Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جبار

العَتَرَّسُ

العَتَرَّسُ الضَّخْمُ المِخْرَمِ من الدَّوابِّ. ورَجُلٌ عَتَرَّسٌ ضابِطٌ شَديدٌ. والعِتْرِيْسُ الــجَبّارُ المُتَكَبِّرُ من الرِّجَال. والدّاهِيَةُ. والعَتْرَسَةُ الغَلَبَةُ والأخْذُ بالشِّدَّةِ. والعِتْرِيْسُ من الغِيْلانِ الذَّكَرُ. والعَنْتَرِيْسُ النَّاقَةُ الوَثيقةُ الجَوَادُ. وقد يُوْصَفُ به الفَرَسُ.

اللفيف من العين

باب اللَّفيف
وعى الوَعْيُ: حِفْظُ الشَّيْءِ. والجَمَاعَةُ من النّاس. ومالَهُ عنه وَعْيٌ: أي بُدٌّ وتَماسُكٌ وهو من وعَى العَظْمُ وعْياً: إِذا تَماسكَ عِنْدَ الانْــجِبَارِ. ووَعْيُ البَطْنِ: مُجْتَمَعُه. ويُجْمَعُ: أوْعِيَةً. وبَرِئَ جُرْحُه على وَعْيٍ: إِذا بَرِئَ أعْلاه وأسْفَلُه فاسِدٌ، وقيل: الوَعْيُ: القَيْحُ نَفْسُه، وقد وَعَى الجُرْحُ: سالَ به، وَعْياً. وأوْعَيْتُه في الوِعَاءِ، فاسْتَوعَاه: أي اسْتَوْعَبَه، وكذلك: اسْتَوْعَتْهم الأرضُ. وأوْعَيْتُ جَدْعَ أنْفِه: مِثْلُ أوْعَبْتَ. وهو مَوْعِيُّ الفُصُوصِ والرُّسْغِ: أي مُوْثَقُهُما. وفَرَسٌ وَعَىً: شَدِيْدٌ. ونِعْمَ واعِي اليَتِيْم هو: أي وَالِيْه. والواعِيَةُ: الصّارِخَةُ على المَيِّتِ، ولا يُبنى فِعْلٌ منه. والوَعَى: الجَلَبَةُ. والوَعْوَعُ: الجَرِيءُ على السَّيْرِ كُلَّ وَقْتٍ. والمَفَازَةُ لا طَرِيقَ لها. وجَلَبَةُ القَوْمِ. ورَمِيَّةُ القَوْم. وذِئبٌ وَعْوَعٌ ووَعْوَاعٌ. ووَعْوَعَ الكَلْبُ وَعْوَعَةً ووَعْوَاعاً. ورَجُلٌ وَعْوَاعٌ: مِهْذَارٌ.
عوى
العَوّاءُ: النّاقَةُ الكَبيرةُ لا سَنَامَ لها، في لُغَةِ هُذَيْلٍ. والعَوّاءُ: نَجْمٌ - يُمدُّ ويُقْصَر - ويُسَمّى: طارِدَةَ البَرْدِ، كأنَّه يَعْوِي في أثَرِه، ويجوزُ أنْ يكونَ من عَوَى رَأْسَ النّاقَةِ: إِذا ثَنَاه.
ويُقال للحازِمِ: " ما يُنْهى ولا يُعْوى ". وكذلك عَوَى الشَّعَرَ والعِمَامَةَ والقَوْسَ عَيَّاً: أي لَوَى. وعَوَّيْتُ عنه: كَذَّبْتَ. وهو عَوِيٌّ شَوِيٌّ: في مَعْنى عَييٍّ شَيِيٍّ. ويُقال للفصِيْلِ: هو يَعْوِي عُوَاءً، كما يُقال للظَّبْي إِذا أسَنَّ: هو يَنْبَحُ، واسْتَعْواهُم - ويُقال بالغَيْنِ مُعْجَمَةً أيضاً -: اسْتَغَاث بهم. ويُقال للدّاعي إلى الفِتْنَة: عَوى واسْتَعْوى فاسْتَعْوَوْا. ويُقال للمُسْتَضْعفِ: " ما يُعْوى ولايُنْبَحُ " وفي مَثَلٍ: " لَوْ لَكَ عَوَيْتُ لم أعُوِهْ " وعَوَى الكَلْبُ عَيَّةً وعُوَاءً. والعَوَّةُ: الصَّوْتُ، حَكاه أبو زَيْدٍ، وهو من العُوَاءِ، شَاذَّةٌ. والمُعَاوِيَةُ: الكَلْبَةُ المُسْتَحْرِمَةُ تُعَاوي الكِلابَ. وأبو مُعَاوِيَةَ: كُنْيَةُ الفَهْد. ومُعَاوِيَةُ: جِرْوُ الثَّعْلَب. والعَوّا والعُوّا - لُغَتان -: الدُّبُر.
اعى
الإِعَاءُ: لُغَةٌ في الوِعَاء. وأعُ أعْ: زَجْرٌ للخَيْلِ إذا تَفَرَّقَتْ. وقد أوَّعْتُ بها.
عاو عاى
عَا وعَوْ وعَاءِ: زَجْرٌ للضَّأنِ. قد عَاعى بها وعَوْعى وعَيْعى.
عيي
عَيِيْتُ بالأمْر وعَيِيْتُ الأمْرَ عِيّاً. ورَجُلٌ عَيٌّ وعَيِيٌّ، وقد عَيِيَ عن حُجَّتِه. ودَاءٌ عَيَاءٌ وعَيِيُّ: لا دَوَاءَ له. والإِعْيَاء: الكَلاَلُ. وفحْلٌ عَيَاءٌ وعَيَاياءُ: لا يَهْتدي للضِّرَاب. وعَيَايَةُ: حَيٌّ من عَدْوَان. والمُعَاياةُ: أنْ تَعْمَلَ ما لا يَهْتدي له صاحِبُكَ. وعَيَّعَ القَوْمُ: صاحُوا.
يع
يُقال للصبيِّ إِذا نُهِيَ عن تَنَاوُلِ شَيْءٍ قَذِرٍ: يَعْ، وهو بمنزلة قَوْل العَجَم: كَخّ.

