Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تصلح

الِانْتِقَال

الِانْتِقَال: اعْلَم أَنه لم نحدد الِانْتِقَال فِي مَسْأَلَة وَاحِدَة أَو مَسْأَلَتَيْنِ وَثمّ نعمد بعد عدَّة أَيَّام إِلَى إِضَافَة مَسْأَلَة أُخْرَى أَو مَسْأَلَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ كلما احتجنا إِلَى ذَلِك فَإِن ذَلِك يُؤَدِّي إِلَى فتح بَاب وصلب مَوْضُوع الْمَذْهَب واختلاط المباحث وَعَلِيهِ فَإِن ذَلِك غير جَائِز. وَيجب أَن نعلم أَنه من الْوَاجِب وَحسب الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة الَّتِي يُسْتَفَاد مِنْهَا إِبَاحَة الزَّكَاة فِي بَاب الْحِلْية كَمَا أَن على الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ حَيْثُ حلية الزَّكَاة فرض فَإِنَّهَا على الْمَذْهَب الشافي لَيست فرضا. فَإِذا مَا كَانَ شخص على الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ وَمن أجل دفع الزَّكَاة يرى جَوَاز تَقْلِيد الشَّافِعِي فَلَيْسَ لَهُ ذَلِك، لِأَن جَمِيع الْفُقَهَاء عَلَيْهِم الرَّحْمَة والغفران قد أَجَازُوا جَمِيع الْحِيَل واستثنوا مِنْهَا حِيلَة الزَّكَاة وَقَالُوا بِإِسْقَاط حِيلَة الزَّكَاة وبطلانها نظرا لحقوق الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين، وَإِلَّا سينسد بَاب الزَّكَاة.
وَنقل عَن الإِمَام أَبُو يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى أَن شخصا سَأَلَهُ عَن حِيلَة الزَّكَاة، وَعَاد بعْدهَا الرجل إِلَى منزله مَسْرُورا متمرغا فِي فرحته فَاعْتقد خاروف لَهُ فِي الْبَيْت أَن أحد يَدْعُو إِلَى الْقِتَال من المشهد الَّذِي رَآهُ، فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَن أَخذ بِضَرْب بِرَأْسِهِ رَأس الرجل حَتَّى أَحَالهُ إِلَى قطع صغيره، فجَاء أهل الْبَيْت إِلَى الإِمَام ووصفوا لَهُ حَال الرجل فَقَالَ الإِمَام، نعم هَذَا جَزَاء من لَا يُرِيد أَدَاء الزَّكَاة ...
الِانْتِقَال: عِنْد الْحُكَمَاء حُصُول الشَّيْء فِي حيّز بعد أَن كَانَ فِي حيّز آخر والانتقال فِي الْعرض أَن يقوم عرض بِعَيْنِه بِمحل بعد قيام بِمحل آخر وَهُوَ محَال لما بَين فِي مَحَله. والانتقال فِي اللُّغَة نقل كردن وَلَا يجوز أَن يذهب من مَذْهَب إِلَى مَذْهَب آخر أَي ينْتَقل من مَذْهَب إِلَى مَذْهَب آخر فِي الْمُعَامَلَات. فَأَما فِي الْعِبَادَات فَيجوز فَإِذا كَانَ الرجل حنفيا لَا يجوز أَن يعْمل عمل مَذْهَب الشَّافِعِي فِي الْمُعَامَلَات بِخِلَاف الْعِبَادَات فَإِن يجوز الْعَمَل بِهِ. وَبِه أَخذ المشائخ كَذَا فِي النِّهَايَة. وَفِي فَتَاوَى الغرائب الِانْتِقَال من مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة رَحمَه الله جَائِز وَكَذَا بِالْعَكْسِ إِذا لم يكن بِالْكُلِّيَّةِ بل فِي مَسْأَلَة أَو مَسْأَلَتَيْنِ وَلَيْسَ للعامي أَن يتَحَوَّل من مَذْهَب إِلَى مَذْهَب بِالْكُلِّيَّةِ وَيَسْتَوِي فِيهِ الْحَنَفِيّ وَالشَّافِعِيّ.
إِن النِّسَاء ناقصات الْعقل وَالدّين. حَدِيث شرِيف وَلما سُئِلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا نُقْصَان دينهن قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام تقعد إِحْدَاهُنَّ فِي قَعْر بَيتهَا شطر دهرها لَا تَصُوم وَلَا تصلي. فَهَذَا الحَدِيث مسوق لبَيَان نُقْصَان دينهن. وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَن أَكثر الْحيض خَمْسَة عشر يَوْمًا وَهُوَ معَارض بِمَا رُوِيَ أَنه قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أقل الْحيض ثَلَاثَة أَيَّام وَأَكْثَره عشرَة أَيَّام. وَهُوَ عبارَة النَّص فرجح الْعبارَة على الْإِشَارَة لِأَنَّهُ حكمهَا فِي القطعية سَوَاء وَعند التَّعَارُض ترجح الْعبارَة على الْإِشَارَة فَإِن قيل لَا مُعَارضَة لِأَن المُرَاد بالشطر الْبَعْض لَا النّصْف على السوَاء وَلَو سلم وَأكْثر أَعمار الْأمة سِتُّونَ - ربعهَا أَيَّام الصِّبَا - وربعها أَيَّام الْحيض فِي الْأَغْلَب فَاسْتَوَى النصفان فِي الصَّوْم وَالصَّلَاة وتركهما. وَأجِيب بِأَن الشّطْر حَقِيقَة فِي النّصْف وَأكْثر أَعمار الْأمة مَا بَين السِّتين إِلَى السّبْعين على مَا ورد فِي الحَدِيث وَترك الصَّوْم وَالصَّلَاة مُدَّة الصِّبَا مُشْتَرك بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فَلَا تصلح سَببا لنُقْصَان دينهن. وَلَكِن لَا يخفى أَن تَركهمَا أَيَّام الْحيض وَالنّفاس لَيْسَ بمشترك بَينهمَا فَهُوَ يصلح سَببا لنُقْصَان دينهن فَافْهَم.

ءبل

ء ب ل : الْإِبِلُ اسْمُ جَمْعٍ لَا وَاحِدَ لَهَا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لِأَنَّ اسْمَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ إذَا كَانَ لِمَا لَا يَعْقِلُ يَلْزَمُهُ التَّأْنِيثُ وَتَدْخُلُهُ الْهَاءُ إذَا صُغِّرَ نَحْوُ أُبَيْلَةٍ وَغُنَيْمَةٍ وَسُمِعَ إسْكَانُ الْبَاءِ لِلتَّخْفِيفِ وَمِنْ التَّأْنِيثِ وَإِسْكَانِ الْبَاءِ قَوْلُ أَبِي النَّجْمِ
وَالْإِبِلُ لَا تَصْلُحُ لِلْبُسْتَانِ ... وَحَنَّتْ الْإِبِلُ إلَى الْأَوْطَانِ
وَالْجَمْعُ آبَالٌ وَأَبِيلٌ وَزَانُ عَبِيدٍ وَإِذَا ثُنِّيَ أَوْ جُمِعَ فَالْمُرَادُ قَطِيعَانِ أَوْ قَطِيعَاتٌ وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ الْجُمُوعِ نَحْوُ أَبْقَارٍ وَأَغْنَامٍ وَالْإِبِلُ بِنَاءٌ نَادِرٌ قَالَ سِيبَوَيْهِ (1) لَمْ يَجِئْ عَلَى فِعِلٍ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ مِنْ الْأَسْمَاءِ إلَّا حَرْفَانِ إبِلٌ وَحِبِرٌ وَهُوَ الْقَلَحُ وَمِنْ الصِّفَاتِ إلَّا حَرْفٌ وَهِيَ امْرَأَةٌ بِلِزٌ وَهِيَ الضَّخْمَةُ وَبَعْضُ الْأَئِمَّةِ يَذْكُرُ أَلْفَاظًا غَيْرَ ذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ نَقْلُهَا عَنْ سِيبَوَيْهِ وَنَهْرُ الْأُبُلَّةِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ مَوْضِعٌ مِنْ دِجْلَةَ بِقُرْبِ الْبَصْرَةِ نَحْوَ يَوْمٍ. 

ءبل


أَبَلَ(n. ac. أَبَل
أَبَاْلَة
إِبَاْلَة)
a. Was skilled in the management of camels
&c.
b. Were numerous (camels).
c.(n. ac. أَبْل), Withstood, resisted.
أَبِلَ(n. ac. أَبَل)
a. see supra
(a)
. & (b).
أَبَّلَآبَلَتَأَبَّلَa. Had many camels.

إِبْل
(pl.
آبَاْل)
a. Camel.

إِبْلَةa. Enmity.

أُبْلَةa. Blight, blast.

أَبَلَةa. Unwholesomeness.

إِبِلa. see 2
إِبَاْلَة
أُبَاْلَةa. Bundle of firewood or of hay.

أَبِيْلa. Monk, devotee, elder ( of the Christians ).

أَبِيْلَةa. see 23t
أَبَّاْلa. Camelherd.

إِبْلِيْس (pl.
أَآبِلُ
أَآبِلَة
أَآبِيْلُ)
a. Devil.

عَصَا

عَصَا
من (ع ص و) ما يتخذ من خشب وغيره للاعتماد عليه في المشي أو الضرب به أو الهشّ به على الأغنام.
(عَصَا)
(هـ س) فِيهِ «لَا تَرْفَعْ عَصَاك عَنْ أهْلِك» أَيْ لَا تَدَعْ تأدِيبَهم وجَمْعَهم عَلَى طاعةِ اللَّهِ تَعَالَى. يُقَالُ: شَقَّ العَصَا: أَيْ فارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَلم يُرِد الضَّرْب بالعَصَا، ولكنَّه جَعَله مَثَلًا.
وَقِيلَ: أرادَ لَا تَغْفُل عَنْ أَدَبهم ومَنْعِهم مِنَ الفَسَاد.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الخَوارِجَ شقُّوا عَصَا الْمُسْلِمِينَ وفرّقُوا جَمَاعَتهم» .
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلَة «إيَّاكَ وقَتِيلَ العَصَا» أَيْ إياكَ أَنْ تَكُونَ قَاتِلًا أَوْ مَقْتُولا فِي شَقّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي جَهْمٍ «فَإِنَّهُ لَا يَضَعُ عَصَاه عَنْ عَاتِقِهِ» أَرَادَ: أَنَّهُ يُؤَدِّبُ أهْلَه بالضَّرب. وَقِيلَ: أرادَ بِهِ كثْرةَ الأسْفارِ. يُقَالُ: رَفع عَصَاه إِذَا سَارَ، وألقَى عَصَاه إِذَا نَزَل وَأَقَامَ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ حرَّم شجَر المدينةِ إِلَّا عَصَا حَدِيدة» أَيْ عَصاً تصلحُ أَنْ تكونَ نِصَاباً لآلةٍ من الحَديد. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ألاَ إنَّ قَتيلَ الخَطإِ قَتِيلُ السَّوط والعَصَا» لأنَّهُما ليسَا مِنْ آلاتِ القَتْل، فَإِذَا ضُرِب بِهِمَا أَحَدٌ فماتَ كَانَ قَتْلُه خَطَأ.
(هـ) وَفِيهِ «لَوْلَا أنَّا نَعْصِي اللَّهَ مَا عَصَانَا» أَيْ لَمْ يَمْتَنِع عَنْ إجَابَتِنا إِذَا دَعَوناه، فجعَل الجوابَ بمَنْزلة الخِطَاب فسمَّاه عِصْيَاناً، كقوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ غَيَّر اسمَ العَاصِي» إِنَّمَا غَيَّره لأنَّ شِعَارَ المُؤْمِن الطَّاعَة والعِصْيَان ضِدُّها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ رجُلا قَالَ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدَ رَشَد، وَمن يَعْصِهِما فَقَدْ غوَى.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ. قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَى» إِنَّمَا ذَمَّهُ لِأَنَّهُ جَمَعَ فِي الضَّمير بينَ اللَّهِ وبينَ رَسُولِهِ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ يَعْصِهما، فأمرَه أنْ يَأْتِيَ بالمُظْهر ليتَرَتَّب اسمُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الذِّكر قبلَ اسْمِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيهِ دليلٌ عَلَى أنَّ الواوَ تُفيد التَّرتيبَ.
وَفِيهِ «لَمْ يكُنْ أسْلَمَ مِنْ عُصَاة قُرَيْشٍ أحدٌ غيرُ مُطيع بْنِ الأسْود» يريدُ مَنْ كَانَ اسمُه العَاصِي.

وَذِلَ

(وَذِلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَمْرٍو «قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا زِلْت أرُمُّ أمْرَك بِوَذَائِلِهِ» هِيَ جَمْع وَذِيلَةِ، وَهِيَ السَّبيكة مِنَ الفِضَّة. يُرِيدُ أَنَّهُ زَيَّنَه وَحسَّنه.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «أَرَادَ بِالْوَذَائِلِ جَمْعَ وَذِيلَةَ، وَهِيَ المرآةُ، بلُغَة هُذَيل، مَثَّل بِهَا آرَاءه الَّتِي كَانَ يَراها لِمُعَاوِيَةَ، وَأَنَّهَا أَشْبَاهُ المَرايا، يَرى فِيهَا وُجُوه صَلاح أمرِه، واستقامةِ مُلْكِهِ: أَيْ مازلت أرُمّ أمْرَك بِالْآرَاءِ الصَّائبة، والتَّدابير الَّتِي يُسْــتَصْلح المُلْكُ بِمثْلِها» .

ركو

ركو: تركّى عليه: ألقى عليه المشقة وتخلى عنها (محيط المحيط). رَكْوة: إبريق القهوة، دلوة، دلة (محيط المحيط).
(ر ك و) : (الرَّكْوَةُ) بِالْفَتْحِ دَلْوٌ صَغِيرٌ وَالْجَمْعُ رِكَاءٌ.
ر ك و : الرَّكْوَةُ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ دَلْوٌ صَغِيرَةٌ وَالْجَمْعُ رِكَاءٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَيَجُوزُ رَكَوَاتٌ مِثْلُ: شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ وَالرَّكِيَّةُ الْبِئْرُ وَالْجَمْعُ رَكَايَا مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا. 
ر ك و

ملأ الركوة من الركية والجمع الركاء والركايا.


ومن المجاز: قول بشر:

بكل قرارة من حيث جالت ... ركية سنبك فيها انثلام

أراد محفر السنبك شبّهه بركية ثلم في شقّ منها.

ركو


رَكَا(n. ac. رَكْو)
a. Dug, raked up; excavated, hollowed out.
b. Bound; fastened.
c. Repaired.
d. Put off, deferred; adjourned.

أَرْكَوَa. see I (d)b. ['Ala], Reviled.
تَرَكَّوَإِرْتَكَوَ
a. ['Ala], Trusted in, relied upon.
رَكْوَة
رِكْوَة
رُكْوَة
(pl.
رَكَوَاترِكَآء [] )
a. Skiff, wherry.
b. Coffee-pot; tea-pot.

رَكِيَّة [] (pl.
رَكَايَا)
a. Well.
ركو
الرَّكْوَةُ: شِبْهُ تَوْرٍ من أدَم، والجميع الرِّكَاءُ.
والرَّكْوُ: أنْ تَحْفِرَ حَوْضاً مُسْتَطِيْلاً، وهو المَرْكُوُ والمَرْكاءُ.
والمُرْتَكي: الذي يَتَّخِذُ مَرْكُوّاً للماء.
ورَكَوْتُ عليه الأمْرَ: أي وَرَّكْتُه عليه.
وأرْكَيْتُ عليه حَقّي أو باطِلي: أثْبَته عليه.
ورَكَوْتَ عَلَيَّ هذا الأمْرَ: أي قَلَبْتَه عَلَيَّ، وذلك عن اشْتِراكٍ مِنْكُما قَبْلَ ذلك، وقيل: رَكَيْتَ - بالياء -.
ورَكَوْتُ عليهم بَقِيَّةَ يَوْمِهم أقَمْتُ.
ورَكَوْتُ إليه: تَحَدَّثْتُ إليه ساعَةً.
وأرْكَيْتُ الدَّيْنَ: إذا أخَّرْتَه.
ورَكَأتُ إلى كذا: لَجَأتُ إليه رَكْأَ ومَرْكَأً. وأرْكَيْتُ إليه - أيضاً -: أي الْتَجَأْتُ. ورَكَأتُه: صَدَدْته.
والمُرْكي: الدائمُ الواتِنُ الذي لا يَنْقَطِعُ.
وتَرَكْتُ الطَّعامَ في البَيْتِ مُرَاكِياً: أي كثيراً بَعْضُه فَوْقَ بَعْض.
والمُرَاكِيَةُ: شجَرَةٌ من الحَمْض تَرْعاها الإِبلُ، والجميع المُرَاكي.
وهو يَرْكُوْ الحَدِيثَ: أي يَقُصُّه. وهو الرَّكْوُ.
ورَكوْتُ على الرجُل: إذا ذَكَرْتَه بقَبِيْحٍ.
وهو أرْكى عليك: أي أهْوَنُ عليك.
ورَكْوَةُ الخُفِّ: أسْفَلُه.
والرَّكِيَّةُ: بِئْرٌ تُحْفَرُ، وجَمْعُها رَكِيٌ ورَكَايا.
والمُرْتَكي - بمعنى المُرَاكي -: الدائمُ المُقِيْمُ، وقد ارْتَكى.
(ر ك و)

الرَّكْوة: شبه تَوْر من أَدَم.

وَالْجمع: رَكَوات، ورِكَاء.

والرَّكْوة أَيْضا: زورق صَغِير.

والرُّكْوة: رقْعَة تَحت العواصر، والعواصر: حِجَارَة ثَلَاث بَعْضهَا فَوق بعض.

وركا الأَرْض رَكْوا: حفرهَا.

وركا رَكْوا: حفر حوضا مستطيلا.

والمَرْكُوّ من الْحِيَاض: الْكَبِير.

وَقيل: الصَّغِير، وَهُوَ من الاحتفار.

والرَّكِيَّة: الْبِئْر، وَالْجمع: رَكِيّ، ورَكَايا. وَإِنَّمَا قضيت عَلَيْهَا بِالْوَاو؛ لِأَنَّهُ من رَكَوت: أَي حفرت.

وركا الْأَمر رَكْوا: أصلحه، قَالَ:

وأمْرُك إلاَّ تَرْكُه متفاقِم

وركا على الرجل رَكْوا، وأركى: أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء قبيحا.

وركوت عَلَيْهِ الْحمل، وأركيته: ضاعفته عَلَيْهِ وأثقلته بِهِ.

وركوت عَلَيْهِ الْأَمر: وَرَّكْتُه. وأركيتِ فِي الْأَمر: تَأَخَّرت.

وأركيت إِلَيْهِ: ملت واعتزيت، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِلَى أيِّما الْحَيَّيْنِ تُرْكَوْا فَإِنَّكُم ... ثِفَالُ الرَّحَى مِن تحتهَا لَا يريمها

فسر " تُرْكَوْا " بتُنْسَبوا وتُعْزَوْا. وَعِنْدِي: أَن الرِّوَايَة: إِنَّمَا هِيَ: تَرْكُوا أَو تُرْكُوا: أَي تنتسبوا وتعتزوا.

والرَّكاء: وَاد مَعْرُوف، قَالَ لبيد:

فَدَعْدَعَا سُرَّة الرَّكَاء كَمَا ... دَعْدَع ساقي الْأَعَاجِم الغَرَبا

وَفِي بعض النّسخ الموثوق بهَا من كتاب الجمهرة: الرِّكاء، بِالْكَسْرِ. وَإِنَّمَا قضيت على هَذِه الْكَلِمَات بِالْوَاو لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام " ر ك ي " وَقد ترى سَعَة بَاب: ركوت.

ركو

1 رَكَا (ISd, K,) [aor. ـْ inf. n. رَكْوٌ, (ISd, TA,) He dug, or excavated, (ISd, K, TA,) the ground, forming an oblong hollow. (ISd, TA.) b2: He made, formed, or fashioned, in a suitable manner, a small watering-trough such as is termed مَرْكُوّ, (Az, TA,) or a watering-trough [in an absolute sense]; as also ↓ اركى. (TA.) 4 أَرْكَوَ see what next precedes.

رَكْوَةٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and رِكْوَةٌ and رُكْوَةٌ, (K,) all well known, but the first is the most chaste, (MF,) A certain thing for water: (S:) it is [a small drinking-vessel] like a تَوْر, of leather; (ISd, TA;) a small drinking-vessel of skin: (Nh, TA:) or a small دَلْو [or bucket, generally of leather], (Mgh, Msb,) well known: (Msb:) all of these explanations have been strangely neglected by the author of the K: (TA:) pl. رِكَآءٌ (S, Mgh, Msb) and رَكَوَاتٌ; (S,) Msb;) the latter allowable. (Msb.) The prov. (S) صَارَتِ القَوْسُ رَكْوَةً [lit. The bow became a ركوة, app. meaning the bow became exchanged for a vessel such as is called ركوة, but see what follows,] is applied in relation to the retiring of good fortune, and reverse in the state of affairs. (S, K.) b2: A small زَوْرَق [or skiff]. (ISd, K.) b3: A رُقْعَة [or piece of cloth, or rag,] beneath the عَوَاصِر, (K,) which means three stones [with which grapes are pressed so as to force out the juice,] placed one above another: so in the M. (TA.) [Hence, accord. to the TK, the prov. above mentioned: but I see not why.] b4: (assumed tropical:) The فَلْهَم of a woman; i. e. her فَرْج [or vulva]: so in the copies of the K: but in the T, her قُلْفَة [i. e. the prepuce of the clitoris], on the authority of IAar; as being likened to the ركوة of water: (TA:) the pl. [app. in all its senses] is رِكَآءٌ and رَكَوَاتٌ [as above], (K,) or in the last sense رُكًى. (TA.) رَكِىٌّ: see what next follows, in two places.

رَكِيَّةٌ A well: (S, Msb, K:) or a well containing water; (MA;) otherwise a well is not thus called: (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Chrest. Ar. ii. 332:) or a well not made neat; or not constructed [or cased] with bricks [&c.]: (MA:) pl. رَكَايَا (S, Msb, K) and ↓ رَكِىٌّ, (S, and so in some copies of the K,) or the former is the pl. and ↓ the latter is [properly speaking] a gen. n., [i. e. a coll. gen. n.,] and often occurs as a sing. and as a pl., (Nh, TA,) or the pl. is also رُكِىٌّ: (so in some copies of the K and in the TA:) accord. to ISd, it is from رَكَا in the first of the senses assigned to this verb above. (TA.) مَرْكُوٌّ [pass. part. n. of 1: b2: and hence, as a subst.,] A large watering-trough or tank: (AA, T, S, K:) [in the S and K is added, وَالجُرْمُوزُ الصَّغِيرُ, which may mean either that the small watering-trough is called جرموز, and such is the case, or that مَرْكُوٌّ also signifies a small جرموز, agreeably with what here follows, and with an explanation of this word in the TA voce حَوِىٌّ:] Az, after mentioning AA's explanation given above, says, but what I have heard from the Arabs is, that the مركوّ is a small watering-trough or tank, which a man makes, or forms, or fashions, in a suitable manner, with his hands, at the head of the well, when he has not, and cannot procure, a vessel in which to give water to a camel or to two camels: and that which is large is not thus called. (TA.) [But see an ex. voce سَلْسٌ.]
ركو
: (و) ! الرَّكْوَةُ، مُثَلَّثَةً) :
قالَ شيْخُنا: التَّثْليثُ فِيهَا مَشْهورٌ والأَفْصَح الفَتْح.
قُلْتُ: وَقد اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجوهريُّ وغيرُه.
قالَ الجوهريُّ: الَّتِي للماءِ.
وَقَالَ ابنُ سيدَه: شِبْهُ تَوْرٍ مِن أَدمٍ. وَفِي المِصْباح: دَلْوٌ صَغِيرَةٌ.
وَفِي النهايَةِ: إنَاءٌ صَغيرٌ مِن جلْدٍ يُشْرَبُ فِيهِ الماءُ.
وكلُّ ذلكَ أَعْرَض عَنهُ المصنِّفُ وَهُوَ عَجيبٌ مِنْهُ.
ثمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: {والرَّكْوَةُ (زَوْرَقٌ صَغيرٌ) ؛ وَهَذَا غير الَّذِي ذَكَروه.
(و) } الرَّكْوَةُ: (رقعَةٌ تَحْتَ العَواصِرِ) ، والعَواصِرُ حِجارَةٌ ثلاثٌ بعضُها فَوْق بعضٍ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) الرَّكْوَةُ (مِن المَرْأَة: فَلْهَمُها) ، أَي فَرْجُها؛ كَذَا فِي النّسخ.
وَفِي التّهذِيبِ قلْفَتُها، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ والجَمْعُ {الرَّكَا وَهُوَ على التَّشْبيهِ} بَرَكْوَةِ الماءِ، (ج {رِكاءٌ) ككلْبَةٍ وكِلابٍ، (و) يَجُوزُ (} رَكَواتٌ) بالتحْرِيكِ كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ.
( {والرَّكِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (البِئْرُ، ج} ركِيٌّ) ، كعُتِيَ، وضُبِطَ فِي الصِّحاحِ بالفتحِ، ( {ورَكايَا) .
وَفِي النِّهايَةِ:} الرُّكِيُّ جنْسٌ {للرَّكيَّةِ وْالجَمْعُ} رَكايَا؛ وَمِنْه حدِيثُ: فأَتَيْنا على {رَكِيَ ذَمَّةٍ؛ والذَّمَّةُ القَلِيلَةُ الماءِ.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (فَإِذا هُوَ فِي} رَكِيَ يَتبَرَّدُ، وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرها مُفْرداً ومَجْموعاً.
(و) قَالَ ابنُ سيدَه: إنَّما قَضَيْت عَلَيْهَا بِالْوَاو لأنَّها من ( {رَكَا) الأرْضَ} رَكْواً إِذا (حَفَرَ) هَا حَفْراً مُسْتطِيلاً.
(و) رَكَا الأَمْرَ رَكْواً: (أَصْلَحَ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
وأَمْرُكَ إِلَّا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ قالَ الأَزْهريُّ: أَي لَا تُصْلِحْــه.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ قَوْل سُوَيْد وصَدْرُه:.
فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَوْكَ شُؤُونَهُم وشَأْنُكَ الخ.
قالَ فِي الحاشِيَةِ: تَرْكُه أَصْله تَرَكوه حذفَ الْوَاو للجَازِمِ.
(و) رَكَا (عَلَيْهِ) ؛ وَفِي المُحْكم: عَنهُ؛ (أَثْنَى) عَلَيْهِ ثَنَاءً (قَبِيحاً) .
وَفِي التكْمِلَةِ: أَسْمَعَه مَكْرُوهاً أَو زَجَره بقَبِيحٍ.
(و) {رَكَا} رَكْواً: (أَخَّرَ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (يَغْفِرُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِمٍ إلاَّ للمُتَشاحِنَيْنِ فيُقالُ {ارْكُوهُما حَتَّى يَصْطَلِحا) .
قالَ الأزْهريّ: كَذَا رُوِيَ بضمِّ الألفِ أَي أَخّرُوهما.
قالَ ابنُ الأثيرِ: ويُرْوَى اتْرُكُوا، مِنَ التَّرْكِ؛ ويُرْوَى أَيْضاً: ارْهَكُوا.
(} كأرْكَى فيهمَا يقالُ: {أَرْكَى عَنهُ وَعَلِيهِ: إِذا أَثْنَى قَبِيحاً.
وأَرْكَى الأَمْرَ: أَخَّرَه؛ وَبِه رُوِيَ أَيْضاً الحدِيثُ المَذْكُور.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْروٍ: ويقالُ للغَرِيمِ} أَرْكِني إِلَى كَذَا، أَي أَخِّرْني.
وبخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَويّ: يقالُ للفَزعِ بَدَلَ الغَرِيمِ.
(و) {رَكَا} رَكْواً: (شَدَّ) وأَصْلَحَ؛ عَن ابْن الأَعْرابيِّ.
(و) رَكَا (الحِمْلَ على البَعيرِ: ضاعَفَهُ) عَلَيْهِ وأَثْقَلَه بِهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيَدَه.
( {وأَرْكَى إِلَيْهِ: لَجَأَ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) } أَرْكَى (عَلَيْهِ الذَّنْبَ: ورَّكَهُ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: أَرْكَى عليَّ ذَنْباً لم أَجْنِيهِ وكَذلِكَ الأَمْرَ؛ ونقلَهُ الجوهريُّ عَن الفرَّاء.
(و) قَوْلُهم فِي المَثَل: (صارَتِ القَوْسُ {رَكْوَةً) .
قالَ الجوهريُّ: (يُضْرَبُ فِي الإِدْبارِ وانْقِلابِ الأُمُورِ.
(} والمَرْكُوُّ: الحَوْضُ الكبيرُ) ؛ كَذَا هُوَ فِي نسخِ الصِّحاحِ؛ وَفِي بعضِ النسخِ: {والرّكْوَةُ، وَهُوَ غَلَطٌ، وكَوْن} المَرْكُوِّ هُوَ الحَوْضُ الكبيرُ قد نقلَهُ الأزهريُّ عَن أَبي عَمْروٍ.
(و) أَيْضاً: (الجُرْمُوزُ الصَّغِيرُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ
حَتَّى تَرَى {مَرْكُوَّها يَثُوب ُيقولُ: أستقي تارَةً ذَنُوباً وتارَةً نُطْفَةً حَتَّى يرجعَ الحَوْضُ مَلآنَ كَمَا كانَ قَبْلَ أنْ يَشْرَبَ.
قالَ الأَزْهريُّ بَعْدَما نَقَلَ قَوْلَ أَبي عَمْرٍ والسابِقَ: وَالَّذِي سَمِعْته مِنَ العَرَبِ:} المَرْكُوُّ الحُوَيْضُ الصَّغيرُ يُسَوِّيه الرَّجُلُ بيَدَيْه على رأْسِ البِئرِ إِذا أَعْوَزَه إناءٌ يَسْقي فِيهِ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْن.
ويقالُ: {ارْكُ} مَرْكُوّاً تَسْقِي فِيهِ بَعِيرَكَ، وأَمَّا الكَبيرُ فَلَا يُسَمَّى {مَرْكُوّاً.
(} وأَرْكَى لَهُم جُنْداً: هَيَّأَهُمْ) .
ونَصّ الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: هَيَّأَهُ لَهُم.
( {والمُراكِي} والمُرْتَكِي: الَّدائِمُ الثَّابِتُ) المُقِيمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، مِن {راكى على الأمْرِ} وارْتَكَى {مُراكَاةً} وارْتِكاءً.
( {والمُراكِيَةُ) ، بالضَّمِّ: (شجرةٌ من الحَمْضِ) تَرْعاهُ الإِبلُ، (ج} المَراكِي) ، بالفتْحِ.
(و) يقالُ: (أَنا {مُرْتَكٍ عَلَيْهِ) ، أَي (مُعَوِّلٌ) عَلَيْهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وَمَا لَهُ} مُرْتَكىً إلاَّ عليكَ) ، أَي (مُعْتَمَدٌ) ، نقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
( {والرَّكَّاءُ، كَشَدَّادٍ: وادٍ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ} الرَّكَاءُ كسَحابٍ، كَمَا فِي المُحْكم، وأَنْشَدَ للبيدٍ:
فدَعْدَعا سُرَّةَ {الرَّكاءِ كَمَا
دَعْدَعَ ساقِي الأَعاجِمِ الغَرَباقالَ: وَفِي بعضِ نسخِ الجَمْهرةِ المَوْثوقِ بهَا:} الرِّكاء بالكَسْر، وبالوَجْهَيْن ضُبِط فِي نسخِ الصِّحاحِ أَيْضاً؛ ثمَّ قالَ: وإنَّما قَضَيْتُ على هَذِه الكَلِماتِ بالواوِ لأنَّه ليسَ فِي الكلامِ 

دَبَلَ 

(دَبَلَ) الدَّالُ وَالْبَاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى جَمْعٍ وَتَجَمُّعٍ وَإِصْلَاحٍ لَمِرَمَّةٍ. تَقُولُ دَبَلْتُ الشَّيْءَ جَمَعْتُهُ، كَدَبْلِكَ اللُّقْمَةَ بِأَصَابِعِكَ. وَالدُّبُولُ: الْجَدَاوِلُ. وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُدْبَلُ، أَيْ تُنَقَّى وَــتُصْلَحُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَرْضٌ مَدْبُولَةٌ، إِذَا أُصْلِحَتْ بِسِرْجِينٍ وَغَيْرِهِ. قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ أَصْلَحْتَهُ فَقَدْ دَبَلْتَهُ وَدَمَلْتَهُ. وَيُقَالُ الدَّوْبَلُ: الْحِمَارُ الصَّغِيرُ. وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَجَمُّعِ خَلْقِهِ. وَيُقَالُ دَبِلَ الْبَعِيرُ وَغَيْرُهُ يَدْبَلُ، إِذَا امْتَلَأَ لَحْمًا.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ الدِّبْلُ: الدَّاهِيَةُ. وَدَبَلَهُمُ الْأَمْرُ مِنَ الشَّرِّ: نَزَلَ بِهِمْ. يُقَالُ دِبْلًا دَبِيلًا، كَمَا يَقُولُونَ: ثُكْلًا ثَاكِلًا. قَالَ الشَّاعِرُ:

طِعَانَ الْكُمَاةِ وَرَكْضَ الْجِيَادِ

وَقَوْلَ الْحَوَاضِنِ دِبْلًا دَبِيلًا

رَكَوَ 

(رَكَوَ) الرَّاءُ وَالْكَافُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ: أَحَدُهَا حَمْلُ الشَّيْءِ عَلَى شَيْءٍ وَضَمُّهُ إِلَيْهِ، وَالْآخَرُ إِصْلَاحُ شَيْءٍ، وَالثَّالِثُ وِعَاءُ الشَّيْءِ.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: رَكَوْتُ عَلَى الْبَعِيرِ الْحِمْلَ: ضَاعَفْتُهُ. وَمِنَ الْبَابِ رَكَوْتُ عَلَيْهِ الْأَمْرَ وَالذَّنْبَ، أَيْ حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَا مُرْتَكٍ عَلَى كَذَا، أَيْ مُعَوِّلٌ عَلَيْهِ. وَمَا لِي مُرْتَكًى إِلَّا عَلَيْكَ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: أَرْكَيْتَ عَلَيَّ ذَنْبًا لَمْ أُذْنِبْهُ.

وَمِنَ الْبَابِ أَرْكَيْتُ إِلَى فُلَانٍ: لَجَأْتُ إِلَيْهِ. وَمِنْهُ أَرْكِنِي إِلَى كَذَا، أَيْ أَخِّرْنِي، لِلدَّيْنِ يَكُونُ عَلَيْهِ. وَرَكَوْتُ عَنْهُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِي، أَيْ أَقَمْتُ.

أَمَّا إِصْلَاحُ الشَّيْءِ فَالْمَرْكُوُّ الْحَوْضُ الْمُسْتَطِيلُ، وَيُقَالُ الْمُصْلَحُ، قَالَ:

قَامَ عَلَى الْمَرْكُوِّ سَاقٍ يَفْعَمُهْ

وَرَكَوْتُ الشَّيْءَ، إِذَا سَدَّدْتَهُ وَأَصْلَحْتَهُ. قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُرَاعٍ:

فَدَعْ عَنْكَ قَوْمًا قَدْ كَفَوْكَ شُئُونَهُمْ ... وَشَأْنُكَ إِلَّا تَرْكُهُ مُتَفَاقِمُ

أَيْ إِنْ لَمْ تُصْلِحْــهُ. وَيُقَالُ أَرْكَيْتُ لِفُلَانٍ شَيْئًا، إِذَا هَيَّأْتَهُ لَهُ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَالرَُِّكْوَةُ مَعْرُوفَةٌ; وَمِنْهُ الرَّكِيُّ; لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ وِعَاءُ مَا يَكُونُ فِيهِ. 

رَكَبَ 

(رَكَبَ) الرَّاءُ وَالْكَافُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ، وَهُوَ عُلُوُّ شَيْءٍ شَيْئًا. يُقَالُ رَكِبَ رُكُوبًا يَرْكَبُ. وَالرِّكَابُ: الْمَطِيُّ، وَاحِدَتُهَا رَاحِلَةٌ. وَزَيْتٌ رِكَابِيٌّ; لِأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنَ الشَّامِ عَلَى الرِّكَابِ. وَمَا لَهُ رَكُوبَةٌ وَلَا حَمُولَةٌ، أَيْ مَا يَرْكَبُهُ وَيَحْمِلُ عَلَيْهِ. وَالرَّكْبُ: الْقَوْمُ الرُّكْبَانُ; وَكَذَلِكَ الْأُرْكُوبُ. وَنَاقَةٌ رَكْبَانَةٌ: تَصْلُحُ لِلرُّكُوبِ. وَأَرْكَبَ الْمُهْرَ: حَانَ أَنْ يُرْكَبَ. وَرَجُلٌ مُرَكَّبٌ: اسْتَعَارَ فَرَسًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ لَهُ نِصْفُ الْغَنِيمَةِ وَلِصَاحِبِ الْفَرَسِ النِّصْفُ.

وَمِنَ الْبَابِ رَوَاكِبُ الشَّحْمِ، وَهِيَ طَرَائِقُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ فِي مُقَدَّمِ السَّنَامِ. فَأَمَّا الَّتِي فِي الْمُؤَخَّرِ فَهِيَ الرَّوَادِفُ، الْوَاحِدَةُ رَاكِبَةٌ وَرَادِفَةٌ. وَالرَّكَّابَةُ: شِبْهُ فَسِيلَةٍ مِنْ أَعْلَى النَّخْلَةِ عِنْدَ قِمَّتِهَا، رُبَّمَا حَمَلَتْ مَعَ أُمِّهَا. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ الرَّكْبَ وَالْأُرْكُوبَ رَاكِبُو الدَّوَابِّ، وَأَنَّ الرُّكَّابَ رُكَّابُ السَّفِينَةِ. وَالْمُرَكَّبُ: الْأَصْلُ وَالْمَنْبِتُ. يُقَالُ هُوَ كَرِيمُ الْمُرَكَّبِ.

وَمِنَ الْبَابِ رُكْبَةُ الْإِنْسَانِ، وَهِيَ عَالِيَةٌ عَلَى مَا هِيَ فَوْقَهُ. وَالْأَرْكَبُ: الْعَظِيمُ الرُّكْبَةِ. وَيُقَالُ: رَكَبْتُ الرَّجُلَ أَرْكُبُهُ، إِذَا ضَرَبْتَ رُكْبَتَهُ أَوْ ضَرَبْتَهُ بِرُكْبَتِكَ. وَالرَّكِيبُ: مَا بَيْنَ نَهْرَيِ الْكَرْمِ; وَهُوَ الظَّهْرُ الَّذِي بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، وَيَكُونُ عَالِيًا عَلَى دُونِهِ. وَالرَّاكِبُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الْغَنَمَ فِي ظُهُورِهَا.

وَمِنَ الْبَابِ الرَّكَبُ رَكَبُ الْمَرْأَةِ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ، إِنَّمَا هُوَ لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الرَّكَبُ: الْعَانَةُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ. قَالَ:

لَا يَنْفَعُ الْجَارِيَةَ الْخِضَابُ ... وَلَا الْوِشَاحَانِ وَلَا الْجِلْبَابُ

مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الْأَرْكَابُ 

عَفَرَ 

(عَفَرَ) الْعَيْنُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَلَهُ مَعَانٍ. فَالْأَوَّلُ لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ، وَالثَّانِي نَبْتٌ، وَالثَّالِثُ شِدَّةٌ وَقُوَّةٌ، وَالرَّابِعُ زَمَانٌ، وَالْخَامِسُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ الْحَيَوَانِ.

فَالْأَوَّلُ: الْعُفْرَةُ فِي الْأَلْوَانِ، وَهُوَ أَنْ يَضْرِبَ إِلَى غُبْرَةٍ فِي حُمْرَةٍ; وَلِذَلِكَ سُمِّيَ التُّرَابُ الْعَفَرُ. يُقَالُ: عَفَّرْتُ الشَّيْءَ فِي التُّرَابِ تَعْفِيرًا. وَاعْتَفَرَ الشَّيْءُ: سَقَطَ فِي الْعَفَرِ. قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ذَوَائِبَ الْمَرْأَةِ، وَأَنَّهَا إِذَا أَرْسَلَتْهَا سَقَطَتْ عَلَى الْأَرْضِ. تَهْلَكُ الْمِدْرَاةُ فِي أَكْنَافِهِ ... وَإِذَا مَا أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْعَفَرُ ظَاهِرُ تُرَابِ الْأَرْضِ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَتَسْكِينِهَا. قَالَ: " وَالْفَتْحُ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ ".

وَيُقَالُ لِلظَّبْيِ أَعْفَرُ لِلَوْنِهِ. قَالَ:

يَقُولُ لِيَ الْأَنْبَاطُ إِذْ أَنَا سَاقِطٌ بِهِ ... لَا بِظَبْيٍ فِي الصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا

قَالَ: وَإِنَّمَا يُنْسَبُ إِلَى اسْمِ التُّرَابِ. وَكَذَلِكَ الرَّمْلُ الْأَعْفَرُ. قَالَ: وَالْيَعْفُورُ الْخِشْفُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ لُزُوقِهِ بِالْأَرْضِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: " الْعَفِيرُ لَحْمٌ يُجَفَّفُ عَلَى الرَّمْلِ فِي الشَّمْسِ ".

