Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تشرب

مُوَيْسِلٌ

مُوَيْسِلٌ:
بالضم ثم الفتح، تصغير ماسل، وقد تقدّم:
ماء في بلاد طيّء، قال واقد بن الغطريف الطائي وكان قد مرض فحمي الماء واللبن، وقال أبو محمد الأسود هذا الشعر لزيادة بن بجدل الطريفي الطائي:
يقولون لا تشرب نسيئا فإنه، ... إذا كنت محموما، عليك وخيم
لئن لبن المعزى بماء مويسل ... بغاني داء إنني لسقيم
وقائلة: لا تبعدنّ ابن بجدل إذا ضاق همّ أو ألمّ خصيم وأقصى مداك العمر والموت دونه، وليس بمعقود عليك تميم
وقال أعرابيّ آخر:
ألم ترَ أنَّ الريح، بين مُوَيْل ... وجاوا، إذا هبّت عليك تطيب؟
بلاد لبست اللهو فيها مع الصّبا ... لها في فؤادي، ما حييت، نصيب

قَفْصَةُ

قَفْصَةُ:
بالفتح ثم السكون، وصاد مهملة، القفص:
الوثب، والقفص: النشاط، هذا عربي، وأما قفصة اسم البلد فهو عجميّ: وهي بلدة صغيرة في طرف إفريقية من ناحية المغرب من عمل الزاب الكبير بالجريد بينها وبين القيروان ثلاثة أيام مختطة في أرض سبخة لا تنبت إلا الأشنان والشيح، يشتمل سورها على ينبوعين للماء أحدهما يسمى الطرميذ والآخر الماء الكبير وخارجها عينان أخريان إحداهما تسمى المطوية والأخرى بيّش وعلى هذه العين عدة بساتين ذوات نخل وزيتون وتين وعنب وتفاح، وهي أكثر بلاد إفريقية فستقا ومنها يحمل إلى جميع نواحي إفريقية والأندلس وسجلماسة، وبها تمر مثل بيض الحمام، وتمير القيروان بأنواع الفواكه، قال:
وقد قسم ذلك الماء على البساتين بمكيال توزن به
مقادير شربها معمولة بحكمة لا يدركها الناظر، لا يفضل الماء عنها، ولا يعوزها تشرب في كل خمسة عشر يوما شربا، وحولها أكثر من مائتي قصر عامرة آهلة تطّرد حواليها المياه تعرف بقصور قفصة، ومن قصور قفصة مدينة طرّاق، وهي مدينة حصينة أجنادها أربابها، لها سور من لبن عال جدّا طول اللبنة عشرة أشبار خرّبه يوسف بن عبد المؤمن حتى الحقه بالأرض لأن أهلها عصوا عليه مرارا، ومنها إلى توزر، مدينة أخرى، يوم ونصف، وقال ابن حوقل: قفصة مدينة حسنة ذات سور ونهر أطيب من ماء قسطيلية وهي تصاقب من جهة إقليم قمودة مدينة قاصرة، قال: وأهلها وأهل قسطيلية والحمة ونفطة وسماطة شراة متمردون عن طاعة السلطان، وينسب إلى قفصة جميل بن طارق الإفريقي، يروي عن سحنون بن سعيد.

القَضِيبُ

القَضِيبُ:
بلفظ القضيب من الشجر: واد في أرض تهامة، قال بعضهم:
ففرّعنا ومال بنا قضيب أي علونا، وجاء قضيب في حديث الطفيل بن عمرو الدّوسي: ويوم قضيب كان بين الحارث وكندة، وفي هذا الوادي أسر الأشعث بن قيس، وفيه جرى المثل: سال قضيب بماء أو حديد، وكان من خبره:
أن المنذر بن امرئ القيس تزوّج هند بنت آكل المرار فولدت له أولادا منهم عمرو بن هند الملك، ثم تزوج أختها أمامة فولدت ابنا سماه عمرا، فلما مات المنذر ملك بعده ابنه عمرو بن هند وقسم لبني أمه مملكته ولم يعط ابن أمامة شيئا، فقصد ملكا من ملوك حمير ليأخذ له بحقه فأرسل معه مرادا، فلما كانوا ببعض الطريق تآمروا وقالوا: ما لنا نذهب ونلقي أنفسنا للهلكة، وكان مقدم مراد المكشوح ونزلوا بواد يقال له قضيب من أرض قيس عيلان فثار المكشوح ومن معه بعمرو بن أمامة وهو لا يشعر، فقالت له زوجته: يا عمرو أتيت أتيت، سال قضيب بماء أو حديد، فذهبت مثلا، وكان عمرو في تلك الليلة قد أعرس بجارية من مراد، فقال عمرو: غيري نفّري أي أنك قلت ما قلت لتنفريني به، فذهبت مثلا، وخرج إليهم فقاتلهم فقتلوه وانصرفوا عنه، فقال طرفة يرثيه ويحرض عمرا على الأخذ بثأره:
أعمرو بن هند ما ترى رأي معشر ... أماتوا أبا حسّان جارا مجاورا
فإن مرادا قد أصابوا حريمه ... جهارا وأضحى جمعهم لك واترا
ألا إنّ خير الناس حيّا وهالكا ... ببطن قضيب عارفا ومناكرا
تقسّم فيهم ماله وقطينه ... قياما عليهم بالمآلي حواسرا
ولا يمنعنك بعدهم أن تنالهم، ... وكلّف معدّا بعدهم والأباعرا
ولا تشربــنّ الخمر إن لم تزرهم ... جماهير خيل يتّبعن جماهرا

القُصَيْبَةُ

القُصَيْبَةُ:
تصغير القصبة، وهو اسم لمدينة الكورة، ويقال: كورة كذا قصبتها فلانة، يعني أنها أشهر مدينة بها، والقصبة: واحدة القصب مشهورة، والقصيبة: من أرض اليمامة لتيم وعديّ وعكل وثور بني عبد مناة بن أدّ بن طابخة، والقصيبة: بين المدينة وخيبر وهو واد يزهو أسفل وادي الدّوم وما قارب ذلك. وقصيبة العجّاج: أظنها من نواحي اليمامة أقطعه إياها عبد الملك، ويوم القصيبة: لعمرو ابن هند على بني تميم وهو يوم أوارة، قال الأعشى:
وتكون في السلف الموا ... زي منقرا وبني زرارة
أبناء قوم قتّلوا ... يوم القصيبة من أواره
وقال ابن أبي حفصة: القصيبة من أرض اليمامة لبني امرئ القيس، والقصيبة في قول الراعي قال يهجو الأخطل:
فلن تشربــي إلا بريق، ولن تري سواما وحسّا بالقصيبة والبشر قال ثعلب: القصيبة أرض ثم الكواثل ثم حوله جبل ثم الرقة وهذه هي التي قرب خيبر، وقالت وجيهة بنت أوس الضبية:
وعاذلة هبّت بليل تلومني ... على الشوق لم تمح الصبابة من قلبي
فما لي، إن أحببت أرض عشيرتي ... وأحببت طرفاء القصيبة، من ذنب
فلو أن ريحا بلّغت وحي مرسل ... خفيّا لناجيت الجنوب على النّقب
وقلت لها: أدّي إليها تحيّتي، ... ولا تخلطيها، طال سعدك، بالتّرب
فإني إذا هبّت شمالا سألتها: ... هل ازداد صدّاح النميرة من قرب؟

