغبون أن تنكحوهن، يحتمل في وعن. ومنها اختلاف المرجع نحو ضرب زيد عمرا فضربته. ومنها احتمال العطف والاستئناف كقوله تعالى إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ. ومنها غرابة اللفظ. ومنها عدم كثرة الاستعمال الآن نحو يلقون السمع أي يسمعون، فأصبح يقلّب كفيه أي نادما.

ومنها التقديم والتأخير كقوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها أي يسألونك عنها كأنّك حفي. ومنها قلب المنقول نحو طور سينين أي سينا. ومنها التكرير القاطع لوصل الكلام في الظاهر نحو للذين استضعفوا لمن آمن منهم كذا في الاتقان.

السّاعة

السّاعة:
[في الانكليزية] One hour
[ في الفرنسية] Heure
عند الفقهاء اسم لقطعة من الزمان كذا في البحر الرائق في باب الاعتكاف. وعند المنجّمين وأهل الهيئة هي ثلث ثمن اليوم والليلة، يعني جزء من أربعة وعشرين جزءا من مجموع اليوم والليل. وذكر الفاضل علي البرجندي في بعض تصانيفه: بأنّ كلّ نهار وليلة الحقيقي والوسطي قد قسما إلى 24 قسما متساويا. وهذه الساعات تسمّى مستوية ومعتدلة واستوائية واعتدالية، والأقسام الوسطى تسمّى الساعات الوسطى والأقسام الحقيقية تسمّى الساعات الحقيقية. وكلّ ساعة عبارة عن ستين دقيقة، وكلّ دقيقة 60 ثانية، وعلى هذا القياس.
وإطلاق اسم وسطي على مستوي فظاهر. أمّا اسم الحقيقي المستوي فعلى سبيل التقريب.
وقد قسّم كلّ من الليل والنهار بناء على اصطلاح أهل فارس والروم إلى اثني عشر قسما متساويا، وذلك حينما تكون دورة معدّل النهار أقل. وهذه الساعات يقال لها: معوجة وقياسية وزمانية، وذلك لأنّ الاختلاف عائد لقصر أو طول الليل والنهار، ولكنها دائما- تساوي نصف سدس الليل أو النهار.
ووجه تسمية تلك الساعات بالقياسية هو كونها مكتوبة على آلات قياسية مثل الاسطرلاب والرّخامات ونحو ذلك. ومن ما يطلع من معدل النهار في مدة ساعة زمنية واحدة فيقال لها:

أجزاء الساعة. ويقول في سراج الاستخراج: إنّ منجّمي بلاد الهند يقسّمون اليوم (لنهار وليلة) إلى ستين قسما متساويا. ويسمّون كلّ قسم منها كهرى، وهكذا كلّ كهرى إلى 60 پل، وكلّ پل إلى 60 بپل، وكلّ بپل إلى 60 بپلانس.
فإذن الساعة تعادل اثنين ونصف كهرى.
والدقيقة اثنين ونصف پل، وعلى هذا القياس.

وذكر في توضيح التقويم: إنّ المنجّمين قد وضعوا لساعات الزمان دورا يدور حول سبعة (كواكب). وابتداء ينسبون اثنتي عشرة ساعة للشمس ثم اثنتي عشرة ساعة تالية للزهرة، ثم مثلها لعطارد، ثم أخرى لــزحل حتى تعود النوبة إلى الشمس حسب الترتيب الفلكي. وهكذا تدور إلى دورة أخرى. وتسمّى الساعات المنسوبة للشمس ساعات العشرين (أو البؤس)، وهي في الأمور المختارة مذمومة إلّا في باب العداوة.
وهذه الساعات تكون زمانية. وحينا يأتون بساعات مستوية وساعات فضل الدور يجيء ذكرها في لفظ السنة.

الاتصال

الاتصال: اتحاد الأشياء بعضها ببعض، كاتصال طرفي الدائرة، ويضاده الانفصال. اتصال التربيع اتصال جدار بجدار بحيث تتداخل لبنات أحدهما في الآخر، سمي به لأنهما إنما يبنيان ليحيطا مع جدارين آخرين بمكان مربع.
الاتصال:
[في الانكليزية] Junction ،communication
[ في الفرنسية] Jonction ،communication
في اللغة پيوستن ضد الانفصال وهو أمر إضافي يوصف به الشيء بالقياس إلى غيره.

ويطلق على أمرين: أحدهما اتحاد النهايات بأن يكون المقدار متّحد النهاية بمقدار آخر سواء كانا موجودين أو موهومين، ويقال لذلك المقدار إنّه متّصل بالثاني بهذا المعنى. وثانيهما كون الشيء بحيث يتحرّك بحركة شيء آخر ويقال لذلك الشيء إنّه متّصل بالثاني بهذا المعنى. وهذا المعنى من عوارض الكمّ المنفصل مطلقا أو من جهة ما هو في مادة كاتّصال خطّي الزاوية واتّصال الأعضاء بعضها ببعض واتصال اللحوم بالرباطات ونحوها. هكذا يستفاد من شرح الإشارات والمحاكمات والصدري في بيان إثبات الهيولى.
وعند السالكين هو مرادف للوصال والوصول كما عرفت. وعند المحدّثين هو عدم سقوط راو من رواة الحديث ومجيء إسناده متّصلا، ويسمّى ذلك الحديث متّصلا وموصولا، هكذا في ترجمة المشكاة، وهو يشتمل المرفوع والموقوف والمقطوع وما بعده. وقال القسطلاني والموصول ويسمّى المتّصل هو ما اتّصل سنده رفعا أو وقفا، لا ما اتّصل للتابعي.
نعم يسوغ أن يقال متّصل إلى سعيد بن المسيّب أو إلى الزهري مثلا انتهى. فلا يشتمل حينئذ المقطوع وما بعده. وسيجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ المسند.
وعند المنطقيين هو ثبوت قضية على تقدير قضية أخرى كما وقع في شرح المطالع.
فالمتصلة عندهم قضية شرطية حكم فيها بوقوع الاتصال أو بلا وقوعه، أي حكم فيها بوقوع اتصال قضية بقضية أخرى وهي الموجبة، أو نفيه بلا وقوع ذلك الاتصال وهي السّالبة.
ويقابل الاتصال الانفصال وهو عدم ثبوت قضية على تقدير أخرى. وسيجيء في لفظ الشرطية.
وعند الحكماء هو كون الشيء بحيث يمكن أن يفرض له أجزاء مشتركة في الحدود.
والحدّ المشترك بين الشيئين هو ذو وضع يكون نهاية لأحدهما وبداية لآخر كما مرّ في محله.
ومعنى الكلام أنه يكون بحيث إذا فرض انقسامه يحدث حدّ مشترك بين القسمين كما إذا فرض انقسام الجسم يحدث سطح هو حدّ مشترك بين قسميه. والمتّصل بهذا المعنى يطلق على ثلاثة أمور. الأول فصل الكمّ يفصله من الكم المنفصل الذي هو العدد. الثاني الصورة الجسمية لأنها مستلزمة للجسم التعليمي المتّصل فسمّيت به تسمية للملزوم باسم اللّازم. الثالث الجسم الطبعي وإنما يطلق عليه المتّصل لأنه لمّا أطلق المتّصل على الصورة الجسمية والمتصل معناه ذو الاتصال، وكانت الصورة ذات الجسم التعليمي، أطلق الاتصال على الجسم التعليمي.
وإذا أطلق الاتصال على الجسم التعليمي أطلق الاتصال على الصورة أيضا إطلاقا لاسم اللّازم على الملزوم. ولما أطلق الاتصال على الجسم التعليمي وعلى الصورة الجسمية أطلق المتّصل على الجسم الطبيعي لأنه ذو الاتصال حينئذ.
هكذا يستفاد من شرح الإشارات والمحاكمات والصدري في بيان إثبات الهيولى. وبالجملة فالمتّصل في اصطلاحهم يطلق على فصل الكمّ وعلى الصورة الجسمية وعلى الجسم الطبيعي، والاتصال على كون الشيء بحيث يمكن إلخ وعلى الجسم التعليمي وعلى الصورة الجسمية.
ثم قال في المحاكمات وهاهنا معنى آخر للاتصال وهو كون الشيء ذا أجزاء بالقوّة. لكن هذا المعنى يلازم المعنى الأول ملازمة مساوية، وكلا المعنيين غير إضافيين انتهى. وبالنظر إلى هذا المعنى يقال هذا الجسم متّصل واحد أي لا مفصل فيه بالفعل.
وعند المنجّمين كون الكوكبين على وضع مخصوص من النّظر أو التّناظر. والأول يسمّى باتصال النّظر وهو الذي يذكر هو مع أقسامه هنا. والثاني يسمّى بالاتصال الطبيعي والتناظر.

وباتصال المحلّ أيضا. قالوا: إذا كان كوكب متوجها نحو كوكب آخر من باب النظر أو التناظر وتبيّن أنّ بعده عنه بمقدار جرمه فذلك التوجّه يسمى اتصالا. وهذا الكوكب متّصلا.
وجرم الكوكب هو عبارة عن نوره في الفلك من أمام ووراء. وهذا جعلوه معينا. وعليه، فنور جرم الشمس خمس عشرة درجة، ونور كرة القمر اثنتا عشرة درجة، ونور كلّ من زحل والمشتري تسع درجات، والمريخ ثمان درجات، ونور الزهرة وعطارد كلّ منهما سبع درجات، وعقدة الرأس والذنب كلّ منهما عشرة درجات.

والاتصال له ثلاث أحوال: متى وصل نور كوكب إلى كوكب آخر فهذا ابتداء الاتصال.

