Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: روان

صِدغ

صِدغ
الصُّدْغُ، بالضَّمِّ: مَا انْحَدَرَ منَ الرَّأْسِ إِلَى مَرْكَبِ اللَّحْيَيْنِ، وقيلَ: مَا بَيْنَ العَيْنِ والأُذُنِ، وَفِي الأساسِ: يُقَالُ: ضَرَبَه فِي صُدْغِه، وهُوَ مَا بَيْنَ اللِّحَاظِ وأصْلِ الأُذُنِ، وهُما صُدْغانِ، وقالَ أَبُو زَيدٍ: هُمَا مَوْصِلُ مَا بَيْنَ اللِّحْيَةِ والرَّأْسِ إِلَى أسْفَلَ من القَرْنَيْنِ، وفيهِ الدُّوّارَةُ، وهِيَ الّتِي فِي وَسَطِ الرَّأْسِ، يَدْعُونَهَا الدّائِرَةَ، وإليْهَا يَنْتَهِي فَرْوُ الرَّأْسِ، قالَ: ورُبَّمَا قالُوا: السُّدْغُ بالسِّينِ، وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه: قُبِّحْتِ منْ سالِفَةٍ ومنْ صُدُغْ قالَ: لَا أدْرِي أللشِّعْرِ فَعَلَ ذَلِك، أمْ هُوَ فِي مَوْضُوعِ الكَلامِ.
وَمن المَجَازِ: الصُّدْغُ: هُوَ الشَّعَرُ المُتَدَلِّي على هَذَا المَوْضِع ويُقَالُ: صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ، قالَ الشّاعِر:
(صُدْغُ الحَبيبِ وحالِي ... كِلاهُمَا كاللَّيَالي) وقَدْ صَرَّحَ السَّعْدُ وغَيْرُه منْ عُلَماءِ البيانِ أنَّهُ منْ إطْلاقِ المَحَلِّ على الحالِّ. ج: أصْداغٌ قالَ الشّاعِرُ:
(عاضَها اللهُ غُلاماً بَعْدَما ... شابَت الأصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقَدْ)
ويُجْمَعُ أيْضاً على أصْدُغٍ.
وقالَ مُحمَّدُ بنُ المُسْتَنِيرِ قُطْرُبٌ: إنَّ قَوْماً منْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لهُمْ: بلْعَنْبَرِ، يَقْلُبِونَ السِّينَ صاداً عِندَ أرْبَعَةِ أحْرُفٍ: عِنْدَ الطّاءِ، والقافِ، والغَيْنِ، والخاءِ، إِذا كُنَّ بَعْدَ السِّينِ، وَلَا تُبَالِي أثانِيَةً كانَتْ أم ثالثَةً أمْ رابِعَةً، بَعْد أنْ يَكُنَّ بَعْدَها، يَقُولُونَ: سِراطٌ وصِراطٌ، وبَسطَةٌ وبَصْطَةٌ، وسَيْقَلٌ وصَيْقَلٌ، وسَرَقْتُ وصَرَقْتُ، وسَخَّرَ لكُم، وصَخَّرَ لكم، والسَّخَبُ والصَّخَبُ.
والمِصْدَغَةُ كمِكْنَسَةٍ: المِخَدَّةُ لأنَّهَا تُوضَعُ تَحْتَ الصُّدْغِ، ورُبّما قالُوا: مِزْدَغَةٌ بالزّايِ، كَمَا قالُوا للصّراطِ: زِرَاط. وصَدَغُه كمَنَعَهُ: حاذَى بصُدْغِهِ صُدْغَهُ فِي المَشْيِ، حكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
وصَدَغَ النَّمْلَةَ: قَتَلَها يُقَالُ: فلانٌ مَا يَصْدَغُ نَمْلَةً، وَلَا يَقْصَعُ قَمْلَةً، أَي: مَا يَقْتُلُ منْ ضَعْفِه.
ويُقَالُ: صدَغَه عَن الأمْرِ، أَي: صَرَفَهُ ورَدَّهُ قالَهُ الأصْمَعِيُّ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ويُقَالُ للفَرَسِ أَو البَعِيرِ إِذا مَرَّ مُنْفَلِتاً يَعْدُو، فأُتْبِعَ لِيُرَدَّ: اتَّبَعَ فلانٌ بَعِيرَهُ فَمَا صَدَغَهُ، أَي: فَمَا ثَنَاهُ وَمَا رَدَّهُ، وذلكَ إِذا نَدَّ كَمَا فِي الصِّحاحِ وروَى أصْحابُ أبي عُبَيدٍ هَذَا الحَرْفَ عنْهُ بالعَيْنِ والصَّوابُ بالغَيْنِ، كَمَا قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ وغَيْرُه، وعنْ سَلَمَة: اشْتَرَيْتُ سِنَّوْراً فلَمْ يَصْدَغْهُنَّ يعْنِي الفَأْرَ، لأنَّهُ لضَعْفِهِ لَا يَقْدِرُ)
على شَيءٍ، فكأنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنه. والصِّداغُ، ككِتَابٍ: سِمَةٌ فِي مَوْضِع، وَفِي الأساس عِنْدَ مُسْتَوَى الصُّدْغ طُولاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والسُّهَيْلِيُّ.
والأصْدَغانِ: عِرْقانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ قالَ الأصْمَعِيُّ: هُمَا يُضْرَبانِ منْ كُلِّ أَحَدٍ فِي الدُّنْيَا أبدا، وَلَا واحِدَ لهُمَا يُعْرَفُ، كَمَا قالُوا: المِذْــرَوَان.
والصَّدِيغُ كأمِيرٍ: الصَّبِيُّ أَتَى لَهُ منَ الوِلادَةِ سَبْعَةُ أيّامٍ، سُمِّيَ بذلكَ لأنَّه لَا يَشْتَدُّ صُدْغَاهُ إِلَّا سَبْعَةِ أيّامِ، وَمِنْه حديثُ قتادَةَ: كانَ أهْلُ الاهِلِيَِّ لَا يُوَرِّثُونَ الصَّبِيَّ، يَقُولونَ: مَا شَأنُ هَذَا الصَّدِيغِ الّذِي لَا يَحْتَرِفُ وَلَا يَنْفَعُ نَجْعَلُ لَهُ نَصِيباً منَ المِيراثِ.
والصَّدِيغُ أيْضاً: الضَّعِيفُ، وقدْ صَدُغَ، ككَرُمَ، صَداغَةً، أَي: ضَعُفَ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: إِذا المَنَايا انْتَبْنَهُ لمْ يَصْدُغِ أَي: لمْ يَضْعُفْ، وقيلَ: هُوَ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، من صَدَغَهُ عَن الشَّيءِ: إِذا صَرَفَهُ.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: بَعِيرٌ مَصْدُوغٌ، ومُصَدَّغٌ كمُعَظَّمٍ: وسِمَ بهِ، أَي: بالصِّداغِ، ونَصُّ ابنُ شُمَيْلٍ: بعيرٌ مَصْدُوغٌ: وُسِمَ بالصِّداغِ، وإبِلٌ مُصَدَّغَةٌ، وُسِمَتْ بالصِّداغِ، ففَرَّقَ بيْنَهُما فِي الذِّكْر، وَلَو أنَّ مآلَ المَعْنَى واحِدٍ، إشارَةً إِلَى مَا فِي الثّانِي منَ التَّكْثِيرِ، فتأمَّل.
وصادَغَهُ: داراهُ، أَو عارَضَهُ فِي المَشي، ونَصُّ المُحِيطِ: صادَغْتُ الرَّجُلَ: إِذا دارَيْتُه، وهِيَ المُعَارَضَةُ فِي المَشْي، وَفِي الأسَاسِ: صادَغْتُه: عارَضْتُه فِي المَشْيِ صُدْغِي لِصُدْغِه.
قالَ الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على عُضْوٍ منَ الأعْضَاءِ، وعَلى ضَعْفٍ، وَقد شَذَّ عنْهُ: صَدَغْتُه عَن الشَّيْءِ: إِذا صَرَفْتَه عنْهُ.
قلتُ: لَيْسَ بشاذٍّ عَن التَّرْكِيبِ فإنَّه منْ قَوْلِهِم: صَدَغَه: إِذا ضَرَبَ صُدْغَهُ، ومَن كانَ كذلكَ فقَدْ صُرِفَ، فتأمَّلْ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: صَدَغَهُ يَصْدَغُه صَدْغاً: ضَرَبَ صُدْغَه.
وصُدِغَ كعُنِيَ، صدْغاً: اشْتَكَى صُدْغَه.
وصَدَغَ إِلَى الشَّيءِ صُدُوغاً: مالَ، وَكَذَا: صَدَغَ عَن طَرِيقِه: إِذا مالَ.)
وصدَغَه صَدْغاً: أقامَ صَدَغَه، مُحَرَّكَةً، وهُوَ العِوَجُ والمَيْلُ.

بشكل

بشكل
بَشْكُوال، بفتحٍ فَسُكُون، وضمّ الْكَاف، كَذَا ضَبطه الذَّهبِيُّ، وَابْن خِلِّكان، وَهُوَ جَدُّ حافظِ الأَندَلس أبي الْقَاسِم خَلَف بن أبي مَــروانَ عبدِ الْملك بن مَسْعُود الخَزْرَجِي الْأنْصَارِيّ القُرطُبِي، وُلِد أَبُو الْقَاسِم سنةَ، وتُوفي سنةَ بقُرطُبةَ، وتُوفي والدُه سنةَ، عَن ثَمَانِينَ سنة.

خَرم

خَرم

(خَرَمَ الخَرزَة يَخْرِمها) خَرْمًا من حَدِّ ضَرَبَ، (وخَرَّمَها) تَخْرِيمًا (فَتَخَرَّمتْ: فَصَمَها) . وَفِي الصّحاح: خَرَمْتُ الخَرَز أخرِمه خَرْمًا: أَثْأَيْتُه، وَيُقَال: مَا خرَمْت مِنْهُ شَيْئاً أَي: مَا قَطَعْتُ وَمَا نَقَصْتُ.
(و) خَرَم (فُلاناً) يَخْرِمُه خَرْمًا: (شَقَّ وَتَرةَ أَنْفِه، وَهِي مَا بَيْن مَنْخِرَيْه، فَخَرِم هُوَ، كَفَرِح أَي تَخَرَّمَت وَتَرَتُه) .
وَقَالَ اللّيثُ: الخَرْم: قَطْع فِي وَتَرة الأنفِ وَفِي النّاشِرَتَيْن، أَو فِي طَرَف الأَرْنبة لَا يبلُغ الجَدْع، والنَّعتُ أَخْرَمُ وَخَرْماء، وَإِن أَصاب نَحْو ذَلِك فِي الشَّفَة أَو فِي أَعْلَى قُوفِ الأُذُن فَهُوَ خَرْم، وَقَالَ شَمِر: يكون الخَرْمُ فِي الأَنْف والأُذُن جَمِيعاً، وَهُوَ فِي الأَنْف أَن يُقْطَع مُقَدَّم مَنْخِرِ الرّجل وَأَرْنَبَتِه بعد أَن يُقْطَع أَعلاها حَتَّى يَنْفُذ إِلَى جَوْفِ الأَنْف. يُقَال: رجل أَخْرَم بيِّن الخَرَم.
(والخَرَمةُ، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعُ الخَرْمِ من الأَنْفِ) . (والخَرْماءُ: الأًذُنُ المُتَخَرِّمةُ) ، أَي: المَشْقُوقَة أَو المَثْقُوبة أَو المَقْطُوعة.
(و) الخَرْماءُ: (عَيْنٌ بِالصَّفْراءِ) كَانَت لِحَكِيم بنِ نَضْلة الغِفاريّ، ثمَّ اشتُرِيتْ من وَلَدهِ.
(و) الخَرْماءُ: (فَرسُ زَيْدِ الفَوارِس الضَّبِيّ. و) أَيْضا (فَرسُ راشِد بن شَمّاسِ المَعْنِيّ. و) أَيْضا (فرسٌ لِبَنِي أَبِي رَبِيعَة) . الْأَخِيرَة فِي الْمُحكم.
(و) الخَرْماءُ: (كُلُّ رابِيَةٍ تَنْهَبِط فِي وَهْدَة) ، وَهُوَ الأَخْرَمُ أَيْضا. (أَو كُلُّ أَكَمَةٍ لَهَا جانِبُ لَا يُمْكِن مِنْهُ الصُّعُودُ) .
(و) الخَرْمَاءُ: (عَنْرٌ شُقَّتْ أُذُنُها عَرْضًا) .
(والَخرْمُ: أنفُ الجَبَل) . وَقيل: مَا خَرَم سَيلٌ أَو طَرِيقٌ فِي قُفٍّ أَو رَأْسِ جَبَل.
(و) من المَجازِ: الخَرْمُ (فِي الشِّعْر: ذَهابُ الفَاءِ من فَعولُن) ، ويُسَمَّى الثَلْم، قَالَ الزِّجَاج: هُوَ من عِلَل الطَّوِيل، قَالَ ابنُ سِيدَه: فَيَبْقى عُولُن، فيُنقَل فِي التَّقْطيع إِلَى فَعْلُنْ. قَالَ: وَلَا يكونُ الخَرْمُ إِلاّ فِي أَوَّل الجُزْء من البَيْت.
(أَو) الخَرْم: ذَهابُ (المِيمِ من مُفاعَلَتُن) . كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابَ مَفَاعِيلن، قَالَ الزَّجّاج: خَرْم فَعُولن بَيته أَثْلَم، وخَرْم مَفَاعِيلن بَيْتُه أَعْضَب، ويُسَمَّى مُتَخَرِّما ليُفْصل بَين اسْم مُنْخَرِم مَفاعِيلن وَبَين مُنْخَرِم أَخْرم، (والبَيْتُ مَخْرومٌ وأخرَمُ) .
وَقيل: الأخرَمُ من الشِّعر: مَا كَانَ فِي صَدْره وَتَد مَجْمُوع الحَرَكَتَيْن فخُرِم أَحْدُهما وطُرِح، وبَيْته كَقَوْلِه: (إِنَّ امْرأ قَدْ عَاشَ عِشْرِين حِجَّةً ... إِلَى مِثْلِها يَرْجُو الخُلُودَ لجاهِلُ)

كأّنَّ تَمَامَه: وإنّ امْرأ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: (ج: خُرومٌ) . هَكَذَا جَمَعه أبُو إِسحاق، فَلَا أَدْرِي أَجعَلَه اسْماً ثمَّ جَمَعه على ذَلِك أم هُوَ تَسَمُّحٌ مِنْهُ.
(و) الخُرْم (بالضَّمِّ: ع) بكاظِمَةَ، قَالَ نَصْرٌ. (أَو جُبَيلاتٌ) بهَا أَو أُنوف جِبال، قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ يَذْكُر الْإِبِل:
(قاظَت من الخُرم بِقَيْظٍ خُرَّمِ ... )

(والأَخْرَمان: عَظْمان مُنْخَرِمان فِي طَرَف الحَنَكِ الأَعْلَى، وآخِرُ مَا فِي الكَتِفَيْنِ) ، هكَذا فِي النُّسَخ بِمَدّ هَمْزة آخر، وَمَا مَوْصُولة. والصوابُ: وأَخْرَمَا الكَتِفَيْنِ: رُؤُوسُهُما (من قِبَلِ العَضُدَيْنِ) مِمَّا يَلِي الوَابِلَةَ. (أوْ طَرَفَا أَسْفَلِ الكَتِفَيْن اللَّذان اكْتَنَفا كُعْبُرَةَ الكَتِف) .
(و) قِيلَ: (الأَخْرَمُ: مُنْقَطِع العَيْرِ حَيْثُ يَنْجَذِمْ، والمَثْقُوبُ الأُذُن، وَمن قُطِعَت وَترةُ أَنْفِه) ، وهُو طَرَفَهُ. قالَ أَوسٌ يَذْكُر فَرَسًا يُدْعَى قُرْزُلاً:
(وَالله لَوْلَا قُرْزُلٌ إِذ نَجا ... لكَانَ مَثْوى خَدِّك الأَخْرَما)

أَي: لقُتِلتَ فَسَقَط رأسُك عَن أَخْرِم كَتِفك. وأخْرَمُ الكَتِف: طرفُ عَيْرِه، وَفِي التَّهذِيب: أَخْرَمُ الكَتِف: مَحَزٌّ فِي طرف عَيْرِها مِمَّا يَلِي الصَّدَفَة، والجَمْع: الأخارِم.
(و) الأخرمُ: (مَلِكٌ للرُّوم) ، وَبِه فُسِّر قولُ جَرِير: إِنَّ الكَنيسَةَ كَانَ هَدْمُ بِنائِها ... نَصْرًا وَكَانَ هَزِيمةً للأخْرمِ)

(و) الأَخْرَمُ: (جَبَلٌ لِبَنِي سُلَيْم) مِمَّا يَلِي بِلَاد عَامر بن ربيعَة، (و) جبل (آخرُ بِطَرَف الدَّهْناءِ، وتُضَمُّ رَاؤُه، و) جَبَل (آخَرُ بِنَجْد) ، وَقَالَ نصر: هُوَ جَبَل قبال توّز بأَرْبعَة أَمْيال من أَرضِ نجد.
(وخُرْمُ الأَكَمة، بالضَّمّ، ومَخْرِمُها كَمَجٍ لِس: مُنْقَطَعُها، ومَخْرِمُ الجَبَل والسَّيْلِ: أَنفُه) ، والجَمع مَخارِمُ.
(والمَخارِمُ: الطُّرقُ فِي الغِلَظِ) ، عَن السكّريّ. وَقيل: الطّرق فِي الجِبال. وَقَالَ الجوهَرِيُّ: هِيَ أَفواه الفِجاج، قَالَ أَبُو ذُؤَيب:
(بِهِ رُجُماتٌ بَيْنَهُنَّ مَخارِمٌ ... نُهودٌ كَلَبَّاتِ الهَجَائِن فِيح)

وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة " مَرَّا بأَوْس الأسلمِيّ، فَحَمَلهما على جَمَل، وبَعَث مَعَهُمَا دَلِيلاً، وَقَالَ: اسلُكْ بهما حَيْثُ تَعْلم من مَخارِم الطُّرُق ". قَالَ ابنُ الأَثِير: هِيَ الطُّرُق فِي الجِبال والرّمال. وَقيل: مُنْقَطَعُ أَنْفِ الجَبَل، وَقَالَ أَبُو كَبِير:
(وإِذا رَميْتَ بِهِ الفِجاجَ رأيتَه ... يَهْوِي مخارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ)

(و) المَخارِمُ: (أَوائِلُ اللَّيْل) ، ويُرْوَى بالحَاءِ المُهْمَلة. وَقد سَبَق شاهِدُه هُنَاكَ.
(والخَوْرَمَةُ: مُقدَّمُ الأَنْفِ، أَو مَا بَين المَنْخِرَيْن) .
(و) الخَوْرَمَةُ (واحِدَةُ الخَوْرَم لصُخورٍ لَهَا خُروقٌ) ، على التَّشْبيه بخَوْرَمَةِ الأَنْف.
(واخْتُرِم فُلانٌ عَنَّا، مَبْنِيًّا للمَفْعُول) أَي (ماتَ) وذَهَب، (واختَرَمَتْه المَنِيَّةُ) من بَين أَصحابِه: (أَخَذَتْه) من بَيْنِهم. (و) اخْتَرمتُ (القَومَ: استَأْصَلْتُهم واقْتَطَعْتُهم) ، وَكَذَلِكَ اخْترمَ الدَّهْرُ القومَ (كَتَخَرَّمْتُهُم) . وَمِنْه حَدِيثُ ابْن الحَنَفِيّة: " كِدتُ أَن أكونَ السَّوادَ المُخْتَرَم ".
(والخَارِمُ: البَارِدُ. و) أَيْضا (التَّارِكُ. و) أَيْضا (المُفْسِد. و) أَيْضا (الرِّيحُ البارِدَةُ) . كَذَا حَكَاهُ أَو عُبَيْد بالرًّاء، وَرَوَاهُ كُراع بالزَّاي وسيَأْتِي.
(و) الخَرِيمُ (كَأَمِيرٍ: الماجِنُ، وَقد خرُم، كَكَرُم) .
(و) الخُرَّم (كَسُكَّر: نَباتُ الشَّجَرِ) عَن كُراع.
(و) أَيْضا (النَّاعِمُ من العَيْشِ أَو هِيَ) فارسية (مُعَرَّبَة) قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ فِي صَفَةِ الإِبِل:

(قاظت من الخُرْمِ بِقَيْظٍ خُرَّم ... )

أَرَادَ بقَيْظ ناعم: كَثِير الخَيْر.
وَمِنْه يُقَال: كَانَ عَيشُنا بهَا خُرَّما، قَالَ ابنُ الأعرابِيّ.
(و) خُرَّمٌ (لَقب والِد) أبي عَلِيّ (الحُسَيْن بن إِدْرِيس) بنِ المُبارك بنِ الهَيْثَم بن زِيادِ بنِ عبد الرَّحْمن الهَرَوِيّ الأنصاريّ (الحافِظِ) . كَذَا ذَكَره الأَمِيرُ، روى عَن عُثْمانَ بنِ أبي شَيبةَ وطَبَقته، وَقد يُعرف بابْنِ خُرَّم كَذَلِك، وَرَوى أَيْضا عَن خَالِدِ ابنِ هِياج بن بِسْطام وعليّ بن حَجَر، تُوفِّي سنة ثَلاَثِين وَثَلثمائة، وَقَالَ الذَّهبيّ: إنّ خُرَّمًا لَقَب الحُسَيْن.
قُلتُ: وأَخُوه يُوسُف بنُ إِدْرِيس، حَدَّث أَيْضا عَنهُ محمّدُ بنُ عبد الرَّحْمَن الشامِيّ وغيرُهُ. (و) الخُرَّمةُ (بهَاءٍ: نَبْتٌ كاللُّوبِياء ج: خُرَّمٌ، وَهُوَ بَنَفْسَجِيُّ اللَّون، شَمُّه والنَّظرُ إِليه مُفرِّحٌ جِدًّا. وَمَنْ أَمْسَكَه مَعَه أَحَبَّهُ كُلُّ ناظِرٍ إِلَيْهِ، وَيُتَّخَذُ من زَهْرِه دُهْن يَنْفَع لِمَا ذُكِر) من الخاصية، وَهُوَ غَرِيب.
(و) خُرَّمَة (كَسُكَّرة: ة بفارِسَ) ، بل ناحِيَةٌ قُرْبَ إصطَخْر، قَالَه نَصْرٌ، (مِنْهَا بَابَكُ الخُرَّمِيُّ) الطاغِيَة الَّذي كادَ أَن يَسْتَوْلِي على المَمَالك زَمَن المُعْتَصِم، وَكَانَ يَرَى رَأْيَ المَزْدَكِيَّة من المَجُوس الَّذين خَرجُوا أَيَّام قُباذ، وأَباحُوا النِّساء والمُحَرَّمات وقَتْلَهم أَنوشِــرْوان.
(وأُمُّ خُرَّمان أَيْضا) أَي: بالضبط السّابق، وَهُوَ ضَمّ الخَاءِ وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة: (ع) .
وَقَالَ نَصْرٌ: أمُّ خُرّمان: مُلْتقَى حاجِّ البَصْرة والكُوفة، بركَة إِلَى جَانبهَا أكَمةٌ حَمراء على رَأْسِها مُوقَدة.
(و) من الْمجَاز: جاءَنا (فُلانٌ يَتَخَرَّم زَبَدُه أَي: يركَبُنا بالظُّلم والحُمْقِ) . عَن ابنِ الأعرابيّ.
(وتُخرَّم) الرجلُ: (دَانَ بِدِين الخُرَّمِيَّة) ، اسْم (لأَصْحابِ التَّناسُخِ) والحُلُول (والإِباحَةِ) ، وَكَانُوا فِي زَمَن المُعْتَصِم فقُتِل شَيْخُهم بَابِك، وَتَشَتَّتُوا فِي البِلاد وَقد بَقِيت مِنْهُم فِي جِبال الشّأم بَقِيَّة.
(و) المُخرِّم (كَمُحَدِّث: مَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ لِيَزِيدَ بنِ مُخَرِّم) الحَارِثي، نُسِبت إِلَيْهِ هذِه المَحَلّة، وَكَانَ قد نَزَلَها. وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: سُمِّي هَذَا المَوْضِع ببَغْداد لأنَّ يَزِيدَ بنَ مُخرِّم نَزَله. وَقَالَ غَيره: سُمِّي بمُخَرِّم بنِ شُرَيح بن مُخرِّم بن حَزن ابنِ زِياد بن الحارِث بنِ مالِك بن رَبِيعةَ بنِ كَعْب بن الْحَارِث الحارِثيّ المَذْحَجِيّ، وَمن هَذِه المَحَلّة الحافظُ أَبُو جَعْفر محمدُ بنُ عبدِ الله بن الْمُبَارك المُخرِّمِيّ قَاضِي حلوان، عَن يَحْيى القَطَّان وطَبَقَته، وَعنهُ البُخارِيّ وأَبُو دَاوُد والنَّسائِي واْبن خُزَيْمة والمَحامَليّ، مَاتَ سنة مائِتَيْن وأَرْبَعٍ وَخَمْسِين، وَأَبُو مُحَمَّد خَلَفُ اْبنُ سَالم الحافِظ، وسَعْدانُ بن نصر، وَعبد الله بن نصر المُخَرِّمِيُّون، وَآخَرُونَ.
قلتُ: وَمِنْهَا أَيْضا القَاضِي أَبُو سَعِيد المُباركُ بنُ عَليّ المُخَرِّميّ، لبس مِنْهُ الخِرْقةَ القُطّبُ الجَيْلانيّ قَدَّس اللهُ سِرِّه.
(والخُرْمانُ، كَعُثْمانَ: الكَذِبُ) .
يُقَال جَاءَ فلَان بالخُرْمان أَي: بالكَذِب.
(و) الخُرَّامُ (كَزُنَّار) : الْأَحْدَاث (المُتَخَرِّمُون فِي المَعاصِي. و) أَيْضا (جَدُّ أحمدَ بنِ عَبْدِ اللهُ) البصريّ، شَيْخٌ للمَالِيني يُوصَف بالحِفْظ، (و) أَيْضا (جَدُّ عَمْرِو بنِ حَمُّوَيةَ المُحَدِّثِين، ومُوسَى بنُ عامِر) الدّمَشْقِي رَاوِيةُ الوَلِيد بنِ مُسْلم، رَوَى عَنهُ اْبنُ جَوْصا، (و) أَبُو يَحْيى مُحَمَّد بن (سَعِيدِ بنِ عَمْرِو بنِ خُرَيْم) الدِّمَشْقِيّ، عَن رُحَيم وهِشام بنِ عَمّار، وَعنهُ أحمدُ بنُ عبد الْوَهَّاب، (و) أَبُو جَحْوَش (محمدُ بنُ مُحَمَّد) . كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ محمدُ بنُ أَحْمَدَ (اْبن أبي جَحْوَش) الدِّمَشْقِيّ الخَطِيب بهَا، عَن أَحْمد بن أنَسِ اْبنِ مَالِك، وَعنهُ تَمّامُ بنُ مُحَمَّد الرّازي (الخُرَيْمِيُّون، بالضَّم، مُحَدِّثُون) .
(و) قَالَ أَبُو خيرة: (الخَرْوَمانَةُ) ، بِفَتْح فَسُكون، (بَقْلَةٌ تَنْبُتُ فِي القُطْنِ) كَذَا فِي النّسخ، والصوابُ فِي العَطَن (خَبِيثَةُ) الرِّيح، وَأَنْشَدَ: (إِلَى بَيْت شِقْذانٍ كأنّ سِبالَه ... ولِحْيَتَه فِي خَرْوَمانٍ مُنَوِّرِ)

(و) المُخرَّم (كَمُعَظَّم: اسمُ) رَجُل، وَهُوَ أَبُو قَتادَة عَمرُو بنُ مُخَرَّم، روى عَن اْبنِ عُيَيْنَة.
(وَكَزُبَيْر) : خُرَيْم (بنُ فَاتِك بن الأَخْرم البَدْرِيّ، و) خُرَيْم (بنُ أَيْمَن: صَحابِيَّان) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الانْخِرامُ: التَّشْقِيقُ. يُقَال: انْخَرم ثَقّبُه أَي: انْشَقَّ.
وخُرْم الإِبرة، بالضَّم: ثُقْبُها.
والخَرْمَةُ بِمَنْزِلة الاسْمِ من نَعْت الأَخْرَمِ، وَالْجمع خَرَماتٍ. وَمِنْه حَدِيث زَيْد بنِ ثابِت: " فِي الخَرَمات الثَّلاثِ من الْأنف الدِّيَةُ "، وكأَنَّه أَراد بالخَرَمات المَخْرُومات، وَهِي الحُجُب الثَّلاثَةُ فِي الْأنف، اثْنَان خارِجَان عَن اليَمِين واليَسارِ، والثَّالِث الوَتَرَة.
وَفِي الحَدِيث: " نَهَى أَن يُضَحَّى بالمُخرَّمة الأُذُن " أَي: المَقْطُوعة الأُذُن، أَو الَّتِي فِي أُذُنِها خُرومٌ وشُقُوقٌ كَثِيرة.
والأَخرَمُ: الغَدِير، جَمْعه خُرْم؛ لأنّ بَعْضَه يَنْخَرِم إِلَى بعض، قَالَ:
(يُرجِّع بَيْن خُرْمٍ مُفَرَطَات ... صَوافٍ لم تُكدِّرها الدِّلاء)

وخَرَمه خَرْماً: أصَاب خَوْرَمَته.
وَيُقَال للرَّامِي إِذا أَصابَ بِسَهْمِهِ القِرطاسَ وَلم يَثْقُبْه قد خَرَمه.
وَمَا خَرَم الدَّلِيلُ عَن الطّريقِ، أَي: مَا عَدَل.
ومِنَ المِجازِ: يَمِينٌ ذَاتُ مخارِم، أَي: ذاتُ مَخارِج، وَيُقَال: لَا خيرَ فِي يَمِينٍ لَا مَخارِمَ لَهَا، أَي: لَا مخارج لَهَا، مَأْخوذٌ من المَخْرِم وَهُوَ الثنيَّةُ بَين الجَبَلَيْن.
وَقَالَ أَبُو زَيْد: هَذِه يَمِينٌ قد طَلَعت فِي المَخارِم، وَهِي اليَمِينُ الَّتِي تَجْعَل لصَاحِبهَا مَخْرَجاً.
وضَرْعٌ فِيهِ تَخْرِيمٌ وَتَشْرِيمٌ: إِذا وَقع فِيهِ حُزُوز.
وَيُقَال: خَرمَتْه الخَوارِمُ: إِذا ماتَ، كَمَا يُقال: شَعَبَتْه شَعُوبُ.
وانْخِرام القَرْن: ذَهابُه وانْقِضاؤُه.
وانْخِرام الكِتاب: نَقْصُه وذَهابُ بَعْضِه.
وَمَا خَرَم من الحَدِيث حَرْفاً، أَي: مَا نَقَص.
ونَقَل اْبنُ الأعرابيّ عَن اْبنِ قنان أنّه قَالَ لِرَجُل وَهُوَ يَتَوَعَّدُه: وَالله لَئِن انتَحَيْت عَلَيْك فَإِنِّي أَرَاك يَتَخَرّم زَنْدُك، وذلِك أَنَّ الزَّنَد إِذا تَخَرّم لم يُورِ القادِحُ بِهِ نَارا، وَإِنَّمَا أَرَادَ أنّه لَا خيرَ فِيهِ، كَمَا أَنه لَا خير فِي الزّند المُتَخَرّمِ.
وتخرَّم زَنْدُ فلَان أَي: سَكَن غَضَبهُ. وَوَقع فِي الصّحاح: تَخرَّم زَبَدُ فلَان " بِالْبَاء الْمُوَحدَة " بِهَذَا الْمَعْنى. وَوَقع فِي الأساس: تَخرَّم أَنْفُه: سَكَن غَضَبُه. وَهُوَ مجَاز.
والخُرْمان، كعُثْمان: جَزِيرة بالصَّعِيد الأَدْنى. وَقد رأيتُها.
وَأَيْضًا موضِع آخَر فِي دِياراتِ العَرَب.
وخُرَيْم، كزبير: ثَنِيّة بَيْن الْمَدِينَة والرَّوْحاء، كَانَ عَلَيْهَا طَرِيقُ النّبيّ [
] مُنْصَرفَه من بَدْر.
والخُرَّمانُ " بضَمّ فَتَشْدِيد الرّاء المَفْتُوحة ": نَبْت.
وَقَالَ اْبنُ السِّكِّيت: يُقَال: مَا نَبَت فِيهِ خرّمان يَعْنِي بِهِ الكَذِب. ومحمدُ بنُ يَعْقوبَ بنِ الأَخْرم حافِظٌ ثِقَة، ومحمدُ بنُ العَبّاس بنِ الأَخْرم من شُيُوخ الطَّبرانِيّ، وَأَبُو يَعْقُوب إسحاقُ بنُ حَسّان بن قُوهِيّ الخُرَيْمِيّ بِالضَّمِّ: من شُعَراء الدَّوْلَة العَبَّاسِيّة، قيلَ لَهُ ذلِك لاتِّصاله بخُرَيْم بنِ عامِر بنِ الحَارِث بن خَلِيفةَ بنِ سِنانِ أَبِي حارِثَةَ بنِ مُرَّة المُرّي المَعْرُوف بالنّاعم، وَقيل: لاتِّصاله بابنِهِ عُثْمان بنِ خُرَيم، وَقيل: هُوَ مَوْلاهم.
وخُرَيْمٌ أَيْضا: بَطْنٌ من مُعاوِيةَ بنِ قُشَير، مِنْهُم حُمَيْد الخُرَيْمِيّ.
وكمُحدِّثٍ: وَرْدانُ بنُ مُخرِّم بنِ مَخْرَمَةَ بنِ قُرْط بنِ جَنَاب العَنْبَرِيّ، وَأَخُوهُ حَيْدَةُ، لهُما وِفادَة وصُحْبة.
ومَخْرَمَةُ بنُ شُرَيْح الحَضْرَمِيّ، ومَخْرَمَةُ بنُ القَاسِم بنِ مَخْرَمَة بنِ المُطَّلب، ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفل: صحابِيُّون.
ومَخْرَمَةُ بنُ بَكِير بن الأَشجِّ مَوْلَى بَنِي مَخْزوم، ومَخْرَمَة بنُ سُلَيْمان الأسدِيّ: مُحَدِّثان.
والمِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَة الزُّهْريّ، إِلَيْهِ نُسِب عبدُ الله بن جَعْفَر المَخْرَمِيّ المَدَنِيّ، من طَبَقة مالِكٍ.
ومحمدُ بنُ عبد الله المَخْرَمِيّ المَكّيّ، رَوَى عَن الشّافِعيّ.
وعبدُ الله بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ أَحْمد بن إبراهيمَ الشَّيْبانِيّ الحَضْرِميّ الشافِعِيّ الْمَعْرُوف بالخَرْمة، تَوَلَّى قضاءَ عَدَن، وَأَجَازَ الحافظَ السّخاويّ، تُوفِّي سنة ثَلاثٍ وتِسْعِمائة.
ورَجُلٌ أَخْرَمُ الرَّأْي، أَي: ضَعِيفُه، وَهُوَ مجَاز.
وخَوْرَم كَجَوْهَر: مَوْضِع جَاءَ ذِكرُه فِي كتاب مُحارِب بن خَصَفَة، قَالَه نصر. 

