Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رسن

البَخَصُ

البَخَصُ، محركةً: لحمُ القَدَمِ، وفِــرْسِنُ البعيرِ، ولحمُ أُصُولِ الأصابعِ مما يَلِي الراحَةَ، ولحمٌ يُخالِطُهُ بَياضٌ من فَسادٍ فيه، ولحمٌ ناتِئٌ فوقَ العَيْنَيْنِ أو تَحْتَهُما كهيئةِ النَّفْخَةِ،
بَخِصَ، كفرِحَ،
فهو أبْخَصُ.
ورجلٌ مَبْخُوصُ القدمينِ: قليلُ لحْمِهما، كأنَّهُ قد نِيلَ منه، فَعَرِيَ مكانُهُ.
وبَخَصَ عَيْنَهُ، كَمَنَع: قَلَعَهَا بشَحْمِها.
والبَخِصُ، ككتِفٍ، من الضُّروعِ: الكثيرُ اللَّحْمِ والعُروقِ، وما لا يَخْرُجُ لَبَنُهُ إلاَّ بِشِدَّةٍ.
والتَّبَخُّصُ: التَّحْدِيقُ بالنَّظَرِ، وشُخُوصُ البَصَرِ، وانْقِلاَبُ الأجْفَانِ.
وبُخِصَتِ الناقةُ، كعُنِيَ فهي مَبْخُوصَةٌ: أصابَها داءٌ في بَخَصِهَا، فَظَلَعَتْ منه 

رشى

(رشى) : إذا كانَ مُطِيعاً له، تابعاً لمَسَرَّتِه.
رشى: الأَرْشِيَةُ: جَمْعُ الرِّشَاءِ لِــرَسَنِ الدَّوَابِّ والبِئْرِ. وأرْشَيْتُ الدَّلْوَ فهي مُرْشَاةٌ. وأرْشَتْ شَجَرَةُ الحَنْظَلِ إرْشَاءً: امتَدَّتْ أغْصَانُها فَصَارَتْ كالأَرْشِيَةِ. والرُّشَاءُ من النَّباتِ: يَكونُ بَقْلَةٌ في الرَّبيع ثُمَّ تَصِيرُ رِبَّةً وتَصْفَرُّ؛ لها وَرَقٌ. وقيل: هو قُطْنُ البَرِّيَّةِ. واسْتَرْشَى ما في الضَّرْعِ: أخْرَجَه. والمُسْتَرْشي: المَوْلُوْدُ حِيْنَ يَتَحَرَّكُ ويَطْلُبُ الرِّضَاعَ. واسْتِرْشاؤه: تَحْرِيْكُ ذَنَبِه. والإِرْشَاءُ: أنْ يُحَرِّكَ الفَصِيْلُ أصْلَ ذَنَبَه. وأرْشَى إليه سِلاَحَه: أي سَدَّدَه وأشْرَعَه. أرش: الأَرْشُ: ديَةُ الجراحَةِ. وأْتَرَشَ علينا فلانٌ: إذا أخَذَ الشَاةَ واللَّبَنَ بمائه. والأرْشُ: اسْمُ ذلك الشَيْءِ. وأرْشَوْهُ أرْشَاءً: باعُوْه ألْبَانَ إبِلهم بماءٍ قَلِيْبِه. وأْرِشَ فهو مَأْرُوْشٌ: طُلِبَ بأرْشِ الجراحَةِ. والتَّأْريْشُ: التَّحْرِيْشُ. والمَأْرُوْشُ: المَخْدُوْشُ، وقيا: المَخْلُوْقُ. والأرْشُُ: الخَلْقُ؛ بمَنْزِلَةِ الطَّمْشِ. وأرَشْتُه آرِشُه: أي أعْطَيْته. والأَرْشُ: أُرُوْشُ الرَّجُلِ في كُلِّ أِنَاءٍ وشَرَابٍ. وأُرَيْشٌ وأُرَاشُ: جَدُّ اسْمَاعِيْل بن إبْرَاهِيْم عليهما السَّلام.

كَنَسَ

(كَنَسَ)
- فِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَقْرأ فِي الصَّلَاةِ بالجَوارِي الكُنَّسِ» الجَوارِي:
الكَواكِب السَّيَّارة. والكُنَّس: جَمْعُ كانِس، وَهِيَ الَّتِي تَغِيب، مِن كَنَس الظّبْيُ، إِذَا تَغَيَّب واسْتَتر فِي كِنَاسِه، وَهُوَ الموضِع الَّذِي يأوِي إِلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ زِيَادٍ «ثُمَّ اطْرُقوا وَراءكم فِي مَكانِس الرِّيَب» المَكانِس: جَمْعُ مَكْنَس، مَفْعَل مِنَ الكِنَاس. وَالْمَعْنَى: اسْتَتِروا فِي مَوَاضِعِ الرِّيبة.
(س) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ «أَوَّلُ مَن لَبِس القَباء سُليمان عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا أدْخَل الرأسَ لِلُبْس الثِّيَابِ كَنَّسَت الشَّيَاطِينُ اسْتِهْزَاءً» يُقَالُ: كَنَّس أَنْفَهُ، إِذَا حَرَّكَهُ مُسْتَهْزِئًا، ورُوي: (كَنَّصَت) بِالصَّادِّ. يُقَالُ: كنَّص فِي وَجْه فُلان إِذَا اسْتَهْزَأ بِهِ.
كَنَسَ الظَّبْيُ يَكْنِسُ: دَخَلَ في كِناسِهِ،
كتَكَنَّسَ، وهو مُسْتَتَرُهُ في الشجرِ، لأنه يَكْنِسُ الرمْلَ حتى يَصِلَ
ج: كُنُسٌ وكُنَّسٌ، كرُكَّعٍ، وع.
والجَواري الكُنَّسُ: هي الخُنَّسُ، لأنها تَكْنِسُ في المَغِيبِ، كالظِّبَاء في الكُنُسِ، أو هي كُلُّ النُّجُومِ، لأنها تَبْدُو ليلاً وتَخْفَى نَهاراً، أو الملائكةُ، أو بَقَرُ الوَحْشِ وظِبَاؤُهُ.
والكُنَاسَةُ، بالضم: القُمَامَةُ،
وع بالكوفة. وسَمَّوْا: كُنَاسَةَ.
والكَنِيسَةُ: مُتَعَبَّدُ اليَهُودِ أو النصارى أو الكُفَّارِ، ومَرْسًى ببحرِ اليمنِ مما يَلِي زَبِيدَ، والمرأةُ الحَسْنَاء.
والكَنيسةُ السَّوداء: د بثَغْرِ المَصِيصَةِ.
والكُنَيِّسَةُ، تصغيرُ الكَنيسةِ: سبعةُ مَواضِعَ، سِتَّةٌ بمصْرَ،
ود قربَ عَكَّاء.
وفِــرْسِنٌ مَكْنُوسَةٌ، أي: مَلْساءُ الباطِنِ، أو جَرْداءُ الشَّعَرِ.
ومِكْنَاسَةُ الزَّيْتُونِ، بالكسر: د بالمغرب.
ومِكْناسَةُ: حِصْنٌ بالأنْدَلُس.
وتَكَنَّسَ: دَخَلَ الخَيْمَةَ،
وـ المرأةُ: دَخَلَتِ الهَوْدَجَ.

سَلَمَ

(سَلَمَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «السَّلامُ»
قِيلَ مَعْناه سلامتُه مِمَّا يلْحق الخَلق مِنَ العَيب والفَناء.
والسَّلَامُ فِي الأصْل السَّلَامَةُ. يُقَالُ سَلِمَ يَسْلَمُ سَلَامَةً وسَلَاماً. وَمِنْهُ قِيلَ للجنَّة دارُ السَّلامِ
، لِأَنَّهَا دارُ السَّلَامَةِ مِنَ الْآفَاتِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ عَلَى اللَّهِ، أحدُهم مَنْ يَدْخل بَيْتَهُ بِسَلَامً» أرادَ أَنْ يَلزَم بَيْتَهُ طَلَبًا لِلسَّلَامَةِ مِنَ الفِتَن ورَغبة فِي العُزلة. وَقِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ إذا دَخَل بيته سَلَّمَ.
والأول الوجه. (س) وَفِي حَدِيثِ التَّسْلِيمِ «قُلِ السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَام تَحيَّة الموْتَى» هَذَا إشارَةٌ إِلَى مَا جَرت بِهِ عادَتُهم فِي المَراثي، كَانُوا يُقَدّمون ضَمِيرَ الْمَيِّتِ عَلَى الدُّعاء لَهُ كَقَوْلِهِ:
عَليكَ سَلَامٌ مِنْ أَمِيرٍ وباَرَكَت ... يَدُ اللهِ فِي ذَاك الأدِيمِ المُمَزَّقِ
وَكَقَوْلِ الْآخَرِ:
عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قَيْسَ بنَ عاصمٍ ... ورحمتهُ مَا شاءَ أَنْ يترَّحما
وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لِأَنَّ المُسّلم عَلَى القَوم يتوقَّعُ الْجَوَابَ، وَأَنْ يُقال لَهُ عليكَ السلامُ، فَلَمَّا كَانَ الميتُ لَا يُتَوقع مِنْهُ جَوَابٌ جَعَلوا السلامَ عَلَيْهِ كَالْجَوَابِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْمَوْتَى كُفَّار الْجَاهِلِيَّةِ.
وَهَذَا فِي الدُّعاء بالخَير والمَدْح، فَأَمَّا فِي الشَرِّ والذَّم فيُقدَّم الضميرُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى «وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي» وقوله: «عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ» *.
وَالسُّنَّةُ لَا تَخْتلفُ فِي تَحِية الأمواتِ وَالْأَحْيَاءِ. ويشهَدُ لَهُ الْحَدِيثُ الصحيحُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخل الْقُبُورَ قَالَ: «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَار قَومٍ مُؤْمِنِينَ» .
والتَّسْلِيمُ مشتَقّ مِنَ السَّلَامِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى لسلامَتِه مِنَ العَيب والنَّقْص. وَقِيلَ معناهُ أَنَّ اللَّهَ مُطَّلع عَلَيْكُمْ فَلَا تَغْفُلوا. وَقِيلَ مَعْنَاهُ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكَ: أَيِ اسْمُ اللَّهِ عليك، إذ كَانَ اسمُ اللَّهِ يُذْكر عَلَى الأعْمال تَوقُّعا لاجْتماع مَعَانِي الْخَيْرَاتِ فِيهِ وانْتِفاء عَوارِض الْفَسَادِ عَنْهُ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ سَلِمْتَ مِنِّي فاجْعَلْني أَسْلَمُ مِنْكَ، مِنَ السَّلَامَةِ بِمَعْنَى السَّلَامِ.
وَيُقَالُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وسَلَامٌ عَلَيْكُمْ، وسَلَامٌ، بِحَذْفِ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ يَرِد فِي القُرآن غَالِبًا إِلَّا مُنَكَّراً كَقَوْلِهِ تعالى سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ
فأمَّا فِي تشهُّد الصلاةِ فيقالُ فِيهِ مُعرَّفا ومُنَكَّرا، والظاهرُ الأكثرُ مِنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ اخْتاَر التَّنْكِيرَ، وَأَمَّا فِي السَّلَامِ الَّذِي يَخْرج بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ فَروى الرَّبيعُ عَنْهُ أَنَّهُ لَا يكْفيه إِلَّا مُعرَّفا، فَإِنَّهُ قَالَ: أقلُّ مَا يَكْفِيهِ أَنْ يقولَ السلامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ نَقَص مِنْ هَذَا حَرْفا عَادَ فسلَّم. ووجْهُه أَنْ يَكُونَ أرَاد بِالسَّلَامِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمْ يَجُزْ حذفُ الألِف واللاَّم مِنْهُ، وكانُوا يَسْتَحسنون أَنْ يَقُولوا فِي الأوَّل سلامٌ عَلَيْكُمْ، وَفِي الآخِر السلامُ عَلَيْكُمْ، وتكونُ الألفُ واللامُ للعَهْد. يَعْنِي السَّلَامَ الْأَوَّلَ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَان بْنِ حُصَين «كَانَ يُسَلَّمُ عليَّ حَتَّى اكْتويْتُ» يَعْنِي أنَّ الملائكةَ كَانَتْ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا اكْتَوى بِسَبَبِ مَرَضه تَرَكُوا السلامَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الكَىَّ يَقدَح فِي التَّوكل والتَّسْلِيمِ إِلَى اللَّهِ والصَبرِ عَلَى مَا يُبْتَلى بِهِ العبدُ وَطَلَبِ الشِّفَاءِ مِنْ عِنْدِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ قَادِحًا فِي جَوَازِ الكَىِّ ولكنَّه قادحٌ فِي التَّوكّل، وَهِيَ دَرَجَةٌ عاليةٌ وَرَاءَ مُبَاشرة الْأَسْبَابِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ «أَنَّهُ أخَذَ ثَمانين مِنْ أهْل مَكَّةَ سَلْماً» يُرْوى بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا، وَهُمَا لُغَتان فِي الصُّلْحِ، وَهُوَ المرادُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى مَا فسَّره الحُمَيْدي في غَرِيبه. وقال الخطَّابي: أَنَّهُ السَّلَمُ بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ، يُرِيدُ الِاسْتِسْلَامَ والإذعان، كقوله تعالى وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
أَيْ الِانْقِيَادَ، وَهُوَ مصدرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ. وَهَذَا هُوَ الْأَشْبَهُ بالقَضِية؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُؤْخّذوا عَنْ صُلْح. وَإِنَّمَا أُخِذوا قَهْرا وأَسْلَمُوا أنْفُسهم عَجْزا، وللأوَّل وجْه، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ تَجْرِ مَعَهُمْ حَرْب، وَإِنَّمَا لمَّا عجَزوا عَنْ دفْعهم أَوِ النَّجاة مِنْهُمْ رَضُوا أَنْ يُؤْخذوا أَسْرى وَلَا يُقتلوا، فَكَأَنَّهُمْ قَدْ صُولحوا عَلَى ذَلِكَ فسُّمى الانقيادُ صُلحا وَهُوَ السَّلَمُ.
وَمِنْهُ كِتَابُهُ بَيْنَ قُرَيش وَالْأَنْصَارِ «وَإِنَّ سِلْمَ المُؤمنين واحدٌ لَا يُسَالَمُ مؤمِن دُونَ مُؤمن» أَيْ لَا يُصَالح واحدٌ دُونَ أَصْحَابِهِ، وَإِنَّمَا يَقَعُ الصُّلح بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهم باجْتماع مَلَئهم عَلَى ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ «لآتينَّك برجُل سَلَمٍ» أَيْ أَسِيرٍ لِأَنَّهُ اسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ.
وَفِيهِ «أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ» هُوَ مِنَ المُسَالَمَةِ وتَرْك الْحَرْبِ. ويحتَمِل أَنْ يَكُونَ دُعاءً وإخْباراً:
إِمَّا دُعَاءً لَهَا أَنْ يُسَالِمَهَا اللَّهُ وَلَا يأمرُ بحَربْها، أَوْ أخْبَر أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَالَمَهَا ومنَع مِنْ حربْها.
وَفِيهِ «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يظلِمُه وَلَا يُسْلِمُهُ» يُقَالُ: أَسْلَمَ فُلَانٌ فُلاناً إِذَا ألْقاه إِلَى الهلَكة وَلَمْ يَحْمه مِنْ عدُوِّه، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ مَنْ أسْلمته إِلَى شَيْءٍ، لَكِنْ دَخَله التَّخْصِيص، وغَلَب عَلَيْهِ الالْقاء فِي الهلَكة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنِّي وهبْت لخالَتي غُلاما، فقلْت لَهَا لَا تُسْلِمِيهِ حَجَّاماً وَلَا صَائِغًا وَلَا قصَّاباً» أَيْ لَا تُعْطيه لِمَنْ يُعَلمه إِحْدَى هَذِهِ الصَّنَائِعِ، إِنَّمَا كِره الْحَجَّامَ والقصَّاب لِأَجْلِ النَّجاسة الَّتِي يباشِرَانها مَعَ تعذُّر الاحترازِ، وَأَمَّا الصائغُ فلِمَا يدخُل صَنْعَتَهُ مِنَ الْغِشِّ، وَلِأَنَّهُ يَصُوغ الذهب وَالْفِضَّةَ، وربَّما كَانَ مِنْ آنِيَةٍ أَوْ حَلْى لِلرِّجَالِ وَهُوَ حَرَام، ولكَثْرة الوعْد والكَذِب فِي إِنْجَازِ مَا يُسْتَعْمل عِنْدَهُ.
(س) وَفِيهِ «مَا مِنْ آدَمِيٍّ إلاَّ وَمَعَهُ شيطانٌ، قِيلَ: ومَعَك؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ» وَفِي رِوَايَةٍ «حَتَّى أَسْلَمَ» أَيِ انْقَاد وكفَّ عَنْ وَسْوَستي. وَقِيلَ دَخل فِي الْإِسْلَامِ فسَلمت مِنْ شَرِّهِ. وَقِيلَ إِنَّمَا هُوَ فَأَسْلَمُ بِضَمِّ الْمِيمِ، عَلَى أَنَّهُ فعلٌ مسْتَقبل: أَيْ أَسْلَمُ أَنَا مِنْهُ وَمِنْ شرِّه.
وَيَشْهَدُ لِلْأَوَّلِ:
(س) الْحَدِيثُ الْآخَرُ «كَانَ شيطانُ آدَمَ كَافِرًا وَشَيْطَانِي مُسْلِماً» .
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَسْلَم» يَعْنِي مِنْ قَوْمِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» يَعْنِي مُؤْمِنِي زَمانه، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ، وَإِنْ كَانَ مِنَ السَّابقين الْأَوَّلِينَ.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ يقولُ إِذَا دَخَلَ شهرُ رمضانَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي مِنْ رمضانَ وسَلِّمْ رَمَضَانَ لِي وسَلِّمْهُ مِنِّي» قَوْلُهُ سَلّمِني مِنْهُ أَيْ لَا يُصيبني فِيهِ مَا يَحُول بَيْنِي وبَينَ صَوْمه مِنْ مَرَض أَوْ غَيْرِهِ. وَقَوْلُهُ سَلِّمْهُ لِي: هُوَ أَنْ لَا يُغَمَّ عَلَيْهِ الهلالُ فِي أَوَّلِهِ أَوْ آخِرِهِ فَيْلتَبِس عَلَيْهِ الصومُ والفِطْر. وَقَوْلُهُ وسلِّمه مِنِّي: أَيْ يَعْصِمه مِنَ المَعَاصي فِيهِ.
وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «وَكَانَ عليٌّ مُسَلَّماً فِي شأنِها» أَيْ سَالِماً لَمْ يُبْد بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهَا.
ويُروى بِكَسْرِ اللَّامِ: أَيْ مُسَلِّماً للأمْرِ، والفتحُ أشبهُ: أَيْ أَنَّهُ لَمْ يقُل فِيهَا سُوءا.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ «أَنَّهُ أتَى الحجرَ فَاسْتَلَمَهُ» هُوَ افْتَعل مِنَ السَّلام: التَّحِيَّةُ.
وَأَهْلُ الْيَمَنِ يُسمُّون الركنَ الأسودَ المُحَيّا: أَيْ أنَّ النَّاسَ يُحَيُّونه بالسَّلام. وَقِيلَ هُوَ افْتَعل مِنَ السَّلَامِ وَهِيَ الْحِجَارَةُ، واحدِتُها سَلِمَةٌ بِكَسْرِ اللَّامِ. يُقَالُ اسْتَلَمَ الحجرَ إِذَا لِمسه وتَناوله.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ «بَيْنَ سَلَمٍ وأرَاك» السَّلَمُ شَجَرٌ مِنَ العِضَاهِ واحدتُها سَلَمَةٌ بِفَتْحِ اللَّامِ، وورَقها القَرَظ الَّذِي يُدبغ بِهِ. وَبِهَا سُمِّى الرَّجُلُ سَلَمَة، وتُجمعُ عَلَى سَلَمَاتٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ سَلَمَاتٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ» . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ جَمْعَ سَلِمَةٍ وَهِيَ الْحَجَرُ. (هـ) وَفِيهِ «عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ» السُّلَامَى: جَمْعُ سُلَامِيَة وَهِيَ الأُنْمُلَة مِنْ أَنَامِلِ الْأَصَابِعِ. وَقِيلَ واحدهُ وجمعهُ سَوَاءٌ. ويُجمَع عَلَى سُلَامِيَاتٍ وَهِيَ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مَفْصِلَين مِنْ أصابِع الإنْسانِ. وَقِيلَ السُّلَامَى: كُلُّ عَظْم مُجَوَّف مِنْ صِغَار العِظاَم: الْمَعْنَى عَلَى كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظاَم ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ. وَقِيلَ: إِنَّ آخِرَ مَا يَبْقى فِيهِ المُخ مِنَ الْبَعِيرِ إِذَا عَجِف السُّلامي والعَين. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
هُوَ عَظْمٌ يَكُونُ فِي فِــرْسِنِ البَعير.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ فِي ذِكْرِ السَّنَة «حَتَّى آلَ السُّلَامَى» أَيْ رَجَع إِلَيْهِ المُخُّ.
وَفِيهِ «مَنْ تَسَلَّمَ فِي شيءٍ فَلَا يَصْرفْه إِلَى غَيْرِهِ» يُقَالُ أَسْلَمَ وسَلَّمَ إِذَا أسْلف. والأسمُ السَّلَمُ، وَهُوَ أَنْ تُعطِىَ ذَهَبًا أَوْ فضَّة فِي سِلْعَة مَعْلُومَةٍ إِلَى أمدٍ مَعْلُومٍ، فَكَأَنَّكَ قَدْ أَسْلَمْتَ الثَّمَنَ إِلَى صَاحِبِ السِّلعة وسَلَّمْتَهُ إِلَيْهِ. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنْ يُسْلف مَثَلًا فِي بُرٍّ فيُعْطِيه المسْتَسْلف غَيْرَهُ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يأخُذَه. قَالَ القُتيبي: لَمْ أَسْمَعْ تفعَّل مِنَ السَّلم إِذَا دَفَعَ إلاَّ فِي هَذَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «كَانَ يَكْره أَنْ يُقَالَ: السَّلَمُ بِمَعْنَى السَّلف، وَيَقُولُ الْإِسْلَامُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» كَأَنَّهُ ضنَّ بِالِاسْمِ الَّذِي هُوَ مَوْضُوعٌ للطَّاعة والانْقِياد لِلَّهِ عَنْ أَنْ يُسَمىَّ بِهِ غَيره، وَأَنْ يستَعْمله فِي غَير طاعةِ اللَّهِ، وَيَذْهَبُ بِهِ إِلَى مَعْنى السَّلف. وَهَذَا مِنَ الإخْلاصِ بابٌ لَطِيفُ المَسْلك. وَقَدْ تكرَّر ذِكْرُ السَّلم فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُمْ مرُّوا بماءٍ فِيهِ سَلِيمٌ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ» السَّلِيمُ اللَّديغ. يُقَالُ سَلَمَتْهُ الحيَّة أَيْ لَدغَته. وَقِيلَ إِنَّمَا سُمِّى سَلِيماً تفاؤُلا بالسَّلامة، كَمَا قِيلَ للفَلاة المُهْلكة مَفَازَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ ذِكْرُ «السُّلَالِم» هِيَ بِضَمِّ السِّينِ، وَقِيلَ بِفَتْحِهَا: حِصنٌ مِنْ حُصُون خَيْبَرَ. وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا السُّلَالِيمُ.