ويقال له: الاتّصال الأول. ومتى وصل النور إلى بعد بينهما بنصف جرمين فهو بداية اتصال القوة، وهو ما يقال له وساطة اتّصال، ومتى وصل المركز إلى المركز فهو اتصال تام وهو الغاية في قوة الاتصال. وإذا كان كوكب بطيء الحركة وآخر سريع الحركة يعبران فهو بداية الانصراف. وحين يصل إلى نصف الجرمين فهو نهاية قوة الاتصال، ومتى انقطع جرم من جرم آخر فهذا نهاية تمام الاتصال وانتهاء الانصراف.
أمّا اعتبار نصف الجرمين فجائر في جميع الاتصالات. وبعضهم يقول: قلّما يفيد نصف الجرم ومثاله: إنّ جرم المشتري تسع درجات، وجرم القمر اثنتا عشرة درجة، فيكون المجموع اثنا عشر+ تسع واحد وعشرون. ونصف هذا الرقم هو عشرة ونصف. إذا كلما كانت المسافة بين المشتري والقمر إحدى وعشرين درجة فإنّ نور كلّ منهما يتّصل بالآخر. وهذا بداية الاتصال، وحين يصير عشر درجات ونصف فهو بداية القوة، وحينما يبتعد القمر إحدى وعشرين درجة فهو منصرف.
وأمّا إذا كان اعتبار نصف الجرم أقلّ مثل أربع درجات ونصف فذلك البعد هو بداية القوة. وهذا القول أكثر إحكاما. وهذا مثال على اتصال المقارنة. وعلى هذا المنوال ينبغي أن تقاس بقية الأقسام، مثل اتصال التسديس والتربيع والتثليث. اعلم أن أنواع الاتصال كثيرة، والمشهور أنها اثنا عشر نوعا.

أولها: القبول. وتفسيره: أن يكون كوكب في حظوظ كوكبية. وذلك هو: البيت أو الشرف أو المثلثة أو الحد أو الوجه، وأن يتّصل بصاحب الحظ. وعندئذ (الكوكب) صاحب الحظ يقبله، لأنه يراه في حظّه. وهذا دليل على جواز (قضاء) الحاجة وتمام المحبة بين شخصين.

ثانيها: السرد؛ وذلك مثل حال كوكب ضعيف كأن يكون في الوبال أو الهبوط أو راجعا أو محترقا فهو يبعد عنه نظر كوكب آخر متّصل به لعدم وجود قابلية القبول لديه. وهذا الحكم هو ضد القبول.

ثالثها: دفع القوة. وهو أن يكون كوكب في حظوظه ويرى كوكبا آخر صاحب حظّ فيعطيه قوة، فإذا كان كلّ منهما في حظوظه.
فكلّ واحد منهما يعطي لصاحبه قوّته، كما في حال القمر في برج السرطان والزهرة في برج الثور وهذا غاية في الدفع. وهو دليل على الصداقة بين شخصين من الطرفين وانتهاء الأعمال من الجد والجهد.

رابعها: دفع الطبيعة. وذلك بأن يكون كوكب في الحظوظ وأن يكون كوكب آخر في أحد حظوظ الكوكب الأول، وكوكب ثالث بالتسديس يتبادل طبيعته مع الآخرين. ويسمّي بعضهم هذا النور: دفع القوة، وهو أقوى من دفع القوة وهو من حيث السعادة وبلوغ الآمال الكليّة أزيد من أوضاع ذاتها الأخرى.

خامسها: الإنكار، وذلك بأن يرى كوكب كوكبا آخر في الوبال والهبوط لذلك فإنّ الكوكب ينكر هذا لأنّه يراه في وباله وهبوطه.
وهذا ضد دفع الطبيعة.

سادسها: نقل النور؛ وهو عبارة عن رؤية كوكب خفيف الحركة لكوكب ثقيل الحركة، ولم ينصرف عنه تماما، بحيث يرى كلّ منهما الآخر؛ ومن ثمّ فإنّ نور الكوكب الأول يعطي للثاني مع أن كلا منهما ساقط بالنسبة للآخر.
وهذا بمثابة الاتصال بين كلا الكوكبين. ومثال ذلك: أن يكون كوكب في الحمل وآخر في العقرب وكوكب ثالث أسرع منهما في السرطان.
فالأول يرى ذلك الكوكب الذي في الحمل، وقبل انصرافه يتّصل بكوكب آخر في العقرب، فحينئذ ينتقل النور من الأول إلى الثاني. وفي هذا دليل على حالة الوسط في الأعمال.

سابعها: الانتكاث: وهو أن يكون كوكب خفيف الحركة يرغب أن يرى كوكبا ثقيل الحركة. ثم قبل الوصول المركز للمركز يرجع الكوكب الخفيف ويودّ الاتصال بثقيل الحركة.
ويصير مستقيما ولا يتم الاتصال. وفي هذا دلالة على نقض العهود والندم واليأس من الأعمال.

ثامنها: بعيد الاتصال: وذلك بأن يكون كوكب في برج وفي أوائل البرج لا يرى أي كوكب، ثم يرى في آخر البرج كوكبا في حال ضعيفة.

تاسعها: خالي السّير: وهو أن يرى في أول البرج كوكبا. ولا يتصل بأي كوكب آخر في ذلك البرج، وأن يكون الكوكب في هذا الوقت ضعيفا، وأسوأ من ذلك أن يكون ذلك الكوكب كوكبا منحوسا.

عاشرها: وحشي السّير: وهو أن يأتي كوكب إلى برج ثم يخرج منه دون أن يتّصل به كوكب ما. وهذه الحال تتجه نحو القمر وهو نحس. وأسوأ منه أن يظهر في القوس.
وفي هذا دلالة على عدم حصول المراد ونقصان المال والكسب، وهذا كله بحسب بيوت الطوالع ونظرات المودّة أو العداوة.

الحادي عشر: التربيع الطبيعي: وهو أن يكون عطارد في برج الجوزاء وأن يرى كوكبا آخر في السنبلة، أو أن يكون هو نفسه في السنبلة ويرى كوكبا آخر في الجوزاء، وهذا التربيع هو بقوة التثليث. وتكون هذه الحالة للمشتري أيضا في برجي القوس والحوت.

ثاني عشر: دستورية: وذلك أربعة أنواع:
أحدها: جيّد بعيد، والثاني جيد ضعيف.
والجيّد البعيد هو ما ذكره صاحب المجمل. ثم إن النوعين الآخرين اللذين هما أقرب فأحدهما أن يقع صاحب الطالع في العاشر وصاحب العاشر في الطالع. والثاني: هو أن يكون كوكب في وتد، وذلك الوتد شرف أو بيت وأن يرى كوكبا آخر في وتده، وذلك البيت أو الشرف له، وهذا كمال القوة.
وهو دليل على السعادات الكبرى وحكم السلطنة والسعادات الداخلية والخارجية. وهذه الدستورية منقولة بكاملها من شجرة الثمرة.

الكَوْنُ

الكَوْنُ: الحَدَثُ،
كالكَيْنونَةِ.
والكائنَةُ: الحادِثَةُ.
وكَوَّنَهُ: أحْدَثَهُ،
وـ اللُّه الأشْياءَ: أوْجَدَها.
والمَكانُ: المَوْضِعُ،
كالمَكانَةِ
ج: أمْكِنَةٌ وأماكِنُ.
ومَضَيْتُ مَكانَتِي ومَكِينَتي، أي: طِيَّتِي.
وكانَ: تَرْفَعُ الاسمَ وتَنْصِبُ الخَبَرَ،
كاكْتانَ، والمَصْدَرُ: الكَوْنُ والكِيانُ والكَيْنُونَةُ.
وكُنَّاهُمْ، أي: كُنَّالَهُم، عن سِيبَوَيْهِ.
وكُنْتُ الغَزْلَ: غَزَلْتُه.
والكُنْتِيُّ والكُنْتُنِيُّ والكُونِيُّ: الكَبيرُ العُمُرِ. وتَكونُ كانَ زائِدةً.
وكانَ عليه كَوْناً وكِياناً واكْتانَ: تَكَفَّلَ به.
وكُنْتُ الكُوفَةَ: كُنْتُ بها.
ومَنازِلُ كأنْ لم يَكُنْها أحدٌ: لم يَكُنْ بها.
وتامَّةً بِمَعْنَى ثَبَتَ: كانَ اللُّه ولا شيءَ معه. وبِمَعْنَى حَدَثَ:
إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئونِي.
وبِمَعْنَى حَضَرَ: {وإن كانَ ذُو عُسْرَةٍ} .
وبِمَعْنَى وَقَعَ: ما شاءَ اللُّه كان. وبِمَعْنَى أقامَ.
وبِمَعْنَى صار: {وكان من الكافِرين} . والاسْتِقْبالِ: {يخافونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطيراً} . وبِمَعْنَى المُضِيِّ المُنْقَطِعِ: {وكانَ في المَدينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} . وبِمَعْنَى الحالِ: {كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ} .
وكَيْوانُ: زُحَلُ، مَمْنُوعٌ.
و"سَمْعُ الكِيانِ": كِتابٌ للعَجَمِ.
والاسْتِكانَةُ: الخُضوعُ.
والمَكانَةُ: المَنْزِلَةُ.
والتَّكَوُّنُ: التَّحَرُّكُ. وتَقُولُ للبَغيضِ: لا كانَ، ولا تَكَوَّنَ.

