Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اختط

المُحَمَّدِيّةُ

المُحَمَّدِيّةُ:
أصله مفعّل مشدّد للتكثير والمبالغة من الحمد وهو اسم مفعول منه ومعناه أنه يحمد كثيرا، وهو اسم لمواضع، منها: قرية من نواحي بغداد من كورة طريق خراسان أكثر زرعها الأرز. والمحمدية أيضا: ببغداد من قرى بين النهرين، منها أبو علي محمد بن الحسين بن أحمد بن الطيّب الأديب، كتب عنه هبة الله الشيرازي وقال: أنشدنا الأديب محمد بن الحسين لنفسه بالمحمدية من العراق فقال:
إذا اغترب الحرّ الكريم بدت له ... ثلاث خصال كلهنّ صعاب:
تفرّق أحباب، وبذل لهيبة، ... وإن مات لم تشقق عليه ثياب
والمحمدية أيضا: من أعمال برقة من ناحية الإسكندرية. والمحمدية: مدينة بنواحي الزاب من أرض المغرب. ومدينة المسيلة بالمغرب يقال لها أيضا المحمدية اختطّــها محمد بن المهدي الملقب بالقائم في أيام أبيه، وذلك أن أباه أنفذه في جيش حتى بلغ
تاهرت فقتل وتملّك ومرّ بموضع المسيلة فأعجبه فخطّ برمحه وهو راكب فرسه صفة مدينة وأمر علي بن حمدون الأندلسي ببنائها وسماها المحمدية باسمه، وكانت خطّة لبني كملان قبيلة من البربر فأمر بنقلهم إلى فحص القيروان فهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي عليه فأحكمها ونقل إليها الذخائر وذلك في سنة 315.
والمحمدية: مدينة بكرمان في الإقليم الثالث، طولها تسعون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وربع، قال البلاذري: الإيتاخيّة تعرف بإيتاخ التركي ثم سماها المتوكل المحمدية باسم ابنه محمد المنتصر وكانت تعرف أولا بدير أبي الصّفرة وهم قوم من الخوارج وهي بقرب سامرّا، ووقع لي بمرو كتاب اسمه تمام الفصيح لابن فارس وبخطه وقد كتب في آخره: وكتب أحمد بن فارس ابن زكرياء بخطه في شهر رمضان سنة 390 بالمحمدية، فعبرت دهرا أسأل عن موضع بنواحي الجبال يعرف بهذا الاسم فلم أجده لأن ابن فارس في هذه الأيام هناك كان حيّا حتى وقعت على كتاب محمد بن أحمد بن الفقيه فذكر فيه قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهدي الرّيّ في خلافة المنصور بنى مدينة الري التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا وجرى ذلك على يد عمّار بن أبي الخصيب وكتب اسمه على حائطها وتم عملها سنة 158 وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آخر وسماها المحمدية، فأهل الري يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزبيدية في داخل المدينة بالمحمدية، وقد كان المهدي نزله أيام كونه بالري وكان مطلّا على المسجد الجامع ودار الإمارة ثم جعل بعد ذلك سجنا ثم خرب فعمّره رافع بن هرثمة في سنة 278 ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع عنها، فلما وقفت على هذا فرّج عني وإن كان في ألفاظ هذا الخبر اختلال إلا أن الغرض حصل أنها محلة بالري، وقرأت في تاريخ أبي سعد الآبي أن المهدي لما قدم الري بنى بها المسجد الجامع فذكر أنه لما أخذ في حفر الأساس أتي إلى أساس قديم في أبواب بيوت قد رسخت في الأرض كان السيل قد أتى عليها فطمّها ودفنها، فأخبر المهدي بذلك فنادى:
من كان له ههنا دار فليأت فإن شاء باع وإن شاء عوّض عنها دارا، فأتاه ناس كثير فاختار بعضهم الثمن فقبضوه وبعضهم اختار العوض فبنى لهم المحلة المعروفة بمهدي أباذ ووقع الفراغ من بناء جميع ذلك في سنة 158 فسميت الري المحمدية باسم المهدي وسميت البيوت المدينة الداخلة والفصيل المدينة الخارجة.

مَحْرِيطُ

مَحْرِيطُ:
بالفتح ثم السكون، وكسر الراء، وياء، وآخره طاء مهملة: مدينة بوادي الحجارة اختطــها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، ينسب إليها سعيد بن سالم الثغري ساكن محريط يكنى أبا عثمان، سمع بطليطلة من وهب بن عيسى، وبوادي الحجارة من وهب بن مسرّة وغيرهما، وكان فاضلا وقصد للسماع عليه، ومات لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة 376، قاله ابن الفرضى.

كَدْراءُ

كَدْراءُ:
بالمدّ، تأنيث الأكدر، وهو الماء المكدّر لونه، وقطاة كدراء ونطفة كدراء قريبة العهد بالسماء، وهو اسم مدينة باليمن على وادي سهام اختطــها حسين بن سلامة، وهي أمّه، أحد المتغلّبين على اليمن في نحو سنة 400.

حُلْوانُ

حُلْوانُ:
بالضم ثم السكون، والحلوان في اللغة الهبة، يقال: حلوت فلانا كذا مالا أحلوه حلوا وحلوانا إذا وهبت له شيئا على شيء يفعله غير الأجر، وفي الحديث: نهي عن حلوان الكاهن، والحلوان: أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه. وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق، وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، وقيل: إنها سميت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان بعض الملوك أقطعه إياها فسميت به.
وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: حلوان
طولها إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها أربع وثلاثون درجة، بيت حياتها أول درجة من الأسد، طالعها الذراع اليماني تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، وكانت مدينة كبيرة عامرة، قال أبو زيد: أما حلوان فإنها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما يسقط بها الثلج، وأما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائما، وهي وبئة ردية الماء وكبريتيته، ينبت الدفلى على مياهها، وبها رمان ليس في الدنيا مثله وتين في غاية من الجودة ويسمونه لجودته شاه انجير أي ملك التين، وحواليها عدة عيون كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء.
وأما فتحها فإن المسلمين لما فرغوا من جلولاء ضمّ هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عمه سعد قد سيّره على مقدمته إلى جرير بن عبد الله في خيل ورتبه بجلولاء، فنهض إلى حلوان فهرب يزدجرد إلى أصبهان وفتح جرير حلوان صلحا على أن كفّ عنهم وآمنهم على ديارهم وأموالهم ثم مضى نحو الدينور فلم يفتحها وفتح قرميسين على مثل ما فتح عليه حلوان وعاد إلى حلوان فأقام بها واليا إلى أن قدم عمار بن ياسر، فكتب إليه من الكوفة أن عمر قد أمره أن يمد به أبا موسى الأشعري بالأهواز، فسار حتى لحق بأبي موسى في سنة 19، قال الواقدي: بحلوان عقب لجرير بن عبد الله البجلي، وكان قد فتح حلوان في سنة 19، وفي كتاب سيف: في سنة 16، وقال القعقاع بن عمرو التميمي:
وهل تذكرون، إذ نزلنا وأنتم ... منازل كسرى، والأمور حوائل
فصرنا لكم ردءا بحلوان بعد ما ... نزلنا جميعا، والجميع نوازل
فنحن الأولى فزنا بحلوان بعد ما ... أرنّت، على كسرى، الإما والحلائل
وقال بعض المتأخرين يذم أهل حلوان:
ما إن رأيت جواميسا مقرّنة، ... إلا ذكرت ثناء عند حلوان
قوم، إذا ما أتى الأضياف دارهم ... لم ينزلوهم ودلوهم على الخان
وينسب إلى حلوان هذه خلق كثير من أهل العلم، منهم: أبو محمد الحسن بن عليّ الخلّال الحلواني، يروي عن يزيد بن هرون وعبد الرزاق وغيرهما، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما، توفي سنة 242، وقال أعرابيّ:
تلفّتّ من حلوان، والدمع غالب، ... إلى روض نجد، أين حلوان من نجد؟
لحصباء نجد، حين يضربها الندى، ... ألذّ وأشفى للعليل من الورد
ألا ليت شعري! هل أناس بكيتهم ... لفقدهم هل يبكينّهم فقدي؟
أداوي ببرد الماء حرّ صبابة، ... وما للحشا والقلب غيرك من برد
وأما نخلتا حلوان فأول من ذكرهما في شعره فيما علمنا مطيع بن إياس الليثي، وكان من أهل فلسطين من أصحاب الحجاج بن يوسف، ذكر أبو الفرج عن أبي الحسن الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه
عن سعيد بن سلم قال: أخبرني مطيع بن إياس أنه كان مع سلم بن قتيبة بالرّيّ، فلما خرج إبراهيم بن الحسن كتب إليه المنصور يأمره باستخلاف رجل على عمله والقدوم عليه في خاصته على البريد، قال مطيع ابن إياس: وكانت لي جارية يقال لها جوذابة كنت أحبّها، فأمرني سلم بالخروج معه فاضطررت إلى بيع الجارية فبعتها وندمت على ذلك بعد خروجي وتتبعتها نفسي، فنزلنا حلوان فجلست على العقبة أنتظر ثقلي وعنان دابتي في يدي وأنا مستند إلى نخلة على العقبة وإلى جانبها نخلة أخرى فتذكرت الجارية واشتقت إليها فأنشدت أقول:
أسعداني يا نخلتي حلوان، ... وابكياني من ريب هذا الزمان
واعلما أن ريبه لم يزل يف ... رق بين الألّاف والجيران
ولعمري، لو ذقتما ألم الفر ... قة أبكاكما الذي أبكاني
أسعداني، وأيقنا أن نحسا ... سوف يأتيكما فتفترقان
كم رمتني صروف هذي الليالي ... بفراق الأحباب والخلّان
غير أني لم تلق نفسي كما لا ... قيت من فرقة ابنة الدهقان
جارة لي بالريّ تذهب همّي، ... ويسلّي دنوّها أحزاني
فجعتني الأيام، أغبط ما كن ... ت، بصدع للبين غير مدان
وبزعمي أن أصبحت لا تراها ال ... عين مني، وأصبحت لا تراني
وعن سعيد بن سلم عن مطيع قال: كانت لي بالرّيّ، جارية أيام مقامي بها مع سلم بن قتيبة، فكنت أتستر بها وأتعشق امرأة من بنات الدهاقين، وكنت نازلا إلى جنبها في دار لها، فلما خرجنا بعت الجارية وبقيت في نفسي علاقة من المرأة، فلما نزلنا بعقبة حلوان جلست مستندا إلى إحدى النخلتين اللتين على العقبة وقلت، وذكر الأبيات، فقال لي سلم: فيمن هذه الأبيات، أفي جاريتك؟ فاستحييت أن أصدقه فقلت:
نعم، فكتب من وقته إلى خليفته أن يبتاعها لي، فلم يلبث أن ورد كتابه بأني قد وجدتها وقد تداولها الرجال وقد بلغت خمسة آلاف درهم فإن أمرت أن أشتريها، فأخبرني بذلك سلم وقال: أيما أحب إليك هي أم خمسة آلاف درهم؟ فقلت: أما إن كانت قد تداولها الرجال فقد عزفت نفسي عنها، فأمر لي بخمسة آلاف درهم، فقلت: والله ما كان في نفسي منها شيء ولو كنت أحبها لم أبال إذا رجعت إلي بمن تداولها ولا أبالي لو ناكها أهل منى كلهم، وذكر المدائني أن المنصور اجتاز بنخلتي حلوان وكانت إحداهما على الطريق وكانت تضيّقه وتزدحم الأثقال عليه فأمر بقطعها، فأنشد قول مطيع:
واعلما إن بقيتما أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان
فقال: لا والله لا كنت ذلك النحس الذي يفرق بينهما! فانصرف وتركهما، وذكر أحمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده إسمعيل بن داود أن المهدي قال:
أكثر الشعراء في ذكر نخلتي حلوان ولهممت بقطعهما فبلغ قولي المنصور فكتب إليّ: بلغني أنك هممت بقطع نخلتي حلوان ولا فائدة لك في قطعهما ولا ضرر عليك في بقائهما وأنا أعيذك بالله أن تكون النحس الذي يلقاهما فيفرق بينهما، يريد بيت مطيع، وعن أبي نمير عبد الله بن أيوب قال: لما خرج المهدي فصار بعقبة حلوان استطاب الموضع فتغدّى به ودعا بحسنة فقال لها: ما ترين طيب هذا الموضع! غنيني بحياتي حتى أشرب ههنا أقداحا، فأخذت محكّة كانت في يده فأوقعت على فخذه وغنته فقالت:
أيا نخلتي وادي بوانة حبّذا، ... إذا نام حرّاس النخيل، جناكما
فقال: أحسنت! لقد هممت بقطع هاتين النخلتين، يعني نخلتي حلوان، فمنعني منهما هذا الصوت، فقالت له حسنة: أعيذك بالله أن تكون النحس المفرق بينهما! وأنشدته بيت مطيع، فقال: أحسنت والله فيما فعلت إذ نبّهتني على هذا، والله لا أقطعهما أبدا ولأوكلن بهما من يحفظهما ويسقيهما أينما حييت! ثم أمر بأن يفعل ذلك، فلم تزالا في حياته على ما رسمه إلى أن مات، وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله ابن أبي سعد عن محمد بن المفضل الهاشمي عن سلام الأبرش قال: لما خرج الرشيد إلى طوس هاج به الدم بحلوان فأشار عليه الطبيب بأكل جمّار، فأحضر دهقان حلوان وطلب منه، فأعلمه أن بلادهم ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان، فأمر بقطع إحداهما، فلما نظر إلى النخلتين بعد أن انتهى إليهما فوجد إحداهما مقطوعة والأخرى قائمة وعلى القائمة مكتوب، وذكر البيت، فأعلم الرشيد وقال: لقد عز عليّ أن كنت نحسكما ولو كنت سمعت هذا البيت ما قطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم، ومما قيل في نخلتي حلوان من الشعر قول حمّاد عجرد:
جعل الله سدرتي قصر شي ... رين فداء لنخلتي حلوان
جئت مستسعدا فلم تسع داني، ... ومطيع بكت له النخلتان
وروى حماد عن أبيه لبعض الشعراء في نخلتي حلوان:
أيها العاذلان لا تعذلاني، ... ودعاني من الملام دعاني
وابكيا لي، فإنني مستحقّ ... منكما بالبكاء أن تسعداني
إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلوان
فهما تجهلان ما كان يشكو ... من هواه، وأنتما تعلمان
وقال فيهما أحمد بن إبراهيم الكاتب من قصيدة:
وكذاك الزمان ليس، وإن أل ... لف، يبقى عليه مؤتلفان
سلبت كفّه العزيز أخاه، ... ثم ثنّى بنخلتي حلوان
فكأنّ العزيز مذ كان فردا، ... وكأن لم تجاور النخلتان

وحلوان أَيضاً:
قرية من أعمال مصر، بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل، وبها دير ذكر في الديرة، وكان أول من اختطــها عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر، وضرب بها الدنانير، وكان له كل يوم ألف جفنة للناس حول داره، ولذلك قال الشاعر:
كلّ يوم كأنه عيد أضحى ... عند عبد العزيز، أو يوم فطر
وله ألف جفنة مترعات، ... كلّ يوم، يمدّها ألف قدر
وكان قد وقع بمصر طاعون في سنة 70 وواليها عبد العزيز فخرج هاربا من مصر، فلما وصل حلوان هذه استحسن موضعها فبنى بها دورا وقصورا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كروما ونخلا، فلذلك يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
سقيا لحلوان ذي الكروم، وما ... صنّف من تينه ومن عنبه
نخل مواقير بالقناء من ال ... برنيّ، يهتز ثم في سربه
أسود، سكانه الحمام، فما ... تنفكّ غربانه على رطبه
وقال سعد بن شريح مولى نجيب يهجو حفص بن الوليد الحضرمي والي مصر ويمدح زبّان بن عبد العزيز ابن مروان:
يا باعث الخيل، تردي في أعنّتها، ... من المقطّم في أكناف حلوان
لا زال بغضي ينمّى في صدوركم، ... إن كان ذلك من حيّ لزبّان

وحلوان أيضا:
بليدة بقوهستان نيسابور، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان.