الهقعة

(الهقعة) دَائِرَة تكون بِعرْض زور الْفرس أَو بِحَيْثُ تصيب رجل الْفَارِس يتشاءم بهَا وَتكره ولمعة بباض فِي جنب الْفرس الْأَيْسَر وَثَلَاثَة نُجُوم قريب بَعْضهَا من بعض عِنْد رَأس كوكبة الْــجَبَّار وَهِي منزل من منَازِل الْقَمَر

(الهقعة) المكثر من الاتكاء والاضطجاع بَين الْقَوْم

استفتح

(استفتح) الْبَاب فَتحه وَطلب فَتحه وَفُلَانًا استنصره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واستفتحوا وخاب كل جَبَّار عنيد} وَيُقَال استفتح فلَان على بفلان استنصر بِهِ عَليّ

عَيْنَيْن

عَيْنَيْن
مثنى العَيْن.
عَيْنَيْن:
وهو تثنية عين، ولكن بعضهم يتلفظ به على هذه الصيغة في جميع أحواله، فان الأزهري ذكره فقال مبتدئا: عينين جبل بأحد، وقد بسطت القول فيه في عينان، قال أبو عبيدة في قول البعيث:
ونحن منعنا يوم عينين منقرا ... ولم ننب في يومي جدود عن الأسل
قال: أما يوم عينين بالبحرين فكانت بنو منقر بن عبيد الله بن الحارث، والحارث هو مقاعس بن عمرو ابن كعب بن سعد، خرجوا ممتارين فعرضت لهم بنو عبد القيس فاستعانوا بني مجاشع فحموهم حتى استنقذوهم، وقال الحفصي: عينين بالبحرين، وأنشد:
يتبعن عودا قاليا لعينين ... راج وقد ملّ ثواء البحرين
ينسلّ منهنّ، إذا تدانين، ... مثل انسلال الدمع من جفن العين
وإليها يضاف خليد عينين الشاعر، وقال الراعي:
يحثّ بهنّ الحاديان كأنما ... يحثّان جبّارا بعينين مكرعا
قال ثعلب: عينين مكان بشقّ البحرين به نخل، والمكرع: الذي يشرع في الماء.

