Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اهتم

اللفيف من الشين

بابُ اللَّفِيْف
ما أوَّلُهُ الشِّيْن
الشَّيْءُ: الواحِدُ من الأشْيَاء، ويُجْمَعُ أشَاوى وأشَايا وأشْيَاوَاتٍ وأشَاوِيَاتٍ وأشَاوَاتٍ. وقد يُعَبَّرُ عن الإِنسانِ بالشَّيْءِ. والشَّيُّ: مًصْدَرُ شَوَيْتُ، والشِّوَاءُ: الاسْمُ، وكذلك الشُّوَاءُ والشُّوَآةُ. وأشْوَيْتُ أصْحَابِي: أطْمَعْتُهم شِوَاءً، وشَوَّيْتُهم: كذلك. واشْتَوَيْنَا لَحْماً. وانْشَوَى اللَّحْمُ. وشَوَّيْتُ القَوْمَ تَشْوِيَةً وأشْوَيْتُهم إشْوَاءً: أعْطَيْتهم طَيْراً يَشْتَوُوْنَ منه، وشَوَيْتُهم: كذلك. والشَّوى: اليَدَا، ِ والرِّجْلانِ. ورَمَيْتُه فأشْوَيْتُه: إذا لم تُصِبِ المَقْتَلَ. وشَوَيْتُه: أصَبْتَ شَوَاه. والإِشْوَاءُ: في مَوْضِعِ الإِبْقَاءِ، تَعَشّى فلانٌ فأشْوى من عَشَائه: أي أبْقَى بَعْضاً. وشوَايَةُ الغَنَمِ: رَدِيْئهاُ. والشُّوَايَةُ: الصَّغِيْرُ من الكَبِيرِ؛ كالقِطْعَةِ من الشّاةِ. وشُوَايَةُ الخُبْزِ: القُرْصُ. وبَقِيَتْ عليهم شُوَايَةٌ: أي بَقِيَّةٌ من المال. والشَّوِيّةُ: بَقِيَّةٌ من قَوْمٍ هَلَكُوا، ويُجْمَعُ شَوَايا. والشَّوى: رُذَالُ المالِ. والشَّيْءُ الحَقِيْرُ. وجِلْدَةُ الرَّأسِ، وكذلك الشَّوَاةُ. والضَّعِيْفُ. وقيل: هي دائرةُ الرَّأْسِ الوَسْطى. والشَّوِيُّ: جَمْعُ الشّاةِ. والشّاءُ يُمَدُّ إذا حُذِفَتِ الهاءُ، والواحِدَةُ شاةٌ، وتَصْغِيْرُها شُوَيْهَةٌ. ويُقال لصاحِبِ الشّاءِ الكَثِيرِ: شَاوِيٌّ. ويُقال للنَّعامَةِ: هذه شاةٌ، وكذلك الوَعِلُ والثَّوْرُ. والشّاءُ: كَواكِبُ صِغَارٌ فيما بَيْنَ القُرْحَةِ والجَدْيِ. والشِّيَةُ: بَيَاضٌ في لَوْنِ السَّوَادِ أو بالخِلافِ. والشَّأْوُ: الغايَةُ، شَأوْتُ الٌقَوْمَ: سَبَقْتهم، أشْآهُم شَأْواً، وشَأَيْتُهم مِثْلُه شَأْياً. واشْتَأى الدّابَّةُ: عَدَا شَأْواً. وشَأْوُ النّاقَةِ: زِمَامُها. وبَعْرُها أيضاً. وشَأْوُ البِئْرِ: تُرَابُها. والمِشْآةُ: زَبِيْلٌ يُخْرَجُ به ذلك من البِئْرِ. وتَشَاءى ما بَيْنَهم: أي تَبَاعَدَ؛ تَشَائياً. والتَّشَائي: التّفَرُّقُ. وأيْنَ تَشَاءى: أي أيْنَ تُرِيْدُ، وتَشُوْءُ: مِثْلُه. والشَّأْوُ والسَّأْوُ مِثْلُه: الهِمَّةُ. وشاءَ الإِنسانُ مَشِيَّةً ومَشَاَْةً ومَشَايَةً. وكُلُّ شَيْءٍ بشِيْئَةِ الله: أي بمَشِيَّتِه، مِثْلُ بَيْتَةِ لَيْلَةٍ. والشَّيَّئانُ على وَزْنِ هَيَّبَان: البَعِيْدُ النَظَرِ، وقيل: الخَفِيْفُ السَّرِيْعُ. والاشْتِيَاءُ: الإِصاخَةُ والتّسَمُّمُ. واشْتَأَى من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ: أسْرَعَ إليه. واشْتَأى له: اهْتَمَّ. وشَآني الشَّيْءُ يَشْؤُوْني: أي أعْجَبَني وشاقَني بوَزْنِ شَعَاني. وكذلك إذا حَزَنَه. وشاءَه أيضاً بوَزْنِ شاعَهُ. والشَّأْيُ: السُّرُوْرُ: وهو من الأضْدَاد. وشَأْشَأْتُ بالحِمَارَ: إذا زَجَرْتَه لِيَمْضيَ فَقُلْتَ له: شُؤْشُؤْ. والمُشَيَّأُ: المُخْتَلِفُ الخَلْقِ بع عَوَرٌ أو شَيْءٌ قَبِيْحٌ. وهو أيضاً: الصّاوي الذي في رِجْلِه شَللٌ. وشَيَّأْتُ عليه: أي قَبّحْت [عليه] . وشَيَّأَ اللهُ خَلْقَه: أي شَوَّهَه؛ وشَوَّاهُ. وشَيَّأتُ الرَّجُلَ على الأمْرِ: حَمَلْتَه عليه. وإذا سَكَنَ غَضَبُ الرَّجُلِ قُلْتَ: تَشَيَّأَ تَشَيُّؤاً. ويقولون: يا شَيَّ مالي ويا هَيَّ مالي: مَعْناه الأسَفُ والتَّلَهُّفُ على الشَّيْءِ، ويُهْمَزَا، ِ. وياشَيْءَ ما أصْحَابُكَ: أي يا عَجَبا. ويُقال: عَيِيٌّ شَيِيٌّ شَوِيٌّ. وجِئْتَ بالعَيِّ والشَّيِّ. وما أعْيَاهُ وأشْيَاهُ وأشْوَاه. ومن أمْثَالهم: " أُشِئْتَ عُقَيْلُ إلى عَقْلِكَ " أي أُلْجِئْتَ. و " شَرٌّ ما أشاَْكَ إلة مُخّه عُرْقُوْب " وما يُشِيْكَ. وأشَأتُ الخَيْلرَ أشَاءَةً: بمعنى أشَدْتُ إشادَةً أي أعْلَنْتُ. والشَّوَاشِيْ من الرِّجَالِ: نَحْوُ الوَشْوَلشِ الخَفِيْفِ. وأبْطَالٌ شُوْشٌ: بمعنى شُوْسٍ. وشَئشَ المَكَا، ُ شَأَشاً مِثل شَئزَ: أي صَلأُبَ وغَلُظَ. وشَأْشَأَتِ النَّخْلَةُ: إذا لم يَكُنْ في تَمْرِها نَوىً، وأشَاشَتْ: كذلك. وهو الشِّيْشَاءُ. والتَّشَاشِي: الإخْتِلافُ والتَّفَرُّقُ. وجاءَ فلانٌ فَشَاشَا بَيْنَهم بَعْدَ اجْتِماعٍ من الأمْرِ؛ وشَوَّشَ 245أبَيْنَهم. وبَيْنَهم شَوَاشٍ. وتَشَاوَشَ القَوْمُ والأمْرُ وتَشَوَّشَ.
والشَّوَاةُ: سَمَكَةٌ سَوْدَاءُ طُوْلُها نَحْوُ إصْبَعَيْنِ، والجَميعُ شَوىً، وشَوَاتَانِ. وشَوَيْتُ الشَّيْءَ: حَفِظْته وحَرَسْته. وأشْوَى الزَّرْعُ: حانَ أنْ يُشْوَى أي يُحْفَظَ. لشَّوَاةُ: سَمَكَةٌ سَوْدَاءُ طُوْلُها نَحْوُ إصْبَعَيْنِ، والجَميعُ شَوىً، وشَوَاتَانِ. وشَوَيْتُ الشَّيْءَ: حَفِظْته وحَرَسْته. وأشْوَى الزَّرْعُ: حانَ أنْ يُشْوَى أي يُحْفَظَ. 2
ما أوَّلُهُ الواو
وَشى فلانٌ بفلانٍ وشَايَةً. والنَّمّامُ يَشِي الكَذِبَ: أي يُؤلِّفُه. والحائكُ يَشِي الثَّوْبَ وَشْياً. وثوْرٌ مَوْشِيُّ القَوائِم. والوَشْوَاشُ: الخَفِيْفُ من النِّعَام والنُّوْقِ. والوَشْوَشَةُ: كَلامٌ في اخْتِلاطٍ. ورَجُلٌ وَشْوَشِيُّ الذِّرَاع: للرَّفِيٌِْ اليَدِ الخَفِيْفِ في العَمَل. والوَشَاءُ: كَثْرَةُ الماشِيَةِ؛ كالمَشَاءِ، وَشَتِ الماشِيَةُ، وأوْشى القَوْمُ. والاسْتِيْشَاءُ: مَدُّ الفَصِيْلِ رَأْسَه إلى ضِرْعِ أُمِّه. واسْتَوْشى ما في الضَّرْعِ: أخْرَجَه. واسْتَوْشَيْتُ الحَدِيثَ: مِثْلُه. والإِيْشَاءُ: اسْتِخْرَاجُ جَرْيِ الدابَّةِ وأوْشَيْتُ في الدَّرَاهِمِ والجُوَالِقِ: أخْذْت من ونَقَصْتها. ووَشَشْتُه شَيْئاً: وهو مُنَاوَلَتُه أيّاه بِقِلَّةٍ. وأوْشَتِ الأرْضُ: أخْرَجَتْ أوَّلَ نَبْتِها، وكذلك النَّخْلَةُ. وأوْشِ دابَّتَكَ: إذا اسْتَمْحَتْ. وائْتَشى العَظْمُ أنْ يَبْرَأَ من كَسْرٍ، وأوْشَاهُ وآشَاهُ الدَّوَاءُ: أبْرَأَه.
ما أوَّلُهُ الألِفُ الأَشَاشُ والأَشُّ: الإِقْبَالُ على الشَّيْءِ بنَشَاطٍ. ويقولون: ألْحِقِ الحِشَّ بالإِشِّ: أي الشَّيْءُ بالشَّيْءِ. وفَرَشٌ حَسَنُ الَشْيِ: أي حَسَنُ الغُرَّةِ والقُرْحَةِ. ووَادي أُشَيٍّ: مَوْضِعٌ.

علم الباه

علم الباه
هو: علم باحث عن: كيفية المعالجة المتعلقة بقوة المباشرة، من الأغذية المصلحة لتلك القوة، والأدوية المقوية، أو المزيدة للقوة، أو الملذذة للجماع، أو المعظمة، أو المضيقة، وغير ذلك من الأعمال والأفعال المتعلقة بها، كذكر أشكال الجماع، وحكايات محركة للشهوة، التي وضعوها لمن ضعفت قوة مباشرته، أو بطلت، فإنها تعيدها بعد الإياس.
روى أن: ملكا بطلت عنه القوة، فزوج عبدا من مماليكه جارية حسناء، وهيأ لهما مكانا بحيث يراهما الملك ولا يريانه، فعادت قوته بمشاهدة أفعالهما. انتهى ملخصا من: (المفتاح).
ولا يبعد أن يقال: وكذا النظر إلى تسافد الحيوانات، لكن النظر إلى فعل الإنسان أقوى في تأثير عود القوة.
وهذا العلم من: فروع علم الطب، بل هو: باب من أبواب كتبه، غير أنهم أفردوه بالتأليف، اهتمــاما لشأنه.
ومن الكتب المصنفة فيه:
كتاب: (الألفية والشلفية).
قال أبو الخير: يحكى أن ملكا بطلت عنه قوة المباشرة بالكلية، وعجز الأطباء عن معالجتها بالأدوية، فاخترعوا حكايات عن لسان امرأة مسماة: بالألفية، لما أنها جامعها ألف رجل، فحكت عن كل منهم أشكالا مختلفة، فعادت لاستماعها قوة الملك. انتهى.
وقد سبق ذكر الألفية في موضعها.
ومن الكتب المصنفة:
علم الباه
هو: علم باحث عن كيفية المعالجة المتعلقة بقوة المباشرة من الأغذية المصلحة لتلك القوة والأدوية المقوية والمزيدة للقوة أو الملذذة للجماع أو المعظمة أو المضيقة وغير ذلك من الأعمال والأفعال المتعلقة بها كذكر أشكال الجماع وآدابه الذين لهما مدخل في اللذة وحصول أمر الخيال إلا أنهم يذكرون لأجل إكثار الصناعة أشكالا يعسر فعلها بل يمتنع ويذيلون ذلك الإشكال بحكايات مشهية تحصل باستماعها الشهوة وتحرك قوة المجامعة وإنما وضعوها لمن ضعفت قوة مباشرته أو بطلت فإنها تعيدها له بعد الإياس.
روي أن ملكا بطلت عنه القوة فزوج عبدا من مماليكه جارية حسناء وهيأ لهما مكانا بحيث يراهما الملك ولا يريانه فعادت قوته بمشاهدة أفعالهما حتى خرجت من إحليله شبيهة الخبز الرطب فقدر بعد ذلك قدرة زائدة. انتهى ملخصا من: المفتاح ومثله في: مدينة العلوم.
وما يبعد أن يقال: وكذا النظر إلى تسافد الحيوانات ولكن النظر إلى فعل الإنسان أقوى في تأثير عود القوة.
وهذا العلم من فروع علم الطب بل هو باب من أبوابه كبير غير أنهم أفردوه بالتأليف اهتمــاما بشأنه.
ومن الكتب المصنفة فيه كتاب: الألفية والشلفية.
قال أبو الخير: يحكى أن ملكا بطلت عنه قوة المباشرة بالكلية وعجز الأطباء عن معالجتها بالأدوية، فاخترعوا حكايات عن لسان امرأة مسماة بالألفية لما أنها جامعها ألف رجل فحكت عن كل منهم أشكالا مختلفة وأوضاعا متشتة فعادت باستماعها قوة الملك. انتهى ومثله في: مدينة العلوم.
و: الإيضاح في أسرار النكاح أي في الباه للشيخ عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله الشيرازي وهو مختصر أوله: الحمد لله الذي خلق الإنسان من طين وأنشد فيه:
عليك بمضمون الكتاب فإننا ... وجدناه حقا عندنا بالتجارب
يزيدك في الاتعاظ بطشا وقوة ... ويحظيك عند الغانيات الكواعب
قال في: مدينة العلوم: ومن الكتب الجامعة في هذا الباب كتاب: رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه وكتاب: رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب وكتاب: الفتح المنصوب إلى صيد المحبوب وكتاب: تحفة العروس وجلاء النفوس وكتاب نصير الطوسي نافع في هذا الباب وقد طبع الكتاب الأول بمصر القاهرة في هذا الزمان فليعلم.
علم بدائع القرآن
ذكره أبو الخير من جملة فروع علم التفسير ولا يخفى أنه: هو علم البديع إلا أنه وقع في الكلام القديم.
علم البديع
هو علم تعرف به وجوه تفيد الحسن في الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال وبعد رعاية وضوح الدلالة على المرام فإن هذه الوجوه إنما تعد محسنة بعد تينك الرعايتين وإلا لكان كتعليق الدرر على أعناق الخنازير ومرتبة هذه العلم بعد مرتبة علمي: المعاني والبيان حتى أن بعضهم لم يجعله علما على حدة وجعله ذيلا لها لكن تأخر رتبته لا يمنع كونه علما مستقلا ولو أعتبر ذلك لما كان كثير من العلوم علما على حدة فتأمل وظهر من هذا موضوعه وغرضه وغايته.
قال في: مدينة العلوم: موضوعه: اللفظ العربي من حيث التحسين والتزيين العرضيين بعد تكميل دائرتي الفصاحة والبلاغة.
وغرضه: تحصيل ملكة تحلية الكلام بالمحسنات العرضية وغايته: الاحتراز عن خلو الكلام عن التحلية المذكورة ومنفعته: النظرية لنشاط السامع وزيادة القبول في العقول ومباديه: تتبع الخطب والرسائل والأشعار المتحلية بالصنائع البديعية. انتهى.
وعبارة: الكشاف: موضوعه اللفظ البليغ من حيث أن له توابع.
قال في: الكشف: وأما منفعته: فإظهار رونق الكلام حتى يلج الأذن بغير إذن ويتعلق بالقلب من غير كد وإنما دونوا هذا العلم لأن الأصل وإن كان الحسن الذاتي وكان المعاني والبيان مما يكفي في تحصيله لكنهم اعتنوا بشأن الحسن العرضي أيضا لأن الحسناء إذا عريت عن المزينات ربما يذهل بعض القاهرين عن تتبع محاسنها فيفوت التمتع بها ثم إن وجوه التحسين الزائد إما: راجعة إلى تحسين المعنى أصالة وإن كان لا يخلو عن تحسين اللفظ تبعاً. وإما: راجعة إلى تحسين اللفظ كذلك فالأولى: تسمى معنوية والثانية: لفظية.
وهذا الفن ذكره أهل البيان في أواخر علم البيان إلا أن المتأخرين زادوا عليها شيئا كثيرا ونظموا فيه قصائد وألفوا كتباً.
ومن الكتب المختصة بعلم البديع كتاب: البديع لأبي العباس عبد الله بن المعتز العباسي المتوفى سنة ست وتسعين ومائتين وهو أول من صنف فيه وكان جملة ما جمع منها سبع عشرة نوعا ألفه سنة أربع وسبعين ومائتين ولأبى أحمد حسن العسكري وشهاب الدين أحمد بن شمس الدين الخولي المتوفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة و: زهرة الربيع للشيخ المطرزي ومنها: بديعيات الأدباء وهي قصائد مع شروحها.
قال في: مدينة العلوم و: البديع للتيفاشي و: التحرير والتحبير لابن أبي الأصبع و: شرح البديعيات لابن حجة ومن الكتب المشتملة على الفنون الثلاثة: روض الأذهان وكذا: المصباح لابن مالك وكتاب: مفتاح العلوم للسكاكي اشتمل على هذه الثلاثة وقدم عليها الاشتقاق والنحو والصرف وأورد عقيب الثلاثة المذكورة بطريق التكملة على الاستدلال علم العروض والقوافي ودفع المطاعن عن القرآن وله شروح كثيرة ذكرها في: كشف الظنون منها: شرح السعد التفتازاني.
ومن الكتب النافعة في العلوم المذكورة: تلخيص المفتاح و: الإيضاح وهو يجري مجرى الشرح ل: التخليص كلاهما لقاضي القضاة جلال لدين القزويني الشافعي.
ومن أراد الوقوف في علم البلاغة على العجب العجاب والسحر في هذا الباب فعليه بكتاب: دلائل الإعجاز و: أسرار البلاغة كلاهما من مؤلفات الشيخ عبد القاهر الجرجاني وقيل: إن كتابيه في هذه الفنون بحران تنشعب منهما العيون - والله أعلم - و: حدائق البلاغة للشيخ شمس الدين الفقير وهي بالفارسية.