العَروضُ

العَروضُ: مكةُ، والمدينةُ، حَرَسَهُما اللهُ تعالى، وما حَوْلَهُما،
وعَرَضَ: أتاها، والناقةُ التي لم تُرَضْ، وميزانُ الشِّعْرِ، لأَنه به يَظْهَرُ المُتَّزِنُ من المُنْكَسِرِ، أو لأَنها ناحيةٌ من العُلومِ، أو لأَنها صَعْبَةٌ، أو لأَنَّ الشِعْرَ يُعْرَضُ عليها، أو لأَنَّه أُلهِمَها الخليلُ بمكةَ، واسمٌ للجُزْءِ الأخيرِ من النِصْفِ الأوَّلِ، سالِماً أو مغَيَّراً، مُؤَنَّثَةٌ
ج: أعارِيضُ، والناحيةُ، والطريقُ في عُرْضِ الجبلِ في مَضيقٍ،
وـ من الكلامِ: فَحْواهُ، والمكانُ الذي يُعارِضُكَ إذا سِرْتَ، والكثيرُ من الشيءِ، والغَيْمُ، والسَّحابُ، والطعامُ، وفرسُ قُرَّةَ الأسَدِيِّ،
وـ من الغَنَم: ما يَعْتَرضُ الشَّوْكَ فَيَرْعاهُ.
وهو رَبوضٌ بِلا عَروضٍ، أي: بلا حاجةٍ عَرَضَتْ له.
وعَرَضَ: أتَى العَروضَ،
وـ له كذَا يَعْرِضُ: ظَهَرَ عليه وبدَا،
كعَرِضَ، كسَمِع،
وـ الشيءَ له: أظْهَرَهُ لهُ،
وـ عليه: أراهُ إياهُ.
وـ العُودَ على الإِناءِ،
وـ السَّيْفَ على فَخِذِه، يَعْرِضُه ويَعْرُضُه فيهما،
وـ الجُنْدَ عَرْضَ عَينٍ: أمَرَّهُم عليه، ونَظَرَ حالَهُم،
وـ له من حَقِّهِ ثَوْباً: أعْطَاهُ إياهُ مكانَ حَقِّه،
وـ له الغُولُ: ظَهَرَتْ،
وـ الناقةُ: أصابَهَا كَسْرٌ،
كعَرِضَ، بالكسر فيهما،
وـ الفرسُ: مَرَّ عارِضاً على جَنْبٍ واحدٍ،
وـ الشيءَ: أصابَ عُرْضَه،
وـ بِسِلْعَتِه: عارَضَ بها،
وـ القومَ على السيفِ: قَتَلَهم،
وـ على السَّوْطِ: ضَرَبَهم،
وـ الشيءُ: بَدَا،
وـ الحَوْضَ والقِرْبَةَ: ملأَهُما،
وـ الشاةُ: ماتتْ بمَرَضٍ،
وـ البعيرُ: أكلَ من أعراضِ الشجرِ، أي: أعاليهِ.
وعَرَضَ عَرْضَه، ويُضَمُّ، أي: نَحا نَحْوَه.
والعارِضُ: الناقةُ المريضةُ، أو الكسيرُ، وصَفْحَةُ الخَدِّ،
كالعارضةِ فيهما، والسَّحابُ المُعْتَرِضُ في الأُفُقِ، والجبلُ، ومنه: عارِضُ اليمامةِ، وما عَرَضَ من الأَعْطِيَةِ، وصَفْحَتا العُنُقِ، وجانِبا الوَجْهِ، (والعارِضةُ) ، والسِنُّ التي في عُرْضِ الفَمِ
ج: عَوارِضُ، وما يَسْتَقْبِلُكَ من الشيءِ، والخَشَبَةُ العُلْيا التي يدورُ فيها البابُ، وواحدةُ عَوارِضِ السَّقْفِ، والناحيةُ،
وـ من الوجْهِ: ما يَبْدُو عندَ الضَّحِكِ، والبيانُ، واللَّسَنُ، والجَلَدُ، والصَّرامَةُ.
وعَرِضَ الشاءُ، كفرِحَ: انْشَقَّ من كَثْرَةِ العُشْبِ. وككرُمَ عِرَضاً، كعِنَبٍ، وعَراضةً، بالفتح: صارَ عَريضاً.
والعَرْضُ: المتَاعُ، ويُحَرَّكُ، عن القَزَّازِ، وكلُّ شيءٍ سِوَى النَّقْدَيْنِ، والجبلُ، أو سَفْحُه، أو ناحيتُه، أو المَوْضعُ يُعْلَى منه الجبلُ، والكثيرُ من الجَرَادِ، وجبلٌ بفاسَ، والسَّعَةُ، وخِلافُ الطُّولِ،
ومنه: {دُعاءٌ عَريضٌ} ، والوادِي، وأن يَذْهَبَ الفرسُ في عَدْوِهِ وقد أمالَ رأسَه وعُنُقَه، وأن يُغْبَنَ الرجلُ في البَيْعِ، عارَضْتُه فَعَرَضْتُه، والجَيشُ، ويُكْسَرُ، والجُنون، وقد عُرِضَ، كعُنِيَ، وأن يَموتَ الإِنسان من غيرِ عِلَّةٍ،
وـ من الليلِ: ساعةٌ منه، والسحابُ، أو ما سَدَّ الأفُقَ. وبالكسر: الجَسَدُ، وكلُّ مَوْضِعٍ يَعْرَقُ منه، ورائحَتُه رائِحةً طَيِّبةً كانت أو خَبيثةً، والنَّفْسُ، وجانِبُ الرجُلِ الذي يَصونُه من نفسِه وحَسَبِه أنْ يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ، أو سَواءٌ كان في نفسِه أو سلَفِه أو مَنْ يَلْزَمُه أمْرُه، أو مَوْضِعُ المَدْحِ والذَّمِّ منه، أو ما يَفْتَخِرُ به من حَسَبٍ وشَرَفٍ، وقد يُرادُ به الآباءُ والأَجْدَادُ، والخَليقَةُ المَحْمودَةُ، والجلدُ، والجَيْشُ، ويُفْتَحُ، والوادِي فيه قُرًى ومِياهٌ أو نَخيلٌ، ووادٍ باليَمامةِ، والحَمْضُ، والأَراكُ، وجانِبُ الوادِي والبَلَدِ، وناحِيَتُهُما، والعظيمُ من السَّحابِ، والكثيرُ من الجَرادِ، ومن يَعْتَرِضُ الناسَ بالباطل، وهي: بهاءٍ.
وأعْراضُ الحِجازِ: رساتيقُه، الواحِدُ: عِرْضٌ،
وبالضم: د بالشام، وسَفْحُ الجَبَلِ، والجانِبُ، والناحِيَةُ،
وـ من النَّهْرِ والبَحْرِ: وسَطُهُ،
وـ من الحديثِ: مُعْظَمُه،
كعُراضِهِ،
وـ من الناس: مُعْظَمُهم، ويُفْتَحُ،
وـ من السَّيْفِ: صَفْحُه،
وـ من العُنُقِ: جانِباهُ، وسَيْرٌ مَحمودٌ في الخَيْلِ مَذْمومٌ في الإِبِلِ.
وكُلِ الجُبْنَ عُرْضاً، أي: اعْتَرِضْه واشْتَرِهِ مِمَّنْ وجْدْتَهُ، ولا تَسْألْ عَمَّن عَمِلَه.
وهو من عُرْضِ الناسِ: من العامَّةِ.
ونَظَرَ إليه عن عُرْضٍ وعُرُضٍ: من جانبٍ.
ويَضْرِبونَ الناس عن عُرْضٍ: لا يُبالونَ من ضَرَبوا.
وناقةٌ عُرْضُ أسْفارٍ: قَويَّةٌ عليها،
وعُرْضُ هذا البعيرِ السَّفَرُ والحَجَرُ. وبالتحريك: ما يَعْرِضُ للإِنسانِ من مَرَضٍ ونحوِهِ، وحُطامُ الدنيا، وما كانَ من مالٍ، قَلَّ أو كثُرَ، والغَنيمةُ، والطَّمَعُ، واسْمٌ لما لا دَوام لَه، وأن يُصيبَ الشيءَ على غِرَّةٍ، وما يقومُ بغيرِه في اصْطِلاحِ المُتَكَلِّمِينَ.
وعُلِّقْتُها عَرَضاً: اعْتَرَضَتْ لي فَهَوِيتُها.
وسَهْمُ عَرَضٍ: تُعُمِّدَ به غيرُه.
والعَرْضِيُّ، بالفتح: جِنْسٌ من الثِّيابِ، وبعضُ مَرافِقِ الدَّارِ، عِراقِيَّةٌ. وكزِمِكّى: النَّشاطُ.
وناقةٌ عِرَضْنَةٌ، كسِبَحْلَةٍ: تَمشي مُعارَضَةً.
ويمشي العِرَضْنَةَ والعِرَضْنَى، أي: في مِشْيَتِه بَغْيٌ من نشاطه. ونَظَرَ إليهِ عِرَضْنَةً أي: بمُؤْخِرِ عَيْنِه.
والعِراضُ، بالكسرِ: سِمَةٌ، أو خَطٌّ في فَخِذِ البعيرِ عَرْضاً، وقد عَرَضَ البعيرَ، وحديدَةٌ يُؤَثَّرُ بها أخْفافُ الإِبِلِ لتُعْرَفَ آثارُها، والناحِيةُ، والشِّقُّ، جَمْعُ عُرْضٍ.
والعُرْضِيُّ، بالضم: من لا يَثْبُتُ على السَّرْجِ، والبعيرُ الذي يَعْتَرِضُ في سَيْرِه لِأَنَّهُ لم تَتِمَّ رِياضَتُه.
وناقةٌ عُرْضِيَّةٌ: فيها صُعوبةٌ.
وفِيكَ عُرْضِيَّةٌ: عَجْرَفِيَّةٌ، ونَخْوَةٌ، وصُعوبةٌ.
والعُرْضةُ، بالضمِّ: الهِمَّةُ، وحِيلَةٌ في المُصارَعةِ،
وهو عُرْضَةٌ لذاكَ: مُقْرِنٌ له، قَوِيٌّ عليه.
وعُرْضَةٌ للناسِ: لا يَزالونَ يَقَعونَ فيه.
وجَعَلْتُه عُرْضةً لكذَا: نَصَبْتُه له.
وناقةٌ عُرْضةٌ للحجارَةِ: قَوِيَّةٌ عليها. وفُلانةُ عُرْضةٌ للزَّوْجِ.
{ولا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضةً لأَيْمانِكُم} : مانِعاً مُعْتَرِضاً، أي: بَيْنَكُم وبين ما يُقَرِّبُكُم إلى اللهِ تعالى أنْ تَبَرُّوا وتَتَّقُوا.
أو العُرْضَةُ: الاعتِراضُ في الخيرِ، والشَّرِّ، أي: لا تَعْتَرِضوا باليمينِ في كُلِّ ساعةٍ ألاّ تبرّوا ولا تَتَّقوا.
والاعْتِراضُ: المَنْعُ، والأصلُ فيه أن الطريقَ إذا اعْتَرَضَ فيه بِناءٌ أو غيرُه مَنَعَ السابِلَةَ من سُلوكِهِ، مُطاوِعُ العَرْضِ.
والعُراضُ، كغُرابٍ: العَريضُ.
والعُراضةُ: تأنيثُها، والهَدِيَّةُ، وما يُحْمَلُ إلى الأهْلِ،
وما يُعَرِّضُه المائِرُ، أي: يُطْعِمُه من المِيرَةِ.
وعُوارِضٌ، بالضم: جبلٌ فيه قَبْرُ حاتِمٍ ببلادِ طَيِّئٍ.
وأعْرَضَ: ذَهَبَ عَرْضاً وطُولاً،
وـ عنه: صَدَّ،
وـ الشيءَ: جَعَلَه عَريضاً،
وـ المرأةُ بوُلْدِها: وَلَدَتْهُم عِراضاً،
وـ الشيءُ: ظَهَرَ. وعَرَضْتُه أنا: شاذٌّ، ككَبَبْتُه فأكَبَّ،
وـ لك الخيرُ: أمْكَنَكَ،
وـ الظَّبْيُ: أمْكَنَكَ من عُرْضِه.
وأرضٌ مُعْرَضَةٌ: يَسْتَعْرِضُها المالُ ويَعْتَرِضُها، أَي: فيها نباتٌ يَرْعاهُ المالُ إذا مَرَّ فيها.
وقولُ عُمَرَ في الأُسَيْفِعِ: فادَّانَ مُعْرِضاً، (وتَمامُه في س ف ع) ، أي: مُعْتَرِضاً لكلِّ من يُقْرِضُه، أو مُعْرِضاً عَمَّنْ يقولُ لا تَسْتَدِنْ، أو مُعْرِضاً عن الأَداءِ، أو اسْتَدانَ من أيِّ عُرْضٍ تَأتَّى له غيرَ مُبالٍ.
والتَّعْريضُ: خِلافُ التَّصريحِ، وجَعْلُ الشيءِ عَريضاً، وبَيْعُ المَتَاعِ بالعَرْض، وإطْعام العُراضَةِ، والمُدَاوَمَةُ على أكْلِ العِرْضانِ، وأن يصيرَ ذا عارِضَةٍ وكلامٍ، وأن يُثَبِّجَ الكاتِبُ ولا يُبَيِّنَ، وأن يَجْعَلَ الشيءَ عَرَضاً للشيءِ.
والمُعَرِّضُ، كمُحَدِّثٍ: خاتِنُ الصبيّ. ومُعَرِّضُ بنُ عِلاطٍ، وابنُ مُعَيْقِيبٍ: صحابيَّانِ، أو الصوابُ: مُعَيْقِيبُ بنُ مُعَرِّضٍ. وكمُعَظَّمٍ: نَعَمٌ وَسْمُه العِراضُ،
وـ من اللَّحْمِ: ما لم يُبالَغْ في إنْضاجِه. وكمِنْبَرٍ: ثَوْبٌ تُجْلَى فيه الجاريةُ. وكمِحْرابٍ: سَهْمٌ بلا ريشٍ، دَقيقُ الطَّرَفَينِ، غليظُ الوَسَطِ، يُصيبُ بعَرْضِه دونَ حَدِّه،
وـ من الكلامِ: فَحْواهُ.
واعْتَرَضَ: صارَ وقْتَ العَرْضِ راكباً، وصار كالخَشَبَةِ المُعْتَرِضَة في النَّهرِ،
وـ عن امْرأتِه: أصابَه عارضٌ من الجنِّ أو من مَرَضٍ يَمْنَعُه عن إتْيانِها،
وـ الشيءُ دونَ الشيءِ: حالَ،
وـ الفرسُ في رَسَنِــه: لم يَسْتَقِمْ لقائدِه،
وـ زيدٌ البعيرَ: رَكِبهَ وهو صَعْبٌ بَعْدُ،
وـ له بسَهْمٍ: أقْبَلَ به قِبَلَه، فَرماهُ، فَقَتَلَه،
وـ الشَّهْرَ: ابْتَدأهُ من غيرِ أوَّلِه،
وـ فلاناً: وقَعَ فيه،
وـ القائدُ الجُنْدَ: عَرَضَهُم واحداً واحداً.
وفي الحديثِ" لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعْتِراضَ" هو أن يَعْتَرِضَ رجلٌ بفَرَسِه في بعضِ الغايةِ، فَيَدْخُلَ مع الخيلِ.
والعريضُ من المَعَزِ: ما أتَى عليه سَنَةٌ، وتَناولَ النَّبْتَ بعُرْضِ شِدْقِه، أو إذا نَبَّ وأرادَ السِّفادَ
ج: عُرْضانٌ، بالكسر والضم.
وفلانٌ عَريضُ البِطانِ، أي: مُثْرٍ.
وتَعَرَّضَ له: تَصَدَّى،
ومنه: "تَعَرَّضوا لنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ"، وتَعَوَّجَ،
وـ الجَمَلُ في الجبلِ: أخَذَ في سَيْرِه يميناً وشِمالاً لصُعوبةِ الطريقِ.
وعارَضهُ: جانَبَه، وعَدَلَ عنه، وسارَ حِيالَه،
وـ الكِتابَ: قابَلَهُ، وأخَذَ في عَروضٍ من الطريقِ،
وـ الجَنازَةَ: أتاها مُعْتَرِضاً في بعضِ الطَّريقِ، ولم يَتْبَعْها من مَنْزِله،
وـ فلاناً بِمِثْلِ صَنِيعِهِ: أتَى إليه مِثْلَ ما أتَى،
ومنه المُعارَضةُ، كأَنَّ عَرْضَ فِعْلِه كَعَرْضِ فعْلِه.
وضَرَبَ الفَحْلُ الناقَةَ عِراضاً: عُرِضَ عليها ليَضْرِبهَا إن اشْتَهاها.
وبعيرٌ ذُو عِراضٍ: يعارِضُ الشَّجَرَ ذا الشَّوْكِ بِفِيهِ.
وجاءَت بوَلَدٍ عن عِراضٍ ومُعارَضَةٍ: هي أن يُعارِضَ الرجُلُ المرأةَ، فَيأتِيهَا حَراماً.
واسْتُعْرِضَتِ الناقةُ باللحم: قُذِفَتْ.
واسْتَعْرَضَهم: قَتَلَهُمْ، ولم يَسْألْ عن حالِ أحدٍ.
وعُرَيْضٌ، كزُبَيْرٍ: وادٍ بالمدينة به أموالٌ لِأَهْلِها.
وعِرِّيضٌ، كسِكِّيتٍ: يَتَعَرَّضُ للناسِ بالشَّرِّ.
والمُعارِضُ من الإِبِلِ: العَلوقُ التي تَرْأمُ بأنْفِها، وتَمْنَعُ دَرَّها، وابنُ المُعارَضةِ: السَّفيحُ. والمُذالُ بنُ المُعْتَرِض: شاعِرٌ. وقولُ سَمُرَةَ: من عَرَّضَ، عَرَّضْنا له، ومن مَشَى على الكَلاَّءِ، قَذَفْنَاهُ في النَّهَرِ، أي: من لم يُصَرِّحْ بالقَذْفِ، عَرَّضْنا له بضَرْبٍ خَفيفٍ، ومن صَرَّحَ، حَدَدْناهُ. اسْتعارَ المَشْيَ على مَرْفَأِ السَّفينةِ للتَّصْريحِ، والتَّغْريقَ للحَدِّ.