النَّحْسُ

النَّحْسُ: الأمْرُ المُظْلِمُ، والرِّيح البارِدَةُ إذا أدْبَرَتْ، والغُبَارُ في أقْطَارِ السماء، وضِدُّ السَّعْدِ،
وقد نَحُسَ، كفرحَ وكَرُمَ، فهو نَحِسٌ، وهي أيَّامٌ نَحِيسَةٌ ونَحِسَةٌ ونَحِساتٌ.
والنَّحْسانِ: زُحَلُ والمِرِّيخُ.
وعامٌ ناحِسٌ ونَحيسٌ: مُجْدِبٌ.
والمَنَاحِسُ: المَشائمُ.
والنِّحاسُ، مُثَلَّثَةً عن أبي العَبَّاسِ الكَواشِيِّ: القِطْرُ والنارُ، وما سَقَطَ من شِرَارِ الصُّفْرِ أو الحَدِيدِ إذا طُرِقَ، والطَّبيعةُ، ومَبْلَغُ أصْلِ الشيءِ.
ونَحَسَهُ، كمَنَعَهُ: جَفَاهُ،
وـ الإِبِلُ فلاناً: عَنَّتْهُ، وأشْقَتْهُ.
وتَنَحَّسَ الأخْبَارَ،
وـ عنها: تَخَبَّرَ عنها، وتَتَبَّعَهَا بالاسْتِخْبَارِ،
كاسْتَنْحَسَهَا، وجاع،
وـ لِشُرْبِ الدَّواء: تَجَوَّعَ،
وـ النَّصارَى: تَرَكُوا أكْلَ اللَّحْمِ.
والنُّحَسُ، كصُرَدٍ: ثلاثُ ليالٍ بعدَ الدُّرَعِ، وهي الظُّلَمُ أيضاً.

الثَّقْبُ

الثَّقْبُ:
من قرى اليمامة، لم تدخل في أمان خالد بن الوليد، رضي الله عنه، لما قتل مسيلمة الكذاب، وهو لبني عدي بن حنيفة.
الثَّقْبُ: الخَرْقُ النَّافِذُ، ج: أَثْقُبٌ، وثُقُوبُ، ثَقَبَهُ وثَقَّبَهُ فانْثَقَبَ وتَثَقَّبَ وتَثَقَّبْتُهُ.
والمِثْقَبُ: آلَتُهُ، وطَرِيقٌ بَيْنَ الشَّامِ والكوفَة، وطريقُ العِراقِ مِنَ الكُوفَةِ إلى مَكَّةَ. وكَمُحَدِّثٍ: لَقَبُ عائِذِ بنِ مِحْصَن الشَّاعِرِ. وكَمَقْعَدٍ: الطَّرِيقُ العَظِيمُ.
وثَقَبَتِ النَّارُ ثُقُوباً: اتَّقَدَتْ، وثَقَّبَها هو تَثْقِيباً، وأَثْقَبَها وتَثَقَّبَها،
والثَّقُوبُ، كَصَبُورٍ وكِتابٍ: ما أثْقَبَها بِهِ.
وـ الكَوْكَبُ: أَضاءَ،
وـ الرَّائِحَةُ: سَطَعَتْ وهاجَتْ،
وـ النَّاقَةُ: غَزُرَ لَبَنُها،
وـ رَأْيُهُ: نَفَذَ،
وهو مِثْقَبٌ، كَمِنْبَرٍ: نافِذُ الرَّأْيِ.
وأُثْقُوبٌ: دَخَّالٌ في الأُمورِ.
وثَقَّبَهُ الشَّيْبُ تَثْقِيباً،
وثَقَّبَ فيه: ظَهَرَ.
والثَّقِيب، كَأَمِيرٍ: الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ، ثَقُبَ، كَكَرُمَ، ثَقَابَةً،
والغَزِيرةُ اللَّبَنِ مِن النُّوقِ كالثَّاقِبِ.
وثَقْبٌ: ة باليَمَامَةِ، وابنُ فَرْوَةَ الصَّحابيُّ، أو هو كَزُبَيْرٍ.
وثَقْبانُ: ة بالجَنَدِ.
ويَثْقُبُ، كَيَنْصُرُ:
ع بالبادِيةِ. وكَزُبَيْرٍ: طَرِيقٌ من أعْلَى الثَّعْلَبِيَّةِ إلى الشأمِ.
و {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} : المُرْتَفِعُ على النُّجُومِ، أو اسْمُ زُحَلَ.

بد

البد: هو الذي لا ضرورة فيه.
بد
البُدُ: بَيْتٌ فيه أصْنَامٌ. وقَوْلُهم: لا بُدَ: أي لامَحَالَة. وقيل: هو الفِرَاقُ؛ أي لا فِرَاقَ. وقيل: لامَــزْحَلَ ولامُتَنَحى، من قَوْلهم: بَدَ ما بَيْنَ رِجْلَيْه. والتَبَدُدُ: التَّفَرُقُ. وذَهَبَ القَوْمُ بَدَادِ بَدَادِ. و " أبِدَيهم تَمْرَةً تَمْرَةً ". ولو كانَ البَدَادُ لَمَا أطاقُوْنا: أي لو بارَزْناهم رَجُلاً رَجُلاً. وتَبَادَّ القَوْمُ في الحَرْبِ: أخَذُوا أبْدَادَهم أي أقْرَانَهم. وبادَّ القَوْمُ أقْرَانَهم مُبَادةً وبِدَاداً. وبَدَادِ بَدَادِ: أي لِيَأخُذْ كُلُ رَجُل منكم رَجُلاً. وجاءَتِ الخَيْلُ بَدَادَ بَدَادَ - نَصْب -. وذَهَبُوا أبَادِيْدَ وأبَابِيْدَ. وهذا بِدُ هذا: أي قِرْنُه، وجَمْعُه أبْدَادٌ. وأبَدهم العَطَاءَ: أي أعْطَى كُلَّ واحِدٍ منهم. وهو من إبْدَادِ اللَقْحَةِ: إذا أبْدَدْتَ عليها وَلَداً آخَرَ مَعَ وَلَدِها يَرْضَعُها، والاسْمُ البَدَادُ والبِدَّةُ. وجَمْعُ البِدَةِ: البِدَدُ، وجَمْعُ البَدَادِ: بُدُدٌ. والبِدّادُ: أن يَنْعَسَ الرَّجُلُ وهو قاعِدٌ، يُقال: بَدَدَ تَبْدِيْداً وبِدّاداً. وأبَدَني الأمْر: أي عَظَّمَني. وأبَدَني عن رَأيِي: صَرَفَني. وأخَذَه فَبَدَهُ وأبَدَه: أي أبَانَه. وليس لك بذاكَ بَدَدٌ: أي قُوَةٌ وضَبَاطَة، وبِدَّةٌ: أي طاقَةٌ، وبَدَادٌ: نَحْوُه. وبايَعْتُه بَدَداً وبادَدْتُه مُبَادَةً: إذا عارَضْتَه بالبَيْعِ. والبِدَادُ: المُنَاهَدَةُ؛ وهو أنْ يُخْرِجَ كُلُّ رَجُلٍ نَصِيْبَه، فَيَجْمَعُونَه. والبِدَةُ: النَّصِيْبُ، من قَوْلِه: فأبَدَّهُنَّ حُتُوْفَهُنَّ وبَدَدَ الرجُلُ تَبْدِيداً: أعْيَا، والمُبَدِّدُ: المُعْيِي. وكذلك البَدْبَدَةُ. ومال مَبْدُوْدٌ: مَشْتُوْت؛ أي مُبَدَّدٌ. وطَيْرٌ أبَادِيْدُ ويَبَادِيْدُ: مُتَفَرِّقَةٌ. واسْتَبَدَ بالأمْرِ: انْفَرَدَ به. واسْتَبَدَ الأمْرُ بِفُلانٍ: غَلَبَه حَتّى لا يَضْبِطَه، وكذلك السفَرُ. والبِدَادُ: لِبْدٌ يُشَد مَبْدُوداً على الدّابةِ الدَّبِرَة. وبَدَ عن دَبَرِها: أي شَق.
والبِدَادَانِ في القَتَبِ: بمنزِلةِ الكَر في الرَّحْلِ. والبَدَدُ: مَصْدَرُ الأبَدَ وهو الذي في يَدِه تَبَاعُد عن جَنْبَيْه. وبادَاهُ: طوْلُ فَخِذِه. والبَادّانِ من ظَهْرِ الفَرَسِ: ما وَقَعَ عليه فَخِذُ الفارِسَ. وفَلاَةٌ بَدْبَدٌ: لا أحَدَ بها. وأتَانا ببَدْبَدَةٍ: أي بدَاهِيَة، وجَمْعُها بَدَابِدُ. وأبَد عليكَ كذا: أي أشْكَلَ واخْتَلَفَ. وأبَد فلان يَدَه إلى الأرْضِ: أي
مَدها، وفي الحَدِيثِ: " أبَدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَدَه إلى الأرْضِ يَوْمَ حُنَيْنٍ ". والأبَد: العَظِيْمُ الخَلْقِ، وامْرأة بَدّاءُ. وقيل: الواسِعُ الصدْرِ، وقَوْمٌ بُد. وقيل: هو الطوِيلُ. والبَدِيْدَانِ: الجُرْجَانِ، وجَمْعُه بُدُدٌ.
وأبْدَدْتُه بَصَري: أي أدَمْتُ النظَرَ إليه.
والبَد في الحَلَبِ: أنْ تَحْلُبَ الناقَةَ باليَدَيْنِ كِلْتَيْهِما. وبَدْبَدْ: مِثْلُ بَخْ بَخْ.

