Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خفقان

البَهْمَنُ

البَهْمَنُ: أصْلُ نَباتٍ شبيهٌ بأَصْلِ الفُجْلِ الغليظِ، فيه اعوِجاجٌ غالباً، وهو أحْمَرُ وأبيضُ، ويُقْطَعُ، ويُجَفَّفُ، نافعٌ للــخَفَقانِ البارِدِ، مُقَوٍّ للقَلْبِ جِداً، باهيٌّ.
وبَهْمَنُ: اسمٌ.
وبَهْمَنْ ماهْ: من الشُّهورِ الفارِسِيَّةِ الحادي عَشَرَ.

اللِّسانُ

اللِّسانُ: المِقْوَلُ، ويُؤَنَّثُ
ج: ألْسِنَةٌ وألْسُنٌ ولُسْنٌ، واللُّغَةُ، والرِّسالَةُ، والمُتَكَلِّمُ عن القَوْمِ، ط وأرضٌ بظَهْرِ الكُوفَةِ، وشاعِرٌ فارِسٌ مِنْقَرِيٌّ ط،
وـ من المِيزانِ: عَذَبَتُه.
ولِسانُ الحَمَلِ: نباتٌ، أصْلُهُ يُمْضَغُ لوَجَعِ السِّنِّ، ووَرَقُه قابِضٌ مُجَفِّفٌ نافعٌ ضِمادُهُ للقُروحِ الخَبِيثةِ، ولِداءِ الفِيلِ، والنارِ الفارِسِيَّةِ، والنَّمْلَةِ، والشَّرَى، وقَطْعِ سَيَلانِ الدَّم، وعَضَّةِ الكَلْبِ، وحَرْقِ النارِ، والخَنازِيرِ، وَوَرَمِ اللَّوْزَتَيْنِ، وغيرِ ذلك.
ولِسانُ الثَّوْرِ: نَباتٌ مُفَرِّحٌ جدّاً، مُلَيِّنٌ، يُخْرِجُ المِرَّةَ الصَّفْراءَ، نافِعٌ للــخَفَقَانِ.
ولِسانُ العَصافيرِ: ثَمَرُ شَجَرِ الدَّرْدارِ، باهِيٌّ جِدًّا، نافِعٌ من وجَعِ الخاصِرَةِ، والــخَفَقَانِ، مُفَتِّتٌ للحَصَى.
ولِسانُ الكَلْبِ: نَباتٌ له بِزْرٌ دَقِيقٌ أصْهَبُ، وله أصْلٌ أبْيَضُ ذُو شُعَبٍ مُتَشَبِّكَةٍ، يُدْمِلُ القُروحَ، ويَنْفَعُ الطِّحالَ.
ولِسانُ السَّبُعِ: نَباتٌ، شُرْبُ ماءِ مَطْبُوخِهِ نافِعٌ للحَصاةِ.
وألْسَنَهُ قَوْلَه: أبْلَغَه.
واللِّسْنُ، بالكسر: الكلامُ، واللُّغَةُ،
واللِّسانُ، ومحرَّكاً: الفَصاحَةُ، لَسِنَ، كفَرِحَ، فهو لَسِنٌ وألْسَنُ.
ولَسَنَهُ: أَخَذَهُ بِلِسانِهِ،
وغَلَبَهُ في المُلاسَنَةِ لِلمُناطَقَةِ،
وـ النَّعْلَ: خَرَطَ صَدْرَها، ودَقَّقَ أعْلاها،
وـ الجارِيَةَ: تَنَاولَ لِسانَهَا تَرَشُّفاً،
وـ العَقْرَبُ: لَدَغَتْ.
واللَّسِنُ، ككَتِفٍ ومُعَظَّمٍ: ما جُعِلَ طَرَفُهُ كطَرَفِ اللِّسانِ.
والمَلْسُونُ: الكَذَّابُ.
وألْسَنَهُ فَصيلاً: أعارَهُ إيَّاهُ ليُلْقِيَهُ على ناقَتِهِ، فَتَدُرَّ عليه، فَيَحْلُبَها، كأَنَّه أعارَهُ لِسانَ فَصِيلِه.
وتَلَسَّنَ الفَصيلَ: فَعَلَ به ذلك.
واللُّسَّانُ، كزُنَّارٍ: عُشْبَةٌ.
ولَسْنُونَةُ: ع. وكمِنْبَرٍ: الحَجَرُ يُجْعَلُ على بابِ البَيْتِ الذي يُبْنَى للضَّبُعِ.
والإِلْسانُ: الإِبْلاغُ للرِّسالةِ.
ألْسِنِّي فُلاناً،
وألْسِنْ لي فُلاناً كذا وكذا، أي: أبْلِغْ لي.
والمُتَلَسِّنَةُ من الإِبِلِ: الخَلِيَّةُ.
وظَهْرُ الكُوفَةِ كانَ يقالُ له: اللِّسانُ.
والمُلَسَّنَةُ من النِّعالِ، كمُعَظَّمٍ: ما فيها طُولٌ ولَطافَةٌ كهَيْئَةِ اللِّسانِ،
وكذلك امْرَأَةٌ مُلَسَّنَةُ القَدَمَيْنِ.
وفُلانٌ يَنْطِقُ بلِسانِ الله، أي: بِحُجَّتِهِ وكلامِهِ.
وهْوَ لِسانُ القَوْمِ: المُتَكَلِّمُ عنهم.
ولسانُ النارِ: شُعْلَتُها، وقد تَلَسَّنَ الجَمْرُ.

الْفقر

الْفقر: هُوَ فقد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
(الْفقر) العوز وَالْحَاجة (ج) مفاقر (على غير قِيَاس) والشق والحز والهم والحرص (ج) فقور وفقر الدَّم نقص بِهِ واضطراب فِي تكوينه يَصْحَبهُ شحوب وبهر وخفقان (مو)

الْمصدر

(الْمصدر) مَا يصدر عَنهُ الشَّيْء و (عِنْد عُلَمَاء اللُّغَة) صِيغَة اسمية تدل على الْحَدث فَقَط

(الْمصدر) يُقَال رجل مصدر قوي الصَّدْر شديده
الْمصدر: هُوَ اسْم الْحَدث الْجَارِي على الْفِعْل. وَتَحْقِيق الْحَدث فِي الْحَدث وَالْمرَاد بجريانه على الْفِعْل هُوَ صَلَاحِية أَن يَقع بعد اشتقاق الْفِعْل مِنْهُ تَأْكِيدًا لَهُ أَو بَيَانا لنوعه أَو عدده مثل جَلَست جُلُوسًا وجلسة وجلسة وَهُوَ من الثلاثي الْمُجَرّد سَمَاعي. وَمن غَيره قياسي. قَالُوا أبنية مصدر الثلاثي الْمُجَرّد كَثِيرَة نَحْو قتل وَفسق وشغل - وَرَحْمَة - ونشدة - وكدرة - وَدَعوى - وذكرى - وبشرى - وليان - وحرمان - وغفرى - ونزوان - وَطلب - وخنق - وَصغر - وهدي - وَغَلَبَة - وسرقة - وَذَهَاب وصراف - وسوال - وزهادة - ودراية - وَدخُول - وَقبُول - وجيف - وصهوبة - ومدخل - ومرجع - ومسعاة - ومحمدة - وبغاية - وكراهية - إِلَّا أَن الْغَالِب فِي الْفِعْل اللَّازِم على رُكُوع. وَفِي الْمُتَعَدِّي على ضرب. وَفِي الصَّنَائِع وَنَحْوهَا على كِتَابَة وَعبارَة. وَفِي فعل من أَفعَال الِاضْطِرَاب على خفقان. وَمن الْأَصْوَات على صُرَاخ.
وأبنية مصدر الثلاثي الْمَزِيد فِيهِ. والرباعي الْمُجَرّد والمزيد فِيهِ قياسية كَمَا بَين فِي الصّرْف نَحْو اجْتنب اجتنابا. وَجَاء مصدر بَاب التفعيل سوى الْمَشْهُور على تكرمة وَكَذَّاب بِالتَّشْدِيدِ وَبِغَيْرِهِ - والمفاعلة عَليّ ضراب وقيتال والتفعل على تفعال مثل تملاق أَيْضا وَالْمَشْهُور عِنْد المبتدئين. (مصدر اسْم است اكر بود روشن ... آخر فارسيش دن يَا تن)
وَلَهُم على هَذَا الْمَشْهُور اعْتِرَاض أشهر بالجيد والعنق والرقبة. فَإِن مَعْنَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ (كردن) . وَلَيْسَت بمصادر وتحرير الرَّقَبَة من رقية ربقة هَذَا الِاعْتِرَاض بِأَن المُرَاد بالنُّون فِي (دن وتن) نون إِذا حذفت يكون الْبَاقِي معنى الْفِعْل الْمَاضِي مِنْهُ وَهَا هُنَا لَيْسَ كَذَلِك كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الْمصدر الْمُؤَنَّث كَالشَّهَادَةِ يَصح إرجاع الضَّمِير إِلَيْهِ بِاعْتِبَار أَن الْمصدر فِي معنى أَن مَعَ الْفِعْل كَمَا فِي التَّلْوِيح فِي بَاب الحكم.

الاختلاج

الاختلاج:
[في الانكليزية] Palpitation ،ataxia
[ في الفرنسية] Palpitation ،ataxie
هو حركة العضو كما في المنتخب. قال الأطباء هو حركة عضلانية بغير إرادة وقد يتحرّك معها ما يلتصق بها من الجلد ويسرّع انقضاءها.
كذا في بحر الجواهر. والفرق بينه وبين الرّعشة يجيء فيما بعد. واختلاج القلب هو أن يتحرّك القلب حركة منكرة لفرط الامتلاء. واختلاج المعدة هو حركة شبيهة بالــخفقان تحدث في المعدة لا كما تحدث في الأعضاء العضلانية، كذا في حدود الأمراض.

نيلوفر

نيلوفر
نَيْلُوفَر/ نِيلُوفَر [جمع]: (نت) جنس نباتات مائيّة من الفصيلة النيلوفريّة، فيه أنواع تُزرع لورقها وزهرها، ومن أنواعه اللُّوطس، أي عرائس النِّيل وتُسمّى: (البشنين). 
نيلوفر
النَّيْلَوْفَر، أهمله الْجَمَاعَة، وَهُوَ بِفَتْح النُّون واللامِ وَالْفَاء، وَيُقَال: النَّيْنَوْفَر، بقلب اللَّام نوناً، وَهُوَ ضربٌ من الرَّياحين يَنْبُتُ فِي الْمِيَاه الرّاكدة، وَهُوَ المُسمّى عِنْد أهلِ مصر بالبَشْنين، ويقوله العَوامّ النَّوْفَر، كَجَوْهر، باردٌ فِي الثَّالِثَة، رطبٌ فِي الثَّانِيَة، مُلَيِّنٌ للصَّلابات وصالحٌ للسُّعال وأَوْجَاعِ الجَنبِ والرِّئة والصَّدر، وَإِذا عُجِنَ أَصْلُه بالماءِ وطُلي بِهِ البَهَقُ مرّات ٍ أزاله، عَن تجربة، وَإِذا عُجِن بالزِّفْتِ أزالَ داءَ الثَّعلب، ويُتَّخَذُ مِنْهُ شرابٌ فائقٌ، وَله خَواصُّ ذكرهَا الْحَكِيم دَاوُود فِي التَّذكِرة. وقرأتُ فِي كتابِ سُرور النَّفْسِ للإمامِ بدر الدّين مظفّر بن قَاضِي بَعْلَبَكّ مَا نصُّه: نَيْلَوْفَر أقسامٌ كثيرةُ الْوُجُود، مِنْهُ بِالشَّام، وَهُوَ المستعمَل فِي الطِّيب، وَمِنْه نوعٌ فِي مصر أَزْرَق، ومِزاجُه باردٌ رَطْب فِي الثَّانِيَة وشَمُّه نافعٌ من الأمراضِ الحارّة والكُرَب، وماؤُه كَذَلِك، وشرابُه يَنْفَعُ من السُّعال والخُشونةِ ووجعِ الجَنْب والصَّدر، ويُلَيِّنُ البطنَ، وَقد ذكر صاحبُ الْإِرْشَاد وصاحبُ الموجز أنَّ شرابَه دونَ الأشرِبَة الحُلوَة لَا يَسْتَحِيل إِلَى الصَّفْراء، وَهَذَا عَجِيب، ودُهنُه أَبْرَدُ وأَرْطَبُ من دُهنِ البنفسج، وَلَيْسَ فِي الأزهار أبردُ وأرطبُ مِنْهُ.
وذكرَ الرّازيّ أنّ شمَّه ممّا يُضعِف النِّكاح. وشُربَه مِمَّا يَقْطَعه، وَهُوَ مَعَ هَذَا مُفرح للقلبِ نافعٌ للــخَفَقان. انْتهى.

نيلوفر



نِيلُوفَرٌ, (Msb,) and نَيْلُوفَرٌ, (Msb, and so in the CK,) or نَيْلَوْفَرٌ, (so in copies of the K, and so accord. to the TA,) or, as some say, نَيْنُوفَرٌ, or نَيْنُوْفَرٌ, (accord. to different copies of the K,) [The nymphæa, or lotus of Egypt and of Syria;] a certain well-known plant; (Msb;) a kind of sweet-smelling plant, which grows in stagnant waters, (K, TA,) called by the people of Egypt بشنين, [i. e. بَشْنِين,] and by the vulgar نَوْفَر; (TA;) [both of which last names are now given in Egypt to the nymphæa lotus, or white lotus, found in the neighbourhoods of Rosetta and Damietta; and the former, also, or perhaps both, to the nymphæa cærulea, or blue lotus, found in the same parts, and, until within a few years, in a lake on the north of Cairo, called Birket erRatlee, whence I have twice procure roots of this plant:] نيلوفر [written in Persian نِيلْپَرْ and نِيلُوپَرْ and نِيلُوبَرْكْ &c.] is a Persian word (أَعْجَمِيَّةٌ), and is said to be composed of نِيل, [or indigo,] with which one dyes, and the name for a wing, [i. e., پَرْ;] as though “ winged with نِيل [or indigo]; ” because the leaf is as though its two wings were dyed [with indigo]: (Msb:) the plant so called is cold in the third degree, moist in the second degree, emollient, good for cough and for pains of the side and lungs and chest; when its root, or lower part, (أَصْل,) is kneaded with water, and used as a liniment, several times, it removes the disease called البَهَق; and when kneaded with زِفْت, it removes the disease called دَآءُ الثَّعْلَبِ: (K, TA:) an excellent beverage is also prepared from it. (TA.) The imám Bedred-Deen Mudhaffar, son of the Kádee of Baalabekk, says, in his book entitled Suroor en-Nefs, that it is of many species; whereof [one or more] in Syria, used in perfume; and a species in Egypt, blue; and that its temperament is cold and moist in the second degree; that the smelling it is useful against hot diseases, and anxiety; and its juice in like manner; and that the beverage prepared from it is useful as a remedy for cough and roughness [of the throat] and pain of the side and chest, and is a laxative. The author of the Irshád and that of the Moojiz also mention, that the beverage prepared from it is an exception from other sweet beverages inasmuch as it does not become converted into yellow bile, which is wonderful; and its oil is more cold and moist than that of violets; and there is no flower more cold and moist than it. Er-Rázee, too, says that the smelling it is one of the causes of weakening the generative faculty, and that the beverage is one of the causes of stopping it; [for which purpose, or as an antiaphrodisiac, it is used in the present day by some of the women of Cairo;] notwithstanding which, it rejoices the heart, and is useful for palpitation of the heart. This art. is omitted by J and Sgh and the author of the L. (TA.)