شَعُوفُ

شَعُوفُ:
بالفتح، وأصله من شعفت بالشيء إذا اهتمــمت به: موضع بنجد، قال ابن برّاقة الثّمالي:
أروى تهامة ثمّ أصبح جالسا بشعوف بين الشّثّ والطّبّاق الشّثّ والطّبّاق: شجرتان.

طَرَابُلُسُ

طَرَابُلُسُ:
بفتح أوله، وبعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام أيضا مضمومة، وسين مهملة، ويقال أطرابلس، وقال ابن بشير البكري، طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن، وسماها اليونانيون طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن، لأن طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة، وقد ذكر أن أشباروس قيصر أول من بناها، وتسمى أيضا مدينة إياس، وعلى مدينة طرابلس سور صخر جليل البنيان، وهي على شاطئ البحر، ومبنى جامعها أحسن مبنى، وبها أسواق حافلة جامعة وبها مسجد يعرف بمسجد الشعاب مقصود وحولها أنباط، وفي بربرها من كلامه بالنبطية، في قرارات في شرقيها وغربيها مسيرة ثلاثة أيام إلى موضع يعرف ببني السابري وفي القبلة مسيرة يومين إلى حدّ هوارة، وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها الصالحون أعمرها وأشهرها مسجد الشعاب، ومرساها مأمون من أكثر الرياح، وهي كثيرة الثمار والخيرات، ولها بساتين جليلة في شرقيها وتتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها الملح الكثير، وداخل مدينتها بئر تعرف ببئر أبي الكنود يعيّرون بها ويحمق من شرب منها فيقال للرجل منهم إذا أتى بما يلام: لا يعتب عليك لأنك شربت من بئر أبي الكنود، وأعذب آبارها بئر القبّة، نذكرها في طرابلس فانه لم تكتب الألف وقد ذكر في باب الألف ما فيه كفاية، وذكر الليث بن سعد قال: غزا عمرو بن العاص طرابلس سنة 23 حتى نزل القبة التي على الشرف من شرقيها فحاصرها شهرين لا يقدر منهم على شيء فخرج رجل من بني مدلج ذات يوم من عسكر عمرو بن العاص متصيّدا مع سبعة نفر فجمعوا غربي المدينة واشتدّ عليهم الحرّ فأخذوا راجعين على ضفة البحر وكان البحر لاصقا بالمدينة ولم يكن في ما بين المدينة والبحر سور وكانت سفن البحر شارعة في مرساها إلى بيوتهم ففطن المدلجي وأصحابه وإذا البحر قد غاض من ناحية المدينة فدخلوا منه حتى أتوا من ناحية الكنيسة وكبّروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم وأقبل عمرو بجيشه حتى دخل عليهم فلم تفلت الروم إلا بما خفّ في مراكبهم وغنم عمرو ما كان في المدينة، وإنما بنى سورها مما يلي البحر هرثمة بن أعين حين ولايته على القيروان، ومن طرابلس إلى نفوسة مسيرة ثلاثة أيام، وفي كتاب ابن عبد الحكم: أن عمرو ابن العاص نزل على مدينة طرابلس في سنة 23 من الهجرة فملكها عنوة واستولى على ما فيها، قال:
وكان من بسبرت متحصنين فلما بلغتهم محاصرة عمرو طرابلس واسمها نبارة، وسبرت السوق القديم وإنما نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن حبيب سنة 31 فهذا يدلّ على أن طرابلس اسم الكورة وأن نبارة قصبتها، وقد ذكرنا أن طرابلس معناه الثلاث مدن وهذا يدل على أنها ليست بمدينة بعينها وأنها كورة، وينسب إلى طرابلس الغرب عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي، لقيه السلفي وأثنى عليه، وهو القائل في كتب الغزّالي:
هذّب المذهب حبر ... أحسن الله خلاصة
ببسيط ووسيط ... ووجيز وخلاصه
وسافر إلى بغداد ومات بها في سنة 510، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مخلوف الطرابلسي، كان له اهتمــام بالتواريخ وصنّف تاريخا لطرابلس، وكان فاضلا في فنون شتى، أخذ عنه السلفي وسافر إلى الحج فأدركته المنية بمكة في ذي الحجة سنة 522، وقال أبو الطيب يمدح عبيد الله بن خراسان الطرابلسي:
لو كان فيض يديه ماء غادية عزّ القطا في الفيافي موضع اليبس أكارم حسد الأرض السماء بهم، وقصّرت كلّ مصر عن طرابلس أيّ الملوك، وهم قصدي، أحاذره، وأيّ قرن وهم سيفي وهم ترسي وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة يعرف بابن خراسان الطرابلسي:
أحبابنا! غير زهد في محبتكم ... كوني بمصر وأنتم في طرابلس
إن زرتكم فالمنايا في زيارتكم، ... وإن هجرتكم فالهجر مفترسي
ولست أرجو نجاحا في زيارتكم ... إلا إذا خاض بحرا من دم فرسي
وأنثني ورماح الخط قد حطمت ... في كل أروع لا وان ولا نكس
حتى يظلّ عميد الجيش ينشدنا ... نظما يضيء كضوء الفجر في الغلس
يفدي بنيك عبيد الله حاسدكم، ... بجبهة العير يفدى حافر الفرس

هَامّ

هَامّ
الجذر: هـ م م

مثال: أَمْرٌ هَامٌّ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن «الهامّ» مذكر «الهامَّة» بمعنى الدّابّة، وكل ذي سُمٍّ قاتل.
المعنى: يسترعي الــاهتمــام ويدعو إلى اليقظة والتدبّر

الصواب والرتبة: -أَمْرٌ مُهِمٌّ [فصيحة]-أَمْرٌ هَامٌّ [فصيحة]
التعليق: يرد في المعاجم استعمال «هَمَّ» بمعنى «أَهَمَّ»، ففي المصباح: «وأهمني الأمر، بالألف، أقلقني، وهَمَّني مثله»، كما نقل اللسان عن أبي عبيد في باب قلة اهتمــام الرجل بشأن صاحبه: «همُّك ما همَّك، ويقال: همُّك ما أهمَّك». فالتبادل بين الصيغتين وارد، ومن ثَمَّ يجوز استخدام اسم الفاعل من أيهما.

عَنِيَ

عَنِيَ
الجذر: ع ن ي

مثال: عَنِيَ الرجلُ بالأمر
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «عني» لم يرد عن العرب مبنيًّا للمعلوم.
المعنى: اهتمَّ به

الصواب والرتبة: -عَنِيَ الرجلُ بالأمر [فصيحة]-عُنِيَ الرجلُ بالأمر [فصيحة]
التعليق: الفعل «عني» من الأفعال التي استعملت مبنية للمعلوم بجانب صيغتها المبنية للمجهول كما ورد في المعاجم، والدلالة واحدة.

قَنَعَ

(قَنَعَ)
(هـ) فِيهِ «كَانَ إِذَا رَكع لَا يُصَوِّب رأسَه وَلَا يُقْنِعُه» أَيْ لَا يَرْفَعُهُ حَتَّى يَكُونَ أعْلَى مِنْ ظَهْره. وَقَدْ أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعا. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «وتُقْنِع يَدَيْك» أَيْ تَرْفَعُهما.
[هـ] وَفِيهِ «لَا تَجوز شهادةُ القانِع مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ [لَهُمْ ] » القانِع: الخادِم وَالتَّابِعُ تُرَدُّ شهادتُه للتُّهمة بِجَلْب النَّفْع إِلَى نَفْسِهِ. والقانِع فِي الْأَصْلِ: السَّائِلُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فأكلَ وأطعْمَ القانِع والمُعْتَرَّ» وَهُوَ مِنَ القُنوع: الرِضا بِالْيَسِيرِ مِنَ الْعَطَاءِ. وَقَدْ قَنَعَ يَقْنَع قُنُوعا وقَناعة- بالكَسْر- إِذَا رَضِيَ، وقَنَع بِالْفَتْحِ يَقْنَع قُنوعا: إِذَا سَأَلَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «القَناعة كَنْز لَا يَنفْد» لِأَنَّ الإنْفاق مِنْهَا لَا يَنْقطع، كُلَّمَا تَعَذَّرَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا قَنِعَ بِمَا دُونَهُ ورَضي.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «عَزَّ مَن قَنِعَ وذَلَّ مَن طَمِع، لأنَّ القانِع لَا يُذِلُّه الطَّلب، فَلَا يَزال عَزِيزًا.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «القُنوع، والقَناعة» فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «كَانَ المَقَانِع مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ كَذَا» المَقَانِع: جَمْع مَقْنَع بِوَزْنِ جَعْفر. يُقَالُ: فُلانٌ مَقْنَعٌ فِي العِلْم وَغَيْرِهِ: أَيْ رِضاً. وبعضُهم لَا يُثَنِّيه وَلَا يَجْمعه لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ، ومَن ثَنَّى وَجَمَعَ نَظَر إِلَى الاسْمِيَّة.
وَفِيهِ «أَتَاهُ رجلٌ مُقَنَّع بِالْحَدِيدِ» هُوَ الْمُتَغَطِّي بِالسِّلَاحِ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ بَيْضة، وَهِيَ الخَوذة، لأنَّ الرَّأْسَ مَوْضِعُ القِناع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ زارَ قَبْرَ أمِّه فِي ألْفِ مُقَنَّع» أَيْ فِي ألْف فَارِسٍ مُغطًّى بالسِّلاح.
(س) وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «فانْكَشف قِنَاعُ قَلْبه فَمَاتَ» قِناع القَلْب: غِشاؤه، تَشْبِيهًا بقِناع الْمَرْأَةِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ المِقْنَعة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ رَأَى جارِيةً عَلَيْهَا قِنَاعٌ فَضَربها بالدِّرَّة وَقَالَ: أتَشَبَّهين بِالْحَرَائِرِ؟» وَقَدْ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ لُبْسِهنَّ. [هـ] وَفِي حَدِيثِ الرُّبَيِّع بِنْتِ مُعوِّذ «قَالَتْ: أتَيْتُه بقِناعٍ مِنْ رُطَب» القِناع: الطَّبق الَّذِي يُؤْكل عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لَهُ: القِنْع بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ وَقِيلَ: القِناع جَمْعُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «إِنْ كَانَ لَيُهْدَى لَنَا القِنَاعُ فِيهِ كَعْبٌ مِنْ إهالةٍ فَنفْرَح بِهِ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، أخّذَتْ أَبَا بَكْر غَشْيةٌ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَتْ:
مَنْ لَا يَزال دَمْعُه مُقَنَّعاً ... لَا بُدَّ يَوْماً أنْ يُهرَاقَ
هَكَذَا وَرَد. وتَصْحِيحه:
مَنْ لَا يَزال دَمْعُه مُقَنَّعاً ... لَا بُدَّ يَوْماً أَنَّهُ يُهرَاقُ
وَهُوَ مِنَ الضَّرب الثَّانِي مِنْ بَحر الرَّجَز.
ورَواه بَعْضُهُمْ:
ومَن لَا يَزال الدَّمْع فِيهِ مُقَنَّعاً ... فَلَا بُدَّ يَوْماً أَنَّهُ مُهرَاقُ
وَهُوَ مِنَ الضَّرْبِ الثَّالِثِ مِنَ الطَّويل، فَسَّروا المُقَنَّع بِأَنَّهُ المحْبُوس فِي جَوْفه.
وَيَجُوزُ أَنْ يُراد: مَن كان دَمْعُه مغطًّى في شُؤونه كامِناً فِيهَا فَلَا بدَّ أَنْ يُبْرِزه البُكاء.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «أَنَّهُ اهْتَمَّ لِلصَّلَاةِ، كَيْفَ يَجْمَع لَهَا النَّاسَ، فذُكر لَهُ القُنْع فَلَمْ يُعْجِبه ذَلِكَ» فُسِّر فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ الشَّبُّور، وَهُوَ البُوق.
هَذِهِ اللَّفْظَةُ قَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهَا، فَرُوِيَتْ بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ، وَالثَّاءِ وَالنُّونِ، وأشهرُها وَأَكْثَرُهَا النُّونُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: سَأَلْتُ عَنْهُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ فَلَمْ يُثْبِتُوه لِي عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ، فَإِنْ كَانَتِ الرِواية بِالنُّونِ صَحِيحَةً فَلَا أُراه سُمِّي إِلَّا لإِقْناع الصَّوت بِهِ، وَهُوَ رفْعُه. يُقَالُ: أَقْنَع الرجُلُ صَوْتَه ورأسَه إِذَا رفَعه. وَمَنْ يُريد أَنْ يَنْفُخ فِي البُوق يَرفَع رَأْسَهُ وصَوته. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «أوْ لأنَّ أطرافَه أُقْنِعَت إِلَى دَاخِلِهِ: أَيْ عُطِفَت» .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَأَمَّا «القُبَع» بِالْبَاءِ الْمَفْتُوحَةِ فَلَا أحْسَبُه سُمِّي بِهِ إلاَّ لِأَنَّهُ يَقْبَع فَمَ صَاحِبِهِ: أَيْ يَسْتُره، أَوْ مِن قَبَعْت الجُوالِقَ وَالْجِرَابَ: إِذَا ثَنَيْتَ أَطْرَافَهُ إِلَى داخِل.
قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَحَكَاهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ أَبِي عُمر الزَّاهِدِ: «القُثْع» بِالثَّاءِ قَالَ: وَهُوَ البُوق فَعرضْته عَلَى الْأَزْهَرِيِّ فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: سمِعْت أَبَا عُمر الزَّاهِدَ يقولُه بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَلَمْ أسْمَعْه مِنْ غَيْرِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ: قَثَع فِي الْأَرْضِ قُثُوعاً إِذَا ذَهب، فسُمِّي بِهِ لذَهاب الصَّوْت مِنْهُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ رُوي «الْقَتَعُ» بِتَاءٍ بنُقْطَتين مِنْ فَوْقُ، وَهُوَ دُودٌ يَكُونُ فِي الْخَشَبِ، الْوَاحِدَةُ: قَتَعَة. قَالَ: ومَدار هَذا الحَرف عَلَى هُشَيْم، وَكَانَ كثيرَ اللَّحن والتَّحريف، عَلَى جَلالة مَحلِّة فِي الْحَدِيثِ.