أَبْرَشْتَوِيمُ

أَبْرَشْتَوِيمُ:
بالفتح ثم السكون وفتح الراء وسكون الشين المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان وكسر الواو وياء ساكنة وميم: هو جبل بالبذّ من أرض موقان من نواحي أذربيجان، كان يأوي إليه بابك الخرّمي. فقال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الثّغري:
وفي أبرستويم وهضبتيها ... طلعت على الخلافة بالسّعود
وذكره أبو تمام أيضا في موضع آخر من شعره يمدحه، فقال:
ويوم، يظلّ العزّ يحفظ وسطه ... بسمر العوالي، والنفوس تضيّع
شققت إلى جبّاره حومة الوغى، ... وقنّعته بالسيف، وهو مقنّع
لدى سندبايا لا تهاب، وأرشق ... وموقان، والسّمر اللّدان يزعزع
وأبرشتويم، والكذاج، وملتقى ... سنابكها، والخيل تردي وتمزع

تذكرة الشعراء

تذكرة الشعراء
تركي.
لسهى الأدرنوي.
المتوفى: سنة خمس وخمسين وتسعمائة (1008).
وسماه: (هشت بهشت).
تذكرة الشعراء
تركي.
للطيفي، اسمه: لطف الله القسطموني.
المتوفى: سنة تسعين وتسعمائة.
وذكر في أوله: مناقب عشرين رجلا من المشايخ والسلاطين.
ثم أردفهم: بمائتين واثنين وثمانين شاعرا.
على: الحروف.
تذكرة الشعراء
تركي.
للسيد: محمد بن علي، المعروف: بعاشق جلبي.
المتوفى: سنة تسع وسبعين وتسعمائة.
وسماه: (مشاعر الشعراء).
ورتب على: حروف أبجد.
تذكرة الشعراء
تركي.
لأحمد بن شمس، المعروف: بالعهدي، البغدادي.
كتب من عاشرهم في الروم منذ قدم: سنة ستين وتسعمائة، إلى خروجه سنة إحدى وسبعين.
ورتب على: ثلاث روضات.
وسماه: (كلشن شعرا).
فصار اسمه: (تاريخا) لتأليفه.
توفي: 980.
تذكرة الشعراء
تركي.
للمولى: جلبي بن علي بن أمر الله، الشهير: بقنالي زاده.
المتوفى: سنة اثنتي عشرة وألف.
جمع فيه: ما في (التذاكر).
بطرح: الزوائد، وإلحاق: اللطائف، والفوائد.
بإنشاء لطيف، فصار أحسن من الجميع.
تذكرة الشعراء
تركي.
للمولى: مصطفى أفندي، الشهير: برياضي، محمد بن داود الأطروشي، الحنفي.
المتوفى: سنة أربع وخمسين وألف.
لخص فيه: مؤلفات الأقدمين.
بإثبات الشاعر، وطرح المتشاعر.
بأهذب لفظ، وأعذب عبارة موجزة.
وسماه: (رياض الشعراء).
وفرغ: سنة ثمان عشرة وألف.
تذكرة الشعراء
فارسي.
للأمين: دولتشاه بن علاء الدولة: بختيشاه.
رتب على: سبع طبقات، وخاتمة.
وذكر في أوله: عشرين شاعرا من شعراء العرب، ثم أردفهم شعراء الفرس.
وضم إليها: فوائد من التواريخ، على طريق الاستطراد.
وفرغ من جمعه: سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة.
وتوفي: 913.
وترجمها:
بعضهم.
إلى التركية.
على طريق الاختصار.
أول الترجمة: (الحمد لله العلي القوي الــجبار...).
والنسخة التي رأيناها: كانت مكتوبة في سنة 1052، ولكن إنشاءها يدل على أنها مترجمة في أوائل، أو أواسط القرن العاشر.
تذكرة الشعراء
فارسي.
لبابا شاه.
تذكرة الشعراء
فارسي.
لمحمد الحوفي، الخوافي، ركن الدين.
المتوفى: 834.
تذكرة الشعراء
تركي.
لمير: عليشير، الوزير.
المتوفى: سنة ست وتسعمائة.
رتب على: مجالس.
وسماه: (مجالس النفائس).
ثم إن الحكيم: شاه محمد القزويني.
ضم إليه: شعراء الروم.
وترجمه: بالتركية الرومية.
والأصل: تركي التاتار.
تذكرة الشعراء
فارسي.
لسام، ميرزا بن شاه إسماعيل الصفوي.
سماه: (تحفة السامي).
توفي: 939.
تذكرة الشعراء
تركي تاتاري.
للصادق الكيلاني.
جمع فيه: الجميع، إلى عصر شاه: عباس الصفوي.
ورتب على: ثمانية مجالس.
وسماه: (مجمع الخواص).

