Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حطب

القُلْزُمُ

القُلْزُمُ:
بالضم ثم السكون ثم زاي مضمومة، وميم، القلزمة: ابتلاع الشيء، يقال: تقلزمه إذا ابتلعه، وسمي بحر القلزم قلزما لالتهامه من ركبه: وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآله، قال ابن الكلبي:
استطال عنق من بحر الهند فطعن في تهائم اليمن على بلاد فرسان وحكم والأشعرين وعكّ ومضى إلى جدّة وهو ساحل مكة ثم الجار وهو ساحل المدينة ثم ساحل الطور وساحل التيماء وخليج أيلة وساحل راية حتى بلغ قلزم مصر وخالط بلادها، وقال قوم: قلزم بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة والطور ومدين وإلى هذه المدينة ينسب هذا للبحر وموضعها أقرب موضع إلى البحر الغربي لأن بينها وبين الفرما أربعة أيام، والقلزم على بحر الهند، والفرما على بحر الروم، ولما ذكر القضاعي كور مصر قال: راية والقلزم من كورها القبلية وفيه غرق فرعون، والقلزم في الإقليم الثالث، طولها ستّ وخمسون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها ثمان وعشرون درجة وثلث، قال المهلبي: ويتصل بجبل القلزم جبل يوجد فيه المغناطيس وهو حجر يجذب الحديد وإذا دلك ذلك الحجر بالثوم بطل عمله فإذا غسل بالخلّ عاد إلى حاله، ووصف القلزم أبو الحسن البلخي بما أحسن في وصفه فقال: أما ما كان من بحر الهند من القلزم إلى ما يحاذي بطن اليمن فإنه يسمى بحر القلزم ومقداره نحو ثلاثين مرحلة طولا وأوسع ما يكون عرضا عبر ثلاث ليال ثم لا يزال يضيق حتى يرى في بعض جوانبه الجانب المحاذي له حتى ينتهي إلى القلزم، وهي مدينة، ثم تدور على الجانب الآخر من بحر القلزم وامتداد ساحله من مخرجه يمتدّ بين المغرب والشمال فإذا انتهى إلى القلزم فهو آخر امتداد البحر فيعرّج حينئذ إلى ناحية المغرب مستديرا فإذا وصل إلى نصف الدائرة
فهناك القصير وهو مرسى المراكب وهو أقرب موضع في بحر القلزم إلى قوص ثم يمتدّ إلى ساحل البحر مغرّبا إلى أن يعرّج نحو الجنوب، فإذا حاذى أيلة من الجانب الجنوبي فهناك عيذاب مدينة البجاء ثم يمتد على ساحل البحر إلى مساكن البجاء، والبجاء:
قوم سود أشد سوادا من الحبشة، وقد ذكرهم في موضع آخر، ثم يمتد البحر حتى يتصل ببلاد الحبشة ثم إلى الزيلع حتى ينتهي إلى مخرجه من البحر الأعظم ثم إلى سواحل البربر ثم إلى أرض الزنج في بحر الجنوب، وبحر القلزم مثل الوادي فيه جبال كثيرة قد علا الماء عليها وطرق السير منها معروفة لا يهتدى فيها إلا بربّان يتخلل بالسفينة في أضعاف تلك الجبال في ضياء النهار، وأما بالليل فلا يسلك، ولصفاء مائه ترى تلك الجبال في البحر، وما بين القلزم وأيلة مكان يعرف بتاران وهو أخبث مكان في هذا البحر، وقد وصفناه في موضعه، وبقرب تاران موضع يعرف بالجبيلات يهيج وتتلاطم أمواجه باليسير من الريح، وهو موضع مخوف أيضا فلا يسلك، قال: وبين مدينة القلزم وبين مصر ثلاثة أيام، وهي مدينة مبنية على شفير البحر ينتهي هذا البحر إليها ثم ينعطف إلى ناحية بلاد البجة، وليس بها زرع ولا شجر ولا ماء وإنما يحمل إليها من ماء آبار بعيدة منها، وهي تامة العمارة وبها فرضة مصر والشام، ومنها تحمل حمولات مصر والشام إلى الحجاز واليمن، ثم ينتهي على شط البحر نحو الحجاز فلا تكون بها قرية ولا مدينة سوى مواضع بها ناس مقيمون على صيد السمك وشيء من النخيل يسير حتى ينتهي إلى تاران وجبيلات وما حاذى الطور إلى أيلة، قلت: هذا صفة القلزم قديما فأما اليوم فهي خراب يباب وصارت الفرضة موضعا قريبا منها يقال لها سويس وهي أيضا كالخراب ليس بها كثير أناس، قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان:
برح الخفاء فأيّ ما بك تكتم ... ولسوف يظهر ما تسرّ فيعلم
حمّلت سقما من علائق حبّها، ... والحبّ يعلقه السقيم فيسقم
علويّة أمست ودون مزارها ... مضمار مصر وعابد والقلزم
إن الحمام إلى الحجاز يشوقني ... ويهيج لي طربا إذا يترنّم
والبرق حين أشيمه متيامنا، ... وجنائب الأرواح حين تنسّم
لو لجّ ذو قسم على أن لم يكن ... في الناس مشبهها لبرّ المقسم
وينسب إلى القلزم المصري جماعة، منهم: الحسن بن يحيى ابن الحسن القلزمي، قال أبو القاسم: يحيى بن علي الطحان المصري يروي عن عبد الله بن الجارود النيسابوري وغيره وسمعت منه، ومات سنة 385، وقال ابن البنّاء:
القلزم مدينة قديمة على طرف بحر الصين يابسة عابسة لا ماء ولا كلأ ولا زرع ولا ضرع ولا حطب ولا شجر، يحمل إليهم الماء في المراكب من سويس وبينهما بريد، وهو ملح رديء، ومن أمثالهم: ميرة أهل القلزم من بلبيس وشربهم من سويس، يأكلون لحم التيس ويوقدون سقف البيت، هي أحد كنف الدنيا، مياه حماماتهم زعاق والمسافة إليهم صعبة غير أن مساجدها حسنة ومنازلها جليلة ومتاجرها مفيدة، وهي خزانة مصر وفرضة الحجاز ومغوثة الحجاج. والقلزم أيضا: نهر غرناطة بالأندلس، كذا كانوا يسمونه قديما والآن يسمون حدارّه، بتشديد الراء وضمها وسكون الهاء.

