Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تبوك

السَّرْغُ

السَّرْغُ: قَضيبُ الكَرْمِ، ج: سُرُوغٌ،
وبلا لامٍ: ع قُرْبَ الشامِ بينَ المُغِيثَةِ وتَبُوكَ.
وسَرْغَى مَرْطَى، كسَكْرى: ة بالجَزيرَةِ دِيارُ مُضَرَ. وكفَرِحَ: أكَلَ القُطُوفَ من العِنَبِ بأُصُولِها.

عَسَرَ

عَسَرَ
الجذر: ع س ر

مثال: عَسَرَ عليَّ الأمرُ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأن الفعل لم يرد بهذا الضبط في المعاجم لهذا المعنى.
المعنى: صَعُبَ واشتدَّ

الصواب والرتبة: -عَسُرَ عليَّ الأمْرُ [فصيحة]-عَسِرَ عليَّ الأمْرُ [فصيحة]
التعليق: جاء في التاج: «وقد عَسِر الأمرُ، كفَرِح .. ، وعَسُر ككَرُم» فالفعل يأتي من بابي فَرِح وكَرُم.
(عَسَرَ)
فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «أَنَّهُ جَهَّز جَيْشَ العُسْرَة» هُوَ جَيشُ غَزْوة تَبُوك، سُمِّي بِهَا لِأَنَّهُ ندَب النَّاسَ إِلَى الغَزْو فِي شِدَّة القَيظِ، وَكَانَ وقْتُ إِينَاعِ الثمرَةِ وطِيب الظِّلال، فَعَسُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وشَقَّ. والعُسْر: ضدُّ اليُسر، وَهُوَ الضِّيقُ والشِّدة والصُّعُوبةُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبيدة وَهُوَ محْصور: مَهْما تَنْزِلْ بامْرِئٍ شَديدةٌ يَجْعَلِ اللَّهُ بَعْدَهَا فَرَجًا، فَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِب عُسْرٌ يُسْرَين» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «أنَّه لمَّا قَرَأَ: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً»
قَالَ:
لنْ يَغْلب عُسْرٌ يُسْرَين» قَالَ الخطَّابي: قيل: معناه أن العُسْر بين يسيرين إِمَّا فرَجٌ عاجلٌ فِي الدُّنيا، وإمَّا ثوابٌ آجِلٌ فِي الْآخِرَةِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّ العُسْر الثَّانِيَ هُوَ الْأَوَّلُ لِأَنَّهُ ذكَره مُعَرَّفا بِاللَّامِ، وذكَر اليُسْرين نَكِرَتين، فَكَانَا اثْنَين، تقولُ: كسَبْتُ درْهما ثُمَّ أنْفَقت الدِّرهم، فَالثَّانِي هُوَ الأوَّلُ المكتسب. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «يعتَسِرُ الوالدُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ» أَيْ يأخُذه مِنْهُ وَهُوَ كارهٌ، مِنَ الاعْتِسَار:
وَهُوَ الافْترَاس والقَهْرُ. ويُرْوى بِالصَّادِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ سَالِمٍ «إنَّا لنَرتَمي فِي الجبَّانَة وَفِينَا قَوْمٌ عُسْرَانٌ يَنْزِعُون نَزْعاً شَدِيداً» العُسْرَان: جمعُ الأَعْسَر، وَهُوَ الَّذِي يَعْمَل بيَدِه اليُسْرَى، كأسْوَد وسُودَان.
يُقَالُ: لَيْسَ شيءٌ أشدَّ رَمْيا مِنَ الأَعْسَر.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِي «أَنَّهُ كَانَ يَدَّعِم عَلَى عَسْرَائِه» العَسْرَاء: تأنيثُ الأَعْسَر:
أَيِ اليَد العَسْرَاء. وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ أَعْسَر.
(س) وَفِيهِ ذِكْر «العَسِير» وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ السِّينِ: بئرٌ بِالْمَدِينَةِ كَانَتْ لِأَبِي أمَيَّة المخْزُومي، سمَّاها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَسيرة.

العُسْرُ

العُسْرُ، بالضم وبضمتينِ وبالتحريكِ: ضِدُّ اليُسْرِ،
كالمَعْسُورِ.
والعُسْرَةُ والمَعْسَرَةُ والمَعْسُرَةُ والعُسْرَى: خِلافُ المَيْسَرَةِ، عسِرَ، كفَرِحَ، فهو عَسِرٌ، وعَسُرَ، ككَرُمَ، عُسْراً وعَسارَةً، فهو عَسِيْرٌ.
ويومٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ وأعْسَرُ: شَديدٌ، أو شُؤمٌ.
وحاجةٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ: مُتَعَسِّرَةٌ.
وتَعَسَّرَ عليَّ الأمرُ وتَعاسَرَ واسْتَعْسَرَ: اشْتَدَّ والْتَوَى.
وأعْسَرَ: افْتَقَرَ.
واسْتَعْسَرَهُ: طَلَبَ مَعْسُورَهُ.
وعَسَرَ الغريمَ يَعْسُرُهُ ويَعْسِرُهُ: طَلَبَ مِنه على عُسْرَةٍ، كأعْسَرَهُ.
وعَسِرٌ، بَيِّنُ العَسَرِ، محركةً: شَكِسٌ، وقد عاسَرَهُ.
وأعْسَرَتْ: عَسُرَ عليها وِلادُها.
وعَسَرَ الزمانُ: اشْتَدَّ،
وـ ما في البَطْنِ: لم يَخْرُجْ،
وـ عليه: خالَفَهُ،
كعَسَّرَ.
وتَعَسَّرَ القولُ: الْتَبَسَ.
وأعْسَرُ يَسَرٌ: يَعْمَل بيدَيْهِ جميعاً، فإن عَمِلَ بالشِّمالِ، فهو أعْسَرٌ، وهي عَسْراءُ، وقد عَسَرَتْ عَسَراً.
وعَسَرَنِي وعَسَّرَنِي: جاءَ عن يَسارِي.
واعْتَسَرَ الناقةَ: أخَذَها رَيِّضاً، فَخَطَمَها، وركِبَها.
وناقةٌ عَسِيرٌ وعَوْسَرانَةٌ وعَيْسَرَانَةٌ: فُعِلَ بها ذلك. والبعيرُ: عَسِيرٌ وعَيْسُرانٌ وعَيْسَرانِيٌّ.
والعَسِيرُ: الناقةُ قَدِ اعْتَاطَتْ في عامِها، ولم تَحْمِلْ، وقد أعْسَرَتْ.
وعَسَرَتِ الناقةُ تَعْسِرُ عَسْراً وعَسَراناً، وهي عاسِرٌ وعَسِيرٌ: رَفَعَتْ ذَنَبَها في عَدْوِها.
والعَسْرَاءُ من العِقْبانِ: التي في جَناحها قَوادِمُ بِيضٌ، والتي ريشُها من الأَيْسَرِ أكثَرُ، والقادِمَةُ البَيْضاءُ،
كالعَسَرَةِ، محركةً، وأمُّ عليِّ بنِ محمدِ ابنِ عيسى الخَيَّاطِ: ضعيفٌ.
والعَسْرَى، كسَكْرَى ويُضَمُّ: بَقْلَةٌ.
وجيشُ العُسْرَةِ، بالضم: جيشُ تَبوكَ، لأَنهم نُدِبوا إليها في حَمارَّةِ القَيْظِ، فَعَسُرَ عليهم.
والعِسْرُ، بالكسر: قَبيلَةٌ من الجِنِّ، أو أرضٌ يَسكنونها، وقد تفتحُ.
والعَيْسَرانُ: نَبْتٌ.
وجاؤُوا عُسارَيَاتٍ وعُسارَى: بعضُهم في إِثْرِ بعضٍ.
والعَسِيرُ: كانتْ بِئْراً، فَسَمَّاها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، اليَسيرَةَ.
وناقةٌ عَوْسَرَانِيَّةٌ: من دَأْبِها تَعسيرُ ذَنَبِها إذا عَدَتْ ورَفْعُه.
وذَهَبوا عُسَارَيَاتٍ، أي: مُتَفَرِّقِينَ في كل وجهٍ.
ورجُلٌ مِعْسَرٌ، كمِنْبَرٍ: مُقَعِّطٌ على غَريمِه.
واعْتَسَرَ من مالِ ولدِهِ: أخَذَ منه كَرْهاً. وغَزْوَةُ ذي العُسَيْرَةِ: بالشين أعْرَفُ.