أمبرباريس

أمبرباريس
( {الأمبرباريس) أهمله الْجَوْهَرِي وَصَاحب اللِّسَان وَنَقله الصَّاغَانِي وَيُقَال يُقَال فِيهِ أَيْضا الأمبرباريس بقلب المبم نونا وَصَححهُ صَاحب الْمِنْهَاج والبرباريس بِحَذْف الْألف وَالنُّون اكْتِفَاء وَفِي النهاج أَيْضا أَمِير باريس بالتحتية بدل الْمُوَحدَة الزرشك وبالفارسية زرنك وَهُوَ حب حامض مِنْهُ مدور أَحْمَر سهل وَمِنْه أسود مستطيل رملي أَو جبلي وَهُوَ أقوي كلمة رُومِية إِلَّا أَنهم تصرفوا فِيهِ باخال اللَّام عَلَيْهِ مُفردا ومضافا إِلَيْهِ وَهُوَ بَارِد يَابِس فِي الثَّانِي وَقيل الثَّالِثَة نَافِع لصفراء جدا وبنفع الأورام الحارة ضمادا وَيُقَوِّي الْمعدة والكبد وَيقطع الْعَطش وَيمْنَع القئ وَيُقَوِّي الْقلب وَيعْقل وينفع المحج ويضر بأصحاب الْأَطْفَال ويصلحه الْجلاب كَذَا فِي الْمِنْهَاج وَفِي ومرور النَّفس لِابْنِ قَاضِي أَنه يمْنَع جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تكون من حبس الإسهال وَيحسن اللَّوْن ويسكن الــخفقان الْحَادِث عَن الْحَرَارَة وَقد اسْتَعْملهُ جمَاعَة من الفضلات فِي المفرحات وَالشَّيْخ أهمله فِي الْأَدْوِيَة القلبية

أَنض

أَنض
{الأَنِيضُ، كأَمِير: اللَّحْمُ النِّيئُ لم يَنْضَجْ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقد} أَنُضَ {أَنَاضَةً، ككَرُمَ، يَكُونُ ذلِكَ فِي الشِّوَاءِ والقَدِيد. وَقَالَ أَبو ذُؤَيْب
(ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفيْتُهُ ... بِجَرْدَاءَ يَنْتَابُ الثَّمِيلَ حِمَارُهَا)
مُدَّعَسٌ: مَكضانُ المَلَّةِ. الأَنِيضُ: خَفَقانُ الأَمْعَاءِ فَزَعاً، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ فِي العبَاب.} وأَنَضَ اللَّحْمُ {يَأْنِضُ} أَنِيضاً، إِذا تَغَيَّرَ. نَقله الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لزُهَيْرٍ فِي لِسَان مُتَكَلَّمٍ عابَهُ وهَجَاهُ:
(يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا {أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ فَهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ)
} وآنَضَهُ {إِيناضاً، إِذا شَوَاهُ وَلم يُنْضِجْه، عَن أَبي زيْدٍ. وزَادَ ابنُ القَطَّاع:} أَنْضْتُه {إِنَاضَةً. وذَكَر الجَوْهَرِيّ هُنَا:} أَناضَ النَّخْلُ {يُنِيضُ} إِناضَةً، أَي أَيْنَعَ، وتَبِعَهُ صاحِبُ اللِّسَان. وَهُوَ غَرِيب، فإِنَّ أَنَاضَ مادّته ن وض، وَقد ذَكَرهُ صاحِبُ المُجْمَلِ وغيْرُهُ على الصَّوَابِ فِي ن وض، ونبَّه عَلَيْهِ أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِيّ والصَّاغَانِيّ، وَقد أَغْفَلَه المُصَنِّفُ، وَهُوَ نُهزَتُه وفُرْصَتُه.

بهمن

بهمن
: (البَهْمَنُ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (أَصْلُ نَباتٍ شَبيهٌ بأَصْلِ الفُجْلِ الغَليظِ فِيهِ اعْوِجاجٌ غَالِبا، وَهُوَ أَحْمَرُ وأَبْيَضُ، ويُقْطَعُ ويُجَفَّفُ نافِعٌ للــخَفَقانِ البارِدِ مُقَوَ للقَلْبِ جدّاً باهِيٌّ.
(وبَهْمَنُ: اسمُ) رجُلٍ مِن مُلُوكِ الفُرْسِ.
(وبَهْمَن: ماهْ) اسمُ شَهْرٍ (من الشُّهورِ الفارِسِيَّةِ الحادِي عَشَرَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بَهْمانُ: والدُ عبدِ الرَّحمنِ التَّابِعِيّ الحجازيّ الرَّاوي عَن عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثابِتٍ، قالَ البُخارِي: وقالَ بعضُهم: عبدُ الرَّحمنِ بنِ يَهْمان بالياءِ التحْتِيّة وَلَا يَصحُّ.
وَقد أَوْرَدَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي الزَّاي فقالَ بَهْماز والدُ عبدِ الرَّحمنِ فحرَّفَ وصحَّفَ، وَقد نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ فرَاجِعْه.