كازَرُونُ

كازَرُونُ:
بتقديم الزاي، وآخره نون: مدينة بفارس بين البحر وشيراز، قال البشّاري: كازرون بلدة عامرة كبيرة وهي دمياط الأعاجم وذلك أن ثياب الكتّان التي على عمل القصب وشبه الشّطويّ وإن كانت حطبــا تعمل بها وتباع بها إلّا ما يعمل بتوّز، ثم هي كلها قصور وبساتين ونخيل ممتدّة عن يمين وشمال وبها سماسرة كبار وسوق كبيرة جادّة، ومعظم الدور والجامع على تلّ يصعد إليه والأسواق وقصور التجار تحت، وقد بنى عضد الدولة بن بويه دارا جمع فيها السماسرة، دخلها للسلطان كلّ يوم عشرة آلاف درهم، للسماسرة في البلد قصور حصينة حسنة وليس بها نهر مادّ إنما هي قنيّ وآبار، وبكازرون تمر يقال له الجيلان يتفرّد به ذلك الموضع ولا يكون بالعراق ولا بكرمان مثله ويحمل منه إلى العراق في الهدايا على كثرة التمور بالعراق، وبينها وبين شيراز ثلاثة أيام ثمانية عشر فرسخا، قال الإصطخري: وأما كازرون والنوبندجان فهما أكبر مدن كورة سابور، وكازرون والنوبندجان متقاربتان في الكبر إلّا أنّ بناء كازرون أوثق وأكثر قصورا وأصح تربة وليس بجميع فارس أصحّ هواء وتربة من كازرون، ومياههم من الآبار، وهي مدينة حصينة واسعة كثيرة الثمار وأخصب مدن كورة سابور، وبينها وبين فسا ثمانية فراسخ،
ولكازرون ذكر في أخبار الخوارج والمهلّب، قال النعمان بن عقبة العتكي من أصحاب المهلّب:
ليت الحواصن في الخدور شهدننا ... فيرين من وغل الكتيبة أوّلا
وقروا وكنّا في الوقار كمثلهم، ... إذ ليس تسمع غير قدّم أو هلا
رعدوا فأبرقنا لهم بسيوفنا ... ضربا ترى منه السواعد تختلى
تركوا الجماجم، والرماح تجيلها ... في كازرون كما تجيل الحنظلا
وينسب إلى كازرون جماعة من أهل العلم، منهم من المتأخرين: أحمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر أبو العباس الكازروني، قدم بغداد في سنة 539 وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعي وسمع بها من جماعة، منهم: أبو محمد عبد الله بن عليّ المغربي سبط أبي منصور الخيّاط وشيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي وغيرهم وعاد إلى بلده وتولى العصامة ثم قدم بغداد في سنة 586 رسولا وحدث بها وجمع لنفسه نسخة في سبعة أجزاء، وكان خبيرا، له فهم ومعرفة، ومولده في ذي الحجة سنة 516، وخرج ومات بشيراز في جمادى الأولى سنة 587، وأبو الحسين بن أبي علي الكازروني الصوفي، حدث عن أحمد بن العباس بن حوّى وسمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عتيق الشيرازي وعلي بن محمد بن إبراهيم الحربي السّتيتي، ومات سنة 454، ذكره أبو القاسم.

مِخْلافُ مأرب

مِخْلافُ مأرب:
كان بها نخل كثير وأكثر تمر صنعاء منها، وفي جنوبي مأرب ومساقط في شماليها إلى نهج الحوف العواهل وهبتا وضرواح، ومأرب بحذاء صنعاء شرقا وفيها جبل الملح وليس بجبل منتصب ولكنه جبل في الأرض يحفر عليه ويمعن في الأرض ويبقى منه أساطين تحمل ما استقلّ من تلك المحافر وربما انهدم على الجماعة فذهبوا، وهي أرض لا نبات فيها فيحمل إليها الماء والزاد والــحطب والعلف ويتحفّظ على الماء من أجل الغراب أن ينسر السّقاء فيذهب ماؤه، وهو من مأرب على ثلاث مراحل خفاف.