عَلَا

(عَلَا)
[هـ] فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تعالى «الْعَلِيُّ*
والْمُتَعالِ
» فالعَلِيّ: الَّذِي لَيْسَ فوقَه شيءٌ فِي المرْتَبة والحُكْم، فَعِيل بِمَعْنَى فاعِل، مِنْ عَلَا يَعْلُو.
والمُتَعَالِي: الَّذِي جَلَّ عَنْ إفْك المفْتَرِين وعَلا شأنُه. وَقِيلَ: جَلَّ عَنْ كلِّ وَصْفٍ وثنَاء. وَهُوَ مُتَفاعِلٌ مِنَ العُلُوّ، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى العَالِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «فَإِذَا هُوَ يَتَعَلَّى عَنِّي» أَيْ يَتَرَفَّع عَليَّ.
(س) وَحَدِيثِ سُبَيْعة «فلمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفاسها» ويُروى «تَعَالَت» : أَيِ ارْتَفَعَتْ وطَهُرَت. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ: تَعَلَّى الرجلُ مِنْ عِلَّته إِذَا برَأ: أي خَرَجَتْ من نِفاسِها وسَلِمت. (س) وَفِيهِ «اليَدُ العُلْيَا خيرٌ مِن اليَد السُّفْلَى» العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة، والسُّفْلى: السَّائلة، رُوي ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عُمر، وَرُوي عَنْهُ أَنَّهَا المُنْفِقةُ. وَقِيلَ: العُلْيَا: المُعْطِية، والسُّفْلَى: الآخِذَة.
وَقِيلَ: السُّفْلى: المانِعَةُ.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّ أهلَ الْجَنَّةِ ليَتَراءَوْن أهلَ عِلِّيِّين كَمَا تَرَوْن الكَوْكَبَ الدُّرّيَّ فِي أُفُق السَّمَاءِ» عِلِّيُّون: اسْمٌ لِلسَّمَاءِ السَّابِعَةِ. وَقِيلَ: هُوَ اسمٌ لدِيوَان الْمَلَائِكَةِ الحَفَظَة، تُرْفَع إِلَيْهِ أعمالُ الصَّالِحِينَ مِنَ الْعِبَادِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ أَعْلَى الْأَمْكِنَةِ وَأَشْرَفَ الْمَرَاتِبِ وَأَقْرَبَهَا مِنَ اللَّهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ. ويُعْرَب بِالْحُرُوفِ وَالْحَرَكَاتِ كقِنَّسْرِين وأشْباهِها، عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ أوْ وَاحِد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «فلمَّا وضعتُ رِجْلي عَلَى مُذَمِّرِ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: أَعْلِ عَنِّج» أَيْ تَنَحَّ عَنِّي. يُقَالُ: أَعْلِ عَنِ الْوِسَادَةِ وعَالِ عَنْهَا: أَيْ تَنَحَّ، فَإِذَا أردْت أَنْ يَعْلُوها قُلْتَ: اعْلُ عَلَى الوِسادة، وَأَرَادَ بِعَنَّجْ: عَنِّي، وَهِيَ لُغَةُ قَوْمٍ يقَلِبون الْيَاءَ فِي الوقْف جِيما.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أحُد «قَالَ أَبُو سُفيان لمَّا انْهَزَم الْمُسْلِمُونَ وظَهَروا عَلَيْهِمْ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ عُمَر: اللَّهُ أَعْلَى وأجَلّ، فَقَالَ لِعُمَر: أنْعَمَتْ، فعَالِ عَنْهَا» كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قُرَيْشٍ إِذَا أرادَ ابْتِدَاء أمْرٍ عَمَد إِلَى سَهْمَين فكتَب عَلَى أحَدِهما: نَعَم، وَعَلَى الآخَر: لَا، ثُمَّ يتقَدّم إِلَى الصنَّمَ ويُجِيل سِهامَه، فإنْ خرَج سَهْم نَعَم أقْدَم، وَإِنْ خرَج سهْم لاَ امْتَنَع. وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ لمَّا أرادَ الخُروج إِلَى أُحُدٍ استَفْتَى هبلَ، فخرَج لَهُ سَهْمُ الإنْعام، فَذَلِكَ قولُه لِعُمر: «انْعَمَتْ، فعَالِ عَنْهَا» :
أَيْ تَجافَ عَنْهَا وَلَا تَذْكرْها بسُوء، يَعْنِي آلِهَتهم.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَيْلة «لَا يَزَالُ كَعْبُكِ عَالِياً» أَيْ لَا تَزَالِينَ شَرِيفة مُرْتَفعة عَلَى مَنْ يُعادِيك.
وَفِي حَدِيثِ حَمْنَةَ بنتِ جَحْشٍ «كَانَتْ تجْلس فِي المِرْكَنِ ثُمَّ تخْرُج وَهِيَ عَالِيَةُ الدَّم» أَيْ يَعْلُو دَمُها الْمَاءَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أخَذْت بعَالِيَة رُمْح» هِيَ مَا يَلِي السِّنان مِنَ القَناة، والْجَمْع: العَوَالِي. (س) وَفِيهِ ذِكر «العَالِيَة والعَوَالِي» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ. وَهِيَ أماكِنُ بأَعْلَى أرَاضِي الْمَدِينَةِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا: عُلْوِيّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وأْدَنَاها مِن الْمَدِينَةِ عَلَى أربَعة أمْيال، وأبْعَدُها مِنْ جِهَة نَجْد ثمَانِيةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «وَجَاءَ أعْرَابِيٌّ عُلْوِيٌّ جَافٍ» .
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «فارْتَقى عُلِّيَّة» هِيَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا: الغُرفة، وَالْجَمْعُ: العَلَالِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لِلَبِيد الشَّاعِرِ: كَمْ عطَاؤك؟ قَالَ: أَلْفَانِ وخَمْسمائة. فَقَالَ:
مَا بَالُ العِلَاوَة بَيْنَ الفَوْدَيْن!» العِلَاوَة: مَا عُولِيَ فَوْق الحِمْل وَزِيد عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ «ضَرب عِلَاوَته» أَيْ رأسَه. والفَوْدَانِ: العِدْلاَنِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ فِي مَهْبِطِ آدمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «هَبَط بالعَلَاة» وَهِيَ السِّنْدَانُ.
(س) وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَمْدَحُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
حَتَّى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ مِنْ ... خِنْدِفَ عَلْيَا تَحْتَها النُّطُقُ
عَلْيَاء: اسْمٌ لِلْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ كاليَفاع ، وليْست بِتَأْنِيثِ الأَعْلَى لأنَّها جَاءَتْ مُنَكَّرَة، وفعْلاء أفْعَل يَلْزَمُها التَّعْريف.
وَفِيهِ ذِكْرُ «العُلَى» بالضَّم والقَصْر: مَوْضِعٌ مِنْ ناحِية وَادِي القُرَى، نزَله رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى تَبُوك. وَفِيهِ مَسْجِدٌ.
(س) وَفِيهِ «تَعْلُو عنْه العَينُ» أَيْ تَنْبُو عَنه وَلَا تَلْصَق بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّجَاشِيِّ «وَكَانُوا بِهِمْ أَعْلَى عَيْناً» أَيْ أبْصَرَ بِهِمْ وأعْلَم بِحَالِهم.
(س) وَفِيهِ «مَنْ صَامَ الدَّهر ضُيِّقَتْ عَلَيْهِ جَهَنَّمُ» حَمَل بَعْضُهُمْ هَذَا الحديثَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وجعَله عُقُوبة لِصائم الدَّهْرِ، كَأَنَّهُ كَرِه صَوْم الدَّهْرِ، ويَشْهد لِذَلِكَ مَنْعُه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرو عَن صَوْمِ الدَّهْرِ وكَراِهَيُته لَهُ، وَفِيهِ بُعْدٌ، لأنَّ صَوْمَ الدَّهْرِ بالجُملة قُرْبَة، وَقَدْ صَامَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، فَمَا يَسْتَحِق فاعِلُه تضْيِيَق جهنمَ عليه. وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّ «عَلَى» هَاهُنَا بِمَعْنَى عنْ: أَيْ ضُيّقَت عَنْهُ فَلَا يَدْخُلها، وعَن وعَلَى يَتَداخَلان.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ «لولاَ أنْ يأثرُوا عَلَيَّ الكَذب لَكَذَبْت» أَيْ يَرْوُوا عَنّي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَكَاةِ الفِطْر «عَلَى كُلِّ حُرِّ وَعبْد صاعٌ» وَقِيلَ: «عَلَى» بِمَعْنَى مَعَ، لأنَّ العبْد لَا تَجِب عَلَيْهِ الفِطْرة، وإنَّما تجِب عَلَى سَيِّده، وَهُوَ فِي العَربيَّة كَثِيرٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِذَا انْقَطع مِن عَلَيْهَا رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ» أَيْ مِنْ فوقِها.
وَقِيلَ: مِنْ عِنْدِهَا.
(س) وَفِيهِ «عَلَيْكُم بِكَذَا» أَيِ افْعَلُوهُ، وَهُوَ اسْمٌ لِلْفِعْلِ بِمَعْنَى خُذْ. يُقَالُ: عَلَيْك زَيداً، وعَلَيْك بزيد: أي خذ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