خَلَعَ

(خَلَعَ)
(س) فِيهِ «مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طاعةٍ لَقى اللَّهَ تَعَالَى لَا حُجَّةَ لَهُ» أَيْ خَرَج مِنْ طَاعَةِ سُلْطانه، وَعَدَا عَلَيْهِ بِالشَّرِّ، وَهُوَ مِنْ خَلَعْتُ الثَّوب إِذَا ألقيتَه عَنْكَ. شَبَّه الطَّاعَةَ واشْتِمالها عَلَى الْإِنْسَانِ بِهِ، وخّصَّ الْيَدَ لِأَنَّ المُعاهدة والمُعاقدة بِهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَقَدْ كَانَتْ هُذَيل خَلَعُوا خَلِيعاً لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ» كَانَتِ الْعَرَبُ يتعاهدُون وَيَتَعَاقَدُونَ عَلَى النُّصرة وَالْإِعَانَةِ، وَأَنْ يُؤْخَذَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِالْآخَرِ، فَإِذَا أَرَادُوا أن يتبرّأوا مِنْ إِنْسَانٍ قَدْ حَالَفُوهُ أَظْهَرُوا ذَلِكَ إِلَى النَّاسِ، وسَمَّوا ذَلِكَ الْفِعْلَ خَلْعاً، والمُتَبَرّأ مِنْهُ خَلِيعاً: أَيْ مَخْلُوعاً، فَلَا يُؤْخَذون بجنَايَته وَلَا يُؤْخَذُ بجنايتهِم، فَكَأَنَّهُمْ قَدْ خَلَعُوا الْيَمِينَ الَّتِي كَانُوا قَدْ لَبِسوها مَعَهُ، وسَمَّوْه خَلْعاً وخَلِيعاً مَجازا واتِّساعا، وَبِهِ يُسَمى الْإِمَامُ والأميرُ إِذَا عُزِل خَلِيعاً، كَأَنَّهُ قَدْ لَبِس الْخِلَافَةَ وَالْإِمَارَةَ ثُمَّ خَلَعَهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «قَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ سَيُقَمِّصُك قَمِيصًا وَإِنَّكَ تُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ» أَرَادَ الخلافةَ وتَرْكَها وَالْخُرُوجَ مِنْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ «إِنَّ مِنْ تَوْبتي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً» أَيْ أخْرُجَ مِنْهُ جَمِيعَهُ وأتَصَدَّقَ بِهِ وأعْرَى مِنْهُ كَمَا يَعْرَى الإنسانُ إِذَا خَلَعَ ثوبَه.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «كَانَ إِذَا أُتيَ بالرجُل الَّذِي قَدْ تَخَلَّعَ فِي الشَّراب المُسْكر جَلَده ثَمَانِينَ» هُوَ الَّذِي انْهَمَك فِي الشُّرب وَلَازَمَهُ، كَأَنَّهُ خَلَعَ رَسَنَــه وأعْطى نفْسَه هَوَاهَا، وَهُوَ تَفَعَّل، مِنَ الْخَلْعِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغاء «فَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ خَلِيعٌ» أَيْ مُسْتَهْتَر بالشُّرب واللَّهو، أَوْ مِنَ الْخَلِيعِ: الشَّاطِرِ الخبيث الذي خَلَعَتْهُ عشيرتُه وَتَبَرَّأوا منه.
(هـ س) وَفِيهِ «الْمُخْتَلِعَاتُ هُنَّ المُنافقات» يَعْنِي اللَّاتِي يَطْلُبْن الخُلْعَ وَالطَّلَاقَ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ بِغَيْرِ عُذر. يُقَالُ خَلَعَ امْرَأَتَهُ خُلْعاً، وخَالَعَهَا مُخَالَعَةً، واخْتَلَعَتْ هِيَ مِنْهُ فَهِيَ خَالِعٌ. وأصلُه مِنْ خَلْعٍ الثَّوْب. والْخُلْعُ أَنْ يُطلِّق زَوْجَتَهُ عَلَى عِوَض تَبْذُلُهُ لَهُ، وَفَائِدَتُهُ إِبْطَالُ الرَّجْعَةِ إِلَّا بعَقْد جَدِيدٍ. وَفِيهِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ خلافٌ: هَلْ هُوَ فَسْخ أو طلاق، وقد يُسمَّى الخُلْع طلاقا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إِنَّ امْرَأَةً نَشَزَت عَلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اخْلَعْهَا» أَيْ طَلِّقها واتْرُكْها.
وَفِيهِ «مِنْ شَرِّ مَا أُعْطيَ الرَّجُلُ شُحٌّ هالعٌ وجُبْنٌ خَالِعٌ» أَيْ شَدِيدٌ كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّةِ خّوْفه، وَهُوَ مَجَازٌ فِي الْخَلْعِ. وَالْمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ مِنْ نوازِع الْأَفْكَارِ وضَعْفِ الْقَلْبِ عِنْدَ الخَوف.

الجَرُّ

الجَرُّ:
بالفتح، والتشديد، وهو في الأصل الجبل عين الجر: جبل بالشام من ناحية بعلبكّ. والجر أيضا: موضع بالحجاز في ديار أشجع، كانت فيه بينهم وبين بني سليم بن منصور وقعة قال الراعي:
ولم يسكنوها الجرّ حتى أظلّها ... سحاب من العوّا تثوب غيومها
والجر أيضا: موضع بأحد، وهو موضع غزوة النبيّ، صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن الزّبعرى:
أبلغا حسّان عني مألكا، ... فقريض الشعر يشفي ذا الغلل
كم ترى بالجرّ من جمجمة ... وأكفّ قد أترّت ورجل
وسرابيل حسان سرّيت ... عن كماة، أهلكوا في المنتزل
وقال الحجاج بن علاط السلمي يمدح عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار صاحب لواء المشركين يوم أحد:
لله أيّ مذبّب عن حرمة! ... أعني ابن فاطمة المعمّ المخولا
سبقت يداك له بعاجل طعنة، ... تركت طليحة للجبين مجدّلا
وشددت شدّة باسل، فكشفتهم ... بالجرّ إذ يهوون أخول أخولا
الجَرُّ: الجَذْبُ،
كالاجْتِرارِ والاجْدِرارِ والاسْتِجْرارِ والتَّجْرِيرِ،
وع بالحِجازِ في دِيارِ أشْجَعَ،
وعينُ الجَرِّ: د بالشامِ، وجمعُ الجَرَّةِ من الخَزَفِ،
كالجِرارِ،
وـ: أصْلُ الجَبَلِ، أو هو تَصْحيفٌ للفَرَّاءِ، والصَّوابُ: الجُراصِلُ، كعُلابِطٍ: الجَبَلُ،
وـ: الوَهْدَةُ من الأرضِ،
وـ: جُحْرُ الضَّبُعِ والثَّعْلَبِ، والزَّبيلُ، وشيءٌ يُتَّخَذُ من سُلاخَةِ عُرْقوبِ البعيرِ، وتَجْعَلُ المرأةُ فيه الخَلْعَ، ثم تُعَلِّقُه من مُؤَخَّرِ عِكْمِها، فَيَتَذَبْذَبُ أبداً،
وـ: حَبْلٌ يُشَدُّ في أداةِ الفَدَّانِ، والسَّوْقُ الرُّوَيْدُ، وأن تَرْعَى الإِبِلُ وتَسير، أو أن تَرْكَبَ ناقةً وتَتْرُكَها تَرْعَى،
كالانْجِرارِ فيهما،
وـ: شَقُّ لسانِ الفَصيلِ لئلاَّ يَرْتَضِعَ،
كالإِجْرارِ، وأن تَجُرَّ الناقةُ ولَدَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ شهراً أو شَهْرينِ، أو أربعينَ يوماً،
وهي جَرورٌ، وأن تزيدَ الفَرَسُ على أحَدَ عَشَرَ شَهْراً ولم تَضَعْ، وأن يَجوزَ وِلادُ المرأةِ عن تسْعَةِ أشْهُرٍ.
والجِرَّةُ، بالكسر: هَيْئَةُ الجَرِّ، وما يفيضُ به البعيرُ فيأكُلُه ثانِيَةً، ويفتحُ، وقد اجْتَرَّ وأجَرَّ، واللُّقْمَةُ يَتَعَلَّلُ بها البعيرُ إلى وقْتِ عَلَفِهِ، والجَماعَةُ يُقيمونَ ويَظْعَنونَ.
وبابُ بنُ ذِي الجِرَّةِ: قاتِلُ سُهْرَكَ الفارِسِي يومَ رِيْشَهْرَ في أصحابِ عَثْمانَ. والسَّوْمُ بنتُ جِرَّةَ: أعْرابِيَّةٌ.
والجُرَّةُ، بالضم، ويفتحُ: خُشَيْبَةٌ في رأسِها كِفَّةٌ يُصادُ بها الظِّباءُ، وقَعْبَةٌ من حَديدٍ مَثْقوبَةُ الأَسْفَلِ يُجْعَلُ فيها بَذْرُ الحِنْطَةِ حينَ يُبْذَرُ. ويزيدُ بنُ الأَخْنَسِ بنِ جُرَّةَ: صحابِيٌّ، وبالفتح: الخُبْزَةُ، أو خاصٌّ بالتي في المَلَّةِ.
والجِرِّيُّ، بالكسر: سَمَكٌ طويلٌ أمْلَسُ، لا يأكُلُهُ اليَهودُ، وليسَ عليه فُصوصُ.
والجِرِّيَّةُ والجِرِّيئَةُ، بكسرهما: الحَوْصَلَةُ.
والجارَّةُ: الإِبِلُ تُجَرُّ بأزِمَّتها، والطريقُ إلى الماءِ.
والجَريرُ: حَبْلٌ يُجْعَلُ للبَعيرِ بمَنْزِلَةِ العِذارِ للدَّابَّةِ، والزِّمامُ.
والمَجَرُّ، كمَرَدٍّ: الجائِزُ تُوضَعُ عليه أطرافُ العَوارِضِ، وبالهاءِ: بابُ السَّماءِ، أو شَرَجُها.
ومَجَرُّ الكَبْشِ: ع بمِنًى.
والجَريرَةُ: الذَّنْبُ، والجِنايَةُ، جَرَّ على نفسِهِ وغيرِهِ جَريرةً، يَجُرُّها، بالضم والفتح، جَرّاً.
وفَعَلْتُ من جَرَّاكَ، ومن جَرَّائِكَ، ويُخَفَّفانِ،
ومن جَريرَتِكَ: من أجْلِكَ.
وحارٌّ جارٌّ: إتباعٌ.
والجَرْجارُ، كقَرْقارٍ: نَبْتٌ،
وـ من الإِبِلِ: الكثيرُ الصَّوْتِ،
كالجِرْجِرِ، وصَوْتُ الرَّعْدِ، وبهاءٍ: الرَّحَى.
والجَراجِرُ: الضَخامُ من الإِبِلِ،
واحِدُها: الجُرْجورُ، وبالضم: الصَّخَّابُ منها، والكثيرُ الشُّرْبِ، والماءُ المُصَوِّتُ.
والجَرْجَرُ: ما يُداسُ به الكُدْسُ، وهو من حَديد، والفُولُ، ويكسرُ.
والأَجَرَّانِ: الجِنُّ والإِنْسُ.
وفَرَسٌ وجَمَلٌ جَرورٌ: يَمْنَعُ القِيادَ،
وبِئْرٌ ـ: بعيدَةٌ،
وامرأةٌ ـ: مُقْعَدَةٌ.
والجارُورُ: نَهْرُ السَّيْلِ.
وكتيبةٌ جَرَّارَةٌ: ثَقيلةُ السَّيْرِ لكَثْرَتِها.
والجَرَّارَةُ، كجَبَّانةٍ: عُقَيْرِبٌ تَجُرُّ ذَنَبَها، وناحيةٌ بالبَطيحَةِ.
والجِرْجِرُ والجِرْجيرُ، بكسرهما: بَقْلَةٌ م.
وأجَرَّهُ رَسَنَــهُ: تَرَكَه يَصْنَعُ ما شاءَ،
وـ الدَّينَ: أخَّرَه له،
وـ فلاناً أغانِيَّهُ: تابَعَها،
وـ فلاناً: طَعَنَه، وتَرَكَ الرُّمْحَ فيه يَجُرُّه.
والمُجِرُّ، كمُلِمٍّ: سيفُ عبدِ الرحمنِ بنِ سُراقَةَ بنِ مالِكِ بنِ جُعْشَمٍ.
وذو المَجَرِّ، كمَحَطٍّ: سيفُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارِثِ بنِ شِهاب.
والجَرْجَرَةُ: صَوْتٌ يُرَدِّدُهُ البعيرُ في حنْجَرَتِهِ، وصَبُّ الماءِ في الحَلْقِ،
كالتَّجَرْجُرِ.
والتَّجَرْجُرُ: أن تَجْرَعَه جَرْعا مُتَدارِكاً.
وجَرْجَرَ الشَّرابُ: صَوَّتَ.
وجَرْجَرَهُ: سَقاه على تلكَ الصِّفَةِ.
وانْجَرَّ: انْجَذَبَ.
وجارَّه: ماطَلَه، أو حاباهُ.
واسْتَجْرَرْتُ له: أمْكَنْتُهُ من نَفْسِي فانْقَدْتُ له.
والجُرْجورُ: الجماعةُ،
وـ من الإِبِلِ: الكَريمةُ.
ومِئَةٌ جُرْجورٌ: كامِلَةٌ، وأبو جَريرٍ، وجَريرٌ الأَرْقَطُ، وابنُ عبدِ اللهِ بنِ جابِرٍ البَجَلِيُّ، وابنُ عبدِ اللهِ الحِميرِيُّ، وابنُ أوسِ بنِ حارِثَةَ: صَحابِيُّونَ.

جَرَرَ

(جَرَرَ)
- فِيهِ «قَالَ يَا محمدُ بِمَ أخَذْتَني؟ قَالَ: بجَرِيرَة حُلَفَائك» الجَرِيرَة: الجِنَاية والذَّنْب، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ بَيْن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ ثَقِيف مُوَادعَة، فَلَمَّا نَقَضُوها وَلَمْ يُنْكِر عَلَيْهِمْ بَنو عَقِيلٍ، وَكَانُوا مَعَهُمْ فِي الْعَهْدِ، صَارُوا مِثْلَهُمْ فِي نَقْضِ الْعَهْدِ، فَأَخَذَهُ بجَرِيرَتِهم. وَقِيلَ مَعْنَاهُ أُخِذْت لتُدْفع بِكَ جَرِيرة حُلَفائك مِنْ ثَقِيف، ويَدُل عَلَيْهِ أَنَّهُ فُدِي بَعْدُ بالرجُلَين اللَّذين أسَرَتْهُما ثَقِيف مِنَ المسْلمين.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ لَقيط «ثُمَّ بايَعه عَلَى أَنْ لَا يَجُرَّ عَلَيْهِ إِلَّا نفْسَه» أَيْ لَا يُؤخَذ بجَرِيرَة غَيْرِهِ مِنْ وَلد أوْ وَالد أَوْ عَشِيرة.
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تُجَارِّ أَخَاكَ وَلَا تشارِّه» أَيْ لَا تجنِ عَلَيْهِ وتُلْحِق بِهِ جَرِيرَة، وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا تُماطلْه، مِنَ الجَرِّ وَهُوَ أَنْ تَلْوِيَه بحقّهِ وتَجُرَّهُ مِنْ مَحلّه إِلَى وَقت آخَرَ. ويُروى بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، مِنَ الجَرْي والمُسابَقة: أَيْ لَا تُطاوِلْه وَلَا تُغَالِبْه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ «قَالَ طعَنْتُ مُسَيلمة ومَشَى فِي الرُّمْحِ، فَنَادَانِي رَجُلٌ: أَنِ أَجْرِرْهُ الرُّمْح، فَلَمْ أَفْهَمْ. فنادَاني: ألْقِ الرُّمْحَ مِنْ يَديْك» أَيِ اتْرُك الرُّمْحَ فِيهِ. يُقَالُ أَجْرَرْتُهُ الرمحَ إِذَا طَعَنْتَه بِهِ فَمشى وَهُوَ يَجُرُّه، كَأَنَّكَ أَنْتَ جعلْته يَجُرُّهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَجِرَّ لِي سَرَاوِيلِي» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُو مِنْ أَجْرَرْتُهُ رسَنَــه: أَيْ دَع السَّراويل عَلَيَّ أَجُرُّهُ. وَالْحَدِيثُ الأوَّل أظهرَ فِيهِ الْإِدْغَامَ عَلَى لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَهَذَا أدْغَم عَلَى لُغَةِ غَيْرِهِمْ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَمَّا سَلبه ثيابَه وَأَرَادَ أَنْ يأخُذ سَرَاوِيله قَالَ: أَجِر لِي سَرَاوِيلِي، مِنَ الإجَارة، أَيْ أبْقِه عليَّ، فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا صَدقةَ فِي الإِبل الجَارَّة» أَيِ الَّتِي تَجُرُّ بأزِمَّتها وتُقَاد، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ، كأرضٍ غامِرة: أَيْ مَغْمورة بِالْمَاءِ، أَرَادَ ليْس فِي الْإِبِلِ العَوامل صَدَقة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ شَهِدَ الْفَتْحَ وَمَعَهُ فَرس حَرُون وَجَمَلٌ جَرُور» هُوَ الَّذِي لَا يَنْقاد، فعُول بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
وَفِيهِ «لَوْلا أَنْ يَغْلبكم النَّاسُ عَلَيْهَا- يَعْنِي زَمْزَم- لنزَعْتُ مَعَكُمْ حتَّى يُؤثِّر الجَرِير بِظهْرِي» الجَرِير: حَبْل مِنْ أدَمٍ نَحْوِ الزِّمَامِ، ويُطْلَق عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الحِبال المَضْفورة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا مِنْ عَبْد ينَام بِاللَّيْلِ إلاَّ عَلى رَأْسِهِ جَرِير مَعْقُود» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ قَالَ لَهُ نُقَادة الْأَسَدِيُّ: إِنِّي رَجُل مُغْفِل فأيْن أَسِمُ؟ قَالَ: فِي مَوْضع الجَرِير مِنَ السَّالِفَةِ» أَيْ فِي مُقَدَّم صَفحة العُنُق. والمُغْفِل الَّذِي لَا وَسْم عَلَى إِبِلِهِ.
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أنَّ الصَّحَابَةَ نازعُوا جَرِير بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ زِمَامه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلُّوا بَيْن جَرِير والجَرِير» أَيْ دَعُوا لَه زِمَامه.
(هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «مَنْ أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ وِتر أَصْبَحَ وَعَلَى رَأْسِهِ جَرِير سَبْعون ذِرَاعًا» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّ رجُلا كَانَ يَجُرُّ الجَرِير فأصَاب صاعَيْن مِنْ تَمْر، فتَصدَّق بِأَحَدِهِمَا» يُريد أَنَّهُ كَانَ يَسْتَقي الْمَاءَ بالحَبْل.
وَفِيهِ «هَلُمَّ جَرّاً» قَدْ جاءتْ فِي غَيْرِ موْضع، وَمَعْنَاهَا اسْتدامة الأمْر واتّصَاله. يُقَالُ كَانَ ذَلِكَ عَامَ كَذَا وهَلُمَّ جَرّاً إِلَى اليَوْم، وَأَصْلُهُ مِنَ الجَرِّ: السَّحْب. وانْتَصَب جَرّاً عَلَى المَصْدر أَوِ الحَال.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «قَالَتْ: نَصبْت عَلَى بَابِ حُجْرَتي عَبَاءة، وعَلَى مَجَرِّ بَيْتي سِتْرا» المَجَرُّ هُو الموْضع المُعْترِض فِي البَيْت الَّذِي تُوضَع عَلَيْهِ أَطْرَافُ العَوارِض، ويسَمَّى الْجَائِزَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «المَجَرَّةُ بابُ السَّمَاءِ» المَجَرَّةُ: هِيَ البيَاض المعْتَرِض فِي السَّمَاءِ، والنَّسْرَان مِنْ جَانِبيْها.
وَفِيهِ «أَنَّهُ خَطب عَلَى نَاقته وَهِيَ تَقْصَع بجَرَّتِهَا» الجِرَّة: مَا يُخْرِجه الْبَعِيرُ مِنْ بطْنِهِ ليَمضُغَه ثُمَّ يَبْلَعه. يُقَالُ: اجْتَرَّ الْبَعِيرُ يَجْتَرُّ. والقَصْع: شدَّة المضْغ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٌ «فضَرب ظَهْر الشَّاة فاجْتَرَّتْ ودَرَّت» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَا يصْلح هذا الأمرُ إلا لمن لا يحنق على جِرَّتِهِ» أَيْ لَا يَحْقد عَلَى رعيَّتِه. فضَرب الجِرَّة لِذَلِكَ مَثَلا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشُّبْرُم «أَنَّهُ حارٌّ جَارٌّ» : جَارٌّ إتْباع لِحَارٍّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيه بَارّ، وَهُوَ إتْبَاع أَيْضًا. وَفِي حَدِيثِ الْأَشْرِبَةِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ، وَفِي رِوَايَةٍ، نَبِيذِ الجِرَار» الجَرُّ والجِرَار:
جَمْعُ جَرَّةٌ، وَهُوَ الْإِنَاءُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الفَخَّار، وَأَرَادَ بالنَّهي عَنِ الجِرَار المدْهونة؛ لِأَنَّهَا أسْرَع فِي الشّدَّة والتَّخْمِير.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ «رَأَيْتُهُ يَوْم أحُدٍ عنْد جَرِّ الْجَبَلِ» أَيْ أسْفَله.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ سُئل عَنْ أَكْلِ الجِرِّيِّ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ تُحَرّمه الْيَهُودُ» الجِرِّيُّ: بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: نَوع مِنَ السَّمك يُشْبه الحيَّة، ويُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ: مَارْمَاهِي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ أكلِ الجِرِّيِّ والجِرِّيث» .
وَفِيهِ «أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتِ النَّارَ مِنْ جَرَّا هِرَّة» أَيْ مِنْ أجْلها.