مغام

مغام

{مَغَامُ، كَسَحَابٍ، كَمَا ضَبَطَهُ الرُّشاطِيُّ، وقِيلَ: كَغُرَابٍ كَمَا ضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعَانِيِّ: بلَدٌ بطُلَيْطِلَةَ من الأندَلُسِ، مِنْهُ أَبُو عُمَر يُوسُفُ بنُ يَحْيَى بنِ يُوسُفَ} المَغَامِيُّ، مِنْ وَلَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ: فَقِيهٌ نَبِيلٌ بَصِيرٌ بِالعَرَبِيَّة، أقامَ بقُرْطُبَةَ ثمَّ بمِصْر، وتُوفِّيَ بِالقَيْــرَوَانِ سنةَ مِائَتَيْن وثَمَانِينِ، ذَكَرَه الحُمَيْدِيُّ فِي ((جَذْوَةِ المُقْتَبِسِ)) .
[

بهمن

بهمن
: (البَهْمَنُ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (أَصْلُ نَباتٍ شَبيهٌ بأَصْلِ الفُجْلِ الغَليظِ فِيهِ اعْوِجاجٌ غَالِبا، وَهُوَ أَحْمَرُ وأَبْيَضُ، ويُقْطَعُ ويُجَفَّفُ نافِعٌ للخَفَقانِ البارِدِ مُقَوَ للقَلْبِ جدّاً باهِيٌّ.
(وبَهْمَنُ: اسمُ) رجُلٍ مِن مُلُوكِ الفُرْسِ.
(وبَهْمَن: ماهْ) اسمُ شَهْرٍ (من الشُّهورِ الفارِسِيَّةِ الحادِي عَشَرَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بَهْمانُ: والدُ عبدِ الرَّحمنِ التَّابِعِيّ الحجازيّ الرَّاوي عَن عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثابِتٍ، قالَ البُخارِي: وقالَ بعضُهم: عبدُ الرَّحمنِ بنِ يَهْمان بالياءِ التحْتِيّة وَلَا يَصحُّ.
وَقد أَوْرَدَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي الزَّاي فقالَ بَهْماز والدُ عبدِ الرَّحمنِ فحرَّفَ وصحَّفَ، وَقد نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ فرَاجِعْه.

بَين
: ( {البَيْنُ) فِي كَلامِ العَرَبِ جاءَ على وَجْهَيْن: (يكونُ فُرْقَةً، و) يكونُ (وَصْلاً) ، بانَ} يَبِينُ {بَيْناً} وبَيْنُونَةً، وَهُوَ مِن الأَضْدادِ؛ وشاهِدُ البَيْنِ بمعْنَى الوَصْلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لقد فَرَّقَ الواشِينَ {بَيْني} وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عَيْني وعينُهاوقالَ قيسُ بنُ ذَريح:
لَعَمْرُكَ لَوْلَا البَيْنُ لانْقَطَعَ الهَوَى وَلَوْلَا الهَوَى مَا حَنَّ {للبَيْنِ آلِف} فالبَيْنُ هُنَا الوَصْلُ؛ وأَنْشَدَ صاحِبُ الاقْتِطافِ، وَقد جَمَعَ بينَ المَعْنَيَيْن: وكنَّا على {بَيْنٍ ففَرَّقَ شَمْلَنافأَعْقَبَه البَيْن الَّذِي شَتَّتَ الشَّمْلافيا عجبا ضِدَّان واللّفْظ واحِدفللَّهِ لَفْظ مَا أَمَرّ وَمَا أَحْلى وقالَ الرَّاغبُ: لَا يُسْتَعْمل إلاَّ فيمَا كانَ لَهُ مَسافَة نَحْو بَيْن البُلْدان؛ أَوله عَدَدٌ مَّا اثْنانِ فصاعِداً نَحْو بَيْن الرَّجُلَيْن} وبَيْن القَوْمِ، وَلَا يُضَافُ إِلَى مَا يَقْتَضِي معْنَى الوحِدَةِ إلاَّ إِذا كُرِّرَ نَحْو: {وَمن {بَيْننا} وبَيْنك حِجابٌ} .
وقالَ ابنُ سِيْدَه: (و) يكونُ البَيْنُ (اسْماً وظَرْفاً مُتَمَكِّناً) .
(وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {لقَدْ تقَطَّعَ! بَيْنكم وضَلَّ عَنْكم مَا كُنْتم تَزْعَمُون} ؛ قُرِىءَ بَيْنكم بالرَّفْعِ والنَّصْبِ، فالرَّفْع على الفِعْل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنَّصبُ على الحَذْفِ، يريدُ مَا بَيْنكم، وَهِي قِراءَةُ نافِعٍ وَحَفْص عَن عاصِمٍ والكِسائي، والأَوْلى قِراءَةُ ابنِ كثيرٍ وابنِ عامِرٍ وحَمْزَةَ.
ومَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ فإنَّ أَبا العبَّاس رَوَى عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه قالَ: مَعْناهُ تقَطَّع الَّذِي كانَ بَيْنَكم.
وقالَ الزَّجَّاجُ: لقد تقَطَّع مَا كُنْتم فِيهِ مِن الشَّركةِ بَيْنَكم؛ ورُوِيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ أنَّه قَرَأَ لقد تقَطَّع مَا بَيْنَكم، واعْتَمَدَ الفرَّاءُ وغيرُهُ مِن النَّحويينِ قِراءَةَ ابنِ مَسْعودٍ، وكانَ أَبو حاتِمٍ يُنْكِرُ هَذِه القِراءَةَ ويقولُ: لَا يَجوزُ حَذْفُ المَوْصولِ وبَقَاء الصِّلَة.
وَقد أَجابَ عَنهُ الأَزْهرِيُّ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَهْذِيبِه.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ احْتَمَل أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ الفاعِلُ مُضْمَراً أَي تقَطَّع الأَمرُ أَو الودُّ أَو العَقْدُ بَيْنَكم، والآخَرُ مَا كانَ يَراهُ الأَخْفشُ مِن أَنْ يكونَ بَيْنَكم، وَإِن كانَ مَنْصوبَ اللفْظِ مَرْفوعَ الموْضِعِ بفِعْلِه، غيرَ أنَّه أُقِرَّتْ نَصْبةُ الظَّرْفِ، وَإِن كانَ مَرْفوعَ الموْضِعِ لاطِّرادِ اسْتِعْمالِهم إيَّاه ظَرْفاً، إِلَّا أنَّ اسْتِعْمالَ الجُملةِ الَّتِي هِيَ صفَةٌ للمُبْتدأِ مَكانَه أَسْهلُ مِن اسْتِعمالِها فاعِلةً، لأنَّه ليسَ يَلْزمُ أَنْ يكونَ المُبْتدأُ اسْماً مَحْضاً كلزومِ ذلكَ الفاعِل، أَلا تَرَى إِلَى قوْلِهِم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِن أَنْ تَراهُ؛ أَي سماعُك بِهِ خيرٌ مِن رُؤْيتِك إيَّاهُ.
(و) البَيْنُ: (البُعْدُ) كالبُونِ. يقالُ: بَيْنَهما بُونٌ بَعيدٌ وبَيْنٌ بَعيدٌ، والواوُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {البِينُ، (بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ) ؛) عَن أَبي عَمْرو.
(و) أَيْضاً: (الفَصْلُ بينَ الأَرْضَينِ) وَهِي التّخومُ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ بهأَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ} البِينا والجَمْعُ! بُيونٌ.
(و) أَيْضاً: (ارْتِفاعٌ فِي غِلَظٍ.
(و) أَيْضاً: القطْعَةُ مِن الأرضِ (قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ) مِن الطَّريقِ.
(و) البِينُ: (ع قُرْبَ نَجْرانَ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ الحِيرةِ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ المَدينَةِ) ، جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ إسلامِ سلَمَةَ بنِ جَيش، ويقالُ فِيهِ بالتاءِ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: (ة بفَيْرُوزآبادِ فارِسَ.
(و) أَيْضاً: (ع) آخَرُ.
(و) أَيْضاً: (نَهْرٌ بَين بَغْدادَ ودَفاعِ) ، وَفِي نسخةٍ: دَماغ، وقيلَ: رَماغ بالرَّاءِ، والصَّوابُ فِي سِياقِ العِبارَةِ ونَهْرُ بِينَ ببَغْدادَ، فإنَّ ياقوتاً نَقَلَ فِي معجمِهِ أنَّه طسو ج مِن سَوادِ بَغْدادَ مُتَّصِل بنَهْر بوق. ويقالُ فِيهِ باللامِ أَيْضاً؛ وَقد يُنْسَبُ إِلَيْهِ أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّهْرُبينيُّ سَمِعَ الطيوريَّ، وسَكَنَ الحديثَةَ من قُرَى الغُوطَةِ وبهاماتَ، وأَخُوه أَبُو عبدِ اللَّهِ الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ النَّهْرُبينيُّ المُقْرِىءُ سَكَنَ دِمَشْقَ مدَّةً.
(و) يقالُ: (جَلَسَ بَين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ) بالتخْفيفِ.
قالَ الرَّاغبُ: بَين مَوْضوعٌ للخَلَلِ بينَ الشَّيْئَيْن ووَسْطَهما؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وجَعَلْنا {بَيْنهما زرعا} .
قالَ الجوْهرِيُّ: وَهُوَ ظَرْفٌ، وَإِن جَعَلْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه، تقولُ: لقد تقَطَّع بَيْنُكم برَفْعِ النونِ، كَمَا قالَ الهُذَليُّ:
فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَيْنَيْه الجَبُوبا (و) يقالُ: (لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ: إِذا لَقِيَهُ بَعْدَ حِينٍ ثمَّ أَمْسَكَ عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قد (} بانُوا {بَيْناً} وبَيْنونةً) :) إِذا (فارَقُوا) ؛) وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
فهَاجَ جَوًى بالقَلْب ضَمَّنه الهَوَى {ببَيْنُونةٍ يَنْأَى بهَا مَنْ يُوادِعُوقالَ الطرمَّاحُ:
أَآذَنَ الثَّاوِي ببَيْنُونةٍ (و) } بانَ (الشَّيءُ بَيْناً {وبُيوناً وبَيْنُونَةً: انْقَطَعَ؛} وأَبانَهُ غيرُه) {إبانَةً: قَطَعَهُ.
(و) } بانَتِ (المرْأَةُ عَن الرَّجُلِ فَهِيَ! بائِنٌ: انْفَصَلَتْ عَنهُ بطَلاقٍ. (وتَطْليقَةٌ {بائِنَةٌ) ، بالهاءِ (لَا غَيْر) ، فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ: أَي تَطْليقَةٌ ذَات} بَيْنُونَةٍ، ومثْلُه عِيشَةٌ راضِيَةٌ أَي ذَات رِضاً.
والطّلاقُ {البائِنُ: الَّذِي لَا يملكُ الرَّجُلُ فِيهِ اسْتِرجاعَ المرْأَةِ إلاَّ بعَقْدٍ جَديدٍ وَله أَحْكامٌ تَفْصِيلُها فِي أَحْكامِ الفُروعِ مِن الفقْهِ.
(و) بانَ (} بَياناً: اتَّضَحَ، فَهُوَ {بَيِّنٌ) ، كسَيِّدٍ، (ج} أَبْيِناءُ) ، كهَيِّنٍ وأَهْيِناء، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه مثْلُ هَيِّن وأَهْوِناء لأنَّه مِن الهوانِ.
( {وبِنْتُه، بالكسْرِ،} وبَيَّنْتُه {وتَبَيَّنْتُه} واسْتَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه وعَرَّفْتُه {فبانَ} وبَيَّنَ {وتَبَيَّنَ} وأَبانَ {واسْتَبَانَ، كُلُّها لازِمَةٌ مُتَعَدِّيَةٌ) ، وَهِي خَمْسَةُ أَوْزانٍ، اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ مِنْهَا على ثلاثَةٍ وَهِي:} أَبانَ الشَّيْء اتَّضَحَ، {وأَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه، واسْتَبَانَ الشيءُ: ظَهَرَ، واسْتَبَنْتُه: عَرفْتُه، وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَرَ، وتبَيَّنْتُه أَنا، ولكلَ مِن هَؤلاء شَواهِدُ.
أَمَّا} بانَ {وبانَهُ، فقد حَكَاه الفارِسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
كأَنّ عَيْنَيَّ وَقد} بانُوني غَرْبانِ فَوْقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِوأَمَّا أَبانَ اللاّزِمَ فَهُوَ {مُبِينٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَةَ:
لَو دَبَّ ذَرَّ فوقَ ضاحِي جلْدِها} لأَبانَ مِن آثارِهِنَّ حُدورُقالَ الجَوْهرِيُّ: {والتَّبْيينُ: الإيضاحُ، وأَيْضاً: الوُضوحُ.
وَفِي المَثَل:
قد} بَيَّنَ الصبحُ لذِي عَيْنَينِ أَي {تَبَيَّنَ.
وقالَ النابِغَةُ:
إلاَّ الأَوارِيّ لَأْياً مَا} أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوْضِ بالمظلومةِ الجَلَد ِأَي {أَتَبيَّنُها.
وقوْلُه تعالَى: {آياتٌ} مُبَيِّناتٍ} ، بكسْرِ الياءِ وتَشْديدِها بمعْنَى {مُتَبَيِّناتٍ؛ ومَنْ قَرَأَ بفتْحِ الياءِ فالمعْنَى أَنَّ اللَّهَ بَيَّنَها.
وقالَ تعالَى: {قد} تَبَيَّنَ الرشد من الغيِّ} ، وقوْلُه تعالَى: {إلاَّ أَنْ يأْتِين بفاحِشَةٍ {مُبَيِّنة} ، أَي ظاهِرَةٍ} مُتَبَيِّنة؛ وقالَ ذُو الرُّمّة:
تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كَمَا {بَيَّنْتَ فِي الأَدَم العَواراأَي} تُبَيِّنُها، ورَوَاهُ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: تُبيِّن نِسبةُ، بالرَّفْع، على قوْلِه:
قد {بَيَّنَ الصبْحُ لذِي عَيْنَيْن وقوْلُه تَعَالَى: {والكِتابُ} المُبِينُ} ، قيلَ: مَعْناه المُبِين الَّذِي {أَبانَ طُرُقَ الهُدَى مِن طُرُقِ الضّلالِ} وأَبانَ كلَّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ الأُمَّةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: {الاسْتِبانَةُ قد يكونُ واقِعاً. يقالُ:} اسْتَبَنْتُ الشيءَ إِذا تَأَملْتَه حَتَّى {يَتَبيَّنَ لكَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ولِتَسْتَبين سبيلَ المُجْرِمين} ، المَعْنى {لِتَستبينَ أَنْتَ يَا محمدُ، أَي لتَزْدادَ} اسْتِبَانَةً.
وأَكْثَرُ القرَّاءِ قَرأُوا ولِتَسْتَبينَ سبيلُ المُحْرِمِين، {والاسْتِبانَةُ حينَئِذٍ غَيْر واقِعٍ.
(} والتِّبْيانُ) ، بالكسْرِ (ويُفْتَحُ مَصْدَرُ) {بَيَّنتْ الشَّيءَ} تَبْيِيناً {وتِبْياناً وَهُوَ (شاذٌّ) .
(وعِبارَةُ الجوْهرِيِّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، أَوْفى بالمُرادِ مِن عِبارَتِه فإنَّه قالَ:} والتِّبْيانُ مَصْدَرٌ وَهُوَ شادٌّ، لأنَّ المَصادِرَ إنَّما تَجِيءُ على التَّفْعال بفتْحِ التاءِ نَحْو التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، وَلم يَجِيءْ بالكسْرِ إلاَّ حَرْفان وهُما! التِّبْيان والتِّلْقاء، اه.
وأَيْضاً حِكَايَةُ الفتْحِ غَيْرُ مَعْروفَةٍ إلاّ على رأْي مَنْ يُجِيزُ القِياسَ مَعَ السماع وَهُوَ رأْيٌ مَرْجوحٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا ذَكَرَه من انْحِصار تِفْعال فِي هذَين اللَّفْظَيْن بِهِ جَزَمَ الجَماهِير مِن الأَئِمَّة، وزَعَمَ بعضُهم أنَّه سَمِعَ التِّمْثال مَصْدَر مَثلْتُ الشيءَ تَمْثِيلاً وتِمْثالاً.
وزادَ الحَرِيري فِي الدرَّةِ على الأَوَّلَيْن تِنْضالاً مَصْدَر الناضلة.
وزادَ الشّهابُ فِي شرْحِ الدرَّة: شَربَ الخَمْر تِشْراباً، وزَعَمَ أَنَّه سَمِعَ فِيهِ الفَتْحَ على القِياسِ، والكَسْرَ على غيرِ القِياسِ، وأَنْكَر بعضُهم مَجِيءَ تِفْعال، بالكسْرِ، مَصْدراً بالكُلِيَّة؛ وقالَ: إنَّ كلَّ مَا نَقَلوا من ذلكَ على صحَّتِه إنَّما هُوَ مِن اسْتِعمالِ الاسمِ مَوْضِعَ المَصْدرِ كَمَا وَقَعَ الطَّعامُ، وَهُوَ المَأْكُولُ، مَوْقِعَ المَصْدَرِ وَهُوَ الإطْعامُ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وقوْلُه تَعَالَى: {وأَنْزَلْنا عَلَيْك الكِتابَ {تِبْياناً لكلِّ شيءٍ} ، أَي} بُيِّنَ لكَ فِيهِ كلُّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ أَنْتَ وأُمَّتُك مِن أَمْرِ الدِّيْن، وَهَذَا مِن اللَّفْظِ العامِّ الَّذِي أُرِيد بِهِ الخاصُّ، والعَرَبُ تقولُ: بَيَّنْتُ الشيءَ تَبْيِيناً وتِبْياناً، بكسْرِ التاءِ، وتِفْعالٌ، بالكسْرِ يكونُ اسْماً، فأَمَّا المَصْدَرُ فإنَّه يَجِيءُ على تَفْعالٍ بالفتْحِ، مثْلُ التّكْذاب والتَّصْداق وَمَا أَشْبَهه، وَفِي المَصَادِرِ حَرْفان نادِرَان. وهُما تِلْقاء الشَّيْء {والتِّبْيان، وَلَا يقاسُ عَلَيْهِمَا.
وقالَ سِيْبَوَيْه فِي قوْلِه تعالَى: {والكِتابُ المُبِين} ، قالَ: هُوَ} التِّبْيانُ، وليسَ على الفِعْل إنَّما هُوَ بناءٌ على حِدةٍ، وَلَو كانَ مَصْدَراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنَّما هُوَ من {بَيَّنْتُ كالغارَةِ من أَغَرْتُ.
وقالَ كراعٌ: التِّبْيانُ مَصْدرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ التِّلْقاء.
(وضَرَبَهُ} فأَبانَ رأْسَه) مِن جَسَدِه وفَصَلَه (فَهُوَ مُبِينٌ.
(و) قوْلُه: (مُبْيِنٌ، كمُحْسِنٍ) ، غَلَطٌ وإنّما غَرَّهُ سِياقُ الجوْهرِيِّ ونَصّه فَتَقول: ضَرَبَه فأَبانَ رأْسَه مِن جَسَدِه فَهُوَ مُبِينٌ. {ومُبْيِنٌ أَيْضاً: اسمُ ماءٍ، وَلَو تأَمَّل آخِرَ السِّياقِ لم يَقَعْ فِي هَذَا المَحْذورِ. وَلم أَرَ أَحداً مِن الأَئِمةِ قالَ فِيهِ مُبْينٌ كمُحْسِنٍ، وَلَو جازَ ذلكَ لوَجَبَ الإشارَة لَهُ فِي ذِكْرِ فِعْله كأَنْ يقولَ:} فأَبانَ رأْسَه {وأَبْيَنَه، فتأَمَّلْ.
(} وبايَنَه) {مُبايَنَةً: (هاجَرَه) وفارَقَه.
(} وتَبايَنا: تَهاجَرا) ، أَي {بانَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا عَن صاحِبِه، وكذلِكَ إِذا انْفَصَلا فِي الشّركةِ.
(} والبائِنُ: مَنْ يأْتي الحَلوبَةَ مِن قِبَلِ شِمالِها) ، والمُعَلِّي الَّذِي يأْتي مِن قِبَلِ يَمِينِها، كَذَا نَصّ الجوْهرِيّ، والمُسْتَعْلي من يعلى العلبة فِي الضّرْعِ.
وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ للأزْهرِيّ يُخالِفُ مَا نَقَلَه الجوْهرِيُّ فإنَّه قالَ: {البائِنُ الَّذِي يقومُ على يَمينِ الناقَةِ إِذا حَلَبَها والجَمْعُ} البُيَّنُ، وقيلَ: البائِنُ والمُسْتَعْلي هُما الحالِبَانِ اللذانِ يَحْلُبان الناقَةَ أَحدُهما حالِبٌ، والآخَرُ مُحْلِب، والمُعينُ هُوَ المُحْلِبُ، والبائِنُ عَن يَمينِ الناقَةِ يُمْسِكُ العُلْيةَ، والمُسْتَعْلي الَّذِي عَن شِمالِها، وَهُوَ الحالِبُ يَرْفعُ البائِنُ العُلْبةَ إِلَيْهِ؛ قالَ الكُمَيْت:
يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لَا غِرارا (و) البائِنُ: (كلُّ قَوْسٍ {بانَتْ عَن وَتَرِها كثيرا) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كالبائِنَةِ) عَن الجوْهرِيّ، قالَ: وأَمَّا الَّتِي قرُبَتْ من وَتَرِها حَتَّى كادَتْ تلْصَقُ بِهِ فَهِيَ {البانِيةُ، بتقْدِيمِ النونِ، وكِلاهُما عَيْبٌ.
(و) البائِنُ كَمَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه؛ وَفِي الصِّحاح،} البائِنَة (البئْرُ البَعيدَةُ القَعْرِ الواسِعَةُ {كالبَيُونِ) ، كصَبُورٍ، لأنَّ الأَشْطانَ} تَبِينُ عَن جرابِها كثيرا.
وقيلَ: بِئْرٌ! بَيُونٌ واسِعَةُ الجالَيْنِ.
وقالَ أَبو مالِكٍ: هِيَ الَّتِي لَا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلكَ لأنَّ جِرابَ البِئْرِ مُسْتَقيمٌ.
وقيلَ: هِيَ البِئْرُ الواسِعَةُ الرأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَل؛ وأَنشد أَبو عليَ الفارِسِيّ:
إنَّك لَو دَعَوْتَني ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمَنْ يَدْعوني والجَمْعُ {البَوائِنُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للفَرَزْدقِ يَصِفُ خَيْلاً:
يَصْهِلْنَ للشبحِ البَعِيدِ كأَنَّماإرْنانُها} ببَوائنِ الأَشْطانِ أَرادَ: أَنَّ فِي صَهِيلِها خُشُونَةً وغِلَظاً كأَنَّها تَصْهَل فِي بئْرٍ دَحُول، وذلكَ أَغْلَظُ لِصَهِيلِها.
(وغُرابُ {البَيْنِ) :) هُوَ (الأبْقَعُ) ؛) قالَ عَنْترةُ:
ظَعَنَ الَّذين فِراقَهم أَتَوَقَّع ُوجَرَى} ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لَحْيَيْ رأْسِه جَلَمَانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ (أَو) هُوَ (الأَحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ، وأَمَّا الأَسْوَدُ، فإنَّه الحاتِمُ لأنَّه يَحْتِمُ بالفِراقِ) ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي الغَوْثِ.
(وَهَذَا) الشَّيءُ (! بَيْنَ بَيْنَ أَي بينَ الجيِّد والرَّدِيءِ) ، وهما (اسْمانِ جُعِلا واحِداً وبُنِيا على الْفَتْح؛ والهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى) هَمْزَةَ (بَيْنَ بَيْنَ) أَي هَمْزَةٌ بَيْنَ الهَمْزَةِ وحَرْف اللّين، وَهُوَ الحَرْفُ الَّذِي مِنْهُ حَرَكَتُها إنْ كَانَت مَفْتوحَة، فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والأَلِفِ مِثْل سَأَلَ، وَإِن كانتْ مَكْسورَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والياءِ مِثْل سَئِم، وَإِن كانتْ مَضْمومَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والواوِ مِثْل لَؤُمَ، وَهِي لَا تَقَعُ أَوَّلاً أَبداً لقرْبِها بالضِّعْفِ مِن السَّاكِنِ، إلاَّ أَنَّها وَإِن كانتْ قد قَرُبَتْ مِن السّاكِن وَلم يكنْ لَهَا تَمكّن الهَمْزَةِ المُحَقَّقَة فَهِيَ مُتَحرِّكَة فِي الحَقيقَةِ، وسُمِّيَت بَيْنَ بَيْنَ لضَعْفِها؛ كَمَا قالَ عَبيد بنُ الأَبْرص: نَحْمي حَقيقَتَنا وبعضُ القَوْمِ يَسْقُط بَيْنَ {بَيْنَا أَي يَتَساقَطُ ضَعِيفاً غَيْر معتدَ بِهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ السِّيرافي: كأَنَّه قالَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء، كأَنَّه رجلٌ يدْخلُ بينَ الفَرِيقَيْنِ فِي أَمرٍ مِنَ الأُمورِ فيسْقُط وَلَا يُذْكَر فِيهِ.
قالَ الشيْخ: ويجوزُ عنْدِي أَن يُريدَ بينَ الدّخولِ فِي الحرْبِ والتّأَخر عَنْهَا، كَمَا يقالُ: فلانٌ يُقدِّمُ رِجْلاً ويُؤخِّرُ أُخْرَى.
(و) قوْلُهم: (بَيْنا نَحْنُ كَذَا) إِذا حَدَثَ كَذَا: (هِيَ بينَ) ، وَفِي الصِّحاحِ: فعلى، (أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها فحَدَثَتِ الألِفُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: فصارَتْ أَلِفاً.
قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: ومَن زَعَمَ أَنَّ بَيْنا مَحْذُوفَة مِن} بَيْنما احْتَاجَ إِلَى وَحي يصدقهُ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
! فبَيْنا نَحن نَرْقُبُه أَتانامُعَلّقُ وَفْضةٍ وزِنادُ راعِيأَرادَ بَيْنَ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، فَإِن قِيلَ: لِمَ أَضافَ الظَّرْفَ الَّذِي هُوَ بَيْن، وَقد علِمْنا أَنَّ هَذَا الظَّرْفَ لَا يُضافُ مِنَ الأَسْماءِ إلاَّ لمَا يدلُّ على أَكْثَر مِنَ الواحِدِ أَو مَا عُطِف عَلَيْهِ غيرُه بالواوِ دُونَ سائِرِ حُروف العَطْف، وقوْلُه نحنُ نَرْقُبُه جمْلَةٌ، والجمْلَةُ لَا يُذْهَب لَهَا بَعْدَ هَذَا الظَّرْفِ؟
فالجَوابُ: أنَّ هَهُنَا واسِطَةٌ مَحْذوفةٌ وتقْديرُ الكَلامِ بَيْنَ أَوْقاتِ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، أَي أَتَانا بَيْنَ أَوقاتِ رَقْبَتِنا إيَّاه، والجُمَلُ ممَّا يُضافُ إِلَيْهَا أَسْماءُ الزَّمانِ كقوْلِكَ: أَتَيْتك زَمَنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخَلِيفةُ عبدُ الملِكِ، ثمَّ إنَّه حذف المضافُ الَّذِي هُوَ أَوْقاتٌ ووَليَ اللَّفْظ الَّذِي كانَ مُضافاً إِلَى المَحْذوفِ الجُمْلة الَّتِي أُقِيمت مُقامَ المُضاف إِلَيْهَا كقوْلِه تعالَى: {واسْئَل القَرْيةَ} ؛ أَي أَهْلَ القَرْيةِ، ( {وبَيْنا} وبَيْنما من حُروفِ الاِبْتِداءِ) وليْسَتِ الأَلفُ بصلةٍ، وبَيْنما أَصْله بَيْنَ زِيْدَتْ عَلَيْهِ مَا والمَعْنى واحِدٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وقوْلُه: مِن حُروفِ الاِبْتِداءِ، إِن أَرادَ بالحُروفِ الكَلِماتَ كَمَا هُوَ مِن إطْلاقات الحُرُوف، فظاهِرٌ، وأَمَّا إِن أَرادَ أَنَّهما صَارا حَرْفَيْن فِي مُقابلةِ الاسْم والفِعْل فَلَا قائِل بِهِ، بل هما باقِيانِ على ظَرْفِيّتِهما والإشْبَاعِ وهما لَا يُخْرِجان بَيْنَ عَن الاسْميَّةِ، وإنَّما يقْطَعانه عَن الإضافَةِ كَمَا عُرِف فِي العربيَّة؛ اه.
وقالَ غيرُهُ: هما ظَرْفا زَمانٍ بمعْنَى المُفاجَأَة، ويُضافَان إِلَى جُمْلةٍ مِن فِعْل وفاعِلٍ ومُبْتدأ وخَبَر فيَحْتاجَانِ إِلَى جَوابٍ يتمُّ بِهِ المعْنَى.
قالَ الجوْهرِيُّ: (و) كانَ (الأَصْمَعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إِذا صَلُحَ فِي موْضِعِه بَيْنَ كقَوْلِه) ، أَي أَبي ذُؤَيْب الهُذَليّ كانَ ينْشدُه هَكَذَا بالكَسْر:
(بَيْنا تَعَنَّفِه الكُماةَ ورَوْغِه (يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ) كَذَا فِي الصِّحاحِ تَعَنُّفه بالفاءِ، وَالَّذِي فِي نسخِ الدِّيوان تَعَنُّقه بالقافِ؛ أَرادَ بينَ تَعَنُّقه فزادَ الألِفَ إشْباعاً؛ نَقَلَه عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ.
وقالَ السّكَّريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: كانَ الأَصْمعيُّ يقولُ بَيْنا الأَلِف زائِدَة إنَّما أَرادَ بينَ تَعَنُّقه! وبينَ رَوَغَانِه أَي بَيْنا يقتلُ ويُراوِغُ إِذْ يخْتل. (وغيرُه يَرْفَعُ مَا بَعْدَها على الاِبْتِداءِ والخَبَرِ) ؛) نَقَلَه السُّكَّريُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه فِي جوازِ الرَّفْع والخفْضِ قوْلُ الرّاجزِ:
كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك الموتُلا مَزْحَلٌ عَنهُ وَلَا فَوْتُبَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهزالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُقالَ: وَقد تأْتي إذْ فِي جوابِ بَيْنا؛ قالَ حُمَيْد الأَرْقط:
بَيْنا الفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِهإذِ انْتَمَى الدَّهْرُ إِلَى عِقْراتِهقالَ: وَهُوَ دَليلٌ على فَسَادِ قوْلِ مَنْ قالَ إنَّ إذْ لَا تكونُ إلاَّ فِي جوابِ بَيْنما بزِيادَةِ مَا، وممَّا يدلُّ على فَسادِ هَذَا القَوْل أَنَّه جاءَ بَيْنما وليسَ فِي جوابِها إِذْ كقوْلِ ابنِ هَرْمة:
بَيْنما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقاعِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي هُوِيَّاخطَرَتْ خطْرةٌ على القلبِ مِن ذِكراكِ وَهْناً فَمَا استَطَعتُ مُضِيَّا ( {والبَيانُ: الإفْصاحُ مَعَ ذَكاءٍ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ الفَصاحَةُ واللَّسَن.
وَفِي النهايةِ: هُوَ إظْهارُ المَقْصودِ بأبْلَغ لَفْظٍ وَهُوَ مِن الفَهْم وذَكاء القَلْب مَعَ اللّسَن وأَصْلُه الكَشْف والظّهور.
وَفِي الْكَشَّاف: هُوَ المَنْطقُ الفَصِيحُ المُعْربُ عمَّا فِي الضَّميرِ.
وَفِي شرْحِ جَمْع الجوامِعِ:} البَيانُ إخْراجُ الشيءِ من حيِّزِ الأَشْكالِ إِلَى حيِّزِ التَّجَلِّي.
وَفِي المَحْصول: البَيانُ إظْهارُ المعْنَى للنَّفْسِ حَتَّى {يتبيَّنَ من غيرِهِ ويَنْفصِلَ عمَّا يلتبسُ بِهِ.
وَفِي المُفْردات للرَّاغب، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: البَيانُ أَعَمُّ مِن النُّطْقِ لأنَّ النُّطْقَ مُخْتصٌّ باللِّسانِ ويُسمَّى مَا} يَبِينُ بِهِ {بَيَانا وَهُوَ ضَرْبان: أَحَدُهما بالحالِ وَهِي الأشْياءُ الدَّالَّةُ على حالٍ مِنَ الأَحْوالِ مِن آثارِ صفَةٍ؛ وَالثَّانِي بالإخْبارِ وَذَلِكَ إمَّا أَنْ يكونَ نُطْقاً أَو كِتابَةً، فَمَا هُوَ بالحالِ كقولِهِ تَعَالَى: {إنَّه لكُم عَدوٌّ مُبِينٌ} ، وَمَا هُوَ بالإخْبارِ كقوْلِهِ تَعَالَى: {فاسْئَلُوا أَهْل الذِّكْر إِن كُنْتم لَا تَعْلمُونَ} بالبَيِّناتِ والزُّبُر} ؛ قالَ: ويُسمَّى الكَلام بَيَانا لكَشْفِه عَن المعْنَى المَقْصودِ وإظْهارِهِ نَحْو {هَذَا بَيانٌ للناسِ} ؛ ويُسمَّى مَا يُشْرَحُ بِهِ المُجْمَلُ والمُبْهَم مِن الكَلامِ بَيَانا نحوَ قوْلِه تعالَى: {ثمَّ إنَّ علينا {بَيانَه} .
وَفِي شرْحِ المَقامَاتِ للشَّريشي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: الفَرْقُ بَيْنَ البَيانِ} والتِّبْيان أَنَّ البَيانَ وُضوحُ المعْنَى وظُهورُه، والتِّبْيان تَفْهِيم المعْنَى {وتَبْيِينه، والبَيانُ منْك لغيرِكَ، والتِّبْيان منْك لنَفْسِك مثْلُ} التَّبْيِين، وَقد يَقَعُ التَّبْيينُ فِي معْنَى البَيانِ، وَقد يَقَعُ البَيانُ بكثْرةِ الكَلامِ ويُعَدُّ ذلكَ مِن النِّفاقِ، وَمِنْه حدِيثُ التّرمذيّ: (البذاءُ والبَيانُ شُعْبتان مِنَ النِّفاقِ) ، اه.
قلْتُ: إنّما أَرادَ مِنْهُ ذَمَّ التَّعَمّقِ فِي المنْطِقِ والتَّفاصُحَ وإظْهارَ التَّقدُّمِ فِيهِ على الناسِ، وكأَنَّه نوعٌ من العُجْبِ والكِبْرِ؛ ورَاوِي الحَدِيْثِ أَبو أُمامَةَ الباهِلِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ؛ وجاءَ فِي رِوايَةٍ أُخْرى: (البَذاءُ وبعضُ البَيانِ) ، لأنَّه ليسَ كلُّ البَيانِ مَذْموماً.
وأَمَّا حَدِيْث: (إنَّ مِن البَيانِ لسِحْراً) ، فرَاجِع النِّهايَة.
(! والبَيِّنُ) مِن الرِّجالِ: (الفَصيحُ) ؛) زادَ ابنُ شُمَيْل: السَّمْحُ اللِّسانِ الظَّريفُ العالِي الكَلام القَلِيل الرَّتَج؛ وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على {البَيِّنِ السَّفَّاكِ وَهُوَ خَطيبُ (ج} أَبْيِناءُ) ، صحَّتِ الباءُ لسكونِ مَا قَبْلها.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ فِي جَمْعِه: ( {أَبْيانٌ} وبُيَناءُ) ، فأَمَّا أَبْيانُ فكمَيِّتٍ وأَمْواتٍ، قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعِلٍ حينَ قَالُوا شَاهِد وأَشْهاد، مِثْل، قَيِّلٍ وأَقْيالٍ؛ وأَمَّا بُيَناءُ فنادِرٌ، والأَقْيَس فِي ذلِكَ جَمْعُه بالواوِ، وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ فِي أَثْناءِ هَذِه التَّرْجَمةِ: رُوِي عَن أَبي الهَّيْثم أَنَّه قالَ: (الكَواكِبُ {البَيانِيَّاتُ) هِيَ (الَّتِي لَا تَنْزِلُ الشمسُ بهَا وَلَا القمرُ) إنَّما يُهْتَدَى بهَا فِي البرِّ والبَحْرِ، وَهِي شآمِيةٌ، ومَهَبُّ الشّمالِ مِنْهَا، أَوَّلُها القُطْبُ وَهُوَ كوكبٌ لَا يَزُولُ، والجدْيُ والفَرْقَدان، وَهُوَ بَيْنَ القُطْب، وَفِيه بَناتُ نعْشٍ الصُّغْرى.
هَكَذَا النَّقْل فِي هَذِه التَّرْجَمة صَحِيحٌ غَيْر أَنَّ الأَزْهرِيَّ استدلَّ بِهِ على قَوْلِهم: بَيْنَ بمعْنَى وَسْط، وذلِكَ قَوْله: وَهُوَ عَيْنُ القُطْب، أَي وَسْطُه.
وأَمَّا الَّذِي استدلَّ بِهِ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، مِن كوْنِ تلْك الكَواكِبِ تسمَّى} بَيانِيَّاتٍ فتَصْحِيفٌ مَحْضٌ لَا يَتَنبَّه لَهُ إلاَّ مَنْ عانَى مُطالَعَةَ الأُصولِ الصَّحِيحةِ ورَاجَعَها بالذِّهْن الصَّحِيحِ المُسْتَقِيم. والصَّوابُ فِيهِ {الببانيات، بموحَّدَتَيْن، ويقالُ فِيهِ أَيْضاً} البابانيات، هَكَذَا رَأَيْته مُصحَّحاً عَلَيْهِ، والدَّليلُ فِي ذلِكَ أَنَّ صاحِبَ اللِّسانِ ذَكَرَ هَذَا القَوْلَ بعَيْنِه فِي تَرْكِيبِ ب ب ن، كَمَا مَرَّ آنِفاً فتَفَهَّم ذلِكَ.
( {وبَيَّنَ} بنْتَه: زَوَّجَها، {كأَبانَها) } تَبْيِيناً! وإِبانَةً، وَهُوَ مِن البَيْنِ بمعْنَى البُعْدِ، كأَنَّه أَبْعَدها عَن بيتِ أَبِيها.
(و) مِن المجازِ: بَيِّنَ (الشَّجرُ) :) إِذا (بَدا) ورَقُه (وظَهَرَ أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ.
(و) بَيَّن (القَرْنُ: نَجَمَ) ، أَي طَلَعَ.
(وأَبو عليِّ بنُ {بَيَّانٍ) العاقُوليُّ، (كشَدَّادٍ: زاهِدٌ ذُو كَراماتٍ) ، وقَبْرُهُ يُزارُ؛ قالَهُ ابنُ ماكُولا.
(} وبَيَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: ة بالمغْربِ) ، وَالْأولَى فِي الأَنْدَلُس فِي عَمَلِ قرطبَةَ، ثمَّ إنَّ التَّشْديدَ الَّذِي ذَكَرَه صَرَّح بِهِ الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ السّمعانيّ والحافِظُ، وشَذِّ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فقالَ: هُوَ بالتَّخْفِيفِ مِثْل سَحابَةٍ، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ الأَئِمَّةِ؛ (مِنْهَا) أَبو محمدٍ (قاسِمُ بنُ أَصْبَغِ) بنِ محمدِ بنِ يُوسُف بنِ ناسجِ بنِ عطاءٍ مَوْلى أَميرِ المُؤْمِنِينَ الوَلِيد بنِ عبْدِ المَلِكِ بنِ مَــرْوانَ (! البَيَّانيُّ الحافِظُ المُسْنِدُ) بالأَنْدَلُس، سَمِعَ مِن قرطبَةَ مِن بقيّ بنِ مَخْلدٍ ومحمدِ بنِ وَضَّاح، ورَحَلَ إِلَى مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، والعِرَاق ومِصْر، وسَمِعَ مِن ابنِ أَبي الدُّنْيا والكِبار، وَكَانَ بَصِيراً بالفقْهِ والحَدِيْثِ، نَبِيلاً فِي النَّحْوِ والغَريبِ والشِّعْرِ، وصنَّفَ على كتابِ أَبي دُاوَد، وَكَانَ يُشاوَرُ فِي الأحْكامِ، وتُوفي سَنَة 144 عَن ثَلَاث وتسْعِيْن سَنَة، وحَفِيدُه قاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ الأَنْدَلُسيُّ البَيَّانيُّ رَوَى عَنهُ ابْنُه أَبو عَمْرٍ ووأَحْمد، وأَحْمدُ هَذَا مِن شيوخِ ابنِ حَزْم، وقاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمِ بنِ سَيَّار البَيَّانيُّ أَنْدلُسِيُّ لَهُ تَصانِيف صَحِبَ المُزَنيّ وغيرَه، وكانَ يميلُ إِلَى مَذْهَبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ماتَ سَنَة 278. [وَابْنه مُحَمَّد، روى عَن مُحَمَّد بن وضاح، وَغَيره، مَاتَ سنة 328 -] . وابْنُه أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ رَوَى عَن أَبيهِ. (وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ) بنِ أَحْمد المراكشيُّ الصنهاجيُّ (المُقْرىءُ) .
(قُلْت: الصَّوابُ فِي نِسْبَتِه البَياتيُّ، بالتاءِ الفوْقيَّةِ بدلُ النُّونِ، كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وصَحَّحَه، فقَوْله بَلَديُّه غَلَطٌ، ومحلُّ ذِكْرِه فِي ب ي ت، وَهُوَ مِن شيوخِ الإسْكَنْدريَّة، سَمِعَ مِن ابنِ رواح ومظفر اللُّغَويّ، وَعنهُ الوَانِي وجماعَةٌ.
( {وبَيانٌ) ، كسَحابٍ: (ع بَبَطْلَيُوسَ) مِن كُورِ الأَنْدلُس.
(ويوسفُ بنُ المُبارَكِ بنِ} البِينِي، بالكسْرِ) ، وضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، (مُحَدِّثٌ) هُوَ وأَخُوهُ مهنا ووالدُهُما، سَمِعَ الثلاثَةُ عَن أَبي القاسِمِ الرَّبَعيِّ، سَمِعَ مِنْهُم أَبو القاسِمِ بنُ عَساكِر.
وقالَ عُمَرُ بنُ عليَ القُرَشِيُّ: سَمِعْتُ مِن يُوسُف، وماتَ سَنَة 561.
( {وبَيْنونُ: حِصْنٌ باليمنِ) يُذْكَرُ مَعَ سَلْحَيْنَ، خرَّبَهما أرياطُ عامِلُ النَّجاشِيّ، يقالُ: إنَّهما مِن بِناءِ سُلَيْمان، عَلَيْهِ السَّلامُ، لم يَرَ الناسُ مثْلُه، ويقالُ: إنَّه بَناهُ} بَينونُ بنُ مَنافِ بنِ شرحبيلِ بنِ ينكف بنِ عبْدِ شمسِ بنِ وائِلِ بنِ غوث؛ قالَ ذُو وجدن الحِمْيريُّ:
أَبَعْدَ بَينُونَ لَا عينٌ وَلَا أَثَرٌ وبَعْدَ سَلْحينَ بيني الناسُ أبياتا (و) ! بَيْنونَةٌ، (بهاءٍ، ة بالبَحْرَيْنِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: بينَ عُمَان والبَحْرَيْن؛ وَفِي مُعْجمِ نَصْر: أَرْضٌ فَوْق عُمَان تتَّصِلُ بالشَّحْرِ؛ قالَ:
يَا رِيحَ بَيْنونَةَ لَا تَذْمِيناجئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينا (و) هُما {بَيْنونَتان، (بَيْنُونَةُ الدُّنْيَا، و) بَيْنُونَةُ (القُصْوَى) ، وكِلْتاهُما (قَرْيتَانِ فِي شِقِّ بني سَعْدٍ) بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين.
(} وبَيْنَةُ: ع بوادِي الرُّوَيْثَةِ) بَيْنَ الحَرَمَيْن، ويقالُ بكسْرِ الباءِ أَيْضاً، كَمَا فِي مُعْجمِ نَصْر، (وثَنَّاها كُثَيِّرٌ) عزَّة؛) (فقالَ:
(أَلا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ (بحَيْثُ الْتَقَتْ مِن {بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ) وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّويلُ} البائِنُ: أَي المُفْرِطُ طُولاً الَّذِي بَعُدَ عَن قَدِّ الرِّجالِ الطِّوال.
وحَكَى الفارسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ: طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْه {البائِنَةَ، وذلِكَ إِذا طَلَبَ إِلَيْهِمَا أَنْ} يُبِينَاهُ بمالٍ فيكونَ لَهُ على حِدَةٍ، وَلَا تكونُ البائِنَةُ إلاَّ مِن الأَبَوَيْن أَو أَحدِهما، وَلَا تكونُ مِن غيرِهما، وَقد {أَبانَه أَبواهُ} إبانَةً حَتَّى بانَ هُوَ بذلِكَ {يَبينُ} بُيُوناً.
{وبانَتْ يَدُ الناقَةِ عَن جَنْبِها} تَبِينُ {بُيُوناً.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يقالُ للجارِيَةِ إِذا تزوَّجَتْ: قد} بانَتْ، وهنَّ قد {بِنَّ إِذا تزوَّجْنَ كأَنَّهنَّ قد بَعَدْنَ عَن بَيْتِ أَبِيهنَّ؛ وَمِنْه الحدِيْثُ: (مَنْ عالَ ثلاثَ بَناتٍ حَتَّى} يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ) .
{وبَيَوانُ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ فِي بحيرَةِ تنيس، قد ذُكِرَ فِي ب ون.
} وأَبانَ الدَّلْوَ عَن طَيِّ البئْرِ: حادَ بهَا عَنهُ لئَلاَّ يُصيبَها فتَنْخرِق؛ قالَ:
دَلْوُ عِراكٍ لجَّ بِي مَنينُهالم يَرَ قبْلي مائِحاً {يُبينُها} والتَّبْيينُ: التَّثبُّتُ فِي الأَمْرِ والتَّأَني فِيهِ؛ عَن الكِسائي.
وَهُوَ! أَبْيَنُ مِن فلانٍ: أَي أَفْصَح مِنْهُ وأَوْضَح كَلاماً.
وأَبانَ عَلَيْهِ: أَعْرَبَ وشَهِدَ. ونَخْلَةٌ بائِنَةٌ: فاتَتْ كبائِسُها الكوافرَ وامتدَّتْ عَراجِينُها وطالَتْ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:
مِن كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَهاعنها وحاضنةٍ لَهَا مِيقارِ {والباناةُ مَقْلوبَةٌ عَن البانِيَةِ، وَهِي النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حَكَاه السُّكَّريُّ عَن أَبي الخطَّاب.
} والبائِنُ: الَّذِي يُمْسِكُ العُلْبة للحالِبِ.
ومِن أَمْثالِهم: اسْتُ {البائِنِ أَعْرَفُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فَهُوَ أَعْلَم بِهِ ممَّن لم يُمارِسْه.
} ومُبِينٌ، بالضمِّ: مَوْضِعٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: اسْمُ ماءٍ؛ وأَنْشَدَ:
يَا رِيَّها اليومَ على مُبِينِعلى مبينٍ جَرَدِ القَصِيمِجَمَعَ بَيْنَ المِيمِ والنُّونِ، وَهُوَ الإِكْفاءُ.
{وأَبْيَنُ، كأَحْمدَ: اسْمُ رجُلٍ نُسِبَتْ إِلَيْهِ عَدَنُ مَدينَةٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليمنِ؛ ويقالُ} يبين بالياءِ.
{والبَيِّنَةُ: دَلالَةٌ واضِحَةٌ عَقْليَّة كانَتْ أَو مَحْسوسَة، وسُمِّيَت شَهادَةُ الشاهِدَيْن بَيِّنَة لقَوْلِه، عَلَيْهِ السّلامُ:} البَيِّنَةُ على المُدَّعِي واليمينُ على مَنْ أَنْكَر؛ والجَمْعُ {بَيِّناتٌ.
وَفِي المَحْصولِ: البَيِّنَةُ: الحجَّةُ الوَاضِحَةُ.
} والبِينَةُ، بالكسْرِ: مَنْزلٌ على طرِيقِ حاجِّ اليَمامَةِ بينَ الشِّيح والشُّقَيْرَاءَ.
وذاتُ {البَيْنِ، بالفتْحِ، مَوْضِعٌ حِجازيٌّ عَن نَصْر.
} وبَيانُ، كسَحابٍ: صقْعٌ مِن سَوادِ البَصْرَةِ شَرْقيّ دجْلَةَ عَلَيْهِ الطَّريقُ إِلَى حِصْنِ مَهْدِي.
{والبَيْنِي: نوعٌ من الذُّرَةِ أَبْيَض} بَيَانِيَّة. ومحمدُ بنُ عَبْدِ الخالِقِ {البَيَانيُّ مِن شيوخِ الحافِظِ الذهبيِّ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى، مَنْسوبٌ إِلَى طَريقَةِ الشيْخ أَبي} البَيان تبَاين مُحَمَّد بن مَحْفُوظ القُرَشِيّ عُرِفَ بابنِ الحورانيّ المُتَوفّى بدِمَشْق سَنَة 551، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، لَبِسَ الخرقَةَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِياناً يقْظَة، وَكَانَ الملبوس مَعَه معايناً للخلقِ كَمَا هُوَ مَشْهورٌ.
وقالَ الحافِظُ أَبو الفُتوحِ الطاووسيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: إنَّه مُتواتِرٌ.
{وبايانُ: سكَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا أَبو يَعْلى محمدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الإمامُ الأَدِيبُ، تُوفي سَنَة 337، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
} ومباينُ الحقِّ: مواضِحُه.
ودِينارُ بنُ {بَيَّان، كشَدَّادٍ، وداودُ بنُ} بَيَّان، وقيلَ: {بنُون ثَقيلَة، مُحَدِّثان.
وعُمَرُ بنُ بَيانٍ الثَّقفيُّ، كسَحابٍ: مُحَدِّثٌ.
} وبَيانٌ أَيْضاً: لَقَبُ محمدِ بنِ إمامِ بنِ سراجٍ الكِرْمانيِّ الفارِسِيّ الكازرونيِّ مُحَدِّث وحَفِيدُه محمدُ.
ويُلَقَّبُ {ببَيان أَيْضاً ابنُ محمدٍ، ويُلَقَّبُ بعباد ابْن محمدٍ، ماتَ سَنَة 857. ووَلَدُه عليّ وَرَدَ إِلَى مِصْرَ فِي أَيَّام السُّلْطان قايتباي، فأَكْرَمَه كَثيراً، وَله تَأْليفٌ صَغيرٌ رَأَيْته.
} والبيانيَّةُ: طائِفَةٌ مِن الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى بَيان بنِ سمْعَان التَّمِيميّ.
ومُبِينٌ، بالضمِّ: ماءٌ لبَني نُمَيْرٍ ورَاءَ القَرْيَتَيْن بنصفِ مَرْحَلة بمُلْتَقى الرَّمْل والجلْد؛ وقيلَ لبَني أَسَدٍ وبَني حَبَّة بَيْنَ القَرْيَتَيْن أَو فِيهِ؛ قالَهُ نَصْر.
! ومَبْيَنٌ، كمَقْعَدٍ: حِصْنٌ باليمنِ من غَرْبي صَنْعاء فِي البِلادِ الحجية؛ واللَّهُ أَعْلَم بالصَّواب. 