نَجْرَانُ

نَجْرَانُ:
بالفتح ثم السكون، وآخره نون، والنجران في كلامهم: خشبة يدور عليها رتاج الباب، وأنشدوا:
وصيت الباب في النجران حتى ... تركت الباب ليس له صرير
وقال ابن الأعرابي: يقال لأنف الباب الرتاج ولد رونده النّجاف والنجران ولمترسه المفتاح، قال ابن دريد: نجران الباب الخشبة التي يدور عليها، ونجران في عدة مواضع، منها: نجران في مخاليف اليمن من ناحية مكة، قالوا: سمي بنجران بن زيدان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان أول من عمرها ونزلها وهو المرعف وإنما صار إلى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج رائدا حتى انتهى إلى واد فنزل به فسمي نجران به، كذا ذكره في كتاب الكلبي بخط صحيح زيدان بن سبإ، وفي كتاب غيره زيد، روى ذلك الزيادي عن الشرقي، وأما سبب دخول أهلها في دين النصرانية قال ابن إسحاق: حدثني المغيرة بن لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم أن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى يقال له فيميون، بالفاء ويروى بالقاف، وكان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل بالقرى فإذا عرف بقرية خرج منها إلى أخرى، وكان لا يأكل إلّا من كسب يديه، وكان بنّاء يعمل في الطين، وكان يعظّم الأحد فلا يعمل فيه شيئا فيخرج إلى فلاة من الأرض فيصلي بها حتى يمسي، ففطن لشأنه رجل من أهل قرية بالشام كان يعمل فيها فيميون عمله، وكان ذلك الرجل اسمه صالح فأحبه صالح حبّا شديدا فكان يتبعه حيث ذهب ولا يفطن له فيميون حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض كما كان يصنع وقد اتبعه صالح فجلس منه منظر العين مستخفيا منه، فقام فيميون يصلي فإذا قد أقبل نحوه تنّين، وهو الحية العظيمة، فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها صالح ولم يدر ما أصابها فخاف عليه فصرخ: يا فيميون التنين قد أقبل نحوك! فلم يلتفت إليه وأقبل على صلاته حتى فرغ منها فخرج إليه صالح وقال: يا فيميون يعلم الله أنني ما أحببت شيئا قط مثل حبك وقد أحببت صحبتك والكينونة معك حيث كنت، فقال: ما شئت، أمري كما ترى فإن علمت أنك تقوى عليه فنعم، فلزمه صالح، وقد كان أهل القرية يفطنون لشأنه، وكان إذا جاءه العبد وبه ضرّ دعا له فشفي، وكان إذا دعي لمنزل أحد لم يأته، وكان لرجل من أهل تلك القرية ولد ضرير فقال لفيميون: إن لي عملا فانطلق معي إلى منزلي، فانطلق معه فلما حصل في بيته رفع الرجل الثوب عن الصبيّ وقال له: يا فيميون عبد من عباد الله أصابه ما ترى فادع الله له! فدعا الله فقام الصبيّ ليس به بأس، فعرف فيميون أنه عرف فخرج من القرية واتبعه صالح حتى وطئا بعض أراضي العرب فعدوا عليهما فاختطفهما سيّارة من العرب فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران، وكان أهل نجران يومئذ على دين العرب يعبدون نخلة لهم عظيمة بين أظهرهم لها عيد في كل سنة فإذا كان ذلك العيد علّقوا عليها كلّ ثوب حسن وجدوه وحليّ النساء، فخرجوا إليها يوما وعكفوا عليها يوما، فابتاع فيميون رجل من أشرافهم وابتاع صالحا آخر، فكان فيميون إذا قام بالليل في بيت له أسكنه إياه سيّده استسرج له البيت نورا حتى يصبح
من غير مصباح، فأعجب سيّده ما رأى منه فسأله عن دينه فأخبره به وقال له فيميون: إنما أنتم على باطل وهذه الشجرة لا تضرّ ولا تنفع ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لأهلكها وهو الله وحده لا شريك له، فقال له سيّده: افعل فإنك إن فعلت هذا دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه، فقام فيميون وتطهّر وصلّى ركعتين ثم دعا الله تعالى عليها فأرسل الله ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها فعند ذلك اتبعه أهل نجران فحملهم على الشريعة من دين عيسى بن مريم ثم دخلت عليهم الأحداث التي دخلت على غيرهم من أهل دينهم بكلّ أرض فمن هناك كانت النصرانية بنجران من أرض العرب.
قال ابن إسحاق: فهذا حديث وهب بن منبّه عن أهل نجران، قال: وحدّثني يزيد بن زياد عن محمد ابن كعب القرظي وحدثني أيضا بعض أهل نجران أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأصنام وكان في قرية من قراها قريبا من نجران، ونجران القرية العظيمة التي إليها إجماع تلك البلاد، كان عندهم ساحر يعلّم غلمان أهل نجران السحر، فلما نزلها فيميون ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به ابن منبه إنما قالوا رجل نزلها وابتنى خيمة بين نجران وبين القرية التي بها الساحر، فجعل أهل نجران يرسلون أولادهم إلى ذلك الساحر يعلّمهم السحر فبعث الثامر ابنه عبد الله مع غلمان أهل نجران فكان ابن الثامر إذا مر بتلك الخيمة أعجبه ما يرى من صلاته وعبادته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم وعبد الله تعالى وحده وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى فقه فيه فسأله عن الاسم الأعظم فكتمه إياه وقال: إنك لن تحمله، أخشى ضعفك عنه، والثامر أبو عبد الله لا يظنّ إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان، فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضنّ به عنه عمد إلى قداح فجمعها ثم لم يبق لله تعالى اسما يعلمه إلا كتب كل واحد في قدح فلما أحصاها أوقد نارا وجعل يقذفها فيها قدحا قدحا حتى مرّ بالاسم الأعظم فقذفه فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها ولم تضرّه النار شيئا، فأتى صاحبه فأخبره أنه قد علم الاسم الأعظم وهو كذا، فقال: كيف علمته؟ فأخبره بما صنع، فقال: يا ابن أخي قد أصبته فأمسك على نفسك وما أظنّ أن تفعل، وجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضرّ إلا قال له: يا عبد الله أتوحّد الله وتدخل في ديني فأدعو الله فيعافيك؟