القَسُومِيَّات

القَسُومِيَّات:
بالفتح، قال صاحب العين: الأقاسيم الحظوظ المقسومة بين العباد، الواحدة أقسومة، فإن كان مشتقّا فإن الكلمة لما طالت أسقطت ألفها لتخفّف عليهم، وهو قال: القسوميات عادلة عن طريق فلج ذات اليمين وهي ثمد فيها ركايا كثيرة، والثمد: ركايا تملأ فــتشرب مشاشتها من الماء ثم تردّه، قال زهير:
فعرّسوا ساعة في كثب أسنمة، ... ومنهم بالقسوميات معترك

قُرْيانُ

قُرْيانُ:
موضع في ديار بني جعدة من بني عامر، قال مالك بن الصمصامة الجعدي:
إذا شئت فاقرنّي إلى جنب غيهب ... أجبّ، ونضوى للقلوص نجيب
فما الأسر بعد الحلق شرّ بقية ... من الصدّ والهجران، وهي قريب
ألا أيها الساقي الذي بلّ دلوه ... بقريان يسقي هل عليك رقيب؟
إذا أنت لم تشرب بقريان شربة ... وجايئة الجدران ظلت تلوب
أحبّ هبوط الواديين، وإنني ... لمستهتر بالواديين غريب
أحقّا، عباد الله، أن لست والجا ... ولا خارجا إلا عليّ رقيب
ولا زائرا فردا ولا في جماعة ... من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحنّ نجيبة ... إلى إلفها أو أن يحنّ عزيب؟

الفَيُّوم

الفَيُّوم:
بالفتح، وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة، وميم:
وهي في موضعين أحدهما بمصر والآخر موضع قريب من هيت بالعراق، فأما التي بمصر فهي ولاية غربية بينها وبين الفسطاط أربعة أيام بينهما مفازة لا ماء بها ولا مرعى مسيرة يومين وهي في منخفض الأرض كالدارة، ويقال إن النيل أعلى منها وإن يوسف الصديق، عليه السّلام، لما ولي مصر ورأى ما لقي أهلها في تلك السنين المقحطة اقتضت فكرته أن حفر نهرا عظيما حتى ساقه إلى الفيّوم وهو دون محمل المراكب وبتشطّط علوّه وانخفاض أرض الفيوم على جميع مزارعها تشرب قراه مع نقصان النيل ثم يتفرّق في نواحي الفيوم على جميع مزارعها لكل موضع شرب معلوم، وذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا هشام بن إسحاق أن يوسف لما ولي مصر عظمت منزلته من فرعون وجازت سنّه مائة سنة، قالت وزراء الملك: إن يوسف ذهب علمه وتغيّر عقله ونفدت حكمته فعنّفهم فرعون وردّ عليهم مقالتهم وأساء اللفظ لهم فكفّوا ثم عاودوه بذلك القول بعد سنين فقال لهم:
هلمّوا ما شئتم من شيء نختبره به، وكانت الفيوم يومئذ تدعى الجوبة وإنما كانت لمصالة ماء الصعيد وفضوله، فاجتمع رأيهم على أن تكون هي المحنة التي يمتحن بها يوسف، فقالوا لفرعون: سل يوسف أن يصرف ماء الجوبة فيزداد بلد إلى بلدك وخراج إلى خراجك، فدعا يوسف وقال: قد تعلم مكان ابنتي فلانة مني فقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا وإني لم أصب لها إلا الجوبة وذاك أنه بليد قريب
لا يؤتى من ناحية من نواحي مصر إلا من مفازة أو صحراء إلى الآن، قال: والفيوم وسط مصر كمثل مصر في وسط البلاد لأن مصر لا تؤتى من ناحية من نواح إلا من صحراء أو مفازة وقد أقطعتها إياها فلا تتركنّ وجها ولا نظرا إلا وبلغته، فقال يوسف: نعم أيها الملك متى أردت ذلك عملته، قال:
إنّ أحبّه إليّ أعجله، فأوحي إلى يوسف أن تحفر ثلاثة خلج: خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا شرقيّا من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا غربيّا من موضع كذا إلى موضع كذا، فوضع يوسف العمّال فحفر خليج المنهي من أعلى أشمون إلى اللّاهون وأمر الناس أن يحفروا اللّاهون وحفر خليج الفيوم وهو الخليج الشرقي وحفر خليجا بقرية يقال لها تيهمت من قرى الفيوم وهو الخليج الغربي فصبّ في صحراء تيهمت إلى الغرب فلم يبق في الجوبة ماء ثم أدخلها الفعلة تقطع ما كان بها من القصب والطرفاء فأخرجه منها، وكان ذلك في ابتداء جري النيل، وقد صارت الجوبة أرضا نقيّة برّيّة فارتفع ماء النيل فدخل في رأس المنهي فجرى فيه حتى انتهى إلى اللّاهون فقطعه إلى الفيوم فدخل خليجها فسقاها فصارت لجة من النيل، وخرج الملك ووزراؤه إليه وكان هذا في سبعين يوما فلما نظر الملك إليه قال لوزرائه: هذا عمل ألف يوم، فسميت بذلك الفيوم، وأقامت تزرع كما تزرع غوائط مصر ثم بلغ يوسف قول الوزراء له فقال للملك:
إن عندي من الحكمة غير ما رأيت، فقال الملك:
وما هو؟ قال: أنزل الفيوم من كل كورة من كور مصر أهل بيت وآمر كلّ أهل بيت أن يبنوا لأنفسهم قرية فكانت قرى الفيوم على عدد كور مصر فإذا فرغوا من بناء قراهم صيرت لكل قرية من الماء بقدر ما أصيّر لها من الأرض لا يكون في ذلك زيادة عن أرضها ولا نقصان، وأصير لكل قرية شرب زمان لا ينالهم الماء إلا فيه، وأصير مطأطئا للمرتفع ومرتفعا للمطأطئ بأوقات من الساعات في الليل والنهار، وأصير لها قبضين فلا يقصر بأحد دون قدره ولا يزداد فوق قدره، فقال فرعون: هذا من ملكوت السماء؟ قال: نعم، فأمر يوسف ببنيان القرى وحدّ لها حدودا وكانت أول قرية عمّرت بالفيوم يقال لها شنانة، وفي نسخة شانة، كانت تنزلها ابنة فرعون، ثم أمر بحفر الخليج وبنيان القناطر، فلما فرغ من ذلك استقبلوا وزن الأرض ووزن الماء ومن يومئذ وجدت الهندسة ولم يكن الناس يعرفونها قبل ذلك، وقال ابن زولاق: مدينة الفيوم بناها يوسف الصديق بوحي فدبّرها وجعلها ثلاثمائة وستين قرية يجيء منها في كل يوم ألف دينار، وفيها أنهار عدد أنهار البصرة، وكان فرعون يوسف وهو الرّيّان بن الوليد أحضر يوسف من السجن واستخلصه لنفسه وحمله وخلع عليه وضرب له بالطبل وأشاع أن يوسف خليفة الملك فقام له في الأمر كله ثم سعي به بعد أربعين سنة فقالوا قد خرف فامتحنه بإنشاء الفيوم فأنشأها بالوحي فعظم شأن يوسف وكان يجلس على سرير فقال له الملك: اجعل سريرك دون سريري بأربع أصابع، ففعل، وحدّثني أحمد بن محمد بن طرخان الكاتب قال: عقدت الفيوم لكافور في سنة 355 ستمائة ألف وعشرين ألف دينار، وفي الفيوم من المباح الذي يعيش به أهل التعفف ما لا يضبط ولا يحاط بعلمه، وقيل: إن عرضه سبعون ذراعا، وقيل:
بني بالفيوم ثلاثمائة وستون قرية وقدّر أن كل قرية تكفي أهل مصر يوما واحدا، وعمل على أن مصر إذا لم يزد النيل اكتفى أهلها بما يحصل من زراعتها،
وأتقن ذلك وأحكمه وجرى الأمر عليه مدة أيامه وزرعت بعده النخيل والبساتين فصارت أكثر ولايتها كالحديقة، ثم بعد تطاول السنين وإخلاق الجدّة تغيرت تلك القوانين باختلاف الولاة المتملكين فهي اليوم على العشر مما كانت عليه فيما بلغني، وقيل: إن مروان ابن محمد بن مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية قتل ببعض نواحيها، وقال أعرابيّ في فيوم العراق:
عجبت لعطّار أتانا يسومنا ... بدسكرة الفيوم دهن البنفسج
فويحك يا عطار! هلّا أتيتنا ... بضغث خزامى أو بخوصة عرفج
كأنّ هذا الأعرابي أنكر على العطار أن جاءه بما هو موجود بالفيوم وسأله أن يأتيه بما ألفه في صحاريه.

