Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: دير

بَنْدَيْر أو بَنْدِير

بَنْــدَيْر أو بَنْــدِير: (أسبانية) وجمعها عند فوك بنادر: طبل الباسك (فوك، ألكالا، هوست 262، معجم البربرية، آدمز 119، دوماس عادات 285، سلفادور 41، صفة مصر 13: 511).

دَير فَطْرُس ودير بَوْلُس

دَير فَطْرُس ودير بَوْلُس:
قال أبو الفرج: هذان الــديران بظاهر دمشق بنواحي بني حنيفة في ناحية الغوطة، والموضع حسن عجيب كثير البساتين والأشجار والمياه، قال جرير:
لما تذكّرت بالــدّيرين أرّقني ... صوت الدجاج وضرب بالنواقيس
فقلت للركب إذ جدّ الرحيل بنا: ... يا بعد يبرين من باب الفراديس!
وفيه يقول أيضا يرثي ابنه:
أودى سوادة يبدي مقلتي لحم ... باز يصرصر فوق المرقب العالي
إلّا تكن لك بالــديرين باكية، ... فربّ باكية بالرمل معوال
قالوا: نصيبك من أجر، فقلت لهم: ... كيف القرار وقد فارقت أشبالي؟

دير

(دير) بِهِ وَعَلِيهِ أَصَابَهُ الدوار فَهُوَ مدور بِهِ
دير: ديري: نوع من التمر (نيبور رحلة إلى بلاد العرب 2: 215).
ديري: نوع من الرمان (ابن العوام 1: 273) حسب ما في مخطوطتنا.
(د ي ر) : (الــدَّيْرُ) صَوْمَعَةُ الرَّاهِبِ (وَــدَيْرَ زُورَ) مَوْضِعٌ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ فَيُقَالُ مِلْحَفَةُ دَيْرِ زُورِيَّةَ.
دير:
[في الانكليزية] Monastery ،the world
[ في الفرنسية] Monastere ،le monde
معناها معروف. وعندهم عالم الانسان.

دير

5 تــديّر: see art. دور.

دَيْرٌ: see art. دور.

دَيْرَــانِىٌّ: see art. دور.

دَيِّرٌ: see art. دور.

دَيِّرَــةٌ: see art. دور.

دَيَّارٌ: see art. دور.

دَيُّورٌ: see art. دور.
دير
الــديْرُ للنصارى: مَعْرُوْف. وصاحِبُه الذي يَسْكُنُه: دَيْرَــاني ودَيارٌ. وما بها دَيار ولا دَيُّوْرٌ: أي أحَدٌ.
والتــدَيُّرُ: من قَوْلِكَ تَــدَيَّرْــتُ داراً: أي تَبَوأتها.
د ي ر : الــدَّيْرُ لِلنَّصَارَى مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ دُيُورَةٌ مِثْلُ: بَعْلٍ وَبُعُولَةٍ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ دَيْرَــانِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قِيلَ بَحْرَانِيٌّ وَمَا بِالدَّارِ دَيَّارٌ أَيْ أَحَدٌ. 
(د ي ر] الــدَّيْرُ: خانُ النَّصارَي، والجَمْعُ أَدْيارٌ، وصاحِبُه دَيّارٌ، ودَيْرانِيُّ نَسَبٌ على غيرِ قِياسٍ، وإنّما قُلْنا: إِنّه من الياء وإِنْ كانَ ((دور)) أَكْثَرَ وأَوْسَعَ؛ لأَنَّ الياءَ قد تَصَرَّفَتْ في جَمْعهِ، وفي بناء، فَعّالٍ منه، ولم نَقْلْ: إنّها مُعاقَبَةٌ؛ لأَنَّ ذلك لو كانَ لكانَ حَرِيّا أَنْ يُسْمَعَ في وَجْهٍ من وَجُوهِ تَصارِيِفه.
د ي ر

هذا دير الراهب أي صومعته. ومررت بــديراني وديّار وهو الذي يسكن الــدير ويعمره.

ومن المجاز: قولهم لرئيس القوم ومقدّمهم: هو رأس الــدير. قال:

أذننا شرابث رأس الــدير ... شيخاً وصبياناً كنغران الطير

إن الذي يسقيك يسقينا جير ... والله نفّاح اليدين بالخير

دير: التهذيب: الــدير الدارات في الرمل، ودَيْرُ النصارى، أَصله الواو،

والجمع أَدْيارٌ. والــدَّيْرَــانِيُّ: صاحب الــدَّيْرِ. ابن سيده: الــدَّيْرُ

خان النصارى؛ وفي التهذيب: دَيْرُ النصارى، والجمع أَدْيارٌ، وصاحبه الذي

يسكنه ويعمره دَيَّارٌ ودَيْرَــانِيٌّ، نسب على غير قياس. قال ابن سيده:

وإِنما قلنا إِنه من الياء وإِن كان دور أَكْثَرَ وأَوسع لأَن الياء قد

تصرفت في جمعه وفي بناء فَعَّالٍ، ولم نقل إِنها معاقبة لأَن ذلك لو كان

لكان حَرِيّاً أَن يسمع في وجه من وجوه تصاريفه. ابن الأَعرابي: يقال

للرجل إِذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الــدَّيْرِ.

دير
دَيْر [مفرد]: ج أَديار وأدْيِرَــة ودُيُورة: مبنى مُعَدّ لسكنى الرُّهبان والرَّاهبات النَّصارى "اعتكف في دَيْرٍ ناءٍ عن المدينة" ° دخَل الــدَّيْر: ترهبَن- هو رأس الــدَّير: تقال لرئيس القوم ومقدّمهم. 

دَيْرانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى دَيْر: على غير قياس.
2 - ديَّار؛ صاحبُ الــدَّيْر أو ساكِنُه. 