فيقول: نعم، فيدعو الله فيشفى حتى لم يبق بنجران أحد به ضرّ إلا أتاه فاتبعه على أمره ودعا له فعوفي، فرفع أمره إلى ملك نجران فأحضره وقال له:
أفسدت عليّ أهل قريتي وخالفت ديني ودين آبائي، لأمثّلنّ بك! فقال: لا تقدر على ذلك، فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح من رأسه فيقع على الأرض ويقوم وليس به بأس، وجعل يبعث به إلى مياه بنجران بحور لا يقع فيها شيء إلا هلك فيلقى فيها فيخرج ليس به بأس، فلما غلبه قال عبد الله بن الثامر، لا تقدر على قتلي حتى توحّد الله فتؤمن بما آمنت به فإنك إن فعلت ذلك سلّطت عليّ فتقتلني، قال: فوحّد الله ذلك الملك وشهد شهادة عبد الله بن الثامر ثم ضربه بعصا كانت في يده فشجّه شجّة غير كبيرة فقتله، قال عبيد الله الفقير إليه: فاختلفوا ههنا، ففي حديث رواه الترمذي من طريق ابن أبي ليلى عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، على غير هذا السياق وإن قاربه في المعنى، فقال: إن الملك لما رمى الغلام في رأسه وضع الغلام يده على صدغه ثم مات، فقال أهل نجران: لقد علم هذا الغلام علما ما علمه
أحد فإنّا نؤمن بربّ هذا الغلام، قال: فقيل الملك أجزعت أن خالفك ثلاثة؟ فهذا العالم كلهم قد خالفوك! قال: فخدّ أخدودا ثم ألقى فيه الــحطب والنار ثم جمع الناس وقال: من رجع عن دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار، فجعل يلقيهم في ذلك الأخدود، فذلك قوله تعالى: قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود، حتى بلغ إلى:
العزيز الحميد، وأما الغلام فإنه دفن وذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل، روى هذا الحديث الترمذي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق ابن معمر، ورواه مسلم عن هدّاب بن خالد عن حماد بن سلمة ثم اتفقا، عن سالم عن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وفي حديث ابن إسحاق: إن الملك لما قتل الغلام هلك مكانه واجتمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وهو النصرانية وكان على ما جاء به عيسى، عليه السّلام، من الإنجيل وحكمه، ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث، فمن هنالك أصل النصرانية بنجران، قال: فسار إليهم ذو نواس بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيّرهم بين ذلك والقتل فاختاروا القتل، فخدّ لهم الأخدود فحرق من حرق في النار وقتل من قتل بالسيف ومثّل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا، ففي ذي نواس وجنوده أنزل الله تعالى: قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود، إلى آخر الآية، قال عبيد الله الفقير إليه: خبر الترمذي ومسلم أعجب إليّ من خبر ابن إسحاق لأن في خبر ابن إسحاق أن الذي قتل النصارى ذو نواس وكان يهوديّا صحيح الدين اتبع اليهودية بآيات رآها، كما ذكرناه في امام من هذا الكتاب، من الحبرين اللذين صحباه من المدينة ودين عيسى إنما جاء مؤيدا ومسددا للعمل بالتوراة فيكون القاتل والمقتول من أهل التوحيد والله قد ذمّ المحرق والقاتل لأصحاب الأخدود فبعد إذا ما ذكره ابن إسحاق وليس لقائل أن يقول إن ذا نواس بدّل أو غيّر دين موسى، عليه السلام، لأن الأخبار غير شاهدة بصحة ذلك، وأما خبر الترمذي أن الملك كان كافرا وأصحاب الأخدود مؤمنين فصحّ إذا، والله أعلم، وفتح نجران في زمن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، في سنة عشر صلحا على الفيء وعلى أن يقاسموا العشر ونصف العشر، وفيها يقول الأعشى:
وكعبة نجران حتم علي ... ك حتى تناخي بأبوابها
نزور يزيدا وعبد المسيح ... وقيسا هم خير أربابها
وشاهدنا الورد والياسمي ... ن والمسمعات بقصّابها
وبربطنا دائم معمل، ... فأيّ الثلاثة أزرى بها؟
وكعبة نجران هذه يقال بيعة بناها بنو عبد المدان بن الدّيّان الحارثي على بناء الكعبة وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران وكان فيها أساقفة معتمّون وهم الذين جاءوا إلى النبي، صلّى الله عليه وسلّم، ودعاهم إلى المباهلة، وذكر هشام بن الكلبي أنها كانت قبّة من أدم من ثلاثمائة جلد، كان إذا جاءها الخائف أمن أو طالب حاجة قضيت أو مسترفد أرفد، وكان لعظمها عندهم يسمّونها كعبة نجران، وكانت على نهر بنجران، وكانت لعبد المسيح بن دارس بن عدي بن معقل، وكان يستغلّ
من ذلك النهر عشرة آلاف دينار وكانت القبّة تستغرقها، ثم كان أول من سكن نجران من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد ابن كهلان يزيد بن عبد المدان، وذلك أن عبد المسيح زوّجه ابنته دهيمة فولدت له عبد الله بن يزيد ومات عبد الله بن يزيد فانتقل ماله إلى يزيد فكان أول حارثيّ حلّ في نجران، وكان من أمر المباهلة ما ليس ذكره من شرط كتابي ذا وقد ذكرته في غيره، وقد روي عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: القرى المحفوظة أربع: مكة والمدينة وإيلياء ونجران، وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا، قال أبو عبيد في كتاب الأموال: حدثني يزيد عن حجاج عن ابن الزبير عن جابر قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لأخرجنّ اليهود والنصارى عن جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما، قال:
فأخرجهم عمر، رضي الله عنه، قال: وإنما أجاز عمر إخراج أهل نجران وهم أهل صلح بحديث روي عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فيهم خاصة عن أبي عبيدة بن الجرّاح، رضي الله عنه، عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه كان آخر ما تكلم به أنه قال: أخرجوا اليهود من الحجاز وأخرجوا أهل نجران من جزيرة العرب، وعن سالم بن أبي الجعد قال: جاء أهل نجران إلى عليّ، رضي الله عنه، فقالوا:
شفاعتك بلسانك وكتابتك بيدك، أخرجنا عمر من أرضنا فردّها إلينا صنيعة، فقال: يا ويلكم إن كان عمر رشيد الأمر فلا أغيّر شيئا صنعه! فكان الأعمش يقول: لو كان في نفسه عليه شيء لاغتنم هذا.
ونجران أيضا: موضع على يومين من الكوفة فيما بينها وبين واسط على الطريق، يقال إن نصارى نجران لما أخرجوا سكنوا هذا الموضع وسمّي باسم بلدهم، وقال عبيد الله بن موسى بن جار بن الهذيل الحارثي يرثي عليّ بن أبي طالب ويذكر أنه حمل نعشه في هذا الموضع فقال:
بكيت عليّا جهد عيني فلم أجد ... على الجهد بعد الجهد ما أستزيدها
فما أمسكت مكنون دمعي وما شفت ... حزينا ولا تسلى فيرجى رقودها
وقد حمل النّعش ابن قيس ورهطه ... بنجران والأعيان تبكي شهودها
على خير من يبكى ويفجع فقده، ... ويضربن بالأيدي عليه خدودها
ووفد على النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وفد نجران وفيهم السيّد واسمه وهب والعاقب واسمه عبد المسيح والأسقف وهو أبو حارثة، وأراد رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، مباهلتهم فامتنعوا وصالحوا النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فكتب لهم كتابا، فلما ولي أبو بكر، رضي الله عنه، أنفذ ذلك لهم، فلما ولي عمر، رضي الله عنه، أجلاهم واشترى منهم أموالهم، فقال أبو حسّان الزيادي: انتقل أهل نجران إلى قرية تدعى نهر ابان من أرض الهجر المنقطع من كورة البهقباذ من طساسيج الكوفة وكانت هذه القرية من الضواحي وكان كسرى أقطعها امرأة يقال لها ابان وكان زوجها من أوراد المملكة يقال له باني وكان قد احتفر نهر الضيعة لزوجته وسماه نهر ابان ثم ظهر عليها الإسلام وكان أولادها يعملون في تلك الأرض، فلما أجلى عمر، رضي الله عنه، أهل نجران نزلوا
قرية من حمراء ديلم يرتادون موضعا فاجتاز بهم رجل من المجوس يقال له فيروز فرغب في النصرانية فتنصر ثم أتى بهم حتى غلبوا على القرية وأخرجوا أهلها عنها وابتنوا كنيسة دعوها الأكيراح، فشخصوا إلى عمر فتظلّموا منهم فكتب إلى المغيرة في أمرهم فرجع الجواب وقد مات عمر، رضي الله عنه، فانصرف النجرانيون إلى نهر ابان واستقروا به، ثم شخص العجم إلى عثمان، رضي الله عنه، فكتب في أمرهم إلى الوليد بن عتبة فألفوه وقد أخرجه أهل الكوفة فانصرف النجرانيون إلى قريتهم وكثر أهلها وغلبوا عليها.
ونجران أيضا: موضع بالبحرين فيما قيل. ونجران أيضا: موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة مبنية على العمد الرخام منمّقة بالفسيفساء وهو موضع مبارك ينذر له المسلمون والنصارى، ولنذور هذا الموضع قوم يدورون في البلدان ينادون من نذر نذر نجران المبارك، وهم ركاب الخيل، وللسلطان عليهم قطيعة وافرة يؤدّونها إليه في كل عام، وقيل: هي قرية أصحاب الأخدود باليمن، ينسب إليها يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد النجراني يكنى أبا عبد الله من أهل دمشق من نجران التي بحوران، روى عن الحسين بن ذكوان والقاسم بن أبي عبد الرحمن ومسحر السكسكي، روى عنه يحيى بن حمزة وسويد ابن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وأيوب بن حسّان وهشام بن الغاز، وقال أبو الفضل المقدسي النجراني:
والنجراني الأول منسوب إلى نجران هجر وفيهم كثرة، قال عبيد الله الفقير إليه: هذا قول فيه نظر فإن نجران هجر مجهول والمنسوب إليه معدوم، وقال أبو الفضل: والثاني نجران اليمن، منهم: عبيد الله ابن العباس بن الربيع النجراني، حدث عن محمد بن إبراهيم البيلماني، روى عنه محمد بن بكر بن خالد النيسابوري ونسبه إلى نجران اليمن وقال: سمعت منه بعرفات، وقال الحازمي: وممن ينسب إلى نجران بشر بن رافع النجراني أبو الأسباط اليماني، حدث عنه حاتم بن إسماعيل وعبد الرزاق، وينسب إلى نجران اليمن أيضا أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري يقال له النجراني لأنه ولد بها في حياة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، سنة عشر وولّاه الأنصار أمرهم يوم الحرّة فقتل بها سنة 63، روى عنه ابنه أبو بكر، وقد أكثرت الشعراء من ذكر نجران في أشعارها، قال اعرابيّ:
إن تكونوا قد غبتم وحضرنا، ... ونزلنا أرضا بها الأسواق
واضعا في سراة نجران رحلي، ... ناعما غير أنني مشتاق
وقال عطارد بن قرّان أحد اللصوص وكان قد أخذ وحبس بنجران:
يطول عليّ الليل حتى أملّه ... فأجلس والنهديّ عندي جالس
كلانا به كبلان يرسف فيهما، ... ومستحكم الأقفال أسمر يابس
له حلقات فيه سمر يحبها ال ... عناة كما حبّ الظماء الخوامس
إذا ما ابن صبّاح أرنّت كبوله ... لهنّ على ساقيّ وهنا وساوس
تذكّرت هل لي من حميم يهمّه ... بنجران كبلاي اللذان أمارس
فأما بنو عبد المدان فإنهم ... وإني من خير الحصين ليائس
روى نمر من أهل نجران أنكم ... عبيد العصا لو صبّحتكم فوارس