سَحْنَةُ

سَحْنَةُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه ثمّ نون، بلفظ السحنة التي هي لون البشرة ونعمتها، قال الحازمي:
موضع بين بغداد وهمذان، وقال نصر: سحنة بلد بالقرب من همذان، قال ابن الكلبي: كانت عجلة وسحنة امرأتين بنتي عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة ابن الحارث بن مالك بن سعود بن عمم بن نمارة، وأظنها أنا قرب الأنبار لأن ابن الكلبي قال: وأهل الأنبار يقولون سيحنة، قال: وكانتا تشربــان اللبن بها.
سُحُولُ:
بضم أوّله، وآخره لام، قال الليث:
السّحيل، والجمع السّحل، ثوب لا يبرم غزله أي لا يفتل طاقين، يقال: سحلوه أي لم يفتلوا سداه، وسحول: قبيلة من اليمن، وهو السحول بن سوادة ابن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبإ: قرية من قرى اليمن يحمل منها ثياب قطن بيض تدعى السحولية، قال طرفة بن العبد:
وبالسّفح آيات كأنّ رسومها ... يمان وشته ريدة وسحول
ريدة وسحول: قريتان، أراد وشته أهل ريدة وسحول فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

غُبَيْب

غُبَيْب:
لفظ تصغير الغبب الكائن في العنق للبقر وغيره، وتصغير الغبّ وهو أن تشرب الإبل يوما وتترك يوما، وغبّ اللحم إذا أنتن، فان كان منه فهو تصغير الترخيم لأن اللحم غاب، وغبيب: ناحية باليمامة لها ذكر في شعرهم.

عَيْنُ سُلْوَانَ

عَيْنُ سُلْوَانَ:
يقال: سلوت عنه أسلو سلوّا وسلوانا، وكان نصر بن أبي نصير يعرض على الأصمعي بالرّيّ فجاء على قول الشاعر:
لو أشرب السّلوان ما سلوت
فقال لنصر: ما السلوان؟ فقال: يقال إنها خرزة تسحق وتشرب بماء فتورث شاربها سلوة، فقال:
اسكت لا يسخر منك هؤلاء إنما السلوان مصدر قولك سلوت أسلو سلوانا، فقال: لو أشرب السلوان أي السّلوّ ما سلوت، قال أبو عبد الله البشاري المقدسي: سلوان محلة في ربض مدينة بيت المقدس تحتها عين عذبة تسقي جنانا عظيمة وقفها عثمان بن عفان، رضي الله عنه، على ضعفاء البلد، تحتها بئر أيوب، ويزعمون أن ماء زمزم يزور ماء هذه العين ليلة عرفة، قال عبيد الله الفقير: ليس من هذا الوصف اليوم شيء لأن عين سلوان محلة في وادي جهنم في ظاهر البيت المقدس لا عمارة عندها البتة إلا أن يكون مسجدا أو ما يشابهه وليس هناك جنان ولا ربض، ولعل هذا كان قديما، والله أعلم.

