Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حمام

الْحِفْظ

الْحِفْظ: ضبط الصُّور المدركة. قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لِابْنِ عَبَّاس أَلا أهديك بهدية علمنيها جِبْرَائِيل فِي الْحِفْظ قلت بلَى يَا رَسُول الله قَالَ تكْتب على الطس بالزعفران فَاتِحَة الْكتاب والمعوذتين وَقل هُوَ الله أحد وَسورَة الْحَشْر والواقعة وتبارك الْملك كلهَا إِلَى آخرهَا ثمَّ تصب عَلَيْهِ مَاء زَمْزَم أَو مَاء السَّمَاء أَو مَاء نظيفا ثمَّ تشربه على الرِّيق وَذَلِكَ عِنْد السحر مَعَ ثَلَاثَة مَثَاقِيل لبان وَعشرَة مَثَاقِيل سكر ثمَّ تصلي بعد الشّرْب رَكْعَتَيْنِ تقْرَأ فِي كل رَكْعَة فَاتِحَة الْكتاب وَخمسين مرّة قل هُوَ الله أحد ثمَّ تصبح صَائِما لَا يَأْتِي عَلَيْك أَرْبَعُونَ يَوْمًا إِلَّا وَتصير حَافِظًا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَهَذَا لمن دون سِتِّينَ سنة. قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ جربنَا فَإِذا هُوَ كَمَا قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمَا فرحت بِشَيْء بعد الْإِسْلَام مَا فرحت بِهَذَا. قَالَ عِصَام وكتبت لنَفْسي وشربته وَكنت يَوْمئِذٍ ابْن خمس وَخمسين سنة فَلم يَأْتِ عَليّ شهر إِلَّا وَقد رَأَيْت فِي نَفسِي زِيَادَة مَا لَا أقدر أَن أصفه. قَالَ عِصَام وَكَانَ الزُّهْرِيّ يكْتب ويسقي أَوْلَاده وَقَالَ جربناه فوجدناه نَافِعًا لمن دون سِتِّينَ سنة. قَالَ الشّعبِيّ أَنا حفظت ألفا وَسبع مائَة دُعَاء للْحِفْظ لم أنتفع مَا انتفعت من هَذَا.
وَالْمَنْقُول من بعض الْمَشَايِخ أَن من أَرَادَ أَن لَا ينسى مَا يسمع وَيفتح لَهُ بَاب الْحِفْظ فَليصل رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فِي الأولى بعد الْفَاتِحَة {ففهمناها سُلَيْمَان} الْآيَة وَفِي الثَّانِيَة بعد الْفَاتِحَة سُورَة الْكَوْثَر وَيَدْعُو بعد السَّلَام اللَّهُمَّ افْتَحْ علينا حكمتك وانشر علينا رحمتك وَأنزل علينا بركاتك وَلَا تنسنا ذكرك وصل على خير خلقك مُحَمَّد وَآله وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ
فِي الصراح (لبان) (كندر) . وَفِي الْقَامُوس (الرِّيق) بِالْكَسْرِ مَاء الْفَم و (الريقان) بِالْكَسْرِ ذُو الرِّيق الْخَالِص وكل مَا أكل أَو شرب على الرِّيق. فَمَعْنَى ثمَّ تشربه على الرِّيق أَن لَا تتَنَاوَل شَيْئا سوى الرِّيق الَّذِي هُوَ فِي فمك. وَحَاصِله من غير سبق أكل وَشرب. وَقَالَ الْأَطِبَّاء كَثْرَة شرب المَاء على الرِّيق توهن الْبدن. وعجبا لمن يدْخل الْــحمام على الرِّيق ثمَّ يُؤَخر الْأكل بعد أَن يخرج كَيفَ لَا يَمُوت.
(بَاب الْحَاء مَعَ الْقَاف)

الْحمة

(الْحمة) سم كل شَيْء يلْدغ أَو يلسع والإبرة الَّتِي تضرب بهَا الْعَقْرَب والزنبور وَنَحْو ذَلِك وحمة الْبرد شدته (ج) حمى وحمات
(الْحمة) كل عين مَاء حارة تنبع من الأَرْض يستشفى بالاغتسال من مَائِهَا (ج) حم وحمام

(الْحمة) الْحمى ولون بَين الدهمة والكمنة

(الْحمة) الْمنية (ج) حمم
الْحمة: بِفَتْح الْحَاء وَالْمِيم سم الْعَقْرَب. فِي الْحصن الْحصين من كَلَام سيد الْمُرْسلين عرضنَا على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رقية من الْحمة فَأذن لنا فِيهَا وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ من مواثيق الْجِنّ بِسم الله شجة قرنية ملحة بَحر قفطا.

السّمع

(السّمع) قُوَّة فِي الْأذن بهَا تدْرك الْأَصْوَات وَالْأُذن والمسموع وَالذكر (ج) أسماع وَيُقَال سمعا وَطَاعَة أَي أسمع سمعا وَأطِيع طَاعَة وَسمع وَطَاعَة أَي أَمْرِي سمع وَطَاعَة وَأخذت عَنهُ سمعا سَمَاعا وسمعك إِلَيّ اسْمَع مني وَهُوَ بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي طولهَا وعرضها أَو لَا يدرى أَيْن توجه أَو بِأَرْض خَالِيَة لَا يسمع كَلَامه أحد وَلَا يبصره أحد إِلَّا الأَرْض القفر وَألقى نَفسه بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي غرر بِهِ وَأَلْقَاهَا حَيْثُ لَا يدرى أَيْن هُوَ وَأم السّمع الدِّمَاغ

(السّمع) يُقَال فِي الدُّعَاء (اللَّهُمَّ سمعا لَا بلغا) و (سمع لَا بلغ) أَي يسمع وَلَا يبلغ يَقُوله من يسمع خَبرا لَا يُعجبهُ أَو أسمع بالدواهي وَلَا تبلغني وَيُقَال سمع أُذُنِي أَي على مسمع مني

(السّمع) الذّكر المسموع وحيوان من الفصيلة الْكَلْبِيَّة أكبر من الْكَلْب فِي الحجم قوائمه طَوِيلَة وَرَأسه مفلطح يضْرب بِهِ الْمثل فِي حِدة سَمعه فَيُقَال (أسمع من سمع) و (أسمع من السّمع الْأَزَل) 
السّمع: قُوَّة مودعة فِي الْعصبَة المفروشة فِي مُؤخر الصماخ الَّتِي فِيهَا هَوَاء محتبس كالطبل فَإِذا وصل الْهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت لتموجه الْحَاصِل من قرع أَو قلع عنيفين مَعَ مقاومة المقروع للقارع والمقلوع للقالع إِلَى تِلْكَ الْعصبَة وقرعها أَدْرَكته الْقُوَّة بالمودعة فِيهَا وَكَذَا إِذا كَانَ الْهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت قَرِيبا مِنْهَا وَإِن لم يكن قارعا وَلَيْسَ المُرَاد بوصول الْهَوَاء الْحَامِل للصوت إِلَى السامعة أَن هَوَاء وَاحِدًا بِعَيْنِه يتموج ويتكيف بالصوت ويوصل التموج ذَلِك الْهَوَاء إِلَى السامعة بل أَن الْهَوَاء المجاور لذَلِك الْهَوَاء المتكيف بالصوت يتموج ويتكيف بِهِ الْهَوَاء الراكد فِي الصماخ فَتُدْرِكهُ السامعة حِين الْوُصُول.
وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن السّمع قُوَّة مؤدعة لِأَن الْوَدِيعَة تَزُول بِأخذ الْمُودع والسمع وَالْبَصَر أَيْضا كَذَلِك بِخِلَاف اللَّمْس والذوق والشم فَإِنَّهَا لَا تَزُول مَا دَامَت الْحَيَاة بَاقِيَة نعم قد يحدث النُّقْصَان فِيهَا وَهُوَ لَا يُوجب الزَّوَال كَمَا لَا يخفى.
ثمَّ اعْلَم أَن السّمع أفضل الْحَواس الظَّاهِرَة فَإِن التَّعْلِيم والتعلم والنطق مَوْقُوف عَلَيْهِ وَهُوَ يتَعَلَّق بالقريب والبعيد وَلِهَذَا كَانَ بعض الْأَنْبِيَاء أعمى لَا أَصمّ فَلَا بُد من احتياطه ومحافظته وَصِحَّته بالاجتناب عَن الْهَوَاء الْحَار والبارد وَدخُول المَاء وَالْغُبَار وَالتُّرَاب والهوام وَالْوَاجِب تقطير الدّهن المحرور بالنَّار المعتدل والاجتناب عَن كَثْرَة الْكَلَام وَسَمَاع الْأَصْوَات القوية وَالْقِرَاءَة الجهرية وَالْحَرَكَة العنيفة والقيء وَالْــحمام الْحَار وَالنَّوْم على الامتلاء وَالسكر المتوالي وَتَنَاول الأغذية المبخرة وَمن أَرَادَ حفظ صِحَة لسمع فَعَلَيهِ أَن يضع الْقطن فِي الْأذن لَيْلًا وَنَهَارًا.
السّمع:
[في الانكليزية] Hearing
[ في الفرنسية] Audition
بالفتح وسكون الميم في اللّغة الإذن.
وحسّ الأذن وهو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعّر الصماخ الذي فيه هو محتقن كالطبل، فإذا وصل الهواء الحامل للصوت إلى ذلك العصب وقرعه أدركته القوة السامعة المودعة في ذلك العصب، فإذا انخرق ذلك العصب أو بطل حسّها بطل السمع. اعلم أنّ المسلمين اتفقوا على أنّه تعالى سميع بصير لكنهم اختلفوا في معناه. فقالت الفلاسفة والكعبي وأبو الحسين البصري: ذلك عبارة عن علمه تعالى بالمسموعات والمبصرات. وقال الجمهور منا أي من الأشاعرة ومن المعتزلة والكرّامية إنّهما صفتان زائدتان على العلم. وقال ناقد المحصل: أراد فلاسفة الإسلام، فإنّ وصفه تعالى بالسمع والبصر مستفاد من النقل، وإنّما لم يوصف بالشّمّ والذّوق واللّمس لعدم ورود النقل بها. وإذا نظر في ذلك من حيث العقل لم يوجد لها وجه سوى ما ذكره هؤلاء فإنّ إثبات صفتين شبيهتين بسمع الحيوانات وبصرها مما لا يمكن بالعقل، والأولى أن يقال لما ورد النقل بهما آمنّا بذلك وعرفنا أنهما لا يكونان بالآلتين المعروفتين، واعترفنا بعدم الوقوف على حقيقتهما كذا في شرح المواقف.

قال الصوفية: السمع عبارة عن تجلّي علم الحق بطريق إفادته من المعلوم لأنّه سبحانه يعلم كلّ ما يسمعه من قبل أن يسمعه ومن بعد ذلك، فما ثمّ إلّا تجلّي علمه بطريق حصوله من المعلوم سواء كان المعلوم نفسه أو مخلوقه فافهم، وهو لله وصف نفسي اقتضاه لكماله في نفسه فهو سبحانه يسمع كلام نفسه وشأنه كما يسمع مخلوقاته من حيث منطقها ومن حيث أحوالها. فسماعه لنفسه من حيث كلامه مفهوم سماعه لنفسه من حيث شئونه وهو ما اقتضته أسماؤه وصفاته من اعتباراتها وطلبها لمؤثراتها فإجابته لنفسه وهو إبراز تلك المقتضيات، فظهور تلك الآثار للأسماء والصفات. ومن هذا الأسماع الثاني تعليم الرحمن القرآن لعباده المخصوصين بذاته الذين نبّه عليهم النبي صلّى الله عليه وسلم بقوله: «أهل القرآن أهل الله وخاصته» فيسمع العبد الذاتي مخاطبة الأوصاف والأسماء للذات فيجيبها إجابة الموصوف للصّفات، وهذا السّماع الثاني أعزّ من السّماع الكلامي، فإنّ الحقّ إذا أعار عبده الصفة السمعية يسمع ذلك العبد كلام الله بسمع الله، ولا يعلم ما هي عليه الأوصاف والأسماء مع الذّات في الذّات، ولا تعدّد بخلاف السمع الثاني الذي يعلم الرحمن عباده القرآن، فإنّ الصفة السمعية تكون هنا للعبد حقيقة ذاتية غير مستعارة ولا مستفادة. فإذا صحّ للعبد هذا التجلّي السمعي نصب له عرش الرحمانية فيتجلّى ربّه مستويا على عرشه. ولولا سماعه أولا بالشأن لما اقتضته الأسماء والأوصاف من ذات الديان لما أمكنه أن يتأدّب بآداب القرآن في حضرة الرحمن، ولا يعلم ذلك الأدباء وهم الأفراد المحققون. فسماعهم هذا الشأن ليس له انتهاء لأنّه لا نهاية لكلمات الله تعالى، وليست هذه الأسماء والصفات مخصوصة بما نعرفه منها بل لله أسماء وأوصاف مستأثرات في علمه لمن هو عنده، وهي الشئون التي يكون الحقّ بها مع عبده وهي الأحوال التي يكون بها العبد مع ربّه. فالأحوال بنسبتها إلى العبد مخلوقة والشئون بنسبتها إلى الله تعالى قديمة، وما تعطيه تلك الشئون من الأسماء والأوصاف هي المستأثرات في غيب الله تعالى.
وإلى قراءة هذا الكلام الثاني الإشارة في قوله:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ، فإنّ هذه القراءة قراءة أهل الخصوص وهم أهل القرآن، أعني الذاتيين المحمديين. أما قراءة الكلام الإلهي وسماعه من ذات الله بسمع الله تعالى فإنّها قراءة الفرقان وهو قراءة أهل الاصطفاء وهم النفسيون الموسويون. قال الله لموسى عليه السلام:
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي. فأهل القرآن ذاتيون وأهل الفرقان نفسيون، وبينهما من الفرق ما بين مقام الحبيب ومقام الكليم. كذا في الإنسان الكامل.

الْعقار

(الْعقار) مُبَالغَة عَاقِر وأصل الدَّوَاء (ج) عقاقير
الْعقار: بِالْكَسْرِ الْمَتَاع الَّذِي لَا ينْقل كالأرض وَالدَّار وَالْــحمام وَالشَّجر.
(الْعقار) كل ملك ثَابت لَهُ أصل كالأرض وَالدَّار (ج) عقارات وَالْعَقار الْحر مَا كَانَ خَالص الملكية يَأْتِي بدخل سنوي دَائِم يُسمى ريعا (مج) وَمن كل شَيْء خِيَاره

(الْعقار) الْخمر وَمن كل شَيْء خِيَاره

الْمَنْقُول

(الْمَنْقُول) مَا علم من طَرِيق الرِّوَايَة أَو السماع كعلم اللُّغَة أَو الحَدِيث وَنَحْوهمَا وَهُوَ يُقَابل الْمَعْقُول
الْمَنْقُول: هُوَ اللَّفْظ الْمَوْضُوع لِمَعْنى الْمَشْهُور اسْتِعْمَاله فِي الْمَعْنى الثَّانِي الْمَنْقُول إِلَيْهِ بمناسبة بِحَيْثُ كثر اسْتِعْمَاله فِي الثَّانِي وهجر فِي الأول بِحَيْثُ لَا يسْتَعْمل فِيهِ إِلَّا مَعَ الْقَرِينَة. وَإِنَّمَا وَصفنَا الْمَعْنى الثَّانِي بالمنقول إِلَيْهِ تَنْبِيها على أَن المُرَاد بِالْمَعْنَى الثَّانِي الْمَنْقُول إِلَيْهِ سَوَاء كَانَ ثَانِيًا أَو ثَالِثا لِأَن كل مَنْقُول إِلَيْهِ ثَان من الْمَنْقُول - وَالْمَنْقُول ينْسب إِلَى النَّاقِل فَإِن كَانَ ناقله أهل الشَّرْع فمنقول شَرْعِي. وَإِن كَانَ أهل الْعرف الْخَاص فمنقول عرفي خَاص. وَيُقَال لَهُ الْمَنْقُول الاصطلاحي كمصطلحات النُّحَاة وَغَيرهم. وَإِن كَانَ أهل الْعرف الْعَام فمنقول عرفي عَام وَيُسمى حَقِيقَة عرفية - وَالْمَنْقُول الْمُقَابل للعقار هُوَ الْمَتَاع الَّذِي يقبل البقل من مَكَان إِلَى مَكَان آخر كالسيف والترس والبساط والأواني وَغير ذَلِك بِخِلَاف الأَرْض وَالدَّار وَالْــحمام.