الخُفُّ

الخُفُّ، بالضم: مَجْمَعُ فِــرْسِنِ البَعيرِ، وقد يكونُ لِلنَّعامِ، أو الخُفُّ: لا يكونُ إلاَّ لهما
ج: أخْفَافٌ،
وـ: واحِدُ الخِفافِ التي تُلْبَسُ،
وتَخَفَّفَ: لَبِسَهُ،
وـ من الأرضِ: الغَليظَةُ،
وـ من الإِنسانِ: ما أصابَ الأرضَ من باطِنِ قَدَمِهِ،
وـ: الجَمَلُ المُسِنُّ. وساوَمَ أعرابِيٌّ حُنَيْناً الإِسْكافَ بخُفَّيْنِ حتى أغْضَبَهُ، فلما ارْتَحَلَ الأعْرابِيُّ، أَخَذَ حُنَيْنٌ أحدَ خُفَّيْهِ، فَطَرَحَهُ في الطَّرِيقِ، ثم ألْقَى الآخَرَ في مَوْضِعٍ آخَرَ، فلما مَرَّ الأَعْرابِيُّ بأحَدِهِما قال: ما أشْبَهَ هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ، ولو كانَ مَعَهُ الآخَرُ لأَخَذْتُهُ، ومَضَى، فلما انتَهَى إلى الآخرِ، نَدِمَ على تَرْكِهِ الأوَّلَ، وقد كَمَنَ له حُنَيْنٌ، فلما مضَى الأَعْرابيُّ في طَلَبِ الأوَّل، عَمَدَ حُنَيْنٌ إلى رَاحِلَتِه وما عليها فَذَهَبَ بها، وأقبَلَ الأَعْرابيُّ وليس معه إلاَّ خُفَّانِ، فقيلَ: ماذا جِئْتَ به من سَفَرِكَ؟ فقال: "جِئْتُكُمْ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ"، فَذَهَبَ مَثَلاً يُضْرَبُ عندَ اليأس من الحاجةِ، والرُّجُوعِ بالخَيْبَةِ.
ابنُ السِّكِّيتِ: حُنَيْنٌ رجلٌ شديدٌ، ادَّعَى إلى أسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافٍ، فأتَى عبدَ المُطَّلِبِ وعليه خُفَّانِ أحْمَرانِ، فقال: يا عَمِّ، أنا ابنُ أسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافٍ فقال عبدُ المُطَّلِبِ: لا وثِيابِ أبي هاشِمٍ، ما أعْرِفُ شَمَائِلَ هاشِمٍ فيكَ، فارْجِعْ، فَرَجَعَ، فقيل: "رَجَعَ حُنَيْنٌ بخُفَّيْهِ".
والخِفُّ، بالكسر: الخفيفُ، والجَماعَةُ القليلةُ. وكغُرابٍ: الخفيفُ، وقد خَفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً، بكسرها وتُفْتَحُ، وتَخَوُّفاً، وهذا من غيرِ لَفْظِه، ومَوْضِعُه في: خ وف. وخُفافُ بنُ نُدْبَةَ، وابنُ إيْماءَ، وابنُ نَضْلَةَ: صحابيُّونَ.
وخَفَّانُ، كَعَفَّانٍ: مَأْسَدَةٌ قُرْبَ الكُوفَةِ.
وخَفَّتِ الأتُنُ لعَيْرِها: أطاعَتْهُ،
وـ الضَّبُعُ تَخِفُّ خَفّاً، بالفتحِ: صاحتْ،
وـ القَوْمُ: ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ. وكَتَنُّورٍ: الضَّبُعُ. وكأَميرٍ: ما كان من العَروضِ على: فاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فاعِلاتُنْ، سِتَّ مَرَّاتٍ.
وامْرَأَةٌ خَفْخَافَةٌ: كأَنَّ صَوْتَها يَخْرُجُ من مَنْخِرَيْها.
والخُفْخُوفُ، (بالضمِّ) : طائِرٌ يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ.
وضِبْعانٌ خَفَاخِفُ: كَثيرُو الصَّوْتِ.
وأخَفَّ: خَفَّتْ حالُهُ،
وـ القَوْمُ: صارَتْ لَهُمْ دَوابُّ خِفافٌ،
وـ فُلاناً: أزالَ حِلْمَهُ، وحَمَلَهُ على الخِفَّةِ.
والتَّخْفيفُ: ضِدُّ التَّثْقيلِ.
والخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الضِّباعِ والكِلابِ عِنْدَ الأَكْلِ، وتَحْريكُ القَمِيص الجَديدِ.
واسْتَخَفَّهُ: ضدُّ اسْتَثْقَلَهُ،
وـ فُلاناً عن رَأيِهِ: حَمَلَهُ على الجَهْلِ والخِفَّةِ، وأزالَهُ عَمَّا كان عليه من الصَّوابِ.
والتَّخافُّ: ضدُّ التَّثاقُلِ.

بخَص

(ب خَ ص)

بَخَص عينَه يَبخصُها بَخصا: عارها.

قَالَ اللحياني: هَذ كَلَام الْعَرَب، وَالسِّين لُغَةٌ.

والبَخَص: سُقُوط بَاطِن الحِجَاج على الْعين. والبَخَصَة: شَحمة الْعين من أَعلَى واسفل.

والبَخَصَة: لحَم الكفّ والقَدَم.

وَقيل: لحم بَاطِن الْقدَم.

وَقيل: هِيَ مَا ولى الأَرْض من تَحت أَصَابِع الرَّجلين، وَتَحْت مناسم الْبَعِير والنَّعام.

وَالْجمع: بَخَصات، وبَخَص.

والبَخَص: لحم الذِّراعين.

وناقة مبَخوضة: تَشتكي بَخَصَتها.
بخَص
البَخَصُ، مُحَرَّكَةً: لَحْمُ القَدَمِ، ولَحْمُ فِــرْسِنِ البَعِيرِ، وقالَ المُبَرِّدُ: البَخَصُ: اللَّحْمُ الَّذِي يَرْكَبُ القَدَمَ، وهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، وقالَ غَيْرُه: هُوَ لَحْمُ بَاطِنِ القَدَمِ، وقِيلَ: البَخَصُ: مَا وَلِىَ الأَرْضَ من تَحْتِ أَصابِعِ الرِّجْلَيْنِ وتَحْت مَنَاسِم البَعِير والنَّعامِ، وَقيل هُوَ لَحْمُ أَسْفَلِ خُفِّ البَعِيرِ، والأَظَل ُّ مَا تَحْتَ المَنَاسِمِ، والبَخَصُ أَيْضاً: لَحْمُ أُصُول الأَصَابع مِمَّا يَلي الرَّاحَةَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقِيلَ: هُوَ لَحْمٌ يُخَالِطُه بَياضٌ مِنْ فَسادٍ يَحُلُّ فيهِ، ويَدُلُّ عَلَيْه قَوْلُ أَبِي شُرَاعَةَ مِنْ بَنِي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ:
(يَا قَدَمَيَّ مَا أَرَى لِي مَخْلَصَاً ... مِمّا أَراهُ أَو أَعُودَ أَبْخَصَا)
والبَخَصُ أَيْضاً: لَحْمٌ ناتِئٌ فَوْقَ العَيْنَيْنِ أَو تَحْتَهُمَا، كهَيْئَةِ النَّفْخَةِ، تَقُولُ مِنْهُ: بَخِصَ كفَرِحَ، فَهُوَ أَبْخَصُ، إِذا نَتَأَ ذلِكَ مِنْهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَفِي المُحْكَمِ: البَخَصَةُ: شَحْمَةُ العَيْنِ من أَعْلَى وأَسْفَلَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: البَخَصُ فِي العَيْنِ: لَحْمٌ عِنْدَ الجَفْنِ الأَسْفلِ، كاللَّخَصِ عِنْد الجَفْنِ الأَعْلَى. ورَجُلٌ مَبْخُوصُ القَدَمَيْنِ، أَيْ قَلِيلُ لَحْمِهِمَا، كَأَنَّهُ قَدْ نِيلَ منهُ، فعَرِىَ مَكَانُهُ، وَقد جَاءَ ذلِكَ فِي صِفَتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلّمَ أَنّهُ كانَ مَبْخُوصَ العَقْبَيْنِ، أَيْ قَلِيل لَحْمِهِمَا، قالَ الهَرَوِيُّ: وإِنْ رُوِى بالنُّونِ والحاءِ والضادِ، فهُوَ من نَحَضْتُ العَظْمَ، إِذا أَخَذْتَ عَنْهُ لَحْمَه. وبَخَصَ عَيْنَه، كمَنَعَ: قَلَعَهَا بِشَحْمِها، قالَ يَعْقُوب: وَلَا تَقُلْ بَخَسَ، كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ورَوَى أَبُو تُرَابٍ عَنِ الأَصْمَعِيّ: بَخَصَ عَيْنَه، وبَخَزَها، وبَخَسَهَا، كُلُّه بِمَعْنَى فَقَأَهَا، وقِيلَ: بَخَصَهَا بَخْصاً: عارَها.
قالَ اللَّحْيَانِيُّ: هَذَا كَلامُ العَرَبِ والسِّينُ لُغَةٌ. والبَخِصُ، ككَتِفٍ، من الضُّرُوع: الكَثِيرُ اللَّحْمِ والعُرُوقِ، وَمَا لَا يَخْرُجُ لَبَنُه إِلاّ بِشِدَّةٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ. والتَّبَخُّصُ: التَّحْدِيقُ بالنَّظَرِ، وشُخُوصُ البَصَرِ، وانْقِلاَبُ الأَجْفَانِ، وَمِنْه حَدِيثُ القَرَظِيِّ فِي قَوْله عَزّ وجَلَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لوْ سَكَتَ عَنْهَا لتَبَخَّصَ لَهَا رِجَال فَقَالُوا: مَا صَمَد يَعْنِي لَوْلاَ أَنْ البَيَانَ اقْتَرَنَ فِي السُّورَةِ بِهذا الاسْمِ لِتَحَيَّرُوا فِيهِ حَتّى تَنْقَلِبَ أَبْصَارُهم. وبُخِصَتِ النّاقَةُ، كعُنِىَ، فهِيَ مَبْخُوصَةٌ: أَصابَهَا دَاءٌ فِي بَخَصِها فظَلَعَتْ مِنْهُ، يُقَال: نَاقَة مَبْخُوصَةٌ: تَشْتَكِي بَخَصَها. ومِما يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البَخَصُ، مُحَرَّكَةً: سُقُوطُ بَاطِنِ الحَجَاجِ على العَيْنِ. والبَخَصُ: لَحْمُ الذِّراعِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

خَلج

(خَ ل ج)

خَلَجه يخِلجَه خَلْجاً، وتخلّجه، واختلجه: جَبذه.

انشد أَبُو حنيفَة:

إِذا اخْتَلجَتْها مُنجِياتٌ كَأَنَّهَا صُدورُ عَرَاقٍ مَا بهنّ قُطوعُ

شبه اصابعه فِي طولهَا وَقلة لَحمهَا بصدور عَرَاقي الدَّلْو.

واختُلج هُوَ: انجذب.

وناقة خَلُوج: جذب عَنْهَا وَلَدهَا بِذبح أَو موت فحنّت إِلَيْهِ.

وَقد يكون فِي غير النَّاقة، أنْشد ثَعْلَب: يَوْمًا ترى مُرْضِعةً خَلُوجاً أَرَادَ كل مُرْضِعَة، أَلا ترَاهُ قَالَ بعد هَذَا:

وكُلَّ أُنثى حملت خَدُوجا وكُلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَرُوجا

وَإِنَّمَا يذهب فِي ذَلِك إِلَى قَوْله تَعَالَى: (يومَ تروْنَها تَذهَلُ كُلُ مُرْضِعة عمّا أرضعت وتَضَع كُلُّ ذاتِ حَمْل حَمْلها وَترى النَّاس سُكارى وَمَا هم بسُكارى) . وَقيل: هِيَ الَّتِي تَخْلُج السيرَ من سرعتها، أَي تَجذبه.

وَالْجمع: خُلُجٌ، وخِلاَج، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أمِنكِ البرقُ ارقُبه فهاجا فِبتُّ إخَاله دُهْما خَلاَجَا

أمنك، أَي: من شِقّك وناحيتك. دُهْمِاً: إبِلا سَوْدَاء. شبه صَوت الرَّعْد باصوات هَذِه الخلاج لِأَنَّهَا تَحانُّ لفقد أَوْلَادهَا.

والإخليجة: النَّاقة المُختلَجة عَن أمهَا. هَذِه عبارَة سِيبَوَيْهٍ. وَحكى السيرافي: إِنَّهَا النَّاقة المُختلَج عَنْهَا وَلَدهَا.

وَحكى عَن ثَعْلَب: إِنَّهَا الْمَرْأَة المُختلَجة عَن زَوجهَا بِمَوْت أَو طَلَاق.

وَحكى عَن أبي مَالك انه نَبْت، وَهَذَا لَا يُطَابق مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، لِأَنَّهُ على هَذَا اسْم، وَإِنَّمَا وَضعه سِيبَوَيْهٍ صفة.

والخَليج: مَا انْقَطع من مُعظم المَاء لِأَنَّهُ يُجبذ مِنْهُ، وَقد اختُلج.

وَقيل: الخليج: شُعبة تتشعّب من الْوَادي تعبر بعض مَائه إِلَى مَكَان آخر، وَالْجمع: خُلج، وخُلجان.

وخَليجا النَّهر: جَناحاه.

وخليج الْبَحْر: رِجَلٌ تُخَتلَج مِنْهُ. هَذَا قَول كُراع.

والخليج: الحَبْل، لِأَنَّهُ يَجْبِذ مَا شُدّ بِهِ.

والخليج: الــرَّسن لذَلِك، قَالَ الْبَاهِلِيّ فِي قَول تَمِيم بن مُقبل:

وَبَات يُغَنَّي فِي الخليج كَأَنَّهُ كَميتٌ مُدَمًّى ناصعُ الَّلون أقرحُ

يصف وَتِداً رُبِط بِهِ فرسهُ.

وخَلَجت الأمُ وَلَدهَا، تخِلجه: فَطَمته. عَن اللحياني، وَلم يخص من أَي نوع ذَلِك.

وتخَلَّج المختون فِي مِشيته: تجاذب يَمِينا وَشمَالًا.

والخالج: الْمَوْت، لِأَنَّهُ يَخلج الخليقة، أَي يجذبها. وخُلجَ الفَحل: أُخرج عَن الشَّول قبل أَن يقدر.

وخَلج الشَّيْء من يَده، يَخْلِجه خَلْجا: انتزعه.

اختَلج الرجلُ رُمحه من مركزه: انتزعه.

وخَلجه هَم، يَخْلِجه: شَغله. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وأبِيتُ تَخْلجني الهُمومُ كأنني دلو السقاة تمد بالأشطانِ

وتخالجته الهُمومُ: تنازعته.

وخالج الرجل: نازعه.

واختلج الشَّيْء فِي صَدْرِي، وتخالج: احتكأ مَعَ شكّ.

ونَوًى خَلُوج: بيِّنة الخِلاج، مَشْكُوك فِيهَا. قَالَ جرير:

هَذَا هوى شَعَف الْفُؤَاد مُبرِّحٌ ونَوًى تَقاذفُ غيرُ ذاتِ خَلاج

وخَلجه بِعَيْنِه وحاجبه، يَخلِجُه ويخلُجُه، خَلْجا: غمزه.

وَالْعين تَختلج، أَي تضطرب، وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَعْضَاء.

والخَلْج والخَلَج: دَاء يُصِيب الْبَهَائِم تختلج مِنْهُ أعضاؤها.

وخَلج الرجل رُمحهُ، يَخْلِجه، واختلجه: مَدّه من جَانب.

والمَخلوجة: الطعنة الَّتِي تَذهب يمنةً ويَسرةً.

وَأمرهمْ مَخلوج: غيرُ مُستقيم.