بد

1 بَدَّ, aor. ـُ inf. n. بَدٌّ: see 2. b2: بَدَّ رِجْلَيْهِ He parted his legs, or straddled, (S, M, K,) in the stocks, or otherwise. (M.) b3: بَدَّهُ, (M, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) He removed with it, withdrew with it, drew away with it, [or drew it away, from its place,] (M, K,) namely, a thing. (M.) b4: He made him (namely, his companion, M) to retire, or withdraw, far away; and to refrain, forbear, or abstain; (M, K;) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (M.) b5: أَنَا أَبُدُّ بِكَ عَنْ ذٰلِكَ الأَمْرِ I will defend thee from that thing, or event, by repelling it, or averting it, from thee. (M, L.) b6: بُدَّ عَنْ دَبَرِ الدَّابَّةِ It (a felt cloth) was cut, or slit, so as to be clear of the galls, or sores, on the back of the beast. (M, TA.) A2: بَدَّ, (M,) second Pers\. بَدِدْتَ, (S, K,) aor. ـَ (M,) inf. n. بَدَدٌ, (T, S, M, K,) He (a man) was, or became, wide between the thighs, (ISk, T, S, M, K,) by reason of abundance of flesh: (ISk, S, M:) or wide between the arms; (K;) having the arms far from the sides: (M:) or wide between the shoulder-joints: (M:) or large in make, having one part far from another. (M, K.) b2: Also He (a quadruped, ISk, T, S, or a horse, M) had his fore legs far apart: (ISk, T, S, M:) or he (a horse) had his fore legs far from his sides: (Lth, T:) and he (a camel) had his elbows far from his sides. (T.) A3: بَدَّ قَتَبَهُ, aor. ـُ He furnished his camel's saddle with what are called بِدَادَانِ and بَدِيدَانِ (S.) [See بِدَادٌ]2 بدّد, inf. n. تَبْدِيدٌ, He separated, disunited, dispersed, or dissipated; (S, M, A, Mgh, L, K;) as also ↓ بَدَّ, aor. ـُ inf. n. بَدٌّ: (S, L:) or the latter has this meaning, and the former signifies he separated, disunited, dispersed, or dissipated, much. (Msb.) b2: He (a man) gave his equal share of the expenses for a journey. (IAar, T.) [See also 3.]

A2: He (a man) was, or became, weary, tired, or fatigued: (IAar, T, M, K:) or he drowsed, or slumbered, while sitting, without sleeping. (K.) 3 بادّ القَوْمُ, (T, K,) inf. n. مُبَادَّةٌ (M, K) and بِدَادٌ, (T, M, K,) with which the subst. ↓ بَدَادٌ is syn., (M, and mentioned also in a MS. copy of the K, and in the CK, and in the TA, but not as from the K,) as also ↓ بِدَادَةٌ, (TA, as from the K, but not in the CK nor in my MS. copy of the K,) The people, or company of men, contributed what was necessary to be expended (in a journey, T, M, L), each man giving something, and then collected the sum, and expended it among themselves. (T, M, L, K.) In a copy of the K, for يُنْفِقُونَهُ, is erroneously put يُبْقُونَهُ. (TA. [In the CK, يَبْقُونَهُ.]) Accord. to IAar, بِدَادٌ signifies The contributing equally for the purchasing of corn, or food, to eat: and also a people's having money, or property, divided into lots, or portions, and distributed in shares among them: (L:) [and] accord. to the same, the dividing property among a people in shares. (T. [See also 4.]) b2: Also, بادّهُ, (M, A, K,) or بادّهُ فى البَيْعِ, (S,) inf. n. مُبَادَّةٌ, (S, A, K,) or مُبَادَدَة, (TA,) and بِدَادٌ; (S, M, A, K;) and so ↓ بَايَعَهُ بَدَدًا, (S M, K,) or مُبَادَّةً; (A;) He bartered, or exchanged commodities, with him; syn. عَارَضَهُ بِالبَيْعِ, (M, A, * L,) and بَاعَهُ مُعَارَضَهً: (S, K:) from the saying, ٰهٰذَا بِذُّهُ, and بِدُّهُ, “this is the like of it: ” (L:) from IAar. (M.) b3: [See also بُدٌّ.]4 ابدّ فِيهِمُ العَطَآء, (As, T,) and ابدّ بَيْنَهُمْ العَطَآءَ, (S, M, L, K,) and أَبَدَّهُمْ العَطَآءَ, (M, A, Mgh,) He divided among them the gift, giving to each of them his lot, or share, or portion, (S, M, A, Mgh, L, K,) singly, not giving a portion to be shared by two: (As, T, M, * Mgh, L:) said with respect to food and property and any other thing. (M.) You say, أَبْدَدْتُهُمْ المَالَ وَ الطَّعَامَ I divided among them, in shares, the property and the food. (IAar, T.) [Hence,] أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةً تَمْرَةً (T, S, A, Mgh, from a trad.) [Give thou to each of them a date; or] distribute thou among them to each a date: (T:) said by Umm-Selemeh, (T, A, Mgh,) to a slave-girl, when beggars had become numerous. (A.) إِبْدَادٌ in relation to a gift signifies The giving [persons] one by one; and قِرَانٌ, the “ giving two by two. ” (A 'Obeyd, T.) [See also 3.] b2: يُبِدُّهُمْ is used by a poet, referring to a saying, and is explained by IAar as meaning It (the saying) shall be distributed among them (يُفَّرقُ فِيهِمْ); opposed to يَجْمَعُ [i. e. يَجْمَعُهُمْ; which shows that the former means it shall be addressed to them one by one, or separately]. (M, TA. [The author of the former adds, “I know not, in discourse, أَبْدَدْتُهُ as meaning فَرَّقْتُهُ: ” but this is not what I Aar means.]) b3: أَبِدَّهُمَا نَعْجَتَيْنَ Allot thou to them (namely, two lambs,) two ewes, to each lamb a ewe, to suckle it: said when one ewe is not sufficient for both the lambs. (T, * S.) b4: ابدّ ضَبْعَيْهِ He extended his upper arms, separating them from his sides, in prostrating himself in prayer. (T, A, Mgh, L.) b5: ابدّ يَدَهُ إِلَي الأَرْضِ He extended his arm, or hand, to the ground, or earth, (T, S, Mgh, L,) as one does when he takes up something from it. (L.) b6: ابدّ نَظَرَهُ He prolonged his look. (T, L.) and ابدّهُ بَصَرَهُ (T, A, L) He prolonged his look at him, or it; as one does when he sees a thing that he dislikes. (T, L.) 5 تبدّد It (a thing, S, M, L, and a people, or company of men, T, L) became separated, disunited, dispersed, or dissipated; (T, S, M, L, K;) [as also ↓ بَدْبَدَ, for its inf. n.] بَدْبَدَةٌ likewise signifies the being separated, disunited, &c. (AA, T.) A2: تبدّدوا شَيْئًا They divided a thing among themselves in lots, shares, or portions, (K,) equally. (TA.) b2: تبدّد صَدْرَ الجَارِيَةِ It (an ornament) occupied the two sides, (A,) or the whole, (K,) of the bosom of the girl. (A, K.) [See an ex. voce جَلِيفً.]6 تبادّوا They removed to a distance, one from another. (Ham p. 823.) b2: They went, or passed, two by two, each one of a pair removing, or withdrawing, with the other, or making the other to retire, or withdraw, far away. (M.) b3: They went forth into the field [of battle], one to another: (A:) or they took their adversaries, or opponents, [with whom to fight,] (T, S, K,) each man his man; as also ↓ لَقُوا بَدَادَهُمْ: (K:) or this latter signifies they met their numbers, to each man a man. (T, S.) 8 ابتدّاهُ بِاالضَّرْبِ They two took him on both sides of him, (T, S, K,) or came to him on both sides of him, (K,) with beating. (T, S.) b2: السَّبُعَانِ يَبْتَدَّانِ الرَّجُلَ The two wild beasts come upon both sides of the man. (S, A.) b3: الرَّضِيعَانِ يَبْتَدَّانِ أُمَّهُمَا (T, S, A *) The two sucklings suck their mother on either side, one from one breast and the other from the other breast. (T, A, * TA.) You do not say, يَبْتَدُّهَا ابْنُهَا, but يَبْتَدُّهَا ابْنَاهَا. (T, S.) 10 استبدّ He was, or became, alone; independent of others; (S, M, L, Msb, K; in the first and last expl. by تَفَرَّدَ; and in the others, by اِنْفَرَدَ;) exclusively of others; (L;) without any to share, or participate, with him; or he had none to share, or participate, with him: (Msb:) بِهِ [in it; i. e. he had it, or kept it, to himself, exclusively, with none to share with him in it]: (K:) and بِكَذَا [in such a thing]: (S, L:) and بِرَأْيِهِ [in his opinion; i. e. he followed his own opinion only, with none to agree with him; or he was singular in his opinion]: (M, L:) and بِأَمْرٍ

[in a thing, or an affair]: (L, Msb:) and بِأَمْرِهِ [in his affair]; meaning he obtained [absolute] predominance, or control, over his affair, so that people would not hear [or obey] any other. (A.) It is said in a trad., كُنَّا نَرَي أَنَّ لَنَافِىِ هٰذَا الأَمْرِ حَقَّا فَاسْتَبَدْتُمْ عَلَيْنَا [We used to opine that we had a right to act in this affair, and ye have been alone the actors, predominant over us]. (L.) and you say, استبدّ الأَمْرُ بِفُلَانٍ, meaning (tropical:) The thing, or affair, overcame such a one, so that he could not manage it well, or thoroughly. (A.) R. Q. 1 بَدْبَدَ, inf. n. بَدْبَدَةٌ: see 5.