الْهِبَة

(الْهِبَة) الْعَطِيَّة الخالية من الأعواض والأغراض و (شرعا) تمْلِيك الْعين بِلَا عوض والموهوب
(الْهِبَة) يُقَال إِنَّه لحسن الْهِبَة حسن الْحَال ومضاء السَّيْف فِي الضريبة والقطعة من الثَّوْب والحقبة من الدَّهْر والساعة تبقى من السحر (ج) هبب وَيُقَال ثوب هبب متقطع
الْهِبَة: مصدر وهب يهب كوعد يعد عدَّة. فِي اللُّغَة التَّبَرُّع والتفضل وإيصال النَّفْع إِلَى الْغَيْر مَالا كَانَ أَو غير مَال. وَفِي الشَّرْع تمْلِيك الْعِوَض بِلَا مَال. وَأما الْهِبَة بِشَرْط الْعِوَض فَلَيْسَتْ هبة خَالِصَة ساذجة فَإِنَّهَا هبة ابْتِدَاء أَي قبل الْقَبْض وَبيع انْتِهَاء أَي بعد الْقَبْض حَتَّى لَو تقابضا صَحَّ العقد وَصَارَ فِي حكم البيع. وَلما كَانَت هبة ابْتِدَاء شَرط التَّقَابُض فِي الْعِوَضَيْنِ فِي الْمجْلس أَو بعده بِإِذْنِهِ لِأَن كل وَاحِد فِي هَذِه الْهِبَة واهب من جِهَة وموهوب لَهُ من جِهَة وَالْقَبْض شَرط صِحَة الْهِبَة وَتبطل بالشيوع بِأَن وهب شِقْصا مشَاعا بِشَرْط الْعِوَض فَإِنَّهَا لَا تجوز. وَلما كَانَت بيعا انْتِهَاء ترد بِالْعَيْبِ وَخيَار الروية وَيُؤْخَذ بِالشُّفْعَة لَو كَانَ الْمَوْهُوب بِالْعِوَضِ عقارا.
ثمَّ اعْلَم أَن الْهِبَة إِنَّمَا تصح بِثَلَاثَة أُمُور. بِإِيجَاب من الْوَاهِب - وَقبُول من الْمَوْهُوب لَهُ - وبقبضه الْمَوْهُوب فِي مجْلِس الْهِبَة - سَوَاء كَانَ بِإِذن الْوَاهِب أَو بِغَيْر إِذْنه أَو بِقَبْضِهِ الْمَوْهُوب بعد مجْلِس الْهِبَة بِإِذن الْوَاهِب. وَلَا تصح الْهِبَة إِلَّا فِي محوز أَي مفرغ عَن ملك الْوَاهِب خلقَة. فَلَا تجوز هبة الثَّمَرَة على الشَّجَرَة وَلَا فِي كل محوز بل فِي حوز مقسوم أَي محوز حصل فِيهِ التَّعْيِين والتشخص بِسَبَب التَّقْسِيم. فَلَا يجوز فِي المحوز الْمشَاع كَنِصْف الدَّار أَو ثلثه مثلا. وَلَيْسَ عدم جَوَاز الْهِبَة فِي كل مشَاع بل فِي مشَاع يقبل الْقِسْمَة.
وَأما فِي الْمشَاع الَّذِي لَا يقبل الْقِسْمَة بِأَن لَا يبْقى مشفعا بِهِ بعد الْقِسْمَة فالهبة فِيهِ صَحِيحَة بالِاتِّفَاقِ كَهِبَة نصف رحى وَنصف الْــحمام مثلا. وَقد يُقَال للْمَوْهُوب هبة وموهوبة - وَالْجمع هبات ومواهب - وَإِنَّمَا شَرط فِي صِحَّتهَا الْإِيجَاب وَالْقَبُول لِأَنَّهَا عقد لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " تهادوا تحَابوا " - وَالْعقد إِنَّمَا ينْعَقد بهما وَيصِح الرُّجُوع فِي الْهِبَة. وَالْمَانِع عَنهُ مدلولات حُرُوف (دمع خزقة) كَمَا مر فِي مَوْضِعه. وَأما فِي الْهِبَة بِالْعِوَضِ فَلَا يَصح الرُّجُوع. وَالتَّفْصِيل فِي كتب الْفِقْه.

جام

جام



جَامٌ: see art. جوم.
جام:
[في الانكليزية] Cup
[ في الفرنسية] Coupe
معناها عند الصوفية الأحوال. وبالفارسية الكأس.
جام: نجد في معجم المنصوري إنه إناء من الفضة نقلا عن صاحب المحكم غير أن الرازي حين يستعمله يعني به أناء من الزجاج (في المخطوطة ماء الزجاج وصوابه إناء).
جامات: قوالب ينصب فيها السكر حين يطبخ، ففي معجم المنصوري: طبرزد هو قلوب الجامات، ويقال أيضاً قوالب الجامات، ففي ابن العوام (1: 393مخطوطة ل): ثم يعاد إلى الطبخ حتى يبقى (يذهب) منه الربع ثم تملئ منه قوالب الجامات معمولة من فخار.
وجامات: قطع من الزجاج، زجاجات، ففي ألف ليلة (برسل 11: 445): ومسقف الــحمام بجامات ملونة من سائر الألوان.
جام الحجامة: كأس من الزجاج توضع على موضع في الجسم لتقليل كثافة الهواء فيه عند الحجامة (بوشر).

الصّيد

الصّيد:
[في الانكليزية] Hunting
[ في الفرنسية] Chasse
بالفتح وسكون الياء المثناة التحتانية مصدر بمعنى الاصطياد، ويطلق أيضا على ما يصطاد كما في شرح أبي المكارم؛ وهو على ما قال المطرزي حيوان ممتنع متوحش طبعا لا يمكن أخذه إلّا بحيلة، فخرج بقيد الممتنع الدجاجة والبطّ ونحوهما، إذ المراد منه أن يكون له قوائم أو جناحان يعتمد عليهما أو يقدر على الفرار من جهتهما. وبالمتوحش مثل الــحمام الأهلي إذ معناه أن لا يألف الناس ليلا ولا نهارا وبقيد طبعا ما توحّش من الأهليات فإنّها لا تحلّ بالاصطياد وتحلّ بذكاة الضرورة، ودخل به متوحّش يألف كالظبي.
وقوله لا يمكن أخذه إلّا بحيلة أي لا يملكه أحد. وفي القاموس وغيره الصّيد ممتنع لا مالك له، فالصيد أعمّ من الحلال والاصطياد مباح فيما يحلّ أكله وما لا يحلّ، فما يحلّ أكله فصيده للأكل وما لا يحلّ أكله فصيده لغرض آخر، إمّا للانتفاع بجلده أو بشعره أو بعظمه أو غيرها أو لدفع إيذائه. والاصطياد مباح بخمسة عشر شرطا مبسوطة في العناية.
والصيد لا يختصّ بمأكول اللحم بل يطلق على كلّ ما يصاد كما قال بعضهم:
صيد الملوك ثعالب وأرانب وإذا ركبت فصيدي الأبطال وترجمته بالفارسية.
خرگوش وروبه اند شكار شهان ولى مردان كار وقت سواري شكار من هكذا في الهداية وشرحه والدّرّ المختار وشرحه.

المجاز بالزيادة والنقصان

المجاز بالزيادة والنقصان:
[في الانكليزية] Litotes
[ في الفرنسية] Litote
فقد ذكر الخطيب أنّه قد يطلق المجاز على كلمة تغيّر حكم إعرابها بحذف لفظ ويسمّى مجازا بالنقصان أو بزيادة لفظ ويسمّى مجازا بالزيادة. وقال صاحب الأطول: فخرج تغيّر حكم إعراب غير في جاءني القوم غير زيد، فإنّ حكم إعرابه كان الرفع على الوصفية فتغيّر إلى النصب على الاستثناء، لكن لا بحذف لفظ أو زيادة، بل لنقل غير عن الوصفية إلى كونه أداة استثناء. لكنه يخرج عنه ما ينبغي أن يكون مجازا وهو جملة حذف ما أضيف إليها وأقيمت مقامه نحو ما رأيته مذ سافر فإنّه في تقدير مذ زمان سافر، إلّا أن يؤوّل قوله كلمة بما هو أعم من الكلمة حقيقة أو حكما. ويدخل فيه ما ليس بمجاز نحو إنّما زيد قائم فإنّه تغيّر حكم إعراب زيد بزيادة ما الكافّة وإن زيد قائم فإنّه تغيّر إعراب زيد عن النصب إلى الرفع بحذف أحد نوني إنّ وتخفيفها ونحو ذلك. فالصحيح كلمة تغيّر إعرابها الأصلي إلى غير الأصلي فإنّ ربّك في وجاء ربّك تغيّر حكم إعرابه الأصلي أي إعرابه الذي يقتضيه بالأصالة لا بتبعية شيء آخر وهو الجر في المضاف إليه إلى غير الأصلي الذي حصل لمبالغة أمر آخر، كالرفع الذي حصل فيه بفرعية مضافه المحذوف ونيابته له وليس ما غير فيه الإعراب الأصلي في الأمثلة المذكورة إلى غير الأصلي بل إلى أصليّ آخر.
وكذلك يدخل فيه نحو ليس زيد بمنطلق وما زيد بقائم، مع أنّ في المفتاح صرّح بأنّهما ليسا بمجازين. قال المحقّق التفتازاني ما حاصله أنّ الآمدي عرّف المجاز بالنقصان في الأحكام بأنّه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له بعلاقة بعد نقصان منه يغير الإعراب والمعنى إلى ما يخالفه رأسا كنقصان الأمر والأهل في قوله تعالى وَجاءَ رَبُّكَ وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ لا كنقصان منطلق الثاني في قولنا زيد منطلق وعمرو، ونقصان مثل ذوي من قوله تعالى كَصَيِّبٍ لبقاء الإعراب، ولا كنقصان في من قولنا سرت يوم الجمعة لبقائه على معناه. وعرّف المجاز بالزيادة بأنّه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له بعلاقة بعد زيادة عليه تغير الإعراب والمعنى إلى ما يخالفه بالكلّية نحو قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فخرج ما لا يغيّر شيئا نحو فبما رحمة، وما يغيّر الإعراب فقط نحو سرت في يوم الجمعة، وما يغيّر المعنى فقط نحو الرجل بزيادة اللام للعهد، وما يغيّر المعنى لا إلى ما يخالفه بالكلّية مثل إنّ زيدا قائم. وفيه نظر لأنّ المراد بالزيادة هاهنا ما وقع عليه عبارة النحاة من زيادة الحروف وهي كونها بحيث لو حذفت لفظا ومعنى لم يختل. فقد خرج سرت في يوم الجمعة والرجل وإنّ زيدا قائم ونحو ذلك من هذا القيد لا من غيره، بل الحقّ أنّه لا حاجة في إخراج الأشياء المذكورة إلى قيد يغيّر الإعراب والمعنى رأسا وبالكليّة في كلا التعريفين لخروجها بقيد الاستعمال في غير ما وضع له. وأيضا يرد على التعريفين أنّ استعمال اللفظ في غير ما وضع له في هذا النوع من المجاز ممنوع إذ لو جعل القرية مثلا مجازا عن الأهل لعلاقة كونها محلا كما وقع في بعض كتب الأصول فهو لا يكون في شيء من هذا النوع من المجاز إذ المجاز هاهنا بمعنى آخر، سواء أريد به الإعراب الذي تغيّر إليه الكلمة بسبب النقصان أو الزيادة كما يقتضيه ظاهر عبارة المفتاح، أو أريد به الكلمة التي تغيّر إعرابها بحذف أو زيادة كما ذكره الخطيب.
فكما توصف الكلمة بالمجاز لنقلها عن معناها الأصلي كذلك توصف الكلمة بالمجاز لنقلها عن إعرابها الأصلي إلى غيره وإن كان المقصود في فنّ البيان هو المجاز بالمعنى الأول. وقال السّيّد السّند أنّ في هذا الإيراد نظرا لأنّ الأصوليين لما عرّفوا المجاز بالمعنى المشهور أوردوا في أمثلة المجاز بالزيادة والنقصان ولم يذكروا أنّ للمجاز عندهم معنى آخر، فالمفهوم من كلامهم أنّ القرية مستعملة في أهلها مجازا ولم يريدوا بقولهم أنّها مجاز بالنقصان أنّ الأهل مضمر هناك مقدّر في نظم الكلام حينئذ لأنّ الإضمار يقابل المجاز عندهم، بل أرادوا أنّ أصل الكلام أن يقال أهل القرية فلما حذف الأهل استعمل القرية مجازا فهي مجاز بالمعنى المتعارف سببه النقصان. وكذلك قوله تعالى كَمِثْلِهِ مستعمل في معنى المثل مجازا، وسبب هذا المجاز هو الزيادة إذ لو قيل ليس مثله شيء لم يكن هناك مجاز انتهى. ويؤيّده ما قال صاحب الأطول. ثم نقول لا يبعد أن يقال هذا النوع من المجاز أيضا من قبيل نقل الكلمة عمّا وضعت له إلى غيره فإنّ للكلمة وضعا إفراديا ووضعا تركيبيا فهي مع كلّ إعراب في التركيب وضعت لمعنى لم يوضع له مع إعراب آخر، فإذا استعملت مع إعراب في معنى وضع له [مع] إعراب آخر فقد أخرجت عن معنى الموضوع له التركيبي إلى غيره مثلا القرية مع النصب في اسأل القرية موضوعة لمعنى تعلّق به السّؤال، وقد استعملت في معنى تعلّق بما أضيف إليه السّؤال، وحينئذ يمكن أن يجعل تحت تعريفاتهم المجاز ويجعل مقصودا لصاحب البيان لتعلّق أغراض بيانه. اعلم أنّ مختار عضد الملّة والدين أنّ لفظ المجاز مشترك معنى بين المجاز اللغوي والعقلي والمجاز بالنقصان والمجاز بالزيادة على ما يفهم من كلامه في الفوائد العياشيّة حيث قال هناك: الحقيقة لفظ أفيد به في اصطلاح التخاطب، والمجاز لفظ أفيد به في اصطلاح التخاطب لا بمجرّد وضع أول.
ولا بدّ في المجاز من تصرّف في لفظ أو معنى وكلّ بزيادة أو نقصان أو نقل والنّقل لمفرد أو لتركيب فهذه ثمانية أقسام، أربعة في اللفظ وأربعة في المعنى. فوجوه التصرّف في اللفظ الأول بالنقصان نحو اسأل القرية. الثاني بالزيادة نحو ليس كمثله شيء على أنّ الله جعل اللاشيئية لنفي من يشبه أن يكون مثلا له فضلا عن المثل، وقد جعلهما القدماء مجازا في حكم الكلمة أي إعرابها، وقد جعل من الملحق بالمجاز لا منه. وأنت تعلم حقيقة الحال إذا قلت عليك بسؤال القرية أو قلت ما شيء كمثله ثم النقل فيهما بيّن من سؤال القرية إلى سؤال أهلها، ومن نفي مثل المثل إلى نفي المثل.
الثالث بالنّقل لمفرد وهو إطلاق الشيء لمتعلّقه بوجه كاليد للقدرة. الرابع بالنقل لتركيب نحو أنبت الربيع البقل إذا صدره من لا يعتقده ولا يدّعيه مبالغة في التشبيه وهذا يسمّى مجازا في التركيب ومجازا حكميا. وتحقيقه أنّ دلالة هيئة التركيبات بالوضع لاختلافها باللغات وهذه وضعت لملابسة الفاعل، فإذا أفيد بها ملابسة غيرها كان مجازا لغة كما قاله الإمام عبد القاهر. وقيل إنّ المجاز في أنبت. وقيل إنّه استعارة بالكناية كأنّه ادّعى الربيع فاعلا حقيقيا.
وقيل إنّه مجاز عقلي إذ أثبت حكما غير ما عنده ليفهم منه ما عنده ويتميّز عن الكذب بالقرينة.
وأمّا وجوه التصرّف في المعنى. فالأول بالنقصان كالمشفر للشّفة والمرسن للأنف وهو إطلاق اسم الخاصّ للعام وسمّوه مجازا لغويا غير مقيّد. والثاني بالزيادة نحو وأوتيت من كلّ شيء أي مما يؤتى مثلها وهو عكس ما قبله، أي إطلاق اسم العام للخاص ومنه باب التخصيص بأسره. والثالث بالنّقل لمفرد نحو في الــحمام أسد. والرابع بالنقل لتركيب نحو أنبت الربيع البقل ممن يدّعيه مبالغة في التشبيه، وهذا لم يذكر وهو بصدد الخلاف المتقدّم. وأمّا من يعتقده فهو منه حقيقة كاذبة انتهى كلامه. قال صاحب الإتقان المجاز قسمان: الأول في التركيب ويسمّى مجاز الإسناد والمجاز العقلي وعلاقته الملابسة وذلك أن يسند الفعل أو شبهه إلى غير ما هو له أصالة لملابسة له. والثاني المجاز في المفرد ويسمّى المجاز اللغوي وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أو لا، وأنواعه كثيرة. الأول الحذف كما يجيء. الثاني الزيادة. الثالث إطلاق اسم الكلّ على الجزء نحو يجعلون أصابعهم في آذانهم أي أناملهم.
الرابع عكسه نحو يبقى وجه ربّك أي ذاته.
والحقّ بهذين النوعين شيئان. أحدهما وصف البعض بصفة الكلّ نحو ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ فالخطاء صفة الكلّ وصف به الناصية وعكسه نحو قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ والوجل صفة القلب. والثاني إطلاق لفظ بعض مرادا به الكلّ نحو وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أي كلّه، ونحو وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ أي كلّ الذي يعدكم.
الخامس إطلاق اسم الخاص على العام نحو فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ أي رسوله.
السادس عكسه نحو وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أي المؤمنين بدليل قوله وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا. السابع إطلاق اسم الملزوم على اللازم نحو أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ سمّيت الدلالة كلاما لأنّها من لوازمه. الثامن عكسه نحو هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أي هل يفعل، أطلق الاستطاعة على الفعل لأنّها لازمة له. التاسع إطلاق المسبّب على السّبب نحو وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً أي مطرا.
العاشر عكسه نحو وما كانوا يستطيعون السمع أي القبول والعمل به لأنّه يتسبّب عن السمع.
ومن ذلك نسبة الفعل إلى سبب السّبب نحو كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فإنّ المخرج حقيقة هو الله وسبب ذلك أكل الشجرة وسبب الأكل وسوسة الشيطان. الحادي عشر تسمية الشيء باسم ما كان عليه نحو وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ أي الذين كانوا يتامى إذ لا يتمّ بعد البلوغ. الثاني عشر تسميته باسم ما يئول إليه نحو إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً أي عنبا توفد إلى الخمرية وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً أي صائرا إلى الكفر والفجور.
الثالث عشر اطلاق اسم الحال على المحل نحو ففي رحمة الله أي في الجنة لأنّها محل الرحمة. الرابع عشر عكسه نحو فَلْيَدْعُ نادِيَهُ أي أهل ناديه أي مجلسه. الخامس عشر تسمية الشيء باسم آلته نحو وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ أي ثناء حسنا لأنّ اللسان آلته. السادس عشر تسمية الشيء باسم ضدّه نحو فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي أنذرهم. ومنه تسمية الداعي إلى الشيء باسم الصّارف عنه، ذكره السّكّاكي نحو قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ أي ما دعاك إلى أن لا تسجد، وسلم من ذلك من دعوى زيادة لا.
السابع عشر إضافة الفعل إلى ما لم يصلح له تشبيها نحو فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ وصفه بالإرادة وهي من صفات الحيّ تشبيها بالمسألة للوقوع بإرادته. الثامن عشر إطلاق الفعل والمراد مشارفته ومقاربته وإرادته نحو فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ أي فإذا قرب مجيئه. وبه اندفع السّؤال المشهور أنّ عند مجيء الأجل لا يتصوّر تقديم ولا تأخير. وقيل في دفع السّؤال أنّ جملة لا يستقدمون عطف على مجموع الشرط والجزاء لا على الجزاء وحده. ونحو إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ أي أردتم القيام. التاسع عشر القلب وقد ذكر في محله نحو عرضت الناقة على الحوض.
العشرون إقامة صيغة مقام أخرى. منها إطلاق المصدر على الفاعل نحو فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي ولهذا أفرده وعلى المفعول نحو وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ أي من معلومه، وصنع الله أي مصنوعه. ومنها إطلاق الفاعل والمفعول على المصدر نحو لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ أي تكذيب وبِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ أي الفتنة على أنّ الباء غير زائدة. ومنها إطلاق الفاعل على المفعول نحو خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ أي مدفوق وقالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ أي لا معصوم وعكسه نحو حجابا مستورا أي ساترا. وقيل هو على معناه أي مستورا عن العيون لا يحسّ به أحد وأنّه كان وعده مأتيا أي آتيا، ونحو فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أي مرضية. ومنها إطلاق فعيل بمعنى مفعول نحو وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً. ومنها إطلاق واحد من المفرد والمثنى والمجموع على آخر منها نحو وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ أي يرضوهما فأفرد لتلازم الرضاءين، فهذا مثال إطلاق المفرد على المثنى. ومثال إطلاقه على الجمع إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ أي الأناسي. ومثال إطلاق المثنّى على المفرد أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ أي ألق في جهنم. ومن إطلاق المثنّى على المفرد كلّ فعل نسب إلى شيئين وهو لأحدهما فقط نحو يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ وإنّما يخرج من أحدهما وهو الملح دون العذب ونحو يؤمّكما أكبركما خطابا لرجلين ونظيره نحو وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً أي في أحدهن.
ومثال إطلاق المثنّى على الجمع ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ أي كرات لأنّ البصر لا يحسن إلّا بها. ومثال إطلاق الجمع على المفرد قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ أي أرجعني، ونحو وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ أي أنا. ومثال إطلاقه على المثنّى قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ونحو فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ أي أخوان ونحو صَغَتْ قُلُوبُكُما أي قلباكما ونحو فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما أي يديهما. ومنها إطلاق الماضي على المستقبل لتحقّق وقوعه نحو أَتى أَمْرُ اللَّهِ أي السّاعة بدليل فلا تستعجلوه ونحو وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ. وعكسه لإفادة الدوام والاستمرار فكأنّه وقع واستمر نحو ولقد نعلم أي علمنا. ومن لواحق ذلك التعبير عن المستقبل باسم الفاعل أو المفعول لأنّه حقيقة في الحال لا في الاستقبال نحو وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ونحو ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ. ومنها إطلاق الخبر على الطلب أمرا أو نهيا أو دعاء مبالغة في الحثّ عليه حتى كأنّه وقع وأخبر عنه نحو وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ أي لا تنفقوا ونحو قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ أي اللهم اغفر لهم ونحو وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ. وعكسه نحو فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا أي يمدّ. ومنها وضع النداء موضع التعجّب نحو يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ونحو يا للماء ويا للدواهي. ومنها وضع جمع القلّة موضع الكثرة نحو وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ وغرف الجنّة لا يحصى. وعكسه نحو وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ. ومنها تذكير المؤنّث على تأويله بمذكر نحو وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً على تأويل البلدة بالمكان. ومنها تأنيث المذكّر نحو الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ أنّث الفردوس وهو مذكر حملا على معنى الجنّة.
ومنها التغليب وهو إعطاء الشيء حكم غيره ويجيء في محلّه. ومنها التضمين ويجيء أيضا في محله.
فائدة:
لهم مجاز المجاز وهو أن يجعل المأخوذ عن الحقيقة بمثابة الحقيقة بالنسبة إلى مجاز آخر فيتجوّز بالمجاز الأول عن الثاني لعلاقة بينهما كقوله تعالى وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا فإنّه مجاز عن مجاز فإنّ الوطء تجوّز عنه بالسّرّ لكونه لا يقع غالبا إلّا في السّر وتجوز به عن العقد لأنّه مسبّب عنه، فالمصحّح للمجاز الأول الملازمة وللثاني السّببية، والمعنى لا تواعدوهن عقدة نكاح كذا في الاتقان.
فائدة:
قد يكون اللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد حقيقة ومجازا لكن من جهتين فإنّ المعتبر في الحقيقة هو الوضع لغويا أو شرعيا أو عرفيا، وفي المجاز عدم الوضع في الجملة.
فإن اتفق في الحقيقة بأن يكون اللفظ موضوعا للمعنى بجميع الأوضاع المذكورة فهي الحقيقة المطلقة وإلّا فهي الحقيقة المقيّدة. وكذا المجاز قد يكون مطلقا بأن يكون مستعملا في غير الموضوع له بجميع الأوضاع وقد يكون مقيّدا بالجهة التي كان غير موضوع له بها كلفظ الصلاة فإنّه مجاز لغة في الأركان المخصوصة حقيقة شرعا كذا في التلويح.
فائدة:
الحقيقة لا تستلزم المجاز إذ قد يستعمل اللفظ في مسمّاه ولا يستعمل في غيره وهذا متفق عليه. وأمّا عكسه وهو أنّ المجاز هل يستلزم الحقيقة أم لا بل يجوز أن يستعمل اللفظ في غير ما وضع له ولا يستعمل فيما وضع له أصلا، فقد اختلف فيه. القول الثاني أقوى وذلك لأنّه لو استلزم المجاز الحقيقة لكان للفظ الرحمن حقيقة وهو ذو الرحمة مطلقا حتى جاز إطلاقه بغير الله تعالى. وقولهم رحمان اليمامة لمسيلمة الكذّاب نعت مردود وكذا نحو عسى وحبّذا من الأفعال التي لم تستعمل بزمان معين.
فإن قيل المجاز لغة قد يجيء شرعا أو عرفا.
قلت المراد العدم في الجملة وقد ثبت كذا في العضدي. ومن أمثلة المجاز العقلي الغير المستلزم للحقيقة جلس الدار وسير الليل وسير شديد على ما مرّ، ودليل الفريقين يطلب من العضدي. فائدة:
من الألفاظ ما هي واسطة بين الحقيقة والمجاز، قيل بها في ثلاثة أشياء. أحدها اللفظ قبل الاستعمال وهذا مفقود في القرآن ويمكن أن يكون أوائل السّور على القول بأنّها للإشارة إلى الحروف التي يتركّب منها الكلام. وثانيها اللفظ المستعمل في المشاكلة نحو وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ذكره البعض وقال لأنّه لم يوضع لما استعمل فيه، فليس حقيقة ولا علاقة معتبرة فليس مجازا. قيل والذي يظهر أنّه مجاز والعلاقة المصاحبة. وثالثها الإعلام كذا في الاتقان. قال الآمدي الحقيقة والمجاز تشتركان في امتناع اتصاف الأعلام بهما كزيد وعمرو وفيه تأمّل لأنّ مثل السّماء والأرض والشمس والقمر وغير ذلك من الأعلام حقائق لغوية كما لا يخفى، اللهم إلّا أن تخصّ الأعلام بمثل زيد وعمرو وما يشبههما مما لم يثبت استعماله في اللّغة، وإنّما حدثت عند أهل العرب فتأمّل، كذا ذكر التفتازاني في حاشية العضدي. ووجه التأمّل أنّه لو أريد بأنّ مثل تلك الأعلام قبل الاستعمال واسطة فمسلّم ولا يجدي نفعا، ولو أريد أنّها بعد الاستعمال واسطة فممنوع لصدق تعريف الحقيقة عليها.
فائدة:
قد اختلف في أشياء أهي من المجاز أو الحقيقة وهي ستة. أحدها الحذف كما مرّ.
والثاني الكناية كما مرّ أيضا. والثالث الالتفات.
قال الشيخ بهاء الدين السّبكي لم أر من ذكر هل هو حقيقة أو مجاز، وقال وهو حقيقة حيث لم يكن معه تجريد. والرابع التأكيد، زعم قوم أنّه مجاز لأنّه لا يفيد إلّا ما أفاده الأول والصحيح أنّه حقيقة. قال الطرطوسي من سمّاه مجازا قلنا له: إذا كان التأكيد بلفظ الأول فإن جاز أن يكون الثاني مجازا جاز في الأول لأنّهما لفظ واحد، وإذا بطل حمل الأول على المجاز بطل حمل الثاني عليه لأنّه مثل الأول.
الخامس التشبيه زعم قوم أنّه مجاز والصحيح أنّه حقيقة. قال الزنجاني في المعيار لأنّه معنى من المعاني وله ألفاظ دالّة عليه وضعا فليس فيه نقل عن موضوعه. وقال الشيخ عزيز الدين إن كانت بحرف فهو حقيقة أو بحذف فهو مجاز بناء على أنّ الحذف من المجاز. والسادس التقديم والتأخير عدّه قوم من المجاز لأنّ تقديم ما رتبته التأخير كالمفعول وتأخير ما رتبته التقديم كالفاعل نقل لكلّ واحد منهما عن مرتبته وحقّه.
قال في البرهان والصحيح أنّه ليس منه فإنّ المجاز نقل ما وضع له إلى ما لم يوضع له كذا في الإتقان.
فائدة:
المجاز واقع في اللغة خلافا للاستاذ أبي إسحاق الأسفرايني قال لو كان المجاز واقعا للزم الاختلال بالتفاهم إذ قد يخفى القرينة.
وردّ بأنّه لا يوجب امتناعه وغايته أنّه استبعاد وهو لا يعتبر مع القطع بالوقوع لأنّا نقطع بأنّ الأسد للشجاع والحمار للبليد مجاز. نعم ربما يحصل به ظنّ في مقام التردّد. فإن قيل هو مع القرينة لا يحتمل غير ذلك فكان المجموع حقيقة فيه. أجيب بأنّ المجاز والحقيقة من صفات الألفاظ دون القرائن المعنوية فلا تكون الحقيقة صفة للمجموع. ولئن سلّم، لكن الكلام في جزء هذا المجموع فالنزاع لفظي.
وكذا المجاز واقع في القرآن وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاصّ من الشافعية وابن خويزمنداد من المالكية. وبناء الإنكار على ما هو أوهن من بيت العنكبوت حيث قالوا: لو وقع المجاز في القرآن لصحّ إطلاق المتجوّز عليه تعالى وهو مع كونه ممنوعا إذ لا بدّ لصحة الإطلاق من الإذن الشرعي عند الأشاعرة، ومن إفادة التعظيم عند جماعة، ومن عدم إيهام النّقص عند الكلّ منقوض بأنّه لو وقع مركّب في القرآن يصحّ إطلاق المركّب عليه، وإن شئت زيادة التحقيق فارجع إلى العضدي وحواشيه والأطول.