بَين
: ( {البَيْنُ) فِي كَلامِ العَرَبِ جاءَ على وَجْهَيْن: (يكونُ فُرْقَةً، و) يكونُ (وَصْلاً) ، بانَ} يَبِينُ {بَيْناً} وبَيْنُونَةً، وَهُوَ مِن الأَضْدادِ؛ وشاهِدُ البَيْنِ بمعْنَى الوَصْلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لقد فَرَّقَ الواشِينَ {بَيْني} وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عَيْني وعينُهاوقالَ قيسُ بنُ ذَريح:
لَعَمْرُكَ لَوْلَا البَيْنُ لانْقَطَعَ الهَوَى وَلَوْلَا الهَوَى مَا حَنَّ {للبَيْنِ آلِف} فالبَيْنُ هُنَا الوَصْلُ؛ وأَنْشَدَ صاحِبُ الاقْتِطافِ، وَقد جَمَعَ بينَ المَعْنَيَيْن: وكنَّا على {بَيْنٍ ففَرَّقَ شَمْلَنافأَعْقَبَه البَيْن الَّذِي شَتَّتَ الشَّمْلافيا عجبا ضِدَّان واللّفْظ واحِدفللَّهِ لَفْظ مَا أَمَرّ وَمَا أَحْلى وقالَ الرَّاغبُ: لَا يُسْتَعْمل إلاَّ فيمَا كانَ لَهُ مَسافَة نَحْو بَيْن البُلْدان؛ أَوله عَدَدٌ مَّا اثْنانِ فصاعِداً نَحْو بَيْن الرَّجُلَيْن} وبَيْن القَوْمِ، وَلَا يُضَافُ إِلَى مَا يَقْتَضِي معْنَى الوحِدَةِ إلاَّ إِذا كُرِّرَ نَحْو: {وَمن {بَيْننا} وبَيْنك حِجابٌ} .
وقالَ ابنُ سِيْدَه: (و) يكونُ البَيْنُ (اسْماً وظَرْفاً مُتَمَكِّناً) .
(وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {لقَدْ تقَطَّعَ! بَيْنكم وضَلَّ عَنْكم مَا كُنْتم تَزْعَمُون} ؛ قُرِىءَ بَيْنكم بالرَّفْعِ والنَّصْبِ، فالرَّفْع على الفِعْل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنَّصبُ على الحَذْفِ، يريدُ مَا بَيْنكم، وَهِي قِراءَةُ نافِعٍ وَحَفْص عَن عاصِمٍ والكِسائي، والأَوْلى قِراءَةُ ابنِ كثيرٍ وابنِ عامِرٍ وحَمْزَةَ.
ومَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ فإنَّ أَبا العبَّاس رَوَى عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه قالَ: مَعْناهُ تقَطَّع الَّذِي كانَ بَيْنَكم.
وقالَ الزَّجَّاجُ: لقد تقَطَّع مَا كُنْتم فِيهِ مِن الشَّركةِ بَيْنَكم؛ ورُوِيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ أنَّه قَرَأَ لقد تقَطَّع مَا بَيْنَكم، واعْتَمَدَ الفرَّاءُ وغيرُهُ مِن النَّحويينِ قِراءَةَ ابنِ مَسْعودٍ، وكانَ أَبو حاتِمٍ يُنْكِرُ هَذِه القِراءَةَ ويقولُ: لَا يَجوزُ حَذْفُ المَوْصولِ وبَقَاء الصِّلَة.
وَقد أَجابَ عَنهُ الأَزْهرِيُّ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَهْذِيبِه.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ احْتَمَل أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ الفاعِلُ مُضْمَراً أَي تقَطَّع الأَمرُ أَو الودُّ أَو العَقْدُ بَيْنَكم، والآخَرُ مَا كانَ يَراهُ الأَخْفشُ مِن أَنْ يكونَ بَيْنَكم، وَإِن كانَ مَنْصوبَ اللفْظِ مَرْفوعَ الموْضِعِ بفِعْلِه، غيرَ أنَّه أُقِرَّتْ نَصْبةُ الظَّرْفِ، وَإِن كانَ مَرْفوعَ الموْضِعِ لاطِّرادِ اسْتِعْمالِهم إيَّاه ظَرْفاً، إِلَّا أنَّ اسْتِعْمالَ الجُملةِ الَّتِي هِيَ صفَةٌ للمُبْتدأِ مَكانَه أَسْهلُ مِن اسْتِعمالِها فاعِلةً، لأنَّه ليسَ يَلْزمُ أَنْ يكونَ المُبْتدأُ اسْماً مَحْضاً كلزومِ ذلكَ الفاعِل، أَلا تَرَى إِلَى قوْلِهِم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِن أَنْ تَراهُ؛ أَي سماعُك بِهِ خيرٌ مِن رُؤْيتِك إيَّاهُ.
(و) البَيْنُ: (البُعْدُ) كالبُونِ. يقالُ: بَيْنَهما بُونٌ بَعيدٌ وبَيْنٌ بَعيدٌ، والواوُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {البِينُ، (بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ) ؛) عَن أَبي عَمْرو.
(و) أَيْضاً: (الفَصْلُ بينَ الأَرْضَينِ) وَهِي التّخومُ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ بهأَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ} البِينا والجَمْعُ! بُيونٌ.
(و) أَيْضاً: (ارْتِفاعٌ فِي غِلَظٍ.
(و) أَيْضاً: القطْعَةُ مِن الأرضِ (قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ) مِن الطَّريقِ.
(و) البِينُ: (ع قُرْبَ نَجْرانَ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ الحِيرةِ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ المَدينَةِ) ، جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ إسلامِ سلَمَةَ بنِ جَيش، ويقالُ فِيهِ بالتاءِ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: (ة بفَيْرُوزآبادِ فارِسَ.
(و) أَيْضاً: (ع) آخَرُ.
(و) أَيْضاً: (نَهْرٌ بَين بَغْدادَ ودَفاعِ) ، وَفِي نسخةٍ: دَماغ، وقيلَ: رَماغ بالرَّاءِ، والصَّوابُ فِي سِياقِ العِبارَةِ ونَهْرُ بِينَ ببَغْدادَ، فإنَّ ياقوتاً نَقَلَ فِي معجمِهِ أنَّه طسو ج مِن سَوادِ بَغْدادَ مُتَّصِل بنَهْر بوق. ويقالُ فِيهِ باللامِ أَيْضاً؛ وَقد يُنْسَبُ إِلَيْهِ أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّهْرُبينيُّ سَمِعَ الطيوريَّ، وسَكَنَ الحديثَةَ من قُرَى الغُوطَةِ وبهاماتَ، وأَخُوه أَبُو عبدِ اللَّهِ الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ النَّهْرُبينيُّ المُقْرِىءُ سَكَنَ دِمَشْقَ مدَّةً.
(و) يقالُ: (جَلَسَ بَين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ) بالتخْفيفِ.
قالَ الرَّاغبُ: بَين مَوْضوعٌ للخَلَلِ بينَ الشَّيْئَيْن ووَسْطَهما؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وجَعَلْنا {بَيْنهما زرعا} .
قالَ الجوْهرِيُّ: وَهُوَ ظَرْفٌ، وَإِن جَعَلْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه، تقولُ: لقد تقَطَّع بَيْنُكم برَفْعِ النونِ، كَمَا قالَ الهُذَليُّ:
فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَيْنَيْه الجَبُوبا (و) يقالُ: (لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ: إِذا لَقِيَهُ بَعْدَ حِينٍ ثمَّ أَمْسَكَ عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قد (} بانُوا {بَيْناً} وبَيْنونةً) :) إِذا (فارَقُوا) ؛) وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
فهَاجَ جَوًى بالقَلْب ضَمَّنه الهَوَى {ببَيْنُونةٍ يَنْأَى بهَا مَنْ يُوادِعُوقالَ الطرمَّاحُ:
أَآذَنَ الثَّاوِي ببَيْنُونةٍ (و) } بانَ (الشَّيءُ بَيْناً {وبُيوناً وبَيْنُونَةً: انْقَطَعَ؛} وأَبانَهُ غيرُه) {إبانَةً: قَطَعَهُ.
(و) } بانَتِ (المرْأَةُ عَن الرَّجُلِ فَهِيَ! بائِنٌ: انْفَصَلَتْ عَنهُ بطَلاقٍ. (وتَطْليقَةٌ {بائِنَةٌ) ، بالهاءِ (لَا غَيْر) ، فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ: أَي تَطْليقَةٌ ذَات} بَيْنُونَةٍ، ومثْلُه عِيشَةٌ راضِيَةٌ أَي ذَات رِضاً.
والطّلاقُ {البائِنُ: الَّذِي لَا يملكُ الرَّجُلُ فِيهِ اسْتِرجاعَ المرْأَةِ إلاَّ بعَقْدٍ جَديدٍ وَله أَحْكامٌ تَفْصِيلُها فِي أَحْكامِ الفُروعِ مِن الفقْهِ.
(و) بانَ (} بَياناً: اتَّضَحَ، فَهُوَ {بَيِّنٌ) ، كسَيِّدٍ، (ج} أَبْيِناءُ) ، كهَيِّنٍ وأَهْيِناء، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه مثْلُ هَيِّن وأَهْوِناء لأنَّه مِن الهوانِ.
( {وبِنْتُه، بالكسْرِ،} وبَيَّنْتُه {وتَبَيَّنْتُه} واسْتَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه وعَرَّفْتُه {فبانَ} وبَيَّنَ {وتَبَيَّنَ} وأَبانَ {واسْتَبَانَ، كُلُّها لازِمَةٌ مُتَعَدِّيَةٌ) ، وَهِي خَمْسَةُ أَوْزانٍ، اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ مِنْهَا على ثلاثَةٍ وَهِي:} أَبانَ الشَّيْء اتَّضَحَ، {وأَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه، واسْتَبَانَ الشيءُ: ظَهَرَ، واسْتَبَنْتُه: عَرفْتُه، وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَرَ، وتبَيَّنْتُه أَنا، ولكلَ مِن هَؤلاء شَواهِدُ.
أَمَّا} بانَ {وبانَهُ، فقد حَكَاه الفارِسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
كأَنّ عَيْنَيَّ وَقد} بانُوني غَرْبانِ فَوْقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِوأَمَّا أَبانَ اللاّزِمَ فَهُوَ {مُبِينٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَةَ:
لَو دَبَّ ذَرَّ فوقَ ضاحِي جلْدِها} لأَبانَ مِن آثارِهِنَّ حُدورُقالَ الجَوْهرِيُّ: {والتَّبْيينُ: الإيضاحُ، وأَيْضاً: الوُضوحُ.
وَفِي المَثَل:
قد} بَيَّنَ الصبحُ لذِي عَيْنَينِ أَي {تَبَيَّنَ.
وقالَ النابِغَةُ:
إلاَّ الأَوارِيّ لَأْياً مَا} أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوْضِ بالمظلومةِ الجَلَد ِأَي {أَتَبيَّنُها.
وقوْلُه تعالَى: {آياتٌ} مُبَيِّناتٍ} ، بكسْرِ الياءِ وتَشْديدِها بمعْنَى {مُتَبَيِّناتٍ؛ ومَنْ قَرَأَ بفتْحِ الياءِ فالمعْنَى أَنَّ اللَّهَ بَيَّنَها.
وقالَ تعالَى: {قد} تَبَيَّنَ الرشد من الغيِّ} ، وقوْلُه تعالَى: {إلاَّ أَنْ يأْتِين بفاحِشَةٍ {مُبَيِّنة} ، أَي ظاهِرَةٍ} مُتَبَيِّنة؛ وقالَ ذُو الرُّمّة:
تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كَمَا {بَيَّنْتَ فِي الأَدَم العَواراأَي} تُبَيِّنُها، ورَوَاهُ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: تُبيِّن نِسبةُ، بالرَّفْع، على قوْلِه:
قد {بَيَّنَ الصبْحُ لذِي عَيْنَيْن وقوْلُه تَعَالَى: {والكِتابُ} المُبِينُ} ، قيلَ: مَعْناه المُبِين الَّذِي {أَبانَ طُرُقَ الهُدَى مِن طُرُقِ الضّلالِ} وأَبانَ كلَّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ الأُمَّةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: {الاسْتِبانَةُ قد يكونُ واقِعاً. يقالُ:} اسْتَبَنْتُ الشيءَ إِذا تَأَملْتَه حَتَّى {يَتَبيَّنَ لكَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ولِتَسْتَبين سبيلَ المُجْرِمين} ، المَعْنى {لِتَستبينَ أَنْتَ يَا محمدُ، أَي لتَزْدادَ} اسْتِبَانَةً.
وأَكْثَرُ القرَّاءِ قَرأُوا ولِتَسْتَبينَ سبيلُ المُحْرِمِين، {والاسْتِبانَةُ حينَئِذٍ غَيْر واقِعٍ.
(} والتِّبْيانُ) ، بالكسْرِ (ويُفْتَحُ مَصْدَرُ) {بَيَّنتْ الشَّيءَ} تَبْيِيناً {وتِبْياناً وَهُوَ (شاذٌّ) .
(وعِبارَةُ الجوْهرِيِّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، أَوْفى بالمُرادِ مِن عِبارَتِه فإنَّه قالَ:} والتِّبْيانُ مَصْدَرٌ وَهُوَ شادٌّ، لأنَّ المَصادِرَ إنَّما تَجِيءُ على التَّفْعال بفتْحِ التاءِ نَحْو التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، وَلم يَجِيءْ بالكسْرِ إلاَّ حَرْفان وهُما! التِّبْيان والتِّلْقاء، اه.
وأَيْضاً حِكَايَةُ الفتْحِ غَيْرُ مَعْروفَةٍ إلاّ على رأْي مَنْ يُجِيزُ القِياسَ مَعَ السماع وَهُوَ رأْيٌ مَرْجوحٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا ذَكَرَه من انْحِصار تِفْعال فِي هذَين اللَّفْظَيْن بِهِ جَزَمَ الجَماهِير مِن الأَئِمَّة، وزَعَمَ بعضُهم أنَّه سَمِعَ التِّمْثال مَصْدَر مَثلْتُ الشيءَ تَمْثِيلاً وتِمْثالاً.
وزادَ الحَرِيري فِي الدرَّةِ على الأَوَّلَيْن تِنْضالاً مَصْدَر الناضلة.
وزادَ الشّهابُ فِي شرْحِ الدرَّة: شَربَ الخَمْر تِشْراباً، وزَعَمَ أَنَّه سَمِعَ فِيهِ الفَتْحَ على القِياسِ، والكَسْرَ على غيرِ القِياسِ، وأَنْكَر بعضُهم مَجِيءَ تِفْعال، بالكسْرِ، مَصْدراً بالكُلِيَّة؛ وقالَ: إنَّ كلَّ مَا نَقَلوا من ذلكَ على صحَّتِه إنَّما هُوَ مِن اسْتِعمالِ الاسمِ مَوْضِعَ المَصْدرِ كَمَا وَقَعَ الطَّعامُ، وَهُوَ المَأْكُولُ، مَوْقِعَ المَصْدَرِ وَهُوَ الإطْعامُ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وقوْلُه تَعَالَى: {وأَنْزَلْنا عَلَيْك الكِتابَ {تِبْياناً لكلِّ شيءٍ} ، أَي} بُيِّنَ لكَ فِيهِ كلُّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ أَنْتَ وأُمَّتُك مِن أَمْرِ الدِّيْن، وَهَذَا مِن اللَّفْظِ العامِّ الَّذِي أُرِيد بِهِ الخاصُّ، والعَرَبُ تقولُ: بَيَّنْتُ الشيءَ تَبْيِيناً وتِبْياناً، بكسْرِ التاءِ، وتِفْعالٌ، بالكسْرِ يكونُ اسْماً، فأَمَّا المَصْدَرُ فإنَّه يَجِيءُ على تَفْعالٍ بالفتْحِ، مثْلُ التّكْذاب والتَّصْداق وَمَا أَشْبَهه، وَفِي المَصَادِرِ حَرْفان نادِرَان. وهُما تِلْقاء الشَّيْء {والتِّبْيان، وَلَا يقاسُ عَلَيْهِمَا.
وقالَ سِيْبَوَيْه فِي قوْلِه تعالَى: {والكِتابُ المُبِين} ، قالَ: هُوَ} التِّبْيانُ، وليسَ على الفِعْل إنَّما هُوَ بناءٌ على حِدةٍ، وَلَو كانَ مَصْدَراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنَّما هُوَ من {بَيَّنْتُ كالغارَةِ من أَغَرْتُ.
وقالَ كراعٌ: التِّبْيانُ مَصْدرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ التِّلْقاء.
(وضَرَبَهُ} فأَبانَ رأْسَه) مِن جَسَدِه وفَصَلَه (فَهُوَ مُبِينٌ.
(و) قوْلُه: (مُبْيِنٌ، كمُحْسِنٍ) ، غَلَطٌ وإنّما غَرَّهُ سِياقُ الجوْهرِيِّ ونَصّه فَتَقول: ضَرَبَه فأَبانَ رأْسَه مِن جَسَدِه فَهُوَ مُبِينٌ. {ومُبْيِنٌ أَيْضاً: اسمُ ماءٍ، وَلَو تأَمَّل آخِرَ السِّياقِ لم يَقَعْ فِي هَذَا المَحْذورِ. وَلم أَرَ أَحداً مِن الأَئِمةِ قالَ فِيهِ مُبْينٌ كمُحْسِنٍ، وَلَو جازَ ذلكَ لوَجَبَ الإشارَة لَهُ فِي ذِكْرِ فِعْله كأَنْ يقولَ:} فأَبانَ رأْسَه {وأَبْيَنَه، فتأَمَّلْ.
(} وبايَنَه) {مُبايَنَةً: (هاجَرَه) وفارَقَه.
(} وتَبايَنا: تَهاجَرا) ، أَي {بانَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا عَن صاحِبِه، وكذلِكَ إِذا انْفَصَلا فِي الشّركةِ.
(} والبائِنُ: مَنْ يأْتي الحَلوبَةَ مِن قِبَلِ شِمالِها) ، والمُعَلِّي الَّذِي يأْتي مِن قِبَلِ يَمِينِها، كَذَا نَصّ الجوْهرِيّ، والمُسْتَعْلي من يعلى العلبة فِي الضّرْعِ.
وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ للأزْهرِيّ يُخالِفُ مَا نَقَلَه الجوْهرِيُّ فإنَّه قالَ: {البائِنُ الَّذِي يقومُ على يَمينِ الناقَةِ إِذا حَلَبَها والجَمْعُ} البُيَّنُ، وقيلَ: البائِنُ والمُسْتَعْلي هُما الحالِبَانِ اللذانِ يَحْلُبان الناقَةَ أَحدُهما حالِبٌ، والآخَرُ مُحْلِب، والمُعينُ هُوَ المُحْلِبُ، والبائِنُ عَن يَمينِ الناقَةِ يُمْسِكُ العُلْيةَ، والمُسْتَعْلي الَّذِي عَن شِمالِها، وَهُوَ الحالِبُ يَرْفعُ البائِنُ العُلْبةَ إِلَيْهِ؛ قالَ الكُمَيْت:
يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لَا غِرارا (و) البائِنُ: (كلُّ قَوْسٍ {بانَتْ عَن وَتَرِها كثيرا) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كالبائِنَةِ) عَن الجوْهرِيّ، قالَ: وأَمَّا الَّتِي قرُبَتْ من وَتَرِها حَتَّى كادَتْ تلْصَقُ بِهِ فَهِيَ {البانِيةُ، بتقْدِيمِ النونِ، وكِلاهُما عَيْبٌ.
(و) البائِنُ كَمَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه؛ وَفِي الصِّحاح،} البائِنَة (البئْرُ البَعيدَةُ القَعْرِ الواسِعَةُ {كالبَيُونِ) ، كصَبُورٍ، لأنَّ الأَشْطانَ} تَبِينُ عَن جرابِها كثيرا.
وقيلَ: بِئْرٌ! بَيُونٌ واسِعَةُ الجالَيْنِ.
وقالَ أَبو مالِكٍ: هِيَ الَّتِي لَا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلكَ لأنَّ جِرابَ البِئْرِ مُسْتَقيمٌ.
وقيلَ: هِيَ البِئْرُ الواسِعَةُ الرأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَل؛ وأَنشد أَبو عليَ الفارِسِيّ:
إنَّك لَو دَعَوْتَني ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمَنْ يَدْعوني والجَمْعُ {البَوائِنُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للفَرَزْدقِ يَصِفُ خَيْلاً:
يَصْهِلْنَ للشبحِ البَعِيدِ كأَنَّماإرْنانُها} ببَوائنِ الأَشْطانِ أَرادَ: أَنَّ فِي صَهِيلِها خُشُونَةً وغِلَظاً كأَنَّها تَصْهَل فِي بئْرٍ دَحُول، وذلكَ أَغْلَظُ لِصَهِيلِها.
(وغُرابُ {البَيْنِ) :) هُوَ (الأبْقَعُ) ؛) قالَ عَنْترةُ:
ظَعَنَ الَّذين فِراقَهم أَتَوَقَّع ُوجَرَى} ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لَحْيَيْ رأْسِه جَلَمَانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ (أَو) هُوَ (الأَحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ، وأَمَّا الأَسْوَدُ، فإنَّه الحاتِمُ لأنَّه يَحْتِمُ بالفِراقِ) ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي الغَوْثِ.
(وَهَذَا) الشَّيءُ (! بَيْنَ بَيْنَ أَي بينَ الجيِّد والرَّدِيءِ) ، وهما (اسْمانِ جُعِلا واحِداً وبُنِيا على الْفَتْح؛ والهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى) هَمْزَةَ (بَيْنَ بَيْنَ) أَي هَمْزَةٌ بَيْنَ الهَمْزَةِ وحَرْف اللّين، وَهُوَ الحَرْفُ الَّذِي مِنْهُ حَرَكَتُها إنْ كَانَت مَفْتوحَة، فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والأَلِفِ مِثْل سَأَلَ، وَإِن كانتْ مَكْسورَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والياءِ مِثْل سَئِم، وَإِن كانتْ مَضْمومَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والواوِ مِثْل لَؤُمَ، وَهِي لَا تَقَعُ أَوَّلاً أَبداً لقرْبِها بالضِّعْفِ مِن السَّاكِنِ، إلاَّ أَنَّها وَإِن كانتْ قد قَرُبَتْ مِن السّاكِن وَلم يكنْ لَهَا تَمكّن الهَمْزَةِ المُحَقَّقَة فَهِيَ مُتَحرِّكَة فِي الحَقيقَةِ، وسُمِّيَت بَيْنَ بَيْنَ لضَعْفِها؛ كَمَا قالَ عَبيد بنُ الأَبْرص: نَحْمي حَقيقَتَنا وبعضُ القَوْمِ يَسْقُط بَيْنَ {بَيْنَا أَي يَتَساقَطُ ضَعِيفاً غَيْر معتدَ بِهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ السِّيرافي: كأَنَّه قالَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء، كأَنَّه رجلٌ يدْخلُ بينَ الفَرِيقَيْنِ فِي أَمرٍ مِنَ الأُمورِ فيسْقُط وَلَا يُذْكَر فِيهِ.
قالَ الشيْخ: ويجوزُ عنْدِي أَن يُريدَ بينَ الدّخولِ فِي الحرْبِ والتّأَخر عَنْهَا، كَمَا يقالُ: فلانٌ يُقدِّمُ رِجْلاً ويُؤخِّرُ أُخْرَى.
(و) قوْلُهم: (بَيْنا نَحْنُ كَذَا) إِذا حَدَثَ كَذَا: (هِيَ بينَ) ، وَفِي الصِّحاحِ: فعلى، (أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها فحَدَثَتِ الألِفُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: فصارَتْ أَلِفاً.
قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: ومَن زَعَمَ أَنَّ بَيْنا مَحْذُوفَة مِن} بَيْنما احْتَاجَ إِلَى وَحي يصدقهُ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