العَجُولُ

العَجُولُ:
بالفتح، واللام في آخره، مأخوذ من العجلة ضدّ البطء: وهي بئر حفرها قصيّ بن كلاب قبل خمّ، وقيل: حفر قصيّ ركيّة فوسّعها في دار أمّ هانئ بنت أبي طالب اليوم بمكة فسمّاها العجول، فلم تزل قائمة في حياته فوقع فيها رجل من
بني جعيل، وفي كتاب أحمد بن جابر البلاذري:
كانت قريش قبل قصيّ تشرب من بئر حفرها لؤيّ ابن غالب خارج مكة ومن حياض ومصانع على رؤوس الجبال ومن بئر حفرها مرّة بن كعب مما يلي عرفة فحفر قصيّ بئرا سماها العجول، وهي أقرب بئر حفرتها قريش بمكة، وفيها قال رجل من الحاجّ:
نروى على العجول ثم ننطلق ... إنّ قصيّا قد وفى وقد صدق
بالشّبع للحاج وريّ منطبق

عُبَبٌ

عُبَبٌ:
بوزن زفر، وآخره باء موحدة أيضا، وهو عبب الثعلب وشجرة يقال لها الراء، ومن قال عنب الثعلب فقد أخطأ، روى ذلك ابن حبيب عن ابن الأعرابي وقد قال: عنب الثعلب، الأصمعي:
وذو عبب واد، قال ابن السكيت: العبب شجيرة تشرب من الحمّى ولها ثميرة ورديّة وهي مربعة، وقال: ذو عبب واد، قال كثيّر:
طرب الفؤاد فهاج لي ددني ... لما حدون ثواني الظّعن
والعيس، أنّى في توجّهها ... شاما، وهنّ سواكن اليمن
ثم اندفعن ببطن ذي عبب ... ونكأن قرح فؤادي الضّمن

صَيْدُوح

صَيْدُوح:
بالفتح ثمّ السكون، ودال مهملة، وواو ساكنة، وحاء مهملة، قال ابن شميل: الصّدح والصّيدح لون أشدّ حمرة من العنّاب حتى يضرب إلى سواد، وقيل: الصّدحان آكام صغار صلاب الحجارة، واحدها صدح، وصدح الديك: صاح، وصيدوح: قرية بشرقي المدينة تشرب من شراج الحرّة، والشراج: مجاري المياه من الحرار إلى السهل، واحدها شرج.

الصُّغْدُ

الصُّغْدُ:
بالضم ثمّ السكون، وآخره دال مهملة، وقد يقال بالسين مكان الصاد: وهي كورة عجيبة قصبتها سمرقند، وقيل: هما صغدان صغد سمرقند وصغد بخارى، وقيل: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند ونهر الأبلّة وشعب بوّان، وهي قرى متصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى لا تبين القرية حتى تأتيها لالتحاف الأشجار بها، وهي من أطيب أرض الله، كثيرة الأشجار غزيرة الأنهار متجاوبة الأطيار، وقال الجيهاني في كتابه: الصغد كصورة إنسان رأسه بنجيكت ورجلاه كشانية وظهره وفر وبطنه كبوكث ويداه ما يمرغ وبزماخر، وجعل مساحته ستة وثلاثين فرسخا في ستة وأربعين، وقال: منبرها الأجلّ سمرقند ثمّ كش ثمّ نسف ثمّ كشانية، وقال غيره: قصبة الصغد إشتيخن، وفضّلها على سمرقند، وبعضهم يجعل بخارى أيضا من الصغد، وقال: إن النهر من أصله إلى بخارى يسمى الصغد، ولا يصحّ هذا، والصغد في الأصل اسم للوادي والنهر الذي تشرب منه هذه النواحي، قالوا: وهذا الوادي مبدؤه من جبال البتّم في بلاد الترك يمتد على ظهر الصغانيان وله مجمع ماء يقال له وي مثل البحيرة حواليها قرى وتعرف الناحية ببرغر فينصبّ منها بين جبال حتى يتصل بأرض بنجيكت ثمّ ينتهي إلى مكان يعرف بورغسر، وبه رأس السّكر ومنه تتشعّب أنهار سمرقند ورساتيق يتصل بها من عرى الوادي من جانب سمرقند، وقد فضل الإصطخري الصغد على الغوطة والأبلّة والشعب قال: لأن الغوطة التي هي أنزه الجميع إذا كنت بدمشق ترى بعينيك على فرسخ أو أقل جبالا قرعا عن النبات والشجر وأمكنة خالية عن العمارة والخضرة، وأكمل النزه ما ملأ البصر ومد الأفق، وأمّا نهر الأبلّة فليس بها ولا بنواحيها مكان يستطرف النظر منه وليس بها مكان عال فلا يدرك البصر أكثر من فرسخ
ولا يستوي المكان المستتر الذي لا يرى منه إلّا مقدار ما يرى ومكان ليس بالمستتر ولا بالنزه، ولم يذكر شعب بوّان، قال: وأما صغد سمرقند فإنّي لا أرى بسمرقند ولا بالصغد مكانا إذا علا الناظر قهندزها أن يقع بصره على جبال خالية من شجر أو خضرة أو غيره وإن كان مزروعا غير أن المزارع في أضعاف خضرة النبات، فصغد سمرقند إذا أنزه البلدان والأماكن المشهورة المذكورة لأنّها من حد بخارى على وادي الصغد يمينا وشمالا يتصل إلى حد البتّم لا ينقطع، ومقداره في المسافة ثمانية أيّام، تشتبك الخضرة والبساتين والرياض وقد حفّت بالأنهار الدائم جريها والحياض في صدور رياضها وميادينها وخضرة الأشجار والزروع ممتدة على حافتي واديها، ومن وراء الخضرة من جانبيها مزارع تكتنفها ومن وراء هذه المزارع مراعي سوامها، وقصورها والقهندزات من كل قرية تلوح في أثناء خضرتها كأنّها ثوب ديباج أخضر وقد طرزت بمجاري مياهها وزينت بتبييض قصورها، وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا وثمارا، وفي عامة مساكن أهلها المياه الجارية والبساتين والحياض قلّ ما تخلو سكة أو دار من نهر جار، وقال أبو يعقوب إسحاق بن حسّان بن قوهي الخرّمي وأصله من الصغد وأقام بمرو وكان صحب عثمان بن خزيم القائد وكان يلي أرمينية فسار خاقان الخزر إلى حربه وعسكر ابن خزيم إزاءه وعقد لأبي يعقوب على الصحابة وأشراف من معه فكرهوا ذلك فقال الخرّمي:
أبالصغد ناس أن تعيرني جمل ... سفاها ومن أخلاق جارتنا الجهل
هم، فاعلموا، أصلي الذي منه منبتي ... على كلّ فرع في التراب له أصل
وما ضرّني أن لم تلدني يحابر، ... ولم تشتمل جرم عليّ ولا عكل
إذا أنت لم تحم القديم بحادث ... من المجد لم ينفعك ما كان من قبل
وقال أيضا:
رسا بالصغد أصل بني أبينا، ... وأفرعنا بمرو الشاهجان
وكم بالصّغد لي من عمّ صدق ... وخال ماجد بالجوزجان
وقد نسب إلى الصغد طائفة كثيرة من أهل العلم، وجعلها الحازمي صغدين: صغد بخارى وصغد سمرقند منهم أيوب بن سليمان بن داود الصغدي، حدّث عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والربيع بن روح ويحيى بن يزيد الخوّاص وغيرهم، وتوفي سنة 274.