سرون

سرون



سَرَاوين: see سَرَاوِيل, in art. سرول.
سرون
: السِّيــروانُ بالكسْرِ: أَرْبعَةُ مَواضِعَ: كُورَةٌ بالجَبَلِ؛ وقَرْيةٌ بنَسَف، مِنْهَا أَبو عليَ أَحْمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُعَاذٍ النَّسفيُّ عَن إسْحق بنِ إبراهيمَ الدّبرِيّ، ماتَ سَنَة 339؛ وموضِعٌ بفارِسَ؛ ومَوْضِعٌ بالرَّيِّ؛ قالَهُ ياقوتُ.

سنَن

(سنَن) السكين وَغَيره سنه وَكَلَامه حسنه وهذبه وَالرمْح ركب فِيهِ السنان وَالرمْح إِلَيْهِ سدده وَوَجهه وَالشَّيْء جعل لَهُ مَا يشبه الْأَسْنَان كالمنشار وَنَحْوه (مو) وَالرجل قدر لَهُ عمرا بالتخمين
سنَن
: ( {السِّنُّ، بالكسْرِ: الضِّرْسُ) ، فهُما مُتَرادِفان، وَتَخْصِيص الأضْراس بالإِرحاء عرفي، (ج} أَسْنَانٌ {وأَسِنَّةٌ) ، الأَخيرَةُ نادِرَةٌ، مِثْلُ قِنَ وأَقْنانٍ وأَقِنَّةٍ؛ ويقالُ} الأَسِنَّةُ جَمْعُ الجَمْعِ مِثْل كِنَ وأَكْنانٍ وأَكِنَّةٍ.
(و) حَكَى اللّحْيانيُّ فِي جَمْعِ السِّنِّ (! أَسُنٌّ) وَهُوَ نادِرٌ أَيْضاً.
وَفِي الحدِيثِ: (إِذا سافَرْتُم فِي الخِصْبِ فأَعْطُوا الرُّكُبَ {أَسِنَّتَها، وَإِذا سافَرْتُم فِي الجدْبِ فاسْتَنْجُوا) ، قد اخْتُلِفَ فِيهِ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا أَعْرِف} الأسِنَّةَ إلاَّ جَمْع {سِنانٍ للرُّمْحِ، فَإِن كانَ الحدِيثُ مَحْفوظاً فكأَنَّها جَمْعُ} الأَسْنانِ، يقالُ لمَا تأْكُلُه الإِبِلُ وتَرْعاهُ مِن العُشْب {سِنٌّ، وجَمْعُ} أَسْنانٍ {أَسِنَّةٌ، يقالُ:} سِنٌّ {وأسْنانٌ مِن المَرْعَى، ثمَّ} أَسِنَّة جَمْعُ الجَمْعِ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: الأَسِنَّةُ جَمْعُ {السِّنانِ لَا جَمْع} الأَسْنانِ، قالَ: والعَرَبُ تقولُ الحَمْضُ {يَسُنُّ الإِبِلَ على الخُلَّةِ أَي يقوِّيها كَمَا يقوِّي} السَّنُّ حَدَّ السِّكِّين، فالحَمْضُ {سِنانٌ لَهَا على رعي الخُلَّةِ.} والسِّنانُ الاسمُ مِن {يَسُنُّ أَي يقوِّي، قالَ: وَهُوَ وَجْهُ العَربيِّةِ.
قالَ الأزْهرِيُّ ويُقوِّي مَا قالَ أَبو عُبَيْدٍ حدِيثُ جابِرٍ: إِذا سِرْتُم فِي الخِصْب فأَمْكِنوا الرِّكابَ} أَسْنانَها.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ، رحِمَه الّلهُ تعالَى: معْنَى الحدِيثِ أَعْطوها مَا تَمْتَنِع بِهِ مِن النَّحْرِ، لأنَّ صاحِبَها إِذا أَحْسَن رَعْيَها سَمِنَتْ وحَسُنَتْ فِي عَيْنِه فيَبْخَل بهَا أَنْ تُنْحَرَ، فشبَّه ذلِكَ {بالأسِنَّة فِي وُقوعِ الامْتِناعِ بهَا، هَذَا على أَنَّ المُرَادَ} بالأسِنَّة جَمْع {سِنَانٍ، وَإِن أُرِيدَ بهَا جَمْع} سِنٍّ فالمُرادُ بهَا أَمْكِنُواها مِنَ الرَّعْي؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَعْطُوا {السِّنَّ حَظَّها مِن} السِّنِّ) ، أَي أَعْطُوا ذَوَاتِ السِّنِّ حظَّها مِن السِّنِّ وَهُوَ الرَّعْيُ.
وأَعْرَضَ الجَوْهرِيُّ عَن هَذِه الأَقْوالِ، واخْتَصَرَ بقوْلِه: أَي أمْكِنُوها مِن المَرْعَى إشارَة إِلَى قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ. (و) السِّنُّ: (الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ) ؛ قالَ الرَّاجزُ:
حَنَّتْ حَنِيناً كتُؤَاجِ السِّنِّفي قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنّ (و) السِّنُّ: (جَبَلٌ بالمدينةِ) ممَّا يلِي ركيةَ، وركيةُ وَرَاءَ معْدِنِ بَني سُلَيْم على خَمْسِ ليالٍ مِن المَدينَةِ؛ قالَهُ المَسْعودِيُّ.
(و) {السِّنُّ: (ع بالرَّيِّ) ، مِنْهُ هشامُ بنُ عبدِ الّلهِ} السِّنّيُّ الرَّازِيُّ عَن ابنِ أَبي ذئبٍ.
وقالَ الحاكِمُ أَبو عبْدِ اللهاِ: هِيَ قرْيَةٌ كَبيرَةٌ ببابِ الرَّيِّ.
(و) السِّنُّ: (د على دِجْلَةَ) بالجانِبِ الشَّرْقيِّ، مِنْهَا عنْدَ الزَّاب الأسْفَل بينَ تكْرِيت والموصلِ، (مِنْهُ) أَبو محمدٍ (عبْدُ اللهاِ بنُ عليَ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، وصَوابُه عبدُ اللهاِ بنُ محمدِ بنِ أَبي الجودِ بنِ {السّنِّيُّ، (الفَقِيهُ) تَفَقَّه على القاضِي أَبي الطيِّبِ، وسَمِعَ ابنَ أَبي الحَسَنِ الحماميّ، ماتَ سَنَةَ 465، ويوسفُ بنُ عُمَرَ السِّنِّيُّ: رَوَى عَن المَالِينيّ فِي الأَرْبعِينْ.
(و) السِّنُّ: (د بَين الرُّهَا وآمِدَ) ذُو بَساتِينَ، وَمِنْه غنيمةُ بنُ سُفْيانَ القاضِي السُّنِّي عَن رجُلٍ عَن أَبي يَعْلى الموصليِّ؛ قالَهُ الذَّهبيُّ؛ واسمُ هَذَا الرَّجُل المجْهُولِ المُطَهرُ بنُ إسْمعيلَ، قالَهُ الحافِظُ.
(و) السِّنُّ: (موضِعُ البَرْيِ مِنَ القَلَمِ) ؛ مِنْهُ يقالُ: أَطِلْ} سِنَّ قَلَمِكَ وسَمِّنْها وحَرِّفِ قَطَّتَك وأَيْمِنْها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {السِّنُّ: (الأكْلُ الشَّديدُ) ، رُوِي ذلِكَ عَن الفرَّاءِ.
قالَ الأزهرِيُّ: وسمِعْتُ غيرَ واحِدٍ مِن العَرَبِ يقولُ: أَصابَتِ الإِبِلُ اليوْمَ} سِنّاً مِن الرَّعْي إِذا مَشَقَتْ مِنْهُ مَشْقاً صالِحاً. (و) {السّنُّ: (القِرْنُ) ، بكسْرِ القافِ. يقالُ: فلانٌ سِنُّ فلانٍ إِذا كانَ قِرْنَه فِي السِّنِّ، وكذلِكَ تِنُّه وحِتْنُه.
وَفِي المَثَلِ: أَعْطِني} سِيئاً مِن الثُّومِ (و) هِيَ (الحَبَّةُ مِن رأْسِ الثُّومِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: {سِنَّة مِن ثُومٍ فِصَّةٌ مِنْهُ.
(و) السّنُّ: (شُعْبَةُ المِنْجَلِ) والمِنْشارِ. يقالُ: كلَّتْ} أَسْنانُ المِنْجلِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) قد يُعَبَّرُ {بالسِّنِّ عَن (مِقْدارِ العُمُرِ) ، فيُقالُ: كم} سِنُّكَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ويقالُ: جاوَزْتُ {أَسْنانَ أَهْل بَيْتي، أَي أَعْمارهُم؛ (مُؤَنَّثَةٌ) تكونُ (فِي النَّاسِ وغيرِهمِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: وتَصْغِيرُ السِّنِّ} سُنَيْنَة، لأنَّها تُؤَنَّثَ.
وَفِي المُحْكَم: السِّنُّ: الضِّرْسُ، أُثْنى.
وقالَ شيْخُنا: {الأسْنانُ كُلُّها مُؤَنَّثة، وأَسْماؤُها كُلُّها مُؤَنَّثةٌ.
وَفِي النِّهايَةِ:} سِنُّ الجارِحَةِ مُؤَنَّثَةٌ ثمَّ اسْتُعِيرَتْ للعُمُرِ اسْتِدلالاً بهَا على طُولِه وقِصَرِه، وبَقِيَتْ على التأْنِيثِ.
وقوْلُ شيْخُنا، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى: الأَسْنانُ كُلُّها مؤَنَّثَةٌ إِلَى آخِرِه، محلُّ نَظَرٍ؛ فقد تقدَّمَ للمصنِّفِ أَنَّ الضِّرْسَ مُذَكَّرٌ، وأَنْكَرَ الأَصْمعيُّ تأْنِيثَه؛ وكذلِكَ الناجِذُ والنابُ، فتأَمَّلْ.
(ج أَسْنانٌ) لَا غَيْر.
( {وأَسَنَّ) الرَّجُلَ: كَبُرَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: (كَبِرَتْ} سِنُّهُ) ، فَهُوَ {مُسِنٌّ؛ (} كاسْتَسَنَّ.
(و) يقالُ: {أَسَنَّ البَعيرُ: إِذا (نَبَتَ} سِنُّهُ) الَّذِي يَصِيرُ بِهِ {مسنًّا مِن الدَّوابِّ.
ورَوَى مالِكٌ عَن نَافِعٍ عَن ابنِ عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنْهُمَا أَنَّه قالَ: (يُتَّقَى مِن الضَّحايا الَّتِي لم} تُسْنَنْ) ، بفتحِ النّونِ الأولَى؛ هَكَذَا رَوَاه القُتَيبيُّ وفسَّرَه: الَّتِي لم تَنْبُتْ {أَسْنانُها كأَنَّها لم تُعْطَ} أَسْنَاناً.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا وهمٌ والمَحْفوظُ مِن أهْلِ الضبْطِ لم {تُسْنِنْ بكسْرِ النُّونِ، وَهُوَ الصَّوابُ فِي العَربيَّةِ، وَإِذا أَثْنَتْ فقد} أَسَنَّتْ؛ وعَلى هَذَا قَوْل الفُقَهاءِ.
(و) {أَسَنَّ (اللهاُ} سِنَّهُ: أَنْبَتَهُ) .
وقالَ القتيبيُّ: يقالُ {سُنِّنَتِ البَدَنَةُ إِذا نَبَتَتْ} أَسْنانُها، {وأَسَنَّها اللهاُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا غيرُ صَحِيحٍ، وَلَا يقُولُه ذُو المَعْرفَةٍ بكَلامٍ العَرَبِ.
(و) } أَسَنَّ (سَدِيسُ النَّاقَةِ) : أَي (نَبَتَ) ؛ وَذَلِكَ فِي السَّنةِ الثامِنَةِ، كَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ للأَعْشي:
بِحِقَّتِها رُبِطَتْ فِي اللَّجِينِ حَتَّى السَّدِيسُ لَهَا قد {أَسَنّْ َيقولُ: قيمَ عَلَيْهَا منُذ كَانَت حِقَّةً إِلَى أَن أَسْدَسَتْ فِي إِطْعامِها وإِكْرامِها؛ ومثْلُه قَوْل القُلاخِ:
بِحِقِّه رُبِّطَ فِي خَبْطِ اللَّجُنْيُ قْفَى بِهِ حَتَّى السَّدِيسُ قد} أَسَنْ (و) يقالُ: (هُوَ {أَسَنُّ مِنْهُ) : أَي (أَكْبَر} سِنًّا) ، مِنْهُ عَربيَّةٌ صَحِيحَةٌ.
قالَ ثَعْلَبُ: حدَّثَنِي موسَى بنُ عيسَى بنِ أَبي جَهْمَة اللُّيْثيُّ وأَدْرَكته {أسَنَّ أَهْلِ البَلَدِ.
(و) يقالُ: (هُوَ} سِنُّه) ، بالكسْرِ، ( {وسَنِينُهُ) ، كأَمِيرٍ، (} وسَنِينَتُه) ، كسَفِينَةٍ: أَي (لِدَتُه وتِرْبُهُ) إِذا كانَ قِرْنَه فِي {السِّنِّ،} والسِّنُّ قد تقدَّمَ لَهُ قَرِيباً فَهُوَ تِكْرارٌ.
( {وسَنَّ السِّكِّيْنَ) } يَسُنُّه {سَنّاً، (فَهُوَ} مَسْنُونٌ {وسَنينٌ.
(} وسَنَّنَهُ) {تَسْنِيناً:) (أَحَدَّهُ) على} المِسَنِّ (وصَقَلَه. وكلُّ مَا {يُسَنُّ بِهِ أَو عَلَيْهِ) فَهُوَ (} مِسَنٌّ) ، بالكسْرِ، والجَمْعُ {المسانُّ.
وَفِي الصِّحاحِ:} المِسَنُّ حَجَرٌ يُحَدَّدُ بِهِ.
وقالَ الفرَّاءُ سُمِّي {المِسَنُّ} مِسَنّاً لأنَّ الحَدِيدَ يُسَنُّ عَلَيْهِ، أَي يُحَدُّ.
(و) مِن المجازِ: ( {سَنَّنَ المَنْطِقَ) : إِذا (حَسَّنَهُ) كأَنَّه صَقَلَه وزَيَّنَه؛ قالَ العجَّاجُ:
دَعْ ذَا وبَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً} وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا (و) {سَنَّنَ (رُمْحَهُ إِلَيْهِ: سَدَّدَهُ) ووَجَّهَه إِلَيْهِ.
(} وسَنَّ الرُّمْحَ) {يَسُنُّه} سَنّاً: (رَكَّبَ فِيهِ {سِنانَهُ) .
} وأَسَنَّه جَعَلَ لَهُ {سِناناً.
(و) } سَنَّ (الأَضْراسَ) {سَنّاً (سَوَّكَها) كأنَّه صَقَلَها.
(و) } سَنَّ (الإِبِلَ) {سَنّاً: (ساقَها) سَوْقاً (سَرِيعاً) وَفِي الصِّحاحِ: سَارهَا سَيْراً شَدِيداً.
(و) سَنَّ (الأَمْرَ) سَنّاً: إِذا (بَيَّنَه) .
} وسَنَّ اللهاُ أَحْكَامَهُ للناسِ: بَيَّنَها.
{وسَنَّ اللهاُ} سُنَّةً: بَيَّنَ طَرِيقاً قَوِيماً.
(و) {سَنَّ (الطِينَ) } سَنّاً: (عَمِلَهُ فَخَّاراً) ، أَو طَيَّنَ بِهِ؛ كذلِكَ: (و) سَنَّ (فُلاناً: طَعَنَهُ {بالسِنانِ.
(أَو) سَنَّه: (عَضَّهُ} بالأسْنانِ) ، كضَرَّسَهُ إِذا عَضَّه بالأَضْراسِ.
(أَو) {سَنَّه: (كَسَرَ أَسْنَانَهُ) ، كعَضَّدَه إِذا كَسَرَ عَضدَهُ.
(و) سَنَّ (الفَحْلُ الناقَةَ) } يَسُنُّها {سَنّاً: (كَبَّها على وَجْهِها) ؛ قالَ:
فانْدَفَعَتْ تأْفِرُ واسْتَقْفاها} فسَنَّها بالوَجْهِ أَو دَرْباهاأَي دَفَعَها.
(و) {سَنَّ (المالَ: أَرْسَلَهُ فِي الرَّعْيِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن المُؤرِّخِ.
(أَو) } سَنَّه إِذا (أَحْسَنَ) رِعْيَته و (القِيامَ عَلَيْهِ حَتَّى كأنَّه صَقَلَهُ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت، وأَنْشَدَ للنابِغَةِ:
ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عَنْهُم وغَرَّهُم! سَنُّ المُعَيديِّ فِي رَعْيِ وتَعْزيبِ وَفِي المُحْكَمِ: سَنَّ الإِبِلَ {يَسُنُّها} سَنّاً إِذا رَعاها فأَسْمَنَها.
(و) {سَنَّ (الشيءَ) } يَسُنُّه {سَنّاً: (صَوَّرَهُ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ} مَسْنونٌ: أَي مُصوَّرٌ.
(و) {سَنَّ (عَلَيْهِ الدِرْعَ) } يَسُنُّه {سَنّاً: أَرْسَلَه إرْسالاً لَيِّناً.
(أَو) سَنَّ عَلَيْهِ (الماءَ: صَبَّهُ) عَلَيْهِ صَبّاً سَهْلاً.
وَفِي الصِّحاحِ:} سَنَنْتُ الماءَ على وَجْهي أَي أَرْسَلْتَهُ إرْسالاً من غيرِ تَفْريقٍ، فَإِذا فَرَّقْتَه بالصَّبِّ قُلْتَ بالشِّيْن المعْجمَةِ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (كَانَ {يَسُنُّ الماءَ على وجْهِه وَلَا يَشُنُّه.
وكذلِكَ} سَنَّ التّرابَ: إِذا صَبَّه على وجْهِ الأرْضِ صَبّاً سَهْلاً. وَمِنْه حدِيثُ عَمْرو بنِ العاصِ، رضِي الّلهُ تعالَى عَنهُ: ( {فسُنُّوا عليَّ التُّرابَ} سَنّاً) .
(و) {سَنَّ (الطَّرِيقَةَ) } يَسُنُّها {سَنّاً: (سَارَها) ؛ قالَ خالِدُ بنُ عُتْبة الهُذَليُّ:
فَلَا تَجْزَعَنْ من سِيرةٍ أَنتَ سِرْتَها فَأوَّلُ راضٍ} سُنَّةً من يَسِيرُها ( {كاستَسَنَّها.
(} واسْتَنَّ) الرَّجُلُ: (إسْتَاكَ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ {يَسْتَنُّ بعودٍ مِن أَرَاكٍ) ، وَهُوَ افْتِعالٌ مِن} الأَسْنانِ أَي يُمِرُّه عَلَيْهَا.
(و) {اسْتَنَّ (الفَرَسُ: قَمَصَ) وَفِي المَثَلِ:} اسْتَنَّتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
يقالُ:! اسْتَنَّ الفَرَسُ فِي مضْمَارِه: إِذا جَرَى فِي نَشاطِهِ على {سَنَنِه فِي جهَةٍ واحِدَةٍ.
وَفِي حدِيثِ الخَيْلِ: (} اسْتَنَّتْ شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ) ، أَي عَدا لِمرَحِهِ ونَشاطِهِ شَوْطاً أَو شَوطَيْن وَلَا رَاكِبَ عَلَيْهِ. والمَثَلُ يُضْرَبُ لرَجُلٍ يُدْخِلُ نَفْسَهُ فِي قوْمٍ ليسَ مِنْهُم، والقَرْعَى مِن الفِصالِ: الَّتِي أَصابَها قَرَعٌ، وَهُوَ بَثْرٌ.
(و) {اسْتَنَّ (السَّرابُ: اضْطَرَبَ) فِي المَفازَةِ.
(و) } السَّنُونُ، (كصَبُورٍ: مَا اسْتَكْتَ بِهِ) .
وقالَ الرَّاغِبُ: دواءٌ يُعالجُ بِهِ {الأَسْنانُ، زادَ غيرُهُ: مُؤَلَّفٌ مِن أَجْزاء لتَقْوِيةِ الأسْنانِ وتَطْرِيتِها.
(و) قالَ اللّيْثُ: (} السَّنَّةُ) ، وبالفتْحِ: اسمُ (الدُّبَّةِ) ، (والفَهْدَة.
(و) {السِّنَّةُ، (بالكسْرِ: الفَأْسُ لَهَا خَلْفانِ) ، والجَمْعُ} سنانٌ ويُقالُ: هِيَ الحَدِيدَةُ الَّتِي تُثارُ بهَا الأرْضُ كالسِّكَّةِ؛ عَن أبي عَمْرٍ ووابنِ الأعْرابيِّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {السُّنَّةُ، (بالضَّمِّ: الوَجْهُ) لصَقالَتِهِ ومَلاسَتِهِ؛ (أَو حُرُّهُ) وَهُوَ صفْحَةُ الوَجْهِ؛ (أَو دَائِرَتُهُ؛ أَو) السُّنَّةُ: (الصُّورَةُ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ الحضِّ على الصَّدَقةِ: فقامَ رجُلٌ قَبِيحُ السُّنَّةِ، أَي الصُّورَة وَمَا أَقْبَلَ عَلَيْك مِنَ الوَجْهِ، ويقالُ: هُوَ أَشْبَه شَيْء} سُنَّة وأَمَة، {فالسُّنَّةُ: الصُّورَةُ والوَجْهُ، والأمَةُ: الوَجْهُ؛ عَن ابنِ السِّكيت؛ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تُرِيكَ} سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ مَلساءَ لَيْسَ بهَا خالٌ وَلَا نَدَبُوأَنْشَدَ ثَعْلَب:
بَيْضاءُ فِي المِرْآةِ {سُنَّتُها فِي البيتِ تحتَ مَواضِعِ اللّمْسِ (أَو) } السُّنَّةُ: (الجَبْهَةُ والجَبِينانِ) وكُلَّه مِنَ الصَّقالَةِ الأَسالَةِ.
(و) السُّنَّةُ: (السِّيرَةُ) حَسَنَة كانتْ أَو قَبِيحَة.
وقالَ الأزْهرِيُّ: السُّنَّةُ: الطَّريقَةُ المَحْمودَةُ المُسْتقيمةُ، ولذلِكَ قيل: فلانٌ مِن أَهْلِ السُّنَّة؛ معْناهُ مِن أَهْلِ الطَّريقَةِ المُسْتقيمةِ المَحْمودَةِ.
(و) السُّنَّةُ: (الطَّبِيعَةُ) ؛ وَبِه فسَّرَ بعضُهم قوْلَ الأَعْشى:
كَرِيماً شَمائِلُه من بَنِيمُعاويةَ الأكْرَمِينَ {السُّنَن ْوقيلَ:} السُّنَن هُنَا الوُجُوه.
(و) {السُّنَّةُ: (تَمْرٌ بالمدينةِ) مَعْروفٌ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) السُّنَّةُ (مِن اللهاِ) إِذا أُطْلِقَت فِي الشَّرْع فإنّما يُرادُ بهَا (حُكْمُهُ وأَمْرُهُ ونَهْيُهُ) ممَّا أَمَرَ بِهِ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونَهَى عَنهُ ونَدَبَ إِلَيْهِ قوْلاً وفِعلاً ممَّا لم يَنْطق بِهِ الكتابُ العَزيزُ، وَلِهَذَا يُقالُ فِي أَدِلَّة الشَّرْعِ: الكتابُ} والسُّنَّةُ، أَي القُرآنُ والحدِيثُ.
وقالَ الرَّاغبُ: {سُنَّةُ النبيِّ: طَريقَتُه الَّتِي كانَ يَتحرَّاها،} وسُنَّةُ اللهاِ، عزَّ وجلَّ، قد تُقالُ لطَريقَةِ حكْمَتِه وطَريقَةِ طاعَتِه، نحْو قوْلِه تعالَى: { {سُنَّةُ الله الَّتِي قد خَلَتْ مِن قبْل} ؛ وقَوْله تعالَى: {ولنْ تَجِد} لسُنَّت الله تَحْويلاً} ؛ فنَبَّه على أنَّ وجُوه الشَّرائِعِ وَإِن اخْتَلَفَتْ صُورُها، فالغَرَضُ المَقْصُودُ مِنْهَا لَا يَخْتلِفُ وَلَا يَتَبَدَّلُ، وَهُوَ تَطْمِينُ النَّفْس وتَرْشِيحُها للوُصولِ إِلَى ثَوابِ اللهاِ تَعَالَى.
(و) قَوْله تعالَى: {وَمَا مَنَعَ الناسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهم الهُدَى ويَسْتَغْفِروا رَبَّهم (إلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُم سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} .
(قالَ الزَّجَّاجُ: (أَي مُعَايَنَةُ العَذابِ) وطَلَبُ المُشْركِين إِذْ قَالُوا: اللهُمَّ إِن كانَ هَذَا هُوَ الحَقُّ مِن عنْدَك فأَمْطِرْ علينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ.
( {وسَنَنُ الطَّرِيقِ، مُثَلَّثَةً وبضمَّتَيْن) ، فَهِيَ أَرْبَع لُغاتٍ، ذكَرَ الجَوْهرِيُّ مِنْهَا:} سَنَنا بالتَّحْريكِ وبضمَّتَيْن وكرُطَبٍ. وَابْن سَيّده: {سِنَناً كعِنَبٍ، قالَ: وَلَا أَعْرفُه عَن غيرِ اللّحْيانيّ. وكرُطَبٍ: ذَكَرَه صاحِبُ المِصْباحِ أَيْضاً وتَظَر فِيهِ شيْخُنا؛ وَلاَ وَجْه للنَّظَر فِيهِ، وَقد ذكَرَه الجَوْهرِيُّ وغيرُهُ مِن الأئِمَّةِ: (نَهْجُهُ وجِهَتُهُ) . يقالُ: تَرَكَ فلانٌ} سَنَنَ الطَّرِيقِ، أَي جِهَتَه.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: {سَنَنُ الطَّريقِ} وسُنَنُه: مَحَجَّتُه.
وتَنَحَّ عَن سَنَنِ الجَبَلِ: أَي عَن وجْهِه.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: {السَّنَنُ: الاسْتِقامَةُ. يقالُ: أَقامَ فلانٌ على} سَنَنٍ واحِدٍ. ويقالُ: امْضِ على {سَنَنِك أَي على وَجْهِك.
وقالَ شَمِرٌ:} السُّنَّةُ فِي الأَصْلِ {سُنَّة الطَّرِيقِ، وَهُوَ طَريقٌ} سَنَّه أَوائِلُ الناسِ فصارَ مَسْلَكاً لمَنْ بعْدِهم.
(وجاءَتِ الرِّيحُ {سَناسِنَ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ:} سَنائِنَ، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاحِ، إِذا جاءَتْ (على) وَجْهٍ واحِدٍ وعَلى (طَريقَةٍ واحِدَةٍ) لَا تَخْتلفُ؛ واحِدُها {سَنِينَةٌ، كسَفِينَةٍ: قالَهُ مالِكُ بنُ خالِدٍ الخُنَاعِيُّ.
(والحَمَأُ} المَسْنونُ) ، فِي الآيَةِ، (المُنْتِنُ) المُتَغيِّرُ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: {سَنَّ الماءُ فَهُوَ} مَسْنونٌ، أَي تَغَيَّرَ.
وقالَ الزَّجَّاجُ:! مَسْنونٌ مَصْبوبٌ على سُنَّةِ الطَّريقِ.
قالَ الأَخْفشُ: وإنَّما يَتَغيَّرُ إِذا قامَ بغيْرِ ماءٍ جارٍ.
وقالَ بعضُهم: مَسْنونٌ: طَوِيلٌ. وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: هُوَ الرَّطْبُ، وقيلَ: المُنْتِنُ.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَسْنونُ: المَصْبوبُ؛ ويقالُ: المَسْنونُ: المَصْبوبُ على صورَةٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: المَسْنونُ: المَحْكوكُ.
(ورجُلٌ مَسْنونُ الوَجْهِ: مُمَلَّسُهُ) ؛ وقيلَ: (حَسَنُهُ سَهْلُهُ) .
وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سُمِّي {مَسْنوناً لأنَّه كالمَخْروطِ؛ زادَ الزَّمَخْشرِيُّ: كأَنَّ اللحْمَ} سُنَّ عَنهُ؛ (أَو) الَّذِي (فِي وَجْهِه وأَنْفِه طُولٌ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(والفَحْلُ {يُسَانُّ النَّاقَةَ} مُسَانَّةً {وسِناناً) ، بالكسْرِ: (أَي يَكْدِمُها ويَطْرُدُها حَتَّى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي:} المُسانّةُ أَن يَبْتَسِرَ الفحْلُ الناقَةَ قَهْراً؛ قالَ مالِكُ بنُ الرَّيْب:
وأَنت إِذا مَا كنتَ فاعِلَ هذِه {سِنَاناً فَمَا يُلْفَى لجنبك مَصْرَعُوقالَ ابنُ مُقْبل يَصِفُ ناقَتَه:
وتُصْبِحُ عَن غِبِّ السُّرَى وكأَنَّهافَنِيقٌ ثَناها عَن} سِنانٍ فأَرْقَلا يقولُ: {سانَّ ناقَتَه ثمَّ انْتَهَى إِلَى العَدْوِ الشّدِيدِ فأَرْقَلَ، وَهُوَ أَنْ يَرْتفِعَ عَن الذَّمِيلِ، ويُرْوى هَذَا البيتُ أَيْضاً لِضابِىءِ بنِ الحَارِثِ البُرْجُمِيِّ؛ وقالَ آخَرُ:
كالفَحْل أَرْقَلَ بعدَ طُولِ سِنَانِ (و) } السَّنِينُ، (كأَمِيرٍ: مَا يَسْقُطُ منَ الحَجَرِ إِذا حَكَكْتَهُ) ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ للَّذي يسيلُ مِنَ {المِسَنِّ عنْدَ الحكِّ} سَنِينٌ؛ قالَ: وَلَا يكونُ ذلِكَ السائِلُ إلاَّ مُنْتِناً.
(و) {السَّنِينُ: (الأَرضُ الَّتِي أُكِلَ نَباتُها} كالمَسْنونَةٍ، وَقد! سُنَّتْ) ؛ قالَ الطِّرمَّاحُ: بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الريحُ فيهحَنِينَ الجُلْبِ فِي البلدِ {السَّنِينِ (و) } سَنِينٌ: (د) بِهِ رملٌ وهِضَابٌ. وَفِيه وعُورَةٌ وسُهولَةٌ مِن بِلادِ عَوْفِ بنِ عبْدٍ أَخِي قريط بنِ أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ؛ قالَهُ نَصْرٌ.
(و) {سُنَيْنُ، (كزُبَيْرٍ: اسمٌ) سَيَأْتي بعضُ مَنْ تَسَمَّى بِهِ فِي سِياقِ المصنِّفِ، رحِمَه اللهاُ تعالَى.
والعلاَّمَةُ عبدُ الجَلِيلِ بنُ سُنَيْنِ الطَّرَابُلُسِيُّ الحَنَفيُّ عَن الشَّهاب البشبيشي، أَخَذَ عَن شيخِ مشايخِنا الحمويّ صاحِبِ التارِيخِ.
(وكجُهَيْنَةَ) :} سُنَيْنَةُ (بنْتُ مِخْنَفٍ الصَّحابِيَّةُ) ، رَوَتْ عَنْهَا حبةُ بنْتُ الشمَّاخِ، ووَقَعَ فِي المعاجِمِ اسْمُها سنيةُ، وَهُوَ غَلَطٌ.
(و) سُنَيْنَةُ، أَيْضاً: (مَوْلًى لأَمِّ سَلَمَةَ) ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنْهَا؛ نَقَلَه الحافِظُ.
وَفِي بعضِ نسخِ التَّبْصير: مَوْلاةُ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهُوَ غَلَطٌ.
( {والمَسانُّ مِن الإِبِلِ: الكبارُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: خِلافُ الأفتاء.
وَفِي حدِيثِ معاذٍ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: (فأَمَرَني أَن آخُذَ من كلِّ ثَلاثِين مِنَ البَقَرِ تَبِيعاً، ومِن كلِّ أَرْبَعِين} مُسِنَّةً) ؛ والبقرَةُ والشَّاةُ يقَعُ عَلَيْهِمَا اسمُّ {المُسِنِّ، إِذا أَثْنَيا، فَإِذا سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهما بعْدَ طُلوعِها فقد أَسَنَّتْ، وليسَ معْنَى} إِسْنانِها كِبَرَها كالرجلِ، وَلَكِن معْناهُ طُلوع ثَنِيَّتها، وتُثْني البقرَةُ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وكذلِكَ المِعْزَى تُثْنِي فِي الثالثَةِ، ثمَّ تكونُ رَباعِيَة فِي الثالثَةِ، ثمَّ سِدْساً فِي الخامِسَةِ، ثمَّ سَالِغاً فِي السادِسَةِ، وكذلِكَ البَقَرُ فِي جمِيعِ ذَلِك.
وقالَ الأزْهرِيُّ: وأَدْنى! الأَسْنانِ: الإِثْناءُ، وَهُوَ أَنْ تنْبِتَ ثَنِيَّتاها، وأَقْصاها فِي الإِبِلِ: البُزُولُ، وَفِي البَقَرِ والغَنَمِ السُّلُوغ.
( {والسِّنْسِنُ، بالكسْرِ: العَطَشُ.
(و) فِي الصِّحاحِ: (رأْسُ المَحالَةِ) ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرٍ و.
(و) أَيْضاً: (حَرْفُ فَقَارِ الظَّهْرِ) ، والجَمْعُ} السَّنَاسِنُ؛ قالَ رُؤْبَة:
يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ {السِّنْسِنِ (} كالسِّنِّ {والسِّنْسِنةِ.
(و) قيلَ:} السِّنْسِنُ: (رأْسُ عِظامِ الصَّدْرِ) ، وَهِي مُشَاشُ الزَّوْرِ، (أَو طَرَفُ الضِّلَعِ الَّتِي فِي الصَّدْرِ) .
وقالَ الأَزهرِيُّ: ولحْمُ {سَنَاسِنِ البَعيرِ مِن أَطْيبِ اللُّحْمَانِ لأنَّها تكونُ بينَ شَطَّي السَّنَام، وقيلَ: هِيَ مِن الفَرَسِ جَوانِحُه الشاخِصَةُ شِبْه الضُّلُوعِ ثمَّ تَنْقطعُ دُونَ الضّلُوع.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} السَّنَاسِنُ والشَّنَاشِنُ: العِظامُ؛ قالَ الجَرَنْفَشُ:
كَيفَ تَرَى الغَزْوَةَ أَبْقَتْ مِني {سَناسِناً كحَلَقِ المِجَنِّ (و) } سُنْسُنُ، (كهُدْهُدٍ) : اسمٌ أَعْجمِيٌّ يُسَمَّى بِهِ السَّوَادِيُّون، وَهُوَ (لَقَبُ أَبي سُفْيانَ بنِ العَلاءِ) المَازِنيّ (أَخِي أَبي عَمْرِو) بنِ العَلاءِ.
قالَ ابنُ مَاكُولَا: اسْمُه العربانُ وَلَهُمَا أَخَوانِ أَيْضاً مَعَاذُ وعُمَرُ.
(و) سُنْسُنٌ: (شاعِرٌ) أَدْرَكَهُ الدَّارْقَطْنِيُّ.
(و) سُنْسُنٌ: (جَدُّ) أَبي الفتْحِ (الحُسَيْنِ بنِ محمدٍ) الأَسدِيّ الكُوفيّ المُحدِّث.
وقوْلُه: (الشَّاعِرُ) يَنْبغي حَذْفه فإنَّه لم يَشْتهر بذلِكَ، وَقد رَوَى عَن القاضِي الجعفيّ وغيرِهِ. ( {وسَنَّةُ بنُ مُسْلِمٍ البَطينُ) : شيْخٌ لشعْبَةَ؛ (وأَبو عُثْمانَ بنُ} سَنَّةَ) : شيْخٌ للزّهْريّ، (مُحدِّثانِ.(و) سِنانُ (بنُ تَيْمٍ) الجهْنيُّ، وقيلَ ابنُ وَبْرَةَ حَلِيفُ الخَزْرجِ، لَهُ حدِيثٌ ذَكَرَه أَبو عُمَرَ؛ (و) سِنانُ (بنُ ثَعْلَبَةَ) بنِ عامِرٍ الأَنْصارِيُّ: شَهِدَ أُحُداً وَلَا رِوايَة لَهُ؛ (و) سِنانُ (بنُ رَوْحٍ) ممَّنْ نَزَلَ حمْصَ مِن الصَّحابَةِ، وقيلَ اسْمُه سَيَّار.
وفاتَهُ:
سِنانُ بنُ صَخْرِ بنِ خَنْساء الخَزْرجيُّ عقبيٌّ بدْرِيٌّ؛ {وسِنانٌ الضمْرِيُّ الَّذِي اسْتَخْلَفَه أَبُو بكْرٍ على المَدينَةِ حينَ خَرَجَ لقِتالِ أَهْلِ الردَّةِ؛ وسِنانُ بنُ أَبي عبدِ الّلهِ ذَكَرَه العَدَويُّ؛ وسِنانُ بنُ عَرَفَة؛ وسِنانُ أَبو هنْدٍ الحجَّامُ ويقالُ اسْمُه سالمٌ وسِنانُ آخَرُ لم يُنْسَبْ، رَوَى عَنهُ أَبو إسْحق السُّبَيْعيُّ.
(} وسُنَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: أَبو جَميلَةَ) الضمْريُّ، وقيلَ: السُّلَميُّ، لَهُ فِي صَحيحِ البُخارِي حدِيثٌ مِن طَريقِ الزّهْريّ عَنهُ؛ (و) {سُنَيْنُ (بنُ واقِدٍ) الأَنْصارِيُّ الظفريُّ تأَخَّر موْتُه إِلَى بعْدَ الستِّين، (صَحابِيُّونَ) ، رضِيَ اللهاُ عَنْهُم.
(وحِصنُ} سِنانٍ: بالرُّومِ) فَتَحه عبدُ اللهاِ بنُ عبْدِ الملِكِ بنِ مَــرْوانَ.
(وأَبو العبَّاسِ) محمدُ بنُ يَعْقوب بنِ يُوسفَ بنِ مَعْقلِ بنِ {سِنانِ بنِ عبْدِ الّلهِ (الأَصَمُّ} السِّنانِيُّ) الأُمَويُّ (نِسْبَةٌ إِلَى جَدِّهِ! سِنانٍ) المَذْكورِ، ويقالُ لَهُ المعقليُّ نِسْبَة إِلَى جَدِّه مَعْقلٍ، عَمَّر طَويلاً، ظَهَرَ بِهِ الصَّمَمُ بعْدَ انْصِرافِهِ مِنَ الرَّحْلةِ حَتَّى إنَّه كانَ لَا يَسْمَع نَهِيقَ الحِمارِ، أَذَّنَ سَبْعِينَ سَنَة فِي مسْجِدِه، وسُمِعَ مِنْهُ الحدِيثُ سِتّاً وسَبْعينَ سَنَة، سَمِعَ عَنهُ الآباءُ والأَبْناءُ والأَحفادُ، وكانَ ثِقَةً أَمِيناً وُلِدَ سَنَة 247 ورَحَل بِهِ أَبوه سَنَة 265 - على طَريقِ أَصْبهان، فسَمِعَ هَارُون بن سُلَيْمان وَأسيد بنِ هاشِمٍ، وحَجَّ بِهِ أَبوه فِي تلْكَ السَّنَةِ فسَمِعَ بمكَّةَ مِن أَحمدَ بنِ سِنانٍ الرّمليّ، ثمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْر فسَمِعَ مِن عبْدِ الّلهِ بنِ عبْدِ الحَكَم ويَحْيَى بنِ نَصْر الخولانيّ والرَّبيعِ بنِ سُلَيْمان المُرَاديّ وبكَّارِ بنِ قُتَيبَةَ القاضِي، رحِمَهم الّلهُ تعالَى، وأَقامَ بمِصْرَ على سماعِ كُتُبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، ثمَّ دَخَلَ الشامَ وسَمِعَ بعَسْقلان ودِمَشْق، ودَخَلَ دِمْياط وحمْصَ والجَزيرَةُ والمُوْصل، ورَحَلَ إِلَى الكُوفَةِ، ودَخَلَ بَغْدادَ ثمَّ انْصَرَفَ إِلَى خُرَاسان وَهُوَ ابنُ ثَلاثِينَ سَنَةً، وَهُوَ محدِّثٌ كبيرٌ، وتُوفي بنَيْسابُور سَنَة 349. ( {وأُسْنانُ، بالضَّمِّ: ة بهَراةَ) ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عدْنانِ بنِ اللّيْثِ رَوَى عَنهُ أَبو سعْدٍ المَالِيني.
(} وسَنِيناءُ) ، بفتحٍ فكسْرٍ مَمْدودَةً: (ة بالكُوفَةِ.
( {والسَّنائِنُ: ماءَةٌ لبَني وَقَّاصٍ) ، كأنَّه جَمْعُ سنينة.
(} والمُسْتَسِنُّ) ، على صِيغَةِ اسمِ الفاعِلِ: (الطَّريقُ المَسْلوكُ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: طَريقٌ يُسْلَكُ.
{وتَسننَ الرَّجُلُ فِي عَدْوِهِ، (} كالمُسْتَسَنِّ) ، على صِيغَةِ اسمِ المَفْعولِ؛ (وَقد! اسْتَسَنَّتْ) إِذا صارَتْ كذلِكَ. ( {والمُسْتَنُّ: الأَسَدُ) } لاسْتِنانِه فِي عَدْوِهِ، أَي مضيِّه على وَجْهِه.
( {والسَّنَنُ، محرَّكةً: الإِبِلُ} تَسْتَنُّ) وتَلحُّ (فِي عَدْوِها) وإقْبالِها وإدْبارِها.
( {والسَّنينَةُ، كسَفِينَةٍ: الرَّمْلُ المُرْتَفِعُ المُسْتَطِيلُ على وَجْهِ الأرْضِ، ج} سَنائِنُ) ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ وأَنْشَدَ للطِّرمَّاحِ:
وأَرْطاةِ حِقْفٍ بَين كِسْرَيْ سَنائِن وقالَ غيرُهُ: {السَّنائِنُ كهَيْئةِ الجِبالِ مِنَ الرَّمْلِ.
(و) } السَّنينَةُ: (الرِّيحُ) ، والجَمْعُ كالجمْعِ، عَن مالِكِ بنِ خالِدٍ.
( {والمَسْنونُ: سَيْفُ مالِكِ بنِ العَجْلانِ الأَنْصارِيِّ.
(وذُو} السِّنِّ) ، بالكسْرِ: (ابنُ وَثَنٍ البَجَليُّ كانتْ لَهُ {سِنٌّ زائِدَةٌ) فلُقِّبَ بِهِ.
(وذُو السِّنِّ: ابنُ الصَّوَّانِ بنِ عبْدِ شَمْسٍ.
(وذُو} السُّنَيْنَةِ، كجُهَيْنَةَ: حُبَيْبُ بنُ عُتْبَةَ الثَّعْلبيُّ كانتْ لَهُ {سِنٌّ زائِدَةٌ أَيْضاً.
و) مِن المجازِ: (وَقَعَ فِي سِنِّ رأْسِه: أَي عَدَدِ شَعَرِه مِن الخيْرِ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ؛ وزادَ غيرُهُ: والشَّرِّ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: وَقَعَ فلانٌ فِي} سِنِّ رأْسِه وسِواءِ رأْسِه بمعْنًى واحِدٍ.
ورَوَى أَبو عُبَيْدِ، هَذَا الحَرْفَ فِي الأَمْثالِ فِي سِنِّ رأْسِه؛ ورَوَاه فِي المصنَّف فِي سِيِّ رأْسِه.
قالَ الأزْهرِيُّ: والصَّوابُ بالياءِ، أَي فيمَا سَاوَى رَأْسَه مِن الخِصْبِ. (أَو) المعْنى: وَقَعَ (فيمَا شاءَ واحْتَكَم.
(وأُسَيْدُ {السُّنَّةِ، بالضَّمِّ: هُوَ أَسَدُ بنُ مُوسَى) بنِ إبراهيمَ بنِ عبْدِ الملِكِ الأمويُّ (المُحَدِّثُ) مِصْريٌّ سَكَنَ مِصْر ويُكَنى أَبا إبراهيمَ رَوَى عَن الحمَّادَيْن واللَّيْثِ، وَعنهُ الرَّبيعُ بنُ سُلَيْمان المُرَاديُّ وبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخولانيُّ، قيلَ لَهُ ذَلِك لكِتابٍ صنَّفَه فِي السُّنَّةِ؛ وابْنُه سعْدٍ أَخَذَ عَن الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، وصنَّفَ، ماتَ بِمِصْرَ.
(} والسُّنِّيُّونَ) ، بالضَّمِّ وكسرِ النُّون المشدَّدَةِ، (مِن المُحدِّثِينَ) جماعَةٌ مِنْهُم: الحافِظُ أَبُو بكْرٍ (أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ إسْحقَ) الدَّينوريُّ (بن! السُّنِّيِّ، ذُو التَّصانِيفِ المَشْهورَةِ؛ (والعَلاءُ بنُ عَمْرٍ و) السُّنِّيُّ حدَّثَ عَنهُ أَبو شيبَةَ دَاود بنُ إبراهيمَ؛ (ويَحْيَى بنُ زكَرِيَّا) السُّنِّيُّ عَن محمدِ بنِ الصبَّاح الدولابي، وَعنهُ الدعولي؛ (و) أَبو نَصْرٍ (أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ مَنْصورِ) بنِ شُعَيبٍ البُخارِيُّ السُّنِّيُّ (مُؤَلِّفُ) كِتابِ (المِنْهاجِ) ، حدَّثَ عَنهُ أَبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ السَّمَرْقَنْديّ، (وآخَرُونَ) كحافِظِ الدِّيْن أَبي إبْراهيمَ إسْمعيل بنِ أَبي القاسِمِ السُّنِّيِّ عَن أَبي المحاسِنِ الرُّويانيّ، وَعنهُ القطبُ النَّيْسابُوريُّ؛ وعَمْرو بن أَحْمدَ السُّنِّيّ بَغْدادِي سَكَنَ بأَصْبَهان؛ وأَبي الحَسَنِ عليّ بن يَحْيَى بنِ الخَلِيلِ السُّنِّيّ التَّاجِر المَرْوَزيّ رَوَى عَن أَبي الموجه؛ وعليِّ بنِ مَنْصورٍ السُّنِّيّ الكَرَابِيسي؛ وأَبي العبَّاس أَحمدَ بنِ محمدٍ السُّنِّيّ الزيَّات؛ وعليِّ بنِ أَحمدَ السُّنّيِّ الدَّينورِيِّ؛ ومحمدِ بنِ مَحْفوظٍ السُّنِّيِّ مِن أَهْلِ الرَّمْلةِ؛ وعبْدِ الكَريمِ بنِ عليِّ بنِ أَحْمدَ التَّمِيمِيّ يُعْرفُ بابنِ السُّنِّيِّ؛ وأَبي زَرْعَةَ رَوْح بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ السُّنِّيِّ رَوَى عَنهُ الخَطِيبُ؛ وأَبي الحَسَنِ مَسْعود بنِ أَحمدَ السُّنِّيِّ مِن شيوخِ ابنِ السّمْعانيّ؛ والجلال الحُسَيْن بنِ عبْدِ الملِكِ الأَثريّ السُّنِّيِّ، مُحدِّثُون.
(و) مِن المجازِ: ( {سَنَّنِي هَذَا الشَّيءُ) : أَي (شَهَّى إليَّ الطَّعامَ) . يقالُ: هَذَا ممَّا} يَسُنُّك على الطَّعامِ، أَي يَشْحذُك على أَكْلِه ويشهِّيه.
والحَمْضُ {يَسُنُّ الإِبِلَ على الخُلَّةِ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
قالَ أَبو سعيدٍ: أَي يُقوِّيها، كَمَا يقالُ:} السَّنُّ حَدُّ السِّكِّين والحَمْضةُ {سِنانٌ لَهَا على رعْيِ الخُلَّةِ، وذلِكَ أنَّها تَصْدُقُ الأَكْلَ بعْدَ الحَمْضِ.
(} وتَسَانَّتِ الفُحولُ: تَكادَمَتْ) وعضتْ بعضُها بَعْضًا.
( {وسِنينُ) ، ظاهِرُ إطْلاقِه الفتْح، (د بدِيارِ عَوْفِ بنِ عَبْدٍ) أَخِي قريطِ بنِ أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، وَهَذَا قد تقدَّمَ بعَيْنِه آنِفاً وضَبَطَه فِي النسخِ بكسْرِ السِّيْنِ وَهُوَ وهمٌ.
(} والسِّنانُ: نَصْلُ الرُّمْحِ) ، هُوَ ككِتابٍ، وإنّما أَغْفَلَه عَن الضبْطِ لشُهْرتِه.
وقالَ الرَّاغبُ: {السِّنانُ خصَّ بِمَا يركبُ فِي الرُّمحِ:} سِنانُ الرُّمحِ حَدِيدَتُه لصَقالَتِها ومَلاسَتِها، (ج أَسِنَّةٌ.
(و) رُوِي عَن المُؤَرِّجِ: السِّنانُ (الذِّبَّانُ) ؛ وأَنْشَدَ:
أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةًوما بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَنِيمُ {سِنانِ؟ قالَ: تَأْزِيزاً مَا رَمَتْه القِدْر إِذا فارَتْ.
(وَهُوَ أَطْوَعُ} السِّنانِ: أَي يُطَاوِعُه السِّنانُ كيفَ شاءَ) ؛ قالَ الأسدِيُّ يَصِفُ فحلاً:
للبَكَراتِ العِيطِ مِنْهَا ضاهِداطَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً وعاضِدَاذارِعاً: يُقالُ ذَرَعَ لَهُ إِذا وَضَعَ يدَه تحْتَ عُنُقِه ثمَّ خَنَقه، والعاضِدُ: الَّذِي يأْخذُ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ؛ يقولُ: يُطاوِعُه السِّنانُ كيفَ يَشاءُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مِن الأَبَدِيَّات: لَا آتِيكَ {سَّن الحِسْلِ، أَي أَبَداً.
وَفِي المُحْكَم: مَا بَقِيتْ} سِنُّه، يعْنِي وَلَد الضَّبِّ، وسِنُّه لاتَسْقطُ أَبَداً.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ عَن المُفَضّل: لَا آتِيكَ {سِنِي حِسْلٍ، قالَ: وزَعَمُوا أنَّ الضَّبَّ يعيشُ ثَلَثُمائةِ سَنَة.
} والسِّنانُ، بالكسْرِ: الِاسْم من {يَسُنُّ وَهُوَ القُوَّةُ.
} والسِّنُّ بالكسْرِ: الرَّعْيُ؛ وقوْلُ عليَ، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ:
بازِلُ عامَيْنِ حَديثُ {سِنِّي عَنَى شِدَّتَه واحْتِناكَه.
} والأَسْنانُ: الأَكابِرُ والأَشْرافُ.
{والسِّنُّ: الرَّقيقُ والدَّوابُّ.
} والسَّنَنُ: محرَّكةً: {اسْتِنانُ الخَيْلِ والإِبلِ. يقالُ: تَنَحَّ عَن} سَنَنِ الخَيْلِ.
{والسِّنانُ، بالكسْرِ: الَّذِي} يُسَنُّ عَلَيْهِ نَقَلَه الجوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ:
يُبارِي شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّق كصَفْحِ! السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ: ومثْلُه للبيدٍ:
يَطْرُدُ الزُّجَّ يُبارِي ظِلَّهُبأَصيلٍ {كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ} وأَسَنَّ الرُّمْحَ) جَعَلَ لَهُ {سِناناً.
} وتَسْنينُ {الأَسْنانِ: تَسْويكُها.
} والمَسْنونُ: المُمَلَّسُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعبْدِ الرَّحْمن بنِ حَسَّان:
ثمَّ خاصَرْتُها إِلَى القُبَّةِ الخَضْراءِ تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ {مَسْنونِ قالَ ابنُ بَرِّي: وتُرْوَى هَذِه الأَبياتُ لأَبي دهْبَلٍ.
وكلُّ مَنِ ابْتَدَعَ أَمْراً عَمِلَ بِهِ قوْمٌ بعْدَه قيلَ: هُوَ الَّذِي} سَنَّه؛ قالَ نُصَيْبٌ:
كأَنِّي {سَنَنتُ الحُبَّ أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ إِذْ أَحْبَبْتُ من بَيْنِهم وَحْدِي} واسْتَنَّ {بسُنَّتِه: عَمِلَ بهَا.
} والسَّنَنُ، محرَّكةً: الطَّريقَةُ.
{والسُّنَّةُ، بالضمِّ: الخَطُّ الأَسْودُ على متنِ الحِمارِ.
} والسَّنَنُ: {المَسْنونُ.
} ومُسْتَنُّ الحَرْورِ: مَوْضِعُ جَرْيِ السَّرابِ؛ أَو موضِعُ اشْتِدادِ حَرِّها كأنَّها {تَسْتنُّ فِيهِ عَدْواً، أَو مَخْرجُ الرِّيحِ؛ وبكلِّ فُسِّرَ قوْلُ جَريرٍ:
ظَلِلْنا} بمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّنالَدَى فَرَسٍ مُسْتَقبِلِ الريحِ صائِم والاسُم مِنْهُ {السَّنَنُ.
} واسْتَنَّ دَمُ الطَّعْنةِ: إِذا جاءَتْ دُفْعَةٌ مِنْهَا؛ قالَ أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ:
{مُسْتَنَّة} سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّة تَنْفي الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وطَعَنه طَعْنةً فجاءَ مِنْهَا {سَنَنٌ يدْفَعُ كلَّ شيءٍ إِذا خَرَجَ الدمُ بحَمْوَتِه؛ وقوْلُ الأعْشى:
وَقد نَطْعُنُ الفَرْجَ يومَ اللِّقابالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولى} السَّنَنْ قالَ شَمِرٌ: يريدُ أول القوْمِ الَّذين يُسْرعُون إِلَى القِتالِ.
وجاءَ {سَنَنٌ مِن الخَيْلِ: أَي شَوْطٌ.
ويقالُ:} اسنن قُرونَ فَرَسِك: أَي بُدَّهُ حَتَّى يَسِيلَ عَرَقُه فيَضْمُرَ، وَقد {سُنَّ لَهُ قَرْنٌ، وقُرونٌ وَهِي الدُّفَعُ مِن العَرَقِ؛ قالَ زُهَيْرُ بنُ أَبي سُلْمى:
نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ} تُسَنُّ على سَنابِكها القُرونُوفي النوادِرِ: ريحٌ {نَسْناسَةٌ} وسَنْسانَةٌ: بارِدَةٌ؛ وَقد نَسْنَسَتْ {وسَنْسَنَتْ إِذا هَبَّتْ هُبُوباً بارِداً.
ويقالُ: نَسْناسٌ مِن دُخانٍ} وسَنْسانٌ، يريدُ دُخانَ نارٍ.
وبَنَى القوْمُ بيوتَهم على {سَنَنٍ واحِدٍ: أَي على مِثالٍ واحِدٍ.
} والمَسْنونُ: الرَّطْبُ.
{وسَنَّتِ العَيْنُ الدَّمْعَ} سَنّاً: صَبَّتُه؛ {واسْتَسَنَّتْ هِيَ انصَبَّ دَمْعُها.
} والسَّنُونُ، كصَبُورٍ: رملٌ مُرْتفِعٌ مُسْتطِيلٌ على وجْهِ الأرْضِ.
وَفِي المَثَلِ: صَدَقَني {سِنَُّ بَكْرِه، تقدَّمَ فِي هـ د ع.
} واسْتَسَنَّتِ الفِصالُ: سَمِنَتْ وصارَتْ جُلُودُها! كالمَسَانِّ؛ وَبِه فُسِّر المَثَلُ أَيْضاً. {واسْتَسَنَّ بسَيْفِه: خَطَرَ بِهِ.
} وتَسَنَّنَ: عَمِلَ {بالسُّنَّةِ.
وأَصْلحْ} أَسْنانَ مفْتاحِكَ.
{وسَنَّ الأميرُ رَعِيَّتَه: أَحْسَنَ سِياسَتها.
وفَرَسٌ} مَسْنونَةٌ: متعهَّدةٌ يُحْسنُ القِيامُ عَلَيْهَا.
{وسَنَّ فلانٌ فلَانا: مَدَحَه وأَطْرَاهُ.
وسَنَّ الّلهُ على يَدَيْ فلانٍ قَضَاءَ حاجَتِي: أَجْراهُ.
} ومُسْتَنُّ الطَّريقِ: حيثُ وضحَتْ.
{واسْتَنَّ بِهِ الهَوَى حيثُ أَرادَ إِذا ذَهَبَ بِهِ كلّ مَذْهَبٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وخياطُ} السّنَّةِ: لَقَبُ جماعَةٍ من المُحدِّثِين مِنْهُم: زكَرِيَّا بنُ يَحْيَى، وأَبو بكْرٍ عبدُ اللهاِ بنُ أَحمدَ بنِ سُلَيْمان الهِلالِيُّ، وأَبو جَعْفرٍ، وأَبو الحُصَيْن عبدُ اللهاِ بنُ لتمانَ بنِ {سنَّةَ العَبْسيُّ بالكسْرِ، ونفيعُ بنُ سالِمِ بنِ عفارِ بنِ سِنَّةَ المُحارِبيُّ شاعِرَانِ.
} والسانةُ: لَقَبُ شيْخِ مشايخِنا الشَّهاب أَحْمد السُّلَميّ الزّبيديّ أَصْله مِن ابْن حربٍ فكَرِه أَنْ يقالَ لَهُ ذلِكَ.