ذَرأ

(ذَرأ) شعره ذَرْءًا علته ذرأة (شيب فِي جَانِبي الرَّأْس) وَالله الْخلق خلقهمْ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَهُوَ الَّذِي ذرأكم فِي الأَرْض وَإِلَيْهِ تحشرون} وَفُلَان الشَّيْء كثره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا وَمن الْأَنْعَام أَزْوَاجًا يذرؤكم فِيهِ} ) وَالْأَرْض بذرها
ذَرأ
: (} ذَرَأَ) اللَّهُ لخَلْقَ (كَجَعل) {يَذْرَؤُهم} ذَرْأً (خَلَق: والشَّيْءَ: كَثَّرَه) قَالَ الله تَعَالَى: { {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} (الشورى: 11) أَي يُكَثِّرُكُم بِالتَّزْوِيجِ، كأَنه قَالَ} يَذْرَؤُكم بِهِ (وَمِنْه) اشتقاق لفظ ( {الذُّرِّيَّة، مُثلَّثة) وَلم تُسمَع فِي كَلَامهم إِلا غير مَهْمُوزَة (لِنَسْلِ الثَّقَلَيْنِ) من الجِنّ والإِنس، وَقد تُطلق على الآباءِ والأُصول أَيضاً، قَالَ الله تَعَالَى: {أَنَّا حَمَلْنَا ذُرّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (يس: 41) وَالْجمع} ذَرارِيُّ كَسَراريّ قَالَ الصَّاغَانِي: وَفِي اشتقاقها وجهانِ، أَحدهما أَنها من {الذَّرْءِ، ووزنها فُعُّولَة أَو فُعِّيلة، وَالثَّانِي أَنها من الذَّرِّ بِمَعْنى التَّفْرِيق، لأَن الله تَعَالَى ذَرَّهُم فِي الأَرض، ووزنها فُعْلِيَّة أَو فُعُّولة أَيضاً وأَصلُها ذُرُّورَة فقلبت الرَّاء الثَّالِثَة يَاء، كَمَا فِي تَقَضَّتِ العُقابُ. وَقد أُوقِعَتْ الذُّرِّيَّة على النِّساء، كَقَوْلِهِم للمطرِ سَمَاءٌ، وَمِنْهَا حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ. حُجُّوا بالذُّرِّيَّة لَا تَأْكُلُوا أَرْزَاقَها وَتَذرُوا أَرْباقَها فِي أَعناقِها. قيل المُرَاد بهَا النِّسَاء لَا الصِّبيان، وضَرب الأَرْبَاقَ مَثلاً لما قُلِّدَت أَعناقُها مِن وُجوب الحَجّ.
(و) } ذَرَأَ (فُوهُ) وذَرَا، بغي رهمز (: سَقَطَ) مَا فِيهِ من الأَسنان مثل ذرَا كدَعَا.
(و) {ذَرأَ (الأَرضَ: بَذَرهَا) قَالَ شَيخنَا: قيل: الأَفصح فِيهِ وَفِيمَا قبله الإِعلال، وأَما الْهمزَة فلغة ضَعِيفَة أَو لثغة (و) يُقَال (زَرْعٌ} - ذَرِيءٌ) على فَعِيل، قَالَ عُبيدُ الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مَسْعُود، ويُروى لِقيس بن ذَرِيح، وَهُوَ موجودٌ فِي دِيوانَيْ شعرهما:
صَدَعْتِ القَلْبَ ثُمّ! ذَرَأْتِ فِيهِ
هَوَاكِ فَلِيمَ فَالْتَأَمَ الفُطُورُ تَبلَّغَ حَيْثُ لَمْ يَبْلُغْ شَرَابٌ
وَلاَ حُزْنٌ وَلَمْ يَبْلُغْ سُرُورُ
ويُروى ثمَّ ذَرَرْتِ وذَرَيْتِ غير مَهْمُوز، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. كَذَا فِي (الْعباب) .
( {والذُّرْأَةُ بالضمّ) الشَّمَطَ و (الشَّيْبُ) قَالَ أَبو نُخَيلة السَّعديُّ:
وَقَدْ عَلَتْنِي ذُرْأَةٌ بَادِي بَدِى
وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ فِي تَشَدُّدِ
(أَو أَوَّل بَياضِه فِي مُقَدَّمِ الرأْسِ) ، وَفِي الأَساس: فِي الفَوْدَيْنِ،} كالذَّرَاءِ، مُحرّكةً، كَمَا فِي (الْعباب) و ( {ذَرِىءَ) شَعرُه} وذَرَأَ (كفِرِح ومَنَع) وَحكى صاحبُ المبرّز عَن قُطْرُب {ذَرُؤَ كَكَرُم أَيضاً، (والنعْتُ} أَذْرَأُ {وذَرْآءُ) قَالَ أَبو مُحمد الفقعسيُّ:
قَالَتْ سُلَيْمَى إِنَّنِي لاَ أَبْغِيهْ
أَرَاهُ شَيْخاً عَارِياً تَرَاقِيهْ
مُقَوَّساً قَدْ} ذَرِئَتْ مَجَالِيهْ
(وكبش أَذْرَأُ: فِي رَأْسه بيَاضٌ) وعَنَاقٌ {ذَرْآءُ (أَو) كَبْشٌ أَذْرَأُ بِمَعْنى (أَرْقَش الأُذُنَيْنِ وسائرُه أَسوَدُ) كَذَا فِي (الصّحاح) و (العُباب) ، وَزَاد فِي الأَخير: والذُّرْأَة هِيَ من شِيَات المَعزِ دون الضأْن.
(و) عَن الأَحمر يُقَال (} أَذْرَأَه) فلانٌ وأَشْكَعه أَي (أَغْضَبه وذَعَرَهُ، وأَوْلَعَهُ بالشْيءِ) .
{وأَذْرَأَهُ إِلى كَذَا (: أَلجَأَهُ) إِليه، رَوَاهُ أَبو عبيد أَذْرَاهُ بِغَيْر همز، ورَدّ ذَلِك عَلَيْهِ عليُّ بن حَمْزَة وَقَالَ: إِنما هُوَ أَذرَأَه، بِالْهَمْز (و) أَذرأَه: (أَسَالَهُ، و) يُقَال أَذرَأَت (الناقةُ) إِذا (أَنزلَتِ اللَّبَنَ) من الضَّرْعِ (فَهِيَ} مُذْرِىءٌ) لُغة فِي الدَّال الْمُهْملَة.
(و) يُقَال بَلَغَني ( {ذَرْءٌ مِن خَبَرٍ) ضَبطه ابْن الأَثير بفَتح فَسُكُون، وَفِي بعض النّسخ بالضَّمّ، أَي (شَيْءٌ مِنْهُ) وطرف مِنْهُ،} والذَّرْءُ: الشيءُ الْيَسِير من القَوْل، قَالَ الشَّاعِر:
أَتَانِي عَنْ مُغِيرَةَ ذَرْءُ قَوْلٍ
وَعَنْ عِيسَى فَقُلْتُ لَه كَذَاكَا
(و) يُقَال: (هم ذَرْءُ النارِ) ، جاءَ ذَلِك فِي حَدِيث عُمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه كتب إِلى خَالِد بن الْوَلِيد: بَلَغَني أَنَّك دَخَلْتَ الــحَمَّام بالشَّام وَأَنَّ مَن بهَا من الأَعاجم اتَّخَذُوا لَك دَلُوكاً عُجِن بِخَمْرٍ، وإِني أَظنكم آلَ الْمُغيرَة ذَرْءَ النارِ، أَراد أَنهم (خُلِقُوا لَهَا) وَمن روى: ذَرْوَ النارِ، بِلَا همز أَراد أَنهم يُذْرَوْنَ فِي النَّار.
(ومِلْحٌ {ذَرْآنِيٌّ) بتسكين الرَّاء (ويُحَرَّك) فَيُقَال} ذَرَآنِيٌّ أَي (شَدِيدُ البَيَاضِ) وَهُوَ مأْخوذ (من الذُّرْأَةِ) بالضمِّ (وَلَا تَقُلْ أَنْذَرَانِيٌّ) فإِنه من لحن الْعَوام، وَمِنْهُم من يهمل الذَّال.
(و) يُقَال (مَا بَيْننَا) وَبَينه (ذَرْءٌ) أَي (حائلٌ) .
( {وذِرْأَةُ بِالْكَسْرِ) العَنْز بِنَفسِهَا، كَذَا فِي (الْعباب) و (دُعَاءُ العَنْزِ للحَلَبِ، يُقَال} ذِرْءَ ذِءْءَ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ أَبو زيد أَذْرَأْتُ الرجَلَ بِصاحبه إِذا حَرَّشْته عَلَيْهِ وأَولَعْتُه بِهِ.
{وذَرَأْتُ الوَضِينَ: بَسَطْته، وَهَذَا ذكره الليثُ هُنَا، وردّ عَلَيْهِ أَبو مَنْصُور وَقَالَ: الصَّوَاب أَنها دَرَأْت الوَضِينَ، بِالدَّال الْمُهْملَة، وَقد تقدم.