ووقعوا فِي مَخلوجة من أَمرهم، أَي اخْتِلَاط. عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وخَلج المرأةَ يَخْلِجها خَلْجا: نَكَحَهَا، قَالَ:

وذاتَ عِيَال واثقين بعَقلها خلجتُ لَهَا جارَ أستها خَلَجَاتَ

واختلجها، كخَلَجها.

والخَلَج: أَن يشتكي الرجلُ لحمَه وعظامه من عَمل يَعمله، أَو طُول مشي وتعب. وخَلِج الْبَعِير خَلَجا، وَهُوَ اخلج، وَذَلِكَ أَن يتقبَّض العصَب فِي العَضد حَتَّى يُعالج بعد ذَلِك فيستطلق.

وبيننا وَبينهمْ خُلَجة، وَهُوَ قدر مَا يُمشَى حَتَّى يُعيى مرّة وَاحِدَة.

والخَلَج: الْفساد فِي نَاحيَة الْبَيْت.

وَبَيت خَلِيج: مُعْوَجّ.

والخليج من السَّحَاب: المتفرق، كَأَنَّهُ خُلِجَ من مُعظم السَّحَاب، هُذليّة.

وسحابة خلوج: كَثِيرَة المَاء والبرق.

وناقة خلوج: غزيرة اللَّبن من هَذَا، وَالْجمع: خُلُجٌ.

وجَفنة خَلُوج: كَثِيرَة الاخذ من المَاء.

والخُلُج: سُفُن دون العَدَوْليِّ.

والمُختلج: الضامر، قَالَ المُخّبل:

وتُريك وَجها كالصحيفة لَا ظمآنُ مُختلجٌ وَلَا جَهمُ

وَفرس إخليج: جواد سريع.

والخُلُج: قَبيلَة يُنسبون فِي قُرَيْش.

وخَليج اللأعْيَوِيُّ: شَاعِر، يُنسب إِلَى بني أُعيّ: حيّ من جَرْم.

وخليج بن مُنازل بن قُرعان، أحد الْأَبْنَاء العققة، يَقُول فِيهِ أَبوهُ مُنّازل:

تَظلَّمني مَالِي خَليجٌ وعقَّني على حِين كانتْ كالحَنِيّ عِظَامِي

مهو

(مهو) : أَلمَهْوُ: الرُّطَبُ.
(مهو) : مَهَوْهُ مَهْواً: جَلَدْوه جَلْداً شَدِيداً.
(مهو)
السَّائِل مهاوة رق وَكثر مَاؤُهُ فَهُوَ مهو وَيُقَال مهو اللَّبن وَالسمن

مهو



مَهْوٌ

, applied to a sword, Thin edged: see an ex. voce خَشِيبَةٌ. b2: سَلْحٌ مَهْوٌ Thin excrement. (Skr in Carm. Huds. p. 15.) مَهًا (assumed tropical:) Front teeth (ثَغْرٌ) that are clean, white, and lustrous (having much مآء): so in a verse of El-Aashà [cited voce رَفَّ]. (TA.) مُمَهَّى

Beverage, or wine, (شَرَاب,) mixed with much water. (IAar, in TA, art. حنذ.)
م هـ و
مها الوجه والثغر والعين من 
... ثلاث يسمونها بالمهاة

يعني الشمس والبلور والبقرة.

وسيف مهو: رقيق. قال صخر الغيّ:

وصارم أخلصت خشيته ... أبيض مهوٍ في متنه ربد

وفي مثل " أخيب صفقةً من شيخ مهو ".

مهو


مَهُو(n. ac. مَهَاْوَة)
a. Was thin, watery.

مَهَّوَa. see IV (a) (b).
أَمْهَوَa. Diluted.
b. Whetted; tempered (blade).
c. Spurred on; let gallop (
horse ).
d. Found water.

إِمْتَهَوَa. Sharpened.

مَهْوa. Watery milk.
b. White pebbles.
c. Pearls.
d. Bright sword.
e. Hail.
f. Ripe dates.

مَهْوَة []
a. Thin.

مَهَاة [] (pl.
مَهًا [ 4A ]
مَهَوَات مَهَيَات )
a. Wild cow.
b. Crystal.
c. Sun.

مَهَآء []
a. Crookedness.

مَمْهُوّ [ N. P.
a. I], Thin, watery (milk).
مَهْوَا
a. Fruit of the Cassia-tree.
مهو: مها: وضع شيئا على أصخر وسحقه بالهاون (المقدمة 3، 192، 2، 229، 2).
مها (في مخطوطة A) وقد كتبت مهى (في مخطوطة B) ( فارسية) انظر (فوللرز وابن البيطار 2: 534 واكتبها على ذلك النحو): بللور: نوع (كرستال) وباللاتينية oni المها وهو البلور والمعنى نفسه في onicinus ( انظر حجر المها في الجزء الثالث من ترجمة هذا المعجم) وانظر (رافلينيوس في مادة (كريسولثيوس)، انظر الفقرة التي كتبتها حول حجر المها).
مهاة: في (دوماس صحارى) (يبدو أن المها جنس من الجاموس) في (غدامس 129 (جنس من بقر الوحش يدعى مها، في جنوب لغوات إلا أنه في هذه المنطقة يدعى ببقر الوحش) انظر (كرتاس 64: 3): مهاة وحشية تشبه الفرس. وعند (بوشر) مها: (اسم جمع): الحيوانات المتوحشة ذات الشعر الأشقر كالظباء والأيائل والوعول.
مهوا: اسم شجرة في الهند اسمها العلمي latifolia bassia ( ابن بطوطة 3: 128، ملاحظات ومستخلصات على كاترمير 8: 175).
مهـو
أمهى يُمهي، أَمْهِ، إمهاءً، فهو مُمْهٍ، والمفعول مُمْهًى (للمتعدِّي)
• أمهى الشَّخصُ: بلغ الماءَ عند الحفر "حفر البئرَ حتَّى أمهى".
• أمهى الشَّرابَ ونحوَه: أكثر ماءَهُ "أمْهَتْ القِدْرَ".
• أمهى الفَرَسَ: أجراه ليعْرِق. 

إمهاء [مفرد]: مصدر أمهى. 

مَهاة [مفرد]: ج مَهَوَات ومَهَيَات ومَهًا:
1 - بقرةٌ وحشيَّة إفريقيّة ذات قرون مستقيمة أو منحنية قليلاً، يُشبَّه بها في حُسن العينين "عُيُونُ المَها بين الرُّصافة والجِسْرِ ... جَلبْنَ الهَوَى من حيث أدري ولا أدري".
2 - دُرّ، حجر معدنيّ بلوريّ صاف تتَّخذ منه الأواني والخواتم والعقود والثُّريَّات. 
(م هـ و)

المَهْوُ من السيوف: الرَّقِيق، قَالَ صَخْر الغي:

وصَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه ... أبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِهِ رُبَدُ

وَقيل: هُوَ الْكثير الفرند، وَزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه، قَالَ ابْن جني: وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أرق حَتَّى صَار كَالْمَاءِ.

وثوب مَهْوٌ: رَقِيق، شبه بِالْمَاءِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لأبي عَطاء:

قَمِيٌص مِنَ القُوهِىِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ

ويروى " رَهْو " و" رَخْفٌ " وكل ذَلِك: اللين الرَّقِيق الْكثير المَاء، مَهُوَ مَهاوَةً.

والمُهاةُ: مَاء الْفَحْل فِي رحم النَّاقة، مقلوب أَيْضا، وَالْجمع مُهْىٌ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب مَا لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ، وَلَيْسَ عِنْده بتكسير، وَإِنَّمَا حمله على ذَلِك انه سمع الْعَرَب تَقول فِي جمعه: هُوَ المُها، فَلَو كَانَ مكسرا لم يسغْ فِيهِ التَّذْكِير، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا حكاة وَحكى، وطلاة وطلى، فَإِنَّهُم قَالُوا: هُوَ الحُكَا، وَهُوَ الطُّلَى.

وأَمْهَى السّمن: أَكثر مَاءَهُ.

وأَمْهَى الشَّرَاب: أَكثر مَاءَهُ.

وَقد مَهُو، هُوَ، مَهاوَةً، فَهُوَ مَهْوٌ.

وأمْهَى الحديدة: سَقَاهَا المَاء وأحَدَّها.

وأمْهَى الْفرس: طوَّل رسنــه، وَالِاسْم المَهْىُ على المعاقبة.

ومَهَى الشَّيْء يَمْهاه ويَمْهِيه مَهْياً، معاقبة أَيْضا: مَوَّهَهُ.

وحفر الْبِئْر حَتَّى أمْهَى، أَي بلغ المَاء.

وأمْهَى الْفرس: أجراه ليعرق.

وأمْهَى الْحَبل: أرخاه.

وأمهَى فِي الْأَمر حبلا طَويلا، على الْمثل.

والمَهاةُ: الشَّمْس، قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت:

ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ رَحِيمٌ ... بِمَهاةٍ شُعاعُها مَنْشُورُ

والمَهاةُ: البلورة الَّتِي تبص لشدَّة بياضها وَقيل: هِيَ الدرة، وَالْجمع مَهاً، ومَهَوَاتٌ.

والمَهاةُ: بقرة الْوَحْش، سميت بذلك لبياضها على التَّشْبِيه بالبلورة والدرة، فَإِذا شبهت الْمَرْأَة بالمَهاةِ فِي الْبيَاض فَإِنَّمَا يَعْنِي بهَا البلورة أَو الدرة، فَإِذا شبهت بهَا فِي الْعَينَيْنِ فَإِنَّمَا يَعْنِي الْبَقَرَة، وَالْجمع مَهَى ومَهَوَاتٌ ومَهَياتٌ.

والمَهاءُ: عيب، أَو أود يكون فِي الْقدح، قَالَ:

يُقِيمُ مَهاءَهُنَّ بأُصْبُعَيْهِ

ومَهَوْتُ الشَّيْء مَهْواً، مثل مَهَيْيُهُ مَهْياً، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء.

والمَهْوَةُ من التَّمْر كالمعوة، عَن السيرافي، وَالْجمع مَهْوٌ.

وَبَنُو مَهْوٍ: بطن من عبد الْقَيْس.

والمِمْهَى: اسْم مَوضِع، قَالَ بشر بن أبي خازم: وباتَتْ لَيْلَةً وأَدِيمَ لَيْلٍ ... على المِمْهَى يُجَزُّ لَها النَّعامُ
مهو
: (و (} المَهْوُ: الرُّطَبُ) .
وَفِي المُحْكم: {المَهْوَةُ مِن التَّمْرِ: كالمَعْوَةِ، والجَمْعُ} مَهْوٌ.
(و) فِي النوادِرِ: المَهْوُ (اللُّؤْلُؤُ.
(و) أَيْضاً: (حَصًى أَبْيضُ) ، يقالُ لَهُ: بُصاقُ القَمَر.
(و) أيْضاً: (البَرَدُ) ؛ كلُّ ذلكَ فِي النوادِرِ.
(و) أيْضاً: (السَّيْفُ الرَّقِيقُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لصَخْر الغيِّ: وصارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه
أَبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِهِ رُبَدُ (أَو) هُوَ (الكثيرُ الفِرِنْدِ) ، وَزْنُه فَلْعٌ مَقْلوبٌ مِن مَاه.
قَالَ ابنُ جنِّي: لأنَّه أُرِقَّ حَتَّى صارَ كالماءِ.
وَقَالَ الفرَّاءُ: {الأَمْهاءُ السُّيوفُ الحادَّةُ.
(و) مَهْو: (أَبو حَيَ من عبدِ القَيْسِ) كانتْ لَهُم قصَّةٌ يسمجُ ذِكْرُها، قد ذَكَرَها المصنِّفُ فِي ف س و. .
(و) المَهْوُ: (اللَّبَنُ الرَّقيقُ الكثيرُ الماءِ) . يقالُ مِنْهُ: مَهُوَ اللَّبَن، ككَرُمَ،} مَهاوَةً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) المَهْو: (الضَّرْبُ الشَّديدُ.
( {وأَمْهَى السَّمْنَ) } إمْهاءً، (و) كَذَا (الشَّرابَ) : إِذا (أَكْثَرَ ماءَهُ) ؛ وَقد ( {مَهُوَ السَّمْنُ) والشَّرابُ، (ككَرُمَ) ، مَهاوَةً، (فَهُوَ مَهْوٌ: رَقَّ.
(} وأَمْهَى الحديدَةَ: أَحَدَّها) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لامْرىءِ القَيْسِ:
راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضَةٍ
ثمَّ {أَمْهاهُ على حَجَرِهْ (و) قيلَ: (سَقاها الماءَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي زيْدٍ.
(و) } أَمْهَى (الفَرَسَ: طَوَّلَ رَسَنَــهُ) .
قالَ أَبو زيْدٍ: {أَمْهَيْتُ الفَرَسَ أَرْخَيْتُ لَهُ مِن عنانِهِ؛ ومِثْلُه أَمَلْت بِهِ يَدِي إمالَةً. (والاسْمُ المَهْيُ) ، بفتحٍ فسكونٍ على المعاقَبَةِ.
(} ومَهَا الشَّيءَ {يَمْهاهُ) } مَهْواً (ويَمْهِيهِ مَهْياً) ؛ واوِيٌّ يائيٌّ الأخيرَةُ على المُعاقَبَةِ؛ (مَوَّهَهُ) أَي طَلاهُ بذهَبٍ أَو فضَّةٍ.
(! والمَهاةُ: الشَّمسُ) ؛ قَالَ أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْت: ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ رَحِيمٌ
{بمَهاةٍ شُعاعُها مَنْشُوروأَنْشَدَه ابنُ برِّي: رَبٌّ قَديرٌ بَدَلَ رَحِيم:
بمَهاةٍ لَهَا صَفاءٌ ونُورُ (و) } المَهاةُ: (البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ) لبَياضِها، شُبِّهَتْ بالبلَّوْرَةِ والدُّرَّة.
(و) المَهاةُ: (البَلَّوْرَةُ) الَّتِي تَبِضُّ من بَياضِها وصَفائِها، فَإِذا شُبِّهَتِ المرأَةُ {بالمَهاةِ فِي البَياضِ فإنَّما أَرادُوا صَفاءَ لَوْنها، فَإِذا شُبِّهَتْ بهَا فِي العَيْنَيْن فإنَّما تَعْني البَقَرَة فِي حُسْنِ عَيْنَيْها؛ وأنْشَدَ القالِي لجميلٍ:

وجيْد جدَاية وبعَينِ أرخٍ
تَرَاعى بَيْنَ أَكْثِبَةٍ} مَهَاها (ج {مَهاً} ومَهَواتٌ) ، بالتَّحريك نقَلَهُما الجَوْهرِي.
قالَ ابنُ وَلاَّد: (و) حُكِي (مَهَياتٌ) ، بالياءِ أيْضاً.
( {والمُهاةُ، بالضَّمَّ: ماءُ الفَحْلِ) فِي رحِمِ الناقَةِ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: مَقْلوبٌ أيْضاً.
وَقَالَ الجَوْهرِي: هُوَ مِن الياءِ. و (ج} مُهًى) ، كهُدًى؛ عَن ابنِ السرَّاج، قالَ: ونَظِيرُهُ من الصَّحِيح رُطبَةٌ ورُطَب وعُشَرةٌ وعُشَرٌ، انْتهى.
وَفِي المُحْكم: حكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي بابِ مَا لَا يُفارِقُ واحِده إلاَّ بالهاءِ وليسَ عنْدَه بتَكْسِيرٍ، قالَ: إنَّما حَمَلَه على ذلكَ أَنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ فِي جَمْعِه هُوَ {المُهَى، فَلَو كانَ مكسَّراً لم يَسُغْ فِيهِ التَّذْكِير، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ حُكةٌ وحُكًى وطُلاةٌ وطُلًى، فإنَّهم قَالُوا هُوَ الحُكَى وَهُوَ الطُّلَى، ونَظِيرُرُهُ مِن الصَّحِيح رُطَبةٌ ورُطَب وعُشَرةٌ وعُشَرٌ.
(وناقَةٌ} مِمْهاءٌ) ، كمِحْرابٍ: (رَقيقَةُ اللَّبَنِ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) قالَ الخليلُ: ( {المهَاءُ) ، مَمْدودٌ: عَيْبٌ و (أَوَدٌ) يكونُ (فِي القِدْحِ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
يُقِيمُ مَهاءَهُنَّ بإِصْبَعَيْهِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ثَوْبٌ} مَهْوٌ: أَي رَقِيقٌ شُبِّه بالماءِ؛ عَن ابْن الأَعْرابي وأَنْشَدَ لأبي عَطَاء:
قَمِيصٌ من القُوهِيِّ مَهْوٌ نبائِقُهْ {ومَهْوُ الذهَب: ماؤُهُ.
} والمَهاوَةُ: الرقَّةُ.
{وأَمْهَى قِدْرَهُ: أَكْثَرَ ماءَها.
وأَمْهَى النَّصْلُ على السِّنانِ: أَحَدَّه ورقَّقه.
وحَفَر البِئْرَ حَتَّى} أَمْهَى: أَي بَلَغَ الماءَ، لُغَةٌ فِي أَمَاهَ على القَلْب.
وَقَالَ أَبو عبيدٍ: حَفَرْتُ البئْرَ حَتَّى {أَمَهْتُ وأَمْوَهْتُ، وَإِن شِئْتَ حَتَّى أَمْهَيْتَ، وَهِي أَبْعَد اللّغاتِ، كُلّها إِذا انْتَهَيْت إِلَى الماءِ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي:} مَها إِذا بَلَغَ من حاجَتِه مَا أَرادَ، وأَصْلُه أَنْ يَبْلغَ الماءَ إِذا حَفَر بِئْراً.
وأَمْهَى: بالَغَ فِي الثَّناءِ، واسْتَقْصَى.
وأَمْهَى الفَرَسَ {إمْهاءً: أَجْراهُ ليعْرقَ. وَفِي الصِّحاح: أَجْراهُ وأَحْماهُ.
} والمَهْوُ شِدَّةُ الجَرْي.
وأَمْهَى الحَبْلَ: أَرْخاهُ؛ وَمِنْه المَثَلُ: أَمْهَى فِي الأمْرِ حَلاً طَويلاً؛ ويُرْوى قَول طَرَفَة:
لكالطِّوَلِ! المُمْهَى وثِنْياهُ باليَدِ وقالَ الأُمَوي: أَمْهَيْتُ إِذا عَدَوْتَ.
ويقالُ للكَواكِبِ: مَهًا؛ قَالَ أُمَيَّة:
رَسَخَ {المَها فِيهَا فَأَصْبَحَ لَوْنُها
فِي الوارِساتِ كأنَّهُنَّ الإِثْمِدُويقالُ للثَّغْرِ النَّقيِّ إِذا ابيضَّ وكَثُرَ ماؤُه: مَهاً؛ قَالَ الأعْشى:
} ومَهاً تَرِفُّ عُروبُه
يَشْفِي المُتَيَّمَ ذَا الحَرارَهْوأنْشَدَ الجَوْهَرِي للأعْشى:
وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيَ
إِذا تُعْطَى المُقَبِّلَ يَسْتَزِيدُأَوْرَدَه شاهِداً على البلَّوْرَةِ؛ ومِثْلُه فِي المُجْملِ لابنِ فارِسَ.
وكلُّ شيءٍ صَفا وأَشْبَه المَها (فَهُوَ) {مُمَهًّى.
ونطْفَةٌ} مَهْوَةٌ: رَقيقَةٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
{وامْتَهَى النَّصْلَ: حَدَّدَهُ، مثْل} أَمْهاهُ؛ تَفرَّدَ بهَا ابنُ دُرَيْدٍ ذَكَرَها فِي مَقْصورَتهِ.
{والمَهْوُ شَجَرٌ سهْليٌّ أَكْبَرُما يكونُ لَهُ ثَمَرٌ حلوٌ يُؤْكَلُ، وَفِيه رائِحةٌ طيِّبَةٌ يكونُ بأرضِ الهِنْدِ.
} ومَهَتِ {المَهاةُ مَهاً: ابْيضَّتْ.
} وأَمْهَى القدحَ: أَصْلحَ عوجَهُ؛ عَن ابْن القطَّاع.