تواريخ هراة

تواريخ هراة
منها:
تاريخ: أبي إسحاق: أحمد بن محمد بن يوسف البزار، الحافظ.
المتوفى: سنة 234.
وتاريخ: أحمد بن محمد سعيد الحداد.
وتاريخ: أبي روح: عيسى الهروي.
المتوفى: سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
ولأبي نصر: عبد الرحمن بن عبد الــجبار القيسي، الحافظ.
ومنها:
تاريخ: الشيخ، ثقة الدين: عبد الرحمن الفامي.
وهو: أول من صنف فيه.
ولنور الدين: عبد الرحمن بن أحمد الجامي.
المتوفى: سنة ثمان وتسعين وثمانمائة.
ولمعين الدين: محمد الأسفرايني، الكاتب، الزمجي.
سماه: (روضات الجنات).
ألفه: سنة 897.

تواريخ مرو

تواريخ مرو
منها:
تاريخ: الإمام، أبي سعد: عبد الكريم بن محمد السمعاني.
المتوفى: سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وهو كبير.
في نحو: عشرين مجلدا.
قال التاج السبكي في (طبقاته) : ولكنه لم يكمل فيما يغلب على ظني.
ولأبي محمد: عبد الــجبار بن محمد التابتي، الحرقي.
المتوفى: سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
و (تاريخ: أحمد بن سيار).
المتوفى: سنة ثمان وستين ومائتين.
ولبدر الدين بن فرحون.
المتوفى: بالمدينة، سنة تسع وستين وسبعمائة.
ولمجد الدين: محمد بن يعقوب الفيروزأبادي، صاحب (القاموس).
ولابن أبي معدان.

الانتصار، لأصحاب الحديث

الانتصار، لأصحاب الحديث
لأبي المظفر: منصور بن محمد بن عبد الــجبار السمعاني.
المتوفى سنة 489.
وهو مختصر على ثلاثة أبواب:
الأول: في الحث على السنة والجماعة.
والثاني: في فضل الحديث.
والثالث: في شجرة العلم.

أسد الغابة، في معرفة الصحابة

أسد الغابة، في معرفة الصحابة
مجلدان.
للشيخ، عز الدين: علي بن محمد، المعروف: بابن الأثير الجزري.
المتوفى: سنة ثلاثين وستمائة.
ذكر فيه: سبعة آلاف، وخمسمائة ترجمة، واستدرك على ما فاته من تقدمه، وبين أوهامهم.
قاله الذهبي، في: (تجريد أسماء الصحابة).
وهو: مختصر: (أسد الغابة).
أوله: (الحمد لله العلي الأعلى... الخ).
ذكر فيه: أن كتاب ابن الأثير نفيس، مستقص لأسماء الصحابة الذين ذكروا في الكتب الأربعة، المصنفة في معرفة الصحابة، وهي: كتاب ابن منده.
وكتاب: أبي نعيم.
وكتاب: أبي موسى الأصبهانيين.
وهو: ذيل كتاب ابن منده.
وكتاب ابن عبد البر.
وزيادة المصنف عليهم.
وجعل علامة (د) : لابن منده.
و (ع) : لأبي نعيم.
و (ب) : لابن عبد البر.
و (س) : لأبي موسى.
قال: وزدت أنا طائفة من الصحابة، الذين نزلوا حمص، من: (تاريخ دمشق)، ومن (مسند أحمد)، ومن (حواشي الاستيعاب)، ومن (طبقات سعد) خصوصا النساء، ومن (شعراء الصحابة)، الذين دونهم: ابن سيد الناس.
فأظن أن من في كتابي: يبلغون ثمانية آلاف نفس، وأكثرهم لا يعرفون. انتهى.
ومختصر: (أسد الغابة)، المسمى: (بدرر الآثار، وغرر الأخبار).
للشيخ، الفقيه، بدر الدين: محمد بن أبي زكريا يحيى القدسي الحنفي، الواعظ.
أوله: (الحمد لله العظيم الــجبار... الخ).
ومختصر آخر.
لمحمد بن محمد الكاشغري.
المتوفى: سنة تسع وسبعمائة.