خَبَتْ

{خَبَتْ}
وسأله نافع عن قوله تعالى: {كُلَّمَا خَبَتْ}
فقال ابن عباس: الخبوُّ الذي يطفأ مرة ويُسعر أخرى. واستشهد له بقول الشاعر:
والنار تخبو عن آذانهم. . . وأضريها إذا ابتردوا سعيرا
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية الإسراء 97:
{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة.
تأويلها في المسألة بالانطفاء مرة والسعير أخرى. قد يفهم منه أن سياق الخبو فتور حِدة اللهب وانطفاء وهجه، مع القابلية للتسعير المستمر. وهو صريح فيما اسنده الطبري عن ابن عباس، قال: كلما أحرقتهم تسعر بهم حطبــا فإذا أحرقتهم فلم تُبق منهم شيئاً صارت جمرات تتوهج. فذلك خبوها.
وفسرها "الراغب" بسكون لهبها، كأنه صار عليها خباء من رماد، أي غشاء. وهو قريب من قول الزمخشري في الأساس: "ومن المجاز: وخبا لهبه إذا سكن أوار غضبه. والحب في خبائه، وهو غشاوة من السنبلة. واحترز القرطبي فقال: وسكون التهابها من غير نقصان في آلامهم ولا تخفيف عنهم من عذابهم.

مل

(مل)
فلَان ملا أَصَابَهُ الملال وتقلب مَرضا أَو غما كَأَنَّهُ على مِلَّة وعَلى فلَان السّفر طَال وَفِي الْمَشْي أسْرع وَالشَّيْء قلبه وَالشَّيْء فِي الْجَمْر أدخلهُ فِيهِ يُقَال مل الْخبز أَو اللَّحْم فِي النَّار فَهُوَ مملول ومليل ومل الْقوس أَو السهْم فِي النَّار عالجه بهَا وَالثَّوْب خاطه الْخياطَة الأولى قبل الْكَفّ فَهُوَ مملول

(مل) فلَان الشَّيْء وَعَن الشَّيْء (مثل فَرح يفرح) مللا وملالا وملالة سئمه وضجر مِنْهُ فَهُوَ مل وملول

مل

1 مَلَّهُ He put it (namely bread, or flesh-meat,) into hot ashes, [to bake, or roast]. (K, &c.) b2: مَلَّ الثَّوْبَ He sewed, or tacked, the garment, or piece of cloth, [slightly,] previously to the [stronger] sewing termed الكَفّ. (S.) See also شَلَّ. b3: مَلِلْتُهُ, & مَلِلْتُ عَنْهُ, I was avers from it; (T;) loathed it; was disgusted by it, with it, or at it; (T, S, K;) [was weary of it;] turned away from it with disgust. (T.) See سَئِمَ. b4: مَلَّ مَلاَلُكَ [May thy disgust pass away, or cease]: see أَضَلَّ اللّٰهُ ضَلَالَكَ.4 أَمْلَلْتُ & أَمْلَيْتُ: see 4 in art. حظ. b2: أَمَلَّ: see an ex. voce أَدَلَّ.8 اِمْتَلَّ مِلَّتَهُ He follows his way of religion: see 8 in art. شرع.

مَلَّةٌ The hollow that is made for baking bread: or the hot dust and ashes [in which the bread is baked]. (Msb.) b2: Hot ashes: (S, K:) ashes, and earth, in which fire is kindled. (TA, art. خبز.) b3: خُبْزُ مَلَّةٍ Bread baked in hot ashes. (S.) [It is generally made in the form of thick round cakes.]

مِلَّةٌ A religion; (S, Msb, K;) a way of belief and practice in respect of religion. (T, &c.) b2: See 8.

مَلُولٌ Conceiving [frequent] disgust. (Msb.) See ذَوَّاقٌ.

مَلاَلٌ : see 1.

مَلِيلٌ A man burned by the sun; as also ↓ مَمْلُولٌ. (TA.) See an ex. in a verse cited voce أَصْرَمُ; and see طُلْمَهٌ.

مَمْلُولٌ Flesh-meat covered over in live coals. (TA, art. عرض.) b2: See مَلِيلٌ.