سَعْدٌ

سَعْدٌ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه: وهو موضع معروف قريب من المدينة، بينهما ثلاثة أميال، كانت غزاة ذات الرقاع قريبة منه، قال نصر: سعد جبل بالحجاز بينه وبين الكيد ثلاثون ميلا وعنده قصر ومنازل وسوق وماء عذب على جادّة طريق كان يسلك من فيد إلى المدينة، قال: والكديد على ثلاثة أميال من المدينة، قال نصيب:
وهل مثل أيّام بنعف سويقة ... عوائد أيّام كما كنّ بالسّعد؟
تمنّيت أنّا من أولئك والمنى ... على عهد عاد ما نعيد ولا نبدي
ودير سعد: بين بلاد غطفان والشام. وحمّام سعد:
في طريق حاجّ الكوفة. ومسجد سعد: على ستة أميال من الزّبيدية بين القرعاء والمغيثة في طريق حاج الكوفة فيه بركة وبئر رشاؤها خمس وثمانون قامة ماؤها غليظ تشربــه الإبل والمضطر، ينسب إلى سعد ابن أبي وقّاص، قال ابن الكلبي: وكان لمالك وملكان ابني كنانة بساحل جدّة وبتلك الناحية صنم يقال له سعد، وكان صخرة طويلة، فأقبل رجل منهم بإبل له ليقفها عليه يتبرك بذلك فيها، فلمّا أدناها منه نفرت منه فذهبت في كلّ وجه وتفرّقت عنه، فأسف وتناول حجرا فرماه به وقال: لا بارك الله فيك إلها أنفرت عليّ إبلي! ثمّ انصرف عنه وهو يقول:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا، ... فشتتنا سعد فلا نحن من سعد
وهل سعد إلّا سخرة بتنوفة ... من الأرض لا تدعو لغيّ ولا رشد؟

اللفيف من الكاف

بابُ اللَّفِيْف
ما أوَّلُه الكاف كاوَانُ: جَزِيْرَةٌ في بَحْرِ البَصْرَة.
الكَو والكَوَّةُ: مَعْرُوفَتانِ، ويُضَمُّ الكاف. ويُقال: كَوَّيْتُ في البَيْتِ أُكَوّي تَكْوِيَةً. وتَكَوّى: دَخَلَ في مَوْضِع مَضِيْق. ويُقال: كُوَّةٌ وكِوَاءٌ وكِوىً - بالقَصْر -.
وكَوَيْتُ الحِمَارَ أكْويهِ كَيّاً: إذا أحْرَقْتَ جِلْدَه بحَدِيدةٍ مُحْمَاةٍ أو بِنَارٍ. والمِكْوَاةُ: ما يُكْوى بها. وفي المَثَل: " العَيْرُ يَضرِطُ والمِكْوَاة في النار ". والكاوِيَاءُ - بمعنى الحاوِيَاء -: مِيْسَمٌ يُكوى به.
وابنُ الكَوّاء: رَجُلٌ من العَرَب.
وأبو الكَوّاء: من كُناهم.
والكَيْوَانُ: زُحَلٌ.
والكَأكَأةُ: النكوْصُ. وتَكَاكَأَ عَنّا: ارْتَدَعَ. وكاءَ يَكَاءُ كَيْئاً وكَأْواً.
وتَكَأْكَأ القَوْمُ على الشَّيْءِ: ازْدَحَمُوا عليه.
والكَوْكَاةُ: القَصِيْرُ العَرِيضُ من الرِّجال، وتَصْغِيره: كِيَيْكَةٌ.
ورَأيْتُ فلاناً مُكَوْكِياً وقد كَوْكى كوكاةً: وهي الاهْتِزَازُ في المَشْي والسُّرْعَةُ.
ويُقال للبَيْضَةِ: كَيْكَة، وجَمْعُها كِيَاكٌ.
والكَيْءُ - بوَزْنِ الشَّيْءِ -: الرَّجُلُ الجَبَانُ، والكَيْأةُ مِثْلُه وقيل: هو اللَّئيمُ. وقيل: الكَيْءُ: الخَوْفُ والفَرَقُ.
وأكَأْتُه إكاءَةً: أي رَدَدْته. وكاءَ هُوَ.
ويقولون: كاكَ كُنّا نَفْعَلُ: بمعنى كذلك.
وفَعَلَ اللَّهُ به كاوَكا: أي كذا وكذا.
وكَأيِّنْ: بمعنى كَمْ في قَوْله عَزَّ وجل: " وكَأَيِّنْ من قَرْيَةٍ عَتَتْ عن أمْرِ رَبِّها ". ولُغَةٌ أُخرى: كائنْ - على وَزْنِ بائع - وكَأي - على وَزْنِ كَعْيٍ -. ويُقال: بِكائنْ هذا الثوْبُ: أي بِكَمْ. والأصْلُ أيّ دَخَلَتْ عليها كافُ التَّشْبِيه. وقَوْلُهم: كي لا يَفْعَلَ بمعنى كَيْفَ لا يَفْعَلُ.
؟ ما أوَّلُه الألفُ الأَكاكَةُ: الشَّدِيدةُ من شَدَايِد الدَّهْرِ.
وائْتكَّ فلانٌ ائْتِكاكاً شَدِيداً: من أمْرٍ أرْمَضَه.
ويَوْمٌ عَكٌّ وأكٌّ: شَدِيْدُ الحَر مَعَ احْتِبَاس رِيْح. وائْتَكَّ يَوْمُنا ائْتِكاكاً.
ويَوْمٌ مُؤتَكٌّ. ويَوْمٌ ذو أكٍّ وأكَّةٍ. وأكَهُ: رَدَّه.
والأكَّةُ: إقْبَالُكَ بالغَضَب على الإنسان.
ورَمَاه اللَّهُ بالأكَّة: أي بالمَوْت.
وجَعَلْتُ به أكَّتي: أي شِدَتي ووَطْأتي. وأكَّ الرجُلُ: إذا ضَاقَ صَدْرُه.
ووَقَعَ في أكَةٍ: أي ضِيْق وداهِيَةٍ، وائْتَكَّ الرَّجُلُ.
وائْتَكَّتْ رِجْلُه: إذا اصْطَّكتْ ائْتِكاكاً.
والأيْكَةُ: غَيْضَة تُنْبِتُ السِّدْرَ والأرَاكَ. وأيْكَةَ آئكَةٌ: أي مُثْمِرَةٌ.
وبَنُو أكا: قَبِيلة من العَرَب. والأوْكَةُ: الغَضَبُ أيضاً، بمَنْزِلَةِ الأكَّةِ.
وكانَ بينهم أوْكَةٌ: أي شَرٌّ.
والإكَاءُ: لُغَةُ في الوِكاءِ. وفي الحَدِيث: " لا تَشْرَبُــوا إلاّ في ذي إكَاءٍ ".
؟ ما أوَلُه الواو
الوِكَاءُ: رِبَاطُ القِرْبَةِ، والفِعْلُ أوْكى يُوْكي إيْكاءَ. وفي مَثَل: " يَدَاكَ أوْكَتا وفُوْكَ نَفَخ ". وفي الحَدِيث: " العَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ ".
وأوْكَأتُ فلاناً إيْكاءً: إذا نَصَبْتَ له مُتَكَأً. وأتْكَأتُه: حَمَلْته على الاتِّكاء. والتَوَكُؤُ: التَّحَامُلُ على العَصا.
والوَكْوَاكُ: الذي إذا مَشى تَدَحْرَجَ من قِصَرِه وحَرَّكَ اسْتَه.
والوَكْوَاكَةُ من النساء: العَظِيْمَةُ الألْيَتَيْن. والحَمَامَةُ تُوَكْوِكُ وَكْوَكَةً: وهي صَوْتُها. وإذا امْتَلأتِ الناقَةُ شَحْماً وسِمَناً قيل: اسْتَوْكَتْ است
يكاءً.
وفي حَدِيث الزُّبير: أنَه " كان يُوَكي بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ أي يُوْكِي فاه فلا يَتَكلَّم، من أوْكَيْتُ الشَّيْء: إذا شَدَدْتَه.
وأوْكِ يا فُلان: إذا أمَرْتَه بالسكُوت.
وتَوَكأَتِ الناقَةُ والشاةُ تَوَكُؤاً: وهو مِثْلُ التَصَلُّقِ في مَخَاضِها تَقُوْمُ مَرَّةً وتَضْطَجعُ أُخرى.
وقَوْلُهم: وَيْكَأنَّ: معناه ألَمْ تَرَ، وقيل: معناه أوَ لا تَعْلَمُ في قوله عَّزّ وجَلَّ: " وَيْكَأن اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ من عِبَاده ويَقْدِرُ "، وتُخَفَّفُ النُّونُ منه بلُغَةِ حِمْيَرَ ومعناه رَحْمَةً لك.
ما أوَلُه اليَاءُ
يك
يقال للواحِدِ في كلام العرب: يَكٌّ كما تَقُولُه الفُرْسُ، قال رُؤبَةُ: وقُلْتُ إذْ كانَ العَطَاءُ يَكّا