حكن

حكن
: (حِكِّينا بكَسْرَتَيْن مُشَدَّدَة الكَافِ: لَقَبٌ؛ وابنُ حِكِّينا: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
الْحَاء وَالْكَاف وَالنُّون

الحَنَكُ من الْإِنْسَان وَالدَّابَّة، بَاطِن أَعلَى الْفَم من دَاخل، وَقيل: هُوَ الْأَسْفَل فِي طرف مقدم اللحيين من أسفلهما. وَالْجمع أحْناكٌ، لَا يكسر على غير ذَلِك.

وحَنَّكَ الدَّابَّة: دلك حَنَكَها فأدماه.

والمِحْنَكُ والحِناكُ، الْخَيط الَّذِي يُحَنَّكُ بِهِ. وحَنَكَ الصَّبِي بِالتَّمْرِ وحَنَّكَه، دلك بِهِ حَنَكَه. وَأخذ يِحِناكِ صَاحبه، أَخذ بحنَكَهِ ولببه ثمَّ جَرّه إِلَيْهِ.

وحَنَكَ الدَّابَّة يَحْنِكُها ويَحْنُكُها حَنْكا واحتَنَكَها، شدّ فِي حِنكها الْأَسْفَل حبلا يَقُودهَا بِهِ. وحَنكَها يَحنِكُها ويَحْنُكُها، جعل الــرسن فِي فِيهَا، من غير أَن يشتق من الحَنَكِ، رَوَاهُ أَبُو عبيد، وَالصَّحِيح عِنْدِي انه مُشْتَقّ مِنْهُ.

وَقَالُوا: أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين، أَي آكلهما بالحَنَكِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من صِيغ التَّعَجُّب والمفاضلة، وَلَا فعل لَهُ عِنْده.

واستَحْنَكَ الرجل، قوي أكله بعد ضعف، وَهُوَ مِنْهُ.

واحْتَنَكَ الْجَرَاد الأَرْض، أَتَى على نبتها وَقَوله تَعَالَى: (لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَه) مَأْخُوذ من هَذَا.

واحتَنكَ الرجل، أَخذ مَاله كَأَنَّهُ أَكلَة بالحَنَكِ.

وأسود كحَنَكِ الْغُرَاب، يَعْنِي منقاره، وَقيل: سوَاده، وَقيل: نونه بدل من لَام حلك، وَقد تقدم.

وأسود حانِكٌ: شَدِيد السوَاد.

والحُنْكَةُ: السن والتجربة وَالْبَصَر بالأمور وحنَكَتْه التجارب وَالسّن حَنْكا وحَنَكا، وأحْنكَتْهُ وحَنَّكَتْه واحتَنَكَتْه، هذبته. وَقيل: ذَاك أَوَان نَبَات سنّ الْعقل، وَالِاسْم الحُنْكَة والحُنْكُ والحِنْكُ.

وَرجل مُحْتَنِكٌ وحَنْكٌ وحَنِيكٌ: مجرب، كَأَنَّهُ على حَنَك، وَإِن لم يسْتَعْمل. والحَنِيكُ، الشَّيْخ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَهُوَ قريب من الأول، وَأنْشد:

وهَبْتَه من سلْفَعٍ أفُوكِ

وَمن هِبٍِّ قد عَسا حَنِيكِ

يَحْمِلُ رَأسا مِثْلَ رَأس الدّيكِ

وَقد احتَنَكتْ السن نَفسهَا.

والحَنْكَةُ والحِناكُ، الْخَشَبَة الَّتِي تضم الغراضيف، وَقيل: هِيَ القدة الَّتِي تضم غراضيف الرحل. 

عجي

(عجي) الصَّبِي عجا تعلل بِشَيْء عَن اللَّبن
(ع ج ي) : (الْعِجَايَةُ) عَصَبَةٌ فِي قَوَائِمِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ مُنْتَهَاهَا الرُّسْغُ.
الْعين وَالْجِيم وَالْيَاء

العُجايَةُ: عصب مركب فِيهِ فصوص من عِظَام كأمثال فصوص الْخَاتم تكون عِنْد رسغ الدَّابَّة. وَقيل هِيَ كل عصبَة فِي يَد أَو رجل. وَقيل: هِيَ قدر مُضْغَة من لحم تكون مَوْصُولَة بعصبة تنحدر من ركبة الْبَعِير إِلَى الفــرسن، وَهِي من النَّاقة عصبَة فِي بَاطِن يَدهَا، وَمن الْفرس مضيغة، وَقيل: هِيَ عصبَة بَاطِن الوظيف من الْفرس والثور. وَالْجمع عُجيً وعُجِيٌّ، على حذف الزَّائِد فيهمَا، وعَجايا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
عجي
: (ي {العُجايَةُ، بالضمِّ: عَصَبٌ مُرَكَّبٌ فِيهِ فُصُوصٌ من عِظامٍ كفُصُوصِ الخاتمِ يكونُ عِنْدَ رُسْغِ الدَّابَّةِ) ، وَإِذا جاعَ أَحدُهُم دَقَّها بينَ فِهْرَيْنِ فأَكَلَها؛ والعُجاوَةُ لُغَةٌ فِيهِ.
(أَو) هِيَ (كلُّ عَصَبَةٍ فِي يَدٍ أَو رِجلٍ؛ أَو) هِيَ (عَصَبَةٌ فِي باطِنِ الوَظِيفِ مِن الفَرَسِ والثَّوْرِ) ؛) وقيلَ: هِيَ مِن الفَرَسِ العَصَبَةُ المُسْتَطيلَةُ من الوَظِيفِ ومُنْتَهاها إِلَى الرُّسْغَيْنِ، وفيهَا يكونُ الخَطْمُ، والرُّسْغُ مُنْتَهَى العُجايَةِ.
ومِن الناقَةِ: عَصَبَةٌ فِي باطِنِ يَدِها؛ ومِن الفَرَسِ: مَضِيغَةٌ.
وقالَ الجوهرِيُّ:} العُجايَتانِ عَصَبَتانِ فِي باطِنِ يَدَي الفَرَسِ، وأسْفَلَ مِنْهُمَا هَنَاتٌ كأنَّها الأظْفارُ وتسمَّى السَّعْداناتِ، ويقالُ لكلِّ عَصَبٍ يتَّصلُ بالحافِرِ: {عُجايَةٌ؛ قالَ الراجزُ:
وحافِرٌ صُلْبُ} العُجَى مُدَمْلَقُ
وساقُ هَيْقٍ أَنْفُها مُعَرَّقُ وقالَ الأصْمعي: {العُجايَةُ والعجاية لُغَتانِ، وهُما قَدْر مُضْغةٍ مِن لَحْمٍ تكونُ مَوْصولةً بعَصَبةٍ تَنْحدِرُ مِن رُكْبةِ البَعيرِ إِلَى الفِــرْسِنِ.
وقالَ ابنُ الْأَثِير:} العُجاياتُ أَعْصابُ قَوائِمِ الإِبِلِ والخَيْلِ، قالَ كعْب:
سُمْرُ {العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَماً (ج} عُجًى) ، كهُدًى؛ وَمِنْه قولُ الراجِزِ السّابقِ.
( {وعُجِيٌّ) ، كعُتِيَ، (} وعَجايا) ، بالفَتْح والضَّم، {وعُجايات.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَعْجَتِ السَّنَةُ البهمَ: جَعَلَتْها {عَجايا، وَهِي السَّيِّئةُ الغِذاءِ.
} وعَجتِ المَرْأةُ صَبِيَّها! عجياً، لُغَةٌ، نقلَهُ ابنُ القطَّاع.

خَلع

خَلع
الخَلْعُ، كالمَنْعِ: النَّزْعُ، إِلاَّ أَنَّ فِي الخَلْعِ مُهْلَةً، قَالَهُ اللَّيْثُ. وسَوَّى بَعْضُهُمْ بَيْنَ الخَلْعِ والنَّزْعِ. يُقَالُ: خَلَعَ الشَّيْءَ يَخْلَعَهُ خَلْعاً، وخَلَعَ النَّعْلَ والثَّوْبَ والرِّدَاءَ يَخْلَعُهُ خَلْعاً: جَرَّدَهُ. وَفي الصّحاح: خَلَعَ ثَوْبَهُ ونَعْلَهُ وقَائدَهُ خَلْعاً، قَالَ ابنُ فارِسٍ: وَهَذَا لَا يَكادُ يُقَالُ إِلاَّ فِي الدُّونِ يُنْزِلُ مَن هُوَ أَعْلَى مِنْهُ، وإِلاّ فلَيْسَ يُقَالُ: خَلَعَ الأَمِيرُ وَالِيَهُ عَلَى بَلَدِ كَذا، أَلا تَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا يُقَالُ: عَزَلَهُ.
والخَلْعُ: لَحْمٌ يُطْبَخُ بالتَّوابِلِ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي القَرْف، وَهُوَ وِعَاءٌ مِن جِلْدٍ، كَمَا فِي الصّحاح. أَو هُوَ القَدِيدُ المَشْوِيُّ، ويُقَالُ: بَل القَدِيدُ يُشْوَى فيُجْعَلُ فِي وِعَاءٍ بإِهَالَتهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ اللَّحْمُ يُخْلَعُ عَظْمُهُ، ثَمَّ يُطْبَخُ ويُبَزَّرُ ويُجْعَلُ فِي الجِلْدِ ويُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسْفَارِ.
ومِن المَجَازِ: الخُلْعُ، بالضَّمِّ: طَلاَقُ المَرْأَةِ ببَدَلٍ مِنْهَا. هكَذَا بالدّالِ المُهْمَلَةِ المَفْتُوحَة فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي الصّحاح: ببَذْلٍ لَهُ مِنْهَا، بالذّالِ المُعْجَمَةِ السّاكِنَةِ، أَو مِنْ غَيْرِهَا، كالمُخَالَعَةِ والتَّخَالُعِ. وقَدْ خَلَعَ امْرَأَتَه خَلْعاً، وَعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ زادَ غَيْرُهُ: وخِلاَعاً، بالكَسْرِ، اخْتَلَعَتْ هِيَ مِنْه اخْتِلاعاً، فَهِيَ مُخْتَلِعَةٌ. وخَالَعَتْهُ: أَرَادَتْهُ على ذلِكَ والاسْمُ الخُلْعَةُ، بالضَّمِّ.
والخَالِعُ: كُلُّ مِن المُتَخَالِعَيْنِ. وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيُّ شَاهِداً للخِلاع بالكَسْر:
(مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإِنْ شَفَّ ... رَ مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاَعَا)
شَفَّرَ مالٌ: قَلَّ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: خَلَعَ امْرَأَتُهُ وخَالَعَهَا، إِذا افْتَدَتْ مِنْهُ بِمَالِهَا، فطَلَّقَهَا، وأَبَانَهَا مِن نَفْسِهِ، وسُمِّيَ ذلِكَ الفِرَاقُ خَلْعاً، لأَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ النِّسَاءَ لِبَاساً للرِّجالِ، والرِّجَالُ لِبَاساً لَهُنَّ، فقالَ: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأَنْتُم لِبَاسٌ لَهُنَّ. وَهِي ضَجِيعُهُ وضَجِيعَتُهُ، فإِذا افْتَدَتِ المَرْأَةُ بمَالٍ تُعطِيهِ زَوْجَها لِيُبِينَها مِنْهُ، فأَجَابَها إِلَى ذلِكَ فقَدْ بانَتْ مِنْهُ، وخَلَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما لِبَاسَ صَاحِبِهِ، والاسْمُ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الخُلْعُ، والمَصْدَرُ الخَلْعُ، قالَ ابْنُ الأَثِير: وفائدَةُ الخَلْعُ إِبطالُ الرَّجْعَةِ إِلاَّ بعَقْدٍ جَدِيدٍ، وَفِيه عِنْدَ الشّافِعِيّ خِلاَفٌ: هَلْ هُوَ فَسْخٌ أَو طَلاقٌ وقَدْ يُسَمَّى الخُلْعُ طَلاقاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ،) رِضَيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ امْرَأَةً نَشَزَتْ على زَوْجِهَا، فقالَ عُمَرُ: اخْلَعْهَا أَيْ طَلِّقْها واتْرُكْهَا.
والخَالِعُ: البُسْرَةُ النَّضِيجَةُ، يقالُ: بُسَرَةٌ خالِعٌ وخَالِعَةٌ، إِذا نَضِجَتْ كُلُّهَا. والخَالِعُ مِنَ الرُّطَب: المُنْسِبِتُ، لأَنَّهُ يَخْلَع قِشْرَهُ، مِن رُطُوبَتِهِ. وبَعِيرٌ خَالِعٌ: لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَثُورَ إِذا جَلَسَ الرَّجُلُ علَى غُرَابِ وَرِكِهِ، وقِيلَ: إِنَّمَا ذلِكَ لانْخِلاعِ عَصَبَةِ عُرْقُوبِهِ. والخَالِعُ: السَّاقِطُ الهَشِيمُ من الشَّجَرِ، عَن الأَصْمَعِيّ، وقِيلَ: الخَالِعُ من العِضَاةِ: مَا لَا يَسْقُطُ وَرَقُه أَبَداً.
والخَالِعُ: الْتِواءُ العُرْقُوبِ، قِيلَ: هُوَ داءُ يَأْخُذُ عُرْقُوبَ النَّاقَةِ. ويُقَالُ: خُلِعَ، كَعُنىَ: أَصابَهُ ذلِكَ، أَي الخالِعُ. وخَلَعَ السُّنْبُلُ، كمَنَعَ، خَلاَعَةً: صارَ لَهُ سَفاً. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وخَلَعَ الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ومِن المَجَازِ: كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ إِذا قَالَ قَائِلٌ مُنَادِياً فِي المَوْسِمِ: يَا أَيُّهَا النّاسُ: هذَا ابْنِي قَدْ خَلَعْتُهُ وذلِكَ لارلبفقإِذا خافَ مِنْهُ خُبْثاً أَو خِيَانَةً زادَ: أَو مَنْ هُوَ بِسَبِيلٍ مِنْهُ، فيَقُولُونَ: إِنّا قَدْ خَلَعْنَا فلَانا، أَيْ فإِنْ جَرَّ لَمْ أَضْمَنْ، وإِنْ جُرَّ عَلَيْهِ لَمْ أَطْلُبْ، يُرِيدُ: تَبَرَّأْتُ مِنْهُ، وكانَ لَا يُوْخَذُ بَعْدُ بجَرِيرَتهِ. وَهُوَ خَلِيعٌ بَيِّنُ الخَلاَعَةِ ومَخْلُوعٌ عَن نَفْسِهِ، وقِيلَ: هُوَ المَخْلُوعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقد خَلُعَ: كَكُرَمَ، خَلاعَةً: صارَ خَلِيعاً خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطَالَبُوا بجِنَايَتِهِ.
والخُلَعَاءُ: جَمَاعَتُهُمْ، أَيْ جَمْعُ خَلِيعٍ، ككَرِيمٍ وكُرَمَاءِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخُلَعَاءُ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قالَ السَّمْهَرِيّ العُكْلِيّ:
(فلَوْ كُنْت من رَهْطِ الأَصَمِّ بنِ مالِكٍ ... أَو الخُلَعَاءِ أَوْ زُهَيْرِ بَنِي عَبْسِ)