دَيَّار [مفرد]: مَن يسكن الــدَّيْر
دير
: ( {الــدَّيْرُ: خَانُ النّصارَى) : كَذَا فِي المُحْكَم، وأَصلُه الْوَاو: قَالَه الأَزْهَرِيّ (ج} أَديارٌ، وصاحِبُه) الَّذِي يَسْكُنه ويَعْمُره (! دَيَّارٌ) ودَيْرَــانيٌّ، على غَيْر قِياس. قَالَ ابنُ سِيدَه: وإِنّمَا قُلْنَا إِنَّه من الياءِ وإِن كَانَ دور أَكْثَرَ وأَوْسَعَ، لأَنَّ الياءَ قد تَصَرَّفَ فِي جَمْعِه وَفِي بِناءِ فَعَّالٍ وَلم نَقُل إِنها مُعَاقَبةٌ؛ لأَن ذالك لَو كَانَ لَكَانَ حَرِيًّا أَن يُسْمَع فِي وَجْه من وُجوهِ تَصَارِيفه.
(و) من المَجَاز: (يُقَال لمَن رأَسَ أَصحابَه) هُوَ (رأْسُ الــدَّيْرِ) ، أَي مُقَدَّمهم، عَن ابْن الأَعرابيّ. (! ودَيْرُ الزَّعفَرَانِ: مَوْضِعانِ) . (ودَيْرُــرَكِيّ) كعَلِيّ (بالرُّهَا) .
(و) دَيرُــرَكِيّ: (ة بدِمَشْقَ) .
دَيْرُ سَمْعَانَ) ، كسَحْبَان: (ة بهَا) ، أَي بدِمَشْق. (وَبهَا دُفِن) أَميرُ الْمُؤمنِينَ (عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ) الأُمُوِيّ، وَكَانَ ابتداءُ مَرَضِه بخُنَاصِرَةَ، (وَهِي مجهولةٌ الآنَ) لَا يَعُرَف لَهَا أَثرٌ.
(و) دَيْرُ سَمْعَانَ: (ع بأَنْطَاكِيَةَ. و) دَيْرُ سَمْعَانَ: (ع بالمَعَرَّةِ يُقَال فِيهِ قَبْرُ عُمَر) بن عبد العزِيز، (والأَوّلُ الصَّحِيحُ. و) دَيْرُ سَمْعَانَ: (ع بحَلَبَ) ويُضاف إِليه الجَبَلَ.
دَيْرُ العَاقولِ ثلاثةٌ) : أَحدُهما مَدِينَةُ النَّهْروانِ الأَوْسَطِ، بَينهَا وَبَين المَدَائِن مَرْحَلَةٌ. مِنْهَا مُجَاشِعٌ العابِدُ. وقَرْيَةَ ببَغْدَادَ. مِنْهَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الكَرِيم بنُ هِشَام بنِ زِياد بنِ عِمْرَانَ. وأَبو الطَّيِّب يُوسُف بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَان الصُّوفيّ، سكَن نَسَيْابُورَ.
دَيْرُ عَبْدُونَ مَوضِعانِ) .
دَيرُ العَذَارَى ثَلَاثَة) .
دَيْرُ هِنْد ثلاثةٌ) .
دَيْرُ نَجْرانَ ثلاثةٌ) .
دَيْرُ نَجْرانَ ثلاثةٌ) .
دَيْرُ مَرْجِشَ اثْنَان) .
ديْرُ مَارتَ مَرْيَمَ ثلاثَةٌ) .
وبقى عَلَيْهِ:
دير فَثْيُونَ، بالمثَلَّثَة، ذكرَه السُّهَيْليّ فِي الرَّوْض.
ودَيْر الجَماجِم. قَالَ أَبو عُبَيْدة سُمِّيَ بِهِ لعَمَلِ أَقدَاح الخَشَبِ بِهِ.
ودَيْرُ قُرَّةَ، بالشَّام.
والــدَّيْر: مَوضهَ بالبَصْرَة، وَيُقَال لَهُ نهْر الــدَّيْر، وَهِي قَرْية كَبِيرة.
ودَيْر الجَزِيرَة، ودَيْرُ قَسْطان، كِلاَهُمَا من أَعمالِ القُوصِيَّة.
وديْر بخمطهر: من أَعمال الشرقية. ودَيْر شَبْرَا بالغَرْبِيَّة.
ودَيْر بَادرس: بالفَيّيوم.
ودَيْر الفَخَّار، ودَيْرُ أَبي مَنْصُور، ودَيْرُ سعرَانَ، ودَيْرُ الجُمَّيْزة، الأَربعةُ، من الجِيزِيّة.
ودَيرْ العَسَلِ، ودَيْر نَجْمٍ، ودَيْرُ بهور، ودَيْرُ بَانُوب، ودَيْرُ مَاواس، ودَيْرُ مقروفة، الستّة من أَعمال أَشمونين.
دَيْرَــىْ طَرَفَة، ودَيْرَــيِ الْخَادِم ودَيْرَــيْ أَبو نَمْلَة، الثَّلَاثَة من أَعمال الفيوم.
} ودِيرِــينُ، بالكسْر: قَرْية عامرةٌ بالغَرَبيّة، وَقد دَخَلْتُهَا وزُرتُ صاحِبَها القُطْبَ أَبَا مُحَمَّد عبدَ العزِيز بنَ أَحْمد بنِ سَعِيد بنِ عَبْدِ اللهِ الدَّمِيريّ المعْرُوف {- بالــدِّيرِــينيّ مؤلَف كتاب " طَهَارة القُلُوب " " والمصابح المُنِير فِي علم التَّفْسِير " " ونَظْم الوَجيز " فِي خَمْسَة آلَاف بيَتِ، وَغَيرهَا، أَخذ عَن العِزّ بنِ عبد السَّلَام وصَحِب أَبَا الفَتْح بن أَبي الغَنائِم الرَّسعنيّ الواسطيّ، وَبِه تَخرَّج.
ودَيْرُ مُحَلَّى: بنَوَاحي المَصِيصَة، على سَاحل جَيْحَانَ. إِليه نُسِب الحُسَيْن بنُ محمّد الهاشِمِيّ. وَمن قَوْلِه فِيهِ:
لسْتُ أَنْسَى يَوْمًا} بــدَيْرِ مُحَلَّى
لم نَدَعْه يَوْمًا من الدَّهْرِ عُطْلاَ
إِلى آخرِ الأَبيات.
ودَيرُ بولس: بانطأكية: ودَير إِسحاق، وتجاهه دَيْر الزّبيبِ من الغرب فِي نَواحِي خُنَاصِرةَ.
ودَيْرُ سَابَانَ، وَمَعْنَاهُ بالسُّرْيانيّة دَيْرُ الجَمَاعَة، ودَيْرُ عَمَانَ، وَمَعْنَاهُ دَيْرُ الشَّيْخ: كِلَاهُمَا من أَعمال حَلَبَ، وهما خَرِبَانِ، وَفِيهِمَا بناءٌ عَجِيب وقُصُورٌ مُشرفة، وَبَينهمَا قَرية تَعرف بِتُرُمانِين من قُرَى جَبلِ سَمْعَان أَحد الــدَّيْرَــين من قِبْلِيّ القَرْية والآخَر من شَماليّها، وَفِيهِمَا يَقُول حَمْدانُ الأَثارِبِيُّ:
دَيْرُ عَمَانَ ودَيْرُ سَابَانِ
هِجْنَ غَرَامِي وزِدْنَ أَشْجَاني
إِذَا تَذَكَّرتُ فِيهِما زَمَناً
قَضيتُه فِي عُرَامِ رَيْعانِي
يَا لَهْفَ نَفْسِي مِمَّا أُكابِده
إِن لاَحَ بَرْقٌ من دَءَحرِ حَشْيَانِ
كَذَا ذكرَهُ ابنُ العَدِيم فِي تَارِيخ حَلَب.
قَالَ شيخُنا: وَقد أَوْصلهَا البَكْرِيّ فِي مُعْجَمه وصاحِبُ المَراصِد وغَيْرُهما إِلَى مِائَةٍ ونَيِّفٍ وثَمَانِين دَيْراً، وفَصَّلُوها.
قلْت: وَهِي غَيْر الَّتِي ذَكَرْنَاهَا من القُرَى المصريّة فإِنهم قد أَغفلوا ذالِك. أَوردْنَاهَا من كِتَاب القَوَانِين للأَسْعَدِ بن مَمَّاتِي ومُخْتَصره لِابْنِ الجيعان فليُعْلَم ذالك.
وَفِي التَّهْذِيب: {الــدَّيْر: الدَّارَات فِي الرَّمْل.} - والــدَّيْرَــانيّ: ساكِنُ الــدَّيْر.
! والــدَّيْرَــتانِ: رَوْضَتَانِ لبَنِي أَسَد بمَفْجَر وَادِي الرَّمةِ من التَّنْعِيم، عَن يَسارِ طريقِ الحاجِّ المُصْعِد.
والــدّيْر: قَرْيَةٌ بمَرْدَا من جَبَلِ نابُلُسَ، وَمِنْهَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَعْد بنِ أَبِي بكرِ ابْن مُصلِح بن أَبِي بَكْر بن سَعْدٍ القَاضِي شَمْسِ الدّين الــدَّيْرِــي، وآلُ بَيته.
والنِّسْبة إِلَى دَءَحر العَاقُول دَيْرِــيّ، وَبَعْضهمْ يَقُول الــدَّيْرَ عَاقُوليُّ. قَالَ الصَّغَانِيّ: والأَول أَصَحُّ.
ودَيْرَ الرُّوم: قُرْبَ بَغْدَادَ. (فصل الذَّال) الْمُعْجَمَة مَعَ الرَّاء
[دير] ن فيه: يأوي إلى "ديره" هو كنيسة منقطعة عن العمارة، وينقطع فيها رهبان النصارى للتعبد.