بقت

بقت
بَقَتُوا الأقِطَ: بَكَلُوه، ومِثْلُه بَقَطُوه.
بقت
: (بَقَتَ الأَقِطَ) ، كضَرَبَ؛ أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وَصَاحب اللِّسان. وَقَالَ الصّاغَانيّ: أَيْ (خَلَطَهُ) ، كبَقْطَعَهُ.
(والمُبَقَّت، كمُعَظَّمٍ: الأَحْمَقُ) المُخَلَّطُ العقلِ.
(و) هُوَ (لَقَبُ عبدِ الله بن مُعَاوِيَةَ بن أَبي سُفْيَانَ) الأُمَوِيّ، وأُمه فاخِتَةُ بنتُ قَرَظة، كَانَ من أَضعف النّاس عُقْدَةً، وأَحمِقهم، ويُكْنَى أَبا سُلَيْمَانَ، شَهِدَ مَرْجَ راهِطٍ مَعَ الضّحّاك بن قيسٍ ثمّ هَرَب. قَالَ أَبُوه: سَلْنِي حوائجَكَ قَالَ: عَبِيدٌ يَمشون معي ويحفظونّي. وَكَانَ يُمْدَحُ، فيَسُرُّ ذالك أُمَّهُ، فتَصِلُ مادحِيه، وتَستميحُ لَهُم معاوِيَةَ، فَقَالَ فِيهِ الأَخطلُ فِي قصيدته:
لأُحَبِّرَنْ لاِبْنِ الخَلِيفَةِ مِدْحَةً
ولأَقْذِفَنَّ بهَا إِلى الأَمْصارِ
قَرْمٌ تَمَهَّلَ فِي أُمَيَّةَ لم يَكُنْ
فِيهَا بِذِي أُبَنٍ وَلَا خَوّار
بأَبِي سُلَيْمَانَ الَّذي لَوْلا يَدٌ
مِنْهُ عَلِقْتُ بظَهْرِ أَحْدَبَ عارِي
كَذَا فِي أَنساب البَلاذُرِيّ.
(و) لَقَبُ (بَكَّارِ بْنِ عبد المَلِك بن مَــرْوَانَ) ، ويُعْرَف بأَبي بَكْرٍ، أُمُّه عائشةُ بنتُ مُوسَى بن طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ الله. قَالَ البَلاذُرِيّ: وَكَانَ أَبو بكر ضَعِيفا، حجَّ من المدِينَة حِين وَرَدَها مَاشِيا على اللُّبُود.