هَجَرَ

(هَجَرَ)
(س) فِيهِ «لَا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْح، ولكِنْ جهادٌ ونِيَّة» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا تَنْقَطِع الْهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَة» الهِجْرة فِي الأصْل: الاسْم مِنَ الْهَجْرِ، ضِدّ الوَصْلِ. وَقَدْ هَجَرَهُ هَجْراً وهِجْرَاناً، ثُم غَلَب عَلَى الخُرُوج مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ، وتَركِ الْأُولَى للثَّانية. يُقال مِنْهُ: هَاجَرَ مُهَاجَرَةً.
والْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ: إحْدَاهُما الَّتِي وَعَدَ اللَّه عَلَيْهَا الْجَنَّةَ فِي قَوْلِهِ «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» فكَان الرَّجُل يَأتي النبيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويَدَعُ أهْلَه وَمَاله، لَا يَرْجِع فِي شَيْءٍ مِنْهُ، ويَنْقَطِع بِنَفْسه إِلَى مُهاجَرِه، وَكَانَ النبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَه أَنْ يَمُوت الرَّجُلُ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَر مِنْهَا، فَمِن ثَمَّ قَالَ: «لكِن البَائِس سَعْد بنُ خَوْلَةَ» ، يَرْثي لَهُ رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ ماتَ بِمَكّة. وَقَالَ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَل مَنَايَانَا بِهَا» . فلمَّا فُتِحَتْ مَكّةُ صارَت دَارَ إسْلام كالمدِينَة، وانْقَطَعت الهِجْرَة.
والهِجْرة الثَّانِيَة: مَن هَاجَرَ مِن الأعْرابِ وغَزَا مَعَ المُسْلمين، وَلَمْ يَفْعَلْ كَمَا فَعَل أصْحابُ الهِجْرة الْأُوْلَى، فَهُوَ مُهَاجِرٌ، ولَيْس بِدَاخِل فِي فَضْل مَنْ هاجَر تِلْك الهِجْرَة، وهُو المرادُ بِقَوْلِهِ: «لَا تنْقَطِع الهجرةُ حَتَّى تَنْقَطِع التَّوبَة» .
فهَذا وجْه الجَمْع بَيْن الْحَدِيثَيْنِ. وَإِذَا أُطْلِق فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الهِجْرَتَيْن فَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِمَا هِجْرةُ الحَبَشَة وهجْرةُ الْمَدِينَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَتَكون هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ» الْمُهَاجَرُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ: موضِع المُهاجَرَة، ويُريدُ بِهِ الشَّامَ؛ لأنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا خَرج مِنْ أَرْضِ العرَاق مَضَى إِلَى الشَّام وَأَقَامَ بِهِ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «هَاجِرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا» أَيْ أخْلِصُوا الهِجْرةَ للَّه، وَلَا تَتَشَبَّهوا بالمهاجِرين عَلَى غَيْر صحَّة مِنْكُمْ. يُقَالُ: تَهَجَّرَ وتَمَهْجَرَ، إِذَا تَشَبَّه بالمُهاجِرين.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر هَذِهِ الكَلِمَة فِي الْحَدِيثِ، اسْماً وفِعْلا، ومُفْرداً وجَمْعاً.
(س) وَفِيهِ «لَا هِجْرَةَ بَعْد ثلاثٍ» يُرِيدُ بِهِ الْهَجْر ضِدّ الوَصل. يَعْني فِيمَا يَكُون بَيْن الْمُسْلِمِينَ مِنْ عَتْب ومَوْجِدَة، أَوْ تَقْصِيرٍ يَقَع فِي حُقُوق العِشْرَة والصُّحْبَة، دونَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فِي جَانِبِ الدِّين، فإنَّ هِجْرة أهْلِ الأهْواء والبِدَع دَائمة عَلَى مَرِّ الأوقاتِ، مَا لَمْ تَظْهر منْهُم التَّوْبة والرُّجُوع إِلَى الحقِّ، فإنَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَافَ عَلَى كعْب بْنِ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ النِّفاقَ حِينَ تَخَلّفوا عَنْ غَزْوة تَبوك أمَر بِهِجْرانِهم خَمْسين يَوْماً. وَقَدْ هَجَرَ نِساءَه شَهراً، وهَجَرَتْ عَائِشَةُ ابنَ الزُّبَير مُدَّة. وَهَجر جَمَاعةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ جَماعةً مِنْهُمْ وماتُوا مُتَهَاجِرِينَ. وَلَعَلَّ أحَدَ الأمْرَيْن مَنْسُوخٌ بالآخَر.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مِنَ الناسِ مَنْ لَا يَذْكُر اللَّهَ إِلَّا مُهَاجِراً» يُرِيدُ هِجْرَان القَلْب وتَرْكَ الإخْلاص فِي الذِّكْر. فكأنَّ قَلْبَه مُهاجرٌ للسَانه غَيْرُ مواصلٍ لَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ «وَلَا يَسْمَعون القُرآنَ إِلَّا هَجْراً » يريدُ التَّرْكَ لَهُ والإعْراضَ عَنْهُ. يُقَالُ: هَجَرْتُ الشَّيءَ هَجْراً إِذَا تَرَكْتَه وأغْفَلْتَه.
وَرَوَاهُ ابنُ قُتَيْبَة فِي كِتَابِهِ «وَلَا يَسْمَعون القَوْلَ إِلَّا هُجْراً» بِالضَّمِّ. وَقَالَ: هُوَ الخَنَا والقَبيحُ مِنَ الْقَوْلِ.
قَالَ الخَطَّابي: هَذَا غَلَطٌ فِي الرِّوَايَةِ وَالْمَعْنَى، فَإِنَّ الصَّحِيحَ مِنَ الرِّوَايَةِ «وَلَا يسْمَعون الْقُرْآنَ» .
ومَن رَواه «القَوْلَ» فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْقُرْآنَ، فَتَوهَّم أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ قَوْلَ النَّاسِ. والقرآنُ ليْسَ مِنَ الخَنَا والقَبيحِ مِنَ القَول.
(هـ) وَفِيهِ «كُنت نَهَيْتُكم عَنْ زِيَارَةِ القُبُور فزُورُوها وَلَا تَقُولوا هُجْراً» أَيْ فُحْشا.
يُقَالُ: أَهْجَرَ فِي مَنْطقه يُهْجِرُ إِهْجَاراً، إِذَا أفْحَش. وَكَذَلِكَ إِذَا أَكْثَرَ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي.
وَالِاسْمُ: الْهُجْر، بِالضَّمِّ. وهَجَرَ يَهْجُرُ هَجْراً ، بِالْفَتْحِ، إِذَا خَلَط فِي كَلَامِهِ، وإذا هَذَى. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا طُفْتُمْ بالبَيْت فَلَا تَلْغُوا وَلَا تَهْجِرُوا» يُروَى بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، مِنَ الفُحْش وَالتَّخْلِيطِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثِ مرضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قَالُوا: مَا شأنُه؟ أهَجَرَ؟» أَيِ اخْتَلَف كلامُه بِسَبَبِ المرضِ، عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِفْهَامِ. أَيْ هَلْ تَغَيَّر كلامُه واخْتَلَط لِأَجْلِ مَا بِهِ مِنَ الْمَرَضِ؟
وَهَذَا أحْسَنُ مَا يُقَالُ فِيهِ، وَلَا يُجْعل إِخْبَارًا، فَيَكُونُ إمَّا مِنَ الفُحْش أَوِ الهَذَيان. وَالْقَائِلُ كانَ عُمَرَ، وَلَا يُظَنُّ بِهِ ذَلِكَ.
(هـ) وَفِيهِ «لَوْ يَعْلَمُ الناسُ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ» التَّهْجِيرُ: التَّبْكِيرُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ والمُبادَرَة إِلَيْهِ. يُقَالُ: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً، فَهُوَ مُهَجِّرٌ، وَهِيَ لُغَةٌ حجازِيَّة، أرادَ المبادَرة إِلَى أوَّلِ وَقْتِ الصَّلَاةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «فَالْمُهَجِّرُ إِلَيْهَا كالمُهدى بَدَنَةً» أَيِ المُبَكِّر إِلَيْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ» أَرَادَ صلاةَ الْهَجِيرِ، يَعْنِي الظُّهْر، فحَذَف الْمُضَافَ. والْهَجِيرُ والْهَاجِرَةُ: اشتدادُ الحَرِّ نصفَ النهار. والتَّهْجِيرُ، والتَّهَجُّرُ، والْإِهْجَارُ:
السَّيْر فِي الْهَاجِرَةِ. وَقَدْ هَجَّرَ النهارُ، وهَجَّرَ الرَّاكِبُ، فَهُوَ مُهَجَّرٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو «وَهَلْ مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ؟» أَيْ هَلْ مَن سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ كَمَنْ أَقَامَ فِي الْقَائِلَةِ؟ وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ، عَلَى اخْتِلَافِ تَصَرُّفه.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «مَاءٌ نَمِيرٌ ولَبَنٌ هَجِيرٌ» أَيْ فائقٌ فَاضِلٌ. يُقَالُ: هَذَا أَهْجَرُ مِنْ هَذَا:
أَيْ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَيُقَالُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مَا لَهُ هِجِّيرَى غَيْرَها» الْهِجِّيرُ والْهِجِّيرَى: الدَّأبُ والعَادَةُ والدَّيْدَنُ.
(س) وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «عَجِبْتُ لتَاجِرِ هَجَرٍ وَرَاكِبِ الْبَحْرِ» هَجَرٌ: اسْمُ بَلَدٍ مَعْرُوفٍ بالبَحْرَيْن، وَهُوَ مُذَكَّر مَصْروفٌ، وَإِنَّمَا خَصَّها لِكَثْرة وبَائِها. أَيْ إنَّ تاجِرَهَا وراكِبَ الْبَحْرِ سواءٌ فِي الْخَطَرِ. فأمَّا هَجَر الَّتِي تُنْسَب إِلَيْهَا القِلالُ الْهَجَرِيَّة فهي قَرْية من قُرَى الْمَدِينَةِ.