السَّديرُ

السَّــديرُ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه ثمّ ياء مثناة من تحت، وآخره راء: هو نهر، ويقال قصر، وهو معرّب وأصله بالفارسيّة سه دله، أي فيه قباب مداخلة مثل الجاري بكمّين، وقال أبو منصور: قال الليث الســدير نهر بالحيرة، قال عدي بن زيد:
سرّه ماله وكثرة ما يم ... لك والبحر معرض والســدير
وقال ابن السكيت: قال الأصمعي الســدير فارسية أصله سه دل، أي قبة فيها ثلاث قباب متداخلة، وهو الذي تسميه الناس اليوم سدلّى فعربته العرب فقالوا ســدير، وفي نوادر الأصمعي التي رواها عنه أبو يعلى قال: قال أبو عمرو بن العلاء الســدير العشب، انقضى كلام أبي منصور، وقال العمراني: الســدير موضع معروف بالحيرة، وقال: الســدير نهر، وقيل: قصر قريب من الخورنق كان النعمان الأكبر اتخذه لبعض ملوك العجم، قال أبو حاتم: سمعت أبا عبيدة يقول هو السّدليّ أي له ثلاثة أبواب، وهو فارسيّ معرّب، وقيل: سمي الســدير لكثرة سواده وشجره، ويقال: إني لأرى ســدير نخل أي سواده وكثرته، وقال الكلبي: إنّما سمي الســدير لأن العرب حيث أقبلوا ونظروا إلى سواد النخل سدرت فيه أعينهم بسواد النخل فقالوا: ما هذا إلّا ســدير، قال: والســدير أيضا أرض باليمن تنسب إليها البرود، قال الأعشى:
وبيداء قفر كبرد الســدير ... مشاربها دائرات أجن
وقد ذكر بعض أهل الأثر أنّه إنّما سمّي الســدير ســديرا لأن العرب لما أشرفت على السواد ونظروا إلى سواد النخل سدرت أعينهم فقالوا: ما هذا إلّا ســدير، وهذا ليس بشيء لأنّه سمّي ســديرا قبل الإسلام بزمن، وقد ذكره عدي بن زيد، وكان هلاكه قبل الإسلام بمدة، والأسود بن يعفر، وهو جاهليّ قديم، بقوله:
أهل الخورنق والسّــدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
وقد ذكره عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة عند غلبة خالد بن الوليد والمسلمين على الحيرة في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه:
أبعد المنذرين أرى سواما ... تروّح بالخورنق والسّــدير
تحاماه فوارس كلّ حيّ ... مخافة أغلب عالي الزّئير
فصرنا بعد ملك أبي قبيس ... كمثل الشاء في اليوم المطير
تقسّمنا القبائل من معدّ ... كأنّا بعض أعضاء الجزور
وقال ابن الفقيه: قالوا الســدير ما بين نهر الحيرة إلى النجف إلى كسكر من هذا الجانب. والســدير أيضا:
مستنقع الماء وغيضة في أرض مصر بين العباسية والخشبي تنصبّ فيه فضلات النيل إذا زاد واكتفي به أطلق إلى هذا الموضع مستنقعا فيه طول العام، رأيته، وهو أوّل ما يلقى القاصد من الشام إلى مصر من أرض مصر.