أَرث

أَرث
: ( {الإِرْثُ بِالْكَسْرِ: المِيراثُ) قَالَه الجَوْهَرِيّ، وأَصلُ الهَمْزِ فِيهِ واوٌ. قلت: فكانَ الأُوْلَى ذِكرُه فِي الْوَاو، كَمَا هُوَ ظاهرٌ.
قَالَ شيخُنا: ثمَّ إِنّ هذَا تَفْسِيرُ الشيْءِ بنَفْسِه؛ لأَن الإِرْثَ والمِيرَاثَ مادّةٌ وَاحِدَة، فَكَانَ الأَوْلَى تفسيرَه بأَوْضَحَ مِنْهُ، نَحْو استيلاءِ الشَّخْصِ على مالِ وَلِيّه الهالِكِ، أَو يُقَال: الإِرْثُ مَعْروفٌ.
(و) الإِرْثُ (: الأَصْلُ) يُقَال: هُوَ فِي} إِرْثِ صِدْقٍ، أَي فِي أَصْلِ صِدْقٍ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الإِرْثُ فِي الحَسَبِ، والوِرْثُ فِي المالِ.
وَحكى يَعْقُوبُ: إِنّه لفي {إِرْثِ مَجْدٍ، وإِرْفِ مَجْدٍ، على البَدَل.
(و) الإِرْثُ (: الأَمْرُ القَدِيمُ) الَّذِي (تَوَارَثَهُ الآخَرُ عَن الأَوَّلِ) وَفِي حديثِ الحَجّ: (إِنَّكُم على إِرْثٍ من إِرْثٍ أَبِيكُم إِبْرَاهِيمَ) يريدُ بِهِ مِيرَاثَهُمْ مِلَّتَه، وأَصلُ هَمزَتهِ وَاو، كَذَا فِي النّهاية.
(و) الإِرْثُ (: الرَّمَادُ) ، قالَ سَاعِدَةُ ابنُ جُؤَيَّةَ:
عفَا غيرَ إِرْثٍ مِن رَمَادٍ كأَنَّهُ
حَمَامٌ بأَلْبَادِ القِطَارِ جُثُومُ
قالَ السُّكَّرِيّ: أَلْبَادُ القِطَارِ: مَا لَبَّدَه القَطْرُ.

(و) الإِرْثُ (: البَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ) وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: من كُلِّ شَيْءِ، وعبارةُ اللّسان: الإِرْثُ من الشيْءِ: البَقِيَّةُ من أَصْلِهِ، والجَمْع إِرَاثٌ، قَالَ كُثَيّرُ عَزّةَ:
فأَوْرَدَهُنّ من الدَّوْنَكَيْنِ
حَشَارِجَ يَحْفِرْن مِنْهَا} إِراثَا
(و) {أَرَّثَ بينَ القَوْمِ: أَفْسَدَ، و (} التَّأْرِيثُ: الإِغراءُ بينَ القَوْمِ) .
(و) هُوَ أَيضاً (: إِيقادُ النَّارِ) ،! وأَرَّثَ النّارَ: أَوقَدَها، وَفِي حدِيثِ أَسْلَمَ قَالَ (كُنْتُ مَع عُمرَ رَضِي الله عَنهُ وإِذا نَارٌ تُؤَرَّثُ بِصِرَارٍ) التَّأْرِيثُ إِيقادُ النّارِ وإِذْكَاؤُها، وصِرَارٌ، بالصّاد المُهْمَلَة: مَوضِعٌ قريبٌ من المَدِينَةِ.
وَمن المَجَازِ: أَرَّثَ بَيْنَهُم الشَّرَّ والحَرْبَ {تَأْريثاً، وأَرّجَ تَأْرِيجاً: أَفْسَدَ وأَغْرَى، وأَوْقَدَ نَارَ الفِتْنَة، وأَنشد أَبو عُبيد، لعَدىّ بن زيد:
ولَها ظَبْيٌ} يُؤَرِّثُهَا
عاقِدٌ فِي الجِيدِ تِقْصارَا
وَيُقَال: (جاعِلٌ) بدل (عاقِد) ( {كالأَرْثِ) وَهَذَا لم يَذْكُره أَحدٌ من أَئِمّة اللُّغَةِ، وَلم أَجِدْ لَهُ شاهِداً فِي كُتُبِهِم.
(} وتَأَرَّثَتْ) هِيَ (: اتَّقَدَتْ) قَالَ:
فإِنَّ بأَعْلَى ذِي المَجَازَةِ سَرْحَةً
طَويً عَلى أَهْله المَجَازَةِ دارُها
وَلَو ضَرَبُوها بالفُئوسِ وحَرَّقُوا
على أَصْلِها حتّى {تَأَرَّثَ نارُها
(} والأُرْثُ بالضَّمّ: شَوْكٌ) شبيهٌ بالكُعْرِ، إِلاّ أَنّ الكُعْرَ أَسْبَطُ وَرَقاً مِنْه، قَالَ: وَله قَضِيبٌ واحدٌ فِي وَسَطِه (و) فِي رأْسِه مثْلُ الفِهْرِ المُصَعْنَبِ، غير أَنْ لَا شَوْكَ فِيه، فإِذا جَفَّ تَطَايَرَ، لَيْسَ فِي جَوْفهِ شيءٌ، وَهُوَ مَرْعًى للإِبل خاصَّةً، تَسْمَنُ عليهِ، غير أَنَّه يُورِثُهَا الجَرَبَ، ومنابِتُه غَلْظُ الأَرْضِ. قَالَه أَبو حَنِيفَةَ.
(و) {الأُرَثُ (، كصُرَدٍ: الأُرَفُ) على الْبَدَل، كَذَا فِي كتابِ يَعقوبَ، وَهِي الحُدودُ بَين الأَرَضِينَ، كَمَا يأْتي، واحِدَتُها: أُرْثَةٌ وأُرْفَةٌ، بالضمّ.
(والأُرْثَةُ بالضَّمّ: الأَكَمَةُ الحَمْرَاءُ) .
(و) عُودٌ أَو (سِرْقِينٌ) وَفِي بَعْضهَا سِرْجِينٌ (يُهَيَّأُ عندَ الرَّمَادِ) أَي يُدْفَنُ فِيهِ، ويُوضَع عِنْده، ليَكُون ثَقُوباً للنّار عُدَّةً لَهَا (لحِينِ الحَاجَةِ) .
(و) فِي الْمُحكم:} الأُرْثَةُ: (الحَدُّ بَينَ الأَرْضَيْنِ) .
{وأَرَّثَ الأَرْضَيْنِ: جَعلَ بينَهُمَا} أُرْثَةً، جمعُها {أُرَثٌ، كصُرَد، وَهِي: الأُرْثَةُ والارْفَةُ،} والأُرَثُ والأُرَفُ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَة. الأُرْثَةُ: (المَكَانُ) ذُو الأَرَاضَةِ (السَّهْلُ) .
(و) الأُرْثَةُ (: من أَلْوَانِ الغَنَمِ) سَوادٌ وَبيَاضٌ (كالرُّقْطَةِ) .
(وَهُوَ) كَبْشٌ ( {آرَثٌ) بالقَصْر (وَهِي) نَعْجَةٌ (} أَرْثَاءُ) وَهِي الرَّقْطاءُ، فِيهَا سوادٌ وبياضٌ.
( {والإِرَاثُ، ككِتَابٍ) } والأَرِيثُ {والإِرَاثَةُ (: النّارُ) .
(و) } الإِرَاثُ أَيضاً (: مَا أُعِدّ للنّار من حُرَاقَةٍ ونَحوِهَا) .
ويُقَال: هِيَ النّار نَفسُهَا، قَالَ الشَّاعِر:
مَحْجَّلُ رِجْلَيْنه طَلْقُ اليَدَيْنِ
لعهُ غُرّةٌ مثلُ ضوءِ الإِرَاثِ
وَفِي مجمع الأَمثال، للمَيْدانِي (النَّمِيمةُ أُرْثَةُ العَدَاوَةِ) .

أَرخ

أَرخ
: ( {أَرَخَ الكِتَابَ) ، بِالتَّخْفِيفِ، وقَضِيَّته أَنّه كنَصَرَ، (} وأَرّخَه) ، بِالتَّشْدِيدِ، ( {وآرَخه) ، بمَدِّ الْهمزَة: (: وعقَّتَه) ،} أَرْخاً {وتأْريخاً} ومُؤارَخة. وَمثله التَّوْريخُ، وزَعمَ يعقوبُ أَنّ الْوَاو بَدلٌ من الْهمزَة. وَقيل إِنَّ {التَّأْريخ الَّذِي} يُؤرّخه الناسُ لَيْسَ بعربيّ محْض، وإِنّ الْمُسلمين، أَخذوه من أَهْل الْكتاب. قَالَ شَيخنَا: وَقد أَنكرَ جماعةٌ استعمالَه مخفّفاً، والصّوابُ ورودُه واستعماله، كَمَا أَورده ابْن القطاع وَغَيره. والخِلاف فِي كَونه عربيًّا أَو لَيْسَ بعربيّ مَشْهُور، وَقيل هُوَ مقلوب من التأْخير.
وَقَالَ الصُّوليّ: تَارِيخ كلِّ شيءٍ غابتُه ووَقتُه الَّذِي ينتهِي إِليه، وَمِنْه قيل: فلانٌ تاريخُ قومِه، أَي إِليه يَنتهِي شَرَفُهم ورياستُهم.
وَفِي الْمِصْبَاح: {أَرَّخْتُ الكتابَ، بالتثقيل، فِي الأَشهَر، والتخفيفُ لغةٌ حكَاها ابْن القطّاع، إِذَا جلتَ لَهُ تَارِيخا. وَهُوَ معرّب، وَقيل عربيٌّ، وَهُوَ بَيان انتهاءِ وَقْته. وَيُقَال: ورَخَّت، على البدَل، والتَّوريخ قليلُ الِاسْتِعْمَال.} وأَرّخت البيِّنة: ذكرْتُ تَارِيخا وأَطلقْت، أَي لم تذكره، انْتهى.
(وَالِاسْم {الأُرْخَة، بالضّمّ) .
(} والأَرْخُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَهُوَ الصَّحِيح، قَالَه أَبو مَنْصُور، (ويُكْسر) ، نُقِلَ عَن الصَّيْدَاويّ: (الذَّكَرُ من البَقَرِ) ، وَيُقَال: الأُنْثَى من البقَر البِكْرُ الَّتِي لم يَنْزُ عَلَيْهَا الثِّيرَانُ.
(و) {الأَرَخُ، (محرَّكةً: ة بأْجَأَ) أَحدِ جَبَلَيْ طيِّىء.
(} - والأُرْخِيُّ، بالضّمّ: الفَتِيّ مِنه) أَي من الْبَقر، وَمِنْهُم من عَمَّ بِهِ البقرَ {كالأَرْخِ} والإِرْخِ، قَالَه أَبو حنيفَة، وَالْجمع {آراخٌ} وإِراخٌ، والأُنثى {أَرَخَه، محرّكةً،} وإِرْخَة، وَالْجمع {إِراخٌ لَا غير. قَالَ ابْن مُقْبل:
أَو نعْجَةٌ من إِراخِ الرّملِ أَخْذَلَها
عنْ إِلْفها واضِحُ الخَدّينِ مَكْحُولُ
قَالَ ابْن برّيّ: هاذا البيتُ يقوِّي قَول مَن يَقُول إِنّ} الأَرْخَ الفِتيّة بِكْراً كَانَ أَو غير بِكْر، أَلاَ تَرَاه قد جعلَ لَهَا وَلداً بقوله: وَاضح الخدّين مَكْحُول وَالْعرب تُشبِّه النِّساءَ الخَفِراتِ فِي مَشْيهنّ {بالإِراخِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
يمشِين هَوْناً مِشْيَةَ} الإِراخِ
(أَو) الإِراخ (ككِتَابٍ: بَقَرُ الوَحْش) ، الْوَاحِد! أَرْخة. ويُطلق على المذكّر والمؤنّث، وَهُوَ ظاهرُ كَلَام الْجَوْهَرِي. ( {والأُرْخِيَّة ولَدُ الثَّيْتَل) ، وَقَالَ ابْن السِّكّيت: الأَرْخ بقَرُ الوَحْش. فجعلَه جِنْساً، فَيكون الواحِد على هاذا القَوْل أَرْخَة، مثل بَطّ وبطَّةٍ، وَتَكون الأَرْخة تقَع على الذّكر والأُنثى، يُقَال:} أَرْخَة ذَكرٌ {وأَرْخة أُنثَى، كَمَا يُقَال بطّة طذكرٌ وبَطّة أُنثى. وكَذالك مَا كَانَ من هاذا النَّوع جِنْساً وَفِي واحده تاءُ التأْنيث، نَحْو حمَامٍ وحمامــةٍ. وَقَالَ الصَّيداويّ} الإِرْخ بِالْكَسْرِ: ولدُ البقَرَة الوحْشيّة إِذا كَانَ أُنثَى. وَقَالَ مُصعبُ بن عبد الله الزُّبيريّ: الأَرْخ وَلدُ البقَرةِ الصَّغيرُ. وأَنشدَ الباهلّ لرَجُلٍ مَدنيّ كَانَ بِالْبَصْرَةِ:
لَيْتَ لي فِي الخَمِيس خَمسينَ عَاما
كلُّهَا حَوْلَ مَسْجدِ الأَشياخِ
مَسْجد لَا تَزالُ تَهْوِي إِليه
أُمُّ أَرْخٍ قِناعُهَا مُتَرَاخِي
وَقيل: إِنّ التَّارِيخ مأْخوذٌ مِنْهُ، كأَنّه شيءٌ حَدَثَ كَمَا يَحدُث الولَدُ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ وأَبو مَنْصُور: الصحيحُ الأَرخُ بِالْفَتْح، وَالَّذِي حَكَاهُ الصَّيداوي فِيهِ نَظرَّ، والّذي قَالَه اللّيث أَنّه يُقَال لَهُ {- الأُرْخِيُّ لَا أَعرفه، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . وَقَالُوا من الأَرْخ ولَدِ البقرةِ} أَرخْتُ {أَرْخاً.
} وأَرَخَ إِلى مَكَانَهُ {يأْرَخُ} أُروخاً: حَنَّ إِليه. وَقد قيل إِنّ الأَرْخ من البَقَرِ مُشتقٌّ من، لحَنينه إِلى مكانِه ومأْواه.

جندر

جندر



جَنْدَرَ: see Q. Q. 1 in art. جدر.
جندر
عن التركية جندره بمعنى ملزم، أو عن الفارسية جندر بمعنى ثياب أو ملابس.
(جندر)
الثَّوْب وَنَحْوه أعَاد رونقه بعد ذَهَابه وصقله بالجندرة وَالْكتاب وَنَحْوه أَمر الْقَلَم على مَا درس مِنْهُ ليتبين
جندر
: (جنْدَرَ) ، تقدَّم ذِكرُه (فِي ج د ر) ؛ لزيادةِ النُّونِ.
والجندورُ: إسمٌ.
وَجنْدَرٌ الأَمِيرُ، كجَعْفَر، لَهُ حَمّامٌ بمصرَ.
وأَمِير حُسيْنُ بن جَنْدَرٍ: صاحبُ الجامعِ والقَنْطَرةِ بالحِكْر، ظاهرَ القاهرةِ.
وأَبو قِرْصَافَةَ جَنْدَرَةُ بنُ خَيْشَنَةَ صَحابيٌّ.