قلعةُ حَمَّاد

قلعةُ حَمَّاد:
مدينة متوسطة بين اكم وأقران لها قلعة عظيمة على قلة جبل يسمى تاقربوست تشبه في التحصن ما يحكى عن قلعة أنطاكية، وهي قاعدة ملك بني حماد بن يوسف الملقب بلكّين بن زيري بن مناد الصنهاجي البربري، وهو أول من أحدثها في حدود سنة 370، وهي قرب أشير من أرض المغرب الأدنى، وليس لهذه القلعة منظر ولا رواء حسن إنما اختطــها حماد للتحصن والامتناع لكن يحفّ بها رساتيق ذات غلة وشجر مثمر كالتين والعنب في جبالها وليس بالكثير، ويتخذ بها لبابيد الطيلقان جيدة غاية، وبها الأكسية القلعية الصفيقة النسج الحسنة المطرّزة بالذهب، ولصوفها من النعومة والبصيص بحيث ينزّل مع الذهب بمنزلة الإبريسم، ولأهلها صحة مزاج ليس لغيرها، وبينها وبين بسكرة مرحلتان وإلى قسنطينية الهواء أيام، وبينها وبين سطيف ثلاث مراحل.

قلعةُ بُسر

قلعةُ بُسر:
ذكر أهل السير أن معاوية بعث عقبة بن نافع الفهري إلى إفريقية فافتتحها واختط القيروان وبعث بسر بن أرطاة العامري إلى قلعة من القيروان فافتتحها وقتل وسبى فهي إلى الآن تعرف بقلعة بسر:
وهي بالقرب من مجانة عند معدن الفضة، وقيل:
إن الذي وجه بسرا إلى هذه القلعة موسى بن نصير وبسر يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة ومولده قبل وفاة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، بسنتين، والواقدي يزعم أنه روى عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم.

جامع عمرو بن العاص

جامع عمرو بن العاص
فهو في مصر وهو العامر المسكون، وكان عمرو بن العاص لما حاصر الحصن بالفسطاط نصب رايته بتلك المحلة فسميت محلة الراية إلى الآن، وكان موضع هذا الجامع جبّانة، حاز موضعه قيسبة بن كلثوم التجيبي ويكنى أبا عبد الرحمن ونزله، فلما رجعوا من الإسكندرية سأل عمرو بن العاص قيسبة في منزله هذا أن يجعله مسجدا فتصدق به قيسبة على المسلمين واختط مع قومه بني سوم في تجيب فبني سنة 21، وكان طوله خمسين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا، ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من الصحابة الكرام، منهم الزبير بن العوّام والمقداد بن الأسود وعبادة ابن الصامت وابو الدرداء وأبو ذرّ الغفاري وغيرهم، قيل إنها كانت مشرقة قليلا حتّى أعاد بناءها على ما هي اليوم قرّة بن شريك لما هدم المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك وبناه، ثم ولي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري صحابي من قبل معاوية سنة 53 وبيّضه وزخرفه وزاد في أرجائه وأبّهته وكثّر مؤذّنيه، ثم لما ولي مصر قرة بن شريك العبسي في سنة 92 هدمه بأمر الوليد بن عبد الملك فزاد فيه ونمقه وحسّنه على عادة الوليد بن عبد الملك في بناء الجوامع، ثم ولي صالح بن علي بن عبد الله بن العباس في أيام السفاح فزاد أيضا فيه، وهو أول من ولي مصر من بني هاشم، وذلك في سنة 133، ويقال إنه أدخل في الجامع دار الزبير بن العوّام، ثم ولي موسى بن عيسى في أيام الرشيد في سنة 175 فزاد فيه أيضا، ثم قدم عبد الله بن طاهر بن الحسين في أيام المأمون في سنة 211 لقتال الخوارج ولما ظفر بهم ورجع أمر بالزيادة في الجامع فزيد فيه من غربيه، وكان وروده إلى مصر في ربيع الأول وخروجه في رجب من هذه السنة، ثم زاد فيه في أيام المعتصم أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع ابن أخت أبي الوزير أحمد بن خالد، وكان صاحب الخراج بمصر، وذلك في سنة 258، ثم وقع في الجامع حريق في سنة 275 فهلك فيه أكثر زيادة عبد الله بن طاهر فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته وكتب اسمه عليه، ثم زاد فيه أبو حفص عمر القاضي العباسي في رجب سنة 336، ثم زاد فيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن الخازن رواقا واحدا مقداره تسعة أذرع في سنة 357 ومات قبل تتمتها فأتمها ابنه علي وفرغت في سنة 358، ثم زاد فيه في أيام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس الفوّارة التي تحت قبة بيت المال وذلك في سنة 378 وجدد الحاكم بياض مسجد الجامع وقلع ما كان عليه من الفسفس وبيّض مواضعه، قال الشريف محمد بن أسعد ابن علي بن الحسن الجوّاني المعروف بابن النحوي في كتاب سماه النّقط لمعجم ما أشكل عليه من الخطط:
وكان السبب في خراب الفسطاط وإخلاء الخطط حتى بقيت كالتلال أنه توالت في أيام المستنصر بن الظاهر بن الحاكم سبع سنين أولها سنة 457 إلى سنة 464 من الغلاء والوباء الذي أفنى أهلها وخرب دورها ثم ورد أمير الجيوش بدر الجمالي من الشام في سنة 466 وقد عم الخراب جانبي الفسطاط الشرقي والغربي، فأما الغربي فخرب الشرف منه ومن قنطرة خليج بني وائل مع عقبة يحصب إلى الشرف ومراد والعبسيين وحبشان وأعين والكلاع والالبوع والاكحول والرّبذ والقرافة، ومن الشرقي الصدف وغافق وحضرموت والمقوقف والبقنق والعسكر إلى المنظر والمعافر بأجمعها إلى دار أبي قتيل وهو الكوم الذي شرقي عفصة الكبرى وهي سقاية ابن طولون، فدخل أمير الجيوش مصر وهذه المواضع خاوية على عروشها وقد أقام النيل سبع سنين يمدّ وينزل فلا يجد من يزرع الأرض، وقد بقي من أهل مصر بقايا يسيرة ضعيفة كاسفة البال وقد انقطعت عنها الطرق وخيفت السبل وبلغ الحال بهم إلى أن الرغيف الذي وزنه رطل من الخبز يباع في زقاق القناديل كبيع الطّرف في النداء بأربعة عشر درهما وبخمسة عشر درهما ويباع إردب القمح بثمانين دينارا، ثم عرم ذلك وتزايد إلى أن أكلت الدوابّ والكلاب والقطاط ثم اشتدت الحال إلى أن أكل الرجال الرجال ولذلك سمي الزقاق الذي يحضره الغشم زقاق القتلى لما كان يقتل فيه، وكان جماعة من العبيد الأقوياء قد سكنوا بيوتا قصيرة السقوف قريبة ممن يسعى في الطرقات ويطوف وقد أعدوا سكاكين وخطاطيف وهراوات ومجاذيف فإذا اجتاز أحد في الطريق رموا عليه الكلاليب وأشالوه إليهم في أقرب وقت وأسرع أمر ثم ضربوه بتلك الهراوات والأخشاب وشرحوا لحمه وشووه وأكلوه، فلما دخل أمير الجيوش فسّح للناس والعسكر في عمارة المساكن مما خرّب فعمّروا بعضه وبقي بعضه على خرابه، ثم اتفق في سنة 564 نزول الأفرنج على القاهرة فأضرمت النار في مصر لئلا يملكها العدوّ إذ لم يكن لهم بها طاقة، قال: ومن الدليل على دثور الخطط أنني سمعت الأمير تأييد الدولة تميم بن محمد المعروف بالصمصام يقول: حدثني القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي يقول عن القاضي أبي عبد الله القضاعي انه قال: كان في مصر من المساجد ستة وثلاثون ألف مسجد وثمانية آلاف شارع مسلوك وألف ومائة وسبعون حمّاما، وفي سنة 572 قدم صلاح الدين يوسف بن أيوب من الشام بعد تملكه عليها إلى مصر وأمر ببناء سور على الفسطاط والقاهرة والقلعة التي على جبل المقطم فذرع دوره فكان تسعة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة ذراع بالذراع الهاشمي، ولم يزل العمل فيه إلى أن مات صلاح الدين فبلغ دوره على هذا سبعة أميال ونصف الميل وهي فرسخان ونصف.

عَسْكَرُ مُكْرَم

عَسْكَرُ مُكْرَم:
بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء، وهو مفعل من الكرامة: وهو بلد مشهور من نواحي خوزستان منسوب الى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة، وقال حمزة الأصبهاني: رستقباذ تعريب رستم كواد، وهو اسم مدينة من مدن خوزستان خربها العرب في صدر الإسلام ثم اختطــت بالقرب منها المدينة التي كانت معسكر مكرم بن معزاء الحارث صاحب الحجاج بن يوسف، وقيل:
بل مكرم مولى كان للحجّاج أرسله الحجاج بن يوسف لمحاربة خرزاد بن باس حين عصى ولحق بإيذج وتحصن في قلعة تعرف به، فلما طال عليه الحصار نزل مستخفيا ليلحق بعبد الملك بن مروان فظفر به مكرم ومعه درّتان في قلنسوته فأخذه وبعث
به إلى الحجاج، وكانت هناك قرية قديمة فبناها مكرم ولم يزل يبني ويزيد حتى جعلها مدينة وسماها عسكر مكرم، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم، منهم العسكريان أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم اللغوي العلّامة، أخذ عن ابن دريد وأقرانه، وقد ذكرت أخباره في كتاب الأدباء، والحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران أبو هلال العسكري وهو تلميذ أبي أحمد بن عبد الله الذي قبله، وقد ذكرته أيضا في الأدباء، وقال بعض الشعراء:
وأحسن ما قرأت على كتاب ... بخط العسكريّ أبي هلال
فلو أني جعلت أمير جيش ... لما قاتلت إلا بالسؤال
فإنّ الناس ينهزمون منه، ... وقد صبروا لأطراف العوالي

طَلَمَنْكَةُ

طَلَمَنْكَةُ:
بفتح أوله وثانيه، وبعد الميم نون ساكنة، وكاف: مدينة بالأندلس من أعمال الأفرنج اختطّــها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، خرج منها جماعة، منهم: أبو عمرو، وقيل أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لبّ بن يحيى بن محمد المعافري المقرئ الطلمنكي، وكان من المجوّدين في القراءة وله تصانيف في القراءة، روى الحديث وعمّر حتى جاوز التسعين، يروي عنه محمد بن عبد الله الخولاني.

شَطُّ

شَطُّ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، والشط جانب النهر:
قرية في حجر اليمامة قبلتها بين الوتر والعرض قد اكتنفها حجر اليمامة، قال الحفصي: شط فيروز فيه نخل ومحارث لبني العنبر باليمامة. وشط الوتر: باليمامة أيضا وهو كان منزل عبيد بن ثعلبة، وحصن معتّق من بناء جديس وبه تحصّن عبيد بن ثعلبة حين اختطّ حجرا. وشط عثمان: موضع بالبصرة كانت سباخا ومواتا فأحياها عثمان بن أبي العاصي الثقفي، وكتب عثمان بن عفان، رضي الله عنه، إلى عبد الله بن عامر ابن كريز وهو والي البصرة من قبله: أن أقطع عثمان بن أبي العاصي الثقفي ما كتب له بالشط، وكان نسخة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم- هذا كتاب عبد الله عثمان أمير المؤمنين لعثمان بن أبي العاصي- إني أعطيتك الشط لمن ذهب إلى الأبلة من البصرة والمقابلة قرية الأبلة والقرية التي كان الأشعري عمل فيها وأعطيتك ما كان الأشعري عمل من ذلك وأعطيتك براح ذلك الشط أجمة وسبخة فيما بين الخرّارة إلى دير جابيل إلى القبرين اللذين على الشط المقابلين للأبلة وأعطيتك ما عملت من ذلك أنت وبنوك، إن واحدا تعطيه شيئا من ذلك من إخوتك فاعتمله عن عطيتك، وأمرت عبد الله بن عامر أن لا يمنعكم شيئا أخذتموه ترون أنّكم تستطيعون عمله من ذلك فما كان فيه بعد ما عملتم واخترتم من فضل لا ترونكم ما عملتموه فليس لكم أن تتحوّلوا دونه لمن أراد أمير المؤمنين أن يعمل فيه حجة له، وأعطيتك ذلك عوضا عن أرضك التي أخذت منك بالمدينة التي اشتراها لك أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، وما كان فيما سميت فضل عن تلك الأرضين فإنها عطية أعطيتك إياها إذ عزلتك عن العمل، وقد كتبت إلى عبد الله ابن عامر أن يعينك في عملك ويحسن لك العون، فاعمل باسم الله وعونه وامسك، شهد المغيرة بن الأخفش والحارث بن الحكم بن أبي العاصي وفلان بن أبي فاطمة، وكتب تاريخه لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة 29، وقد نسب إليها أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن إبراهيم البصري الشطّي، سكن جرجان وروى عن أبي الحسن علي بن حميد البزّاز وأبي عبد الله أحمد بن محمد الحامدي وغيرهما، روى عنه يوسف بن حمزة السّهمي، ومات سنة 391.