نَقَلَهُ

نَقَلَهُ: حَوَّلَهُ فانْتَقَلَ.
والنُّقْلَةُ، بالضم: الانْتِقَالُ، والنَّميمَةُ، وبالكسرِ: المرأةُ تُتْرَكُ ولا تُخْطَبُ لِكِبَرِها.
والنواقِلُ من الخَراجِ: ما يُنْقَلُ مِنْ قَرْيَةٍ إلى قَرْيَةٍ، وقَبائِلُ تَنْتَقِلُ من قومٍ إلى قومٍ.
وفَرَسٌ مِنْقالٌ ونَقَّالٌ ومُناقِلٌ: سريعُ نَقْلِ القوائم، وإنَّهُ لَذو نَقيلٍ،
وقد ناقَلَ مُناقَلَةً، أو هو بينَ العَدْوِ والخَبَبِ،
والمُنَقِّلَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: الشَّجَّةُ التي تَنَقَّلَ منها فَرَاشُ العِظامِ، أو هي قُشورٌ تكونُ على العَظْمِ دونَ اللحْمِ.
والمَنْقَلَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: السَّفَرُ زِنَةً ومَعْنًى. وكَمَقْعَدٍ: الطريقُ في الجَبَلِ، والخُفُّ الخَلِقُ، وكذا النَّعْلُ،
كالنَّقْلِ، ويكسرُ فيهما ويُحَرَّكُ
ج: أنْقالٌ ونِقالٌ.
والنَّقيلَةُ: رُقْعَةُ النَّعْلِ والخُفِّ، والتي يُرْقَعُ بها خُفُّ البعير إذا حَفِيَ
ج: نَقائِلُ ونَقيلٌ، وقد نَقَلْتُه،
وـ الخُفَّ أو ـ النَّعْلَ: أصْلَحْتُه،
كأَنْقَلْتُه ونَقَّلْتُه،
وـ الثوبَ: رَقَّعْتُه.
والنَّقيلُ: الغَريبُ،
وهي نَقيلَةٌ ونَقيلٌ، والسَّيْلُ يَجيءُ من أرضٍ مَمْطورةٍ إلى غيرها، وضَرْبٌ من السَّيْرِ.
ونَقَلَةُ الوادي، محرَّكةً: صَوْتُ سَيْلِه.
والنَّقْلُ: ما يُتَنَقَّلُ به على الشَّرابِ، وقد يُضَمُّ أو ضَمُّهُ خَطَأٌ، وبالتحريك: مُراجَعَةُ الكلامِ في صَخَبٍ، والريشُ يُنْقَلُ من سهمٍ إلى آخَرَ، والحِجارةُ، وداءٌ في خُفِّ البعيرِ.
والمُناقَلَةُ في المَنْطِقِ: أن تُحَدِّثَهُ ويُحَدِّثَكَ. وككِتابٍ: نِصالٌ عريضةٌ قَصيرةٌ،
الواحدةُ: نَقْلَةٌ، وأن تَشْرَبَ الإِبِلُ عَلَلاً ونَهَلاً بنَفْسِها من غيرِ أحدٍ،
وقد نَقَلْتُها،
ومُناقَلَةُ الأقْداحِ في مَجْلِسِ الشُّرْبِ،
ونَقيلَةُ العَضُدِ كَرَبَلَةِ الفَخِذِ، والحارِثُ بنُ شُرَيْحٍ، وبَسَّامُ بنُ يَزيدَ، وأحمدُ بنُ محمدٍ، والحُسَيْنُ بنُ أبي بكرٍ، والنَّفيسُ بنُ كَرْمٍ النَّقَّالونَ: محدِّثونَ. وناقِلُ بنُ عُبيدٍ: محدِّثٌ.
والمُنْقَلُ في بيتِ الكُمَيتِ:
وصارتْ أباطِحُها كالأَرِينِ ... وسُوِّيَ بالحَفْوَةِ المُنْقَلُ بضم الميم لا بفتحها، كما تَوَهَّمَه الجَوهريُّ:
وهو الذي يَخْصِفُ نَعْلَه بنَقيلَة، أي: سُوِّيَ الحافِي والمُنْتَعِلُ بأَباطِحِ مكةَ. أو الحفْوَةُ: احْتِفاءُ القومِ المَرْعَى،
والمُنْقَلُ: النُّجْعَةُ يَنْتَقِلونَ من المَرْعَى إذا احْتَفَوْه إلى مَرْعًى آخَرَ، يقولُ: اسْتَوَتِ المَراعِي كلُّها.
والناقِلَةُ: ضدُّ القاطِنِين.
وواحدَةُ نَواقِلِ الدَّهْرِ: التي تَنْقُلُ من حالٍ إلى حالٍ.
والأنْقِلاءُ: ضَرْبٌ من التَّمرِ.