بُدٌ as signifying A separating oneself, or an artifice whereby one may avoid a thing or escape from it, (MF,) or an avoiding a thing, (Msb,) is not used but in negative phrases, (Msb, MF,) except by post-classical writers. (MF.) You say, لَا بُدَّ مِنْ كَذَا (T, S, M, &c.) There is no separating oneself from such a thing: (AA, T, S, A, K:) or there is no artifice whereby one may avoid it, or escape from it: (M, K:) or there is no avoiding it: (Msb:) it is absolutely necessary: it is not possible to separate oneself from it, nor is there anything that can serve in its stead. (TA.) And مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ [Thou hast not any means, or way, of separating thyself from it, or avoiding it]. (M, L.) And لَيْسَ لِهٰذَا الأَمْرِ بُدٌّ There is no artifice for this affair. (T.) [It is also said, with reference to the first of these phrases, that] بُدٌّ signifies Amplitude; from أَبَدُّ meaning “ wide between the legs. ” (Ham p. 348.) A2: Also, (M, K,) and ↓ بِدٌّ (M) and ↓ بِدَادٌ (IAar, T, M, K) and ↓ بُدَادٌ, (K, TA,) or ↓ بَدَادٌ, (CK,) and ↓ بُدَّةٌ, (IAar, T, M, K,) or ↓ بِدَّةٌ, (S, A, IAth, and mentioned also in a copy of the K,) but J has been charged with error in writing it thus, (K,) by Sgh, (TA,) A lot, share, portion, or set portion; (T, S, M, A, IAth, K;) of anything: (M, K:) [or] the last signifies a piece, or portion, separated, disunited, or dispersed: (Ham p. 823:) the pl. of بِدَادٌ is بُدُدٌ; and of بُدَدٌ بُدَّةٌ; (IAar, T, M;) and of بِدَدٌ بِدَّةٌ. (IAth, and Ham p. 823.) b2: Also the first, A substitute; a thing given, or received, or put, or done, instead of, in the place of, or in exchange for, another thing; a compensation; syn. عِوَضٌ: (S, L, TA:) it is said to have this signification. (S.) [In the copies of the K, البَعُوضُ is put in the place of العِوَضُ: but this is said in the TA to be a mistake.]

A3: بُدٌّ is also an arabicized word, from بُتْ, (T, S, M, K, [in a copy of the M, بُتّ,]) which is Persian; (T, S;) meaning An idol; (IDrd, S, M, K;) pl. بَدَدَةٌ (S, K) and أَبْدَادٌ: (K:) and (or accord. to some, TA) the house of an idol: (K:) or a house in which are idols and images or pictures. (M.) بِدٌّ: see بُدٌّ. b2: Also, and ↓ بَدِيدٌ (T, K) and ↓ بَدِيدَةٌ, (K,) A like; a fellow; an equal. (T, K.) You say, هُوَ بِدُّهُ and ↓ بَدِيدُهُ He, or it, is the like, &c., of him, or it. (T.) And هُمَ بِدَّانِ They two are likes, or fellows, or equals. (TA.) And فَتُكَلِّمَنِى ↓ مَا أَنْتَ لِى بِبَدِيدٍ Thou art not my like, or fellow, or equal, that thou shouldst speak to me. (TA.) بَدَّةٌ: see بَدَدٌ.

بُدَّةٌ: see بُدٌّ.

A2: Also A distance; a space; an interval; an extent, or an extreme extent; a long space, or any space, of time. (M, K, * TA.) So in the saying, بَيْنِى وَ بَيْنَكَ بُدَّةٌ [Between me and thee is a distance, &c.]. (M, TA.) بِدَّةٌ: see بُدٌّ, and بِدَادِ: A2: and see also بَدَدٌ.

بَدَدَ and بَدَدًا: see بَدَادِ, in three places: A2: and see also 3.

A3: مَا لَكَ بِهِ بَدَدٌ and ↓ بَدَّةٌ and ↓ بِدَّةٌ Thou hast not power, or ability, to do it, or to bear it, or to cope with him. (S, M, K.) جَآءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ; (T, S;) in which بداد is indecl., with kesr for its termination because it deviates from its original form, i. e., the inf. n. بَدَدٌ; and it is indecl. because it deviates from its original form and is of the fem. gender and has the quality of an epithet; for two of these causes render it imperfectly decl., and the three render it indecl.; (S;) or بَدَادِ بَدَادِ, and بَدَادَ بَدَادَ, (Lh, M, K,) the last indecl. with fet-h for its termination, (TA,) and ↓ بَدَدَ بَدَدَ, (Lh, M, K,) also indecl., with fet-h, (TA,) and composed in the same manner as خَمْسَةَ عَشَرَ, (Lh, M, TA,) and ↓ بَدَدًا بَدَدًا; (Lh, M, K;) all of these indecl. except the last, and each virtually in the accus. case as a denotative of state, except the last, (MF,) which is literally in the accus. case, as an inf. n.; (M, MF;) The horses, or horsemen, came in a state of dispersion: (T, S, M, K:) or one by one; or one after another. (T, L.) and تَفّرَّقَ القَوْمُ بَدَاد The people, or company of men, became separated, in a state of dispersion. (S.) and ذَهَبَ القَوْمُ بَدَادِ بَدادِ The people, or company of men, went away [in a state of dispersion; or] one by one; or one after another. (T, L.) [See also أَبَادِيد.] It is said in a form of prayer, اَللٰهُمَّ

أَحْصِهِمْ عَدَدًا ↓ اقْتُلْهُمْ بَدَدًا [O God, slay them one by one, and reckon them by number]: (M:) or أَحْصِهِمْ عَدَدًا وَ الْعَنْهُمْ بِدَدًا, or, accord. to one recital, وَاقْتُلْهُمْ بِدَدًا, pl. of ↓ بِدَّةٌ, the meaning being [reckon them by number, and] curse them, or slay them, with a cursing, or slaughter, distributed among them by shares. (Mgh.) b2: يَا قَوْمِ بَدَادِ بَدَادِ means O my people, take each one of you his adversary, or opponent [with whom to fight]. (As, T, S, K. *) Here بداد is indecl., with kesr for its termination, because it is an imperative verbal noun, and the imperative is alike uninfluenced with respect to its termination by any governing word; and it is said to be with kesr because two quiescent letters would otherwise occur together, [and] because it occupies the place of an imperative verb [which in like manner is terminated with kesr when it is necessary to prevent the occurrence of two quiescent letters together]. (S.) b3: With the article, you say, البَدَادُ, (As, T,) which signifies The going forth to encounter another in fight, or to single combat; as in the saying, لَوْ كَانَ البَدَادُ لَمَا أَطَاقُونَا Had we gone forth to encounter them in fight, (As, T, S, K,) man to man, [they had not been able to cope with us;] (As, T;) or man by man. (S, K.) You say also, لَقُوا بَدَادَهُمْ, explained above: see 6.

A2: See also بُدٌّ.

A3: And see 3.

بُدَادٌ: see بُدٌّ.

بِدَادٌ: see بُدٌّ.

A2: Also A stuffed lining put beneath a [camel's saddle of the kind called]

قَتَب, to defend the animal's back from being hurt thereby: there is one such on each side: (T:) or, of a horse's saddle, and of a قَتَب, (S, M, K,) the stuffed thing, or pad, that is placed beneath, in order that it may not gall the animal's back; (M, K;) as also ↓ بَدِيدٌ: (K:) or the بِدَادَانِ and ↓ بَدِيدَانِ are two bags (خَرِيطَتَانِ), which are stuffed, and placed under the curved pieces of wood, in order that the wood may not gall the animal's back; derived from بَدَّ رِجْلَيْهِ

“ he parted his legs: ” (S:) [see also بَدِيدٌ:] or the بِدَادَانِ of a قَتَب are two things like provender-bags, 'which are stuffed, and bound with strings, or cords, to the pieces of wood called the ظَلِفَات and أَحْنَآء: (T:) or they are, to the قَتَب, like the كَرّ to the رَحْل, except that they do not appear before the ظَلِفَة, being only within [it]: (M:) [see also حِدْجٌ:] pl. [of pauc.] أَبِدَّةٌ (T, S) and [of mult.] بَدَائِدُ. (S.) b2: Also A piece of felt cloth, that is bound upon a beast which has a galled, or sore, back, (L, K,) cut, or slit, so as to be clear of the galls, or sores. (L.) بَدِيدٌ: see بِدٌّ, in three places.

A2: Also A saddlebag; syn. خُرْجٌ: (K:) [and] بَدِيدَانِ a pair of saddle-bags; syn. خُرْجَانِ. (S.) b2: See also بِدَادٌ, in two places.

A3: Also A wide [desert such as is termed] مَفَازَة: (S, K:) or فَلَاةٌ بَدِيدٌ [a desert, or waterless desert,] in which is no one. (T, L. [In a copy of the former written بَدْ بَدٌ.]) بِدَادَةٌ: see 3.

بَدِيدَةٌ: see بِدٌّ.