وَمِنَ الْبَابِ: شَرِبْتُ سَوِيقًا عَفِيرًا، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُلَتَّ بِزَيْتٍ وَلَا سَمْنٍ.

فَأَمَّا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، مِنْ قَوْلِهِمْ: " وَقَعُوا فِي عَافُورِ شَرٍّ " مِثْلُ عَاثُورٍ، فَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَفَرِ، وَهُوَ التُّرَابُ، وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ الْفَاءُ مُبْدَلَةً مِنْ ثَاءٍ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إِنَّ ذَلِكَ مُشْتَقٌّ مَنْ عَفَّرَهُ، أَيْ صَرَعَهُ وَمَرَّغَهُ فِي التُّرَابِ. وَأَنْشَدَ:

جَاءَتْ بِشَرٍّ مَجْنَبٍ عَافُورِ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّ الْعَفْرَ: بَذْرُ النَّاسِ الْحُبُوبَ، فَيَقُولُونَ عَفَرُوا أَيْ بَذَرُوا، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا; لِأَنَّ ذَلِكَ يُلْقَى فِي التُّرَابِ.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ: " مَا قَرِبْتُ امْرَأَتِي مُنْذُ عَفَّرْنَا ".

ثُمَّ يَحْمَلُ عَلَى هَذَا الْعَفَارِ، وَهُوَ إِبَارُ النَّخْلِ وَتَلْقِيحُهُ. وَقَدْ قِيلَ فِي عَفَارِ النَّخْلِ غَيْرُ هَذَا، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ.

وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعُفْرُ: اللَّيَالِي الْبِيضُ. وَيُقَالُ لِلَّيْلَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ عَفْرَاءُ، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا لَيْلَةُ السَّوَاءِ. وَيُقَالُ إِنَّ الْعُفْرَ: الْغَنَمُ الْبِيضُ الْجُرْدُ، يُقَالُ قَوْمٌ مُعْفِرُونَ وَمُضِيئُونَ. قَالَ: وَهُذَيْلٌ مُعْفِرَةٌ، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ قَبِيلَةٌ مُعْفِرَةٌ غَيْرُهَا.

وَيَقُولُونَ: مَا عَلَى عَفَرِ الْأَرْضِ مِثْلُهُ، أَيْ عَلَى وَجْهِهَا.

وَمِنَ الْبَابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، «كَانَ إِذَا سَلَّمَ جَافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ حَتَّى يُرَى مِنْ خَلْفِهِ عُفْرَةُ إِبِطَيْهِ» .

وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّانِي فَالْعَفَارُ، وَهُوَ شَجَرٌ كَثِيرُ النَّارِ تُتَّخَذُ مِنْهُ الزِّنَادُ، الْوَاحِدَةُ عَفَارَةٌ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " اقْدَحْ بِعَفَارٍ أَوْ مَرْخِ، وَاشْدُدْ إِنْ شِئْتَ أَوْ أَرْخِ ".

قَالَ الْأَعْشَى:

زِنَادُكَ خَيْرُ زِنَادِ الْمُلُو ... كِ خَالَطَ مِنْهُنَّ مَرْخٌ عَفَارًا

وَلَعَلَّ الْمَرْأَةَ سُمِّيَتْ " عَفَارَةُ " بِذَلِكَ. قَالَ الْأَعْشَى: بَانَتْ لِتُحْزِنَنَا عَفَارَهْ ... يَا جَارَتَا مَا أَنْتِ جَارَهْ

وَكَذَلِكَ " عُفَيْرَةُ ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعُفُرُ: جَمْعُ الْعَفَارِ مِنَ الشَّجَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَأَنْشَدُوا:

قَدْ كَانَ فِي هَاشِمٍ فِي بَيْتِ مَحْضِهِمُ ... وَارَى الزِّنَادَ إِذَا مَا أَصْلَدَ الْعُفُرُ

وَيَقُولُونَ: " فِي كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، وَاسْتَمْجَدَ الْمَرْخُ وَالْعَفَارُ "، أَيْ إِنَّهُمَا أَخَذَا مِنَ النَّارِ مَا أَحْسَبَهُمَا.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الشِّدَّةُ وَالْقُوَّةُ. قَالَ الْخَلِيلُ: رَجُلٌ عِفْرٌ بَيِّنُ الْعَفَارَةِ، يُوصَفُ بِالشَّيْطَنَةِ، وَيُقَالُ: شَيْطَانٌ عِفْرِيَةٌ وَعِفْرِيتٌ، وَهُمُ الْعُفَارِيَةُ وَالْعَفَارِيتُ. وَيُقَالُ إِنَّهُ الْكَيِّسُ الظَّرِيفُ. وَإِنْ شِئْتَ فَعِفْرٌ وَأَعْفَارٌ، وَهُوَ الْمُتَمَرِّدُ. وَإِنَّمَا أُخِذَ مِنَ الشِّدَّةِ وَالْبَسَالَةِ. يُقَالُ لِلْأَسَدِ عِفِرٌّ وَعَفَرْنَى، وَيُقَالُ لِلْخَبِيثِ عِفِرِّينُ، وَهُمُ الْعِفِرُّونَ. وَأَسَدٌ عَفَرْنَى وَلَبُؤَةٌ عَفَرْنَاةٌ، أَيْ شَدِيدَةٌ. قَالَ:

بِذَاتِ لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذَا عَثَرَتْ ... فَالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ لَعَا

وَيُسَمُّونَ دُوَيْبَّةً مِنَ الدَّوَابِّ " لَيْثٌ عِفِرِّينٌ "، وَهَذَا يَقُولُونَ إِنَّ الْأَصْلَ فِيهِ الْبَابُ الْأَوَّلُ; لِأَنَّ مَأْوَى هَذِهِ الدُّوَيْبَّةِ التُّرَابُ فِي السَّهْلِ، تُدَوِّرُ دَارَةً ثُمَّ تَنْدَسُّ فِي جَوْفِهَا، فَإِذَا هِيجَ رَمَى بِالتُّرَابِ صُعُدًا. قَالَ الْخَلِيلُ: وَيُسَمُّونَ الرَّجُلَ الْكَامِلَ مِنْ أَبْنَاءِ الْخَمْسِينَ: لَيْثُ عِفِرِّينَ. يَقُولُونَ: " ابْنُ الْعَشْرِ لَعَّابٌ بِالْقُلِينِ، وَابْنُ الْعِشْرِينَ بَاغِي نِسِينَ، وَابْنُ ثَلَاثِينَ أَسْعَى السَّاعِينَ، وَابْنُ الْأَرْبَعِينَ أَبْطَشُ الْبَاطِشِينَ، وَابْنُ الْخَمْسِينَ لَيْثُ عِفِرِّينَ، وَابْنُ سِتِّينَ مُؤْنِسُ الْجَلِيسِينَ، وَابْنُ السَّبْعِينَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، وَابْنُ الثَّمَانِينَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ; وَابْنُ التِّسْعِينَ وَاحِدُ الْأَرْذَلِينَ، وَابْنُ الْمِائَةِ لَا جَاءَ وَلَا سَاءَ "، يَقُولُ: لَا رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْعِفْرِيَةُ النَّفْرِيَةُ: الْخَبِيثُ الْمُنْكَرُ. وَهُوَ مِثْلُ الْعِفْرِ، يُقَالُ رَجُلٌ عِفْرٌ، وَامْرَأَةٌ عِفْرَةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - يُبْغِضُ الْعِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ، الَّذِي لَمْ يُرْزَأْ فِي مَالِهِ وَجِسْمِهِ» . قَالَ: وَهُوَ الْمُصَحَّحُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَمْرَضُ.

وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْعَفَرْفَرَ مِثْلُ الْعَفَرْنَى مِنَ الْأُسُودِ، وَهُوَ الَّذِي يَصْرَعُ قِرْنَهُ وَيَعْفِرُ. فَإِذَا كَانَ صَحِيحًا فَقَدْ عَادَ هَذَا الْبَابُ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ. وَأَنْشَدَ:

إِذَا مَشَى فِي الْحَلَقِ الْمُخَصَّرِ ... وَبَيْضَةٍ وَاسِعَةٍ وَمِغْفَرٍ

يَهُوسُ هَوْسَ الْأَسَدِ الْعَفَرْفَرِ

وَيُقَالُ إِنَّ عَفَارَ: اسْمُ رَجُلٍ، وَإِنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ هَذَا، وَكَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ النِّصَالُ. قَالَ: نَصْلٌ عَفَارِيٍّ شَدِيدٍ عَيْرُهُ ... لَمْ يَبْقَ مِ النِّصَالِ عَادٍ غَيْرُهُ

وَيُقَالُ لِلْعِفِرِّ عُفَارِيَةٌ أَيْضًا. قَالَ جَرِيرٌ:

قَرَنْتُ الظَّالِمِينَ بِمَرْمَرِيسٍ ... يَذِلُّ لَهُ الْعُفَارِيَةُ الْمَرِيدُ

وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ مِنَ الزَّمَانِ قَوْلُهُمْ: لَقِيتُهُ عَنْ عُفْرٍ: أَيْ بَعْدَ شَهْرٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ لَهُ شَرَفٌ قَدِيمٌ: مَا شَرَفُكَ عَنْ عُفْرٍ، أَيْ هُوَ قَدِيمٌ غَيْرُ حَدِيثٍ.

قَالَ كُثَيِّرٌ:

وَلَمْ يَكُ عَنْ عُفْرٍ تَفَرُّعُكَ الْعُلَى ... وَلَكِنْ مَوَارِيثُ الْجُدُودِ تَؤُولُهَا

أَيْ تُصْلِحُــهَا وَتَرُبُّهَا وَتَسُوسُهَا.

وَيُقَالُ فِي عَفَارِ النَّخْلِ: إِنَّ النَّخْلَ كَانَ يُتْرَكُ بَعْدَ التَّلْقِيحِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يُسْقَى.

قَالُوا: وَمِنْ هَذَا الْبَابِ التَّعْفِيرُ: وَهُوَ أَنْ تُرْضِعَ الْمُطْفِلُ وَلَدَهَا سَاعَةً وَتَتْرُكَهُ سَاعَةً. قَالَ لَبِيدٌ:

لِمُعَفَّرِ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ ... غُبْرٌ كَوَاسِبُ لَا يُمَنُّ طَعَامُهَا

وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنَّ الْعَفِيرَ مِنَ النِّسَاءِ هِيَ الَّتِي لَا تُهْدِي لِأَحَدٍ شَيْئًا. قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ التَّعْفِيرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْفَرَّاءُ بَعِيدٌ مِنَ الَّذِي شَبَّهَ بِهِ، وَلَعَلَّ الْعَفِيرَ هِيَ الَّتِي كَانَتْ هَدِيَّتُهَا تَدُومُ وَتَتَّصِلُ، ثُمَّ صَارَتْ تُهْدَى فِي الْوَقْتِ. وَهَذَا عَلَى الْقِيَاسِ صَحِيحٌ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي ذَكَرَ الْفَرَّاءُ لِلْكُمَيْتِ:

وَإِذَا الْخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ الْمِحْ ... لِ وَصَارَتْ مِهْدَاؤُهُنَّ عَفِيرًا

فَالْمِهْدَاءُ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا الْإِهْدَاءُ، ثُمَّ عَادَتْ عَفِيرًا لَا تُدِيمُ الْهَدِيَّةَ وَالْإِهْدَاءَ.

وَأَمَّا الْخَامِسُ فَيَقُولُونَ: إِنَّ الْعِفْرِيَةَ وَالْعِفْرَاةَ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ شَعْرُ وَسَطِ الرَّأْسِ. وَأَنْشَدَ:

قَدْ صَعَّدَ الدَّهْرُ إِلَى عِفْرَاتِهِ ... فَاحْتَصَّهَا بِشَفْرَتَيْ مِبْرَاتِهِ

وَهِيَ لُغَةٌ فِي الْعِفْرِيَةِ، كَنَاصِيَةٍ وَنَاصَاةٍ. وَقَدْ يَقُولُونَ عَلَى التَّشْبِيهِ لِعُرْفِ الدِّيكِ: عِفْرِيَةٌ. قَالَ:

كَعِفْرِيَةِ الْغَيُورِ مِنَ الدَّجَاجِ

أَيْ مِنَ الدِّيَكَةِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَعْرُ الْقَفَا مِنَ الْإِنْسَانِ الْعِفْرِيَةُ.

عَرَوَى 

(عَرَوَى) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ مُتَبَايِنَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى ثَبَاتٍ وَمُلَازِمَةٍ وَغِشْيَانٍ، وَالْآخَرُ يَدُلُّ عَلَى خُلُوٍّ وَمُفَارَقَةٍ.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: عَرَاهُ أَمْرٌ، إِذَا غَشِيَهُ وَأَصَابَهُ ; وَعَرَاهُ الْبَرْدُ. وَيَقُولُونَ: " إِذَا طَلَعَ السِّمَاكُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَعْرُوكَ مَا عَنَاكَ، مِنَ الْبَرْدِ الَّذِي يَغْشَاكَ ". وَعَرَاهُ الْهَمُّ وَاعْتَرَاهُ. وَالْعُرَوَاءُ: قِرَّةٌ تَأْخُذُ الْمَحْمُومَ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْكُوزِ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ عُرًى. وَعَرَّيْتُ الشَّيْءَ: اتَّخَذْتُ لَهُ عُرْوَةً. قَالَ لَبِيدٌ:

فَخْمَةٌ ذَفْرَاءُ تُرْتَى بِالْعُرَى قُرْدُمَانِيًّا وَتَرْكًا كَالْبَصَلْ

وَقَالَ آخَرُ: " وَاللَّهِ لَوْ عَرَّيْتَ فِي عِلْبَاوَيَّ مَا خَضَعْتُ لَكَ "، أَيْ لَوْ جَعَلْتَ فِيهِمَا عُرْوَتَيْنِ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ عُرْوَةً لِأَنَّهَا تُمْسَكُ وَتَلْزَمُهَا الْإِصْبَعُ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعُرْوَةُ، وَهُوَ مِنَ النَّبَاتِ شَجَرٌ تَبْقَى لَهُ خُضْرَةٌ فِي الشِّتَاءِ، تَتَعَلَّقُ بِهِ الْإِبِلُ حَتَّى يُدْرِكَ الرَّبِيعُ، فَهِيَ الْعُرْوَةُ وَالْعُلْقَةُ، وَقَالَ مُهَلْهَلٌ:

قَتَلَ الْمُلُوكَ وَسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ ... شَجَرُ الْعُرَى وَعَرَاعِرُ الْأَقْوَامِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعُرْوَةُ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُرْوَةُ مِنَ الشَّجَرِ: مَا لَا يَسْقُطُ وَرَقُهُ. وَكُلُّ هَذَا رَاجِعٌ إِلَى قِيَاسِ الْبَابِ، لِأَنَّ الْمَاشِيَةَ تَتَعَلَّقُ بِهِ فَيَكُونُ كَالْعُرْوَةِ وَسَائِرِ مَا ذَكَرْنَاهُ.

وَرُبَّمَا سَمُّوا الْعِلْقَ النَّفِيسَ عُرْوَةً، كَمَا يُسَمَّى عِلْقًا، وَالْقِيَاسُ فِيهِمَا وَاحِدٌ. وَيُقَالُ: إِنَّ عُرْوَةَ الْإِسْلَامِ: بَقِيَّتُهُ، كَقَوْلِهِمْ: بِأَرْضِ بَنِي فُلَانٍ عُرْوَةٌ، أَيْ بَقِيَّةٌ مِنْ كَلَأٍ. وَهَذَا عِنْدِي كَلَامٌ فِيهِ جَفَاءٌ ; لِأَنَّ الْإِسْلَامَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ - بَاقٍ أَبَدًا، وَإِنَّمَا عُرَى الْإِسْلَامِ شَرَائِعُهُ الَّتِي يُتَمَسَّكُ بِهَا، كُلُّ شَرِيعَةٍ عُرْوَةٌ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - عِنْدَ ذِكْرِ الْإِيمَانِ: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256] .

فَأَمَّا الْعَرِيُّ فَهِيَ الرِّيحُ الْبَارِدَةُ، وَهِيَ عَرِيَّةٌ أَيْضًا. وَسُمِّيَتْ لِأَنَّهَا تَعْرُو وَتَعْتَرِي، أَيْ تَغْشَى. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَهَلْ أَحْطِبَنَّ الْقَوْمَ وَهِيَ عَرِيَّةٌ ... أُصُولَ أَلَاءٍ فِي ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ

وَيَقُولُونَ: " أَهْلَكَ فَقَدْ أَعْرَيْتَ "، أَيْ غَابَتِ الشَّمْسُ وَهَبَّتْ عَرِيًّا.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَخُلُوُّ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ الْعُرْيَانُ، يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ عَرِيَ مِنَ الشَّيْءِ يَعْرَى، وَجَمْعُ عَارٍ عُرَاةٌ. قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

فَبِتْنَا عُرَاةً لَدَى مُهْرِنَا ... تُنَزِّعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصَّفَارَا

أَيْ مُتَجَرِّدِينَ، كَمَا [يُقَالُ] تَجَرَّدَ لِلْأَمْرِ، إِذَا جَدَّ فِيهِ. وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ مِنَ الْعُرَوَاءِ، أَيْ كَأَنَّهُمْ يَنْتَفِضُونَ مِنَ الْبَرْدِ. وَيُقَالُ مِنَ الْأَوَّلِ: مَا أَحْسَنَ عُرْيَةَ هَذِهِ الْجَارِيَةُ، أَيْ مُعَرَّاهَا وَمَا تَجَرَّدَ مِنْهَا. وَعُرْيَتُهَا: جُرْدَتُهَا. وَيُقَالُ: الْمَعَارِي: الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْوَجْهُ، لِأَنَّ ذَلِكَ بَادٍ أَبَدًا. قَالَ أَبُو كَبِيرٍ:

مُتَكَوِّرِينَ عَلَى الْمَعَارِي بَيْنَهُمْ ... ضَرْبٌ كَتَعْطَاطِ الْمَزَادِ الْأَثْجَلِ

وَيُقَالُ: اعْرَوْرَيْتُ الْفَرَسَ، إِذَا رَكِبْتُهُ عُرْيًا [لَيْسَ] بَيْنَ ظَهْرِهِ وَبَيْنَكَ شَيْءٌ. وَأَنْشَدَ:

وَاعْرَوْرَتِ الْعُلُطَ الْعُرْضَيَّ تَرْكُضُهُ ... أُمُّ الْفَوَارِسِ بِالدِّئْدَادِ وَالرَّبَعَهْ

وَيُقَالُ: فَرَسٌ عُرْيٌ وَرَجُلٌ عُرْيَانٌ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْعَرَاءُ: كُلُّ شَيْءٍ أَعْرَيْتَهُ مِنْ سُتْرَتِهِ. وَيُقَالُ: اسْتُرْ عَنِ الْعَرَاءِ. أَمَّا الْعَرَى مَقْصُورٌ فَمَا سَتَرَ شَيْئًا مِنْ شَيْءٍ. تَقُولُ: تَرَكْنَاهُ فِي عَرَى الْحَائِطِ. وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ.

وَمِنَ الْبَابِ الثَّانِي: أَعْرَى الْقَوْمُ صَاحِبَهُمْ، إِذَا تَرَكُوهُ وَذَهَبُوا عَنْهُ. وَمِنَ الْبَابِ الْعَرَاءُ: الْفَضَاءُ، وَيُقَالُ إِنَّهُ مُذَكَّرٌ. تَقُولُ: انْتَهَيْنَا إِلَى عَرَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ وَاسِعٌ. وَأَعْرَاءُ الْأَرْضِ: مَا ظَهَرَ مِنْ مُتُونِهَا وَظُهُورِهَا. وَيَقُولُونَ لِامْرَأَةِ الرَّجُلِ: النَّجِيُّ الْعُرْيَانُ، أَيِ أَنَّهُ يُنَاجِيهَا فِي الْفِرَاشِ عُرْيَانَةً. قَالَ:

لَيْسَ النَّجِيُّ الَّذِي يَأْتِيكَ مُؤْتَزِرًا ... مِثْلَ النَّجِيِّ الَّذِي يَأْتِيكَ عُرْيَانًا

وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الطَّوِيلِ الْقَوَائِمِ عُرْيَانٌ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، يُرَادُ أَنَّ قَوَائِمَهُ مُتَجَرِّدَةٌ طَوِيلَةٌ.