الْآل

الْآل: أَصله أهل بِدَلِيل أهيل لِأَن التصغير محك الْأَلْفَاظ يعرف بِهِ جَوَاهِر حروفها وأعراضها إِلَى أُصُولهَا وزوائدها سَوَاء كَانَت مبدلة من الْحُرُوف الْأَصْلِيَّة أَو لَا فأبدل الْهَاء بِالْهَمْزَةِ لقرب الْمخْرج ثمَّ أبدلت الْهمزَة الثَّانِيَة بِالْألف على قانون آمن لَكِن الْآل يسْتَعْمل فِي الْأَشْرَاف والأهل فِيهِ وَفِي الأرذال أَيْضا فَيُقَال أهل الْحجام لَا آله وَآل النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لأَهله. وَأَيْضًا يُضَاف الْأَهْل إِلَى الْمَكَان وَالزَّمَان دون الْآل فَيُقَال أهل الْمصر وَأهل الزَّمَان لَا آل الْمصر وَآل الزَّمَان. وَأَيْضًا يُضَاف الْأَهْل إِلَى الله تَعَالَى بِخِلَاف الْآل فَيُقَال أهل الله وَلَا يُقَال آل الله. وَاخْتلف فِي آل النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَ بَعضهم آل هَاشم وَالْمطلب وَعند الْبَعْض أَوْلَاد سيدة النِّسَاء فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَمَا رَوَاهُ النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف أَن آل مُحَمَّد كل تَقِيّ وَاخْتَارَهُ جلال الْعلمَاء فِي شرح (هياكل النُّور) وَفِي مَنَاقِب آل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم بَنو فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا كتب ودفاتر.
وَاعْلَم أَن أَفضَلِيَّة الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة مَخْصُوصَة بِمَا عدا بني فَاطِمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَمَا فِي تَكْمِيل الْإِيمَان وَقَالَ الشَّيْخ جلال الدّين السُّيُوطِيّ رَحمَه الله فِي الخصائص الْكُبْرَى أخرج ابْن عَسَاكِر عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ 
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يقومن أحد من مَجْلِسه إِلَّا لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن أَو ذريتهما وَفِي شرعة الْإِسْلَام وَيقدم أَوْلَاد الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْمَشْيِ وَالْجُلُوس وَفِي التشريح للْإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ لَا يجوز للرجل الْعَالم أَن يجلس فَوق الْعلوِي الْأُمِّي لِأَنَّهُ إساءة فِي الدّين. وَفِي جَامع الْفَتَاوَى ولد الْأمة من مَوْلَاهُ حر لِأَنَّهُ مَخْلُوق من مَائه. وَكَذَا ولد الْعلوِي من جَارِيَة الْغَيْر حر لَا يدْخل فِي ملك مَوْلَاهَا لَا يجوز بَيْعه كَرَامَة وشرفا لجده رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلَا يُشَارك فِي هَذَا الحكم أحد من أمته. وَفِي الْفَتَاوَى الْعَتَّابِيَّةِ ولد الْعلوِي من جَارِيَة الْغَيْر حر خَاص لَا يدْخل فِي ملك مَوْلَاهَا وَلَا يجوز بَيْعه فرجح جَانب الْأَب بِاعْتِبَار جده مُحَمَّد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَقَالَ الإِمَام علم الدّين الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله إِن فَاطِمَة وأخاها إِبْرَاهِيم أفضل من الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة بالِاتِّفَاقِ. وَقَالَ الإِمَام مَالك رَضِي الله عَنهُ مَا أفضل على بضعَة النَّبِي أحدا. وَقَالَ الشَّيْخ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي رَحمَه الله فَاطِمَة أفضل من خَدِيجَة وَعَائِشَة بِالْإِجْمَاع ثمَّ خَدِيجَة ثمَّ عَائِشَة. وَاسْتدلَّ السُّهيْلي بالأحاديث الدَّالَّة على أَن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا بضعَة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أَن شتمها رَضِي الله عَنْهَا يُوجب الْكفْر وكما أَن لنسب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شرافة على غَيرهم كَذَلِك لسببه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَرَامَة على من سواهُم لما جَاءَ فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَنه خطب أم كُلْثُوم من عَليّ فاعتل بصغرها وَبِأَنَّهُ أعدهَا لِابْنِ أَخِيه جَعْفَر فَقَالَ مَا أردْت الباه وَلَكِن سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول كل سَبَب وَنسب يَنْقَطِع يَوْم الْقِيَامَة مَا خلا سببي ونسبي وكل بني أُنْثَى عصبتهم لأبيهم مَا خلا ولد فَاطِمَة فَإِنِّي أَنا أبوهم وعصبتهم.
الْآل: خطب عمر رَضِي الله عَنهُ أم كُلْثُوم ابْنة عَليّ رَضِي الله عَنهُ لكنه اعتذر لصِغَر سنّهَا وَبِأَن لَهُ رَأْي بِأَن يُعْطِيهَا لِابْنِ أَخِيه جَعْفَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عِنْدهَا قَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لم أرد من هَذَا التَّزْوِيج الباه وَلَكِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: ((كل سَبَب وَنسب يَنْقَطِع يَوْم الْقِيَامَة، سوى سببي ونسبي)) وكل أَبنَاء الْبِنْت ينسبون لأبائهم سوى أَبنَاء فَاطِمَة. فَعَلَيْكُم أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ بحب بني فَاطِمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وتعظيمهم وتكريمهم وإعانتهم بالجنان وَاللِّسَان والأبدان. نعم الْقَائِل.(هم السَّادة الْعِظَام وأوصافهم جلية ... )
(أَبنَاء الْمُصْطَفى وَقطعَة من كبد عَليّ ... )
(لَا تنظر أَيهَا الْقلب إِلَى أفعالهم بِجَهْل ... ) (الصالحون لله والطالحون لي ... )
وَأَيْضًا:
(هم السَّادة المنورون وأعيان الْعَالم ... من حُرْمَة مُحَمَّد وَعزة عَليّ)
(غَدا يصبح طَعَاما لمعدة جَهَنَّم كل فَرد ... لم تمتلء جنبتاه وخباياه من محبتهم)
(وَإِذا مَا صدرت زلَّة من أحدهم ... )
(لَا يُمكن أَن تنكسر حرمتهم من الْجَهْل ... )
(وَمن بِفضل قَول سيد الكونين ... )
(الصالحون لله والطالحون لي ... )
قَالَ الْفَاضِل السَّيِّد غُلَام عَليّ آزاد بلكرامي سلمه الله تَعَالَى فِي رسَالَته الْمُسَمَّاة: ((أفضل السعادات فِي حسن خَاتِمَة السادات)) أَن مَا وصل إِلَى كَاتب هَذِه الأوراق فِي بَاب بِشَارَة السَّادة أَعلَى الله درجاتهم ووفقهم لِلْخَيْرَاتِ وَإِن كَانَ غير خَافَ على أَصْحَاب الفطنة والذكاء ثمَّ إِن قرَابَة وشفاعة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تطال العاصين من أهل الْبَيْت وَهِي ثَابِتَة ومقررة، وَلَيْسَ هُنَاكَ شكّ من أَن النَّهْي قد صدر عَن ذَات الرَّسُول فِي النَّهْي عَن الْمعاصِي وَالْعَمَل خلاف الَّذِي يرضيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَإِذا مَا فعل أحد من السَّادة أفعالا غير مرضية وَغير مَقْبُولَة فَإِن خاطره الشريف يتكدر ويغلي لِأَن أحد أَوْلَاده اخْتَار طَرِيقا غير طَرِيقه وَيعْمل على اضلال وضلال الْأمة. وَفِي الْحَقِيقَة أَن السَّادة الَّذين سلكوا طَرِيقا مُخَالفَة لطريقة جدهم الْعَظِيم، وَسَارُوا فِي طَرِيق العقوق والمخالفة عَن معرفَة وَعلم فَإِنَّهُم يسببون الخجل للرسول بِالْقربِ من الْعَزِيز تَعَالَى شَأْنه معَاذ الله مِنْهَا وعندما يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يُرِيدُونَ شَفَاعَة مِنْهُ، وَهَذَا الْأَمر بعيد عَن الْإِنْصَاف بمراحل كَبِيرَة، وَخير مَا قيل:
(لَيْسَ ابْن النَّبِي من لَيْسَ على طَرِيق النَّبِي ... )
كَمثل الْآيَة المنسوخة.
وصلنا أَن الرَّسُول الأكرم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعْطى صلَة الرَّحِم الرِّعَايَة الْكُبْرَى من توجهه الْمُقَدّس وتحدث عَن أَثَرهَا فِي الشَّفَاعَة وَمَا لَهَا من مكانة ووجاهة لَدَى الْإِخْوَة والأقران، وَهَذَا مَا جعل اهتمــام الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينصب على صلحاء أهل الْبَيْت فِي الدرجَة الأولى يليهم فِي الْمرتبَة الثَّانِيَة العصاة وَالدُّعَاء بهدايتهم. وَأَن الــاهتمــام الأول طبيعي أما الثَّانِي فَإِنَّهُ قسري، لِأَن الطَّائِفَة الأولى مِنْهُم مكانتها فِي الْمقَام الرفيع فِي الْجنَّة يتنعمون بِهِ أما الطَّائِفَة الْأُخْرَى فَإِنَّهَا غارقة فِي الخجالة والندامة وَقد قَالَ الشَّاعِر (عرفي) :
(كل وَاحِد كَانَ محروما من لَذَّة الطَّاعَة ... )
فَأَنا فأكيد أَنه سَيكون فِي الْجنَّة يتلضى بحرمانه ... )
إِذن على السَّادة أَن يشكروا طهر الطينة وَبشَارَة الْمَغْفِرَة ويعتبروها ويختاروها وَسِيلَة الْمجد الْأَشْرَف وَأَن يثبتوا أَقْدَامهم على إتباع الْمَأْمُور بِهِ وَاجْتنَاب الْمُحرمَات وَأَن يهدوا الْأمة إِلَى طَرِيق الشَّرْع القويم حَتَّى يَكُونُوا كمنطوق القَوْل ((الْوَلَد الْحر يَقْتَدِي بآبائه الغر)) ، وَمن الْحق والأجدر بهم اتِّبَاع طَرِيق النُّبُوَّة وعدالة الشَّرِيعَة. حَتَّى لَا يعتمدوا على شرف النّسَب وينحرفوا عَن الطَّرِيق ويذهبوا فِي تيه الْمعاصِي وَالْمُنكر وَقد قَالَ الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} . وَالْمرَاد بِأَهْل الْبَيْت فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا} . أَزوَاج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لدلَالَة مَا قبل هَذِه الْآيَة وَمَا بعْدهَا. وَمَا روى مُسلم فِي صَحِيحه أَنه خرج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غَدَاة وَعَلِيهِ مرط مرجل من شعر أسود فجَاء الْحسن بن عَليّ فَأدْخلهُ فِيهِ ثمَّ جَاءَ الْحُسَيْن فَأدْخلهُ مَعَه ثمَّ جَاءَت فَاطِمَة فَأدْخلهَا ثمَّ جَاءَ عَليّ فَأدْخلهُ ثمَّ قَالَ {إِنَّمَا يُرِيد الله} الْآيَة يدل على أَنهم أهل بَيت لَا على أَنهم لَيْسَ غَيرهم لِأَن تَخْصِيص أهل الْبَيْت بهم لَا يُنَاسب مَا قبل الْآيَة الْمَذْكُورَة وَمَا بعْدهَا كَمَا لَا يخفى على المتأمل وَالضَّمِير فِي يطهركم على التغليب لِأَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دَاخل فِي هَذَا الحكم وَكَلَام القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ صَرِيح فِيمَا ذكرنَا وَفِي التَّفْسِير الْحُسَيْنِي.وَقَالَ صَاحب عين الْمعَانِي أَن ظَاهر تَفْسِير الْآيَة يدل على أَن الْمَقْصُود هُنَا أَزوَاج النَّبِي. وَلَكِن نقل عَن عَائِشَة وَأم سَلمَة وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأنس بن مَالك رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَن أهل الْبَيْت هم فَاطِمَة وَعلي وَالْحسن وَالْحُسَيْن رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ.
وَجَاء فِي أَسبَاب النُّزُول عَن أم سَلمَة رَضِي تَعَالَى عَنْهَا أَن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا أَتَت الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِطَعَام (سنبوسات أَو لحم) فَقَالَ لَهَا الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يَا فَاطِمَة نَادِي على عَليّ وولديك حَتَّى يشاركوني فِي هَذَا الطَّعَام وَقد كَانَ الْمُصْطَفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضع بردته عَلَيْهِ وَقَالَ يَا رب هَؤُلَاءِ أهل بَيْتِي فَأذْهب عَنْهُم الرجس وطهرهم فَنزلت هَذِه الْآيَة، وَقد كنت مَوْجُودَة وحاولت أَن أَضَع رَأس تَحت الْبردَة وَقلت يَا رَسُول الله أَلَسْت من أهل الْبَيْت فَقَالَ لي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((أَنْت على خير)) . وَمن هَذَا المنطلق فَإِن آل الْبَيْت خَمْسَة أشخاص. (انْتهى) . وَأَنت تعلم أَن القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ لم يطلع على شَأْن نزُول هَذِه الْآيَة الَّذِي ذكره صَاحب عين الْمعَانِي أَو أغمض عَنهُ أَو لم يثبت عِنْده وَإِن ثَبت أَن هَذِه الْآيَة الْكَرِيمَة نزلت مرَّتَيْنِ مرّة فِي حَادِثَة الْأزْوَاج المطهرة وَمرَّة فِي هَذِه الْحَادِثَة الَّتِي روتها عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَغَيرهَا فَلَا إِشْكَال وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
(الْآل) السراب أَو هُوَ خَاص بِمَا فِي أول النَّهَار وَآخره (يذكر وَيُؤَنث) وَآل كل شَيْء شخصه وَآل الرجل أَهله وَعِيَاله وَأَتْبَاعه وأنصاره