دَيْر العَذَارى

دَيْر العَذَارى:
قال أبو الفرج الأصبهاني: هو بين أرض الموصل وبين أرض باجرمى من أعمال الرّقة، وهو دير عظيم قديم، وبه نساء عذارى قد ترهَّبن وأقمن به للعبادة فسمي به لذلك، وكان قد بلغ بعض الملوك أنّ فيه نساء ذوات جمال، فأمر بحملهنّ إليه ليختار منهنّ على عينه من يريد، وبلغهنّ ذلك فقمن ليلتهنّ يصلّين ويستكفين شرّه، فطرق ذلك الملك طارق فأتلفه من ليلته فأصبحن صياما، فلذلك يصوم النصارى الصوم المعروف بصوم العذارى إلى الآن، هكذا ذكر، والشعر المنقول في دير العذارى يدلّ على أنه بنواحي دجيل ولعلّ هذا غير ذلك، وقال الشابشتي: دير العذارى بين سرّ من رأى والحظيرة، وقال الخالدي: وشاهدته وبه نسوة عذارى وحانات خمر، وإنّ دجلة أتت عليه بمدودها فأذهبته حتى لم يبق منه أثر، وذكر أنه اجتاز به في سنة 320 وهو عامر، وأنشد أبو الفرج، والخالدي لجحظة فيه:
ألا هل إلى دير العذارى ونظرة ... إلى الخير من قبل الممات سبيل؟
وهل لي بسوق القادسية سكرة ... تعلّل نفسي والنسيم عليل؟
وهل لي بحانات المطيرة وقفة ... أراعي خروج الزّقّ وهو حميل
إلى فتية ما شتّت العزل شملهم، ... شعارهم عند الصباح شمول
وقد نطق الناقوس بعد سكوته، ... وشمعل قسّيس ولاح فتيل
يريد انتصابا للمقام بزعمه، ... ويرعشه الإدمان فهو يميل
يغنّي وأسباب الصواب تمدّه، ... وليس له فيما يقول عديل
ألا هل إلى شمّ الخزامى ونظرة ... إلى قرقرى قبل الممات سبيل؟
وثنّى يغنّي وهو يلمس كأسه، ... وأدمعه في وجنتيه تسيل
سيعرض عن ذكري وينسى مودّتي، ... ويحدث بعدي للخليل خليل
سقى الله عيشا لم يكن فيه علقة ... لهمّ ولم ينكر عليه عذول
لعمرك ما استحملت صبرا لفقده، ... وكلّ اصطبار عن سواه جميل
وقال أبو الفرج: ودير العذارى بسرّ من رأى إلى
الآن موجود يسكنه الرواهب فجعلهما اثنين، وحدّث الجاحظ في كتاب المعلّمين قال: حدثني ابن فرج الثعلبي أن فتيانا من بني ملّاص من ثعلبة أرادوا القطع على مال يمرّ بهم قرب دير العذارى فجاءهم من خبّرهم أن السلطان قد علم بهم وأن الخيل قد أقبلت تريدهم فاستخفوا في دير العذارى فلما حصلوا فيه سمعوا أصوات حوافر الخيل التي تطلبهم وهي راجعة من الطلب فأمنوا فقال بعضهم لبعض: ما الذي يمنعكم أن تأخذوا القسّ وتشدّوه وثاقا ثم يخلو كل واحد منكم بواحدة من هذه الأبكار فإذا طلع الفجر تفرّقنا في البلاد وكنا جماعة بعدد الأبكار اللواتي كنّ أبكارا في حسابنا، ففعلنا ما اجتمعنا عليه فوجدنا كلّهنّ ثيّبات قد فرغ منهنّ القسّ قبلنا، فقال بعضنا:
ودير العذارى فضوح لهنّ، ... وعند القسوس حديث عجيب
خلونا بعشرين صوفيّة، ... ونيك الرواهب أمر غريب
إذا هنّ يرهزن رهز الظراف، ... وباب المدينة فجّ رحيب
لقد بات بالــدير ليل التّمام ... أيور صلاب وجمع مهيب
سباع تموج وزاقولة ... لها في البطالة حظّ رغيب
وللقسّ حزن يهيض القلوب، ... ووجد يدلّ عليه النحيب
وقد كان عيرا لدى عانة، ... فصبّ على العير ليث هيوب
وقال الشابشتي: دير العذارى أسفل الحظيرة على شاطئ دجلة، وهو دير حسن حوله بساتين، قال:
وببغداد أيضا دير يقال له دير العذارى في قطعة النصارى على نهر الدّجاج، وسمّي بذلك لأن لهم صوم ثلاثة أيام قبل الصوم الكبير يسمى صوم العذارى فإذا انقضى الصوم اجتمعوا على الــدير فتقرّبوا فيه أيضا، وهو مليح طيب، قال: وبالحيرة أيضا دير العذارى. ودير العذارى أيضا: موضع بظاهر حلب في بساتينها ولا دير فيه، ولعلّه كان قديما.

الدَّيْرُ

الــدَّيْرُ: خانُ النصارى.
ج: أدْيارٌ،
وصاحِبُهُ: دَيَّارٌ، ويقال لمنْ رأسَ أصحابَهُ: رأس الــدَّيْرِ.
ودَيْرُ الزَّعْفَرَانِ: موضعانِ.
ودَيْرُ رَكِيٍّ بالرُّها،
وة بِدِمَشْقَ.
ودَيْرُ سَمْعانَ: ة بها، وبها دُفِنَ عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وهي مجهولَةٌ الآن،
وع بأَنْطاكِيَةَ،
وع بالمَعَرَّةِ، يقال: فيه قبرُ عُمَرَ، والأولُ الصحيحُ،
وع بحَلَبَ.
وديرُ العاقولِ: ثلاثَةٌ،
وديرُ عَبْدُونَ: موضعانِ.
وديرُ العَذارَى: ثلاثة،
وديرُ هِندٍ: ثلاثةٌ.
وديرُ نَجرانَ: ثلاثةٌ.
وديرُ مَرْجِشَ: اثنانِ.
وديرُ مارتَ مريمَ: ثَلاثَةٌ.

دير سِمْعان

دير سِمْعان:
يقال بكسر السين وفتحها: وهو دير بنواحي دمشق في موضع نزه وبساتين محدقة به وعنده قصور ودور وعنده قبر عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وقال فيه بعض الشعراء يرثيه:
قد قلت إذ أودعوه الترب وانصرفوا: ... لا يبعدنّ قوام العدل والدين
قد غيّبوا في ضريح الترب منفردا ... بــدير سمعان قسطاس الموازين
من لم يكن همه عينا يفجّرها ... ولا النخيل ولا ركض البراذين
وروي أن صاحب الــدير دخل على عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه بفاكهة أهداها له فأعطاه ثمنها، فأبى الــدّيراني أخذه فلم يزل به حتى قبض ثمنها، ثم قال: يا ديراني إني بلغني أن هذا الموضع ملككم، فقال: نعم، فقال: إني أحب أن تبيعني منه موضع قبر سنة فإذا حال الحول فانتفع به، فبكى الــديرانيّ وحزن وباعه فدفن به، فهو الآن لا يعرف، وقال كثيّر:
سقى ربّنا من دير سمعان حفرة ... بها عمر الخيرات رهنا دفينها
صوابح من مزن ثقال غواديا ... دوالح دهما ما خضات دجونها
وقال الشريف الرضي الموسوي:
يا ابن عبد العزيز لو بكت العي ... ن فتى من أميّة لبكيتك
أنت أنقذتنا من السبّ والشت ... م، فلو أمكن الجزا لجزيتك
دير سمعان لا عدتك الغوادي! ... خير ميت من آل مروان ميتك
وفيه يقول أبو فراس بن أبي الفرج البزاعي وقد مرّ به فرآه خرابا فغمّه:
يا دير سمعان قل لي أين سمعان، ... وأين بانوك خبّرني متى بانوا؟
وأين سكّانك اليوم الألى سلفوا، ... قد أصبحوا وهم في الترب سكان
أصبحت قفرا خرابا مثل ما خربوا ... بالموت ثم انقضى عمرو وعمران
وقفت أسأله جهلا ليخبرني، ... هيهات من صامت بالنطق تبيان
أجابني بلسان الحال: إنهم ... كانوا، ويكفيك قولي إنهم كانوا
وأما الذي في جبل لبنان فمختلف فيه، وسمعان هذا الذي ينسب الــدير إليه أحد أكابر النصارى ويقولون إنه شمعون الصّفا، والله أعلم، وله عدة ديرة، منها هذا المقدّم ذكره وآخر بنواحي أنطاكية على البحر، وقال ابن بطلان في رسالته: وبظاهر أنطاكية دير سمعان وهو مثل نصف دار الخلافة ببغداد يضاف به المجتازون وله من الارتفاع كلّ سنة عدة قناطير من الذهب والفضة، وقيل إن دخله في السنة أربعمائة ألف دينار، ومنه يصعد إلى جبل اللّكّام، وقال يزيد بن معاوية:
بــدير سمعان عندي أمّ كلثوم
هذه رواية قوم، والصحيح أن يزيد إنما قال بــدير مرّان، وقد ذكر في موضعه. ودير سمعان أيضا:
بنواحي حلب بين جبل بني عليم والجبل الأعلى.