سَلا

سَلا:
بلفظ الفعل الماضي من سلا يسلو: مدينة بأقصى المغرب ليس بعدها معمور إلّا مدينة صغيرة يقال لها غرنيطوف ثمّ يأخذ البحر ذات الشمال وذات الجنوب وهو البحر المحيط فيما يزعمون، وعلى ساحل جنوبيه وما سامته بلاد السودان، وسلا:
مدينة متوسطة في الصغر والكبر موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها البحر والنهر، فالبحر شماليها والنهر غربيها جار من الجنوب وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب منه إلى البحر، وفي غربي هذا النهر اختط عبد المؤمن مدينة وسماها المهدية، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر وتجهيز جيش، ومنها إلى مراكش عشر مراحل، وهي من مراكش غربية جنوبيّة.

السَّبْعُ

السَّبْعُ:
بلفظ العدد المؤنث، قال ابن الأعرابي:
هو الموضع الذي يكون فيه المحشر يوم القيامة، وهو في برّيّة من أرض فلسطين بالشام، ومنه الحديث: أن ذئبا اختطــف شاة من غنم فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السبع؟ وقد روي في تأويل هذا الحديث غير هذا ليس ذا موضعه. والسّبع: قرية بين الرقّة ورأس عين على الخابور. والسبع: ناحية في فلسطين بين بيت المقدس والكرك فيه سبع آبار سمي الموضع بذلك وكان ملكا لعمرو بن العاص أقام به لما اعتزل الناس، وأكثر الناس يروي هذا بفتح الباء، قال أبو عمرو:
أتت سليمان بن عبد الملك الخلافة وهو بالسّبع، هكذا ضبطه بفتح الباء، وقد روي أن عبد الله بن عمرو بن العاص مات بالسبع من هذه الأرض، وقيل: مات بمكة، وكانت وفاته سنة 73.

الزَّهراء

الزَّهراء:
ممدود تأنيث الأزهر، وهو الأبيض المشرق، والمؤنثة زهراء، والأزهر: النّير، ومنه سمي القمر الأزهر، والزهراء: مدينة صغيرة قرب قرطبة بالأندلس اختطّــها عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، وهو يومئذ سلطان تلك البلاد في سنة 325، وعملها متنزها له وأنفق في عمارتها من الأموال ما تجاوز فيه عن حدّ الإسراف، وجلب إليها الرخام من أقطار البلاد وأهدى إليه ملوك بلاده من آلاتها ما لا يقدر قدره، وكان الناصر هذا قد قسّم جباية بلاده أثلاثا: ثلث لجنده، وثلث لبيت ماله، وثلث لنفقة الزهراء وعمارتها، وذكر بعضهم أن مبلغ النفقة عليها من الدراهم القاسمية، منسوبة إلى عامل دار ضربها وكانت فضة خالصة بالكيل القرطبي، ثمانون مديا وستة أقفزة وزائد أكيال، ووزن المدي ثمانية قناطير، والقنطار مائة رطل وثمانية وعشرون رطلا، والرطل اثنتا عشرة أوقية، والستة أقفزة نصف مدي، ومسافة ما بين الزهراء وقرطبة ستة أميال وخمسة أسداس ميل، وقد أكثر أهل قرطبة في وصفها وعظم النفقة عليها وقول الشعراء فيها وصنفوا في ذلك تصانيف، وقال أبو الوليد بن زيدون يذكر الزهراء ويتشوقها:
ألا هل إلى الزهراء أوبة نازح ... تقضّت مبانيها مدامعه سفحا
مقاصر ملك أشرقت جنباتها ... فخلنا العشاء الجون أثناءها صبحا
يمثل قرطيها لي الوهم جهرة ... فقبّتها فالكوكب الرّحب فالسطحا
محلّ ارتياح يذكر الخلد طيبه ... إذا عزّ أن يصدى الفتى فيه أو يضحى
تعوّضت من شدو القيان خلالها ... صدى فلوات قد أطار الكرى صبحا
أجل إنّ ليلي فوق شاطئ نيطة ... لأقصر من ليلي بآنة فالبطحا
وقال أيضا:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا، ... والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله، ... كأنّما رقّ لي فاعتلّ إشفاقا
والروض عن مائه الفضّيّ مبتسم، ... كما حللت عن اللّبّات أطواقا
يوم كأيّام لذّات لنا انصرمت، ... بتنا لها حين نام الدّهر سرّاقا
والزهراء أيضا: موضع آخر في قول مصعب بن الطفيل القشيري:
نظرت بزهراء المغابر نظرة ... ليرفع أجبالا بأكمة آلها
فلمّا رأى أن لا التفات وراءه ... بزهراء خلّى عبرة العين جالها

زَبِيدٌ

زَبِيدٌ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه ثمّ ياء مثناة من تحت:
اسم واد به مدينة يقال لها الحصيب ثمّ غلب عليها اسم الوادي فلا تعرف إلّا به، وهي مدينة مشهورة باليمن أحدثت في أيّام المأمون وبإزائها ساحل غلافقة وساحل المندب، وهو علم مرتجل لهذا الموضع، ينسب إليها جمع كثير من العلماء، منهم: أبو قرّة موسى بن طارق الزبيدي قاضيها، يروي عن الثوري وابن جريج وربيعة وغيرهم، روى عنه إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأثنى عليه خيرا، وجماعة سواه، وأبو حمّة محمد بن يوسف بن محمد ابن أسوار بن سيّار بن أسلم الزبيدي، كنيته أبو يوسف وأبو حمّة كاللقب له، حدث عن أبي قبّرة موسى بن طارق الزبيدي بكتاب السنن له، روى عنه المفضل بن محمد الجندي وموسى بن عيسى الزبيدي
ومحمد بن سعيد بن حجاج الزبيدي، وكان المأمون قد أتى بقوم من ولد زياد ابن أبيه وقوم من ولد هشام وفيهم رجل من بني تغلب يقال له محمد بن هارون فسألهم عن نسبهم فأخبروه وسأل التغلبي عن نسبه فقال: أنا محمد بن هارون، فبكى وقال: ما لي بمحمد بن هارون! ثمّ قال: أما التغلبي فيطلق كرامة لاسمه واسم أبيه وأمّا الأمويون والزياديون فيقتلون، فقال ابن زياد: ما أكذب الناس يا أمير المؤمنين! إنّهم يزعمون أنّك حليم كثير العفو متورّع عن الدماء بغير حقّ، فإن كنت تقتلنا عن ذنوبنا فإنّا والله لم نخرج أبدا عن طاعة ولم نفارق في تبعيد الجماعة، وإن كنت تقتلنا عن جنايات بني أميّة فيكم فالله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى 6: 164، قال: فاستحسن المأمون كلامه وعفا عنهم جميعا، وكانوا أكثر من مائة رجل، ثمّ أضافهم الحسن بن سهل، فلمّا بويع إبراهيم بن المهدي في سنة 202، ورد في كتاب عامل اليمن خروج الأعاشر بتهامة عن الطاعة، فأثنى الحسن بن سهل على الزيادي، وكان اسمه محمد بن زياد، وعلى المرواني والتغلبي عند المأمون وأنّهم من أعيان الرجال، فأشار إلى إرسالهم إلى اليمن فسيّر ابن زياد أميرا وابن هشام وزيرا والتغلبي قاضيا، فمن ولد محمد بن هارون التغلبي من قضاة زبيد بنو أبي عقامة، ولم يزالوا يتوارثون ذلك حتى أزالهم ابن مهدي حين أزال دولة الحبشة وحجّ الزيادي سنة ثلاث ومائتين ومضى إلى اليمن وفتح تهامة واختط زبيد في سنة 204.

نستر

نستر
نَسْتَرُ، كجَعْفَرُ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ وَصَاحب اللِّسَان، واستدركَه الصَّاغانِيّ فَقَالَ: هُوَ زاهدٌ فارسيٌّ مَجوسيٌّ كَانَ فِي زَمن كِسرى أَنُو شَروانَ ملِكِ الفُرْس. نَسْتَرُ: رَيْحانٌ، م، أَي معروفٌ كالنَّسْتَرْنِ، بِزِيَادَة النُّون. نَسْتَرُ، كدِرْهَم: صُقْعٌ بالعراق، أَي بسواده كَمَا فِي التكملة، وَفِي مُخْتَصر البُلدان: بِالْكُوفَةِ ذُو قُرىً ومَزارِعَ. ونَسْتَرُو، بِفَتْح فَسُكُون والراءُ مَضْمُومَة، وَفِي كتاب الأَسعد بن ممَّاتي: بِزِيَادَة الهاءِ بعدَ الْوَاو: جزيرةٌ بَين دِمياط والإسكندريَّة من أَعمال فُوَّةَ والمزاحمتين، يصاد فِيهَا السَمك، وَعَلَيْهِم ضَمانٌ خمسينَ أَلفَ دِينار، وَقيل هِيَ جزيرةٌ ذَات أَسواق فِي بُحَيْرَة مُنْفَرِدَة. ومُنَسْتِيرُ، بضَمِّ الميمِ وَفتح النُّون وسُكون السّين وَكسر التّاء: د، بأَفريقِيَةَ، بَين المَهدِيَّة وسُوسَة، وَهِي خَمْسَة قصورٍ يحيطُ بهَا سُورٌ واحدُ، بَين كلٍّ مِنْهَا مَرحلَة، وَيُقَال إنَّ الَّذِي بنى الْقصر الْكَبِير هَرْثَمَةُ بن أَعْيَنَ، سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة، وَله فِي يَوْم عاشوراءَ مَوسمٌ عظيمٌ ومَجمع كبيرٌ، وَهُوَ مَعبَدُ الزُّهَّاد والمُنقطعينَ والمُرابِطين. وَفِي الطَّبقة الثَّانِيَة من الْحصن مَسْجِدٌ لَا يَخْلُو من شيخٍ خَيِّرٍ يكونُ مَدارُ القومِ عَلَيْهِ. وَفِي قِبلَتِه حِصْنٌ فسيحٌ مَزارٌ للنِّساء المُرابِطات، وَبهَا جامعٌ مُتْقَنُ البناءِ وَفِيه غُدُرٌ وحَمّاماتٌ. مُنَسْتِيرُ: د، آخَرُ بأَفريقيَة أَيضاً، ويُعرَف بمُنَسْتيرِ عُثمانَ أَهلُه قومٌ من قُرَيْشٍ من ولَد الرَّبيع بن سُلَيْمانَ، وَهُوَ اخْتَطَّــها عِنْد دُخولِه أَفريقية، بَينه وَبَين القَيْرَوانِ ستُّ مَراحلَ، وَهِي قريةٌ كبيرةٌ آهِلَةٌ، بهَا جامعٌ وخَنادِقُ وأَسواقٌ وحَمَّامٌ، وسكَنَتْها عَرَبٌ وبَرْبَرٌ. مُنَسْتِيرُ: ع، شرقيّ الأَندلَسِ، بَين لَقَنْتَ وقَرْطاجَنَّة، ذكره ياقوت. 

حمد

حمد
الحَمْدُ لله تعالى: الثناء عليه بالفضيلة، وهو أخصّ من المدح وأعمّ من الشكر، فإنّ المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، ومما يقال منه وفيه بالتسخير، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، والحمد يكون في الثاني دون الأول، والشّكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة، فكلّ شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا، ويقال: فلان محمود:
إذا حُمِدَ، ومُحَمَّد: إذا كثرت خصاله المحمودة، ومحمد: إذا وجد محمودا ، وقوله عزّ وجلّ:
إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
[هود/ 73] ، يصحّ أن يكون في معنى المحمود، وأن يكون في معنى الحامد، وحُمَادَاكَ أن تفعل كذا ، أي: غايتك المحمودة، وقوله عزّ وجل: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
[الصف/ 6] ، فأحمد إشارة إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلم باسمه وفعله، تنبيها أنه كما وجد اسمه أحمد يوجد وهو محمود في أخلاقه وأحواله، وخصّ لفظة أحمد فيما بشّر به عيسى صلّى الله عليه وسلم تنبيها أنه أحمد منه ومن الذين قبله، وقوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
[الفتح/ 29] ، فمحمد هاهنا وإن كان من وجه اسما له علما- ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه كما مضى ذلك في قوله تعالى: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى [مريم/ 7] ، أنه على معنى الحياة كما بيّن في بابه إن شاء الله.
(حمد) فلَانا أثنى عَلَيْهِ مرّة بعد مرّة
(ح م د) : (الْحَمْدُ) مَصْدَرُ حَمْدَ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ وَكُنِّيَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ الْحُمَيْدِيُّ وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ الْأَشْرِبَةِ لِأَنَّهُ مَحْمُودٌ عِنْدَهُمْ (وَالْمَحْمَدَةُ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا مَا يُحْمَدُ بِهِ.
الحمد: هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم من نعمة وغيرها.

الحمد القولي: هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه على لسان أنبيائه.

الحمد الفعلي: هو الإتيان بالأعمال البدنية ابتغاء لوجه الله تعالى.

الحمد الحالي: هو الذي يكون بحسب الروح والقلب، كالاتصاف بالكمالات العلمية والعملية، والتخلق بالأخلاق الإلهية.

الحمد اللغوي: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل باللسان وحده.

الحمد العرفي: فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا، أعم من أن يكون فعل اللسان أو الأركان.
حمد الحَمْدُ نَقِيضُ الذَّمِّ. بَلَوْتُه فأحْمَدْتُه وَجَدْتَه حَمِيْداً مَحْمُوْداً. ومنه المَحْمِدَةُ. وحُمَاداكَ أنْ تَفْعَلَ كذا أي نَحْمَدُكَ. والتَّحْمِيْدُ كَثْرَةُ حَمْدِ الله. وأحْمَدَ الرَّجُلُ فَعَلَ ما يُحْمَدُ عليه. ومُحَمَّدٌ وأحْمَدُ اسْمَانِ. وقَوْلُهم أحْمَدُ إِليكَ اللَّه أي أحْمَدُ مَعَكَ اللَّه. ورَجُلٌ حُمَدَةٌ يَحْمَدُ النّاسَ. وأتَيْنا مَنْزِلاً حَمْداً وذَمّاً، ورَجُلٌ حَمْدٌ وذَمٌّ. وأحْمَدْتُ الرَّجُلَ وحَمِدْتُه بمعنىً. قال الفَرّاءُ يُقال للنّارِ حَمَدَةٌ - بِمَنْزِلَةِ حَدَمَةٍ - لِصَوْتِ الْتِهابِها. ويَوْمٌ مُحْتَمِدٌ.

