Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بالطبع

التّقدّم

التّقدّم:
[في الانكليزية] Advance ،precedence ،priority ،development
[ في الفرنسية] Devancement ،anteriorite ،priorite ،developpement
هو عند الحكماء يطلق على خمسة أشياء بالاشتراك اللفظي على ما ذهب إليه المحقّقون، وبالاشتراك المعنوي على ما ذهب إليه جمّ غفير كما في بعض حواشي شرح هداية الحكمة.
وقيل بالحقيقة والمجاز. الأول التقدّم بالزمان وهو كون المتقدّم في زمان لا يكون المتأخر فيه كتقدم موسى على عيسى عليهما السلام، فإنه ليس لذات موسى ولا لشيء من عوارضه إلّا الزمان، فمعناه أنّ موسى وجد في زمان ثم انقضى ذلك الزمان وجاء زمان آخر وجد فيه عيسى. فالتقدم هاهنا صفة للزمان أولا وبالذات.
الثاني التقدّم بالشرف وهو أن يكون للسابق زيادة كمال من المسبوق كتقدم أبي بكر على عمر رضي الله عنهما. ولا شك أنّ زيادة الكمال هو السبب للتقدم في المجالس غالبا.
الثالث التقدّم بالرتبة بأن يكون المتقدم أقرب إلى مبدأ معيّن وسمّاه البعض بالتقدّم بالمكان.
والترتب إمّا عقلي كما في الأجناس المترتبة على سبيل التصاعد والأنواع الإضافية المترتبة على سبيل التنازل، فإنّ كلّ واحد من هذه الأمور المرتّبة واقع في مرتبة يحكم العقل باستحالة وقوعه في غيرها، وإمّا وضعي وهو أن يمكن وقوع المتقدّم في مرتبة المتأخر كما في صفوف المسجد، ويختلف ذلك التقدم الرتبي بحيث يصير المتقدم متأخرا والمتأخر متقدما بسبب اختلاف المبدأ. فقد تبتدئ أنت من المحراب فيكون الصف الأول متقدما على الصف الأخير وقد تبتدئ من الباب فينعكس الحال، وكذا الأجناس فإنّك إذا جعلت الجوهر مبدأ كان الجسم متقدما على الحيوان، وإن جعلت الإنسان مبدأ انعكس الأمر. الرابع التقدم بالطّبع وهو أن يكون المتقدم محتاجا إليه المتأخّر ولا يكون علّة تامة له كتقدّم الواحد على الاثنين وتقدّم سائر العلل الناقصة على معلولاتها وسماه صاحب المواقف بالتقدّم بالذات أيضا، وخصّه بجزء الشيء مقيسا إلى كله دون سائر علله الناقصة فقد خالف المشهور. الخامس التقدم بالعلية، وربما يقال له التقدم بالذات أيضا بأن يكون المتقدّم هو الفاعل المستقلّ بالتأثير ويسمّى علّة تامة لاستجماعه شرائط التأثير وارتفاع موانعه، وما سواه من العلل الناقصة متقدّم بالطبع. وأمّا العلة التامة بمعنى جميع ما يتوقّف عليه وجود المعلول فهي قد تكون متقدّمة على المعلول وذلك إذا كانت هي العلّة الفاعلية وحدها كما في البسيط الصادر عن الموجب بلا اشتراط أمر في تأثيره ولا تصوّر مانع أو مع اعتبار شيء معها من شرط أو ارتفاع مانع، أو كانت هي الفاعلية مع الغائية كما في البسيط الصادر عن المختار سواء اعتبر هناك شرط أو لا. أمّا إذا كانت العلّة التّامة هي الفاعلية مع المادية والصورية سواء كان هناك علّة غائية كما في المركّب الصادر عن المختار أو لا كما في المركّب الصادر عن الموجب لا يتصور تقدّمها على معلولها لأنّ مجموع الأجزاء المادية والصورية عين الماهية والشيء لا يتقدم على نفسه فكيف يتقدم عليهما مع انضمام أمرين آخرين إليه؟ ويمكن أن يقال المعتبر في العلّة التامة الصورة والمادة بدون انضمام إحداهما إلى الأخرى والمعلول هما مع الانضمام، فلا يلزم تقدّم الشيء على نفسه. وما قيل إنّ ذلك الانضمام إمّا أن يتوقف عليه وجود المعلول فيكون معتبرا في جانب العلة فيلزم المحال المذكور أو لا، فلا يعتبر في المعلول فليس بشيء، لجواز أن يكون ذلك الانضمام لازما لوجود المعلول معتبرا فيه من غير أن يتوقّف عليه وجوده. ولا يلزم من عدم توقف الوجود عدم الاعتبار فتدبر. هذا والمتقدم بالعلّية عند صاحب المحاكمات هو الفاعل مطلقا سواء كان مستقلا بالتأثير أو لا.
اعلم أنّ المتقدم بالعلّية والمتقدّم بالطبع مشتركان في معنى واحد وهو الترتّب العقلي الموجب لامتناع وجود المتأخر بدون المتقدّم، فهذا المعنى المشترك يسمّى التقدّم بالذات أيضا. وربما يقال للمعنى المشترك التقدّم بالطبع. ويخصّ التقدّم بالعلّية باسم التقدّم بالذات، والشيخ استعملهما في قاطيغورياس الشفاء كذلك، وفي شرح حكمة العين وربّما يقال للمعنى المشترك التقدم الحقيقي فإنّ ما سواه ليس بحقيقي بل إطلاق لفظ المتقدّم عليه بالعرض والمجاز، فإنّ المتقدّم بالزمان ليس التقدّم له بالذات والحقيقة، بل لأجزاء الزمان فالتقدّم الحقيقي بين الزمانين وهو بالطبع، لا بين الشخصين، وكذا الحال في التقدّم بالشرف، إذ صاحب الفضيلة ربّما قدّم في الشروع في الأمور أو في منتصب الجلوس فيرجع إلى التقدم الزماني، والرتبي راجع إلى الزماني أيضا. فإنّه إذا قيل بغداد قبل البصرة فهو بالنسبة إلى القاصد المنحدر، ولا معنى لهذا التقدّم إلّا أنّ زمان وصوله إلى بغداد قبل زمان وصوله إلى البصرة. وأما القاصد المتصعّد فبالعكس وليس أحدهما قبل الآخر بذاته ولا بحسب حيّزه ومكانه، بل بحسب الزمان على الوجه المذكور، فعلم من هذا أنّ التقدّم ليس مقولا على الخمسة بالتواطؤ ولا بالتشكيك بل بالحقيقة والمجاز كذا قيل انتهى.
قال المتكلّمون هاهنا نوع آخر من التقدّم وهو تقدّم بعض أجزاء الزمان على البعض كتقدم الأمس على اليوم واليوم على الغد، فإنه ليس تقدما بالعلية ولا بالذات لوجوب اجتماع المتقدم والمتأخر من هذين النوعين، ولا يجوز الاجتماع في أجزاء الزمان ولا بالشرف والرتبة وهو ظاهر، ولا بالزمان وإلّا لزم أن يكون للزمان زمان وأجاب الحكماء عنه بأنّ ذلك هو التقدّم الزماني وأنه لا يعرض أولا وبالذات إلّا للزمان فإذا أطلقناه على غيره كان ذلك تقدما بالعرض كما أنّ القسمة تعرض للكم أولا وبالذات، فإذا عرضت لغيره كان بواسطة الكم وذلك لا يوجب للكم كمّا آخر، فكذلك هاهنا إذا قلنا لغير الزمان إنه متقدّم بالتقدم الزماني أردنا أنّ زمانه متقدّم، ولا يوجب ذلك أن يكون للزمان زمان، وهذا مبنى لأبحاث كثيرة بين الطائفتين، منها أنّ الحكماء لما جعلوه راجعا إلى التقدّم الزماني ادعوا قدم الزمان المستلزم لقدم الحركة والمتحرّك، إذ لو كان حادثا لكان عدمه سابقا على وجوده سبقا زمانيا فيلزم وجود الزمان حال عدمه. والمتكلّمون لمّا جعلوه قسما برأسه جوّزوا تقدّم عدم الزمان على وجوده تقدّما يستحيل معه اجتماع المتقدّم مع المتأخّر من غير أن يكون مع عدم الزمان زمان.
تنبيه
التقدّم إن اعتبر بين أجزاء الماضي فكلّما كان أبعد من الآن الحاضر فهو المتقدّم وإن اعتبر فيما بين أجزاء المستقبل فكلّما هو أقرب إلى الآن الحاضر فهو المتقدّم وإن اعتبر فيما بين الماضي والمستقبل فقد قيل الماضي مقدّم على المستقبل وهذا هو الصحيح عند الجمهور، وهذا بالنظر إلى ذاتهما. ومنهم من عكس الأمر نظرا إلى عارضهما فإنّ كل زمان يكون أولا مستقبلا ثم يصير حالا ثم يصير ماضيا فكونه مستقبلا يعرض له قبل كونه ماضيا.
فائدة:
جميع أنواع التقدّم مشترك في معنى واحد وهو أنّ للمتقدّم أمرا زائدا ليس للمتأخّر ففي الذاتي كونه محتاجا إليه المتأخّر وفي الزماني كونه مضى له زمان أكثر لم يمض للمتأخّر.
وفي الشرف زيادة كمال وفي الرتبي وصول إليه من المبدأ أولا.
فائدة:
إذا عرف أقسام التقدّم عرف أقسام التأخّر لكونه ضدا له وإذا عرف أقسامهما عرف أقسام المعية بالمقايسة، فهي إمّا بالزمان فقط كالعلّية مع المعلول وذلك في غير المفارقات لأنها غير زمانية وإمّا بالعلّية كعلتين لمعلول واحد نوعي كالنار والشعاع بالنسبة إلى الحرارة النوعية أو لمعلولين شخصيين من نوع واحد، وإمّا بالطبع كجزءين مقوّمين لماهية واحدة في مرتبة واحدة، وإمّا بالشرف كشخصين متساويين في الفضلية، وإمّا بالرتبة كنوعين متقابلين تحت جنس واحد وشخصين متساويين في القرب إلى المحراب.
هكذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وشرح حكمة العين وشرح هداية الحكمة وغيرها.

الْوَاحِد بِالْعدَدِ

الْوَاحِد بِالْعدَدِ: الْوَاحِد الشخصي ويقابله الْوَاحِد الجنسي وَالْوَاحد النوعي وَالْوَاحد على أَقسَام لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يكون تصَوره مَانِعا عَن حمله على كثيرين وَهُوَ الْوَاحِد بالشخص أَو لَا يكون مَانِعا عَن ذَلِك الْحمل وَهُوَ الْوَاحِد لَا بالشخص وَأَنه عبارَة عَن كثير لَهُ جِهَة وَاحِدَة فَهُوَ وَاحِد من حَيْثُ الْمَفْهُوم كثير من حَيْثُ الْأَفْرَاد وَأما الْوَاحِد بالشخص فَإِن لم يقبل الْقِسْمَة إِلَى الْأَجْزَاء المقدارية أَو غير المقدارية مَحْمُولَة كَانَت أَو غير مَحْمُولَة فَهُوَ الْوَاحِد الْحَقِيقِيّ وَهُوَ إِن لم يكن لَهُ مَاهِيَّة نوعية سوى مَفْهُوم عدم الانقسام فالوحدة الشخصية وَأما الْوحدَة فواحد لَا بالشخص لِأَنَّهَا وَاحِد من حَيْثُ الْمَفْهُوم وَكثير من حَيْثُ الْأَفْرَاد وَإِن كَانَ لَهُ مَاهِيَّة نوعية سوى مَفْهُوم عدم الانقسام فإمَّا أَن يكون قَابلا للْإِشَارَة الحسية وَهُوَ النقطة الجوهرية عِنْد مثبتيها والنقطة العرضية أَو لَا يكون قَابلا لَهَا وَهُوَ المفارق المشخص أَعم من أَن يكون وَاجِبا أَو مُمكنا. وَإِن قبل الْوَاحِد بالشخص الْقِسْمَة فإمَّا أَن يَنْقَسِم إِلَى أَجزَاء مقدارية متشابهة فِي الْحَقِيقَة وَهُوَ الْوَاحِد بالاتصال فَإِن كَانَ قبُوله الْقِسْمَة إِلَى تِلْكَ الْأَجْزَاء المتشابهة لذاته فَهُوَ الْمِقْدَار الشخصي الْقَابِل للْقِسْمَة الوهمية لَا الانفكاكية وَإِن كَانَ قبُوله لَا لذاته فَهُوَ الْجِسْم الْبَسِيط كَالْمَاءِ الْوَاحِد بالشخص إِذْ يَنْقَسِم إِلَى أَجزَاء مقدارية مُخْتَلفَة بالحقائق وَهُوَ الْوَاحِد بالاجتماع كالمعاجين والأجسام المركبة من العناصر كالشجر الْوَاحِد المشخص فَإِنَّهُ مركب من العناصر وَهِي متخالفة الْمَاهِيّة بِخِلَاف الْبَسِيط كَالْمَاءِ. وَالْوَاحد بالاتصال بعد الْقِسْمَة الانفكاكية وَاحِد بالنوع وَوَاحِد بالموضوع أَي الْمحل والمادة عِنْد من يَقُول بهَا. أما الأول: فبمعنى أَن نوعهما وَاحِد فَإِن المَاء الْوَاحِد إِذا جزئ كَانَ هُنَاكَ ماءان متحدان فِي الْحَقِيقَة النوعية. وَأما الثَّانِي: فتوجيهه أَن تِلْكَ الْأَجْزَاء الْحَاصِلَة بِالْقِسْمَةِ من شَأْنهَا أَن يتَّصل بَعْضهَا بِبَعْض وَيحل فِي مَادَّة وَاحِدَة فَلَا يردان الصُّورَة الجسمية تَتَعَدَّد بعد الانفكاك فتتعدد الْمَادَّة بِالضَّرُورَةِ وَلَو بِالْعرضِ وللواحد بالاتصال إطلاقان قد يُطلق على مقدارين يتلاقيان عِنْد حد مُشْتَرك بَينهمَا كالخطين المحيطين بزاوية هَكَذَا (ل) وَقد يُطلق على جسمين يلْزم من حَرَكَة كل مِنْهُمَا حَرَكَة الآخر وَأما الْوَاحِد لَا بالشخص فقد عرفت أَنه وَاحِد من حَيْثُ الْمَفْهُوم كثير من حَيْثُ الْأَفْرَاد فجهة الْوحدَة فِيهِ إِمَّا ذاتية للكثرة أَي غير خَارِجَة عَن ماهيتها أَو عارضة لَهَا أَي مَحْمُولَة عَلَيْهَا خَارِجَة عَن ماهيتها أَو لَا تكون ذاتية للكثرة وَلَا أمرا عارضا لَهَا بِأَن لَا تكون مَحْمُولَة عَلَيْهَا أصلا - فَإِن كَانَت ذاتية بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور فإمَّا أَن تكون تِلْكَ الْجِهَة تَمام مَاهِيَّة تِلْكَ الْكَثْرَة فَذَلِك الْكثير هُوَ الْوَاحِد بالنوع كأفراد الْإِنْسَان فَإِن جِهَة وحدتهم الْإِنْسَان الَّذِي هُوَ تَمام ماهيتهم فالإنسان وَاحِد نَوْعي وأفراده وَاحِد بالنوع أَو تكون تِلْكَ الْجِهَة جُزْء مَاهِيَّة تِلْكَ الْكَثْرَة فَذَلِك الجزءان كَانَ تَمام الْمُشْتَرك بَين مَاهِيَّة تِلْكَ الْكَثْرَة وَغَيرهَا فَذَلِك الْكثير هُوَ الْوَاحِد بِالْجِنْسِ فَإِن أَفْرَاد الْإِنْسَان وَالْفرس وَالْبَقر مثلا وَاحِدَة بِالْجِنْسِ الَّذِي هُوَ الْحَيَوَان وَإِن لم يكن ذَلِك الْجُزْء تَمام الْمُشْتَرك فَذَلِك الْكثير وَاحِد بِالْفَصْلِ كأفراد النَّاطِق فَإِنَّهَا وَاحِدَة بِالْفَصْلِ وَهُوَ النَّاطِق وَإِن كَانَت تِلْكَ الْجِهَة عارضة بِالْمَعْنَى المسطور فَذَلِك الْكثير وَاحِد بِالْعرضِ فَإِن كَانَت تِلْكَ الْجِهَة الْعَارِضَة مَوْضُوعَة بالطبع لتِلْك الْكَثْرَة بِأَن كَانَت مَوْصُوفَة بهَا فَذَلِك الْكثير وَاحِد بالموضوع كَمَا يُقَال الضاحك وَالْكَاتِب وَاحِد فِي الإنسانية الَّتِي هِيَ جِهَة الْوحدَة الْخَارِجَة عَن مَاهِيَّة الضاحك وَالْكَاتِب الْمَوْضُوعَة بالطبع لَهما لِأَن الْإِنْسَان مَوْصُوف بِالْكِتَابَةِ والضحك فالإنسان مَوْضُوع بالطبع كَمَا تَقول الْإِنْسَان كَاتب ضَاحِك وَإِن جعلته مَحْمُولا كَمَا تَقول الضاحك وَالْكَاتِب إِنْسَان.
وَإِن كَانَت تِلْكَ الْجِهَة الْعَارِضَة مَحْمُولَة بالطبع للكثير بِأَن كَانَت صفة لَهُ فَذَلِك الْكثير وَاحِد بالمحمول كَمَا يُقَال الْقطن والثلج وَاحِد فِي الْبيَاض فَإِن الْأَبْيَض خَارج عَنْهُمَا ومحمول عَلَيْهِمَا طبعا فَإِن طبيعة الْأَبْيَض تَقْتَضِي المحمولية إِذْ هُوَ عَارض للقطن والثلج ووجوده مُؤخر عَنْهُمَا وَإِن جَازَ أَن يَجْعَل الْأَبْيَض مَوْضُوعا لَهَا بِأَن لَا يكون أمرا مَحْمُولا عَلَيْهَا فيسمى ذَلِك الْكثير الْوَاحِد بِهَذِهِ الْجِهَة وَاحِدًا بِالنِّسْبَةِ كتعلق النَّفس بِالْبدنِ وَتعلق الْملك بِالْمَدِينَةِ فهذان التعلقان نسبتان متحدان فِي التَّدْبِير الَّذِي لَيْسَ مُقَومًا وَلَا عارضا لشَيْء مِنْهُمَا بل هُوَ عَارض للنَّفس وَالْملك فَإِن الْمُدبر إِنَّمَا يُطلق حَقِيقَة عَلَيْهِمَا وَإِن كَانَ زَائِدا فِي الْمُمكن قَالَ أفضل المتأخيرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله تَعَالَى فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف فِي الْمَقْصد الثَّالِث من الْأُمُور الْعَامَّة. قَوْله وَإِن كَانَ زَائِدا فِي الْمُمكن جملَة حَالية بِالْوَاو - وَفِي شرح التسهيل الشّرطِيَّة تقع حَالا نَحْو أفعل هَذَا إِن جَاءَ زيد فَقيل يلْزم الْوَاو - وَقيل لَا يلْزم وَهُوَ قَول ابْن جني وَفِي شرح الْكَشَّاف أَن كلمة أَن هَذِه لَا تكون لقصد التَّعْلِيق والاستقبال بل لثُبُوت الحكم الْبَتَّةَ - وَلذَا قيل إِنَّه للتَّأْكِيد وَإِلَيْهِ يُشِير كَلَام الشَّارِح حَيْثُ جعل كلا الْأَمريْنِ مدعي الْحُكَمَاء وَلَيْسَ هَذَا أَن الوصلية الْمَقْصُود مِنْهُ اسْتِمْرَار الْجَزَاء على تَقْدِير الشَّرْط وَعَدَمه انْتهى. 

الوحدة

الوحدة: الانفراد، والواحد الذي لا ينقسم بوجه لا فرضا ولا وهما ولا فعلا، ولا بينه وبين غيره نسبة بوجه. والواحد في الحقيقة الذي لا جزء له البتة البتة ثم يطلق على كل شيء موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح وصفه به، فيقال: عشرة واحدة، ومئة واحدة، فالواحد لفظ مشترك يشتمل على ستة أوجه، الأول: ما كان واحدا في الجنس كالإنسان والفرس، أو النوع كزيد وعمرو. الثاني: ما كان واحدا بالاتصال إما في الخلقة كقولك شخص واحد، وإما من حيث الصناعة كقولك حرفة واحدة. الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيره في الخلقة كقولك الشهر واحد، أو في دعوى الفضيلة كفلان واحد دهره. الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزؤ فيه لصغره كالهباء أو لصلابته كالماس. الخامس: للمبدأ إما لمبدأ العدد كواحد اثنين أو لمبدأ الخط كالنقطة الواحدة والوحدة، في كلها عارضة، وإذا وصف تعالى بالواحد فمعناه الذي لا يصح عليه التجزؤ والتكثر، ولصعوبة هذه الوحدة قال: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} الآية.
الوحدة:
[في الانكليزية] Unity ،unit ،union
[ في الفرنسية] Unite ،unicite
بالفتح هي ضد الكثرة وهما من المعاني الواضحة كما في تهذيب الكلام. وأطلقها الصوفية على مرتبة التعيّن الأول كما عرفت قبيل هذا. ويقول في لطائف اللغات: الوحدة عند الصوفية عبارة عن الأول الذي هو الحقيقة المحمدية، ومرتبة قابليات الصّرف وذلك ما يقال له أيضا البرزخ الأكبر. والواحدية والأحدية طرفاها. الأحدية بانتفاء النّسب والاعتبارات والواحدية باعتبار ثبوت النّسب والاعتبارات والإضافات. قال صاحب المواقف وصاحب الطوالع ما حاصله إنّهم عرّفوا الوحدة بكون الشيء بحيث لا ينقسم إلى أمور متشاركة في الماهية، سواء لم ينقسم أصلا كالواجب والنقطة وتسمّى وحدة حقيقية، أو انقسم إلى أمور مخالفة في الحقيقة كزيد المنقسم إلى أعضائه وتسمّى وحدة إضافية. وعرّفوا الكثرة بكون الشيء بحيث ينقسم إلى أمور مشاركة في الماهية كفرد أو فردين من نوع، ولا يخفى أنّ الكثرة المجتمعة من الأمور المختلفة الحقائق كإنسان وفرس وحمار داخلة في حدّ الوحدة وخارجة عن حدّ الكثرة. فالأولى أن يقال الوحدة كون الشيء بحيث لا ينقسم والكثرة كونه بحيث ينقسم، وإنّما قلنا فالأولى لأنّه يجوز أن يكون ذلك تعريفا بالأخصّ أو للأخصّ أو للأخصّ وهو الوحدة والكثرة باعتبار الأفراد.
واعلم أنّ ما ذكر تعريفات لفظية لا حقيقية لأنّ تصوّر الوحدة والكثرة بديهي كما عرفت، وإلّا يدور لأنّا إذا قلنا الوحدة كون الشيء بحيث لا ينقسم إلى أمور متشاركة في الماهية فقد قلنا إنّ الوحدة كون الشيء بحيث لا يتكثّر ضرورة، فقد أخذنا الكثرة في تعريف الوحدة والكثرة لا يمكن تعريفها إلّا بالوحدة لأنّ الوحدة مبدأ الكثرة. ومنها وجودها وماهيتها ولذا أي تعريف يعرّف به الكثرة يستعمل فيه الوحدة مثل الكثرة المجتمع فيه الوحدات والكثرة ما يعد بالواحد وغير ذلك. وظنّ البعض أنّ الوحدة نفس الوجود فتكون الوحدة الشخصية نفس الوجود الشخصي الثابت لكلّ موجود معيّن. والحقّ أنّ الوحدة والكثرة مغايرتان للوجود إذ الوجود بجامع الوحدة والكثرة. نعم الوحدة تساوق الوجود وتساويه فكلّ ما له وحدة فهو موجود في الجملة، وكلّ موجود له وحدة ما، حتى الكثير فإنّ العشرة مثلا واحدة من العشرات.
وأيضا ليستا نفس الماهية لأنّ الماهية من حيث هي قابلة لهما فهما زائدتان عليها.
فائدة:
اختلف في وجودهما فأثبته الحكماء وأنكره المتكلّمون. اعلم أنّ مقابلة الوحدة والكثرة ليست ذاتية لأنّهما لا يعرضان لمعروض واحد بالشخص، واتحاد الموضوع معتبر في التقابل، بل بينهما مقابلة بالعرض وذلك لإضافة عرضت لهما وهي المكيالية والمكيلية، فإنّ الوحدة مكيال للعدد وعاد له، والعدد مكيل بالوحدة ومعدود بها، والشيء من حيث إنّه مكيال لا يكون مكيلا أو بالعكس، ولذا لم يجز كون الشيء واحدا وكثيرا معا من جهة واحدة. التقسيم:
الواحد إمّا أن لا ينقسم إلى جزئيات بأن يكون تصوّره مانعا من وقوع الشركة فيه وهو الواحد بالشخص ووحدته هي الوحدة الشخصية، أو ينقسم إلى جزئيات وهو الواحد لا بالشخص وأنّه كثير له جهة وحدة فهو واحد من وجه أيّ من حيث هو هو، أي من حيث المفهوم وكثير من جهة الانطباق على الأفراد، ووحدته هي الوحدة لا بالشخص. واعلم أنّ المفهوم من هذا هو أنّ الانقسام إلى الجزئيات وحدة لا بالشخص ولا يخفى أنّه معنى الكثرة بالشخص لا معنى الوحدة بالشخص. والحقّ أنّ الوحدة لا بالشخص وحده مبهمة ثابتة للماهية من حيث هي والكثرة بالشخص كثرة متعيّنة ثابتة لها من حيث الكلّية، والوحدة بالشخص وحدة متعيّنة ثابتة لها من حيث الشخص، فالوحدة لا بالشخص هي عدم الانقسام في مرتبة الماهية من حيث هي والكثرة بالشخص هي الانقسام في مرتبة الكلّية والوحدة بالشخص هي عدم الانقسام في مرتبة الشخص. ثم الواحد بالشخص إن لم يقبل القسمة إلى الأجزاء أصلا أي لا بحسب الأجزاء المقداريّة ولا بحسب غيرها محمولة كانت أو غيرها فهو الواحد الحقيقي، وهو ثلاثة أقسام لأنّه إن لم يكن له مفهوم سوى مفهوم عدم الانقسام حقيقة فالوحدة الشخصيّة أي المشخّصة فإنّ الوحدة مطلقا ليس لها مفهوم سوى مفهوم عدم الانقسام. فالوحدة مطلقا ليست وحدة بالشخص، وإنّما قلنا حقيقة إذ لو لم يقيد عدم الانقسام بها فالتغاير بين العارض والمعروض ولو بالاعتبار ضروري. وإن كان له مفهوم سوى ذلك أي عدم الانقسام فيكون عارضا لماهية فهو النقطة المشخّصة إن كان ذا وضع أي قابل للإشارة الحسّية، هذا عند نفاة الجزء. وإن أريد أعمّ من الجوهرية والعرضية يصحّ على رأي مثبتيه أيضا والمفارق المشخّص إن لم يكن ذا وضع سواء كان المفارق واجبا أو ممكنا. أمّا عدم قبول الأقسام الثلاثة للقسمة إلى الأجزاء الخارجيّة فظاهر.
وأمّا عدمه إلى الأجزاء الذهنية فلأنّ الوحدة والنقطة غير داخلتين في مقولة من المقولات التسعة فلا يكون لها جنس ولا فصل، وكذا لم يثبت جنسية الجوهر فلا يكون للمفارق جنس.
وإن قبل الواحد بالشخص القسمة فإمّا أن ينقسم إلى أجزاء مقداريّة متشابهة في الحقيقة وهو الواحد بالاتصال، فإن كان قبوله القسمة إلى تلك الأجزاء لذاته فهو المقدار الشخصي القابل للقسمة الوهميّة على رأي من يثبت المقادير، وإن كان قبوله لا لذاته فهو الجسم البسيط كالماء البسيط كالماء الواحد بالشّخص المتصل على وجه لا يكون فيه مفصّل إمّا حقيقة على رأي نفاة الجزء وإمّا حسّا على رأي مثبتيه، بل نقول ليس ما يكون قبوله لا لذاته مختصّا بالجسم بل أعمّ منه فإنّه هو ما يحل فيه المقدار كالصورة الجسمية والهيولى، أو ما يحلّ في المقدار أو في محل المقدار حلولا سريانيا عند من أثبت هذه الأمور. وأمّا أن ينقسم إلى أجزاء مقدارية مختلفة بالحقائق وهو الواحد بالاجتماع كالشجر الواحد المشخّص فإنّه مركّب من أجزاء مقدارية متخالفة في الحقيقة، فالمجموع المركّب من زيد وعمرو واحد بالشخص وخارج عن هذا القسم إن كان الاجتماع والاتصال الحسّي شرطا فيه. وكذا العشرة المركّبة من الوحدات وإلا فداخل فيه والواحد بالاتصال بعد القسمة الانفكاكية واحد بالنوع لأنّ أجزاءه لمّا كانت متفقة في الحقيقة كان كلا منها بعد القسمة فردا له وواحد بالموضوع أيضا عند من يقول بالمادة، فإنّ تلك الأجزاء الحاصلة بالقسمة من شأنها أن يتصل بعضها ببعض ويحلّ في مادة واحدة بخلاف أشخاص الناس إذ ليس من شأنها الاتصال. وأمّا عند مثبتي الجزء فالواحد بالاتصال بعد القسمة واحد بالنوع دون الموضوع والتحقيق ان الواحد بالاتصال الحقيقي انما يتصور على القول بنفي الجزء فإنّ الأجزاء الموجودة بالفعل إذا اجتمعت واتصل بعضها ببعض حتى يحصل منها مركّب كان ذلك المركّب واحدا بالاجتماع حقيقة، سواء كانت تلك الأجزاء متشابهة أو متخالفة. ثم إنّه قد يقال الواحد بالاتصال لمقدارين متلاقيين عند حدّ مشترك كالخطين المحيطين بزاوية، وقد يقال لمقدارين يتلازم طرفاهما بحيث يلزم من حركة أحدهما حركة الآخر، وهو على أنواع: وأولاها بالاتصال ما كان الالتحام فيه طبيعيا أي خلقيا كالمفاصل، وهذا القسم شبيه جدا بالوحدة الاجتماعية. اعلم أنّ ما ينقسم إلى أجزاء غير مقدارية إمّا محمولة أو غير محمولة كالجسم المركّب من الهيولى، والصورة ليس له اسم معيّن في الاصطلاح. وأيضا الواحد بالشخص إن حصل له جميع ما يمكن له من الأجزاء فهو الواحد التام كالدائرة والكرة، وإن لم يحصل له جميع ما يمكن له فهو الواحد الغير التام كالخط المستقيم فإنّ الزيادة عليه ممكن أبدا، والتام إمّا طبيعي أي خلقي كزيد وإمّا وضعي أي متعلّق بالوضع والاصطلاح كدرهم، وإمّا صناعي أي متعلّق بالصناعة كالبيت. وأمّا الواحد لا بالشخص فجهة الوحدة فيه إمّا ذاتيّة للكثرة أي غير خارجة عنها فيشتمل تمام الماهية وحينئذ فإمّا تمام ماهياتها وهو الواحد بالنوع كالإنسان بالنسبة إلى أفراده فيقال الإنسان واحد نوعي وأفراده واحدة بالنوع أو جزئها فإن كان ذلك الجزء تمام المشترك فهو الواحد بالجنس، قريبا كان أو بعيدا، وإلّا فالواحد بالفصل، وإمّا عارضة أي يكون جهة الوحدة أمرا عارضا للكثرة أي محمولا عليها خارجا عن ماهياتها وهو الواحد بالعرض، وذلك إمّا واحد بالموضوع إن كانت جهة الوحدة موضوعة بالطبع لتلك الكثرة كما يقال الكاتب والضاحك واحد في الإنسان فإنّ الإنسان عارض لهما أي محمول عليهما خارج عن ماهيتهما وهو موضوع لهما بالطبع لكونه موصوفا بهما أو واحد بالمحمول إن كانت جهة الوحدة محمولة بالطبع على تلك الكثرة كما يقال القطن والثلج واحد في البياض فإنّ الأبيض محمول عليهما طبعا وخارج عنهما، أولا يكون جهة الوحدة ذاتية للكثرة ولا أمرا عارضا لها، وذلك بأن لا يكون محمولا عليها أصلا وهو الواحد بالنسبة كما يقال نسبة النفس إلى البدن نسبة الملك إلى المدينة، فإنّ للنفس تعلّقا خاصا بالبدن بحسبه يتمكّن من تدبيره دون غيره من الأبدان وكذا للملك تعلّق خاص بالمدينة بحسبه يتمكّن من تدبيرها دون غيرها من المدائن، فهذان التعلّقان سببان متحدان في التدبير الذي ليس مقوما ولا عارضا لشيء منهما، بل عارض للنفس والملك فإنّ المدبّر إنّما يطلق حقيقة عليهما.
فائدة:
قول الواحد على هذه الأقسام إنّما هو بالتشكيك فتكون الوحدات مختلفة بالحقيقة فلا يجب حينئذ اشتراكها أي اشتراك الوحدات في الحكم. فمنها ما هو وجودي كالوحدة الاتصاليّة والاجتماعيّة. ومنها ما هو اعتباري محض.
ومنها ما هو زائد على ماهية الوحدة كوحدة الإنسانية مثلا. ومنها ما هو نفس الماهية كوحدة الوحدة. ومنها ما هو جزء، وزيادة التوضيح في شرح المواقف وحواشيه.

متقدم

المتقدم بالزمان: هو ما له تقدم زماني، كتقدم نوح على إبراهيم، عليهما السلام.

المتقدم بالطبع: هو الشيء الذي لا يمكن أن يوجد شيء آخر إلا وهو موجود، وقد يمكن أن يوجد هو ولا يكون الشيء الآخر موجودًا كتقدم الواحد على الاثنين؛ فإن الاثنين يتوقف وجودهما على وجود الواحد، فإن الواحد متقدم بالطبع على الاثنين، وينبغي أن يزاد في تفسير المتقدم بالطبع قيد كونه غير مؤثر في المتأخر؛ ليخرج عنه المتقدم بالعلية.

المتقدم بالشرف: هو الراجح بالشرف على غيره، وتقدمه بالشرف، وهو كونه كذلك، كتقدم أبي بكر على عمر، رضي الله عنهما.

المتقدم بالرتبة: هو ما كان أقرب من غيره إلى مبدأ محدود لهما، وتقدمه بالرتبة هو تلك الأقربية. وهما: إما طبعي، إن لم يكن المبدأ المحدود بحسب الوضع والجعل بل بحسب الطبع، كتقدم الجنس على النوع، وإما وضعي، إن كان المبدأ بحسب الوضع والجعل، كترتب الصفوف في المسجد بالنسبة إلى المحراب، أي كتقدم الصف الأول على الثاني، والثاني على الثالث، إلى آخر الصفوف.

المتقدم بالعلية: هي العلة الفاعلية الموجبة بالنسبة إلى معلولها، وتقدمها بالعلية كونه علة فاعلية، كحركة اليد؛ فإنها متقدمة بالعلية على حركة القلم، وإن كانا معًا بحسب الزمان.