مُلْمُولٌ An iron style with which one writes on tablets. (K.) b2: The style, or bodkin, with which collyrium is applied to the eyes. (S, K.) In the CK, incorrectly, مَلْمُولٌ: the former is found in MS. copies of the K, as well as in the S, and is right accord. to the TK.
مل: المَلَّةُ: الرَّمَادُ. والجَمْرُ. ومَلَلْتُ الخُبْزَةَ أمُلُّها؛ فهي مَمْلُوْلَةٌ.
والمَلِيْلُ: التُّرَابُ الحارُّ. وقد أمْلَلْتُه: أي أحْرَقْته.
وطَرِيْقٌ مُمَلٌّ: أي مَسْلُوْكٌ حَتّى صارَ مُعْلَماً، ومَلِيْلٌ: مِثْلُه. وأُمِلَّ الطَّرِيْقُ.
ومِلَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الأمْرُ الذي أوْضَحَه. والطَّرِيْقَةُ. والسُّنَّةُ. وامْتَلَّ الرَّجُلُ: أخَذَ في مِلَّةِ الإِسلام. وهو يَمِلُّ مِلَّتَه.
والمِلَّةُ: الدِّيَةُ، وجَمْعُها مِلَلٌ.
والمَلَلُ والمَلاَلَةُ والمَلاَلُ: السَّآمَةُ. ورجُلٌ مَلُوْلَةٌ؛ وامْرَأَةٌ كذلك وأمَلَّني فمَلِلْتُه. ورَجُلٌ مَالُوْلَةٌ ومَلٌّ: أي مَمْلُوْلٌ، وذُوْ مَلَّةٍ: أي ضَجِرٌ.
وجَمَلٌ مُمَلٌّ: وهو النِّضْوُ الذي كَثُرَ رُكُوْبُه حَتّى تُرِكَ لا حَرَاكَ به، وناقَةٌ مُمَلَّةٌ ومُمِلَّةٌ.
وأُمِلَّ على فلانٍ: أي شُقَّ عليه.
وأَمَلَّ عليه المَلَوَانِ: أي اخْتَلَفَ عليه الدَّهْرُ.
وفلانٌ ذُوْ أَمَالِيْل: أي يُمِلُّ إخْوَانَه بشَرِّه، واحِدُها إمْلاَلٌ وإمْلاَلَةٌ وأُمْلُوْلَةٌ. وأدْرَكَتْني مِلَّةٌ: أي مَلاَلَةٌ، وأدْرَكَتْهُ كِلَّةٌ ومِلَّةٌ: أي كَلاَلٌ ومَلاَلٌ.
ومَلَلٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ من طَرِيْقِ مَكَّةَ.
والمَلَّةُ: الخِيَاطَةُ الأُوْلى، مَلَّ ثَوْبَه يَمُلُّه، وهو مَمْلُوْلٌ.
والإِمْلاَلُ: إمْلاَءُ الكِتَابِ ليُكْتَبَ. والمَلْمَلَةُ: أن يَصِيْرَ الإِنْسَانُ من جَزَعٍ يَتَمَلْمَلُ. والمَلاَمِلُ: المُقْلِقُ.
وعَيْرٌ مُلاَمِلٌ: سَرِيْعٌ. وناقَةٌ مَلْمَلى: سَرِيْعَةٌ. ومَلَّ يَمُلُّ مَلاًّ: إذا أسْرَعَ، وامْتَلَّ: مِثْلُه.
والمُلْمُوْلُ: المِكْحَالُ.
والمَلِيْلَةُ: من الحُمّى، وكذلك المُلاَلُ.
والمَلَلُ: سِمَةٌ على حُرَّةِ الذِّفْرى خَلْفَ الأُذُنِ.
والمُلَيْلُ: اسْمُ الغُرَابِ، ومنه: عَبْدُ اللهِ بن مُلَيْلٍ.
والمُلاَلُ: خَشَبَةُ قائِمِ السَّيْفِ، وقيل: ظَهْرُ القَوْسِ.
مل: مل: أساء معاملة (فلان) أو اغتابه (بوشر).
مل: انزعج من فلان (فريتاج، كرست 8: 44).
مل: أمل، أسأم، اضجر، أزعج، أتعب (الكالا وبالأسبانية enhastiar) .
ملل: سن شريعة أو قانونا (مشتقة من ملة) (فوك).
تملل ب: (حين يتعدى إلى المفعول به الثاني بحرف الجرباء): انزعج من فلان (معجم مسلم).
كُل: (وباللاتينية mullus أي سمك البوري الأحمر، أبو ذقن) والجمع أملال: بوري (سمك بحري) (الكالا وبالأسبانية: salmon pescado conocido أي salmonete) ( راجع مادة مول).
مل: ماذا! كم! (علامة تعجب) (بوشر).
مُلا أو مُنْلا: في محيط المحيط (الملا والمنلا الكاهن بلغة التتر ومنه الملا لصنف من القضاة وأصلها مولى بالعربية فحرفها الأتراك إلى مُلاّ يقولون قاضي ملا واصله قاضي أي يلقب بمولانا عند الكلام عنه أو إليه).
كَلّة: حرفيا هي الحفرة التي يشعل فيها الــحطب لإنضاج الخبز على الفحم والرماد الحار، ومن هنا جاءت كلمة فرن في اللغة الأسبانية لكي تطلق على مجموع ما يقوم به البناء من بناء يستفيد منه الخباز ويسمى الجزء الذي ينضج به الخبز (قوش) (معجم مسلم).
ملة: وحدها تعني خبز ملة: عامية إلا أنها قديمة (معجم مسلم، أخبار شولتنز 1: 198. بر علي 4348، باين سميث 1164) والجمع ملال (1516 بالجراف 2: 14): (الملة هو الخبز النضيج المحمص على وهج الرماد) في رياض النفوس وجدت تعبير ملة خبز غير الصائب في (ص6): وضع الرسالة في ملة خبز قد أنضجها.
ملة: توفيق، مصالحة (هلو).
مِلة: تجمع على مِلل وليس ملال كما فعل (فريتاج).
مِلة: دية القتيل (محيط المحيط).
مِلة: والجمع مِلل: أمم (بوشر).
ملول: مضجر، مسئم، ممل (معجم مسلم، معجم الجغرافيا).
ملول: ضجر، متضايق، منزعج (معجم الجغرافيا).
ملول: أنظر كليلية في مادة (كل).
ملول: أذن الفار الذي أطلق عليه (المستعيني اسم مرزنجوش) (ابن العوام 2: 287).
ملايل: مال، ثروة (بوشر).
ملالية: هي باليونانية (سيليوموس وسيليوس) وهي كلمة دخلت في اللاتينية بصيغة celeuma التي جاءت منها الكلمة الأسبانية Saloma ومعناها أغنية الجذافين ففي المعجم اللاتيني في شرح معنى كلمة Celeuma: زهير البحريين ويسمى الملالية. واعتقد أنها كلمة صوتية أي يحكي صوتها صوت الشيء الذي تصفه، وقد ذكر (ابن بطوطة 2: 409) في حديثه عن الأغاني التي تشبه الأصوات التي يحدثها المجذفون: ويغنون أثناء ذلك بالملالية (احذف التخمينات المؤسفة التي وقع فيها الناشر).
ملولية: المعنى نفسه الذي ذكرناه للملالية (فوك).
ملول: في محيط المحيط (الملول شجرة البلوط الواحدة ملولة).
millil: صعوة (ترسترام 396).
املول= مازريون (انظر المستعيني في مادة مازريون).
مملول: ميل: مسبر أو مجس الجراح (معجم المنصوري في مادة ميل).