غَدِيرٌ

غَــدِيرٌ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وأصله من غادرت الشيء إذا تركته، وهو فعيل بمعنى مفعول كأن السيل غادره في موضعه فصار كل ماء غودر من ماء المطر في مستنقع صغيرا كان أو كبيرا غير أنه لا يبقى إلى القيظ سمّي غــديرا، وغــدير الأشطاط في شعر ابن قيس الرقيات ذكر في الأشطاط، وغــدير خمّ: بين مكة والمدينة، بينه وبين الجحفة ميلان، وقد ذكر خمّ في موضعه، وقال بعض أهل اللغة: الغــدير فعيل من الغدر، وذاك أن الإنسان يمرّ به وفيه ماء فربما جاء ثانيا طمعا في ذلك الماء فإذا جاءه وجده يابسا فيموت عطشا، وقد ضربه صديقنا فخر الدولة محمد بن سليمان قطرمش مثلا في شعر له فقال:
إذا ابتدر الرجال ذرى المعالي ... مسابقة إلى الشرف الخطير
يفسكل في غبارهم فلان ... فلا في العير كان ولا النفير
أجفّ ثرى وأخدع من سراب ... لظمآن وأغدر من غــدير
والغــدير: ماء لجعفر بن كلاب. وغــدير الصلب: ماء لبني جذيمة، قال الأصمعي: والصلب جبل محدّد، قال مرّة بن عباس:
كأنّ غــدير الصلب لم يصح ماؤه ... له حاضر في مربع ثم رابع
والغــدير: بلد أو قرية على نصف يوم من قلعة بني حمّاد بالمغرب، ينسب إليها أبو عبد الله الغــديري المؤدّب أحد العبّاد، عن السلفي، قال أبو زياد:
الغــدير من مياه الضباب على ثلاث ليال من حمى ضريّة من جهة الجنوب. والغــدير الأسفل: لربيعة بن كلاب، والله الموفق للصواب.

دَيْرُ دَرْمالِسَ

دَيْرُ دَرْمالِسَ:
قال الشابشتي: هذا الــدير في رقة باب الشمّاسيّة ببغداد قرب الدار المعزّيّة، وهو نزه كثير الأشجار والبساتين، بقربه أجمة قصب، وهو كبير آهل معمور بالقصف والتنزه والشرب، وأعياد النصارى ببغداد مقسومة على ديارات معروفة، منها:
أعياد الصوم الأحد الأول في دير العاصية، والثاني في دير الزّريقية، والثالث دير الزّندورد، والرابع دير درمالس هذا يجتمع إليه النصارى والمتفرجون، وفيه يقول أبو عبد الله أحمد بن حمدون النديم:
يا دير درمالس ما أحسنك، ... ويا غزال الــدير ما أفتنك!
لئن سكنت الــدير يا سيدي، ... فإن في جوف الحشا مسكنك
ويحك يا قلب! أما تنتهي ... عن شدة الوجد لمن أحزنك؟
ارفق به بالله يا سيدي، ... فإنه من حتفه مكّنك

دَيرُ قُنَّى

دَيرُ قُنَّى:
بضم أوله، وتشديد ثانيه، مقصور، ويعرف بــدير مرماري السليخ، قال الشابشتي:
هو على ستة عشر فرسخا من بغداد منحدرا بين النّعمانية، وهو في الجانب الشرقي معدود في أعمال النهروان، وبينه وبين دجلة ميل، وعلى دجلة مقابله مدينة صغيرة يقال لها الصافية وقد خربت، ويقال له دير الأسكون أيضا، وبالقرب منه دير العاقول، وهو دير عظيم شبيه بالحصن المنيع وعليه سور عظيم عال محكم البناء وفيه مائة قلّاية لرهبانه وهم يتبايعون هذه القلالي بينهم من ألف دينار إلى مائتي دينار، وحول كل قلاية بستان فيه من جميع الثمار، وتباع غلة البستان منها من مائتي دينار إلى خمسين دينارا، وفي وسطه نهر جار، هذه صفته قديما، وأما الآن فلم يبق من ذلك غير سوره وفيه رهبان صعاليك كأنه خرب بخراب النهروان، وقد نسب إليه جماعة من جلة الكتّاب، منهم: فلان القنّائي، قرأت بخط أبي بكر محمد بن عبد الملك التاريخي حدثني محمد بن إسحاق البغوي قال: حدثني أبي قال: كان مالك بن شاهي يقرأ ذات يوم على يحيى بن خالد كتابا فجعل يعرب وجعفر بن يحيى حاضر فقال لابنه: ألا ترى إلى مالك كيف يعرب وهو من أهل دير قنّى؟
فقال مالك: أيما أقرب إلى البادية دير قنى أو بلخ؟
يريد أن البرامكة من بلخ وبسببهم كانت عمارته وهم الذين كانوا يتنافسون به، والمنحدر في دجلة يرى نوره من بعد، وقد وصفته الشعراء فقال ابن جمهور وهو أبو عليّ محمد بن الحسن القمّي وهو صاحب النوادر مع زادمهر جارية المنصور:
يا منزل اللهو بــدير قنّى ... قلبي إلى تلك الربى قد حنّا
سقيا لأيامك لما كنا ... نمتار منك لذة وحسنا
أيام لا أنعم عيش منا ... إذا انتشينا وصحونا عدنا
وإن فنى دنّ نزلنا دنّا ... حتى يظن أننا جننّا
ومسعد في كل ما أردنا ... يحكي لنا الغصن الرطيب اللّدنا
أحسن خلق الله إذ تحنّا ... وجسّ زير عوده وغنّى
بالله يا قسيس يا با قنّا ... متى رأيت الرشأ الأغنّا
متى رأيت فتنتي تجنّا ... آه إذا ما ماس أو تثنى
أسأت إذ أحسنت فيك الظنّا
وله أيضا:
وكم وقفة في دير قنّى وقفتها ... أغازل ظبيا فاتر الطرف أحورا
وكم فتكة لي فيه لم أنس طيبها، ... أمتّ به حقّا وأحييت منكرا
أغازل فيه شادنا أو غزالة، ... وأشرب فيه مشرق اللون أحمرا