حمد


حَمِدَ(n. ac. حَمْد
مَحْمَدَة)
a. [acc. & Ala], Praised, thanked for.
حَمَّدَa. Praised, magnified, glorified, lauded ( God).
أَحْمَدَa. Merited, deserved praise, was praiseworthy.
b. Praised, commended; approved of, liked.

تَحَمَّدَ
a. [Bi & 'Ala], Was kindly disposed to; bestowed upon.

تَحَاْمَدَa. Praised one another.

حَمْدa. Praise, glory honour.
b. Worthy, deserving of praise; praiseworthy
laudable.

حُمَدَةa. see 28
مَحْمَدَة
مَحْمِدَة
(pl.
مَحَاْمِدُ)
a. Praiseworthy action &c.

حَمِيْد
حَمُوْدa. Praised, commended, approved; praiseworthy, laudable
commendable.

حَمَّاْدa. Sycophant, adulator.
N. P.
حَمَّدَa. One much praised; praiseworthy.
b. Muhammad (Mahomet).

الحَمْدُ لِلّٰه
a. Praise be to God!
ح م د

أحمد الله تعالى بجميع محامده. قال النابغة:

وألقيت في العبسيّ فضلاً ونعمةً ... ومحمدةً من باقيات المحامد

وأحمد إليك الله. وأحمدت فلاناً: وجدته محموداً. وأحمد الرجل: جاء بما يحمد عليه، ضد أذم. والله محمود وحميد. ورجل حمدة: كثير الحمد. وحمدت الله ومجدته. وهو أهل التحميد والتحاميد. وتحمد فلان: تكلف الحمد. تقول: وجدته متحمداً متشكراً. " ومن أنفق ماله على نفسه، فلا يتحمد به على الناس ". واستحمد الله إلى خلقه بإحسانه إليهم وإنعامه عليهم.

ومن المجاز: أحمدت صنيعه. وأحمدت الأرض: رضيت سكناها. والرعاة يتحامدون الكلأ. قال قراد بن حنش:

لهفي عليك إذا الرعاة تحامدوا ... بحزيز أرضهم الدرين الأسودا

وجاورته فأحمدت جواره. وأفعاله حميدة. وهذا طعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله.
ح م د: (الْحَمْدُ) ضِدُّ الذَّمِّ وَبَابُهُ فَهِمَ وَ (مَحْمَدَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ فَهُوَ (حَمِيدٌ) وَ (مَحْمُودٌ) وَ (التَّحْمِيدُ) أَبْلَغُ مِنَ الْحَمْدِ. وَالْحَمْدُ أَعَمُّ مِنَ الشُّكْرِ. وَ (الْمُحَمَّدُ) بِالتَّشْدِيدِ الَّذِي كَثُرَتْ خِصَالُهُ الْمَحْمُودَةُ. وَ (الْمَحْمَدَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمَيْنِ ضِدُّ الْمَذَمَّةِ. قُلْتُ: الْمَحْمَدَةُ ذَكَرَهَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي مَصَادِرِ الْمُفَصَّلِ بِكَسْرِ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ. وَذَكَرَ صَاحِبُ الدِّيوَانِ أَنَّ الْمَحْمَدَةَ وَالْمَحْمِدَةَ وَالْمَذَمَّةُ وَالْمَذِمَّةَ لُغَتَانِ فِيهِمَا. وَ (أَحْمَدَهُ) وَجَدَهُ مَحْمُودًا. وَقَوْلُهُمْ: (الْعَوْدُ أَحْمَدُ) أَيْ أَكْثَرُ حَمْدًا. وَرَجُلٌ (حُمَدَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ أَيْ يُكْثِرُ حَمْدَ الْأَشْيَاءِ وَيَقُولُ فِيهَا أَكْثَرَ مِمَّا فِيهَا، وَ (مَحْمُودٌ) اسْمُ الْفِيلِ الْمَذْكُورِ فِي الْقُرْآنِ. 
[حمد] الحمد: نقيض الذم. تقول: حمدت الرجل أحمده حمدا ومحمدة، فهو حميد ومحمود. والتمأبلغ من الحمد. والحمد أعم من الشكر. والمحمد: الذى كثرت خصاله المحمودة. قال الشاعر الاعشى: * إلى الماجد القرم الجواد المحمد * * والمحمدة : خلاف المذمة. وأحمد: صار أمره إلى الحمد. وأحمدته: وجدته محمودا. تقول: أتيت موضع كذا فأحمدته، أي صادفته محمودا موافقا، وذلك إذا رضيت سكناه أو مرعاه. وقولهم في المثل: " العود أحمد " أي أكثر حمدا. قال الشاعر: فلم تجر إلا جئت في الخير سابقا * ولا عدت إلا أنت في العود أحمد - وقولهم: حماد لفلان، أي حمدا له وشكرا. وإنما بنى على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر. وفلان يتحمد على، أي يمن. يقال: من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمد به على الناس. ورجل حمدة، مثال همزة: يكثر حمد الاشياء، ويقول فيها أكثر مما فيها. وحمدة النار، بالتحريك، صوت التهابها. واحتمد الحر: قلب احتدم. وقولهم، حماداك أن تفعل كذا، أي قصاراك وغايتك. ويحمد: بطن من الازد. ومحمود: اسم الفيل المذكور في القرآن.
[حمد] نه: فيه "الحميد" تعالى، المحمود على كل حال، والحمد أعم من الشكر لأنك تحمد الرجل على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته. ومنه ح: "الحمد" رأس الشكر، لأن فيه إظهار النعمة، ولأنه أعم فهو شكر وزيادة. وفيه: سبحانك اللهم و"بحمدك" أي بحمدك أبتدئ، أو بحمدك سبحت، وقد يحذف الواو فالباء للتسبيب أو للملابسة، أي التسبيح مسبب بالحمد أو ملابس له، سيجيء في س. ومنه ح: لواء "الحمد" بيدي، يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته على رؤس الخلق، فاللواء يوضع موضع الشهرة، ويتم في ل. وح: وابعثه المقام "المحمود" الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإراحة من طول الوقوف، وقيل: هو الشفاعة. وفي كتابه صلى الله عليه وسلم: أما بعد فإني "أحمد" إليك الله، أي أحمده معك، إلى بمعنى مع، وقيل: أحمد إليك نعمة الله بتحديثك إياها. غ: أي أشكر إليك نعمه وأحدثك بها. ن: سمع الله لمن "حمده" أي أجاب دعاء من حمده. وربنا ولك "الحمد" أي يا ربنا فاستجب دعاءنا وحمدنا فلك الحمد على هدايتنا له. نه ومنه ح ابن عباس: "أحمد" إليكم غسل الإحليل، أي أرضاه لكم وأتقدم فيه إليكم. وفيه: "حماديات" النساء غض الأطراف، أي غاياتهن ومنتهى ما يحمد منهن، يقال: حماداك أن تفعل، وقصاراك أن تفعل، أي جهدك وغايتك. ك: "فحمد" الله وأثنى عليه، حمده أثنى عليه بالجميل، وأثنى أي ذكره بالخير، أو الأول وصف بالتحلي بالكمال، والثاني وصف بالتخلي عن النقائص. و"حمدناه" حين طلع ذلك حمد أولاً وآخراً حيث صار سؤاله سبباً لاستفادتهم. ويقال: "حميد" مجيد، كأنه فعيل من ماجد، محمود من حميد، غرضه أن مجيد فعيل بمعنى فاعل، وحميد من محمود، وفي بعضها محمود من حميد فهو من باب كذا، وفي بعضها محمود من حمد بلفظ الماضي المجهول أو المعروف، وإنما قال: كأنه، لاحتمال كون حميد بمعنى حامد، والمجيد بمعنى الممجد، وفي الجملة في عبارته تعقيد. وأنا "محمد" أي كثير الخصال المحمودة الحميدة، ألهم الله تعالى أهله أن يسموه به، وفي المثل: الألقاب تنزل من السماء. ط: وذكر ابن العربي أن لله ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، ومن أحسنها "محمد ومحمود وأحمد" حمدته إذا أثنيت عليه بجلائل خصاله، وأحمده إذا وجدته محموداً، فإذا بلغ النهاية وتكاملت فيه المحاسن فهو محمد، وهو منقول من الصفة للتأول أنه سيكثر حمده، ومن أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم أنه لم يسم قبله أحد باسمه صيانة من الله لهذا الاسم، كما فعل بيحيى إذ لم يجعل له سميا إذا سمي به في الكتب المقدمة وبشر به، فلو جعل مشتركاً وقعت الشبهة، إلا أنه لما قرب زمنه وبشر به أهل الكتاب سموا أولادهم به. و"الحمد" لله على سارق، أي على تصدق عليه لما جزم على تصدقه على مستحق جوزي بوضعها في يد سارق فحمد على أن لم يتصدق على أسوء منه حالاً، وقيل: هو تعجب به كما يذكر التسبيح في مقام التعجب ولذا أتى أي أرى في المنام، وقيل له تسلية: أما صدقتك- إلخ، ويتم في صدقة. ن: لا يبدأ فيه "بحمد" الله، أي بذكره ولذا بدأ كتاب هرقل ببسم الله.
ح م د : حَمِدْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ وَإِحْسَانِهِ حَمْدًا أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ وَمِنْ هُنَا كَانَ الْحَمْدُ غَيْرَ الشُّكْرِ لِأَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ لِصِفَةٍ فِي الشَّخْصِ وَفِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ وَيَكُونُ فِيهِ مَعْنَى التَّعْظِيمِ لِلْمَمْدُوحِ وَخُضُوعِ الْمَادِحِ كَقَوْلِ الْمُبْتَلَى الْحَمْدُ لِلَّهِ إذْ لَيْسَ هُنَا شَيْءٌ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا وَيَكُونُ فِي مُقَابَلَةِ إحْسَانٍ يَصِلُ إلَى الْحَامِدِ وَأَمَّا الشُّكْرُ فَلَا يَكُونُ إلَّا فِي مُقَابَلَةِ الصَّنِيعِ فَلَا يُقَالُ شَكَرْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَأَحْمَدْتُهُ بِالْأَلِفِ وَجَدْتُهُ مَحْمُودًا.
وَفِي الْحَدِيثِ «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ» التَّقْدِيرُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَالْحَمْدُ لَكَ وَيَقْرُبُ مِنْهُ مَا قِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [البقرة: 30] أَيْ نُسَبِّحُ حَامِدِينَ لَكَ أَوْ وَالْحَمْدُ لَكَ وَقِيلَ التَّقْدِيرُ وَبِحَمْدِكَ نَزَّهْتُكَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْكَ فَلَكَ الْمِنَّةُ وَالنِّعْمَةُ عَلَى ذَلِكَ وَهَذَا مَعْنَى
مَا حُكِيَ عَنْ الزَّجَّاجِ قَالَ سَأَلْت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْمَازِنِيَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ الْمَعْنَى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ بِجَمِيعِ صِفَاتِكَ وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ وَقَالَ الْأَخْفَشُ الْمَعْنَى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِذِكْرِكَ وَعَلَى هَذَا فَالْوَاوُ زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمَعْنَى بِذِكْرِكَ الْوَاجِبِ لَكَ مِنْ التَّمْجِيدِ وَالتَّعْظِيمِ لِأَنَّ الْحَمْدَ ذِكْرٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَأَبْتَدِئُ بِحَمْدِكَ وَإِنَّمَا قَدَّرَ فِعْلًا لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي الْعَمَلِ لَهُ وَتَقُولُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ أَيْ لَكَ الْمِنَّةُ وَالنِّعْمَةُ عَلَى مَا أَلْهَمْتَنَا أَوْ لَكَ الذِّكْرُ وَالثَّنَاءُ لِأَنَّكَ الْمُسْتَحِقُّ لِذَلِكَ.
وَفِي رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ دُعَاءُ خُضُوعٍ وَاعْتِرَافٌ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَفِيهِ مَعْنَى الثَّنَاءِ وَالتَّعْظِيمِ وَالتَّوْحِيدِ وَتُزَادُ الْوَاوُ فَيُقَالُ وَلَكَ الْحَمْدُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ سَأَلْت أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ كَانُوا إذَا قَالَ الْوَاحِدُ بِعْنِي يَقُولُونَ وَهُوَ لَكَ وَالْمُرَادُ هُوَ لَكَ وَلَكِنَّ الزِّيَادَةَ تَوْكِيدٌ وَتَقُولُ فِي الدُّعَاءِ وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ إنْ جُعِلَ الَّذِي وَعَدْتَهُ صِفَةً لَهُ لِأَنَّهُمَا مَعْرِفَتَانِ وَالْمَعْرِفَةُ تُوصَفُ بِالْمَعْرِفَةِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ مَقَامًا مَحْمُودًا لِأَنَّ النَّكِرَةَ لَا تُوصَفُ بِالْمَعْرِفَةِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الْقَطْعِ لِأَنَّ الْقَطْعَ لَا يَكُونُ إلَّا فِي نَعْتٍ وَلَا نَعْتَ هُنَا نَعَمْ يَجُوزُ ذَلِكَ إنْ قِيلَ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ وَالتَّقْدِيرُ هُوَ الَّذِي وَتَكُونُ الْجُمْلَةُ صِفَةً لِلنَّكِرَةِ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] {الَّذِي جَمَعَ مَالا} [الهمزة: 2] وَالْمُعَرَّفُ أَوْلَى قِيَاسًا لِسَلَامَتِهِ مِنْ الْمَجَازِ وَهُوَ الْمَحْذُوفُ الْمُقَدَّرُ فِي قَوْلِكَ هُوَ الَّذِي وَلِأَنَّ جَرْيَ اللِّسَانِ عَلَى عَمَلٍ وَاحِدٍ مِنْ تَعْرِيفٍ أَوْ تَنْكِيرٍ أَخَفُّ مِنْ الِاخْتِلَافِ فَإِنْ لَمْ يُوصَفْ بِاَلَّذِي جَازَ التَّعْرِيفُ وَمِنْهُ فِي الْحَدِيثِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَتَكُونُ اللَّامُ لِلْعَهْدِ وَجَازَ التَّنْكِيرُ لِمُشَاكَلَةِ الْفَوَاصِلِ أَوْ غَيْرِهِ وَالْمَحْمَدَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ نَقِيضُ الْمَذَمَّةِ وَنَصَّ ابْنُ السَّرَّاجِ وَجَمَاعَةٌ عَلَى الْكَسْرِ. 
(ح م د)

الحمدُ نقيض الذَّم. وَفِي التَّنْزِيل: (الْحَمد لله رب الْعَالمين) تَأْوِيله: اسْتَقر لله الحمْدُ، وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى أَحْمد الله الْحَمد. قيل فِي التَّفْسِير: ابْتَدَأَ الله خلق الْأَشْيَاء بِالْحَمْد فَقَالَ: (الْحَمد لله الَّذِي خَلَق السَّموَاتِ وَالْأَرْض وجعَل الظُّلماتِ والنُّور) فَلَمَّا أفنى الْخلق بَعثهمْ وَحكم فيهم وَاسْتقر أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة وَأهل النَّار فِي النَّار، ختم ذَلِك بقوله: ( الْحَمد لله رب الْعَالمين) . فَأَما قَول الْعَرَب: بدأت بِالْحَمْد لله، فَنَامَ هُوَ على الْحِكَايَة، أَي بدأت بِقَوْلِي: الْحَمد لله، وَقد قريء: الْحَمد لله، على الْمصدر، وَالْحَمْد لله، على الإتباع قَالَ ثَعْلَب: الْحَمد يكون عَن يَد وَعَن غير يَد، وَالشُّكْر لَا يكون إِلَّا عَن يَد، وَسَيَأْتِي ذكره. وَقَالَ الَّلحيانيّ: الْحَمد: الشُّكْر، فَلم يفرق بَينهمَا. وَقد حَمِدَه حَمْداً ومحْمَداً ومحْمَدَةً ومَحْمِداً ومَحْمِدَةٌ، نَادِر، فَهُوَ محمودٌ وحَمِيدٌ، وَالْأُنْثَى حميدة، أدخلُوا فِيهَا الْهَاء وَإِن كَانَ فِي معنى مفعول، تَشْبِيها لَهَا برشيدة، شبهوا مَا هُوَ فِي معنى مفعول بِمَا هُوَ فِي معنى فَاعل لتقارب الْمَعْنيين.