حرى

(حرى) الشَّيْء حريا نقص وَعَلِيهِ غضب وَالشَّيْء اتجه نَحوه وَيُقَال حري أَن يكون ذَلِك عَسى
حرى
حَرَى الشيء يحري، أي: قصد حراه، أي:
جانبه، وتَحَرَّاه كذلك، قال تعالى: فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [الجن/ 14] ، وحَرَى الشيء يحري:
نقص ، كأنه لزم الحرى ولم يمتد، قال الشاعر:
والمرء بعد تمامه يحري
ورماه الله بأفعى حارية .
ح ر ى : تَحَرَّيْت الشَّيْءَ قَصَدْتُهُ وَتَحَرَّيْتُ فِي الْأَمْرِ طَلَبْتُ أَحْرَى الْأَمْرَيْنِ وَهُوَ أَوْلَاهُمَا وَزَيْدٌ حَرًى أَنْ يَفْعَلَ كَذَا بِفَتْحِ الرَّاءِ مَقْصُورٌ فَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَيَجُوزُ حَرِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ فَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ فَيُقَالُ حَرِيَّانِ وَأَحْرِيَاءُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ هُوَ حُرّ عَلَى النَّقْصِ وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ وَحِرَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ جَبَلٌ بِمَكَّةَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَاقْتَصَرَ فِي الْجَمْهَرَةِ عَلَى التَّأْنِيثِ وَهُوَ مُقَابِلُ ثَبِيرٍ. 
حرى
الحَرْيُ: النُّقْصَانُ بعد الزِّيادَةِ كما يَحْري القَمَرُ، والإحْرَاءُ: مُجَاوَزَةُ فِعْلِ حَرى. وأحْرَاهُ الزَّمانُ: نَقَصَه. والحَرى - مَقْصُورٌ - وجَمْعُه أحْرَاءٌ: مَوْضِعُ البَيْضِ، ومَوْضِعُ الظَّبْيِ يَأْوي إليه. ويقولونَ: اذْهَبْ فلا أرَيَنَّكَ بِحَرَاتي وحَرَايَ. والحَرَى: الخَلِيْقُ، بالحَرى أنْ يكونَ كذا، وهو حَرِيٌّ به، وأحرِ بِهِ. وحَرَوْتُ الرَّجُلَ بكَذا وحَجَوْتُه به، يَعْني حَسِبْتُه وظَنَنْتُه، أحْرُوْهُ حَرْواً. والمُحْرِي: المُخْلِقُ، ويُحْرِيْهِ لِكَذا: أي يَجْعَلُه حَرِيّاً له. وهو مُحْرٍ بذاكَ. وهو يَتَحَرّى مَسَرَّتي: أي يَتَعَمَّدُها. وتَحَرّي تَحَرِّياً: تَحَبَّسَ. وتَحَرَّيْتُ له: بمَعْنى تَعَرَّضْتُ. والتَّحَرّي: الإقْبَالُ. والإدْبَارُ. وحِراءٌ - مَمْدُوْدٌ - جَبَلٌ بمكَّةَ.
ورَماهُ الله بأفْعى حارِيَةٍ: وهي التني قد كَبِرَتْ فَنَقَصَ جِسْمُها.
وحِرٌ: أصْلُه حِرْحٌ، ويُجْمَعُ على الأحْرَاحِ. وحِرَةٌ: بمعنى حِرٍ.
حرى: تحرَّى: اعتنى، اهتم، تعهَّد. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 334) والناس يتحرون كنسة أي إن الناس يهتمون هذا الطريق كل يوم.
وتحرَّى: أمعن النظر، لاحظ، دقق. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 387): كان يتحرى وقت طوافهم أي كان يدقِّق لمعرفة وقت طوافهم. فإذا جاء هذا الوقت التحق بهم وانضم إليهم (الادريسي مقالته عن روما) ويقال: الله تعالى يتحرَّى المظالم.
والتحري: هدف التاريخ الحقيقي (المقدمة 1: 50).
وفي تفسير عبارة التونسي: ولا يجوز بيع البشماط بالخبز تحرياً يقول الكبّاب (ص78 ق): معنى ذلك أن يتحرا مقدار ما يدخل كل واحد منهما من الدقيق أي: أن يدقق في كمية الدقيق التي)) الخ.
وتحرى: تابع، استنّ، انقاد، خضع. ففي المقدمة (3: 26) يُتحرى فيها طرق الاستدلال أي تخضع لطرق الاستدلال.
وتحرّى فلانا وتحرَّى به: فتَّش عنه ليعطيه شيئا ما، ويقال مثلا تحراه أي اتعب نفسه واجتهد ليقف على الفقراء الذين وزهدوا في الحياة وانصرفوا إلى العبادة ليتصدَّق عليهم.
ولكي نتجنب هذه المواربة في الكلام يمكن أن نترجم (تحرَّ فلانا بشيء) بما معناه: أعطاه شيئاً. انظر عبد الواحد (ص12، 15، 16، 209) وقارنه بما جاء في فهرس المخطوطات الشرقية بمكتبة ليدن (3: 246) ففيه: من كسب علماً لا يجوز أن يخفيه بل عليه ((أن يتحرا به أهْلَه)).
وتحرَّمن أو تحرى عن: امتنع (فوك، كرتاس ص33، 35) وامتنع عن لمس شيء احتراما له (كرتاس ص25). حَرَى. بالحَرَى: بجهد، بصعوبة (فوك) وفي المقري (2: 115): وبالحرا أن يسلم من أي بصعوبة وجهد أن يسلم منه. وفي حيان (ص96 ق): وبالحرى أن تدرك فَحِدْ منه وجهك أي تدرك منه بصعوبة فرصة.
وبالحري: بالأحْرَى، بالافضل، والاجدر بأقوى حجة (بوشر): وفيه: كَمْ بالحري أي كم بالأفضل والأجدر.
وبالحري: على الاكثر، اكثر ما يكون (بوشر).
حراوية (؟) سنف ذو قسمين، قرن الفاصوليا ونحوه (ابن العوام 2: 268) وعليك أن تقرأ فيه بزره بدل نوره (انظر: كليمنت موليه 2: 258 رقم1).
حارٍ: الحاري (؟): بيدق، قطعة من قطع الشطرنج (هوست ص112).

حر

ى1 حَرَى, aor. ـْ (S, K,) inf. n. حَرْىٌ, (S,) It (a thing S) decreased, diminished, or waned, (S, K, TA,) after increase; (TA;) as does, for instance, the moon. (S, TA.) [See an ex. in a verse cited in art. است.]

A2: حَرَى أَنْ يَكُونَ ذٰلِكَ i. q. عَسَى

[May-be, or may-hap, &c., that will be]. (TA.) A3: حَرِىَ بِكَذَا He was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for such a thing; or worthy of it. (MA.) A4: حَرَاهُ: see 5.4 احراهُ It (time) caused it (a thing, S) to decrease, diminish, or wane. (S, K.) A2: مَا أَحْرَاهُ, and أَحْرِ بِهِ, How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, or how worthy, is he! (S, K.) [You say, مَا أَحْرَاهُ بِذٰلِكَ How well adapted or disposed, &c., is he for that!]5 تحرّى signifies قَصَدَ الحَرَى; i. e. He sought, or repaired to, the vicinage, quarter, tract, or region, of a people: this is said to be the primary signification: (Mgh:) and تحرّاهُ he sought, or repaired to, his vicinage, &c.; (قَصَدَ حَرَاهُ;) as also ↓ حَرَاهُ, aor. ـْ (TA:) he aimed at it; made it his object; sought, endeavoured after, pursued, or endeavoured to reach or attain or obtain, it; intended or purposed it; namely, a thing. (S, Mgh, Msb, K, TA.) Hence, in the Kur [lxxii. 14], فَأُولَائِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا Those have aimed at, or sought, &c., a right course. (S, TA.) And تَحَرَّيْتُ مَرْضَاتَهُ I aimed at, or sought, &c., his approval. (Mgh.) And the trad., تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِى العَشْرِ الأَوَاخِرِ Seek ye the Night of القدر in the last ten [nights of Ramadán]. (TA.) — Also He sought what was most meet, suitable, fit, proper, or deserving, (S, Mgh, Msb, K,) to be done, (S, K,) of two things, (Mgh, Msb,) according to the opinion predominating in his mind, (S,) فِى الأَمْرِ [in the affair, or case]: (Msb:) or he sought, or endeavoured, and strove in seeking, and deciding upon, the singling out of a thing, by deed and by word. (TA.) — And He tarried, waited, or paused in expectation, بِالمَكَانِ in the place. (S, K.) حَرًى The vicinage, quarter, tract, or region, (As, T, S, IAth, Mgh, K,) of a man, (As, T, IAth,) or of a people; (Mgh;) the environs (As, T, S) of a man, (As, T,) or of a house; (S;) and ↓ حَرَاةٌ signifies the same: (S, K:) and [it is said that] the former signifies also the place of the eggs of an ostrich: (S, K:) and a covert, or hiding-place, among trees, of a gazelle: (K, * TA:) Lth says that it signifies the place of laying eggs of the ostrich; or the covert, or lodging-place, of the gazelle: but this is false; for with the Arabs the word signifies as explained above on the authority of As and the حرى of the place of laying eggs of the ostrich, and of the covert of the gazelle, is the environs thereof: (T, TA:) pl. أَحْرَآءٌ. (K.) You say, اِذْهَبْ فَلَا أَرَيَنَّكَ بِحَرَاىَ and ↓ حَرَاتِى [Go thou, so that I may by no means see thee in my vicinage, &c.]. (S.) and لَا تَطُرْ حَرَانَا Approach not thou our environs. (S.) And نَزَلْتُ بِحَرَاهُ and بِعَرَاهُ [I alighted, or descended and abode, in his vicinage, &c.]. (S.) A2: See also حَرِىٌّ, in six places.

حَرٍ: see حَرِىٌّ, in four places.

حَرَاةٌ: see حَرًى, in two places.

حَرِىٌّ Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy; as also ↓ حَرٍ and ↓ حَرًى, which last has no dual nor pl., (S, Msb, K,) nor a fem. form, remaining unaltered, because it is [originally] an inf. n.; [see a verse cited voce نَقْرٌ;] or, accord. to Lh, one may say حَرَيَانِ, because Ks has related that some of the Arabs dualize what they do not pluralize: (TA:) the pl. of حَرِىٌّ is حَرِيُّونَ and أَحْرِيَآءُ; (S, Msb;) and the pl. of حَرِيَّةٌ is حَرِيَّاتٌ and حَرَايَا: the pl. of ↓ حَرٍ is أَحْرَآءٌ (S, TA) and حَرُونَ; and the pl. of حَرِيَةٌ is حَرِيَاتٌ. (TA.) You say, إِنَّهُ لَحَرِىٌّ بِكَذَا, and ↓ لَحَرِ, and ↓ لَحَرًى, (K, TA,) Verily he, or it, is adapted, &c., to such a thing; or worthy of such a thing. (TA.) And هُوَ حَرِىٌّ

أَنْ يَفْعَلَ ذَاكَ, and ↓ حَرٍ, and ↓ حَرًى, He is adapted, &c., to do that: (S, Msb:) and ان ↓ انّه لَمَحْرًى

يفعل, (Lh, K, [in some copies of the K, erroneously, لَمَحْرِىٌّ,]) and ↓ لَمَحْرَاةٌ, (K,) which last has no dual nor pl. nor fem. form, like مَخْلَقَةٌ [q. v.] and مَقْمَنَةٌ: (TA:) and ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَحْرَاةٌ لِذٰلِكَ [This thing, or affair, is adapted, &c., to that]. (S.) And hence the phrase, أَنْ ↓ بِالْحَرَى

يَكُونَ ذَاكَ (S, * K) It is suitable, fit, or proper, that that should be. (PS.) [But this phrase, in the present day, means Rather that should be. And hence, ↓ كَمْ بِالحَرَى How much rather.] One says also, of a man who has attained to fifty [years], ↓ فَحَرًى, meaning He is adapted, &c., to attain all that is good. (Th, TA.) And one says إِنَّهُ لَحَرِىٌّ as meaning Verily it is probable; or likely to happen or be, or to have happened or been; as also لَخَلِيقٌ. (TA in art. خلق.) حِرِىٌّ: see art. حرح.

حَارٍ masc. of حَارِيَةٌ, (M, TA,) which is an epithet applied to a viper (أَفْعًى); (S, M, K;) meaning That has decreased in its body by reason of age; and it is the worst, or most malignant or noxious, that is: (S:) or that has become old, and has wasted in its body, and whereof there remains not save its head and its breath (نَفَسُهَا [in the CK نَفْسُهَا]) and its poison: (M, K:) dim. ↓ حُوَيْرٍ. (TA.) One says, رَمَاكَ اللّٰهُ بِأَفْعًى حَارِيَةٍ [meaning (assumed tropical:) May God smile thee with an evil like a viper wasted by age]. (S.) حُوَيْرٍ: see what next precedes.

أَحْرَى More, and most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper; or more, and most, worthy, or deserving. (S, * Mgh, Msb, K.) A thing is said to be أَحْرَى

بِالِاسْتِعْمَالِ [More, or most, meet, &c., to be done]. (S, K.) مَحْرًى: see حَرِىٌّ.

مَحْرَاةٌ: see حَرِىٌّ, in two places.

شجي

(شجي) شجا اعْترض الشجا فِي حلقه وَيُقَال شجي بالهم لم يجد مِنْهُ مخرجا وشجي بقرنه قهره قرنه واهتم وحزن واهتاج للذِّكْرَى فَهُوَ شج وَهِي شجية

شجي


شَجِيَ(n. ac. شَجًا [ ])
a. Grieved, was sad, sorrowful.
b. Was choked, suffocated.

أَشْجَيَa. Affected deeply &c.

تَشَاْجَيَ
a. ['Ala], Resisted.
شَجْوa. Anxiety, disquietude; grief; ennui.

شَجًاa. Obstruction in the throat : bone, &c.