غَرَض

(غَرَض) أكل اللَّحْم الْغَرِيض وتفكه ومزح وَالشَّيْء اجتناه طريا وَيُقَال غَرَض فِي سقائك لَا تملأه
(غَرَض)
فلَان غَرضا ورد المَاء باكرا والسقاء وَنَحْوه ملأَهُ ومخضه فَإِذا ظَهرت حبات الزّبد على اللَّبن قبل أَن تتجمع صبه وسقاه النَّاس وَالشَّيْء اجتناه طريا وَله غريضا سقَاهُ لَبَنًا حليبا وَالشَّيْء كف عَنهُ وَيُقَال غَرَض السخل فطمه قبل وَقت فطامه

(غَرَض) إِلَيْهِ غَرضا اشتاق وَمِنْه ضجر ومل وَيُقَال غَرَض بالْمقَام فَهُوَ غَرَض

(غَرَض) الشَّيْء غَرضا وغراضة كَانَ طريا فَهُوَ غريض
غَرَض
الغَرَض مُحَرَّكَة: هَدَفٌ يُرْمَى فِيهِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الغَرَضُ: مَا امْتَثَلْتَهُ للرَّمْي، ج أَغْرَاضٌ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، وكَثُرَ ذلكَ حَتَّى قيلَ: الناسُ أَغْرَاضُ المَنِيَّةِ، وجَعَلْتَنِي غَرَضاً لشَتْمكَ. وَفِي الحَديث: لَا تَتَّخِذُا شَيْئاً فِيهِ الرُّوحَ غَرَضاً. وَفِي البَصَائر: ثمّ جُعِلَ اسْماً لكُلِّ غَايَةٍ يُتَحَرَّى إِدْراكُهَا. الغَرَضُ: الضَّجَرُ، والمَلاَلُ. وَمِنْه حَديثُ عَدِيٍّ فسِرْتُ حَتَّى نَزَلْتُ جَزيرَةَ العَرَبِ فَأَقَمْتُ بهَا حَتَّى اشْتَدَّ غَرَضِي أَيْ ضَجَرِي ومَلاَلِي. وأَنْشَدَ ابْنُ بَرّيّ لــحُمَام بنِ الدُّهَيْقِينِ: لَمَّا رَأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضَا قَامَتْ قِيَاماً رَيِّثاً لتَنْهَضَا وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: إِذا فَاتَهُ الغَرَض، فَتَّهُ الغَرَضُ. أَي الضَّجَرُ. الغَرَضُ أَيْضاً: شِدَّةُ النَّزَاعِ نَحْوَ الشَّيْءِ والشَّوْقُ إِلَيْه، غَرِضَ، كفَرِحَ، فيهِما. أَمَّا فِي مَعْنَى الضَّجَرِ فإِنَّه يُعَدَّى بمِنْ، يُقَالُ: غَرِضَ مِنْه غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ، أَي ضَجِرَ وقَلِقَ. وَمِنْه الحَديثُ كَانَ إِذَا مَشَى عُرِفَ فِي مَشْيِه أَنَّه غَيْرُ غَرِضٍ أَي غَيْرُ قَلِقٍ. وأَمّا الغَرَضُ بمَعْنَى الشَّوْقِ فإِنَّهُ يُعَدَّى بإِلى، يُقَالُ: غَرِضَ إِلى لِقَائهِ غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ: اشتَاقَ إِليه. قَالَ ابنُ هَرْمَةَ، كَمَا وَقَع فِي التَّهْذيب والإِصْلاح، ولَيْس لِابْنِ هَرْمة كَمَا فِي العُبَاب:
(مَنْ ذَا رَسُولٌ ناصِحٌ فمُبَلِّغٌ ... عَنِّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيلِ الكَاذِبِ)

(أَنِّي غَرِضْتُ إِلى تَنَاصُفِ وَجْهِهَا ... غَرَضَ المُحِبّ إِلى الحَبيبِ الغَائبِ)
ونَقَل الجَوْهَرِيّ عَن الأَخْفَش فِي مَعْنَى غَرِضْتُ إِلَيْهِ، أَي اشْتَقْتُ إِلَيْه، تَفْسِيرُها: غَرِضْت من)
هؤُلاءِ إِلَيْه، لأَنَّ العَرَبَ تُوصِلُ بهذِهِ الحُرُوفِ كُلِّهَا الفِعْلَ، قَالَ الشَّاعِرُ وَهُوَ أَعْرَابِيٌّ من بَني كِلابٍ:
(فمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضُ فإِنِّي ونَافَتِي ... بحَجْزٍ إِلَى أَهْلِ الحِمَى غَرِضَانِ)

(تَحِنُّ فتُبْدِي مَا بِهَا من صَبَابَةٍ ... وأُخْفِي الَّذِي لَوْلاَ الأَسَى لقَضَانِي)
أَي لقَضَى عَلَيَّ. وَقَالَ الزَّمَخْشَريّ: إِنَّمَا عُدِّيَ بإِلَى لتَضَمُّنِه مَعْنَى اشْتَقْتُ وحَنَنْتُ. قَالَ شَيْخُنَا: وَقد أَوْردَ ابنُ السِّيدِ الغَرَضَ بمَعْنَى المَلاَلِ والشَّوْقِ، وعَدَّه من الأَضْدادِ، لمُنَاقَضَةِ المَحَبَّةِ والشَّوْقِ للمَلاَلِ والضَّجَرِ، قَالَ: وَهُوَ مَنْصُوصٌ أَيْضاً للمُبَرِّد فِي الكامِلِ. قُلْتُ: ومثْلُه فِي كِتَابِ ابْنِ القَطّاع. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الغَرَضُ المَخَافَةُ. فِي الصّحاح: غَرُضَ الشَّيْءُ غِرَضاً، كصَغُرَ صِغَراً فَهُوَ غَرِيضٌ، أَي طَرِيٌّ، يقَال: لَحْم، غَريضٌ. قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطّائِيّ يَصِفُ أَسَداً ولَبُؤَتَه:
(يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَها من فَرَائِسٍ ... رُفَاتُ عِظَامٍ أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ)
ويُرْوَى: رَفِيتُ. ومُغِبّاً، أَي غَابّاً. ومُشَرْشَرٌ، أَي مُقَطَّعٌ. والغَرِيضُ: المُغَنِّي المُجِيدُ، من المُحْسِنِينَ المَشْهُورِينَ، سُمِّيَ للِينِهِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الغَرِيضُ: كلُّ غِنَاءٍ مُحْدَثٍ طَرِيٍّ، وَمِنْه سُمِّيَ المُغَنِّي الغَرِيض، لأَنَّه أَتَى بغِنَاءٍ مُحْدَثٍ. وَقَالَ الحافِظُ فِي التَّبْصير: الغَرِيض: مُخَنَّثٌ مَشْهُورٌ، واسْمُهُ عَبْدُ المَلِكِ. قُلتُ: وَهُوَ مَوْلَى الثُّرَيّا بنْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بن أُمَيَّةَ، الَّتِي كَانَ يَتَشَبَّبُ بهَا ابنُ أَبي رَبِيعَةَ. ومَاءُ المَطَرِ غَرِيضٌ لطَرَاءَتِهِ، كالمَغْرُوضِ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ وَهُوَ الحادِرَةُ:
(بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... منْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ)
وَقَالَ آخَرُ، هُوَ لَبيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقَاذَفَتْه ... مُشَعْشَعَةٌ بمَغْرُوضٍ زُلاَلِ)
يُقَال: كُلُّ أَبْيَضَ طَرِيٍّ غَرِيضٌ، كَمَا فِي الصّحاح. الغَرِيضُ: الطَّلْعُ، كالإِغْريضِ، فيهمَا، نَقَلَه الجَوْهَريُّ واللَّيْثُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: الإِغْريضُ: الطَّلْعُ حِين يَنْشَقُّ عَن كَافُورِه. وَقَالَ الكِسَائيُّ: الإِغْرِيضُ: كُلُّ أَبْيَضَ مثْلُ اللَّبَن وَمَا يَنْشَقُّ عَنهُ الطَّلْعُ. وَقَالَ غَيْرُه: الطَّلْعُ يَدْعُونَهُ الإِغْرِيضَة. وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: كَأَنَّ ثَوْبَهَا إِغْرِيض، ورِيقَها رَيِّقٌ غَرِيض، يُشْفَى برَشْفِه المَرِيض. الإِغْريضُ: مَا يَنْشَقُّ عَنهُ الطَّلْعُ. ورَيِّقُ الغَيْثِ: أَوَّلُه. وغَرَضَ الإِنَاءِ يَغْرِضُه، من حَدِّ ضَرَبَ: مَلأَه، كَمَا فِي الصّحاح، وكذَا غَرَضَ السِّقَاءَ والحَوْضَ، إِذا مَلأَهُمَا. وأَنْشَدَ)
للرَّاجز وَهُوَ أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيّ: لَا تَأوِيَا لِلْحَوْضِ أَنْ يَغِيضَا أَنْ تَغْرِضَا خَيْرٌ من أَنْ تَغِيضَا كأَغْرَضَهُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُرَى اللِّحْيَانيّ حَكاهُ. غَرَضَهُ أَيْضاً، إِذَا نَقَصَهُ عَن المَلْءِ، فَهُوَ ضِدٌّ، صَرَّح بِهِ الجَوْهَرِيّ، وأَنشد للرَّاجِزِ: لَقَدْ فَدَى أَعْنَاقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُ يَقُولُ: فَدَاهُنَّ من النَّحْرِ والبَيْعِ المَحْضُ والدَّأْظُ. وَقَالَ الباهليُّ: الغَرْضُ: أَنْ يَكُونَ فِي جُلُودِهَا نُقْصَانٌ. غَرَضَ السِّقَاءَ يَغْرِضُه غَرْضاً: مَخَضَه، فإِذا ثَمَّرَ، أَيْ صارَ ثَمِيرَةً قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ زُبْدُهُ صَبَّهُ فسَقَاهُ القَوْمَ، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ عَن ابْنِ السِّكِّيت. قَالَ يُقَالُ أَيضاً: غَرَضَ السَّخْلَ يَغرِضُهُ غَرْضاً، إِذا فَطَمَهُ قَبْلَ إِنَاهُ، أَي قَبْلَ إِدْرَاكِه. غَرَضَ الشَّيْءَ يَغْرِضُهُ غَرْضاً: اجْتَناهُ غَرِيضاً، أَي طَرِيّاً، أَوْ أَخَذَه كَذلكَ، أَي طَرِيّاً. وَفِي النُّسخ: أَو جَذَّهُ، وهُو غَلَطٌ، كغَرَّضَه، فيهمَا، تغْرِيضاً. والغَرْضُ للرَّحْل كالحِزَام للسَّرْج، والبِطَانِ للقَتَبِ، ج: غُرُوضٌ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وأَغْرَاضٌ أَيْضاً، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الحَدِيث لَا تُشَدُّ الغُرْضُ إِلاَّ إِلى ثَلاثَةِ مَسَاجدَ: المَسْجدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِي هَذَا، ومَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ كالغُرْضَة، بالضَّمِّ، وَهُوَ التَّصْديرُ، ج غُرضٌ، ككُتُبٍ وكُتْبٍ، كَمَا فِي الصّحاح. وأَنشَد الصّاغَانيُّ لابْنِ مُقْبلٍ فِي الغُرُوضِ:
(إِذا ضَمَرَتْ وأَمْسَى الحُقْبُ مِنْهَا ... مُخَالِفَةً لأَحْقِيهَا الغُرُوضُ)
الغَرْضُ: شُعْبَةٌ فِي الوَادِي غَيْرُ كاملَةٍ، أَوْ أَكْبَرُ من الهَجِيج، قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ. وهما قَوْلٌ وَاحدٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ فِي النَّوادِرِ فإِنّه قَالَ: الغَرْضُ: شُعْبَةٌ فِي الوَادِي أَكْبَرُ من الهَجِيج، وَلَا تَكُون ُ شُعْبَةً كَامِلَةً، ج غُرْضَانٌ، بالضَّمِّ والكَسْر. يُقَالُ: أَصَابَنَا مَطَرٌ أَسالَ زَهَادَ الغُرْضَانِ. وزَهَادُهَا: صِغَارُهَا. الغَرْضُ: مَوضِعُ مَاءٍ. كَذا بخَطِّ أَبي سَهْلٍ فِي نُسْخَةِ الصّحاح، وَهُوَ الصَّوَابُ ووُجِدَ فِي المَتْنِ بخَطِّ بَعْضِهم: مَوْضِعٌ مَا تَرَكْتَه فلَم تَجْعَلْ فِيهِ شَيْئاً. كذَا فِي الصّحاح وَقَالَ بَعْضُهم: هُوَ كالأَمْتِ فِي السِّقَاءِ. وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاجِز: والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُ)
قَالَ أَبُو الهَيْثم: الغَرْضُ: التَّثَنِّي. والغَرْضُ، أَيْضاً: أَنْ يَكُونَ سَمِيناً فيُهْزَلَ فيَبْقَى فِي جَسَده غُرُوضٌ. نَقله الصّاغَانيّ. عَن ابْن عَبَّادٍ: الغَرْضُ: الكَفُّ. يُقَال: غَرَضْتُ منْه، أَي كَفَفْتُ.
قَالَ أَيْضاً: الغَرْضُ: إِعْجَالُ الشَّيْءِ عَنْ وَقْته. وكُلُّ شَيْءٍ أَعْجَلْتَهُ عَن وَقْتِهِ فقَدْ غَرَضْتَهُ، كَمَا فِي العُبَاب والتَّكْمِلَة. والمَغْرِضُ، كمَنْزِلٍ، من البَعِير، كالمَحْزِمِ للفَرَسِ. ونَصُّ العُبَابِ: من الفَرَسِ والبَغْلِ والحِمَارِ، ونَصّ الصّحاح كالمَحْزِمِ من الدّابَّةِ. قَالَ: وَهِي جَوَانِبُ البَطْنِ أَسْفَلَ الأَضْلاعِ الَّتي هِيَ مَوَاضِعُ الغَرْضِ مِنْ بَطُونِهَا، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ أَبو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيّ: يَشْرَبْن حَتَّى تُنْقِضَ المَغَارِضُ لَا عَائِفٌ منْهَا وَلَا مُعَارِضُ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ لابْنِ مُقِبلٍ:
(ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا)
وَفِي اللّسَان: وأَنْشَدَ آخَرُ لشَاعرٍ:
(عَشَّيْتُ جَابَانَ حَتَّى اشْتَدَّ مَغْرِضُه ... وكَادَ يَهْلِكُ لَوْلاَ أَنَّه طَافَا)
أَي انْسَدَّ ذلِكَ المَوْضعُ منْ شِدَّة الامْتِلاءِ. وقيلَ: المَغْرِضُ: رَأْسُ الكَتِفِ الَّذي فِيهِ المُشَاشُ تَحْتَ الغُرْضُوفِ. وقيلَ: هُوَ بَاطِنُ مَا بَيْنَ العَضُدِ مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِيفِ. يُقَالُ: طَوَيْتُ الثَّوْبَ على غُرُوضِه، أَي غُرُورِه، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ، وَنَقله الصّاغَانيّ عَن ابنِ عَبّادٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَة: فِي الأَنْف غُرْضَانِ، بالضَّمِّ، مُثَنَّى غُرْضٍ. وهُوَ، كَذَا فِي النُّسَخ ومِثْلُه فِي العُبَاب، ونَصُّ اللِّسَان: وهُمَا مَا انْحَدَرَ منْ قَصَبَةِ الأَنْفِ من جَانِبَيْه جَمِيعاً، كَمَا فِي العُبَاب، وفِيهمَا عِرْقُ البُهْرِ، كَمَا فِي اللّسَان. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وأَمّا قَوْلُه:
(كِرَامٌ يَنَالُ الماءَ قَبْلَ شِفَاهِهِمْ ... لَهُمْ وَارِدَاتُ الغَرْضِ شُمُّ الأَرَانِبِ)
فقد قِيلَ: إِنّه أَرادَ الغُرْضُوفَ الَّذِي فِي قَصَبَةِ الأَنْفِ فحَذَفَ الواوَ والفَاءَ، ورَواهُ بَعْضُهم: لَهُمْ عارِضَاتُ الوِرْد وَقد تَقَدّم فِي ع ر ض. والغَارِضُ مِنَ الأَنُوف: الطَّويلُ. الغَارِضُ: مَنْ وَرَدَ الماءَ بَاكِراً. يُقَال: وَرَدْتُ الماءُ غَارِضاً أَيْ مُبْكراً كَمَا فِي الصّحاح. وَذَلِكَ المَاءُ غَرِيضٌ، كَمَا فِي اللّسَان، ويُرْوَى بالعَيْن المُهْمَلَة. كَمَا تَقَدَّم. من المَجَاز: أَغْرَضَ لَهُمْ غَرِيضاً، أَيْ عَجَنَ عَجِيناً ابْتَكَرَهُ، ولَمْ يُطْعِمْهم بَائِتاً. وَفِي الأَسَاس: غَرَضْتُ للضَّيْفِ غَرِيضاً: أَطْعَمْتُهُم طَعَاماً غَيْرَ بَائتٍ. أَغْرَضَ النَّاقَةَ: شَدَّهَا بالغُرْضَةِ والغَرْضِ، كَغَرَضَها غَرْضاً. ويُقَال:) غَرَضَ البَعِيرَ بالغَرْضِ: شَدَّه، وأَغْرَضَه: شَدَّ عَلَيْهِ الغَرْضَ. وغَرَّضَ الرَّجلُ تَغْرِيضاً: أَكَلَ اللَّحْمَ الغَرِيضَ، أَيْ الطَّرِيَّ. غَرَّضَ أَيْضاً: تَفَكَّهَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وَفِي اللّسَان مِنَ الفُكَاهَةِ وَهُوَ المُزَاحُ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: تَغَرَّضَ الغُصْنُ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَاب، وَفِي التَّكْملَة: انْغَرَضَ الغُصْنُ، إِذا انْكَسَرَ وَلم يَتَحَطَّمْ. ويَشْهَدُ لِمَا فِي التَّكْملَة نَصُّ اللِّسَانِ: انْغَرَضَ الغُصْنُ: تَثَنَّى وانْكَسَرَ انْكِسَاراً غَيْر بَائنٍ. من المَجَاز: غَارَضَ إِبلَهُ، إِذا أَوْرَدَهَا غَارِضاً، أَي بُكْرَةً، كَمَا فِي العُبَاب والأَساس. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُغَرَّضُ، كمُعَظَّمٍ: مَوْضِعُ الغُرْضَةِ، قَالَهُ ابنُ خَالَوَيْه. قالَ: ويُقَالَ للْبَطْنِ: المُغَرَّضُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ المَوْضِعُ الَّذي يَقَعُ عَلَيْهِ الغَرْضُ أَو الغُرْضَةُ، قَالَ: إِلَى أَمُونٍ تَشْتَكِي المُغَرَّضَا وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: ويُجْمَع الغَرْضُ أَيْضاً على أَغْرُضِ، كأَفْلُسٍ، وأَنْشَدَ لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةُ: يَغْتَالُ طُولَ نِسْعِهِ وأَغْرُضِهْ بنَفْخِ جَنْبَيْه وعَرْضِ رَبَضِهْ وغَرَضَ الشَّيْءَ يَغْرِضُه غَرْضاً، أَي كَسَرَهُ كَسْراً لَمْ يَبِنْ. والغَرِيضُ: الطَّرِيُّ من التَّمْرِ.
وغَرَضْتُ لَهُ غَرِيضاً: سَقَيْتُهُ لَبَناً حَلِيباً. وَهُوَ مَجَاز. وأَتَيْتُهُ غَارِضاً: أَوَّلَ النَّهَار. والغَرِيضَةُ: ضَرْبٌ من السَّوِيقِ، يُصْرَمُ من الزَّرْعِ مَا يُرَادُ حَتَّى يَسْتَفْرِكَ، ثمّ يُشَهَّى، وتَشْهِيَتُه أَنْ يُسَخَّنَ على المِقْلَى حَتَّى يَيْبَسَ، وإِنْ شَاءَ جَعَلَ مَعَهُ على المِقْلَى حَبَقاً، فَهُوَ أَطْيَبُ لطَعْمِه، وَهُوَ أَطْيَبُ سَوِيقٍ. والغَرِيضُ: الماءُ الَّذي وُرِدَ عَلَيْه بَاكِراً. والغَرَضُ: القَصْدُ. يُقَالُ: فَهِمْتُ غَرَضَك، أَي قَصْدَكَ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَال: غَرَضُه كَذَا، أَي حَاجَتُه وبَغْيَتُهُ. قَال شَيْخُنَا: قد كَثُرَ حَتَّى تَجَوَّزُوا بِهِ عَن الفَائدَةِ المَقْصُورَةِ من الشَّيْءِ، وَهُوَ حَقيقَةٌ عُرْفِيَّة بَعْدَ الشُّيُوعِ، لِكُوْنه مَقْصِداً، وقَبْلَ الشُّيُوعِ، اسْتعَارَةٌ أَو مَجَازٌ مُرْسَلٌ. واغْتَرَضَ الشَّيْءَ: جَعَلَه غَرَضَهُ. وغَرِضَ أَنْفُ الرَّجُلِ: شَرِبَ فنَالَ أَنْفُه الماءَ منْ قَبْلِ شَفَتِهِ. والإِغْرِيضُ: البَرَدُ، قالَه اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ يَصِفُ الأَسْنَانَ: وأَبْيَضَ كالإِغْريضِ لمْ يَتَثَلَّمِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الإِغْريضُ: مَا فِي جَوْفِ الطَّلْعَةِ، ثُمَّ شُبِّهَ بِهِ البَرَدُ، لَا أَنَّ الإِغْريضَ أَصْلٌ فِي البَرَدِ. والإِغْريضُ أَيْضاً: قَطْرٌ جَلِيلٌ تَرَاهُ إِذا وَقَعَ كأَنَّهُ أُصُولُ نَبْلٍ، وَهُوَ من سَحَابَةٍ مُتَقَطِّعَةِ،)
وَقيل: هُوَ أَوّلُ مَا يَسْقُط مِنْهَا. قَالَ النَّابِغَة:
(يَمِيحُ بعُودِ الضِّرْوِ إِغْرِيضَ بَغْشَةٍ ... جَلاَ ظَلْمَةُ مَا دُونَ أَنْ يَتَهَمَّمَا)
ويُقَالُ: غَرِّضْ فِي سِقَائِكَ، أَي لَا تَمْلأْه، كَمَا فِي الصّحاح. وفُلانٌ بَحْرٌ لَا يَغَرَّضُ، أَي لَا يُنْزَحُ.
كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الأَسَاس: لَا يُنْزَف. واغْتُرِضَ فُلانٌ: مَاتَ شَابّاً، نَحْو اخْتُضِرَ. وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَساس. وأَغْرَضَ الرَّجُلُ: أَصابَ الغَرَضَ. نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع.