وحمَدَه وحَمِدَه وأحمَدَه، كُله: وجده مَحْمُودًا. وَقَوله تَعَالَى: (عَسى أَن يبعَثَك رَبك مقَاما مَحْمُودًا) قَالَ الزّجاج: الَّذِي صحت بِهِ الْأَخْبَار فِي الْمقَام الْمَحْمُود، أَنه الشَّفَاعَة.

وَأحمد الأَرْض: صادفها حميدة، فَهَذِهِ اللُّغَة الفصيحة، وَقد يُقَال: حَمِدَها. وَقَالَ بَعضهم: أَحْمد الرجل، إِذا رَضِي فعله ومذهبه وَلم ينشره للنَّاس. سِيبَوَيْهٍ: حَمِدَه، جزاه وقضاه حَقه، وأحمَدَه استبان أَنه مُسْتَحقّ للحمد.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجل حَمْدٌ وَامْرَأَة حَمْدٌ وحمْدَةٌ: محمودان، وَصفا بِالْمَصْدَرِ كَمَا قيل: رجل عدل وَامْرَأَة عدل، ومنزل حَمْدٌ وَأنْشد:

وكانتْ من الزَّوجاتِ يُؤمَنُ غَيْبُها ... وتَرْتادُ فِيهَا العَينُ مُنْتَجعا حَمْداً

ومنزلة حَمْدٌ، عَن الَّلحيانيّ. وَأحمد الرجل: فعل مَا يُحْمَدُ عَلَيْهِ. وَأحمد أمره: صَار عِنْده مَحْمُودًا. وَطَعَام لَيست لَهُ مَحْمَدَةٌ، أَي لَا يُحْمَدُ.

والتَّحميدُ: حمدُكَ الله مرّة بعد مرّة. وَإنَّهُ لَحَمَّادٌ لله ومحَمَّدٌ، هَذَا الِاسْم مِنْهُ كَأَنَّهُ حُمِدَ مرّة بعد أُخْرَى. وَأحمد إِلَيْك الله: أشكره عنْدك.

وَقَوله فِي صفة عشب:

طافتْ بِهِ فتحامَدَتْ ركْبانُه

أَي حَمِده بَعضهم عِنْد بعض. وَمن كَلَامهم: أحمَدُ إِلَيْك عسل الإكليل، أَي أرضاه.

وحُمادَاك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا، أَي غايتك. وَقَالَ الَّلحيانيّ: حُماداكَ أَن تفعل كَذَا، وحمْدُك، أَي مبلغ جهدك. وَقيل مَعْنَاهُ: قصارك. وحُمادَاكَ أَن تنجو مِنْهُ رَأْسا بِرَأْس، أَي قصرك وغايتك. وحَمادِى أَن أفعل كَذَا، أَي غايتي وقصارى، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقد سمت مُحَمَّداً وأحمَدَ وحامِداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً.

ويَحْمَدُ: أَبُو بطن من الأزد.

واليَحامِدُ: جمع قَبيلَة يُقَال لَهَا يَحمَدُ وقبيلة يُقَال لَهَا اليُحْمَدُ، هَذِه عبارَة السيرافي، وَالَّذِي عِنْدِي أَن اليَحامِدَ فِي معنى اليَحمَدِيِّين واليُحْمِديين، فَكَانَ يجب أَن تلْحقهُ الْهَاء عوضا من يَاء النّسَب كالمهالبه، وَلكنه شذَّ أَو جعل كل وَاحِد مِنْهُم يحْمَد أَو يُحْمِد. وركبوا هَذَا الِاسْم فَقَالُوا: حَمْدَوَيْهِ. وَقد تقدم تَعْلِيله فِي عمرويه.

وحَمَدَةُ النَّار: صَوت التهابها، كحدمتها. وَيَوْم محتمد: شَدِيد الْحر، كمحتدم.
حمد
حمِدَ يَحمَد، حَمْدًا، فهو حامد، والمفعول مَحْمود وحَميد
• حمِد الشَّيءَ: رضي عنه وارتاح إليه "حمِد فعلَ المجاهدين- هذا أمرٌ لا تُحمَد عقباه".
• حمِد اللهَ: أثنى عليه وشكرَ نعمتَه " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} - {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} - {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ}: الرَّاضون بقضاء الله، الشَّاكرون لأنعمه".
• حمِد فلانًا/ حمِد فلانًا على أمر: أثنى عليه، عكسه ذمَّه "عاش حميدًا ومات شهيدًا- الحمد مغنم والذّمّ مغرم- حَمِده على سُمُوّ خلقه- {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} ". 

استحمدَ إلى يستحمد، استحمادًا، فهو مستحمِد، والمفعول مستحمَد إليه
• استحمد فلانٌ إلى النَّاس: طلب ثناءَهم عليه وحمدَهم له "استحمد إلى النّاس بإحسانه إليهم". 

تحامدَ يتحامد، تحامُدًا، فهو مُتحامِد، والمفعول مُتحامَد (للمتعدِّي)
• تحامد القومُ: أثْنَى بعضُهم على بعض "تحامد العلماءُ".
• تحامد القومُ الشَّيءَ: تحدَّث بعضُهم إلى بعض باسْتِحسانه "تحامدوا حفظَ القرآن". 

تحمَّدَ/ تحمَّدَ إلى/ تحمَّدَ على يتحمَّد، تحمُّدًا، فهو مُتحمِّد، والمفعول مُتحمَّد (للمتعدِّي)
• تحمَّد فلانٌ: تكلّف الحمدَ والثّناءَ.
• تحمَّد فلانٌ النَّاسَ بصنيعه/ تحمَّد فلانٌ إلى النَّاس بصنيعه: أراهم أنّه يستحق الحمدَ عليه "فلان يتحمَّد الناسَ بجوده- من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمَّد به إلى الناس [مثل]: أنّه لا يُحْمَد على إحسانه إلى نفسه إنّما يُحْمَد على إحسانه إلى الناس".
• تحمَّد على فلان بكذا: امتنّ به عليه "لا يفتأ يتحمَّد على شريكه بما قدَّمه إليه". 

حمَّدَ يحمِّد، تحميدًا، فهو مُحمِّد، والمفعول مُحمَّد (للمتعدِّي)
• حمَّد الشَّخصُ: ذكر اللهَ بالمحامد الحَسَنة مرّة بعد مرّة "اختم صلاتك بالتّسبيح والتّحميد".
• حمَّد فلانًا: أثنى عليه مرّة بعد مرّة "كان يحمِّد من يُحسن إليه". 

أحمدُ [مفرد]: من أسماء النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم " {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} ". 

حَمْد [مفرد]: مصدر حمِدَ ° حمدًا لله وشكرًا: من عبارات الحَمْد التي تقال للَّه وحده- ربَّنا ولك الحمد: تقال عند الرَّفع من الرُّكوع في الصَّلاة.
• الحَمْدان: سورتا سبأ وفاطر. 

حَميد [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من حمِدَ ° المساعي الحميدة: وساطة وديَّة تقوم بها حكومة أو أفرد محايدة بين دولتين متنازعتين أو متحاربتين بغية التوفيق بينهما، أو توسط لإزالة الخلاف بطريقة سلميّة.
• الحَميد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المستحقّ للثَّناء والشُّكر والحَمْد " {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} ".
• ورم حميد: (طب) انتفاخ في أحد أعضاء الجسم لا خطورة فيه، عكسه ورم خبيث أو ورم سرطانيّ. 

مَحْمَد [مفرد]: ما يُشْكَر المرءُ به أو يُثْنَى عليه، خلاف المَذَمَّة. 

مَحمَدة [مفرد]: ج محامِدُ: مَحْمَد؛ ما يُشكر المرءُ به أو يُثنَى عليه، خلاف المَذََمَّة "رجلٌ مأثور المحامد". 

مُحمَّد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حمَّدَ.
2 - خاتم الأنبياء والمرسلين مُحمَّد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم " {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ} " ° الدَّعوة المُحمَّديَّة: دعوة النّبيّ
 مُحمّد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام- الشَّريعة المُحمَّديَّة/ الديانة المُحمَّديَّة: دين الإسلام (وكثيرًا ما ترد في حديث المستشرقين عن الإسلام) - مُحمَّديٌّ: إسلاميّ، نسبة إلى النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم.
3 - من كثرت خصاله الحميدة.
4 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 47 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وثلاثون آية. 

حمد: الحمد: نقيض الذم؛ ويقال: حَمدْتُه على فعله، ومنه المَحْمَدة خلاف

المذمّة. وفي التنزيل العزيز: الحمد لله رب العالمين. وأَما قول العرب:

بدأْت بالحمدُ لله، فإِنما هو على الحكاية أَي بدأْت بقول: الحمدُ لله رب

العالمين؛ وقد قرئ الحمدَ لله على المصدر، والحمدِ لله على الإِتباع،

والحمدُ لله على الإِتباع؛ قال الفراء: اجتمع القراء على رفع الحمدُ لله،

فأَما أَهل البدو فمنهم من يقول الحمدَ لله، بنصب الدال، ومنهم من يقول

الحمدِ لله، بخفض الدال، ومنهم من يقول الحمدُ لُلَّه، فيرفع الدال

واللام؛ وروي عن ابن العباس أَنه قال: الرفع هو القراءَة لأَنه المأْثور، وهو

الاختيار في العربية؛ وقال النحويون: من نصب من الأَعراب الحمد لله فعلى

المصدر أَحْمَدُ الحمدَ لله، وأَما من قرأَ الحمدِ لله فإِن الفراء قال:

هذه كلمة كثرت على الأَلسن حتى صارت كالاسم الواحد، فثقل عليهم ضمة بعدها

كسرة فأَتبعوا الكسرةَ للكسرة؛ قال وقال الزجاج: لا يلتفت إِلى هذه اللغة

ولا يعبأُ بها، وكذلك من قرأَ الحمدُ لُلَّه في غير القرآن، فهي لغة

رديئة؛ قال ثعلب: الحمد يكون عن يد وعن غير يد، والشكر لا يكون إِلا عن يد

وسيأْتي ذكره؛ وقال اللحياني: الحمد الشكر فلم يفرق بينهما. الأَخفش:

الحمد لله الشكر لله، قال: والحمد لله الثناء. قال الأَزهري: الشكر لا يكون

إِلا ثناء ليد أَوليتها، والحمد قد يكون شكراً للصنيعة ويكون ابتداء

للثناء على الرجل، فحمدُ الله الثناءُ عليه ويكون شكراً لنعمه التي شملت الكل،

والحمد أَعم من الشكر.

وقد حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً،

نادرٌ، فهو محمود وحميد والأُنثى حميدة، أَدخلوا فيها الهاء وإِن كان في

المعنى مفعولاً تشبيهاً لها برشيدة، شبهوا ما هو في معنى مفعول بما هو بمعنى

فاعل لتقارب المعنيين.

والحميد: من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى المحمود على كل حال، وهو من

الأَسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود؛ قال محمد بن المكرم: هذه اللفظة في

الأُصول فعيل بمعنى مفعول ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع الإِيمان،

فعدلت عنها وقلت حميد بمعنى محمود، وإِن كان المعنى واحداً، لكن التفاصح

في التفعيل هنا لا يطابق محض التنزيه والتقديس لله عز وجل؛ والحمد

والشكر متقاربان والحمد أَعمهما لأَنك تحمد الإِنسان على صفاته الذاتية وعلى

عطائه ولا تشكره على صفاته؛ ومنه الحديث: الحمد رأْس الشكر؛ ما شكر الله

عبد لا يحمده، كما أَن كلمة الإِخلاص رأْس الإِيمان، وإِنما كان رأْس

الشكر لأَن فيه إِظهار النعمة والإِشادة بها، ولأَنه أَعم منه، فهو شكر

وزيادة. وفي حديث الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أَي وبحمدك أَبتدئ، وقيل:

وبحمدك سبحت، وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أَو للملابسة أَي التسبيح

مسبب بالحمد أَو ملابس له.

ورجل حُمَدَةٌ كثير الحمد، ورجل حَمَّادٌ مثله. ويقال: فلان يتحمد الناس

بجوده أَي يريهم أَنه محمود. ومن أَمثالهم: من أَنفق ماله على نفسه فلا

يَتَحَمَّد به إِلى الناس؛ المعنى أَنه لا يُحْمَدُ على إِحسانه إِلى

نفسه، إِنما يحمد على إِحسانه إِلى الناس؛ وحَمَدَه وحَمِدَهُ وأَحمده: وجده

محموداً؛ يقال: أَتينا فلاناً فأَحمدناه وأَذممناه أَي وجدناه محموداً

أَو مذموماً. ويقال: أَتيت موضع كذا فأَحمدته أَي صادفته محموداً موافقاً،

وذلك إِذا رضيت سكناه أَو مرعاه. وأَحْمَدَ الأَرضَ: صادفها حميدة، فهذه

اللغة الفصيحة، وقد يقال حمدها. وقال بعضهم: أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رضي

فعله ومذهبه ولم ينشره. سيبويه: حَمِدَه جزاه وقضى حقه، وأَحْمَدَه استبان

أَنه مستحق للحمد. ابن الأَعرابي: رجل حَمْد وامرأَة حَمْدْ وحَمْدة

محمودان ومنزل حَمْد؛ وأَنشد:

وكانت من الزوجات يُؤْمَنُ غَيْبُها،

وتَرْتادُ فيها العين مُنْتَجَعاً حَمْدا

ومنزلة حَمْد؛ عن اللحياني. وأَحْمَد الرجلُ: صار أَمره إِلى الحمد.