! فبَيْنا نَحن نَرْقُبُه أَتانامُعَلّقُ وَفْضةٍ وزِنادُ راعِيأَرادَ بَيْنَ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، فَإِن قِيلَ: لِمَ أَضافَ الظَّرْفَ الَّذِي هُوَ بَيْن، وَقد علِمْنا أَنَّ هَذَا الظَّرْفَ لَا يُضافُ مِنَ الأَسْماءِ إلاَّ لمَا يدلُّ على أَكْثَر مِنَ الواحِدِ أَو مَا عُطِف عَلَيْهِ غيرُه بالواوِ دُونَ سائِرِ حُروف العَطْف، وقوْلُه نحنُ نَرْقُبُه جمْلَةٌ، والجمْلَةُ لَا يُذْهَب لَهَا بَعْدَ هَذَا الظَّرْفِ؟
فالجَوابُ: أنَّ هَهُنَا واسِطَةٌ مَحْذوفةٌ وتقْديرُ الكَلامِ بَيْنَ أَوْقاتِ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، أَي أَتَانا بَيْنَ أَوقاتِ رَقْبَتِنا إيَّاه، والجُمَلُ ممَّا يُضافُ إِلَيْهَا أَسْماءُ الزَّمانِ كقوْلِكَ: أَتَيْتك زَمَنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخَلِيفةُ عبدُ الملِكِ، ثمَّ إنَّه حذف المضافُ الَّذِي هُوَ أَوْقاتٌ ووَليَ اللَّفْظ الَّذِي كانَ مُضافاً إِلَى المَحْذوفِ الجُمْلة الَّتِي أُقِيمت مُقامَ المُضاف إِلَيْهَا كقوْلِه تعالَى: {واسْئَل القَرْيةَ} ؛ أَي أَهْلَ القَرْيةِ، ( {وبَيْنا} وبَيْنما من حُروفِ الاِبْتِداءِ) وليْسَتِ الأَلفُ بصلةٍ، وبَيْنما أَصْله بَيْنَ زِيْدَتْ عَلَيْهِ مَا والمَعْنى واحِدٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وقوْلُه: مِن حُروفِ الاِبْتِداءِ، إِن أَرادَ بالحُروفِ الكَلِماتَ كَمَا هُوَ مِن إطْلاقات الحُرُوف، فظاهِرٌ، وأَمَّا إِن أَرادَ أَنَّهما صَارا حَرْفَيْن فِي مُقابلةِ الاسْم والفِعْل فَلَا قائِل بِهِ، بل هما باقِيانِ على ظَرْفِيّتِهما والإشْبَاعِ وهما لَا يُخْرِجان بَيْنَ عَن الاسْميَّةِ، وإنَّما يقْطَعانه عَن الإضافَةِ كَمَا عُرِف فِي العربيَّة؛ اه.
وقالَ غيرُهُ: هما ظَرْفا زَمانٍ بمعْنَى المُفاجَأَة، ويُضافَان إِلَى جُمْلةٍ مِن فِعْل وفاعِلٍ ومُبْتدأ وخَبَر فيَحْتاجَانِ إِلَى جَوابٍ يتمُّ بِهِ المعْنَى.
قالَ الجوْهرِيُّ: (و) كانَ (الأَصْمَعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إِذا صَلُحَ فِي موْضِعِه بَيْنَ كقَوْلِه) ، أَي أَبي ذُؤَيْب الهُذَليّ كانَ ينْشدُه هَكَذَا بالكَسْر:
(بَيْنا تَعَنَّفِه الكُماةَ ورَوْغِه (يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ) كَذَا فِي الصِّحاحِ تَعَنُّفه بالفاءِ، وَالَّذِي فِي نسخِ الدِّيوان تَعَنُّقه بالقافِ؛ أَرادَ بينَ تَعَنُّقه فزادَ الألِفَ إشْباعاً؛ نَقَلَه عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ.
وقالَ السّكَّريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: كانَ الأَصْمعيُّ يقولُ بَيْنا الأَلِف زائِدَة إنَّما أَرادَ بينَ تَعَنُّقه! وبينَ رَوَغَانِه أَي بَيْنا يقتلُ ويُراوِغُ إِذْ يخْتل. (وغيرُه يَرْفَعُ مَا بَعْدَها على الاِبْتِداءِ والخَبَرِ) ؛) نَقَلَه السُّكَّريُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه فِي جوازِ الرَّفْع والخفْضِ قوْلُ الرّاجزِ:
كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك الموتُلا مَزْحَلٌ عَنهُ وَلَا فَوْتُبَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهزالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُقالَ: وَقد تأْتي إذْ فِي جوابِ بَيْنا؛ قالَ حُمَيْد الأَرْقط:
بَيْنا الفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِهإذِ انْتَمَى الدَّهْرُ إِلَى عِقْراتِهقالَ: وَهُوَ دَليلٌ على فَسَادِ قوْلِ مَنْ قالَ إنَّ إذْ لَا تكونُ إلاَّ فِي جوابِ بَيْنما بزِيادَةِ مَا، وممَّا يدلُّ على فَسادِ هَذَا القَوْل أَنَّه جاءَ بَيْنما وليسَ فِي جوابِها إِذْ كقوْلِ ابنِ هَرْمة:
بَيْنما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقاعِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي هُوِيَّاخطَرَتْ خطْرةٌ على القلبِ مِن ذِكراكِ وَهْناً فَمَا استَطَعتُ مُضِيَّا ( {والبَيانُ: الإفْصاحُ مَعَ ذَكاءٍ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ الفَصاحَةُ واللَّسَن.
وَفِي النهايةِ: هُوَ إظْهارُ المَقْصودِ بأبْلَغ لَفْظٍ وَهُوَ مِن الفَهْم وذَكاء القَلْب مَعَ اللّسَن وأَصْلُه الكَشْف والظّهور.
وَفِي الْكَشَّاف: هُوَ المَنْطقُ الفَصِيحُ المُعْربُ عمَّا فِي الضَّميرِ.
وَفِي شرْحِ جَمْع الجوامِعِ:} البَيانُ إخْراجُ الشيءِ من حيِّزِ الأَشْكالِ إِلَى حيِّزِ التَّجَلِّي.
وَفِي المَحْصول: البَيانُ إظْهارُ المعْنَى للنَّفْسِ حَتَّى {يتبيَّنَ من غيرِهِ ويَنْفصِلَ عمَّا يلتبسُ بِهِ.
وَفِي المُفْردات للرَّاغب، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: البَيانُ أَعَمُّ مِن النُّطْقِ لأنَّ النُّطْقَ مُخْتصٌّ باللِّسانِ ويُسمَّى مَا} يَبِينُ بِهِ {بَيَانا وَهُوَ ضَرْبان: أَحَدُهما بالحالِ وَهِي الأشْياءُ الدَّالَّةُ على حالٍ مِنَ الأَحْوالِ مِن آثارِ صفَةٍ؛ وَالثَّانِي بالإخْبارِ وَذَلِكَ إمَّا أَنْ يكونَ نُطْقاً أَو كِتابَةً، فَمَا هُوَ بالحالِ كقولِهِ تَعَالَى: {إنَّه لكُم عَدوٌّ مُبِينٌ} ، وَمَا هُوَ بالإخْبارِ كقوْلِهِ تَعَالَى: {فاسْئَلُوا أَهْل الذِّكْر إِن كُنْتم لَا تَعْلمُونَ} بالبَيِّناتِ والزُّبُر} ؛ قالَ: ويُسمَّى الكَلام بَيَانا لكَشْفِه عَن المعْنَى المَقْصودِ وإظْهارِهِ نَحْو {هَذَا بَيانٌ للناسِ} ؛ ويُسمَّى مَا يُشْرَحُ بِهِ المُجْمَلُ والمُبْهَم مِن الكَلامِ بَيَانا نحوَ قوْلِه تعالَى: {ثمَّ إنَّ علينا {بَيانَه} .
وَفِي شرْحِ المَقامَاتِ للشَّريشي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: الفَرْقُ بَيْنَ البَيانِ} والتِّبْيان أَنَّ البَيانَ وُضوحُ المعْنَى وظُهورُه، والتِّبْيان تَفْهِيم المعْنَى {وتَبْيِينه، والبَيانُ منْك لغيرِكَ، والتِّبْيان منْك لنَفْسِك مثْلُ} التَّبْيِين، وَقد يَقَعُ التَّبْيينُ فِي معْنَى البَيانِ، وَقد يَقَعُ البَيانُ بكثْرةِ الكَلامِ ويُعَدُّ ذلكَ مِن النِّفاقِ، وَمِنْه حدِيثُ التّرمذيّ: (البذاءُ والبَيانُ شُعْبتان مِنَ النِّفاقِ) ، اه.
قلْتُ: إنّما أَرادَ مِنْهُ ذَمَّ التَّعَمّقِ فِي المنْطِقِ والتَّفاصُحَ وإظْهارَ التَّقدُّمِ فِيهِ على الناسِ، وكأَنَّه نوعٌ من العُجْبِ والكِبْرِ؛ ورَاوِي الحَدِيْثِ أَبو أُمامَةَ الباهِلِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ؛ وجاءَ فِي رِوايَةٍ أُخْرى: (البَذاءُ وبعضُ البَيانِ) ، لأنَّه ليسَ كلُّ البَيانِ مَذْموماً.
وأَمَّا حَدِيْث: (إنَّ مِن البَيانِ لسِحْراً) ، فرَاجِع النِّهايَة.
(! والبَيِّنُ) مِن الرِّجالِ: (الفَصيحُ) ؛) زادَ ابنُ شُمَيْل: السَّمْحُ اللِّسانِ الظَّريفُ العالِي الكَلام القَلِيل الرَّتَج؛ وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على {البَيِّنِ السَّفَّاكِ وَهُوَ خَطيبُ (ج} أَبْيِناءُ) ، صحَّتِ الباءُ لسكونِ مَا قَبْلها.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ فِي جَمْعِه: ( {أَبْيانٌ} وبُيَناءُ) ، فأَمَّا أَبْيانُ فكمَيِّتٍ وأَمْواتٍ، قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعِلٍ حينَ قَالُوا شَاهِد وأَشْهاد، مِثْل، قَيِّلٍ وأَقْيالٍ؛ وأَمَّا بُيَناءُ فنادِرٌ، والأَقْيَس فِي ذلِكَ جَمْعُه بالواوِ، وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ فِي أَثْناءِ هَذِه التَّرْجَمةِ: رُوِي عَن أَبي الهَّيْثم أَنَّه قالَ: (الكَواكِبُ {البَيانِيَّاتُ) هِيَ (الَّتِي لَا تَنْزِلُ الشمسُ بهَا وَلَا القمرُ) إنَّما يُهْتَدَى بهَا فِي البرِّ والبَحْرِ، وَهِي شآمِيةٌ، ومَهَبُّ الشّمالِ مِنْهَا، أَوَّلُها القُطْبُ وَهُوَ كوكبٌ لَا يَزُولُ، والجدْيُ والفَرْقَدان، وَهُوَ بَيْنَ القُطْب، وَفِيه بَناتُ نعْشٍ الصُّغْرى.
هَكَذَا النَّقْل فِي هَذِه التَّرْجَمة صَحِيحٌ غَيْر أَنَّ الأَزْهرِيَّ استدلَّ بِهِ على قَوْلِهم: بَيْنَ بمعْنَى وَسْط، وذلِكَ قَوْله: وَهُوَ عَيْنُ القُطْب، أَي وَسْطُه.
وأَمَّا الَّذِي استدلَّ بِهِ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، مِن كوْنِ تلْك الكَواكِبِ تسمَّى} بَيانِيَّاتٍ فتَصْحِيفٌ مَحْضٌ لَا يَتَنبَّه لَهُ إلاَّ مَنْ عانَى مُطالَعَةَ الأُصولِ الصَّحِيحةِ ورَاجَعَها بالذِّهْن الصَّحِيحِ المُسْتَقِيم. والصَّوابُ فِيهِ {الببانيات، بموحَّدَتَيْن، ويقالُ فِيهِ أَيْضاً} البابانيات، هَكَذَا رَأَيْته مُصحَّحاً عَلَيْهِ، والدَّليلُ فِي ذلِكَ أَنَّ صاحِبَ اللِّسانِ ذَكَرَ هَذَا القَوْلَ بعَيْنِه فِي تَرْكِيبِ ب ب ن، كَمَا مَرَّ آنِفاً فتَفَهَّم ذلِكَ.
( {وبَيَّنَ} بنْتَه: زَوَّجَها، {كأَبانَها) } تَبْيِيناً! وإِبانَةً، وَهُوَ مِن البَيْنِ بمعْنَى البُعْدِ، كأَنَّه أَبْعَدها عَن بيتِ أَبِيها.
(و) مِن المجازِ: بَيِّنَ (الشَّجرُ) :) إِذا (بَدا) ورَقُه (وظَهَرَ أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ.
(و) بَيَّن (القَرْنُ: نَجَمَ) ، أَي طَلَعَ.
(وأَبو عليِّ بنُ {بَيَّانٍ) العاقُوليُّ، (كشَدَّادٍ: زاهِدٌ ذُو كَراماتٍ) ، وقَبْرُهُ يُزارُ؛ قالَهُ ابنُ ماكُولا.
(} وبَيَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: ة بالمغْربِ) ، وَالْأولَى فِي الأَنْدَلُس فِي عَمَلِ قرطبَةَ، ثمَّ إنَّ التَّشْديدَ الَّذِي ذَكَرَه صَرَّح بِهِ الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ السّمعانيّ والحافِظُ، وشَذِّ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فقالَ: هُوَ بالتَّخْفِيفِ مِثْل سَحابَةٍ، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ الأَئِمَّةِ؛ (مِنْهَا) أَبو محمدٍ (قاسِمُ بنُ أَصْبَغِ) بنِ محمدِ بنِ يُوسُف بنِ ناسجِ بنِ عطاءٍ مَوْلى أَميرِ المُؤْمِنِينَ الوَلِيد بنِ عبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ (! البَيَّانيُّ الحافِظُ المُسْنِدُ) بالأَنْدَلُس، سَمِعَ مِن قرطبَةَ مِن بقيّ بنِ مَخْلدٍ ومحمدِ بنِ وَضَّاح، ورَحَلَ إِلَى مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، والعِرَاق ومِصْر، وسَمِعَ مِن ابنِ أَبي الدُّنْيا والكِبار، وَكَانَ بَصِيراً بالفقْهِ والحَدِيْثِ، نَبِيلاً فِي النَّحْوِ والغَريبِ والشِّعْرِ، وصنَّفَ على كتابِ أَبي دُاوَد، وَكَانَ يُشاوَرُ فِي الأحْكامِ، وتُوفي سَنَة 144 عَن ثَلَاث وتسْعِيْن سَنَة، وحَفِيدُه قاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ الأَنْدَلُسيُّ البَيَّانيُّ رَوَى عَنهُ ابْنُه أَبو عَمْرٍ ووأَحْمد، وأَحْمدُ هَذَا مِن شيوخِ ابنِ حَزْم، وقاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمِ بنِ سَيَّار البَيَّانيُّ أَنْدلُسِيُّ لَهُ تَصانِيف صَحِبَ المُزَنيّ وغيرَه، وكانَ يميلُ إِلَى مَذْهَبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ماتَ سَنَة 278. [وَابْنه مُحَمَّد، روى عَن مُحَمَّد بن وضاح، وَغَيره، مَاتَ سنة 328 -] . وابْنُه أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ رَوَى عَن أَبيهِ. (وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ) بنِ أَحْمد المراكشيُّ الصنهاجيُّ (المُقْرىءُ) .
(قُلْت: الصَّوابُ فِي نِسْبَتِه البَياتيُّ، بالتاءِ الفوْقيَّةِ بدلُ النُّونِ، كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وصَحَّحَه، فقَوْله بَلَديُّه غَلَطٌ، ومحلُّ ذِكْرِه فِي ب ي ت، وَهُوَ مِن شيوخِ الإسْكَنْدريَّة، سَمِعَ مِن ابنِ رواح ومظفر اللُّغَويّ، وَعنهُ الوَانِي وجماعَةٌ.
( {وبَيانٌ) ، كسَحابٍ: (ع بَبَطْلَيُوسَ) مِن كُورِ الأَنْدلُس.
(ويوسفُ بنُ المُبارَكِ بنِ} البِينِي، بالكسْرِ) ، وضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، (مُحَدِّثٌ) هُوَ وأَخُوهُ مهنا ووالدُهُما، سَمِعَ الثلاثَةُ عَن أَبي القاسِمِ الرَّبَعيِّ، سَمِعَ مِنْهُم أَبو القاسِمِ بنُ عَساكِر.
وقالَ عُمَرُ بنُ عليَ القُرَشِيُّ: سَمِعْتُ مِن يُوسُف، وماتَ سَنَة 561.
( {وبَيْنونُ: حِصْنٌ باليمنِ) يُذْكَرُ مَعَ سَلْحَيْنَ، خرَّبَهما أرياطُ عامِلُ النَّجاشِيّ، يقالُ: إنَّهما مِن بِناءِ سُلَيْمان، عَلَيْهِ السَّلامُ، لم يَرَ الناسُ مثْلُه، ويقالُ: إنَّه بَناهُ} بَينونُ بنُ مَنافِ بنِ شرحبيلِ بنِ ينكف بنِ عبْدِ شمسِ بنِ وائِلِ بنِ غوث؛ قالَ ذُو وجدن الحِمْيريُّ:
أَبَعْدَ بَينُونَ لَا عينٌ وَلَا أَثَرٌ وبَعْدَ سَلْحينَ بيني الناسُ أبياتا (و) ! بَيْنونَةٌ، (بهاءٍ، ة بالبَحْرَيْنِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: بينَ عُمَان والبَحْرَيْن؛ وَفِي مُعْجمِ نَصْر: أَرْضٌ فَوْق عُمَان تتَّصِلُ بالشَّحْرِ؛ قالَ:
يَا رِيحَ بَيْنونَةَ لَا تَذْمِيناجئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينا (و) هُما {بَيْنونَتان، (بَيْنُونَةُ الدُّنْيَا، و) بَيْنُونَةُ (القُصْوَى) ، وكِلْتاهُما (قَرْيتَانِ فِي شِقِّ بني سَعْدٍ) بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين.
(} وبَيْنَةُ: ع بوادِي الرُّوَيْثَةِ) بَيْنَ الحَرَمَيْن، ويقالُ بكسْرِ الباءِ أَيْضاً، كَمَا فِي مُعْجمِ نَصْر، (وثَنَّاها كُثَيِّرٌ) عزَّة؛) (فقالَ:
(أَلا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ (بحَيْثُ الْتَقَتْ مِن {بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ) وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّويلُ} البائِنُ: أَي المُفْرِطُ طُولاً الَّذِي بَعُدَ عَن قَدِّ الرِّجالِ الطِّوال.
وحَكَى الفارسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ: طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْه {البائِنَةَ، وذلِكَ إِذا طَلَبَ إِلَيْهِمَا أَنْ} يُبِينَاهُ بمالٍ فيكونَ لَهُ على حِدَةٍ، وَلَا تكونُ البائِنَةُ إلاَّ مِن الأَبَوَيْن أَو أَحدِهما، وَلَا تكونُ مِن غيرِهما، وَقد {أَبانَه أَبواهُ} إبانَةً حَتَّى بانَ هُوَ بذلِكَ {يَبينُ} بُيُوناً.
{وبانَتْ يَدُ الناقَةِ عَن جَنْبِها} تَبِينُ {بُيُوناً.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يقالُ للجارِيَةِ إِذا تزوَّجَتْ: قد} بانَتْ، وهنَّ قد {بِنَّ إِذا تزوَّجْنَ كأَنَّهنَّ قد بَعَدْنَ عَن بَيْتِ أَبِيهنَّ؛ وَمِنْه الحدِيْثُ: (مَنْ عالَ ثلاثَ بَناتٍ حَتَّى} يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ) .
{وبَيَوانُ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ فِي بحيرَةِ تنيس، قد ذُكِرَ فِي ب ون.
} وأَبانَ الدَّلْوَ عَن طَيِّ البئْرِ: حادَ بهَا عَنهُ لئَلاَّ يُصيبَها فتَنْخرِق؛ قالَ:
دَلْوُ عِراكٍ لجَّ بِي مَنينُهالم يَرَ قبْلي مائِحاً {يُبينُها} والتَّبْيينُ: التَّثبُّتُ فِي الأَمْرِ والتَّأَني فِيهِ؛ عَن الكِسائي.
وَهُوَ! أَبْيَنُ مِن فلانٍ: أَي أَفْصَح مِنْهُ وأَوْضَح كَلاماً.
وأَبانَ عَلَيْهِ: أَعْرَبَ وشَهِدَ. ونَخْلَةٌ بائِنَةٌ: فاتَتْ كبائِسُها الكوافرَ وامتدَّتْ عَراجِينُها وطالَتْ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:
مِن كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَهاعنها وحاضنةٍ لَهَا مِيقارِ {والباناةُ مَقْلوبَةٌ عَن البانِيَةِ، وَهِي النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حَكَاه السُّكَّريُّ عَن أَبي الخطَّاب.
} والبائِنُ: الَّذِي يُمْسِكُ العُلْبة للحالِبِ.
ومِن أَمْثالِهم: اسْتُ {البائِنِ أَعْرَفُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فَهُوَ أَعْلَم بِهِ ممَّن لم يُمارِسْه.
} ومُبِينٌ، بالضمِّ: مَوْضِعٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: اسْمُ ماءٍ؛ وأَنْشَدَ:
يَا رِيَّها اليومَ على مُبِينِعلى مبينٍ جَرَدِ القَصِيمِجَمَعَ بَيْنَ المِيمِ والنُّونِ، وَهُوَ الإِكْفاءُ.
{وأَبْيَنُ، كأَحْمدَ: اسْمُ رجُلٍ نُسِبَتْ إِلَيْهِ عَدَنُ مَدينَةٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليمنِ؛ ويقالُ} يبين بالياءِ.
{والبَيِّنَةُ: دَلالَةٌ واضِحَةٌ عَقْليَّة كانَتْ أَو مَحْسوسَة، وسُمِّيَت شَهادَةُ الشاهِدَيْن بَيِّنَة لقَوْلِه، عَلَيْهِ السّلامُ:} البَيِّنَةُ على المُدَّعِي واليمينُ على مَنْ أَنْكَر؛ والجَمْعُ {بَيِّناتٌ.
وَفِي المَحْصولِ: البَيِّنَةُ: الحجَّةُ الوَاضِحَةُ.
} والبِينَةُ، بالكسْرِ: مَنْزلٌ على طرِيقِ حاجِّ اليَمامَةِ بينَ الشِّيح والشُّقَيْرَاءَ.
وذاتُ {البَيْنِ، بالفتْحِ، مَوْضِعٌ حِجازيٌّ عَن نَصْر.
} وبَيانُ، كسَحابٍ: صقْعٌ مِن سَوادِ البَصْرَةِ شَرْقيّ دجْلَةَ عَلَيْهِ الطَّريقُ إِلَى حِصْنِ مَهْدِي.
{والبَيْنِي: نوعٌ من الذُّرَةِ أَبْيَض} بَيَانِيَّة. ومحمدُ بنُ عَبْدِ الخالِقِ {البَيَانيُّ مِن شيوخِ الحافِظِ الذهبيِّ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى، مَنْسوبٌ إِلَى طَريقَةِ الشيْخ أَبي} البَيان تبَاين مُحَمَّد بن مَحْفُوظ القُرَشِيّ عُرِفَ بابنِ الحورانيّ المُتَوفّى بدِمَشْق سَنَة 551، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، لَبِسَ الخرقَةَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِياناً يقْظَة، وَكَانَ الملبوس مَعَه معايناً للخلقِ كَمَا هُوَ مَشْهورٌ.
وقالَ الحافِظُ أَبو الفُتوحِ الطاووسيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: إنَّه مُتواتِرٌ.
{وبايانُ: سكَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا أَبو يَعْلى محمدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الإمامُ الأَدِيبُ، تُوفي سَنَة 337، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
} ومباينُ الحقِّ: مواضِحُه.
ودِينارُ بنُ {بَيَّان، كشَدَّادٍ، وداودُ بنُ} بَيَّان، وقيلَ: {بنُون ثَقيلَة، مُحَدِّثان.
وعُمَرُ بنُ بَيانٍ الثَّقفيُّ، كسَحابٍ: مُحَدِّثٌ.
} وبَيانٌ أَيْضاً: لَقَبُ محمدِ بنِ إمامِ بنِ سراجٍ الكِرْمانيِّ الفارِسِيّ الكازرونيِّ مُحَدِّث وحَفِيدُه محمدُ.
ويُلَقَّبُ {ببَيان أَيْضاً ابنُ محمدٍ، ويُلَقَّبُ بعباد ابْن محمدٍ، ماتَ سَنَة 857. ووَلَدُه عليّ وَرَدَ إِلَى مِصْرَ فِي أَيَّام السُّلْطان قايتباي، فأَكْرَمَه كَثيراً، وَله تَأْليفٌ صَغيرٌ رَأَيْته.
} والبيانيَّةُ: طائِفَةٌ مِن الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى بَيان بنِ سمْعَان التَّمِيميّ.
ومُبِينٌ، بالضمِّ: ماءٌ لبَني نُمَيْرٍ ورَاءَ القَرْيَتَيْن بنصفِ مَرْحَلة بمُلْتَقى الرَّمْل والجلْد؛ وقيلَ لبَني أَسَدٍ وبَني حَبَّة بَيْنَ القَرْيَتَيْن أَو فِيهِ؛ قالَهُ نَصْر.
! ومَبْيَنٌ، كمَقْعَدٍ: حِصْنٌ باليمنِ من غَرْبي صَنْعاء فِي البِلادِ الحجية؛ واللَّهُ أَعْلَم بالصَّواب. 