شَجٍa. see 25
شَجِيّ [ ]
a. Unhappy, sorrowful; anxious.
ش ج ي : شَجِيَ الرَّجُلُ يَشْجَى شَجًّا مِنْ بَابِ تَعِبَ حَزِنَ فَهُوَ شَجٍ بِالنَّقْصِ وَرُبَّمَا قِيلَ عَلَى قِلَّةٍ شَجِيٌّ بِالتَّثْقِيلِ كَمَا قِيلَ حَزِنٌ وَحَزِينٌ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ شَجَاهُ الْهَمُّ يَشْجُوهُ شَجْوًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا أَحْزَنَهُ. 
شجي

( {والشَّجا) ، مَقْصوراً: (مَا اعْتَرَضَ فِي الحَلْقِ من عَظْمٍ وَنَحْوه) يكونُ فِي الإِنْسانِ وَفِي الَّدابَّةِ، قالَ الشَّاعرْ:
وتَرَاني} كالشَّجا فِي حَلْقِهِ
عَسِراً مَخْرَجُه مَا يُنْتَزَع ْوقد ( {شَجِيَ بِهِ، كَرِضيَ،} شَجاً) . ويقالُ: عَلَيْك بالكَظْمِ وَلَو {شَجِيتَ بالعَظْمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
لَا تُنْكِرُوا القَتْلَ وَقد سُبينا
فِي حَلْقِكم عَظْمٌ وَقد} شَجِينا قالَ الجوهريُّ: أَرادَ فِي حُلُوقِكُم، فَلهَذَا قالَ {شَجِين.
(و) رَجُلٌ} شَجٍ: أَي حَزينٌ؛ وامْرأَةٌ {شَجِيَةٌ، على فَعِلَةٍ.
ويقالُ: ويلٌ} للشَّجِي من الخَلِي. ( {الشَّجِي) ، بتَخْفيفِ الياءِ: (المَشْغولُ) ، والخِلِي: الفارِغُ، كَمَا قالَهُ أَبو زَيْدٍ.
وَهَذَا المَشْغُولُ يحتملُ أنْ يكونَ} شَجِيَ بِعظم يغصُّ بِهِ حَلْقُه أَو بهم فَلم يَجِد مَخْرجاً مِنْهُ، أَو بقِرْنِ فَلم يُقاوِمْه؛ هَكَذَا رَواهُ غيرُ واحِدٍ مِن الأَئِمَّةِ بالتَّخْفيفِ.
وحكَى صاحِبُ العَيْن تَشْديدَ الياءِ؛ والأَوَّلُ أَعْرَفُ.
وَقَالَ الزَّمخشريُّ: ورُوِي مُشَدَّداً بمعْنَى المَشْجُوِّ، وعُزِي للأصْمعي رَحِمَه الله تَعَالَى.
وَفِي الصِّحاح: قالَ المبرِّدُ: ياءُ الخَلِيّ مُشَدَّدَة، وياءُ {الشَّجِي مُخَفَّفَة؛ قالَ: (و) قد (شدِّدَ ياؤهُ فِي الشِّعْرِ) ؛ وأَنْشَدَ:
نامَ الخَلِيُّونَ عَن ليلِ} الشَّجِيِّينا
شَأْنُ السُّلاةِ سِوى شأْنِ المُحِبِّينا

الدُّبُرُ

الدُّبُرُ، بالضم وبضمتين: نقيضُ القُبُلِ،
وـ من كُلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤخَّرُه.
وجِئْتُكَ دُبُرَ الشهرِ، وفيه، وعليه،
وأدْبَارَهُ، وفيها: أي: آخِرَهُ، والاسْتُ، والظَّهْرُ، وزَاوِيَةُ البَيْتِ، وبالفتح: جماعةُ النَّحْلِ والزَّنابيرِ، ويكسرُ فيهما، ج: أدبُرٌ ودُبُورٌ، ومَشاراتُ المَزْرَعَةِ،
كالدِّبارِ، بالكسر، واحِدُهُما: بهاءٍ، وأولادُ الجرادِ، ويكسرُ، وخَلْفُ الشيءِ، والموتُ، والجبلُ، ومنه حديثُ النَّجاشِيِّ: "ما أُحِبُّ أنَّ لِي دَبْراً ذَهَباً، وأنِّي آذَيْتُ رجلاً من المسلمين"، ورُقادُ كُلِّ ساعةٍ، والالْتِتابُ، وقِطْعَةٌ تَغْلُظُ في البَحْرِ كالجَزيرَةِ، يَعْلُوها الماءُ، ويَنْضُبُ عنها، والمالُ الكثيرُ، ويكسرُ، ومُجاوَزَةُ السَّهْمِ الهَدَفَ،
كالدُّبُور.
وجَعَلَ كَلاَمَكَ دَبْرَ أُذُنِهِ: لم يُصْغِ إليه، ولم يُعَرِّجِ عليه.
والدَّبْرَةُ: نَقيضُ الدَّوْلَةِ، والعاقِبةُ، والهَزيمَةُ في القِتالِ، والبُقْعَةُ تُزْرَعُ، وبالكسرِ: خِلافُ القِبْلَةِ.
ومالَهُ قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، أي: لم يَهْتَدِ لِجِهَةِ أمرِهِ، وبالتحريكِ: قَرْحَةُ الدَّابَّة
ج: دَبَرٌ وأدبارٌ، دَبِرَ، كفَرِحَ، وأدْبَرَ، فهو دَبِرٌ.
و" هانَ على الأَمْلَسِ ما لاقَى الدَّبِرُ" يُضْرَبُ في سُوءِ اهْتِمــامِ الرَّجُلِ بشأنِ صاحبهِ. وأدْبَرَهُ القَتَبُ.
ودَبَرَ: وَلَّى،
كَأَدْبَرَ،
وـ بالشيءِ: ذَهَبَ به،
وـ الرجلُ: شَيَّخَ،
وـ الحديثَ: حَدَّثَهُ عنه بعدَ مَوْتِهِ،
وـ الرِّيحُ: تَحَوَّلَتْ دَبُوراً، وهي ريحٌ تُقابِلُ الصَّبا.
ودُبِرَ، كَعُنِيَ: أصابَتْهُ.
وأدْبَرَ: دَخَلَ فيها. وسافَرَ في دُبار،
وعَرَفَ قَبِيلَهُ من دَبِيرِه: مَعْصِيَتَهُ من طاعَتِهِ، وماتَ،
كدَابَرَ، وتَغافَلَ عن حاجَةِ صَديقِهِ، ودَبِرَ بَعيرُهُ، وصارَ له مالٌ كثيرٌ، وانْقَلَبَت فَتْلَةُ أُذنِ الناقَةِ إلى القَفَا.
والدَّبَرِيُّ، محركةً: رأيٌ يَسْنَحُ أخيراً عندَ فَوْتِ الحاجَةِ، والصلاةُ في آخِرِ وقتِها، وتُسَكَّنُ الباءُ، ولا تَقُلْ بضمتينِ، فإنه من لحنِ المحدِّثينَ.
والدَّابِرُ: التابعِ، وآخِرُ كلِّ شيءٍ، والأصلُ، وسَهْمٌ يَخْرُجُ من الهَدَفِ، وقِدْحٌ غيرُ فائِزٍ، وصاحِبُهُ مُدابِرٌ، والبِناء فَوْقَ الحِسْيِ، ورَفْرَفُ البِناءِ، وبِهاءٍ: آخِرُ الرَّمْلِ، والهَزيمةُ، والمَشؤُومَةُ، ومنكَ: عُرْقوبُكَ، وضَرْبٌ من الشَّغْرَبِيَّةِ، وما حاذَى مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ من الحافِرِ.
والمَدْبُورُ: المَجْرُوحُ، والكثيرُ المالِ.
والدَّبَرَانُ، محركةً: مَنْزِلٌ لِلقَمَرِ.
ورجلٌ أُدابِرٌ، بالضم: قاطِعٌ رَحِمَهُ، ولا يَقْبَلُ قولَ أحدٍ.
والدَّبيرُ: ما أدْبَرَتْ به المرأةُ من غَزْلِها حينَ تَفْتِلُهُ، وما أدْبَرْتَ به عن صَدْرِكَ.
وهو مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: مَحْضٌ من أبَوَيْهِ، وأصلُهُ من الإِقْبالَةِ والإِدْبارَةِ، وهو شَقٌّ في الاذُنِ، ثم يُفْتَلُ ذلك فإن أُقْبِلَ به، فهو إِقْبالَةٌ، وإنْ أُدْبِرَ به، فإِدْبارَةٌ، والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ من الأُذُنِ هي الإِقْبالَةُ
والإِدْبارَةُ، كأنها زَنَمَةٌ.
والشاةُ مُقابَلَةٌ ومُدَابَرَةٌ، وقد دَابَرْتُها وقابَلْتُها، وناقَةٌ ذاتُ إقْبالَةٍ وإدبارَةٍ.
ودُبارٌ، كغرابٍ وكِتابٍ: يومُ الأربعاءٍ، وفي كِتابِ "العينِ": لَيْلَتُهُ، وبالكسر: المُعاداةُ،
كالمُدابَرَةِ، والسَّواقِي بينَ الزُّروعِ، والوقائعُ، والهَزَائِمُ، وبالفتح: الهلاكُ.
والتَّدْبِيرُ: النَّظَرُ في عاقِبةِ الأمرِ،
كالتَّدَبُّرِ، وعِتْقُ العَبْدِ عن دُبُرٍ، وروايةُ الحديثِ ونَقْلُهُ عن غيرِكَ.
وتَدابَروا: تَقاطَعوا.
واسْتَدْبَرَ: ضِدُّ اسْتَقْبَلَ،
وـ الأمرَ: رأى في عاقِبتهِ ما لم ير في صَدْرِهِ، واسْتَأْثَرَ.
و {أفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القولَ} ، أي: ألَم يَتَفَهَّمُوا ما خُوطِبُوا به في القُرْآنِ.
ودُبَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: أبو قبيلةٍ من أسَدٍ، واسمُ حِمارٍ،
وبهاءٍ: ة بالبَحْرَيْنِ.
وذاتُ الدَّبْرِ: ثَنِيَّةٌ لهُذَيْلٍ.
ودَبْرٌ: جبلٌ بينَ تَيْماءَ، وجَبَلَيْ طَيِّئٍ.
ودَبِيرٌ، كأَميرٍ: ة بنَيْسابورَ، منها محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يوسف، وجَدُّ محمدِ بنِ سليمانَ القطَّانِ المحدِّثِ.
ودَبيرَا: ة بالعِراقِ.
وكجَبَلٍ: ة باليمنِ، منها إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عَبَّادٍ المحدِّثُ.
والأَدْبَرُ: لَقَبُ حُجْرِ بنِ عَدِيٍّ، ولقب جَبَلَةَ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ، قيلَ: صحابِيُّ. وكزُبَيْرٍ: لقبُ كعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَسَدِيِّ.
والأُدَيْبِرُ: ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ.
وليس هو من شَرْجِ فلانٍ ولا دَبُّورِهِ، كتَنُّورِهِ، أي: من ضَرْبِهِ وزِيِّهِ.
ودَبُّورِيَّةُ: د قُرْبَ طَبَرِيَّةَ.

المَلْسُ

المَلْسُ: السَّوْقُ الشديدُ، واخْتِلاطُ الظَّلامِ،
كالإِمْلاسِ، وسَلُّ خُصْيَيِ الكَبْشِ بِعُروقِهِما.
والمَلُوسُ، كصَبورٍ، من الإِبِلِ: المِعْناقُ السابِقُ في كلِّ مَسيرٍ.
وناقةٌ مَلَسَى، كجَمَزَى: نِهايَةٌ في السُّرْعةِ.
وأبيعُكَ المَلَسَى، لاعُهْدَةَ، أي: تَتَمَلَّسُ وتَتَفَلَّتُ، ولا تَرْجِعُ إلَيَّ.
والمَلاسَةُ والمُلُوسَةُ: ضِدُّ الخُشونةِ، وقد مَلُسَ، ككَرُمَ ونَصَر. ومَلَسَنِي بِلسانِه.
والأَمْلَسُ: الصحيحُ الظَّهْرِ. و"هانَ على الأَمْلَسِ ما لاقَى الدَّبِرْ"، يُضْرَبُ في سُوءِ اهْتِمــامِ الرَّجُلِ بشأنِ صاحِبِه.
وخِمْسٌ أمْلَسُ: مُتْعِبٌ شديدٌ.
والمَلْساءُ: الخَمْرُ السَّلِسَةُ في الحَلْقِ، ولَبَنٌ حامِضٌ يُشَجُّ به المَحْضُ،
كالمُلَيْساءِ. ومُلَيْس، كزُبَيْرٍ: اسْمٌ.
والمُلَيْساءُ: نِصْفُ النهارِ، وبينَ المغرِبِ والعَتَمَةِ، وشَهْرُ صَفَرٍ، وشَهْرٌ بينَ الصَّفَرِية والشِّتاءِ، وشيءٌ من قُماشِ الطعامِ، وحِصْنٌ بالطائف.
والإِمْليسُ، وبهاءٍ: الفلاةُ ليس بها نباتٌ
ج: أماليسُ، وأمالسُ شاذٌّ.
والرُّمَّانُ الإِمليسِيُّ: كأَنه منسوبٌ إليه.
والمَلاَّسَةُ، كجَبَّانةٍ: التي تُسَوَّى بها الأرضُ.
وأمْلَسَتْ شاتُكَ: سَقَطَ صوفُها.
وامَّلَسَ، على افْتَعَلَ،
وتَمَلَّسَ وامْلاسَّ وانْمَلَسَ: أفْلَتَ.
وامْتُلِسَ بَصَرُهُ، مبنيّاً للمفعولِ: اخْتُطِفَ.