وأَحمدته: وجدته محموداً؛ قال الأَعشى:

وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمس صِرْمَة،

لها غُدَاداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَق

وأَحْمَد أَمرَه: صار عنده محموداً. وطعام لَيْسَت مَحْمِدة

(* قوله

«وطعام ليست محمدة إلخ» كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست عنده

محمدة أي لا يحمده آكله، وهو بكسر الميم الثانية). أَي لا يحمد.

والتحميد: حمدك الله عز وجل، مرة بعد مرة. الأَزهري: التحميد كثرة حمد

الله سبحانه بالمحامد الحسنة، والتحميد أَبلغ من الحمد.

وإِنه لَحَمَّاد لله، ومحمد هذا الاسم منه كأَنه حُمدَ مرة بعد أُخرى.

وأَحْمَد إِليك الله: أَشكره عندك؛ وقوله:

طافت به فَتَحامَدَتْ رُكْبانه

أَي حُمد بعضهم عند بعض. الأَزهري: وقول العرب أَحْمَد إِليك اللَّهَ

أَي أَحمد معك اللَّهَ؛ وقال غيره: أَشكر إِليك أَياديَه ونعمه؛ وقال

بعضهم: أَشكر إِليك نعمه وأُحدثك بها. هل تَحْمد لهذا الأَمر أَي ترضاه؟ قال

الخليل: معنى قولهم في الكتب احمد إِليك الله أَي احمد معك الله؛ كقول

الشاعر:

ولَوْحَيْ ذراعين في بِرْكَة،

إِلى جُؤجُؤٍ رَهِل المنكب

يريد مع بركة إِلى جؤجؤ أَي مع جؤجؤ. وفي كتابه، عليه السلام: أَما بعد

فإِني أَحمد إِليك الله أَي أَحمده معك فأَقام إِلى مُقام مع؛ وقيل:

معناه أَحمد إِليك نعمة الله عز وجل، بتحديثك إِياها. وفي الحديث: لواء

الحمد بيدي يوم القيامة؛ يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس

الخلق، والعرب تضع اللواء في موضع الشهرة؛ ومنه الحديث: وابعثه المقام

المحمود: الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإِراحة من طول

الوقوف؛ وقيل: هو الشفاعة. وفلان يَتَحَمَّد عليّ أَي يمتن، ورجل حُمَدة مثل

هُمَزة: يكثر حمد الأَشياء ويقول فيها أَكثر مما فيها. ابن شميل في حديث

ابن عباس: أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل أَي أَرضاه لكم وأتقدم فيه

إِليكم، أَقام إِلى مقام اللام الزائدة كقوله تعالى: بأَن ربك أَوحى لها؛ أَي

إِليها. وفي النوادر: حَمِدت على فلان حَمْداً وضَمِدت له ضَمَداً إِذا

غضبت؛ وكذلك أَرِمْت أَرَماً. وقول المصلي: سبحانك اللهم وبحمدك؛ المعنى

وبحمدك أَبتدئ، وكذلك الجالب للباء في بسم الله الابتداء كأَنك قلت:

بدأْت بسم الله، ولم تحتج إِلى ذكر بدأْت لأَن الحال أَنبأَت أَنك

مبتدئ.وقولهم: حَمادِ لفلان أَي حمداً له وشكراً وإِنما بني على الكسر لأَنه

معدول عن المصدر.

وحُماداك أَن تفعل كذا وكذا أَي غايتك وقصاراك؛ وقال اللحياني: حُماداكَ

أَن تفعل ذلك وحَمْدُك أَي مبلغ جهدك؛ وقيل: معناه قُصاراك وحُماداك أَن

تَنْجُو منه رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وغايتك.

وحُمادي أَن أَفعل ذاك أَي غايتي وقُصارايَ؛ عن ابن الأَعرابي.

الأَصمعي: حنانك أَن تفعل ذلك، ومثله حُماداك. وقالت أُم سلمة: حُمادَياتُ النساء

غَضُّ الطرف وقَصْر الوهادة؛ معناه غاية ما يحمد منهن هذا؛ وقيل:

غُناماك بمعنى حُماداك، وعُناناك مثله.

ومحمد وأَحمد: من أَسماء سيدنا المصطفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

وقد سمت محمداً وأَحمد وحامداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً

وحُمَيْداً. والمحمَّد: الذي كثرت خصاله المحمودة؛ قال الأَعشى:

إِليك، أَبَيتَ اللعنَ، كان كَلالُها،

إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد

قال ابن بري: ومن سمي في الجاهلية بمحمد سبعة: الأَول محمد بن سفيان بن

مجاشع التميمي، وهو الجد الذي يرجع إِليه الفرزدق همام بن غالب والأَقرع

بن حابس وبنو عقال، والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني، والثالث محمد

بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى، والرابع محمد بن

حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر؛ لقب بذلك لقول امرئ القيس

فيه وقد كان طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال:

بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني،

عَمْدَ عَيْن، بَكَّيْتُهنّ حَريما

وحريم هذا: اسم رجل؛ وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس:

أَتتني أُمور فكذبْتها،

وقد نُمِيَتْ ليَ عاماً فعاما

بأَنّ امرأَ القيسِ أَمسى كئيبا

على أَلَهٍ، ما يذوقُ الطَّعاما

لعمرُ أَبيكَ الذي لا يُهانُ،

لقد كان عِرْضُك مني حراما

وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُه،

وهِلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مراما؟

وليس هذا هو الشويعر الحنفي وأَما الشويعر الحنفي فاسمه هانئ بن توبة

الشيباني وسمي الشويعر لقوله هذا البيت:

وإِنّ الذي يُمْسِي، ودنياهُ هَمُّه،

لَمُسْتَمسِكٌ منها بِحَبْلِ غُرور

وأَنشد له أَبو العباس ثعلب:

يُحيّي الناسُ كلَّ غنيّ قوم،

ويُبْخَلُ بالسلام على الفقير

ويوسَع للغنّي إِذا رأَوه،

ويُحْبَى بالتحية كالأَمير

والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة، والسادس محمد بن خزاعي

بن علقمة، والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري.

وقولهم في المثل: العَود أَحمد أَي أَكثر حمداً؛ قال الشاعر:

فلم تَجْرِ إِلا جئت في الخير سابقاً،

ولا عدت إِلا أَنت في العود أَحمد

وحَمَدَة النار، بالتحريك: صوت التهابها كَحَدمتها؛ الفراء: للنار

حَمَدة.

ويوم مُحْتَمِد ومُحْتَدِم: شديد الحرّ. واحْتَمَد الحرُّ: قَلْب

احتَدَم.

ومحمود: اسم الفيل المذكور في القرآن.

ويَحْمَد: أَبو بطن من الأَزد. واليَحامِدُ جَمْعٌ: قبيلة يقال لها

يَحْمد، وقبيلة يقال لها اليُحْمِد؛ هذه عبارة عن السيرافي؛ قال ابن سيده:

والذي عندي أَن اليحامد في معنى اليَحْمَديين واليُحْمِديين، فكان يجب أَن

تلحقه الهاء عوضاً من ياءَي النسب كالمهالبة، ولكنه شذ أَو جعل كل واحد

منهم يَحمد أَو يُحمد، وركبوا هذا الاسم فقالوا حَمْدَوَيْه، وتعليل ذلك

مذكور في عمرويه.

حمد

1 حَمِدَهُ, aor. ـَ inf. n. حَمْدٌ (S, L, Msb, K) and مَحْمَدٌ and مَحْمِدٌ (L, K) and مَحْمَدَةٌ (S, L, K) and مَحْمِدَةٌ; (L, K, and so in a copy of the S;) the last of these inf. ns. [and the third also] extr.; (L;) or the last is an inf. n. and the last but one signifies “ a praiseworthy quality,” or “ a quality for which one is praised; ” (ElFenáree, MF;) or the last may be a simple subst.; (Har p. 392;) He praised, eulogized, or commended, him; spoke well of him; mentioned him with approbation; (Akh, S, L, Msb;) عَلَى كَذَا for such a thing; (L, Msb;) contr. of ذَمَّهُ: (S, L:) accord. to IAmb, formed by transposition from مَدَحَ: (marginal note in a copy of the MS:) but it is of less common application than the latter verb; (Msb in art. مدح;) signifying he praised him, &c., for something depending on his (the latter's) own will: thus, the describing a pearl as clear is not حَمْدٌ, but it is مَدْحٌ: (Kull p. 150:) or i. q. شَكَرَهُ: (Lh, K:) but it differs [sometimes] from this; (Msb;) for شُكْرٌ is only on account of favour received; whereas حَمْدٌ is sometimes because of favour received, (Th, Az, Msb,) and sometimes from other causes; (Th;) [and thus] the latter is of more common application than the former; (S;) therefore you do not say, شَكَرْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ; but you say, حَمِدْتُهُ على شجاعته I praised him, &c., for his courage. (Msb.) حمد also implies admiration: and it implies the magnifying, or honouring, of the object thereof; and lowliness, humility, or submissiveness, in the person who offers it; as in the saying of the afflicted, الحَمْدُ لِلّٰهِ Praise be to God; since in this case there is no worldly blessing, favour, or benefit. (Msb.) This last phrase is generally pronounced as it is written above: but some of the Arabs are related to have pronounced it الحَمْدَ لِلّٰهِ, putting the former word in the accus. case as the absolute complement of the verb أَحْمَدُ understood: and others, الحَمْدِلِلّٰهِ; assimilating the final vowel of the former word to the vowel immediately following it: and others, الحَمْدُ لُلّٰهِ; assimilating the first vowel in للّٰه to the vowel immediately preceding it: Zj, however, disapproves of the latter two modes of pronouncing it: some of them also said, بَدَأْتُ بِالحَمْدُ لِلّٰهِ, meaning I began with the saying Praise be to God. (L.) [See also حَمْدٌ below.] You say, أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللّٰهَ I praise God (Az, A, * L, K) to thee, or in thy presence: (L:) or with thee: (Kh, Az:) or I praise to thee God's benefits, and his blessings, or favours; or I praise to thee God's blessings, or favours, and discourse to thee of them. (L.) And حَمِدَ لَهُ أَمْرًا (tropical:) He approved of a thing for him. (L, K. *) And حَمِدَ إِلَيْهِ أَمْرًا (tropical:) He approved of a thing for him, and commanded, or enjoined, him to do it. (L.) and جاوَرْتُهُ فَمَا حَمِدْتُ جِوَارَهُ (tropical:) [I became his neighbour, and did not approve of being so]. (A.) See also 4. b2: Also, (aor. and inf. n. as above in the beginning of this art., K,) He recompensed, or requited, him: he gave him, or paid him, his due. (L, K.) A2: حَمِدَ عَلَيْهِ, aor. ـَ (L, K, *) inf. n. حَمَدٌ, (TA,) He was angry with him. (L, K.) 2 حمّد, inf. n. تَحْمِيدٌ, has a more intensive signification than حَمدَ; (S;) [He declared the praises of God: or] he praised God much, with good forms of praise (بِالمَحَامِدِ الحَسَنَةِ): (T, L:) or repeatedly; or time after time. (L, K.) تحميد [used as a simple subst.] has a pl., namely, تَحَامِيدُ. (A.) [See an ex. voce خَاتَمٌ, in the latter part of the paragraph.]4 احمد He (a man, S) came to a state, or result, such as was praised, or commended, or approved; properly, his affair, or case, came to such a state or result: (S, L, K:) or (so in the K, but in the L “ and ”) he did, or said, that for which he should be praised, or commended; or that which was praiseworthy, or commendable; (A, L, K; *) contr. of أَذَمَّ. (A.) And احمد أَمْرُهُ (assumed tropical:) His affair, or case, was, or became, praiseworthy, or approvable, in his estimation: (K:) or احمد أَمْرَهُ (as in the L) he esteemed his affair, or case, praiseworthy, or approvable. (L [agreeably with what next follows].) A2: احمدهُ He found him (a man, A, L) [or it] to be such as is praised, commended, or approved; or praiseworthy, commendable, or approvable; (S, A, L, Msb;) contr. of أَذَمَّهُ: (TA in art. ذم:) he made it manifest that he was worthy of praise, eulogy, commendation, or approbation: (L:) he approved of his action, and his course of conduct, or his tenet or tenets, and did not expose it, or them, to others. (K.) And أَحْمَدْتُ صَنِيعَهُ (tropical:) [I found his action to be praiseworthy, or commendable, or approvable]. (A.) And احمد الأَرْضَ (tropical:) He approved the land as a dwelling-place: (A:) or he found the land to be such as is praised, commended, or approved; as also ↓ حَمِدَهَا; (L, K;) but the former verb is the more chaste in this sense. (L.) And احمد مَوْضِعًا (tropical:) He found a place to be such as is praised, commended, or approved, and convenient, or suitable, so that he approved it as a dwelling-place, or for its pasture. (S, L.) 5 تحمّد He affected, or made a show of, (تَكَلَّفَ,) praise. (A.) You say, ↓ وَجَدْتُهُ مُتَحَمِّدًا مُتَشَكِّرًا [I found him affecting, or making a show of, praise and thanks]. (A.) b2: He praised himself. (KL.) [Golius assigns this meaning to ↓ احتمد, as on the authority of the KL; but it is not assigned to this verb in my copy of the KL.] b3: فُلَانٌ يَتَحَمَّدُ النّاس [app. a slight mistranscription, for لِلنَّاسِ, i. q. إِلَى النَّاسِ, as in an ex. in the next sentence but one,] Such a one pretends to men, or shows them, that he is praiseworthy, بِجُودِهِ for his liberality. (L.) b4: تحمّد عَلَيْهِ He reproached him for a favour, or benefit, which he (the former) had bestowed, or conferred; or recounted his gifts, or actions, to him; syn. اِمْتَنَّ. (S, L, K.) One says, مَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ عَلَى

نَفْسِهِ فَلَا يَتَحَمَّدْ بِهِ عَلَى النَّاسِ [Whoso expends his property upon himself, he shall not reproach men therewith as for favours, or benefits, bestowed]: (S, A:) or فلا يتحمّد بِه إِلَى النَّاسِ [he shall not pretend to men that he is praiseworthy on account of it]: a prov., meaning that a man is not praised for his beneficence to himself, but for his beneficence to others. (L.) 6 تحامدوا (tropical:) [They praised, or commended, a thing, one to another]. You say, الرُّعَآءُ يَتَحَامَدُونَ الكَلَأَ (tropical:) [The pastors praise, or commend, one to another, the herbage]. (A.) 8 احتمد: see 5.