عَبث

(عَبث) عَبَثا اتخذ عبيثة وَالشَّيْء بالشَّيْء خلطه

(عَبث) عَبَثا لعب وَعمل مَا لَا فَائِدَة فِيهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أفحسبتم أَنما خَلَقْنَاكُمْ عَبَثا} وَيُقَال عَبث بِهِ الدَّهْر تقلب فَهُوَ عابث وعبيث
عَبث
: (عَبِثَ) بِهِ (كفَرِحَ) عَبَثاً (: لَعِبَ) فَهُوَ عابِثٌ، لاعِبٌ بِمَا لَا يَعْنِيه، وليسَ من بَاله.
والعَبُثُ: أَن تَعْبَثَ بالشَّيْءِ، وَقيل: العَبَثُ: مَا لَا فائِدَةَ فِيهِ يُعْتَدُّ بهَا، أَو مَالا يُقْصَدُ بِهِ فَائِدَة، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّه عَبثَ فِي مَنامِهِ) أَي حَرَّك يَدَيْهِ كالدَّافِعِ أَو الآخِذِ.
(و) عَبَثَ (كَضَرَبَ) يَعْبِثُ عَبْثاً (: خَلَطَ) .
(و) عَبَثَ يَعْبِثُ عَبْثاً (: اتَّخَذَ العَبِيثَةَ، وَهِي أَقِطٌ مُعَالَجٌ) .
قَالَ أَبُو صَاعِدٍ الكِلاَبِيّ: الأَقِط يُفْرَغُ رَطْبُه حينَ يُطْبَخُ على جَافِّهِ، فيُخْلَطُ بهِ، يُقَال:
عَبَثَتِ المَرْأَةُ (أَقِطَهَا) ، إِذا فَرَّغَتْهُ على المُشَرِّ (اليَابِسِ) ليَحْمِلَ يابِسُه رَطْبَه، يُقَال: ابْكُلِي واعْبِثِي، قَالَ رُؤْبَة:
وطَاحَتِ الأَلْبَانُ والعَبَائِثُ
(أَو) العَبِثَةُ (طَعامٌ يُطْبَخُ وَفِيه جَرَادٌ) .
وَعبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: حَفَّفَه فِي الشَّمْسِ، وَقيل: عَبَثَه: خَلَطَه بالسَّمْنِ، وَهِي العَبِيثَةُ والعَبِيثُ.
والعَبِيثَةُ أَيضاً: الأَقِطُ يُدَقُّ مَعَ التَّمْرِ، فتُؤْكَل وتُشْرَبُ.
وَيُقَال: جاءَ بِعَبِيثَةِ فِي وِعَائِه، وَهِي البُرُّ والشَّعِيرُ يُخْلَطانِ مَعاً. (وعَبِيثَةُ النّاسِ: أَخْلاَطُهُم) لَيْسُوا من أَبٍ واحِدٍ، قَالَ:
عَبِيثَةٌ من جُشَمٍ وجَزْمِ
كل ذَلِك مُشْتَقٌّ من العَبْثِ، وَتقول: إِنّ فُلاناً لَفِي عَبِيثَةٍ من النّاسِ ولَوِيثَةٍ من النّاسِ، وهُمُ الّذين لَيْسُوا من أَبٍ واحِدٍ، تَهَبَّشُوا من أَماكِنَ شَتَّى.
(والعِبِّيثُ، كسِكِّينٍ) : الرَّجُلُ (الكَثِيرُ العَبَثِ) .
(و) العَبِيثُ (: كلَطِيفٍ) : المَصْلُ فِي لُغَة، وَهُوَ (رَيْحَانٌ) وَفِي التّكْملة: ضَرْبٌ من الرَّياحِين.
(والعَوْبَثُ) كجَوْهَرٍ (: شِعْبٌ) وَفِي اللِّسَان: موضِعٌ، قَالَ رؤبة:
أَسْرَى وقَتْلَى فِي غُثَاءِ المُغْتَثِي
بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ
(وعَوْبَثانُ بن زَاهِرِ بنِ مُرادِ) بنِ مَذْحِجٍ (: جَد بَدَّاءَ بنِ عامِرٍ) ، ذَكَرَه ابنُ حَبِيب.
وعَوْبَثانُ بنُ مُرَادٍ: أَخو زَاهِر بنِ مُرادٍ هاذا.
(وَهُوَ عَبِيثَةٌ، (أَي) مُؤْتَشَبٌ، فِي نَسَبِه خَلْطٌ) ، كَذَا عَن أَبي عُبَيْدةَ، وَهُوَ مَجاز.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العَبْثَةُ بالتسكين: المَرَّةُ الواحِدَةُ.
وَعَبَثْتُ الأَقِطَ ومِثْتُه ودُفْتُه، وغَبَثْتُه، بالغين، لُغَة فِيهِ.
والعَبِيثَةُ: الغَنَمُ المُخْتَلِطَةُ، يُقَال: مَرَرْنا على غَنَمِ بنِي فُلانٍ عَبِيثَةً واحِدَةً، أَي اخْتَلَطَ بعضُهَا ببعضٍ، وَقَالَ غَيره: وظَلَّتِ الغَنَمُ عَبِيثَةً وَاحِدَةً وَبَكِيلَةً، واحِدَةً، وَهُوَ أَنَّ الغَنَمَ إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرَى دَخَلَتْ فِيهَا، واخْتَلَطَ بعضُها ببعْضٍ، وَهُوَ مَثَلٌ، وأَصْلُه من الأَقِطِ والسَّوِيقِ يُبْكَلُ بالسَّمْنِ فيُؤْكَلُ.
وأَما قَول السَّعْدِيّ:
إِذا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثَانِيُّ ساءَنا
تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا فيُقَال: إِنّ العَوْبَثَانِيّ دَقِيقٌ وسَمْنٌ وتَمْرٌ يُخْلَطُ باللَّبَنه الحَلِيبِ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا البَيْتُ لناشِرَةَ بنِ مالِكٍ، يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ، وَكَانَ المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبَنِ. والخَصِيفُ: اللَّبَنُ الحَلِيبُ يُصَبّ عَلَيْهِ الرّائِبُ، وَسَيذكر فِي خصف إِن شاءَ الله تَعَالَى.