حُمَّ

حُمَّ الأمْرُ، بالضم،
حَمّاً: قُضِيَ،
وـ له ذلك: قُدِّرَ.
وحَمَّ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَهُ،
وـ التَّنُّورَ: سَجَرَهُ،
وـ الشَّحْمَةَ: أذابها،
وـ الماءَ: سَخَّنَه،
كأَحَمَّه وحَمَّمَه،
وـ ارْتِحالَ البَعِيرِ: عَجَّلَهُ،
وـ اللهُ له كذا: قَضاهُ له،
كأَحَمَّه. وككِتابٍ: قَضاءُ المَوْتِ وقَدَرُه.
وكغُرابٍ: حُمَّى جَميعِ الدَّوابِّ، والسَّيِّدُ الشَّريفُ، ورجلٌ. وذو الحُمَامِ بنُ مالِكٍ: حِميْرَيٌّ.
وكسَحابٍ: طائرٌ بَرّيٌّ لا يألَفُ البُيوتَ م، أو كُلُّ ذي طَوْقٍ، وتَقَعُ واحِدَتُه على الذَّكَرِ والأنْثَى،
كالحَيَّةِ
ج: حمَائِم، ولا تَقُلْ للذَّكَرِ حَمامٌ. مُجاوَرَتُها أمانٌ من الخَدَرِ، والفالِجِ، والسَّكْتَةِ، والجُمودِ، والسُّباتِ. ولَحْمُه باهِيٌّ، يَزيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ ووَضْعُها مَشْقوقَةً، وهي حَيَّةٌ، على نَهْشَةِ العَقْربِ مُجَرَّبٌ للبُرْءِ، ودَمُها يَقْطَعُ الرُّعافَ، ومحمدُ بنُ يَزِيدَ الحَمَامِيُّ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ فَوارِسَ، وأبو سَعيدٍ الطُّيورِيُّ، وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، وداودُ بنُ علِيِّ بنِ رَئيسِ الرُّؤَساءِ الحَمامِيُّونَ: محدِّثونَ، وحَمامُ بنُ الجَموحِ، وآخَرُ غيْرُ مَنْسوبٍ: صَحابيانِ.
وحُمَّةُ الفِراقِ بالضم: ما قُدِّرَ وقُضِيَ
ج: كصُرَدٍ وجبالٍ.
وحامَّهُ: قارَبَهُ.
وأحَمَّ: دَنا، وحَضَرَ،
وـ الأمْرُ فلاناً: أهَمَّهُ،
كحَمَّهُ،
وـ نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البارِدِ،
وـ الأرضُ: صارَتْ ذاتَ حُمَّى.
والحَمِيمُ، كأَميرٍ: القَرِيبُ،
كالمُحِمِّ، كالمُهمِّ
ج: أحِمَّاءُ، وقد يكونُ الحَمِيمُ للجَمْعِ والمُؤَنَّثِ، والماءُ الحارُّ،
كالحَمِيمَةِ
ج: حَمائمُ،
واسْتَحَمَّ: اغْتَسَلَ به، والماءُ البارِدُ، ضِدٌّ، والقَيْظُ، والمَطَرُ يأتي بعدَ اشْتِدادِ الحَرِّ والعَرَقُ، وبهاءٍ: اللَّبَنُ المُسَخَّنُ، والكَريمَةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
واحْتَمَّ: اهْتَمَّ باللَّيْلِ، أو لم يَنَمْ من الهَمِّ،
وـ العَيْنُ: أرِقَتْ من غيرِ وَجَعٍ.
ومالَهُ حَمٌّ ولا سَمٌّ، ويُضَمَّانِ: هَمٌّ، أو لا قَليلٌ ولا كثيرٌ،
وماله عنه ـ: بُدٌّ
والحامَّةُ: العامَّةُ، وخاصَّةُ الرجُلِ من أهْلِهِ ووَلَدِهِ، وخِيارُ الإِبِلِ.
وحَمُّ الشيء: مُعْظَمُهُ،
وـ من الظَّهيرةِ: شدَّةُ حَرِّها، والكَريمةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
والحَمَّامُ، كشَدَّادٍ: الدِيماسُ، مُذَكَّرٌ
ج: حَمَّاماتٌ،
ولا يقالُ: طابَ حَمَّامُكَ، وإنما يقالُ:
طابَتْ حِمَّتُكَ، بالكسر،
أي: حَمِيمُكَ، أي: طابَ عَرَقُكَ.
وأبو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ: مُقْرِئُ العِراقِ.
وذاتُ الحَمَّامِ: ة بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإفْرِيقِيَّةَ.
والحَمَّةُ: كُلُّ عَيْنٍ فيها ماءٌ حارٌّ يَنْبَعُ، يَسْتَشْفِي بها الأعِلاَّءُ،
وواحِدَةُ الحَمِّ، لِما أذَبْتَ إِهالَتَهُ من الأُلْيَةِ والشَّحْمِ، أو ما يَبْقَى من الشَّحْمِ المُذابِ، ووادٍ باليَمامَةِ.
وحَمَّتا الثُّوَيْرِ: جَبَلانِ، وبالكسر: المَنِيَّةُ، وبالضم: لَوْنٌ بينَ الدُّهْمةِ والكُمْتَةِ ودُونَ الحُوَّةِ،
ود،
ولُغَةٌ في الحُمَةِ المُخَفَّفَةِ،
وع،
والحُمَّى،
وحُمَّ، بالضم: أصابَتْه.
وأحَمَّهُ الله تعالى، فهو مَحْمُومٌ، ط أو ط يقالُ:
حُمِمْتُ حُمَّى، والاسْمُ:
الحُمَّى، بالضم،
وأرضٌ مَحَمَّةٌ، محرَّكةً،
وبضم الميمِ وكسر الحاء: ذاتُ حُمَّى، أو كثيرَتُها،
وكُلُّ ما حُمَّ عليه فَمَحَمَّةٌ.
ومَحَمَّةُ أيضاً: ة بالصَّعيدِ، وكورَةٌ بالشَّرْقِيَّةِ،
وة بضَواحِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
والأَحَمُّ: القِدْحُ، والأَسْوَدُ من كُلِّ شيء،
كاليَحْمومِ والحِمْحِمِ، كسِمْسِمٍ وهُداهِدٍ، والأَبْيَضُ، ضِدٌّ.
وقد حَمِمْتُ، كفَرِحْتُ،
حَمَمَاً واحْمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ،
والاسْمُ: الحُمَّةُ، بالضم.
وأحَمَّهُ اللُّه تعالى.
والحَمَّاء: الاسْتُ
ج: حُمٌّ، بالضم.
واليَحْمومُ: الدُّخانُ، وطائرٌ، والجبَلُ الأَسْود، وفَرَسُ الحُسَيْنِ بنِ علِيٍّ، وفَرَسُ هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ من نَسْلِ الحَرونِ، وفَرَسُ حَسَّانَ الطائِيِّ، وفَرَسُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، وجَبَلٌ بِمصْرَ، وماءٌ غَرْبِيَّ المُغِيثَةِ، وجَبَلٌ بِدِيارِ الضبابِ.
والحُمَمُ، كصُرَدٍ: الفَحْمُ، واحِدَتُهُ بهاء.
وحَمَّمَ: سَخَّمَ الوَجْهَ به،
وـ الغُلامُ: بَدَتْ لِحْيَتُهُ،
وـ الرَّأسُ: نَبَتَ شعَرُهُ بعدَما حُلِقَ،
وـ المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاقِ،
وـ الأرضُ: بدا نَباتُها أخْضَرَ إلى السَّوادِ،
وـ الفَرْخُ: نَبَتَ ريشُه.
والحَمَامَة، كَسَحابةٍ: وسَطُ الصَّدْرِ، والمرأةُ، أو الجميلةُ، وماءةٌ، وخيارُ المالِ، وسَعْدَانَةُ البَعيرِ، وساحَةُ القَصْرِ النَّقِيَّةُ، وبَكَرَةُ الدَّلْوِ، وحَلْقَةُ البابِ،
وـ من الفَرَسِ: القَصُّ، وفَرَسُ إياسِ بنِ قَبيصَةَ، وفَرَسُ قُرادِ بنِ يَزيدَ.
وحَمامَةُ الأَسْلَمِيُّ، وحبيبُ بنُ حَمَامَةَ: ذُكِرا في الصَّحابَةِ.
وحِمَّانُ، بالكسرِ: حَيٌّ من تَميمٍ.
وحَمُومَةُ: مَلِكٌ يَمَنِيٌّ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عَرَفَةَ بنِ حَمَّةَ،
وأحمدُ بنُ العبَّاسِ بن حَمَّةَ: مُحَدِّثانِ.
والحَمْحَمَةُ: صَوْتُ البِرْذَوْنِ عندَ الشَّعيرِ، وعَرُّ الفَرَسِ حينَ يُقَصِّرُ في الصَّهيلِ ويَسْتَعِينُ بنَفْسِهِ،
كالتَّحَمْحُمِ، ونَبيبُ الثَّوْرِ للسِّفَادِ، وبالكسرِ ويُضَمُّ: نباتٌ، أو لِسانُ الثّوْرِ
ج: حِمْحِمٌ.
والحَماحِمُ: الحَبَقُ البُسْتَانِيُّ العريضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبَطِيَّ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ، جَيِّدٌ للزُكامِ، مُفَتَحٌ لسُدَدِ الدِماغِ، مُقَوٍّ للقَلْبِ، وشُرْبُ مَقْلُوِّهِ يَشْفِي من الإِسْهالِ المُزْمِنِ بِدُهْنِ وَرْدٍ وماءٍ بارِدٍ.
والحُمْحُمُ، كهُدْهُدٍ وسِمْسِمٍ: طائِرٌ.
وآلُ حامِيمَ،
وذَواتُ حاميمَ: السُّوَرُ المُفَتْتَحَةُ بها، ولا تَقُلْ: حَوامِيمُ، وقد جاء في شِعْرٍ، وهو اسْمُ الله الأَعْظَمُ، أو قَسَمٌ، أو حُروفُ الرحمنِ مُقَطَّعَةً وتَمامُهُ الرون.
وحَمَّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ، بالفتحِ: صارَتْ حُمَمَةً،
وـ الماءُ: سَخُنَ.
وحامَمْتُهُ مُحامَّةً: طَالَبْتُهُ.
وأنا مُحامٌّ على هذا: ثابِتٌ.
وحَمْحَامِ، مَبْنِياً على الكسرِ، أي: لم يَبْقَ شيء. ومحمد بنُ عبدِ اللهِ أبو المُغيثِ الحَماحِمِيُّ: مُحدِّثٌ.
وحُمَيْمَةُ، كجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقَاء.
وحِمٌّ، بالكسر: وادٍ بِديار طَيِّئٍ، وبالضمِ: جُبَيْلاَتٌ سودٌ بِديارِ بَنِي كِلابٍ.
والحمائِمُ: باليَمامَةِ. وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَمُّويَةَ، كشَبَّويَةَ، السَّرْخَسِيُّ: راوي الصَّحيح.
وبَنو حَمُّويَةَ الجُوَيْنِيِّ: مَشْيَخَةٌ،
وسَمَّوا: حَمَّاً وبالضمِّ وكعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعامَةٍ وهُمَزَةٍ وكغُرابٍ وكِرْكِرَةٍ
وحُمَّى مُمالَةً مَضْمومَةً
وحُمامَى، بالضمِّ.
والحُمَيْمَاتُ: الجَمْرَة.
وأحَمَّ نَفْسَهُ: غَسلَهَا بالماء البارِدِ،
وثيابُ التَّحِمّةِ: ما يُلْبِسُ المُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ إذا مَتَّعها.
واسْتَحَمَّ: عَرِقَ.

أشْعَى

أشْعَى به: اهْتَمَّ،
وـ القومُ الغارةَ: أشْعَلوها.
وغارةٌ شَعْواءُ: مُتَفَرِّقَةٌ.
وشجرةٌ شَعْواءُ: مُنْتَشِرَةُ الأَغْصانِ.
والشاعِي: البَعيدُ، والشائِعُ من الأَنْصِباءِ.
وجاءَتِ الخَيْلُ شَواعِيَ، أي: مُتَفَرِّقَةً.
والشَّعْوُ: انْتفاشُ الشَّعَرِ.
والشُّعَى، كهُدًى: خُصَلُ الشَّعَرِ المُشْعانِّ.
والشَّعْوانَةُ: الجُمَّةُ منه، وامْرَأَةٌ.
والشَّعواءُ: ناقَةٌ.
والشَّعْيا: في ش ع ي.
وشَعْيَةُ، كحَمْزَةَ، أو سُمَيَّةَ: بِنْتُ حَبيبٍ، أو هو الحَمِيسُ. وكسُمَيَّةَ: بِنْتُ الجَلَنْدَى، رَوَتْ عن أبيها عن أَنسٍ.

عَناهُ

عَناهُ الأَمْرُ يَعْنِيهِ ويَعْنُوه عِنايَةً وعَنايَةً وعُنِيَّاً: أَهَمَّه.
واعْتَنَى به: اهْتَمَّ. وعُنِيَ، بالضم، عِنايَةً، وكرضِيَ قَليلٌ، فهو به عَنٍ.
وعَنِيَ الأمْرُ يعنَى: نَزَلَ، وحَدَثَ،
وـ فيه الأكْلُ: نَجَعَ، يَعني، كَيَرْمِي ويَرْضَى،
وـ الأرضُ بالنَّباتِ: أَظْهَرَتْه،
وـ بالقَوْلِ كذا: أرادَ.
ومَعْنَى الكلامِ ومَعْنِيُّه ومَعْناتُه ومَعْنِيَّتُه: واحِدٌ.
وعَنَى عَناءً،
وتَعَنَّى: نَصِبَ، وأَعْناهُ وعَنَّاهُ.
والعَنْيَةُ، بالفتح: العَناءُ.
وتَعَنَّاها: تَجَشَّمَها.
وعَناءٌ عانٍ ومُعَنٍّ: مُبالَغَةٌ.
وعاناهُ: شاجَرَهُ، وقاساهُ،
كتَعَنَّاهُ.
والعُنْيانُ: العُنْوانُ. وقد أعْناهُ وعَنَّاهُ وعَنَّنَه.
وعَنِيَ، كَرَضِيَ: نَشِبَ في الإِسارِ.
والمُعَنَّى، كمُعَظَّمٍ: فَرَسٌ.
وما يُعانُونَ مالَهُمْ: ما يَقُومُونَ عليه.