A2: Said of heat, [It burned, or burned fiercely; or was, or became, vehement:] formed by transposition from احتدم. (S.) 10 اِسْتَحْمِدِ اللّٰهَ إِلَى خَلْقِهِ بِإِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ وإِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ [so I find it written, as though meaning Demand thou, of his creatures, the praising of God, by reason of his beneficence to them, and his bounty to them: but I think that we should read اِسْتَحْمَدَ اللّٰهُ, and that the meaning is, God hath demanded praise of his creatures by his beneficence, &c.]. (A.) حَمْدٌ Praise, eulogy, or commendation; &c. (S, &c. [For further explanations of this word, and respecting the phrase الحَمْدُ لِلّٰهِ and its variations, see 1: and see also شَكَرَ.]) سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ, said by a person praying, means [I extol, or celebrate, or declare, thy remoteness, or freedom, from every impurity, or imperfection, &c., O God, (see art. سبح,)] and I begin with praising Thee; أَبْتَدِئُ being understood: (Az, L, Msb:) or by بحمدك is meant الحَمْدُ لَكَ praise be to Thee: and nearly the same is said in explanation of the phrase in the Kur [ii. 28], نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ, that by بحمدك is meant حَامِدِينَ لَكَ: [see, again, art. سبح:] or by the expression وبحمدك is meant, accord. to Aboo-'Othmán ElMázinee, and by praising Thee I extol thy remoteness, or freedom, from every impurity, &c.; سَبَّحْتُكَ being understood: or the و is redundant, as it is in the phrase, رَبَّنَاوَلَكَ الحَمْدُ [O our Lord, praise be to Thee], in which the و is sometimes omitted: or, accord. to Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, the و is corroborative, as in the phrase, وَهُوَ لَكَ, for هُوَ لَكَ. (Msb.) لِوَآءُ الحَمْدِ بِيَدِى يَوْمَ القِيَامَةِ [The standard of praise shall be in my hand on the day of resurrection (said by Mohammad)] means that he shall be singularly distinguished by praise, or praising, on that day. (L.) b2: See حَمَادِ: b3: and حُمَادَاكَ.

A2: See also حَمِيدٌ.

A3: It is also said to signify The young one of the kind of bird called قَطًا: so in the prov., حمْدُ قَطَاةٍ يَسْتَمِى الأَرَانِبَ A young one of a katà desires to make the hares its prey: applied to a weak man who desires to insnare a strong one. (Meyd, TA.) A4: See also what next follows.

حَمَدَةٌ The sound of the flaming, or blazing, of fire; (S, K;) as also حَدَمَةٌ [from which it is formed by transposition: see 8: and ↓ حَمْدٌ app. signifies the same: see حَدْمٌ]. (TA.) حُمَدَةٌ: see حَمَّادٌ.

حَمَادِ لَهُ Praise, and thanks, be to him: (S, L, K:) i. e., to such a one: (S, L:) contr. of جَمَادِ لَهُ [q. v.]. (S and A in art. جمد.) حَمَادِ is indecl., with kesr for its termination, because it deviates from its original, which is the inf. n. [↓ الحَمْدُ]: (S, L:) [i. e.,] it is [a quasi-inf. n., (see اِسْمُ مَصْدَرٍ in art. صدر,) being] a proper name for المَحْمَدَةُ [as syn. with الحَمْدُ]. (Sharh Shudhoor edh-Dhahab.) حَمُودٌ: see what next follows.

حَمِيدٌ and ↓ مَحْمُودٌ (S, A, L, K) and ↓ حَمُودٌ (as in copies of the K, but this seems to be an intensive epithet,) Praised, eulogized, or commended; spoken well of; mentioned with approbation; approved; such as is praised, &c.; praiseworthy, laudable; commendable, or approvable: (S, L, K: [in which, as well as in numberless exs., all these significations are clearly indicated, though not so clearly explained; the Arabic words to which they apply exactly agreeing with the Latin “ laudatus,” which means both “ praised ” and “ praiseworthy: ”]) the fem. of the first is with ة, (L, K,) because the signification, though properly that of a pass. part. n., nearly agrees with that of an act. part. n.: (L:) you say, [هِىَ حَمِيدَةٌ She is praised, &c.; and] أَفْعَالُهُ حَمِيدَةٌ (tropical:) [His actions are praised, &c.]. (A.) ↓ حَمْدٌ, also, [originally an inf. n., like its contr.

ذَمٌّ,] used as an epithet applied to a man, is syn. with مَحْمُودٌ; (K;) and as an epithet applied to a woman, syn. with مَحْمُودَةٌ, (TA,) as is also حَمْدَةٌ: (K, TA:) and you likewise say مَنْزِلٌ حَمْدٌ (K) and مَنْزِلَهٌ حَمْدَةٌ (Lh) (assumed tropical:) A place where one alights, sojourns, or abides, such as is praised, or approved, (K, TA,) and convenient, or suitable. (TA.) الحَمِيدُ, meaning He who is praised, or praiseworthy, in every case, is an epithet applied to God; one of the names termed الأَسْمَآءُ الحُسْنَى. (L.) ↓ المَقَامُ المَحْمُودُ [mentioned in the Kur xvii. 81] means (assumed tropical:) The station in which its occupant shall be praised by all creatures [on the day of resurrection] because of his being quickly reckoned with, and relieved from long standing: or it is the station of the intercessor. (L.) حُمَادَاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا (S, L, K *) and ↓ حَمْدُكَ (L) The utmost of thy power, or of thine ability, [or the utmost of thy praiseworthy actions, (see an ex. of the pl. in what follows,) will be] thy doing such a thing; syn. مَبْلَغُ جَهْدِكَ, (L,) or قُصَارَاكَ, (S, L,) and غَايَتُكَ: (S, L, K:) and in like manner, حُمَادِى The utmost of my power, &c. (K.) حُمَادَيَاتُ النِّسَآءِ غَضُّ الطَّرْفِ, said by Umm-Selemeh, means The utmost of the praiseworthy qualities of women is the lowering of the eye. (L.) حَمَّادٌ (TA) and ↓ حُمَدَةٌ (A, K) A man (TA) who praises things much; a great, or frequent, praiser: (A, K, TA:) or the latter, a man who praises things much and extravagantly. (S.) You say, إِنَّهُ لَحَمَّادٌ لِلّٰهِ Verily he is one who praises God much, or repeatedly, or time after time. (L, K.) العَوْدُ أَحْمَدُ is a prov., (S,) meaning (tropical:) Repetition is more attributive of praise (أَكْثَرُ حَمْدًا): (S, A, K:) for generally you do not desire to return to a thing save after experience, or knowledge, [and approbation,] thereof: [the act of returning, therefore, implies praise:] or the meaning is, when one begins a kind act, he attracts praise to himself; and when one repeats, he gains more praise for himself: or احمد is from the pass. part. n., and the meaning is, the beginning is praised, or praiseworthy; and repetition is more deserving of being praised. (K.) [See Freytag's Arab. Prov. ii. 130]

مَحْمَدَةٌ (S, Mgh) and مَحْمِدَةٌ (Mgh) (assumed tropical:) [A cause of praise, commendation, or approval; a praiseworthy, commendable, or approvable, quality or action;] a thing for which one is, or is to be, praised, commended, or approved: (Mgh:) [see 1, first sentence:] contr. of مَذَمَّةٌ: (S:) [pl. مَحَامِدُ.] You say, هٰذَا طَعَامٌ لَيْسَتْ عِنْدَهُ مَحْمِدَةٌ, with kesr to the second م, (tropical:) [This is food in which is no approvable quality;] the eating of which is not approved. (A.) b2: [The pl.] مَحَامِدُ signifies [also] (assumed tropical:) Forms of praise. (Msb in art. جمع; &c.) [See 2.]

مُحَمَّدٌ A man praised much, or repeatedly, or time after time: (L, K:) endowed with many praiseworthy qualities. (S, L.) مَحْمُودٌ: see حَمِيدٌ, in two places.