الحيّز

الحيّز:
[في الانكليزية] Space ،area ،surface ،locus
[ في الفرنسية] Espace ،etendue ،surface ،lieu
بالفتح وكسر الياء المثناة التحتانيّة المشدّدة وقد جاء بتخفيف الياء وسكونها أيضا كما في المنتخب هو في اللغة الفراغ مطلقا، سواء كان مساويا لما يشغله أو زائدا عليه أو ناقصا عنه.
يقال زيد في حيّز وسيع يسعه جمع كثير أو في حيّز ضيّق لا يسعه هو بل بعض أعضائه خارج الحيّز كذا قيل. وفي أكثر كتب اللغة إنّه المكان. وفي اصطلاح الحكماء والمتكلّمين لا يتصوّر زيادة الشيء على حيّزه ولا زيادة حيّزه عليه. قال المولوي عصام الدين في حاشية شرح العقائد في بيان الصفات السلبية: الحيّز والمكان واحد عند من جعل المكان السطح أو البعد المجرّد المحقّق، وكذا عند المتكلّمين.
إلّا أنّه بمعنى البعد المتوهم. فما قال الشارح التفتازاني من أنّ الحيز أعمّ من المكان لأنّ الحيّز هو الفراغ المتوهّم الذي يشغله شيء ممتد أو غير ممتد. فالجوهر الفرد متحيّز وليس بمتمكّن لم نجده إلّا في كلامه. وأمّا عباراتهم فتفصح عن اتحاد معنى الحيّز والمكان انتهى.
ويؤيده ما وقع في شرح المواقف في مباحث الكون وهو أنّ المتكلّمين اتفقوا في أنّه إذا تحرّك جسم تحرّك الجواهر الظاهرة منه.
واختلفوا في الجواهر المتوسّطة. فقيل متحرّك وقيل لا. وكذلك الحال في المستقر في السفينة وهو نزاع لفظي يعود إلى تفسير الحيّز. فإن فسّر بالبعد المفروض كان المستقر في السفينة المتحرّكة متحرّكا، وكذا الجواهر المتوسطة لخروج كلّ منهما حينئذ من حيّز إلى حيّز آخر لأنّ حيز كل منهما بعض من الحيز للكل. وإن فسّر الحيّز بالجواهر المحيطة لم يكن الجوهر الوسطاني مفارقا لحيزه أصلا. وأمّا المستقر المذكور فإنّه يفارق بعضا من الجواهر المحيطة به دون بعض. وإن فسّر الحيّز بما اعتمد عليه ثقل الجوهر كما هو المتعارف عند العامة لم يكن المستقر مفارقا لمكانه أصلا انتهى. فإنّ هذا صريح في أنّ الحيّز والمكان مترادفان لغة واصطلاحا؛ فإنّ المعنى الأخير لغوي للمكان، والأول اصطلاح المتكلّمين على ما صرّح بذلك شارح المواقف في مبحث المكان. وقال شارح الإشارات إنّ المكان عند القائلين بالجزء غير الحيّز لأنّ المكان عندهم قريب من مفهومه اللغوي وهو ما يعتمد عليه المتمكّن كالأرض للسرير. وأمّا الحيّز فهو عندهم الفراغ المتوهّم المشغول بالمتحيّز الذي لو لم يشغله لكان خلاء كداخل الكوز للماء. وأمّا عند الشيخ والجمهور فهما واحد، وهو السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي. وقيل حاصله أنّ المكان عند المتكلمين قريب من معناه اللغوي، ومعناه اللغوي ما يعتمد عليه المتمكن، فإنّ ضمير هو راجع إلى المفهوم اللغوي بدليل أنّ المكان عندهم بعد موهوم لا أمر موجود كالأرض للسرير، وأنّ الحيّز غير المكان عندهم، فالحيّز هو الفراغ المتوهّم مع غير اعتبار حصول الجسم فيه أو عدمه كما قال الشارح المرزباني والمكان هو الفراغ المتوهّم مع اعتبار حصول الجسم فيه، والخلاء هو الفراغ المتوهّم الذي من شأنه أن يكون مشغولا بالمتحيّز انتهى. يعني أنّ الخلاء هو الفراغ المتوهّم الذي من شأنه أن يكون مشغولا، والآن خال عن الشاغل على ما هو رأي المتكلّمين، وإلّا يصير الخلاء مرادفا للحيز. ولذا قيل إنّ الخلاء عندهم أخصّ من الحيّز لأنّ الخلاء هو الفراغ الموهوم مع اعتبار أن لا يحصل فيه جسم والحيّز هو الفراغ الموهوم من غير اعتبار حصول الجسم فيه أو عدم حصوله. والمفهوم من كلام شارح هداية الحكمة ومحشيه العلمي أنّ الحيّز عند القائلين بأنّ المكان هو السطح أعمّ من المكان، فإنّ الحيّز عندهم ما به يمتاز الأجسام في الإشارة الحسّية فهو متناول أيضا للوضع الذي به يمتاز المحدد أعني الفلك الأعظم من غيره في الإشارة الحسّية فهو متحيّز، وليس في المكان لأنّ المكان هو السطح الباطن المذكور. ولا يرد على هذا التفسير الهيولى والصورة النوعية إذ الأجساد وإن كانت تتمايز بهما لكن لا تتمايز بهما في الإشارة الحسّية إذ لا وضع لهما. إن قيل يلزم أن يكون لغير المحدد حيزان إذ لهذه الأجسام وضع ومكان. قلت بالوضع والمكان يحصل التمايز بين الأجسام في الإشارة الحسّية، فالمجموع حيز واحد والمراد بالوضع هاهنا هو المقولة أو جزؤها.
فائدة:

قال الحكماء: كلّ جسم فله حيّز طبعي ولا يمكن أن يكون له حيزان طبعيان. قال العلمي في حاشية شرح هداية الحكمة: المفهوم من كلام السيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين أنّ الحيز الطبعي هو ما يكون لذات الجسم مدخل فيه سواء كان مستندا إلى جزئه أو نفس ذاته أو لازم ذاته، والمفهوم من بعض مؤلفاته أنّ المكان الطبعي هو ما يكون مستندا إلى الصورة النوعية حيث أبطل استناد ذلك المكان إلى الجسمية المشتركة لكون نسبتها إلى الأحياز كلها على السوية وكذا إلى الهيولى لكونها تابعة للجسمية في اقتضاء حيّزها على الإطلاق، وكذا إلى أمر خارج لكون الفرض خلوه عن جميع ما يمكن خلوه عنه من الأمور الخارجة فهو مستند إلى أمر داخل فيه مختصّ به وهو المراد بالطبعــية، وهذا المعنى أخصّ من الأول. والمراد بالطبعــية على المعنى الأول الحقيقة. ثم المفهوم من كلام صاحب هداية الحكمة هاهنا هو المعنى الأول، ومن كلام شارحه هاهنا المعنى الثاني، ومن كلام شارحه في مبحث الشكل أنّ المراد من كون المكان طبعيا للجسم أنّ المكان من العوارض الذاتية له لا من الأعراض الغريبة، حيث يقول وما يعرض لشيء بواسطة ليست مستندة إلى ذاته ولا لازمة له من حيث هو لا يكون عارضا له لذاته انتهى.
ويفهم من إشارات الشيخ أنّ المكان الطبعي للجسم ما يكون ملائما لذاته. ولا يخفى أنّه يمكن تطبيقه على الأول والثالث بل على الثاني أيضا من تخصيص في الملائمة، لكنه خلاف الظاهر. وبالجملة كلامهم في هذا الباب لا يخلو عن الاضطراب انتهى ما ذكر العلمي.
فائدة:

قال الحكماء: المكان الطبعي للمركّب مكان البسيط الغالب فيه فإنّه. يقهر ما عداه ويجذبه إلى حيّزه، فيكون الكلّ إذا خلّي وطبعه طالبا لذلك الحيّز. وإن تساوت البسائط كلّها فمكانه هو الذي اتّفق وجوده فيه لعدم أولوية الغير وفيه نظر لأنّه إذا أخرج ذلك المركّب عن ذلك المكان لم يعد إليه طبعا بل يسكن أينما أخرج لعدم المرجّح، فلا يكون ذلك المكان طبعيّا له؛ والبسيطان المتساويان حجما ومقدارا قد يختلفان قوة فإنّه إذا أخذ مقداران متساويان من الأرض والنار فربما كان اقتضاء الأرضية للميل السافل أقوى من اقتضاء النارية للميل الصاعد أو بالعكس بل ربما كان الناقص مقدارا أقوى قوة. فالمعتبر هو التساوي في القوة دون الحجم والمقدار.
وقد يفصّل ويقال إنّه إن تركّب من بسيطين فإن كان أحدهما غالبا قوة وكان هناك ما يحفظ الامتزاج فالمركّب ينجذب بالطبع إلى مكان الغالب وإن تساويا فإمّا أن يكون كلّ منهما متمانعا للآخر في حركته أولا؛ فإن لم يتمانعا افترقا ولم يجتمعا إلّا بقاسر، وإن تمانعا مثل أن تكون النار من تحت الأرض والأرض من فوق فإمّا أن يكون بعد كل منهما عن حيّزه مساويا لبعد الآخر أولا، فعلى الأول يتعاوقان، فيحتبس المركّب في ذلك المكان لا سيما إذا كان في الحدّ المشترك بين حيّزيهما. وعلى الثاني ينجذب المركّب إلى حيّز ما هو أقرب إلى حيّزه لأنّ الحركات الطبعية تشتدّ عند القرب من أحيازها وتفتر عند البعد. وإنّ تركّب من ثلاثة فإن غلب أحدها حصل المركّب لطبعه في حيّز الغالب كما مرّ. وإن تساوت فإن كانت الثلاثة متجاورة كالأرض والماء والهواء حصل المركّب في حيّز العنصر الوسط كالماء. وإن كانت متباينة كالأرض والماء والنار حصل المركّب في الوسط أيضا لتساوى الجذب من الجانبين ولأنّ الأرض والماء يشتركان في الميل إلى أسفل فهما يغلبان النار بهذا الاعتبار. وإن تركّب من أربعة فإن كانت متساوية حصل المركّب في الوسط وإلّا ففي حيّز الغالب. هذا كلّه بالنظر إلى ما يقتضيه التركيب إذا خلا عن مقتض آخر يمنع العناصر عن أفعالها، فإنّه يجوز أن يحصل للمركّب صورة نوعية تعيّن له مكان البسيط المغلوب والله أعلم، كذا في شرح المواقف.
والحيّز عند المنجّمين عبارة عن أنّ كوكبا يوما يكون نهارا فوق الأرض، وكوكبا يكون ذات ليلة ليلا تحت الأرض، قال هذا في الشجرة.

عيا

(عيا) الرجل عايا وَصَاحبه عاياه
ع ي ا: (الْعِيُّ) ضِدُّ الْبَيَانِ. وَقَدْ (عَيَّ) فِي مَنْطِقِهِ فَهُوَ (عَيِيٌّ) عَلَى فَعْلٍ. وَ (عَيِيَ) يَعْيَا بِوَزْنِ رَضِيَ يَرْضَى فَهُوَ (عَيِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (عَيَّ) بِأَمْرِهِ وَ (عَيِيَ) إِذَا لَمْ يَهْتَدِ لِوَجْهِهِ. وَالْإِدْغَامُ أَكْثَرُ. وَأَعْيَاهُ أَمْرُهُ. وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: (عَيُوا) مُخَفَّفًا كَمَا مَرَّ فِي حَيُوا. وَيُقَالُ أَيْضًا: (عَيُّوا) مُشَدَّدًا. وَ (أَعْيَا) الرَّجُلُ فِي الْمَشْيِ فَهُوَ (مُعْيٍ) . وَلَا يُقَالُ: عَيَّانٌ، وَ (أَعْيَاهُ) اللَّهُ كِلَاهُمَا بِالْأَلِفِ. وَ (أَعْيَا) عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَ (تَعَيَّا) وَ (تَعَايَا) بِمَعْنًى. وَدَاءٌ (عَيَاءٌ) أَيْ صَعْبٌ لَا دَوَاءَ لَهُ كَأَنَّهُ أَعْيَا الْأَطِبَّاءَ. وَ (الْمُعَايَاةُ) أَنْ تَأْتِيَ بِشَيْءٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ.
(عيا) - في حَديثِ الزُّهْرِي: أَنَّ بَرِيدًا من بَعضِ المُلوكِ جَاءَه يَسْأَله عن رَجُل مَعَه ما مَع الرَّجُل، وما مَعِ المرأة، كيف يُورَّث؟ قال: من حَيثُ يَخْرج المَاءُ الدَّافِق. فقِيل فيه:
ومُهِمَّةٍ أَعيَا القُضاةَ عُياؤُها
تَذَرُ الفَقِيهَ يشُكُّ شَكَّ الجَاهِلِ
عجَّلتَ قَبلَ حَنِيذِها بشِوَائِها
وقَطَعْتَ مُحْرَدَها بحُكْمٍ فَاصِلِ 
العُيَاءُ كالعقَام والعُضَال؛ من عَيِىَ بالأَمْر. والمُجْرَد: المُقَطَّع،
: أي لم تَسْتَأْن بالجَواب، ورَمَيتَ به بَدِيهَةً كَمَنْ نزل به ضيفٌ تَعجَّل قِرَاه بما افْتَلذَ من كَبِدها، واقْتَطع من سَنَامِها، ولم يَحْبِسْه على الحَنِيذِ والقَدِيرِ ، وتَعْجِيلُ القِرَى مَحمودٌ عِنْدَهُم.
- في الحَدِيثِ: "شِفَاءُ العِيِّ السُّؤَالُ"
: أي الجَهْل. وقد عَيَّ وعَيِىَ به يَعْيَا عِيًّا.
[عيا] نه: فيه: زوجي "عياياء" طباقاء، هو العنين تعييه مباضعة النساء وهو من الإبل ما لا يضرب ولا يلقح. ش: أو غياياء شك من الراوي أو تنويع من الزوجة- ويشرح في غ. نه: ومنه: شفاء "العي" السؤال، وقد عيي بهتم بحمد الله وحسن توفيقه السفر الثاني من "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار" في الحادي عشر من شهر الله المبارك رمضان ضوعف قدره وأجر من عظمه من سنة ست وسبعين وتسعمائة الهجرية، في البلد المسمى بالفتن، صانها الله من الفتن، وصان أهلها من موجبات النقم، وتاب عليهم مما يوجب صولة الأيام واستمرار البرم، ويوفقهم لما يوجب استمرار النعم، وذلك من بلاد الكجرات من أقطار الهند. فالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام التام على سيد رسله المعتام، وعلى جميع صحبه الكرام، وتابعيهم بالإحسان على الدوام، وبارك لنا في أقوالنا وأحوالنا وأفعالنا ببركة أولئك العظام، وبحرمة الشهر الحرام، وتاب علينا بالتوبة المدام وغفر ذنوبنا الجسام، مع والدينا وأولادنا وأخلائنا بحرمة اسمه السلام، ويتلوه في الثالث حرف الغين المعجمة ختمه الله بالخير وحسن العاقبة مع الخاتمة آمين آمين آمين- هكذا وجدنا في المنقول عنه من عبارة المصنف رحمة الله عليه.
وحسب تجزئته هذه انتهى الجزء الثاني إلى حرف العين وكان تمام طبعه
في المطبع العالي لمنشي نو لكشور بالطبعــة الأولى في شهر رمضان سنة
1283هـ، وبالطبعــة الثانية في شهر رمضان سنة 1314هـ؛
وأما بالطبعــة الجديدة بمطبعة دائرة المعارف العثمانية فهذا هو الجزء الثالث
ينتهي إلى حرف العين، وقد وقع الفراغ من طبعه بعد المعارضة
بنسخ الكتاب والتصحيح يوم الجمعة الرابع والعشرين
من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها ألف ألف
صلاة وتحية= 18/ يونيو سنة 1971م.
ويتلوه في الجزء الرابع حرف الغين المعجمة.
(تم الجزء الثالث) بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على الكمال والدوام، على سيد رسله العتام، صلاة تمحو السيئات، وترفع الحسنات، وتكفر الهفوات، وتزيد البركات؛ ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة تزيل موجبات النقم، وتزيد مقتضيات النعم؛ وبعد فهذا ثلث ثالث من "مجمع بحار الأنواع في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار".

 بابه مع الباء

عيا: عَيَّ بالأَمرِ عَيّاً وعَيِيَ وتَعايا واسْتَعْيا؛ هذه عن

الزجَّاجي ، وهو عَيٌّ وعَييٌ وعَيَّانُ: عجز عنه ولم يُطِقْ إحْكامه. قال

سيبويه: جمع العَييِّ أَعْيِياءُ وأَعِيَّاءُ، والتصحيح من جهة أَنه ليس على

وزن الفِعْلِ، والإعْلال لاسْتِثقالِ اجتماع الياءَينِ، وقد أَعْياه

الأمرُ؛ فأَمَّا قول أبي ذؤيب:

وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ، يأْوِي مَلِيكُها

إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونارِلِ

فإنما عَدّى أَعْيا بالباء لأنه في معنى برَّح، فكأَنه قال برَّح بِراقٍ

ونازِلٍ، ولولا ذلك لما عَدَّاه بالباء. وقال الجوهري: قوم أَعْياء

وأَعْيِياء، قال: وقال سيبويه أَخبرنا بهذه اللغة يونس ، قال ابن بري: صوابه

وقوم أَعِيّاء وأَعْيِياء كما ذكره سيبويه. قال ابن بري: وقال ، يعني

الجوهري، وسَمِعْنا من العرب من يقول أَعْيِياء وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّن؛ قال

في كتاب سيبويه: أَحْيِيَةٌ جمع حَياء لفَرْج الناقة، وذكر أَنَّ من

العرب من يُدْغِمُه فيقول أَحِيَّة. الأزهري: قال الليث العِيُّ تأْسِيسٌ

أَصله من عَين وياءَيْن وهو مصدر العَيِيِّ، قال: وفيه لغتان رجل عَيِيٌّ،

بوزن فعيل؛ وقال العجاج:

لا طائِشٌ قاقٌ ولا عَيِيُّ

ورجل عَيٌّ: بوَزْنِ فَعْلٍ، وهو أَكثر من عَييٍّ، قال: ويقال عَيِيَ

يَعْيا عن حُجَّته عَيّاً، وعَيَّ يَعْيَا، وكلُّ ذلك يقال مثل حَيِيَ

يَحْيَا وحَيِّ؛ قال الله عز وجل: ويَحْيا مَنْ حَيَّ عن بَيِّنَةٍ ، قال:

والرِّجلُ يَتَكَلَّف عملاً فيَعْيا به وعَنه إذا لم يَهْتَدِ لوجِه عَمَله.

وحكي عن الفراء قال: يقال في فِعْلِ الجميع من عَيَّ عَيُّوا؛ وأَنشد

لبعضهم:

يَحِدْنَ عَنْ كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا

أَخاريسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالنَّسَبْ

وقال آخر:

مِنَ الذين إذا قُلْنا حديثَكُمُ

عَيُّوا، وإنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا

قال: وإذا سُكِّن ما قبل الياء الأُولى لم تُدْغَمْ كقولك هو يُعْيي

ويُحْيي. قال: ومن العربَ منْ أَذْعَمَ في مثلِ هذا؛ وأَنشد لبعضهم:

فكَأَنَّها بينَ النّساء سَبيكةٌ

تَمْشي بسُدَّة بَيتها، فتُعِيُّ

وقال أبو إسحق النحوي: هذا غيرُ جائزٍ عند حُذَّاق النحويين. وذكر أَنَّ

البيتَ الذي اسْتَشْهد به الفراء ليس بمعروف؛ قال الأَزهري: والقياس ما

قاله أَبو إسحق وكلامُ العرب عليه وأَجمع القُرّاء على الإظْهار في قوله

يُحْيِي ويُمِيتُ. وحكي عن شمر: عَيِيتُ بالأَمر وعَييتُه وأَعْيا عليَّ

ذلك وأَعياني. وقال الليث: أَعْياني هذا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه وعَيِيت

عنه، وقال غيره: عَيِيتُ فلاناً أَعْياهُ أَي جَهِلْته. وفلان يَعْياه

أَحدٌ أي لا يَجْهَله أحدٌ، والأصل في ذلك أن لا تَعْيا عن الإخبارِ عنه إذا

سُئِلْتَ جَهْلاً به؛ قال الراعي:

يسأَلْنَ عنك ولا يَعْياك مسؤولُ

أَي لا يَجْهَلُك. وعَيِيَ في المَنْطِق عِيّاً: حَصِرَ. وأَعْيا

الماشي: كلَّ. وأَعْيا السيرُ البَعيرَ ونحوَه: أَكَلَّه وطَلَّحه. وإبلٌ

مَعايا: مُعْيِيَة. قال سيبويه: سألت الخليلَ عن مَعايا فقال: الوَجْه

مَعايٍ، وهو المُطَّرد، وكذلك قال يونس، وإنما قالوا مَعايا كما قالوا مَدارى

وصَحارى وكانت مع الياء أَثقلَ إذا كانت تُستَثقَل وحدَها. ورجلٌ

عَياياءُ: عَيِيٌّ بالأُمور. وفي الدعاء: عَيٌّ له وشَيٌّ، والنَّصْبُ جائِزٌ.

والمُعاياةُ: أَن تأْتيَ بكلامٍ لا يٌهتَدى له، وقال الجوهري: أَن تأْتي

بشيءٍ لا يهتدى له، وقد عاياهُ وعَيَّاه تَعْيِيَةً. والأُعْيِيَّةُ: ما

عايَيْتَ به. وفَحْلٌ عَياءٌ: لا يَهْتَدي للضراب، وقيل: هو الذي لم

يَضْرِبْ ناقةً قطُّ، وكذلك الرجل الذي لا يَضْرِبُ، والجمع أَعْياءٌ ،

جمَعُوه على حذف الزائد حتى كأَنهم كسَّروا فَعَلاً كما قالوا حياءُ الناقةِ،

والجمع أَحْياءٌ. وفَحْلٌ عَياياءُ: كْعَياءٍ، وكذلك الرجُلُ. وفي حديث

أُمّ زرع: أَنَّ المرأَة السادسة قالت زوجي عَياياءُ طَبافاءُ كلُّ داءٍ

داءٌ؛ قال أبو عبيد: العَياياءُ من الإبلِ الذي لا يَضْرِبُ ولا

يُلْقِحُ، وكذلك هو من الرجال؛ قال ابن الأثير في تفسيره: العَياياءُ العِنِّينُ

الذي تُعْييهِ مُباضَعَة النساء . قال الجوهري: ورَجلٌ عَياياءُ إذا

عَيِّ بالأَمْر والمَنْطِقِ ؛ وذكر الأزهري في ترجمة عبا:

كَجَبْهَةِ الشَّيخِ العَباء الثَّطِّ

وفسره بالعَبام، وهو الجافي العَيِيُّ ، ثم قال: ولم أَسْمَع العَباءَ

بمعنى العَبام لغير الليث، قال: وأَما الرَّجَز فالرواية عنه:

كَجَبْهَة الشيخ العياء

بالياء . يقال: شيخ عَياءٌ وعَياياءُ، وهو العَبامُ الذي لا حاجة له إلى

النساء، قال: ومن قاله بالباء فقد صَحَّف. وداءٌ عَياءٌ: لا يُبْرَأُ

منه ، وقد أَعْياه الداءُ ؛ وقوله:

وداءٌ قدَ أعْيا بالأطبَّاء ناجِسُ

أراد أَعْيا الأَطِبَّاءَ فعَدَّاه بالحَرْفِ، إذ كانت أَعْيا في معنى

بَرَّحَ، على ما تقدم. الأَزهري: وداءٌ عَيُّ مثلُ عَياءٍ، وعَيِيٌّ

أَجود؛ قال الحرث بن طُفَيل:

وتَنْطِقُ مَنْطِقًا حُلْواً لذيذاً،

شِفاءَ البَثِّ والسُّقْمِ العَيِيِّ

كأَن فَضِيضَ شارِبه بكأْس

شَمُول، لَوْنُها كالرَّازِقِيِّ

جَمِيعاً يُقْطَبانِ بِزَنْجَبيلٍ

على فَمِها، مَعَ المِسْكِ الذَّكِيِّ

وحكي عن الليث: الداءُ العَيادُ الذي لا دَواءَ له، قال: ويقال الداءُ

العَياءُ الحُمْقُ. قال الجوهري: داءٌ عَياءٌ أَي صعبٌ لا دواءَ له كأَنه

أَعْيا على الأَطِباء. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فِعْلُهم الداءُ

العَياءُ؛ هو الذي أَعْيا الأَطِباء ولم يَنْجَعْ فيه الدواءُ. وحديث

الزُّهْري: أَنَّ بَرِيداً من بعض المُلوك جاءَه يسأله عن رجل معه ما مع المرأة

كيف يُوَرَّث؟ قال: من حيثُ يخرجُ الماءُ الدافِقُ؛ فقال في ذلك

قائلهم:ومُهِمَّةٍ أَعْيا القُضاةَ عَياؤُها

تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ شَكَّ الجاهِلِ

عَجَّلْتَ قبلَ حَنِيذها بِشِوَائِها ،

وقَطَعْتَ مَحْرِدَها بحُكْمٍ فاصِلِ

قال ابن الأثير: أَرادَ أَنك عجلتَ الفَتْوى فيها ولم تَسْتَأْنِ في

الجواب، فشَبَّهه برجُلٍ نَزلَ به ضيفٌ فعَجَّل قِراهُ بما قَطعَ له من

كَبِدِ الذَّبيحة ولَحْمِها ولم يَحْبِسُه على الحَنيذِ والشّواء، وتَعْجيلُ

القِرى عندهم محمودٌ وصاحبُه ممدوح.

وتَعَيَّا بالأمر: كَتَعَنَّى ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:

حتى أَزُورَكُم وأَعْلَمَ عِلْمَكُمْ،

إنَّ التَّعَيِّيَ بأَمرِك مُمْرِضُ

وبنو عَياءٍ: حَيٌّ من جَرْمٍ. وعَيْعايةُ: حَيٌّ من عَدْوان فيهم

خَساسة. الأزهري: بَنُو أَعْيا يُنْسَبُ إليهم أَعْيَوِيٌّ، قال: وهم حَيٌّ

من العرب. وعاعَى بالضأْنِ عاعاةً وعِيعاءً: قال لها عا، وربما قالوا

عَوْ وعايْ وعاءِ، وعَيْعَى عَيْعاةً وعِيعاءً كذلك؛ قال الأَزهري: وهو

مثال حاحَى بالغَنَم حِيحاءً، وهو زَجْرُها. وفي الحديث شِفاءُ العِيِّ

السؤالُ؛ العِيُّ: الجهلُ، وعيِيَ به يَعْيا عِيّاً وعَيَّ، بالإدغام

والتشديد، مثلُ عَييَ. ومنه حديث الهَدْي: فأَزْحَفَتْ عليه بالطريق فعَيَّ

بشأْنِها أَي عَجَزَ عنها وأَشكل عليه أَمرُها. قال الجوهري: العِيُّ خلافُ

البيانِ، وقد عَيَّ في مَنْطِقِه. وفي المثل: أَعْيَا من باقِلٍ. ويقال

أَيضًا: عَيَّ بِأَمرِه وعَيِيَ إذا لم يَهْتَدِ لوجهِه، والإدْغامُ

أَكثر، وتقول في الجمع: عَيُوا ، مخَفَّفاً، كما قلناه في حَيُوا، ويقال

أَيضًا: عَيُّوا، بالتشديد، وقال عبيد بن الأبرص:

عَيُّوا بأَمرِهِمُ ، كما

عَيَّتْ ببَيْضتِها الحَمامَهْ

وأَعياني هو ؛ وقال عمرو بن حسان من بني الحَرِث ابنِ همَّام:

فإنَّ الكُثْرَ أَعْياني قَديماً ،

ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنّي غُلامُ

يقول: كنت متوسطاً لم أَفْتَقر فقراً شديداً ولا أَمكَنني جمعُ المال

الكثير، ويُرْوى: أَغناني أَي أَذَلِّني وأَخْضَعني. وحكى الأَزهري عن

الأصمعي: عيِيَ فلان، بياءَين، بالأَمر إذا عَجَز عنه، ولا يقال أَعْيا به.

قال: ومن العرب من يقول عَيٌّ به، فيُدْغِمُ. ويقال في المَشْي: أَعْيَيْت

وأَنا عَيِيّ؛

(* قوله «اعييت وأنا عييّ» هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أعييت اعياء،

قال: وتكلمت حتى عييت عياً ، قال: واذا طلب علاج شيء فعجز يقال: عييت

وأنا عيي.) قال النابغة:

عَيَّتْ جواباً وما بالرَّبْعِ من أَحد

قال: ولا يُنْشَدُ أَعْيَتْ جواباً؛ وأَنشد لشاعر آخر في لغة من يقول

عيي:

وحتى حسِبْناهْم فوارِسَ كَهْمَسٍ،

حَيُوا بعدما ماتُوا من الدَّهْرِ أَعْصُرَا

ويقال: أَعْيا عليَّ هذا الأَمرُ وأَعْياني، ويقال: أَعْياني عَيَاؤه؛

قال المرَّارُ:

وأَعْيَتْ أَن تُجِيبَ رُقىً لِرَاقِ

قال: ويقال أَعْيا به بعيره وأَذَمَّ سواءٌ. والإعْياءُ: الكَلال؛

يقال: مَشَيْت فأَعْيَيْت، وأَعيا الرجلُ في المَشْيِ، فهو مُعْيٍ؛ وأَنشد

ابن بري:

إنّ البَراذِيِنَ إذا جَرَيْنَهْ ،

مَعَ العِتاقِ ساعَةً، أَعْيَيَنَهْ

قال الجوهري: ولا يقال عَيَّانٌ. وأَعْيا الرجلُ وأَعياهُ الله، كلاهما

بالأَلف. وأَعيا عليه الأَمْرُ وتَعَيَّا وتَعايا بمعنى.

وأَعْيا: أَبو بطن من أَسَدٍ، وهو أَعيا أَخو فَقْعسٍ ابنا طَريفِ بن

عمرو بن الحَرِثِ بن ثَعْلبة بن دُوادانَ بن أَسدٍ؛ قال حُرَيث بنُ عتَّابٍ

النَّبْهاني:

تَعالَوْا أُفاخِرْكُمْ أَأَعْيا، وفَقْعَسٌ

إلى المَجْدِ أَدْنَى أَمْ عَشِيرَةُ حاتِمِ

والنسبَة إليهم أَعْيَويّ.