لحّ

لحّ: لحّ واسم المصدر لحح ولحّة: لحّ على: عاث، خرّب، أضرّ، غزا = ألحّ (فوك، فريتاج كرست 7: 44): فلم يزل وناخ عليه بكلكله ولحّ عليه الفقر ويؤيد صحة التحريك الموضوع على الكلمة هنا ما ورد في مخطوطتنا 495.
ألح: أصر، واصل في، تعمق في، استقر في (ماكني 167:2، 9): أشار إلى الغلام أن يُلحّ في سقيه وفي ص (4: 285) من المرجع نفسه ورد البيت الآتي:
أراك ملكت الخافقين مهابة ... بها ما تلحُّ الشهب في الــخفقان
ألح ب: قفّى، دائماً، ب أو على أثره ب (القلائد 86:7):إلحاح الدهر على التمام بالسرار وفي المرجع نفسه (56:6).
وقبل جرت عن بعض كتبي جفوة ... ألحّت على وجهي بغمز الحواجبِ
ألح على: ضايق، أربك (ابن العوام 354:1): حين زرعنا جفنين (داليتين) من العنب في حفرة واحدة رأينا كيف ألح كل واحد منهما على الآخر (اقرأها على هذه الصورة في مخطوطتنا).
ألح على: نازل، كافح، ناوش أعداءه مرة بعد مرة (دي ساسي كرست 3:2، 10).
لحوص: مواظب، مثاير، دائب (بوشر).

لجج

(ل ج ج) : (تَلَجْلَجَ) فِي صَدْرِهِ شَيْءٌ تَرَدَّدَ.
لجج: {لجي}: منسوب إلى اللج، وهو معظم البحر.
ل ج ج : لَجَّ فِي الْأَمْرِ لَجَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَلَجَاجًا وَلَجَاجَةً فَهُوَ لَجُوجٌ وَلَجُوجَةٌ مُبَالَغَةٌ إذَا لَازَمَ الشَّيْءَ وَوَاظَبَهُ وَمِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ اللَّجَاجُ تَمَاحُكُ الْخَصْمَيْنِ وَهُوَ تَمَادِيهِمَا وَاللَّجَّةُ بِالْفَتْحِ كَثْرَةُ الْأَصْوَاتِ قَالَ 
فِي لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ
أَيْ فِي ضَجَّةٍ يُقَالُ فِيهَا ذَلِكَ وَالْتَجَّتْ الْأَصْوَاتُ اخْتَلَطَتْ وَالْفَاعِلُ مُلْتَجٌّ وَلُجَّةُ الْمَاءِ بِالضَّمِّ مُعْظَمُهُ وَاللُّجُّ بِحَذْفِ الْهَاءِ لُغَةٌ فِيهِ وَتَلَجْلَجَ فِي صَدْرِهِ شَيْءٌ تَرَدَّدَ. 
ل ج ج: (لَجِجْتَ) بِالْكَسْرِ (لَجَاجًا) وَ (لَجَاجَةً) بِفَتْحِ اللَّامِ فِيهِمَا، فَأَنْتَ (لَجُوجٌ) وَ (لَجُوجَةٌ) وَالْهَاءُ
لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (لَجَجْتَ) بِالْفَتْحِ تَلِجُّ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ. وَ (الْمُلَاجَّةُ) التَّمَادِي فِي الْخُصُومَةِ. وَرَجُلٌ (لُجَجَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ أَيْ لَجُوجٌ. وَ (اللَّجْلَجَةُ) وَ (التَّلَجْلُجُ) التَّرَدُّدُ فِي الْكَلَامِ، يُقَالُ: الْحَقُّ أَبْلَجُ وَالْبَاطِلُ (لَجْلَجٌ) أَيْ يَتَرَدَّدُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْفُذَ. وَ (لُجَّةُ) الْمَاءِ بِالضَّمِّ مُعْظَمُهُ وَكَذَا (اللُّجُّ) وَمِنْهُ بَحْرٌ (لُجِّيٌّ) . وَ (لَجَّجَتِ) السَّفِينَةُ (تَلْجِيجًا) خَاضَتِ اللُّجَّةَ. 
ل ج ج

رجل لجوج ولجوجة ولججة وملجاج، وفيه لجاج ولجج. والتجّ البحر: عظمت لجته وتموج، ولجّج القوم: دخلوا في اللجج، ولجّجت السفينة، وبحر لجّيّ. ولجلج المضغة في فيه: أدارها. ولجلج لسانه بكلام غير بيّن، وتلجلج لسانه به. ورجل لجلاج. واستجمر بالييلنجوج. قال الشماخ:

يثقّب نارها والليل داجٍ ... بعيدان اليلنجوج الذكيّ

ومن المجاز: لجّ به الهمّ والنزاع. واستلجّ بيمينه إذا لم يكفّرها. والتجّ الظلام. والظعن تسبح في لج السراب. وأرض ملتجّة: شديدة الخضرة. وفي حديث طلحة: فوضعوا اللجّ على قفيّ: يريد السيف شبّهه باللج في كثرة مائه، وقيل: هو سيف الأشتر وكان يسميه: اليم واللجّ. وقال فيه:

ما خانني اليمّ في مأقطٍ ... ولا مشهد مذ شددت الإزارا

وكأنه ينظر بمثل اللجتين أي المرآتين، كما يقال: عيناهخ كالماويّتين.
[لجج] لَجِجْتَ بالكسر، تَلَجُّ لَجاجاً ولَجاجَةً، فهو لجوجٌ ولجوجةٌ، الهاء للمبالغة. ولَجَجْتَ بالفتح تلِجُّ لغة. والملاجة: التمادي في الخصومة. قال الفراء: رجل لججة، مثال همزة، ويلجلج المضغة في فمه، أي يردِّدها فيه للمضغ. واللجْلُجة، والتلَجْلُج: التردُّد في الكلام. يقال " الحقّ أبْلَجُ والباطل لَجْلَجٌ "، أي يُردَّد من غير أن ينفُذ. وسمعت لَجَّةَ الناس بالفتح، أي أصواتهم وضجتهم. قال أبو النجم:

في لجة أمسك فلانا عن فل * والْتَجَّتِ الأصواتُ، أي اختلطت. ولُجَّةُ الماء بالضم: معظمُه، وكذلك اللُجُّ. ومنه بحرٌ لُجِّيٌّ. واللُجُّ أيضاً: السيف. ولَجَّجَتْ السفينةُ، أي خاضت اللجة. والتج البحر التجاجا. ويلنجوج: عود يتبخر به. وكذلك يلنجج وألنجج، وهو يفنعل وأفنعل. قال حميد ابن ثور: لا تصطلي النار إلا مُجْمَراً أَرِجاً قد كَسَّرَتْ من يلنجوج له وقصا

لجج


لَجَّ(n. ac.
لَجّ
لَجَج
لَجَاْج
لَجَاْجَة)
a. [Fī], Persisted in; insisted upon, was stubborn about.
b. ['Ala], Importuned, annoyed.
c. see IV (b)
لَجَّجَa. Entered the open sea.
b. Embarked.

لَاْجَجَa. Disputed, argued, wrangled with.

أَلْجَجَa. Made to persevere.
b. Clamoured; cried out.
c. see I (b)
& II (b).
تَلَجَّجَa. Claimed.
b. [Fī], Fluctuated in.
تَلَاْجَجَa. Wrangled, strove together.

إِلْتَجَجَa. Tossed about; was tumultuous.
b. Was intricate; rose high.
c. Was intense.

إِسْتَلْجَجَ
a. [Bi], Persisted in, kept (oath).
b. see V (a)
لَجَّةa. Clamour, din, uproar.

لِجِّيّa. see 3yi
لُجّ
(pl.
لُجَج)
a. The main, open sea, high seas; the deep.
b. Abyss, depth.
c. Large quantity; crowd, multitude.
d. Side; shore.

لُجَّةa. Silver.
b. Mirror, lookingglass.
c. (pl.
لُجّ
لُجَج لِجَاْج).
see 3 (a) (b), (c).
لُجِّيّa. Vast; deep; fathomless (sea).

لُجَجَة
لَاْجِجa. see 26
لَجَاْج
لَجَاْجَةa. Persistency; perseverance; pertinacity, insistency;
importunity, obtrusiveness.

لُجَاْجa. see 3yi
لَجُوْجa. Persistent, pertinacious; obstinate; contentious;
litigious; disputer. wrangler, arguer.
b. Importunate, obtrusive.

لَجُوْجَة
مِلْجَاْجa. see 26
N. P.
لَجڤجَ
a. ['Ala], Importuned.
N. P.
إِلْتَجَجَa. Thick, dense (vegetation).
مُلْتَجَّة
a. Intensely black (eye); intensely green (
land ).
أَلَنْجَج يَلَنْجَج يَلَنْجُوْج
a. Aloes-wood.
[لجج] نه: فيه: إذا "استلج" أحدكم بيمينه فإنه أثم له عند الله من الكفارة، هو استفعل من اللجاج أي يحلف على شيء ويرى أن غيره خير منه فيقيم على يمينه ولا يحنث فيكفر فهو أثم له، وقيل: هو أن يرى أنه صادق فيها مصيب فييها ولا يكفرها، وروى: إذا استلجج- بترك الإدغام. ك: لأن "يلج"- بفتح اللام الأولى وكسر الثانية وفتحها، أي إصراره أثم من حنثه وتكفيره، وصيغة التفضيل باعتبار ظن الحالف بلجاجه أن في حنثه وتكفيره إثمًا وإلا فلا إثم فيهما، قوله: ليس يعني الكفارة، تفسير لاستلج يعني الاستلجاج هو عدم عناية الكفارة وإرادتها، وصحفه بعض فأعجم الغين والجملة استئناف أو صفة للإثم يعني إثمًا لا يغني عنه كفارة، قوله: ليبر يعني الكفارة، هوة بلفظ أمر الغائب من البر والإبراء، فلعل المراد ليفعل البر، أي الخير بترك اللجاج يعني يعطي الكفارة، وفسره لئلا يظن أن البر هو البقاء على اليمين. ن: يلج- بفتح ياء ولام وجيم مشددة، وأثم- بمد همزة ومثلثة، يريد إذا حلف يمينًا يتعلق بأهله ويتضررون بعدم حنثه ولا يكون الحنث معصية فاللجاج بترك الحنث أثم من الحنث. نه: وفيه: من ركب البحر إذا "التج" فقد برئت منه الذمة، أي تلاطمت أمواجه، التج الأمر- إذا عظم واختلط، ولجة البحر: معظمه. وفيه: قال سهيل: وقد "لجت" القضية بيني وبينك، أي وجبت- كذا شرح ولا أعرف أصله. وفيه: وقدموني فوضعوا "اللج" على قفى، هو بالضم: السيف- بلغة طيئ. وفيه: سمعت لهم "لجة" بأمين، يعني أصوات المصلين، ألج القوم- إذا صاحوا. 
لجج حشش نصت قفى قفى أَبُو عبيد: فِي حَدِيث طَلْحَة [بن عبيد الله -] [رَحمَه الله -] حِين قَامَ إِلَيْهِ رجل بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّا أنَاس بِهَذِهِ الْأَمْصَار وَإنَّهُ أَتَانَا قتل أَمِير وتأمير آخر وأتتنا بيعتك وبيعة أَصْحَابك فأنشدك الله لَا تكن أول من غدر فَقَالَ طَلْحَة: انْصِتُوني ثمَّ قَالَ: إِنِّي أخذت فأدخلت فِي الحَشّ وقربوا فوضعوا اللُج على قَفَىَّ فَقَالُوا: لتُبايعنَّ أَو لنقتلنّك فَبَايَعت وَأَنا مكره. قَوْله: اللُّجّ قَالَ الْأَصْمَعِي: يَعْنِي السيفَ قَالَ: ونرى أنّ اللجّ اسْم سمي بِهِ السَّيْف كَمَا قَالُوا الصمصامة وَذُو الفَقار وَنَحْوه وَيُقَال فِيهِ قَول آخر شبّهه بلجّة الْبَحْر فِي هوله يقا: هَذَا لجّ الْبَحْر وَهَذِه لجّة الْبَحْر. وَأما الحَشّ فالبستان [وَفِيه لُغَتَانِ: الحُشّ والحَشّ -] وَجمعه حُشّان (حُشّان) وَإِنَّمَا سمي مَوضِع الْخَلَاء حَشا بِهَذَا لأَنهم كَانُوا يقضون حوائجهم فِي الْبَسَاتِين. وَأما قَوْله: أنصتوني فَإِنَّهُ مثل [قَوْله -] أَنْصتُوا لي يُقَال: انْصَتَه واَنْصَتَ لَهُ مثل نَصَحَتُه ونَصْحتٌ لَهُ. وَقَوله: قَفَيَّ هِيَ لُغَة طائية وَكَانَت عِنْد طَلْحَة امْرَأَة طائية وَيُقَال إِن طيا لَا تَأْخُذ من لُغَة أحد وَيُؤْخَذ من لغاتها.
لجج
لَجَّ/ لَجَّ في لَجِجْتُ، يَلَجّ ويلِجّ، الْجَجْ/ لَجَّ والجِجْ/ لِجَّ، لَجَاجًا ولجَجًا ولَجَاجةً، فهو لَجُوج، والمفعول مَلْجُوج فيه
• لَجّ القومُ: صاحوا واختلطت أصواتُهم.
• لجَّ في الأمر: تمادى فيه معاندًا، لازمه وأبى أن ينصرف عنه "لجَّ في عصيان والده- لجَّ في الخصومَةِ- {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ
 وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} ".
• لجَّ عليه في المسألة: ألحَّ "لجَّ عليه في تعيينه موظَّفًا بالشَّركة". 