حَرْب

حَرْب
من (ح ر ب) القتال بين فئتين والشديد الشجاع ومن الرجال.
(حَرْب) السنان وَنَحْوه أحده وَفُلَانًا أغضبهُ وَفُلَانًا على فلَان حرضه عَلَيْهِ
(حَرْب) حَربًا أَخذ جَمِيع مَاله وَاشْتَدَّ غَضَبه وَقَالَ واحرباه فَهُوَ حَرْب (ج) حربى
حَرْب
: (الحَرْبُ) نَقِيضُ السَِّلْمُ (م) لِشُهْرَتِهِ، يَعْنُونَ بِهِ القِتَال، وَالَّذِي حَقَّقَه السُّهَيْلِيُّ أَنَّ الحَرْبَ هُوَ التَّرَامِي بالسِّهَامِ، ثُمَّ المُطَاعَنَةُ بالرِّمَاحِ، ثمَّ المُجَالَدَة بالسُّيُوفِ، ثِمَّ المُعَانَقَةُ، والمُصَارَعَةُ إِذا تَزَاحَمُوا، قَالَه شَيخنَا، وَفِي (اللِّسَان) : والحَرْبُ أُنْثَى وأَصْلُهَا الصِّفَةُ، هذَا قَوْلُ السِّيرَافِيّ، وتصغيرُهَا حُرَيْبٌ، بغيرِ هَاءٍ، رِوَايَة عَن الْعَرَب لأَنَّهُ فِي الأَصل مصدرٌ ومِثْلُهَا ذُرَيْعٌ وقِوَيْسٌ وفِرَيْسٌ، أُنْثَى، كل ذَلِك يُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ، وحُرَيْبٌ: أَحَدُ مَا شَذَّ من هَذَا الوَزْنِ (وقَدْ تُذَكَّرُ) حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ، وأَنشد:
وهْوَ إِذَا الحَرْبُ هَفَا عُقَابُهُ
كَرْهُ اللِّقَاءِ تَلْتَظِى حِرَابُهُ
قَالَ: والأَعْرَفُ تَأْنِيثُهَا، وإِنَّما حِكَايَةُ ابنِ الأَعْرَابِيّ نادِرَةٌ، قَالَ: وَعِنْدِي (أَنه) إِنَّمَا حَمَلَه على مَعْنَى القَتْلِ أَوِ الهَرْجِ و (ج حُرُوبٌ) وَيُقَال: وَقَعَتْ بَيْنَهُم حَرْبٌ، وقامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ، وَقَالَ الأَزهريّ: أَنَّثُوا الحَرْبَ لأَنهم ذَهَبُوا بهَا إِلى المَحَارَبَةِ وَكَذَلِكَ السِّلْمُ، والسَّلْمُ، يُذْهَبُ بهما إِلى المُسَالَمَةِ فتُؤَنَّثُ.
(وَدَارُ الحَرْبِ: بِلاَدُ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ صُلْحَ بَيْنَنَا) مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ (وَبَيْنَهُمْ) ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ إِسْلاَمِيٌّ.
(وَرَجُلٌ حَرْبٌ) كَعَدْلٍ (وَمِحْرَبٌ) بِكَسْر الْمِيم (ومِحْرَابٌ) أَي (شَدِيدُ الحَرْبِ شُجَاعٌ) ، وَقيل: مِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ: صاحِبُ حَرْبٍ، وَفِي حَدِيث عليّ كرْم الله وَجهه (فابْعَث عَلَيْهِمْ رَجِلاً مِحْرَاباً) أَي مَعْرُوفا بالحَرْبِ عَارِفًا بِهَا، والمِيمُ مكسورةٌ، وَهُوَ من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ كالمِعْطَاءِ مِنَ العَطَاءِ، وَفِي حَدِيث ابنِ عباسٍ قَالَ فِي عَلِيَ: (مَا رَأَيْتُ مِحْرَباً مِثْلَهُ) ورَجُلٌ مِحْرَبٌ: مْحَارِبٌ لِعَدُوِّهِ، (و) يقالُ: (رَجُلٌ حَرْبٌ) لي، أَي (عَدُوٌّ مُحَارِبٌ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحَارِباً) ، يُسَتَعْمَلُ (للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ والوَاحِدِ) قَالَ نُصَيْبٌ.
وَقُولاَ لَهَا يَا أُمَّ عُثْمَانَ خُلَّتِي
أَسِلْمٌ لَنَا فِي حُبِّنَا أَنْتِ أَمْ حَرْبُ
(وقَوْمٌ) حَرْبٌ و (مِحْرَبَةٌ) كَذَلِكَ، وأَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَنِي، أَي عَدُوٌّ، وفِلاَنٌ حَرْبُ فُلاَن، أَي مُحَارِبُهُ، وذَهَبَ بعضُهم إِلى أَنَّه جَمْعُ حَارِبٍ أَوْ مُحَارِبٍ على حَذْفِ الزَّوَائِدِ، وقولُه تَعَالَى: {2. 018 فاءْذنوا بِحَرب. . وَرَسُوله} (الْبَقَرَة: 279) أَي بقَتْلٍ، وقولُه تَعَالَى: {الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (الْمَائِدَة: 33) أَي يَعْصُونَهُ.
(وَحَارَبَهُ مُحَارَبَةً وحِرَاباً، وتَحَارَبُوا واحْتَرَبُوا) وحَارَبُوا بِمَعْنًى.
(والحَرْبَةُ) بفَتْحٍ فسُكُونٍ (: الآلَةُ) دُونَ الرُّمْحِ (ج حِرَابٌ) قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: وَلَا تُعَدُّ الحَرْبَة فِي الرِّمَاحِ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: هُوَ العَرِيضُ النَّصْلِ، ومثلُه فِي (المَطَالع) .
(و) الحَرْبَةُ (: فَسَادُ الدِّينِ) ، بِكَسْر المُهْمَلَةِ، وحُرِبَ دِينَهُ أَيْ سُلِبَ يَعْنِي قَوْلَهُ: (فإِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه) .
(و) الحَرْبَةُ (: الطَّعْنَةُ: و) الحَرْبَةُ (: السَّلَبُ) بالتَّحْرِيك.
(و) حَرْبَةُ (بِلاَ لاَمٍ: ع ببلادِ هُذَيْلٍ) غَيْرُ مَصْرُوفٍ قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فِي رَبْرَبٍ يَلَقٍ حُورٍ مَدَامِعُهَا
كَأَنَّهُنَّ بِجَنْبَيْ حَرْبَةَ البَرَدُ
(أَوْ) هُوَ مَوْضِعٌ (بالشَّام، و) حَرْبَةُ مِنَ أَسَامِي (يَوْمِ الجُمُعَةِ) لاِءَنَّهُ زَمَانُ مُحَارَبَةِ النَّفْسِ، كَذَا فِي (الناموس) قُلْتُ: وَقَالَ الزجّاج: سُمِّيَت يَوْم الجُمُعَةِ حَرْبَةً لأَنَّهَا فِي بَيَانِهَا ونُورِهَا كالحَرْبَةِ (ج حَرَبَاتٌ) مُحَرَّكَةً (وحَرْبَاتٌ) بسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ قَلِيلٌ، قَالَه الصاغانيّ
(و) الحِرْبَةُ (بالكَسْرِ: هَيئَةُ الحَرْبِ) عَلَى القِيَاسِ.
(وحَرَبَهُ) يَحْرُبُهُ (حَرَباً كَطَلَبه) يَطْلُبُه (طَلَباً) ، وَهُوَ نَسُّ الجوهريّ وغيرِه، ومثلُه فِي (لِسَان الْعَرَب) ، ونقلَ شيخُنا عَن (الْمِصْبَاح) أَنَّه مِثْلُ تَعِبَ يَتْعَبُ، فَهُمَا، إِنْ صَحَّ، لُغَتَانِ، إِذا (سَلَبَ) أَخَذَ (مَالَهُ) وتَرَكَه بِلَا شَيءٍ (فَهُوَ مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ) ، و (ج حَرْبَى وحُرَبَاءُ) ، الأَخيرةُ على التَّشْبيه بالفَاعِل، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، من قَوْلهم: قَتِيلٌ وقُتَلاَءُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب، وعُرِف مَعَه: أَنَّ الجَمْعَ راجعٌ للأَخير، فإِنَّ مَفْعُولا لَا يُكَسَّر، كَمَا قَالَه ابْن هشامٍ نَقَلَه شيخُنا.
والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ: أَن يُسْلَبَ الرَّجُلُ مَالَهُ.
(وَحَرِيبَتُهُ: مَالُهُ الَّذِي سُلِبَهُ) ، مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، لاَ يُسَمَّى بذلكَ إِلاَّ بَعْدَمَا يُسْلَبُهُ، (أَو) حَريبَةُ الرَّجُلِ (: مَالُهُ الَّذِي يَعِيشُ بِهِ) ، وقيلَ: الحَرِيبَةُ: المَالُ مِنَ الحَرْبِ، وَهُوَ السَّلَبُ، وَقَالَ الأَزهريّ يُقَال: حَرِبَ فلانٌ حَرَباً أَي كَتَعِبَ تَعَباً، فالحَرَبُ: أَنْ يُؤْخَذَ مالُه كُلُّه، فَهُوَ رَجُلٌ حَرِبٌ، أَي نَزَلَ بِهِ الحَرَبُ، فَهُوَ مَحْرُوبٌ حَرِيبٌ، والحَرِيبُ: الَّذِي سُلِبَ حَرِيبَتَهُ، وَفِي الأَسَاس: أَخذت حَرِيبته وحرَابته: مَاله الَّذِي سُلِبَه، وَالَّذِي يَعِيشُ بِهِ، انْتهى، وَفِي حَدِيث بَدْرٍ (قَالَ المُشْرِكُونَ: اخْرُجُوا إِلَى حَرَائِبِكُمْ) قَالَ ابْن الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات بِالْبَاء المُوَحَّدَة جمع حَرِيبَةٍ، وَهُوَ مالُ الرجلِ الَّذِي يقومُ بِهِ أَمْرُه، والمعرُوفُ بالثَّاء الْمُثَلَّثَة (حَرَائِثِكُمْ) وسيأْتي، وَعَن ابْن شُميل فِي قَوْله: (اتصقُوا الدَّيْنَ فإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وآخِرَهُ حَرَبٌ) قَالَ: تُبَاعُ دَارُهُ وعَقَارُه، وهُوَ من الحَرِيبَةِ، وَقد رُوِيَ بِالتَّسْكِينِ أَي النِّزَاع وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَةِ (وإِلاَّ تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ) أَي مَسْلُوبِينَ مَنْهُوبِينَ، والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ: نَهْبُ مَالِ الإِنْسَانِ، وتَرْكُه لَا شَيْءَ (لَهُ) .
والمَحْرُوبَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي سُلِبَتْ وَلَدَهَا، وَفِي حَدِيث (المُغِيرَةِ (طَلاَقُهَا حَرِيبَة) أَي لَهُ مِنْهَا أَوْلاَدٌ إِذَا طَلْقهَا حُرِبُوا وفُجِعُوا بِهَا، فكأَنَّهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا، وَفِي الحَدِيث (الحَارِبُ المُشَلِّحُ أَي الغاصبُ النَّاهِبُ الَّذِي يُعَرِّي النَّاسَ ثِيَابَهُم.
(و) قَالَ ثَعْلَب: (لَمَّا مَاتَ حَرْبُ ابنُ أُمَيَّةَ) بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عبدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ بالمَدِينَة (قَالُوا) أَي أَهلُ مَكَّةَ يَنْدُبُونَه: (وَاحَرْبَا، ثُمَّ نَقَلُوا) وَفِي نُسْخَة ثَقَّلُوا (فَقَالُوا واحَرَبَا) بالتَّحْرِيكِ، قَالَ ابْن سَيّده: وَلاَ يُعْجِبُنِي. وَهَذِه الكَلِمَةُ اسْتَعْمَلُوهَا فِي مَقَامِ الحُزْنِ والتَّأَسُّفِ مُطْلَقاً، كمَا قَالُوا: وَا أَسَفَا، قَالَ:
وَالَهْفَ قَلْبِي وهَلْ يُجْدِي تَلَهُّفُهْ
غَوْثاً وَوَا حَرَبَا لَوْ يَنْفَعُ الحَرَبُ
وَهُوَ كثيرٌ حَتَّى تُنُوسِيَ فِيهِ هَذَا المَعْنَى، قيل: كَانَ حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ إِذَا مَاتَ لاِءَحَدٍ مَيتٌ سَأَلَهُمْ عَن حَالِهِ ونَفَقَتِهِ وكُسْوَتِهِ وجَمِيعِ مَا يَفْعَلُه، فَيَصْنَعُهُ لاِءَهْلِهِ وَيَقُومُ بِهِ لَهُمْ، فكانُوا لاَ يَفْقِدُونَ مِنْ مَيِّتِهِمْ إِلاَّ صَوْتَهُ فَيَخِفُّ حُزْنُهُم لذَلِك، فَلَمَّا مَاتَ حَرْبٌ بَكَى عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ ونَوَاحِيهَا، فَقَالُوا: واحَرْبَاهُ بالسُّكُونِ، ثمَّ فَتَحُوا الراءَ، واسْتَمَرَّ ذَلِكَ فِي البُكَاءِ فِي المَصَائِبِ، فقَالُوه فِي كُلِّ ميتٍ يَعِزُّ عَلَيْهِم، قَالَه شيخُنَا (أَوْ هِيَ مِنْ حَرَبَهَ: سَلَبَهُ) فهُوَ مَحُرُوبٌ وحَرِيبٌ، وَبِه صَدَّر فِي (لِسَان الْعَرَب) وَوَجَّهَهُ أَئمّةُ اللغةِ، فَلَا يُلتَفتُ إِلى قولِ شَيخنَا: اسْتَبْعَدُوهُ وضَعَّفُوهُ.
(وحَرِبَ) الرَّجُلُ بالكسْرِ (كَفَرِحَ) يَحْرَبُ حَرَباً: قَالَ وَاحَرَبَاهُ، فِي النُّدْبَةِ، و (كَلِبَ، واشْتَدَّ غَضَبُهُ، فَهُوَ حَرِبٌ، مِن) قَوْمٍ (حَرْبَى) مِثْلُ كَلْبَى، قَالَ الأَزهريّ: شُيُوخٌ حَرْبَى، والوَاحَد: حَرِبٌ، شَبِيهٌ بالكَلْبَى والكَلِبِ، وأَنشد قولَ الأَعشى:
وشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطَّىْ أَرِيكٍ
وَنسَاءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعَالِى
قَالَ: ولَمْ أَسْمَعِ الحَرْبَى بمَعْنَى الكَلْبَى إِلاَّ هَاهُنَا، قَالَ: ولعلّ شَبَهَهُ بالكَلْبَى أَنَّهُ على مِثَالِه وبِنَائِه.
(وحَرَّبْتُهُ تَحْرِيباً) أَغْضَبْتُه، مِثْلُ: حَرَّبْتُ علَيْهِ غَيْرِي، قَالَ أَبو ذُؤيب:
كَأَنَّ مُحَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ
يْنَازِلُهُمْ لِنَابَيْهِ قَبِيبُ
وَفِي حَدِيث عَلِيَ أَنه كتب إِلى ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُم: (لَمَّا رَأَيْتُ العَدُوَّ قَدْ حَرِبَ) أَي غَضِبَ، وَمِنْه حَدِيث عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ (حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنَ الحَرَبِ والحُزْنِ مَا أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِي) وَفِي حَدِيث الأَعْشَى الحِرْمَازِيّ:
فَخَلَفَتْنِي بِنِزَاعٍ وحَرَبْ
أَي بخُصُومَةٍ وغَضَبٍ. وَفِي حَدِيث ابنِ الزُّبَيْرِ عِنْد إِحْرَاقَ أَهْلِ الشَّامِ الكَعْبَةَ (يُرِيدُ أَنْ يُحَرِّبَهُمْ) أَيْ يَزِيدَ فِي غَضَبِهِم عَلَى مَا كَان من إِحْرَاقِهَا، وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: حَرِبَ الرَّجُلُ: غَضِبَ، فَهُوَ حَرِبٌ، وحَرَّبْتُهُ، وأَسَدٌ حَرِبٌ، ومُحَرَّب، شُبِّهَ بِمَنْ أَصَابَه الحَرَب فِي شِدَّةِ غَضَبِهِ، وبَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ وحَرْبٌ انْتهى.
قُلْتُ: والعَرَبُ تَقُولُ فِي دُعَائِهَا: مَالَهُ حَرِبَ وجَرِبَ، قد تَقَدَّم فِي جرب.
(والحَرَبُ مُحَرَّكَةً: الطَّلْعُ) ، يَمَانِية (واحِدتَهُ: حَرَبَةٌ) (و) قَدْ (أَحْرَبَ النخْلُ) إِذا أَطُلَعَ، وحَرَّبَهُ نَحْرِيباً) إِذا (أَطْعَمَهُ إِيَّاهُ) ، أَي الحَرَبَ، وَعَن الأَزهريّ: الحَرَبَةُ الطَّلْعَةُ إِذا كَانَت بقشْرهَا (وَيُقَال لقِشرها) إِذا نُزِع القَيْقَاءَةُ.
وسِنَانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ، إِذا كَانَ مَحَدَّداً. مُؤَلَّلاً (و) حَرَّبَ (السِّنَانَ: حَدَّدَهُ) مثلُ ذَرَّبَه، قَالَ الشَّاعِر:
سَيْصْبِحُ فِي سَرْح الرِّبَابِ وَرَاءَهَا
إِذَا فَزِعَتْ أَلْفَاسِنَانٍ مُحَرَّبِ (والحُرْبَةُ بالضِّمَّ: وِعَاءٌ كالجُوَالِقِ أَو) الحُرْبَةُ هَيَ (الغِرَارَةُ) السَّوْدَاءُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
وصَاحِبٍ صَاحَبْتُ غَيْرِ أَبْعَدَا
تَرَاهُ بَيْنَ الحُرْبَتَيْنِ مُسْنَدَا
(أَو) هِيَ (وِعَاءٌ) يُوضَعُ فِيهِ (زَادُ الرَّاعِي) .
(والمِحْرَابُ: الغُرْفَةُ) والموضِع العالِي، نقلَه الهَرَوِيُّ فِي غَريبه عَن الأَصمعيّ، قَالَ وَضَّاحُ اليَمَن:
رَبَّة مِحْرَابٍ إِذَا جِئءْتُهَا
لَمْ أَلْقَهَا أَوْ أَرْتَقِي سُلَّمَا
(و: صَدْرُ البَيْتِ، و: صَدْرُ البَيْتِ، و: أَكْرَمُ مَوَاضِعِه) وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 018 وَهل اءَتاك. . الْمِحْرَاب} (ص: 21) قَالَ: المِحْرَابُ: أَرْفَعُ بَيْتٍ فِي الدارِ، وأَرْفَعُ مكانٍ فِي المَسْجِدِ، قَالَ: والمِحْرَابُ هَا هُنَا كالغُرْفَةِ، وَفِي الحَدِيث أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بَعَثَ عُرْوَةَ بنَ مَسْعُودٍ إِلى قَوْمٍ لَهُ بالطَّائِفِ، فأَتَاهُمْ، وَدَخَلَ مِحْرَاباً لَه، فَأَشرفَ عَلَيْهِم عِنْدَ الفَجْرِ، ثُمَّ أَذَّنَ للصَّلاَةِ) قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّه الغُرْفَةُ يُرْتقَى إِليها، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المَحْرَابُ: أَشْرَفُ الأَمَاكِنِ وَفِي (الْمِصْبَاح) : هُوَ أَشْرَفُ المَجَالِسِ، (و) قَالَ الأَزهريّ: المِحْرَابُ عندَ العَامَّةِ الَّذِي يفهَمُه الناسُ: (مَقَامُ الإِمَامِ مِنَ المَسْجِدِ) قَالَ ابْن الأَنباريّ سُمِّيَ مِحْرَابُ المَسْجِدِ لاِنْفِرَادِ الإِمَامِ فِيهِ وبُعْدِه مِنَ القَوْمِ، وَمِنْه: يُقَالُ: فُلاَنٌ حَرْبٌ لِفُلاَنٍ إِذا كَانَ بينَهُمَا بُعْدٌ وتَبَاغُضٌ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : وَيُقَال: هُوَ مَأْخُوذٌ من المُحَارَبَةِ، لاِءَنَّ المُصَلِّيَ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ، ويُحَارِبُ نَفْسَهُ بِأَحْضَارِ قَلْبِهِ، (و) قِيلَ: المِحْرَابُ (: المَوْضِعُ) الَّذِي (يَنْفَرِدُ بهِ المَلِكُ فَيَتَبَاعِدُ عنِ النَّاسِ وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : المَحَارِيبُ: صُدُورُ المَجَالِسِ، وَمِنْه مِحْرَابُ المَسْجِدِ، وَمِنْه: مَحَارِيبُ غُمْدَانَ باليَمَنِ، والمِحْرَابُ: القِبْلَةُ، ومِحْرَابُ المَسْجِدِ: أَيْضاً: صَدْرُهُ، وأَشْرَفُ مَوْضِعٍ فِيهِ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ المَحَارِيبَ) أَي لم يَكُنْ يُحِبُّ أَنْ يَجْلِسَ فِي صَدْرِ المَجْلِسِ ويَتَرَفَّع عَلَى النَّاسِ، وقولُه تَعَالَى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} (مَرْيَم: 11) قالُوا: مِنَ المَسْجِدِ، والمِحْرَابُ: أَكْرَمُ مَجعًّلِسِ المُلُوكِ، عَن أَبُي حنيفةَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المِحْرَابُ: سَيِّدُ المَجَالِسِ ومُقَدَّمُهَا وأَشْرَفُهَا، قَالَ: وكذلكَ هُوَ من المَسَاجِدِ، وَعَن الأَصمعِيّ: العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْرَاباً لِشَرَفِهِ، وأَنشد:
أَوْ دُمْيَة صُوِّرَ مِحْرَابُهَا
أَوْ دُرَّصلى الله عَلَيْهِ وسلمشِيفَتُ إِلَى تَاجِرِ
أَرَادَ بالمِحْرَابِ القَصْرَ وبالدُّمْيَةِ الصُّورةَ، وروى الأَصمعيُّ عَن أَبي عمرِو بنِ العَلاَءِ: دَخَلْتُ مِحْرَاباً من مَحَارِيبِ حِمْيَر فَنَفَحَ فِي وَجْهِي رِيحُ المِسْكِ، أَرادَ قَصْراً أَو مَا يُشْبِهُهُ، وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله عز وَجل: {مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} (سبأ: 13) ذُكِرع أَنهَا صُوَرُ المَلاَئِكَةِ والأَنبِيَاءِ كَانَت تُصَوَّرُ فِي المَسَاجِدِ لِيَرَاهَا النَّاسُ فيَزْدَادُوا اعْتِبَارا، وَقَالَ الزجّاج: هِيَ وَاحِدَة المِحْرَاب الَّذِي يُصلَّى فِيهِ، وقيلَ: سُمِّيَ المِحْرَابُ مِحْرَاباً لاِءَنَّ الإِمَامَ إِذا قَامَ فِيهِ لَمْ يَأْمَنْ أنْ يَلْحَنَ أَو يُخْطِىءَ، فَهُوَ خَائِف مَكَانا كَأَنَّهُ مَأْوَى الأَسَدِ (و) المِحْرَابُ: (: الأَجَمَة) هِيَ مَأْوَى الأَسَدِ، يُقَالُ دَخَلَ فلانٌ على الأَسَدِ فِي مِحْرَابِه وغِيلِه وعَرِينِه، (و) عَن اللَّيْث: المِحْرَابُ (: عُنُقُ الدَّابَةِ) قَالَ الراجِز:
كَأَنَّهَا لَمَّا سَمَا مِحْرَابُهَا
أيْ عُنُقُهَا.
(وَمَحَارِيبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) هِيَ (مَسَاجِدُهُم) الَّتِي كانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا) كأَنَّه لِلْمَشُورَةِ فِي أَمْرِ الحَرْبِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الَّتِي يَجْتَمِعُونَ فِيهَا للصَّلاَةِ، ومثلُه قولُ ابنِ الأَعْرَابيّ: (المِحْرَابُ) : مَجْلِسُ النَّاسِ ومُجْتَمَعُهُم.
(والحِرْباءُ بالكَسْرِ: مِسْمَارُ الدِّرْعِ أَو) هُوَ (رَأْسُهُ فِي حَلْقَةِ الدِّرُعِ) والجَمْعُ الحَرَابِيُّ، وَهِي مَسَامِيرُ الدُّرُوعِ (و) الحِرْبَاءُ (: الظَّهُرُ، أَو) حِرْبَاءُ المَتْنِ (: لَحْمُه أَوْ سِنْسِنُه) أَي رَأْسُ فَقَارِهِ، والجَمْعُ: الحَرَابِيُّ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : حَرَابِيُّ المَتْنِ: لَحْمُهُ، وَاحِدُهَا: حِرْبَاءُ، شُبِّهَ بِحِرْبَاءِ الفَلاَةِ فَيَكُونُ مَجَازاً، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
فَفَارَتْ لَهُمْ يَوْماً إِلَى اللَّيْلِ قدْرُهَا
تَصُكُّ حَرَابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ
قَالَ كُرَاع: وَاحِدُ حَرَابِيِّ الظُّهُورِ: حِرْبَاءُ، على القِيَاسِ، فَدَلَّنا ذَلِك على أنَّه لَا يُعْرَفُ لَهُ واحدٌ من جِهَةِ السَّمَاع.
(و) الحِرْبَاءُ: (: ذَكَرُ أُمِّ حُبَيْنٍ) ، حَيَوَانٌ مَعْرُوفٌ (أَوْ دُوَيْبَّةٌ نحْوُ العَظايَةِ) أَو أَكْبَرُ (تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ) وَفِي نُسْخَة تُقَابلُ (برَأْسهَا) كأَنَّهَا تُحَاربُهَا وتكونُ مَعهَا كَيفَ دَارَتْ، يُقَال: إِنه إنَّمَا يَفْعَلُ (ذَلِك) لِيَقِيَ جَسَدَهُ بِرَأْسِهِ، وتتلوَّن أَلْوَاناً بحَرِّ الشَّمْسِ، والجَمْعُ الحَرَابِيُّ، والأُنْثى: الحِرْبَاءَة، يُقَال: حِرْبَاءُ تَنْضُبَ، كَمَا يُقَال: ذِئْبُ غَضًى، ويُضْرَبُ بِهَا المَثَلُ فِي الرَّجُلِ الحَازِمِ، لاِءَنَّ الحِرْبَاءَ لاَ تُفَارِقُ الغُصْنَ الأَوَّلَ حَتَّى تَثْبُتَ على الغُصْنِ الآخَرِ، والعَرَبُ تقولُ: انْتَصَبَ العُودُ فِي الحِرْبَاءِ، على القَلْبِ، وإِنما هُوَ انْتَصَبَ الحِرْبَاءُ فِي العُودِ، وَذَلِكَ أَن الحِرْبَاءَ تَنْتَصِبُ على الحِجَارَةِ، وعَلى أَجْذَالِ الشَّجَرِ، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإِذا زَالَت زَالَ معهَا مُقَابلا لَهَا، وَعَن الأَزهريّ: الحِرْبَاءُ: دُوَيْبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ ذَاتُ قَوَائِمَ أَرْبَعٍ، دَقِيقَةُ الرَّأْسِ مُخَطَّطَةُ الظَّهْرِ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ نَهَارَهَا، قَالَ: وإِنَاثُ الحَرَابِيِّ يُقَالُ لهَا أُمَّهَاتُ حُبَيْنٍ، الوَاحِدَةُ: أُمُّ حُبَيْنٍ، وهِيَ قَذِرَةٌ لاَ يأْكُلُهَا العَرَبُ البَتَّةَ (وأَرْضٌ مُحَرْبِئةٌ: كَثِيرَتُهَا) ، قَالَ: (و) أَرَى ثَعْلَباً قَالَ: الحِرْبَاءُ: النَّشْزُ مِنَ (الأَرْضِ) وَهِي (الغَلِيظَةُ) الصُّلْبَةُ، وإِنما المَعْرُوفُ الحِزْبَاءُ بالزَّاي.
(و) حَرْبَي (كَسَكْرَى: ة) على مَرْحَلَتَيْنِ (و) قِيلَ: بَلْ (: د بِبَغْدَادَ) وَهِي الأَخنونيّة.
(والحَرْبِيَّةُ: مَحَلَّةٌ بِهَا) بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ (بَنَاهَا حَرْبُ بنُ عبدِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيُّ قَائِدُ) الإِمَامِ (المَنصُورِ) باللَّهِ العَبَّاسِيِّ، وبِهَا قَبْرُ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، ومَنْصُورِ بنُ عَمَّارٍ، وبِشْرٍ الحَافِي، وأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ السمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ محمدَ بنَ عبدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيَّ يقولُ: إِذَا جَاوَزْتَ جامعَ المَنْصُورِ فَجَمِيعُ المَحَالِّ يقالُ لَهَا: الحَرْبِيَّةُ، وَقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من أَشْهَرِهم أَبُو إِسْحَاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسحاقَ الحَرْبِيُّ، صاحِبُ غَرِيب الحديثِ تُوُفِّي سنة 385.
(وَوَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ) قاتلُ سَيِّدِنَا حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ رَضِي الله عَنهُ (صَحَابِيٌّ) وابنُه حَرْبُ بنُ وَحْشِيَ تابعيٌّ، روى عَنهُ ابنُه وَحْشِيٌّ بنُ حَرْبٍ وَقد ذكره المُصَنّف أَيضاً فِي وَحش.
(وحَرْبُ بنُ الْحَارِث تابِعِيٌّ) ، وَهَذَا الأَخِيرُ لم أَجد فِي كتاب الثِّقَاتِ لابنِ حبّان.
وحَرْبُ بن ناحدة، وابنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وابنُ حِلاَلٍ وابنُ مَخْشِيّ تَابِعِيُّون.
(وعَلِيٌّ وأَحْمَدُ ومُعَاوِيَةُ أَوْلاَدُ حعرْبِ) بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حبَّانِ بنِ مازنٍ المَوْصِلِيِّ الطَّائِيِّ، أَمَّا عليٌّ فمِنْ رِجَالِ النَّسَائِيِّ صَدُوقٌ ماتَ سنةَ خَمْسٍ وسِتِّينَ، وَقد جَاوز التِّسْعِينَ، وأَخُوه أَحْمَدُ من رِجَالِ النَّسَائِيِّ أَيضاً مَاتَ سنة ثلاثٍ وستينَ عَن تِسْعِينَ، وأَمَّا عليُّ بنُ حَرْبِ بن عبد الرحمنِ الجُنْدَ يَسَابُورِيُّ فَلَيْسَ من رجال السِّتَّة.
ولَمْ أَجِدْ لِمُعَاوِيَةَ بنِ حَرْبٍ ذِكْراً.
(وحَرْبُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ) كَذَا فِي النُّسَخِ، وَالصَّوَاب: عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عُمَيْر الثَّقَفِيّ، لَيِّنُ الحديثِ (و) حَرْبُ بنُ (قَيْسٍ) مَوْلَى يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ مِن أَهْلِ المَدِينَةِ، يَرْوِي عَن نافِعٍ (و) حَرْبُ بنُ (خالدِ) بنِ جابرِ بنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ، مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، يَرْوِي عَن أَبِيه، عَن جَدِّه، وَعنهُ زَيْدُ بنُ الحُبَاب (و) أَبُو الخَطَّابِ حَرْبُ بنُ (شَدَّادٍ) العَطَّار اليَشْكُرِيّ من أَهلِ البَصْرَةِ يَرْوِي عنِ الحَسَنِ، وشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ مَات سنة 15 (و) أَبُو سُفْيَانَ حَرْبُ بنُ (شُرَيْحِ) بنِ المُنْذِرِ المِنْقَرِيُّ البصرِيُّ، صَدُوقٌ، وَهُوَ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ مُصَغَّراً وآخرُه حاءٌ مهملةٌ، كَذَا فِي نسختنا، وضبَطَه شيخُنا بالمُهْمَلَةِ والجِيمِ، وَهُوَ الصَّوَابُ (و) أَبُو زُهَيْرٍ حَرْبُ بنُ (زُهَيْرٍ) المِنْقَرِيُّ الضُّبَعِيُّ، يَرْوِي عَن عَبْدِ بن مُريدَةَ (و) أَبُو مُعَاذٍ حَرْبُ بنُ (أَبِي العالِيَةِ) البصريُّ، واسمُ أَبِي العَالِيَةِ: مِهْرَانُ يَرْوِي عنِ ابنِ الزُّبَيْرِ، وعنهُ أَبو دَاوُودَ الطَّيَالِسِيُّ ((و) حَرْب بن (صُبيح)) (و) أَبو عبدِ الرحمنِ حَرْبُ بنُ (مَيْمُونٍ) الأَصْغَرِ البَصْرِيِّ (صاحِبِ الأَعْمِيَةِ) مَتْرُوكُ الحَدِيثِ مَعَ كَثْرَةِ عِبَادَتاِهِ، كَذَا فِي (التَّقْرِيب) والأَعْمِيَة مضبوطٌ عندنَا بِالْعينِ الْمُهْملَة، وَضَبطه شيخُنَا بِالْمُعْجَمَةِ، وَهَكَذَا ضَبطه الْحَافِظ، وَقَالَ كأَنَّه جَمْع غِماءٍ ككِسَاء، وَهِي السُّقُوفُ (و) حَرْبُ (ابنُ مَيْمُونٍ) الأَكبَرِ (أَبِي الخَطَّابِ) الأَنْصَارِيّ، مَوْلاهُمْ البَصْرِيُّ صَدُوقٌ، من السابعةِ، وَفِي بعض النّسخ: زيادةُ ابْن بَين مَيْمُون وأَبي الْخطاب، وَهُوَ غلط، (وَهَذَا) أَي مَا ذُكِرَ من ابْن مَيْمُونٍ الأَصغرِ والأَكبرِ (مِمَّا وَهِمَ فِيهِ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ) رَضِي الله عَنْهُمَا (فَجَعَلاَهُما واحِداً) كأَنهما تَبِعَا مَن تَقَدَّمهُمَا من الحُفَّاظِ، فَحصل لَهما مَا حَصَلَ لغَيْرِهِمَا من التَّوْهِيمِ، والصحيحُ أَنِما اثنانِ، فالأَكبَرُ أَخرج لَهُ مسلمٌ والترمذيُّ، وأَما الأَصغرُ فإِنما يُذْكَر للتمييز، (مُحَدِّثُونَ) .
(وحَارِبٌ: ع بِحِوْرَانِ الشَّامِ) .
(وأَحْرَبَهُ) : وَجَدَهُ مَحْرُوباً، وأَحْرَبَه (: دَلَّهُ عَلَى) مَا يُحْرِبُهُ، وأَحْرَبْتُه: دَلَلْتُه على (مَا يَغْنَمُهُ مِن عَدُوَ) يُغير عَلَيْهِ (و) أَحْرَبَ (الحَرْبَ: هَيَّجَهَا) وأَثَارَهَا، (والتَّحْرِيبُ: التَّحْرِيشُ والتَّحْدِيدُ) يُقَال: حَرَّبْتُ فلَانا تَحْرِيباً، إِذا حَرَّشْتِهُ فأُولِعَ بِهِ وبعَدَاوَتِهِ، وحَرَّبْتُه: أَغْضَبْتُه وحَمَلْتُه على الغَضَبِ، وعَرَّفْتُه بِمَا يَغْضَبُ مِنْهُ، ويروى بالجيمِ والهَمْزَةِ.
(والمُحَرَّبُ كَمُعَظَّمَ والمُتَحَرِّبُ) مِنْ أَسَامِي (الأَسَدِ) ، وَمِنْه يُقَال: حَرِبَ العَدُوُّ: تسْتَحْرَبَ واسْتَأْسَدَ، والمِحْرَابُ: مَأْوَاهُ.
(و) بَنُو (مُحَارِبٍ: قَبَائِلُ) مِنْهُم: مُحَارِبُ (بن) خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ، ومُحَارِبُ بنُ فِهْرٍ، ومُحَاربُ بنُ عَمْرِو بنِ وَدِيعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ عبدِ القَيْسِ.
(والْحَارث الحَرَّابُ) بنُ معاويةَ بنِ ثَوْرِ بنِ مُرْتِعِ بنِ ثَوْرٍ (مَلِكٌ لكِنْدَةَ) ومِنْ وَلَدِهِ: مُعَاوِيَةُ الأَكْرَمِينَ بنِ الحارثِ بنِ معاويةَ بنِ الْحَارِث، قَالَ لبيد:
والحارثُ الحَرَّابُ حَلَّ بِعَاقِلٍ
جَدَثاً أَقَامَ بِهِ فَلَمْ يَتَحَوَّلِ
(وعُتَيْبَةُ) مُصَغَّرا (ابْن الحرَّابِ) الخَثْعَمِيُّ (شَاعِرٌ) فَارِس.
(وحُرَب كَزُفَرَ ابنُ مَظَّةَ فِي) بَنِي (مَذْحِجٍ، فَرْدٌ) لم يُسَمَّ بِهِ غيرُه، وَهُوَ قولُ ابنِ حَبِيبٍ، ونَصّه: كُلُّ شيءٍ فِي العَرَبِ فإِنه حَرْبٌ إِلاَّ فِي مَذْحَجٍ فَفِيهَا حُرَبُ بنُ مَظَّةَ يَعْنِي بالضَّمِّ الرَّاءِ، قَالَ الحافظُ: وَفِي قِضَاعَةَ: حُرْبُ بنُ قَاسِطٍ، ذكره الأَميرِ عَن الآمِدِيِّ مُتَّصِلاً بِالَّذِي قَبْلَهُ.
قلت: فإِذاً لاَ يَكونُ فَرْداً، فتأَمَّل.
(و) قَالَ الأَزهريّ فِي الرُّباعِيّ: (احْرَنْبَى) الرجُلُ وازبَأَرَّ مثلُ (احْرَنْبَأَ) بِالْهَمْز، عَن الكسائيّ: إِذا تَهَيَّأَ للغضَبِ والشَّرِّ، والياءُ للإِلحاقِ بافْعَنْلَلَ، وَكَذَلِكَ الدِّيكُ والكَلْبُ والهرُّ، وقِيلَ: احْرَنْبَى: إِذَا اسْتَلْقَى على ظَهْرِه ورَفَعَ رِجْلَيْهِ نحوَ السَّمَاءِ، والمُحْرَنْبِىءُ: الذِي يَنَامِ على ظهْرِهِ ويَرْفَعُ رِجْلَيْهِ إِلى السَّمَاءِ، واحْرَنْبَأَ المكانُ: اتَّسَعَ، وشَيْخٌ مُحْرَنْبٍ: قدِ اتَّسَعَ جِلْدُهُ، ورُوِيَ عَن الكسائيّ أَنه قالَ: مَرَّ أَعْرَابيٌّ بآخَرَ وَقد خَالَطَ كَلْبَةً، وقَدْ عَقَدَتْ عَلَى ذَكَرِهِ، وتَعَذَّرَ عَلَيْهِ نَزْعُ ذَكَرِهِ مِنْ عُقْدَتِهَا، فقَال: جَأْجَنْبَيْهَا تَحْرَنْبِ لَكَ، أَيْ تَتَجَافَى عَنْ ذَكَرِكَ، فَفَعَلَ وَخَلَّتْ عَنْهُ. والمُحْرَنْبىءُ: الَّذِي إِذا صُرِعَ وَقَعَ على أَحَدِ شِقَّيْهِ، أَنْشَدَ جابِرٌ الأَسَدِيُّ:
إِنّي إِذَا صُرِعَتُ لاَ أَحْرَنْبِى
وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ فِي قَول الجَعْدِيّ:
إِذَا أَتَى مَعْرَكاً مِنْهَا تَعرَّفُهُ
مُحْرَنْبِئاً عَلَّمَتْهُ المَوْتَ فانْقَفَلا
قَالَ: المُحْرَنْبِىءْ: المُضْمِرُ علَى دَاهِيَةٍ فِي ذاتِ نَفْسِه، ومَثَلٌ للعَرَبِ: تَرَكْتُهُ مُحْزَنْبِئاً لِيَنْبَاقَ، كل ذَلِك فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقد تقدم شَيْء مِنْهُ فِي بَاب الْهمزَة.
(وَمِمَّا بَقِي على الْمُؤلف:
حَرْبُ بنُ أَبِي حَرْبٍ أَبُو ثَابِتٍ، وحَرْبُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مُجَاشعٍ، وحَرْبُ بنُ مَيْسَرَةَ الخُرَاسَانِيُّ، وحَرْبُ بن قَطَنِ بنِ قَبِيصةَ، مُحَدِّثُونَ، وشُجَاعُ بنُ سَتكين الحَرَابِيُّ بالفَتْحِ مُخَفَّفاً عَن أَبِي الدُّرِّ ياقوتٍ الرُّومِيِّ، وَعنهُ أَبو الحَسَنِ القَطِيعِيُّ، وبالكَسْرِ أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الحِرَابِيُّ بَغْدَادِيٌّ، رَوَى عَن مُحَمَّدِ بنِ صالحٍ، ومُحْرِزُ بنُ حُرَيْبٍ الكَلْبِيُّ كزُبَيْرٍ الَّذِي اسْتَنْقَذَ مَــرْوَانَ بنَ الحَكَمِ يَوْمَ المَرْجِ.
والحَرَّابةُ: الكَتِيبَةُ ذاتُ انْتِهَابٍ واسْتِلاَبٍ، قَالَ البُرَيْق:
بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابَةٍ
لَدَى مَتْنِ وَازِعِهَا الأَوْرَمُ
وحَرْبُ بنُ حُزَيْمَة: بَطْنٌ بالشَّأْمِ، ذَكَرَه السُّهَيليُّ، وَفِي (شرح أَمَالي القَالِي) : بَنو حَرْبٍ: عَشَرَةُ إِخْوَةٍ مِنْ بَنِي كاهِلِ بنِ أَسَدٍ، وحَرْبٌ: قَبِيلَةٌ بالحِجَازِ، وقَبِيلَةٌ باليَمَنِ، وقَبِيلَةٌ بالصَّعِيدِ، ومَنَازِلُهُمْ تِجَاه طَهْطَا.
وأَحَارِبُ كَأَنَّه جَمْعُ أَحْرَب اسْما نحوُ أَجَادِل وأَجْدَل أَو جَمْعُ الجَمْعِ نَحْو أَكَالِب وأَكْلُب: مَوْضِعٌ فِي شعر الجَعْدِيِّ:
وكَيْفَ أُرَجِّي قُرْبَ مَنْ لاَ أَزُورُهُ
وقَدْ بَعِدَتْ عَنِّي مَزَاراً أَحَالِبُ
نَقَله ياقوت.
ورجُلٌ محْرَابٌ: صَاحِبُ حَرْبٍ، كمِحْرَبٍ، نَقَلَه الصاغانيّ.
وأَبُو حَرْبِ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤلِيّ، عَنْ أَبِيهِ، وأَبُو حَرْبِ بنِ زَيْدِ بنِ خالدٍ الجُهَنِيُّ، عَن أَبِيه أَيضاً.