التَّوْرُ

التَّوْرُ: الجَرَيانُ، والرَّسولُ بين القَوْمِ، وإِناءٌ يُشْرَبُ فيه، مُذَكَّرٌ، وبهاءٍ: الجارِيَةُ تُرْسَلُ بين العُشَّاقِ.
والتَّارَةُ: الحِينُ، والمَرَّةُ، ج: تاراتٌ وتِيَرٌ.
وأتارَهُ: أعادَهُ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ.
وأتَرْتُ النَّظَرَ: أتْأَرْتُه.
وتاراءُ: ع. بالشامِ قُرْبَ تَبُوكَ، ومنه: مَسْجِدُ تاراءَ لرَسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وتارانُ: جَزيرَةٌ بين القُلْزُمِ وأيْلَةَ.
ويا تاراتِ فُلانٍ: مَقْلوبٌ من الوَتْر: للدَّمِ.
وتُورانُ، بالضم: اسْمٌ لجَميعِ ما وَراءَ النَّهْرِ، ويقالُ لِمَلِكِها: تُورانْ شاهْ،
وة بِحَرَّانَ، منها: سَعْدُ بنُ الحَسَنِ العَروضِيُّ، ومحمدُ بنُ أحمدَ القَزَّازُ.
وغُبُّ تُورانَ: ع قُرْبَ خَوْرِ الدَّيْبُلِ.
والتائِرُ: المُداوِمُ على العَمَلِ بعدَ فُتُورٍ.

قَوَا

(قَوَا)
- فِي حَدِيثِ سَرِية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْش «قَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: إنَّا قَدْ أَقْوَيْنَا فأعْطِنا مِنَ الغَنيمة» أَيْ نَفِدَت أزْوادُنا، وَهُوَ أَنْ يبَقى مِزْوَدُه قَواءً، أَيْ خالِياً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الخُدْرِيّ، فِي سَرِيّة بَنِي فَزَارة «إِنِّي أَقْوَيت مُنْذُ ثلاثٍ فخِفْت أَنْ يَحْطِمَني الْجُوعُ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «وإنَّ مَعادِن إحْسانِك لَا تَقْوَى» أَيْ لَا تَخْلو مِنَ الجَوْهَر، يُريدُ بِهِ الْعَطَاءَ والإفْضال.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «وَبِي رُخِّصَ لَكُمْ فِي صَعِيد الأَقواء» الأَقواء: جَمْعُ قَواء وَهُوَ القفْر الْخَالِي مِنَ الْأَرْضِ، تُريد أَنَّهَا كَانَتْ سَبب رُخْصَة التَّيمم لَّما ضَاعَ عِقْدُها فِي السَّفَر، وطلَبوه فَأَصْبَحُوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فنَزَلت آيةُ التَّيَمُّمِ، والصَّعيدُ: التُّراب.
وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ فِي غَزْوة تَبُوك: لَا يَخْرُجَنّ مَعَنَا إِلَّا رَجُلٌ مُقوٍ» أَيْ ذُو دابَّة قَوِيَّةٍ. وَقَدْ أَقْوَى يُقْوِي فَهُوَ مُقْوٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ » قال مُقْوون مؤدون» أى أصحاب دوابّ قَوِيَّة، كاملوا أَدَوَاتِ الحَرْب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرين «لَمْ يَكُنْ يَرَى بَأْسًا بالشُّرَكاء يَتَقاوَوْن المَتاعَ بَيْنَهُمْ فِيمَنْ يَزيد » التَّقَاوِي بَيْنَ الشُّركاء: أَنْ يَشْتَروا سِلْعَةً رَخِيصة ثُمَّ يَتزايدُوا بَيْنَهُمْ حَتَّى يَبْلغوا غَايَةَ ثَمَنِهَا. يُقَالُ: بَيني وَبَيْنَ فُلان ثَوْبٌ فَتَقَاوَيْنَاه: أَيْ أعطيتُه بِهِ ثَمَنًا فأخذْتهُ، و أعْطاني بِهِ ثَمَنًا فأَخَذَه. واقْتَوَيْت مِنْهُ الغُلام الَّذِي كَانَ بينَنا: أَيِ اشتريتُ حِصًّته. وَإِذَا كَانَتِ السِّلْعة بَيْنَ رَجُلين فَقَوَّمَاهَا بِثَمَنٍ فهُما فِي المُقَاواةِ سَوَاءٌ، فَإِذَا اشْتَرَاهَا أحدهُما فَهُوَ المُقْتَوِي دُونَ صَاحِبِهِ، وَلَا يَكُونُ الاقْتِواء فِي السِّلْعة إلاَّ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ.
قِيلَ: أَصْلُهُ مِنَ القُوَّة؛ لِأَنَّهُ بُلُوغٌ بالسِّلْعة أَقوى ثَمَنِهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوق «أَنَّهُ أوْصى فِي جاريةٍ لَهُ أَنْ قُولوا لبَنِيَّ: لَا تَقْتَوُوها بينَكم، وَلَكِنْ بِيعُوها، إِنِّي لَمْ أغْشَها، وَلَكِنِّي جلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِساً مَا أحِبُّ أَنْ يَجْلِس وَلَدٌ لِي ذَلِكَ المجلِس» .
(س) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ «سَأَلَ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عَنِ امْرَأَةٍ كَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا فَاشْتَرَتْهُ، فَقَالَ: إِنِ اقتَوته فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، وَإِنْ أَعْتَقَتْهُ فَهُمَا عَلَى نكاحِهما» أَيْ إِنِ اسْتَخْدمَتْه، مِنَ القَتْو: الخِدْمة. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْقَافِ وَالتَّاءِ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَهُوَ أفْعَلَّ، مِنَ القَتْو: الخِدمة، كارْعَوَي مِنَ الرَّعْو ، إِلَّا أنَّ فِيهِ نَظَرًا؛ لأنَّ أفْعَلَّ لم يجيء مُتَعدياً. قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ: اقْتَوَى إِذَا صَارَ خَادِمًا.
قَالَ: «وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: افْتَعَل مِنَ الاقْتواء، بِمَعْنَى الاستِخْلاص، فكَنَى بِهِ عَنِ الاسْتِخْدام؛ لأنَّ مَن اقْتَوى عَبْدًا لَا بُدَّ أن يَسْتخدِمَه » . وَالْمَشْهُورُ عَنْ أَئِمَّةِ الفِقه أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا اشْتَرَتْ زوجَها حَرُمَت عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اشتِراط الخِدْمة. وَلَعَلَّ هَذَا شَيْءٌ اخْتَصَّ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ.

البَتْرُ

البَتْرُ: القَطْعُ، أو مُسْتَأْصِلاً.
وسيفٌ باتِرٌ: قاطِعٌ، وبَتَّارٌ وبُتارٌ، كغُرابٍ.
والأَبْتَرُ: المَقْطوعُ الذَّنَبِ، بَتَرَهُ فَبَتِرَ، كفَرِحَ،
وـ: حَيَّةٌ خبيثَةٌ، والبيتُ الرابعُ من المُثَمَّنِ في المُتَقارِبِ، والثاني من المُسَدَّسِ، والمُعْدِمُ، والذي لا عَقِبَ له، والخاسِرُ، وما لا عُرْوَةَ له من المَزادِ والدِّلاءِ، وكُلُّ أمْرٍ مُنْقَطِعٍ من الخَيْرِ، والعَيْرُ، والعَبْدُ،
وهما: الأَبْتَرانِ، ولَقَبُ المُغيرَةِ بنِ سعدٍ،
والبُتْرِيَّةُ من الزَّيْدِيَّةِ، بالضم: تُنْسَبُ إليه.
وأبْتَرَ: أعْطَى، ومَنَعَ، ضِدٌّ، وصلَّى الضُّحى حينَ تُقَضِّبُ الشمسُ، (أي: يَمْتَدُّ شُعاعُها) ،
وـ اللهُ الرجلَ: جَعَلهُ أبْتَرَ.
والأُباتِرُ، كعُلابِطٍ: القصيرُ، ومن لا نَسْلَ له، ومَنْ يَبْتُرُ رَحِمَهُ.
والبَتْراءُ: الماضِيَةُ النافِذَةُ،
وع بِقربِهِ مسجِدٌ لرسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، بطريقِ تَبوكَ،
وـ من الخُطَبِ: ما لم يُذْكَرِ اسمُ اللهِ فيه، ولم يُصَلَّ على النَبِي، صلى الله عليه وسلم.
والبُتَيْراءُ: الشمسُ.
والانْبِتارُ: الانْقِطاعُ، والعَدْوُ.
والبَتْرَةُ: الأَتانُ، تَصْغيرها: بُتَيْرَةٌ.
وكعُثمانَ: ع لبني عامِرٍ.
وبُتْرٌ، بالضم: أجْبُلٌ مُطِلاَّتٌ على زُبالَةَ،
وع بالأَنْدَلُسِ.
وبَتْريرُ، بالفتح: حِصْنٌ من عَمَلِ مُرْسِيَةَ. وكسفينةٍ: ابنُ الحارِثِ بنِ فِهرٍ. وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ بُتْرِي، بالضم ساكِنَةَ الآخِرِ، وكذا مَسْلَمَةُ بنُ محمدِ بنِ البُتْرِيْ: محدِّثانِ.