التَّقَدُّم

التَّقَدُّم: كَون الشَّيْء أَولا وَهُوَ خَمْسَة لِأَن الْمُتَقَدّم إِمَّا أَن يكون مجامعا للمتأخر أَو لَا - الثَّانِي هُوَ التَّقَدُّم بِالزَّمَانِ كتقدم مُوسَى على عِيسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالْأول لَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون الْمُتَأَخر مُحْتَاجا إِلَيْهِ أَو لَا - وَالْأول إِمَّا أَن يكون الْمُتَقَدّم عِلّة تَامَّة للمتأخر أَو لَا. الأول: التَّقَدُّم بالعلية كتقدم طُلُوع الشَّمْس على وجود النَّهَار. وَالثَّانِي: التَّقَدُّم بالطبع كتقدم الْوَاحِد على الِاثْنَيْنِ. وَإِن لم يكن الْمُتَأَخر مُحْتَاجا إِلَى الْمُتَقَدّم فَلَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون التَّقَدُّم والتأخر بالترتيب بِأَن يكون شَيْء أقرب من غَيره إِلَى مبدأ مَحْدُود لَهما أَو لَا الأول التَّقَدُّم بِالْوَضْعِ فَهُوَ عبارَة عَن تِلْكَ الأقربية وَهُوَ على نَوْعَيْنِ: (طبيعي) إِن لم يكن المبدأ الْمَحْدُود بِحَسب الْوَضع والجعل بل بِحَسب الطَّبْع كتقدم الْجِنْس على النَّوْع (ووضعي) إِن كَانَ المبدأ بِحَسب الْوَضع والجعل كتقدم الصَّفّ الأول بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمِحْرَاب على الصَّفّ الثَّانِي مثلا. وَالثَّانِي التَّقَدُّم بالشرف وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة الرجحان بالشرف كتقدم أبي بكر الصّديق على عمر الْفَارُوق رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
وَاعْلَم أَن الْمُتَكَلِّمين ذَهَبُوا إِلَى أَن للتقدم قسما آخر سوى الْخَمْسَة الْمَشْهُورَة وسموه بالتقدم الذاتي وَهُوَ تقدم أَجزَاء الزَّمَان بَعْضهَا على بعض وَالَّذِي اضطرهم على ذَلِك أَنهم رَأَوْا أَن تقدم أَجزَاء الزَّمَان بَعْضهَا على بعض لَا يصدق عَلَيْهِ شَيْء من الْأَقْسَام الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة للتقدم. أما عدم صدق مَا وَرَاء التَّقَدُّم بِالزَّمَانِ فَظَاهر لعدم اجْتِمَاع تِلْكَ الْأَجْزَاء. وَأما عدم صدق التَّقَدُّم الزماني عَلَيْهِ فَلِأَن مُقْتَضى التَّقَدُّم الزماني أَن يكون الْمُتَقَدّم فِي زمَان سَابق والمتأخر فِي زمَان لَاحق فَلَو كَانَ ذَلِك التَّقَدُّم زمانيا لزم أَن يكون أمس فِي زمَان مُتَقَدم وَالْيَوْم فِي زمَان مُتَأَخّر عَنهُ وننقل الْكَلَام إِلَى ذَيْنك الزمانين فَيلْزم أَن يكون هُنَاكَ أزمنة غير متناهية ينطبق بَعْضهَا على بعض وَأَنه محَال. فَثَبت أَن تقدم بعض أَجزَاء الزَّمَان على بعض لَيْسَ تقدما زمانيا فاحدثوا تقدما بِالذَّاتِ وعرفوه بالتقدم بِلَا وَاسِطَة الزَّمَان بِأَن يكون الْأَمْرَانِ غير مُجْتَمعين وَيكون أَحدهمَا مقدما على الآخر بِغَيْر وَاسِطَة الزَّمَان. فَإِن قيل تقدم بعض أَجزَاء الزَّمَان على بعض آخر أَي تقدم من الْأَقْسَام الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة عِنْد الْحُكَمَاء. قُلْنَا تقدم زماني لِأَنَّهُ عِنْد الْحُكَمَاء عبارَة عَن كَون الْمُتَقَدّم قبل الْمُتَأَخر قبلية تَقْتَضِي عدم اجْتِمَاعهمَا والجزء الْمُتَقَدّم من الزَّمَان بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْجُزْء الْمُتَأَخر مِنْهُ كَذَلِك فَلَا يلْزم الْمَحْذُور. وَلَيْسَ المُرَاد مِنْهُ أَن يكون كل من الْمُتَقَدّم والمتأخر فِي زمَان على حِدة حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور. وَإِنَّمَا سمي هَذَا التَّقَدُّم بِالزَّمَانِ إِمَّا لِأَن فِي أَكثر أَفْرَاده تقدم بِوَاسِطَة الزَّمَان أَو لِأَن هَذَا التَّقَدُّم لَا يُوجد بِدُونِ الزَّمَان لِأَن كلا من الْمُتَقَدّم والمتأخر إِمَّا زمَان أَو زماني. وَقَالَ مولا زَاده رَحمَه الله وَقيل هَذَا التَّقَدُّم طبيعي وَلَيْسَ بِبَعِيد عَن الصَّوَاب فَإِن الْجُزْء السَّابِق من الزَّمَان لكَونه معدا للجزء اللَّاحِق مِنْهُ مقدم عَلَيْهِ طبعا انْتهى.
وَقَالَ الْحَكِيم صَدرا فِي الشواهد الربوبية إِن هَا هُنَا نحوين آخَرين من أَقسَام التَّقَدُّم والتأخر سوى الْخَمْسَة الْمَشْهُورَة أَحدهمَا التَّقَدُّم بِالْحَقِّ وَالْآخر التَّقَدُّم بِالْحَقِيقَةِ وَلكُل من هذَيْن برهَان وَاحِد يحوجان إِلَى كَلَام مفصل لَا يَلِيق بِهَذَا الْمُخْتَصر إِيرَاده وَنحن نشِير إِلَى الأول بِأَن الْحق بِاعْتِبَار تخليته من أَسْمَائِهِ وتنزله فِي مَرَاتِب شؤونه الَّتِي هِيَ أنحاء وجودات الْأَشْيَاء يتَقَدَّم ويتأخر بِذَاتِهِ لَا بِشَيْء آخر فَلَا يتَقَدَّم مُتَقَدم وَلَا يتَأَخَّر مُتَأَخّر إِلَّا بِحَق لَازم وَقَضَاء حتم وَإِلَى الثَّانِي بِأَن الْجَاعِل والمجعول إِذا كَانَ لكل مِنْهُمَا شيئية وَوُجُود فَتقدم الشيئية على الشيئية من جِهَة اتصافهما بالوجود تقدم بِالْحَقِيقَةِ. وَأما تقدم الْوُجُود على الْمَاهِيّة فَلَيْسَ مرجعه إِلَّا إِلَى كَون الْوُجُود مَوْجُودا بِالذَّاتِ والماهية بِالْعرضِ كَحال الشَّخْص وظله أَو عَكسه فِي الْمرْآة. وَإِمَّا التَّأَخُّر فَيعلم بِالْقِيَاسِ على التَّقَدُّم كَمَا لَا يخفى.
وَفِي وجوب تقدم الْعلَّة التَّامَّة على معلولها مغالطة مَشْهُورَة وَهِي أَنه لَا يحب تقدم الْعلَّة التَّامَّة على معلولها. وَبَيَان ذَلِك يُمكن بِوَجْهَيْنِ: الأول: أَنه لَا شكّ فِي أَن مَجْمُوع الْأَشْيَاء من حَيْثُ هُوَ مَجْمُوع مَعْلُول لاحتياجه إِلَى أَجْزَائِهِ فعلته التَّامَّة لَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون خَارِجا عَنهُ أَو دَاخِلا فِيهِ أَو نَفسه لَا سَبِيل إِلَى الأول إِذْ لَا شَيْء خَارج عَن هَذَا الْمَعْلُول الْمَفْرُوض. وَلَا إِلَى الثَّانِي: لاحتياج ذَلِك الْمَعْلُول إِلَى أَمر آخر فَتعين. الثَّالِث: لَا يُقَال يُمكن حلّه بِأَن جَمِيع الْأَشْيَاء الْمَفْرُوضَة من حَيْثُ الْإِجْمَال مَعْلُول وَمن حَيْثُ التَّفْصِيل عِلّة فتغاير حيثية عليته بحيثية معلوليته فَلَا يلْزم كَون الْعلَّة التَّامَّة عين الْمَعْلُول وَبِأَن مَجْمُوع الْأَشْيَاء لَو كَانَ عِلّة لنَفسِهِ لَكَانَ وَاجِبا إِذْ الْوَاجِب هُوَ مَا لَا يحْتَاج فِي وجوده إِلَى غَيره لأَنا نقُول من الأول بِأَنا نَأْخُذ جَمِيع الْأَشْيَاء على وَجه لَا يعْتَبر فِيهِ الْهَيْئَة أَو أَمر آخر لَهُ يغاير نَفسه بل على وَجه اعْتبر معلولا بذلك الْوَجْه وَلَا خَفَاء فِي إِمْكَان هَذَا الِاعْتِبَار تَأمل. وَعَن الثَّانِي: فبأن يُقَال الْوَاجِب الْوُجُود هُوَ الْمَوْجُود الَّذِي لَا يحْتَاج إِلَى غَيره وَكَون مَجْمُوع الْأَشْيَاء مَوْجُودا مَحل بحث وحلها أَنهم جوزوا عدم تقدم الْعلَّة التَّامَّة المفسرة بِجَمِيعِ مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وجود الشَّيْء فَلَا مغالطة. الثَّانِي من الْوَجْهَيْنِ: أَن الْعلَّة التَّامَّة فِي المعلولات المركبة من الْمَادَّة وَالصُّورَة مُتَأَخِّرَة عَنْهَا تأخرا ذاتيا إِذْ نِسْبَة الْمَعْلُول الْمركب من الْمَادَّة وَالصُّورَة إِلَى الْعلَّة التَّامَّة نِسْبَة الْجُزْء إِلَى الْكل لِأَن مَجْمُوع الْمَادَّة وَالصُّورَة لَيْسَ عين الْعلَّة التَّامَّة لكَون الْفَاعِل أَيْضا جُزْءا مِنْهَا مَعَ خُرُوجه عَن الْمَعْلُول وَلَيْسَ خَارِجا عَنْهَا أَيْضا إِذْ لَا وَجه لخُرُوج الْمركب عَن شَيْء مَعَ دُخُول كل وَاحِد من أَجزَاء ذَلِك الشَّيْء فَتعين أَن يكون الْمَعْلُول الْمركب من الْمَادَّة وَالصُّورَة جُزْءا من الْعلَّة التَّامَّة فَتكون الْعلَّة التَّامَّة مُتَأَخِّرَة عَن الْمَعْلُول تأخرا بِالذَّاتِ. وَمن هَا هُنَا يعلم عدم صِحَة تَقْسِيم الْعلَّة الْمُطلقَة المفرقة بِمَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وجود الشَّيْء إِلَى التَّامَّة والناقصة وحلها هُوَ منع اسْتِحَالَة كَون الْمَجْمُوع الْمركب من الْمَادَّة وَالصُّورَة خَارِجا عَن الْعلَّة التَّامَّة مَعَ دُخُول كل من أَجْزَائِهِ كالخمسة بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْعشْرَة فَإِنَّهَا خَارِجَة عَن الْعشْرَة مَعَ دُخُول كل وَاحِد من الوحدات فِيهَا كَمَا قَالُوا فَافْهَم.
قَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة القطبية المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق فَإِن قلت التَّقَدُّم عِنْد الْقَوْم منحصر فِي التقدمات الْخمس الْمَشْهُورَة وَتقدم المعروض على الْعَارِض لَيْسَ شَيْئا مِنْهَا. أما التَّقَدُّم بِالزَّمَانِ والتقدم بالشرف فَظَاهر. وَأما غَيرهمَا فَلِأَن التَّقَدُّم بالطبع تقدم بِحَسب لوُجُود. والتقدم بالعلية تقدم بِحَسب الْوُجُوب. والتقدم بالرتبة مَا يَصح فِيهِ أَن يكون الْمُتَقَدّم مُتَأَخِّرًا والمتأخر مُتَقَدما قلت هَذَا التَّقَدُّم وَرَاء تِلْكَ التقدمات كَمَا صرح بِهِ الْمُحَقق الطوسي فِي نقد التَّنْزِيل. وَقد عبر الشَّيْخ فِي الهيئات الشِّفَاء عَن هَذَا التَّقَدُّم بالتقدم بِالذَّاتِ. وَبَعْضهمْ عبر عَنهُ بالتقدم بالماهية. وَالْقَوْم إِنَّمَا حصروا التَّقَدُّم الَّذِي هُوَ بِحَسب الْوُجُود انْتهى.
وَقَالَ فِي الْأَسْفَار أَن التَّقَدُّم والتأخر فِي معنى مَا يتَصَوَّر على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن يكون بِنَفس ذَلِك الْمَعْنى حَتَّى يكون مَا فِيهِ التَّقَدُّم وَمَا بِهِ التَّقَدُّم شَيْئا وَاحِدًا كتقدم أَجزَاء الزَّمَان بَعْضهَا على بعض فَإِن القبليات والبعديات فِيهَا بِنَفس هوياتها المتجددة المنقضية لذاتها لَا بِأَمْر عَارض لَهَا كَمَا سَيعْلَمُ فِي مُسْتَأْنف الْكَلَام إِن شَاءَ الله الْعَزِيز العلام. وَالْآخر أَن لَا يكون بِنَفس ذَلِك الْمَعْنى بل بِوَاسِطَة معنى آخر فيفترق عِنْد ذَلِك مَا فِيهِ التَّقَدُّم عَن مَا بِهِ التَّقَدُّم كتقدم الْإِنْسَان الَّذِي هُوَ الْأَب على الْإِنْسَان الَّذِي هُوَ الابْن لَا فِي معنى الإنسانية الْمَقُول عَلَيْهِمَا بالتساوي بل فِي معنى آخر هُوَ الْمَوْجُود وَالزَّمَان أَو الزَّمَان فَمَا فِيهِ التَّقَدُّم والتأخر فيهمَا هُوَ الْوُجُود أَو الزَّمَان وَمَا بِهِ التَّقَدُّم والتأخر هُوَ خُصُوص الْأُبُوَّة والبنوة كَمَا أَن تقدم بعض الْأَجْسَام على بعض لَا فِي الجسمية بل فِي الْوُجُود فَكَذَلِك إِذا قيل إِن الْعلَّة مُتَقَدّمَة على الْمَعْلُول فَمَعْنَاه أَن وجودهَا مُتَقَدم على وجوده وَكَذَلِكَ تقدم الِاثْنَيْنِ على الْأَرْبَعَة وأمثالها فَإِن لم يعْتَبر الْوُجُود لم يكن تقدما. والتأخر والكمال وَالنَّقْص وَالْقُوَّة والضعف فِي الوجودات بِنَفس هوياتها لَا بِأَمْر آخر. وَفِي الْأَشْيَاء والماهيات بِنَفس وجوداتها لَا بأنفسها انْتهى.

الوزن

الوزن: معرفة قدر الشيء، والمتعارف في الوزن عند العامة ما يقدر بالقسطاس أو القبان.
الوزن:
[في الانكليزية] Weight ،weighing ،measure of a metre (prosody) ،form ،group
[ في الفرنسية] Pesage ،mesure d'un vers ،forme ،groupe
بالفتح وسكون الزاء المعجمة عند أهل العروض هو التقطيع، وقد سبق. وعند الصرفيين هو مقابلة الأصلي بالفاء والعين واللام والزائد بمثله إلّا في مواضع عديدة كما في الأصول الأكبري. قال الرضي في شرح الشافية: إذا أردت وزن الكلمة عبّرت عن الحروف الأصول بالفاء والعين واللام أي جعلت في الوزن مكان الحروف الأصلية هذه الأحرف الثلاثة، كما تقول ضرب على وزن فعل، وما زاد على الثلاثة يعبّر عنه بلام ثانية إن كان رباعيا كما تقول وزن جعفر فعلل، وبلام ثالثة إن كان خماسيا كما تقول وزن سفرجل فعلّل، ويعبّر عن الحرف الزائد بلفظه بأن يزاد في الوزن الحرف الزائد بعينه في مثل مكانه. تقول مضروب على وزن مفعول انتهى. فاللفظ الذي يقابل به لفظ آخر كفعل يسمّى موزونا به وذلك اللفظ الآخر يسمّى موزونا كنصر. وقال أيضا وزن الكلمة وبناؤها وصيغتها هيئتها التي يمكن أن يشاركها فيها غيرها وهي عدد حروفها المرتّبة وحركاتها المعيّنة وسكونها مع اعتبار حروفها الزائدة والأصلية كلّ في موضعه، وقد سبق شرح هذا في بيان تعريف علم الصرف في المقدمة. وقال أيضا اعلم أنّه وضع لبيان الوزن المشترك فيه لفظ متصف بالصفة التي يقال لها الوزن واستعمل ذلك اللفظ في معرفة أوزان جميع الكلمات، فقيل ضرب على وزن فعل وكذا نصر وخرج أي على صفة يتصف بها فعل، وليس قولك فعل هي المشتركة بين هذه الكلمات لأنّ نفس الفاء والعين واللام غير موجودة في شيء من الكلمات المذكورة، فكيف تكون الكلمات مشتركة في فعل، بل هذا اللفظ مصوغ ليكون محلا للهيئة المشتركة فقط بخلاف تلك الكلمات فإنّها لم تصغ لتلك الهيئة، بل صيغت لمعانيها المعلومة. فلما كان المراد من صوغ فعل الموزون به مجرّد الوزن سمّي وزنا وزنة انتهى.
فعلم ممّا ذكر أنّ للوزن ثلاثة معان: أحدها المعنى المصدري وهو المقابلة. والثاني الهيئة المذكورة. والثالث ذو الهيئة المذكورة.

وجاء في بعض كتب الصّرف: الميزان هو في معرفة الحرف الأصلي والزائد، نفس فاء وعين ولام، بدون اعتبار للتركيب في اصطلاح أهل علم الصّرف الذي هو عبارة عن جمع حرفين بسيطين أو عدّة حروف بسيطة على نهج يمكن إطلاق كلمة عليه. أمّا هذه الحروف التي لها استعداد وقابلية التركيب بدون اعتبار التركيب يقال لها: معيار. وأمّا باعتبار التركيب مثل:

فعل وأفعل، وزن وزان فيقال لها: مثل ومثال وبناء. وأمّا اللفظ الذي يستقيم مع الوزن فيسمّى موزونا، وبناء.

ويقول أهل الصّرف: إنّ وزن كلمة شرف:

فعل، ووزن أشرف: أفعل. انتهى. فالمراد بالوزن في هذه العبارة اللّفظ ذو الهيئة.
فائدة:
قال الرضي إنّما اختير لفظ فعل لهذا الغرض من بين سائر الألفاظ لأنّ الغرض الأهمّ من وزن الكلمة معرفة حروفها الأصول والزوائد وما طرأ عليها من تغيّرات حروفها بالحركة والسكون، والمطّرد في هذا المعنى الفعل والأسماء المتصلة به كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة والآلة والموضع إذ لا يوجد فعلا ولا اسما متصلا به إلّا وهو في الأصل مصدر قد غيّر غالبا إمّا بالحركة كضرب وضرب، أو بالحروف كيضرب وضارب، وإمّا الاسم الصريح الذي لا اتصال له بالفعل، فكثير منه خال من هذا المعنى كرجل وفرس وجعفر لا تغيّر في شيء منها عن أصل. ومعنى تركيب ف ع ل مشترك بين جميع الأفعال والأسماء المتصلة بها إذ الضرب فعل وكذا القتل والنوم فجعلوا ما يشترك الأفعال والأسماء المتصلة بها في هيئته اللفظية ما يشترك أيضا في معناه، ثم جعلوا الفاء والعين واللام لكونها أصولا في مقابلة الحروف الأصلية فإن زادت الأصول على الثلاثة كررت اللام لأنّه لما لم يكن بدّ في الوزن من زيادة حرف بعد اللام لأنّ الفاء والعين واللام يكفي في التعبير عن أول الأصول وثانيها وثالثها كانت الزيادة بتكرير الحروف في مقابلة الأصول أولى. ولما كان اللام أقرب كرّرت هي دون البعيد فإن كانت في الكلمة الموزونة حرف زائد فهو على نوعين إن كانت الزيادة بتكرير حرف أصلي كرّر ذلك الحرف الأصلي في الوزن أي الموزون به تنبيها في الوزن على أنّ الزائد يحصل من تكرير حرف أصلي سواء كان التكرير للإلحاق كقردد فإنّه على وزن فعلل لا على وزن فعلد، أو لغيره كقطّع فإنّه على وزن فعّل لا على وزن فعطل.
ويدخل في هذا الحكم المدغم في حرف أصلي فنحو ادّارك افّاعل لا ادفاعل أو اتفاعل. وإن لم تكن الزيادة من تكرير حرف أصلي أورد في الوزن تلك الزيادة بعينها، كما يقال في ضارب فاعل وفي مضروب مفعول. وقد ينكسر هذا الأصل الممهد في أوزان التصغير وهو قولهم التصغير أوزانه ثلاثة فعيل وفعيعل وفعيعيل، ويدخل في فعيعل دريهم مع أنّ وزنه الحقيقي فعيلل وأسيود وهو أفيعل ومطيلق وهو مفيعل، ويدخل في فعيعيل عصيفير وهو فعيليل ومفيتيح وهو مفيعيل ونحو ذلك. وإنّما كان كذلك لأنّهم قصدوا الاختصار بحصر جميع أوزان التصغير فيما تشترك فيه بحسب الحركات المعيّنة والسكنات لا بحسب زيادة الحروف وأصالتها أيضا، فإنّ دريهما وأحيمرا وجديولا مثلا تشترك في ضمّ أول الحروف وفتح ثانيها ومجيء ياء ثالثة وكسر ما بعدها، فقالوا: لمّا قصدوا جمعها في لفظ للاختصار أنّ وزن الجميع فعيعل فوزنوها بوزن يكون في الثلاثي دون الرباعي لكونه أكثر منه وأقدم بالطبع، ثم قصدوا أن لا يأتوا في هذا الوزن الجامع بزيادة إلّا من نفس الفاء والعين واللام إذ لا بدّ للثلاثي إذا كان على هذا الوزن من زيادة واختيار بعض حروف اليوم تنساه للزيادة دون بعض تحكم، فلم يكن بدّ من تكرير إحدى الأصول، وفي الثلاثي لا تكون زيادة التضعيف في الفاء فلم يقولوا ففيعل بل لا يكون إلّا في العين أو اللام. فلو قالوا فعيلل لالتبس بوزن جعيفر أعني بوزن الرباعي المجرّد وهم قصدوا أوزان الثلاثي كما ذكر، فكرّروا العين ليكون الوزن الجامع وزن الثلاثي خاصة، وإن لم يقصدوا الحصر المذكور وزنوا كلّ مصغّر بما يليق به انتهى ما قال الرضى. وقيل يجوز أن يقال بدل فعيعل فعيلل وبدل فعيعيل فعيليل.
فائدة:
قد يجوز في بعض الكلمات أن تحمل الزيادة على التكرير وأن لا تحمل عليه إذا كان الحرف من حروف اليوم تنساه كما في حلتيت يحتمل أن تكون اللام مكرّرة فيكون وزنه فعليلا فيكون ملحقا بقنديل، وأن يكون لم يقصد تكرير لامه وإن اتفق ذلك بل كان القصد إلى زيادة الياء والتاء كما في عفريت فيكون فعليتا.
فائدة:

الوزن لدى أهل الصّرف نوعان:

أحدهما: أن نجعل الميزان تابعا للموزون في أصل احتمال الحركات والسكنات بدون تغيير جوهر الحروف. فنقول: قال على وزن فعل بسكون العين ورمى على وزن فعل بسكون اللام. الثاني: أن نجعل الميزان تابعا للموزون في احتمال الحركات والسكنات مع تغيير جوهر الحروف، كما لو قلنا: قال على وزن: فال ورمى على وزن فعى. وذلك بقلب العين في الميزان من قال وقلب اللام في رمى. وأمّا القسم الأول فهو أعرف وأشهر. كذا في بعض الرسائل، أي الموضح. وفي بعض شروح الشافية أمّا المبدل من الأصل فحكمه حكم الأصل مثل قال وباع فإنّ وزنهما فعل بفتح العين ولا اعتبار للسكون إلّا عند العروضيين انتهى. وقال الرضي قال عبد القاهر في المبدل عن الحرف الأصلي يجوز أن يعبّر عنه بالبدل فيقال في قال إنّه على وزن فال انتهى. وأمّا الزائد المبدل من تاء الافتعال فإنّه يعبّر عنه بالتاء انتهى. قال ابن الحاجب فإن كان في الموزون قلب مكاني قلبت الزّنة مثله كقولهم آدر اعفل، وكذلك الحذف كقولك في قاض فاع إلّا أن يبيّن فيهما. وتفصيل المباحث تطلب من شروح الشافية.

غل

غل
أغْلَلْتُ في الإِهاب غَلَلاً: إذا أبْقَيْتَ عليه شَحْماً بَعْدَ السَّلْخ.
وغَلَّ البَعِيرُ يَغُل غُلَةً: إذا لم يَقْض رِيَّه.
والغَلِيْلُ: حَرُّ الجَوْفِ لَوْحاً. والمُغْتَلُّ: الذي اغْتَلَّ جَوْفُه من الحَر والشَّوْق.
وأنا غَلِيْلٌ إليه: أي مُشْتاق.
وبَعِيرٌ غَلاّنٌ: أي عَطْشان.
ورَجُلٌ مَغْلُولٌ: به غُلَةُ العَطَش.
والغِلُّ: الغلَّة.
والغُلاّنُ: من منابِتِ الطَّلْحِ، الواحِدُ غالٌّ. وأغَلَّ الوادي: أنْبَتَ الغُلاّنَ. وقيل: الغالُّ من الأرض: المُطْمَئنٌّ الكثيرُ الشَّجَرِ، والجميع الغُلاّنُ. وقيل: هي الأوْدِيَةُ، واحِدُها غَلِيلٌ.
والغَلَلُ: الماءُ يَجْري بَيْنَ الشَّجَر، وجَنعُه أغلال.
وانْغَلَّ القَوْمُ للقَوم في الخَمَرِ.
وغَلَلْتُ الشَّيْءَ في الشَّيْءِ: أدْخَلْتَه فيه.
والرَّسُولُ يَتَغَلْغَلُ في الحاجَةِ ويَتَغَلْغَلُ: أي يَلْطُف.
والغُل: جامِعَةٌ تُشَدُّ بها العُنُقُ واليَدُ. ويقولون: إن من النساء غلاَّ قَمِلاً.
والغِلُّ: الحِقْدُ الكامِنُ رَجُلٌ مُغِلٌ: مُضِبٌ على غِلٍّ. وغَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ. والغُلُولُ: خِيانة الفَيْءِ، ورَجُل مُغِلٌّ، وهو يَغُلُّ. وفي الحَديث: " لا إغْلالَ ولا إسْلاَل " أي لا خِيانَةَ ولا سَرِقَةَ، وعلى ذا فُسِّرَ قولُه عَز وجَل: " وما كانَ لِنَبيٍّ أن يَغُلَّ ". وقيل: الإغلال لُبْسُ الدُّرُوعِ والإسلالُ سَلُّ السيف.
ويُقال: أغلَلْتَ بي: إذا أضَرَّ به. وا
لغَلَّةُ: الدَّخْلُ، وهذه الضَّيْعَةُ أغلَّتْ: أي أعْطَتِ الغَلَّةَ، وما أغَلَّها. والغَلْغَلَةُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وهي كالغَرْغَرَة.
ورِسالة
مُغَلْغَلَةٌ: مَحْمُولَةٌ من بَلَدٍ إلى بَلدٍ، وقيل: هي الدَّخّالةُ.
والغِلالَةُ: شِعَارٌ تُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوب للبَدَن خاصَّةً. وهي العُظّامةُ أيضاً.
وتقول من الغالِيَة: غَلَّلْتُ.
والغَلِيْلُ: عَلَفٌ للخَيْل وهو خِلْطانِ من قَتٍّ ونَوىً.
ونِعْمَ غُلُوْلُ الشَّيْخ: لِما أدْخَلَه جَوْفَه من الطَّعام.
والمُغْتَلُّ: الذي لا يَقْدِرُ على الحَمْض وهو إليه مُخْتَلٌّ.
والغَلَلُ والغِلالَة: داءٌ يأْخُذُ الغَنَمَ، وقد اغتَلَّتْ. وأغَلَّ الرجُلُ: اغتَلَّتْ غّنَمَهُ. وهذا الطَّعامُ غُلُوْلُ صِدْقٍ: أي طَعامُ صِدْقٍ. وغَلَّ بَهْرَةُ اللَّبَنِ.
غل
الغَلَلُ أصله: تدرّع الشيء وتوسّطه، ومنه:
الغَلَلُ للماء الجاري بين الشّجر، وقد يقال له:
الغيل، وانْغَلَّ فيما بين الشّجر: دخل فيه، فَالْغُلُّ مختصّ بما يقيّد به فيجعل الأعضاء وسطه، وجمعه أَغْلَالٌ، وغُلَّ فلان: قيّد به. قال تعالى:
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
[الحاقة/ 30] ، وقال: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ
[غافر/ 71] . وقيل للبخيل: هو مَغْلُولُ اليد. قال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ
[الأعراف/ 157] ، وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ
[الإسراء/ 29] ، وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ
[المائدة/ 64] ، أي:
ذمّوه بالبخل. وقيل: إنّهم لمّا سمعوا أنّ الله قد قضى كلّ شيء قالوا: إذا يد الله مَغْلُولَةٌ ، أي:
في حكم المقيّد لكونها فارغة، فقال الله تعالى ذلك. وقوله: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا
[يس/ 8] ، أي: منعهم فعل الخير، وذلك نحو وصفهم بالطّبع والختم على قلوبهم، وعلى سمعهم وأبصارهم، وقيل: بل ذلك- وإن كان لفظه ماضيا- فهو إشارة إلى ما يفعل بهم في الآخرة كقوله: وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا
[سبأ/ 33] . والْغُلَالَةُ: ما يلبس بين الثّوبين، فالشّعار: لما يلبس تحت الثّوب، والدّثار: لما يلبس فوقه، والْغُلَالَةُ: لما يلبس بينهما. وقد تستعار الْغُلَالَةُ للدّرع كما يستعار الدّرع لها، والْغُلُولُ: تدرّع الخيانة، والغِلُّ:
العداوة. قال تعالى: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ
[الأعراف/ 43] ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ
[الحشر/ 10] . وغَلَّ يَغِلُّ: إذا صار ذا غِلٍّ ، أي: ضغن، وأَغَلَّ، أي: صار ذا إِغْلَالٍ. أي:
خيانة، وغَلَّ يَغُلُّ: إذا خان، وأَغْلَلْتُ فلانا: نسبته إلى الغُلُولِ. قال: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ
[آل عمران/ 161] ، وقرئ: أَنْ يَغُلَ
أي: ينسب إلى الخيانة، من أَغْلَلْتُهُ. قال: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[آل عمران/ 161] ، وروي: «لا إِغْلَالَ ولا إسلال» أي: لا خيانة ولا سرقة. وقوله عليه الصلاة والسلام: «ثلاث لا يَغِلُّ عليهنّ قلب المؤمن» أي: لا يضطغن. وروي: «لا يُغِلُّ» أي: لا يصير ذا خيانة، وأَغَلَّ الجازر والسالخ:
إذا ترك في الإهاب من اللّحم شيئا، وهو من الْإِغْلَالِ، أي: الخيانة، فكأنّه خان في اللّحم وتركه في الجلد الذي يحمله. والغُلَّةُ والغَلِيلُ:
ما يتدرّعه الإنسان في داخله من العطش، ومن شدّة الوجد والغيظ. يقال: شفا فلان غَلِيلَهُ، أي: غيظه. والغَلَّةُ: ما يتناوله الإنسان من دخل أرضه، وقد أَغَلَّتْ ضيعته. والْمُغَلْغَلَةُ: الرّسالة التي تَتَغَلْغَلُ بين القوم الذين تَتَغَلْغَلُ نفوسُهُمْ، كما قال الشاعر:
تَغَلْغَلُ حيث لم يبلغ شراب ولا حزن ولم يبلغ سرور

غل

1 غَلَّهُ, (S, O, K, *) aor. ـُ (S,) inf. n. غَلٌّ, (K,) He made it, or caused it, to enter, (S, O, K, * [in the CK اُدْخِلَ is erroneously put for أَدْخَلَ,]) فِى

شَىْءٍ into a thing; (O, K;) as also ↓ غَلْغَلَهُ, (K, * TA,) inf. n. غَلْغَلَةٌ; or this last word signifies the making, or causing, a thing to enter a thing so as to become confused with, and a part of, that into which it enters: (TA:) b2: and غَلَّ, (S, O, K,) aor. as above, (S) and so the inf. n., (TK,) signifies also It entered [into a thing]; (S, O, K;) being intrans. as well as trans.; (S, O;) and so does ↓ اِنْغَلَّ, (S, O, K,) and ↓ تغلّل, and ↓ تَغَلْغَلَ; (K, TA;) said of [what are termed by logicians] substances and of [what are termed by them] accidents. (TA.) b3: يَغُلُّ said of a ram means Penem suum inserit (يُدْخِلُ قَضِيبَهُ) non sublatâ caudâ. (S, O, * TA.) And غَلَّ signifies also Inivit (حَشَأَ, in some copies of the K without the hemzeh,) feminam: (K, TA; in which latter is added ولا يكون الّا من ضَخْمٍ [app. meaning that this is not said of any but such as is big, or bulky]:) mentioned by IAar. (TA.) b4: غَلَّ الدُّهْنَ فِى

رَأْسِهِ He made the oil to enter amid the roots of the hair of his head. (K.) And غَلَّ شَعَرَهُ بِالطِّيبِ He made the perfume to enter amid his hair. (TA.) b5: And غَلَّهُ لَهُ He made it to be unapparent to him (دَسَّهُ لَهُ), he [the latter] having no knowledge of it. (TA: in which the pronoun affixed to the verb relates to a dagger, and to a spear-head.) b6: غَلَّ المَفَاوِزَ He (a man) entered into the midst of the deserts, or waterless deserts. (S, O.) b7: غَلَّ المَآءُ بَيْنَ الأَشْجَارِ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) The water ran amid the trees. (S, O, K.) And المَآءُ فِى الشَّجَرِ ↓ تَغَلْغَلَ The water entered amid the breaks, or interspaces, of the trees. (S.) b8: غَلَّ الغِلَالَةَ He clad himself with, or wore, the غلالة [q. v.] (K, TA) beneath the [other] garments; because he who does so enters into it. (TA.) And الثَّوْبَ ↓ اِغْتَلَلْتُ [in like manner] signifies I clad myself with, or wore, the garment beneath the [other] garments. (K.) b9: غَلَّ فُلَانًا, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He put upon the neck, or the hand, of such a one, the غُلّ [i. e. ring, or collar, of iron, for the neck, or pinion or manacle for the hand]. (K, TA.) and غُلَّ He had the غُلّ put upon him. (S, * TA.) And غَلَلْتُ يَدَهُ إِلِى عُنُقِهِ [I confined his hand to his neck with the غُلّ]. (S, O.) And غَلَّ أَسِيرًا بِغُلٍّ

مِنْ قِدٍّ وَعَلَيْهِ شَعَرٌ [He confined a captive with a غُلّ of thongs upon which was hair]. (TA.) One says, مَا لَهُ أُلَّ وَغُلَّ, (S, O, K, TA, [in some copies of the S and K, which have misled Golius and Freytag, ماله أُلٌّ وَغُلٌّ,]) a form of imprecation, (K, TA,) meaning [What ails him?] may he be thrust, or pushed, in the back of his neck, and become possessed, or insane, (IB, TA in the present art. and in art. ال,) and therefore have the غُلّ put upon him. (TA in the present art.) and غُلَّتْ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ [sometimes] means (assumed tropical:) His hand was withheld from expenditure. (TA.) A2: غُلَّ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. غَلَلٌ, said of a man, (S,) He was, or became, thirsty; or vehemently thirsty; (K, TA;) or affected with burning of thirst, (S, TA,) little or much; (TA;) or with burning of the inside, (K, TA,) from thirst, and from anger and vexation. (TA.) b2: And غَلَّ said of a camel, (S, O, K,) originally غَلِلَ, (MF, TA,) aor. ـَ and ↓ اغتلّ also; He was, or became, thirsty; or vehemently thirsty; or affected with burning of the inside: (K:) or he did not fully satisfy his thirst; (S and O in explanation of the former, and TA in explanation of both;) and غَلَّتْ is said of camels in like manner, agreeably with this last explanation: (K:) and ↓ اِغْتَلَّتْ is also said of sheep or goats, (K, TA,) signifying they thirsted. (TA.) A3: غَلَّ صَدْرُهُ, aor. ـِ (S, O, K, TA, [in the CK, erroneously, يَغَلُّ,]) with kesr, (S, O,) inf. n. غِلٌّ, with kesr, (O,) His bosom was, or became, affected with rancour, malevolence, malice, or spite: (S, O, K:) and with dishonesty, or insincerity. (S, O.) [See also غِلٌّ, below.] It is said in a trad., ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ المُؤْمِنِ i. e. [There are three habits, (خِصَال being understood, these, as is said in the O, being “ the acting sincerely towards God,” and “ giving honest counsel to those in command,” and “ keeping to the community ” of the Muslims,)] while conforming to which the heart of the believer will not be invaded by rancour, malevolence, malice, or spite, causing it to swerve from that which is right; (S, * O;) a saying of the Prophet; thus related by some: accord. to others, ↓ يُغِلُّ, (S, O,) with damm to the ى, (O,) which is from the meaning expl. in the next sentence here following. (S, * O.) A4: غَلَّ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. غُلُولٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) He acted unfaithfully; as also ↓ اغلّ: (S, O, Msb, K:) or thus the latter, (S, Mgh, O, Msb, K,) accord. to ISk (S, Msb) and A'Obeyd, (S,) in a general sense; (Mgh, Msb;) and he became unfaithful: (TA:) but the former verb is used only in relation to spoil, or booty; (S, Mgh, O, * Msb, K;) you say, غَلَّ مِنَ المَغْنَمِ meaning خَانَ [i. e. He acted unfaithfully in taking from the spoil, or booty]; (S, O;) or meaning he acted unfaithfully in relation to the spoil, or booty: (Mgh:) or غَلَّ, (IAth, Mgh, TA,) aor. as above, (Mgh,) inf. n. غُلُولٌ, (IAth, TA,) or غَلٌّ, (Mgh, [thus in my copy, accord. to which it is trans., as will be shown by what follows,]) signifies also he stole; and was unfaithful in respect of a thing privily; and such conduct is termed غُلُولٌ because, in the case thereof, the hands, or arms, have the غُلّ [q. v.] put upon them: (IAth, TA:) or it signifies also he took a thing and hid it amid his goods; and it occurs in a trad. as meaning he took a شَمْلَة privily. (Mgh.) It is said in the Kur [iii. 155], وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ and أَنْ

↓ يُغَلَّ, accord. to different readers; the former meaning [And it is not attributable to a prophet] that he would act unfaithfully; and ↓ ان يُغَلَّ meaning, [agreeably with an explanation of أَغَلَّ فُلَانًا in the K,] that unfaithful conduct should be imputed to him; or that there should be taken from his [share of the] spoil, or booty; (S, O, TA;) [or this may mean, that he should be found to be acting unfaithfully; for, accord. to the TA, اغلّ الرَّجُلَ means وَجَدَهُ غَالًّا;] but IB says that a pass. aor. is seldom found in the language of the Arabs in a phrase of this kind. (TA.) And it is said in a trad. وَلَا إِسْلَالَ ↓ لَا إِغْلَالَ i. e. There shall be no acting unfaithfully nor stealing: or there shall be no act of bribery [nor stealing]: (S, O:) or, as some say, there shall be no aiding another to act unfaithfully [&c.]. (TA.) A5: غَلَلْتُ لِلنَّاقَةِ I fed the she-camel with غَلِيل i. e. date-stones mixed with [the species of trefoil called] قِتّ. (S, * O, TA.) A6: غَلَّ الإِهَابَ: see أَغَلَّ فِى الإِهَابِ.

A7: غَلَّ عَلَى الشَّىْءِ, inf. n. غَلٌّ; and ↓ اغلّ; He was silent at the thing: and also he was intent upon the thing. (TA.) 2 غلّلهُ, (K,) or غلّل لِحْيَتَهُ, (S, O,) بِالغَالِيَةِ, (S, O, K,) inf. n. تَغْلِيلٌ, (K,) He perfumed him, (K,) or daubed, or smeared, his beard, much, (O,) the teshdeed denoting muchness, (S, O,) with غَالِيَة: (S, O, K:) and بالغالية ↓ تغلّل and ↓ اغتلّ and ↓ تَغَلْغَلَ He perfumed himself with غالية: (K:) Lh mentions تَغَلَّى بِالغَالِيَةِ, which is either from the word غَالِيَة or originally تَغَلَّلَ, in the latter case being like تَظَنَّيْتُ for تَظَنَّنْتُ, but the former is the more agreeable with analogy: accord. to Fr, one says, بالغالية ↓ تَغَلَّلْتُ, and not تَغَلَّيْتُ: (TA:) As held ↓ تَغَلَّلْتُ from الغالية to be allowable if meaning I introduced the غالية into my beard or my mustache; (S, O;) and the like is the case with respect to غَلَّلْتُ بِهَا لِحْيَتِى: (S:) accord. to Lth, one says, from الغالية, غَلَّلْتُ and غَلَّفْتُ and غَلَّيْتُ. (TA. [See also 1 in art. غلف; and see art. غلى.]) 4 اغلّ إِبِلَهُ, (K,) inf. n. إِغْلَالٌ, (TA,) He watered his camels ill, so that they did not satisfy their thirst: (K, TA:) or he brought, or sent, them back from the water without satisfying their thirst: (O, TA:) thus expl. by Az, who says that it is incorrectly mentioned by A'Obeyd, on the authority of Az, [in this sense,] with the unpointed ع. (TA. [But see 4 in art. عل.]) b2: And اغلّ signifies also اغتلّت غَنَمُهُ (O, K) [accord. to the TA as meaning His sheep, or goats, thirsted: but this I think doubtful: see 8].

A2: اغلّ and its aor. and inf. n. as relating to unfaithfulness, see in the latter half of the first paragraph, in five places.