إِرَمُ ذَاتُ العِمَادِ

إِرَمُ ذَاتُ العِمَادِ:
وهي إرم عاد، يضاف ولا يضاف، أعني في قوله، عز وجل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ 89: 6- 7. فمن أضاف لم يصرف إرم، لأنه يجعله اسم أمّهم، أو اسم بلدة، ومن لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرفه، لأنه جعل عادا اسم أبيهم. وإرم اسم القبيلة، وجعله بدلا منه.
وقال بعضهم: إرم لا ينصرف للتعريف والتأنيث، لأنه اسم قبيلة، فعلى هذا يكون التقدير: إرم صاحب ذات العماد، لأن ذات العماد مدينة.
وقيل: ذات العماد وصف، كما تقول المدينة ذات الملك. وقيل: إرم مدينة، فعلى هذا يكون التقدير بعاد صاحب إرم. ويقرأ بعاد إرم ذات العماد، الجرّ على الإضافة، فهذا إعرابها. ثم اختلف فيها من جعلها مدينة، فمنهم من قال: هي أرض كانت واندرست، فهي لا تعرف. ومنهم من قال: هي الاسكندرية، وأكثرهم يقولون: هي دمشق، وكذلك قال شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير:
لولا التي علقتني من علائقها، ... لم تمس لي إرم دارا ولا وطنا
قالوا: أراد دمشق، وإياها أراد البحتري بقوله:
إليك رحلنا العيس من أرض بابل، ... نجوز بها سمت الدّبور ونهتدي
فكم جزعت من وهدة بعد وهدة، ... وكم قطعت من فدفد بعد فدفد
طلبنك من أمّ العراق نوازعا ... بنا، وقصور الشام منك بمرصد
إلى إرم ذات العماد، وإنّها ... لموضع قصدي، موجفا، وتعمّدي
وحكى الزمخشري أنّ إرم بلد منه الإسكندرية.
وروى آخرون أنّ إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، باليمن بين حضرموت وصنعاء، من بناء شدّاد بن عاد، ورووا أن شداد بن عاد كان جبّارا، ولما سمع بالجنة وما أعدّ الله فيها لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار، والغرف التي من فوقها غرف، قال لكبرائه: إني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة، فوكل بذلك مائة رجل من وكلائه وقهارمته، تحت يد كل رجل منهم ألف من الأعوان، وأمرهم أن يطلبوا فضاء فلاة من أرض اليمن، ويختاروا أطيبها تربة، ومكنهم من الأموال، ومثّل لهم كيف يعملون، وكتب إلى عمّاله الثلاثة: غانم بن علوان، والضحّاك ابن علوان، والوليد بن الريّان، يأمرهم أن يكتبوا إلى عمّالهم في آفاق بلدانهم أن يجمعوا جميع ما في أرضهم من الذهب، والفضة، والدرّ، والياقوت، والمسك، والعنبر، والزعفران، فيوجهوا به إليه.
ثم وجّه إلى جميع المعادن، فاستخرج ما فيها من الذهب والفضة. ثم وجه عمّاله الثلاثة الى الغواصين إلى البحار، فاستخرجوا الجواهر، فجمعوا منها أمثال الجبال، وحمل جميع ذلك إلى شدّاد.
ثم وجهوا الحفّارين إلى معادن الياقوت، والزبرجد، وسائر الجواهر، فاستخرجوا منها أمرا عظيما. فأمر
بالذهب، فضرب أمثال اللبن. ثم بنى بذلك تلك المدينة، وأمر بالدرّ، والياقوت، والجزع، والزبرجد، والعقيق، ففصّص به حيطانها، وجعل لها غرفا من فوقها غرف، معمّد جميع ذلك بأساطين الزبرجد، والجزع، والياقوت. ثم أجرى تحت المدينة واديا، ساقه إليها من تحت الأرض أربعين فرسخا، كهيئة القناة العظيمة. ثم أمر فأجري من ذلك الوادي سواق في تلك السكك، والشوارع، والأزقّة، تجري بالماء الصافي. وأمر بحافتي ذلك النهر وجميع السواقي، فطليت بالذهب الأحمر، وجعل حصاه أنواع الجواهر: الأحمر، والأصفر، والأخضر، فنصب على حافتي النهر والسواقي أشجارا، من الذهب، مثمرة. وجعل ثمرها من تلك اليواقيت، والجواهر، وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخا، وعرضها مثل ذلك. وصيّر صورها عاليا مشرفا، وبنى فيها ثلاثمائة ألف قصر، مفصّصا بواطنها وظواهرها بأصناف الجواهر. ثم بنى لنفسه في وسط المدينة، على شاطئ ذلك النهر، قصرا منيفا عاليا يشرف على تلك القصور كلها. وجعل بابها