بَادٌّ The inner side of the thigh: (M, A, K:) or the part of the horseman's thigh that is next the saddle: (T, M, A, L:) or the part between the legs: (M, L:) the inner sides of the two thighs are called the بَادَّانِ, (S,) because the saddle separates them; (IAar, M;) and if so, بَادٌّ is of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; or it may be a possessive epithet [meaning ذُو بَدٍّ]. (M, L.) You say, هُوَ حَسَنُ البَادِّ عَلَى السَّرجِ, meaning He is a good rider upon the saddle. (A.) b2: Also the part of a horse's back upon which the thigh of the rider presses. (KT, T, L.) أَبَدٌّ A man wide between the thighs, (ISk, S, M, K,) by reason of abundance of flesh: (ISk, S, M:) or wide between the arms; (K;) having the arms far from the sides: (M:) or wide between the shoulder-joints: (M:) or (so in the K; but accord. to the S, “and”) large in make, (T, S, M, K,) having one part far from another: (M, K:) and wide in the breast: (Aboo-Málik, T:) fem. بَدَّآءُ: (S:) which also signifies a woman (M, L) large in the إِسْكَتَانِ [or labia majora of the vulva], (M, L, K,) having their edges far apart: (M, L:) or having much flesh in the thighs. (T, L.) الأَبَدٌّ is used to signify The weaver, (T, M, K,) because of the distance between his thighs. (M.) The following saying, (K,) quoted by J, from the rájiz Aboo-Nukheyleh Es-Saadee, أَلَدُّ يَمْشِى مِشَيَةَ الأَبَدِّ is incorrect, and should be thus, بَدَّآءُ تَمْشِى مِشْيَةَ الأَبَدِّ [A woman of large make, walking in the manner of the man of large make; or a woman wide between the thighs, &c.]; (K;) for it is descriptive of a woman, as IB and Aboo-Sahl El-Harawee have observed before the author of the K. (TA.) b2: Also A horse [or any quadruped (see بَدَّ)] having the fore legs far apart: (M, K:) or having the fore legs far from the sides: (TA:) or wide between the legs: (Ham p. 348:) and a camel having the elbows far from the sides: (TA:) and the fem. بَدَّآءُ, a cow having her fore legs far apart. (S.) [Hence,] الأَبَدُّ الزَّنِيمُ [in the CK الرَّثِيمُ] The lion; (M, K;) the former epithet being applied to him because his fore legs are far apart, and the latter because he is [often] alone. (M.) b3: كَتِفٌ بَدَّآءُ A broad shoulder-blade, the sides of which are distant, one from another. (M, L.) طَيْرٌ أَبَادِيدُ, (Fr, S, K,) and ↓ تَبَادِيدُ, (K, TA,) [in the CK نَبادِيدُ,] erroneously written by J ↓ يَبَادِيدُ, (K,) [but see what follows; like أَنَادِيدُ and يَنَادِيدُ;] Birds in a state of dispersion. (S, K.) In the following verse of 'Otárid Ibn-Kurrán, quoted by J, كَأَنَّمَا أَهُلُ حَجْرٍ يَنْظُرُونَ مَتَى

يَرَوْنَنِى خَارِجًا طَيْرٌ يَبَادِيدُ [As though the people of Hajr, watching when they should see me going forth, were birds in a state of dispersion], (K,) thus related also by Yaakoob, and thus in the handwriting of Az, (TA,) the last two words should be طَيْرُ اليَنَادِيدِ, the latter with ن, and governed by the former in the gen. case, the rhyme being with kesr: (K:) so says Aboo-Sahl El-Harawee. (TA.) b2: ذَهَبُوا

أَبَادِيدُ, (M, K,) and ↓ تَبَادِيدُ, (K,) or ↓ يَبَادِيدُ, (as in the T, from Fr, and in the M and L, and in some copies of the K, [but see above,]) [as also أَنَادِيدُ, and يَنَادِيدُ, or تَنَادِيدُ,] They went away in a state of dispersion. (M, L, K.) تَبَادِيدُ: see أَبَادِيدُ, in two places.

مُبِدٌّ [act. part. n. of 4, q. v.]. The following words of 'Omar Ibn-Abee-Rabee'ah, أَمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالَمِينَ are said to signify Dost thou distribute thy petition among mankind one by one, so as to include them universally? or dost thou constrain them by thy petition? from the saying, مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ [“ thou hast no means,” or “ way,” “ of separating thyself from it,” or “ avoiding it ”]. (M, L.) شَمْلٌ مُبَدَّدٌ [A united state of affairs]. become disunited [or discomposed or disorganized]. (S, L.) اِمْرَأَةٌ مُتَبَدِّدَةٌ An emaciated woman, [as though] having one part far from another. (M, L.) يَبَادِيدُ: see أَبَادِيدُ, in two places.

أدل

(أدل)
الْجرْح أدلا سَقَطت قشرته عِنْد الْبُرْء وَاللَّبن الخاثر الشَّديد الحموضة وَالْحمل ينوء بِهِ حامله
[أدل] قال الفراء: الا دل: وجع في العنق، مثل الاجل. والإدْلُ أيضاً: اللبَن الخاثر الشديد الحموضة. يقال: جاءنا بإدلة ما تطاق حمضا، أي من حموضتها
(أدل) عَلَيْهِ وثق بمحبته فأفرط عَلَيْهِ وَعَلِيهِ بِصُحْبَتِهِ اجترأ وَالرجل على أقرانه أَخذهم على غرَّة وَيُقَال أدل الْبَازِي على صَيْده وَالذِّئْب هزل وبالطريق عرفه فَهُوَ مدل
[أد ل] الإدْلُ: وَحَعٌ يأخُذ في العُنُقِ، حكاهُ يَعْقُوبُ. والإدْلُ: اللِّبَنُ الخائِرُ المُتَكَبِّدُ الشَّدِيدُ الخُمُوضَةِ، والطّائِفَةُ منه إِدْلَةٌ. وأَدَلَهُ يَأْدِلُه: مَخَصَة وحَرَّكَه، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ.

(إِذا ما مَشَى ورْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه ... كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌّ لفرعاءَ يُؤْدَلْ) 
أدل
الإِدْلُ: ضَرْبٌ من اللبَنِ يَتَغَيَّرُ عن مَخْضِه فيَصِيْرُ إدْلاً، وكذلك الإدْلَةُ؛ يُقال: جاءَ بإدْلَةٍ ما تُطَاقُ حُمُوْضَةً. والأدْلُ: إغْلَاقُ الباب، بابُه مَأدُوْلٌ، وقد أدَلَ بابَه.
والإدْلُ: ما يَأدِلُه الرجُلُ أي يَدْلَحُ به مُثْقَلاً.
وأدَلَ الجُرْحُ يَأدِلُ: إذا سَقَطَ جُلَبُه. والإدْلُ: وَجَعُ العُنُقِ من تَعَادي الوِسَادِ.
أدل
{أَدَلَ الجرحُ} يَأْدِلُ من حَدِّ ضرَبَ: سَقط جُلْبُه عَن ابنِ عَبّادٍ.
وأَدَلَ اللَّبنً {يَأْدِلُه} أَدْلاً: مَخَضَه وحَرَكَه عَن ابنِ الأعْرابيِّ، وأَنْشَدَ:
(إِذا مَا مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه ... كَمَا اهْتَزَّ ضِئْنِي لقَرعاءَ {يُؤْدَلُ)
وأَدَلَ الشَّيْء أَدْلاً: دلَجَ بِهِ مُثْقلاً.
وقالَ الفَرّاءُ:} الإِدْلُ، بالكسرِ: وَجَعُ العنُقِ مثلُ الإِجْلِ عَن يَعْقُوبَ، زادَ ابْن الأَعرابِي: مِن تَعَادِي الوِسادَةِ، نَقله ثَعْلَبٌ.
وأَيْضًا: اللَّبَنُ الخاثِرُ الحامِضُ الشَّدِيدُ الحُموضَةِ المُتَكَبدُ، زَاد الأَزْهَرِيُّ: من أَلْبانِ الإِبِلِ، والطائِفَةُ مِنْهُ! إِدْلَةٌ، وأَنْشَد ابنُ بَريّ لأبي حَبِيبٍ الشَّيبانيِّ. (مَتَى يَأْتِه ضَيفٌ فَلَيْسَ بذائِقٍ ... لَماجًا سِوَى المسحُوطِ واللَّبَنِ {الإِدْلِ)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ الإِدْلُ: مَا} يَأْدِلُه الإِنْسانُ للإِنْسانِ ويَدْلَحُ بهِ مُثْقَلاً.
وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: بابٌ {مَأْدُول، أَي: مُغْلَقٌ، عَن الأَصْمَعِي، كَذَا فِي العُبابِ والتَّكْمِلَة.)
ويُقال: جاءَنا} بإِدْلَةٍ مَا تُطاقُ حَمَضًا، أَي من حُمُوضَتِها، نَقله الفَرّاءُ.

أدل: الإِدْلُ: وجع يأْخذ في العنق؛ حكاه يعقوب، وفي التهذيب: وجع

العُنُق من تَعَادي الوسادة مثل الإِجْل. والإِدْل: اللَّبَنُ الخاثر

المُتَكَبِّد الشديد الحموضة، زاد في التهذيب: من أَلبان الإِبل، الطائفة منه

إدْلة؛ وأَنشد ابن بري لأَبي حبيب الشيباني:

مَتَى يَأْتهِ ضَيْفٌ، فليس بذائق

لَمَاجاً، سوى المَسْحوطِ واللَّبَنِ الإِدْل

وأَدَلَه يأْدِله: مَخَضَه وحَرَّكه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إذا ما مَشَى وَرْدَانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه،

كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌّ لقَرْعاءَ يُؤْدَلُ

الأَصمعي: يقال جاءنا ما تُطاق حَمَضاً أَي من حُموضتها.

وباب مأْدولٌ أَي مُغْلَق. ويقال: أَدَلْتُ البابَ أَدْلاً أَغلقته؛ قال

الشاعر:

لَمَّا رأَيت أَخِي الطاحِيَ مُرْتَهَناً،

في بَيْتِ سِجنٍ، عليه البابُ مأْدُول

أرل: أُرُلٌ: جبل معروف؛ قال النابغة الذبياني:

وَهَبَّتِ الريحُ، مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ،

تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ من صُرَّادِها صِرَما

قال ابن بري: الصِّرَمُ ههنا جَماعةُ السَّحاب.