A3: اغلّت الضَّيْعَهُ, (Mgh, Msb, K, [in the CK غَلَّت,]) and الضِّيَاعُ, (S, O, K,) from الغَلَّةُ, (S, O,) [The estate, and estates, consisting of land, &c.,] became in the condition of having غَلَّة [or proceeds, revenue, or income, accruing from the produce, &c.]: (Mgh, Msb:) or yielded غَلَّة: (K, TA:) i. e. yielded somewhat, the source thereof remaining. (TA.) b2: And اغلّ القَوْمُ meaning بَلَغَتْ غَلَّتُهُمْ [i. e. The غَلَّة of the people, or party, arrived; as expl. in the PS and TA; or the people, or party, had their غلّة brought to them]. (S, O, K.) And The people, or party, became in [or entered upon] the time of the غَلَّة. (TA.) b3: And فُلَانٌ يُغِلُّ عَلَى عِيَالِهِ Such a one brings the غَلَّة to his family, or household. (S, O.) A4: اغلّ الوَادِى The valley gave growth to what are termed غُلَّان, (S, O, K,) pl. of غَالٌّ. (TA.) A5: اغلّ فِى الإِهَابِ, (S, O,) He (a butcher) left some of the flesh sticking in the hide, in stripping it off: (S, O:) or he took some of the flesh and of the fat [in the hide] in the skinning: (K:) and الإِهَابَ ↓ غلّ he left somewhat [of the flesh, or of the flesh and of the fat,] remaining in the hide on the occasion of the skinning: a dial. var. of أَغَلَّ. (TA.) b2: And accord. to AA, الإِغْلَالُ signifies The milking of the she-camel when milk remains [app. afterwards] in her udder. (O.) [Perhaps the meaning is The leaving some remaining in the udder on the occasion of milking.]

A6: اغلّ الخَطِيبُ The orator, or preacher, said, or spoke, what was not right, or correct. (TA.) A7: اغلّ بَصَرَهُ, (S, O,) or البَصَرَ, (K,) He (a man, S, O) looked intensely, or intently. (S, O, K.) b2: See also 1, last sentence.

A8: إِغْلَالٌ signifies also The making an overt, or open, hostile, or predatory, incursion. (TA.) A9: And The clothing oneself with, or wearing, a coat of mail. (TA.) 5 تَغَلَّّ see 1, first sentence: A2: and see also 2, in three places.7 إِنْغَلَ3َ see 1, first sentence.8 اِغْتَلَلْتُ الثَّوْبَ: see 1, former half.

A2: اِغْتَلَلْتُ الشَّرَابَ I drank the beverage. (K.) A3: لَهُ أُرَيْضَةٌ يَغْتَلُّهَا: see 10.

A4: اغتلّ said of a camel, and اِغْتَلَّتْ said of sheep or goats: see 1, near the middle of the paragraph. (See also the next sentence but one.) A5: اغتلّ بِالغَالِيَةِ: see 2.

A6: اِغْتَلَّتْ said of sheep or goats, They became affected with the disease termed غَلَل [q. v.]. (O, K.) 10 اِسْتِغْلَالٌ signifies The desiring, or demanding, or [tasking a person,] to bring غَلَّة [i. e. proceeds, revenue, or income, accruing from the produce, or yield, of land, &c.]. (PS.) One says, استغلّ عَبْدَهُ, meaning He tasked his slave to bring غَلَّة to him. (S, O, K. [In the explanation in the CK, يَغُلَّ is erroneously put for يُغِلَّ.]) b2: and The taking, or receiving, [or obtaining,] of غَلَّة: (PS:) or the bringing of غَلَّة from a place [or an estate]. (KL.) One says, ↓ استغلّ المُسْتَغَلَّاتِ He took the غَلَّة of the مستغلّات [i. e. of the lands, or estates, from which غلّة is obtained]. (S, O, K.) And ↓ لَهُ أُرَيْضَةٌ يَغْتَلُّهَا like يَسْتَغِلُّهَا [i. e. To him belongs a small portion of land of which he takes, or receives, or obtains, the غَلَّة]. (TA.) b3: and [hence] one says of a hard man, لَا يُسْتَغَلُّ مِنْهُ شَىْءٌ (assumed tropical:) [Nothing, meaning no profit or advantage, is reaped, or obtained, from him]. (L and TA in art. مرس: see 5 in that art.) R. Q. 1 غَلْغَلَ, inf. n. غَلْغَلَةٌ: see 1, first sentence. b2: غَلْغَلَ رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِهَا [He conveyed a message, or letter, to the person to whom it pertained: see the pass. part. n., below]. (Ham p. 500.) A2: And غَلْغَلَةٌ signifies also A breaking [of the bone of the nose, and of the head of a flask or bottle], like غَرْغَرَةٌ. (TA.) A3: [See مُغَلْغِلَةٌ.I do not find any instance of the usage of غَلْغَلَ otherwise than as trans.: but in the TK, and hence by Freytag, غَلْغَلَةٌ in a sense in which it is expl. below is regarded as an inf. n., and consequently the verb is said to signify He went quickly; which is a meaning of R. Q. 2.] R. Q. 2 تَغَلْغَلَ: see 1, first quarter, in two places. قَدْ تَغَلْغَلْتَ يَا عَدُوَّ اللّٰهِ, said to the مُخَنَّث Heet, when he described a woman, as is related in a trad., is expl. as meaning Thou hast reached, in thy looking, of the beauties of this woman, a point which no looker, nor any one having close communion, nor any describer, has reached [beside thee, O enemy of God]. (TA.) b2: Also He went quickly: (K, * TA:) one says, تَغَلْغَلُوا فَمَضَوْا [They went quickly, and passed, or passed away]. (TA.) A2: تغلغل بِالغَالِيَةِ: see 2.

غُلٌّ A ring, or collar, of iron, which is put upon the neck: (Msb:) a shackle for the neck or for the hand: [i. e. a ring, or collar, for the neck, or a pinion or manacle for the hand:] (MA:) or a [shackle of the kind called] جَامِعَة, (TA, and so in the S and K in art. جمع,) of iron, (TA,) collecting together the two hands to the neck: (S in art. جمع; and Jel * in xxxvi. 7:) [sometimes, a shackle for the neck and hands, consisting of two rings, one for the neck and the other for the hands, connected by a bar of iron: (see زَمَّارَةٌ:)] and a shackle with which the Arabs used to confine a captive when they took him, made of thongs, upon which was hair, so that sometimes, when it dried, it became infested with lice upon his neck: (TA:) the pl. is أَغْلَالٌ: (S, O, Msb, K:) which repeatedly occurs in the Kur-án and the Sunneh as meaning (assumed tropical:) difficult tasks and fatiguing works [as being likened to shackles upon the necks]. (TA.) b2: [Hence] the Arabs apply it metonymically to denote (tropical:) A wife. (TA.) And غُلٌّ قَمِلٌ [lit. A lousy shackle for the neck &c.] is an appellation of (assumed tropical:) a woman of evil disposition; originating from the fact that the غُلّ used to be of thongs, upon which was hair, so that it became infested with lice. (S.) A2: Also, and ↓ غُلَّةٌ, (S, O, K,) and ↓ غَلَلٌ, (K,) or this is the inf. n. of غُلَّ, (S,) [and accord. to analogy of غَلَّ as originally غَلِلَ,] and ↓ غَلِيلٌ, (S, O, K,) Thirst: or vehement thirst: (K, TA:) or the burning of thirst; (S, O, TA;) little or much: (TA:) or burning of the inside, (K, TA,) from thirst, and from anger and vexation (TA.) غِلٌّ and ↓ غَلِيلٌ Rancour, malevolence, malice, or spite: (S, O, Msb, K, TA:) or latent rancour &c.: (JK in explanation of the former:) and envy; so each signifies; (TA;) [and so the former in the Kur vii. 41 and xv. 47:] and enmity: (TA in explanation of the latter:) and the former signifies also dishonesty, or insincerity. (S, O.) غَلَّةٌ Proceeds, revenue, or income, (Mgh, Msb, K, TA, [in the CK, الدَّخَلَةُ is put for الدَّخْلُ,]) of any kind, (Mgh, Msb,) accruing from the produce, or yield, of land, (Mgh, Msb, K, TA,) or from the rent thereof, (Mgh, Msb, TA,) [in which sense ↓ مَغَلٌّ is also used, as a subst., pl. مُغَلَّاتٌ,] or from seed-produce, and from fruits, and from milk, and from hire, and from the increase of cattle, and the like, (TA,) and from the rent of a house, (K, TA,) and from the hire of a slave, (Mgh, K, TA,) and the like; (Mgh, Msb;) [generally meaning corn, or grain; ??] wheat and barley and rice and the like; (KL;) the غَلَّة of the slave is the payment imposed by the master, and made to him: (TA voce ضَرِيبَةٌ:) pl. غَلَّاتٌ (S, O, Msb, TA) and غِلَالٌ. (Msb, TA.) b2: Also Dirhems [or pieces of money] that are clipped (مُقَطَّعَة), in a single piece thereof [the quantity clipped being] a قِيرَاط or a طَسُّوج or a grain; of which it is said in the “ Eedáh,” that one's lending غَلَّة in order to have such as are free from defect returned to him is disapproved: (Mgh:) or dirhems [or pieces of money] that are rejected by the treasury of the state, but taken by the merchants. (KT. [Freytag has given this latter explanation, but has erroneously assigned it to غُلَّةٌ.]) غُلَّةٌ A thing in which one hides himself. (IAar, TA.) b2: See also غِلَالَةٌ, in two places: b3: and غَلَلٌ.

A2: And see غُلٌّ, last sentence.

غَلَلٌ Water amid trees: pl. أَغْلَالٌ. (S, O. [See an ex. voce عَذْبٌ.]) And Water having no current, only appearing a little upon the surface of the earth, disappearing at one time and appearing at another: (AA, S, O:) or, accord. to AHn, a feeble flow of water from the bottom of a valley or water-course, amid trees. (TA.) Aboo-Sa'eed says, لَا يَذْهَبُ كَلَامُنَا غَلَلَا [Our speech shall not pass away as a feeble flow of water]: meaning that it ought not to be concealed from men, but should be made public. (TA.) A2: Also A strainer, or clarifier: occur-ring in a verse of Lebeed, cited voce رَازِقِىٌّ: where it means the فِدَام (S, O, TA) on the heads of the أَبَارِيق, (S,) or on the head of the إِبْرِيق: (O, TA:) or, as some relate the verse, the word is غُلَلٌ, pl. of ↓ غُلَّةٌ; (S, O, TA;) which signifies [the same, i. e.] a piece of rag bound on the head of the ابريق [to act as a strainer]. (IAar, TA.) A3: And The flesh that is left upon the thumb when one skins [a beast]. (TA.) A4: See also غُلٌّ, last sentence.

A5: Also, (O, K,) and ↓ غَلَالَةٌ, (O, and so in copies of the K,) or ↓ غُلَالَةٌ, (so in other copies of the K, and accord. to the TA,) A certain disease that attacks sheep, or goats, (O, K, TA,) in the orifice of the teat, occasioned by the milker's not exhausting the udder, but leaving in it some milk, which becomes blood, or coagulates and is mixed with a yellow fluid. (TA.) غَلُولُ الشَّيْخِ The food of the old man, which he ingests into his belly [or stomach]: (S, O, K:) and likewise the beverage drunk by him. (TA.) One says, نِعْمَ غَلُولُ الشَّيْخِ هٰذَا [Excellent, or most excellent, is this food of the old man &c.!]. (S, O, K.) غَلِيلٌ: see غُلٌّ, last sentence. b2: [Hence,] sometimes, (TA,) (assumed tropical:) The burning of love, and of grief. (K, TA.) b3: See also غِلٌّ.

A2: And see مَغْلُولٌ.

A3: Also Date-stones mixed with [the species of trefoil called] قَتّ, (S, O, K, TA,) and in like manner with dough, (TA,) for a she-camel, (S, O, K, TA,) which is fed therewith. (S, O, TA.) A4: See. also غَالٌّ.

غَلَالَةٌ, or غُلَالَةٌ: see غَلَلٌ, last sentence.

غِلَالَةٌ A garment that is worn next the body, beneath the other garment, (S, O, K,) and likewise beneath the coat of mail; (S, O;) also called ↓ غُلَّةٌ: (K, TA:) pl. [of the former] غَلَائِلُ and [of the latter] غُلَلٌ. (TA.) b2: And A piece of cloth with which a woman makes her posteriors [to appear] large, (O, * K, * TA,) binding it upon her hinder part, beneath her waist-wrapper; (TA;) as also ↓ غُلَّةٌ, of which the pl. is غُلَلٌ. (IB, TA.) b3: And The pin that connects the two heads of the ring [of a coat of mail]: (O, K:) pl. غَلَائِلُ. (TA.) And غَلَائِلُ signifies Coats of mail: or the pins thereof that connect the heads of the rings: or linings, or inner coverings, that are worn beneath them, (K, TA,) i. e. beneath the coats of mail: and [it is said that] the sing. thereof is ↓ غَلِيلَةٌ. (K, TA.) غَلِيلَةٌ: see what next precedes.

غَلَّانٌ (S, O, K) and ↓ غَالٌّ, (K,) applied to a camel, (S, O, K,) Thirsty: (K: *) or vehemently thirsty: (S, O, K: *) or affected with burning of the inside: (K: *) and ↓ غَالَّةٌ, and its pl. غَوَالُّ, camels not having fully satisfied their thirst. (TA.) غَالٌّ; and its fem., with ة: see the next preceding paragraph.

A2: Also Low, or depressed, ground, in which are trees, and places of growth of [the trees called] سَلَم and طَلْح: one says غَالٌّ مِنْ سَلَمٍ, like as one says عِيْصٌ مِنْ سِدْرٍ and قَصِيمَةٌ مِنْ غَضًا: (AHn, S, O:) or, as also ↓ غَلِيلٌ, a place of growth of [the trees called] طَلْح: or a low, or depressed, valley or torrent-bed in the ground, (K, TA,) in which are trees: (TA:) pl. غُلَّانٌ. (K.) b2: And A certain plant, (S, O, K,) [said to be] well known: (K: [but I have not found it to be now known:]) pl. غُلَّانٌ. (S, O, K.) غَالَّةٌ [as a subst.] A part broken off from the shore of the sea and become collected together in a place. (TA.) [Expl. by Freytag as signifying “ Pars maris, quæ in litore abrupta est: ” and as being a word of the dial. of El-Yemen: on the authority of IDrd.]

غلغل, [thus in my original,] applied to the root (عِرْق) of a tree, Extending far into the earth: pl. غَلَاغِلُ. (TA.) غَلْغَلَةٌ A quick rate of going. (S, O, K, * TA.) [App. a simple subst.; but perhaps an inf. n., of which the verb is غَلْغَلَ, q. v.]

غُلْغُلَةٌ Clamour and confusion of voices. (TA.) [Like the Pers\. غُلْغُل and غُلْغُلَه.]

مُغَلٌّ, as a subst., pl. مُغَلَّاتٌ: see غَلَّةٌ.

مُغِلٌّ A man cleaving to rancour, malevolence, malice, or spite. (TA.) b2: An unfaithful man; one who acts unfaithfully. (S, * Mgh, O, * TA.) Hence the saying of Shureyh, لَيْسَ عَلَى المُسْتَعِيرِ غَيْرِالمُغِلِّ ضَمَانٌ, (S, Mgh, O, TA,) وَلَاعَلَى

المُسْتَوْدَعِ, (TA,) i. e. [There is no guaranteeship to be imposed upon the asker of a loan, except the unfaithful, nor upon him who is asked to take charge of a deposit, meaning], except in the case of him who has been unfaithful in respect of the loan and the deposit: or, as some say, by the مُغِلّ is here meant the ↓ مُسْتَغِلّ [i. e. the person employed to bring the غَلَّة]: but IAth says that the former is the right explanation. (TA.) A2: مُغِلَّةٌ, applied to a garden (جَنَّة), as in a verse cited voce حَرَدَ, (S, O,) or to an estate (ضَيْعَة), (Mgh, TA,) Having, (Mgh,) or yielding, (TA,) غَلَّة [q. v.; fruitful, or productive]. (Mgh, TA.) مَغْلُولٌ, applied to a man, Having the [shackle called] غُلّ put upon him. (TA.) It is said in the Kur [v. 69], وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدٌ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ [and the Jews said, The hand of God is shackled], meaning, withheld from dispensing. (O.) A2: Also, (S, K,) applied to a man, (S,) and ↓ غَلِيلٌ, and ↓ مُغْتَلٌّ, (K,) Thirsty; or vehemently thirsty; (K, TA;) or affected with burning of thirst, (S, TA,) little or much; (TA;) or with burning of the inside, (K, TA,) from thirst, or from anger and vexation. (TA.) مُغْتَلٌّ: see what next precedes. b2: [Hence,] أَنَا مُغْتَلٌّ إِلَيْهِ (tropical:) I am yearning, or longing, for him, or it. (K, TA.) رِسَالَةٌ مُغَلْغَلَةٌ A message, or letter, conveyed from town to town, or from country to country. (S, O, K.) مُغَلْغِلَةٌ, with kesr to the second غ, Hastening; syn. مُسْرِعَةٌ [which is trans. and intrans.; but generally the latter, like سَرِيعٌ]. (TA.) مُسْتَغَلٌّ A place [or land or an estate] from which غَلَّة is obtained: (KL:) [thus used, as a subst., it has for its pl. مُسْتَغَلَّاتٌ:] see 10.

مُسْتَغِلٌّ: see مُغِلٌّ.
(غل)
الْهَاء بَين الْأَشْجَار غلا تخللها وَجرى فِيهَا وبصر فلَان حاد عَن الصَّوَاب وَفِي الشَّيْء دخل فِيهِ وَالشَّيْء فِي غَيره أدخلهُ فِيهِ وَيُقَال غل فلَان المفاوز دَخلهَا وتوسطها وغل الدّهن أَو الطّيب فِي رَأسه أدخلهُ فِي أصُول شعره وَفُلَانًا وضع فِي يَده أَو عُنُقه الغل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {خذوه فغلوه} والغلالة لبسهَا تَحت الثِّيَاب وَفُلَان غلولا خَان فِي الْمغنم وَغَيره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة} وصدره غلا وغليلا كَانَ ذَا غش أَو ضغن وحقد

(غل) عَطش أَشد الْعَطش وَيُقَال غلت يَده إِلَى عُنُقه أَمْسَكت عَن الْإِنْفَاق فَهُوَ غليل ومغلول وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة غلت أَيْديهم}

(غل) الْبَعِير غلَّة صدر عَن المَاء وَلم يرو فَهُوَ غال
باب الغين واللام غ ل فقط

غل: أغْلَلْتُ في الإهاب غَلَلاً أي أبقيت عليه شحماً بعد السلخ. والغَليل: حر الجوف لوحاً وامتعاضاً، قال:

إلى الغَليلِ ولم يقصعنه نُغَبُ

وغَلَّ البعير يَغَلُّ غَلَلاً إذا لم يقضِ ريه، قال:

أنقع من غلتي وأجزؤها  والغُلاَنُ: أودية، الواحد غليلٌ، ويقال: غالٌّ. والغِلَّ: الحقد الكامنُ. ورجل مُغِلٌّ مضب: على غِلٍّ. والمُغِلُّ: الخائن. والغُلُّ: جامعةٌ يشد في العنق واليد.

وفي الحديث: من النساء غل قمل، يقذفه الله في عنق من يشاء ثم لا يخرجه إلا هو

، وذلك أن العرب كانوا إذا أسروا أسيراً غَلُّوه بالقد فربما قمل في عنقهِ. والغَلَّةُ: الدخل. وأَغَلَّتِ الضيعة أي: أعطت الغَلَّةَ. والغُلُولُ: خيانة الفيء،

وفي الحديث. لا إسلال ولا إغلالَ

أي: لا خيانة ولا سرقة. والغَلْغَلَةُ: سرعة السير، يقال: تَغَلْغَلُوا فمضوا. ورسالةٌ مُغَلْغَلَةٌ أي محمولة من بلدٍ إلى بلدٍ. والغِلالة: شعارٌ تحت الثوب للبدن خاصةً. وغَلَّلْتُه وغَلَيْتُه أيضاً: من الغالِية، وكلام العامة: غَلَيْتُه. والغَلْغَلَةُ كالغَرْغَرةِ. والغَلَلُ: الماء بين الشجر.
الْغَيْن وَاللَّام

الغُلّ، والغُلّة، والغَلَل، والغَليل، كُله: شدَّة العَطش وحرارة الْجوف.

وَقيل: هُوَ الْعَطش قَلَّ أَو كَثُر.

رجل مَغلول، وغليل، ومُغْتَلٌّ.

وبعير غالٌّ وغَلاّن: عطشان.

غَلّ يَغَلّ غُلّة، واغْتلّ.

وَرُبمَا سُمِّيت حرارة الحُب والحُزن: غَليلا.

وأغلّ إبِله: أَسَاءَ سَقيها فصدَرت وَلم تَرْوَ.

والغل: الغِش والعَداوة والحقد والحَسد. وَفِي التَّنْزِيل: (ونَزعنا مَا فِي صُدورهم من غِل) . قَالَ الزّجاج: حَقِيقَته، وَالله اعْلَم: انه لَا يَحسد بعض أهل الْجنَّةبَعْضًا فِي عُلو الْمرتبَة، لِأَن الْحَسَد غِلّ، وَهُوَ أَيْضا كَدر، وَالْجنَّة مُبرَّأة من ذَلِك.

غَلّ صدرُه يَغلّ غلاًّ.

وَرجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حِقْد.

وغَلّ يَغُلٌّ غُلولا، وأغل ك خَان.

وَخص بَعضهم بِهِ الخون فِي الْفَيْء.

وأغلّه: خَوّنه، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا كَانَ لنَبِيّ أَن يَغلّ) .

وَالْإِغْلَال: السّرقَة، وَفِي الحَدِيث: " لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال ".

وأغلّ فِي الْجلد: اخذ بعض اللَّحْم والشَّحم مَعَه فِي السَّلخ.

وَذهب السكين غَلَلاً: دخل بَين اللَّحْم والإهاب.

والغَلل: داءٌ فِي الإحليل، مثل الرَّفَق، وَذَلِكَ أَلا يَنْفُضَ الحالب الضَّرع فَيتْرك فِيهِ شَيْئا من اللَّبن فَيَعُود مَاء أَو خَرَطاً.

وغَلّ فِي الشَّيْء يغُلّ غُلولا، وانغلّ وتغلل، وتَغَلغل: دخل فِيهِ، يكون ذَلِك فِي الْجَوَاهِر والأعراض. قَالَ ذُو الرُّمة فِي الْجَوْهَر، يصف الثور والكناس:

مُحقِّرة عَن كل ساقٍ دَقيقةٍ وَعَن كُل عِرْقٍ فِي الثَّرى مُتغلغلِ

وَقَالَ عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مَسْعُود فِي الْعرض، رَوَاهُ ثَعْلَب:

تَغلغل حُبّ عَثْمة فِي فُؤادي فبادية مَعَ الخافيِ يَسيرُ

وغَلّه يغُلّه غَلاً: أدخلهُ، قَالَ ذُو الرُّمة:

غَلَلْت المَهارَي بَينهَا كُلَّ لَيْلَة وَبَين الدُّجى حَتَّى أَرَاهَا تَمزّقُ

وغَلْغله، كَغلَّه.

والغُلّة: مَا تواريت فِيهِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والغَلَل: المَاء الَّذِي يَتَغلغل بَين الشَّجر.

وَقيل: هُوَ الظَّاهِر الْجَارِي. وَقَالَ أَبُو حَنيفة: الغَلَل: السَّيل الضَّعِيف يسيل من بطن الْوَادي، أَو التلع فِي الشّجر، وَهُوَ فِي بطن الْوَادي.

وَقيل: أَن يَأْتِي الشجَر غَللٌ من قبل ضَعفه واتِّباعه كل مَا تواطأ من بطن الْوَادي فَلَا يكَاد يرى، وَلَا يتبع إِلَّا الوطاء.

والغِلاَلة: شعار يُلبس تَحت الثَّوْب، لِأَنَّهُ لَا يتغلّل فِيهَا، أَي: يُدخل.

وغَلَّل الغِلالة: لبسهَا تَحت ثِيَابه، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والغُلّة: الغِلالة.

وَقيل: هِيَ كالغِلالة تُغَل تَحت الدِّرع، أَي: تُدخل.

والغَلائل: الدُّروع.

وَقيل: بطائن تلبس تَحت الدروع.

وَقيل هِيَ مَسامير الدُّروع الَّتِي تجمع بَين رُؤوس الحَلَق، لِأَنَّهَا تُغَل فِيهَا، أَي: تُدخل.

واحدته: غَليلة.

وَقَول النَّابِغَة:

عُلِين بِكدْيَوْنٍ وأبْطِنّ كُرَّةً فهن وضاء صافياتُ الغَلائل

خَصّ الغلائل بالصفاء لِأَنَّهَا آخر مَا يصدأ من الدروع، ومَن جعلهَا البطائن جعل الدُّروع نقّية لم يُصدئن الغلائل.

وغَلَّ الدُّهنَ فِي رَأسه: ادخله فِي أصُول الشّعْر.

وغَلَّ شعره بالطّيب: أدخلهُ فِيهِ.

وتغلَّل بالغالية، واغتل، وتَغَلغل: تغَّلف، قَالَ أَبُو صَخْر:

سراج الدُّجَى تغتلّ بالمسك طِفْلة فَلَا هِيَ مَتْفال وَلَا اللَّون أكْهب

وغلّله بهَا.

وَحكى اللِّحياني: تغَلَّى بالغالية. فإمَّا أَن يكون من لفظ الغالية، وَإِمَّا أَن يكون أَرَادَ: " تغلّل "، فأبدل من اللَّام الْأَخِيرَة يَاء، كَمَا قَالُوا: تظنّيت، فِي " تظننت "، وَالْأولَى أَقيس.

وغل الْمَرْأَة: حشاها، وَلَا يكون إِلَّا من ضخم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

والغُلاَّن: منابت الطّلح.

وَقيل: هِيَ أَوديَة غامضة فِي الأَرْض ذَات شجر، وَاحِدهَا: غالّ، وغَلِيل.

قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ بطن غامض فِي الأَرْض.

وَقد انغل.

والغالّة: مَا يقطع من سَاحل الْبَحْر فيجتمع فِي مَوضِع.

والغل: جَامِعَة تُوضع فِي الْعُنُق أَو الْيَد.

وَالْجمع: أغْلال، لَا يكسَّرُ على غير ذَلِك.

وَقَول الله تَعَالَى: (والأغلالَ الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم) ، قَالَ الزّجاج: كانَ عَلَيْهِم انه من قَتل قُتل، لَا يُقبل فِي ذَلِك دِيَة، وَكَانَ عَلَيْهِم إِذا أصَاب جُلودهم شَيْء من الْبَوْل يقرضوه، وَكَانَ عَلَيْهِم أَلا يَعملوا فِي السبت، وَهَذَا على المَثل، كَمَا تَقول: جعلت هَذَا طَوْقاً فِي عُنقك وَلَيْسَ هُنَالك طوق، وتأويله: ولَّيتك هَذَا وألزمتك الْقيام بِهِ، فَجعلت لُزُومه لَك كالطَّوق.

وَقَوله تَعَالَى: (إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم) ، أَرَادَ بالأغلال: الْأَعْمَال الَّتِي هِيَ الأغلال، وَهِي أَيْضا مؤدية إِلَى كَون الأغلال فِي أَعْنَاقهم يَوْم الْقِيَامَة، لِأَن قَوْلك للرجل: هَذَا غُلٌّ فِي عُنقك، للشَّيْء يُعْمِله، إِنَّمَا مَعْنَاهُ: أَنه لَازم لَك، وَأَنَّك مجازي عَلَيْهِ بِالْعَذَابِ.

وَقد غَلّه يَغُله.

وَقَوله تَعَالَى: (وقَالَت الْيَهُود يدُ الله مَغْلولة غُلت أَيْديهم) ، قيل: أَرَادَ: نعمتُه مَقبوضة عنَّا.

وَقيل: معناهُ: يدُه مغلولة عَن عذابنا.

وَقيل: يَد الله ممسكة عَن الاتساع علينا.

وَقَوله تَعَالَى: (ولَا تَجعل يدك مَغلولة إِلَى عُنقك) تَأْوِيله: لَا تُمسكها عَن الْإِنْفَاق.

وَقد غَلّه يُغله.

وَقَوْلهمْ فِي الْمَرْأَة السَّيئة الخُلق: غُلٌّ قَمِلٌ، أَصله: أَن الْعَرَب كَانُوا إِذا اسروا أَسِير اغلّوه بالقِدّ، فَرُبمَا قَمِل فِي عُنقه.

وَفِي الحَدِيث: " وَإِن من النِّساء غُلاًّ قَمِلا يَقذفه الله فِي عُنق من يَشَاء لَا يُخرجه إِلَّا هُوَ ".

وَقَوْلها: مالَه أُلَّ وغُلَّ. أُلَّ: دُفع فِي قَضَاء. وغُلّ: جُن فُوِضع فِي عُنقه الغُل.

والغَلَّة: الدَّخل، من كِرَاء دَار واجر غُلَام وَفَائِدَة أَرض.

وأغَلّت الضَّيعة: أَعْطَتْ الغَلّة.

وأغلّ الْقَوْم: من الغَلّة.

ونِعْم غَلُول الشَّيْخ هَذَا الطَّعَام، يَعْنِي: التَّغذية.

وغلّ بَصَره: حاد عَن الصَّوَاب.

والغُلّة: خِرْقةٌ تُشدّ على رَأس الإبِريق، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَول لبيد:

لَهَا غَلَلٌ من رازقيٍّ وكُرْسُفٍ بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المقَاولا

يَعْنِي: الْفِدَام الَّذِي على رَأس الأباريق.

والغَليلُ: القَتُّ والنّوى والعجين، تُعلفه الدَّوَابّ.

والغَلغَلة: سُرعة السّير.

وَقد تغلغل.

ورسالة مُغَلْغَلة: مَحمولة من بلد إِلَى بلد.

وغَلْغَلة: مَوضِع، قَالَ:

هُنَالك لَا أخْشَى تنالُ مَقادتي إِذا حَلّ بَيْتِي بَين شُرطٍ وغَلْغَلَهْ

بل

بل
صورة كتابية صوتية في بلاد المغرب العربي من أبوه ال بمعنى العالمية، واللقب.
[بل] ن فيه: "وبالحمد" لله، برفع الحمد على الحكاية، واستدل به على أن البسملة ليست جزءاً من السورة، وأجيب بأن المراد يفتح بسورة الحمد لا بسورة أخرى. وغزوة "بالمصطلق" أي بني المصطلق وهي غزوة المريسيع.
(بل)
من مَرضه بِلَا وبللا وبلولا برأَ وَصَحَّ وَالرِّيح بلولا تندت وَالشَّيْء بِالْمَاءِ وَنَحْوه بِلَا وبلة وبللا وبلالا نداه وَفُلَانًا أعطَاهُ ورحمه وَصلهَا