وَأَمَّا الْعَرِيَّةُ مِنَ النَّخْلِ وَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: «نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا» فَإِنَّ قِيَاسَهُ قِيَاسُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي هَذَا الْأَصْلِ الثَّانِي، وَهُوَ خُلُوُّ الشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ. ثُمَّ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي صُورَتِهَا، فَقَالَ قَوْمٌ هِيَ النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا صَاحِبُهَا رَجُلًا مُحْتَاجًا، وَذَلِكَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ ثَمَرَةَ عَامِهَا، فَرَخَّصَ لِرَبِّ النَّخْلِ أَنْ يَبْتَاعَ ثَمَرَ تِلْكَ النَّخْلَةِ مِنَ الْمُعْرَى بِتَمْرٍ، لِمَوْضِعِ حَاجَتِهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ هُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ نَخْلَةٌ وَسْطَ نَخْلٍ كَثِيرٍ لِرَجُلٍ آخَرَ، فَيُدْخِلُ رَبُّ النَّخْلَةِ إِلَى نَخْلَتِهِ فَرُبَّمَا كَانَ صَاحِبُ النَّخْلِ الْكَثِيرِ يُؤَدِّيهِ دُخُولُهُ إِلَى نَخْلِهِ، فَرُخِّصَ لِصَاحِبِ النَّخْلِ الْكَثِيرِ أَنْ يَشْتَرِيَ ثَمَرَ تِلْكَ النَّخْلَةِ مِنْ صَاحِبِهَا قَبْلَ أَنْ يَجُدَّهُ بِتَمْرٍ لِئَلَّا يَتَأَذَّى بِهِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالتَّفْسِيرُ الْأَوَّلُ أَجْوَدُ، لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ فِيهِ إِعْرَاءٌ، إِنَّمَا هِيَ نَخْلَةٌ يَمْلِكُهَا رَبُّهَا فَكَيْفَ تُسَمَّى عَرِيَّةً. وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ قَوْلُ شَاعِرِ الْأَنْصَارِ:

لَيْسَتْ بِسَنْهَاءَ وَلَا رُجْبِيَّةٍ ... وَلَكِنْ عَرَايَا فِي السِّنِينَ الْجَوَائِحِ

وَمِنْهُ حَدِيثٌ آخَرُ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَعَثَ الْخُرَّاصَ قَالَ لَهُمْ: «خَفِّفُوا فِي الْخَرْصِ فَإِنَّ فِي الْمَالِ الْعَرِيَّةَ وَالْوَصِيَّةَ» .

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: اسْتَعْرَى النَّاسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، إِذَا أَكَلُوا الرُّطَبَ. قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَرَايَا.

فَأَمَّا الْخَلِيلُ فَرُوِيَ عَنْهُ كَلَامٌ بَعْضُهُ مِنَ الْأَوَّلِ وَبَعْضُهُ مِنَ الثَّانِي، إِلَّا أَنَّ جُمْلَةَ قَوْلِهِ دَلِيلٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، مِنْ أَنَّهُ قِيَاسُ سَائِرِ الْبَابِ، وَأَنَّهُ خُلُوُّ شَيْءٍ مِنْ شَيْءٍ.

قَالَ الْخَلِيلُ: النَّخْلَةُ الْعَرِيَّةُ: الَّتِي إِذَا عَرَضْتَ عَلَى الْبَيْعِ ثَمَرَهَا عَرَّيْتَ مِنْهَا نَخْلَةً، أَيْ عَزَلْتَ عَنِ الْمُسَاوَمَةِ. وَالْجَمْعُ الْعَرَايَا، وَالْفِعْلُ مِنْهُ إِعْرَاءٌ، وَهُوَ أَنْ يُجْعَلَ ثَمَرُهَا لِمُحْتَاجٍ عَامَهَا ذَلِكَ.

يَا

(يَا)
حرف لنداء الْبعيد حَقِيقَة أَو حكما وَقد يُنَادى بِهِ الْقَرِيب توكيدا وَهِي أَكثر أحرف النداء اسْتِعْمَالا وَلذَا لَا يقدر عِنْد الْحَذف سواهَا نَحْو {يُوسُف أعرض عَن هَذَا} يَا يُوسُف
( [يَا] ) الْيَاءُ وَالْأَلِفُ: أَدَاةٌ، وَهِيَ يَاءٌ تَصْلُحُ لِلنِّدَاءِ نَحْوَ يَا زَيْدُ، وَقَدْ يَكُونُ تَعَجُّبًا وَتَلَذُّذًا نَحْوَ قَوْلِهِمْ: يَا بَرْدَهَا عَلَى الْفُؤَادِ. وَيَكُونُ تَلَهُّفًا كَقَوْلِ الْقَائِلِ: يَا حَسْرَتَا عَلَى كَذَا.

خَرع

(خَ ر ع)

خَرِع الشَّيْء خَرَعا وخَراعَة، فَهُوَ خَرِع، وخَريع، وتَخَرَّع وانْخَرَعَ: استرخى وَضعف وَلِأَن.

والخَرِع: الخوار.

والخَريع: الْمُرِيب، لِأَن الْمُرِيب خَائِف، فَكَأَنَّهُ خوُّار. قَالَ الرَّاعِي:

خَرِيٌع مَتى يَمْشيِ الخبيثُ بأرْضه ... فَإِن الحَلال لَا محالةَ ذائقُهْ

والخَرَع: لين المفاصل. وشفة خريعٌ: لينَة.

وانخَرعت أَعْضَاء الْبَعِير، وتَخَرَّعت: زَالَت عَن موَاضعهَا، قَالَ العجاج:

ومَنْ هَمَزْنا عِزَّهُ تَخَرَّعا

وانخرع الرجل: ضعف وانكسر. وانْخرَعْتُ لَهُ: لنت.

والخَريع: الْغُصْن فِي بعض اللُّغَات، لنعمته وتثنيه. والخَريع من النِّسَاء: الناعمة. وَالْجمع: خُرُع وخَرائع. حَكَاهُمَا ابْن الْأَعرَابِي. وَقيل: الخَريع والخَريعة: المتكسرة، الَّتِي لَا ترد يَد لامس، كَأَنَّهَا تَنْخَرع لَهُ. قَالَ يصف رَاحِلَته:

تَمْشِي أمامَ العِيسِ وهْي فِيها ... مَشْيَ الخَريعِ ترَكَتْ بَنيِها

وكل سريع الانكسار خريع. وَقيل: الخَريع: الناعمة مَعَ فجور. وَقيل: الخريع: الماجنة المتبرجة. والخَرَاعة: الدعارة.

وَرجل مُخَرَّع: ذَاهِب فِي الْبَاطِل وخَرَع الْجلد وَالثَّوْب يَخْرَعُه خَرْعا، فانْخَرَع: شقَّه. وخَرَع أذُن الشَّاة خَرْعا: كَذَلِك. وَقيل: هُوَ شقها فِي الْوسط.

واخترع الشَّيْء: اقتطعه واختزله. وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن الشق قطع. وَفِي الحَدِيث: " يُنْفَق على المُغيبة من مَال زَوجهَا، مَا لم تَخْتَرع ماَله ". وَقَالَ أَبُو سعيد: الاختراع هَاهُنَا: الْخِيَانَة، وَلَيْسَ بِخَارِج من معنى الْقطع. حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ فِي الغريبين. واختَرَع الشَّيْء: ارتجله، وَالِاسْم: الخِرْعة.

والخُراع: دَاء يُصِيب الْبَعِير، فَيسْقط مَيتا، وَلم يخص ابْن الْأَعرَابِي بَعِيرًا وَلَا غَيره، إِنَّمَا قَالَ: الخُراع: أَن يكون صَحِيحا، فَيَقَع مَيتا. والخُراع: الْجُنُون. وَقد خرع فيهمَا.

وَامْرَأَة خِرْوَعَة: رخصَة، مُشْتَقّ من ذَلِك.

والخَريع والخِرِّيع: العصفر. وَقيل: شَجَرَة.

والخِرْوَع: شجر لين مسترخ، يحمل مثل بيض الطير، يُسمى سمسما هنديا، مُشْتَقّ من التَّخَرُّع. وَقيل: الخِرْوَع: كل نَبَات قصف رَيَّان، من شجر أَو عشب.

وَابْن الخَرِع: أحد فرسَان الْعَرَب وشعرائها.
خَرع
الخَرْعُ، كالمَنْعِ: الشَّقُّ. يُقَالُ: خَرَعْتُه فانْخَرَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
والخَرَعُ، بالتَّحْرِيكِ: سِمَةٌ فِي أُذُنِ الشَّاةِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَقد خَرَعَهَا يَخْرَعُها خَرْعاً مِن حَدِّ مَنَعَ، أَيْ شَقَّهَا. وقِيلَ: هُوَ شَقُّهَا فِي الوَسَطِ، وذلِكَ أَنْ يُقِطَع أَعْلَى أُذُنِهَا فِي طُولِهَا فتَصِير الأُذُنُ ثَلاثَ قِطَعٍ، فتَسْتَرْخِي الوُسْطَى عَلَى المَحَارَةِ، وهِيَ مَخْرُوعَةٌ.
والخَرَعُ أَيْضاً: لِينُ المَفَاصِلِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ. والرَّخاوَةُ فِي الشَّيْءِ. مَصْدَرَهُ الخَرَاعَةُ، بالفَتْح، والخُرُوعُ والخُرْعُ بضَمِّهمَا، كذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: والخَروعَةُ والخَرَعُ، الأُولَى مَع الخَرَاعَةِ نَقَلَهَا ابنُ دُرَيْدٍ، والأَخِيرَةُ عَن ابْنِ عَبّادٍ. وقَدْ خَرُعَ الشَّيْءُ، ككَرُمَ.
وقالَ شَمِرٌ: الخَرَعُ: هُوَ الدَّهَشُ، كَمَا فِي الصّحاح. ومِنْهُ قَوْلُ أَبِي طالِبٍ لَمّا أَدْرَكَهُ المَوْتُ: لَوْلا رَهْبَةُ أَنْ تَقَولَ قُرَيْشٌ: دَهَرَه الخَرَعُ لَفَعَلْتُ. وَفِي أُخْرَى: لَقُلْتُهَا. ويُرْوَى الجَزَع بالجِيمِ والزّاي، وَهُوَ الخَوْفُ. قالَ ثَعْلَبٌ: إِنّما هُوَ الخَرَعُ، بالخَاءِ والرّاءِ.
وخَرَعَ الرَّجُلُ كفَرِحَ: ضَعُفَ، ومِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ: لَوْ يَسْمَعُ أحَدُكُمْ ضَغْطَةَ القَبْرِ لخَرِعَ أَوْ لجَزِعَ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَيْ دَهِشَ وضَعُفَ، فَهُوَ خَرِعٌ، ككَتِفٍ، كَما فِي الصّحاح. زادَ فِي العُبَابِ: وكُلُّ ضَعِيفٍ رِخْوٍ خَرِعٌ. وزادَ أَبُو عَمْروٍ: خَرِيعٌ بمَعْنَى ضَعِيفٍ. وقالَ رُؤْبَةُ: لَا خَرَعَ العَظْمِ وَلَا مُوَصَّمَاً وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ:
(ولاتَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَرَاعَة ... خَرِيعِ كسَقْبِ البانِ جُوفٌ مَكاسِرُهْ)
وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ أِبِي سَعِيدٍ المُتَقَدِّم لَخَرِعَ، أَي انْكَسَرَ، عَن اللَّيْثِ وخَرِعَتِ النَّخْلَةُ: ذَهَبَ كَرَبُهَا، كَمَا فِي الصّحاح.
والخَرِيعُ، كأَمِيرٍ: المِشْفَرُ المُتَدَلِّي، أَي مِشْفَرُ البَعِيرِ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاحِ:)
(خَرِيعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّوَاحِي ... كَأَخْلاقِ الغَرِيفَةِ ذِي غُضُونِ)
هكَذَا هُوَ فِي الصّحاح. وهكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ أَيْضاً، وصَوَابُ إِنْشَادِه: ذَا غُضُونٍ، لأَنَّهُ صِفَةُ خَرِيعٍ. وقَبْلَه:
(تمرُّ على الوِرَاكِ إِذا المَطَايَا ... تَقَايَسَتِ النِّجادَ من الوَجِينِ)
وسَيَأَتِي ذِكرُ ذلِكَ فِي غ ر ف.
وقَالَ ابنُ فارِسٍ: سَرَقَةُ مِنْ عُتَيْبَةَ ابنِ مِرْداسٍ، حَيْثُ قَالَ:
(تَكُفّ شَبَاً الأَنْيابِ عَنْهَا بمِشْفَرٍ ... خَرِيعٍ كسِبْتِ الأَحْوريّ المُخَصَّرِ)
والخَرِيعُ: النّاقَةُ الَّتِي بِهَا خُرَاعٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ داءٌ يُصِيبُ البَعِيرَ فيَسْقُطُ مَيِّتاً، ولَمْ يَخُصَّ ابنُ الأَعْرَابِيّ بِهِ بَعِيراً وَلَا غَيْرَهُ، إِنَّمَا قالَ: الخَرَاعُ: أَنْ يَكُونَ صَحِيحاً فيَقَعَ مَيِّتاً.
والخَرِيعُ: المَرْأَةُ الفَاجَرِةُ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنْكَرَهُ الأَصْمَعِيُّ. أَوْ هِيَ الَّتِي تَتَثَنَّى لِيناً، وهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ الَّذِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، إِلاّ أَنَّ قَوْلَ الراجِزِ يُؤَيِّدُ القَوْلَ الأَوّل: إِذا الخَرِيجُ العَنْقَفَيرُ الحُذّمَهْ يَؤُرُّهَا فَحْلٌ شَدِيدُ الصُّمَمَهْ وكَذَا قَوْلُ كُثَيِّرٍ الآتِي ذِكْرُهُ فِي المُسْتَدْرَكَات، الخَرِيعَةِ، والخَرُوع كَسَفِينَةٍ وصَبُورٍ، وهَاتَان عَن ابنِ عَبّاد. والخِرُوَعُ، كدِرْهَمٍ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ لَا يَرْعَى. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ولَمْ يَجِيءْ علَى هَذَا الوَزْنِ إِلاّ حَرْفانِ: خِرْوَعٌ، وعِتْوَدٌ، وَهُوَ اسْمُ وَادٍ. قُلْتُ: وزِيدَ: ذِرْوَدٌ: اسْمُ جَبَلٍ، وعِتْوَرٌ: اسْمُ وَادٍ، ولَيْسَ بتَصْحِيفِ عِتْوَد، كَمَا مَرَّ البَحْثُ فِيهِ. وجِدْوَلٌ لُغَةٌ فِي الجَدْوَلِ. وقِيلَ: خِرْوَعٌ مُلْحَقٌ بدِرْهمٍ. وَقَالَ شَيْخُنا: إِنْ كانَ خِرْوَعاً علَى رَأْيِ مَن يَجْعَلَهُ رُبَاعِيّاً ويُلْحِقُهُ بدِرْهَمٍ فالتَّمْثِيلُ ظَاهِرٌ، وَفِيه: أَنَّ ذِكْرَهُ هُنَا يَخَالِفُهُ، وإِنْ قَصَدَ أَنَّهُ فِعْوَلٌ والواوُ زَائِدَةٌ كَمَا اقْتَضاهُ ذِكْرُه هُنَا، فالتَّمْثِيلُ بِهِ لَا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ انتَهَى. وقِيلَ: سُمِّيَ الخِرْوَعَ لرَخاوَتِهِ، وَهِي شَجَرَةٌ تَحْمِلُ حَبّاً كَأَنَّهُ بَيْضُ العَصافِيرِ يُسَمَّى السِّمْسِمَ الهِنْدِيّ، مُشْتَقٌّ مِن الخَرَع قَالَ ابنُ جَزْلة: أَجْودهُ البَحْريُّ، وخاصِّيَّتُه إِسْهالُ البَلْغِم، ويَنْفَعُ مِن القُولَنْجِ والفَالِجُ واللَّقْوَة، والبَلْغَمِ، وقَدْرُ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ إِلَى مِثْقَالٍ.
والخِرِّيع، كسِكَّيتٍ: العُصْفُر، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وابنِ دُرَيْد والدِّينَوَرِيّ، كَمَا فِي العُبَاب. وزادَ)
الأَخِيرُ فِي ضَبْطِهِ: كَأَمِيرٍ، وهكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ جَزْلَةَ أَيْضاً، أَو القِرْطِمُ، عَن ابنِ عَبّادٍ.
والخُرَاع، كغُرَاب: جُنونُ النّاقِةَ، عَن الكِسَائِيّ: وَقَالَ شَمِر: الجُنُونُ، والطَّوَفَانُ، والثَّوَلُ، والخُرَاعُ، وَاحِدٌ.
وَقيل: الخُرَاعُ: انْقِطَاعٌ فِي ظَهْرِهَا تُصْبِحُ مِنْهُ بَارِكَةً لَا تَقُومُ، ولَمْ يَخُصَّ بِهِ ابنُ الأَعْرَابِيّ بَعيراً وَلَا غَيْرَهُ، كَمَا تَقَدَّمَ. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ أَنَّ الخُرَاعَ يُصِيبُ الإِبِلَ إِذَا رَعَتِ النَّدِىَّ فِي الدِّمَنِ والحُشُوشِ. وأَنْشَدَ لِرَجُلٍ هَجَا رَجُلاً بالجَهْلِ، وقِلَّةِ المَعْرِفَةِ:
(أَبُوكَ الَّذِي أُخْبِرْتُ يَحْبِسُ خَيْلَهُ ... حِذَارَ النَّدَى حَتَّى يَجِفَّ لَها البَقْلُ)
وَصَفَهُ بالجَهْلِ، لأَنَّ الخَيْلَ لَا يَضَرُّهَا النَّدَى، إِنّمَا يَضَرُّ الإِبِلَ والغَنَمَ.
وخُرْعُونُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ فِي التَّكْمِلَةَ مَفْتُوحٌ ضَبْطاً بالقَلَمِ ويَدُلُّ لَهُ أَيْضاً إِطْلاقُ العُبَابِ: ة، بِسَمَرْقَنْدَ.
والخَرِعُ، ككَتِفٍ: لَقَبُ عَمْرِو ابنِ عَبْس بنِ وَدِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن لُؤَيِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ بنِ تَيْم ابنِ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ بن إِلْياسِ بن مُضَرَ، جَدّ عَوْفِ بنِ عَطِيَّةَ الشّاعِر الْفَارِس.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: رَجُلٌ مُخَرَّعٌ، كمُعَظَّم: كَثِيرُ الاخْتِلافِ فِي أَخْلاقِهِ. وقَالَ ابنُ فارِسٍ: المُخَرَّعُ: المُخْتَلِفُ الأَخْلاقِ، وَفِيه نَظَرٌ، كَمَا فِي العُبَابِ. قُلْتُ: ولَعَلَّ صَوَابَهُ المُجَزَّعُ، بالجِيم والزّاي.
واخْتَرَعَهُ، أَيّ الشَّيْءَ: شَقَّهُ واقْتَطَعَهُ واخْتَزَلَهُ. وَفِي الصّحاح: اشْتَقَّهُ ويُقَالُ: أَنْشَأَهُ وابْتَدَأَهُ، هكَذَا فِي النُّسَخِ. والَّذِي فِي الصّحاح والعُبَاب: وابْتَدَعَهُ.
وَفِي الأَسَاسِ: اخْتَرَعَ بَاطِلاً: اخترقَهُ. واخْتَرَعَ اللهُ الأَشْيَاءِ: ابْتَدَعَها بِلا سَبَبٍ.
واخْتَرَعَ فُلاناً: إِذا خَانَهُ وأَخَذَ مِن مالِهِ، كاخْتَزَعَهُ، بالزّاي. ومِنْهُ الحَدِيثُ يُنْفَقُ على المُغِيبَةِ مِن مالِ زَوْجِهَا مَا لَمْ تَخْتَرِعْ مالَهُ، أَيْ مَا لَمْ تَقْتَطِعْهُ وتَأَخُذْهُ. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: الاخْتِرَاعُ هُنَا الخِيانَةُ، ولَيْسَ بِخَارِجٍ عَن مَعْنَى القَطْع، وحَكَى ذلِكَ الهَرَوِيّ فِي الغَريبَيْن.
واخْتَرَعَهُ: اسْتَهْلَكَهُ، عَن ابْنِ شُمَيْلٍ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: اخْتَرَعَ الدَّابَّةَ، إِذا تَسَخَّرَهَا لِغَيْرِهِ أَيّاماً ثُمّ رَدَّهَا.
وانْخَرَعَ: لُغَةٌ فِي انْخَلَعَ. وَفِي الصّحاح: انْخَرَعَتْ كَتِفُهُ لُغَةٌ فِي انْخَلَعَتْ.
وقالَ اللَّيْثُ: انْخَرَعَ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ وضَعُف. وانْخَرَعَتِ القَناةُ انْشَقَّتْ وتَفَتَّتَتْ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: كُلُّ نَبَاتٍ قَصِيفٍ رَيَّانَ مِنْ شَجَرٍ أَو عَشْبٍ فَهُوَ خِرْوَعٌ، كدِرْهَمٍ. قالَ عَدِيُّ)
بنُ زَيْدٍ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ:
(والخُنْسُ يُزْجِينَ فِي طَوَائِفِهِ ... يَقْرِ مْنَ خِرْوَعٍ رَيّانَ أَثْمارَاً)
قَالَ الصّاغَانِيّ: يُرِيدُ النَّبَاتَ الخَوّارَ مِنْ نَعْمَتِه وريَّه. فأَمَّا الخِرْوَعُ المَعْرُوفُ فَلَا يَرْعَاهُ شَيْءُ، كَمَا تَقَدَّم. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ نَبْتٍ ضَعِيفٍ يَتَثَنَّى: خِرْوَعٌ، أَيَّ نَبْت كانَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَد:
(تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ كأَنَّهُ ... تَعَمُّجُ شَيْطَانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْر)
والخَرِيعُ، كأَمِيرٍ: المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ. وقِيلَ: هِيَ الشّابَّةُ الناعِمَةُ. وقِيلَ: هِيَ الماجِنَةُ المِرِحَةُ.
والجَمْعُ خُرُوعٌ وخَرَائِعُ، حَكَاهُمَا ابنُ الأَعْرَابِيّ. وقِيلَ: الخَرِيع والخَرِيعَةُ: الَّتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِس، كأَنَّهَا تَتَخَرَّعُ لَهُ. قالَ يَصِفُ رَاحِلَتَهُ: تَمْشِي أَمامَ العِيسِ وهْي فيهَا مَشْىَ الخَرِيعِ تَرَكَتْ بَنِيهَا وكُلُّ سَرِيعِ الإِنْكِسَارِ: خَرِيعٌ، وَقَالَ كُثَيِّرٌ:
(وفِيهِنَّ أَشْبَاهُ المَهَا رَعِتِ المَلاَ ... نَوَاعِمُ بِيضٌ فِي الهَوَى غَيْرُ خُرَّعِ)
أَرَادَ غَيْرَ فَوَاجِرَ، لأَنِّهُ إِنَّمَا نَفَى عَنْهَا المَقَابِحَ لَا المَحَاسِنَ. وفِي هَذَا القَوْلِ رَدٌّ عَلَى الأَصْمَعِيّ.
وتَخَرَّع الرّجُلُ: اسْتَرْخَى وضَعُفَ ولاَنَ. وَفِي فُلاَنٍ خَرَعٌ، مُحَرَّكَةً، أَي جُبْنٌ وخَوَرٌ، وَهُوَ مَجاز. وشَفَةٌ خَرِيعٌ، كأَمِيرٍ: لَيِّنَةٌ.
ونْخَرَعَتْ أَعْضَاءُ البَعِيرِ، وتَخَرَّعَتْ: زالَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا. قالَ العَجّاج: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّةُ تَخَرَّعاً والخَرِع، ككَتِفٍ: الفَصِيل الضَّعِيف. وقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الَّذِي يَرْضَعُ.
وانْخَرَعْتُ لَهُ: لِنْتُ. والخَرِيعُ: الغُصْنُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ لِنَعْمَتِهِ وتَثَنِّيهِ.
وغُصْنٌ خَرِعٌ: نَاعِمٌ لَيِّنٌ. قَالَ الرّاعِي يَذْكُرُ مَاء: مُعَانِقاً ساقَ رَيَّا سَاقُهَا خَرِعُ والخَرَاوِيعُ مِن النِّسَاءِ: الحِسَانُ. وامْرَأَةُ خِرْوَعَةٌ: حَسَنَةٌ رَخْصَةٌ لَيِّنَةٌ. وعَيْشٌ خِرْوَعٌ، وشَبَابٌ خِرْوَعٌ: أَي نَاعِمٌ. وَهُوَ مَجَازٌ. وقالَ أَبو النَّجْمِ: فَهْيَ تَمَطَّي فِي شَبَابٍ خِرْوَعِ)
والخَرِيعُ: المُرِيبُ، لأَنَّ المُرِيبَ خائِفٌ، فكَأَنَّهُ خَوّارٌ. قَالَ:
(خَرِيعٌ مَتَى يَمْشِ الخَبِيثُ بِأَرْضِهِ ... فإِنَّ الحَلاَلَ لَا مَحَالَةَ ذَائِقُهْ) والخَرَاعَةُ: لُغَةٌ فِي الخَلاَعَةِ، وَهِي الدَّعارَةُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ ثَعْلَبَةَ بنِ أَوْسِ الكِلابِيّ: إِنْ تَشْبِهِينِي تُشْبِهِي مُخَرَّعَاً خَرَاعَةً مِنِّي ودِيناً أَخْضَعَاً لاَ تَصْلُحُ الخَوْدُ عَلَيْهِنَّ مَعَاً ورَجُلٌ مُخَرَّعُ، كمُعَظَّمٍ: ذاهِبٌ فِي الباطِلِ. ويُقَالُ: اخْتَرَعَ عُوداً من الشَّجَرَةِ، إِذا كَسَرَهَا.
واخَتَرَعَ الشَّيْءَ: ارْتَجَلَهُ، والاسْمُ الخِرْعَةُ، بالكَسْرِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: خَرِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: إِذا اسْتَرَخَى رَأْيُه بَعْدَ قُوَّةٍ، وضَعُفَ جِسْمُه بَعْدَ صَلاَبَةٍ. وخُرِعَ الرَّجُلُ والبَعِيرُ، كعُنِيَ: إِذا وَقَعَ أَوْ جُنَّ. ونَاقَةٌ مَخْرُوعَةُ: أَصابَهَا الخُرَاعُ، وهُوَ مَرَضٌ يُفَاجِئُها. وثَوْبٌ مُخَرَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَصْبُوغٌ بالعُصْفُرِ.