النَّقْبُ

النَّقْبُ: الثَّقْبُ،
(ج: أنْقابٌ ونِقابٌ) ، وقَرْحَةٌ تَخْرُجُ في الجَنْبِ، والجَرَبُ، ويُضَمُّ، أو القِطَعُ المُتَفَرِّقَةُ منه،
كالنُّقَبِ، كَصُرَدٍ فيهما، وأنْ يَجْمَعَ الفَرَسُ قَوائِمَه في حُضْرِهِ، والطريقُ في الجَبَلِ،
كالمَنْقَبِ والمَنْقَبةِ بِفَتْحِهِما،
والنُقْبِ، بالضمِّ، ج: أَنْقَابٌ ونِقابٌ،
وة باليمامةِ. وكمِنْبَرٍ: حديدَةٌ يَنْقُبُ بها البَيْطار سُرَّةَ الدابَّة. وكَمَقْعَدٍ: السُّرَّةُ، أو قُدَّامُها.
والنُّقْبَةُ، بالضمِّ: اللَّونُ، والصَّدَأُ، والوَجْهُ، وثَوبٌ كالإِزارِ تُجْعَلُ لهُ حُجْزَةٌ مطيفةٌ من غير نَيْفَقٍ،
وواحدَةُ النُّقَبِ: للجَرَبِ، وبالكسر: هَيْئَة الانْتِقابِ.
والنَّقيبةُ: النَّفْسُ، والعَقْلُ، والمَشُورَةُ، ونفاذُ الرأي، والطَّبيعةُ، والعظيمةُ الضَرْعِ من النُّوقِ.
والنَّقيبُ: المِزْمارُ، ولِسانُ المِيزانِ،
وـ من الكِلابِ: ما نُقِبت غَلْصَمَتُهُ، وشاهِدُ القَوْمِ، وضَمينُهُم، وعَريفُهُم.
وقد نَقَبَ عليهم نِقابةً، بالكسر: فَعَلَ ذلك.
ونَقُبَ، ككَرُمَ وعَلِمَ، نَقابةً، بالفتح: لم يكنْ فصارَ، أو بالكسر: الاسْمُ، وبالفتح: المصدَرُ.
والنِّقابُ، بالكسر: الرَّجُلُ العلاَّمةُ، وما تَنْتَقِبُ به المرأةُ، والطريقُ في الغِلَظِ،
كالمِنْقَبِ، وع قُرْبَ المدينةِ، والبَطْنُ ومنه: " فَرْخانِ في
نِقابٍ" يُضْرَبُ لِلمُتَشابِهَيْنِ.
ونَقَبَ في الأرضِ: ذَهَبَ،
كأنْقَبَ ونَقَّبَ،
وـ عنِ الأَخْبارِ: بَحَثَ عنها، أو أخْبَرَ بها،
وـ الخُفَّ: رَقَّعَهُ،
وـ النَّكْبَةُ فُلاناً: أصابَتْهُ.
ونَقِبَ الخُفُّ كفرِحَ: تَخَرّقَ،
وـ البَعيرُ: حَفِي، أو رَقَّتْ أخفافُهُ،
كأَنْقَبَ،
وـ في البِلادِ: سارَ.
ولَقيتُه نِقاباً: مواجَهَةً، أو من غيرِ مِيعادٍ،
كناقَبْتُه نِقاباً،
وـ الماءَ: هَجَمْتُ عليهِ بلا طَلَبٍ.
والمَنْقَبةُ: المَفْخَرَةُ، وطريقٌ ضَيِّقٌ بين دَارَيْنِ، والحائطُ.
والأَنْقَابُ: الآذانُ، بِلا واحِدٍ.
والناقبُ والناقِبَةُ: داءٌ للإِنْسانِ من طُولِ الضَّجْعَة.
وكزُبَيْرٍ: ع بين تَبُوكَ ومَعانَ.
ونَقَبانَةُ، محرَّكةً: ماءَةٌ بأَجَأٍ.
والمَنَاقِبُ: جَبَلٌ فيه ثَنايا، وطُرُقٌ إلى اليَمامةِ واليَمنِ وغيرها، واسْمُ طريقِ الطائِفِ من مكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تعالى.
وأَنْقَبَ: صارَ حاجِباً أو نَقيباً،
وـ فُلانٌ: نَقِب بعيرُه.

الكَوْكَبُ

الكَوْكَبُ: النَّجمُ،
كالكَوْكَبَة، وبياضٌ في العَيْنِ، وما طالَ من النَّباتِ، وسَيِّدُ القَوْمِ، وفارِسُهُمْ، وشِدَّةُ الحَرِّ، والسَّيْفُ، والماءُ، والمحْبِسُ، والمِسْمارُ، والخِطِّةُ يُخالِفُ لَوْنُها لَوْنَ أرْضِهَا، والطَّلْقُ من الأَوْدِيَةِ، والرَّجُلُ بِسِلاحِهِ، والجَبَلُ، والغُلامُ المُراهِقُ، والفُطْرُ: لِنَباتٍ م،
وـ من الشَّيْءِ: مُعْظَمُهُ،
وـ من الرَّوْضَةِ: نَوْرُها،
وـ من الحَديدِ: بَرِيقُهُ وتَوَقُّدُهُ،
وـ من البِئْرِ: عَيْنُها، وقَلْعَةٌ مُطِلَّةٌ على طَبَرِيَّة، وعَلَمُ امْرَأةٍ، وقَطَراتٌ تَقَعُ باللَّيْلِ على الحَشِيشِ.
والكَوْكَبَةُ: الجماعَةُ.
وكَوْكَبانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ ط رُصِّعَ دَاخِلُهُ بالياقوتِ، فكانَ يَلْمَعُ كالكَوْكَبِ ط.
وكُواكِبٌ، بالضم: جَبَلٌ تُنْحتُ منهُ الأَرْحِيَةُ.
والكَوْكَبِيَّةُ: ة ظَلَمَ أهلَها عامِلٌ بها، فَدعَوْا عليه دَعْوَةً، فماتَ عَقِبَها، ومنه المَثَلُ: "دَعَوْا دَعْوَةً كَوْكَبِيَّةً".
وكَوْكَبى، كخَوْزَلى: ع.
وكُوَيْكِبٌ: مَسْجِدٌ بينَ تَبوكَ والمدينةِ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وكَوْكَبَ الحديدُ كَوْكَبَةً: بَرَقَ وتَوَقَّدَ.
ويَوْمٌ ذُو كَواكِبَ: ذُو شَدائِدَ.
و"ذَهَبوا تَحْتَ كلِّ كَوْكَبٍ": تَفَرَّقُوا.