ألى

ألى
: (ي} الألْيَةُ) ، بالفتْحِ: (العَجيزَةُ) للنَّاسِ وغيرِهِم، {أَلْيَةُ الشاةِ} وأَلْيَةُ الإنْسانِ، وَهِي أَلْيَةُ النَّعْجةِ.
(أَو مَا رَكِبَ العَجُزَ من شَحْمٍ ولحْمٍ، ج {أَلَيَاتٌ} وأَلايَا) ، الأَخيرَةُ على غَيرِ قِياسٍ.
وحكَى اللّحْيانيُّ: إنَّه لذُو أَلَياتٍ كأنَّه جَعَلَ كلَّ جزءٍ أَلْيَةً، ثمَّ جَمَعَ على هَذَا.
وَفِي الحدِيث: (لَا تَقومُ الساعةُ حَتَّى تَضْطرِبَ أَلَياتُ نِساءِ دَوْسٍ على ذِي الخَلَصةِ: (أَي تَضْطرِبُ أَعْجازُهنَّ فِي طوافِهِنَّ بِهِ كَمَا كنَّ يَفْعلنَ فِي الجاهِلِيَّة.
(وَلَا تَقُلْ! إِلْيَةٌ) ، بالكسْرِ، (وَلَا لِيَّةٌ) ، بكسْرِ الَّلامِ، وتَشْديدِ الياءِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. وعَلى الفَتْحِ اقْتَصَرَ ثَعْلَب فِي الفَصِيح؛ وحكَى شرَّاحُه الكَسْرَ، وَقيل: إنَّه عاميٌّ مَرْذُولٌ. وأمَّا لِيَّة بإسْقاطِ الأَلفِ فأَنْكَرَها جماعَةٌ وأَثْبَتها بعضٌ وَهِي أَقَلّ وأَرْذَل مِن الكَسْرِ.
قُلْتُ: وَهِي المشهورَةُ عِنْد العامَّةِ.
(وَقد {أَلِيَ) الرَّجُلُ، (كَسَمِعَ) ،} يَأْلَى {ألى (وكَبْشٌ} أَلْيانٌ) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ؛) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ ( {وأَلىً) ، مَقْصوراً مُنَوّناً، (} وآلٍ) ، بالمدِّ، ( {وآلَى) على أَفْعَل: أَي عَظِيمُ الأَلْيَةِ.
(ونَعْجَةٌ} ألْيانَه {وألْيا، وَكَذَا الرَّجُلُ والمرأةُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: رجُلٌ} آلى أَي عَظِيمُ {الأَلْيَةِ؛ والمرأةُ عجْزَاءُ، وَلَا تَقُل} أَلياءُ، وبعضُهم يقولُه.
قالَ ابنُ بَرِّي: الَّذِي يقولُه هُوَ اليَزِيديُّ: حَكَاه عَنهُ أَبو عبيدٍ فِي نعوتِ خَلْق الْإِنْسَان.
(مِن رِجالٍ {أُلْيٍ) ، بالضَّمِّ، مثَالُ عُمْي؛ (و) كَذلِكَ (نِساءٍ} أُلْيٍ) وكِباشٍ {أُلْيٍ ونِعاج} أُلْيٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ جَمْعُ آلى على أَصْلِه الغالبِ عَلَيْهِ لأنَّ هَذَا الضَّرْبَ يَأْتي على أَفْعَل كأعْجَز وأَسْته فجَمَعُوا فاعِلاً على فُعْلٍ ليعلَمَ أنَّ المُرادَ بِهِ أَفْعَل.
(و) كِباشٍ ( {أَلْياناتٍ) جَمْع} أَليانَةٍ، (و) نِساءٍ ( {أَلايَا جَمْع} أليا، (! وألاَءٍ) بالمدِّ جَمْع أَلىً مَقْصُور. ( {والأَلْيَةُ: اللَّحْمَةُ فِي ضَرَّةِ الإِبْهامِ) ، وَهِي اللَّحْمَةُ الَّتِي فِي أَصْلِها، والضرَّةُ الَّتِي تُقابِلُها؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فَتَفَلَ فِي عينِ عليَ ومَسَحها} بأَلْيَةِ إبْهامِه) .
وَفِي حدِيث البَرَّاء: (السُّجودُ علَى أَلْيَتَي الكَفِّ) ؛ أَرَادَ: {أَلْيَة الإِبْهامِ وضَرَّة الخِنْصَر، فغَلَّبَ.
(و) } الأَلْيَةُ: (حَماةُ السَّاقِ؛) نَقَلَه ابنُ سِيدَه عَن الفارِسِيّ.
وقالَ اللّيْثُ: أَلْيَةُ الخِنْصَرِ اللَّحْمَةُ الَّتِي تَحْتها، وَهِي أَلْيَة اليَدِ، {وألْيَة الكَفِّ هِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي فِي أَصْلِ الإِبْهامِ، وفيهَا الضَّرَّةُ وَهِي اللَّحْمَةُ فِي الخِنْصَرِ إِلَى الكُرْسُوع.
(و) الأَلْيَةُ: (المَجاعَةُ؛) عَن كُراعٍ.
(و) الألْيَةُ: (الشَّحْمَةُ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} الإِلْيَةُ، (بالكسْرِ، القِبَلُ) .) وجاءَ فِي الحِديثِ: (لَا يُقامُ الرَّجُلُ مِن مَجْلِسِه حَتَّى يقومَ مِن {إلْيَة نَفْسِه) ، أَي مِن قِبَلِ نفْسِه مِن غيْرِ أَنْ يُزْعَج أَو يُقامَ.
(و) قالَ غيرُهُ: الإِلْيَةُ: (الجانِبُ) .) ويقالُ: قامَ فلانٌ مِن ذِي إلْيَةٍ، أَي مِن تِلْقاءِ نفْسِه.
ورُوِي فِي حديثِ ابنِ عُمَر: أنَّه كانَ يقومُ لَهُ الرَّجُلُ مِنْ لِيَةِ نفْسِه، بِلا أَلِفٍ.
قالَ الأزْهرِيُّ: كأنَّه اسمٌ من وَلِيَ يَلِي، ومَنْ قالَ إلْيَة فأَصْلُها وِلْيَة، قُلِبَتِ الواوُ هَمْزةً.
قُلْتُ: فحينَئِذٍ صَوابُه أَنْ يُذْكَرَ فِي وَلِيَ يَلي.
(} والآلاءُ،) بالمدِّ: (النِّعَمُ؛) قالَ النابِغَةُ:
هُمُ الملوكُ وأَبْناءُ المُلُوكِ لَهُمْ
فَضْلٌ على الناسِ فِي {الآلاءِ والنِّعَمِ (واحِدُها} إِلْيٌ) ، بالكسْرِ، (! وأَلْوٌ) ، بالفتْح، كدَلْوٍ وأَدْلاءٍ، ( {وألْيٌ) ، بالياءِ، (} وأَلاً،) كرَحا وأرحاءٍ، ( {وإِلىً) ، بالكسْرِ، كمِعىً وأَمْعاءٍ، وعَلى الأَخيرَةِ تُكْتَب بالياءِ فهُنَّ خَمْسٌ، اقتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرَتَيْن.
وزادَ السَّخاوي وزَكريا فِي شَرْحَيْهما على أَلْفيةِ المصطلح:} أُلْىٍ بضمٍ فسكونٍ {وإلْى بالكسْرِ من غيرِ تَنْوين.
قُلْتُ: وَمِنْه قَوْلُ الأَعْشى:
أَبْيض لَا يَرْهَبُ الهُزالَ وَلَا
يَقْطَع رِحْماً وَلَا يَخُونُ} إِلَى قالَ ابنُ سِيدَه: يَجوزُ أَنْ يكونَ إِلَى هُنَا واحدُ {آلاءِ اللَّهِ.
وقالَ ابنُ الأَنْباري: إِلَى كانَ فِي أَصْلِهِ وِلاَ،} وأَلاَ فِي الأَصْلِ وَلاَ.
واقْتَصَرَ الشمني فِي شرْحِه على الشّفاء على أَرْبَعَةٍ فقالَ: {الأَلى، كرَحا ومِعىً ودَلْو ونحى.
وقالَ زَكريَّا: أَشْهَرُها} الأَلا كرَحا.
قالَ شيْخُنا: وَهُوَ غيرُ مَعْروفٍ.
قُلْتُ: وكأنَّه أَخَذَه مِن سِياقِ الجَوْهرِيّ حيثُ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ فقالَ: واحِدُها {أَلا بالفتْح وَقد يُكْسَرُ.
(} والأَلِيُّ، كغَنِيَ) :) الرَّجُلُ (الكَثيرُ الإِيمانِ؛) عَن ابنِ الاعْرابيِّ كانَ يَنْبَغِي أَن يَذْكرَه فِي الواوِ.
( {وأَلْيَةُ: ماءٌ) مِن مِياهِ بَني سُلَيْم؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
كأنَّهم مَا بينَ} أَلْيَة غُدْوَةً
وناصفةَ الفرَّاء هَدْيٌ مُجلّل (و) {أُلْيَةُ، (بالضَّمِّ: بَلَدانِ بالمَغْرِبِ) مِن نَواحِي إشبيلةَ، ومِن نَواحِي إسْتِجة، كلاهُما بالأَنْدَلُسِ.
(} وأَلْيَتانِ) ، بالفتْحِ: (هَضْبَتَانِ بالحَوْأَبِ لبَني أَبي بكْرِ بنِ كلابٍ.
(! وآلِيَةُ) ، بالمدِّ والتَّخْفيفِ: (ع) . وقالَ ياقوتُ: قَصْرُ {آلِيَةَ لَا أَعْرِفُ مِن أَمْرِه غَيْرَ هَذَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ أَبو زيْدٍ: هُما} أَلْيانِ {للأَلْيَتَيْنِ، فإِذا أَفْرَدْتَ الواحِدَة قُلْت} أَلْيَة؛ وأَنْشَدَ:
كأَنَّما عَطِيَّةُ بنُ كَعْبِ
ظَعِينةٌ واقِفَةٌ من رَكْبِ تَرْتَجُّ {أَلْياهُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد جاءَ} أَلْيَتان؛ قالَ عَنْترةُ:
مَتَى مَا تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ
رَوانِــفُ {أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَطاراورجُلٌ} أَلاَّءٌ، كشَدَّادٍ: يَبيعُ الشَّحْمَ: نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
{وأَلْيَةُ الحافِرِ: مُؤَخَّرُهُ.
} وأَلْيَةُ القَدَم: مَا وَقَعَ عليهِ الوَطْءُ من النحصة الَّتِي تحتَ الخِنْصَرِ.
{وأَلاةٌ، كعَصاةٍ: البَقَرَةُ الوَحْشيَّةُ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ؛ لُغَةٌ فِي لآةٍ.
} وإِلْيا، بالكسْر: اسمُ مَدينَةِ بيتِ المَقْدسِ. ويقالُ: إيليا وَقد تقدَّمَ فِي اللَّام.
{وإِلِيَّا: اسمُ رجُلٍ.
} وأَلْيَةُ، بالفتْحِ: بِئْرٌ فِي حَزْم بَني عُوَال عَن عرامٍ.
وأَلْيَةُ أَبْرق: فِي بِلاَدِ بَني أَسَدٍ قُرْبَ الأَجْفَر يقالُ لَهُ: ابنُ ألْية.
وَفِي كتابِ جَزِيرَةِ العَرَب للأَصْمعيّ: ابنُ {ألْيَة ماءٌ لسُلَيْم.
وأَلْيَةُ الشاةِ: ناحِيَةٌ قُرْبَ الطَّرَف.
وأَيْضاً: وادٍ بالنبج بجانِبِ غربَة.
} وأليَّة، كغنيَّة: مَوْضِعٌ جاءَ ذِكْرُه فِي الشِّعْر.
قالَ نَصْر: وكأَنَّ ياءَهُ شُدِّدَتْ للضَّرورَةِ. 
(ألى) أَلا وَالشَّيْء استطاعه

القَرْيَةُ

القَرْيَةُ:
قد تقدم أن الليث ذكر فيها لغتين القرية والقرية وما ردّ عليه وأن أصله من قريت الماء في الحوض إذا جمعته وغير ذلك بما فيه كفاية، ويقال لليمامة بجملتها القرية، والقرية: قرية بني سدوس، قال السكوني: من السّحيمية إلى قرية بني سدوس بن شيبان بن ذهل وفيها منبر وقصر يقال إن سليمان بن داود، عليه السّلام، بناه من حجر واحد من أوله إلى آخره، وهي أخصب قرى اليمامة، لها رمّان موصوف، وربما قيل لها القريّة، وقال محبوب بن أبي العشنّط النهشلي:
لروضة من رياض الحزن أو طرف ... من القريّة، جرد غير محروث
يفوح منه، إذا مجّ الندى، أرج ... يشفي الصّداع وينقي كلّ ممغوث
أشهى وأحلى لعيني إن مررت به ... من كرخ بغداد ذي الرّمان والتّوث
والليل نصفان: نصف للهموم فما ... أقصى الرّقاد! ونصف للبراغيث
أبيت حيث تساميني أوائلها ... أنزو وأخلط تسبيحا بتغويث
سود مدالج في الظّلماء مؤدة، ... وليس ملتمس منها بمنبوث
قال ابن طاهر القرويّ: ينسبون جماعة إلى القرية، منهم من قال صاحب تاريخ بلخ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن شبيب القروي أنبأنا بكر ابن محمد هو القروي أنبأنا عبد الله بن عبيد أبو حميد قروي من قرية زبيلاذان وبأصبهان أيضا منهم، وأحمد بن الضحاك القروي من أهل دمشق، مات سنة 252، ذكره أبو عبد الله بن مندة، وقد ينسب إلى القيــروان قرويّ جماعة، منهم: أبو الغريب صاحب تاريخ المغاربة.
القَرْيَةُ، ويُكْسَرُ: المِصْرُ الجامِعُ، والنِّسْبَةُ: قَرَئِيٌّ وقَرَوِيٌّ
ج: قُرًى.
وأقْرَى: لَزِمَها.
والقارِي: ساكِنُها.
والقَرْيَتَيْنِ مُثَنًّى، وأكثرُ ما يُتَلَفَّظُ به بالياءِ: مكةُ والطائِفُ،
وة قُرْبَ النِّباجِ بين مَكَّةَ والبَصْرَةِ،
وة بِحِمْصَ،
وع باليمامةِ.
وقَرْيَةُ النَّمْلِ: مُجْتَمَعُ تُرابِها.
وقَرْيَةُ الأنْصارِ: المدينةُ.
والقاريَةُ: الحاضِرَةُ الجامِعَةُ،
كالقاراةِ.
وقَرَى الماءَ في الحوضِ يَقْرِيهِ قَرْياً وقَرًى: جَمَعَهُ،
وـ البعيرُ وكلُّ ما اجْتَرَّ: جَمَعَ جِرَّتَهُ في شِدْقِه،
وـ الضَّيْفَ قِرًى، بالكسر والقَصْرِ والفتح والمَدِّ: أضافَهُ،
كاقْتراهُ،
وـ الناقةُ: ورِمَ شِدْقاها من وَجَعِ الأسْنانِ،
وـ البلادَ: تَتَبَّعَها يَخْرُجُ من أرضٍ إلى أرضٍ،
كاقْتراها واسْتَقْراها.
والمَقْرَى والمَقْراةُ: كلُّ ما اجْتَمَعَ فيه الماءُ.
وقَرِيُّ الماءِ، كَغَنِيٍّ: مَسيلُهُ من التِّلاعِ، أو موقِعُه، من الرَّبْوِ إلى الرَّوْضَةِ
ج: أقْرِيةٌ وأقْراءٌ وقُرْيانٌ، واللَّبَنُ الخاثِرُ لم يُمْخَضْ.
وقَرِيُّ الخَيْلِ: وادٍ.
والقَرِيَّانِ: ع.
واسْتَقْرَى واقْتَرَى وأقْرَى: طَلَبَ ضِيافَةً. وهو مِقْرًى للضَّيْفِ ومِقْراءٌ، وهي مِقْراةٌ ومِقْراءٌ.
والمِقْراةُ أيضاً: القَصْعَةُ يُقْرَى فيها.
والمَقارِي: القُبورُ.
والقَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: العَصا، وقَرْيَةُ النَّمْلِ، وأعوادٌ فيها فُرَضٌ، يُجْعَلُ فيها رأسُ عُودِ البَيْتِ، وعُودُ الشِّراعِ الذي في عُرْضِهِ من أعلاهُ، أو في أعْلَى الهَوْدَجِ. وكسُمَيَّةَ: ثَلاثُ مَحالَّ بِبَغْدَادَ،
وع لطَيِّئٍ.
وقَرَيْتُ الصَّحيفةَ، فهي مَقْرِيَّةٌ: لُغَةٌ في قَرَأْتُها.
والقارِيَةُ: أسْفَلُ الرُّمْحِ، أو أعْلاهُ، وحَدُّهُ، وحَدُّ السَّيْفِ، وبالتشديدِ: طائِرٌ إذا رَأَوْهُ، اسْتَبْشَروا بالمَطَرِ، كأَنَّهُ رسولُ الغَيْثِ، أو مُقَدِّمَةُ السَّحابِ
ج: قوارِيُّ.

الحَوْلُ

الحَوْلُ: السنَّة لأنها تحول أي تمضي.
الحَوْلُ: السَّنَةُ، ج: أحْوالٌ وحُؤولٌ وحُوُولٌ.
وحالَ الحَوْلُ: تَمَّ، وأحالهُ اللهُ تعالى.
وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤولاً: أتَى.
وأحالَ: أسْلَمَ، وصارتْ إِبلُهُ حائِلاً فلم تَحْمِلْ،
وـ الشيءُ: أتَى عليه حَوْلٌ،
كاحْتالَ،
وـ بالمكانِ: أقامَ به حَوْلاً،
كأَحْوَلَ به،
وـ الحَوْلَ: بَلَغَه،
وـ الشيءُ: تَحَوَّلَ،
كحالَ حَوْلاً وحُؤولاً،
وـ الغَريمَ: زَجَّاهُ عنه إلى غَريمٍ آخرَ، والاسمُ: الحَوالَةُ، كسحابةٍ،
وـ عليه: اسْتَضْعَفَهُ،
وـ عليه الماءَ: أفْرَغَهُ،
وـ عليه بالسَّوْطِ: أقْبَلَ،
وـ الليلُ: انْصَبَّ على الأرضِ،
وـ في ظَهْرِ دابَّتِه: وثَبَ واسْتَوَى،
كحالَ،
وـ الدارُ: أتَى عليها أحْوالٌ،
كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها.
وأحْوَلَ الصبيُّ، فهو مُحْوِلٌ: أتَى عليه حَوْلٌ.
والحَوْلِيُّ: ما أتَى عليه حَوْلٌ من ذي حافِرٍ وغيرِه، وهي: بهاءٍ، ج: حَوْليَّاتٌ،
(والمُسْتَحالَةُ) والمُسْتَحيلَةُ من القِسِيِّ: المُعْوَجَّةُ، وقد حالَتْ،
وـ من الأرضِ: التي تُرِكَتْ حَوْلاً أو أحْوالاً، وكلُّ ما تَحَوَّلَ أو تَغَيَّرَ من الاسْتواءِ إلى العِوَجِ،
فقد حالَ واسْتَحالَ.
والحَوْلُ والحَيْلُ والحِوَلُ، كعِنبٍ،
والحَوْلَةُ والحِيلَةُ والحَويلُ والمَحالَةُ والمَحالُ والاحْتيالُ والتَّحَوُّلُ والتَّحَيُّلُ: الحِذْقُ، وجَوْدَةُ النَّظَرِ، والقُدْرَةُ على التَّصَرُّفِ. والحِوَلُ والحِيَلُ والحِيلاتُ: جُموعُ حِيلَةٍ.
ورجُلٌ حُوَلٌ، كصُرَدٍ وبُومَةٍ وسُكَّرٍ وهُمَزَةٍ،
وحَوالِيُّ، ويُضَمُّ،
وحَوَلْوَلٌ وحُوَّلِيٌّ، كسُكَّرِيٍّ: شديدُ الاحْتيالِ. وماأحْوَلَهُ وأحْيَلَهُ، وهو أحْوَلُ منكَ وأحْيَلُ.
ولا مَحالَةَ منه، بالفتح: لا بُدَّ.
والمُحالُ من الكلامِ، بالضم: ما عُدِلَ عن وجههِ،
كالمُسْتَحيلِ.
وأحالَ: أتَى به.
والمِحْوالُ: الكثيرُ المُحالِ.
وحَوَّلَهُ: جَعَلَهُ مُحالاً،
وـ إليه: أزالَهُ، والاسمُ: كعِنبٍ وأميرٍ،
وـ الشيءُ: تَحَوَّلَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
وـ المَجَرَّةُ: صارتْ في وَسَطِ السماءِ، وذلك في الصَّيفِ. وهو حَوالَيْهِ وحَوْلَهُ وحَوْلَيْهِ وحَوالَهُ وأحْوالَهُ: بمعنىً.
واحْتَوَلوهُ: احْتاشُوا عليه.
وحاوَلَهُ حِوالاً ومُحاوَلَةً: رامَهُ، والاسمُ: الحَويلُ، وكلُّ ما حَجَزَ بين شَيْئَيْنِ،
فقد حالَ بينهما، واسمُ الحاجِزِ: ككِتابٍ وصُرَدٍ وجَبَلٍ.
وحَوالُ الدَّهْرِ، كسحابٍ: تَغَيُّرهُ، وصَرْفُه.
وهذا من حُوْلَةِ الدَّهْرِ، بالضم،
وحَوَلانِه، محرَّكةً،
وحِوَلِه، كعِنَبٍ،
وحُوَلائِهِ، بالضم: من عَجائِبِه.
وتَحَوَّلَ عنه: زالَ إلى غيرِهِ، والاسم: كعِنَبٍ، ومنه: {لا يَبْغونَ عنها حِوَلاً} ،
وـ: حَمَلَ الكارَةَ على ظَهْرِهِ،
وـ في الأمِر: احْتالَ،
وـ الكِساءَ: جَعَلَ فيه شيئاً ثم حَمَلَهُ على ظَهْرِهِ.
والحائلُ: المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ،
وع بِجَبَلَيْ طَيِّئٍ،
وع بنَجْدٍ.
والحَوالَةُ: تَحْويلُ نَهْرٍ إلى نَهْرٍ.
والحالُ: كِينَةُ الإِنْسانِ، وما هو عليه،
كالحالَة، والوَقْتُ الذي أنْتَ فيه، ويُذَكَّرُ، ج: أحْوالٌ وأحْوِلَةٌ.
وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ: تَوَخَّى الحالَ التي يَنْشَطُ فيها لِقَبولها.
وحالاتُ الدَّهْرِ وأحْوالُهُ: صُروفُهُ.
والحالُ أيضاً: الطينُ الأَسْوَدُ، والتُّرابُ اللَّيِّنُ، ووَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنْفَضُ في ثَوْبٍ، والزَّوْجَةُ، واللَّبَنُ، والحَمْأَةُ، وما تَحْمِلُهُ على ظَهْرِكَ ما كانَ، والعَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ، ومَوْضِعُ اللِّبْدِ من الفَرَسِ، أو طَريقَةُ المَتْنِ، والرَّمادُ الحارُّ، والكِساءُ يُحْتَشُّ فيه،
ود باليمنِ بِديارِ الأَزْدِ.
والحَوْلَةُ: القُوَّةُ، والتَّحَوُّلُ والانْقِلابُ، والاسْتِواءُ على ظَهْرِ الفَرَسِ، وبالضم: العَجَبُ، ج: حُولٌ،
وـ: الأَمرُ المُنْكَرُ.
واسْتَحالَهُ: نَظَرَ إليه هل يَتَحَرَّكُ.
وناقَةٌ حائِلٌ: حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ، أو التي لم تَلْقَحْ سَنَةً أو سَنَتَيْنِ أو سَنَواتٍ، وكذلك كلُّ حائلٍ، ج: حِيالٌ وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ،
وحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ: مبالَغَةٌ، أو إن لم تَحْمِلْ سَنَةً: فحائِلٌ، أو سَنَتَيْنِ: فحائلُ حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤولاً وحِيالاً وحِيالَةً، وأحالَتْ وحَوَّلَتْ، وهي مُحَوِّلٌ.
والحائِلُ: الأُنْثَى من أولادِ الإِبِلِ ساعَةَ تُوضَعُ، والذَّكَرُ منها: سَقْبٌ، يقالُ: نُتِجَتِ الناقَةُ حائِلاً حَسَنَةً،
وـ: نَخْلَةٌ حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِلْ عَاماً. وقُرَّةُ بنُ حَيْوِيلٍ: مُحَدِّثٌ.
والمَحالَةُ: المَنْجَنونُ، والبَكْرَةُ العظيمةُ، ج: مَحالٌ ومَحاوِلُ، وواسِطَةُ الظَّهْرِ والفِقَارِ،
كالمَحالِ.
والحَوَلُ، محرَّكةً: ظُهورُ البَياضِ في مُؤْخِرِ العينِ، ويكونُ السَّوادُ من قِبَلِ الماقِ، أو إِقْبالُ الحَدَقَةِ على الأَنْفِ، أو ذَهابُ حَدَقَتِها قِبَلَ مُؤْخِرِها، أَو أن تكونَ العَيْنُ كأنما تَنْظُرُ إلى الحَجَاجِ، أو أن تَميلَ الحَدَقَةُ إلى اللِّحَاظِ، وقد حَوِلَتْ وحالَتْ تَحالُ، واحْوَلَّتِ احْوِلالاً. ورجُلٌ أحْوَلُ وحَوِلٌ، ككَتِفٍ.
وأحالَ عَيْنَه وحَوَّلَها: صَيَّرَها حَوْلاءَ.
والحِوَلاءُ، كالعِنَباءِ والسِيَراءِ، ولا رابعَ لها، وتُضَمُّ: كالمَشيمَةِ للناقَةِ، وهي جِلْدَةٌ خَضْراءُ مَمْلوءَةٌ ماءً، تَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ، فيها أغْراسٌ وخُطوطٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ، ومنه: نَزَلوا في مثلِ حِوَلاءِ الناقَةِ: يُريدونَ الخِصْبَ، وكثْرَةَ الماءِ والخُضْرَةِ.
واحْوالَّتِ الأرضُ: اخْضَرَّتْ، واسْتَوَى نَباتُها. وكعِنَبٍ: الأُخْدودُ يُغْرَسُ فيه النَّخْلُ على صَفٍّ.
والحِيالُ: خَيْطٌ يُشَدُّ من بِطانِ البَعيرِ إلى حَقَبِهِ، لِئَلاَّ يَقَعَ الحَقَبُ على ثيلِهِ، وقُبالَةُ الشيءِ.
وقَعَدَ حِيالَهُ وبِحيالِهِ: بإِزائِهِ.
والحَويلُ: الشاهِدُ،
وع، والكَفيلُ، والاسمُ: الحَوالَةُ. وعبدُ اللهِ بنُ حَوالَةَ، أو ابنُ حَوْلِيٍّ: صَحابِيٌّ.
وبَنو حَوالَةَ: بَطْنٌ. وعبدُ اللهِ بنُ غَطَفانَ، كانَ اسْمُه عبدَ العُزَّى، فَغَيَّرَهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فَسُمِّيَ بَنُوهُ: بني مُحَوَّلَةَ، كمُعَظَّمَةٍ.
والمُحَوَّلُ: ع غَرْبِيَّ بَغْدادَ.
وحاوَلْتُ له بَصَرِي: حَدَّدْتُهُ نحوه، ورَمَيْتُ به.
وامرأةٌ مُحيلٌ، وناقةٌ مُحيلٌ ومُحْوِلٌ ومُحَوِّلٌ: وَلَدَتْ غُلاماً إِثْرَ جاريةٍ، أو عَكَسَتْ.
ورجُلٌ مُسْتَحالَةٌ: طَرَفا ساقَيْهِ مُعْوَجَّانِ.
والمُسْتَحيلُ: المَلْآنُ.
وحالَةُ: ع بِديارِ بني القَيْنِ.
وحَوْلايا: ة من عَمَلِ النَّهْــرَوانِ.
وحُوالَى، بالضم: ع.
وذو حَوْلانَ: ع باليمنِ.
ط وتَحاويلُ الأرض: أن تُخْطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً ط.
والحَوَلْوَلُ: المُنْكَرُ الكَميشُ.
وذو حَوالٍ، كسحابٍ: قَيْلٌ.

بَرْقَعِيدُ

بَرْقَعِيدُ، كزَنْجَبيلٍ: د قُرْبَ المَوْصِلِ.
بَرْقَعِيدُ:
بالفتح، وكسر العين وياء ساكنة، ودال:
بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باشزّى، قال أحمد بن الطيب السرخسي: برقعيد بلدة كبيرة من أعمال الموصل من كورة البقعاء وبها آبار كثيرة عذبة، وهي واسعة وعليها سور ولها ثلاثة أبواب: باب بلد، وباب الجزيرة، وباب نصيبين، وعلى باب الجزيرة بناء لأيوب بن أحمد وفيها مائتا حانوت. قلت أنا: كانت هذه صفتها في قرابة سنة 300 بعد الهجرة، وكان حينئذ ممرّ القوافل من الموصل إلى نصيبين عليها، فأما الآن فهي خراب صغيرة حقيرة، وأهلها يضرب بهم المثل في اللصوصية، يقال: لصّ برقعيديّ، وكانت القوافل إذا نزلت بهم لقيت منهم الأمرّين. حدثني بعض مجاوريها من أهل القرى أن قفلا نزل تحت بعض جدرانها احترازا وربط رجل من أهل القفل حمارا له تحت ذلك الجدار خوفا عليه من السّرّاق وجعل الأمتعة دونه واشتغلوا بالعسّ وحراسة ما تباعد عن الجدار لأنهم أمنوا ذلك الوجه، فصعد البرقعيديّون على الجدار وألقوا على الحمار الكلاليب وأنشبوها في برذعته واستاقوه إليهم وذهبوا به ولم يدر به صاحبه إلى وقت الرحيل، فلما كثرت منهم هذه الأفاعيل تجنبتهم القوافل وجعلوا طريقهم على باشزّى وانتقلت الأسواق إلى باشزّى. وبين برقعيد والموصل أربعة أيام وبينها وبين نصيبين عشرة فراسخ، ومن برقعيد هذه كان بنو حمدان التغلبيون سيف الدولة وأهله، وقال
شاعر يهجو سليمان بن فهد الموصلي مستطردا ويمدح قرواش بن المقلّد أمير بني عقيل:
وليل كوجه البرقعيديّ، ظلمة، ... وبرد أغانيه وطول قرونه
سريت، ونومي فيه نوم مشرّد ... كعقل سليمان بن فهد ودينه
على أولق فيه الهباب، كأنه ... أبو جابر في خبطه وجنونه
إلى أن بدا ضوء الصباح، كأنه ... سنا وجه قرواش وضوء جبينه
وقال الصّولي: دخل رجل على أيوب بن أحمد ببرقعيد فأنشده شعرا فجعل يخاطب جارية ولا يسمع له فخرج وهو يقول:
أدب، لعمرك، فاسد ... مما تؤدّب برقعيد
من ليس يدري ما يري ... د فكيف يدري ما نريد؟
من ليس يضبطه الحدي ... د، فكيف يضبطه القصيد؟
علم هنالك مخلق، ... والجهل مقتبل جديد
وقد نسب إليها قوم من الرّواة، منهم: الحسن ابن عليّ بن موسى بن الخليل البرقعيدي، سمع ببيروت أحمد بن محمد بن مكحول البيروتي وبأطرابلس خيثمة بن سليمان وعبد الله بن إسماعيل وبالرملة زيد بن الهيثم الرملي وبقيسارية أحمد بن عبد الرحمن القيسراني وبالموصل عبد الله بن أبي سفيان وأبا جابر زيد بن عبد العزيز وببلد أبا القاسم النعمان ابن هارون وبحرّان أبا عروبة وبرأس عين أبا عبد الله الحسين بن موسى بن خلف الرّسعني وغير هؤلاء، وأحمد بن عامر بن عبد الواحد بن العباس الربعي البرقعيدي، سمع بدمشق أحمد بن عبد الواحد بن عبّود ومحمد بن حفص صاحب واثلة وشعيب بن شعيب بن إسحاق والهيثم بن مــروان العبسي وبغيرها معروف بن أبي معروف البلخي ومحمد بن حماد بن مالك ومؤمّل بن إهاب وغيرهم، روى عنه أبو أحمد بن عدي ومحمد بن أحمد بن حمدان المروروذي وأبو محمد الحسن بن علي البرقعيدي وغيرهم، وكان يسكن نصيبين، وقال أبو أحمد بن عليّ: وكان شيخا صالحا.