(بل) الرجل بللا وبلالة فَهُوَ أبل أَي داه فَاجر الْخُصُومَة وبالأمر ظفر بِهِ
[ب ل] بَلْ كَلِمَةُ استدرَاكٍ وَإِعْلاَمٍ بِالإِضْرَابِ عنِ الأَوَّلِ وقَولُهُم قامَ زَيدٌ بَلْ عَمْرٌ ووبَنْ عَمْرٌ وفَإِنَّ النُّونَ بَدَلٌ منَ اللاَّمِ أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ استِعمالِ بَلْ وقلة استعمالِ بَنْ والحُكْمُ على الأكثَرِ لاَ الأَقَلِّ هذا هو الظَّاهرُ مِن أَمْرِه قال ابنُ جِنّيٍّ وَلَستُ أَدفَعُ مَعَ هذا أَنْ يكونَ بَنْ لُغَةً قَائِمةً بنَفْسِهَا
بل
بل [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف عطف بمعنى لكن، يدخل على المفرد وقبله نفي أو نهي فيقرِّر ما قبله ويثبت ما بعده، وإذا كان قبله إثبات أو أمر جعله كالمسكوت عنه ويثبت الحكم لما بعده "ما حضر سليم بل أخوه- ارْو لنا شيئًا من نثرك بل من شِعْرك- {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} ".
2 - حرف ابتداء، أو استئناف، يفيد إبطال المعنى الذي قبله، والردّ عليه بما بعده إذا دخل على جملة " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} - {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} ".
3 - حرف يفيد الانتقال من معنى إلى آخر أهمّ "أنا لا أتقاعس بل أحضّ المتقاعسين على العمل".
4 - حرف عطف يفيد الإضراب تزاد قبله (لا) لتوكيد ما بعده "هو النهر الدافق في عطائه لا بل البحر الخضمّ- وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يقض للشمس كِسفَة أو أفُولُ". 
(بل)
أَدَاة تدخل على الْمُفْرد وعَلى الْجُمْلَة
فَإِذا دخلت على الْمُفْرد وَكَانَ قبلهَا نفي أَو نهي فَهِيَ بِمَعْنى لَكِن تقرر مَا قبلهَا وَتثبت ضِدّه لما بعْدهَا مثل مَا عَليّ شَاعِر بل خطيب وَلَا تقل شعرًا بل نثرا وَإِذا كَانَ قبلهَا إِثْبَات أَو أَمر فَإِنَّهَا تجْعَل مَا قبلهَا كالمسكوت عَنهُ وَتثبت حكمه لما بعْدهَا مثل قَالَ عَليّ شعرًا بل نثرا وَقل نثرا بل شعرًا وَبَعض النُّحَاة يُنكر دُخُولهَا على مُفْرد بعد الْإِثْبَات
ب وَتدْخل على الْجُمْلَة فتفيد حينا إبِْطَال الْمَعْنى الَّذِي قبلهَا وَالرَّدّ عَلَيْهِ بِمَا بعْدهَا مثل {وَقَالُوا اتخذ الرَّحْمَن ولدا سُبْحَانَهُ بل عباد مكرمون} {أم يَقُولُونَ بِهِ جنَّة بل جَاءَهُم بِالْحَقِّ} وَيَقُول النُّحَاة إِنَّهَا هُنَا للإضراب الإبطالي وتفيد حينا الِانْتِقَال من معنى إِلَى معنى آخر هُوَ فِي الْغَالِب أهم فِي تَقْدِير المُرَاد مثل {قد أَفْلح من تزكّى وَذكر اسْم ربه فصلى بل تؤثرون الْحَيَاة الدُّنْيَا} و {بل قَالُوا أضغاث أَحْلَام بل افتراه بل هُوَ شَاعِر} والنحاة يسمون هَذَا الِاسْتِعْمَال إضرابا انتقاليا وَهُوَ أَكثر اسْتِعْمَال بل وَقد تَجِيء لَا بعْدهَا (بل) فَيكون نَصهَا موجها إِلَى الْكَلَام السَّابِق وَلَا تَأْثِير لَهَا فِيمَا بعد بل فَإِن كَانَ مَا قبلهَا مثبتا نفته مثل
(وَجهك الْبَدْر لَا بل الشَّمْس لَو لم يقْض للشمس كسفة وأفول)
وَإِذا كَانَ منفيا أكدت نَفْيه مثل
(وَمَا هجرتك لَا بل زادني شغفا هجر وَبعد ترَاخى لَا إِلَى أجل)
وَكَذَلِكَ تَجِيء قبلهَا كلا فَيكون ردعها موجها إِلَى مَا قبلهَا مثل {قل أروني الَّذين ألحقتم بِهِ شُرَكَاء كلا بل هُوَ الله الْعَزِيز الْحَكِيم}
وَفِي لُغَة الْمُحدثين تكْثر زِيَادَة الْوَاو بعد بل يَقُولُونَ فلَان يُخطئ بل ويصر على الْخَطَأ وَهُوَ يرضى بل ويبالغ فِي الرِّضَا وَهُوَ أسلوب مُحدث
بل
بَلْ كلمة للتدارك، وهو ضربان:
- ضرب يناقض ما بعده ما قبله، لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده وإبطال ما قبله، وربما يقصد تصحيح الذي قبله وإبطال الثاني، فممّا قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين/ 13- 14] ، أي:
ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا، فنبّه بقوله:
رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ على جهلهم، وعلى هذا قوله في قصة إبراهيم قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ [الأنبياء/ 62- 63] .
وممّا قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ [الفجر/ 15- 17] .
أي: ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال في غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ [ص/ 1- 2] ، فإنّه دلّ بقوله:
وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ أنّ القرآن مقرّ للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر، بل لتعزّزهم ومشاقّتهم، وعلى هذا: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا [ق/ 1- 2] ، أي: ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن، ولكن لجهلهم، ونبّه بقوله: بَلْ عَجِبُوا على جهلهم، لأنّ التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ [الانفطار/ 6- 9] ، كأنه قيل: ليس هاهنا ما يقتضي أن يغرّهم به تعالى، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه.
- والضرب الثاني من «بل» : هو أن يكون مبيّنا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد «بل» ، نحو قوله تعالى: بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ [الأنبياء/ 5] ، فإنّه نبّه أنهم يقولون: أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ، يزيدون على ذلك أنّ الذي أتى به مفترى افتراه، بل يزيدون فيدّعون أنه كذّاب، فإنّ الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع، وعلى هذا قوله تعالى: لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ [الأنبياء/ 39- 40] ، أي: لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه، وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما في القرآن من لفظ «بل» لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دقّ الكلام في بعضه.
بل: البَلَلُ: الرُّطُوْبَةُ، وكذلكَ البِلاَلُ، وجَمْعُه أبْلاَلٌ. والبِلَّةُ: الدُّوْنُ من البَلَلِ. وما في السِّقَاءِ بِلاَلٌ: أي ماءٌ. وما في البِئْرِ بَالُوْلٌ.
وإذا حَسُنَتْ حالُ الرَّجُلِ قيل: ابْتَلَّ وابْتَلَّتْ حالُه وتَبَلَّلَ. وإنَّه لَحَسَنُ البُلَلَةِ: يَعْنِي الزِّيَّ والهَيْئَةَ.
وطَوَيْتُه على بُلُلَتِه وبُلُوْلِه وبَلاَلِه وبَلَّتِه: أي على ما بَدَا لي منه مِمَّا لا أشْتَهِي، وقيل: احْتَمَلْتُه على ما فيه من عَيْبٍ.
وبَلَّ فلانٌ فلاناً بثَنَاءٍ حَسَنٍ؛ يَبُلُّه: أي أطْرَاه.
وبُلَّةُ الشَّبَابِ: طَرَاءَتُه.
وكَيْفَ بُلَلَتُكَ: أي حالُكَ، وكذلك البُلُوْلَةُ.
وفيه بُلَلَةٌ: أي بَقِيَّةٌ من وُدٍّ، وبُلَّةٌ أيضاً. ويُقال: ما فيه بَلاَلَةٌ ولا عُلاَلَةٌ: أي بَقِيَّةٌ.
واطْوِ السِّقَاءَ على بُلَلَتِه وبُلَّتِه: أي اطْوِه وهو نَدٍ، وبَلاَلَتُه: مِثْلُه، وكذلكَ بُلَلُه وبُلُلُه وبَلاَلُه.
وبِلَّةُ الإِنْسَانِ: وُقُوْعُه على مَوَاضِعِ الحُرُوْفِ واسْتِمْرَارُه في المَنْطِقِ، ما أحْسَنَ بِلَّةَ لِسَانِه.
ولا تَبُلُّكَ عِنْدي بالَّةٌ وبَلاَلِ على حَذَامِ: أي خَيْرٌ ونَدىً. وما جاءنا بِهَلَّةٍ ولا بَلَّةٍ: أي مَنْفَعَةٍ. وأبْلَلْتُ عليهم: أفْضَلْتُ، وبَلَلْتُ: مِثْلُه.
وبُلَّةُ الشَّجَرِ: ثَمَرَتُها، وهي البُلَلَةُ أيضاً. فأمَّا بِلَّتُه فهو ماؤه ورُطُوْبَتُه. وأبَلَّتِ السَّمُرَةُ إبْلالاً: أثْمَرَتْ. وأبَلَّ العُوْدُ: جَرى فيه نَبْتُ الغَيْثِ.
والبَلَلُ: البَذْرُ، بَلُّوا الأرْضَ: بَذَرُوهَا.
وفلانٌ لا يَبُلُّه شَيْءٌ: أي هو رَغِيْبٌ لا يَنْجَعُ فيه شَيْءٌ.
وبِلاَلٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
والبَلِيْلُ: الرِّيْحُ البارِدَةُ.
وبَلَّ من مَرَضِه وأبَلَّ واسْتَبَلَّ: إذا بَرَأَ، والاسْمُ البِلُّ؛ يَبِلُّ بُلُوْلاً. والبَلِيْلَةُ: الصِّحَّةُ.
والبِلُّ: المُبَاحُ، وفي الحَدِيْثِ: " وهي لشارِبٍ حِلٌّ وبِلٌّ ". وقد أبْلَلْتُه لكَ: أي أحْلَلْتُه.
وبَلَّكَ اللهُ بابْنٍ: أي رَزَقَكَه. وبُلَّ حَجْرُه: مِثْلُه.
والبِلَّةُ: الوَلِيْمَةُ. والعافِيَةُ أيضاً.
وبَلَّ في الأرْضِ وأبَلَّ: ذَهَبَ فيها، وهو بَلاّلٌ في البِلاَدِ.
وبَلَّ فلانٌ برَجُلٍ: إذا وَقَعَ في يَدِه.
وبَلَلْتُ في حاجَةِ فلانٍ: بالَغْتُ فيها. وبَلَّلَ لي في القَوْلِ: غَلَّظَ.
وأبَلَّ الرَّجُلُ: في مَعْنى أبَرَّ أي غَلَبَ.
وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
عَدْوَ جَوْنٍ قد أبَلْ
أي أعْيا الرُّمَاةَ والحِيَلَ فلا يُدْرَكُ، وقيل: اجْتَزَأَ بالرُّطْبِ عن الماءِ.
والأَبَلُّ: الفاجِرُ، وقيل: اللَّئِيْمُ. والبَلَلُ: مَصْدَرُ الأبَلِّ من الرِّجَالِ: الذي لا يَسْتَحْيِي ولا يُبَالِي.
وفلانٌ بَلُّ أبْلاَلٍ: أي داهِيَةٌ.
وبَلِلْتُ به: أي مُنِيْتُ به.
وهو بَلٌّ به: أي صَبٌّ، بَلَّ يَبَلُّ بَلاَلَةً. وكذلكَ إذا واظَبَ عليه.
وبَلِلْتُ بكذا وبَلَلْتُ أبِلُّ وأبَلُّ: أي ظَفِرْتُ.
وفي الحَدِيثِ: " كانَ النّاسُ بذي بِلِّيٍّ وبذي بِلِّيَان " أي تَفَرَّقُوا وتَشَتَّتَتْ أُمُوْرُهُم.
وتَرَكَ ضَيْفَه بذي بِلِّيَان: أي في الهَلاَكِ والضَّلاَلِ.
وبَيْنِي وبَيْنَه بَلاَلِ: أي رَحِمٌ، بَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها: أي وَصَلَها، وفي الحَدِيثِ: " بُلُّوا أرْحَامَكم ولو بالسَّلام ".
وبَلْ: حَرْفُ تَدَارُكٍ يُرْفَعُ به الاسْمُ. ويكونُ للعَطْفِ أيضاً.
والبُلْبُلُ: طائرٌ. والمِعْوَانُ من الرِّجَالِ، وجَمْعُه بَلاَبِلُ.
والبُلْبُلَةُ: كُوْزٌ في جَنْبِه بُلْبُلٌ.
ورَجُلٌ بُلاَبِلٌ: نَدُسٌ لا يَخْفى عليه شَيْءٌ، وبُلْبُلِيٌّ. والبَلْبَلَةُ: وَسْوَاسُ الهُمُوْمِ في الصَّدْرِ، وهو البَلْبَالُ والبَلاَبِلُ.
وبَلْبَلَةُ الألْسُنِ: المُخْتَلِطَةُ. والتَّبَلْبُلُ: التَّبَحْبُحُ. والبَلْبَالُ: الحَرَكَةُ والضَّجَّةُ.
ويُقال للذِّئْبِ: البَلْبَالُ؛ لأنَّه يُبَلْبِلُ الغَنَمَ ويُفَرِّقُها، وجَمْعُه بَلاَبِلُ.
والبُلْبُلُ: من السَّمَكِ؛ قَدْرُ الكَفِّ.
والبَلاَبِلُ: جَمْعُ البَلْبَلَةِ؛ وهي خَرَزَةٌ سضوْدَاءُ في الصَّدَفِ.
وبُلْبُوْلُ: اسْمُ بَلَدٍ.
والأُبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التَّمْرِ، ومنه اشْتُقَّ اسْمُ الأُبُلَّةِ بالبَصْرَةِ. وهي أيضاً: فُعْلُلَةٌ من البَلَلِ.
والحَمَامُ المُبَلِّلُ: الدّائِمُ الهَدِيْرِ.
والبَلِيْلُ: الصَّوْتُ.
وجاءَ في أُبُلَّتِه وإبَالَتِه: أي في قَبِيْلَتِه وجَمِيْعِ أصْحَابِه. والإِبَّوْلَةُ: الجَمَاعَةُ، وجَمْعُه أ

بَابِيْلُ.
وتَبَلَّلَ الأسَدُ: أثَارَ بمَخَالِبِهِ الأرْضَ وهو يَزْئِرُ.
وهو قَلِيْلٌ بَلِيْلٌ: على الإِتْبَاعِ.

بل

1 بَلَّهُ (S, M, &c.,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. بَلٌّ (M, Msb, K) and بِلَّةٌ, (M, K,) He moistened it (S, M, K) with water (M, Msb, K) &c.; (M;) and in like manner, ↓ بلّلهُ, (S, M, K,) but signifying he moistened it much. (S, TA.) b2: [Hence,] بَلَّتِ الإِبِلُ أَغْمَارَهَا [The camels damped their thirst;] i. e., drank a little. (TA in art. غمر.) b3: [Hence also,] بَلَّ رَحِمَهُ, (T, S, M, K,) aor. ـُ (T, M,) inf. n. بَلٌّ (with fet-h, TA [in the CK it has kesr]) and بِلَالٌ, (M, K,) (tropical:) He made close [or he refreshed] his ties of relationship by behaving with goodness and affection and gentleness to his kindred; syn. وَصَلَهَا, (T, S, M, K,) and نَدَّاهَا: (T:) for, as some things are conjoined and commixed by moisture, and become disunited by dryness, بَلٌّ is metaphorically used to denote conjunction, as above, and يُبْسٌ to denote the contrary. (TA.) A poet says, وَالرِّحْمَ فابْلُلْهَا بِخَيْرِ البُلَّانْ فَإِنَهَااشْتُقَّتْ مِنِ اسْمِ الرَّحْمٰنْ [(tropical:) And the ties of relationship, make thou them close &c. by the best mode, or modes, of doing so; for the name thereof is derived from the name of the Compassionate]: here ↓البُلَّان may be a noun in the sing. number, like غُفْرَانٌ, or it may be pl. of بَلَلٌ, which may be either a subst. or an. inf. n., for some inf. ns. have pls., as شُغْلٌ and عَقْلٌ and مَرَضٌ. (M.) And it is said in a trad., بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ (tropical:) Make ye close [or refresh ye] your ties of relationship &c., though but, or if only, by salutation; syn. صِلُوهَا, (M,) or نَدُّوهَا بِالصِّلَةِ. (S.) And hence the saying in another trad., إِذَ اسْتَشَنَّ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللّٰهِ فَابْلُلْهُ بِالإِحْسَانِ إِلَى عِبَادَهِ (tropical:) [When the tie between thee and God wears out, repair thou it, or refresh thou it, by beneficence to his servants]. (TA.) [See also بِلَالٌ.] b4: بَلَّكَ اللّٰهُ بِابْنٍ, (S, M, K,) and ابْنًا, (M, K,) (assumed tropical:) May God give thee a son. (S, M, K, TA.) Hence, perhaps, the phrase, بُلَّتْ يَدَاكَ بِهِ as meaning (assumed tropical:) Thou was given it. (Har p. 479.) You say also, بَلَلْتُهُ, meaning (assumed tropical:) I gave to him. (T.) And ↓ لَا تَبْلُكَ عِنْدِى بَالَّةٌ, and ↓ بَلَالٌ, (T, S, M, K, [but in the K عِنْدَنَا, and “ or ” for “ and,” and in the CK لا تَبَلُّكَ,]) (tropical:) No bounty, (S,) no good, or no benefit, shall betide thee from me, (T, S, K, TA,) nor will I profit thee, nor believe thee. (T.) b5: بَلُّوا They sowed land. (ISh, T, K.) A2: [بَلَّ as an intrans. verb perhaps primarily signifies It was, or became, moist; and has for its sec. Pers\. بَلِلْتَ or بَلَلْتَ, and for its aor. ـَ or بَلِّ, and for its inf. n. بَلَلٌ, and probably بِلَّةٌ &c. mentioned with that noun below. b2: And hence,] بَلَّتِ الرِّيحُ, aor. ـِ inf. n. بُلُولٌ, The wind was cold and moist. (M, K.) [See بَلِيلٌ.] b3: [And hence, probably, as though originally said of one who had had a fever,] بَلَّ مِنْ مَرَضِهِ, aor. ـِ inf. n. بَلٌّ (S, M, K) and بَلَلٌ and بُلُولٌ; (M, K) and ↓ ابلّ, and ↓ استبلّ; (S, M, K;) He recovered from his disease: (S, M:) and ↓ ابتلّ and ↓ تبلّل he became in a good condition after leanness, or meagerness: (M,Z:) or all have this latter signification: and the second (ابلّ) has the former also. (K.) b4: And بَلَّ, (M, K,) aor. ـِ (M,) inf. n. بُلُولٌ; and ↓ ابلّ; He (a man, TA) escaped, or became safe or secure, (M, K,) from difficulty, distress, or straitness. (TA.) b5: بَلَّ فِى الأَرْض, (Msb, K, * TA,) aor. ـِ inf. n. بَلٌّ; (Msb;) and ↓ ابلّ; (M, K;) He (a man, M) went away in, or into, the land, or country. (M, Msb, K.) And بَلَّتْ نَاقَتُهُ His she-camel went away. (TA.) And بَلَّتْ مَطِيَّتُهُ عَلَى وَجْهِهَا, (Fr, T, TA,) and على ↓ ابلّت وجها, (K,) His camel, or riding-camel, ran away, or went away, at random, to pasture, straying; syn. هَمَتْ ضَالَّةً. (Fr, T, K, TA. [In the CK, همت, which, as is said in the TA, is without teshdeed, is written هَمَّتْ.]) A3: بَلِلْتُ مِنْهُ, (As, T, S, &c.,) inf. n. بَلَلٌ, (M,) I got him; got possession of him; (As, T, S, M, K;) got him in my hand. (S.) One says, لَئِنْ بَلَّتْ بِكَ يَدِى لَا تُفَارِقُنِى أَوْ تُؤَدِّىَ حَقِّى [Assuredly if my hand get hold of thee, thou shalt not quit me unless thou give up, or pay, my right, or due]. (S.) and hence the prov., مَا بَلَلْتُ مِنْ فُلَانٍ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ [I did not get, in such a one, a man like an arrow with a broken notch and without a head]; meaning I got a perfect man; one sufficient. (Sh, T.) b2: Also, (T,) or بَلِلْتُهُ, (M, K,) I kept, or clave, to him, (T, M, K,) namely, a man, (T, K,) and constantly associated with him. (T.) And بَلَّ بِالشَّيْءِ, inf. n. بَلٌّ, He became devoted, or attached, to the thing, and kept to it constantly. (TA.) b3: And بَلِلْتُ مِنْهُ, (M, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. بَلَلٌ and بَلَالَةٌ and بُلُولٌ, I was tried by him (مُنِيتُ بِهِ [app. meaning بِحُبِّهِ by love of him]), and loved him (عَلِقْتُهُ [in the CK عَلَقْتُهُ]); as also بَلَلْتُ به, (AA, M, K,) aor. ـِ inf. n. بُلُولٌ (AA, TA.) And بَلِلْتُ بِهِ I was tried by him, as though by fire, (صَلِيتُ به, [in the CK صَلَيْتُ,]) and suffered distress, or misery, or fatigue (شَقِيتُ, for which شُفِيتُ is erroneously put in the copies of the K: TA). (M, K. *) b4: مَا بَلَلْتُ بِهِ, (K,) aor. ـَ inf. n. بَلَلٌ, (TA,) I did not light on, or meet with, or find, nor know, him, or it; expl. by مَا أَصَبْتُهُ وَ لَا عَلِمْتُهُ. (K.) A4: بَلَّ, (Th, M, K,) inf. n. بَلَلٌ, (Th, S, M, K,) He (a man) was, or became, such as is termed أَبَلّ [which epithet see below]. (Th, S, M, K.) 2 بَلَّّ see 1, first sentence.4 ابلّ It (wood, or a branch or twig,) had the sap, (المَآء, K,) or the produce of the rain, (O,) flowing in it. (O, K.) b2: See also بَلَّ, in four places.

A2: He (a man) resisted, or withstood, and overcame. (As, T, S. [See also أَبَلَ.]) And ابلّ عَلَيْهِ He overcame him. (M, K.) [See an ex. in a verse of Sá'ideh, cited voce خَسْفٌ.] b2: He wearied by badness, or wickedness: (M, K:) or he wearied another in aiding him to accomplish his desire. (TA. [See مُبِلٌّ.]) A3: أَبْلَلْتُهُ I made him to go away. (Msb.) 5 تَبَلَّّ see 8: b2: and see also بَلَّ.8 ابتلّ It became moist or moistened (S, M, Msb, * K) with water (M, Msb, K) &c.; (M;) and in like manner, [but signifying it became much moistened, being quasi-pass. of بلّلهُ,] ↓ تبلّل. (M, K.) b2: See also بَلَّ.10 إِسْتَبْلَ3َ see بَلَّ.

R. Q. 1 بَلْبَلَ, inf. n. بَلْبَلَةٌ and بِلْبَالٌ, (M, K,) the latter with kesr, (TA,) [but written in the CK with fet-h,] He put people in motion; and roused, or excited, them. (M, K.) b2: Also, (T,) inf. n. بَلْبَلَةٌ, (K,) He scattered, dispersed, or put asunder, his goods, commodities, or householdutensils and furniture. (IAar, T, K. * [In the CK, والمَتاعُ is erroneously put for وَالمَتَاعِ.]) b3: And He divided, or disunited, opinions. (Fr, T, K; but only the inf. n. of the verb in this sense is mentioned.) b4: And He (God) [mixed or confounded or] made discordant the tongues, or languages, of a people. (T.) b5: [See also بَلْبَلَةٌ below.] R. Q. 2 تَبَلْبَلَ He (a man) was moved by grief [or anxiety: see بَلْبَلَةٌ, below]. (Har p. 94.) b2: تَبَلْبَلَتِ الأَلْسُنُ The tongues, or languages, became mixed, or confounded. (S, K.) A2: تَبَلْبَلَتِ الإِبِلُ الكَلَأَ The camels went on seeking the herbage, or pasture, and left not of it aught. (S, K.) بَلْ is a particle of digression: (Mughnee, K:) or, accord. to Mbr, it denotes emendation, wherever it occurs, in the case of a negation or an affirmation: (T, TA:) or it is a word of emendation, and denoting digression from that which precedes; as also بَنْ, in which the ن is a substitute for the ل, because بل is of frequent occurrence, and بن is rare; or, as IJ says, the latter may be an independent dial. var. (M.) When it is followed by a proposition, the meaning of the digression is either the cancelling of what precedes, as in وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [And they said, “The Compassionate hath gotten offspring: ” extolled be his freedom from that which is derogatory from his glory! nay, or nay rather, or nay but, they are honoured servants (Kur xxi. 26)], or transition from one object of discourse to another, as in قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [He hath attained felicity who hath purified himself, and celebrated the name of his Lord, and prayed: but ye prefer the present life (Kur lxxxvii. 14-16)]: (Mughnee, K: *) and in all such cases it is an inceptive particle; not a conjunctive. (Mughnee.) When it is followed by a single word, it is a conjunction, (S, * Msb, * Mughnee, K,) and requires that word to be in the same case as the word before it: (S:) and if preceded by a command or an affirmation, (Mughnee, K,) as in اِضْرَبْ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا [Beat thou Zeyd: no, 'Amr], (Msb, Mughnee, K,) and قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو [Zeyd stood: no, 'Amr], (M, Mughnee, K,) or جَآءَنِى أَخُوكَ بَلْ أَبُوكَ [Thy brother came to me: no, thy father], (S,) it makes what precedes it to be as though nothing were said respecting it, (S, * Msb, * Mughnee, K,) making the command or affirmation to relate to what follows it: (S, * Msb, * Mughnee:) [and similar to these cases is the case in which it is preceded by an interrogation: see أَمْ as syn. with this particle:] but when it is preceded by a negation or a prohibition, it is used to confirm the meaning of what precedes it and to assign the contrary of that meaning to what follows it, (Mughnee, K,) as in مَا قَامَ زَيْدٌ عَمْرٌو [Zeyd stood not, but 'Amr stood], (Mughnee,) or مَا رَأَيْتُ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا, [I saw not Zeyd, but I saw 'Amr], (S,) and لَا يَقُمْ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو [Let not Zeyd stand, but let 'Amr stand]. (Mughnee.) Mbr and 'Abd-El-Wárith allow its being used to transfer the meaning of the negation and the prohibition to what follows it; so that, accord. to them, one may say, مَازَيْدٌ قَائِمًا بَلْ قَاعِدًا [as meaning Zeyd is not standing: no, is not sitting], and بَلْ قَاعِدٌ [but is sitting]; the meaning being different [in the two cases]. (Mughnee, K. *) The Koofees disallow its being used as a conjunction after anything but a negation [so in the Mughnee, but in the K a prohibition,] or the like thereof; so that one should not say, ضَرَبْتُ زَيْدًا بَلْ إِيَّاكَ [I beat Zeyd: no, thee]. (Mughnee, K.) Sometimes لَا is added before it, to corroborate the meaning of digression, after an affirmation, as in the saying, وَجْهُكَ البَدْرُ لَا بَلِ الشَّمْسُ لَوْ لَمْ يُقْضَ لِلشَّمْسِ كَسْفَةٌ وَ أُفُولُ [Thy face is the full moon: no, but it would be the sun, were it not that eclipse and setting are appointed to happen to the sun]: and to corroborate what precedes it, after a negation, as in وَ مَا هَجَرْتُكَ لَا بَلْ زَادَنِى شَغَفًا هَجْرٌ وَ بَعْدٌ تَرَاخَى لَا إِلَى أَجَلِ [And I did not abandon thee, or have not abandoned thee: no, but abandonment and distance, protracted, not to an appointed period, increased, or have increased, my heart-felt love]. (Mughnee, K. *) b2: Sometimes it is used to denote the passing from one subject to another without cancelling [what precedes it], and is syn. with وَ, as in the saying in the Kur [lxxxv. 20 and 21], وَاللّٰهُ مِنْ, وَ رَائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ [And God from behind them is encompassing: and it is a glorious Kur-án: or here it may mean إِنَّ, as in an ex. below]: and to this meaning it is made to accord in the saying, لَهُ عَلَىَّ دِينَارٌ بَلْ دِرْهَمٌ [I owe him a deenár and a dirhem]. (Msb.) b3: In the fol-lowing saying in the Kur [xxxviii. 1],وَالْقُرْآنِ ذِى

الذِّكْرِبَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ, it is said to signify إِنَّ; [so that the meaning is, By the Kur-án possessed of eminence, verily they who have disbelieved are in a state of pride and opposition;] therefore the oath applies to it. (Akh, S.) b4: Sometimes the Arabs use it in breaking off a saying and commencing another; and thus a man commences with it a citation, or recitation, of verse; in which case, it does not form any part of the first verse, but is a sign of the breaking off, or ending, of what precedes. (Akh, S.) b5: Sometimes it is put in the place of رُبَّ, (S, Mughnee,) as in the saying of the rájiz, بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهٍ

[Many a far-extending desert have I traversed, after a far-extending desert]. (S: [and a similar ex. is given in the Mughnee.]) b6: What is deficient in this word [supposing it to be originally of three letters] is unknown; and so in the cases of هَلْ and قَدْ: it may be a final و or ى or they may be originally بَلّ and هَلّ and قَدّ. (Akh, S.) بَلٌّ Moist, or containing moisture: or rather moistened; being, app., an inf. n. used in the sense of a pass. part. n. ; like خَلْقٌ in the sense of مَخْلُوقٌ. Hence,] رِيحٌ بَلَّةٌ and ↓بَلِيلٌ and ↓بَلِيلَةٌ A wind in which is moisture: (S:) or the last, a wind mixed with feeble rain: (T:) and the second, a wind cold with moisture; (M, K;) or the same, a wind cold with rain; (A, TA;) the north wind, as though it sprinkled water by reason of its coldness: (TA:) and ↓ بَلَلٌ also signifies a cold north wind: (Ibn-'Abbád, TA:) بَلِيلٌ is used alike as sing. and pl. : (K:) it has no pl. (M.) A2: بَلٌّ بِشَىْءٍ A man (M) devoted, or attached, to a thing, and keeping to it constantly. (M, K. [In the CK and in my MS. copy of the K, اللَّهْجُ is erroneously put for اللَّهِجُ.]) b2: And بَلٌّ, alone, Much given to the deferring of payment to his creditors, by repeated promises; (T;) withholding, by swearing, what he possesses of things that are the rightful property of others. (IAar, T, K.) See also أَبَلٌّ, in two places.

بِلٌّ Allowable, or lawful; i. e., to be taken, or let alone, or done, or made use of, or possessed: (T, S, M, K:) so in the dial. of Himyer: (T, S. M:) or a remedy; (A'Obeyd, T, S, M, K;) from the phrase بَلَّ مِنْ مَرَضِهِ [q. v.]: (A' Obeyd, T, S, M:) or it is an imitative sequent to حِلٌّ, (M, K,) as some say: (M:) so As thought until he heard that it was said to be of the dial. of Himyer in the first of the senses explained above: (S, M:) A'Obeyd and ISk say that it may not be so because it is conjoined with حِلٌّ by وَ: (T:) and A'Obeyd says, We have seldom found an imitative sequent conjoined by و. (TA.) Hence the phrase, هُوَ لَكَ حِلٌّ وَبِلٌّ It is to thee lawful and allowable: or lawful and a remedy. (M, K. *) And hence the saying of El-'Abbás the son of 'Abd-El-Muttalib, respecting [the well of] Zemzem, هِىَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وَ بِلٌّ It is to a drinker lawful &c. (T, S, M.) بَلَّةٌ [A single act of moistening. b2: And hence,] The least sprinkling (أَدْنَى بَلَلٍ lit. the least moisture) of good. (TA in art. هل.) You say, جَآءَنَا فُلَانٌ فَلَمْ يَأْتِنَا بِهَلَّةٍ وَلَا بَلَّةٍ [Such a one came to us and did not bring us anything to rejoice us nor the least sprinkling of good]: هلّة, accord. to ISK, being from الفَرَحُ and الاِسْتِهْلَالُ, and بلّة from البَلْلُ and الخَيْرُ. (S.) And مَا أَصَابَ هَلَّةً

وَلَا بَلَّةً He did not obtain, or has not obtained, anything. (S.) b3: Wealth, or competence: (Fr, TA:) or wealth, or competence, after poverty; (Fr, T, K, TA;) as also ↓ بُلَّى. (K.) b4: Remains of herbage or pasture; (K;) as also ↓ بُلَّةٌ. (Fr, T, K.) b5: The freshness of youth; as also ↓ بُلَّةٌ; (M, K; *) but the former word is the more approved. (M.) b6: See also an ex. voce بَلَلٌ.

بُلَّةٌ: see بَلَلٌ, in two places: b2: and see also بَلَّةٌ, in two places. b3: Also A state of moisture. (M.) b4: The moisture of fresh pasture. (S, M, K.) The rájiz (Iháb Ibn-'Omeyr, TA) says, describing [wild] asses, وَ فَارَقَتْهَا بُلَّةُ الأَوَابِلِ حَتَّى إِذَا أَهْرَأْنَ بِالأَصَائِلِ meaning that they went in the cool of the evening to the water after that the herbage had dried up: الاوابل means the wild animals that are satisfied with green pasture, so as to be in no need of water. (S.) بِلَّةٌ: see بَلَلٌ, in two places. b2: Also Good, good fortune, prosperity, or wealth: and sustenance, or means of subsistence. (M, K.) b3: Health; soundness; or freedom from disease. (T, K, TA.) b4: A repast prepared on the occasion of a wedding, or on any occasion. (Fr, K.) b5: (tropical:) The tongue's fluency, and chasteness of speech: (K, TA:) or its readiness of diction or expression, and facility; (M;) and [so in the M, but in the K “ or,”] its falling upon the [right] places of utterance of the letters, (T, M, A, K,) and its regular and uniform continuance of speech, (T, M, K,) and its facility. (K.) You say, مَا أَحْسَنٌ بِلَّةَ لِسَانِهِ (tropical:) [How good is the fluency, &c., of his tongue!]. (T, M, TA.) بَلَلٌ Moisture; (S, M, Msb, K;) as also ↓ بِلَّةٌ (S, M, K) and ↓ بِلَالٌ and ↓ بُلَالَةٌ (M, K) [and several other dial. vars. occurring in phrases in this paragraph]: or ↓ بِلَّةٌ signifies an inferior, or inconsiderable, degree of moisture; (Lth, T, K; [an ambiguity in the K in this place has occasioned several mistakes in Freytag's Lex. voce بَلَلٌ;]) and ↓ بِلَالٌ is an anomalous pl. of this word; (M, TA;) and is pl. also of ↓ بُلَّةٌ: (S, TA:) and بُلَّانٌ, occurring in a verse cited above (see 1) may be pl. of بَلَلٌ. (M.) [Using syns. of بَلَلٌ in the sense explained above,] you say, طَوَيْتُ

↓ السِّقَآءَ عَلَى بُلُلَتِهِ, (S, K,) and ↓ بُلَلَتِهِ, (K,) or ↓ بَلَلَتِهِ, (T, M,) I folded the skin while it was moist, (T, S, M, K,) before it should break in pieces, (T,) or lest it should break in pieces. (M.) And [hence,] ↓ طَوَيْتُ فُلَانًا عَلَى بُلُلَتِهِ, (T, *S, M, *K, *) and ↓ بُلَلَتِهِ, (T, S, K,) and ↓ بَلَلَتِهِ, and ↓ بُلَالَتِهِ, and ↓ بَلَالَتِهِ, (K,) and ↓ بُلَّتِهِ, (S, K,) and ↓ بَلَّتِهِ, (M, K,) and ↓ بُلَاتِهِ, (S, K,) and ↓ بَلَاتِهِ, (K) and ↓ بُلُولَتِهِ, (S, K,) which is of the dial. of Temeem, (TA,) and ↓ بُلُولِهِ, (K,) (tropical:) I bore with, suffered, or tolerated, such a one, (S, K,) notwithstanding his vice, or fault, (T, S, M, K,) and evil conduct: (S:) or [so in the M and K, but in the S “ and,”] I treated him with gentleness, or blandishment, (S, K,) while some love, or affection, remained in him; (S, M, K;) and this is the true meaning; (M;) and in like manner, نَفْسِهِ ↓ عَلَى بِلَالٌ. (S, TA.) And ↓ طَوَاهُ عَلَى بِلَالِهِ, and ↓ بُلُولِهِ, (tropical:) He feigned himself heedless of, or inattentive to, his vice, or fault; like as one folds a skin upon its fault [to conceal that fault]. (T.) And اِنْصَرَفَ القَوْمَ

↓ بِبَلَلَتِهِمْ, and ↓ بِبُلُلَتِهِمْ, and ↓ بِبُلُولَتِهِمْ, (assumed tropical:) The people, or company of men, turned away, or back, having some good, or somewhat good, remaining, in them, or among them; expl. by وَفِيهِمْ بَقِيَّةٌ [in which the last word generally implies something good; as, for instance, in the Kur xi. 118]: (M, K:) or, in a good state, or condition: (K:) or this latter is meant when one says, بِبُلُلَتِهِمْ. (T.) b2: Abundance of herbage; or of the goods, conveniences, or comforts, of life. (TA.) b3: See also بَلٌّ. b4: مَا أَحْسَنَ بَلَلَهُ How good is his adornment of himself! or his manner of undertaking a task, or taking upon himself a responsibility! (K: expl. in some copies by تَجَمُّلَهُ; and so in the TA: in others by تَحَمُّلَهُ.) بُلَلٌ, like صُرَدٌ, (K,) or بُلُلٌ, (so in a copy of the T, accord. to the TT,) Seed; grain for sowing. (ISh, T, K.) بَلَلَةٌ and its pl. : see four exs. voce بَلَلٌ.

بُلَلَةٌ and its pl.: see three exs. voce بَلَلٌ b2: The sing. also signifies Garb, guise, aspect or appearance, external state or condition. (Ibn-'Abbád, K.) You say, إِنَّهُ لَحَسَنُ البُلَلَةِ Verily he is goodly, or beautiful, in garb, &c. (Ibn-'Abbád, TA.) b3: You say also, كَيْفَ بُلَلَتُكَ, and ↓ بُلُولَتُكَ, meaning How is thy state, or condition? (Ibn-'Abbád, K.) بُلُلَةٌ: see three exs. voce بَلَلٌ.

بَلَالِ a subst. signifying The making close the ties of relationship by behaving with goodness and affection and gentleness to one's kindred: (K:) changed in form from بَالَةٌ; q. v. (TA.) [See also بِلَالٌ.]

بَلَالٌ: see what next follows.

بُلَالٌ: see what next follows.

بِلَالٌ: see بَلَلٌ, in four places. b2: Also Water; (T, S, M, K;) and so ↓ بُلَالٌ and ↓ بَلَالٌ. (K.) You say, مَا فِى سِقَائِهِ بِلَالٌ There is not in his skin any water: (T, S:) or anything whatever: (so in a copy of the S:) and in like manner one says of a well. (T.) And ↓ مَا فِى البِئْرِ بَالُولٌ There is not any water in the well. (K.) b3: And Anything with which one moistens the fauces, of water or of milk: (S, Msb, K:) such is said to be its meaning. (Msb.) b4: And hence the saying, اِنْضَحُوا الرَّحِمَ بِبَلَالِهَا, i. e. صِلُوهَا بِصِلَتِهَا [Make ye close the ties of relationship by behaving with that goodness and affection and gentleness to kindred which those ties require: see بَلَّ رَحِمَهُ; and see also بَلَالِ]. (S.) بُلُولٌ: see two exs. voce بَلَلٌ.

بَلِيلٌ: see بَلٌّ.

بَلَالَةٌ: see an ex. voce بَلَلٌ.

بُلَالَةٌ: see بَلَلٌ, in two places. b2: Also The quantity with which a thing is moistened. (Har p. 107.) b3: And A remain, or remainder; (T, and Har ubi suprá;) as also عُلُالَةٌ. (Har ubi suprá.) You say, مَا فِيهِ بُلَالَةٌ وَلَا عُلَالَةٌ There is not in it anything remaining. (T, and Har ubi suprá.) بُلُولَةٌ: see two exs. voce بَلَلٌ: b2: and see an ex. voce بُلَلَةٌ.

بَلِيلَةٌ: see بَلٌّ. b2: Also Wheat boiled in water, [in the present day, with clarified butter, and honey,] and eaten. (TA.) A2: And i. q. صِحَّةٌ [Health, or soundness, &c.]. (TA.) بُلَّى: see بَلَّةٌ.

بَلَّانٌ A hot bath: (K:) the ا and ن are augmentative: for the hot bath is thus called because he who enters it is moistened by its water or by his sweat: (TA:) pl. بَلَّانَاتٌ, (K,) occurring in a trad., and said by IAth to be originally بَلَّالَاتٌ. (TA in art. بلن; in which, as well as in the present art., it is mentioned in the K.) b2: It is now applied to A man who serves [the bathers, by washing them &c.,] in the hot bath: [fem. with ة:] but this is a vulgar application of the word. (TA.) بُلَّانٌ: see 1.