العطف

العطف: ثني أحد الطرفين إلى الآخر. ويستعار للميل والشفقة إذا عدي بعلى. وعطفه عن حاجته: صرفه عنها.
العطف: عند النحاة: تابع يدل على معنى مقصود بالنسبة مع متبوعه يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة كقام زيد وعمرو، فعمرو تابع مقصود بنسبة القيام إليه مع زيد.
العطف:
[في الانكليزية] Inflexion ،conjunction ،coordination
[ في الفرنسية] Inflexion ،conjonction ،coordination
بالفتح وسكون الطاء المهملة في اللغة الإمالة. وعند النحاة يطلق على المعنى المصدري وهو أن يميل المعطوف إلى المعطوف عليه في الإعراب أو الحكم كما وقع في المكمل، وعلى المعطوف وهو مشترك بين معنيين الأول العطف بالحرف ويسمّى عطف النّسق بفتح النون والسين أيضا لكونه مع متبوعه على نسق واحد، وهو تابع يقصد مع متبوعه متوسطا بينهما إلى إحدى الحروف العشرة، وهي الواو والفاء وثم وحتى وأو وأمّا وأم ولا وبل ولكن، وقد يجيء إلّا أيضا على قلّة كما في المغني. والمراد بكون المتبوع مقصودا أن لا يذكر لتوطئة ذكر التابع، فخرج جميع التوابع.
أمّا غير البدل فلعدم كونه مقصودا. وأمّا البدل فلكونه مقصودا دون المتبوع. ولا يخرج المعطوف بلا وبل ولكن وأم وأمّا وأو لعدم كون متبوعه مذكورا توطئة. وقيد التوسّط لزيادة التوضيح لأنّ الحدّ تام بدونه جمعا ومنعا هكذا في شروح الكافية؛ إلّا أنّهم زادوا قيد النسبة فإنهم قالوا هو تابع مقصود بالنسبة مع متبوعه لأنّهم أرادوا تعريف نوع منه وهو عطف الاسم على الاسم. وأمّا نحن فأردنا تعريفه بحيث يشتمل غيره أيضا كعطف الجملة على الجملة التي لا محلّ لها من الإعراب لظهور أنّ التابع هناك غير مقصود بالنسبة مع متبوعه، إذ لا نسبة هناك مع المتبوع، كما وقع في الهداد.
التقسيم
في المغني العطف ثلاثة أقسام. الأول العطف على اللفظ وهو الأصل، نحو ليس زيد بقائم ولا قاعد بالجر، وشرطه إمكان توجّه العامل إلى المعطوف. فلا يجوز في نحو ما جاءني من امرأة ولا زيد إلّا الرفع عطفا على الموضع لأنّ من الزائدة لا تعمل في المعارف.
والثاني العطف على المحلّ ويسمّى بالعطف على الموضع أيضا نحو ليس زيد بقائم ولا قاعدا بالنصب، وله عند المحقّقين شروط ثلاثة.
أولها إمكان ظهور ذلك المحلّ في الفصيح. ألا ترى أنّه يجوز في ليس زيد بقائم أن تسقط الباء فتنصب؛ وعلى هذا فلا يجوز مررت بزيد وعمروا خلافا لابن جنّي لأنّه يجوّز مررت زيدا. ثانيها أن يكون الموضع بحق الأصالة فلا يجوز هذا ضارب زيدا وأخيه خلافا للبغداديين لأنّ الوصف المستوفي بشروط العمل الأصل أعماله لا الإضافة. ثالثها وجود المحرز أي الطالب لذلك المحلّ خلافا للكوفيين وبعض البصريين. ولذا امتنع أن زيدا وعمروا قائمان وذلك لأنّ الطالب لرفع زيد هو الابتداء أي التجرّد عن العوامل اللفظية وقد زال بدخول إنّ ومن الغريب قول أبي حيان، إنّ من شرط العطف على الموضع أنّ يكون للمعطوف عليه لفظا وموضع فجعل صورة المسألة شرطا لها، ثم إنّه أسقط الشرط الأول ولا بد منه. الثالث العطف عل التوهّم ويسمّى في القرآن العطف على المعنى نحو ليس زيد قائما ولا قاعد بالخفض على توهّم دخول الباء في الخبر، وشرط جوازه صحّة دخول ذلك العامل المتوهّم وشرط حسنه كثرة دخوله هناك كما في المثال المذكور، ويقع هذا في المجرور كما عرفت وفي المجزوم نحو: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ لأنّ معنى لولا أخرتني فأصّدّق ومعنى إن أخّرتني أصّدّق واحد. وفي المنصوب نحو قام القوم غير زيد وعمروا بالنصب فإنّ غير زيد في موضع إلّا زيدا. قال سيبويه: إنّ من الناس من يغلطون فيقولون إنّهم أجمعون ذاهبون، وإنّك وزيد ذاهبان وذلك أنّ معناه معنى الابتداء. ومراده بالغلط ما عبّر عنه غيره بالتوهّم. وفي المنصوب اسما نحو قوله تعالى: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فيمن فتح الباء كأنّه قيل وهبنا له إسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب، وفعلا كقراءة بعضهم: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ حملا على معنى ودّوا أن تدهن. وفي المركّبات كما قيل في قوله تعالى أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ إنّه على معنى أرأيت كالذي حاجّ وكالذي مرّ، انتهى ما في المغني.
فائدة:
عطف الاسمية على الفعلية وبالعكس فيه ثلاثة مذاهب، الجواز مطلقا والمنع مطلقا والجواز في الواو فقط.
فائدة:
عطف الخبر على الإنشاء وبالعكس منعه البيانيون وابن مالك وابن عصفور ونقله عن الأكثرين وأجازه الصفار وجماعة، ووفّق الشيخ بهاء الدين السبكي بينهما وحاصله أنّ أهل البيان متفقون على المنع بلاغة، وأكثر النحاة قائلون بجوازه لغة كذا في المغني وشرحه. وفي الارشاد عطف الفعل على الاسم جائز ويجوز عكسه، وعطف الجملة على المفرد ويجوز عكسه، وعطف الماضي على المضارع وعكسه أيضا، ويحتاج كلّ إلى تأويل بالوفاق.
فائدة:
عطف القصة على القصة هو أن يعطف جمل مسوقة لغرض على جمل مسوقة لغرض آخر لمناسبة بين الغرضين. فكلّما كانت المناسبة أشدّ كان العطف أحسن من غير نظر إلى كون تلك الجمل خبرية أو إنشائية. فعلى هذا يشترط أن يكون المعطوف والمعطوف عليه جملا متعددة. وقد يراد بها عطف حاصل مضمون أحدهما على حاصل مضمون الأخرى من غير نظر إلى الإنشائية والخبرية، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي في الخطبة.

فقوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا إلى قوله وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا ليس من باب عطف الجملة على الجملة بل من باب ضمّ جمل مسوقة لغرض إلى جمل أخرى مسوقة لغرض آخر. والمقصود بالعطف المجموع.
ويجوز أن يراد به عطف الحاصل على الحاصل، يعني أنّه ليس المعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له مشاكل من أمر أو نهي يعطف عليه، بل المعتمد بالعطف هو الجملة من حيث إنّها وصف ثواب المؤمنين، فهي معطوفة على الجملة من حيث إنّها وصف عقاب الكافرين كما تقول زيد يعاقب بالقيد والإزهاق وبشّر عمروا بالعفو والإطلاق. ثم هذا المثال يمكن أن يجعل من عطف قصة على قصة بالمعنى الأول، وإن لم يكن فيه جمل بل جملتان بأن يقال فيه عطف قصة عمرو الدالة على أحسن حاله على قصة زيد الدالة على أسوإ حاله، لكنه اقتصر من القصتين على ما هو العمدة فيهما إذ يفهم منه الباقي منهما، فكأنّه قال: زيد يعاقب بالقيد والإزهاق فما أسوأ حاله وما أخسره إلى غير ذلك وبشر عمروا بالعفو والإطلاق فما أحسن حاله وما أربحه، هكذا في المطول وحواشيه في باب الوصل والفصل.
فائدة:
عطف التلقين وهو أن يلقّن المخاطب المتكلّم بالعطف كما تقول أكرمك فيقول المخاطب وزيدا أي قل وزيدا أيضا، وعلى هذا قوله تعالى قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي بعد قوله إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً أي قل وَمِنْ ذُرِّيَّتِي. قيل عليه تلقين القائل يقتضي أن يقال ومن ذريتك وأجاب عنه جدّي رحمة الله عليه في حاشيته على البيضاوي بأنّ معنى عطف التلقين أن يقول المخاطب للمتكلّم قل وهذا أيضا عطفا على ما قلت على وجه ينبغي لك لا على وجه قلت أنا مثل أن تقول ومن ذريتك لا أن تقول ومن ذريتي. وإنّما قال المخاطب ومن ذريتي مناسبا لحاله. فائدة:
عطف أحد المترادفين على الآخر ويسمّى بالعطف التفسيري أيضا، أنكر المبرّد وقوعه في القرآن. وقيل المخلّص في هذا أن يعتقد أنّ مجموع المترادفين يحصّل معنى لا يوجد عند انفرادهما. فإنّ التركيب يحدث أمرا زائدا. وإذا كانت كثرة الحروف تفيد زيادة المعنى فكذلك كثرة الألفاظ. وقد يعطف الشيء على نفسه تأكيدا كما في فتح الباري شرح صحيح البخاري.
فائدة:
عطف الخاص على العام التنبيه على فضله حتى كأنّه ليس من جنس العام. وسمّاه البعض بالتجريد كأنّه جرّد من الجملة وأفرد بالذّكر تفصيلا ومنه: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى.
فائدة:
عطف العام على الخاص أنكر بعضهم وجوده فأخطأ، والفائدة فيه واضحة، وهو التعميم وأفراد الأول بالذكر اهتمــاما بشأنه، ومنه قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي والنّسك العبادة فهو أعمّ كذا في الاتقان.
فائدة:
جمعوا على جواز العطف على معمولي عامل واحد نحو إنّ زيدا ذاهب وعمرا جالس، وعلى معمولات عامل واحد نحو أعلم زيد عمرا بكرا جالسا وأبو بكر خالدا سعيدا منطلقا، وأجمعوا على منع العطف على معمول أكثر من عاملين نحو إنّ زيدا ضارب أبوه لعمرو وأخاك غلامه بكر وأمّا معمولا عاملين مختلفين فإن لم يكن أحدهما جارا فقال ابن مالك هو ممتنع إجماعا، نحو كان زيد آكلا طعامك عمرو وتمرك بكر، وليس كذلك بل نقل الفارسي الجواز مطلقا عن جماعة، وقيل إنّ منهم الأخفش. وإن كان أحدهما جارا فإن كان الجار مؤخرا نحو زيد في الدار والحجرة عمرو أو عمرو الحجرة فنقل المهدوي أنّه ممتنع إجماعا وليس كذلك، بل هو جائز عند من ذكرناه، وإن كان الجار مقدّما نحو في الدار زيد والحجرة عمرو فالمشهور عن سيبويه المنع وبه قال المبرّد وابن السّرّاج. ومنع الأخفش الإجازة. قال الكسائي والفراء والزجاج فصل قوم منهم الأعلم فقالوا إن ولي المخفوض العاطف كالمثال جاز لأنّه كذا سمع، ولأنّ فيه تعادل المتعاطفات، وإلّا امتنع نحو في الدار زيد وعمرو الحجرة. والثاني عطف البيان وهو تابع يوضّح أمر المتبوع من الدال عليه لا على معنى فيه. فبقيد الإيضاح خرج التأكيد والبدل وعطف النّسق لعدم كونها موضّحة للمتبوع.
وبقولنا من الدّال عليه أي على المتبوع لا على معنى فيه أي في المتبوع خرج الصفة فإنّ الصّفة تدلّ على معنى في المتبوع بخلاف عطف البيان فإنّه يدلّ على نفس المتبوع نحو اقسم بالله أبو حفص عمر، ولا يلزم من ذلك أن يكون عطف البيان أوضح من متبوعه بل ينبغي أن يحصل من اجتماعهما إيضاح لم يحصل من أحدهما على الانفراد، فيصحّ أن يكون الأول أوضح من الثاني، كذا في العباب والفوائد الضيائية، وقد ذكر ما يتعلّق بهذا في لفظ التوضيح أيضا.
فائدة:
يفترق عطف البيان والبدل في أمور ثمانية. الأول: أنّ العطف لا يكون مضمرا ولا تابعا لمضمر لأنّه في الجوامد نظير النعت في المشتقّ، وأمّا البدل فيكون تابعا لضمير بالاتفاق نحو قوله تعالى: وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وكذا يكون مضمرا تابعا لمضمر نحو رأيته إياه، أو لظاهر كرأيت زيدا إياه وخالف في ذلك ابن مالك، والصّواب في الأول قول الكوفيين أنّه توكيد كما في قمت أنت. الثاني: أنّ البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره ولا يختلف النحاة في جواز ذلك في البدل نحو بِالنَّاصِيَةِ، ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ. الثالث أنّه لا يكون جملة بخلاف البدل نحو قوله تعالى: ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ، وهو أصح الأقوال في عرفت زيدا أيؤمن هو الرابع: أنّه لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل نحو قوله تعالى اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً الخامس: أنّه لا يكون فعلا تابعا لفعل بخلاف البدل نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ السادس: أنّه لا يكون بلفظ الأول ويجوز ذلك في البدل بشرط أن يكون مع الثاني زيادة بيان كقراءة يعقوب وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا بنصب كلّ الثاني، قاله ابن الطراوة وتبعه على ذلك ابن مالك وابنه، وحجتهم أنّ الشيء لا يبيّن بنفسه. والحقّ جواز ذلك في عطف البيان أيضا. السابع: أنّه ليس في النية إحلاله محلّ الأول بخلاف البدل فإنّه في حكم تكرير العامل، ولذا تعيّن البدل في نحو أنا الضارب الرجل زيد. الثامن: أنّه ليس في التقدير من جملة أخرى بخلاف البدل ولذا تعيّن البدل في نحو هند قام عمرو أخوها، ونحو مررت برجل قام عمرو أخوه، ونحو زيدا ضربت عمروا أخاه. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى المغني.