الهجوم

الهجوم: إتيان الشيء على غفلة.

وعند أهل الله: ما يرد على القلب بقوة الوقت من غير تصنع من العبد. 
(الهجوم) السَّرِيع الهجوم وَمن الرِّيَاح الشَّدِيدَة تقلع مَا تمر بِهِ وَمَا يسيل الْعرق يُقَال تحمم فَإِن الْــحمام هجوم

أَرط

أَرط
} الأَرْطَى: شَجَرٌ ينبتُ بالرَّمْلِ، قالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ شَبيهٌ بالغَضَى ينبتُ عِصِيًّا من أَصلٍ واحدٍ، يطولُ قَدْرَ قامَةٍ، ووَرَقُه هَدَبٌ، ونَوْرهُ منَوْرِ الخِلافِ غير أَنَّهُ أَصغَرُ مِنْهُ. واللَّوْنُ واحِدٌ، ورائِحَتُه طَيِّبَةٌ، ومَنْبِتُه الرَّمْلُ، وَلذَلِك أَكثرَ الشُّعَراءُ من ذِكرِ تَعَوُّذِ بَقَرِ الوَحْشِ {بالأَرْطَى ونحوِها من شَجَرِ الرَّمْلِ، واحْتِفارِ أُصولِها للكُنُوسِ فِيهَا، والتَّبَرُّدِ من الحَرِّ، والانْكِراسِ فِيهَا من البَرْدِ والمَطَرِ دونَ شَجَر الجَلَدِ. والرَّمْلُ احْتِفارُه سَهْلٌ. وثَمَرُه كالعُنَّابِ مُرَّةً تأْكُلُها الإِبِلُ غَضَّةٌ، وعُرُوقُهُ حُمْرٌ شَديدةُ الحُمْرَةِ، قالَ: وأَخْبَرَني رَجُلٌ من بَني أَسَدٍ أَنَّ هَدَبَ الأَرْطَى حُمْرٌ كَأَنَّهُ الرُّمَّانُ الأَحمرُ. قالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ حُمْرَةَ ثَمَرِها: يَحُتُّ رَوْقَاها عَلَى تَحْوِيرِها من ذابِلِ الأَرْطَى وَمن غَضِيرِها فِي مُونِعٍ كالبُسْرِ من تَثْميرِها الواحدَةُ} أَرْطَاةٌ، قالَ الرَّاجِزُ: لمَّا رأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ مالَ إِلَى أَرْطَاةِ قِحْفٍ فاضْطَجَعْ وَلذَا قَالُوا: إِنَّ أَلِفُه للإِلْحاقِ لَا للتأْنيثِ، ووَزْنُه فَعْلَى، فيُنَوَّنُ حِينئِذٍ نَكِرَةً لَا معرِفَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لأَعْرابِيٍّ. وَقَدْ مَرِضَ بالشَّامِ. (أَلا أَيُّها المُكَّاءُ هاهُنا ... أَلاَءٌ وَلَا {أَرْطًى فأَيْنَ تَبِيضُ)

(فأَصْعِدْ إِلَى أَرْضِ المَكَاكِيِّ واجْتَنِبْ ... قُرَى الشَّامِ لَا تُصْبِحْ وأَنْتَ مَريضُ)
) أَو أَلِفُه أَصليَّةٌ فيُنَوَّنُ دَائِما، وعِبَارَة الصّحاح: فإِنْ جَعَلْتَ أَلِفُه أَصْلِيًّا نوَّنْتَه. فِي المعرِفَةِ والنَّكِرَةِ جَميعاً. قالَ ابنُ بَرِّيّ: إِذا جعلْتَ أَلِفَ أَرْطَى أَصليًّا، أَعني لامَ الكَلِمَةِ، كانَ وزنُها أَفْعَل، وأَفْعَلُ إِذا كَانَ اسْما لم يَنْصَرِف فِي المعرِفَةِ، وانْصَرَفَ فِي النَّكِرَةِ، أَو وزنُهُ أَفْعَلُ لأَنَّه يُقَالُ: أَدِيمٌ مَرْطِيٌّ، وَهَذَا موضِعُهُ المُعْتَلّ، كَمَا فِي الصّحاح. قالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ أَرْطَاةَ، وكُنِيَ أَبا أَرْطَاةَ، ويُثَنَّى أَرْطَيَانِ، وَالْجمع: أَرْطَيَاتٌ، قالَ أَبو حَنِيفَةَ: ويُجْمَعُ أَيْضاً عَلَى} أَرَاطَى، كعَذَارَى، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:
(ومثلُ الــحَمَامِ الوُرْقِ مِمَّا تَوَقَّرَتْ ... بِهِ مِنْ أَرْطَى حَبْلٍ حُزْوَى أَرِينُها)
قالَ الصَّاغَانِيُّ: وَلم أَجِدُه فِي شِعرِه، قالَ: ويُجْمَعُ أَيْضاً عَلَى {أَرَاطٍ، وأَنْشَدَ للعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْراً: أَلْجَأَهُ لَفْحُ الصَّبَا وأَدْمَسَا والطَّلُّ فِي خِيسِ أَرَاطٍ أَخْيَسَا} والمأْرُوطُ: الأَديمُ المَدْبوغُ بِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي زَيْدٍ. وَهَذَا يُؤيِّدُ أَنَّ أَلِفَ أَرْطَى للإِلْحاقِ، وَلَيْسَت للتَّأْنيثِ، وَمن قالَ: أَديمٌ مَرْطِيٌّ جعَلَ وزنُهُ أَفْعل، وسَيَأْتِي فِي المُعْتَلِّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقَالَ المُبَرِّدُ: {أَرْطَى، عَلَى بِناءِ فَعْلَى، مِثْلُ عَلْقَى، إلاَّ أَنَّ الأَلِفَ الَّتِي فِي آخِرِهِما لَيست للتَّأْنيثِ لأَنَّ الواحِدَةَ} أَرْطَاةٌ وعَلْقاةٌ، قالَ: والأَلِفُ الأُولى أَصْلِيَّة. وَقَدْ اخْتُلِفَ فِيهَا: فقيلَ: هِيَ أَصليَّةٌ، لقوْلِهِم: أَديمٌ! مَأْروطٌ، وقيلَ: هِيَ زائِدَةٌ لقولِهِم: أَديمٌ {مَرْطِيٌّ. والمَأْروطُ من الإِبِلِ: الَّذي يشتَكِي مِنْهُ، أَي من أَكْلِه، كَمَا فِي اللّسَان، والَّذي يأْكُلُهُ ويُلازِمُهُ} مَأْروطٌ أَيْضاً، {- كالأَرْطَوِيِّ} - والأَرْطَاوِيِّ، والَّذي حكاهُ أَبو زَيْدٍ: بَعيرٌ مَأْروطٌ {- وأَرْطَوِيٌّ.} - والأَرْطَاوِيُّ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عَن ابنِ عبَّادٍ، وَهُوَ فِي اللّسَان أَيْضاً. {وأَرْطَاةُ: ماءٌ لبَني الضَّبابِ يَصدُرُ فِي دارةَ الخَنْزَرَيْنِ، قالَ أَبو زَيْدٍ: تخرُج من الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ، فتَسيرُ ثلاثَ ليالٍ مُسْتَقْبِلاً مَهَبَّ الجَنوبِ من خارِجِ الحِمَى، ثمَّ تَرِدُ مِياهَ الضَّبَابِ، فمنْ مِياهِهِمُ الأَرْطَاةُ.} والأُراطَةُ، كثُمامَةَ: ماءٌ لبَني عُمَيْلَةَ شرقِيِّ سَمِيراءَ، وَقَالَ نصْرٌ: هُوَ من مِياهِ غَنِيٍّ، بَيْنَها وبينَ أُضاخ لَيْلَةٌ. {وأَرْطَةُ اللَّيْثِ: حصنٌ بالأَنْدَلُسِ، من أَعمالِ رَيَّة.} والأَرِطُ، ككَتِفٍ: لونٌ كلَوْنِ {الأَرْطَى، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.} وآرَطَتِ الأَرْضُ، عَلَى أَفْعَلَت بأَلِفَيْنِ: أَخْرَجَتْهُ، أَي {الأَرْطَى،} كأَرْطَتْ {إِرْطاءً وَهَذِه نَقَلَهَا الجَوْهَرِيّ، أَو هَذِه لحنٌ للجَوْهَرِيِّ قالَ شَيْخُنَا: قُلْتُ: لَا لَحْنَ، بَلْ كَذلِكَ ذَكَرَها أَربابُ الأَفْعالِ وابنُ سِيدَه وغيرُهُم. انْتَهَى. قُلْتُ: وَقَدْ ذَكَرَها كَذلِكَ أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتابِ النَّباتِ، وابنُ فارسٍ فِي المُجْمَل،)
ونَصُّهُما: يُقَالُ:} أَرْطَتِ الأَرْضُ، أَي أَنْبَتَت الأَرْطَى، فَهِيَ مُرْطِيَةٌ، قالَ الصَّاغَانِيُّ: قَدْ جَعَلا همزَةَ {الأَرْطَى زَائِدَة، وعَلى هَذَا مَوْضِعُ ذِكرِ الأَرْطَى عندَهُما بابُ الحُروفِ اللَّيِّنة، ثمَّ مَا ذَكَرَهُ المُصَنِّفِ من تَلْحينِ الجَوْهَرِيّ فَقَدْ سَبَقَهُ أَبو الهَيْثَمِ حَيْثُ قالَ:} وأَرْطَتْ لَحْنٌ لأنَّ أَلِفَ! أَرْطَى أَصليَّةٌ، ثمَّ إِنَّهُ وُجِدَ فِي بعضِ نُسَخِ الصحاحِ أَرْطَتْ، هَكَذا بالمَدِّ، ومِثلُه فِي نُسخَةِ الصّحاح بخطِّ ياقوت مَضْبوطاً بالقلَم، ولكنَّه تَصْليحٌ، ويشهدُ لذَلِك أَنَّهُ كتبَ فِي الهامِشِ تِجاهَه: بخَطِّه: {وأَرْطَت، أَي بخَطِّ الجَوْهَرِيّ، كَمَا نَقَلَهُ المُصَنِّف. ووُجِدَ بخَطِّ بعضِ الأُدَباءِ} أَرَّطَتْ مُشدَّدةَ الرَّاءِ، أَي فِي نُسخِ الصّحاح، وَهِي لَحْنٌ أَيْضاً. قالَ شَيْخُنَا: هِيَ عَلَى تقديرِ ثُبوتِها يُمكِنُ تصحيحُها بنوعٍ من العِنايَةِ. قُلْتُ: اللُّغَةُ لَا يدخلُ فِيهَا القِياسُ، والَّذي ذَكَرَهُ أَبو الهَيْثَم: {آرَطَتْ، وغيرُه:} أَرْطَت، وَلم يُنْقَلْ عَن أَحدٍ من الأَئمَّةِ {أَرَّطَتْ، مشدَّدةً، فَهُوَ تَصْحيحٌ عَقْلِيٌّ لَا ينبَغِي أَنْ يُوثَقَ بِهِ ويُعتمَدَ عَلَيْهِ. فتأَمَّلْ.} والأَرِيطُ، كأَميرٍ: الرَّجُلُ العاقِرُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ: مَاذَا تُرَجِّينَ من {الأَرِيطِ لَيْسَ بِذِي حَزْمٍ وَلَا سَفِيطِ قُلْتُ: الرَّجزُ لحُمَيْدٍ الأَرْقَطِ. وَفِي العُبَاب: وبينَهُما مشطورٌ سَاقِط: حَزَنْبَلٍ يَأْتِيكِ بالبَطِيطِ قالَ ابنُ فارسٍ: الأَصلُ فِيهِ الهاءُ، من قولِهِم: نَعْجَةٌ هَرِطَةٌ، وَهِي المَهْزولَةُ الَّتي لَا يُنْتَفَعُ بلَحْمِها غُثُوثَةً.} وأُراطَى، بالضَّمِّ: بَلَدٌ، قالَ ياقُوت: ويُقَالُ: {أُراطٌ أَيْضاً، وَهُوَ: ماءٌ عَلَى سِتَّةِ أَمْيالٍ من الهاشِمِيَّةِ شرْقِيِّ الخُزَيْمِيَّةِ من طَريقِ الحاجِّ، ويُنْشِدُ بيتُ عَمْرو بنِ كُلْثُوم عَلَى الرِّوايَتَيْنِ:
(ونَحْنُ الحابِسونَ بِذي} أُرَاطَى ... تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينَا)
ويومُ أُرَاطَى: من أَيَّامِ العَرَبِ. قالَ ظالِمُ بنُ البَراءِ الفُقَيْمِيُّ:
(فأَشْبَعْنا ضِباعَ ذَوِي {أُرَاطَى ... من القَتْلَى وأُلْجِئَتِ الغُنُومُ)
وَفِي العُبَاب: قالَ رُؤْبَةُ: شُبَّتْ لِعَيْنَيْ غَزِلٍ مَيَّاطِ سَعْدِيَّةٌ حَلَّت بذِي} أُرَاطِ قالَ الأَصْمَعِيّ: أَرادَ {أُرَاطَى، وَهُوَ بلدٌ، وَرَوَاهُ بعضُهم بفَتْح الهمزَة أَرَاطِ.} وأُرَيْطُ، كزُبَيْرٍ، وَذُو {أُرَاطٍ كغُرابٍ: مَوْضِعان، أَمَّا} أُرَيْط فَقَدْ جاءَ فِي شِعر الأَخْطَلِ:)
(وتَجَاوَزَتْ خَشَبَ الأُرَيْطِ ودُونَه ... عَرَبٌ تَرُدُّ ذَوِي الهُمُومِ ورُومُ)
وأَهْمَلَهُ ياقوت فِي مُعجمِه، وأَمَّا ذُو أُرَاطٍ فمِنْ مِياهِ بَني نُمَيْرٍ، عَن أَبي زِيادٍ، وأَنْشَدَ بَعضهم: أَنَّى لكَ اليَوْمَ بذِي أُرَاطِ وهُنَّ أَمثالُ السِّرَى الأَمْراطِ وَفِي العُبَاب: الرَّجز لجِسَّاس بن قُطَيْبٍ يَصِفُ إِبلاً وَرِوَايَته: فَلَو تَراهُنَّ بذِي {أُرَاطِ قالَ: والسِّرَى: جمعُ سِرْوَةٍ، وَهِي سَهْمٌ. قُلْتُ: وَهَكَذَا أنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ. وَفِي كِتابِ نَصْرٍ: ذُو أُرَاطٍ: وادٍ فِي دِيارِ بني جعفَرِ بنِ كِلابٍ فِي حِمَى ضَرِيَّة، ويُفتح. وذُو أُرَاطٍ أَيْضاً: وادٍ لبَني أَسَدٍ عندَ عُكاظَ، وأَيْضاً: وادٍ يُنْبِتُ الثُّمَامَ والعَلَجَانَ بالوَضَح، وَضَحِ الشَّطُون، بينَ قُطَيَّاتٍ وَبَين الحَفِيرَةِ حَفِيرَةِ خالِد. وأيْضاً: وادٍ فِي بِلادِ بَني أَسَدٍ.} وأُرَاطٍ: مَوْضِعٌ باليَمَامَةِ، كَذَا فِي مُعْجَمِ ياقُوت. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: أَديمٌ {مُؤَرْطَى: مَدْبوغٌ} بالأَرْطَى. ويُجمعُ {أَرْطَى أَيْضاً عَلَى} أَراط عَلَى فَعَالٍ، قالَ الشَّاعِر يَصِفُ ثَوْرَ وَحْشٍ:
(فضَافَ {أَراطِيَ فاجْتافَهَا ... لهُ مِنْ ذَوَائِبِهَا كالحَظِرْ)
وذُو} الأَرْطَى: مَوْضِعٌ، قالَ طَرَفَةُ:
(ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى فُوَيْقَ مُثَقَّبٍ ... بِبِيئَةِ سُوءٍ هَالِكاً أَو كَهَالِكِ)
وأَبو {أَرْطَاةَ: حجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ بنِ ثَوْرِ بنِ هُبَيَرَةَ بن شَراحيلَ اليَمَنيُّ الكوفِيُّ القَاضِي، مشهورٌ.
وعَطِيَّةُ بنُ الملِيح} - الأرطوى شَاعِر ذكره أَبو عليٍّ الهَجَرِيُّ، منسوبٌ إِلَى جَدٍّ لهُ يُقَالُ لَهُ: {أَرْطَاةُ، قالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: اسمُهُ حَبْتَر.