بُلْبُلٌ [The nightingale: and a certain melodious bird resembling the nightingale: both, in the present day, vulgarly called بِلْبِل:] the عَنْدَلِيب [q. v.]: and the كُعَيْت [q. v.]: (T:) a certain bird, (S, M, K,) well known, (K,) of beautiful voice, that frequents the Haram [or Sacred Territory of Mekkeh], and is called by the people of El-Hijáz the نُغَر [q. v.]. (M.) b2: A man light, or active: (S:) or clever, well-mannered, or elegant, and light, or active: (T:) or a man (M) light, or active, in journeying, and very helpful; (M, K;) and so ↓ بُلَابِلٌ, (M,) or ↓ بُلْبُلِىُّ: (K:) or, accord. to Th, a boy light, or active, in journeying: (M:) and a man light, or active in that which he sets about; (TA;) as also ↓ بُلَابِلٌ; (K;) or this last signifies a man active in intellect, to whom nothing is unapparent: (T:) pl. of the first, (S,) and of the last, (K,) بَلَابِلُ. (S, K.) A2: A certain fish, of the size of the hand. (Ibn-'Abbád, K.) A3: The spout (قَنَاة) of a mug (كُوز), that pours forth the water. (M, K.) بَلْبَلَةٌ inf. n. of بَلْبَلَ [q. v.]. (M, K.) A2: A state of confusion, or mixture, of tongues, or languages. (M, K. *) In the copies of the K, الأَسِنَّة is here erroneously put for الأَلْسِنَة. (TA.) b2: Also, and ↓ بَلْبَالٌ, The vain, or unprofitable, or evil, suggestion of anxieties in the bosom: (T:) or anxiety, and vain, or unprofitable, or evil, suggestion of the mind: (S:) or intense anxiety, and vain, or unprofitable, or evil, suggestions or thoughts; (M, K;) as also ↓ بُلَابِلٌ, (so in the M, accord. to the TT,) or ↓ بَلَابِلُ: (so in copies of the K:) this last [however] is pl. of ↓ بَلْبَالٌ; (T;) which also signifies vehement distress in the bosom; (M, K;) and so does ↓ بَلْبَالَةٌ: (IJ, M:) or ↓ بَلْبَالٌ signifies anxiety and grief: and, as also بَلْبَلَةٌ, a motion, or commotion, in the heart, arising from grief or love. (Har p. 94.) بُلْبُلَةٌ A mug (كُوز) having a spout (بُلْبُل) by the side of its head, (M, K, TA,) from which the water pours forth: (TA:) or a ewer, as long as it contains wine. (Kull p. 102.) بُلْبُلِيٌّ: see بُلْبُلٌ.

بَلْبَالٌ: see بَلْبَلَةٌ, in three places.

A2: Also A putting people in motion; and rousing, or exciting, them: a subst. from R. Q. 1. (M, K.) بَلْبَالَةٌ: see بَلْبَلَةٌ.

بَلَابِلٌ: see بَلْبَلَةٌ.

بُلَابِلٌ: see بُلْبِلٌ, in two places: A2: and see بَلْبَلَةٌ.

بَالَّةٌ [properly A thing that moistens. b2: and hence,] (tropical:) Bounty, or liberality; or a gift; as also ↓ بَلالِ: (T, S, TA:) and both these words, good, or benefit: (T, S, M, TA:) so in a phrase mentioned above; see 1: (T, S, K:) the latter word is changed in form the former. (T.) [See also بَلَالِ above.]

بَالُولٌ: see بِلَالٌ.

أَبَلٌّ More, and most, moist: fem. بَلَّآءُ: and pl. بُلٌّ. Hence,] الجَنُوبُ أَبَلُّ الرِّيَاحِ The south is the most moist of the winds. (S.) b2: [Hence, also,] مَا شَىْءٌ أَبَلَّ لِلْجِسْمِ مشنَ اللَّهْوِ Nothing is more healthful and suitable to the body than sport. (TA.) b3: And صَفَاةٌ بَلَّآءٌ A smooth stone or rock. (S.) b4: And أَبَلُّ, applied to a man, (T, S, &c.,) Violent, or vehement, in contention, altercation, or dispute; (T, M, K;) as also ↓ بَلٌّ: (K:) or (M) one who has no sense of shame: (M, K:) or (TA) one who resists, or withstands, (K, TA,) and overcomes: (TA:) or (M) very mean, (M, K,) from whom that which he possesses cannot be obtained, (Ks, T, S, M, K,) by reason of his meanness; (Ks, T, S;) and so بَلَّآءُ applied to a woman: (Ks, S:) or mean, (TA,) much given to the deferring of payment to his creditors, (IAar, M, K,) much given to swearing (T, S, K) and to wronging, (S, K,) withholding the rightful property of others; (TA;) as also ↓ بَلٌّ [q. v.]: (IAar, M, [but referring only to what is given above on the authority of the former,] K, [referring to the same and to what follows except the addition in the TA,] and TA:) or, (S, M,) accord. to AO, (S,) i. q. فَاجِرُ [i. e. vicious, immoral, unrighteous, &c.]: (S, M, K:) fem. بَلَّآءُ: (M, K:) and pl. بُلُّ: (K:) or it signifies one who pursues his course at random, not caring for what he meets. (Ham p. 383.) مُبِلٌّ One whose aiding thee to accomplish thy desire wearies thee. (A'Obeyd, T, K, TA. [In the CK, for مَنْ يَعْيِيكَ أَنْ يُتَابِعَكَ عَلَى مَا تُرِيدُ, we find مَنْ يُعِينُكَ اَى يُتَابِعُكَ علي ما تُرِيدُ.]) خَصْمٌ مِبَلٌّ A constant, firm, or steady, adversary in a contention, dispute, or litigation. (M, K.)

مثلث

(مثلث) يُقَال جاؤوا مثلث ثَلَاثَة ثَلَاثَة
المثلث: هو الذي ذهب ثلثاه بالطبع من ماء العنب والزبيب والتمر وبقي ثلثه، فما دام حلوًا فهو طاهر حلال شربه، وإن غُلِيَ واشتد، فكذلك؛ لاستمرار الطعام والتقوى والتداوي دون التلهي، ولا يحل منه السكر. وقال محمد، رحمه الله: "هو حرام بخس يحد في قليله وكثيره". 

القُولَنْجُ

القُولَنْجُ: وجع معوي يعسر مَعَه خُرُوج مَا يخرج بالطبع.
القُولَنْجُ، وقَدْ تُكْسَرُ لامُهُ، أو هو مكسورُ اللامِ، ويُفْتَحُ القافُ ويُضَمُّ: مَرَضٌ مِعَوِيُّ مُؤْلِمٌ، يَعْسُرُ معه خُروجُ الثُّفْلِ والرِّيحِ.

الآلَةُ

الآلَةُ: هِيَ الْوَاسِطَة بَين الْفَاعِل، والمنفعل عِنْد وُصُول أَثَره إِلَيْهِ.الفَلَكُ: جسم بسيط كري متحرك بالطبع على الْوسط مُشْتَمل عَلَيْهِ.

الإدماج

الإدماج: إبهام الكلام، أدمج كلامه أبهمه. وعرفا تضمين كلام سيق لمعنى مدحا أو غيره معنى آخر، وهو أعم من الاستتباع لشموله المدح وغيره بخلافه.
الإدماج: فِي اللُّغَة اللف. وَفِي اصْطِلَاح البديع أَن يضمن كَلَام سيق لِمَعْنى مدحا كَانَ أَو ذما معنى آخر وَهُوَ أَعم من الاستتباع لشُمُوله الْمَدْح وَغَيره واختصاص الاستتباع بالمدح.
الإدماج:
[في الانكليزية] Combination ،entanglement
[ في الفرنسية] Combinaison ،enchevetrement
بتخفيف الدّال كما يستفاد من المطوّل حيث قال: الإدماج من أدمج الشيء في الثوب إذا لفّه فيه. وفي جامع الصنائع ذكر أنه بتشديد الدّال وليس هذا ببعيد أيضا، لأن الإدماج بتشديد الدّال الدخول في الشيء والاستتار فيه كما ذكر في بعض كتب اللغة. وكلا المعنيين يناسبان المعنى الاصطلاحي لتقاربهما، وهو أي المعنى الاصطلاحي الذي هو اصطلاح أهل البديع أن يضمّن كلام سيق لمعنى مدحا كان أو غيره معنى آخر، وهذا المعنى الآخر يجب أن لا يكون مصرّحا به، ولا يكون في الكلام إشعار بأنه مسوق لأجله، فهو أعم من الاستتباع لشموله المدح وغيره واختصاص الاستتباع بالمدح كقول أبي الطيب:
أقلّب فيه أجفاني كأني أعدّ بها على الدهر الذّنوبا فإنه ضمّن وصف الليل بالطول الشّكاية من الدّهر يعني لكثرة تقلّبي لأجفاني في ذلك الليل كأني أعد على الدهر ذنوبه. ثم المراد بالمعنى الآخر الجنس أعم من أن يكون واحدا كما مرّ أو أكثر كما في قول ابن نباتة:
ولا بدّ لي من جهلة في وصاله فمن لي بخلّ أودع الحلم عنده فقد أدمج ثلاثة أشياء الأول وصف نفسه بالحلم، والثاني شكاية الزمان بأنه لم يجد فيهم صديقا، ولذلك استفهم عنه منكرا لوجوده كما يشعر به قوله فمن لي بخلّ، الثالث وصف نفسه بأنه إن جهل لواصل المحبوب لا يستمرّ على جهله بل يودع حلمه قبل ذلك عند صديق أمين ثم يسترده بعد ذلك كما ينبئ عنه قوله أودع، هذا ما قالوا. وأيضا فيه إدماج رابع وهو وصف نفسه بأنه لا يميل إلى الجهل بالطبع وإنّما يجهل لوصال المحبوب للضرورة لأنه لا بدّ منه. وإدماج خامس وهو أن لا يفعله إلّا مرة واحدة كما أشار إليه بقوله جهلة. هذا خلاصة ما في المطول وشرح الأبيات المسمّى بعقود الدّرر.

الأمة

الأمة: كل جماعة يجمعها أمر، إما دين أو زمن أو مكان واحد، سواء كان الأمر الجامع تسخيرا أم اختيارا، وقوله تعالى {إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم} أي كل نوع منها على طريقة مسخرة بالطبع فهي بين ناسجة كعنكبوت ومدخرة كنمل ومعتمدة على قوت الوقت كعصفور وحمام إلى غير ذلك من الطبائع.

الحسن

الحسن: عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه وهو ثلاثة: مستحسن من جهل العقل، ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحس. وقيل الحسن كون الشيء ملائما للطبع كالفرح، وكون الشيء صفة كمال كالعلم وكون الشيء يتعلق به المدح كالعبادة، والحسن لمعنى في نفسه عبارة عما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في ذاته كالإيمان بالله وصفاته. والحسن لمعنى في غيره ما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في غيره كالجهاد فإنه لا يحسن لذاته لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإنما حسن لما فيه من إعلاء كلمة الله وإهلاك أعدائه. والحسنة يعبر بها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه والسيئة ضدها، والفرق بين الحسنة والحسن والحسنى أن الحسن يقال في الأعيان والأحداث، وكذا الحسنة إذا كانت وصفا، والحسنى لا تقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن، فللمستحسن من جهة البصيرة.
الحسن:
[في الانكليزية] Beautiful ،good
[ في الفرنسية] Beau ،bon ،joli
بفتحتين نعت من الحسن، فمعانيه كمعانيه. وأمّا المحدّثون فقد اختلفوا في تفسيره. فقال الخطّابي الحسن ما عرف مخرجه واشتهر رجاله أي الموضع الذي يخرج منه الحديث، وهو كونه شاميا أو عربيا أو عراقيا أو مكيا أو كوفيا أو نحو ذلك، وكان الحديث من رواية راو قد اشتهر برواية أهل بلده كقتادة في البصريين فإنّ حديث البصريين إذا جاء عن قتادة كان مخرجه معروفا بخلافه عن غيرهم، وذلك كناية عن الاتصال إذ المرسل والمنقطع والمعضل لعدم ظهور رجالها لا يعلم مخرج الحديث منها. والمراد بالشهرة الشهرة بالعدالة والضبط. قال ابن دقيق العيد ليس في عبارة الخطّابي كثير تلخيص. وأيضا فالصحيح ما عرف مخرجه فيدخل الصحيح في حدّ الحسن. قيل المراد شهرة رجاله بالعدالة والضبط المنحط عن الصحيح. وقال ابن الجوزي الحسن ما فيه ضعف قريب محتمل.
واعترض ابن دقيق العيد على هذا الحدّ أيضا بأنه ليس مضبوطا يتميز به القدر المحتمل عن غيره، وإذا اضطرب هذا الوصف لم يحصل التعريف المميّز عن الحقيقة. وقال الترمذي الحسن الحديث الذي يروى من غير وجه نحوه ولا يكون في إسناده راو متّهم بالكذب ولا يكون شاذّا، وهو يشتمل ما إذا كان بعض رواته مسيء الحفظ ممن وصف بالغلط والخطأ غير الفاحش، أو مستورا لم ينقل فيه جرح ولا تعديل، وكذا إذا نقل فيه ولم يترجّح أحدهما على الآخر، أو مدلّسا بالعنفة لعدم منافاتها نفي اشتراط الكذب، وأيضا يشتمل الصحيح فإنّ أكثره كذلك. وأيضا يرد على قوله ويروى من غير وجه نحوه الغريب الحسن، فإنّه لم يرو من وجه آخر. قيل أراد الترمذي بقوله غير متهم أنه بلغ في العدالة إلى غاية لا يتهم فيها بكذب بخلاف الصحيح فإنّه لا يكفي فيه ذلك، بل لا بدّ من الضبط. وأراد بقوله ويروى من غيره وجه نحوه أنّه لا يكون منكرا يخالف رواية الثقات فلذلك قال ونحوه، ولم يقل ويروى هو أو مثله. ولذلك يقول في أحاديث كثيرة حسن غريب. وقيل إنّ الترمذي يقول في بعض الأحاديث حسن، وفي بعضها صحيح، وفي بعضها غريب، وفي بعضها حسن صحيح، وفي بعضها حسن غريب، وفي بعضها صحيح غريب، وفي بعضها حسن صحيح غريب.
وتعريفه هذا إنّما وقع على الأول فقط. وقيل في خلاصة الخلاصة الحسن على الأصح حديث رواه القريب من الثقة بسند متّصل إلى المنتهى، أو رواه ثقة بسند غير متّصل، وكلاهما مروي بغير هذا السّند وسالم عن الشذوذ والعلّة، فخرج الصحيح من النوع الأول بالقرب من الثقة، ومن النوع الثاني بعدم الاتصال، إذ يشترط في الصحيح ثبوت الوثوق واتصال الإسناد، وخرج الضعيف منهما بقوله وكلاهما مروي الخ فإنّ تكثّر الرواة يخرجه من الضعف إلى الحسن. وأما التقييد بالاتصال في الأول وبالوثوق في الثاني فلإخراج ما لم يتصل عن الأول وما لم يكن مرويا من الثقة عن الثاني وإن كانا مرويين من غير وجه، فإنّ كثرة الرواة لم تخرج غير المتّصل المروي عن غير الثقة عن الضعيف إذا لم ينجبر بمجردها ضعفه، وخرج الشّاذ والعليل بما خرج من الصحيح. وما يرد على التعريف شيء إلّا الحسن الفرد. والحسن حجّة كالصحيح ولكن دونه لأنّ شرائط الصحيح معتبرة فيه، إلّا أنّ العدالة في الصحيح يجب أن تكون ظاهرة والإتقان بإسناده كاملا، وليس ذلك شرطا في الحسن. وأما إذا روي من وجه آخر فيلحق في القوة إلى الصحيح لاعتضاده بالجهتين بخلاف الضعيف فإنه لم يكن حجة ولم ينجبر بتعدّد الطرق ضعفه لكذب راويه أو فسقه انتهى.
وفي شرح النخبة وشرحه خبر الواحد بنقل عدل خفيف الضبط متّصل السّند غير معلّل ولا شاذا هو الحسن لذاته أي لا بشيء خارج والحسن بشيء خارج ويسمّى بالحسن لغيره هو الذي يكون حسنه بسبب الاعتضاد نحو حديث الراوي المستور إذا تعدّدت طرقه، وكذا كلّ ما كان ضعفه بسوء حفظ راويه كعاصم بن عبد الله العدوي فإنه مع صدقه كان مسيء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ بحيث ضعفه الأئمة، فإذا توبع ارتقى حديثه إلى الحسن. والمراد بخفيف الضبط في تعريف الحسن لذاته أن يكون الراوي متأخرا عن درجة الحافظ الضابط تأخرا يسيرا غير فاحش، لم يبلغ إلى مرتبة الراوي الضعيف الفاحش الخطأ. وفوائد القيود تعلم في لفظ الصحة. والحسن لذاته مشارك للصحيح في الاحتجاج به ولذا أدرجه طائفة منهم في الصحيح وإن كان دونه في القوة انتهى. وظاهر هذا يدلّ على أنّ إطلاق الحسن على الحسن لذاته والحسن لا لذاته بطريق الاشتراك اللفظي.
فائدة:
لو قيل هذا حديث حسن الإسناد أو صحيحه فهو دون قولهم حديث صحيح أو حديث حسن لأنه قد يصحّ ويحسن الإسناد لاتصاله وثقة رواته وضبطهم دون المتن، لشذوذ أو علّة، وأمّا قولهم حسن صحيح فللتردد الحاصل من المجتهد في الناقل أي حسن عند قوم باعتبار وصفه صحيح عند قوم باعتبار وضعه. فهذا دون ما قيل فيه صحيح فقط لعدم التردد هناك. وهذا حيث يحصل من الناقل التفرّد بتلك الرواية بأن لا يكون الحديث ذا سندين، وإن لم يحصل التفرّد فباعتبار إسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن، فهو فوق ما قيل فيه صحيح فقط، إذا كان فردا لأنّ كثرة الطرق تقوي.
الحسن:
[في الانكليزية] Beauty ،goodness
[ في الفرنسية] Beaute ،bonte
بالضم وسكون السين يطلق في عرف العلماء على ثلاثة معان لا أزيد، وكذا ضد الحسن وهو القبح.
الأول كون الشيء ملائما للطبع وضده القبح، بمعنى كونه منافرا له. فما كان ملائما للطبع حسن كالحلو، وما كان منافرا له قبيح كالمرّ، وما ليس شيئا منهما فليس بحسن ولا قبيح كأفعال الله تعالى لتنزهه عن الغرض.
وفسّرهما البعض بموافقة الغرض ومخالفته، فما وافق الغرض حسن وما خالفه قبيح، وما ليس كذلك فليس حسنا ولا قبيحا. وقد يعبّر عنهما باشتماله على المصلحة والمفسدة فما فيه مصلحة حسن وما فيه مفسدة قبيح، وما ليس كذلك فليس حسنا ولا قبيحا، ومآل العبارات الثلاث واحد. فإنّ الموافق للغرض فيه مصلحة لصاحبه وملائم لطبعه لميله إليه بسبب اعتقاد النفع، والمخالف له مفسدة له غير ملائم لطبعه. وليس المراد بالطبع المزاج حتى يرد أنّ الموافق للغرض قد يكون منافرا للطبع كالدواء الكريه للمريض، بل الطبيعة الإنسانية الجالبة للمنافع والدافعة للمضار.
والثاني كون الشيء صفة كمال وضدّه القبح، وهو كونه صفة نقصان. فما يكون صفة كمال كالعلم حسن، وما يكون صفة نقصان كالجهل قبيح. وبالنظر إلى هذا فسّره الصوفية بجمعية الكمالات في ذات واحدة، وهذا لا يكون إلّا قي ذات الحق سبحانه، كما وقع في بعض الرسائل.
والثالث كون الشيء متعلّق المدح وضده القبح بمعنى كونه متعلق الذمّ. فما تعلّق به المدح يسمّى حسنا، وما تعلّق به الذم يسمّى قبيحا، وما لا يتعلّق به شيء منهما فهو خارج عنهما، وهذا يشتمل أفعال الله تعالى أيضا. ولو أريد تخصيصه بأفعال العباد، قيل الحسن كون الشيء متعلّق المدح عاجلا والثواب آجلا أي في الآخرة، والقبح كونه متعلّق الذمّ عاجلا والعقاب آجلا. فالطاعة حسنة والمعصية قبيحة والمباح والمكروه وأفعال بعض غير المكلفين مثل المجنون والبهائم واسطة بينهما. وأما فعل الصبي فقد يكون حسنا كالواجب والمندوب وقد يكون واسطة. هذا وكذا الحاصل عند من فسّر الحسن بما أمر به والقبح بما نهي عنه، فإنّه أيضا مختصّ بأفعال العباد راجع إلى الأول لأنّ هذا تفسير الأشعري الذاهب إلى كون الحسن والقبح شرعيين، إلّا أن الحسن على هذا هو الواجب والمندوب، والقبح هو الحرام. وأما المباح والمكروه وفعل غير المكلف كالصبيان والمجانين والبهائم فواسطة بينهما إذ لا أمر ولا نهي هناك. وقال صدر الشريعة الأمر أعمّ من أن يكون للإيجاب أو للإباحة أو للندب فالمباح حسن. وفيه أنّ المباح ليس بمأمور به عنده فكيف يدخل في الحسن؟ وقيل الحسن ما لا حرج في فعله والقبيح ما فيه حرج. فعلى هذا المباح وفعل غير المكلف حسن إذ لا حرج في الفعل، والقبيح هو الحرام لا غير. وأما المكروه فلا حرج في فعله، فينبغي أن يكون حسنا، اللهمّ إلّا أن يقال عدم لحوق المدح الذي في الترك حرج في الفعل فيكون قبيحا.
والحرج إن فسّر باستحقاق الذمّ يكون هذا التفسير راجعا إلى الأول، إلّا أنه لا تتصور الواسطة بينهما حينئذ وإن فسّر باستحقاق الذم شرعا يكون راجعا إلى تفسير الأشعري، إلا انه لا تتصور الواسطة حينئذ أيضا، ويكون فعل الله تعالى حسنا بعد ورود الشرع وقبله إذا لا حرج فيه مطلقا وأمّا على تفسير من قال الحسن ما أمر الشارع بالثناء على فاعله، والقبيح ما أمر بذمّ فاعله، فإنّما يكون حسنا بعد ورود الشرع لأنه تعالى أمر بالثناء على فاعله لا قبله، إذ لا أمر حينئذ، اللهم إلّا أن يقال الأمر قديم ورد أو لم يرد. وهذا التفسير راجع إلى تفسير الأشعري أيضا كما لا يخفى.
اعلم أنّ فعل العبد قبل ورود الشرع حسن بمعنى ما لا حرج فيه وواسطة بينهما على تفسير الأشعري، وهذا التفسير الأخير. وأما بعد ورود الشرع فهو إمّا حسن أو قبيح أو واسطة على جميع التفاسير. وبعض المعتزلة عرّف الحسن بما يمدح على فعله شرعا أو عقلا، والقبيح بما يذمّ عليه فاعله. ولا شكّ أنه مساو للتعريف الأول إلّا أن يبنى التعريف الأول على مذهب الأشعري. وبعضهم عرّف الحسن بما يكون للقادر العالم بحاله أن يفعله، والقبيح بما ليس للقادر العالم بحاله أن يفعله. القادر احتراز عن فعل العاجز والمضطرّ فإنّه لا يوصف بحسن ولا قبيح. وقيد العالم ليخرج عند فعل المجنون والمحرّمات الصادرة عمّن لم يبلغه دعوة نبي، أو عمّن هو قريب العهد بالإسلام. والمراد بقوله أن يفعله أن يكون الإقدام عليه ملائما للعقل، وقس عليه القبيح. فالحسن على هذا يشتمل الواجب والمندوب والمباح، والقبيح يشتمل الحرام والمكروه، وهو أيضا راجع إلى الأول. وبالجملة فمرجع الجميع إلى أمر واحد وهو أنّ القبيح ما يتعلّق به الذمّ والحسن ما ليس كذلك، أو ما يتعلّق به المدح فتدبّر ولا تكن ممّن يتوهّم من اختلاف العبارات اختلاف المعبرات من أنّ المعاني للحسن والقبيح أزيد من الثلاثة.
اعلم أنّ الحسن والقبح بالمعنيين الأولين يثبتان بالعقل اتفاقا من الأشاعرة والمعتزلة.
وأما بالمعنى الثالث فقد اختلفوا فيه. وحاصل الاختلاف أنّ الأشعرية وبعض الحنفية يقولون إنّ ما أمر به فحسن وما نهي عنه فقبيح.
فالحسن والقبح من آثار الأمر والنهي.
وبالضرورة لا يمكن إدراكه قبل الشرع أصلا.
وغيرهم يقولون إنه حسن فأمر به وقبيح فنهي عنه. فالحسن والقبيح ثابتان للمأمور به والمنهي عنه في أنفسهما قبل ورود الشرع، والأمر والنهي يدلّان عليه دلالة المقتضى على المقتضي. ثم المعتزلة يقولون إنّ جميع المأمورات بها حسنة والمنهيات عنها قبيحة في أنفسها، والعقل يحكم بالحسن والقبح إجمالا، وقد يطّلع على تفصيل ذلك إمّا بالضرورة أو بالنظر وقد لا يطلع. وكثير من الحنفية يقولون بالتفصيل. فبعض المأمورات والمنهيات حسنها وقبحها في أنفسها، وبعضها بالأمر والنهي. هذا هو المذكور في أكثر الكتب. وفي الكشف نقلا عن القواطع أنّ أكثر الحنفية والمعتزلة متفقون على القول بالتفصيل. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف والعضدي وحواشيه والتلويح وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.
فائدة:

قال المعتزلة: ما تدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل من الأفعال الغير الاضطرارية ينقسم إلى الأقسام الخمسة، لأنه إن اشتمل تركه على مفسدة فواجب، وإن اشتمل فعله على مفسدة فحرام، وإلّا فإن اشتمل فعله على مصلحة فمندوب، وإن اشتمل تركه على مصلحة فمكروه، وإلّا أي وإن لم يشتمل شيء من طرفيه على مفسدة ولا مصلحة فمباح. وأمّا ما لا تدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل فلا يحكم فيه قبل ورود الشرع بحكم خاص تفصيلي في فعل فعل. وأما على سبيل الإجمال في جميع تلك الأفعال فقيل بالحظر أي الحرمة والإباحة والتوقف. وبالجملة فإذا لوحظت خصوصيات تلك الأفعال لم يحكم فيها بحكم خاص. وأما إذا لوحظت بهذا العنوان أي بكونها مما لا يدرك العقل جهة حسنها وقبحها فيحكم فيها بالاختلاف المذكور. وهذا الحكم كالحكم بأنّ كلّ مؤمن في الجنة وكلّ كافر في النار مع التوقّف في المعيّن منهما، فاندفع ما قيل عدم إدراك الجهة يقتضي التوقف، فكيف قيل بالحظر والإباحة؟ وأما الأشاعرة فلمّا حكموا بأنّ الحاكم بالحسن والقبح هو الشرع لا العقل فلا تثبت الأحكام الخمسة المذكورة عندهم للأفعال قبل ورود الشرع، كذا في شرح المواقف.
فائدة:

المأمور به في صفة الحسن نوعان: حسن لمعنى في نفسه ويسمّى حسنا لعينه أيضا، وحسن في غيره ويسمّى حسنا لغيره. ومن الحسن لغيره نوع يسمّى بالجامع وهو ما يكون حسنا لحسن في شرطه بعد ما كان حسنا لمعنى في نفسه أو لغيره، وهي القدرة التي بها يتمكّن العبد من أداء ما لزمه، فإنّ وجوب أداء العبادة يتوقّف على القدرة كتوقف وجوب السعي على وجوب الجمعة، فصار حسنا لغيره مع كونه حسنا لذاته. وإن شئت التوضيح فارجع إلى التلويح والتوضيح.

التقدم

التقدم: وجود فيما مضى كما أن البقاء وجود فيما يستقبل، ذكره الراغب. وقال ابن الكمال: التقدم الطبيعي كون الشيء الذي لا يمكن أن يوجد آخر إلا وهو موجود، وقد يمكن أن يوجد هو ولا يكون الشيء الآخر موجودا، وأن لا يكون المتقدم علة للمتأخر، والمحتاج إليه إن استقل بتحصيل المحتاج كان متقدما عليه تقدما بالعلة كتقدم حركة اليد على حركة المفتاح، وإن لم يستقل بذلك كان متقدما عليه بالطبع كتقدم الواحد على الاثنين، فإن الاثنين يتوقف على الواحد ولا يكون الواحد مؤثرا فيه. التقدم الزماني: ما له تقدم بالزمان. التقدم بالرتبة: ما كان أقرب من غيره إلى مبدأ محدود، وتقدمه هو تلك الأقربية. التقدم بالعلية: هو العلة الفاعلية الموجبة بالنسبة إلى معلولها وتقدمها بالعلية.

الحرارة

الحرارة: كيفية شأنها تفريق المؤتلفات وجمع المتشكلات. والحرارة ضربان: حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحمية كحرارة النار والشمس، وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة كحرارة المحموم.
الحرارة:
[في الانكليزية] Heat
[ في الفرنسية] Chaleur
بالفتح بمعنى گرمى ضد البرودة بمعنى سردى وماهيتهما من البديهات، وما ذكر في حقيقتهما فهي من جملة الأحكام. وبعض الحكماء جعل البرودة عبارة عن عدم الحرارة عمّا من شأنه أن يكون حارا. وقيد من شأنه للاحتراز عن الفلك فإنّ عدم حرارته لا يسمّى برودة إذ ليس من شأنه أن يكون حارا، فعلى هذا التقابل بينهما تقابل العدم والملكة وهو باطل لأنّها محسوسة ولا شيء من العدم بمحسوس. واعترض عليه بأنّ الانفصال عدم الاتصال مع أنّه محسوس. وأجيب بأنّ المحسوس هو المنفصل وعوارضه كاللون، والانفصال يدرك بالوهم التابع للحسّ الظاهر لا بالحسّ الظاهر، فإنّ الحكم بأنّ العدم غير محسوس بالحواس الظاهرة بديهية، فالحق أنها كيفية موجودة مضادة للحرارة من شأنها أن تجمع المتشاكلات وغيرها. وهاهنا أبحاث.
الأول كما يقال الحار لما تحسّ حرارته بالفعل كالنار مثلا يقال أيضا لما لا تحسّ حرارته بالفعل، ولكن تحسّ بها بعد مماسّة البدن الحيواني والتأثر منه كالأدوية والأغذية الحارّة ويسمّى حارا بالقوة، وكذا البارد يطلق على البارد بالفعل والبارد بالقوة. ولهم في معرفة الحار والبارد بالقوة طريقان، التجربة والقياس من الاستدلال باللون والطعم والرائحة وسرعة الانفعال مع استواء القوام أو قوته.
والثاني الأشبه بالصواب أنّ الحرارة الغريزية أي الطبيعية الملائمة للحياة الموجودة في أبدان الحيوانات، ويسمّيها أفلاطون بالنار الإلهية والحرارة الكوكبية، والنارية أنواع متخالفة الماهية لاختلاف آثارها الدالة على اختلاف ملزوماتها في الحقيقة، فإنّه يفعل حرّ الشمس في عين الأغشى من المضرّة ما لا يفعل حرّ النار.
والحرارة الغريزية أشدّ الأشياء مقاومة للحرارة النارية التي ليست غريزية بل غريبة فإنّ الحرارة النارية إذا حاولت إبطال اعتدال المزاج الحيواني قاومتها الغريزية أشدّ مقاومة حتى أنّ السموم الحارة والباردة لا يدافعها إلّا الغريزية، وهذا مذهب أرسطو. وقال جالينوس الغريزية والنارية من نوع واحد. فالغريزية هي النارية واستفادت بالمزاج مزاجا معتدلا حصل به التيام، فإذا أرادت الحرارة أو البرودة تفريقها عسر عليها ذلك التفريق. والفرق بين الحار الغريزي والغريب أنّ أحدهما جزء المركب والآخر خارج عنه، مع كونهما متوافقين في الماهية.
الثالث قال ابن سينا الحرارة تفرّق المختلفات وتجمع المتماثلات والبرودة بالعكس، أي تجمّع بين المتشاكلات وغيرها أيضا لأنّ الحرارة فيها قوة مصعّدة فإذا أثرت في جسم مركب من أجزاء مختلفة في رقة القوام وغلظه ينفعل الجزء اللطيف الرقيق منه انفعالا أسرع من الكثيف الغليظ فيتبادر الألطف فالألطف إلى الصعود دون الكثيف، فإنّه لا ينفعل إلّا ببطء وربّما لم تفد الحرارة فيه خفة تقوي على تصعّده، فيلزم بهذا السبب تفريق المختلفات. ثم تلك الأجزاء تجتمع بالطبع إلى ما يجانسها، فإنّ الجنسية علّة الضم كما اشتهر، والحرارة معدّة للاجتماع الصادر عن طبائعها بعد زوال المانع الذي هو الالتئام، فنسب الاجتماع إليها كما نسبت الأفعال إلى معدّاتها، هذا إذا لم يكن الالتئام بين بسائط ذلك المركّب شديدا. وأما إذا اشتد وقوي التركيب لا تفرقها لوجود المانع، فإن كانت الأجزاء اللطيفة والكثيفة في الجسم متقاربة في الكمية كما في الذهب أفادته الحرارة سيلانا وذوبانا، وكلّما حاول اللطيف صعودا منعه الكثيف، فحدث بينهما تمانع وتجاذب، فيحدث من ذلك حركة دوران كما نشاهد في الذهب من حركته السريعة العجيبة في البوتقة. ولولا هذا العائق لفرّقه النار. وإن غلب اللطيف جدا فيصعد ويستصحب معه الكثيف لقلته كالنوشادر فإنّه إذا أشرفته النار تفرقه النار. وإن غلب الكثيف جدا لم يتأثر فلا يذوب ولا يلين كالطلق فإنّه يحتاج في تليينه إلى حيل. ولذا قيل من حل الطلق فقد استغنى عن الخلق.
تنبيه
الفعل الأوليّ للحرارة هو التصعيد، والجمع والتفريق لا زمان له. ولذا قال ابن سينا في كتاب الحدود إنّها كيفية فعلية أي تجعل محلها فاعلا لمثلها فيما يجاوره، فإنّ النار تسخن ما جاورها محركة لما تكون تلك الكيفية فيه إلى فوق لإحداثها الخفة، فيحدث عن هذا التحريك أن تفرق الحرارة المختلفات وتجمع التماثلات وتحدث تخلخلا من باب الكيف وتكاثفا من باب الوضع لتحليله الكثيف وتصعيده اللطيف. وفعلها في الماء إحالته إلى الهواء لا تفريق بين أجزاء المتماثلات. وفعلها في البيض إحالتها في القوام لا جمع للأجزاء المختلفة فإنّ النار بحرارتها توجب غلظا في قوام الصفرة والبياض، وأمّا الانضمام بينهما فقد كان حاصلا قبل تأثير الحرارة فيهما.
الرابع الحركة تحدث الحرارة والتجربة تشهده، وأنكره أبو البركات مستدلا بأنه حينئذ يجب أن تسخّن الأفلاك سخونة شديدة، وتسخّن بمجاورتها العناصر الثلاثة، فتصير كلها بالتدريج نارا. والجواب أنّ مواد الأفلاك لا تقبل السخونة أصلا ولا بدّ في وجود الحرارة مع المقتضي الذي هو الحركة من وجود القابل، ولا تسخّن العناصر، فإنّ النار متحركة بمشايعة الفلك دون باقي العناصر، وليس سخونة النار توجب سخونة الباقي لأنّ برودة الطبقة الزمهريرية تقاومها، هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وشرح التجريد.

رسم

(رسم) الثَّوْب خططه خُطُوطًا خُفْيَة
[رسم] نه فيه: [لما بلغ كراع الغميم] إذا الناس "يرسمون" نحوه، أ] يذهبون غليه سراعا، والرسيم نوع من السير سريع يؤثر في الأرض. وفي ح زمزم: "فرسمت" بالقباطي والمطارف حتى نزحوها، أي حشوها حشوا بالغًا كأنه من الثياب المرسمة، وهي المخططة خطوطًا خفيفة، ورسم في الأرض غاب.
(رسم) - وفي حَديث عَينِ زَمْزَم: "فرُسِّمت بالقَبَاطِىِّ والمَطِارِف حتى نَزَحُوها"
: أي حَشَوْهَا حَشْواً بالِغًا، كأنّه مأخوذ من الثِّياب المُرَسَّمَة وهي المُخَطَّطة خُطُوطًا خَفِيَّة، ورَسَمِ في الأرضِ: غَابَ.
والرَّسْمُ: الأَثَر؛ كأَنَّه ذَهب أصلُه، وبَقِى أَثَرُه.
الرسم: نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل، أي في سابق علمه تعالى. 