سغغ

[سغغ] سغسغت الشئ في التراب: دسسته فيه. تسغسغ في الارض، أي دخل. قال رؤبة:

إنْ لم يعقنى عائق التسغسغ * يعنى الموت. وسَغْسَغْتُ الطعام: أوسعته دسَماً. وسَغْسَغْتُ رأسي، إذا وضعتَ عليه الدهن بكفك وعصرته ليــتشرب وأصله سغغته بثلاث غينات، إلا أنهم أبدلوا من الغين الواسطي سينا، فرقا بين فعلل وفعل. وإنما زادوا السين دون سائر الحروف لان في الحرف سينا. وكذلك القول في جميع ما أشبهه من المضاعف، مثل لقلق وعثعث وكعكع.
سغغ
سَغْسَغْتُ الشيء في التراب: دَسَسْتُه فيه، وقيل: وقيل: دَحْرَجْتُه فيه. وقال أبو عُبيد: عن أبي زيد: سَغْسَغْتُ الطعام: إذا أوسَعْته دَسماً، وفي الحديث: ثم سَغْسَغها، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ص ع ن ب.
وقال ابن الأعرابي: سَغْسَغَ رأسه وأمْرَغَه: إذا روّاه دُهْناً. وقال غيره: سَغْسَغْت رأسي: إذا وَضعت عليه الدّهن بكفِّك وعصَرْته لِيــتشرَّب.
وأصلُه: سَغَّغْتُه؟ بثلاث غَيْنات -، لاّ أنهم أبدلوا من الغَين الوسطى سيناً فَرْقاً بين فَعْلل وفعَّل، وإنما زادوا السين دون سائر الحروف لأن في الكلمة سيناً، وكذلك القول في جميع ما أشبهه من المُضعَّف مثل: لقلَق وقَلْقَل وعثعث وكعْكع. وقال ابن دريد: السَّغْسَغَة: الاضطراب، يقال منه: سَغْسَغْت الشيء: إذا حرّكته من موضعه كالوتد وما أشبهه، قال: وتَسَغْسَت ثَنيّته: إذا تحركت. وقال ابن فارس: ممكن أن يكون من باب الإبدال ومن الباب الذي قبله؛ يعني تركيب س ع ع.
وقال غيره: التَّسَغْسُغُ: الدخول في الأرض، قال رؤبة:
إليك أرْجُو من جَدَاكَ الأسْوَغِ ... إنْ لم يَعُقْني عائقُ التَّسَغْسُغِ
في الأرضِ فارْقُبني وعَجْمَ المُضَّغِ
أي: فارْقُب عجْم من يمضغونني عندك؛ أي يعيبني، أي انظُر لإليّ ولى الذين يمضغُونني عندك كيف حالي وحالهم.
وقال ابن عبّاد: تَسَغْسغ إليه في الشجر حتى دخل إليه: أي تخلَّل.
والتركيب يدل على دجِّ الشيء في الشيء باضطراب وحركة.
سغغ
{سَغَسَغَ الشَّيءَ} سَغْسَغَةً: حَرَّكَهُ منْ مَوْضِعِهِ، كالوَتدِ ونَحْوه، نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ.
(و) {سَغْسَغَهُ فِي التُّرَابِ: دَسَّهُ فيهِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ أَو دَحْرَجَهُ فيهِ.
وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي زيْدٍ:} سَغْسَغَ الطَّعَامَ: إِذا أوْسَعَهُ دَسَماً، وَقد حُكِيتْ بالصادِ، ومنْهُ حديثُ واثِلَةَ: وصَنَعَ ثَرِيدَةً ثمَّ {سَغْسَغَهَا بالسِّينِ والغَيْنِ، أَي: رَوّاهَا بالدُّهْنِ والسَّمْنِ، ويُرْوَى بالشِّينِ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ:} سَغْسَغ رَأْسَهُ {سَغْسَغَةً: رَوّاهُ دُهْناً، وقالَ غَيْرُه: وضَعَ عليهِ الدُّهْنَ بكَفّيِه، وعَصَرَه ليُــتَشَرَّبَ، وقيلَ: سَغْسَغَ الدُّهْنَ فِي رَأْسِه: أدْخَلَهُ تَحْتَ شعْرِهِ.
قالَ اللَّيْثُ: وأصْلُ} سَغْسَغْتُه! سَغَّغْتُه، بثلاثِ غَيْنَاتٍ، إِلَّا أنَّهُمْ أبْدَلُوا من الغَيْنِ الوُسْطَى سِيناً، فَرْقاً بينَ فَعْللَ وفَعَّلَ، وإنَّمَا أرادُوا السِّينَ دُونَ سائِرِ الحُرُوفِ، لأنَّ فِي الكَلِمَةِ سِيناً، وكذلكَ القَوْلُ فِي جَمِيعِ مَا أشْبَهَهُ منَ المُضَعَّفِ، مِثْل: لَقْلَقَ، وقَلْقَلَ وعَثْعَث، وكَعْكَعَ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {تَسَغْسَغَتْ ثَنِيَّتُه: إِذا تَحَرَّكَتْ، وقالَ ابنُ فَارِسٍ: مُمكِنٌ أنْ يَكُونَ منْ بابِ الإبْدَالِ ومنَ البابِ الّذِي قَبْلَهُ، يَعْنِي ترْكِيبَ سعع (و) } تَسَغْسَغَ فِي الأرْضِ: أوْغلَ فِيهَا، وأنشدَ اللَّيثُ لرُؤْبَة: إليكَ أرْجُو منْ جَدَاكَ الأسْوَغِ إنْ لمْ يَعُقْنِي عائِقُ {التَّسَغْسُغِ وَفِي المُحِيطِ:} تَسَغْسَغَ إليْهِ فِي الشَّجَرِ حَتَّى دَخَلَ إليْهِ، أَي: تَخَلَّلَ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: {السَّغْسَغَةُ: الاضْطِرابُ عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.
} والسِّغْسَاغُ، بالكَسْرِ: {السَّغْسَغَةُ، وَهُوَ إرْواءُ الرَّأْسِ بالدُّهْنِ.
} وسَغْسَغَتْ ثَنِيَّتُهْ، {كتَسَغْسَغَتْ.
} وتَسَغْسَغَ منَ الأمْرِ: تَخَلَّصَ منْهُ.
! والتَّسَغْسُغُ: كنايَةٌ عنِ المَوْتِ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ أيْضاً.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.