حرل

حرل: حرلى (بالسريانية سدقكا): بيقيّة. (باين سميث 1373).
حَرَّالة: خورنية، قرية يخدمها كاهن (فوك) وهو يترجم هذه الكلمة ب (حارة) أيضا. ومن الواضح إن كلمة حَرَّالة مركبة من حارة ولاحقة التصغير الأسبانية ( Ela) .
حرل
حَرالَّةُ، مُشدَّدةُ اللَّام أهمله الجوهريّ والصاغاني، وأكثز أهلِ اللُّغة، وَهِي د، بالمَغْرِب بالقُربِ من مُرْسِيَةَ أَو قَبِيلَةٌ بالبَرْبَرِ سُمِّيَ البَلَدُ بهم، وعَلى الأوّل اقتصرَ الذَّهبي. وَمِنْهُم مَن ضَبَطه بتَشْديد الرَّاء وتَخفيفِ اللَّام. مِنْهُ الإِمَام فَخْرُ الدِّين الحَسَنُ بنُ عَليّ هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: أَبُو الْحسن عَليّ بنُ أحمدَ بنِ الْحسن وَفِي بعض النُّسَخ: الحُسين بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الحَرالِّيُّ التجِيبِيُّ المُفَسِّر ذُو التَّصانِيفِ المَشهُورة مِنْهَا تفسيرُ القُرآنِ العَظيم. وُلِد بمَرّاكُشَ، وَتُوفِّي بِالشَّام سنَة، أَخذ بالأندَلُسِ عَن أبي الْحسن بن خَرُوف، وابنِ القَطّان، وَابْن الكَتّانِي، وبالمَشْرِق عَن أبي عبد الله القُرطُبي إمامِ الحَرَم الشريف، ودَخل مِصْرَ، فَأَقَامَ ببُلْبَيسَ مُدّةً، ثمَّ سَكن طَرابُلُسَ، وَكَانَ يُقْرِئُ أحدَ عَشَرَ عِلْماً، وَكَانَ مِن العَجائب فِي جَوْدَة الذِّهْن، واستِخْراجِ الحَقائقِ، وَكَانَ ابنُ تَيمِيَةَ يَحُطُّ عَلَيْهِ. روى عَنهُ القَاضِي أَبُو فَارس بن كحيلا، والبُونِيُّ صاحبُ شَمسِ المَعارِف. وتفسيرُه غريبٌ مشحونٌ بالفوائد، نَقَل مِنْهُ البُرهانُ البقاعِيُّ فِي تَفْسِيره الَّذِي سَمَّاهُ بالمُناسَبات، غالِبَه أَو أكثرَه، وَهُوَ رأْسُ مالِه، ولولاه مَا رَاح وَلَا جَاءَ، لكنه لم يَتمّ، ومِن حَيْثُ وَقَف وقَف حالُ البِقاعِي فِي مُناسَباتِه. وَمن مؤلَّفاته شَرحُ الموطَّأ والشفاء، وفَتْحُ البابِ المُقْفَل فِي فَهْم الكِتاب المُنْزَل، وكتابُ العُرْوَة وَإِصْلَاح العَمَل لانقِضاء الأَجَل، وشَرحُ الْأَسْمَاء الحُسنى، والتَّوشِيَةُ والتَّوْفِيَة، واللُّمْعة، وشَمسُ مَطالِع القُلُوب فِي عِلم الحَرْفِ.
الْحَاء وَالرَّاء وَاللَّام

الرَّحْلُ: مركب للبعير والناقة. وَجمعه أرحُلٌ ورِحالٌ، قَالَ طرفَة:

جازَت البِيدَ إِلَى أرْحُلِنا ... آخِرَ اللَّيلِ بيَعْفُورٍ خَدِرْ

وَفِي الحَدِيث: " إِذا ابتلَّت النِّعال فالصَّلاة فِي الرّحال " أَي صلوا ركبانا، والنِّعال هُنَا الحِرَار، وَاحِدهَا نعل.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ عَن الْعَرَب: وضعا رِحالَهما. يَعْنِي رَحْلَي الراحِلَتين، فأجروا الْمُنْفَصِل من هَذَا الضَّرْب كالرَّحلِ مجْرى غير الْمُنْفَصِل كَقَوْلِه: (فاقْطَعوا أيْدِيَهُما) وَقَوله: (فقد صَغَتْ قُلوبُكما) وَهَذَا من الْمُنْفَصِل قَلِيل، وَلذَلِك ختم سِيبَوَيْهٍ فصل " ظهراهما مثل ظُهُور الترسين " وَقد كَانَ يجب أَن يَقُولُوا: وضعا أرْحُلَهما، لِأَن الِاثْنَيْنِ أقرب إِلَى أدنى الْعدَد، لَكِن كَذَا حكى عَن الْعَرَب. وَأما (فقد صَغَتْ قُلُوبُكما) فَلَيْسَ بِحجَّة، لِأَن الْقلب لَيْسَ لَهُ أدنى عدد، وَلَو كَانَ لَهُ أدنى عدد لَكَانَ الْقيَاس أَن يسْتَعْمل هَاهُنَا. وَقَول خطام: " ظهراهما مثل ظُهُور الترسين "، من هَذَا أَيْضا، إِنَّمَا حكمه: مثل أظهُرِ الترسين، لما قدمنَا.

وَهُوَ الرِّحالَةُ: وَجَمعهَا رحائلُ. والرّحالَةُ فِي أشعار الْعَرَب: السرج، قَالَ الْأَعْشَى:

ورَجْرَاجةٍ تُعْشِى النَّوَاظِرَ ضَخمة ... وشُعْثٍ على أكْتافِهنَّ الرحائِلُ

والرِّحالةُ: سرج من جُلُود لَيْسَ فِيهِ خشب كَانُوا يتخذونه للركض الشَّديد، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها ... حَلَق الرّحالةِ وَهِي رِخْوٌ تَمْزَعُ يَقُول: تعدو فتزفر فتفصم حلق الحزام.

ورحَلَ الْبَعِير يرَحْله رحْلاً فَهُوَ مَرْحولٌ ورحيلٌ، وارتحَلَه: جعل عَلَيْهِ الرَّحْلَ. ورحَلَهُ رِحلَةً: شدّ عَلَيْهِ أداته. وَإنَّهُ لحسن الرِّحْلَةِ، أَي الرَّحْلِ، لِلْإِبِلِ، اعني شده لرحالها قَالَ:

ورَحَلوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ

وَرجل رَحَّالٌ: عَالم بذلك مجيد.

وابل مُرَحَّلةٌ: عَلَيْهَا رِحاُلها، وَهِي أَيْضا الَّتِي وضعت عَنْهَا رِحاُلها، قَالَ:

سِوَى ترْحِيلِ راحِلَةٍ وعَينٍ ... أُكالِئُها مَخافةَ أَن تَنامَا

والرَّحُولُ والرَّحُولَةُ من الْإِبِل: الَّتِي تصلح أَن تُرْحَلُ، وَهِي الرَّاحِلةُ، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى، فاعلة بِمَعْنى مفعولة، وَقد يكون على النّسَب. وأرْحَلَها صَاحبهَا: راضها حَتَّى صَارَت راحِلَةً. وَقَول دُكَيْن:

أصبحتُ قد صالحني عواذِلي ... بعدَ الشِّقاقِ ومشَتْ رواحِلي

قيل: مَعْنَاهُ: تركت جهلي وأرعويت وأطعت عواذلي كَمَا تطيع الرَّاحلةُ زاجرها فتمشى.

وَقَول زُهَيْر:

وعُرِّىَ أفراسُ الصِّبا ورواحِلُه

استعاره للصبا، يَقُول: ذهبت قُوَّة شَبَابِي الَّتِي كَانَت تحملنِي كَمَا تحمل الْفرس والراحلةُ صَاحبهمَا.

والمُرَحَّلُ: ضرب من برود الْيمن، سمي مُرَحَّلاً لِأَن عَلَيْهِ تصاوير رَحْلٍ. وشَاة رَحْلاءُ: سَوْدَاء بَيْضَاء مَوضِع مركب الرَّاكِب من مآخر كتفيها. وَإِن ابْيَضَّتْ وأسود ظهرهَا فَهِيَ أَيْضا رَحْلاءُ.

وَفرس أرْحَلُ: أَبيض الظّهْر وَلم يصل الْبيَاض إِلَى الْبَطن وَلَا إِلَى الْعَجز وَلَا إِلَى الْعُنُق.

وترَحَّلَه: رَكبه بمكروه.

وبعير ذُو رُحْلةٍ: أَي قُوَّة على السّير. وجمل رحيلٌ وناقة رحِيلَةٌ، كَذَلِك. وارتحَلَ الْبَعِير رِحْلةً، سَار فَمضى. ثمَّ جرى ذَلِك فِي الْمنطق حَتَّى قيل: ارتحَل الْقَوْم عَن الْمَكَان ورحلَ عَن الْمَكَان يرحَلُ، وَهُوَ راحلٌ من قوم رُحَّلٍ: انْتقل، قَالَ:

رَحَلْتُ من أقصَى بلادِ الرُّحَّلِ

من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَي مَوْحلِ

ورحَّلَ غَيره، قَالَ الشَّاعِر:

لَا يرْحَلُ الشَّيْبُ من دارٍ يَحُلُّ بهَا ... حَتَّى يُرَحِّلَ عَنْهَا عامِرَ الدَّارِ

ويروى: صَاحب الدَّار.

والتَّرَحلُ والارتحالُ: الِانْتِقَال، وَهُوَ الرِّحْلةُ والرُحْلةُ، حكى الَّلحيانيّ: إِنَّه لذُو رِحْلةٍ إِلَى الْمُلُوك ورُحْلَةٍ. وَقَالَ بَعضهم: الرِّحلةُ: الارتحالُ، والرُّحلةُ الْوَجْه الَّذِي تَأْخُذ فِيهِ وتريده. وَقيل الرُّحْلةُ السفرة الْوَاحِدَة.

والرَّحيلُ: اسْم ارتحالِ الْقَوْم للمسير، قَالَ:

أمَّا الرَّحيلُ فدُونَ بعد غَدٍ ... فَمَتَى تقولُ: الدَّارُ تَجْمَعُنا

والرحيلُ: القوى على الارتحالِ وَالسير، وَالْأُنْثَى رحِيلَةٌ.

ورحْلُ الرجل: منزله ومسكنه. وَالْجمع أرحُلٌ.

والرَّحيلُ: منزل بَين مَكَّة وَالْبَصْرَة.

وراحِيلُ: اسْم أم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام.

ورِحْلَةُ: هضبة مَعْرُوفَة، زعم ذَلِك يَعْقُوب وَأنْشد: تُرادَى على دِمنِ الحياضِ فإنْ تَعَفْ ... فإنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فرَكُوبُ

قَالَ: وركوب، هضبة أَيْضا. وَرِوَايَة سِيبَوَيْهٍ: رِحْلة فركوب، أَي أَن يشد رَحْلَها ثمَّ يركب.

بهو

(بهو) بهاء وبهاءة بهَا فَهُوَ بهي (ج) أبهياء وَهِي (بتاء) (ج) بهايا وَالْمَكَان اتَّسع
(بهو) : البِئْرُ الباهيَةُ: الواسِعَةُ الفم، قال:
فَأَلْقَى دَلْوَ باهِيَة رَكُوضِ ... يُنَازِعُ ماءَ قُبَّتِها رَجاها. 
ب هـ و : الْبَهَاءُ الْحُسْنُ وَالْجَمَالُ يُقَالُ بَهَا يَبْهُو مِثْلُ: عَلَا يَعْلُو إذَا جَمُلَ فَهُوَ بَهِيٌّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَيَكُونُ الْبَهَاءُ حُسْنَ الْهَيْئَةِ وَبَهَاءُ اللَّهِ تَعَالَى عَظَمَتُهُ. 

بهو


بَهَا
بَهِىَ(n. ac. بَهَآء [] )
a. Was comely, handsome, beautiful.

بَاْهَوَa. Surpassed, ex celled in beauty.
b. Was selfconscious.

أَبْهَوَa. see I
تَبَاْهَوَa. see III
بَاْهِوa. Comely, handsome, goodly; beauteous.
b. Uninhabited (house).
بَهَاْوa. Beauty, elegance, goodliness.

بَهِْيّ [ ]
a. Beautiful, pretty, excellent, goodly, comely.

بَهْو (pl.
أبْهَآء)
a. Ampleness, spaciousness.

بُوْ (a. coll. short for
أَبُو ), Father.
بهو: باهى به: فاخر به (ابن عباد 1: 244، 266 رقم 46، ملو 20).
أبهى (عامية) حَسَّن (المقدمة 3: 421).
تباهى: تفاخر (بوشر) وبهذا المعنى يقال: تفاخر به ففي دي ساسي طرائف (2: 18): ويتباهى الملوك من الأعاجم بلبس هذه الجلود - وتباهى به: فاخر به (ملر 20) وتفاخر به (بوشر)، وتظاهر به وتراءى متكلفاً التفاخر (بوشر).
بهو ويجمع على أبهاء (المقري 1: 361، البكري 24): مرادف بلاد ويعني كما تعني كلمة بلاط رواقاً مسقفاً (المقري 1: 232، 236، 251، 253، 254، 3: 348) وفي ابن الخطيب (مخطوطة 2 ص20و) وفي المسقَّف عن يسار الداخل البهو المطل على البلد، وبعده (ص 20ق): وبهذا البهو كان مثول السلطان يوم الكائنة (لافونبت صفة غرناطة ص128) أو جناح مسقف في المسجد (البكري 24، المقري 1: 361، 370) وفي حيان - بسام (1: 9ق) في كلامه عن المسجد: فدخل من باب الوزراء الغربي - فاستقبله أصحابه وقدموه إلى بهر (بهو) الساباط فجلس هناك على مرتبة لا تصلح إلا لسواه.
والبهو: اسم علم لقصر (المقري 1: 380). والبهو: القلعة والحصن. ففي ملر (ص34): وحيينا بها بهو خيران أي قلعة خيران (المقري 1: 102).
والبهو: النحام (طائر) (جويون 219).
بَهاء: عود القنا، بلسمينة (دومب 72، همبرت ص50 (في الجزائر)، وعند رولاند: بهة).
باهٍ: نفيس، فاخر (بوشر).
باهية: ضرب من التمر (براكس، مجلة الشرق والجزائر 5: 212).
بهـو
بها/ بها بـ يَبهو، ابْهُ، بَهاءً وبَهاءةً، فهو باهٍ وبَهِيّ، والمفعول مَبهُوّ (للمتعدِّي)
• بها الشَّيءُ: حَسُن وجَمُل وظرُف "بها وجهُه/ خُلُقه".
• بها فلانًا في الحُسْن: فاقَه.
• بها به: جمُل به وحسُن "تبهو الدّارُ بسكّانها". 

بهُوَ يَبهُو، ابْهُ، بهاءً وبهاءةً، فهو باهٍ
• بهُو المكانُ: اتَّسَع.
• بهُوَ الشَّيءُ: بَها، حَسُن وجَمُل وظرُف. 