الرسم التام: ما يتركب من الجنس القريب والخاصة، كتعريف الإنسان بالحيوان الضاحك.

الرسم الناقص: ما يكون بالخاصة وحدها، أو بها وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالضاحك، أو بالجنس الضاحك. أو بعرضيات تختص جملتها بحقيقة واحدة، كقولنا في تعريف الإنسان: إنه ماشٍ على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستقيم القامة، ضحاك بالطبع.
ر س م : رَسَمْتُ لِلْبِنَاءِ رَسْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَعْلَمْتُ وَرَسَمْتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُهُ وَمِنْهُ شَهِدَ عَلَى رَسْمِ الْقَبَالَةِ أَيْ عَلَى كِتَابَةِ الصَّحِيفَةِ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَرَسَمْتُ لَهُ كَذَا فَارْتَسَمَهُ أَيْ امْتَثَلَهُ وَالرَّسْمُ الْأَثَرُ وَالْجَمْعُ رُسُومٌ وَأَرْسُمٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَفْلُسٍ.

وَالرَّوْسَمُ وِزَانُ جَعْفَرٍ خَشَبَةٌ يُخْتَمُ بِهَا الْغَلَّةُ وَيُقَالُ رَوْشَمٌ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْضًا وَالْجَمْعُ رَوَاسِمُ. 
ر س م: (الرَّسْمُ) الْأَثَرُ وَ (رَسْمُ) الدَّارِ مَا كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَاصِقًا بِالْأَرْضِ. وَ (الرَّوْسَمُ) بِالسِّينِ وَالشِّينِ خَشَبَةٌ فِيهَا كِتَابَةٌ يُخْتَمُ بِهَا الطَّعَامُ وَقَدْ (رَسَمَ) الطَّعَامَ مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ خَتَمَهُ. وَكَذَا رَسَمَ لَهُ كَذَا (فَارْتَسَمَهُ) أَيِ امْتَثَلَهُ. وَ (ارْتَسَمَ) الرَّجُلُ كَبَّرَ وَدَعَا. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَصَلَّى عَلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ
وَ (رَسَمَ) عَلَى كَذَا وَكَذَا أَيْ كَتَبَ، وَبَابُهُ أَيْضًا نَصَرَ. 
رسم
الرسْمُ: بَقِيَّةُ الأثَرِ. وتَرَسَّمْتُ: نَظَرْت إلى رُسُوْمِ الدّارِ. والتَّرَسُّمُ: نَظَرُ الحافِرِ والْتِمَاسُه مَوْضِعِ الحَفْرِ.
وتَرَسمْ هذه القَصِيْدَةَ: أي ادْرُسْها وتذكرْها.
والرَّوْسَمُ: خَشَبَةٌ عَرِيْضَةٌ فيها كِتابٌ مَنْقُوْش يُخْتَمُ بها الطعَامُ، والجَميعُ الروَاسِمُ والروَاسِيْمُ. وهو - أيضاً -: ما يُعْرَفُ به الدَّنانِيْرُ. وقيل: هو الدّاهِيَةُ الشدِيْدَةُ، يُقال: داهِيَةٌ رَوْسَمٌ. والروَاسِيْمُ: الكُتُبُ التي كانَتْ في الجاهِليَّةِ، واحِدُها راسُوْمٌ. وناقَةٌ رَسُوْمٌ: تُؤثَرُ في الأرْضِ من شِدَّةِ الوَطْءِ، رَسَمَ يَرْسُمُ رَسِيْماً. والإرْسَامُ: أنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ ناقَتَه على الرسِيْمِ. والارْتِسَامُ: الدعَاءُ، يُقال ارْتَسَمَ فلانٌ: دَعَا، وكَبَّرَ أيضاً. والماءُ الراسِمُ: الجاري. ورَسَمَ في الأرْضَ: غابَ فيها. والمُرَسَّمُ من الثيابِ: المُخَططُ.

رسم


رَسَمَ(n. ac. رَسْم)
a. Left the marks, traces, vestiges of....
b. ['Ala], Marked, traced, drew, delineated; sketched;
marked, traced out, planned.
c. Established, instituted (festival).
d. [acc. & La], Prescribed to, enjoined upon, ordered; appointed
assigned.
e.(n. ac. رِسَاْمَة), Ordained (priest).
f.(n. ac. رَسِيْم), Left the prints of its hoofs in the ground (
camel ).
g. Went along with a quick, vigorous step.

رَسَّمَa. Marked, figured with stripes (cloth).

أَرْسَمَa. Made to trot (camel).
تَرَسَّمَa. Considered, examined, surveyed.
b. Read over again, reperused (poem).

إِرْتَسَمَa. Obeyed, fulfilled (command).
b. Was ordained (priest).
c. [La], Invoked, besought (God).
رَسْم
(pl.
أَرْسُم
رُسُوْم
27)
a. Mark, trace; impression; line, stroke; footprint;
vestige.
b. Drawing; sketch; outline; plan, design.
c. Definition.
d. Usage, custom; regulation; or dinance; rule.

رَسْمِيّa. Regular, normal; prescribed; official; legitimate
established, authorized.

مِرْسَمa. see 25
رِسَاْمَةa. Ordination.

رَسِيْمa. Vigorous pace ( of a camel ).
رَسُوْمa. Marking, furrowing the ground; that journeys night
& day, vigorous, indefatigable (camel).

رَسَّاْمa. Engraver; sculptor; designer.

رَاْسُوْمa. Seal.

N. P.
رَسڤمَ
(pl.
مَرَاْسِمُ
مَرَاْسِيْمُ)
a. Order; edict, decree.
b. Fate, destiny.
c. Stamped, sealed.

رَسْمِيًّا
a. Regularly; normally.
b. Officially.

رَوْسَم (pl.
رَوَاسِم)
a. Seal, stamp; mark, sign.
ر س م

عفت رسوم الدار، وما بقي منها طلل ولا رسم. وترسمت الدار: نظرت إلى رسومها. قال ذو الرمة:

أأن ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم

وثوب مرسم: مخطط. قال كثير:

كأن الرياح الذاريات عشيةً ... بأطلالها ينسجن ريطاً مرسماً

وختم الطعام بالروسم والروشم وهو لويح فيه كتاب منقور، وطعام مرسوم ومرشوم. وقد رسمه ورشمه بفعله. ورسمت الإبل رسيماً وهو ضرب من العدو، وإبل رواسم.

ومن المجاز: أدركتم من الدين رسماً دائراً. والمكارم عفت رسومها، وانمحت رقومها. ورسمت له أن يفعل كذا فارتسمه. وأنا أرتسم مراسمك: لا أتخطاها، ومنه ارتسم إذا دعا، كأنه أخذ بما رسم الله له من الالتجاء إليه. قال القطامي:

في ذي جلول يقضى الموت صاحبه ... إذا الصراري من أهواله ارتسما وترسم الشيء: تبصره. وترسم القناقن الأرض: تبصر أين يحفر منها. وترسم هذه القصيدة: تبصرها وتأمل كيف هي؟ وأنا أترسم من ذلك الأمر شيئاً أي أتذكره ولا أحققه.
[رسم] الرَسْمُ: الأثر. ورَسْمُ الدار: ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض. وتَرَسمْتُ الدارَ: تأمّلت رَسْمَها. وقال ذو الرمة: أأن ترسمت من خَرْقاَء منزلةً ماءُ الصَبابة من عينيك مسجوم وكذلك إذا نظرتَ وتفرَّستَ أين تحفر أو تبنى. وقال:

ترسم الشيخ وضرب المنقار * والروسم: الرسم. ويقال: الروسم شئ تجلى به الدنانير. وقال :

دنانير شيفت من هرقل بروسم * والروسم: خشبة فيها كتابةٌ يُختَم بها الطعام، وهو بالشين معجمةً أيضاً. والرَواسيمُ. كتبٌ كانت في الجاهليّة. وقال :

كأنها بالهدملات الرواسيم * والراسِمُ: الماء الجاري. وناقةٌ رَسومٌ: تؤثِّر في الأرض من شدّة الوطئ. وقد رسمت ترسم رسيما. ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَهُ، إذا امتثله. وارتسم الرجل. كبر ودعا. وقال الأعشى: وقابَلَها الريحُ في دَنِّها وصَلَّى عَلى دَنِّها وارْتَسَمْ والثوبُ المُرَسَّمُ، بالتشديد: المخطَّط. ورَسَمَ عَلَيَّ كذا وكذا، أي كتَبَ. والرَسيمُ: ضربٌ من سير الإبل، وهو فوق الذَميلِ. وقد رَسَمَ يَرْسِمُ بالكسر رَسيماً. ولا يقال أرسم. وقول حميد بن ثور: وماربها الضبعان مورا وكلفت بعيرى غلامي الرسيم فأرسما قال أبو حاتم: إنما أراد أرسم الغلامان بعيريهما. ولم يرد أرسم البعير. والرسوم: الذى يبقى على السير يوما وليلة.
ر س م

الرَّسْمُ بَقِيَّةُ الأَثَرِ وقيلَ هو ما ليْسَ له شَخْصٌ من الآثارِ وقيل هو ما لَصِقَ بالأرضِ منها والجمعُ أرْسُمٌ ورُسُومٌ ورَسَمَ الغَيثُ الدَّارَ عَفَاهَا وأَبْقى فيها أَثَراً لاَصقاً بالأرضِ قال الحُطيئةُ

(أمِن رَسْمِ دارٍ مُرْبعٌ ومُصِيفُ ... لِعَيْنَيْكَ مِنْ ماءِ الشُّئُونِ وَكِيفُ)

رفع مُرْبِعاً بالمصدرِ الذي هو رسمٌ أرادَ أمِن أنْ رَسَمَ مُرْبعٌ ومُصِيفٌ داراً وتَرسَّم الرَّسْمَ نَظَر إليه والرَّوْسَمُ كالرسْمِ والرَّوْسَمُ خَشَبَةٌ فيها كتابٌ يُخْتَمُ به الطعامُ والرَّوْسَمُ الطَّابِعُ والشِّينُ لغةٌ وخصَّ بعضُهم به الطابِعَ الذي يُطْبَعُ به رأسُ الخابِيةِ وقدْ جاء في الشِّعرِ قُرْحَةً بِرَوْسَمِ أي بِوَجْهِ الفَرَسِ وإن عليه لَرَوْسَماً أي عَلاَمة حُسْنٍ أو قُبْحٍ قاله خالِدُ بن جَبَلَة وثَوْبٌ مُرسَّمٌ مُخطَّطٌ ورَسَمَتِ الناقَةُ تَرْسِمُ رَسِيماً أثَّرتْ في الأرض من شِدَّةِ وَطْئِها وأَرْسَمْتُها أنا فأما قَولُ الهذِليِّ

(والمُرْسِمُونَ إلى عبد العزيزِ بِهَا ... معاً وشَتَّى ومِنْ شَفْعٍ وفُرَّادِ)

فإنما أراد المُرْسِمُوهَا وزادَ البَاءَ وفصلَ بِها بينَ الفِعْلِ ومَفْعُوِله والرَّسْمُ الرَّكِيَّةُ تَدْفِنُها والجمعُ رِسَامٌ والارِتْسامُ التَّكْبِيرُ والتَّعَوُّذُ قال القُطَامِيُّ

(في ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحِبُهُ ... إذَا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَمَا)

وقال الأعشَى

(وقابَلَهَا الرِّيحُ في دَنِّهَا ... وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ)

قال أبو حنيفةَ ارْتَسَمَ خَتَمَ إناءَها بالرُّوْسَمِ وليس بقَوِيٍّ ورَاسِمٌ اسمٌ
باب السين والراء والميم معهما ر س م، ر م س، م س ر، م ر س، س ر م، س م ر مستعملات

رسم: الرَّسْمُ بقيّة الأَثَرَ. وتَرَسَّمتُ: نَظَرْتُ إلى رُسُومِ الدّارِ والرَّوْسَم: لوَيْحٌ فيه كتاب منقُوشٌ يُختَم به الطَّعام [والجميع الرَّواسيم] . وقيل: قُرْحةٌ برَوْسَم أي بوَجْه الفَرَس. وناقة رَسُومٌ تَرْسُمُ رَسْماً أي تؤثِّرُ في الأرض من شِدَّةِ وَطْئِها. والرَّوُسَمُ: رَسْمُ الدّارِ.

سرم: السُّرْمُ: باطنُ طَرَف الخَوْران من الدُّبُر. والسَّرْمُ: ضَرُبٌ من زَجُر الكلاب، تقول: سَرْماً سَرْماً إذا هَيَّجْتَه.

مرس: المَرَسُ: الحَبْل، ويُسَمَّى مَرَساً لكثرةِ مَرْس الأيدي إيّاه. ومَرْسُ الحَبْل يقَعُ بين الخُطّاف والبَكرة فأنتَ تُعالِجُه لتُخرِجَه. ورجلٌ مَرِسٌ: شديد الممارسة ذو جَلَدٍ وقَوَّةٍ. والمرس كالمرث، ومرثت دَواءً في الماء ومَرَسُتُه. وامتَرَسَتْه الألسُنُ في الخُصُومات: أخَذَ بعضُها بعضاً. وفَحلٌ مَرِسٌ ومَرّاس، وهو ذو المِراسِ الشديد، قال:

أَذَى الدَّواهي وامتِراسُ الألسُنِ

وقال:

مِراس الأواني عن نفوسٍ عزيزة  والمَرْسُ: السَّيرُ الدائِمُ. والمَرْمَريسُ: الصَّعُبُ العالي من الجِبال.

رمس: الرَّمْسُ: التُّرابُ، ورَمْسُ القَبْر: ما حُثِيَ عليه، وقد رَمَسناه بالتُّراب . والرَّمْسُ ترابٌ تحمِلُه الريحُ فتَرْمُس به الآثارَ أي تَعفوها. ورِياح رَوامِسُ. وكُلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ فهو مَرُمُوسٌ قال لَقيطُ بنُ زرارةَ:

يا ليتَ شِعري اليومَ دَختَنُوسُ ... إذا أتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ

أَتَحلِقُ القُرونَ أم تَميسُ ... لا بَل تميسُ أنّها عَروسُ

وهذا رِماسُ هذا أي غِطاؤه، يرمس به أي يغطى.

مسر: المَسرَ فعلُ الماسِر يقال: هو يَمْسُر الناسَ أي يغريهم، والمَيسِرُ: كل نَعْتٍ وفعل يُقُمَرُ عليه فهو القِمار.

سمر: السَّمرُ: شَدُّك شيئاً بالمِسُمار. والسَّمَرُ: حديث اللَّيل، والفعل المُسامَرة، وهم سُمّار، والسامِرُ: الموضِعُ الذي يجتمعون فيه للسمر، وقال:

وسامِرٌ طالَ فيه اللَّهْوُ والغَزَلُ

ويُروَى: والسَّمَرُ. والسُّمْرُة: لونٌ إلى سَواد [خفيّ] ، وفتاةٌ سمراءُ، وحِنْطةٌ سَمراءُ. والمَسْمَرُ: مكان يَسْمُرُ فيه المُسَمِّر، وهو أن يَحِميَ مِسماراً فيُدنيه من العَيْن دون أن تَمَسَّ العينَ حرارتُه، فتصِل حرارته إلى العَيْن فتُذيبُها. والسَّمُرُ: ضَرُبٌ من شجر الطلح، الواحدة سَمُرةٌ. والمَثَلُ [لا أفعلُ ذلك] السَّمَرَ والقَمَرَ، فالسمر هيهنا سَوادُ اللَّيل. وفلانٌ سَميرُ فلانٍ أي يُسامِرُه. والسَّماسِرة: جمع السِّمْسار، مُعَرَّبة، وهم الذين يبيعون. ومن قال: سَمَرَ عينه أرادَ سَمْرَها بالمسمار. 

رسم: الرَّسْمُ: الأَثَرُ، وقيل: بَقِيَّةُ الأَثَر، وقيل: هو ما ليس له

شخص من الآثار، وقيل: هو ما لَصِقَ بالأَرض منها. ورَسْمُ الدار: ما كان

من آثارها لاصقاً بالأرض، والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ. ورَسَمَ الغيث

الدار: عَفّاها وأَبقى فيها أثراً لاصقاً بالأرض؛ قال الحُطَيئَةُ:

أَمِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ ومُصِيفُ،

لعَينيك من ماءِ الشُّؤُون وكِيفُ؟

رفع مُرْبِعاً بالمصدر الذي هو رَسْمٌ، أراد: أمن أن رَسَمَ مُرْبِعٌ

ومُصيفٌ داراً.

وتَرَسَّمَ الرَّسْمَ: نظر إليه. وتَرَسَّمْتُ أي نظرت إلى رُسُوم

الدار. وتَرَسَّمْتُ المنزل: تأملت رَسْمَهُ وتَفَرَّسْتُهُ؛ قال ذو

الرمة:أَأَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاء مَنْزِلَةً

ماءُ الصَّبابةِ، من عَيْنَيْك، مَسْجُومُ؟

وكذلك إذا نظرت وتفرسْت أين تحفر أو تبني؛ وقال:

الله أَسْقاك بآل الجَبّار

تَرَسُّم الشيخ وضَرْب المِنْقار

والرَّوْسَمُ: كالرَّسْمِ؛ وأنشد ابن بري للأَخْطل:

أَتَعْرِفُ من أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما

مُحِيلاً، ونُؤْياً دارِساً مُتَهَدِّما؟

والرَّوْسَمُ: خشبة فيها كتاب منقوش يُخْتَمُ بها الطعامُ، وهو بالشين

المعجمة أَيضاً. ويقال: الرَّوْسَمُ شيء تجلى به الدنانير؛ قال كثيِّر:

من النَّفَرِ البِيضِ الذين وُجُوهُهُمْ

دَنانيرُ شِيفَتْ، من هِرَقْلٍ، برَوْسَمِ

ابن سيده: الرَّوْسَمْ الطابَعُ، والشين لغة، قال: وخص بعضهم به

الطابَعَ الذي يُطْبَعُ به رأَس الخابية، وقد جاء في الشعر: قُرْحة برَوْسَمِ أي

بوجه الفرس. وإن عليه لرَوْسَماً أي علامة حسنٍ أو قُبح؛ قاله خالد بن

جبلة، والجمع الرَّواسِمُ والرَّواسِيمُ؛ قال أبو تراب: سمعت عَرَّاماً

يقول هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر. ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ إذا كتب.

وقال أبو عمرو: يقال للذي يطبع به رَوْسَمٌ ورَوْشَمٌ وراسُوم وراشُوم مثل

رَوْسَمِ الأَكْداسِ ورَوْسَم الأَمير؛ قال ذو الرمة:

ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها،

كأنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ

والرَّواسيم: كُتب كانت في الجاهلية، والهِدَمْلاتُ: رِمال معروفة

بناحية الدَّهناء؛ وناقة رَسُومٌ.

وثوب مُرَسَّمٌ، بالتشديد: مخطَّط؛ وفي حديث زَمْزَمَ: فرُسِّمَتْ

بالقَباطِيّ والمَطارِف حتى نزحوها أي حشوها حشواً بالغاً، كأَنه مأْخوذ من

الثياب المُرَسَّمَةِ، وهي المخططة خطوطاً خَفِيَّة.

ورَسَمَ في الأرض: غاب. والرَّاسِمُ: الماء الجاري. وناقة رَسُومٌ: تؤثر

في الأرض من شدة الوطء. ورَسَمَتِ الناقة تَرْسِمُ رَسِيماً: أَثَّرَتْ

في الأرض من شدة وطئها، وأَرْسَمْتها أنا؛ فأما قول الهذلي:

والمُرْسِمون إلى عبد العَزيز بها

مَعاً وشَتَّى، ومن شَفْعٍ وفُرَّادِ

إنما أراد المُرْسموها فزاد الباء وفصل بها بين الفعل ومفعوله.

والرَّسْمُ: الركِيّةُ تدفنها الأرض، والجمع رِسامٌ.

وارْتَسَم الرجل: كَبَّرَ ودعا. والارْتِسامُ: التكبير والتَّعَوُّذ؛

قال القطامي:

في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحبُهُ،

إذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارْتَسَما

وقال الأعشى:

وقابَلَها الريحُ في دَنِّها،

وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ

قال أبو حنيفة: ارْتَسَمَ ختم إناءَها الرَّوْسَمِ، قال: وليس بقوي.

والرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهية. والرَّسِيمُ من سير الإبل: فوق

الذَّميل، وقد رَسَمَ يَرْسِمُ، بالكسر، رَسِيماً، ولا يقال أَرْسَمَ؛ وقول

حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:

أَجَدَّتْ برِجْلَيْها النَّجاءَ وكَلَّفَتْ

بعيرَيْ غلامَيَّ الرَّسِيمَ، فأَرْسَما

وفي رواية

(* قوله «وفي رواية كلفت إلخ» كذا هو بالأصل ولعله غلامي

بعيري).

. . . . كَلَّفَتْ

غلامي الرَّسِيم فأَرسما

قال أبو حاتم: إنما أراد أَرسم الغلامان بعيريهما ولم يرد أَرْسَمَ

البعيرُ.

والرَّسُومُ: الذي يبقى على السير يوماً وليلة. وفي الحديث: لما بلغ

كُراع الغَمِيم إذا الناسُ يَرْسِمُونَ نحوه أي يذهبون إليه سراعاً،

والرَّسِيمُ: ضرب من السير سريع مؤثر في الأرض. والرَّسَمُ: حُسْن المشي.

ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَه إذا امتَثله. وراسِمٌ: اسم.

رسم

(الرَّسْمُ: رَكِيَّة تَدْفِنُها الأَرضِ) ، وَفِي المُحْكم: رَكِيَّة تَدفنِها، والجَمْع رِسام وَلم يذكر الأَرْض. (و) أَيْضا: (الأَثَر) ، والشِّين لُغَة فِيهِ عَن أَبِي تُراب، (أَو بَقِيَّتُه، أَو مَا لَا شَخْصَ لَهُ من الآثارِ) ، أَو مَا لَصِق بِالْأَرْضِ مِنْهَا، وَفِي الصّحاح: رَسْمُ الدَّار: مَا كانَ من آثارِها لاصِقاً بالأَرض (ج: أرسُمٌ ورُسومٌ. وَرَسَمَ الغَيثُ الدِّيارَ: عَفَّاهَا وأَبقى أَثَرها لاصِقاً بالأَرض) ، قَالَ الحُطَيْئَة:
(أمِنْ رَسْم دَارٍ مَرْبَعٌ ومَصِيفُ ... لِعَيْنَيْكَ من ماءِ الشُّؤُون وَكِيفُ)

رَفع مَرْبَعاً بالمَصْدر الَّذِي هُوَ رَسْم، أَرادَ: أَمِن أَنْ رَسَم مَرْبَعٌ ومَصِيفٌ دَارا.
(و) رَسَمتِ (النَّاقَةُ) تَرْسِمُ (رَسِيماً) من حَدّ ضَرَب، وإِطْلاق المُصَنّف يَقْتَضي أَنه كَنَصَر وَلَيْسَ كَذَلِك: (أَثَّرت فِي الأَرض) من شِدَّة الوَطْء، وَهِي رَسُوم، وَلَا يُقَال: أَرْسَمَت، و (أَرْسَمْتُها أَنَا) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْر:
(أَجَدَّت برجْلَيْها النَّجَاءَ وَكَلَّفَت ... بَعِيريْ غُلامَيَّ الرَّسِيمَ فَأَرْسَمَا)

قَالَ أَبُو حَاتِم: أَرَادَ أَرسم الغُلامان بَعِيرَيْهما وَلم يُرِد أرسم البَعيرُ، وَقَالَ الهُذَلِيًّ:
(والمُرسِمُون إِلَى عبد العَزِيز بهَا ... مَعاً وشَتَّى وَمن شَفْعٍ وفُرَّادِ)

أَي: المُرْسِمُوها، فَزَاد الباءَ وفَصَل بهَا بَيْن الفِعْل ومَفْعُولِه.
(و) من المَجازِ: رسم (لَهُ كَذَا) أَي: (أَمْرَه بِهِ فاْرْتَسَم) : امْتَثَل. يُقَال: أَنا أَرْتَسِم مَراسِمَك لَا أَتَخَطَّاها.
(و) رَسَم (فِي الأَرْضِ) رَسْماً إِذا (غَابَ فِيهَا) ، ويُكْنَى بِهِ عَنِ المَوْت، وكَذلِك رَزَم (و) رَسَم (على كَذَا: كَتَب) ، نَقله الجَوْهَرِيّ، والشِّين لُغَة فِيهِ. (والرَّوْسَم: الدَّاهِيَة) ، كالرَّوْسب. (و) الرَّوْسَم: (طابَعٌ يُطْبَع بِهِ) ، والشِّين لُغَة فِيهِ عَن أَبِي عَمْرو. قَالَ اْبنُ سِيده: وخَصّه بَعَضُهم بِمَا يُطْبَع بِهِ (رَأْسُ الخَابِيَة، كالرَّاسُومِ) والرَّاشوم.
(و) الرَّوْسَمُ: (العَلاَمة) حَسُنَ أَو قَبُح. يُقَال: إِنَّ عَلَيْهِ لرَوْسَماً، قَالَه خالِدُ بن جَبَلة. والجَمْع الرَّواسِم والرَّواسِيم. (و) الرَّوسَمُ مِثْل (الرَّسْم) ، نقلَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ اْبنُ بَرِّيّ للأَخْطَل:
(أَتَعرِفُ من أسماءَ بالجُدِّ رُوْسَما ... مُحِيلاً ونُؤْياً دَارِساً مُتَهَدِّما)

قَالَ الجَوْهَرِيّ: (و) يُقالُ: الرَّوْسَم (شَيْء تُجْلَى بِهِ الدَّنَانِيرُ) ، قَالَ كُثَيّر:
(من النَّفَر البِيضِ الَّذين وُجوهُهم ... دَنانِيرُ شِيفَتْ من هِرْقِلٍ بِرَوْسَمِ)

(و) الرَّوْسَمُ: (خَشَبَة مَكْتُوبة بالنَّقْرِ) ، وَفِي الأساس: لُوَيْح فِيهِ كِتاب مَنْقُور، وَفِي الصَّحاح: فِيهَا كِتابَة (يُخْتَم بهَا الطَّعَام) ، وَنَصُّ أبي عَمْرو: يُخْتَم بهَا الأَكْداسُ.
(والرَّوَاسِيمُ: كُتُبٌ كانَتْ فِي الجاهِلِيّة) ، وَاحِدُها رَوْسم، وَأنْشد الجوهرِيّ لِذِي الرُّمَّة:
(ودِمْنةٍ هَيَّجت شَوقِي مَعالِمُها ... كَأَنَّها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ)

الهِدَمْلات: رِمالٌ بالدَّهناء.
(والراسِمُ: المَاءُ الجَاري) .
(والرَّسَم، مُحَرَّكة: حُسْنُ المَشْيِ) .
(و) الرَّسِيمُ (كَأَمِيرٍ، ومِنْبَر: سَيْر لِلإِبل) فَوْقَ الذَّمِيل وَقد تقدَّم شاهِدُه فِي قَوْلِ حُمَيْدِ بنِ ثَوْر. (وَقد رَسَم يَرْسِم) من حَدّ ضَرَب، هَذَا هُوَ الصَّحِيح، ويُفهَم من إِطْلَاقه آنِفا أَنه من حَدِّ نَصَر. وَقد نَبَّهنا عَلَيْهِ.
(و) رَسِيمٌ: (صَحابِيٌّ هَجَرِيّ عَبْدِيٌّ) من بَنِي عَبْدِ القَيْس. قَالَ الحافِظٌ: وَيُقَال فِيهِ بالتَّصْغِير أَيْضا.
(و) من الْمجَاز: (الارْتِسَامُ: التَّكْبِير، والتَّعَوُّذ، والدُّعاءُ) ، مَأخوذ من الاْرْتِسام بِمَعْنَى الاْمْتِثال، كَأَنَّه أَخَذ بِمَا رَسَم الله من الالْتِجاء إِلَيْهِ، وَأنْشد الجَوْهَريُّ للأَعْشَى:
(وقَابَلَها الرِّيحُ فِي دَنِّها ... وصَلَّى على دَنِّها واْرْتَسَمْ)

أَي دَعَا لَهَا وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: اْرتَسَم أَي: خَتَم إِناءَها بالرَّوسَمِ. قَالَ اْبنُ سِيده: وَلَيْسَ بِقَوِيّ، قلت: وَقد رُوِي أَيْضا بالشِّين المُعْجَمة كَمَا سيَأْتِي.
(وَثَوبٌ مُرَسَّم، كَمُعَظَّم: مُخَطَّط) خُطُوطاً خَفِيَّة.
(و) من المَجاز: (تَرَسَّمْ هذِهِ القَصِيدَة) أَي: (ادرُسْها وَتَذَكَّرْها) وَتَبَصَّرْها.
(والرَّسُوم: الَّذِي يَبْقَى على السَّيْر يَوْماً وَلَيْلة) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ترسَّم الرسمَ: نظر إِلَيْهِ، وترسَّم المنزِلَ: تأمّل رسمَه وتَفرِّسَه. وَأنْشد الجوْهَرِيّ لِذي الرُّمَّة:
(أَأن تَرسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنْزِلةً ... ماءُ الصَّبابة من عَيْنَيْكَ مَسْجومُ)
وَكَذَلِكَ إِذا نظرتَ وتَفَرَّسْت أَيْن تَحْفِر أَو تَبْنِي، قَالَ:
(الله أَسْقاك بآل الجَبّار ... تَرسُّمَ الشَّيْخ وضَرْبَ المِنْقار) وَمِنْه: تَرسَّمتِ القَنافِذُ فِي الأَرض إِذا تَبَصَّرت أَين تَحفِر فِيهَا، وَهُوَ مجَاز.
وناقة رَسُومٌ: تُؤثِّر فِي الأَرْض من شِدَّة الوَطْء.
ورَسَم نحوَه رَسْماً: ذَهَب إِلَيْهِ سَرِيعا.
وراسِمٌ: اسْم.
وطَعامٌ مَرْسومٌ: مختوم.
والمَرْسومُ: كِتابٌ مَطْبوع، والجَمْع مراسِيمُ.
وتَرسَّم الشيءَ: تَبصَّره، والقَصِيدةَ: تأمَّلِها. وَأَنا أترسَّم كَذَا: أتذَكَّره وَلَا أَتَحَقَّقُه.
والرّسّام: من يَنْقُشُ الألواح، وَقد اشتُهِر بِهِ جمَاعَة من المُحَدِّثين، مِنْهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحِمّد بن صديق الرّسّام من شُيُوخ تَقِي الدّين بن فَهْد الحافِظِ.
ورُسومُ الدِّين: طَرَائِقْ.

رسم

1 رَسَمَ الدَّارَ, (M,) or الدِّيَارَ, (K,) [aor. ـُ accord. to a rule of the K,] inf. n. رَسْمٌ, (M,) It (the rain) rased the house or dwelling, or the houses or dwellings, leaving a relic, or relics, thereof cleaving to the ground. (M, K.) In the saying of El-Hotei-ah, أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ مُرْبِعٌ وَمُصِيفُ لِعَيْنَيْكَ مِنْ مَآءِ الشُّؤُونِ وَكِيفُ [Is it in consequence of autumn-rain's and springrain's rasing of a dwelling so as to leave only a relic thereof cleaving to the ground, that there is to thine eyes a distilling of the water of the tearchannels?], مربع and مصيف are in the nom. case because of the inf. n., i.e. رسم. (M, TA. [But in the latter, مَصِيفُ: and in a copy of the former, مَرْبَعٌ and مَصِيفُ, both of which are evidently wrong.]) b2: [رَسَمَ often signifies He marked, or stamped: and he drew, traced, traced out, sketched, sketched out, or planned: and he delineated, or described.] You say, رَسَمَ الطَّعَامَ He stamped, or sealed, the corn; (TA in art. رشم;) as also رَشَمَهُ. (S, K, TA, all in that art. [See رَوْسَمٌ.]) and رَسَمْتُ البِنَآءَ, aor. and inf. n. as above, I marked out the building. (Msb.) And رَسَمَ كِتَابًا وَلَمْ يَحْشُهُ [He sketched out a book and did not fill it up]. (Mz 1st نوع.) And رَسَمْتُ الكِتَابَ I wrote the book, or letter, or writing. (Msb.) And رَسَمَ عَلَى كَذَا He wrote upon such a thing; (S, K;) and رَشَمَ is a dial. var. thereof. (TA.) b3: [Hence,] رَسَمَ لَهُ كَذَا, (S, K, TA,) or بِكَذَا, (Msb,) (tropical:) [He prescribed to him the doing of such a thing;] he commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do such a thing. (S, * Msb, * K, TA.) [And رَسَمَ لَهُ كَذَا also means (assumed tropical:) he assigned, or appointed, him such a thing, as a stipend, &c.: often used in this sense.] b4: رَسَمَتْ said of a she-camel, (S, M, K,) aor. ـُ (S, M, [and so accord. to a rule of the K,]) or ـِ not رَسُمَ, (TA,) inf. n. رَسِيمٌ, (S, M, K,) She made marks upon the ground (S, M, K) by the vehemence of her tread. (S, M.) b5: And رَسَمَ said of a camel, aor. ـِ inf. n. رَسِيمٌ, (S, K,) with which مِرْسَمٌ is syn., (K,) He went a certain pace, (S, K,) exceeding that which is termed ذَمِيل [inf. n. of ذَمَلَ, q. v.]: one should not say of a camel أَرْسَمَ, for this latter verb is trans. (S.) b6: Also رَسَمَ نَحْوَهُ, inf. n. رَسْمٌ, He went, or went away, quickly towards him, or it. (TA.) b7: and رَسَمَ فِى الأَرْضِ, (K,) inf. n. رَسْمٌ, (TA,) He disappeared in the land, or country: (K:) and [hence], used metonymically, (tropical:) he died; like رَزَمَ. (TA.) 2 تَرْسِيمٌ [inf. n. of رَسَّمَ] The act of marking, or stamping, [and of drawing, tracing, tracing out, sketching, sketching out, or planning, several things, or of doing so much, or] well:: and writing [much, or] well: and making a garment, or piece of cloth, striped. (KL.) 4 ارسم He caused a she-camel to make marks upon the ground (M, K) by the vehemence of her tread. (M.) b2: And He made a camel to go the pace termed رَسِيم (S. [The meaning is there indicated, but not expressed.]) فَأَرْسَمَا ending a verse of Homeyd Ibn-Thowr [which is variously related] refers to two boys, or young men, mentioned therein, and means فَأَرْسَمَا بَعِيرَيْهِمَا [and they made their two camels to go the pace termed رَسِيم]. (AHát, TA.) 5 ترسّم, (K, but omitted in some copies,) or ترسّم الرَّسْمَ, (M,) He looked at the رَسْمِ [or mark, trace, relic, &c.]. (M, K.) And ترسّم الدَّارَ He considered, or examined, the رُسُوم [or marks, traces, relics, &c.,] of the house, or dwelling; (S, TA; *) or did so repeatedly, in order to obtain a clear knowledge thereof. (TA.) b2: And in like manner ترسّم signifies He looked, and considered, or examined, or did so repeatedly, in order to know where he should dig, or build. (S, TA.) Hence, تَرَسَّمَتِ القَنَافِذُ فِى الأَرْضِ (tropical:) The hedge-hogs looked, or considered, or examined, repeatedly, to know where they should make their holes. (TA.) And ترسّم الشَّىْءَ (assumed tropical:) He looked, or looked long, at the thing; or considered, or examined, it, or did so repeatedly, in order to obtain a clear knowledge of it. (TA.) And ترسّم القَصِيدَةَ (tropical:) He considered, or studied, the ode, and retained it in his memory, or sought, or endeavoured, to remember it. (K, * TA.) And أَنَا أَتَرَسَّمُ كَذَا (assumed tropical:) I remember, or I seek, or endeavour, to remember, such a thing, but am not sure, or certain, of it. (TA.) 8 اِرْتِسَامٌ [in its primary sense, as quasi-pass. of رَسْمٌ, inf. n. of رَسَمَ, is app. post-classical, but, as such,] is used by the logicians as meaning The being stamped and depicted [in the mind]: (“ Dict. of the Technical Terms used in the sciences of the Musalmans: ”] an image's being fixed in, or upon, a thing. (KL.) [It is used, in this sense, of an image formed by the fancy, and of any ideal image.]