ثأَط

ثأَط
{الثَّأْطَة: الحَمْأَةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَقيل: الثَّأْطَةُ: الطِّينُ حَمْأَةً كَانَت أَو غيرَ ذَلِك، وجَمعَ بَيْنَهما أُمَيَّةُ ابْن أَبي الصَّلْتِ فِي قَوْله يَذْكُرُ حَمامَــةَ نوحٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى نَبيَّنا وسَلَّم:
(فجاءَتْ بعْدَ مَا ركَضَتْ بقِطْفٍ ... عَلَيْهِ الثَّأْطُ والطِّينُ الكُبابُ)
وَقَالَ أَيْضاً:
(بَلَغَ المَشارِقَ والمَغارِبَ يَبْتَغي ... أَسْبابَ أَمْرٍ من حَكيمٍ مُرْشِدِ)

(فأَتى مَغيبَ الشَّمْسِ عندَ مَآبِها ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ} وثَأطٍ حَرْمَدِ)
وأَوْرَدَ الأّزْهَرِيّ هَذَا البَيْتَ مُسْتَشْهِداً بِهِ عَلَى الثَّأْطَة: الحَمْأَة، فَقَالَ: أَنْشَدَ شَمِرٌ لتُبَّع، وكَذلِكَ أَوْرَدَه ابنُ بَرِّيّ، وَقَالَ: إنَّه لِتُبَّعٍ يَصِفُ ذَا القَرْنَيْنِ، قالَ: والخُلُب: الطِّينُ بكلامِهم. قالَ الأّزْهَرِيّ: وَهَذَا فِي شِعْرِ تُبَّعٍ المَرْوِيِّ عَن ابْن عبّادٍ. قُلْتُ: وَقَدْ سَبَق ذِكْره فِي خَ ل ب.
والثَّأْطَة: دُوَيْبَّةٌ لَسّاعَةٌ، لم يَحْكِها غيرُ صاحِبِ العَيْنِ. وَج الكُلِّ: {ثَأْطٌ، بحَذْفِ الْهَاء. وَفِي المَثَلِ:} ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بماءٍ يُضْرَبُ للأحْمَقِ يَزْدادُ مَنْصِباً. وَفِي الصّحاح: يُضْرَبُ للرَّجُل يَشْتَدُّ موقُه وحُمْقُه لأنَّ الثَّأْطَةَ إِذا أَصابها الماءُ ازْدادَتْ فَساداً ورُطوبةً. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يُضْرَبُ لِفاسِدٍ يُقْرَنُ بمِثْلِه. {والثَّأْطاءُ: الحَمْقاءُ، مُشتَقٌّ من الثَّأْطَة. و} الثَّأْطاءُ: نَعْتُ لِلأَمةِ، يُقَالُ: مَا هُوَ بِابْن {ثَأْطاءَ، أَي بابنِ أَمَةٍ. وقالَ ابْن عبادٍ:} الثُّؤاط، كغُرابٍ: الزُّكامُ، وَقَدْ {ثُئِطَ، كعُنِيَ أَي زُكِمَ.} وثَئِطَ اللَّحْمُ، كفَرِحَ: أَنْتَنَ، وكَذلِكَ ثَعِطَ، نَقَلَهُ ابْن عبّادٍ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مُسْتَعارٌ من فَسادِ {الثَّأْطَةِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} الثَّأْطاءُ، مُحَرَّكَةً: لغَةٌ فِي الثَّأْطاءِ، بالتَّسْكين. ويُقَالُ للأحْمَق أَيْضاً: يَا ابْن {ثَأْطانَ} وثَأَطانَ، بالتَّسْكين والتَّحْريك، وكَذلِكَ لابْنِ الأَمَةِ.

دمط

دمط
دِمْيَاطُ، كجِرْيال، أَهْمَلَهُ الجَماعَةُ، وَهُوَ: د، م، مَعْروفٌ: أَحدُ الثُّغورِ المصْرِيَّة، وَهِي كورَةٌ عَظيمَةٌ من كُوَرِ مِصْرَ، بينَهَا وبينَ تِنِّيسَ اثْنا عَشَرَ فَرْسخاً، ويُقَالُ: سُمِّيت بدِمْيَاطَ من وَلدِ أَشمن ابْن مِصْرايْمَ بن بنصر بن حام، ويُقَالُ: الدَّالُ والميمُ والطَّاءُ أَصلُها سُرْيانِيَّة، وَمَعْنَاهَا: القُدْرَةُ، إِشارَة إِلَى مَجْمَع العَذْبِ والمِلْح. ويُقَالُ: إِنَّ إِدْريسَ عَلَيْهِ السَّلامُ كانَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ: أَنا الله ذُو القُوَّةِ والجَبَروتِ، أَجمَعُ بَيْنَ العَذْبِ والمِلْحِ، والماءِ والنَّارِ، وذلِكَ بقُدْرَتي ومَكْنونِ عِلْمي. وَقَالَ إبْراهيمُ بنُ وَصيف شاه: دِمْيَاطُ: بَلَدٌ قَديمٌ بُنِي فِي زَمانِ قَيْلَمُون بن أَتريب بن قِبْطم بن مِصْرَايم، عَلَى اسمِ غُلامٍ. ولمَّا قَدِمَ المُسْلِمونَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ كانَ بدِمْيَاطَ الهاموك من أَخْوالِ المُقَوْقِسِ، فلمَّا افْتَتَح عَمْرو بنُ العاصِ مِصْرَ امْتَنَعُ الهامُوكُ بدِمْيَاط، واسْتَعَدَّ للحربِ، فأَنْفَذَ إِلَيْه عَمْرٌ والمِقْدادَ بنَ الأَسوَدِ فِي طائِفَةٍ من المُسْلِمينَ، فافْتَتَحَهَا بعد مَكائدَ وحُرُوبٍ وخُطُوبٍ. وَكَانَ الفَرَنْسيسُ، لَعَنَهُ اللهُ، قَدْ حاصَرَ دِمْيَاطَ وأَخَذَها من يدِ المُسلِمينَ، وَكَانَت فِي يَدِه أَحَدَ عَشَر شَهْراً وسبعَةَ أَيَّامٍ، ثمَّ تَسَلَّمَها المُسْلِمونَ فِي آخِرِ دولَةِ المَلِك المُعُظَّمِ عِيسَى بنِ أَبي يَكْر بنِ أَيُّوب، ولمَّا اسْتَوْلى الملِكُ النَّاصرُوالصَّاغَانِيُّ صَاحِب العُبَاب، وعليّ ابْن سعيدٍ الأَندَلُسيّ صَاحِب المُغْرِب، وَيَاقُوت الحَمَوِيّ صَاحِب مُعجمِ البُلْدان، وابنِ الخَبَّاز النَّحوِيّ، والصَّاحبِ بنِ العَدِيم مؤرِّخ حَلَب، وَغَيرهم، حدَّثَ عَنهُ أَبُو طَلْحَةَ مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بنِ يوسُفَ الحراديّ شيخُ المُسْنِدِ المُعَمَّرِ، مُحَمَّدِ بن مُقْبِلٍ الحَلَبِيّ، وأَسانيدُنا إِلَيْه مشهورَةٌ، وَفِي الدَّفاتِرِ مَسْطورَةٌ. وَقَدْ سمِعتُ الحديثَ بدِمْيَاطَ عَلَى شيخِها العلاَّمَةُ الأُصُولِيِّ المحَدِّث أَبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عِيسى ابنِ يوسُفَ الشَّافِعِيّ، كانَ أَحْفَظَ أَهْلِ زَمانِهِ قِراءةً عَلَيْهِ بجامِعِ البَحْرِ، وبالزَّاوِيَةِ المعْروفَةِ بمَسْجِد زُرارَةَ بنِ عبدِ الْكَرِيم، حدَّثَ عَن أَبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد الدِّمْياطِيّ وَغَيره، تُوُفِّي فِي السَّادس من شعْبَان سنة. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه من هَذِه المادَّة: دَمَاطُ، كسَحَابٍ: قريةٌ من أَعْمال الغَرْبيَّة، وَمِنْهَا الشَّمْسُ مُحَمَّد بنُ مُحَمَّد بن عبدِ القُدُّوس الدَّمَاطِيّ، حدَّثَ عَن ابنِ عمِّه الشِّهابِ أَحْمَدَ ابنِ عليِّ بن عبدِ القُدُّوس نَزيل المَدينَةِ المُنَوَّرة، عَلَى ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.

ببغ

ببغ
البَبَّغَاءُ: هذا الطائر الأخضر المعروف. ولقب شاعر أيضاً، وهو أبو الفَرَج عبد الواحد بن نصر المخزومي، ولُقب بالببغاء لِلُثْغَةٍ في لسانه.
ببغ
! البَبْغَاءُ، بفَتْحٍ فسُكُونٍ، وقدْ تُشَدَّدُ الباءُ الثّانِيَّةُ، أهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ طائِرٌ أخْضَرُ مَعْرُوفٌ.
قالَ: وهُوَ أيْضاً: لَقَبُ أبي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ نَصْرٍ المَخْزُومِيِّ الشّاعِرِ، لُقِّبَ للثُغَةٍ، أَي: فِي لسانِه.
وممّا يُسْتَدْركَ عليهِ: ابنُ! البَبْغِ، بمُوحَّدَتَيْنِ، الثانِيَةُ ساكِنَةٌ: صَدَقَةُ بنُ جَرْوَانَ المُقْرِئُ، سَمِعَ أَبَا الوَقْتِ، وتُوفِّيَ سنة، هَكَذَا ضَبَطَهُ الحافِظُ

ببغ



بَبْغَآءُ (Msb, K) and بَبَّغَآءُ (K, Kzw) [in modern vulgar Arabic بَبَغَان, The parrot;] a certain well-known bird; (Msb;) a certain green bird, (Sgh, K, TA,) well known; (TA;) the bird called in Persian طُوطِي, beautiful in colour and form, mostly green, but in some instances red, and yellow, and white; having a thick bill and tongue: it hears the speech of men and repeats it, without knowing its meaning; and utters letters rightly: when they desire to teach it, they put a mirror in its cage, so that it sees therein its own form, and they speak to it from behind the mirror, and when it hears, it repeats, desiring to do as its like; and thus it learns quickly: one of the wonders relating to it is [said to be this], that it never drinks water; for if it drank, it would die: (Kzw:) the affix renders fem. the word, but not the thing named thereby, like the ة in حَمَامَــةٌ and نَعَامَةٌ; for the word applies to the male and the female, so that one says, بَبْغَآءُ ذَكَرٌ [a male parrot] and بَبْغَآءُ أُنْثَى

[a female parrot]: and the pl. is بَبْغَاوَاتٌ [or بَبَّغَاوَاتٌ], like as صَحْرَاوَتٌ is pl. of صَحْرَآءُ. (Msb.)