دَيْرُ العَاقُولِ

دَيْرُ العَاقُولِ:
بين مدائن كسرى والنّعمانية، بينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخا على شاطئ دجلة كان، فأمّا الآن فبينه وبين دجلة مقدار ميل، وكان عنده بلد عامر وأسواق أيام كان النهروان عامرا، فأمّا الآن فهو بمفرده في وسط البريّة وبالقرب منه دير قنّى، وفيه يقول الشاعر:
فيك دير العاقول ضيّعت أيّا ... مي بلهو وحثّ شرب وطرف
ونداماي كلّ حرّ كريم ... حسن دلّه بشكل وظرف
بعد ما قد نعمت في دير قنّى ... معهم قاصفين أحسن قصف
بين ذين الــدّيرين جنّة دنيا ... وصفها زائد على كلّ وصف
وينسب إلى دير العاقول الذي بنواحي بغداد جماعة، منهم: أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران القطّان الــدير عاقولي، روى عن أبي اليمان الحمصي والفضل بن دكين ومسدّد وغيرهم، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وعبد الله البغوي وغيرهما، وكان ثقة، مات سنة 278. ودير العاقول: موضع بالمغرب، منه أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن خلف الــدير عاقولي المغربي، روى الحديث بمكة، حدثني بذلك المحب أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال:
وجدته بخط الحافظ محمد بن عبد الواحد الدّقاق الأصبهاني وقد كتب على الحاشية بخطه: سئل الشيخ عن دير العاقول هذا فقال موضع بالمغرب، قال:
وقد ذكرته في كتابي هذا المتّفق خطّا وضبطا وذيّلت به على ابن طاهر المقدسي بأكثر من هذا الشرح.

دير قُرَّة

دير قُرَّة:
دير بإزاء دير الجماجم، وفيه نزل الحجّاج لما نزل ابن الأشعث بــدير الجماجم، وقرّة الذي نسب إليه رجل من لخم بناه على طرف من البر في أيام المنذر بن ماء السماء وهو ملاصق لطرف البرّ ودير الجماجم مما يلي الكوفة، وقال ابن الكلبي: هو منسوب إلى قرّة، وهو رجل من بني حذافة بن زهر بن إياد، وكان ابن الأشعث احتاز دير الجماجم لتأتيه الميرة من الكوفة، ولما نزل الحجاج بــدير قرّة قال: ما اسم هذا الموضع الذي نزل فيه ابن الأشعث؟
قيل له: دير الجماجم، فقال: تكثر فيه جماجمهم، وما هذا الذي نزلناه؟ قيل: دير قرّة، قال: يستقرّ فيه أمرنا وتقرّ فيه أعيننا، فكان الأمر كما قال.

دَيرُ الجماجم

دَيرُ الجماجم:
بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة، قال أبو عبيدة:
الجمجمة القدح من الخشب، وبذلك سمي دير
الجماجم لأنه كان يعمل فيه الأقداح من الخشب، والجمجمة أيضا: البئر تحفر في سبخة، فيجوز أن يكون الموضع سمي بذلك، قال ابن الكلبي: إنما سمي دير الجماجم لأنّ بني تميم وذبيان لما واقعت بني عامر وانتصرت بنو عامر وكثر القتلى في بني تميم بنوا بجماجمهم هذا الــدير شكرا على ظفرهم، وهذا عندي بعيد من الصواب، وهو مقول على ابن الكلبي وليس يصح عنه فإنه كان أهدى إلى الصواب من غيره في هذا الباب، لأن وقعة بني عامر وبني تميم وذبيان كانت بشعب جبلة وهو بأرض نجد وليس بالكوفة، ولعل الصواب ما حكاه البلاذري عن ابن الكلبي أنّ بلادا الرّمّاح، وبعضهم يقول بلال الرّمّاح وهو أثبت، ابن محرز الإيادي قتل قوما من الفرس ونصب رؤوسهم عند الــدير فسمي دير الجماجم، وقرأت في كتاب أنساب المواضع لابن الكلبي قال: كان كسرى قد قتل إيادا ونفاهم إلى الشام فأقبل ألف فارس منهم حتى نزلوا السواد، فجاء رجل منهم وأخبر كسرى بخبرهم، فأنفذ إليهم مقدار ألف وأربعمائة فارس ليقتلوهم، فقال لهم ذلك الرجل الواشي: انزلوا قريبا حتى أعلم لكم علمهم، فرجع إلى قومه وأخبرهم فأقبلوا حتى وقعوا بالأساورة فقتلوهم عن آخرهم وجعلوا جماجمهم قبة، وبلغ كسرى خبرهم فخرج في أهليهم يبكون، فلما رآهم اغتمّ لهم وأمر أن يبنى عليهم دير وسمي دير الجماجم، وقال غيره: إنه وقعت بين إياد وبين بني نهد حرب في مكانه فقتل فيها خلق من إياد وقضاعة ودفنوا قتلاهم هناك، فكان الناس إذا حفروا استخرجوا جماجمهم فسمي بذلك، وإياد كانت تنزل الريف معروف ذلك عند أهل هذا الشأن، وعند هذا الموضع كانت الوقعة بين الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث التي كسر فيها ابن الأشعث وقتل القرّاء، وفي ذلك يقول جرير:
ولم تشهد الجونين والشّعب ذا الصّفا، ... وشدّات قيس يوم دير الجماجم
تحرّض، يا ابن القين، قيسا ليجعلوا ... لقومك يوما مثل يوم الأراقم