التجَّ يَلْتجّ، الْتَجِجْ/الْتَجَّ، التجاجًا، فهو مُلْتجّ
• التجَّ البحرُ: اضطرب وهاج، تلاطمت أمواجُه.
• التجَّتِ الأصواتُ: لجّت؛ اختلطت. 

لاجَّ يُلاجّ، لاجِجْ/ لاجَّ، لِجاجًا ومُلاججةً، فهو مُلاجِج، والمفعول مُلاجَج
• لاجّ الشّخصُ خصمَه: لجّ؛ تمادى معه في الخصومة. 

لَجاج [مفرد]: مصدر لَجَّ/ لَجَّ في ° لجاج القوم: اختلاط أصواتهم. 

لَجاجة [مفرد]: مصدر لَجَّ/ لَجَّ في ° لجاجة القوم: اختلاط أصواتهم. 

لَجَج [مفرد]: مصدر لَجَّ/ لَجَّ في. 

لُجّ [مفرد]: معظم الماء حيث لا يدرَك قَعْرُه "لُجّ البحر".
• لُجّ الليلِ: شدّة ظلمته وسواده "سار المسافرون في لُجِّ اللَّيل". 

لَجَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من لَجَّ/ لَجَّ في.
2 - كثرة الأصوات واختلاطُها "سمعت لَجّة الناس". 

لُجَّة [مفرد]: ج لِجاج ولُجّ ولُجَج: ماء كثير تصطخب أمواجُه " {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً} " ° فلانٌ لُجَّة في العلم: شبيهٌ بالبحر في سَعَة علمه.
• لُجَّة الأمر: معظمُه? كأنَّ عيشَه لُجَّة: شديد السَّواد. 

لُجّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى لُجَّة.
• بحر لُجِّيّ: عميق كثير الماء، متلاطم الأمواج " {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} ". 

لَجوج [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لَجَّ/ لَجَّ في: عنيد. 
(ل ج ج) و (ل ج ل ج)

لَجِجتُ فِي الْأَمر أَلَجّ، ولَجَجْت ألِجّ لَجَجا، ولجاجاً، ولَجَاجة، واستلْجَجت: مَحَكت، قَالَ:

فَإِن أَنا لم آمُر وَلم أَنه عنكما ... تضاحكت حَتَّى يستلجّ ويَسْتشري

ولجّ فِي الْأَمر: تَمَادى عَلَيْهِ وأبى أَن ينْصَرف عَنهُ والآتي كالآتي والمصدر كالمصدر.

وَقَالَ اللحياني فِي قَوْله تَعَالَى: (ويمدّهم فِي طغيانهم يعمهون) أَي يُلجُّهم، فَلَا أَدْرِي أَمن الْعَرَب سمع يُلجُّهم أم هُوَ إدلال من اللحياني وتجاسر؟؟ وَإِنَّمَا قلت هَذَا لِأَنِّي لم اسْمَع ألججته.

وَرجل لَجُوج، ولَجُوجة، ولُجَجَة.

وَالْأُنْثَى: لَجُوج، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فَإِنِّي صبرت النَّفس بعد ابْن عنْبَسٍ ... فقد لَجّ من مَاء الشئون لَجُوجُ

أَرَادَ: دمع لَجُوج.

وَقد يسْتَعْمل فِي الْخَيل، قَالَ:

مِن المسبطِرَّات الجِيادِ طِمرَّةٌ ... لجوج هَواهَا السبسب المتماحلُ

وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

دَلْو عرَاك لجَّ بِي منينُها

فسره فَقَالَ: لجّ بِي: أَي ابتُلى بِي. وَيجوز عِنْدِي أَن يُرِيد: ابْتليت أنابه فَقلب.

ومِلجاج: كلَجوج، قَالَ مُلَيح:

من الصُّهْبِ مِلْجاجٍ يقطِّع رَبْوَها ... بُغَامٌ ومَبْنىّ الحَصِيرَين أجوف

ولُجَّة المَاء: معظمه.

وَخص بَعضهم بِهِ: مُعظم الْبَحْر.

وَكَذَلِكَ: لُجَّة الظلام، وَجمعه: لُجّ، ولُجَج، ولِجَاج، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وَكَيف بكم يَا عَلْوَ أَهلا ودونكم ... لِجَاٌج يُقَمِّسن السَّفِين وبيدُ

واستعار حماس بن ثامل الُّلجَّ لِليْل، فَقَالَ:

ومستنبح فِي لُجّ ليل دَعوته ... بمشوبة فِي رَأس صَمْد مقابِل

يَعْنِي: معظمه وظلمه.

وبحر لُجَاج، ولُجّيّ: وَاسع اللُّجّ.

واللُّجّ: السَّيْف تَشْبِيها بلج الْبَحْر، وَفِي حَدِيث طَلْحَة: " إِنَّهُم أدخلوني الحش وقربوا فوضعوا اللُّجّ على قُفَىَّ ". وأظن أَن السَّيْف إِنَّمَا سمي لُجّاً فِي هَذَا الحَدِيث وَحده.

وفلاة لُجّيّة: وَاسِعَة على التَّشْبِيه بالبحر فِي سعته.

وألَجَّ الْقَوْم، ولَجَّجُوا: ركبُوا اللُّجَّة.

والتَجَّ الموج: عظم.

والتجَّت الأَرْض بِالسَّرَابِ: صَار فِيهَا مِنْهُ كاللُّجّ.

والتَجَّ الظلام: الْتبس.

ولَجَّةُ الْقَوْم: اصواتهم.

واللَّجَّة، واللَّجلجة: اخْتِلَاط الْأَصْوَات.

وَقد تكون اللَّجَّة فِي الْإِبِل، قَالَ أَبُو مُحَمَّد الحذلمي:

وجَعَلَتْ لَجَّتُها تُغَنِّيةْ

يَعْنِي: اصواتها كَأَنَّهَا نطربه وتسترحمه ليوردها المَاء، وَرَوَاهُ بَعضهم: " لخَّتُها ".

ولجّ الْقَوْم وألَجُّوا، والتَجُّوا: اخْتلطت أَصْوَاتهم.

والجَّت الْإِبِل وَالْغنم: إِذا سَمِعت صَوت رواغيها وضراغيها.

والْتَجَّت الأَرْض: اجْتمع نباتها وَطَالَ وَكثر.

وَقيل: الملتجَّة: الشَّدِيدَة الخضرة، الْتفت أَو لم تلتف. والألَنجَجُ، واليلنْجَج: عود الطّيب.

وَقيل: هُوَ شجر غَيره يتبخر بِهِ.

قَالَ ابْن جني: إِن قيل لَك إِذا كَانَ الزَّائِد إِذا وَقع أَولا لم يكن للإلحاق فَكيف ألْحقُوا بِالْهَمْزَةِ فِي أَلَنْجَجَ، وبالياء فِي يَلَنْجَج، وَالدَّلِيل على صِحَة الْإِلْحَاق ظُهُور التَّضْعِيف؟ قيل: قد علم أَنهم لَا يلحقون بِالزَّائِدِ من أول الْكَلِمَة إِلَّا أَن يكون مَعَه زَائِد آخر، فَلذَلِك جَازَ الْإِلْحَاق بِالْهَمْزَةِ وَالْيَاء فِي ألنجج ويلنجج لما انْضَمَّ إِلَى الْهمزَة وَالْيَاء وَالنُّون.

والأَلَنْجُوج، واليَلَنْجوج: كالألَنجَج، واليَلَنْجَج.

وَقَالَ اللحياني: عود يَلَنْجُوج، وألنْجُوج، وأَلَنْجِيج، فوصف بِجَمِيعِ ذَلِك، وَهُوَ عود طيب الرّيح.

واللََّجْلَجة: ثقل اللِّسَان وَنقص الْكَلَام وَألا يخرج بعضه فِي إِثْر بعض.

رجل لَجْلاَج، وَقد لَجْلَج، وتَلَجْلَج، قيل لأعرابي: مَا اشد الْبرد؟ قَالَ: إِذا دَمَعَتْ العينان. وقطر المنخران، ولجلج اللِّسَان.

وَقيل: اللَّجْلَاج: الَّذِي يجول لِسَانه فِي شدقه.

ولجلج اللُّقْمَة فِي فِيهِ: أجالها من غير مضغ وَلَا إساغة.

ولجلج الشَّيْء فِي فِيهِ: ادار.

وتلجلج هُوَ.

وتلجلج بالشَّيْء: بادره.

ولجلجه عَن الشَّيْء: أداره لياخذه مِنْهُ.

وبطن لجان: اسْم مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

فَقلت والحَرَّة السَّوْدَاء دونهم ... وبَطْن لَجَّان لمّا اعتادني ذِكرى

لجج: الليث: لَجَّ فلان يَلِجُّ ويَلَجُّ، لغتان؛ وقوله:

وقد لَجَِجْنا في هواك لَجَجا

قال: أَراد لَجَاجاً فَقَصَره؛ وأَنشد:

وما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذي حَفِيظةٍ،

متى يُعْفَ عن ذَنْبِ امرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ

ابن سيده: لَجِجْتُ في الأَمرِ أَلَجُّ ولَجَجْتُ أَلِجُّ لَجَجاً

ولجَاجاً ولَجاجَةً، واسْتَلْجَجْتُ: ضَحِكْتُ؛ قال:

فإِنْ أَنا لم آمُرْ، ولم أَنْهَ عَنْكُما،

تَضاحَكْتُ حتى يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشري

ولَجَّ في الأَمر: تمَادى عليه وأَبَى أَن يَنْصَرِفَ عنه، والآتي

كالآتي، والمصدر كالمصدر. وفي الحديث: إِذا اسْتَلَجَّ أَحدُكم بيمينِهِ فإِنه

آثَمُ له عند الله من الكَفَّارةِ، وهو اسْتَفْعَلَ من اللَّجاجِ.

ومعناه أَن يحلف على شيءٍ ويرى أَن غيره خير منه، فَيُقِيمُ على يمينه ولا

يَحْنَثُ فذاك آثَمُ؛ وقيل: هو أَن يَرَى أَنه صادقٌ فيها مُصيبٌ، فَيَلِجُّ

فيها ولا يُكَفِّرها؛ وقد جاء في بعض الطرق: إِذا اسْتَلْجَجَ أَحدكم،

بإِظهار الإِدغام، وهي لغة قريش، يظهرونه مع الجزم؛ وقال شمر: معناه أَن

يَلِجَّ فيها ولا يكفرها ويزعم أَنه صادق؛ وقيل: هو أَن يَحْلِفَ ويرى

أَنَّ غيرها خير منها، فيقيم للبِرِّ فيها ويترك الكفَّارة، فإِن ذلك آثَمُ

له من التكفير والحِنْثِ، وإِتْيانِ ما هو خَيْرٌ. وقال اللحياني في قوله

تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهم يَعْمَهون أَي يُلِجُّهُمْ. قال ابن

سيده: فلا أَدري أَمِنَ العرب سمع يُلِجُّهُمْ أَم هو إِدْلال من اللحياني

وتجاسُر؟ قال: وإِنما قلت هذا لأَني لم أَسمع أَلْجَجْتُه.

ورجلٌ يلَجوجٌ ولَجُوحةٌ، الهاء للمبالغة، ولُجَجةٌ مثل هُمزة أَي

لَجُوجٌ، والأُنثى لَجُوجٌ؛ وقول أَبي ذؤيب:

فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بعدَ ابنِ عَنْبَسٍ،

فقد لَجَّ من ماءِ الشُّؤُون لَجُوجُ

أَراد: دَمْعٌ لَجُوجٌ، وقد يُستعمل في الخيل؛ قال:

من المُسْبَطِرّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ

لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

والمُلاجَّةُ: التمادي في الخُصومةِ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنِينُها

فسره فقال: لَجَّ بي أَي ابْتُلِيَ بي، ويجوز عندي أَن يريد: ابْتُلِيتُ

أَنا به، فَقَلَب.

ومِلْجاجٌ كَلَجُوجٍ؛ قال مليح:

من الصُّلْبِ مِلْجاجٌ يُقَطِّعُ رَبْوَها

بُغامٌ، ومَبْنِيُّ الحَصيرين أَجْوَفُ

(* قوله «الحصيرين» كذا بالأصل.)

ولُجَّةُ البَحْر: حيث لا يُدْرَكُ قَعْرُه. ولُجُّ الوادي: جانبُه.

ولُجُّ البحرِ: عُرْضُه؛ قال: ولُجُّ البحرِ الماءُ الكثير الذي لا يُرَى

طرَفاه، وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة: وفي الحديث: من ركب البحر إِذا

التَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ أَي تَلاطَمَتْ أَمْواجُه؛ والتَّجَ

الأَمرُ إِذا عَظُمَ واخْتَلَطَ.

ولُجَّةُ الأَمرِ: مُعْظَمُه. ولُجَّةُ الماءِ، بالضم: مُعْظَمُه، وخص

بعضهم به معظم البحر، وكذلك لُجَّةُ الظَّلامِ، وجمعه لُجٌّ ولُجَجٌ

ولِجاجٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وكيفَ بِكم يا عَلْوُ أَهلاً، ودُونَكمْ

لِجاجٌ، يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ، وَبِيدُ؟

واسْتَعارَ حِماسُ بن ثامِلٍ اللُّجَّ لليل، فقال:

ومُسْتَنْبِحٍ في لُجِّ لَيْلٍ، دَعَوْتُه

بِمَشْبُوبَةٍ في رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ

يعني مُعْظَمَه وظُلَمَه. ولُجُّ اللَّيْلِ: شِدَّةُ ظُلْمَتِهِ وسواده:

قال العجاج يصف الليل:

ومُخْدِرُ الأَبْصارِ أَخْدَرِيُّ

لُجٌّ، كأَنَّ ثِنْيَه مَثْنِيُّ

أَي كأَنَّ عِطْفَ الليلِ معطوفٌ مَرَّة أُخرى، فاشتدّ سوادُ ظُلْمَتِه.

وبحرٌ لُجاجٌ ولُجِّيٌّ: واسعُ اللُّجِّ

واللُّجُّ: السَّيْفُ، تشبيهاً بِلُجِّ البحر. وفي حديث طلحة بن عبيد:

إِنهم أَدْخلوني الحَشَّ وقَرَّبُوا فَوَضَعوا اللُّجَّ على قَفَيَّ؛ قال

ابن سيده: وأَظنُّ أَنَّ السيف إِنما سمِّيَ لُجّاً في هذا الحديث وحده.

قال الأَصمعي: نُرى أَن اللُّجَّ اسم يسمى به السيفُ، كما قالوا

الصَّمْصامةُ وذو الفَقار ونحوه؛ قال: وفيه شَبَهٌ بلُجَّةِ البحر في هَوْلِهِ؛

ويقال: اللُّجُّ السيف بلغة طيِّئ؛ وقال شمر: قال بعضهم: اللُّجُّ السيف

بلغة هُذَيْل وطَوائِفَ من اليمن؛ وقال ابن الكلبي: كان للأَشْتَر سيف

يسميه اللُّجَّ واليَمَّ؛ وأَنشد له:

ما خانَنِي اليَمُّ في مَأْقِطٍ

ولا مَشْهَدٍ، مُذْ شَدَدْتُ الإِزارا

ويروى: ما خانني اللُّجُّ. وفلان لُجَّةٌ واسِعةٌ، على التشبيه بالبحر

في سَعته.

وأَلَجَّ القومُ ولَجَّجُوا: ركبوا اللُّجَّة.

والتَجَّ المَوْجُ: عَظُمَ.

ولَجَّجَ القومُ إِذا وقَعُوا في اللُّجَّة. قال الله تعالى: في بَحْرٍ

لُجِّيٍّ؛ قال الفراء: يقال بحر لُجِّيّ ولِجِّيّ، كما يقال سُخْرِيٌّ

وسِخْرِيٌّ، ويقال: هذا لُجُّ البحر ولُجَّةُ البحر. وقال بعضهم اللُّجّةُ

الجماعة الكثيرة كلجة البحر، وهي اللُّجُّ.

ولَجَّجَتِ السَّفينةُ أَي خاضَتِ اللُّجَّةَ، والتجَّ البحر التِجاجاً،

والتَجَّتِ الأَرضُ بالسَّرابِ: صار فيها منه كاللُّجِّ. والتجَّ

الظلامُ: التَبَسَ واختلط. واللَّجّةُ: الصوت؛ وأَنشد لذي الرمّة:

كأَنَّنا، والقِنانُ القُودُ تَحْمِلُنا،

مَوْجُ الفُراتِ إِذا التَجَّ الدَّيامِيمُ

أَبو حاتم: الْتَجَّ صار له كاللُّجَج من السَّرابِ.