نَمَا

نَمَا يَنْمُو نُمُوًّا: زادَ،
وـ الخِضابُ: ازْدادَ حُمْرَةِ وسَواداً،كـ نَمَى يَنْمِي نَمْياً ونُمِيًّا ونَماءً ونَمِيَّةً وأنْمَى ونَمَّى.
نَمَا
الجذر: ن م ي

مثال: نما الخبرَ إلى صديقه
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في كتابة الفعل بالألف.
المعنى: عَزَاه

الصواب والرتبة: -نَمَا الخبرَ إلى صديقه [فصيحة]-نَمَى الخبرَ إلى صديقه [فصيحة]
التعليق: الفعل «نَمَى» بمعنى عزا واوي يائي كما جاء في الصحاح، ومن ثَمّ تكتب لامه في الماضي ألفًا مقصورة أو ياء.
(نَمَا)
(هـ) فِيهِ «لَيْسَ بالكاذِب مَن أصْلَح بَيْن الناسِ، فَقَالَ خَيْرا أَوْ نَمَى خَيْرا» يُقَالُ: نَمَيْتُ الحديثَ أَنْمِيهِ، إِذَا بَلَّغتَه عَلَى وجْه الْإِصْلَاحِ وطَلبِ الخَير، فَإِذَا بَلَّغْته عَلَى وَجْهِ الْإِفْسَادِ والنَّميمة، قُلْتَ: نَمَّيْتُهُ، بِالتَّشْدِيدِ. هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ قُتَيْبة وغيرُهما مِن الْعُلَمَاءِ.
وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: نَمَّى مُشَدَّدَةٌ. وَأَكْثَرُ المحدِّثين يَقُولُونَهَا مُخَفَّفَةً. وَهَذَا لَا يَجُوزُ، وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يكُن يَلْحَن. وَمَنْ خَفَّفَ لَزِمه أَنْ يَقُولَ: خَيرٌ، بِالرَّفْعِ. وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ يَنْتَصب بِنَمَى، كَمَا انْتَصَب بِقَالَ، وكِلاهُما عَلَى زَعْمه لازِمان، وإنَّما نَمَى مُتَعَدّ. يُقَالُ:
نَمَيْتُ الحديثَ: أَيْ رَفَعْتُه وأبْلَغْتُه.
[هـ] وَفِيهِ «لَا تُمثِّلوا بنامِيةِ اللَّهِ» النَّامِيَةُ: الخَلْقُ، مِنْ نَمَى الشيءُ يَنْمِى ويَنْمُو، إِذَا زَادَ وَارْتَفَعَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَنْمِى صُعُداً» أَيْ يَرتَفِع وَيَزِيدُ صُعُودا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنَّ رجُلا أَرَادَ الخُروج إِلَى تَبُوك، فَقَالَتْ لَهُ أمُّه، أَوِ امْرأته:
كَيْفَ بالوَدِيِّ؟ فَقَالَ: الغَزْوُ أَنْمَى للوَدِيّ» أَيْ يَنْميه اللَّهُ لِلْغَازِي، ويُحْسنُ خِلافَتَه عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «لَبِعْتُ الفانِيَةَ واشتريْتُ النَّامِيَةَ» أَيْ لَبِعْتُ الهَرِمة مِنَ الْإِبِلِ، واشتريتُ الفَتيَّة مِنْهَا.
(هـ) وَفِيهِ «كُلْ مَا أصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ» الْإِنْمَاءُ: أَنْ تَرْمِيَ الصيدَ فيَغيبَ عَنْكَ فَيَمُوتَ وَلَا تَراه. يُقَالُ: أَنْمَيْتُ الرَّميَّة فَنَمَتْ تَنْمِي، إِذَا غابتْ ثُمَّ ماتَتْ. وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهَا، لِأَنَّكَ لَا تَدْرِي هَلْ مَاتَتْ برَمْيك أَوْ بِشَيْءٍ غَيْرِهِ.
وَفِيهِ «مَن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَواليه» أَيِ انتَسب إِلَيْهِمْ ومالَ، وَصَارَ مَعْروفا بِهِمْ. يُقَالُ: نَمَيْتُ الرجُل إِلَى أَبِيهِ نَمْياً: نَسْبتُه إِلَيْهِ، وانْتَمى هُوَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ طَلَب مِنَ امْرَأَتِهِ نُمِّيَّةً أوْ نَمَامِىَّ، لِيشْتَرِيَ بِهِ عنَبا، فَلَمْ يَجِدْها» النُّمِّيَّةُ: الفَلْس، وجمعُها: نَمَامِىُّ، كذُرّيّة وذَرارِيّ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النُّمِّيُّ : الفَلْس، بالرُّومِيَّة. وَقِيلَ : الدِّرْهَمُ الَّذِي فِيهِ رَصاص أو نُحاس، الواحدة: نُمِّيَّة. 

نمى

(نمى) الشَّيْء أَو الحَدِيث تنمية أنماه وَالنَّار أشْبع وقودها
(نمى) : النَّمِيَّةُ: نَصْلان من الغَزْل يُقابَلان فيُكَبّان. 
(نمى) الحَدِيث نَمَاء ونميا شاع وَالْمَاء طما وَالْحَيَوَان سمن وَالدَّوَاب تَبَاعَدت تطلب الْكلأ وَالصَّيْد غَابَ عَن الصَّائِد والسهم فِي جِسْمه وَالشَّيْء رَفعه وَأَعْلَى شَأْنه يُقَال فلَان ينميه حَسبه والْحَدِيث إِلَى قَائِله رَفعه فِي الْإِسْنَاد إِلَى قَائِله وَفُلَانًا إِلَى فلَان نسبه إِلَيْهِ وَالْمَال وَنَحْوه زَاده وكثره
ن م ى: (نَمَى) الْمَالُ وَغَيْرُهُ يَنْمِي بِالْكَسْرِ (نَمَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَرُبَّمَا جَاءَ مِنْ بَابِ سَمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تُمَثِّلُوا بِنَامِيَةِ اللَّهِ» يَعْنِي الْخَلْقَ لِأَنَّهُ يَنْمِي. وَ (نَمَى) الْحَدِيثَ إِلَى فُلَانٍ أَسْنَدَهُ لَهُ وَرَفَعَهُ. وَنَمَى الرَّجُلَ إِلَى أَبِيهِ نَسَبَهُ وَبَابُهُمَا رَمَى. وَ (انْتَمَى) هُوَ انْتَسَبَ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (نَمَيْتُ) الْحَدِيثَ مُخَفَّفًا أَيْ بَلَّغْتُهُ عَلَى وَجْهِ الْإِصْلَاحِ وَالْخَيْرِ وَ (نَمَّيْتُهُ تَنْمِيَةً) أَيْ بَلَّغْتُهُ عَلَى وَجْهِ النَّمِيمَةِ وَالْإِفْسَادِ. وَرَمَى الصَّيْدَ (فَأَنْمَاهُ) إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ مَاتَ وَفِي الْحَدِيثِ: «كُلْ مَا أَصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ» . 
[نمى] نه: فيه: ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرًا أو "نمى" خيرًا، نميت الحديث- إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإن بلغته على وجه الإفساد والنميمة شددته- كذا قالوا؛ الحربي: نمى- مشددة- وأكثر المحدثين يقولونها مخففة، وهذا لا يجوز وهو صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، ومن خفف لزم أن يرفع خير وهذا ليس بشيء فإنه ينتصب بنمى كما انتصب بقال، وكلاهما على زعمه لازمانما نمى متعد، يقال: نميت الحديث: رفعته وأبلغته. ط: ليس الكذاب الذي يصلح وينمى خيرًا، الذي- خبر ليس. نه: وفيه: لا تمثلوا "بنامية" الله، أي خلقه من نمى الشيء ينمو وينمى- إذا زاد وارتفع. ومنه: "ينمى" صعدا، أي يرتفع ويزيد صعودًا. وح: إن رجلًا أراد الخروج إلى تبوك فقيل: كيف بالودي؟ فقال: الغزو "أنمى" للودي، أي ينميه الله للغازي ويحسن خلافته عليه. ز: أي كيف حال صغار النخل فإنها تضيع بعدم السقي، فأجاب بأن الله تعالى يتولى أمرها إذا يخرج إلى الغزاء. نه: ومنه: لبعث الفانية واشتريت "النامية"، أي لبعت الهرمة من الإبل واشتريت الفتية منها. وفيه: كل ما أسميت ودع ما "أنميت"، الإنماء أن ترمي الصيد فيغيب عنك فيموت ولا تراه، من أنميت الرمية فنمت تنمي- إذا غابت ثم ماتت، ونهى عن لأنك لا تدري هل ماتت برميك أو بغيره. وفيه: أو "انتمى" إلى غير مواليه، أي انتسب إليهم وصار معروفًا بهم، من نميته على أبيه نميًا: نسبته إليه وانتمى هو. وفي ح ابن عبد العزيز: إنه طلب من امرأته "نمية" أو نمامي ليشتري به عنبًا فلم يجدها، النمية: الفلس، وجمعها نمامي كذرية وذراري، وقيل: النمي درهم فيه رصاص أو نحاس، جمع نمية. ك: إلا "ينمى" ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هو بفتح أوله أي يسنده ويرفعه إليه صلى الله عليه وسلم. ومنه: "فنميت" ذلك إلى ابن أبي ليلى، أي رفعته، وهو بتخفيف. وح: إنه "نمى" الحديث، بالتشديد أي رباه وذكره على وجه الإفساد. ج: "فنما" بصري، أي ارتفع إلى السماء. و"ينمى" له عمله، أي يكثر. وحسن الملكة "نماء"، أي زيادة في المال- ومر في مل. وفيه: ما من بيت فيه اسم محمد إلا "نما"، أي ازداد بركاته. ومنه: و"منماة" لأعمالهم، هو مفعلة من النمو: الزيادة. وكذا منمى بفتح ميمين، من نمى المال ينمي، وربما قالوا: ينمو.
باب نو

نم

ى1 نَمَى , aor. ـِ , inf. n. نَمَآءٌ, It increased; (M, K, Mgh, TA;) multiplied; became plentiful, or abundant; (Msb, TA;) said of a thing, (Msb,) of cattle, or wealth, (S, Mgh, TA,) &c. (TA.) b2: نَمَتِ الأَرْضُ The land throve, or yielded increase.4 أَنْمَى الصَّيْدَ The quarry died out of sight of the sportsman: see أَصْمَى.8 اِنْتَمَى إِلَيْهِ He asserted his [own] relationship [of son] to him; (S, Msb, K;) like اِعْتَزَى. (S and Msb in art. عزو.) نَامِيَةٌ , of a grape-vine, The shoot upon which are the bunches of grapes: (M, K:) or the eye, or bud, that breaks open so as to disclose its leaves and its berries: (M:) or its branches: pl. نَوَامٍ. (T.)