(إِذَنْ لَرَمَتْ قَيْسٌ وَرَائِيَ بِالحَصَى ... وَمَا أُسْلِمَ الجانِي لِمَا جَرَّ بالأَمْسِ)
وقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: فوَلَدَ رَبِيعَةُ ابنُ عُقَيْل رِياحاً وعَمْراً وعَامِراً وعُوَيْمِراً وكَعْباً، وهُمُ الخُلعاءُ، كانُوا لَا يُعْطُونَ أَحَداً طَاعَةً، واُمُّهم أُمُّ أُناسٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بنِ كِلابٍ. والخَلِيعُ، كأَمِيرٍ: الصَّيّاد، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لانْفِرادِهِ. ويُرْوَى لامْرِئ القَيْسِ، وَهُوَ لَتأَبَّطَ شَرّاً:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ، جَاوَزْتُ بَطْنَهُ ... بِه الذِّئْبُ يَعْوِي كالخَليعِ المُعَيَّلِ)
والمُعَيَّل: الَّذِي قَصَّر مالُهُ وعَلَيْهِ عِيَالٌ. ويُقَالُ: الخَلِيعُ هُنَا الشّاطِرُ، وهُوَ مَجَازٌ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلَعَتْهُ عَشِيرَتُه، وَتَبَرَّؤُوا مِنْهُ، أَوْ لأَنَّه خَلَعَ رَسَنَــهُ. ويُقَالُ: خُلِعَ مِن الدِّينِ والحَيَاءِ، وَهِي بِهاءِ.
والخَلِيعُ: الغُولُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَيْ لخُبْثِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ. والخَلِيعُ: الذِّئْبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كالخَيْلعِ، كحَيْدَر، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. والخَلِيعُ: القِدْحُ الَّذِي لَا يَفُوزُ أَوَّلاً، كَمَا فِي الصّحّاحِ، ونَقَلَه كُرَاعَ. قالَ: وجَمْعُهُ خِلْعَةٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ القِدْحُ الفَائزُ أَوّلاً، كَمَا نَقَلُهُ صاحِبُ اللِّسَان)
والصّاغَانِيّ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: المُقَامِرُ المُرَاهِنُ فِي القِمارِ، وأَنْشَدَ: كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِدَاحِ قُلْتُ: هكَذَا هُوَ فِي الجَمْهَرَةِ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً هكَذَا، ولَمْ يَذْكُرَا صَدْرَهُ، والشاعِرُ يَصِفُ جَمَلاً وأَوَّلُه. يَعُزُّ عَلَى الطَّرِيقِ بمَنْكِبَيْهِ يَقُولُ: يَغْلِبُ هَذَا الجَمَلُ الإِبِلَ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيق، فشَبَّهَ حِرْصَهُ علَى لُزُومِ الطَّرِيق وإِلْحاحَهُ عَلَى السَّيْرِ بحِرْص هَذَا الخَلِيع عَلَى الضَّرْبِ بالقِدَاحِ، لَعَلَّه يَسْتَرْجِعُ بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مالِهِ.
والخَلِيعُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. يُقَالُ: هُوَ يَكْسُوهُ من خَلِيعِه. والخَلِيعُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ الضَّحَّاكِ الشَّاعِر المُحْسِن، كانَ فِي المَائَةِ الثَالِثَةِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: رَجُلٌ رَئِيسٌ مِنْ بَنِي عامِرٍ كانَ لَهُ خَطَرٌ فيهم، وأَنْشَدَ:
(إِنَّ الخَلِيعَ ورَهْطَهُ مِنْ عامِرٍ ... كالقَلْبِ أُلْبِسَ جُؤْجُؤاً وحَزِيماً)
وخُلَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ وَالِدِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ جَعْفَرٍ القَلاَنِسِيّ المُقْرِي شيخ أَبِي الحَسَن الحماميّ، ضَبَطَه أَبُو حَيّان، قَالَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ. والخَلَعْلَعُ، كسَفَرْجَلٍ: الضَّبُعُ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ عَنْهُ أَيْضاً فِي الجِيم: جَلَعْلَعَة: مِنْ أَسماءِ الضِّبَاع، فهُمَا لُغَتَانِ، أَوْ أَحَدُهُما تَصْحِيفٌ عَن الآخَرِ، فتَأَمَّلْ. والخُلاَعُ، كغُرَابٍ: شِبْهُ خَبَلٍ وجُنُونٍ يُصِيبُ الإِنْسَانَ، وقيلَ: هُوَ الضَّعْفُ والفَزَعُ. والخَيْلَع، كصَيْقَلٍ: القَمِيصُ بلاَ كُمٍّ، ونَصّ أَبِي عَمْروٍ فِي النَّوَادِرِ: لَا كُمَّيْ لَهُ، كالخَيْعَلِ.
والخَيْلَعُ: الفَزَعُ يَعْتَرِي الفُؤادَ، مِنْهُ الوَسْوَاسُ والضَّعْفُ، كَأَنَّهُ مَسٌّ، كالخَوْلَع، كجَوْهَر، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قالَ ومِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
(لَا يُعْجِبَنَّكَ أَنْ تَرَى بمُجَاشِعٍ ... جَلَدَ الرِّجَالِ، وَفِي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ)
وَهُوَ مجازٌ. وخَيْلَع: ع، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. والخَيْلَعُ: الذِّئْبُ، كالخَلِيعِ وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ للْمُصَنِّفِ، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ، كجَوْهَرٍ: المُقَامِرُ المَجْدودُ الَّذِي يُقْمِرُ أَبَداً، أَيْ فِي مالِهِ وَهُوَ مَجَازٌ.
والخَوْلَعُ: الغُلامُ الكَثِيرُ الجَنَايَاتِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطْلَبُوا بِجِنايَتِهِ، كَمَا تَقَدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ مِن الرِجالِ. والخَوْلَعُ: الدَّلِيلُ الماهِرُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
والخَوْلَعُ: الذِّئْبُ. والغُولُ، كالخَيْلَعِ فيهمَا. وخَلَعَتِ العِضَاهُ: أَوْرَقَتْ وكذلِكَ الشِّيخُ، عَن ابنِ)
الأَعْرَابِيّ. ويُقَالُ: خَلَعَ الشَّجَرُ، إِذا أَنْبَتَ وَرَقاً طَرِيّاً، وقِيلَ: خَلَعَ، إِذا سَقَطَ وَرَقُه، كأَخْلَعَتْ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، ونَصُّه: أَخْلَعَ الشِّيخُ، إِذا أَوْرَقَ، مِثْلُ خَلَعَ. والخِلْعَةُ، بِالكَسْرِ: مَا يُخْلَعُ عَلَى الإِنْسَانِ مِن الثِّيَابِ، طُرِحَ عَلَيْهِ أَوْ لَمْ يُطْرَحْ، وكُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عَنْكَ: خِلْعَةٌ، وخَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةً. قالَ المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ: وإِذا قِيلَ: خَلَعَ فُلانٌ على فُلان كَانَ مَعْنَاهُ أَعْطَاهُ ثَوْباً، واسْتُفِيدَ مَعْنَى العَطَاءِ مِن هِذه اللَّفْظَةِ بِأَنْ وُصِلَ بِهِ لَفْظَةُ عَلى لَا مِنْ مُجَرَّدِ الخَلْعِ.
والخِلْعَةُ: خِيَارُ المَالِ، ويُضَمَّ. وذَكَرَ الوَجْهَيْنِ الصّاغانِيّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الضَّمِّ، قالَ: ويُنْشَد قَوْلُ جَرِيرٍ بالضَّمِّ:
(مَنْ شاءَ بايَعْتُهُ مَالِي وخُلْعَتَه ... مَا تَكْمُلُ التَّيْمُ فِي دِيوَانِهِم سَطَرَاً)
هكَذَا هُوَ فِي الصّحاح، قالَ الصّاغَانِيّ: والرِّوَايَةُ مَا تَكْمُلُ الخُلْجُ فإِنَّ جَرِيراً يُهْجُوهُم، وهُمْ من بَنِي قَيْسِ بنِ فِهْرٍ، مِنْ قُرَيْش. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: وسُمِّيَ خِيَارُ المالِ خُلْعَةً وخِلْعَةً لأَنَّهُ يَخْلَعُ قَلْبَ الناظِرِ إِلَيْهِ، وأَنْشَدَ الزَّجّاجُ:
(وكَانَتْ خُلِعَةً دُهْساً صَفَايَا ... يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ)
يَعْنِي المِعْزَى أَنَّهَا كانَتْ خِياراً، وخُلْعَةُ مالِه: مُخْرَتُه، كَمَا فِي اللِّسَان.
وأَخْلَعَ السُّنْبُلُ: صارَ فِيهِ الحَبُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وأَخْلَعَ القَوْمُ: وَجَدُوا الخَالِعَ مِن العِضَاهِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والمُخَلَّعُ الأَلْيَتَيْنِ مِن الرِّجَال كمُعَظَّمٍ: المُنْفَكُّهُمَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومِنْهُ التَّخْلِيعُ، وَهِي مَشْيُهُ، أَيْ المُتَفَكِّك يَهُزُّ مَنْكِبَيْه ويَدَيْه ويُشِيرُ بهما. وَفِي الصّحاح: التَّخْلِيعُ فِي بابِ العَرُوضِ: قَطْعُ مُسْتَفِعِلُنْ فِي عَرُوضِ البَسِيطِ وضَرُبِهِ جَمِيعاً، فُيُنْقَلُ إِلى مَفْعُولُنْ. والمُخَلَّع، كمُعَظَّم: بَيْتُهُ. وَفِي اللِّسَانِ: المُخَلَّعُ مِن الشِّعْرِ: مَفْعُولُنْ فِي الضَّرْبِ السادِسِ من البَسِيط، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلِعَتْ أَوْتَادُه فِي ضَرْبِهِ وعَرُوضِهِ، إِلاّ أَنَّ اسْمَ التَّخْلِيعِ لَحِقَهُ بقَطْعِ نُونِ مُسْتَفْعلن، لأَنَّهما من البَيْتِ كاليَدَيْنِ، فكَأَنَّهُمَا يَدَانِ خُلِعَتا مِنْهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ شاهِدَهُ:
(مَا هَيَّجَ الشَّوْقَ مِنْ أَطْلالٍ ... أَضْحَتْ قِفَاراً كوَحْيِ الوَاحِي)
وأَنْشَدَ اللَّيْثُ قَوْلَ الأَسْوَدِ بنِ يُعْفُر:
(مَاذَا وُقُوفِي عَلَى رَسْمٍ عَفَا ... مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ)
وأَنْشَدَ أَيْضاً:)
(قل لِلْخَلِيل إِنْ لَقِيتَه ... مَاذَا تَقُولُ فِي المُخلَّعِ)
قالَ اللَّيْثُ: والمُخَلَّعُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الرِّخْوُ، قِيلَ: ومِنْهُ أُخِذَ المُخَلَّع من الشِّعْر.
والمُخَلَّعُ مِن الناسِ: مَنْ بِهِ شِبْهُ هَبْتَةٍ، أَو مَسٍّ. والهَبْتَةُ: ذَهَابُ العَقْلِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ.
وامْرَأَةٌ مُخْتَلِعَةٌ: شَبِقَةٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: اخْتَلَعُوهُ، أَي أَخَذُوا مَالَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَخَالَعُوا: نَقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بَيْنهُم وتَنَاكَثُوا، وَهُوَ مَجَاز. وَفِي حَدِيث عُثْمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كانَ إِذا أُتِيَ بالرَّجُلِ الَّذِي قَدْ تَخَلَّعَ فِي الشَّرَابِ المُسْكِرِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ. أَي انْهَمَكَ فِي مُعَاقَرَتِهِ، أَوْ بَلَغَ بِهِ الثَّمَلُ إِلَى أَن اسْتَرْخَت مَفاصِلُه. وتَخَلَّعَ فِي المَشْي: تَفَكَّكَ وذلِكَ إِذَا هَزَّ مَنْكِبَيْهِ وَيَديه، وأَشَارَ بِهِمَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الاخْتِلاَعُ: الخَلْعُ. وقَوْلُه تَعَالَى فَاخْلَعْ نعَلَيْكَ قِيلَ: هُوَ عَلَى ظاهِرِهِ، لأَنَّهُ كانَ مِن جلْدِ حِمَار مَيِّتِ، وقِيلَ: هُوَ أَمْرٌ بالإِقَامَةِ والتَّمَكُّن، كَمَا تَقُول لِمَنْ رُمْتَ أَنْ يَتَمَكَّنَ: أَنْزَعْ ثَوْبَكَ وخُفَّكَ، ونَحْو ذلِكَ، وهُوَ مَجَازٌ، وَهُوَ قُوْلُ الصُّوفِيَّةِ. وانْخَلَعَ مِن مالِهِ: إِذَا خَرَجَ منْهُ جَمِيعِهِ، وعُرِّيَ مِنْهُ كَما يُعَرَّى الإِنْسَانُ إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وخَلَعَ الرِّبْقَةَ مِن عُنُقِه، إِذا نَقَضَ عَهْدَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: مَنْ خَلَعَ يَداً مِن طاعَةٍ لَقِيَ اللهَ لَا حُجَّةَ لَهُ أَيْ مَنْ خَرَجَ مِن طَاعَةِ سُلْطَانِهِ، وعَدَا عَلَيْه بالشَّرِّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ، إِذَا أَلْقَيْتَهُ عَنْكَ، شَبَّهَ الطّاعَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى الإِنْسَانِ بِهِ، وخَصَّ اليَدَ لأَنَّ المُعَاهَدَةُ والمُعَاقَدَةَ بِهَا. ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ دابَّتَهُ خَلْعاً، وخَلَّعَها: أَطْلَقَها مِن قَيْدِها، وكذلِكَ خَلَعَ قَيْدَهُ، قَالَ:
(وكُلّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فهوَ سارِبُ)
ومِنْ مَجَازِ المَجَازِ: خَلَعَ عِذَارَه: إِذا أَلْقَاهُ عَنْ نَفْسِهِ، فعَدَا بشرٍّ عَلَى النّاسِ لَا زَاجِرَ لَهُ، قالَ:
(وأُخْرَى تَكَاءَدُ مَخْلُوعَة ... عَلَى النّاسِ فِي الشَّرِّ أَرْسَانُهَا)
ومِنْهُ قُوْلُهُمْ للأَمْرَدِ: خَالِعُ العِذَارِ، وَهُوَ من مَجَازِ مَجَازِ المَجَازِ، والعَوَامُّ يَقُولُونَ: خَالِي العِذَارِ.
ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ الوَالِي العامِلَ، وخُلِعَ الخَلِيفَةُ، وقِيلَ للأَمِين: المَخْلُوعُ، كَما فِي الأَسَاسِ.
وخُلِعَ الوَالِي، أَيْ عُزِلَ، كَمَا فِي الصّحاح وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ: سُمِّيَ الخَلْعُ والخَلِيعُ هُنَا اتِّساعَاً، لأَنَّهُ قد لَبِسَ الخَلافةَ والإِمَارَةَ ثمَّ خَلَعَها. وَمِنْه حدِيثُ عُثْمَانَ: وإِنَّكَ تُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ أَرادَ الخِلاَفَةَ وتَرْكها وَقد ذُكِرَ فِي ل وص، ومِنَ الغَرِيبِ: كُلُّ سَادِسٍ مَخْلُوعٌ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه الدَّمِيرِيّ وغَيْرهُ. والمُخْتَلِعَات: النِّسَاءُ اللَّوَاتِي يُخَالِعْن أَزْوَاجَهُنَّ مِنْ غَيْرِ مُضَارَّةٍ مِنْهُم، وَهُوَ) مَجَازٌ. والمُخَالِعُ: المُقَامِر. قَالَ الخزّار بنُ عَمْروٍ يُخَاطِبُ امْرَأَتَه:
(إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَا أُلاكِ إِذَا ... هَرَّ المُخَالِعُ أَقْدُحَ اليَسْرِ)
نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي الأَسَاسِ: خالَعَهُ: قَامَرَهُ، لأَنَّ المُقَامِرَ يَخْلَعُ مَالَ صَاحِبهِ، وهومَجَازٌ.
وَفِي اللِّسَانِ: المَخْلُوعُ: المَقْمُورُ مَالَهُ: كالخَلِيعِ. والخَلِيعُ: المُسْتَهْتَرُ بالشُّرْبِ واللَّهْوِ.
والخَلِيعُ: الخَبِيثُ. وَخَلُعَ خَلاعَةً فَهُوَ خَلِيعٌ: تَبَاعَدَ. والخَلِيعُ: المُلازِمُ للقِمَارِ.
ورَجُلٌ مَخْلُوعُ الفُؤادِ، إِذا كَانَ فَزِعاً. وجُبْنٌ خالِعٌ: أَيْ شَدِيدٌ، كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ.
قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مَجَازٌ فِي الخَلْعِ، والمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ من نَوَازِعِ الأَفْكَارِ، وضَعْفِ القَلْبِ عِنْدَ الخَوْفِ. والخَوْلَعُ: دَاءُ يَأْخُذُ الفِصَالَ. ورَجُلٌ خَيْلَعٌ: ضَعِيفٌ. وفِيهِ خُلْعَةٌ، بالضَّمِّ، أَيْ ضَعْفٌ. والخَلْعُ، بالفَتْحِ والتَّحرِيكِ: زَوالُ المِفْصَلِ من اليَدِ أَو الرِّجْلِ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ. وخَلَعَ أَوْصَالَهُ: أَزالَها. والخَلِيعُ: اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَزَّرُ وَيرْفَع. والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حِينَ يُهْبَدُ حِتَّى يَخْرُجَ سَمْنُه، ثُمَّ يُصَفَّى، فيُنَحَّى، ويُجْعَلُ عَلَيْه رَضِيضُ التَّمْرِ المَنْزُوعِ النَّوَى، والدَّقيقُ، ويُسَاطُ حَتَّى يَخْتَلِطَ، ثُمَّ يُنْزَلُ ويُوضَعُ، فإِذا بَرَدَ أُعِيدَ عَلَيْه سَمْنُهُ. وقِيلَ: الخَوْلَعُ: الحَنْظَلُ المَدْقُوقُ والمَلْتُوتُ بمَا يُطَيِّبُهُ ثُمَّ يُؤْكَلُ، وَهُوَ المُبَسَّلُ. والخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بالخَلِّ، ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفَارِ.
وتخلَّعَ الْقَوْم: تَسَلَّلُوا وذَهَبُوا. عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ:
(ودَعَا بَنِي خَلَفٍ فبَاتُوا حَوْلَهُ ... يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمَالِ)
والخَالِعُ: الجَدْيُ. والخَيْلَعُ: الزَّيْتُ، عَن كُرَاع، هكَذَا فِي اللِّسَان إِنْ لَمْ يَكُنْ مُصَحَّفاً عَن الذِّئْبِ.
والخَيْلَعُ: القُبَّةُ مِنَ الأَدَمِ. وقِيلَ: الخَيْلَعُ: الأَدَمُ عَامَّةً، قَالَ رُؤْبَةُ: نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِي الخَيْلَعَا وأَخْلَعَ القَوْمُ: قَارَبُوا أَنْ يُرْسِلُوا الفَحْلَ فِي الطَّرُوقَةِ. والخَلِيعَةُ: الخَلاعَةُ. ومِنَ المَجَازِ: نَخْلَعُ ونَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ، أَي نَتَبَرَّأُ مِنْهُ. ورَجُلٌ مُخَلَّعُ، كمُعَظَّمٍ: مَجْنُونٌ، وبِهِ خَوْلَعٌ، كأَوْلَق، وَهُوَ مَجَازٌ. والقَاضِي أَبُو الحُسَيْن عَلِيّ ابنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الخِلْعَيّ المِصْرِيّ الشافِعِيّ، بكَسْرِ الخاءِ وسُكُونِ الَّلامِ، صاحِبُ الفَوَائِدِ المَعْرُوفَة بالْخِلْعِيّاتِ، وقَدْ وَقَعَتْ لَنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَزَيزٍ عَنْهُ، قِيلَ: لأَنَّهُ كانَ يَبِيعُ خِلَعَ المُلُوكِ. وأَيْضاً ابْنُه الحَسَنُ: حَدَّثَ. وبالضَّمِّ الأَعَزُّ بنُ عَلِيٍّ الخُلَعِيِّ عَن ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيّ، ذَكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ، وقالَ: كانَ يَبِيعُ الثِّيَابَ الخَلِيعَة، أَي القَدِيمَة.
(خَ ل ع)

خَلَع الشَّيْء يخلَعُه خَلْعا، واختلعه: كنزعه، إِلَّا أَن فِي الخَلْع مهلة، وسوُّى بَعضهم بَين الخَلْع والنزع وخلع الثَّوْب والرداء والنعل يخلَعُه خَلْعا: جرده. وَفِي التَّنْزِيل: (فاخْلَعْ نَعْلَيْكَ، إنكَ بالوَاد المُقدَّس طُوَى) روى انه أَمر بخلعهما، ليَطَأ بقدميه الْوَادي الْمُقَدّس. وروى " قُدِّس مرَّتين ". وكل ثوب تَخْلَعه عَنْك خلْعةٌ. وخَلَع قائده خلعا: أداله. وخَلَع الربقة عَن عُنُقه: نقض عَهده.

وتخالع الْقَوْم: نقضوا الْعَهْد بَينهم.

وخَلَع دَابَّته يخلَعُها خَلْعا، وخَلَّعها: أطلقها من قيدها. وَكَذَلِكَ خَلَع قَيده، قَالَ:

وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيدَ فَحْلِهمْ ... وَنحن خَلَعنا قَيْدَه فَهُوَ سارِبُ

وخَلَع عذاره: أَلْقَاهُ عَن نَفسه، فَعدا بشر، وَهُوَ على الْمثل بذلك. وخلع امْرَأَته خُلْعا وخِلاعا، فاختلَعَتْ: أزالها عَن نَفسه، وَطَلقهَا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

مُولَعاتٍ بهاتِ هاتِ فإنْ شَفَّ ... رَ مَال أرَدْنَ مِنْك الخِلاعا

شفَّر: قل. وخَلَعه عَن النّسَب: أزاله.

وَرجل خَليع: مخلوع عَن نسبه، وَقيل: هُوَ المخلوع من كل شَيْء، وَالْجمع خُلَعاء، كَمَا قَالُوا: قَتِيل وقتلاء.

وخَلُع خَلاعة، فَهُوَ خَليع: تبَاعد. والخليع: الشاطر، وَهُوَ مِنْهُ. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، والخليع: الصياد لانفراده. والخَليع: الملازم للقمار. والخَليع: الْقدح الفائز أَولا، وَقيل: الَّذِي لَا يفوز أَولا، عَن كرَاع. وَجمعه: خِلْعَة.

والخُلاع، والخَلْيَع، والخَوْلَع: كالخبل وَالْجُنُون يُصِيب الْإِنْسَان. وَقيل: هُوَ فزع يبْقى فِي الْفُؤَاد، يكَاد يعترى مِنْهُ الوساوس. وَقيل: الضعْف والفزع. قَالَ جرير:

لَا يُعْجِبِنَّك أنْ تَرى لمجاشِعٍ ... جَلَدَ الرِّجَال وَفِي الْقُلُوب الخَوْلَعُ

والخَوْلَع: دَاء يَأْخُذ الفصال. والمُخَلَّع: الَّذِي كَأَن بِهِ مسا. وَرجل مُخَلَّع وخَيْلَع: ضَعِيف، وَفِيه خُلْعة: أَي ضعف.

والمُخَلَّع من الشّعْر: " مَفْعُولُن " فِي الضَّرْب السَّادِس من الْبَسِيط، مُشْتَقّ مِنْهُ، سمي بذلك، لِأَنَّهُ خلعت أوتاده، فِي ضربه وعروضه، لِأَن اصله " مُسْتَفْعِلُنْ " فِي الْعرُوض وَالضَّرْب، فقد حذف مِنْهُ جزءان، لِأَن اصله ثَمَانِيَة. وَفِي الجزأين وتدان، وَقد حذفت من " مُستْفَعِلُنْ " نونه، فَقطع هَذَانِ الوتدان، فَذهب من الْبَيْت وتدان، وَكَأن الْبَيْت خلع، إِلَّا أَن اسْم التخليع لحقه، بِقطع نون " مُسْتَفْعِلُنْ " لِأَنَّهُمَا للبيت كاليدين، فكأنهما يدان خلعتا مِنْهُ.