بهِيَ يَبهَى، ابْهَ، بهاءً وبهاءةً، فهو باهٍ وبَهٍ
• بهِيَ الشَّيءُ: بَها، حَسُنَ وجَمُلَ وظرُف "بهِي الشّخصُ/ المنزلُ". 

باهى/ باهى بـ يباهي، باهِ، مباهاةً، فهو مُباهٍ، والمفعول مُباهًى
• باهَى فلانًا: فاخَره "باهاه في الحُسْن/ الغِنى".
• باهَى به: افتخر به "باهى بأعماله/ بأصله/ بألقابه- يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ [حديث] ". 

تباهى يتَباهَى، تَباهَ، تباهيًا، فهو متباهٍ
• تباهى القومُ: مُطاوع باهى/ باهى بـ: تفاخروا "تباهى الأب بحصول ابنه على الدَّرجة النِّهائيّة- تباهى بمركزه/ بأصله". 

بَهٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بهِيَ. 

بَهاء [مفرد]:
1 - مصدر بها/ بها بـ وبهُوَ وبهِيَ.
2 - جمالٌ وحُسْنٌ وإشراق ونضارة "بدت العروسُ في بهاء متألّق".
 • بهاء الله: عظمته وجلاله. 

بهاءة [مفرد]: مصدر بها/ بها بـ وبهُوَ وبهِيَ. 

بَهْو [مفرد]: ج أبهاء وبُهُوّ وبُهِيّ
• البَهْو:
1 - الواسع من كلّ شيء "هو في بهو من العيش".
2 - السَّاحة في مقدم البيت.
3 - مكان مخصّص لاستقبال الضُّيوف. 

بَهِيّ [مفرد]: ج أبْهياء، مؤ بهيَّة، ج مؤ بهايا:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بها/ بها بـ.
2 - رائع الحُسْن ° بهيُّ الطَّلعة: جميل الخلق، ذو حُسن وجمال.
3 - زاهٍ، نيِّر "لون بهيّ". 
(ب هـ و)

البَهْوُ: الْبَيْت الْمُقدم أَمَام الْبيُوت.

والبَهْوُ: كناس وَاسع يَتَّخِذهُ الثور، وَالْجمع: أبهاءٌ، وبُهِىٌّ، وبُهُوٌّ.

وبَهَّى البَهْوَ: عَمِلَه، قَالَ:

أجْوَفُ بَهَّى بَهْوَهُ فَأوْسَعا

والبَهْوُ من كل حَامِل: مقبل الْوَلَد بَين الْوَرِكَيْنِ. والبَهْوُ: الْوَاسِع من الأَرْض الَّذِي لَيْسَ فِيهِ جبال بَين نشزين.

وبَهْوُ الصَّدْر: جَوْفه من الْإِنْسَان وَمن كل دَابَّة، قَالَ:

إِذا الكاتِماتُ الرَّبْوَ أَضْحَتْ كَوابِياً ... تَنَفَّسَ فِي بَهْوٍ مِنَ الصَّدْرِ واسِعِ

يُرِيد الْخَيل الَّتِي لَا تكَاد تربو، يَقُول: فقد ربت من شدَّة السّير وَلم يكب هَذَا وَلَا رَبًّا، وَلَكِن اتَّسع جَوْفه فَاحْتمل. وَقيل: بَهْوُ الصَّدْر: فُرْجَة مَا بَين الثديين والنحر، وَالْجمع: أبهاءٌ، وأَبْه، وبُهِىٌّ، وبِهِىٌّ.

وبَهِىَ الْبَيْت بَهاءً: انخرق، وَأَبْهَاهُ: خرقه، وَمِنْه قَوْلهم: إِن المعزى تُبْهِى وَلَا تبنى، وَهُوَ تفعل من البَهْوُ، وَذَلِكَ إِنَّهَا تصعد فَوق الْبيُوت من الصُّوف فتخرقها فتتسع الفواصل ويتباعد مَا بَينهَا حَتَّى يكون فِي سَعَة البَهْوِ، وَلَا ثلة لَهَا تغزل وتتخذ مِنْهَا أبنية، إِنَّمَا الْأَبْنِيَة من الْوَبر وَالصُّوف.

والباهِي من الْبيُوت: الْخَالِي الْمُعَطل، وَقد أبْهاهُ، قَالَ بَعضهم: " لما فتحت مَكَّة قَالَ رجل: أبْهُوا الْخَيل ": أَي عطلوها فَلَا يغز عَلَيْهَا، وَقد قَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيل فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر " أَي لَا تعطل، وَإِنَّمَا قَالَ: " أبْهُوا الْخَيل " رجل من أَصْحَابه.

وأبْهَى الإناءَ: فرغه.

والبَهاءُ: المنظر الْحسن الرائع المالئ للعين، وَقد بَهَى يَبْهَى ويَبْهُو بهاءً، وبهاةً، فَهُوَ باهٍ، وبَهُوَ بهاء فَهُوَ بَهِيٌّ، وَالْأُنْثَى بَهِيَّةٌ من نسْوَة بَهِيَّاتٍ وبَهَايا، وبَهِىَ بَهاءً، كبَهُو وَهُوَ بِهِ، كعم، ومرأة بَهِيَةٌ كعمية، وَقَالُوا: امْرَأَة بُهْيا فَجَاءُوا على غير بِنَاء الْمُذكر، وَلَا يجوز أَن يكون تَأْنِيث قَوْلنَا: هَذَا الأبْهَى، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لقيل، فِي الْأُنْثَى: البُهْيا، فلزمتها الْألف وَاللَّام، لِأَن اللَّام عقيب من فِي قَوْلك: أفْعَل من كَذَا، غير انه قد جَاءَ هَذَا نَادِر، وَله أَخَوَات حَكَاهَا ابْن الْأَعرَابِي عَن حنيف الحناتم، قَالَ، وَكَانَ من آبل النَّاس، أَي أعلمهم برعية الْإِبِل وبأحوالها: " الرمكاء بُهْيا، والحمراء صبرا، والخوارة غزا، والصهباء سرعا، وَفِي الْإِبِل أُخْرَى إِن كَانَت عِنْد غَيْرِي لم أشترها، وَإِن كَانَت عِنْدِي لم أبعها حَمْرَاء بنت دهماء، وَقل مَا تجدها " أَي لَا أبيعها من نفاستها عِنْدِي، وَإِن كَانَت عِنْد غَيْرِي لم أشترها، لِأَنَّهُ لَا يَبِيعهَا إِلَّا بغلاء، فَقَالَ: بُهْيا وصبرا وغرزا وسرعا، بِغَيْر ألف وَلَام، وَهَذَا نَادِر. وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش فِي كتاب الْمسَائِل: إِن حذف الْألف وَاللَّام من كل ذَلِك جَائِز فِي الشّعْر، وَلَيْسَت الْيَاء فِي بُهْيا وَضعاً، إِنَّمَا هِيَ الْيَاء الَّتِي فِي الأبْهَى، وَتلك الْيَاء وَاو فِي وَضعهَا، وَإِنَّمَا غلبتها إِلَى الْيَاء لمجاوزتها للثَّلَاثَة، أَلا ترى انك إِذا ثنيت الأبهى قلت: الأبْهَيانِ، فَلَولَا الْمُجَاوزَة لصحت الْوَاو وَلم تنْقَلب إِلَى الْيَاء، على مَا قد أحكمته صناعَة الْإِعْرَاب.

وباهانِي فَبَهَوْتُه، أَي صرت أبْهَى مِنْهُ، عَن اللحياني، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء.

وبُهَيَّةُ: امرأةٌ، الأخلق أَن تكون تَصْغِير بَهِيَّة: كَمَا قَالُوا فِي الْمَرْأَة: حسينة، فسموها بتصغير الْحَسَنَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

قالَتْ بُهَيَّةُ لَا تُجاوِرْ أهلَنا ... أهلَ الشَّوِىِّ وغابَ أهلُ الجامِلِ

أبُهَىَّ إنَّ العَنْزَ تَمنَعُ رَبَّها ... مِنْ أنْ يُبَيِّتَ جارَهُ بالحَابِلِ

الحابل: أَرض، عَن ثَعْلَب.

بهو

1 بَهَا, (JK, Msb, K,) aor. ـْ (JK,) or ـْ (Msb, K;) and بَهُوَ, aor. ـْ and بَهِىَ, aor. ـْ (S, * K;) and بَهَى, [first Pers\. بَهَيْتُ,] aor. ـْ (K;) inf. n. بَهَآءٌ and بَهَآءَةٌ; (JK, TA;) He (a man, S) or it, was, or became, characterized by, or possessed of, بَهَآء, meaning beauty, or goodliness [&c.]. (JK, S, Msb, K.) A2: بَهَوْتُهُ and بَهَيْتُهُ: see 3.

A3: بَهِىَ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. بَهًا, (TA,) It (a tent, S, K) was, or became, empty, or vacant: (K:) or it was, or became, rent, or pierced with holes, and rendered vacant. (S, TA.) A4: بَهِىَ بِهِ i. q. بَهَأَ بِهِ [q. v.]. (JK.) and بَهَؤُوا بِهِ occurs in a trad., as they relate it, for بَهَؤُوا بِهِ. (A'Obeyd, TA in art. بهأ.) 2 بهّاهُ, inf. n. تَبْهِيَةٌ, He made it wide, or ample; or widened it; and made it; namely, a بَيْت [i. e. tent, or house]. (K.) 3 باهاهُ, (TA,) [and باهى بِهِ, as will be seen from what follows,] inf. n. مُبَاهَاةٌ, (S, TA,) He vied, or competed, with him, or contended with him for superiority, in beauty, or goodliness, or in glorying, or boasting, or in glory, or excellence; he emulated, or rivalled, him therein; or, simply, he vied with him; syn. بَارَاهُ; (TA in art. بهج;) and فَاخَرَهُ. (S, * TA.) Hence, in a trad. respecting

'Arafeh, تُبَاهِى بِهِمُ المَلَائِكَةُ [The angels vie with them]. (TA.) You say, ↓ بَاهَانِى فَبَهَوْتُهُ (Lh, JK, K *) and ↓ بَهَيْتُهُ (Lh, JK) i. e. [He vied, or competed, with me, or contended with me for superiority, in beauty, or goodliness, &c.,] and I became, (Lh,) or I was, (JK,) more beautiful, or goodly, [&c.,] than he, (Lh, JK,) or I surpassed him in beauty, or goodliness [&c.]. (K.) 4 ابهى He (a man) was, or became, beautiful, or handsome, in face. (K.) A2: ابهاهُ [He deprived it of beauty, or goodliness; the ا being a privative, as it often is, like the Greek a: this is probably the primary signification: (see Freytag's Arab. Prov. ii. 604:) and hence, b2: ] He made it empty, or vacant: (K:) or he rent it, or made holes in it: (JK:) or he rent it, or made holes in it, and rendered it vacant: (S:) namely, a tent. (JK, S, K.) Hence the saying, المِعْزَى

تُبْهِى وَ لَا تُبْنِى [explained in art. بنى]: (JK, S:) applied to him who injures and does not profit. (JK.) b3: He emptied it; namely, a vessel. (A'Obeyd, JK, S, K.) b4: ابهى الخَيْلَ He freed the horses from service (JK, S, K) in warfare; (S, K;) i. e. he did not go to war upon the horses: (TA:) or he divested the horses of their furniture, and did not ride them: or he supplied the horses amply with fodder, and gave them rest: but the first is the-approved explanation. (TA.) 6 تَبَاهَوْا They vied, or competed, or contended for superiority, one with another, [in beauty, or goodliness, or] in glorying, or boasting, or in glory, or excellence; they emulated, or rivalled, one another therein; or, simply, they vied, one with another; syn. تَفَاخَرُوا. (S, K.) 8 يَبْتَهِى occurs in a verse of El-Aashà for يَبْتَهِئُ. (O, TS, L, on the authority of As, in art. بهأ, q. v.) بَهْوٌ Ampleness; or an ample state, or condition: so in the saying, هُوَ فِى بَهْوٍ مِنَ العَيْشِ [He is in an ample state, or condition, of life]: and this is [said to be] the primary signification. (As, TA.) b2: Anything ample, wide, or spacious. (K.) [Hence,] نَاقَةٌ بَهْوَةٌ الجَنَبَيْنِ A she-camel wide in the two sides. (TA.) b3: A wide, or spacious, tract of land, (K, TA,) in which are no mountains, between two elevated tracts. (TA.) b4: A wide covert, or hiding-place, of a [wild] bull, (JK, K, TA,) which he makes for himself at the foot of the kind of tree called أَرْطًى [q. v.]: (TA:) pl. [of pauc.] أَبْهَآءٌ and [of mult.] بُهُوٌّ and [quasi-pl.-n.] بَهِىٌّ. (K.) b5: Any vacant, or intervening, space. (TA.) b6: The interior of the chest, or breast, (K, TA,) of a man and of any beast: (TA:) or the space that intervenes between the two breasts and the uppermost part of the chest (K, TA) is called بَهْوُ الصَّدْرِ: (TA:) or the part between [or within] the extremities of the ribs that project over the belly: (TA:) and in her that is pregnant, (JK, K,) whatever she be, (JK,) the resting-place of the fœtus, between the two haunches: (JK, K:) pl. [of pauc.] أَبْهَآءٌ and أَبْهٍ and [of mult.] بُهِىٌّ and [quasi-pl. n.] بَهِىٌّ [in the TA بِهِىٌّ, which seems to be a mistake]. (K) b7: A tent that is placed in advance, before the other tents: (JK, S, TA:) pl. أَبْهَآءٌ. (JK.) In a trad., Arabs are spoken of as removing with their أَبْهَآء. (TA.) بَهٍ [originally بَهِوٌ]: see بَهِىٌّ, in two places.

بَهَآءٌ Beauty, or goodliness: (S, Msb, K:) beauty of aspect, of mien, or of external state or condition: (Msb:) a beautiful aspect, that excites admiration, and satisfies the eye: (TA:) and, as an attribute of God, (Msb,) greatness, or majesty. (Msb, Har p. 271.) b2: (tropical:) The froth of milk: (JK:) or the glistening of the froth of milk. (K.) A2: As an epithet applied to a she-camel, it belongs to art. بهأ [in which it is explained]. (S.) بَهِىٌّ Possessing the quality, or attribute, of بَهَآء

[i. e. beauty, or goodliness, &c.]; (JK, S, Msb;) the beauty of which, (JK,) or the pleasing appearance of which, (TA,) satisfies the eye; (JK, TA;) as also ↓ بَهٍ and ↓ بَاهٍ: the fem. of بَهِىٌّ is بَهِيَّةٌ; of which the pl. is بَهِيَّاتٌ and بَهَايَا: and the fem. of ↓ بَهٍ is بَهِيَةٌ; and the pl. is أَبْهِيَآءُ. (TA.) بَاهٍ: see بَهِىٌّ.

A2: Also, applied to a بَيْت [or tent (see بَهِىَ)], Empty, or vacant; (JK, S, K;) containing nothing: (S:) or containing little furniture, or few goods or utensils. (TA.) b2: بِئْرٌ بَاهِيَةٌ A wide-mouthed well. (K.) أَبْهَى [More, and most, beautiful, or goodly;] surpassingly, or superlatively, beautiful, or goodly: fem. بُهْيَا; which is applied to a woman, and, by Honeyf El-Hanátim, to a she-camel. (Az, TA.) [Hence,] one says, إِنَّ هٰذَا لَبُهْيَاىَ [This is my superlatively beautiful quality; or] this is of the things in which I vie with others. (AA, ISk.)
بهو
: (و ( {البَهْوُ: البَيْتُ المُقَدَّمُ أَمامَ البُيُوتِ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
يقالُ: قَعَدُوا فِي البَهْوِ.
(و) البَهْوُ: (كِناسٌ واسِعٌ للثَّوْرِ) يَتَّخذُه فِي أَصْلِ الأَرْطَى؛ قالَ أَبو الغريبِ النَّصْريُّ:
إِذا حَدَوْتَ الدَّيْدَجانَ الرادِجا
رأَيْتَه فِي كلِّ} بَهْوٍ دامِجَا (ج {أَبْهاءٌ} وبُهُوٌّ) ، بضمِّ الباءِ والهاءِ والتّشْديدِ، ( {وبُهِيٌّ) ، كعُتِيَ.
شاهِدُ} الأَبْهاءِ بمعْنَى البُيوتِ الحديِثُ: تَنْتَقِلُ العَرَبُ! بأَبْهائِها إِلَى ذِي الخلَصَةِ، أَي ببيوتِها.
(و) البَهْوُ: (الواسِعُ مِن الأَرْضِ) الَّذِي ليسَ فِيهِ جِبالٌ بَين نَشْزَيْنِ، وكلُّ هَواءٍ أَو فَجْوة فَهُوَ عنْدَ العَرَبِ بَهْوٌ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
بَهْوٌ تَلاقَتْ بهِ الآرامُ والبَقَرُ (و) البَهْوُ: الواسِعُ (مِن كلِّ شيءٍ) .
قالَ الأصْمعيُّ: أَصْلُ البَهْوِ السَّعَةُ. يقالُ: هُوَ فِي بَهْوٍ مِن العَيْشِ، أَي فِي سَعَةٍ.
(و) البَهْوُ: (جَوْفُ الصَّدْرِ) مِن الإنْسانِ ومِن كلِّ دابَّةٍ؛ قالَ الشاعِرُ:
إِذا الكاتِماتُ الرَّبْوِ أَضْحَتْ كَوَابياً
تَنَفَّسَ فِي بَهْوٍ من الصَّدْرِ واسِعيُريدُ الخَيْلَ الَّتِي لَا تكادُ تَرْبُو، يقولُ: فقد رَبَتْ مِن شِدَّةِ السَّيْر وَلم يَكْبُ هَذَا وَلَا رَبَا وَلَكِن اتَّسَعَ جوْفُه فاحْتَمَل.
(أَو) بَهْوُ الصَّدْرِ: (فُرْجَةُ مَا بينَ الثَّدْيَيْنِ والنَّحْرِ) ؛ وقيلَ مَا بينَ الشَّراسِيفِ، وَهِي مَقَاطُّ الأَضْلاعِ.
(و) البَهْوُ: (مَقِيلُ الوَلَدِ بَين الوَرِكَيْنِ من الحامِلِ، ج أَبْهاءٌ {وأَبْهٍ} وبِهِيٌّ) بِالْكَسْرِ، ( {وبُهِيٌّ، بالضَّمِّ.
(} والباهِي من البُيُوتِ: الخالِي المُعَطَّلُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: بيتٌ {باهٍ أَي خالٍ لَا شَيءَ فِيهِ.
وقالَ غيرُهُ: قَلِيلُ المَتاعِ (و) قد (} أَبْهاهُ) إِذا خَرَّقَه وعَطَّلَه؛ وَمِنْه قَوْلُهم: المِعْزَى {تُبْهي وَلَا تُبْني، لأنَّها تَصْعَدُ على الأَخْبِيَةِ فتخرقُها حَتَّى لَا يُقْدَرُ على سُكْناها، وَهِي مَعَ ذَلِك لَا تكونُ الخِيامُ مِن أَشْعارِها إنَّما تكونُ مِن الصُّوفِ والوبرِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} فَبَهِيَ، كعَلِمَ) ، بهَا: أَي تَخَرَّقَ وتَعَطَّل.
(! والبيهيٌّ) : مُحدِّثٌ (رَوَى عَن عُرْوَةَ) ؛ هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ، وَفِيه تَصْحِيفانِ:
الأوَّل: الصَّوابُ البَهِيُّ كغَنِيَ؛ والثَّاني: قَوْلُه رَوى عَن عُرْوَةَ صَوابُه عَن عُمَر؛ وَعنهُ ابْنُه يحيى بنُ {البهيِّ كَمَا نصَّ عَلَيْهِ ابْنُ حبَّان فَتَأمل ذَلِك.
(} والبهاءُ:) الحُسْنُ) كَمَا فِي الصحِّاحِ، (والفعلُ) مِنْهُ ( {بَهُوَ كَسَرُوَ وَرَضي) نقلهما الجَوْهرِيُّ؛ (و) } بَهَا مِثْلُ (دَعَا وسَعَى) ، {بَهاءً} وبَهاءَةً، فَهُوَ {باهٍ} وبَهِيٌّ {وبَهٍ، وَهِي} بَهِيَّة من نِسْوَةٍ {بَهِيَّات} وبَهايَا.
(و) مِن المجازِ: {البَهاءُ (وَبِيصُ رَغْوَةِ اللّبَنِ) . يقالُ: حَلَبَ اللَّبَنَ فَعَلاهُ البَهاءُ؛ وَهُوَ مَمْدودٌ غَيْر مَهْموزٍ لأنَّه مِن} البَهْي؛ وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حدِيثِ أُمِّ مَعْبِدٍ.
( {وباهَيْتُهُ) } مُباهَاةً: فاخَرْتَه، وَمِنْه حدِيثُ عَرَفَةَ: {يباهِي بهم المَلائِكَةَ.
(} فَبَهَوْتُه: غَلَبْتُهُ بالحُسْنِ) .
وقالَ اللّحْيانيُّ: {باهَانِي} فَبَهَوْتُه {وبَهَيْتُه، أَي صرْتُ} أَبْهَى مِنْهُ.
( {وأَبْهَى الإناءَ: فَرَّغَهُ) ؛ حَكَاه أَبو عبيدٍ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) أَبْهَى (الخَيْلَ: عَطَّلَها من الغَزْوِ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ أَي فَلَا يُغْزَى عَلَيْهَا؛ وَقد جاءَ فِي الحدِيثِ: أنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمِعَ رجُلاً حينَ فُتِحَتْ مكَّةَ يقولُ:} أَبْهُوا الخَيْلَ فقد وَضَعَتِ الحَرْبُ أَوْزارَها، فقالَ، عَلَيْهِ السَّلَام: (لَا تَزالونَ تُقاتِلْون الكُفَّارَ حَتَّى يُقاتِلَ بَقيَّتُكم الدجَّال) .
وقالَ بعضُهم فِي مَعْناه: أَي عَرّوها وَلَا تَرْكَبُوها فَمَا بَقِيْتُم تَحْتاجُون إِلَى الغزْوِ.
وقيلَ: إنَّما أَرادَ وسِّعُوا لَهَا فِي العَلَف وأَرِيحُوها؛ والأوَّلُ هُوَ الوَجْه.
(و) أَبْهَى (الرَّجُلُ: حَسُنَ وجْهُهُ.
( {وبَهَّى البَيْتَ} تَبْهِيَةً: وَسَّعَهُ وعَمِلَهُ) ؛ قالَ الَّراجزُ:
أَجْوَفَ {بَهَّى} بَهْوَهُ فأَوْسَعا (وبِئْرٌ {باهِيَةٌ: واسِعَةُ الفَمِ.
(} وتَباهَوْا: تَفاخَرُوا) ؛ وَمِنْه حدِيثُ أَشْراطِ الساعَةِ: (أَن {يَتَباهَى الناسُ فِي المساجِدِ) .
(} وبُهَيَّةُ، كسُمَيَّةَ) : اسمُ امْرأَةٍ؛ الأَخْلَقُ أَنْ تكونَ تَصْغِيرُ {بَهِيَّة كَمَا قَالُوا فِي المَرْأَةِ حُسَيْنَةُ فسَمّوها بتَصْغيرِ الحَسَنَة؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
قالتْ} بُهَيَّةُ: لَا تُجاوِزُ أَهْلَنا
أَهْل الشَّوِيِّ وعابَ أَهْلُ الجامِلِ {أبُهَيَّ إِن العَنْزَ تَمْنَعُ رَبهَا
من أَن يُبَيِّتَ جارَها بالحابِلِالحابِلُ: أَرْضٌ؛ عَن ثَعْلب.
} وبُهَيَّةُ: (تابِعيَّةٌ) رَوَت عَن عائِشَةَ، وعنها أَبو عقيل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ناقَةٌ {بَهْوَةُ الجَنْبَيْن: واسِعَتُهما؛ قالَ جَنْدلٌ:
على ضُلُوع بَهْوَةِ المَنافِجِ} والبَهاءُ: المَنْظَرُ الحَسَنُ الرائِعُ المَالِىءُ للعَيْنِ.
{والبَهِيُّ، كغَنِيَ: الشيءُ ذُو} البهاءِ ممَّا يملأُ العَيْنَ رَوْعُه وحُسْنُه.
وَهُوَ أَيْضاً لَقَبُ أَبي بكْرٍ أَحْمد بن إبراهيمَ بنِ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عَطِيَّة بنِ زيادِ بن يزِيد بنِ بلالِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأسَدِيّ، قيلَ لَهُ ذلِكَ {لبهائِهِ، ثِقَةٌ رَوَى عَنهُ عبدُ الغَنيِّ بنُ سعيدٍ.
ورجُلٌ بَهٍ، كعَمٍ، مِن قوْمٍ} أبْهِياءَ، وَهِي {بَهيَّةٌ كعَمِيَّةٍ. وَقَالُوا: امْرأَةٌ} بُهْيَا، بالضمِّ، وَهُوَ نادِرٌ وَله أَخَوات حَكَاها ابنُ الأعْرابيِّ عَن حُنَيْفِ الحَناتِم، وكانَ مِن آبَلِ الناسِ فقالَ: الرَّمْكاءُ بُهْيَى، والحَمْراءُ صُبْرَى، والخَوَّارَةُ غُزْرَى، والصَّهْباءُ سُرْعَى.
قالَ الأزْهرِيُّ: قوْلُه بُهيَى أَرادَ {البَهِيَّة الرَّائِعَة، وَهِي تَأْنِيثُ} الأَبْهى.
ويقولونَ: إنَّ هَذَا {لبُهْيَايَ أَي ممَّا} أَتَباهَى بِهِ؛ حكَاهُ ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي عَمْرو.
{وبَهِيَ بِهِ، كَعَلِمَ: أنَس: وَقد ذُكِرَ فِي الهُمْزةِ.
وقالَ أَبو سعيدٍ:} ابْتَهَأْتُ بالشَّيءِ أَنِسْتَ بِهِ وأْحْبَبْتَ قُرْبَه؛ قالَ الأعْشى:
وَمن الحَيِّ مَنْ يَهْوَى هَوانَا {ويَبْتَهِي
وآخَرُ قد أَبْدَى الكَآبَةَ مُغْضَباوكغَنِيَّةٍ: أُمُّ} البَهاءِ {بَهِيَّةُ بنْتُ أَبي الفتْحِ بنِ بَدْرَانَ سَمِعَتْ من الكِنْدِي، وضَبَطَها الشَّرِيف عزّ الدِّيْن فِي وفِيَّاتِه.
} وبَهِيةُ، بالفتْحِ: جَدُّ أَبي الحَسَنِ محمدِ بنِ عُمَر بنِ حُميدِ البزَّازِ البَغْدادِيِّ عَن القاضِي أَبي عبدِ اللَّهِ المحامليّ، وَعنهُ البرقانيّ.
وسقطُ {البَهْو: قَرْيةٌ بمِصْرَ.