دَيرُ الرُّصافَة

دَيرُ الرُّصافَة:
هو في رصافة هشام بن عبد الملك التي بينها وبين الرقّة مرحلة للحمالين، وسنذكرها في بابها، وأما هذا الــدير فأنا رأيته، وهو من عجائب الدنيا حسنا وعمارة، وأظن أنّ هشاما بنى عنده مدينته وأنه قبلها، وفيه رهبان ومعابد، وهو في وسط البلد، وقد ذكر صاحب كتاب الــديرة أنه بدمشق ما أرى إلّا أنه غلط منه، وبين الرصافة هذه ودمشق ثمانية أيام، وقد اجتاز أبو نواس بهذا الــدير وقال فيه:
ليس كالــدير بالرّصافة دير، ... فيه ما تشتهي النفوس وتهوى
بتّه ليلة، فقضّيت أوطا ... را، ويوما ملأت قطريه لهوا
وكان المتوكل على الله في اجتيازه إلى دمشق قد وجد في حائط من حيطان الــدير رقعة ملصقة مكتوب فيها هذه الأبيات:
أيا منزلا بالــدير أصبح خاليا، ... تلاعب فيه شمأل ودبور
كأنك لم تسكنك بيض أوانس، ... ولم تتبختر في فنائك حور
وأبناء أملاك غياشم سادة، ... صغيرهم عند الأنام كبير
إذا لبسوا أدراعهم فعنابس، ... وإن لبسوا تيجانهم فبدور
على أنهم يوم اللقاء ضراغم، ... وأنهم يوم النّوال بحور
ولم يشهد الصهريج، والخيل حوله، ... عليه فساطيط لهم وخدور
هذا شاهد على أنّ هذا الــدير ليس بدمشق لأن دمشق أكثر بلاد الله أمواها، فأي حاجة بهم إلى الصهريج وإنما الصهريج في الرصافة التي قرب الرّقة، شاهدت بها عدة صهاريج عادية محكمة البناء، ويشرب أهل البلد والــدير منها، وهي في وسط السور.
وحولك رايات لهم وعساكر، ... وخيل لها بعد الصهيل شخير
ليالي هشام بالرصافة قاطن، ... وفيك ابنه، يا دير، وهو أمير
إذا العيش غضّ والخلافة لدنة، ... وأنت طرير والزمان غرير
وروضك مرتاض، ونورك نيّر، ... وعيش بني مروان فيك نضير
بلى! فسقاك الله صوب سحائب، ... عليك بها بعد الرواح بكور
تذكّرت قومي بينها فبكيتهم ... بشجو، ومثلي بالبكاء جــدير
لعلّ زمانا جار يوما عليهم ... لهم بالذي تهوى النفوس يدور
فيفرح محزون وينعم بائس، ... ويطلق من ضيق الوثاق أسير
رويدك! إنّ اليوم يتبعه غد، ... وإن صروف الدائرات تدور
فارتاع المتوكل عند قراءتها واستدعى الــديرانيّ وسأله عنها، فأنكر أن يكون علم من كتبها، فهمّ بقتله فسأله الندماء فيه وقالوا: ليس ممن يتّهم بميل إلى دولة دون دولة، فتركه، ثم بان أنّ الأبيات من شعر رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي من أخوال ولد هشام بن عبد الملك.

دَيْرُ زَكَّى

دَيْرُ زَكَّى:
بفتح أوله، وتشديد الكاف، مقصور:
هو دير بالرّها بإزائه تلّ يقال له تل زفر بن الحارث الكلابي، وفيه ضيعة يقال لها الصالحية اختطها عبد الملك بن صالح الهاشمي، كذا قال الأصبهاني، وقال الخالدي: هو بالرّقة قريب من الفرات، قال الشابشتي: هو بالرقة وعلى جنبيه نهر البليخ، وأنشد للصّنوبري:
أراق سجاله، بالرّقّتين، ... جنوبيّ صحوب الجانبين
ولا اعتزلت عزاليه المصلّى، ... بلى خرّت على الخرّارتين
وأهدى للرضيف رضيف مزن، ... يعاوده طرير الطّرّتين
معاهد بل مآلف باقيات ... بأكرم معهدين ومألفين
يضاحكها الفرات بكلّ فنّ، ... فتضحك عن نضار أو لجين
كأن الأرض من حمر وصفر ... عروس تجتلى في حلّتين
كأن عناق نهري دير زكّى، ... إذا اعتنقا، عناق متيّمين
وقت ذاك البليخ يد الليالي، ... وذاك النيل من متجاورين
أقاما كالشّواريز استدارت ... على كتفيه، أو كالدّملجين
أيا متنزّهي في دير زكّى، ... ألم تك نزهتي بك نزهتين؟
أردّد بين ورد نداك طرفا ... تردّد بين ورد الوجنتين
ومبتسم كنظمي أقحوان ... جلاه الطلّ بين شقيقتين
ويا سفن الفرات بحيث تهوي ... هويّ الطير بين الجلهتين
تطارد مقبلات مدبرات ... على عجل تطارد عسكرين
ترانا واصليك كما عهدنا ... بوصل لا ننغّصه ببين
ألا يا صاحبيّ خذا عناني ... هواي، سلمتما من صاحبين
لقد غصبتني الخمسون فتكي ... وقامت بين لذّاتي وبيني
كأن اللهو عندي كابن أمّي، ... فصرنا بعد ذاك كعلّتين
وفي هذا الــدير يقول الرشيد أمير المؤمنين:
سلام على النازح المغترب ... تحية صبّ به مكتئب
غزال مراتعه بالبليخ ... إلى دير زكّى فجسر الخشب
أيا من أعان على نفسه ... بتخليفه طائعا من أحبّ
سأستر، والستر من شيمتي، ... هوى من أحبّ لمن لا أحبّ
ودير زكّى: قرية بغوطة دمشق معروفة، وقد مرّ بهذا الــدير عبد الله بن طاهر ومعه أخ له فشربا فيه وخرجا إلى مصر فمات أخوه بها وعاد عبد الله بن طاهر فنزل في ذلك الموضع فتشوّق أخاه فقال:
أيا سروتي بستان زكى سلمتما، ... وغال ابن أمي نائب الحدثان
ويا سروتي بستان زكى سلمتا، ... ومن لكما أن تسلما بضمان

دَيرُ الثعالِبِ

دَيرُ الثعالِبِ:
دير مشهور، بينه وبين بغداد ميلان أو أقلّ في كورة نهر عيسى على طريق صرصر، رأيته أنا، وبالقرب منه قرية تسمى الحارثية، وذكر الخالدي أنه الــدير الذي يلاصق قبر معروف الكرخي بغربي بغداد، وقال: هو عند باب الحديد وباب بنبرى، وهذان البابان لم يعرفا اليوم، والمشهور والمتعارف اليوم ما ذكرناه، وبين قبر معروف ودير الثعالب أكثر من ميل، وإلى جانب قبر معروف دير آخر لا أعرف اسمه، وبهذا الــدير سميت المقبرة مقبرة باب الــدير، وقال فيه ابن الدهقان وهو أبو جعفر محمد بن عمر من ولد إبراهيم بن محمد بن عليّ ابن عبد الله بن عباس:
دير الثعالب مألف الضّلّال، ... ومحلّ كل غزالة وغزال
كم ليلة أحييتها، ومنادمي ... فيها أبحّ مقطّع الأوصال
سمح يجود بروحه، فإذا مضى ... وقضى سمحت له وجدت بمالي
ومنعّم دين ابن مريم دينه، ... غنج يشوب مجونه بدلال
فسقيته وشربت فضلة كاسه، ... فرويت من عذب المذاق زلال