خَلِق

خَلِق
الجذر: خ ل ق

مثال: هذا ثوب خَلِق
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لأنها لم ترد بهذا الضبط في المعاجم.
المعنى: بالٍ، مُمزَّق

الصواب والرتبة: -هذا ثوب خَلَق [فصيحة]-هذا ثوب خَلِق [مقبولة]
التعليق: وردت الكلمة في المعاجم بفتح اللام فقط. ويبدو أن الحسّ القياسي قد نفر من فتح اللام على اعتبار أن هذا الوزن يشيع في الأسماء، مثل: «الــحطب والخشب والذهب»، والمصادر، مثل: «الحسب واللقب والنسب والخبث»؛ ولذا اتجه إلى الكسر الذي يكثر في الصفات مثل حرِج، وعطش، وملك، وخشن، ولَسِن، ونَضر، وسمج .. وهو توجه ينبغي أخذه في الاعتبار؛ ومن ثم يمكن قبول الاستعمال المرفوض.

طِنّ

طِنّ
الجذر: ط ن ن

مثال: طِنُّ قمحٍ
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها بهذا الضبط في المعاجم.
المعنى: وحدة وزن مقدارها ألف كيلو جرام

الصواب والرتبة: -طُنُّ قمحٍ [فصيحة]-طِنُّ قمحٍ [صحيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم «طُنّ» بضم الطاء، ونصَّ صاحب التاج أن «طِنّ» بالكسر من استعمال العامة، وأصل معنى اللفظ: الحزمة من الــحطب والقصب، قال ابن دريد: لا أحسبها عربية صحيحة. ولعجمتها يمكن التوسع في ضبطها، وتصحيح الكسر كذلك.

مَقْبِس

مَقْبِس
الجذر: ق ب س

مثال: مقبِس التيار الكهربي
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى، وإنما وردت بمعنى موضع الــحطب المشتعل.
المعنى: موضع يُوصل به القابس لاستمداد التيار الكهربي

الصواب والرتبة: -مَقْبِسُ التيار الكهربي [صحيحة]
التعليق: ورد في المعاجم قَبَسَ يَقْبِس منه نارًا، ومن ثم يصح صوغ اسم المكان منه «مَقْبِس» للموضع الذي يُستمد منه التيار الكهربي. وقد أورد الوسيط والأساسي والمنجد هذه الكلمة بمعناها المعاصر.

جهننم

جهـننم
جَهَنَّمُ [مفرد]: اسم من أسماء النار وهي دار العقاب في الآخرة " {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًــا} " ° حَجَر جهنَّم: حجر ناري أسود. 

جَهَنَّمِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَهَنَّمُ: وتوصف به الأشياء أو الأمور التي يُراد استنكارها "قاد سيارته بسرعة جَهَنَّميّة" ° آلة جُهَنَّميّة: جهاز حربيّ رهيب يقضي على الأنفس والممتلكات.
2 - تصرّف ذكيّ يفوق المتوقَّع "خطَّة جَهنَّميّة". 

الْحَبل

(الْحَبل) كل مَا احتواه غَيره فَالْوَلَد حَبل للبطن واللؤلؤ حَبل للصدف وَالشرَاب حَبل للزجاجة (ج) أحبال
(الْحَبل) مَا فتل من لِيف وَنَحْوه ليربط أَو يُقَاد بِهِ وَيُقَال فلَان يــحطب فِي حَبل فلَان يُعينهُ وينصره وَوصل فلَان حَبل فلَان زوجه ابْنَته وَمن الرمل مَا طَال وامتد كالحبل وموقف خيل الحلبة قبل أَن تطلق وحبل الوريد عرق فِي الْعُنُق وَيضْرب بِهِ الْمثل فِي الْقرب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَنحن أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد} وحبل العاتق عصب بَين الْعُنُق والمنكب وحبل الذِّرَاع عرق فِيهَا وَيُقَال هُوَ على حَبل ذراعك مُمكن لَك مستطاع وحبل الفقار عرق يَمْتَد فِي الظّهْر من أَوله إِلَى آخِره والعهد والذمة والأمان وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} وَفِي حَدِيث مبايعة الْأَنْصَار (إِن بَيْننَا وَبَين الْقَوْم حِبَالًا وَنحن قَاطِعُوهَا)

الحصب

(الحصب) صغَار الْحِجَارَة والــحطب وكل مَا يلقى فِي النَّار من وقود وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم}

(الحصب) يُقَال مَكَان حصب وريح حصبة حاصب وَلبن حصب تجمد فَلم يخرج زبده

الحضب

(الحضب) صَوت الْقوس
(الحضب) الْــحَطب وَبِه قَرَأَ ابْن عَبَّاس / حضب جَهَنَّم / وكل مَا هيجت بِهِ النَّار وَأوقدت بِهِ

أحمش

(أحمش) النَّار ألهبها وقواها بالــحطب والشحم وَنَحْوه أذابه بالنَّار حَتَّى كَاد يحرقه وَفُلَانًا حمشه وَالشَّر هيجه وَالْقَوْم حرضهم على الْقِتَال

الزغف

(الزغف) السَّحَاب الَّذِي أراق مَاءَهُ وَهُوَ يُجَلل السَّمَاء (وصف بِالْمَصْدَرِ) والدرع الواسعة الطَّوِيلَة

(الزغف) دقاق الْــحَطب وأطراف الشّجر والنبات الضعيفة
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.