وسمعت لَجَّةَ الناس، بالفتح، أَي أَصواتهم وصخَبهم؛ قال أَبو النجم:

في لَجّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ

ولَجَّةُ القوم: أَصواتهم. واللَّجّةُ واللَّجْلَجَةُ: اختِلاطُ

الأَصواتِ. والتجَّت الأَصوات: ارتفعت فاختلطت. وفي حديث عِكَْرِمة: سمعت لهم

لَجّة بآمِينَ، يعني أَصوات المصلِّين. واللَّجّةُ: الجلَبَةُ. وأَلَجَّ

القومُ إِذا صاحوا؛ وقد تكون اللَّجّة في الإِبل؛ وقال أَبو محمد

الحَذْلَمِيُّ:

وجَعَلَتْ لَجَّتُها تُغَنِّيهْ

يعنيى أَصواتها كأَنها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمُه ليوردها الماء، ورواه

بعضهم لَخَّتُها. ولَجَّ القومُ وأَلَجُّوا: اختلطت أَصواتهم. وأَلَجَّتِ

الإِبلُ والغنم إِذا سمعتَ صوتَ رَواعِيها وضَواغِيها.

وفي حديث الحُدَيْبيةِ: قال سُهَيْلُ بن عمرو: قد لَجَّتِ القَضيَّةُ

بيني وبينك أَي وَجَبَتْ؛ قال هكذا جاء مشروحاً، قال: ولا أَعرف أَصله.

والْتَجَّتِ الأَرضُ: اجتمع نبتها وطالَ وكثُرَ، وقيل: الأَرض

المُلْتَجّةُ الشديدةُ الخُضْرةِ، التفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ. وأَرض بقْلُها

مُلْتَجٌّ، وعين مُلْتَجَّةٌ، وكأَنَّ عَيْنَه لُجَّةٌ أَي شديدةُ السوادِ؛

وعين مُلتَجَّةٌ، وإِنه لشديدُ التجاجِ العين إِذا اشتَدَّ سوادُها.

والأَلَنْجَجُ واليَلَنْجَجُ: عودُ الطيبِ، وقيل: هو شجر غيرُهُ

يُتَبَخَّرُ به؛ قال ابن جني: إِن قيل لك إِذا كان الزائد إِذا وقع أَوّلاً لم

يكن للإِلحاق، فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنْجَجٍ، وبالياء في

يَلَنْجَجٍ؟ والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف؛ قيل: قد عُلم أَنهم لا يُلحقون

بالزائد في أَوَّل الكلمة إِلاَّ أَن يكون معه زائد اخر، فلذلك جاز

الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلَنْجَجٍ ويَلَنْجَجٍ، لمَّا انضمّ إِلى الهمزة

والياءِ النونُ.

والأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ: كالأَلنجج. واليلنجج: عود يُتبخر به،

وهو يَفَنْعَلٌ وأَفَنْعَلٌ؛ قال حُمَيْدُ ابن ثَوْر:

لا تَصْطَلي النارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجاً،

قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجُوجٍ له رقَصا

وقال اللحياني: عُود يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجيجٌ فَوُصِفَ

بجميع ذلك، وهو عُودٌ طيّب الريح.

واللَّجْلجةُ: ثِقَلُ اللِّسانِ، ونَقْصُ الكلامِ، وأَن لا يخرج بعضه في

أَثر بعض. ورجل لَجْلاجٌ وقد لَجْلَجَ وتَلَجْلَجَ. وقيل الأَعرابي: ما

أَشدُّ البردِ؟ قال: إِذا دَمَعَتِ العَيْنان وقطر المَنْخران ولَجْلَجَ

اللِّسان؛ وقيل: اللَّجْلاجُ الذي يجولُ لسانه في شِدْقه. التهذيب:

اللَّجلاجُ الذي سَجِيَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه. الليث:

اللَّجْلَجةُ أَن يتكلم الرجل بلسان غير بَيِّنٍ؛ وأَنشد:

ومَنْطِقٍ بِلِسانٍ غيرِ لجْلاجِ

واللَّجْلَجةُ والتَّلَجْلُج: التَّرَدُّدُ في الكلام.

ولَجْلَجَ اللُّقْمةَ في فِيهِ: أَدارَها من غير مَضْغٍ ولا إِساغةٍ.

ولَجْلَجَ الشيءَ في فِيهِ: أَدارَه. وتَلَجْلَجَ هو، وربما لَجْلَجَ

الرجلُ اللُّقْمةَ في الفم في غير مَوْضِع؛ قال زهير:

يُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ

أَصَلَّتْ، فهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ

الأَصمعي: أَخذتَ هذا المال فأَنت لا تردُّه ولا تأْخذه كما يُلَجلِجُ

الرجل اللقمةَ فلا يَبْتَلِعُها ولا يلقيها. الجوهري: يُلَجْلِجُ اللقمةً

في فيه أَي يردِّدها فِيهِ لِلمَضْغِ.

ابن شميل: اسْتَلَجّ فلان مَتاعَ فلان وتَلَجَّجَه إِذا ادَّعاه.

أَبو زيد، يقال: الحَقُّ أَبْلَجُ والباطلُ لَجْلَج أَي يُرَدَّدُ من

غير أَن يَنْفُذ، واللَّجْلَجُ: المخْتَلِطُ الذي ليس بمستقيم،

والأَبْلَجُ: المُضِيءُ المُستقيمُ.

وفي كتاب عمر إِلى أَبي موسى: الفَهْمَ الفَهْمَ فيما تَلَجْلَجَ في

صَدْرِكَ مما ليس في كتاب ولا سُنَّة أَي تَرَدَّدَ في صَدْرِك وقَلِقَ ولم

يَسْتَقِرَّ؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: الكَلِمةُ من الحِكْمَةِ

تكون في صدر المُنافِقِ، فَتَلَجْلَجُ حتى تخرج

(* قوله «حتى تخرج» هذا ما

بالأصل والذي في نسخة يوثق بها من النهاية على اصلاح بها تسكن بدل تخرج.)

إِلى صاحبها أَي تتحرك في صدره وتَقْلَقُ حتى يَسْمَعَها المؤْمن

فيأْخذَها ويَعِيَها؛ وأَراد تتلجلج فحذف تاء المضارعة تخفيفاً. وتَلَجْلَجَ

بالشيءِ: بادَرَ. ولَجْلَجَه عن الشيء: أَداره ليأْخذه منه. وبَطْنُ

لُجَّان: اسم موضع؛ قال الراعي:

فقلت والحَرَّةُ السَّوْداءُ دونَهُم،

وبَطْنُ لُجَّانَ لما اعْتادَني ذِكَري

لجج
: ( {اللَّجَاجُ} واللَّجَاجَةُ) {واللَّجَجُ محرَّكةً عَن ابْن سَيّده والزّمخشريّ، والمُلاَجَّةُ: التَّمادِي فِي (الخُصُومة) . وَقيل: هُوَ الاستمرارُ على المُعارَضةِ فِي الخِصام. وَفِي التَّوشيح:} اللَّجَاجُ: هُوَ التَّمادِي فِي الأَمر وَلَو تَبيَّنَ الخَطَأَ.
يُقَال: ( {لَجِجْت، بِالْكَسْرِ،} تَلَجُّ) ، بِالْفَتْح، ( {ولَجَجْت) ، بِالْفَتْح، (} تَلِجّ) ، بِالْكَسْرِ: إِذا تَمادَيْتَ على الأَمرِ وأَبَيْتَ أَن تَنصرِف عَنهُ؛ كَذَا فِي (الْمُحكم) . وَقَالَ اللّيث: {لَجَّ فُلانٌ} يَلِجّ {ويَلَجّ، لغتانِ. وَقَالَ اللِّحيانيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (الْبَقَرَة: 15) أَي} يُلِجُّهم. قَالَ ابْن سَيّده: فَلَا أَدرِي أَمِن العَرب سمعَ ( {يُلِجُّهم) أَم هُوَ إِدلالٌ من اللِّحيانيّ وتَجاسُرٌ. قَالَ: وإِنّما قلتُ هاذا لأَني لم أَسمعْ} أَلْجَجْتُه.
(وَهُوَ {لَجُوجٌ} ولَجُوجَةٌ) ، الهاءُ للمُبالغةِ ( {ولُجَجَةٌ، كهُمَزةٍ) ، نَقله الجوهريّ عَن الفرَّاءِ، والأُنثى} لَجُوجٌ وقرأْت فِي ديوَان الهُذليّين قَول أَبي ذُؤَيْب:
فإِنّي صَبَرتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبسٍ
وقَدْ لَجَّ مِن ماءٍ الشُّؤُونِ لَجُوجُ
قَالَ الشَّارِح: لَجُوجٌ: اسمٌ، مثلُ سَعُوطٍ ووَجُورٍ، أَرادَ: وَقد {لَجَّ دَمْعٌ لَجوجٌ. وَفِي اللِّسان: وَقد يُستعمَل فِي الخَيّل، قَالَ:
من المُسْبَطِرّاتِ الجيادِ طِمِرَّةٌ
لَجُوجٌ هَواهَا السَّبْسَبُ المُتَماحِلُ
ورجُل} مِلْجَاجٌ: {كلَجُوجٍ، كَذَا فِي (اللِّسان) و (الأَساس) ، فَهُوَ مُسْتَدْرك على المصنّف، قَالَ مُلَيحٌ:
من الصُّلْب} مِلْجَاجٌ يُقطِّعُ رَبْوَها
بُغَامٌ ومَبْنيُّ الحَصيرَيْنِ أَجْوفُ
(! واللَّجْلَجةُ) عَن اللّيث: أَن يَتكلَّمَ الرَّجُلُ بلسانٍ غيرِ بَيِّنٍ. واللَّجْلَجَةُ أَيضاً: ثِقَلُ اللِّسانِ ونَقْصُ الكَلامِ، وأَن لَا يَخْرُجَ بَعضُه فِي إِثْر بعضٍ.
( {والتَّلَجْلُجُ) } واللَّجْلَجَةُ (: التّردُّدُ فِي الْكَلَام) .
ورجلٌ {لَجْلاجٌ، وَقد} لَجْلَجَ {وتَلَجْلَجَ. وَقيل لأَعرابيّ: مَا أَشدُّ البَرْدِ؟ قَالَ: إِذا دَمَعَت العَينان، وقَطَرَ المَنْخِرَان،} ولَجْلَجَ اللِّسان. وَقيل: {اللَّجْلاجُ: الّذي يَجولُ لِسانُه فِي شِدْقِه. وَفِي (التَّهْذِيب) : اللَّجْلاَجُ: الَّذِي سَجيَّةُ لِسانِه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه.
وَفِي (الصّحاح) و (الأَساس) :} يُلَجْلِجُ اللُّقْمَةَ فِي فِيهِ، أَي يُرَدِّدها فِيهِ للمَضْغ.
وَعَن أَبي زيدٍ: يُقَال: الْحَقُّ أَبْلَج، وَالْبَاطِل {لَجْلج، أَي يُرَدَّدُ من غير أَنْ يَنْفُذَ.} واللَّجْلَجُ: المُختلِط الَّذِي لَيْسَ بمستقيمٍ. والإِبلَجُ: المُضيءُ المُستقيمُ، وكلُّ ذالك مُستدرَك على المصنّف، فإِنّ تَرْكَ مَا هُوَ الأَهَمُّ غيرُ مَرْضيَ عِنْد النُّقَّاد.
( {واللُّجّ، بالضَّمّ: الجَماعَةُ الكثيرةُ) على التَّشبيه بلُجَّة البَحْر، فَهُوَ مُسْتَدْرك على الزّمخشَريّ، حَيْثُ لم يَذْكُرْه فِي (مَجاز الأَساس) .
(و) } اللُّجّ: (مُعظَمُ الماءِ) وخَصَّ بعضُهم بِهِ مُعظَمَ البَحْرِ. وَفِي (اللِّسَان) : لُجُّ البَحْرِ: الماءُ الكثيرُ الَّذي لَا يُرَى طَرفاه، ( {كاللُّجَّة) بالضَّمّ (فيهمَا) . وَلَا يُنظَر إِلى مَنْ ضبَطَه بِالْفَتْح نَظراً إِلى ظاهرِ الْقَاعِدَة، فإِنّ الشُّهرةَ كافيَةٌ، وَقد كفانا شيخُنا مُؤْنَةَ الرّدّ على مَن ذَهب إِليه، فرحمه اللَّهُ تَعَالَى وأَحسنَ إِليه.
وَفِي (شَرْح ديوَان هُذيلٍ) :} اللُّجَّةُ: الماءُ الكثيرُ الّذي لَا يُرَى طَرفاه. وَفِي (اللِّسَان) {ولُجَّةُ البَحْرِ: حيثُ لَا يُدْرَكُ قَعْرُه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} لُجُّ البَحْرِ: عُرْضُه.
{ولُجَّةُ الأَمرِ: مُعْظَمه. وكذالك لُجَّةُ الظَّلامِ. والجمعُ لُجٌّ} ولُجَجٌ {ولِجَاجٌ، بِالْكَسْرِ فِي الأَخير. أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وكيفَ بِكُمْ يَا عَلْوُ أَهْلاً ودُونَكُمْ
} لِجَاجٌ يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ وبِيدُ واستعار حِماسُ بنُ ثَاملٍ {اللُّجَّ لِلَّيْل فَقَالَ:
ومُسْتَنْبِحٍ فِي} لُجِّ لَيْلٍ دَعَوْتُه
بمَشْبوبَةٍ فِي رَأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ
يَعني مُعْظَمَه وظُلمَه. {ولُجَّ اللَّيلِ: شِدّةُ ظُلّمَتِه وسَوادِه. قَالَ العَجّاجُ يَصف اللَّيْلَ:
ومُخْدِرُ الأَبصارِ أَخْدَرِيُّ
(حَوْمٌ غُدَافٌ هَيْدَبٌ حُبْشيُّ)
لُجٌّ كأَنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُّ
أَي كأَنَّ عِطْفَ اللَّيل مَعطوفٌ مرَّةً أُخْرَى فاشتدَّ سَوادُ ظُلمتِه. فهاذا وأَمثالُه كلُّه ممّا يَنبغِي التّنبيهُ عَلَيْهِ.
(وَمِنْه) أَي من مَعنَى} اللُّجَّةِ: (بَحْرٌ) {لُجَاجٌ، و (} - لُجِّيٌّ) ، بالضّمّ فيهمَا، (ويُكْسَر) فِي الأَخير اتِّباعاً للتّخفيف: أَي واسعُ اللُّجِّ، قَالَ الفرَّاءُ: كَمَا يُقَال: سُخْرِيّ وسِخْرِيّ. وَيُقَال: هاذا لُجُّ البَحْرِ، ولُجَّةُ البَحرِ.
(و) من الْمجَاز: اللُّجّ (السَّيْفُ) ، تَشبيهاً {بلُجِّ البَحْر. وَفِي حَدِيث طَلْحةَ بن عُبيد (اللَّهِ) : (إِنهم أَدخلوني الحَشَّ وقَرَّبوا فوَضَعُوا} اللُّجَّ على قَفَيَّ) قَالَ ابْن سَيّده: فأَظنّ أَنّ السَّيف إِنما سُمِّيَ لُجًّا فِي هاذا الحَدِيث وَحدَه. وَقَالَ الأَصمعيّ: نُرَى أَنّ اللُّجَّ اسْمٌ يُسَمَّى بِهِ السَّيفُ، كَمَا قَالُوا: الصَّمْصامَةُ، وَذُو الفَقَار ونَحْوه. قَالَ: وَفِيه شَبَهٌ! بلُجَّة البَحر فِي هَوْلِه. وَيُقَال: اللُّجُّ: السَّيفُ، بلغَة طَيِّىءٍ. وَقَالَ شَمِرٌ، قَالَ بعضُهم: اللُّجّ: السَّيّفُ، بلُغة هُذَيلٍ وطَوائفَ من اليعمن.
(و) اللُّجّ: (جانبُ الوادِي، و) هُوَ أَيضاً (المَكانُ الحَزْنُ من الجَبَل) دُونَ السَّهْل.
(و) اللُّجُّ (: سَيْفٌ عَمْرِو بن العَاص) بن وائلٍ السَّهْميّ. إِنْ صَحَّ فَهُوَ سَيْفُ الأَشْتَرِ النَّخَعيّ، فقد نَقَلَ ابنُ الكَلْبيّ أَنه كَانَ للأَشْتر سَيْفٌ يُسمِّيه اللُّجَّ واليَمَّ، وأَنشد لَهُ:
مَا خَانَني اليَمُّ فِي مَأْقِط
وَلَا مَشْهدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإِزَارَا ويروى: مَا خَانني اللُّجُّ.
( {واللَّجَّةُ) ، بِالْفَتْح: (الأَصواتُ) والضَّجَّةُ. (و) فِي حَدِيث عِكْرمَة: (سَمِعْت لَهُم} لَجَّةً بآمينَ) يَعْنِي أَصواتَ المُصلِّينَ. واللَّجَّةُ: (الجَلَبَةُ) وَقد تكون اللَّجّةُ فِي الإِبل. وَقَالَ أَبو محمّدٍ الحَذْلَميّ:
وجَعَلتْ {لَجَّتُها تُغنِّيه
يَعْنِي أَصواتَها، كأَنّها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمه ليُوردَها الماءَ.
(و) فِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: وكأَنه يَنظُر بمثْل} اللُّجَّتَيْن. {اللُّجّة (بالضّمّ المِرْآة. و) تُطْلَقُ على (الفِضَّةِ) أَيضاً، على التَّشبيه.
(} ولَجَّجَ) السَّفِينُ ( {تَلْجيجاً: خاضَ} اللُّجَّةَ) . ولَجُّوا: دخلُوا فِي {اللُّجِّ.} وأَلجَّ القَومُ {ولَجَّجُوا: رَكِبوا اللُّجَّةَ. (و) فِي شِعر حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ:
لَا تَصْطَلِي النّارَ إِلاّ مِجْمَراً أَرِجاً
قد كَسَّرَتْ مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَهُ وَقَصَا
(} يَلَنْجُوجُ {ويَلَنْجَجُ} وأَلَنْجَجُ) ، بقلب الياءِ أَلفاً ( {والأَلَنْجُوجُ} واليَلَنْجَجُ) {والأَلَنْجَجُ (} واليَلَنْجوجُ) {والأَلَنْجيجُ (} - واليَلَنْجُوجيّ) ، على ياءِ النِّسبة: (عُودُ) الطِّيبِ، وَهُوَ (البَخُور) ، بِالْفَتْح: مَا يُتبخَّرُ بِهِ. قَالَ ابْن جنِّي: إِنْ قيلَ لَك: إِذا كَانَ الزَّائِد إِذا وَقَعَ أَوَّلاً لم يكن للإِلحاق، فَكيف أَلحقوا بِالْهَمْزَةِ فِي أَلَنَّجَج، والياءِ فِي يَلَنْجَج، والدّليل على صِحَّةِ الإِلحاق ظُهُورُ التَّضعيف؟ قيل: قد عُلِم أَنّهم لَا يُلحِقون بالزّائد من أَوَّل الكلِمةِ، إِلاّ أَن يكون مَعَه زائدٌ آخَرُ، فلذالك جازَ الإِلحاقُ بِالْهَمْزَةِ والياءِ فِي أَلَنْجَج ويَلَنْجَج، لمّا انْضَمَّ إِلى الْهمزَة والياءِ النُّونُ؛ كَذَا فِي (اللّسان) : وَقَالَ للّحيانيّ: عُودٌ {يَلَنْجُوجٌ} وأَلَنْجُوجٌ! وأَلَنجِيجٌ، فوَصَفَ بِجَمِيعِ ذالك. وَقد ذَكَرَ هاذه الأَوزانَ ابنُ القَطّاع فِي الأَبنية، فراجِعْها. وَهُوَ (نافعٌ للمَعِدَةِ المَسْترْخِيةِ) أَكْلاً، وَمن أَشهر مَنافِعه للدّماغ والقَلْب بَخُوراً وأَكْلاً.
(و) {اللَّجْلَجَةُ: اختلاطُ الأَصواتِ.
و (} الْتَجَّت الأَصواتُ) : ارتفعَتْ ف (اختَلَطْت) .
( {والملْتَجَّةُ من العُيون: الشَّديدةُ السَّوادِ) .
وكأَنّ عَيْنَه لُجَّةٌ، أَي شديدةُ السَّوادِ. وإِنّه لشديدُ الْتجاجِ العَيْنِ: إِذا اشتَدّ سَوادُها.
(و) من الْمجَاز: المُلْتَجَّة (من الأَرَضينَ: الشَّديدةُ الخُضْرةِ) ، يُقَال: الْتَجَّت الأَرْضُ: إِذا اجتمَعَ نَبْتُها وطالَ وكَثُرَ. وَقيل: الأَرضُ} المُلَتجَّةُ: الشَّديدةُ الخُضرةِ، الْتَفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ. وأَرْضٌ بَقْلُها {مُلْتَجٌّ: مُتكاثِفٌ.
(و) } أَلَجَّ القَوْمُ: إِذا صاحوا.
{ولَجَّ القَوْمُ} وأَلَجَّوا: اختلَطَتْ أَصواتُهم.
و ( {أَلَجَّت الإِبلُ) والغَنمُ: (صَوّتَتْ ورَغَتْ) .
(و) عَن ابْن شُمَيلٍ: (} اسْتَلَجَّ مَتَاعَ فُلانٍ {وتَلجَّجَه: إِذا ادَّعاه. و) من المَجاز فِي الحَدِيث: (إِذا (} اسْتَلَجّ) أَحدُكم (بِيَمِينه) فإِنه آثَمُ) (لَهُ عِنْد الله من الكَفَّارَة)) وَهُوَ استَفْعَلَ من اللَّجَاجِ، وَمَعْنَاهُ: (لَجَّ فِيهَا وَلم يُكفِّرْها زاعِماً أَنه صادقٌ) فِيهَا مُصيبٌ؛ قَالَه شَمِرٌ. وَقيل: مَعْنَاهُ أَنّه يَحْلِف على شيْءٍ ويَرَى أَنّ غيرَه خيرٌ مِنْهُ، فيُقيمُ على يَمِينه وَلَا يَحْنَثُ، فذَاك آثَمُ. وَقد جاءَ فِي بعض الطَّرِيق: (إِذا {اسْتَلْجَجَ أَحدُكم) ، بإِظهارِ الإِدغامِ، وَهِي لُغَةُ قُريشٍ، يُظهرونَه مَعَ الْجَزْم.
(} وتَلَجْلَجَ دَارَه مِنْهُ: أَخَذَها) ، هاذه العبارةُ هاكذا فِي نُسختنا، بل وَفِي سَائِر النُّسخ الْمَوْجُودَة بأَيدينا، وَلم أَجِدْها فِي أُمَّهات اللُّغة الْمَشْهُورَة. وَالَّذِي رأَيت فِي (اللِّسَان) مَا نَصُّه: وتَلَجْلَجَ بالشَّيْءِ: بَادر.! ولَجْلَجَه عَن الشَّيْءِ: أَدارَه ليأْخذَه مِنْهُ. فَالظَّاهِر أَنه سَقطَ من أَصْل المُسوَّدَة المنقولِ عَنْهَا هاذه الفُروع، أَو تصحيفٌ من المصنّف، فليُنظَرْ ذالك.
(وَفِي فُؤادِه {لَجَاجَةٌ: خَفَقَانٌ من الجُوعِ) .
(وجَمَلٌ أَدْهَمُ} لُجٌّ، بالضَّمّ، مُبالَغةٌ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{اسْتلجَجْتُ: ضَحِكْتُ؛ عَن ابْن سَيّده، وأَنشد:
فإِنْ أَنا لَمْ آمُر ولمْ أَنْهَ عنكُما
تَضاحَكْتُ حتّى} يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشْرِي
{والْتَجّ الأَمرُ: إِذا اعَظُمَ واختَلَطَ، وَكَذَا المَوْجُ. والْتَجّ البَحْرُ: تَلاطَمتْ أَمْواجُه. وَفِي (الأَساس) : عَظُمت} لُجَّتُه وتَموَّجَ. وَمِنْه الحَدِيث: (مَنْ رَكِبَ البَحْرَ إِذا {الْتَجَّ فقد بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ) ، هُنَا ذكرَه ابنُ الأَثير، وَقد سبقَت الإِشارَةُ فِي (رَجّ) . قَالَ ذُو الرُّمّة.
كأَنَّنا والقِنَانَ القُودَ نَحْمِلْنا
مَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ
وفُلانٌ} لُجَّةٌ واسِعةٌ: وَهُوَ مَجاز، على التّشبيه بالبَحر فِي سَعَته.
{والْتَجَّ الظَّلامُ: الْتَبَسَ واخْتَلَطَ.} والْتَجَّت الأَرضُ بالسَّرابِ: صارَ فِيهَا مِنْهُ كاللُّجّ. وَمِنْه: الظُّعْنُ تَسْبَحُ فِي لُجِّ السَّرابِ. وهُما من المَجاز. وَقَالَ أَبو حاتمٍ: الْتَجَّ: صارَ لَهُ {كاللُّجّ من السَّرابِ.
وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَة: قَالَ سُهَيلُ بنُ عَمْرٍ و: (قد} لَجَّت القَضِيَّةُ بيني وَبَيْنك) : أَي وَجَبَتْ؛ هاكذا جاءَ مَشروحاً. قَالَ الأَزهريُّ: وَلَا أَعرِف أَصْلَه.
وَمن المَجاز: لَجَّ بهم الهَمُّ والنِّزاعُ.
وبَطْنُ {لُجّانَ: اسمُ مَوضعٍ، قَالَ الرّاعي:
فقلتُ والحَرَّةُ السَّوْداءُ دُونَهُمُ
وبَطْنُ لُجَّانَ لمَّا اعْتَادَني ذِكَرِي
وَفِي تَميمٍ} اللَّجْلاَجُ بنُ سَعْدِ بنِ سَعِيدِ بن مُحمَّدِ بن عُطَارِدِ بن حَاجبِ بن زُرَارَةَ، بَطْنٌ، مِنْهُم قَطَنُ بن جَزْلِ بن اللَّجْلاَج الجَيَّانيّ، وَلاَّه الحَكَمُ بنُ هِشامٍ بقُرْطُبةَ؛ أَوْرَدَه ابنُ حِبَّانَ. وَفِي الصَّحابَة المُسمّى! باللَّجْلاجِ رَجُلانِ من الصَّحابَة.
لحج: (لَحِجَ السَّيفُ) وغيرُه (كفَرِحَ) يَلْحَجُ لَحَجاً: (نَسِبَ فِي الغِمْد) فَلم يَخْرُجْ، مِثْل لَصِبَ. وَفِي حَدِيث عليَ رَضيَ اللَّهُ عَنهُ، يَوْم بَدْرٍ: (فَوَقَعَ سَيْفُه فلَحِجَ) أَي نَشِبَ فِيهِ. يُقَال: لَحِجَ فِي الأَمر يَلْحَجُ، إِذا دَخَلَ فِيهِ ونَشِبَ. وَكَذَا لَحِجَ بَينهم شَرٌّ، إِذا نَشِبَ. ولَحِجَ بِالْمَكَانِ: لَزِمَه.
(ومَكَانٌ لَحِجٌ، ككَتِفٍ: ضيِّقٌ) لَحِجَ الشيْءُ، إِذا ضَاقَ.
(و) مِنْهُ (المَلاحجُ) : وَهِي (المَضايِقُ) . والمَلاحِيجُ: الطُّرُقُ الضَّيِّقةُ فِي الحِبال، ورُبما سُمِّيَت المَحاجِمُ مَلاحِجَ.
(و) اللَّحجُ، بالسُّكون: المَيْلُ.
وَمن ذالك (المَلْحَجُ) ، للَّذي يُلْتَجأُ إِليه. قَالَ رُؤبةُ:
أَو يَلْحَجُ الأَلْسُنُ مِنْهَا مَلْحَجَا
أَي يَقولُ فِينَا، فتَميلُ عَن الحَسَن إِلى القَبيح.
(و) أَتى فُلانٌ فُلاناً فَلم يَجِدْ عِنْده مَوْؤِلاً وَلَا مُلْتَحَجاً. قَالَ الأَصمعيّ: (المُلْتَحَجُ: المَلْجَأُ) ، مثل المُلْتَحَد. وَقد الْتَحَجه إِلى ذالك الأَمْرِ، أَي أَلْجَأَه والْتَحَصه إِليه.
(ولَحَجَه) بالعَصا (كَمَنَعَه: ضَرَبَه) بهَا. (و) لَحَجَه (بعَيْنه) : إِذا (أَصَابَه بهَا و) يُقَال: لَحَجَ (إِليه) ، أَي (مالَ) .
(وأَلْحَجَه إِليه) : أَمَاله.
(و) الْتَحَجَ إِليه: مالَ. و (الْتَحَجَه: أَلْجَأَه) والْتَحَصه إِليه.
(ولَحْجٌ) ، بِفتح فَسُكُون (: د، بعَدَنِ أَبْيَنَ، سُمِّيَ بلَحْجِ بنِ وَائِل بنِ) الغَوْثِ بن (قَطَن) بن عَرِيب بن زُهَير بن أَيْمَنَ بنِ الهَمَيْسَع بن حِمْيَر بن سَبَإٍ؛ قَالَه ابْن الأَثير. مِنْهُ عليُّ بنُ زِيادٍ الكنانيّ، رَوَى الحُرُوفَ عَن مُوسى بن طارقٍ عَن نَافِع، وَعنهُ المُفضَّلُ بن مُحمَّدٍ الجَنَديُّ؛ ذكَرَه أَبو عُمَرَ.
(و) اللُّحْج (بالضّمّ: زاوِيةُ البيتِ. وكِفَّةُ العَيْنِ) وَهِي غارُها (ووَقْبَتُها (ويُفْتَح)) الّذي نَبَت عَلَيْهِ الحاجِبُ. وَقَالَ الشَّمّاخ:
بخَوْصَاوَيْن فِي لُحْجٍ كَنِينِ
(و) اللُّحْج: كلُّ ناتىءٍ من الجَبَلِ يَنْخَفِضُ مَا تَحتَه. واللُّحْج: الشَّيْءُ يكون فِي الوادِي مثل (الدَّحْل) فِي أَسفلِ الْبِئْر والجَبل، كأَنه نَقْبٌ.
(ج) أَي الْجمع من كلِّ ذالك (أَلْحاجٌ) ، لم يُكسَّر على غير ذالك. وَفِي (اللِّسان) أَلْحاجُ الوادِي: نَواحِيه وأَطرافُه، وَاحِدهَا لُحْجٌ. وَيُقَال لزَوايا البيتِ الأَلْحاجُ والأَدْحالُ والجَوازِي والحَراسِمُ والأَخْصامُ والأَكْسارُ (والمَزْوِيّات) .
(و) اللَّحَجُ (بالتّحريك) : من بُثور العَيْن، شِبْهُ اللَّخَصِ إِلاّ أَنّه من تِحْت وَمن فَوْق. واللَّحَجُ: (الغَمَصُ) . وَقد لَحِجَتْ عَينُه.
(ولَحْوَجَ عَلَيْهِ الخَبَرَ لَحْوَجَةً، ولَحَّجَه تَلْحيجاً: خَلَّطَه) عَلَيْهِ (فأَظْهرَ) وَفِي بعض النّسخ بِالْوَاو (غيرَ مَا فِي نَفْسِه) . وفَرَّقَ الأَزهريّ بَينهمَا فَقَالَ: لَحْوَجْتُ عَلَيْهِ الخَبَرَ خَلَطْتُه. ولَحَّجَه تَلْحيجاً: أَظْهَر غيرَ مَا فِي نَفْسهِ.
(و) من زيادات المصنّف: (بَيْعٌ أَو يَمِينٌ مَا فِيهَا لُحَيجَاءُ) ، بِالتَّصْغِيرِ، (أَي مَا فِيهَا مَثْنَويَّةٌ) أَي استثناءٌ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَحْيٌ أَلْحَجُ: مُعْوَجٌّ. وَقد لَحِجَ لَحَجاً.
وتَلحَّجَ عَلَيْهِ الأَمْرَ: مثل لَحْوَجَه. والمَلاحِجُ: المَحاجِم.
وخُطَّة (مَلْحوجةٌ: مُخلَّطة) عَوْجاءُ.
وَفِي (الأَساس) : لَحِجَ الخَاتَمُ فِي الإِصبع: واسْتَلْحَجَ البابُ. وقُفْلٌ مُسْتَلْحَجٌ لَم يَنفَتِح.
(لجج) - في حديث عِكْرِمة: "سَمِعْتُ لهم لَجَّةً بآمِينَ"
يعني: أصواتَ القَوْم . ويُروَى: "ضَجَّةَ"
والَّلجَّةُ: الجَلَبَةُ. والْتَجَّت الأَصواتُ: اختَلطَتْ.
وألجَّ القَومُ: صَاحُوا. وألَجَّت الإبلُ: كثُرتْ أَصواتُ أجْوَافِها ورَواغِيها.
- في الَجنَّة: "أَلَنْجُوجٌ"
يعني العُودَ - حَكَم سيبويه علِي الألف والنون بالزيادة؛ حيث قال: ألَنْجَجٌ وألنْدَدٌ، كأنه يَلَجُّ في تَضَوُّع رائحتِه
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.