أردخل: ابن الأَثير في حديث أَبي بكر بن عياش: قيل له من انتخب هذه

الأَحاديث؟ قال: انتخبها رجل إِرْدَخْلٌ؛ الإِرْدَخْلُ: الضَّخْم، يريد أَنه

في العلم والمعرفة بالحديث ضَخَم كبير. والإِرْدَخْلُ: النَّارُّ

السمين.أزل: الأَزْلُ: الضيق والشدّة. والأَزْلُ: الحبس. وأَزَلَه يأْزِلُه

أَزْلاً: حبسه. والأَزْلُ: شدّة الزمان. يقال: هم في أَزْلٍ من العيش

وأَزْلٍ من السَّنَة. وآزَلَت السَّنَةُ: اشتدّت؛ ومنه الحديثُ قولُ طَهْفةَ

للنبي، صلى الله عليه وسلم: أَصابتنا سَنَة حمراء مُؤْزِلة أَي آتية

بالأَزْل، ويروى مُؤَزِّلة، بالتشديد على التكثير. وأَصبح القوم آزلين أَي في

شدة؛ وقال الكميث:

رَأَيْتُ الكِرامَ به واثقِيـ

ـن أَن لا يُعيمُوا، ولا يُؤْزلُوا

وأَنشد أَبو عبيد:

وَليَأْزِلَنَّ وتَبْكُوَّنَّ لِقاحُه،

ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّه بسَمَار

أَي لَيُصيبَنَّه الأَزْلُ وهو الشدة. وأَزَلَ الفَرَسَ: قَصَّرَ

حَبْلَه وهو من الحبس. وأَزَلَ الرجلُ يأْزِل أَزْلاً أَي صار في ضيق وجَدْب.

وأَزَلْتُ الرجلَ أَزْلاً: ضَيَّقْت عليه. وفي الحديث: عَجِبَ ربكم من

أَزْلِكم وقُنوطكم؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي في بعض الطرق، قال: والمعروف

من أَلِّكم، وسنذكره في موضعه؛ الأَزْل: الشدة والضيق كأَنه أَراد من شدة

يأْسكم وقنوطكم. وفي حديث الدجال: أَنه يَحْصُر الناسَ في بيت المَقْدِس

فيُؤزَلُون أَزْلاً أَي يُقْحَطون ويُضَيِّقُ عليهم. وفي حديث عليّ،

عليه السلام: إلا بعد أَزْلٍ وبلاء. وأَزَلْت الفرس إذا قَصَّرْتَ حَبْله ثم

سَيَّبْتَه وتركته في الرِّعي؛ قال أَبو النجم:

لم يَرْعَ مأْزولاً ولَمَّا يُعْقَلِ

وأَزَلوا مالَهم يَأْزِلونه أَزْلاً: حبسوه عن المَرْعَى من ضيق وشدّة

وخوف؛ وقول الأَعشَى:

ولَبونِ مِعْزَابٍ حَوَيْتُ فأَصْبَحَتْ

نُهْبَى، وآزِلَةٍ قَضَبْتُ عِقَالَها

الآزلة: المحبوسة التي لا تَسْرَح وهي معقولة لخوف صاحبها عليها من

الغارة، أَخَذْتها فَقَضَبْتُ عِقالَها. وآزالوا: حبسوا أَموالهم عن تضييق

وشدّة؛ عن ابن الأَعرابي. والمَأْزِل: المَضِيق مث المَأْزِق؛ وأَنشد ابن

بري:

إِذا دَنَتْ مِنْ عَضُدٍ لم تَــزْحل

عنه، وإِنْ كان بضَنْكٍ مأْزِلِ

قال الفراء يقال تَأَزَّل صدري وتَأَزَّق أَي ضاق. والأَزْل: ضيق العيش؛

قال:

وإِنْ أَفسَد المالَ المجَاعاتُ والأَزْلُ

وأَزْل آزِلٌ: شديد؛ قال:

إِبْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا،

عَنِ المُصَلِّينَ، وأَزْلاً آزِلا

والمَأْزِل: موضع القتال إِذا ضاق، وكذلك مَأْزِلُ العيش؛ كلاهما عن

اللحياني.

والإِزْل: الداهية. والإِزْل: الكَذِب، بالكسر؛ قال عبد الرحمن بن دارة:

يقولون: إِزْلٌ حُبُّ لَيْلى وَوُدُّها،

وقد كَذَبوا، ما في مَوَدَّتِها إِزْلُ

والأَزَل، بالتحريك: القِدَم. قال أَبو منصور: ومنه قولهم هذا شيء

أَزَليٌّ أَي قديم، وذكر بعض أَهل العلم أَن أَصل هذه الكلمة قولهم للقديم لم

يَزَل، ثم نُسِب إِلى هذا فلم يستقم إِلا بالاختصار فقالوا يَزَليٌّ ثم

أُبدلت الياء أَلفاً لأَنها أَخف فقالوا أَزَليٌّ، كما قالوا في الرمح

المنسوب إلى ذي يَزَنَ: أَزَنيٌّ، ونصل أَثْرَبيٌّ.

بَرْجَسَ

(بَرْجَسَ)
- فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْكَوَاكِبِ الخُنَّس فَقَالَ: هِيَ البِرْجِيس وزُحَل وعُطاردُ وبَهْرامُ والزُّهَرة» البِرْجِيس: المشْترِي، وبَهْرام: المِرِّيخ.