دَير مارت مَرْيَمَ

دَير مارت مَرْيَمَ:
دير قديم من بناء آل المنذر بنواحي الحيرة بين الخورنق والســدير وبين قصر أبي الخصيب مشرف على النجف، وفيه يقول الثرواني:
بمارت مريم الكبرى ... وظلّ فنائها فقف
فقصر أبي الخصيب المش ... رف الموفي على النجف
فأكناف الخورنق وال ... ســدير ملاعب السلف
إلى النخل المكمم وال ... حمائم فوقه الهتف
وبنواحي الشام دير آخر يقال له مارت مريم، وفيه يقول الشاعر:
نعم المحلّ لمن يسعى للذّته ... دير لمريم فوق الظهر معمور
ظلّ ظليل وماء غير ذي أسن، ... وقاصرات كأمثال الدّمى حور
قال الخالدي: وبالشام دير آخر يقال له مارت مريم، وهو من قديم الــديرة، ونزله الرشيد، وفيه يقول بعض شعراء الشام:
بــدير مارت مريم ... ظبي مليح المبسم
قال الشابشتي: ودير أتريب بمصر يقال له دير مارت مريم.

السُّدَير

السُّــدَير:
بضم أوّله، بلفظ تصغير سدر: قاع بين البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان، وقال الحفصي: ذو ســدير قرية لبني العنبر، وقال في موضع آخر من كتابه: بظاهر السّخال واد يقال له ذو ســدير، قال نابغة بني شيبان:
أرى البنانة أقوت بعد ساكنها، ... فذا ســدير، وأقوى منهم أقر
وقال القتّال الكلابي:
لعمرك إنّني لأحبّ أرضا ... بها خرقاء لو كانت تزار
كأنّ لثاتها علقت عليها ... فروع السّدر عاطية نوار
أطاع لها بمدفع ذي ســدير ... فروع الضال والسّلم القصار
وقال عمرو بن الأهتم:
وقوفا بها صحبي عليّ مطيهم، ... يقولون: لا تجهل ولست بجهّال
فقلت لهم: عهدي بزينب ترتعي ... منازلها من ذي ســدير فذي ضال

دير مُرَّان

دير مُرَّان:
بضم أوله، بلفظ تثنية المرّ، والذي بالحجاز مرّان، بالفتح، قال الخالدي: هذا الــدير بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزّعفران ورياض حسنة، وبناؤه بالجصّ وأكثر فرشه بالبلاط الملوّن، وهو دير كبير وفيه رهبان كثيرة، وفي هيكله صورة عجيبة دقيقة المعاني، والأشجار محيطة به، وفيه قال أبو بكر الصّنوبري:
أمرّ بــدير مرّان فأحيا، ... وأجعل بيت لهوي بيت لهيا
ويبرد غلّتي بردى فسقيا ... لأيام على بردى ورعيا
ولي في باب جيرون ظباء ... أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا
ونعم الدار داريّا، ففيها ... حلالي العيش حتى صار أريا
سقت دنيا دمشق لنصطفيها، ... وليس نريد غير دمشق دنيا
تفيض جداول البلور فيها ... خلال حدائق ينبتن وشيا
مظللة فواكهها بأبهى ال ... مناظر في نواضرها وأهيا
فمن تفاحة لم تعد خدّا، ... ومن رمانة لم تخط ثديا
وله فيه:
متى الأرحل محطوطه ... وعير الشوق مربوطه
بأعلى دير مرّان ... فداريّا إلى الغوطة
فشطّي بردى في جن ... ب بسط الروض مبسوطه
رباع تهبط الأنها ... ر منها خير مهبوطه
وروض أحسنت تكتي ... به المزن وتنقيطه
ومدّ الورد والآس ... لنا فيه فساطيطه
ووالى طيره ترجي ... عه فيه وتمطيطه
محلّ لا ونت فيه ... مزاد المزن معطوطه
قال الطبراني: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: سمعت أبا مسهر يقول: كان يزيد بن معاوية بــدير مرّان فأصاب المسلمين سباء وقتل بأرض الروم فقال يزيد:
وما أبالي بما لاقت جموعهم ... بالغذقدونة من حمّى ومن موم
إذا اتكأت على الأنماط مرتفقا ... بــدير مرّان عندي أمّ كلثوم
وأم كلثوم هي بنت عبد الله بن عامر بن كريز زوجته، فبلغ معاوية ذلك فقال: لا جرم ليلحقنّ بهم ويصيبه ما أصابهم وإلا خلعته، فتهيّأ للرحيل وكتب إليه:
تجنّى لا تزال تعدّ ذنبا ... لتقطع حبل وصلك من حبالي
فيوشك أن يريحك من بلائي ... نزولي في المهالك وارتحالي
ودير مرّان أيضا: على الجبل المشرف على كفر طاب قرب المعرّة يزعمون أن فيه قبر عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وهو مشهور بذلك يزار إلى الآن.

دَير سَمالُو

دَير سَمالُو:
في رقة الشّمّاسية ببغداد مما يلي البردان، وينجز بين يديه نهر الخالص وهو نهر المهدي، ذكر البلاذري في كتاب الفتوح أن الرشيد غزا في سنة 163 أهل صمالو، فسألوا الأمان لعشرة أبيات فيهم القومس وأن لا يفرق بينهم، فأجابهم إلى ذلك، فأنزلوا بغداد على باب الشّمّاسية فسمّوا موضعهم سمالو، غيّروا الصاد بالسين، وبنوا هناك ديرا، وهو دير مشيد البناء كثير الرهبان وبين يديه أجمة قصب يرمي فيها الطير، قال أحمد بن عبيد الله البديهي يذكره:
هل لك في الرّقّة والــدير، ... دير سمالو مسقط الطير
وقال أيضا فيه:
الــدير دير سمالو للهوى وطر، ... بكّر فإن نجاح الحاجة البكر
أما ترى الغيم ممدودا سرادقه ... على الرياض ودمع المزن ينتثر
والــدير في لبس شتى مناكبه، ... كأنما نشرت في أفقه الحبر
تألّفت حوله الغدران لامعة ... كما تألّف في أفنائه الزهر
أما ترى الهيكل المعمور في صور ... من الدّمى بينها من إنسه صور
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.