أَيل

(أَيل) : الإِيَلُ - خَفِيفة - والإِيَلَةُ: الإِيَّل والإِيَّلَةُ.
أَيل
{إِيلُ، بالكسرِ: اسمُ اللَّهِ تَعالَى قَالَ الأصْمَعيُّ، فِي مَعنَى جِبريلَ ومِيكائِيلَ: مَعْنَى} إيل: الرُّبُوبيَّةُ، فأضِيف جبر، ومِيكا، إِلَيْهِ، فكأنّ مَعْنَاهُ: عَبدَ إِيلَ ورَجُلَ إيلَ. وَقَالَ اللَّيثُ: هُوَ بالعِبرانِيَّة، وَهُوَ اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تَعالى. قَالَ الأزهريّ: وجائزٌ أَن يكونَ أُعْرِبَ، فقِيل: إِلٌّ. وَقَالَ السُّهَيلِيُّ، فِي الرَوْض: اسْم جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُريانيٌّ، وَمَعْنَاهُ: عبد الرَّحمن، أَو عبد العَزيز، هَكَذَا جاءَ عَن ابْن عبّاسٍ، رَضِي الله تَعالَى عَنْهُمَا، مَوقُوفاً ومَرفُوعاً، والوقفُ أصَحّ، قَالَ: وأكثرُ النّاسِ على أنّ آخِرَ الاسمِ مِنْهُ هُوَ اسمُ الله تَعالَى، وَهُوَ {إيلُ، وكانَ شَيخُنا رَحمَه الله تَعَالَى يَذهبُ كطائفةٍ مِن أهلِ العِلْم فِي أَن هَذِه الأسماءَ، إضافَتُها مَقْلُوبَةٌ، كإضافة كلامِ العَجَمِ، فَيكون إيلُ عبارَة عَن العَبدِ، وأوَّلُ الاسمِ عِبارةً عَن اسْم من أسماءِ الله تَعَالَى. (و) } إيلٌ: جَبَلٌ هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وَالصَّوَاب: {آيِلٌ، بالمَدّ، كَمَا ضَبطه نَصْرٌ، وتَبِعه ياقوتُ، وَقَالَ: هُوَ جَبَلٌ بالنَّقرَة، فِي طَريقِ مَكَّةَ.} وإِيلِياءُ، بالكَسرِ يُمَدُّ ويُقْصَرُ، ويُشَدَّدُ فيهمَا أَي فِي المَدِّ والقَصْرِ. ويُقاِل أَيْضا: إِلْياءُ، بياءٍ واحدةٍ وبَيتانِ بَيتُ اللَّهِ نَحْنُ وُلاتُهُ وبَيتٌ بِأَعْلَى {إِيلِياءَ مُشَرَّفُ} وَأيْلَةُ: جَبَلٌ بينَ مَكَّةَ والمَدينةِ شَرَّفهما اللهُ تعالَى قُربَ يَنْبُعَ. وَقَالَ ابنُ حَبِيب: شُعْبَةٌ مِن رَضْوَى وَهُوَ جبلُ يَنْبُعَ. (و) ! أَيْلَةُ أَيْضا: د على ساحِلِ البَحْرِ بَيْنَ يَنْبُعَ ومِصْرَ وَهُوَ آخِرُ الحِجاز، وأوَّلُ الشّامِ، بِهِ تجتمعُ الحُجّاجُ مِن مِصْرَ والشامِ والغَربِ، قَالَ اليَعْقُوبي: بِه بُردُ حَبَرَةٍ تُنْسَبُ إِلَى رسولِ اللهِ صلّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم، يُقَال: إِنَّه وَهَبه لِرُؤبَةَ مَلِكِ أيْلَةَ، حينَ سَار إِلَى تَبُوكَ، قَالَ حَسّانُ بنُ ثابتٍ، رَضِي الله تعالَى عَنهُ:
(مَلَكَا مِن جَبَلِ الثَّلْجِ إلَى ... جانِبَي أيْلَةَ مِن عَبدٍ وحُرّْ)
وعَقَبَتُها: م مَعروفةٌ فِي طَرِيق حاجِّ مِصْرَ مِنْهُ أَبُو خالِدٍ عَقِيلُ بنُ خالدٍيَخْفَى، وَقَالَ الشَّمّاخُ:
(تَرَبَّعَ أكنافَ القَنانِ فصارةً ... {فأيَّلَ فالماوانِ فهْو زَهُومُ)
وَهُوَ بِناءٌ نادِرٌ كَيفَ وَزَنْتَه، لِأَنَّهُ فَعَّلٌ، أَو فَيعَلٌ أَو فَعْيلٌ، فالأوّل لم يجِئ مِنْهُ إلاَّ بَقَّمٌ وشَلَّمُ، وَهُوَ أعْجَمِيٌّ، وَالثَّانِي لم يجىء مِنْهُ إلاَّ العَينَّ، وَالثَّالِث مَعدُومٌ.
ومِمّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَدَدْتُه إِلَى} أَيْلَتِه: أَي طَبيعَتِه وسُوسِهِ، عَن ابْن عَبّادٍ، وذُكِر أَيْضا فِي أول.

الصَّعيدُ

الصَّعيدُ:
بالفتح ثمّ الكسر، قال الزجّاج: الصعيد وجه الأرض، قال: وعلى الإنسان في التيمّم أن يضرب بيديه وجه الأرض ولا يبالي إن كان في الموضع تراب أو لم يكن لأن الصعيد ليس هو التراب، وفي القرآن المجيد قوله تعالى: فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً 18: 40، فأخبرك أنّه يكون زلقا، وغيره يقول: الصعيد التراب نفسه، وقال ابن الأعرابي: الصعيد الأرض بعينها، والجمع صعدات وصعدان، وقال الفرّاء: الصعيد التراب، والصعيد الأرض، والصعيد الطريق يكون واسعا أو ضيّقا، والصعيد الموضع العريض الواسع، والصعيد القبر، والصعيد: واد قرب وادي القرى فيه مسجد لرسول الله، صلى الله عليه وسلّم، عمّره في طريقه إلى تبوك، وفي كتاب الجزيرة للأصمعي يعدد منازل بني عقيل وعامر ثم قال: وأرض بقية عامر صعيد.
والصعيد: بمصر بلاد واسعة كبيرة فيها عدة مدن عظام منها أسوان، وهي أوّله من ناحية الجنوب، ثمّ قوص وقفط وإخميم والبهنسا وغير ذلك، وهي تنقسم ثلاثة أقسام: الصعيد الأعلى وحدّه أسوان وآخره قرب إخميم، والثاني من إخميم إلى البهنسا، والأدنى من البهنسا إلى قرب الفسطاط، وذكر أبو عيسى التويس أحد الكتّاب الأعيان قال: الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية، والصعيد في جنوبي الفسطاط ولاية يكتنفها جبلان والنيل يجري بينهما والقرى والمدن شارعة على النيل من جانبيه وبنحو منه الجنان مشرفة والرياض بجوانبه محدقة أشبه شيء بأرض العراق ما بين واسط والبصرة، وبالصعيد عجائب عظيمة وآثار قديمة، في جبالها وبلادها مغاور مملوءة من الموتى الناس والطيور والسنانير والكلاب جميعهم مكفّنون بأكفان غليظة جدّا من كتّان شبيهة بالأعدال التي تجلب فيها الأقمشة من مصر، والكفن على هيئة قماط المولود لا يبلى، فإذا حللت الكفن عن الحيوان تجده لم يتغيّر منه شيء، قال الهروي: رأيت جويرية قد أخذ كفنها عنها وفي يدها ورجلها أثر الخضاب من الحنّاء وبلغني بعد أن أهل الصعيد ربّما حفروا الآبار فينتهون إلى الماء فيجدون هناك قبورا منقورة في حجارة كالحوض مغطاة بحجر آخر فإذا كشف عنه وضربه الهواء تفتّت بعد أن كان قطعة واحدة، ويزعمون أن الموميا المصري يؤخذ من رؤوس هؤلاء الموتى وهو أجود من المعدنيّ الفارسي، وبالصعيد حجارة كأنّها الدنانير المضروبة ورباعيات عليها كالسكة وحجارتها كأنّها العدس، وهي كثيرة جدّا يزعمون أنّها دنانير فرعون وقومه مسخها الله تعالى.