خَرس

(خَ ر س)

الخَرَس: ذَهَاب الْكَلَام عِيّاً أَو خِلقة، خَرِس خَرَسا، وَهُوَ أخرس.

وجمل اخرس: لَا ثَقْب لشِقْشِقته يَخرج مِنْهُ هديره، وَهُوَ يردده فِيهَا، وَهُوَ يُستحبُّ ارسالُه فِي الشَّوْل لِأَنَّهُ اكثرَ مَا يكون مِئْنَاثاً.

وعَلَمٌ أخرس: لَا يُسمع بِهِ صَدًى.

وكتيبة خرساء: إِذا صمتت من كَثْرَة الدُّروع، أَي: لم تكن لَهَا قعاقع.

وشربة خرساء: وَهِي الشَّربة الغليظة من اللَّبن، لَا يُسمع لَهَا فِي الْإِنَاء صَوت لغِلظها.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: عين خرساء: لَا يسمع لجريها صَوت.

وسحابة خرساء: لَا رعد فِيهَا.

قَالَ: واكثر مَا يكون ذَلِك فِي الشتَاء، لِأَن شدَّة الْبرد تُخرِس الرَّعْد وتُطفئ الْبَرْق.

والخرساء الداهية.

وَالْعِظَام الخُرس: الصُّمُّ، حَكَاهُ ثَعْلَب. والخَرساء من الصخور: الصماء، انشد الاخفش قَول النَّابِغَة:

أواضعَ الْبَيْت فِي خَرساء مُظلمةٍ تُقيِّد العَيْرَ لَا يَسْرِي بهَا السّارِي

ويروى: " تقيد الْعين "، وَقد تقدم.

والخُرُس والخِراس: طَعام الْولادَة، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

هَذَا الأَصْل، ثمَّ صَارَت الدعْوَة للولادة: خُرْسا وخِراسا.

والخُرسة: الَّتِي تُطْعِمُها النُّفساءُ نَفْسَها، أَو مَا يُصنَع لَهَا من فَرِيقةٍ وَنَحْوهَا.

وخرّسها خُرْسَتَها، وخرس عَنْهَا، كِلَاهُمَا: عَملهَا لَهَا، قَالَ:

وَللَّه عَينَا من رأى مِثلَ مِقْيَسٍ إِذا النُّفَساءُ أصبحتْ لم تُخرَّسِ

وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان فِي صفة التَّمْر: تُحفة الْكَبِير، وصُمْتة الصَّغِير، وتَخْرِسةُ مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام. كَأَنَّهُ سَمَّاهَا بِالْمَصْدَرِ، وَقد يكون اسْما، كالتّنهية والتّودية.

وتخرَّست الْمَرْأَة: عَملت لنَفسهَا خُرْسة.

والخَرُوس: الَّتِي يُعمل لَهَا شَيْء عِنْد الْولادَة.

والخَرُوس أَيْضا: الْبكر فِي أول بَطن تحمله.

والخَرْس، والخِرْس: الدّن، الْأَخِيرَة عَن كرَاع، وَالصَّاد فِي هَذِه الْأَخِيرَة لُغَة.

والخَرّاس: الَّذِي يَعمل الدِّنان.

والخرّاس، أَيْضا: الخمّار.

وخراسان: كورة، النّسَب إِلَيْهَا خُراساني. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهُوَ اجود، وخُراسِيٌّ، وخُرْسِيٌّ.
خَرس
الَخِرْسُ، بالفَتْح: الدَّنُّ، ويُكْسَر، الأَخِيرَةُ عَن كُراع، والصادُ فِي هذِه الأَخِيرَةِ لُغَةٌ. ج خُرُوسٌ، قَالَ الأَزهرِيُّ: وقرأْتُ فِي شِعْرِ العَجَّاجِ المَقْرُوءِ على شَمِرٍ: مُعَلِّقِينَ فِي الكَلالِيبِ السُّفَرْ وخَرْسهُ المُحْمَرّ فِيهِ مَا اعْتُصِرْ. وبائِعُه وصانِعُه: خَرَّاسٌ، ككَتَّانٍ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(جَوْنٍ كجَوْنِ الخَمّارِ جَرّدَه الخ ... رّاسُ لَا ناقِسٍ وَلَا هَزِمِ)
النّاقِسُ: الحَامِضُ. والخُرْسُ، بالضَّمِّ: طَعَامُ الوِلادَةِ، كالخِرَاسِ، ككِتَابٍ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيَانِيِّ، هَذَا الأَصْلُ، ثمّ صَارَت الدَّعْوَةُ للوِلادَةِ خُرْساً وخِرَاساً. قَالَ الشّاعرُ:
(كُلُّ طَعَامٍ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ ... الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ)
وَمِنْه حَدِيث حَسّانٍ: كَانَ إِذا دُعيَ إِلَى طَعامٍ قَالَ: إِلى عُرْسٍ أَم خُرْسٍ أَم إِعْذارٍ فإِن كَانَ إِلَى وَاحدٍ من ذَلِك أَجابَ، وإِلاّ لَم يُجِبْ. الخُرْسَةُ بِهَاءٍ: طَعَامٌ تُطْعِمُه النُّفَسَاءُ نَفْسَهَا، أَو مَا يُصْنَع لَهَا من فَرِيقَةٍ ونَحْوِهَا. وخَرَسَهَا يَخْرُسُها، عَن اللِّحْيَانِيِّ.
وكَوْنُ الخُرْسِ طَعَامَ الوِلادَةِ، والخُرْسَةِ: طَعَامَ النُّفَساءِ هُوَ الَّذِي صَرَّح بِهِ ابنُ جِنِّى، وَهُوَ يُخَالِفُ مَا ذَكَرَه ابنُ الأَثِيرِ فِي تَفْسِير حَدِيثٍ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: هِيَ صُمْتَةُ الصَّبِيِّ وخُرْسَةُ مَرْيَمَ.)
قَالَ: الخُرْسَةُ: مَا تَطْعَمُه المرأَةُ عِند وِلاَدِهَا. وخَرَّسْتُ النُّفَسَاءَ: أَطْعَمْتُهَا الخُرْسَةَ، وأَرادَ قولَ اللهِ تَعَالى: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا. وكأَنَّه لَمْ يَرَ الفَرْقَ بينَهُمَا، فتأَمَّلْ.
وَفِي قولِ المُصَنِّف: النُّفَسَاء نَفْسَهَا، جِنَاس اشْتِقاقٍ، وسيأْتي أَنَّ الصادَ لغةٌ فِيهِ. والخَرُوسُ، كصَبُور: البِكْرُ فِي أَوَّلِ حَمْلِهَا. قالَ الشاعِر يَصِفُ قوما بقِلَّة الخَيْرِ: (شَرُّكُمْ حَاضِرٌ وخَيْرُكُمُ ... دَرُّ خَرُوسٍ من الأَرَانِبِ بِكْرِ)
ويُقال فِي هَذَا الْبَيْت: الخَرُوسُ: هِيَ الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا الخُرْسَةُ، زادَ بعضُهُم: عِنْد الوِلادَةِ.
والخَرُوسُ، أَيضاً: القَلِيلَةُ الدَّرِّ. نَقله الصّاغَانِيُّ. وخَرِسَ الرَّجُلُ، كَفرِحَ: شَرِبَ بالخَرْسِ، أَي الدَّنِّ. نَقله الصاغانِيُّ. وخَرِسَ خَرَساً: صارَ أَخْرَسَ بَيِّنَ الخَرَسِ، مُحَرَّكةً، وَهُوَ ذَهَابُ الكَلامِ عِيًّا أَو خِلْقةً، مِنْ قَوْمٍ خُرْسٍ وخُرْسَانٍ، بضَمِّهما، أَي مُنْعَقِدَ اللِّسَانِ عَن الكَلامِ عِيّاً أَو خِلْقَةً.
وأَخْرَسَه اللهُ تَعالَى: جَعَلَه كَذَلِك. والأُخَيرِسُ، مُصَغَّراً: سَيْفُ الحَارِثِ بنِ هِشَام ابْن المُغِيرَةِ المَخْزُومِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، نَقَلَه الصّاغانِيُّ، وأَنشدَ فِي العُباب لَهُ:
(فَما جَبُنَتْ خَيْلِي بِفَحْلَ ولاَ وَنَتْ ... وَلَا لُمْتُ يَوْمَ الرَّوْعِ وَقْعَ الأُخَيْرِسِ)
من المَجَازِ: كَتِيبةٌ خَرْسَاءُ، هِيَ الَّتِي لَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ، لوَقَارِهِمْ فِي الحَرْبِ، أَو هِيَ الَّتِي صَمَتَتْ من كَثْرة الدُّرُوعِ، أَي لَيْسَ لَهَا قَعاقعُ، وَهَذَا عَن أَبِي عُبَيْدٍ.
وَمن المَجَازِ: نَزَلْنَا ببَني أَخْنَسَ، فسَقَوْنا لَبَناً أَخْرَسَ، يُقَال: لَبَنٌ أَخْرَسُ: خاثِرٌ لَا صَوْتَ لَهُ فِي الإِناءِ، لغِلَظِه. وَفِي الأَسَاسِ: خاثِرٌ لَا يَتَخَضْخَضُ فِي إِنائِه.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وسمِعْتُ العَرَبَ تقولُ لِلَّبَنِ الخَاثِر: هذِه لَبَنَةٌ خَرْسَاءُ، لَا يُسْمَعُ لهَا صَوْتٌ إِذا أُرِيقَتْ. وَفِي المُحْكَم: وشَرْبَةٌ خَرْسَاءُ، وَهِي الشَّرْبَةُ الغَلِيظَةُ من الَّلبَنِ. وَمن المَجَازِ: عَلَمٌ أَخْرَسُ: لَمْ يُسْمَع فِيهِ، وَفِي الأَسَاسِ: مِنْهُ صَوْتُ صَدًى، وَفِي التَّهْذِيب: لَا يُسْمَعُ فِي الجَبَلِ لَهُ صَدَىً، يَعْنِي أَعْلاَمَ الطَّريقِ الَّتِي يُهْتَدَى بهَا، قالَه اللَّيْثُ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تَنْشِدُ: وأَيْرَمٍ أَخْرَسَ فَوْقَ عَنْزِ قَالَ: وأَنْشَدَنِيهِ أَعرابيٌّ آخَرُ: وإِرَمٍ أَعْيَسَ. وَقد تقدم ذكره فِي ح ر س. وَمن المَجَازِ: رَمَاه بخَرْساءَ، الخَرْساءُ: الدّاهِيَةُ، وأَصْلُهَا الأَفْعَى، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. وَمن المَجَازِ: الخَرْساءُ: السَّحَابَةُ ليسَ فِيهَا رَعْدٌ وَلَا بَرْقٌ. وَلَا يُسْمَعُ لَهَا صوتٌ، وأَكْثَرُ مَا يكُون ذَلِك فِي الشِّتَاءِ لأَنَّ شِدَّةَ البَرْدِ تُخْرِسُ الرَّعْدَ وتُطْفِئُ البَرْقَ. قَالَه أَبو حَنيِفَةَ. ورَجُلٌ خَرِسٌ، كَكَتِفٍ: لَا يَنامُ: باللَّيْلِ، أَو هُوَ) خَرِشٌ، بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، كَمَا سَيَأْتِي، والوَجْهَانِ ذَكَرَهُمَا الأُمَوِيّ: والخُرْسَى، كحُبْلَى: الَّتِي لَا تَرْغُو من الإِبِلِ، نَقَله الصّاغَانِيُّ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
وخُرَاسَانُ، بالضَّمِّ، وإِنَّمَا أَطْلَقَهُ لشُهْرَتِه: بِلادٌ مشهورَةٌ بالعَجَمِ، والنِّسْبَةُ إِليْهَا خُرَاسَانِيٌّ، قَالَ سِيبُوَيْهِ: وَهُوَ أَجْوَدُ، وخُرَاسِنيٌّ، بِحَذْف الأَلِفِ الثانيةِ مَعَ كَسْرِ السِّينِ، وخُرَسَنِيٌّ بحَذْفِ الأَلِفَيْنِ، وخُرْسِيٌّ بحذفِ الأَلِفَيْنِ وَالنُّون، وخُرَاسِيٌّ، ذَكرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا الأَوَّلَ والرّابِعَ والخَامِسَ.
وخَرَّسَ عَلَى المَرْأَةِ تَخْرِيساً: أَطْعَمَ فِي وِلادَتِهَا، كخَرَسَهَا يَخْرُسُهَا، عَن الِّلحْيَانِيِّ، وَكَذَا خَرَّسْتُهَا تَخْرِيساً، وخَرَّس عَنْهَا، كِلاهُمَا: عَمِلَهَا لَهَا. قَالَ:
(وللهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثْلَ مِقْيَسٍ ... إِذَا النُّفَسَاءُ أَصْبَحَتْ لمْ تُخَرَّسِ)
وَقد خُرِّسَتْ هِيَ، أَي يُجْعَلُ لَهَا الخُرْسُ. وتَخَرَّسَتْ هِيَ: اتَّخَذَتْهُ لِنَفْسِهَا وَمِنْه المَثَلُ تَخَرَّسِي يَا نَفْسُ لاَ مُخَرِّسَةَ لَكِ أَي اصْنَعِي لنَفْسِكِ الخُرْسَةَ. قالَتْهُ امْرأَةٌ وَلَدَتْ وَلم يَكُنْ لَهَا مَن يَهْتَمُّ لَهَا. يُضْرَبُ فِي اعتِنَاءِ المرءِ بنَفْسِه. أَوْرَدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والصاغانِيُّ فِي كتابَيْه هَكَذَا، وصاحِبُ اللِّسَان، وَلم يذكر: يَا نَفْسُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمَلٌ أَخْرَسُ: لَا ثَقْبَ لِشِقْشِقَتِه يَخْرُجُ مِنْهُ هَدِيرُه، فَهُوَ يُرَدِّدُه فِيهَا، وَهُوَ يُسْتَحَبُّ إِرْسالُه فِي الشَّوْلِ لأَنَّهُ أَكثرُ مَا يكونُ مِئْناثاً. وناقةٌ خَرْسَاءُ: لَا يُسْمَعُ لَهَا رُغَاءٌ. وعَيْنٌ خَرْسَاءُ: لَا يُسْمَعُ لَجَرَيَانِها صَوتٌ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يُقال: وَلاَّنِي عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ، يُرِيد، أَعْرَضَ عنِّي وَلَا يُكَلِّمُنِي. والعِظَامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ. حكاهُ ثَعْلَبُ. والخَرْسَاءُ من الصُّخُورِ: الصَّمَّاءُ. أَنْشَدَ الأَخْفَشُ قولَ النّابِغَةِ:
(أَواضِعَ البَيْتِ فِي خَرْسَاءَ مُظْلِمَةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ لَا يَسْرِي بهَا السَّارِي)
ويُرْوَى: تُقَيِّدُ العَيْنَ. والخِرَاسُ، ككِتَابٍ: طَعامُ الوِلادَةِ، عَن الِّلحْيَانِيّ. وقالَ خالِدُ بنُ صَفْوَانَ، فِي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحْفَةُ الكَبِيرِ، وصُمْتَهُ الصَّغِيرِ، وتَخْرِسَةُ مَرْيَمَ. كأَنَّهُ سَمَّاه بالمَصْدَرِ، وَقد يكونُ اسْماً، كالتَّوْدِيَةِ والتَّنْهِيةِ. ويُقال للأَفَاعِي: خُرْسٌ، قالَ عَنْتَرَةُ:
(عَلَيْهمْ كُلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاَصٍ ... كَأَنَّ قَتِيرَها أَعْيَانُ خُرْسِ)
والخَرّاسُ، ككَتَّانٍ: الخَمَّارُ. ويُجْمَع الخُرْسانُ على الخُرَسِينَ، بتَخْفِيف ياءِ النِّسْبَتة، كَقَوْلِك: الأَشْعَرِينَ. والخُرْسُ، بالكَسْرِ: الأَرْضُ الَّتِي لم تُصْلَحْ للزِّراعة، وَقد خَرَسَتْ وأَخْرَسَتْ واسْتَخْرَسَتْ. ويَحْيَى الخَرِسْيُّ، بِالْفَتْح، وَلِيَ خَرَاجَ مِصْرَ أَيامَ المَهْدِيِّ، وحُسَيْنُ بنُ نَصْرٍ الخُرْسِيّ، عَن سَلاّمِ ابنِ سُلَيْمَانَ المَدائِنيِّ، وأَبو صالِح الخُرْسِيُّ: رَوَى عَن اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ.)
وخُرْسٌ، بالضَّمّ: مَوْضِعٌ قُرْبَ مِصْر.