خَصف

خَصف
) الْخَصْفُ: النَّعْلُ ذَاتُ الطِّرَاقِ، وكُلُّ طِرَاقٍ مِنْهَا خَصْفَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخَصَفَ النَّعْلَ، يَخْصِفُهَا، خَصْفاً، ظَاهَرَ بَعْضَهَا علَى بَعْضٍ، وخَرَزَهَا، وكُلُّ مَا طُورِقَ بَعْضُه علَى بَعْضٍ فقد خُصِفَ، وَفِي الحديثِ: كانَ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَفِي آخَرَ: وَهُوَ قاعِدٌ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَهُوَ من الخَصْفِ، بمعْنَى الضَّمِّ والجَمْعِ. ومِن المَجَازِ: خَصَفَ العُرْيَانُ الْوَرَقَ علَى بَدَنِهِ، يَخْصِفُهَا، خَصْفاً: أَلْزَقَهَا، أَي: أَلْزَقَ بَعْضَها إِلى بَعْضٍ، وأَطْبَقَهَا عَلَيْهِ وَرَقَةً وَرَقَةً، لِيَسْتُرَ بِهِ عَوْرَتَهُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ، وَمِنْه أَيضاً قَوْلُ العَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، يَمْدَحُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: (مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلاَلِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ)
أَي: فِي الجَنَّةِ، كَأَخْصَفَ، وَمِنْه قِرَاءَةُ ابنُ بُرَيْدَةَ، والزُّهْرِيِّ، فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ: وَطَفِقَا يُخْصِفَانِ. واخْتَصَفَ قالَ اللَّيْثُ: الاخْتِصَافُ: أَن يَأْخُذَ العُرْيانُ علَى عَوْرَتِهِ وَرَقاً عَرِيضاً، أَو شَيْئاً نَحْوَ ذَلِك، يُقال: اخْتَصَفَ بِكَذَا، وقَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ، والزُّهْرِيُّ، والأَعْرَجُ، وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ: وَطَفِقَا يَخِصِّفانِ، بكَسْرِ الخاءِ والصَّادِ وتَشْدِيدِهَا، علَى معنَى يخْتَصِفان، ثمَّ تُدْغَمُ التَّاءُ فِي الصَّادِ، وتُحَرَّكُ الخاءُ بحَرَكةِ الصَّادِ، وبعضُهُمْ حَوَّلَ حَرَكَةَ التَّاءِ ففَتَحَهَا، حَكاهُ الأَخْفَشُ.
قلتُ: ويُرْوَى عَن الحَسَنِ أَيضاً، وقَرَأَ الأَعْرَجُ وأَبو عمرٍ و: يَخْصِّفانِ بسُكونِ الخاءِ وكَسْرِ الصَّادِ المُشَدَّدَةِ.
قلتُ: وَفِيه الجَمْعُ بَين السَّاكنَيْن، وَقد تقدَّم الكلامُ عَلَيْهِ فِي اسْتَطاع، فرَاجِعْهُ. وخَصَفَتِ النَّاقَةُ،) تَخْصِفُ، خِصَافاً، بِالْكَسْرِ: إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا وقَدْ بَلَغَ الشَّهْرَ التَّاسِعَ، فَهِيَ خَصُوفٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ، ونَصُّه فِي النَّوادِرِ: يُقَال للنَّاقةِ إِذا بَلَغَتِ الشَّهْرَ التَّاسِعَ مِن يَوْمِ لَقِحَتْ ثمَّ أَلْقَتْهُ: قد خَصَفَتْ، تَخْصِفُ، خِصَافاً، فَهِيَ خَصُوفٌ. وَقيل: الْخَصُوفُ: هِيَ الَّتِي تُنْتَجُ بَعْدَ الْحَوْلِ مِن مَضْرِبِهَا بِشَهْرَيْنِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ: بشَهْرٍ، والجَرُورُ بشَهْرَيْنِ. قلتُ: وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَصُوفُ: هِيَ الَّتِي تُنْتَجُ عندَ تَمَامِ السَّنَةِ، وَقَالَ غيرُه: الخَصُوفُ مِن مَرَابِيعِ الإِبِلِ: الَّتِي تُنْتَجُ عندَ تَمامِ السَّنَةِ، وَقَالَ غيرُه: الخَصُوفُ مِن مَرَابِيعِ الإِبِلِ: الَّتِي تُنْتَجُ إِذا أَتَتْ علَى مَضْرِبِها تَمَاماً لَا يَنْقُصُ. والْخَصَفَةُ، مُحَرَّكَةً: الْجُلَّةُ تُعْمَلُ مِن الْخُوصِ لِلْتَمْرِ، يُكْنَزُ فِيهَا، بلُغَةِ البَحْرَانِيِّينَ.
والخَصَفَةُ أَيضاً: الثَّوْبُ الْغَلِيظُ جِدًّا تَشْبِيهاً بالخَصَفَةِ المَنْسُوجةِ مِنَ الخُوصِ، قَالَهُ اللَّيْثُ ج: خَصَفٌ، وخِصَافٌ، بالكَسْرِ، قَالَ الأَخْطَلُ يذْكُر قَبِيلَةً:
(فَطَارُوا شَقافَ الأُنْثَيَيْنِ فَعَامِرٌ ... تَبِيعُ بَنِيهَا بِالْخِصَافِ وبِالتَّمْرِ)
أَي صارُوا فِرْقَتَيْنِ بمَنْزِلَةِ الأُنْثَيَيْنِ، وهما البَيْضَتانِ. قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَن تُبَّعاً كَسَا الْبَيْتَ المُسُوحَ، فَانْتَفَضَ البيتُ مِنْهَا، ومَزَّقَهَا عَن نَفْسِهِ، ثُمَّ كَسَاهُ الخَصَفَ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: الخَصَفُ الَّذِي كَسَا تُبَّعٌ البَيْتَ لم يكُنْ ثِيَاباً غِلاظاً كَمَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا الخَصَفُ سَفَائِفُ تُسَفُّ مِن سَعَفِ النَّخْلِ، فيُسَوَّى مِنْهَا شُقَقٌ تُلبَّسُ بُيُوتَ الأَعْرَابِ، ورُبَّمَا سُوِّيَتْ جِلالاً للتَّمْرِ، وَمِنْه الحديثُ: أَنه كَانَ يُصَلِّي فاَقْبَلَ رَجُلٌ فِي بَصَرِه سُوءٌ، فَمَرَّ بِبِئْرٍ عَلَيْهَا خَصَفَةٌ، فَوَطِئَها، فَوَقَعَ فِيهَا، فَضَحِكَ بعضُ مَن كَانَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، فأَمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ مَن ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الوُضُوءَ والصَّلاةَ.
وخَصْفَةُ أَيْضاً: ابنُ قَيْسِ عَيْلاَنَ أَبو حَيٍّ مِن العَرَبِ. وخَصَفى، كَجَمَزَى: ع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
والأَخْصَفُ: الأَبْيَضُ الْخَاصِرَتَيْنِ مِن الْخَيْلِ والْغَنَمِ وسَائِرُ لَوْنِهَا مَا كانَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهِي خَصْفَاءُ، وَقد يكونُ أَخْصَفَ بجَنْبٍ وَاحِدٍ، وَقيل: هُوَ الَّذِي ارْتَفَعَ البَلَقُ مِن بَطْنِهِ إِلى جَنْبَيْهِ.
والأَخْصَفُ مِن الْجِبَالِ والظِّلْمَانِ: الَّذِي لَوْنُه كلَوْنِ الرَّمَادِ، فِيهِ بَيَاضٌ وسَوَادٌ، والنَّعَامَةُ خَصْفاءُ، يُقال: جَبَلٌ أَخْصَفُ، وظَلِيمٌ أَخْصَفُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْعَجَّاجِ فِي صِفَةِ الصُّبْحِ: حَتَّى إِذَا مَا لَيْلُهُ تَكَشَّفَا أَبْدَى الصَّبَاحُ عَنْ بَرِيمٍ أَخْصَافَ)
وأَخْصَفُ: ع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وأَهْمَلَهُ يَاقُوتُ. وكَتِيبَةٌ خَصِيفَةٌ: ذَاتُ لَوْنَيْنِ لَوْنِ الْحَدِيدِ وغَيْرِهِ، وَفِي اللِّسَانِ: لِمَا فِيهَا مِن صَدَإِ الحَدِيدِ وغيرِه، ونَصُّ الصِّحاحِ والعُبَابِ، وكَتِيبَةٌ خَصِيفٌ، لم تَدْخُلْهَا الهاءُ، لأَنَّهَا مَفْعُولَةٌ، أَي: خُصِفَتْ مِن وَرَائِهَا بخَيْلٍ، أَي: أُرْدِفَتْ، وَلَو كانتْ لِلَوْنِ الحَدِيدِ لَقالُوا: خَصِيفَةٌ، لأَنَّهَا بمعنَى فَاعِلَة، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. والْخَصِيفُ، كأَمِيرٍ: الرَّمَادُ، سُمِّيَ بِهِ لِمَا فِيه لَوْنانِ سَوَادٌ وبَيَاضٌ، ويُقَال: رَمَادٌ خَصِيفٌ، علَى الوَصْفِ، وَهُوَ الأَكْثَرُ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
(وخَصِيفٍ لِذِي مَنَاتِجِ ظِئْرَيْ ... نِ مِنَ الْمَرْخِ أَتْأَمَتْ زُنُدُهْ)
شَبَّهَ الرَّمادَ بالْبَوِّ، وظِئْرَاهُ: أُثْفِيَتَان أُوقِدَتِ النَّارُ بَيْنَهما. والخَصِيفُ أَيْضاً: النَّعْلُ الْمَخْصُوفَةُ، خُرِزَ بَعْضُهَا علَى بَعْضٍ، والخَصِيفُ أَيضاً: اللَّبَنُ الْحَلِيبُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الرَّائِبُ، فإِن جُعِلَ فِيهِ التَّمْرُ والسَّمْنُ فَهُوَ العَوْبَثَانِيُّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للسَّعْدِيّ:
(إِذَا مَا الْخَصِيفُ الْعَوْبَثَانِيُّ سَاءَنَا ... تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ الْمُسَرْهَدَا)
قلتُ: وَقد تَقَدَّم فِي ع ب ث عَن ابْنِ بَرِّيّ، أَنَّ البَيْتَ لِناشِرَةَ بنِ مَالِكٍ، يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيِّ، وَكَانَ المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبْنِ، فرَاجِعْهُ. وخَصِيفُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ الجَزَرِيُّ: مُحَدِّثٌ، وسيأْتي ذِكْرُ ابنِ أَخِيهِ قَرِيبا ومِن المَجَاز: الخَصَّافُ، كَشَدَّادٍ: الْكَذَّابُ، كأَنَّهُ يَخْرِزُ القَوْلَ، أَي يَخْرِزُهَا. وأَبو بكر أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُهَيْر الخَصَّافُ شَيْخٌ شَرُوطِيٌّ حَنَفِيّ، أَلَّفَ فِي الشُّرُوطِ، والأَوْقَافِ، وآدابِ الْقَضَاءِ، والرَّضَاعِ، والنَّفَقاتِ، علَى مَذْهبِ أَبي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وخَصَافِ، كَقَطَامِ: فَرَسٌ أُنْثَى كَانَتْ لِمَالِكِ بنِ عَمْرٍ والْغَسّانِيِّ، وَكَانَ فِيمَنْ شَهِدَ يَوْمَ حَلِيمَةَ فأَبْلَى بَلاءً حَسَناً، وجاءَتْ حَلِيمَةُ تُطَيِّبُ رِجَالَ أَبِيهَا مِن مِرْكَنٍ، فلَمَّا دَنَتْ مِنْ هَذَا قَبَّلَهَا، فشَكَتْ ذَاك إِلى أَبِيهَا، فَقَالَ: هُوَ أَرْخَى رَجُلٍ عِنْدِي فَدَعِيهِ، فإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ، وإِمَّا أَنْ يُبْلِيَ بَلاءً حَسَناً، ويُسَمَّى فَارِسَ خَصافِ، كَذَا فِي العُبَابِ. وَرَوَى ابنُ الكَلْبِيِّ، عَن أَبِيهِ، يُقَال: كَانَ مالكُ بنُ عَمْرٍ وَهَذَا مِنْ أَجْبَنِ النَّاسِ، قَالَ: فَغَزَا يَوْماً، فأَقْبَلَ سَهْمٌ حَتَّى وَقَعَ عندَ حَافِرِ فَرَسِهِ، فَتَحَرَّكَ سَاعَةً، فَقَالَ: إِنَّ لهَذَا السَّهْمِ شَيْئاً يَنْجُثُهُ، فاحْتَفَرَ عَنهُ، فإِذا هُوَ قد وَقَعَ علَى نَفَقِ يَرْبُوعٍ فأَصَابَ رَأْسَهُ، فتَحَرَّك اليَرْبُوعُ سَاعَةً، ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ: هَذَا فِي جوْفِ جُحْرٍ، جاءَ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، وأَنا ظَاهِرٌ علَى فَرَسِي.
مَا المَرْءُ فِي شَيْءٍ وَلَا اليَرْبُوعُ فذَهَبَ مَثَلاً، ثمَّ شَدَّ عَلَيْهِم، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِك مِنْ أَشْجَعِ النَّاسِ. قَوْلُه: يَنْجُثُه: أَي يُحَرِّكُهُ. وَمِنْه:) أَجْرَأُ مِن فَارِسِ خَصَافِ ورَوَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ أَنَّ صَاحِبَ خَصَافِ كَانَ يُلاَقِي جُنْدَ كِسْرَى فَلَا يَجْتَرِىءُ عَلَيْهِم، وَيَظُنُّ أَنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ كَمَا تَمُوتُ النَّاسُ، فَرَمَى رَجُلاً مِنْهُم يَوْماً بسَهْمٍ فَصَرَعَهُ، فَمَاتَ، فَقَالَ: إِنَّ هؤلاءِ يمُوتُونَ كَمَا نَمُوتُ نَحن، فَاجْتَرَأَ عَلَيْهِم، فَكانَ مِن أَشْجَعِ النَّاسِ، وأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيّ:
(تَاللهِ لَوْ أَلْقَى خَصَافِ عَشِيَّةً ... لَكُنْتُ علَى الأَمْلاَكِ فَارِسَ أَسْأَمَا)
وخِصَافٌ، ككِتَابٍ: حِصَانٌ كَانَ لِسُمَيْرِ بنِ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيِّ، كَذَا فِي العُبَابِ، ونَصُّ كتاب الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ: سُفْيَان بن رَبِيعَةَ البَاهِلِيّ، قَالَ: وَعَلَيْهَا قُتِلَ: قَوَلاَ المَرْزُبانَ، وسِيَاقُهُ يَقْتَضِي أَنَّهَا كانَتْ أُنْثَى، وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ، وَفِي العُبَابِ: لَهُ أَيْضاً: فَارِسُ خِصَافٍ، أَجْرَأَ مِن فَارِسِ خِصَافٍ.
وخِصَافٌ أَيضا: حِصَانٌ آخَرُ، كَانَ لِحَمَلِ بنِ زَيْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عامرِ بنِ ذُهْلٍ، مِن بني بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، يُقال: كَانَ مَعَهُ هذَا الْفَرَسُ، وطَلَبَهُ مِنْهُ الْمُنْذِرُ بنُ امْرِىءِ الْقَيْسِ لِيَفْتَحِلَهُ، فَخَصَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِجُرْأَتِهِ، فَسُمِّيَ خَاصِي خَصَافٍ، ومِنْهُ أَجْرَأُ مِن خَاصِي خِصَافٍ، فأَمَّا مَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ علَى مِثَالِ قَطَامِ، فَهِيَ كانتْ أُنْثَى، فكيفَ تُخْصَى، وصِحَّةُ إِيرَادِ ذلِكَ المَثَلِ: أَجْرَأُ مِنْ فَارِسِ خِصَافٍ نَبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ. وعبدُ المَلِكِ بنُ خِصَافِ بنِ أَخِي خَصِيفٍ الجَزَرِيّ: مُحَدِّثٌ، رَوَى عَن هَبّارِ بنِ عَقِيلٍ، وتقدَّم ذِكْرُ عَمِّه آنِفاً. وسَمَاءٌ مَخْصُوفَةٌ: مَلْسَاءُ خَلْقَاءُ، أَو مَخْصُوفَةٌ: ذَاتُ لَوْنَيْنِ فِيهَا سَوَادٌ وبَيَاضٌ، كَمَا فِي العُبَابِ. والْخُصْفَةُ، بِالضَّمِّ: الْخُرْزَةُ بالضَّمِّ أَيضاً. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَخْصَفَ فِي عَدْوِهِ: أَي أَسْرَعَ، قَالَ: وَهُوَ بالحَاءِ جَائِزٌ أَيضاً، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والصَّوابُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ لَا غَيْرُ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ علَى الصَّوابِ. والتَّخْصِيفُ: سُوءُ الْخُلُقِ، وضِيقُهُ، يُقَال: رَجُلٌ مُخْصِفٌ. والتَّخْصِيفُ أَيضاً: الاجْتِهَادُ فِي التَّكْلُّفِ بِمَا لَيْس عِنْدَكَ.
وَمن المَجَازِ: خَصَّفَهُ الشَّيْبُ، تَخْصِيفاً، أَي: اسْتَوَى هُوَ أَي بَيَاضُهُ والسَّوَادُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: خَصَّفَهُ الشَّيْبُ تَخْصِيفاً، وخَوَّصَهُ تَخْوِيصاً، ونَقَّبَ فِيهِ تَنْقِيباً، بِمَعْنى واحدٍ، وَفِي الأَساسِ: خَصَّفَ الشَّيْبُ لِمَّتَهُ: جَعَلَهَا خَصِيفاً: ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخَصْفُ: الضَّمُّ والجَمْعُ. والمِخْصَفُ، كمِنْبَرٍ: المِثْقَبُ والإِشْفَى، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ عُقَاباً:
(حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى فِرَاشِ عَزِيزَةٍ ... فَتَخَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِهَا كَالْمِخْصَفِ)

وَقد تقدَّم للمُصنِّف إِنْشَادُ هذَا البيتِ فِي ف ر ش. وَمن المَجَازِ قَوْلُه: فَمَا زَالُوا يَخْصِفُون أَخْفَافَ المَطِيِّ بحَوَافِرِ الْخَيْلِ حَتَّى لَحِقُوهم، يعْنى أَنهم جَعَلُوا آثارَ حَوَافِرِ الخَيْلِ علَى آثارِ أَخْفَافِ الإِبِلِ، فكأَنَّهُم طَارَقُوها بِهَا، أَي: خَصَفُوها بِهَا، كَمَا يُخْصَفُ النَّعْلُ. ويُقَال: خَصَّفَ يُخَصِّفُ تَخْصِيفاً، مِثْل اخْتَصَفَ، ومِنهُ قراءَةُ أَبي بُرَيْدَةَ، والزُّهْرِيِّ، فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ، والزُّهْرِيِّ، فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ: وطَفِقَا يُخَصِّفَانِ. وَمِنْه الحديثُ: إِذا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الــحَمَّامَ فَعَلَيْهِ بالنِّشِيرِ، وَلاَ يَخْصِفْ النَّشِيرُ: المِئْزَرُ، وَلَا يَخْصِفْ: أَي لَا يَضَعْ يَدَهُ علَى فَرْجِهِ. وتَخَصَّفَهُ، كَذَلِك، ورَجُلٌ مِخْصَفٌ وخَصَّافٌ: صَانِعٌ لِذَلك، عَن السِّيرَافِيِّ، وجَبَلٌ خَصِيفٌ، مِثْلُ أَخْصَفَ، وكُلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمَعَا، فَهُوَ خَصِيفٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. والخَصُوفُ مِن النِّسَاءِ: الَّتِي تَلِدُ فِي التَّاسِعِ وَلَا تَدْخُلث فِي العاشرِ. والخَصَفُ، مُحَرَّكَةً: لُغَةٌ فِي الخَزَفِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. واخْتَصَفَتِ النَّاقَةُ: صارَتْ خَصُوفاً. والخُصَّافُ، كرُمَّانٍ: حَصِيرٌ مِن خُوصٍ. وَمن المَجَازِ: خَصَّفْتُ فُلاناً: أَرْبَيْتُ عَلَيْهِ فِي الشَّتْمِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.