وتَخَلَّع فِي مشيته: هز مَنْكِبَيْه، وَأَشَارَ بيدَيْهِ.

والخَلْع والخَلَع: زَوَال الْمفصل من الْيَد أَو الرجل، من غير بينونة.

وخَلَّع أوصاله: أزالها.

وثوب خليع: خلق.

وبعير بِهِ خاِلع: لَا يقدر أَن يثور إِذا جلس الرجل على غراب وركه. وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لانخلاع عصبَة عرقوبه.

وخَلَعَ الزَّرْع خَلاعة: أسفى. وأخلع: صَار فِيهِ الْحبّ.

وبسرة خالعٌ وخالِعة: نضيجة. وَقيل الخالع بِغَيْر هَاء: البسرة إِذا نَضِجَتْ كلهَا. وخَلع الشيح خلعا: أَوْرَق. وَكَذَلِكَ العضاه. وخَلَع: سقط ورقه.

والخَلْعُ: القديد المشوي. وَقيل: القديد يشوى، وَاللَّحم يطْبخ، وَيجْعَل فِي وعَاء بإهالته.

والخَوْلَع: الهبيد حِين يهبد، حَتَّى يخرج دسمه، وَذَلِكَ أَن يطْبخ حَتَّى يخرج سمنه، ثمَّ يصفى فينحى، وَيجْعَل عَلَيْهِ رضيض التَّمْر المنزوع النَّوَى والدقيق، ويساط حَتَّى يخْتَلط، ثمَّ ينزل فَيُوضَع، فَإِذا برد اعيد عَلَيْهِ سمنه.

وتَخَلَّع الْقَوْم: تسللوا وذهبوا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

وَداعا بني خَلَفٍ فباتُوا حَوْلَه ... يتخَلَّعُونَ تَخَلُّع الأجْمالِ

والخالع: الجدي.

والخليعُ والخَيْلَع: الغول. والخليع: اسْم رجل من الْعَرَب.

والخُلعاء: بطن من بني عَامر.

والخَلْيًعَ من الثِّيَاب والذئاب: لُغَة فِي الخيعل.

والخَيْلَع: الزَّيْت، عَن كرَاع. والخَيلع: الْقبَّة من الْأدم. وَقيل: الخَيلع: الْأدم عَامَّة. قَالَ رؤبة:

نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِى الخَيْلَعا

وَقَالَ رجل من كلب:

مَا زِلتُ أضرِبُهُ وأدعو مَالِكًا ... حَتَّى تركْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ

والخَلَعْلَع: من أَسمَاء الضباع، عَنهُ أَيْضا.

عَلِطَ 

(عَلِطَ) الْعَيْنُ وَاللَّامُ وَالطَّاءُ مُعْظَمُهُ عَلَى صِحَّتِهِ إِلْصَاقُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ، أَوْ تَعْلِيقُهُ عَلَيْهِ. تَقُولُ: عَلَطْتُهُ بِسَهْمٍ: أَصَبْتُهُ. وَإِذَا أَصَبْتَهُ بِهِ فَقَدْ أَلْصَقْتَهُ بِهِ. وَالْعُلْطَةُ: سَوَادٌ تَخُطُّهُ الْمَرْأَةُ فِي وَجْهِهَا تَزَّيَّنُ بِهِ. وَالْعُلْطَةُ: الْقِلَادَةُ مِنَ الْحَنْظَلِ. وَيُقَالُ: اعْلَوَّطَنِي فُلَانٌ: لَزِمَنِي.

وَمِنَ الْبَابِ الْعِلَاطُ، وَهِيَ كَيٌّ أَوْ سِمَةٌ تَكُونُ فِي مُقَدَّمِ الْعُنُقِ عَرْضًا. وَعَلَطْتُ الْبَعِيرَ أَعْلِطُهُ عَلْطًا. وَيُقَالُ: إِنَّ عِلَاطَ الْإِبْرَةِ: خَيْطُهَا. وَعِلَاطُ الشَّمْسِ: الَّذِي كَأَنَّهُ خَيْطٌ. وَالْإِعْلِيطُ: وِعَاءُ ثَمَرِ الْمَرْخِ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ فِي شَجَرِهِ. قَالَ:

[لَهَا] أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ ... كَإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذَا مَا صَفِرْ

وَالْعِلَاطَانِ: صَفْقَا الْعُنُقِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ. فَأَمَّا الْبَعِيرُ الْعُلُطُ وَالنَّاقَةُ الْعُلُطُ، وَهِيَ الَّتِي لَيْسَ فِي رَأْسِهَا رَسَنٌ، فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَقْلُوبٌ، وَالْأَصْلُ عُطُلٌ، وَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي لَا حَلْيَ لَهَا. وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ. قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي عَلَى عُرْضِيَّةٍ عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بِتَوَدُّدِ

ضَبَّ 

(ضَبَّ) الضَّادُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عُظْمُهُ عَلَى الِاجْتِمَاعِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَضَبَّ الْقَوْمُ إِضْبَابًا، إِذَا تَكَلَّمُوا جَمِيعًا. ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ أَكْثَرُ الْبَابِ. مِنْ ذَلِكَ ضَبَّةُ الْحَدِيدِ، وَالْجَمْعُ: ضَبَّاتٌ. وَالضَّبُّ: الْغِلُّ فِي الْقَلْبِ. وَقَدْ أَضَبَّ عَلَى غِلٍّ فِي صَدْرِهِ، إِذَا جَمَعَهُ فِي صَدْرِهِ. وَمِنْهُ الضَّبَابُ، وَهُوَ الَّذِي كَأَنَّهُ غُبَارٌ يَجْتَمِعُ فَيَسْتُرُ. وَهَذَا يَوْمٌ مُضِبٌّ. وَضَبِبَ الْبَلَدُ: كَثُرَ ضَبَابُهُ.

وَمِنَ الْبَابِ: التَّضَبُّبُ، وَهُوَ السِّمَنُ. وَالضَّبِيبَةُ: سَمْنٌ وَرُبٌّ يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا، يُقَالُ: ضَبِّبُوا لِصَبِيِّكُمْ. وَالضَّبُّ مِنْ دَوَابِ الْأَرْضِ مَعْرُوفٌ، وَسُمِّيَ لِتَجَمُّعِ خَلْقِهِ وَلَحْمِهِ ; وَالْجَمْعُ ضِبَابٌ، وَرُبَّمَا شُبِّهَ الطَّلْعُ بِهِ. قَالَ:

أَطَافَ بِفُحَّالٍ كَأَنَّ ضِبَابَهُ ... بُطُونُ الْمَوَالِي يَوْمَ عِيدٍ تَغَدَّتِ

يَقُولُ: طَلْعُهَا ضَخْمٌ كَأَنَّهُ ضِبَابٌ مُمْتَلِئَةٌ. ثُمَّ شَبَّهَ تِلْكَ الضِّبَابَ بِبُطُونِ مَوَالٍ تَغَدَّوْا فَتَضَلَّعُوا. وَيُقَالُ: وَقَعْنَا فِي مَضَابَّ مُنْكَرَةٍ، أَيْ قِطَعٍ مِنَ الْأَرْضِ كَثِيرَةِ الضِّبَابِ. وَالضُّبَاضِبُ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ السَّمِينُ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: ضَبَّ النَّاقَةَ، فَهُوَ مِثْلُ ضَفَّهَا، إِذَا حَلَبَهَا بِالْكَفِّ جَمِيعًا. قَالَ الْكِسَائِيُّ: فَطَرْتُ النَّاقَةَ أَفْطِرُهَا، إِذَا حَلَبْتَهَا بِطَرَفِ أَصَابِعِكَ. وَضَبَبْتُهَا أَضُبُّهَا ضَبًّا، إِذَا حَلَبْتَهَا بِالْكَفِّ كُلِّهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: هَذَا هُوَ الضَّفُّ. فَأَمَّا الضَّبُّ فَأَنْ تَجْعَلَ إِبْهَامَكَ عَلَى الْخِلْفِ وَأَصَابِعَكَ عَلَى الْإِبْهَامِ وَالْخِلْفِ مَعًا.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ قَوْلُهُمْ: نَاقَةٌ ضَبَّاءُ وَبَعِيرٌ أَضَبُّ، وَهُوَ وَجَعٌ يَأْخُذُهُمَا فِي الْفِــرْسِنِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: ضَبَّتْ لِثَتُهُ دَمًا، وَضَبَّتْ يَدُهُ إِذَا سَالَتْ دَمًا، فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، إِنَّمَا هُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ بَضَّ، وَقَدْ مَرَّ.

خَرَطَ 

(خَرَطَ) الْخَاءُ وَالرَّاءُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُنْقَاسٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ مُضِيُّ الشَّيْءِ، وَانْسِلَالُهُ. وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ، فَيُقَالُ اخْتَرَطْتُ السَّيْفَ مِنْ غِمْدِهِ، وَخَرَطْتُ عَنِ الشَّجَرَةِ وَرَقَهَا، وَذَلِكَ أَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَكَأَنَّ الشَّجَرَةَ قَدِ انْسَلَّتْ مِنْهُ. وَقَالَ قَوْمٌ: الْخَرْطُ قِشْرُ الْعُودِ ; وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَالْخَرُوطُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي يَجْتَذِبُ رَسَنَــهُ مِنْ يَدِ مُمْسِكِهِ وَيَمْضِي. وَيُقَالُ اخْرَوَّطَ بِهِمُ السَّيْرُ، إِذَا امْتَدَّ. وَالْمَخْرُوطُ: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الْوَجْهِ. وَاسْتَخْرَطَ الرَّجُلُ [فِي] الْبُكَاءِ، وَذَلِكَ إِذَا أَلَحَّ وَلَجَّ فِيهِ مُسْتَمِرًّا. وَالْخَرَطُ: دَاءٌ يُصِيبُ ضَرْعَ الشَّاةِ فَيَخْرُجُ لَبَنُهَا مُتَعَقِّدًا كَأَنَّهُ قِطَعُ الْأَوْتَارِ. وَهِيَ شَاةٌ مُخْرِطٌ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ عَادَتَهَا فَهِيَ مِخْرَاطٌ. وَيُقَالُ الْمَخَارِيطُ الْحَيَّاتُ إِذَا انْسَلَخَتْ جُلُودُهَا. قَالَ:

إِنِّي كَسَانِي أَبُو قَابُوسَ مُرْفَلَةً ... كَأَنَّهَا سَلْخُ أَبْكَارِ الْمَخَارِيطِ

[وَ] رَجُلٌ خَرُوطٌ: مُتَهَوِّرٌ يَرْكَبُ رَأْسَهُ، وَهُوَ الْقِيَاسُ. وَيُقَالُ انْخَرَطَ عَلَيْنَا، إِذَا انْدَرَأَ بِالْقَوْلِ السَّيِّئِ، وَانْخَرَطَ جِسْمُ فُلَانٍ، إِذَا دَقَّ، وَذَلِكَ كَأَنَّهُ انْسَلَّ مِنْ لَحْمِهِ انْسِلَالًا. وَيُقَالُ خَرَطْتُ الْفَحْلَ فِي الشَّوْلِ، إِذَا أَرْسَلْتَهُ فِيهَا.

جَرَّ 

(جَرَّ) الْجِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ; وَهُوَ مَدُّ الشَّيْءِ وَسَحْبُهُ. يُقَالُ جَرَرْتُ الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ أَجُرُّهُ جَرًّا. قَالَ لَقِيطٌ:

جَرَّتْ لِمَا بَيْنَنَا حَبْلَ الشَّمُوسِ فَلَا ... يَأْسًا مُبِينًا نَرَى مِنْهَا وَلَا طَمَعًا

وَالْجَرُّ: أَسْفَلُ الْجَبَلِ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، كَأَنَّهُ شَيْءٌ قَدْ سُحِبَ سَحْبًا. قَالَ:

وَقَدْ قَطَعْتُ وَادِيا وَجَرَّا

وَالْجَرُورُ مِنَ الْأَفْرَاسِ: الَّذِي يَمْنَعُ الْقِيَادَ. وَلَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كَأَنَّهُ أَبَدًا يُجَرُّ جَرًّا، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنْ يَكُونَ جَرُورًا عَلَى جِهَتِهِ، لِأَنَّهُ يَجُرُّ إِلَيْهِ قَائِدَهُ جَرًّا. وَالْجَرَّارُ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، لِأَنَّهُ يَجُرُّ أَتْبَاعَهُ وَيَنْجَرُّ. قَالَ:

سَتَنْدَمُ إِذْ يَأْتِي عَلَيْكَ رَعِيلُنَا ... بِأَرْعَنَ جَرَّارٍ كَثِيرٍ صَوَاهِلُهْ

وَمِنِ الْقِيَاسِ الْجُرْجُورُ، وَهِيَ الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ:

مِائَةً مِنْ عَطَائِهِمْ جُرْجُورَا

وَالْجَرِيرُ: حَبْلٌ يَكُونُ فِي عُنُقِ النَّاقَةِ مِنْ أَدَمٍ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ جَرِيرًا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْجَرِيرَةُ، مَا يَجُرُّهُ الْإِنْسَانُ مِنْ ذَنْبٍ، لِأَنَّهُ شَيْءٌ يَجُرُّهُ إِلَى نَفْسِهِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْجِرَّةُ جِرَّةُ الْأَنْعَامِ، لِأَنَّهَا تُجَرُّ جَرًّا. وَسُمِّيَتْ مَجَرَّةُ السَّمَاءِ مَجَرَّةً لِأَنَّهَا كَأَثَرِ الْمَجَرِّ. وَالْإِجْرَارُ: أَنْ يُجَرَّ لِسَانُ الْفَصِيلِ ثُمَّ يُخَلَّ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ. قَالَ:

كَمَا خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ الْمُجِرُّ

وَقَالَ قَوْمٌ الْإِجْرَارُ أَنْ يُجَرَّ ثُمَّ يُشَقَّ. وَعَلَى ذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرٍو:

فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِمَاحُهُمْ ... نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ أُجِرَّتِ

يَقُولُ: لَوْ أَنَّهُمْ قَاتَلُوا لَذَكَرْتُ ذَلِكَ فِي شِعْرِي مُفْتَخِرًا بِهِ، وَلَكِنَّ رِمَاحَهُمْ أَجَرَّتْنِي فَكَأَنَّهَا قَطَعَتِ اللِّسَانَ عَنِ الِافْتِخَارِ بِهِمْ. وَيُقَالُ أَجَرَّهُ الرُّمْحَ إِذَا طَعَنَهُ وَتَرَكَ الرُّمْحَ فِيهِ يَجُرُّهُ. قَالَ:

وَنَجِرُّ فِي الْهَيْجَا الرِّمَاحَ وَنَدَّعِي

وَقَالَ:

وَغَادَرْنَ نَضْلَةَ فِي مَعْرَكٍ ... يَجُرُّ الْأَسِنَّةَ كَالْمُحْتَطِبْ

وَهُوَ مَثَلٌ، وَالْأَصْلُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ جَرِّ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ جَرَّتِ النَّاقَةُ، إِذَا أَتَتْ عَلَى وَقْتِ نِتَاجِهَا وَلَمْ تُنْتَجْ إِلَّا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَهِيَ قَدْ جَرَّتْ حَمْلَهَا جَرًّا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا صَدَقَةَ فِي الْإِبِلِ الْجَارَّةِ» ، وَهِيَ الَّتِي تُجَرُّ بِأَزِمَّتِهَا وَتُقَادُ، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ الْأَحْمَالِ، وَيُقَالُ بَلْ هِيَ رَكُوبَةُ الْقَوْمِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ أَجْرَرْتُ فُلَانًا الدَّيْنَ إِذَا أَخَّرْتَهُ بِهِ، وَذَلِكَ مِثْلُ إِجْرَارِ الرُّمْحِ وَالــرَّسَنِ. وَمِنْهُ أَجَرَّ فُلَانٌ فُلَانًا أَغَانِيَّ، إِذَا تَابَعَهَا لَهُ. قَالَ:

فَلَمَّا قَضَى مِنِّي الْقَضَاءَ أَجَرَّنِي ... أَغَانِيَّ لَا يَعِيَا بِهَا الْمُتَرَنِّمُ

وَتَقُولُ: كَانَ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ كَذَا وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْيَوْمِ، أَيْ جُرَّ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ لَمْ يَنْقَطِعْ وَلَمْ يَنْصَرِمْ. وَالْجَرُّ فِي الْإِبِلِ أَيْضًا أَنْ تَرْعَى وَهِيَ سَائِرَةٌ تَجُرُّ أَثْقَالَهَا. وَالْجَارُورُ - فِيمَا يُقَالُ - نَهْرٌ يَشُقُّهُ السَّيْلُ. وَمِنَ الْبَابِ الْجُرَّةُ وَهِيَ خَشَبَةٌ نَحْوُ الذِّرَاعِ تُجْعَلُ فِي رَأْسِهَا كِفَّةٌ وَفِي وَسَطِهَا حَبْلٌ وَتُدْفَنُ لِلظِّبَاءِ فَتَنْشَبُ فِيهَا، فَإِذَا نَشِبَتْ نَاوَصَهَا سَاعَةً يَجُرُّهَا إِلَيْهِ وَتَجُرُّهُ إِلَيْهَا، فَإِذَا غَلَبَتْهُ اسْتَقَرَّ [فِيهَا] . فَتَضْرِبُ الْعَرَبُ بِهَا مَثَلًا لِلَّذِي يُخَالِفُ الْقَوْمَ فِي رَائِهِمْ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِمْ. فَيَقُولُونَ " نَاوَصَ الْجُرَّةَ ثُمَّ سَالَمَهَا ". وَالْجَرَّةُ مِنَ الْفَخَّارِ، لِأَنَّهَا تُجَرُّ لِلِاسْتِقَاءِ أَبَدًا. وَالْجَرُّ شَيْءٌ يُتَّخَذُ مِنْ سُلَاخَةِ عُرْقُوبِ الْبَعِيرِ، تَجْعَلُ فِيهِ الْمَرْأَةُ الْخَلْعَ ثُمَّ تُعَلِّقُهُ عِنْدَ الظَّعْنِ مِنْ مُؤَخَّرِ عِكْمِهَا، فَهُوَ أَبَدًا يَتَذَبْذَبُ. قَالَ:

زَوْجُكِ يَا ذَاتَ الثَّنَايَا الْغُرِّ ... وَالرَّتِلَاتِ وَالْجَبِينِ الْحُرِّ

أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الْجَرِّ ... ثُمَّ شَدَدْنَا فَوْقَهُ بِمَرِّ

وَمِنَ الْبَابِ رَكِيٌّ جَرُورٌ، وَهِيَ الْبَعِيدَةُ الْقَعْرِ يُسْنَى عَلَيْهَا، وَهِيَ الَّتِي يُجَرُّ مَاؤُهَا جَرًّا. وَالْجَرَّةُ الْخُبْزَةُ تُجَرُّ مِنَ الْمَلَّةِ. قَالَ:

وَصَاحِبٍ صَاحَبْتُهُ خِبٍّ دَنِعْ ... دَاوَيْتُهُ لَمَّا تَشَكَّى وَوَجِعْ

بِجَرَّةٍ مِثْلَ الْحِصَانِ الْمُضْطَجِعْ

فَأَمَّا الْجَرْجَرَةُ، وَهُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يُرَدِّدُهُ الْبَعِيرُ فِي حَنْجَرَتِهِ فَمِنَ الْبَابِ أَيْضًا، لِأَنَّهُ صَوْتٌ يَجُرُّهُ جَرًّا، لَكِنَّهُ لَمَّا تَكَرَّرَ قِيلَ جَرْجَرَ، كَمَا يُقَالُ صَلَّ وَصَلْصَلَ. وَقَالَ الْأَغْلَبُ:

جَرْجَرَ فِي حَنْجَرَةٍ كَالْحُبِّ ... وَهَامَةٍ كَالْمِرْجَلِ الْمُنْكَبِّ وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ» . وَقَدِ اسْتَمَرَّ الْبَابُ قِيَاسًا مُطَّرِدًا عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.