النِّكَاح

النِّكَاح: فِي اللُّغَة الْجمع وَالضَّم - وَفِي الشَّرْع عقد يرد على ملك الْمُتْعَة قصدا. وَهُوَ سنة فِي حَال اعْتِدَال الشَّهْوَة - وواجب عِنْد غلبتها وتوقانها. ومكروه إِذا خَافَ الْجور - وَالْأَقْرَب أَن يُقَال إِن لَهُ حَالَة رَابِعَة وَهِي أَنه حرَام - وممنوع - إِذْ لم يقدر على الْجِمَاع. وَقد يُطلق النِّكَاح على الوطئ من قبيل إِطْلَاق الشَّيْء على غَايَته وغرضه كَمَا فِي حَدِيث رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اصنعوا كل شَيْء إِلَّا النِّكَاح ". أَي اصنعوا قبْلَة ولمسا من أزواجكم حَالَة الْحيض إِلَّا القربان من مَا تَحت الأزار.وَرَأَيْت مَكْتُوبًا فِي بَيَاض من يوثق بِهِ وَفِي الذَّخِيرَة والولوالجية وَلَا يَنْبَغِي لأحد أَن يعْقد نِكَاحا إِلَّا بِإِذن القَاضِي لِأَن سَماع الشُّهُود بِإِثْبَات الْوكَالَة حَقه فَلَا يجوز لغيره إِلَّا بِإِذْنِهِ وَيُعَزر الْعَاقِد انْتهى. وَهَذِه بِشَارَة عظمى للقضاة سِيمَا للقضاة فِي هَذَا الزَّمَان ثمَّ لما ظَفرت على الْوَلوالجِيَّة مَا وجدت هَذِه الرِّوَايَة فَلَا صِحَة لَهَا كَيفَ فَإِن الْمَقْصُود بالاستشهاد فِي النِّكَاح الإعلان لَا الْإِثْبَات. وَلذَا جَازَ فِيهِ شَهَادَة العَبْد والمحدود فِي الْقَذْف وَالْفَاسِق فَلَو نكح عِنْد حضورهم يكون صَحِيحا. وَلَا يثبت بهم النِّكَاح عِنْد الْمُخَاصمَة وَينْعَقد النِّكَاح بِالْإِيجَابِ وَالْقَبُول فَلَا بُد فِي النِّكَاح من رضَا الْمَرْأَة.
فَإِن قيل إِن الطَّلَاق مَوْقُوف على النِّكَاح وَالنِّكَاح مَوْقُوف على رضَا الْمَرْأَة ينْتج أَن الطَّلَاق مَوْقُوف على رضَا الْمَرْأَة وَهُوَ بَاطِل بِالْإِجْمَاع. فَلَا بُد أَن لَا يكون النِّكَاح أَيْضا مَوْقُوفا على رِضَاهَا مَعَ أَنه لَيْسَ كَذَلِك لما علمت آنِفا أَن النِّكَاح مَوْقُوف على رِضَاهَا. وَمَا قيل فِي الْجَواب أَنه قِيَاس الْمُسَاوَاة لِأَن مُتَعَلق مَحْمُول الصُّغْرَى فِيهِ مَوْضُوع فِي الْكُبْرَى - وَهَذَا الْقيَاس لَا ينْتج لَيْسَ بِشَيْء لأَنا نقُول لَا نسلم أَنه لَا ينْتج مُطلقًا وَإِن سلمنَا أَنه لَا ينْتج بِذَاتِهِ فَلَا يجدي نفعا فَإِنَّهُ ينْتج بانضمام مُقَدّمَة أَجْنَبِيَّة مَعَه وَهِي هَا هُنَا أَن الْمَوْقُوف على الْمَوْقُوف على الشَّيْء مَوْقُوف على ذَلِك الشَّيْء.
فَالْجَوَاب الحاسم لمادة المغالطة أَنا لَا نسلم بطلَان توقف الطَّلَاق على رضَا الْمَرْأَة. نعم أَن الطَّلَاق لَا يتَوَقَّف على رِضَاهَا مُطلقًا بل مَوْقُوفا على رِضَاهَا الَّذِي توقف عَلَيْهِ النِّكَاح وَهُوَ الرِّضَا عِنْد حُدُوث النِّكَاح لَا الرِّضَا الْجَدِيد الْحَادِث عِنْد حُدُوث الطَّلَاق. فَإِن النِّكَاح إِنَّمَا يتَوَقَّف على الرِّضَا الْحَادِث عِنْد النِّكَاح فَلَا يكون الطَّلَاق بِوَاسِطَة النِّكَاح مَوْقُوفا إِلَّا على ذَلِك الرِّضَا الَّذِي توقف عَلَيْهِ النِّكَاح لَا مُطلق الرِّضَا كَمَا لَا يخفى.
(بَاب النِّكَاح)
يُقالُ (227) نَكَحَ ينكِحُ نَكْحاً ونِكاحاً، ولامَسَ يُلامِسُ مُلامَسَةً ولِمَاساً، وباضَعَ مباضَعَةً وبِضاعاً، ويُقالُ فِي مَثَلٍ: (كمُعَلِّمَةٍ أُمَّها البِضاعُ) (228) . ويُقالُ: جامَعَ مجامَعَةً، وغَشِيَ يَغْشَى غِشْياناً. ويُقالُ: وَطِئَ المرأَةَ يَطَؤُها وَطْأً، وباعَلَ يُباعِلُ مُباعَلَةً وبِعالاً. وجاءَ فِي الحديثِ: (إنَّ أَيّامَ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ وبِعالٍ) (229) . ويُقالُ للنكاحِ: الباءَةُ، ممدودٌ (230) ، وَهُوَ أجودُ. [وَهُوَ الباءَةُ] والباهُ (231) والباهَةُ. يُقالُ: إنَّهُ لضَعِيفُ الباءَةِ، وأنشدَ الأصمعيّ (232) :ويُقالُ: (أَتَانَا حينَ نامَ عاظِلُ الْكلاب) (275) . وقالَ أَبُو الزَّحْفِ (276) : تَمَشِّيَ الكَلْبِ دنا للكَلْبَةِ يَبْغِي العِظالَ مُصْحِراً السَّوْأَةِ ويُقال (277) : كلبٌ عاظِلٌ، وكِلابٌ عَظْلَى وعُظالَى، وقالَ حسَّانُ بنُ ثابُتٍ (278) : فَلَستَ بخَيرٍ من أَبيك وخالك ولَسْتَ بخَيْرٍ من مُعاظَلَةِ الكَلْبِ ويُقالُ للسِّباعِ كُلِّها: تَنْزُو، ولكُلِّ فَحْلٍ مَا خلا البعيرَ. والتَّسَافُدُ فِي كلِّ فَحْلٍ من السِّباعِ أَيْضا. ويُقالُ فِي ذِي الجَناحِ: سَفَدَ الطائرُ يَسْفِدُ سَفْداً وسُفوداً، وسافَدَ سِفاداً (279) . وقَمَطَ يقمُطُ قَمْطاتً، وتَجَثَّمَ الطائرُ تَجَثُّماً.

شُقّةُ بني عُذْرَةَ

شُقّةُ بني عُذْرَةَ:
موضع قرب وادي القرى مرّ به النبي، صلى الله عليه وسلم، في غزوة تبوك وبنى في موضع منه يقال له الرّقعة مسجدا يعدّ في مساجده.

شَرَوْرَى

شَرَوْرَى:
بتكرير الراء، وهو فعوعل، كما قال سيبويه في قرورى وحكمه حكمه، وقد ذكرته هناك، فأصله إذا إمّا من الشّرى: وهي ناحية الفرات، وإمّا من الشّرى: وهو تبايع الشيء، فكرّرت العين فيه وزيدت الواو كما قلنا في قرورى، قال لي القاضي أبو القاسم بن أبي جرادة: رأيت شرورى وهو جبل مطلّ على تبوك في شرقيها، وفي كتاب الأصمعي: شرورى لبني سليم، قال الأعشى السلمي وكان سجن بالمدينة:
هاجك ربع بشرورى ملبد
وقال آخر:
كأنّها بين شرورى والعمق ... نوّاحة تلوي بجلباب خلق
وقال الأصمعي: شرورى ورحرحان في أرض بني سليم، وفي كتاب النبات: شرورى واد بالشام، قال:
سقوني وقالوا: لا تغنّ! ولو سقوا ... جبال شرورى ما سقيت لغنّت
وقال عبد الرحمن بن حسان:
أرقت لبرق مستطير كأنّه ... مصابيح تخبو ساعة ثمّ تلمح
يضيء سناه لي شرورى ودونه ... بقاع النّقيع أو سنا البرق أنزح
وقال مزاحم العقيلي:
أذلك أم كدريّة ظلّ فرخها ... لقى بشرورى كاليتيم المعلّل
غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها ... تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل
غدوّا غدا يومين عنه انطلاقها ... كميلين من سير القطا غير مؤتل
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.