يشرع إلى الوادي، بمكان رحيب واسع. ونصب عليه مصراعين من ذهب، مفصّصين بأنواع اليواقيت. وأمر باتخاذ بنادق من مسك وزعفران، فألقيت في تلك الشوارع والطرقات. وجعل ارتفاع تلك البيوت، في جميع المدينة، ثلاثمائة ذراع في الهواء. وجعل السور مرتفعا ثلاثمائة ذراع مفصّصا خارجه وداخله بأنواع اليواقيت وظرائف الجواهر. ثم بنى خارج سور المدينة أكما يدور ثلاثمائة ألف منظرة بلبن الذهب والفضة عالية مرتفعة في السماء، محدقة بسور المدينة، لينزلها جنوده، ومكث في بنائها خمسمائة عام. وإن الله تعالى أحب أن يتّخذ الحجّة عليه، وعلى جنوده، بالرسالة والدّعاء إلى التوبة والإنابة، فانتجب لرسالته إليه هودا، عليه السلام، وكان من صميم قومه وأشرافهم. وهو في رواية بعض أهل الأثر هود بن خالد بن الخلود بن العاص بن عمليق بن عاد ابن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام. وقال أبو المنذر:
هو هود بن الخلود بن عاد بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وقيل غير ذلك ولسنا بصدده. ثم إن هودا، عليه السلام، أتاه فدعاه إلى الله تعالى وأمره بالإيمان، والإقرار بربوبية الله، عز وجل، ووحدانيته، فتمادى في الكفر والطّغيان، وذلك حين تمّ لملكه سبعمائة سنة. فأنذره هود بالعذاب، وحذّره وخوّفه زوال ملكه، فلم يرتدع عما كان عليه، ولم يجب هودا إلى ما دعاه إليه. ووافاه الموكلون ببناء المدينة، وأخبروه بالفراغ منها. فعزم على الخروج إليها في جنوده، فخرج في ثلاثمائة ألف من حرسه وشاكريّته ومواليه، وسار نحوها، وخلّف على ملكه بحضرموت وسائر أرض العرب ابنه مرثد بن شدّاد. وكان مرثد، فيما يقال، مؤمنا بهود، عليه السلام، فلما قرب شداد من المدينة، وانتهى إلى مرحلة منها، جاءت صيحة من السماء، فمات هو وأصحابه أجمعون، حتى لم يبق منهم مخبر، ومات جميع من كان بالمدينة من الفعلة، والصّناع، والوكلاء، والقهارمة، وبقيت خلاء، لا أنيس بها. وساخت المدينة في الأرض، فلم يدخلها بعد ذلك أحد، إلا رجل واحد في ايام معاوية، يقال له: عبد الله بن قلابة، فإنه ذكر في قصة طويلة تلخيصها: أنّه خرج من صنعاء في بغاء إبل له ضلّت، فأفضى به السّير إلى مدينة صفتها كما ذكرنا، وأخذ منها شيئا من بنادق المسك، والكافور، وشيئا من الياقوت. وقصد إلى معاوية بالشام، وأخبره
بذلك، وأراه الجواهر والبنادق. وكان قد اصفرّ وغيّرته الأزمنة، فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار، وسأله عن ذلك، فقال: هذه إرم ذات العماد التي ذكرها الله، عز وجل، في كتابه. بناها شداد ابن عاد، وقيل: شداد بن عمليق بن عويج بن عامر ابن إرم، وقيل في نسبه غير ذلك. ولا سبيل إلى دخولها، ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا.
ووصف صفة عبد الله بن قلابة، فقال معاوية: يا عبد الله! أما أنت فقد أحسنت في نصحنا، ولكن ما لا سبيل إليه، لا حيلة فيه. وأمر له بجائزة فانصرف. ويقال: إنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت، فإذا بيت في الجبل منقور، مائة ذراع في أربعين ذراعا، وفي صدره سريران عظيمان من ذهب، على أحدهما رجل عظيم الجسم، وعند رأسه لوح فيه مكتوب:
اعتبر يا أيها المغ ... رور بالعمر المديد
أنا شداد بن عاد، ... صاحب الحصن المشيد
وأخو القوّة والبأ ... ساء والملك الحشيد
دان أهل الأرض طرّا ... لي من خوف وعيدي
فأتى هود، وكنّا ... في ضلال، قبل هود
فدعانا، لو أجبنا ... هـ، إلى الأمر الرشيد
فعصيناه ونادى ... ما لكم، هل من محيد؟
فأتتنا صيحة، ته ... وي من الأفق البعيد
قلت: هذه القصّة مما قدمنا البراءة من صحّتها وظننا أنها من أخبار القصّاص المنمّقة وأوضاعها المزوّقة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.