الْإِيمَان

(الْإِيمَان) التَّصْدِيق وَشرعا التَّصْدِيق بِالْقَلْبِ وَالْإِقْرَار بِاللِّسَانِ
الْإِيمَان: بِالْفَتْح جمع الْيَمين. وبالكسر فِي اللُّغَة التَّصْدِيق مُطلقًا وَهُوَ مصدر من بَاب الْأَفْعَال من الْأَمْن والهمزة للصيرورة أَو للتعدية بِحَسب الأَصْل. كَأَن الْمُصدق صَار ذَا أَمن من أَن يكون مكذوبا أَو جعل الْغَيْر آمنا من التَّكْذِيب والمخالفة فَهُوَ مُتَعَدٍّ بِنَفسِهِ. وَقد يعدى بِالْبَاء بِاعْتِبَار معنى الِاعْتِرَاف وَالْإِقْرَار كَقَوْلِه تَعَالَى {آمن الرَّسُول بِمَا أنزل إِلَيْهِ من ربه والمؤمنون} . وباللام بِاعْتِبَار معنى الاذعان وَالْقَبُول كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا وَلَو كُنَّا صَادِقين} وَلَيْسَ المُرَاد بالتصديق إِيقَاع نِسْبَة الصدْق إِلَى الْخَبَر والمخبر فِي الْقلب بِدُونِ الإذعان وَالْقَبُول بِأَن تَقول هَذَا الْخَبَر صَادِق أَو أَنْت صَادِق من غير إذعان وَقبُول بل المُرَاد بِهِ التَّصْدِيق المنطقي الْمُقَابل للتصور أَي إذعان النِّسْبَة الْمعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بكرويدن) فالإيمان فِي اللُّغَة هُوَ اذعان النِّسْبَة مُطلقًا. وَفِي الشَّرْع فِي مُسَمَّاهُ اخْتِلَاف. ذهب بَعضهم إِلَى أَنه بسيط. وَالْآخر إِلَى أَنه مركب. وَفِي القائمين فِي بساطته اخْتِلَاف. قَالَ بَعضهم إِنَّه تَصْدِيق النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْقَلْبِ فِي جَمِيع مَا علم بِالضَّرُورَةِ مَجِيئه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِهِ من عِنْد الله إِجْمَالا فِيمَا علم إِجْمَالا وتفصيلا فِيمَا علم تَفْصِيلًا أَي تَصْدِيقه وإذعانه فِيمَا اشْتهر كَونه من الَّذين بِحَيْثُ يُعلمهُ الْعَامَّة من غير افتقار إِلَى نظر واستدلال كوحدة الصَّانِع - وَوُجُوب الصَّلَاة - وَحُرْمَة الْخمر - وَنَحْو ذَلِك وَيَكْفِي الْإِجْمَال فِيمَا يُلَاحظ إِجْمَالا وَيشْتَرط التَّفْصِيل فِيمَا يُلَاحظ تَفْصِيلًا حَتَّى لَو لم يصدق بِوُجُوب الصَّلَاة عِنْد السُّؤَال عَنهُ وبحرمة الْخمر عِنْد السُّؤَال عَنْهَا كَانَ كَافِرًا. وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَعَلِيهِ جُمْهُور الْمُحَقِّقين وَهُوَ مُخْتَار الشَّيْخ أبي الْمَنْصُور الماتريدي رَحمَه الله فالإيمان عِنْدهم بسيط لِأَنَّهُ عبارَة عَن التَّصْدِيق الْمَذْكُور فَقَط وَالْإِقْرَار لَيْسَ بِشَرْط لأصل الْإِيمَان بل لإجراء الاحكام فِي الدُّنْيَا من ترك الْجِزْيَة وَالصَّلَاة عَلَيْهِ والدفن فِي مَقَابِر الْمُسلمين والمطالبة بالعشر وَالزَّكَاة فَمن صدق بِقَلْبِه وَلم يقر بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤمن عِنْد الله تَعَالَى وَإِن لم يكن مُؤمنا فِي أَحْكَام الدُّنْيَا. وَمن أقرّ بِلِسَانِهِ وَلم يقر بِقَلْبِه كالمنافق فبالعكس. وَإِنَّمَا جعلُوا الْإِقْرَار شرطا لإجراء الْأَحْكَام الْمَذْكُورَة لِأَن الْإِيمَان الَّذِي هُوَ التَّصْدِيق القلبي أَمر مبطن لَا بُد لَهُ من عَلامَة تدل عَلَيْهِ لإجراء أَحْكَامه.
وَلَا يذهب عَلَيْك أَن التَّصْدِيق الإيماني هُوَ التَّصْدِيق المنطقي بِعَيْنِه بل بَينهمَا فرق بِالْعُمُومِ وَالْخُصُوص من وَجْهَيْن. أَحدهمَا: أَن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ الإذعان وَالْقَبُول بِالنِّسْبَةِ بَين الشَّيْئَيْنِ مُطلقًا والتصديق الإيماني هُوَ أخص بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق أَي التَّصْدِيق بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلِهَذَا قَالُوا إِن الْإِيمَان فِي الشَّرْع مَنْقُول إِلَى التَّصْدِيق الْخَاص بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق. وَثَانِيهمَا: إِن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ الإذعان وَالْقَبُول بِالنِّسْبَةِ مُطلقًا أَي سَوَاء كَانَ حَاصِلا بِالْكَسْبِ وَالِاخْتِيَار أَو لَا. بِخِلَاف التَّصْدِيق الإيماني فَإِنَّهُ الإذعان وَالْقَبُول بِالنِّسْبَةِ بَين الْأُمُور الْمَخْصُوصَة بِالْكَسْبِ وَالِاخْتِيَار حَتَّى لَو وَقع ذَلِك فِي الْقلب من غير اخْتِيَار لم يكن إِيمَانًا. فَمن شَاهد المعجزة فَوَقع فِي قلبه صدق النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بَغْتَة فَإِنَّهُ لَا يُقَال فِي اللُّغَة أَنه صدق وَأَيْضًا لَا يكون مُؤمنا شرعا بل يكون مُكَلّفا بتحصيل ذَلِك الإذعان بِالِاخْتِيَارِ فالتصديق الإيماني أخص مُطلقًا من التَّصْدِيق المنطقي الْمُقَابل للتصور بِاعْتِبَار مُتَعَلّقه ولكونه مُقَيّدا بِالْكَسْبِ وَالِاخْتِيَار دون التَّصْدِيق المنطقي. وَكَيف لَا يكون مُقَيّدا بِالْكَسْبِ وَالِاخْتِيَار فَإِن الْإِيمَان مَأْمُور ومكلف بِهِ فَلَو لم يكن اخْتِيَارا لما صَحَّ التَّكْلِيف بِهِ.
فَإِن قلت إِن الْإِيمَان تَصْدِيق والتصديق من قسمي الْعلم الَّذِي من الكيفيات النفسانية دون الْأَفْعَال الاختيارية فَلَا يَصح التَّكْلِيف بِهِ لِأَن الْمُكَلف بِهِ لَا بُد أَن يكون فعلا اختياريا قُلْنَا لَا نسلم أَن الْمُكَلف بِهِ لَا يكون إِلَّا فعلا اختياريا فَإِن التَّكْلِيف بالشَّيْء على نَوْعَيْنِ: أَحدهمَا: التَّكْلِيف بِحَسب نفس ذَلِك الشَّيْء وَهُوَ يَقْتَضِي أَن يكون نَفسه مِمَّا تتَعَلَّق بِهِ الْقُدْرَة الْحَادِثَة كالضرب بِالْمَعْنَى المصدري وَهَذَا الشَّيْء لَا يكون إِلَّا فعلا اختياريا. وَالثَّانِي: التَّكْلِيف بالشَّيْء بِحَسب التَّحْصِيل وَهُوَ يَقْتَضِي أَن يكون تَحْصِيله مِمَّا تتَعَلَّق بِهِ الْقُدْرَة. وَذَلِكَ بِأَن يكون الْأَسْبَاب المفضية إِلَيْهِ مقدورة سَوَاء كَانَ نَفسه مَقْدُورًا أَو لَا إِذْ قد يكون الشَّيْء بِحَسب ذَاته غير مَقْدُور وَبِاعْتِبَار تَحْصِيله مَقْدُورًا كالتسخن والتبرد وَالْإِيمَان كَذَلِك فَإِن نَفسه وَإِن كَانَ لَيْسَ مَقْدُورًا اختياريا لَكِن تَحْصِيله فعل اخْتِيَاري فالتكليف بِهِ لَيْسَ إِلَّا بِحَسب تَحْصِيله بِالِاخْتِيَارِ فِي مُبَاشرَة الْأَسْبَاب وَصرف النّظر وَرفع الْمَوَانِع وَنَحْو ذَلِك وَالْعَمَل بالأركان لَيْسَ جُزْء الْإِيمَان على هَذَا الْمَذْهَب أَيْضا كَمَا أَن الْإِقْرَار لَيْسَ بِجُزْء مِنْهُ.
وَمذهب الرقاشِي وَالْقطَّان أَن الْإِيمَان بسيط لِأَنَّهُ الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ فَقَط بِتَصْدِيق النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي جَمِيع مَا جَاءَ بِهِ من عِنْد الله تَعَالَى لَكِن لَيْسَ الْإِيمَان هُوَ الْإِقْرَار الْمَذْكُور مُطلقًا عِنْدهمَا بل بِشَرْط مواطأة الْقلب.ثمَّ إِن الرقاشِي يشْتَرط مَعَ الْإِقْرَار الْمَذْكُور الْمعرفَة القلبية حَتَّى لَا يكون الْإِقْرَار بِدُونِهَا إِيمَانًا عِنْده. وَالْقطَّان يشْتَرط مَعَه التَّصْدِيق المكتسب بِالِاخْتِيَارِ وَصرح بِأَن الْإِقْرَار الْخَالِي عَن التَّصْدِيق المكتسب لَا يكون إِيمَانًا وَعند اقترانه بِهِ يكون الْإِيمَان عِنْده هُوَ الْإِقْرَار فَقَط. وَذهب الكرامية أَيْضا إِلَى بساطة الْإِيمَان لِأَنَّهُ عِنْدهم أَيْضا الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ فَقَط لَكِن بِدُونِ اشْتِرَاط الْمعرفَة أَو التَّصْدِيق المكتسب حَتَّى أَن من أضمر الْكفْر وَأظْهر الْإِيمَان يكون مُؤمنا إِلَّا أَنه يسْتَحق الخلود فِي النَّار. وَمن أضمر الْإِيمَان وَلم يتَحَقَّق مِنْهُ الْإِقْرَار لَا يسْتَحق الْجنَّة.
وَفِي الْقَائِلين بتركيب الْإِيمَان أَيْضا اخْتِلَاف. قَالَ بَعضهم أَنه مركب من التَّصْدِيق الْمَذْكُور وَالْإِقْرَار بِهِ فَهُوَ حِينَئِذٍ مركب من أَمريْن لَكِن الْأَمر الأول: أَعنِي الإذعان الْمَذْكُور ركن لَازم لَا يحْتَمل السُّقُوط أصلا. وَالْأَمر الثَّانِي: أَعنِي الْإِقْرَار المسطور ركن غير لَازم يحْتَمل السُّقُوط كَمَا فِي حَالَة الْإِكْرَاه وَهُوَ الْمَنْقُول عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى ومشهور من أَصْحَابه وَكثير من الأشاعرة.
وَفِي شرح الْمَقَاصِد فعلى هَذَا من صدق بِقَلْبِه وَلم يتَّفق لَهُ الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ فِي عمره مرّة لَا يكون مُؤمنا عِنْد الله تَعَالَى وَلَا يسْتَحق دُخُول الْجنَّة وَلَا النجَاة من الخلود فِي النَّار. ثمَّ الْخلاف فِيمَا إِذا كَانَ قَادِرًا وَترك التَّكَلُّم لَا على وَجه الأباء إِذْ الْعَاجِز كالأخرس مُؤمن اتِّفَاقًا. والمصر على عدم الْإِقْرَار مَعَ الْمُطَالبَة بِهِ كَافِر وفَاقا لكَون ذَلِك من إمارات عدم التَّصْدِيق. وَلِهَذَا أطبقوا على كفر أبي طَالب. وَإِن كابرت الروافض غير متأملين فِي أَنه كَانَ أشهر أعمام النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَكْثَرهم اهتمــاما بِشَأْنِهِ وأوفرهم حرصا من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على إيمَانه فَكيف اشْتهر حَمْزَة وَالْعَبَّاس وشاع على رُؤُوس المنابر فِيمَا بَين النَّاس وَورد فِي بابهما الْأَحَادِيث الْمَشْهُورَة وَكثر مِنْهُمَا المساعي المشكورة دون أبي طَالب انْتهى. وَقَالَ بَعضهم إِن مُسَمّى الْإِيمَان هُوَ مَجْمُوع التَّصْدِيق الْمَذْكُور وَالْإِقْرَار بِاللِّسَانِ وَالْعَمَل بالأركان فَهُوَ حِينَئِذٍ مركب من ثَلَاثَة أُمُور. وَهَذَا مَذْهَب جُمْهُور الْمُتَكَلِّمين والمحدثين وَالْفُقَهَاء والمعتزلة والخوارج إِلَّا أَن جُمْهُور الْمُتَكَلِّمين والمحدثين وَالْفُقَهَاء لم يجْعَلُوا الْعَمَل بالأركان ركنا لأصل الْإِيمَان بل للْإيمَان الْكَامِل فتارك الْعَمَل عِنْدهم مُؤمن وَلَيْسَ بِمُؤْمِن كَامِل. فَإِنَّهُم ذَهَبُوا إِلَى أَن تَارِك الْعَمَل لَيْسَ بِخَارِج عَن الْإِيمَان ودخوله فِي الْجنَّة وَعدم خلوده فِي النَّار مقطوعان. وَعند الْخَوَارِج والمعتزلة الْعَمَل ركن لأصل الْإِيمَان فتارك الْعَمَل خَارج عَن الْإِيمَان وداخل فِي الْكفْر عِنْد الْخَوَارِج وَغير دَاخل فِي الْكفْر عِنْد الْمُعْتَزلَة لأَنهم قَائِلُونَ بالمنزلة بَين المنزلتين. ثمَّ الْمُعْتَزلَة اخْتلفُوا فِيمَا بَينهم فِي الْأَعْمَال فَعِنْدَ أبي عَليّ وَابْنه أبي هَاشم الْأَعْمَال فعل الْوَاجِبَات وَترك الممنوعات. وَعند أبي الْهُذيْل وَعبد الْجَبَّار فعل الطَّاعَات وَاجِبَة كَانَت أَو مَنْدُوبَة فعلى أَي حَال لَا يخرج مُسَمّى الْإِيمَان الشَّرْعِيّ عَن فعل الْقلب وَفعل الْجَوَارِح سَوَاء كَانَ فعل اللِّسَان وَهُوَ الْإِقْرَار أَو غير فعل اللِّسَان وَهُوَ الْعَمَل بالطاعات.
وَوجه الضَّبْط أَن مُسَمّى الْإِيمَان الشَّرْعِيّ إِمَّا بسيط أَو مركب. وعَلى الأول إِمَّا تَصْدِيق فَقَط بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِي وَهُوَ الْمُخْتَار. أَو إِقْرَار بِاللِّسَانِ بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَط بِشَرْط مواطأة الْقلب وَهُوَ مَذْهَب الرقاشِي وَالْقطَّان. أَو بِدُونِ اشْتِرَاط تِلْكَ المواطأة وَهُوَ مَذْهَب الكرامية. وعَلى الثَّانِي إِمَّا مركب من أَمريْن أَي التَّصْدِيق الْمَذْكُور وَالْإِقْرَار وَهُوَ مَذْهَب أبي حنيفَة رَحمَه الله وَكثير من الأشاعرة. أَو مركب من ثَلَاثَة أُمُور الْأَمريْنِ الْمَذْكُورين وَالْعَمَل بالأركان. ثمَّ الْعَمَل بالأركان إِمَّا جُزْء للْإيمَان الْكَامِل وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور الْمُتَكَلِّمين والمحدثين وَالْفُقَهَاء الشَّافِعِي رَحِمهم الله فالنزاع بَيْننَا وَبينهمْ لَفْظِي. وَإِمَّا جُزْء لأصل الْإِيمَان وَهُوَ مَذْهَب الْخَوَارِج والمعتزلة. وَالْفرق بَينهمَا لَيْسَ إِلَّا فِي الْأَحْكَام الأخروية كَمَا مر فَافْهَم واحفظ وَكن من الشَّاكِرِينَ.
الْإِيمَان: قَالَ الْعَارِف النامي نور الدّين الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الجامي قدس الله تَعَالَى سره السَّامِي فِي (نفحات الْأنس من حضرات الْقُدس) فِي وصف أَحْوَال أَبُو الرّبيع الكفيف الحافي رَحمَه الله تَعَالَى: إِن قَول كلمة (لَا إِلَه إِلَّا الله) توفر النجَاة لمن يَقُولهَا سَبْعَة آلَاف مرّة أَو لمن تقال نِيَابَة عَنهُ أَو بنيته. وَيَقُول الشَّيْخ أَبُو الرّبيع أَنه جَاءَ بِهَذَا الذّكر سَبْعَة آلَاف مرّة من غير نِيَّة حَتَّى كَانَ يَوْم كنت حَاضرا فِيهِ مائدة طَعَام مَعَ جمَاعَة وَمَعَهُمْ طِفْل أعطَاهُ الله قدرَة الْكَشْف، وعندما أَرَادَ هَذَا الطِّفْل البدء بِالْأَكْلِ أَخذ يبكي، فَقَالُوا لَهُ: مَا الَّذِي يبكيك: فَقَالَ: إِنَّنِي أرى عَالم البرزخ وَأرى والدتي فِي نارها، فَمَا كَانَ من الشَّيْخ أَبُو الرّبيع إِلَّا أَن عقد النِّيَّة فِي سره على إهداء ذَلِك الذّكر إِلَى وَالِدَة هَذَا الطِّفْل من أجل خلاصها من نَار البرزخ، وَيَقُول مَا إِن أتتمت النِّيَّة حَتَّى ضحك الطِّفْل وَظَهَرت عَلَيْهِ البشاشة وَقَالَ: الْحَمد لله لقد نجت والدتي من عَذَاب نَار البرزخ وَشرع بِالطَّعَامِ مَعَ الْجَمَاعَة، وَيَقُول الشَّيْخ أَبُو الرّبيع أَنه علم لي فِي هَذَا الْبَاب والكشف الَّذِي حدث للطفل صِحَة الْخَبَر النَّبَوِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انْتهى.

بِكُلّ اكْتِرَاثٍ

بِكُلّ اكْتِرَاثٍ
الجذر: ك ر ث

مثال: نطالب إسرائيل بكل اكتراث بالسلام
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء كلمة «اكتراث» في سياق مثبت وليس منفيًّا.
المعنى: اعتناء واهتمــام

الصواب والرتبة: -نطالب إسرائيل بكل اهتمــام بالسلام [فصيحة]-نطالب إسرائيل بكل اكتراث بالسلام [صحيحة]
التعليق: (انظر: اكترث).

التَّجْهِيز

التَّجْهِيز: (سازكردن وساختن جهاز عروس ومسافر ومرده) . وَالْمرَاد بالتجهيز فِي الْفَرَائِض جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمَيِّت حَتَّى الْقَبْر فعلى هَذَا لَا احْتِيَاج إِلَى ذكر التَّكْفِين فِي قَوْلهم يتَعَلَّق بتركة الْمَيِّت حُقُوق أَرْبَعَة مرتبَة الأول أَن يبْدَأ بتكفينه وتجهيزه إِلَّا أَن يُقَال إِنَّمَا يذكر اهتمــاما بِشَأْنِهِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.