أزى

أزى
: (ي} أَزَى إِلَيْهِ {أَزْياً،) بالفتْحِ، (} وأُزِيّاً،) كعُتِيَ: (انْضَمَّ؛) قالَ أَبو النَّجْم:
إِذا زاء مَحْلوقَاً أَكَبَّ برأْسِه
وأبْصَرْته! يَأْزِي إليَّ ويَــزْحَلــأَي يَنْقبِضُ إليَّ ويَنْضَمُّ.
وقالَ اللَّيْثُ: أَزَى الشيءُ بعضُه إِلَى بعضٍ يَأْزِي، نَحْو اكْتِنازِ اللحْمِ وَمَا انضَمَّ من نحوِهِ.
(وأَزَى أَزْياً: (ضَمَّهذا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه والصَّوابُ {آزَاهُ هُوَ، بالمدِّ، أَي ضمَّهُ، ويدلُّ لذلِكَ قَوْلُ رُؤْبَة:
نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ} ونُؤْزِي (وأَزَى (الظِّلُّ يَأْزى ( {أُزِيّاً، كعُتِيَ: قَلَصَ وتَقَبَّضَ ودنَا بعضُه إِلَى بعضٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لكثيرٍ المُحارِبي:
ونائحةٍ كَلَّفْتُها العِيسَ بَعْدَماأَزى الظِّلُّ والحِرباءُ مُوفٍ على جِدْل (} كأَزِيَ، كَرضِيَ،) فَهُوَ {آزٍ فيهمَا؛ وأَنْشَدَ ابنُ بُزُرْج:
الظِّلُّ آزٍ والسُّقاةُ تَنْتَحِي وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لعبدِ اللَّهِ بنِ رِبْعي الأَسدِيّ:
وغَلَّسَتْ والظِّلُّ آزٍ مَا زَحَلْ
وحاضِرُ الماءِ هَجُودٌ ومُصَلّ (وأَزَى (لَهُ أَزْياً: أَتاهُ من وجْهِ مَأْمَنِهِ لِيَخْتِلَهُ؛) نَقَلَهُ اللَّيْثُ.
(وأَزى (الرَّجلَ) أَزياً: (أَجْهَدَهُ} كآزاهُ فَهُوَ {مَأْزُوٌّ؛) هُوَ مِن} أَزاهُ {يَأْزُوهُ} أَزواً كمَدْعوَ مِن دَعاهُ يَدْعُوه، فالصَّوابُ إشارَةُ الواوِ عَلَيْهِ، وَقد أَشَرْنَا إِلَيْهِ.
(ومُؤْزىً،) هُوَ مِن {أَزَاهُ} يأْزِيه أَزْياً.
(و) {أَزى (مالَهُ: نَقَصَه.
(ويومٌ آزٍ: شَديدُ الحَرِّ يَغُمُّ الأَنْفاسَ ويُضَيِّقها.
(} وتَآزَى القومُ: تَدانَوْا، أَو خاصٌّ بالجُلوسِ.
ونَصّ اللّحْيانِيّ: هُوَ فِي الجلُوسِ خاصَّةً؛ وأَنْشَدَ:
لمَّا {تَآزَّيْنا إِلَى دِفْءِ الْكَتف (} والإِزاءُ، ككِتابٍ: سَبَبُ العَيْشِ؛ أَو مَا سُبِّبَ من رَغدِهِ وفَضْلِهِ.
((و) {الإزاءُ (للحَرْبِ: مُقِيمُها.
(وللمالِ: سائِسُها) والمحسنُ رِعْيَتها والقائِمُ عَلَيْهَا؛ وكلُّ مَنْ جُعِل قَيِّماً بأَمْرٍ فَهُوَ} إزاؤُه؛ وَمِنْه قَوْلُ ابنِ الخَطِيم:
ثَأَرْتُ عَدِيّاً والخَطِيمِ فَلم أُضِعْ
وَصِيَّةَ أَقوامٍ جُعِلْتُ {إزاءَها أَي جُعِلْتُ القَيِّم بهَا.
وقالَ غيرُهُ:
ولَكِنِّي جُعِلْتُ} إزاءَ مالٍ
فأَمْنَع بَعْدَ ذلكَ أَو أُنِيلويقالُ: فلانٌ إزاءُ فلانٍ إِذا كانَ قِرْناً لَهُ يُقاوِمُه؛ وقالَ زهيرٌ يمدَحُ قوْماً:
تَجِدْهُمْ على مَا خَيَّلَتْ هم {إزاؤها
وَإِن أَفْسَدَ المالَ الجماعاتُ والأَزْلُوقالَ ابنُ جنِّي: هُوَ فِعالٌ مِن} أَزى الشيءُ إِذا تَقَبَّض واجْتَمَع؛ وكذلِكَ الأُنْثى بغيرِها؛ قالَ حُمَيْدٌ يَصِفُ امْرأَةً تقومُ بمعاشِها:
إزاءُ مَعاشٍ لَا يَزالُ نِطاقُها
شَديداً وفيهَا سَوْرةٌ وَهِي قاعِدُوهذا البيتُ فِي المُحْكم:
إزاء مَعاشٍ مَا تَحُلُّ إزارَها
مِنَ الكَيْس فِيهَا سَوْرَةٌ وهْي قاعِدُ (و) ! الإزاءُ: (جميعُ،) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ جَمْعُ (مَا بينَ الحَوْضِ إِلَى مَهْوَى الرَّكِيَّةِ مِن الطَّيِّ، أوهو (حَجَرٌ أَو جِلْدٌ أَو جَلَّةٌ يُوضَعُ عَلَيْهَا الحَوْضُ؛) الصَّوابُ: على فَمِ الحَوْضِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: هُوَ صَخْرةٌ وَمَا جَعَلْت وِقايَة على مَصَبِّ الماءِ حينَ يُفَرَّغُ مِن الدَّلْوِ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
فَرَماها فِي مَرابِضِها
{بإِزاءِ الحَوْضِ أَو عُقُرِه (أَو هُوَ (مَصَبُّ الماءِ فِي الحَوْضِ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ الأَصْمعيُّ:
مَا بَيْنَ صُنْبُور إِلَى إزاءِ وقالَ خُفافُ بنُ نُدْبة:
كأنَّ محافير السِّباعِ حفاضه
لتَعْرِيسِها جَنْبَ الإزاءِ المُمَزَّققالَ الجَوْهرِيُّ: وأَمَّا قَوْلُ القائِلِ فِي صفَةِ الحَوْض:
أفرغ لَهَا فِي فرق نشوف
إزاؤُه كالظَّرِبانِ المُوفيفإنَّما عَنَى بِهِ القَيِّم.
قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ قتيبَةَ: حَدَّثَني أَبو العَمَيْثَل الأَعْرابيِّ، وَقد رَوَى عَنهُ الأصْمعيّ قالَ: سَأَلَني الأَصْمعيّ عَن قوْلِ الرَّاجزِ فِي وصْفِ ماءٍ:
} إزاؤُه كالظَّرِبانِ المُوفي فقالَ: كيفَ يُشَبِّه مَصَبَّ الماءِ بالظَّرِبانِ؟ فقُلْتُ لَهُ: مَا عنْدَك فِيهِ؟ فقالَ لي: إنَّما أَرادَ المُسْتَقِيَ، وشَبَّهه بالظَّرِبانِ لذَفَرِ عَرَقِه ورائِحَتِهِ.
(وهُمْ! إزاؤُهُمْ: أَي (أَقْرانُهُم يُقاوِمِونَهم ويُصْلِحُون أَمْرَهُم؛ قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سليم الأزْدِيُّ:
لقدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لهمإزاءٌ وأَنَّا لهُم مَعْقِل ُوأَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ للكُمَيْتِ، وَهُوَ خَطَأٌ نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّي،
( {وآزَى على صَنِيعِهِ إيزاءً: أَفْضَلَ.
وَفِي الصِّحاحِ: عَن أَبي زيْدٍ أَضْعَفَ عَلَيْهِ وَبِه فسّرَ قَوْل رُؤْبَة:
نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ ونُوزي أَي نُفْضِل عَلَيْهِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا رُوِي ونُوزِي بالتَّخْفيفِ على أنَّ هَذَا الشِّعْرَ كُلَّه غيرُ مُرْدَفٍ.
((و) } آزَى فلانٌ (عَن فُلانٍ: هابَهُ.
(وآزَى (الشَّيءَ: حاذَاهُ؛ وَلَا تَقُل وَازَاهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقد جاءَ فِي حدِيثِ صلاةِ الخَوْفِ: (فَوَازَيْنا العَدُوَّ) ؛ أَي قابَلْناهُم.
( {وآزَاهُ: (جارَاهُ وقاوَمهُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (وفِرْقَةٌ} آزَتِ المُلُوكَ فقاتَلَتْهم على دِينِ اللَّهِ) .
( {وتَأَزَّى عَنهُ: نَكَصَ وهابَهُ؛ عَن أَبي عَمْروٍ.
وقالَ غيرُهُ:} تَأَزَّيْت عَن الشيءِ إِذا كَعَعْت عَنهُ.
((و) {تَأَزَّى (القِدْحُ: أَصابَ الرَّمِيَّةَ فاهْتَزَّ فِيهَا؛ عَن أَبي عَمْروٍ.
(وتَأَزَّى (الحَوْضَ: جَعَل لَهُ إزاءً، وَهُوَ أَن يَضَعَ على فَمِه حَجَرَاً أَو جُلَّةً أَو نَحْو ذَلِك؛ (} كأَزَّاه {تَأْزِيَةً؛ عَن الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ نادِرٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَزَى الشيءُ {يَأْزي} أَزْياً {وأُزِيّاً: تَقَبَّضَ واجْتَمَعَ.
ورجُلٌ} مُتَآزِي الخَلْق: تَدَانَى بعضُه إِلَى بعضٍ.
ورجُلٌ آزِيٌّ: مُكْتَنزُ اللَّحْمِ؛ قالَ رُؤْبَة: غضّ الشّعارِ فَهُوَ آزِيّ زِيم ويَوْمٌ أَزِيٌّ، ككَتِفِ: ضَيِّقٌ قَليلُ الخَيْرِ؛ قالَ الباهِليُّ:
ظَلَّ لَهَا يَوْمٌ مِنَ الشِّعْرى {أَز ِيتعُوذُ مِنْهُ بِزَرانِيقِ الرَّكيوكَذلِكَ يَوْمٌ آزِي، بالمدِّ؛ قالَ عُمارَةُ:
هَذَا الزَّمانُ مُوَلَ خَيْرُه} آزِي {وأَزَى المالُ: نَقَصَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
وإِنْ أَزَى مالُه لم يَأْزِ نائِلُهوإنْ أَصابَ غِنىً لم يُلْفَ غَضْباناوهو} بإزاءِ فلانٍ: أَي بَحذَائِه.
{وأَزَى الثّوْب} يَأْزِي: إِذا غُسِلَ.
{وأَزَتِ الشمسُ} أُزِيّاً: دنَتْ للمَغِيبِ.
وإنَّه {لإِزاءُ خيرٍ أَو شَرَ: أَي صاحِبُه.
} وأَزَّى الحَوْضَ {تَأَزِيًّاً} وتوزِيئاً، الأخيرَةُ عنِ الجوْهرِيِّ: جَعَلَ لَهُ {إزاءً،} كآزَاهُ {إيزاءً.
} وآزَاهُ: صَبَّ الماءَ مِن {إِزائِهِ.
} وآزَى فِيه: صب على إزائِهِ.
{وآزَاهُ: أَصْلَحَ} إزاءَهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
يُعْجَزُ عَن {إِيزائِهِ ومَدْرِه مَدْرُه: إصْلاحُه بالمَدَر.
وناقَةٌ} آزِيَةٌ {وأَزْيَةٌ، بالمدِّ والقصْرِ، كِلاهُما على النَّسَبِ: تَشْربُ مِن} الإِزاءِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: ويقالُ للنَّاقَةِ الَّتِي لَا تَرِدُ النضيح حَتَّى يَخْلُو لَهَا: {الأزِيَةُ،} والأزِيَةُ، {والآزِيَةُ، والقَذُورُ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ للناقَةِ إِذا لم تَشْرب إلاَّ مِنَ الإزاءِ:} أَزِيَةٌ؛ وَإِذا لم تَشْرب إلاَّ من العُقْر: عَقِرَة.
{وآزَاهُ فَهُوَ} مُؤزى: جَهَدَه؛ عَن ابنِ بُزُرْج.
(أزى) الْحَوْض جعل لَهُ إزاء
(أزى)
أزيا وأزيا تقبض والظل تقلص وَيُقَال أزى الثَّوْب انكمش بعد الْغسْل وَله أزيا أَتَاهُ من وَجه مأمنه ليختله
(أزى) - في قِصَّة موسَى عليه الصلاة والسلام "أنَّه وَقَف بإزاءِ الحَوضِ" .
وهو مَصَبُّ الدَّلْو، وناقَةٌ أَزيَةٌ، إذا لم تَشْرَب إلَّا منه.
أز ى

يقال: جلس إزاءه وبإزائه أي بحذائه. ثم قالوا على سبيل المجاز هو حافظ ماله وأزاؤه: للقيم به. قال:

إزاء معاش ما تحل إزارها ... من الكيس فيها سورة وهي قاعد

ويقال: بنو فلان يؤازون بني فلان أي يقاومونهم في كونهم إزاء للحرب، وفلان لا يؤازيه أحدٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.