A2: [Also (tropical:) The obeying a prescript or command &c.] You say, رَسَمْتُ لَهُ كَذَا, (S, K,) or بِكَذَا, (Msb,) فَارْتَسَمَ, (Msb, K,) or فَارْتَسَمَهُ, (S,) (tropical:) [I prescribed to him the doing of such a thing; or] I commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do such a thing, (K, TA,) and he obeyed (S, Msb, TA) it [i. e. the prescript &c.]. (S, Msb.) And ↓ أَنَا أَرْتَسِمُ مَرَاسِمَكَ (tropical:) [I obey thy prescripts &c.;] I do not transgress thy مراسم. (TA.) b2: And hence, (TA,) ارتسم signifies also (tropical:) He said اَللّٰهُ أَكْبَرْ [God is great, or most great]: (S, M, K, TA:) and he sought protection or preservation [by God]: (M, K, TA;) and he prayed or supplicated or petitioned [God]: (S, K:) as though [meaning] he took the course prescribed by God, of having recourse to Him for protection or preservation. (TA.) El-Aashà says, [speaking of wine,] وَصَلَّى عضلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ وَقَابَلَهَا الرِيحَ فِى دَنِّهَا (S, M, TA,) or وَأَقْبَلَهَا, (so in some copies of the S in this art. and in art. صلو, and in the Mgh, also, in the latter art.,) i. e. [And he exposed it to the wind, in its jar, and he prayed over its jar,] and petitioned for it (TA in this art. and in art. صلو) that it might not become sour, nor spoil: (TA in the latter art.:) AHn says that ارتسم means he stamped its vessel with the رَوْسَم; but this saying is not valid: (M, TA:) [and Mtr, also, says that] ارتسم, here, is from الرَّوْسَمُ, and means he stamped it. (Mgh in art. صلو.) رَسْمٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (Msb, &c.) b2: [Hence رَسْمُ المُصْحَفِ The writing of the book of the Kur-án; for which particular rules are prescribed. b3: Hence also رَسْمٌ is sometimes used by logicians as meaning A definition, either perfect (تَامٌّ) or imperfect (نَاقِصٌ); like حَدٌّ.] b4: Also A mark, an impression, a sign, a trace, a vestige, or a relic or remain; syn. أَثَرٌ; (S, Msb, K;) and رَشَمٌ is a dial. var. thereof, accord. to Aboo-Turáb; as is also ↓ رَسَمٌ, both syn. with أَثَرٌ, (TA in art. رشم,) and so is رَشْمٌ. (K in that art.:) or a relic, or remain, of what is termed أَثَرٌ [as meaning a mark, an impression, a sign, a trace, or a vestige]: or such, of what are termed آثَار [as meaning relics or remains], as has not substance and height: (M, K:) or such as is cleaving to the ground: (M:) رَسْمُ دَارٍ means remains of a house or dwelling, cleaving to the ground: (S, TA:) or رَسْمٌ signifies a remain, or remains, of a ruined dwelling or place of alighting and abiding: (Har p. 607:) and ↓ رَوْسَمٌ is syn. with رَسْمٌ: (S, M, K [accord. to the correct copies of this last:]) the pl. [of pauc.] of رَسْمٌ is أَرْسُمٌ and [the pl. of mult. is]

رُسُومٌ. (M, Msb, K.) b5: [I. q. مَرْسُومٌ: see مَرَاسِمُ.

And hence, as being prescribed,] رُسُومُ الدِّينِ means (assumed tropical:) The ways that are followed in respect of the doctrines and practices of religion. (TA.) b6: And A well which one fills up (M, K) in the ground: (K:) pl. رِسَامٌ. (M, K.) b7: [In some copies of the K, two meanings that belong to رَوْسَمٌ are, by the omission of a و, assigned to رَسْمٌ: see رَوْسَمٌ.]

رَسَمٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also Goodness, or elegance, of gait, pace, or manner of going. (K.) رَسُومٌ That makes marks upon the ground by the vehemence of her tread: applied to a she-camel. (S TA.) [See an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. جهم.] b2: Also That continues journeying a day and a night: (S, K:) applied to a he-camel. (TK.) رَسِيمٌ A certain pace of camels, (S, K,) exceeding that which is termed ذَمِيلٌ [q. v.]; (S;) [see رَسَمَ, of which it is an inf. n.;] and ↓ مِرْسَمٌ signifies the same. (K.) رَسَّامٌ One who engraves [or draws inscriptions or other designs] upon tablets or the like. (TA.) رَاسِمٌ, (S, K,) or مَآءٌ رَاسِمٌ, (TK,) Running water. (S, K.) b2: And رَاسِمَةٌ A she-camel that goes the pace termed رَسِيم: pl. رَوَاسِمُ. (Har p. 495.) رَوْسَمٌ: see رَسْمٌ. b2: Also A sign, a token, a mark, or an indication, (M, K,) of beauty or of ugliness; as in the saying, إِنَّ عَليْهِ لَرَوْسَمًا [Verily upon him is a sign, &c.]: so says Khálid Ibn-Jebeleh: (M:) pl. رَوَاسِمُ and رَوَاسِيمُ. (TA.) b3: And as pl. of رَوْسَمُ, (TA,) رَوَاِسيمُ signifies Certain books, or writings, that were in the Time of Ignorance. (S, K.) b4: Also the sing., A stamp, or seal; i. e. an instrument with which one stamps, or seals; and رَوْشَمٌ is a dial. var. thereof: (M:) or, as some say, particularly, (M,) one with which the head [or mouth] of a [large jar such as is called] خَابِيَة is stamped, or sealed; (M, K;) as also ↓ رَاسُومٌ, (K,) and رَاشُومٌ. (TA.) And A piece of wood, (S, M, Msb, K,) or a small tablet, (A,) upon which is some inscription (S, M, A, K) engraved, or hollowed out, (A, K,) with which wheat, (S, M, K,) or corn, or grain, (Msb,) [in its repository,] is stamped, or sealed, (S, M, Msb, K,) or with which collections of wheat or corn are stamped, or sealed: (AA, TA:) as also رَوْشَمٌ: pl. رَوَاسِمُ. (Msb.) [In some copies of the K, by the omission of a و, this meaning and the next are assigned to رَسْمٌ.] b5: And (as some say, S) A certain thing with which deenárs are polished. (S, K.) A poet says, (S,) namely, Kutheiyir, (TA,) دَنَانِيرُ شِيفَتْ مِنْ هِرَقْلٍ بِرَوْسَمِ [Deenárs, of Heraclius, that were polished with روسم]. (S, TA.) A2: It occurs in poetry as meaning The face of a horse, in the phrase قُرْحَةٌ بِرَوْسَمٍ

[A star, or blaze, in the face of a horse]. (M.) A3: Also A calamity, or misfortune; (K;) like رَوْسَبٌ. (TA.) رَاسُومٌ: see the next preceding paragraph. [Accord. to rule, its pl. is رَوَاسِيمُ, mentioned above as a pl. of رَوْسَمٌ.]

مُرْسِمٌ [act. part. n. of 4, q. v.]. In the saying of the Hudhalee, وَالْمُرْسِمُونَ إِلَى عَبْدِ العَزِيزِ بِهَا مَعًا وَشَتَّى وَمِنْ شَفْعٍ وَفُرَّادِ [And those urging them to make marks upon the ground by the vehemence of their tread in their way to 'Abd-El-'Azeez, together and separately, and two by two and one by one], he means المُرْسِمُوهَا, inserting the ب redundantly between the verb [or part. n., which is often termed a verb,] and its objective complement. (M.) مِرْسَمٌ: see رَسِيمٌ.

مُرَسَّمٌ A garment, or piece of cloth, striped, (S, M, K,) or marked with faint lines. (TA.) مَرْسُومٌ [or كِتَابٌ مَرْسُومٌ] A book, or writing, stamped, or sealed: pl. مَرَاسِيمُ. (TA.) and طَعَامٌ مَرْسُومٌ Wheat stamped, or sealed. (TA. [See رَوْسَمٌ.]) b2: See also the following paragraph.

مَرَاسِمُ Marks, stamps, impressions, signs, or characters. (KL.) b2: [And (assumed tropical:) Prescripts, commands, orders, biddings, or injunctions: and (assumed tropical:) assignments, or appointments: in both of these senses app. a contraction of مَرَاسِيمُ, pl. of ↓ مَرْسُومٌ; thus used in the present day; like رُسُومٌ, pl. of ↓رَسْمٌ.] See 8.
رسم
رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على يَرسُم ويَرْسِم، رَسْمًا، فهو راسم، والمفعول مَرْسوم

• رسَم الشَّيءَ: خطّه "رسَم مُربَّعًا/ صورةً/ شكلاً- حرف مرسوم: يُكتب ولا يُنطق".
• رسَم الكتابَ: كتبه "هذا الكتاب برسم فلان: بخطِّه".
• رسَم تصوُّرًا: أعدّ خطةً أو نموذجًا أو تصميمًا لتنفيذ شيء "رسم معالمَ الطَّريق له- رسم خطة عمل أو حرب- رسم مشروعًا".
• رسَم على الورق: كتَب وخطّ.
• رسَم له بكذا:
1 - كتَب له قرارًا (ملكيًّا، جمهوريًّا، أميريًّا).
2 - أمره به "رسم له أن ينتظم في الفريق". 

رسَمَ2 يرسُم، رِسامةً ورَسامةً، فهو راسِم، والمفعول مَرْسوم
• رسَم الأسقُفُّ الشَّخصَ: أعطاه درجةً من درجات الكنيسة. 

ارتسمَ/ ارتسمَ على يرتسم، ارتسامًا، فهو مُرتسِم، والمفعول مُرتسَمٌ (للمتعدِّي)
• ارتسم المسيحيُّ: رُقِّي إلى درجة الكهنوت.
• ارتسم خُطَا فلان: سار عليها ° أنا أرتسِم مراسمَك: أسير عليها ولا أتخطَّاها.
• ارتسم الأمرَ: امتثله "رسم له الرئيس خطةً فارتسمها".
• ارتسم شعورٌ على وجه فلان: ظهر وبدا "ارتسم الفرحُ/ الخوفُ على وجهه- ارتسمت ابتسامة على شفتيه". 

ترسَّمَ/ ترسَّمَ بـ/ ترسَّمَ في يترسَّم، ترسُّمًا، فهو مُترسِّم، والمفعول مُترسَّم
• ترسَّم خُطا فلان: ارتسمها؛ حاكاه وفعل مثل فعله "يترسَّم الطالب خُطى أستاذه".
• ترسَّم الشَّيءَ:
1 - تأمَّل منظرَه وتفرَّسه "وقف السائح يترسَّم النقوش العربية الإسلامية- ترسَّم الطبيعةَ- ترسَّم قصيدةً: تبصَّرها وتأمَّل كيف هي".
2 - تذكّره ولم يتحققه.
• ترسَّم بالعلم: اتصف به، كانت له شهرة العالم.
• ترسَّم في الوظيفة: ثُبِّت فيها وعُيِّن. 

رسَّمَ يُرسِّم، ترسيمًا، فهو مُرسِّم، والمفعول مُرسَّم
• رسَّم الأسقُفُّ شخصًا: رَسَمه؛ أعطاه درجةً من درجات الكنيسة.
• رسَّم الثَّوْبَ: خطَّطه خطوطًا خفيَّة. 

راسِم [مفرد]: ج راسمون ورَواسِمُ (لغير العاقل)، مؤ راسمة، ج مؤ راسمات ورَواسِمُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على ورسَمَ2.
2 - (هس) خطٌّ مستقيم يولِّد انتقاله سطحًا معينًا "راسمُ المخروط" ° راسمة القلب: جهاز يسجِّل نبضات القلب بيانيًّا.
• راسم الأشكال/ راسم السُّطوح: (هس) عنصر هندسيّ يقوم بتوليد رسم هندسيّ خاصَّة تكوين خط مستقيم يشكِّل سطحًا بانتقاله بطريقة معينة. 

رَسَامة [مفرد]: مصدر رسَمَ2. 

رِسامة [مفرد]:
1 - مصدر رسَمَ2.
2 - حرفة الرسَّام. 

رسَّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
2 - من يخطّ بالقلم أو بالريشة أشكالاً أو صُورًا أو خطوطًا أو ألواحًا "رسَّام هزليّ/ كاريكاتوريّ- إنه رسّام ماهر يتقن رسم المناظر الطبيعيّة". 

رَسْم [مفرد]: ج أَرسُم (لغير المصدر {ورُسوم} لغير المصدر)، جج رُسُومات (لغير المصدر):
1 - مصدر رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
2 - مالٌ تفرضه الدَّولة نظير خدمة تقدمها للأفراد "دفَع رسمَ النظافة" ° برَسْم البيع: مَعروضٌ للبيع- بوَّابة الرُّسوم: بوَّابة تمنع المرور إلى أن تدفع رسم المرور- رسم الخِدْمةِ في المطاعم والفنادق: أجرة إضافيَّة للخِدْمة تضاف للأجرة الرئيسيَّة، مبلغ محدَّد يضاف إلى الفاتورة في ملهى ليليّ أو مطعم لقاء الترفيه والخِدْمة- رسم الدخول: رسم أو ضريبة محدّدة لامتياز خاصَّة للمرور على جسر أو طريق- رسوم ثابتة: مصروفات ثابتة لا يمكن تجنّبها مثل الإيجار والإهلاك- رسوم جمركيّة: ضريبة على السلع المستوردة يتحمَّلها في النهاية مُستهلِك البضائع الأجنبيّة.
3 - أثر باقٍ من الديار بعد ترك ساكِنيها لها "لم يُبق السيلُ من هذه الديار إلا رَسْمَها".
4 - ما يقابل الحقيقة "*أرى وُدَّكم رَسْمًا ووُدِّي حقيقة*".
5 - (سف) تعريف الشّيء بخصائصه.
6 - (فن) ما يخطّه الشّخصُ تمثيلاً لشخص أو شيء أو منظر

بالقلم أو الريشة "رسوماتك تدلّ على موهبة فنيَّة- بَرْوَز رَسْمًا" ° أقام الرَّسم: تعبير يعني عادة تولِّي المنصب مؤقَّتًا- الرَّسم الإصبعيّ: تقنيّة الرسم بوضع الألوان على ورقة باستعمال الإصبع أو الأصابع- الرَّسم الصَّوتيّ: تمثيل الخطاب الكلاميّ برموز صوتيّة ممثِّلة لها- الرَّسم المائيّ: استخدام الألوان المائيّة في الرسم- الرَّسم المنظوريّ: فن تمثيل الأجسام ثلاثيّة الأبعاد على سطح ثنائيّ الأبعاد بطريقة تُحدث في النفس انطباعًا واقعيًّا- الرَّسم الميكانيكيّ: رسم كرسم معماريّ يتيح للقياسات أن تفسَّر وتؤوّل- رَسْم قلب: خطوط يسجّلها جهاز على ورقة حساسة تبيّن مدى انتظام القلب وكفاءته- رَسْمٌ هَزْليّ: رسم يقصد به الفنان التعبير عن فكرة بطريقة ساخرة (كاريكاتير) - رسوم مُتحرِّكة: نوع من المناظر السينمائيَّة تُجمع فيها رسوم كل منها مختلف اختلافًا طفيفًا عن الرسم الذي قبله ثم تصوَّر وتوفَّق لها الأصوات المناسبة عند عرضها بسرعة معينة فتبدو الصور وكأنها تتحرّك.
• رسم إعارة: رسم يدفعه المستعير في مقابل استعمال موادّ المكتبة.
• رسم بيانيّ: (جب) خطٌّ يبيِّن الارتباط بين متغيِّرين أو أكثر.
• الرَّسْم التَّقريبِيّ: (فن) رسم مُجمل يُقتصَر فيه على إبراز معالم الشَّيء المرسوم من دون التَّفاصيل.
• رسوم الاستحقاق: (قص) غرامة ماليّة تُحسب ضدّ المستثمر عند قيامه ببيع أو سحب حصَّته من الشَّركة قبل موعد الاستحقاق. 

رَسْمِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رَسْم: منتسب إلى الدولة وجاء على أصولها المقرّرة "عمل/ بلاغٌ رسميّ- أصدرت الدولة بيانًا رسميًّا اليوم" ° التَّعليم الرسميّ: هو التعليم الذي تؤمِّنه الدولة للمواطنين، بخلاف التعليم الخاص- القبعة الرَّسميّة: قبّعة يلبسها الرجال، ذات حافة ضيِّقة وقمّة إسطوانية طويلة مصنوعة من الحرير- بدون رسميّات: بلا قيود- رَجُل رسميّ/ موظف رسميّ: رجل يمثل الدولة في أعماله وأقواله- رسميًّا: من الناحية الرسميّة- شبه رسميّ: قريب من الرسميّ- غير رسميّ: خالٍ من التكلّف/ الرسميّات.
2 - ملائم لمناسبة رسميَّة "ملابس رسميّة".
• الورقة الرَّسميَّة: ورقة يبيِّن فيها موظَّفٌ عام أو شخص مُكلَّف بخدمة عامَّةٍ ما تمّ على يديه أو بحضوره في حدود اختصاصه.
• العُقود الرَّسميَّة: المحرَّرات الموثَّقة على يد الموثِّقين في حدود اختصاصاتهم.
• توكِيل رسميّ: (قن) وثيقة مُشْهَرة بتوكيل شخص شخصًا آخر للقيام نيابة عنه بالتصرُّف في مسائل أو مواقف معيَّنة بصفة رسميّة، كبيع أو تأجير عقار أو رفع دعوى قضائية. 

مَراسِمُ [جمع]: مف مَرْسَم: طقوسٌ وعادات "مراسم الافتتاح/ الدَّفن- مراسم عسكرية" ° مدير المراسم: مسئول البروتوكول في ديوان الملك أو الأمير أو رئيس الجمهورية. 

مِرْسام [مفرد]: ج مَراسيمُ: اسم آلة من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
• مِرْسام الضَّغط الجوِّيّ: (جو) جهاز يقيس الضغط الجوّيّ، ويُستخدم للتنبؤ بحالات الطقس.
• مِرْسام الذَّبْذَبَة: (طب) آلة تسجيل اختلافات ضغط الدم أو حركات التنفس أو درجة التوتّر كتوتّر العضلة، وتسجَّل بإبرة فونوغرافيّة أو قلم يعلِّم تلك الحركات على طبلة تدور على محور أو مركز. 

مَرسَم [مفرد]: ج مَراسِمُ: اسم مكان من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على: "امتلأ المرسَمُ بعشرات اللَّوحات الفنِّيَّة الرائعة". 

مِرْسَمَة [مفرد]: ج مَراسِمُ
• مِرْسَمَة الطيف: (فز) مطياف معدّ لتصوير أو تسجيل الأطياف. 

مَرسوم [مفرد]: ج مَراسِمُ ومَراسيمُ:
1 - اسم مفعول من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على ورسَمَ2.
2 - مطرَّز وموشَّى بالذهب.
3 - (قن، سة) ما يُصدره رئيس الدولة (ملك، أمير، رئيس جمهورية) من قرارات لها قوة القانون "مرسوم ملكيّ/ أميريّ/ جمهوريّ". 
رسم: رَسَم: كتب، خَطَّ بالقلم (لين، رسالة إلى السيد فليشر ص126).
رَسَم: صَوَّر، خطَّط، خطَّ (بوشر، فوك، ألكالا) وخطط خارطة (المقدمة 1: 87) وخطط خريطة لبناء مدينة وغير ذلك، ففي النويري (أفريقية ص11 ق): ورسم ابن البعبع المدينة والصناعة والمينا وموضع القصر واللولوه (كذا) وأمر الناصر من ساعته بالبناء. وفي تاريخ تونس (ص89): ورسم الكُفَّار قلعةً خارج باب البحر سمّوها البستيون.
رَسَم: وصف، يقال: وكان ابن حزم في أول أمره شافعيَّ المذهب حتى رُسِم به ونُسِب إليه أي كانوا يطلقون عليه لقب الشافعيّ (حيان - بسام 1: 41ق). وقولهم: مرسوم ب يستعمل بمعنى موصوف ب، ففي كتاب الخطيب (ص38 ق): مرسوماً بصداقته. وفي كتاب ابن الأبار (ص180 رقم 3): بلده المرسوم بولاية والده، أي الموصوف والمسمى باسم والده، كما يقال في نفس نص ابن الأبار (ص1): السهلة المنسوبة إلى بني رزين.
رَسَم ب: كما يقال رسم أمر يقال أيضاً: رسم ب (الملابس ص270).
رسم: دَوَّن، سَجَّل (عباد 1: 427) ومن هذا رسمه في خدمته: أي قبله في خدمته (تاريخ البربر 1: 472).
رَسَم: عَنْوَن الكتاب سماه ب، ويقال رسمه ب (عباد 1: 216 رقم 65).
رَسَم: خطّط بقلم رصاص، ونقش، خطط مسودة رَسْم، صوَّر صورة لشخص (بوشر، دومب ص122، همبرت ص96، هلو)، وفي المقدمة (1: 267): رسم التماثيل.
رَسَم: طرّز، وَشَّى (ابن جبير ص 148).
رسم بالذهب: ذهَّب، مَوَّه بالذهب، طلى بالذهب (ابن جبير ص163).
رَسَم: فرض ضريبة، ففي المقري (1: 130): الأموال المرسومة على المراكب الواردة والصادرة.
رَسَم: سام كاهناً، أعطاه درجة في الرهبانية، عينّ أسقفاً، منح أسرار الكنيسة (بوشر، همبرت ص 154، محيط المحيط).
رَسَم: قص شعره وقبله في صف الاكليروس (بوشر).
رَسَم: كرَّس، قدَّ، نذر الله، خصصه للعبادة (بوشر).
رَسَّم (بالتشديد): صوَّر، شكَّل (رينو جريجوار ص37 رقم 2، ص38 رقم 1، ص41 رقم 1، رقم 3).
رسَّم على فلان: خصص له من يراقبه، ويقال رسَّمه ورَسَّم عليه. يقال مثلاً: رسَّم عليه عشرين مملوكاً، أي جعل لمراقبته عشرين مملوكاً. ويقال أيضاً جعل عليه بالترسيم، والباء هنا للمجاز (انظر فليشر معجم ص16 - 18، فريتاج طرائف ص51)، وفي كتاب الملابس (ص271): ولا يزالوا مرسَّمين على بابه حتى يأخذوا ما قرَّره عليه، أي لا يزالون مقيمين على بابه حتى يأخذوا منه المبلغ الذي يطالبونه به (انظر: تَرْسِيم).
رَسَّم: زَيَّن، زخرف، ففي الجريدة الآسيوية (1849، 2: 319 رقم 1): رمح مُرَسَّم من الصوبَينْ بلباد أحمر، أي رمح مزخرف من الجانبين بلباد أحمر. وفيها (2: 321 رقم 1): ويرسم رماحهم بالبارود، وقد ترجمها رينو بما معناه زيّن وزخرف أيضاً.
تَرَسَّم، ترسَّم بالعلم: اتصف بالعلم، كانت له شهرة العالم (كوسج طرائف ص119).
تَرَسَّم: أقام في موضع لحراسة المسجونين (فليشر معجم ص17، ابن خلكان 1: 214).
ارتسم: كُتِب (ابن العوام 1: 192).
ارتسم: معناها اللفظي اتسم، وتستعمل: مرتسم ب بمعنى موصوف ب أو متَّسم ب. ففي رحلة ابن جبير (ص28): وهو متَّسم بالخير ومرتسم به. وفي كتاب الخطيب (ص25 ق): كان أبو جعفر ابن عطية من الرجالة مرتسماً بالرماية.
ارتسم: دُوِّن اسمه في الديوان، سُجَّل (عباد 1: 37، 74 رقم 14، 427، 428، المقري 2: 589، كرتاس ص44، تاريخ البربر 1: 501). وفي كتاب الخطيب (ص33 و): ارتسم في المقرئين بغرناطة. وفي القلائد (ص 64): ولديه ثبت الإحسان وارتسم. ومن هذا استعملت بمعنى حصل على عمل أو وظيفة (عباد 1: 7 رقم 23، تاريخ البربر 1: 548)، وفي كتاب الخطيب (ص64 ق): ولما ولى يحيى - قرطبة ارتسم إليه برسمه.
ارتسم ب: تلقب ب. ففي عباد (1: 221): المرتسمون بالوزارة، وفيه: ارتسم باسم القضاء. وفي حيان - بسّام (1: 106ق): المرتسم بالكتابة أي الملقب بالكاتب. وفي حيان (ص99 و): الذي قدَّمنا ذكره وارتسامه بالرباط لتكرُّره في الثغور وترغيبه في الجهاد، أي الذي تلقب بالمرابط (ابن جبير ص243، ص328).
ارتسم على فلان: أقام في مكان ما لحراسته (السجين) (ألف ليلة برسل 10: 228).
ارتسم: قبل الرسامة من الأسقف (بوشر، محيط المحيط).
ارتسم كاهن: ارتقى في الدرجات الكنسية إلى درجة كاهن (بوشر) صار كاهناً أي قسيساً (همبرت ص155).
ارتسم شماَّس: صار شماساً إنجيلياً، صار نائب كاهن (بوشر).
رَسْم: كتابة (ابن جبير ص196).
الرَّسْم: رسم المُصْحفّ (المقري 1: 550، المقدمة 3: 260).
رَسْم: وصف، صفة، بيان الحال (فوك).
رَسْم: فن تصوير المناظر وتزيين المسارح، وهو من مصطلح الرياضة (بوشر).
رسم الدُنْيا: كوزموغرافيا، وصف عام للكون، علم يبحث في مظهر الكون وتركيبه (بوشر).
رسم المساء: علم وصف السماء (بوشر).
رَسْم: تدوين، تسجيل (ابن جبير ص107).
رَسْم: خَطْ خُطِّط باليراع (ريشة الكتابة) (بوشر، المقدمة 2: 338، تاريخ البربر 1: 654، المقري 1: 364).
رَسْم: حرف المعجم، ففي معجم المنصوري: لحم مجزَّع، وقد تقدَّم في رسم التاء في رسم التجزيع (ولم تذكر مادة تجزيع في مخطوطتنا).
رَسْم: مادة معجم، انظر عبارة معجم المنصوري التي تقدمت. وفي ابن البيطار (1: 155): وقد عرَّض الغافقي بذكرها في حرف الألف في رسم الأفيون وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة في رسم شقرديون. وفي كتاب ابن عبد الملك (ص2 و): أجاز له المشرقيون في رسم أبي الطاهر أحمد بي علي.
رَسْم: جُزء، قسم من كتاب، وهو مرادف فَصْل. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص2 ق): وكتاب منهاج الكُتَّب أنشدتُ رسائله وبَوَّبْتُه على خمسة عشر باب ورتَّبْتُه على ثلاثة رسوم فَصْل إلى ما من هو فوقك وفصل إلى من هو مثلك وفصل إلى من هو دونك. رَسْم: تأشير، إمضاء مختصر، وهو مرادف عَلاَمة (ألكالا).
رَسْم: حاشية أو لاحقة تكتب على ظهر السند تذكر مقدار المبلغ الذي تسلمه (ابن بطوطة 2: 91).
رَسْم: إشارة، سمة، علامة رسمية (هلو، غدامس ص19، الجريدة الآسيوية 1843، 2: 223، 1851، 1: 62، 1852، 2: 213، المقري 2: 352، 3: 438، دي ساسي ديب 9: 486).
رَسْم: كلمة، فمصنف معجم المنصوري بعد أن ذكر تعريف المصطلحين كَمِّيَّة وكَيْفِيَّة، يقول: ولا حاجة لنا بذكر ما في هذَيْن الرَسْمَينْ من الخلاف عند المنطقيين.
رَسْم: سحر، جاذبية (فانسليب ص414).
رَسْم: فأل، ففي المعجم اللاتيني - العربي: ( auspicuum ( كذا) تَفَوُّل ورَسْم أيضاً).
رَسْم: مُخَطَّط إجمالي، مسودة مخطط، مخطط تصويري (بوشر، همبرت ص96، ألكالا وفيه: صورة رسم، ابن جبير ص197).
رَسْم: تصميم، خِطَّة عمل (بوشر).
رَسْم: تصميم تتناسق أجزاؤه (بوشر).
رَسْم: تخطيط أولي (بوشر، ابن جبير ص39) وكذلك تخطيطات أولية (عباد 1: 244، 267 رقم 49).
رَسْم: بصمة، علامة، طابع (بوشر).
رَسْم: حاشية، طرف، حافة (ابن جبير ص81، 181، 193، 229، المقري 2: 439).
رَسْم: بزَّة، زِيّ، ففي طرائف دي ساسي نقلاً من السيوطي (2: 267): وأما قاضي القضاة الشافعي فرسمه الطَرْحَة وبها يمتاز.
رَسْم: تعيين حدود، تحديد التخوم (مارتن ص117).
رَسْم: عادة، عرف (دي ساسي طرائف 1: 275، الملابس ص387).
رسوم المملكة: عادات البلاط، أعراف المملكة (دي ساسي طرائف 2: 183، تاريخ البربر 1: 557، 598، 2: 246). وفي النويري (الأندلس ص462 - 463): أقام أبهة المملكة ورتَّب رسومها. وكذلك في تاريخ البربر (1: 631): أجرى الرسم في الدعاء له على منابر عمله. وقد ترجمها دي سلان بما معناه: ((امتثالاً لقوانين الطقوس (للرسوم) أمر بالدعاء له الخ)).
رسم الدعوة: يقال هذا حين يقتصر الاعتراف بالسلطان على ذكر اسمه في الخطبة (تاريخ البربر 1: 568).
أقام رسماً: تعبير يعني التزم، امتثل، خضع ل، تقَيَّد ب (دي ساسي طرائف 2: 183)، وفي لطائف الثعالبي (ص13): كان عبد الملك بن مروان أول من أمر بكتابة الحروف العربية على النقود وكتب إلى الحجاج في إقامة رسمه.
رَسْم: ضريبة، عشر، خراج (بوشر، همبرت ص210، محيط المحيط، فريتاج أمثال ص41، المقري 1: 130). وفي النويري (الأندلس ص477): وقُرِئَ كتاب آخر من محمد بإسقاط رسوم جارية وقبلات مُحْدَثة. وفي الإدريسي (قسم 2 فصل 5): ولواليها وجابيها شيء معلوم ورسم ملزم على المراكب. وفي كتاب الخطيب (ص186 ق): وأما رسوم الأعراس والملاهي فكانت قبلاتها غريبة.
رَسْم وكذلك رُسُوم تعني: راتب، جراية (كوسج طرائف ص132، دي ساسي طرائف 1: 52، ألف ليلة 2: 252، 261).
رَسْم: وظيفة، خدمة، منصب، عمل (عباد 1: 7 رقم 23، 2: 160، المقدمة 2: 20، تاريخ البربر 1: 437)، وفي كتاب الخطيب (ص23 ق): تقدَّم قاضياً بغرناطة - وقام بالرسم المُضاف إلى ذلك وهو الإمامة بالمسجد الأعظم منها والخطابة بقلعتها الحمراء.
أقام الرسمَ: تعبير يعني عادة تولي المنصب مؤقتاً (تاريخ البربر 1: 518، 1: 532، 536).
غير أن أقام له رسم الحجابة (ص574) تعني فيما يظهر: تولي له منصب الحجابة أي صار له حاجباً، كما في (ص576) حيث ترجمها دي سلان بما معناه: نائب الحاجب. انظر (2: 106) ففيه: وأقام كاتبه بباب السلطان على رسم النيابة. وفي المقري (3: 767): لإقامة رسمه من الخدمة. وفي مخطوطة ب من كتاب الخطيب (ص39 و): وأقام الرسم بها يسيراً، أي تولى منصب الكاتب بغرناطة أياماً قليلة، وفي (ص78 و) منه: مقيماً لرسم الكتابة. وفي حياة ابن خلدون بقلمه (ص52): وحملت أخي على أن يصحب الأمير حافظاً للرسم، وقد ترجمها دي سلان (المقدمة 1 ص47) وهو مصيب بما معناه: وقد كلفته أن يتولى هذا المنصب نيابة عني.
رَسْم: منزل، مسكن، مأوى (المقري 1: 363).
رَسْم: افتتاح، تدشين (بوشر).
رَسْم: إقليم، مقاطعة، ولاية، ففي قصة عنتر (ص52): إن الملك قيصر قيصر الروم صاحب إنطاكية وتلك الرسوم.
رَسْم: رِسَامة كاهن، سيامة، ترقية الإنسان إلى درجات كنسية (بوشر).
رَسْم: يستعمل بمعنى غامض يكاد يكون معنى أَمْر، ففي كتاب الخطيب (ص100 ق): واستولى على مُلْك المغرب فأقام به رسماً عظيماً وأمراً جسيماً.
بِرَسْم، برسم فلان: مجعول له (انظر فريتاج في آخر المادة) (محيط المحيط، كليلة ودمنة ص 28، مملوك 1، ص8، ص13، ابن جبير ص28، كرتاس).
رَسِم: أسرع في السير (عباد 1: 96 رقم 125).
رَسْمَة: تسجيل، تدوين، تقييد (هلو).
رَسْمَة: إكليل الرأس (دائرة محلوقة في قمة رأس جل الاكليروس حين يقبل في صفوفهم)، حفلة إكليل الرأس، إكليل الاكليروس، رتبة إدخال أحد في صف الاكليروس (بوشر).
رُسْمَة، وتجمع على رُسَم: رقشة، نكتة، شامة (ديوان الهذليين ص64).
رَسْمِيّ: ما يعتد به ويعول عليه (محيط المحيط).
العلم الرسمي: العلم النظري (الغزالي رسالة أيها الولد ص4 طبعة هامر).
رَسْمي: مختص بفن تصوير المناظر وتزيين المسارح (بوشر).
رَسْمي: افتتاحي، تدشيني (بوشر).
رَسْمانية: قائمة، لائحة (هلو)، وانظر رزمانية.
رَسَامة: رسم في سطح، إسقاط، مسقط، رسم جسم على سطح وفق قواعد معينة (بوشر).
رَسَامة: إعطاء درجة من درجات الرهبانية (بوشر، محيط المحيط).
رَسَّام: مصور (المقري 1: 403)، وفي كتاب المقريزي (مخطوطة 2: 354): عدة حوانيت للرسَّامين.
رسَّام الأرض: جغرافي (بوشر).
راسِم: رسّام، مصور (همبرت ص96).
تَرْسِيم: أمر بإقامة حرس لمنع شخص من الهرب، وحالة الشخص الذي أقيم عليه الحرس (فليشر معجم ص16).
ترسيم: حجر حرية، منع من الخروج، عقوبة عسكرية، ويقال جعل تحت الترسيم: حجرت حريته، جعل في التوقيف (بوشر)، وانظر (المقري 1: 693، ميرسنج ص26، رتجرز ص189).
لوح الترسيم: لوحة للرسم (أماري ص18، 19).
مَرْسُوم، حرف مرسوم: حرف يكتب ولا ينطق تقريباً (فليشر معجم ص12).
مرسوم: مطرز، موشى بالذهب (الملابس ص378 رقم 5).
مرسوم، وتجمع على مراسيم ومراسم: أمر، أمر الأمير، وبخاصة أمر مكتوب (فليشر معجم ص 16، محيط المحيط، همبرت ص205، ابن بطوطة 3: 199، تاريخ البربر 1: 631، 2: 535). مرسوم بالتشييع: إذن، إجازة في الذهاب، جواز مرور (ترجمة ابن خلدون بقلمه ص215 و).
مراسم: معنى كلمة مراسم عند ابن خلدون تختلف ففي المقدمة (2: 295): المراسم الشرعية أي الأوامر الشرعية. وفي تاريخ البربر (2: 485): مراسم الإسلام أي تعاليم الإسلام، غير أنها تعني أيضاً: أشرف العادات (المقدمة 2: 295، تاريخ البربر 1: 398، 2: 113، 497).
ومراسم المُلْك: عادات البلاط وأعرافه (تاريخ البربر 2: 142، 228).
ومراسم الخدمة: وظائف البلاط، مناصب البلاط (تاريخ البربر 1: 532).
ومراسم الجهاد: الوظائف العسكرية (تاريخ البربر 2: 390).
ارْتِسام هي في الديانة النصرانية: درجات أو سر الكهنوت (همبرت ص154).
(رسم) : الرّوْسمُ العَيْنان.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.