البَوْنُ

البَوْنُ: (كُورتانِ باليمن، أعْلَى وأسْفَلَ، وفيهما البئْرُ المُعَطَّلَةُ، والقَصْرُ المَشِيدُ المَذْكورتانِ في التَّنْزيلِ، وبالضم) : مسافةُ ما بين الشيْئَيْنِ، ويفتحُ،
وع بِبلادِ مُزَيْنَةَ،
ود باليمن،
وة بهراة.
وتلُّ بُونَى، كشُورَى: ة بالكوفَة.
والبُوانُ، بالضم والكسر: عَمودٌ للخِباءِ
ج: أبْوِنَةٌ وبُونٌ، بالضم وكصُرَدٍ.
وبانَةُ بنتُ بهزِ ابنِ حكيمٍ.
وعَمْرُو بنُ بانَةَ المُغَنِّي: له نَوادِرُ.
والبَوْنَةُ: البنْتُ الصغيرةُ،
وبالضم: د بإفْريقيةَ، منها: مَــرْوانُ بننُ محمدٍ شارحُ المُوَطَّأِ، وأحمدُ بنُ عليٍّ شيخُ الطريقةِ.
وجَدُّ الوليدِ بنِ أبانَ بنِ بُونَةَ: محدِّثٌ، ووادٍ.
وعبدُ المَلِكِ بنُ بُوْنُهْ، بضم الباءِ والنونِ: شيخٌ أنْدَلُسِيٌّ، رَوَى عنه ابنُ دِحْيَةَ.
وبُوانَةُ، كثُمامَةَ: هَضْبةٌ وراءَ يَنْبُعَ، وماءَةٌ لبني جُشَمَ، وماءٌ لبني عُقَيْلٍ.
وشِعْبُ بَوَّانٍ، كشَدَّادٍ: بفارِسَ، إحدَى الجِنانِ الأرْبَعِ الدُّنْيَوِيَّةِ.
وبُواناتُ، بالضم: ع بها أيضاً.
والبانُ: ة بمصرَ،
وة بنَيْسابورَ، وشجرٌ، ولِحَبِّ ثَمَرِهِ دُهْنٌ طَيِّبٌ، وحَبُّه نافِعٌ للبَرَشِ، والنَّمَشِ، والكَلَفِ، والحَصَفِ، والبَهَقِ، والسَّعَفَةِ، والجَرَبِ، وتَقَشُّرِ الجِلْدِ طِلاءٌ بالخَلِّ، وصَلابَةِ الكَبِدِ والطِّحالِ شُرْباً بالخَل، ومِثْقالٌ منه شُرْباً مُقَيِّئٌ مُطْلِقٌ بَلْغَماً خاصَّاً.
وذو البانِ: ع، وجبلٌ.
وأبْوانُ: ة بِدِمْياطَ، وقَرْيتانِ بالصَّعيد.
والبُوَيْنُ: ع،
وبانَهُ يَبُونُهُ كَيبينُهُ.
وبانُويَةُ: والِدُ عبدِ الباقي الإِمامِ النَّحْوِيِّ، وجَدُّ طاهِرِ بنِ أبي بَكْرٍ المحدِّثِ.

الجَوْنُ

الجَوْنُ:
الذي ذكرنا أنه من الأضداد: جبل وقيل حصن باليمامة من بناء طسم وجديس، قال المتلمس:
ألم تر أن الجون أصبح راسيا ... تطيف به الأيام ما يتأيّس
عصى تبّعا، أيام أهلكت القرى، ... يطان عليه بالصفيح ويكلس
الجَوْنُ: النَّباتُ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِهِ، والأحْمَرُ، والأبْيَضُ، والأسْوَدُ، والنَّهارُ
ج: جُونٌ، بالضم،
وـ من الإِبِلِ والخَيْلِ: الأدْهَمُ، وأفْراسٌ لمَــرْوانَ بنِ زنْباعٍ العَبْسِيِّ، والحَارِثِ بنِ أبِي شِمْرٍ الغَسَّانِيِّ، وحَسيلٍ الضَّبِّيِّ، وقَتْبِ بنِ سُلَيْطٍ النَّهْدِيِّ، ومالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ اليَرْبوعِيِّ، وامرِئِ القَيْسِ بنِ جُحْرٍ، وعَلْقَمَةَ بنِ عَدِيٍّ، ومُعاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ.
وجَوْنُ ابنُ قَتَادَةَ: صَحابِيٌّ، أو تابِعِيٌّ.
والجَوْنانِ: طَرَفا القَوْسِ. وأبو عِمرانَ عبدُ المَلِكِ بنُ حَبيبٍ الجُونِيُّ، بالضم، وابْنُه عُوَيْدٌ: مُحَدِّثانِ.
والجَوْنَةُ: الشَّمْسُ، والأحْمَرُ، والفَحْمَةُ،
وة بينَ مَكَّةَ والطائِفِ، وبالضم: الدُّهْمَةُ في الخَيْلِ، وسُلَيْلَةٌ مُغَشَّاةٌ أدَماً تكونُ مع العَطَّارِينَ، وأصْلُهُ الهَمْزُ
ج: كصُرَدٍ، والجَبَلُ الصَّغيرُ.
والجُونِيُّ، بالضم: ضَرْبٌ من القَطا.
والتَّجَوُّنُ: تَبْيِيضُ بابِ العَرُوسِ، وتَسْويدُ بابِ المَيِّتِ. وكزُبَيْرٍ: كُورَةٌ بخُراسانَ،
وة بسَرْخَسَ.
والجَوْناءُ: الشَّمْسُ، والقِدْرُ، والناقَةُ الدَّهْماءُ،
من قَوْلِهِم: جانَ وجْهُه، أي: اسْوَدَّ.
وماءٌ مُجَوْجَنٌ: مُنْتِنٌ،
وسَمَّوْا: جُواناً، كغُرابٍ، وزُبَيْرٍ.
والجَوْنينُ: ة بالبَحْرَيْنِ.
والجَوَّانَةُ: الاسْتُ.
وجاوانُ: قَبيلَةٌ من الأكْرادِ، سَكَنوا الحِلَّةَ المَزْيَدِيَّةَ،
منهم الفَقيهُ محمدُ بنُ عليٍّ الجاوانِيُّ.

القَرْنُ

القَرْنُ: الرَّوْقُ من الحَيَوانِ، وموضِعُهُ من رَأسِنا، أو الجانِبُ الأَعْلَى من الرأسِ
ج: قُرونٌ، والذُّؤَابَةُ، أو ذُؤَابَةُ المرأةِ، والخُصْلَةُ من الشَّعَرِ، وأعْلَى الجَبَلِ
ج: قِرانٌ،
وـ من الجَرادِ: شَعْرَتانِ في رأسه، وغِطاء للهَوْدَجِ، وأوَّلُ الفَلاةِ،
وـ من الشَّمْسِ: ناحِيَتُها، أو أعْلاَها، أو أوَّلُ شُعاعِها،
وـ من القومِ: سَيِّدُهُمْ،
وـ من الكَلأَِ: خَيْرُهُ، أو آخِرُهُ، أو أنفُهُ الذي لم يُوطأْ، والطَّلَقُ من الجَرْيِ، والدُّفْعَةُ من المَطَرِ، ولِدَةُ الرَّجُلِ،
وهو على قَرْني: على سِنِّيْ وعُمْرِي،
كالقَرِينِ، وأربعُونَ سَنَةً، أَو عَشَرَةٌ، أو عِشْرُونَ، أَو ثَلاثُونَ، أَو خَمْسُونَ، أَو سِتُّونَ، أَو سَبْعُونَ، أو ثمانونَ، أَو مِئةٌ، أَو مِئَةٌ وعشْرُونَ، والأوَّلُ أصَحُّ، لِقَوْلِهِ، صلى الله عليه وسلم، لِغُلامٍ:
"عشْ قَرْناً"، فَعاشَ مِئَةَ سَنَةٍ، وكُلُّ أُمَّةٍ هَلَكَتْ، فلمْ يَبْقَ منها أحَدٌ، والوَقْتُ من الزَّمانِ، والحَبْلُ المَفْتُولُ من لِحَاءِ الشَّجَرِ، والخُصْلَةُ المَفْتُولَةُ من العِهْنِ، وأسْفَلُ الرَّمْلِ، والعَفَلَةُ الصَّغيرَةُ، والجَبَلُ الصَّغيرُ، أَو قِطْعَةٌ تَنْفَرِدُ من الجَبَلِ
ج: قُرونٌ وقِرانٌ، وحَدُّ السَّيْفِ والنَّصْلِ،
كقُرْنَتِهما، بالضم، وحَلْبَةٌ من عَرَق، وأهْلُ زَمانٍ واحِدٍ، وأُمَّةٌ بعدَ أُمَّةٍ، والمِيلُ على فَمِ البِئْرِ للبَكْرَةِ إذا كانَ من حِجَارَةٍ والخَشَبِيُّ دِعامَةٌ، ومِيلٌ واحِدٌ من الكُحْلِ، والمَرَّةُ الواحِدَةُ، وجَبَلٌ مُطِلٌّ على عَرفاتٍ، والحَجَرُ الأَمْلَسُ النَّقِيُّ، ومِيقاتُ أهلِ نَجْدٍ،
وهي ة عندَ الطائِفِ، أَو اسمُ الوادي كُلِّهِ، وغَلِطَ الجَوهَرِيُّ في تَحْرِيكِه، وفي نِسْبَةِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ إليه، لأنه مَنْسُوبٌ إلى قَرَنِ بنِ رَدْمَانَ بنِ ناجِيَةَ بنِ مُرادٍ، أحَدِ أجْدَادِه، وكَوْكَبانِ حِيالَ الجَدْي، وشَدُّ الشيء إلى الشيء، وَوَصْلُه إليه، وجَمْعُ البعيرَيْنِ في حَبْلٍ،
وة بأرضِ النَّحَامةِ،
وة بين قُطْرُبُلَّ والمَزْرَقَةِ، منها خالِدُ بنُ زَيْدٍ،
وة بمِصِرَ، وجَبَلٌ بإفْرِيقِيَّةَ،
وقَرْنُ باعِرٍ وعِشارٍ والناعي وبَقْلٍ: حُصونٌ باليَمَنِ.
وقَرْنُ البَوْباتِ: وادٍ يَجيء من السَّراةِ،
وقَرْنُ غَزالٍ: ثَنِيَّةٌ م.
وقَرْنُ الذَّهَابِ: ع.
وقَرْنُ الشَّيْطَانِ،
وقَرْناهُ: أُمَّتُهُ، والمُتَّبِعونَ لرأيِهِ، أو قُوَّتُهُ وانْتِشَارُهُ أَو تَسَلُّطُه.
وذو القَرْنَيْنِ: إسْكَنْدَرُ الرُّومِيُّ، لأنه لَمَّا دَعَاهُمْ إلى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ضَرَبُوهُ على قَرْنِهِ، فأحْياهُ اللهُ تعالى، ثم دَعاهُم، فضربوهُ على قَرْنِهِ الآخَرِ، فماتَ، ثم أحياهُ اللهُ تعالى، أَو لأنه بَلَغَ قُطْرَي الأرضِ، أَو لضَفيرَتَيْنِ له، والمُنْذِرُ بنُ ماء السَّماء، لضَفيرَتَيْنِ كانَتَا في قَرْنَيْ رأسِهِ،
وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، كَرَّمَ اللُّه وجهَهُ، لقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لَكَ في الجَنَّةِ بَيْتاً ـ ويُرْوَى: كَنْزاً ـ وإنَّكَ لَذو قَرْنَيْهَا ـ أَي: ذُو طَرَفَي الجَنَّةِ ـ ومَلِكُهَا الأَعْظَمُ، تَسْلُكُ مُلْكَ جميعَ الجنةِ، كما سَلَكَ ذُو القَرْنَيْنِ جَميعَ الأرضِ"، أو ذُو قَرْنَيِ الأُمَّةِ، فأُضْمِرَتْ، وإن لم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهَا، أُو ذو جَبَلَيْهَا، للحَسَنِ والحُسَيْنِ، أَو ذُو شَجَّتَيْنِ في قَرْنَيْ رأسِه، إحداهُما من عَمْرِو بنِ وُدٍّ، والثانِيَةُ من ابنِ مُلْجَمٍ، لعنَهُ اللهُ، وهذا أصحُّ.
وَقَرْنُ الثُّمامِ: شَبيهٌ بالباقِلاء.
وذاتُ القرْنَيْنِ: ع قُرْبَ المدينةِ بين جَبَلَيْنِ.
والقِرْنُ، بالكسرِ: كُفْؤُكَ في الشَّجاعَةِ، أو عامٌّ، وبالتحريكِ: الجَعْبَةُ، والسَّيْفُ، والنَّبْلُ، وحَبْلٌ يُجْمَعُ به البَعيرانِ، والبعيرُ المَقْرونُ بآخرَ،
كالقَرِينِ، وخَيْطٌ من سَلَبٍ يُشَدُّ في عُنُقِ الفَدَّانِ،
كالقِرانِ، ككتابٍ، وجَدُّ أُوَيْسٍ المُتَقَدِّمِ،
ومَصْدَرُ الأَقْرَنِ، للمَقْرُونِ الحاجِبَيْنِ، وقد قَرِنَ، كفَرِحَ.
والقُرْنَةُ، بالضم: الطَّرَفُ الشاخِصُ من كلِّ شيء، ورأسُ الرَّحِمِ، أو زَاوِيَتُه، أَو شُعْبَتُهُ، أَو ما نَتَأَ منه.
وقَرَنَ بين الحَجِّ والعُمْرَةِ قراناً: جَمَعَ،
كأَقْرَنَ في لُغَيَّةٍ،
وـ البُسْرُ: جَمَعَ بين الإِرْطَابِ والإِبْسارِ.
والقَرِينُ: المُقَارِنُ،
كالقُرانى، كحُبارى
ج: قُرَناء، والمُصاحِبُ، والشَّيْطانُ المَقْرُونُ بالإِنْسانِ لا يُفَارِقُهُ، وسَيْفُ زَيْدِ الخَيْلِ.
وقَرينُ بنُ سُهَيْلِ بنِ قَرِينٍ، وأَبوه: مُحدِّثانِ.
وعلِيُّ بنُ قَرِينٍ: ضعيفٌ، وبهاءٍ: رَوْضَةٌ بالصَّمَّانِ، والنَّفْسُ،
كالقَرونَةِ والقَرُونِ والقَرينِ.
والقَرينانِ: أبو بكرٍ وطَلْحَةُ، رضي الله تعالى عنهُما، لأن عثمَانَ أخا طَلْحَةَ، قَرَنَهُمَا بحَبْلٍ.
والقِرانُ، ككِتابٍ: الجمعُ بين التَّمْرَتَيْنِ في الأَكْلِ، والنَّبْلُ المُسْتَوِيَةُ من عَمَلِ رجُلٍ واحدٍ، والمُصاحَبَةُ،
كالمُقارَنةِ.
والقَرْنانُ: الدَّيُّوثُ المُشارَكُ في قَرِينَتِه لزَوْجَتِهِ. وكصبورٍ: دابَّةٌ يَعْرَقُ سَرِيعاً، أو تَقَعُ حوافِرُ رِجْلَيْهِ مواقعَ يديهِ. وناقةٌ تَقْرُِنُ رُكْبَتَيْها إذا بَرَكَتْ، والتي يَجْتَمِعُ خِلفاها القادِمانِ والآخِرانِ، والجامِعُ بين تَمْرَتَيْنِ أو لُقْمَتَيْن في الأكْلِ.
وأقْرَنَ: رَمَى بسَهْمَيْنِ، ورَكِبَ ناقَةً حَسَنَةَ المَشْيِ، وحَلَبَ الناقَةَ القَرونَ، وضَحَّى بكَبْشٍ أقْرَنَ،
وـ للأمرِ: أطاقَهُ، وقَوِيَ عليه،
كاسْتَقْرَنَ،
وـ عن الأمرِ: ضَعُفَ، ضِدٌّ،
وـ عن الطَّريقِ: عَدَلَ، وعَجَزَ عن أمرِ ضَيْعَتِهِ، وأطاقَ أمْرَها، ضِدٌّ، وجَمَعَ بين رُطَبَتَيْنِ،
وـ الدَّمُ في العِرْقِ: كَثُرَ،
كاسْتَقْرَنَ،
وـ الدُّمَّلُ: حانَ تَفَقُّؤُهُ،
وـ فلانٌ: رَفَعَ رأسَ رُمْحِهِ لئَلاَّ يُصيبَ مَن أمَامَهُ، وباعَ الجَعْبَةَ، وباعَ الحَبْلَ، وجاء بأَسِيرَيْنِ في حَبْلٍ، واكْتَحَلَ كلَّ ليلةٍ مِيلاً،
وـ السماءُ: دامَتْ فلم تُقْلِعْ،
وـ الثُّرَيَّا: ارْتَفَعَتْ.
والقارُونُ: الوَجُّ، وبِلا لامٍ: عَتِيٌّ من العُتَاةِ، يُضْرَبُ به المَثَلُ.
والقَرِينَيْنِ: جَبَلاَنِ بِنَواحِي اليمامَةِ،
وع بِبَادِيَةِ الشامِ،
وة بِمَرْوِ الشاهِجَانِ، منها أبو المُظَفَّرِ محمدُ بنُ الحسنِ القَرِينَيْنِيُّ.
وذو القَرينَتَيْنِ: عَصَبَةُ باطِنِ الفَخِذِ
ج: ذَواتُ القَرائِنِ.
والقُرْنَتانِ: جَبَلٌ بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ في جهَةِ اليَمَنِ.
والقَرِينَةُ: ع.
وكزُبيرٍ: ة بالطائِفِ، وابنُ عُمَرَ، أو ابنُ إبراهيمَ، أو ابنُ عامِرِ بنِ سعد بنِ أبي وقَّاصٍ،
وموسى بنُ جَعْفَرٍ بنِ قُرَيْنٍ: مُحَدِّثونَ.
وقُرُونُ البَقَرِ: ع بِدِيارِ بني عامرٍ. وكشدَّادٍ: القارُورَةُ.
وكرُمَّانِ: ة باليَمامَةِ، واسْمٌ، وكمُعَظَّمَةٍ: الجِبالُ الصِغَارُ يَدْنُو بعضُها من بَعْضٍ. وعبدُ اللهِ، وعبدُ الرحمنِ، وعَقيلٌ، ومَعْقِلٌ، والنُّعْمَانُ، وسُوَيْدٌ، وسِنانٌ أولادُ مُقَرِّنٍ، كمُحَدِّثٍ: صَحابِيُّونَ.
ودُورٌ قَرائِنُ: يَسْتَقْبِلُ بعضُها بعضاً.
والقَرْنُوَةُ: الهَرْنُوَةُ، أو عُشْبَةٌ أخْرَى، ولا نَظِيرَ لَهما سِوَى عَرْقُوَةٍ وعَنْصُوَةٍ وتَرْقُوَةٍ وثَنْدُوَةٍ.
وسِقَاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنًى: مَدْبُوغٌ بها.
وحَيَّةٌ قَرْناء: لها كَلَحْمَتَيْنِ في رأسِها، وأكْثَرُ ما يَكُونُ في الأَفاعِي.
والقَيْــرَوانُ: الجَماعَةُ من الخَيْلِ، والقُفْلُ، ومُعْظَمُ الكَتِيبَةِ،
ود بالمَغْرِبِ.
وأقْرُنُ، بضمِّ الراء: ع بالرُّومِ.
والقُرَيْناء، كَحُمَيْراء: اللُّوبِيَاء،
والمَقْرُونُ من أسْبابِ الشِعْرِ: ما اقْتَرَنَتْ فيه ثَلاَثُ حركاتٍ بَعْدَها ساكِنٌ، كمُتَفا، مِنْ مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتن، من مُفَاعَلَتُنْ، فَمُتَفا: قَدْ قَرنَتِ السَّبَبَيْنِ بالحركةِ.
والقُرَناء من السُّوَرِ: ما يُقْرَأُ بِهِنَّ في كُلِّ ركعةٍ.
والقَرانِيا: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ ثَمَرُهُ كالزَّيْتُون، قابِضٌ مُجَفِّفٌ، مُدْمِلٌ للجِراحَاتِ الكِبارِ، مُضَادَّةٌ للجِراحاتِ الصِغَارِ.
والمِقْرَنُ: الخَشَبَةُ تُشَدُّ على رأسِ الثَّوْرَيْنِ.

الثَّرْوَةُ

الثَّرْوَةُ: كَثْرَةُ العَددِ من الناسِ والمالِ، ولَيْلَة يَلْتَقِي القمرُ والثُّرَيَّا.
وهذا مَثْرَاةٌ للمالِ: مَكْثَرَةٌ.
وثَرَى القومُ ثَراءً: كثُرُوا ونَمَوْا،
وـ المالُ: كذلك،
وـ بَنو فلانٍ بَني فلانٍ: كانوا أكْثَرَ منهم مالاً.
وثَرِيَ، كرضِيَ: كَثُرَ مالهُ،
كأَثْرَى.
ومالٌ ثَرِيٌّ، كغَنِيٍ: كثيرٌ.
ورجلٌ ثَرِيٌّ وأثْرَى، كأحْوَى: كثيرهُ.
والثَّــرْوانُ: الغَزيرُ الكثيرُ، وبِلا لامٍ: رجُلٌ.
وامرأةٌ ثَرْوَى: مُتَمَوِّلَةٌ.
والثُّرَيَّا: تَصْغِيرُها، والنَّجْمُ، لكَثْرَةِ كَواكِبِه مَعَ ضِيقِ المَحَلِّ،
وع، وبِئْرٌ بمكةَ، وابنُ أحمدَ الأَلْهانِيُّ المُحَدِّثُ، وأبْنِيَةٌ للمُعْتَضِدِ بِبَغْدَادَ، ومِياهٌ لمُحارِبٍ، ومِياهٌ للضِّبابِ.

الثَّرَى

الثَّرَى: النَّدى، والتُّرابُ النَّدِيُّ، أو الذي إذا بُلَّ، لم يَصِرْ طِيناً لازباً،
كالثَّرْياءِ، ممدودَةً، والخَيْرُ، والأرضُ، وهُما ثَرَيَانِ وثَــرَوانِ
ج: أثْراءٌ.
وثَرِيَتِ الأَرْضُ، كَرَضِيَ،
ثَرىً، فهي ثَرِيَّةٌ، كَغَنِيَّةٍ، وثَرْياءُ: نَدِيَتْ، ولانَتْ بَعْدَ الجُدوبَةِ واليُبْس.
وأثْرَتْ: كَثُرَ ثَراها.
وثَرَّى التَّرْبَةَ تَثْرِيَةً: بَلَّها،
وـ الأقِطَ: صَبَّ عليه ماءً ثم لَتَّهُ،
وـ المَكانَ: رَشَّهُ،
وـ فُلانٌ: ألْزَمَ يَدَيْهِ الثَّرَى.
ولَبِسَ أعْرابيٌّ عُرْيانٌ فَرْوَةً، فقالَ: الْتَقَى الثَّرَيان، أي: شَعَرُ العانَةِ وَوَبَرُ الفَرْوَة. ويُقالُ ذلك أيضاً إذا رَسَخَ المَطَرُ في الأَرْض حتى الْتَقَى ونَداها. وأبو ثُرَيَّةَ، كَسُمَيَّةَ أو كَغَنِيَّةٍ: سَبْرَةُ بنُ مَعْبَدٍ الجُهَنِيُّ، صَحابِيٌّ.

ذَرَتِ

ذَرَتِ الرِّيحُ الشيءَ ذَرْواً،
وأذْرَتْهُ وذَرَّتْهُ: أطارَتْهُ، وأذْهَبَتْه،
وذرا هو بنَفْسِه،
وـ الحِنْطَةَ: نَقَّاها في الريحِ، فتَذَرَّتْ،
وـ الشيءَ: كَسَرَهُ،
وـ الظَّبْيُ: أسْرَعَ،
وـ فُوهُ: سَقَطَ.
وذُراوَةُ النَّبْتِ، بالضم: ما ارْفَتَّ من يابِسِه فطارتْ به الريحُ، وما سَقَطَ من الطعامِ عند التَّذَرِّي، وما ذَرا من الشيءِ،
كالذُّرَى، بالضم.
وذُِرْوَةُ الشيءِ، بالضم والكسر: أعْلاهُ.
وتَذَرَّيْتُها: عَلَوْتُها.
وذَرَّيْتُه تَذْرِيَةً: مَدَحْتُه،
وـ تُرابَ المَعْدِنِ: طَلَبْتُ ذَهَبَه.
والمِذْــرَوانِ، بالكسر: أطْراف الأَلْيَةِ، بِلا واحِدٍ، أو هو المِذْرَى،
وـ من الرأسِ: ناحِيَتاهُ،
وـ من القَوْسِ: ما يَقَعُ عليها طَرَفُ الوَتَرِ من أعْلَى وأسْفَلَ.
وجاءَ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ: باغِياً مُتَهَدِّداً.
واسْتَذْرَتِ المِعْزَى: اشْتَهَتِ الفَحْلَ.
والذُّرَةُ، كثُبَةٍ: حَبٌّ م، أصْلُها: ذُرَوٌ.
وأبو الذَّرْيِ، كالسَّعْيِ: خالِدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الإِفْرِيقِيُّ،
وعليُّ بنُ ذَرْي الحَضْرَمِيُّ، وأنْعَمُ بنُ ذَرْيٍ الشَّعْبانِيُّ: محدِّثونَ.
وبِئْرُ ذَــرْوانَ: بالمدينةِ، أو هو ذُو أرْوانَ، بسكونِ الراءِ، وقيلَ: بتَحْرِيكِهِ أصَحُّ.

السَّرْوُ

السَّرْوُ: شَجَرٌ م، واحِدَتُه: بهاءٍ، وما ارْتَفَعَ عن الوادِي، وانْحَدَرَ عن غِلَظِ الجَبَلِ، ودُودٌ يَقَعُ في النَّباتِ، ومَحَلَّةُ حِمْيَرَ، ومَواضِعُ ذُكِرَتْ قُبَيْلُ، وإلقاءُ الشيءِ عَنْكَ،
كالإِسْراءِ والتَّسْرِيَةِ، والمُرُوءَةُ في شَرَفٍ. سَرُوَ، كَكَرُمَ ودَعا ورَضِيَ، سَرَاوَةً وسَرْواً وسَراً وسَرَاءً، فهو سَرِيٌّ
ج: أسْرِياءُ وسُرَواءُ وسُرًى.
والسَّرَاةُ: اسمُ جَمْعٍ
ج: سَرَواتٌ، وهي سَرِيَّةٌ من سَرِيَّاتٍ وسَرَايا.
وتَسَرَّى: تَكَلَّفَه، أو أخَذَ سُرِّيَّةً.
والسَّرْوَةُ، مُثَلَّثَةً: السَّهْمُ الصَّغيرُ القَصيرُ، أو عَريضُ النَّصْلِ طَوِيلُه.
والسَّرَاةُ: الظَّهْرُ
ج: سَرَواتٌ،
وـ من النَّهارِ: ارْتِفاعُه،
وـ من الطَّريقِ: مَتْنُه.
ومحمدُ بنُ سَرْوٍ: وَضَّاعٌ لِلحَديثِ.
وانْسَرَى الهَمُّ عَنِّي،
وسُرِّيَ: انْكَشَفَ.
والسِرْوُ، بالكسر: د قُرْبَ دِمْياطَ،
وة بِبَلْخَ.
وسَــرْوانُ: ة بِسِجِسْتانَ.
واسْتَرَيْتُهُم: اخْتَرْتُهم،
وـ المَوْتُ الحَيَّ: اخْتارَ سَراتَهُم.
وسَرَتِ الجَرادَةُ: باضَتْ. وإسرايِيِلُ، ويُهْمَزُ، واسْرايِينُ، ويُهْمَزُ: اسمٌ.
السَّرْوُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، على وزن الغزو، والسّرو: الشرف، والسرو من الجبل: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل، ومنه سرو حمير لمنازلهم وهو النّعف والخيف، والسرو:
شجرة، الواحدة سروة، والسّرو سخاء في مروءة:
وهو منازل حمير بأرض اليمن، وهي عدة مواضع:
سرو حمير، قال الأعشى:
وقد طفت للمال آفاقه ... عمان فحمص فأوريشلم
فنجران فالسرو من حمير، ... فأيّ مرام له لم أرم؟
وقال عبد الله بن الحارث الهمداني:
وما رحلت من سرو حمير ناقتي ... ليحجبها من دون بيتك حاجب
وسرو العلاة، وسرو مندد، وسرو بين، وسرو سحيم، وسرو الملا، وسرو لبن، وسرو رضعا، ذكره ابن السكيت، وسرو السواد بالشام، وسرو الرّعل بالرمل بجهمة، بينها وبين الماء من كل جهة ثلاث ليال بين فلاة أرض طيّء وأرض كلب، والسرو:
قرية كبيرة ممّا يلي مكّة، وإلى هذه السروات ينسب القوم الذين يحضرون مكّة يجلبون الميرة، وهم قوم غتم بالوحش أشبه شيء، قال طرفة بن العبد يذكر
قصة مرقّش:
وقد ذهبت سلمى بعقلك كلّه، ... فهل غير صيد أحرزته حبائله
كما أحرزت أسماء قلب مرقّش ... بحبّ كلمح البرق لاحت مخائله
وأنكح أسماء المراديّ، يبتغي ... بذلك عوف أن تصاب مقاتله
فلمّا رأى أن لا قرار يقرّه، ... وأنّ هوى أسماء لا بدّ قاتله
ترحّل عن أرض العراق مرقّش ... على طرب تهوي سراعا رواحله
إلى السرو، أرض قاده نحوها الهوى، ... ولم يدر أن الموت بالسرو غائلة
فغودر بالفردين، أرض نطيّة، ... مسيرة شهر دائب لا يواكله
فيا لك من ذي حاجة حيل دونها، ... وما كلّ ما يهوى امرؤ هو نائله
لعمري لموت لا عقوبة بعده ... لذي البثّ أشفى من هوى لا يزايله
فوجدي بسلمى مثل وجد مرقّش ... بأسماء إذ لا تستفيق عواذله
قضى نحبه وجدا عليها مرقّش، ... وعلّقت من سلمى خبالا أماطله
ومن حديث عمر، رضي الله عنه: لئن عشت إلى قابل لأسوّينّ بين الناس حتى يأتي الراعي حقه بسرو حمير لم يعرق فيه جبينه. والسرو أيضا: قرية بمصر من كور الدقهلية.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.