أَسَا

(أَسَا)
- قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الأُسْوَة والمُوَاساة فِي الحدِيث، وَهِيَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا: القُدْوَة، وَالْمُوَاسَاةُ الْمُشَارَكَةُ والمسَاهَمَة فِي المعَاش وَالرِّزْقِ، وَأَصْلُهَا الْهَمْزَةُ فَقُلِبَتْ وَاوًا تَخْفِيفًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبيَةِ «إِنَّ الْمُشْرِكِينَ واسَوْنا الصُّلْحَ» جَاءَ عَلَى التَّخْفِيفِ، وَعَلَى الْأَصْلِ جَاءَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَا أحدٌ عِنْدِي أَعْظَمَ يَداً مِنْ أَبِي بَكْرٍ، آسَانِي بنَفْسه وَمَالِهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «آسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَة والنَّظْرَة» .
(س) وَكِتَابُ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى «آسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي وجْهك وَعَدْلِكَ» أَيِ اجْعَلْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أُسْوَة خَصمه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة «اسْتَرْجِع وَقَالَ رَبِّ آسِنِي لِمَا أمْضَيْتَ وأعْنّي عَلَى مَا أبْقَيْتَ» أَيْ عَزّنِي وصَبّرْني. وَيُرْوَى «أُسْنى» بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ السِّينِ، أَيْ عَوِّضْنِي. والأوْسُ العِوَضُ.
وَفِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ «وَاللَّهِ مَا عَلَيْهِمْ آسَى، وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ أضَلُّوا» الأَسَى مَقْصُورًا مَفْتُوحًا: الحُزن، أَسِيَ يَأْسَى أَسًى فَهُوَ آسٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «يُوشِكُ أَنْ تَرْميَ الْأَرْضُ بِأَفْلَاذِ كَبدها أَمْثَالَ الأَوَاسِي» هِيَ السَّواري وَالْأَسَاطِينُ. وَقِيلَ هِيَ الْأَصْلُ، وَاحِدَتُهَا آسِيَة؛ لِأَنَّهَا تُصْلِحُ السَّقْف وتقيمُه، مِنْ أَسَوْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ إِذَا أصْلَحْتَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَابِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ «أَنَّهُ أوثَقَ نَفْسَهُ إِلَى آسِيَةٍ مِنْ أَوَاسِي المسْجد» .

وَدَنَ

(وَدَنَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ مُصْعَب بْنِ عُمَير «وَعَلَيْهِ قِطْعَةُ نَمِرَة قَدْ وَصَلَها بإهابٍ قَدْ وَدَنَهُ» أَيْ بَلَّه بِمَاء لِيَخْضَعَ ويَلين. يُقَالُ: وَدَنْتُ الْقِدَّ والجِلْدَ أَدِنُهُ، إِذَا بَللْتَه، وَدْناً ووِدَاناً، فَهُوَ مَوْدُونٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ظَبْيان «إنَّ وَجّاً كَانَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، غَرَسُوا وِدَانَهُ» أَرَادَ بِالْوِدَانِ مَواضِعَ النَّدَى والْمَاء الَّتِي تَصْلح لِلْغِراس.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّديَّة «أَنَّهُ كَانَ مَوْدُونَ اليَدِ» وَفِي روَاية «مُودَنَ اليَدِ» أَيْ ناقِصَ اليَدِ صَغِيرَها. يُقال: وَدَنْتُ الشيءَ وأَوْدَنْتُهُ، إِذَا نَقَصْتَه وصَغَّرتَه.
وَفِيهِ ذِكر «وَدَّان» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَهُوَ بفَتْح الوَاوِ وتَشْديد الدَّال: قَرْيَة جامِعَة قَريباً مِنَ الجُحْفة.

جَزَرَ

(جَزَرَ)
- فِيهِ ذِكْرُ «الجَزُورِ» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، الجَزُورُ: البَعِير ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى، إلا أنَّ اللَّفْظة مُؤنثة، تقول هذه الجَزُوُ ر، وَإن أردْت ذكَرا، والجمْع جُزُرٌ وجَزَائِر.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أعْطَى رجُلا شَكَا إِلَيْهِ سُوء الْحَالِ ثَلَاثَةَ أنْيَاب جَزَائِر» . وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعَث بَعْثاً فَمرُّوا بأعْرابِيّ لَهُ غَنَم، فَقَالُوا أَجْزِرْنَا» أَيْ أَعْطِنَا شَاةً تصلُحُ للذَّبح.
[هـ] وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فَقَالَ: يَا رَاعِي أَجْزِرْنِي شَاةً» .
وَحَدِيثُ خَوَّات «أبْشِر بجَزْرَةٍ سَمِينة» أَيْ شَاةٍ صَالِحَة لِأَنْ تُجْزَرَ: أَيْ تُذْبَح لِلأكْل.
يُقَالُ: أَجْزَرْتُ القومَ إِذَا أعْطَيْتَهم شَاةً يَذْبَحُونَها، وَلَا يُقال إلاَّ فِي الغَنَم خَاصَّةً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الضَّحِيَّةِ «فَإِنَّمَا هِيَ جَزْرَةٌ أطْعَمَها أهلَهُ» وتُجْمع عَلَى جَزَر بالفَتْح.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ والسَّحَرة «حتَّى صَارَتْ حِبَالُهم للثُّعْبَان جَزَراً» وَقَدْ تُكْسَر الْجِيمُ.
وَمِنْ غَرِيبِ مَا يُرْوَى فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «لَا تأخُذُوا مِنْ جَزَرَاتِ أمْوال النَّاس» أَيْ مَا يَكُونُ قَدْ أعِدَّ للْأكْل، والمشْهُور بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ نهَى عَنِ الصَّلاة فِي المَجْزِرَةِ والمَقْبُرة» المَجْزِرَةُ : الْمَوْضِعُ الَّذِي تُنْحَرُ فِيهِ الْإِبِلُ وَتُذْبَحُ فِيهِ الْبَقَرُ وَالشَّاءُ، نهَى عَنْها لأجْل النَّجَاسَة الَّتِي فِيهَا مِن دِمَاءِ الذَّبَائِحِ وَأَرْوَاثِهَا، وَجَمْعُهَا المَجَازِرُ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «اتَّقُوا هَذِهِ المَجَازِرَ فَإِنَّ لَهَا ضَرَاوة كَضَرَاوَةِ الْخمْر» نَهَى عَنْ أماكِن الذَّبح، لِأَنَّ إلْفَهَا وإدَامَة النّظَر إِلَيْهَا، ومُشاهَدة ذَبح الْحَيَوَانَاتِ مِمَّا يُقَسّي القَلْب، ويُذهب الرَّحْمَةَ مِنْهُ، ويَعْضُده قولُ الأصْمَعي فِي تفْسِيره أَنَّهُ أَرَادَ بالمَجَازِرِ النَّدِيَّ، وَهُوَ مُجْتَمع الْقَوْمِ، لِأَنَّ الجُزُرَ إنَّما تُنْحَر عِنْدَ جَمْع النَّاسِ. وَقِيلَ إِنَّمَا أَرَادَ بالمَجَازِرِ إدْمان أكْل اللُّحوم، فكَنى عَنْهَا بأمْكِنَتها .
وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ «لَا أعْطِي مِنْهَا شَيْئًا فِي جُزَارَتِها» الجُزَارَةُ بِالضَّمِّ: مَا ياخُذ الجَزَّار مِنَ الذَّبِيحة عَنْ أجْرته، كالعُمَالةِ للْعَامِل. وأصْل الجُزَارَةِ. أطْرَاف البَعِير: الرأسُ، واليَدان، والرجْلان، سُمّيت بِذَلِكَ لِأَنَّ الجَزَّار كَأَنَّ يَأْخُذُهَا عَنْ أجْرَته، فَمُنِع أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الضَّحِيَّةِ جُزْءًا في مُقَابَلة الأجْرة. [هـ] وَفِيهِ «أرأيتَ إنْ لَقِيتُ غَنَم ابْنِ عَمّي أأَجْتَزِرُ منْها شَاةً» أَيْ آخُذُ مِنْهَا شَاةً أذْبَحُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «قَالَ لأنسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ» أَيْ لأسْتَأصلَنَّك، والضَّرَبُ بالتَّحْريك: الْغَلِيظُ مِنَ العسَل. يُقَالُ جَزَرْتُ العسلَ إِذَا اسْتَخْرجْتَه مِنْ مَوْضعه، فَإِذَا كَانَ غَلِيظًا سَهُل اسْتِخْراجُه. وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَالدَّالِ. والهرَوي لَمْ يَذْكُرْهُ إِلَّا هَاهُنَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مَا جَزَرَ عَنْهُ البَحْرُ فَكُلْ» أَيْ مَا انْكَشَفَ عَنْه الْماءُ مِنْ حَيوان البَحْر، يُقال جَزَرَ الماءُ يَجْزُرُ جَزْراً: إِذَا ذَهَب ونَقَص. ومنْه الجَزْرُ والمَدُّ، وَهُوَ رُجُوع الْمَاءِ إِلَى خَلْف.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَئِس أَنْ يُعْبَد فِي جَزِيرَة العَرب» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
هُو اسْم صُقْع مِنَ الْأَرْضِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ حَفْر أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ إِلَى أقْصَى اليَمن فِي الطُّول، وَمَا بَيْنَ رَمْل يَبْرين إِلَى مُنْقَطَع السَّماوَة فِي العَرْض. وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أقْصَى عَدَن إِلَى رِيف العِراق طُولاً، وَمِنْ جُدَّة وساحِل الْبَحْرِ إِلَى أَطْرَافِ الشَّامِ عرْضا. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: سُمِّيَتْ جَزِيرَةً لِأَنَّ بَحْر فَارِسَ وبَحر السُّودَان أَحَاطَا بِجانِبَيْها، وَأَحَاطَ بالجانِب الشّمَالي دَجْلة والفُرَات. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَرَادَ بجَزِيرَةِ الْعَرَبِ الْمَدِينَةَ نفْسَها. وَإِذَا أطْلِقت الجَزِيرَةُ فِي الْحَدِيثِ وَلَمْ تُضَف إِلَى العَرب فإِنَّما يُراد بِهَا مَا بَيْن دَجْلة والفُرَات.

دَبَلَ

(دَبَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ خَيْبَرَ «دَلَّه اللَّهُ عَلَى دُبُولٍ كَانُوا يَتَرَوَّوْن مِنْهَا» أَيْ جَداول ماءٍ، واحدُها دَبْلٌ، سُمِّيت بِهِ لِأَنَّهَا تُدْبَلُ: أَيْ تُصْلَحُ وتُعمَّر.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ مَرَّ فِي الجاهليَّةِ عَلَى زِنْباعِ بْنِ رَوْحٍ، وَكَانَ يَعْشُر مَن مَرَّ بِهِ، وَمَعَهُ ذَهَبةٌ، فجعَلها فِي دَبِيلٍ وألقَمَها شارِفاً لَهُ» الدَّبِيلُ: مِن دَبَلَ اللُّقْمةَ ودَبَّلَهَا إِذَا جَمَعَهَا وعظَّمها، يُرِيدُ أَنَّهُ جَعَلَ الذَّهَبَ فِي عَجِينٍ وألقّمَه النَّاقَةَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل «فأخّذَتْهُ الدُّبَيْلَة» هِيَ خُرَاجٌ ودُمَّلٌ كَبِيرٌ تَظْهَرُ فِي الجَوفِ فتَقْتل صاحبَها غَالِبًا، وَهِيَ تَصْغِيرُ دُبْلَة. وَكُلُّ شَيْءٍ جُمِعَ فَقَدَ دُبِلَ.

رَكِبَ

(رَكِبَ)
(هـ) فِيهِ «إِذَا سافَرْتُم فِي الخِصْب فأعْطُوا الرُّكُبَ أسِنَّتها» الرُّكُبُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَالْكَافِ جَمْعُ رِكَابٍ، وَهِيَ الرَّواحِل مِنَ الْإِبِلِ. وَقِيلَ جمْع رَكُوبٍ، وَهُوَ مَا يُرْكَبُ مِنْ كُلِّ دَابَّة، فَعُول بِمَعْنَى مَفْعول. والرَّكُوبَةُ أخَصُّ مِنْهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ابْغِني نَاقَةً حَلْبانَه رَكْبَانَة» أَيْ تَصْلح للحَلْب والرُّكُوبِ، وَالْأَلِفُ وَالنُّونِ زَائِدَتَانِ لِلْمُبَالَغَةِ، ولِتُعْطِيَا مَعْنَى النَّسِب إِلَى الحَلْب والرُّكُوب.
(س) وَفِيهِ «سَيَأتِيكم رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فَإِذَا جَاءُوكُمْ فَرحِّبُوا بِهِمْ» يُريد عُمَّال الزَّكَاةِ، وجَعَلهم مُبْغَضِين؛ لِمَا فِي نفُوس أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ مِنْ حُبِّها وكَراهة فِرَاقِها. والرُّكَيْبُ: تَصْغِيرُ رَكْب، والرَّكْبُ اسْم مِنْ أَسْمَاءِ الجمْع، كنَفَر ورهْط، وَلِهَذَا صَغَّره عَلَى لَفْظِهِ، وَقِيلَ هُوَ جَمْعُ رَاكِبٍ كصَاحِب وصَحْب، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لقَال فِي تصْغيره: رُوَيْكِبُونَ، كَمَا يُقَالُ صُوَيْحُبون. والرَّاكِبُ فِي الْأَصْلِ هُوَ رَاكِب الْإِبِلِ خاصَّة، ثُمَّ اتُّسِع فِيهِ فأطْلِق عَلَى كُلِّ مَن رَكِبَ دابَّة.
(هـ) وَفِيهِ «بَشّرْ رَكِيبَ السُّعاة بِقِطْع مِنْ جَهَنَّمَ مِثْل قُور حِسْمَي» الرَّكِيبُ- بوَزن القَتِيل- الرَّاكب، كالضَّريب والصَّريم، للضَّارِب والصَّارم. وَفُلَانٌ رَكِيبُ فُلان، لِلَّذِي يَرْكَب مَعَهُ، وَالْمُرَادُ برَكِيب السُّعاة مَنْ يَرْكَب عُمَّال الزَّكَاةِ بالرَّفع عَلَيْهِمْ ويَسْتَخِينهم ويكْتُب عَلَيْهِمْ أَكْثَرَ ممَّا قَبَضُوا، ويَنْسُب إِلَيْهِمُ الظُّلم فِي الأخذْ. وَيَجُوزُ أَنْ يُراد مَنْ يَرْكَبُ مِنْهُمُ النَّاسَ بالغَشْم والظُّلم، أَوْ مَن يَصْحب عُمَّال الجَور. يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْوَعِيدَ لِمَنْ صَحِبَهُمْ، فَمَا الظَّن بالعُمَّال أنْفُسِهم! (س) وَفِي حَدِيثِ السَّاعَةِ «لَو نَتَج رَجُلٌ مُهْراً لَه لَمْ يُرْكِبْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» يُقَالُ أَرْكَبَ المُهْرُ يُرْكِبُ فَهُوَ مُرْكِبٌ بِكَسْرِ الْكَافِ، إِذَا حَانَ لَهُ أَنْ يُرْكَب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حُذيفة «إنَّما تَهْلِكون إِذَا صرْتُم تَمْشون الرَّكَبَاتِ كأنَّكم يَعَاقِيبُ حَجَلٍ» الرَّكْبَةُ: الْمَرَّةُ مِنَ الرُّكوب، وجَمْعها رَكَبَاتٌ بِالتَّحْرِيكِ، وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمر هُوَ حَالٌ مِنْ فاعل تَمْشون، والرَّكَبات وَاقع مَوْقع ذلك الفعل مُسْتَغْنًى بِهِ عَنْهُ. وَالتَّقْدِيرُ: تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكبَات، مِثْلَ قَوْلِهِمْ أرْسَلها العِرَاك: أَيْ أَرْسَلَهَا تَعْتَرك العِرَاك. والمعنى تَمْشون رَاكِبين رؤسكم هَائِمِينَ مُسْترسِلين فِيمَا لَا يَنْبَغي لَكُمْ، كَأَنَّكُمْ فِي تَسَرُّعكم إِلَيْهِ ذُكُورُ الحجَل فِي سُرْعَتها وتهَافتها، حَتَّى إِنَّهَا إِذَا رَأَتِ الأنْثَى مَعَ الصَّائِدِ ألقَت أنْفُسها عَلَيْهَا حَتَّى تَسْقُط فِي يَدِه.
هَكَذَا شَرَحَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: مَعْنَاهُ أنكم تَرْكَبون رؤسكم فِي الْبَاطِلِ. والرَّكَبَاتُ: جَمْع رَكَبَةٍ، يَعْنِي بِالتَّحْرِيكِ، وهُم أقَلُّ مِنَ الرَّكْب. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَرَادَ تَمْضُون عَلَى وُجُوهِكُمْ مِنْ غَيْرِ تَثَبُّت يَرْكَب بعضُكم بَعْضًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «فَإِذَا عُمَر قَدْ رَكِبَنِي» أَيْ تَبِعَني وَجَاءَ عَلَى أثَرِي؛ لأنَّ الرَّاكِبَ يَسِير بسَيْر المَرْكوب. يُقَالُ رَكِبْتُ أثرَه وطَرِيقَه إِذَا تَبِعْتَه مُلْتِحقاً بِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ مَعَ الصِّدِّيقِ «ثُمَّ رَكَبْتُ أنْفَه بِرُكْبَتِي» يُقَالُ رَكَبْتُهُ أَرْكُبُهُ بِالضَّمِّ: إِذَا ضرَبته بِرُكْبَتِك.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرين «أمَا تَعْرِف الأزْدَ ورَكْبَهَا؟ اتَّقِ الْأَزْدَ لَا يَأْخُذُوكَ فَيَرْكُبُوكَ» أَيْ يَضْرِبُونَكَ بِرُكَبهم، وَكَانَ هَذَا مَعْرُوفًا فِي الأزْد.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ المُهَلَّب ابْنَ أَبِي صُفْرة دَعَا بمُعاوِية بْنِ عَمْروٍ وجعَل يَرْكُبُهُ برجْله، فَقَالَ:
أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، أَعْفِنِي مِنْ أُمِّ كَيْسَانَ» وَهِيَ كُنْيَةُ الرُّكْبَةِ بِلُغَةِ الْأَزْدِ.
(س) وَفِيهِ ذِكر «ثَنِيَّة رَكُوبَة» وَهِيَ ثَنِيَّة مَعْرُوفَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عِنْدَ العَرْج، سَلكها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَبَيْتٌ بِرُكْبَةٍ أحَبُّ إليَّ مِن عَشْرة أَبْيَاتٍ بِالشَّامِ» رُكْبَة: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ بيْن غَمْرة وَذَاتِ عِرْق. قَالَ مَالِكُ بْنُ أنَس: يُريد لِطُول الْأَعْمَارِ والبَقاء، ولشِدَّة الوَباء بالشَّام. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.