يَوْمٌ مُحْتَمِدٌ A day intensely, or vehemently, hot: (K:) as also مُحْتَدِمٌ [from which it is formed by transposition: see 8]. (TA.) مُتَحَمِّدٌ: see 5.
حمد
: (الحَمْدُ) : نَقِيض الذَّمِّ، وَقَالَ اللِّحيانيُّ: الحَمْدُ؛ (الشُّكْرُ) ، فَلم يُفرّق بَينهمَا.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ الحَمْدُ يكون عَن يَد، وَعَن غير يَدٍ، والشُّكْرُ لَا يكون إِلّا عَن يَد.
وَقَالَ الأَخفشُ: الحَمْد لله: الثَّنَاءُ.
وَقَالَ الأَزهريُّ: الشُّكْر لَا يكون إِلا ثَنَاءً لِيد أَولَيْتَهَا، والحمدُ قد يكون شُكْراً للصنيعةِ، وَيكون ابْتِدَاء للثّناءُ على الرَّجل. فحَمَدُ الله: الثَّنَاءُ عيه، ويكونُ شُكْراً لِنِعَمه الَّتِي شَمِلَت الكُلّ. والحمْدُ أَعمُّ من الشُّكْر.
وَبِمَا تقدَّم عَرَفْت أَن المصنِّف لم يُخَالِف الجُمهورُ، كَمَا قَالَه شيخُنَا، فإِنه تَبِع اللِّحْيَانِيَّ فِي عدَمِ الفَرْقِ بَينهمَا. وَقد أَكثَر العلماءُ فِي شرحهما، وبيانهما، وَمَا لَهُما، وَمَا بينَهما من النَّسب، وَمَا فيهمَا من الفَرْق من جِهة المتعلَّق أَو الْمَدْلُول، وَغير ذالك، لَيْسَ هاذا محلَّه.
(و) الحَمْدُ: (الرِّضَا، والجَزاءُ، وقَضَاءُ الحَقِّ) وَقد (حَمِدَه كسَمِعَه) : شَكَرَه وجَزَاه وقَضَى حَقَّه، (حَمْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون (ومَحْمِداً) بِكَسْر الْمِيم الثانِية، (ومَحْمداً) ، بِفَتْحِهَا، (ومَحْمِدَة ومَحْمدَةً) ، بالوَجْهين، ومَحْمِدَةٌ، بِكَسْرِهَا نادرٌ. ونقلَ شيخُنا عَن الفناريّ فِي أَوائلِ حَاشِيَة التّلويحِ أَن المَحْمِدةَ بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة مصدر، وَبِفَتْحِهَا خَصْلَة يُحْمَد عَلَيْهَا. (فَهُوَ حمُودٌ) ، هاكذا فِي نسختنا. وَالَّذِي فِي الأُمَّهات اللُّغَوية: فَهُوَ مَحمود، (وحَمِيدٌ، وَهِي حَمِيدةٌ) ، أَدخلوا فِيهَا الهاءَ، وإِن كَانَت فِي المعنَى مَفْعُولا، تَشبيهاً لَهَا برَشيدة، شَبَّهوا مَا هُوَ فِي معنَى مفعولٍ بِمَا هُوَ فِي معنَى فاعِلٍ، لتقاربِ المَعْنيَيْنِ.
والحَمِيدُ، من صفاتِ الله تَعَالَى بِمَعْنى المَحْمُودِ على كلّ حَال، وَهُوَ من الأَسماءِ الحُسْنَى.
(وأَحْمَدَ) الرَّجُلُ: (صَار أَمْرُهُ إِلى الحَمْدِ، أَو) أَحْمَدَ: (فَعَلَ مَا يُخْمَدُ عَلَيْهِ.
(و) من الْمجَاز يُقَال: أَتَيْتُ موْضِعَ كَذَا فأَحْمَدْتُ، أَي صادَفْتُه مَحموداً موافِقاً، وذالك إهذا رَضِيت سُكْناه أَو مَرْعَاه.
وأَحْمَدَ (الأَرْض: صادَفَهَا حَمِيدةً) ، فهاذه اللُّغَةُ الفصيحة (كحَمِدَها) ، ثُلاثيًّا. وَيُقَال: أَتيْنا فُلاناً فأَحْمَدْنَاه وأَذْممناه، أَي وجدْناه مَحْمُودًا أَو مذْموماً.
(و) قَالَ بَعضهم: أَحْمَدَ (فُلاناً) إِذا (رَضِيَ فِعْلَهُ ومَذْهَبَه وَلم يَنْشُرْهُ للنّاسِ، و) أَحْمَدَ (أَمْرَهُ: صَار عِنْده مَحْمُوداً.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (رجُلٌ) حَمْدٌ (ومَنْزِلٌ حَمْدٌ) ، وأَنشد:
وكانَتْ من الزَّوجات يُؤْمَنُ غَيْبُهَا
وتَرْتَادُ فِيهَا العَيْنُ مُنْتَجَعاً حَمْدَا
(وامرَأَةٌ) حَمْدٌ و (حَمْدَةٌ) ومَنزِلةٌ حَمْدٌ، عَن اللِّحْيَانيّ: (مَحْمُودةٌ) مُوافِقةٌ.
(والتَّحْمِيدُ حمْدُ) كَ (اللهَ) عزّ وجَلّ (مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة) ، وَفِي التَّهْذِيب: التَّحميد: كَثْرَةُ حَمْدِ اللهِ سبحانَه) بالمحامد الحَسَنة، وَهُوَ أَبلغُ من الحَمْدِ، (وإِنَّهُ لحمَّادٌ لِلّهِ عَزَّ وجَلَّ) .
(وَمِنْه) أَي من التَّحميد (مُحَمَّد) ، هاذا الاسمُ الشريف الواقعُ عَلَماً عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عليّه وسلّم، وَهُوَ أَعظم أَسمائه وأَشهرُهَا (كأَنْ حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرّة) أُخْرَى.
(و) قَول الْعَرَب: (أَحْمَدُ إِليكَ الله) ، أَي (أَشكُرُه) عندكَ. وَفِي التَّهْذِيب أَي أَحمدُ معكَ اللهَ. قلت: وَهُوَ قولُ الْخَلِيل. وَقَالَ غَيره: أَشكُر إِليكَ أَيادِيَه ونعَمَ. وَقَالَ بعضُهم: أَشكُر إِليك نِعَمَ وأُحدِّثُك بهَا.
(و) قَوْلهم (حَمَادِ لَهُ، كقَطَامِ، أَي حَمْداً) لَهُ (وشكْراً) .
وإِنما بُنِيَ على الكَسر لأَنه مَعْدول عَن الْمصدر، قَالَ المُتَلمِّسُ:
جَمَادِ لَهَا جَمَادِ وَلَا تَقُولي
طَوَالَ الدَّهْرِ مَا ذُكِرَتْ حَمادِ
(و) قَالَ اللِّحيانيّ: (حُمَاداكَ) أَن تفْعَلَ كَذَا، (وحُمَادَيَّ) أَنْ أفعلَ كَذَا (بضمّهما) ، وحَمْدُكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي مَبْلَغ جُهْدِك. وَقيل: (غايَتُكَ وغَايَتِي) .
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: قُصَاراك أَن تَنْجُوَ مِنْهُ رَأْساً برأْس، أَي قَصْرُك وغَايَتُكَ.
وقالَت أُمُّ سَلَمَة (حُمَادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الطَّرْفِ) مَعْنَاهُ غايةُ مَا يُحْمَدُ منهُنَّ هاذا.
وَقيل غُنَامَاك مثل حُمَاداك، وعُنَاناك مِثْلُه.
(و) قد (سَمَّت) العَرَبُ (أَحْمَدَ) ، ومُحَمَّداً، وهما، من أَشرف أَسمائه، صلَّى اللهُ عليّه وسلّم، وَلم يُعرَف مَن تَسَمَّى قبلَه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم بأَحْمَدَ، إِلّا مَا حُكيَ أَنَّ الخَضِرَ عَلَيْهِ السلامُ اسمُه كذالك. (وحامِداً، وحَمَّاداً) كَكَتَّان، (وحَمِيداً) ، كأَمِير (وحُمَيْداً) ، مصغَّراً (وحَمْداً) بِفَتْح فَسُكُون، (وحَمْدُونَ، وحَمْدِينَ، وحَمْدَانَ، وحَمْدَى) ، كسَكْرَى (وحَمُّوداً، كتَنُّورٍ، وحَمْدَوَيْهِ) ، بِفَتْح الدَّال وَالْوَاو، وَسُكُون الْيَاء عِنْد النُّحاة والمُحدِّثون يضمُّون الدّالَ ويسكنون الْوَاو ويفتحون الياءَ. والمُحَمَّد، كمُعَظَّم: الّذي كَثُرَتْ خِصالُه المَحمودَةُ، قَالَ الأَعشى:
إِليكَ أَبَيْتَ الَّلْنَ كانَ كَلَالُها
إِلى المَاجِدِ القَرْمِ الجَوَادِ المُحمَّدِ
قَالَ ابنُ بَرِّيَ: وَمن سُمِّيَ بمحمّد فِي الْجَاهِلِيَّة سَبعَةٌ: مُحَمَّد بنُ سُفْيان بن مُجَاشِع التَّمِيميُّ، ومحمّد بنُ عِتْوَارَةَ اللَّيْثيّ الكِنَانِيّ، ومحمّد بن أُحَيْحةَ بن الجُلَاح الأَوْسِيُّ، ومُحمّد بن حُمْرَانَ بنِ مالِكٍ الجُعْفِيّ الْمَعْرُوف بالشوَيْعر، ومحمّد بن مَسْلَمَةَ الأَنصاريّ، ومحمّد بن خُزَاعِيّ بن عَلقمةَ، ومحمّد بن حِرْمَازِ بن مالِكٍ التِميميّ.
(ويَحْمَدُ كيَمْنَع، و) يُقَال فِيهِ يُحْمِدُ (كيُعْلِم آتِي) أَي مُضارِعُ (أَعْلَمَ) ، كَذَا ضَبَطَه السِّيرافيّ: (أَبو قَبِيلَة) من الأَزْد (ج اليَحامِدُ) .
قَالَ ابْن سيدَه: وَالَّذِي عِنْدِي أَن اليَحَامدَ فِي معنَى اليَحْمَديّين واليُحْمِديّين، فَكَانَ يجب أَن تلْحقهُ الهاءُ عوَضاً عَن ياءِ النّسب كالمَهَالبة، ولاكنه شَذَّ، أَو جُعِلَ كلُّ واحدٍ مِنْهُم يَحْمَدُ أَو يُحْمد.
(وحَمَدةُ النَّار، مُحَرَّكَةً: صَوتُ التِهَابِها) كحَدَمَتهَا (و) قَالَ الفرّاءُ: للنّار حَمَدَةٌ.
و (يَوْمٌ مُحْتَمِدٌ) ومُحْتَدِم: (شَدِيدُ الحَرِّ) ، واحتَمَدَ الحَرُّ، قَلْبُ: احْتَدَمَ.
(و) حَمَادَةُ (كحَمَامَة ناحيَةٌ باليَمَامَة) ، نَقله الصاغانيُّ.
(والمُحَمَّدِيَّة) عِدَّةُ مواضِعَ، نُسِبَتْ إِلى اسْم مُحَمَّدٍ بانِيهَا، مِنْهَا: (ة بنَوِاحِي بَغْدَاد) ، من طَرِيق خُرَاسَانَ، أَكثَر زَرْعِهَا الأُرزُ.
(و) المُحمَّديّةُ: (بلَدٌ ببَرْقَةَ، من نَاحيَة الإِسكَنْدَرِيّةِ) ، نَقله الصاغَانيّ.
(و) المحَّمديةُ: (د بنواحي الزَّابِ) من أَرْضِ المغْرِب، نَقله الصاغانيُّ.
(و) المُحمَّديةُ؛ (بَلَدٌ بكِرْمَانَ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) المُحَمَّدِيَّةُ: (ة قُرْبَ تُونُسَ، و) المِحَمَّديّة: (مَحَلَّة بالرَّيِّ) ، وَهِي الَّتِي كتب ابنُ فارِسٍ صاحبُ (المُجملِ) عِدَّةَ كُتُبٍ بهَا.
(و) المُحَمَّدِيَّةُ: (اسمُ مَدِينَةِ المَسِيلةِ، بالمَغْرِب أَيضاً) اختَطَّــها أَبو القاسِمِ محمَّدُ بن المَهْدِيِّ الملقب بالقائم.
(و) المُحَمَّديَّة: (ة باليَمَامَة) .
(و) يُقَال: (هُوَ يَتَحَمَّدُ عليَّ) ، أَي (يَمْتَنُّ) ، وَيُقَال فُلان يتَحَّمدُ النّاسَ بجُودِه، أَي يُرِيهِم أَنَّه محمودٌ.
وم أَمثالهم: (مَنْ أَنفَق مالَه على نَفْسِه فَلَا يَتَحَمَّدُ بِهِ إِلى النّاسِ) وَالْمعْنَى: أَنه لَا يُحْمَدُ على إِحْسَانِه إِلى نفْسه، إِنما يُحْمَد على إِحْسَانِه إِلى النّاس.
(و) رجلٌ حُمَدةٌ، (كهُمَزَةٍ: مُكْثِرُ الحَمْدِ للأَشياءِ) ، ورجلٌ حَمَّادٌ، مثله.
(و) فِي النَّوَادِر: حَمِدَ عليَّ فُلانٌ حَمَداً (كفَرِح) إِذا (غَضِبَ) ، كضَمِدَ لَهُ ضَمَداً، وأَرِمَ أَرَماً.
(و) مِنَ المَجَازِ: قَوْلهم: (العَوْدُ أَحْمَدُ، أَي أَكْثَرُ حَمْداً) ، قَالَ الشَّاعِر:
فَلم تَجْرِ إِلّا جِئتَ فِي الخَيْرِ سَابِقًا
وَلَا عُدْتَ إِلّا أَنتَ فِي العَوْدِ أَحمَدُ
كَذَا فِي الصِّحَاح: وكُتُب الأَمثال (لأَنَّكَ لَا تَعود إِلى الشَّيْءِ غَالِبا إِلّا بَعْدَ خِبْرَتِه، أَو مَعْنَاهُ: أَنَّه إِذا ابتدَأَ المَعْرُوفَ جَلَبَ الحَمْدَ لنفْسِهِ، فإِذا عادَ كَانَ أَحْمَدَ، أَي أَكْسَبَ للحَمْدِ لَهُ، أَو هُوَ أَفْعَلُ، من الْمَفْعُول، أَي الابتداءُ محمودٌ، والعَوْدُ أَحقُّ بأَن يَحْمَدُوه) وَفِي كُتب الأَمثالِ: بأَنّ يُحْمدَ مَنه. وأَولُ من (قَالَه) ، أَي هاذا المَثَلَ (خِدَاشُ بنُ حَابِسٍ) التَّمِيميُّ (فِي) فَتاةِ من بَنِي ذُهْلٍ ثمَّ من بني سَدُوس، يُقَال لَهَا (الرَّبَاب، لَمَّا) هَام بهَا زَماناً و (خَطبا فَرَدَّهُ أَبواها، فأَضْرَبَ) ، أَي أَعرضَ (عَنْهَا زَماناً، ثمَّ أَقبَلَ) ذاتِ ليلةِ راكِباً (حتْى انْتَهَى إِلى حِلَّتِهِمْ) أَي مَنْزِلِهِمْ (مُتَغَنِّياً بأَبيات، مِنْهُ:
) هاذا البيتُ:
(أَلَا لَيْتَ شِعْرِي يَا رَبابُ مَتَى أَرَى لَنَا مِنْكِ نُجْحاً أَو شِفَاءً فأَشْتَفِي)
وَبعده:
فقد طَالَمَا غَيْبَتِنِي وَرَدَتْنِي
وأَنتِ صَفيِّي دُونَ مَن كُنْتُ أَصْطَفِي
لَحَى اللهُ مَنْ تَسْمُو إِلى المالِ نَفْسُهُ
إِذا كانَ ذَا فَضْلٍ بِهِ لَيْسَ يَكْتَفِي
فَيُنْكِحُ ذَا مالٍ ذَمِيماً مُلَوَّماً
ويَتْرُكُ حُرًّا مثْلَه لَيْسَ يَصْطَفِي
(فسمِعَت) الرَّبابُ وعَرفته (وحَفِظَت) الشِّعْر (و) أَرْسلت إِلى الرَّكْب الّذين فيهم خِداشٌ و (بعثَتْ إِليه: أَنْ قد عَرَفْتُ حاجَتَكَ فاغْدُ) على أَبي (خاطِباً) ، وَرَجَعَتْ إِلى أُمها (ثمَّ قَالَت لأُمِّها) : يَا أُمَّهُ: (هَل أَنْكِحُ إِلَّا مَنْ أَهْوَى، وأَلْتَحِفُ إِلّا مَنْ أَرضَى؟ قالَت: بَلَى) ، فَمَا ذالك؟ (قَالَت: فأَنْكِحيني خِداشاً. قَالَت) : وَمَا يَدْعُوك إِلى ذالك (مَعَ قِلْةِ مالِه؟ قَالَت: إِذا جمَع المالَ السيِّيءُ الفِعالِ، فقُبْحاً لِلْمَالِ) ، فأَخْبرَت الأُمُّ أَباهَا بذالك، فَقَالَ: أَلمْ نَكُنْ صَرَفناه عنّا؟ فَمَا بَدَاله؟ (فَأَصْبَحَ خِداشٌ) ، وَفِي (مجمع الأَمثال) : فَلَمَّا أَصبحوا غَدا عَلَيْهِم خِداشٌ (وسَلَّم عَلَيْهِم، وَقَالَ: العَوْدُ أَحْمَدُ، والمَرْأَة تُرْشَد، والوِرْدُ يُحْمَد) ، فأَرسلها مَثَلاً. قَالَه الميدانيُّ، والزّمَخْشَرِيُّ، وَغَيرهمَا.
(ومحمودٌ اسمُ الفِيلِ المذكورِ فِي القرآنِ العزِيزِ) فِي قصّة أَبْرَهةَ الحَبَشِيّ، لَمّا أَتَى لهَدْم الكعبةِ، ذَكرَه أَربابُ السِّيَرِ مُسْتَوفًى فِي مَحَلّه.
(و) أَبو بكرٍ (أَحمدُ بنُ محمّدِ) بنِ أَحمدَ (بنِ يعقُوبَ بنِ حُمَّدُويَهْ، بِضَم الحاءِ وشَدَّ الْمِيم وَفتحهَا) ، وَضم الدَّال وفَتْح الياءِ: (محَدِّثٌ) ، آخرُ من حَدَّث عَن ابْن شمعونَ. هاكذا ضبطَه أَبو عليّ البردانيُّ الْحَافِظ.
(أَو هُوَ حُمَّدُوهْ، بِلَا ياءِ) ، كَذَا ضَبطَه بعضُ المُحَدِّثين البغداديّ المُقْرِيءُ الرَّزَّازُ، من أهل النَّصرِيّة. وُلِدَ فِي صفر سنة 381 هـ روَى عَنهُ ابنُ السَّمرْقَنْديّ والأَنماطِيُّ وتُوفِّيَ فِي ذِي الحجّة سنة 469 هـ.
(وحَمْدُونةُ، كزَيْتُونَة: بِنتُ الرَّشيد) العبّاسيّ. وَكَذَا حَمْدونةُ بنت غَضِيضٍ، كأَمير، أُمُّ ولد الرَّشيد، يُنسب إِليها محمّد بن يوسفَ بنِ الصَّباح الغَضِيضيّ.
(و) حَمدُونُ (بنُ أَبي لَيْلى مُحَدِّث رَوَى عَن أَبِيه، وَعنهُ أَبُو جَعْفَر الحبيبيّ (وحَمَديَّةُ، مُحَرَّكَةً، كعَرَبِيَّة: جَدُّ والدِ إِبراهيمَ بنِ مُحَمَّد) بن أَحمدَ بن حَمَدِيَّةَ (رَاوِي المُسْنَد) للإِمام أَحمَدَ بنِ حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ، وكذَا أَخوه عبد الله، كِلَاهُمَا وروياه (عَن أَبي لحُصيْنِ) هِبَةِ اللهِ بن محمّدِ بن عبد الْوَاحِد أَبي الْقَاسِم الشَّيبانيّ، وماتَا مَعًا فِي صفر سنة 592 هـ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَحمَدَه: استبانَ أَنه مُسْتَحِقٌّ للحَمْد. وتَحمَّدَ فُلانٌ: تكلَّفَ الحَمْدَ، تَقول وَجَدْتُه مُتَحَمِّداً مُتَشَكِّراً. واسْتَحْمَدَ اللهُ إِلى خَلْقِه بإِحْسَانه إِليهم وإِنعامه عَلَيْهِم.
و (لِواءُ الحَمْد) : انفِرادُه وشُهْرَتُ بالحَمْد فِي يَوْم الْقِيَامَة.
والمَقَامُ المَحْمُودُ. هُوَ: مَقَامُ الشَّفاعةِ. وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ: جمْع الحَمْد على أَحْمُد كأَفْلُسٍ، وأَنشد:
وأَبيضَ مَحمود الثَّنَاءِ خَصَصْتُهُ
بأَفْضلِ أَقوالي وأَفضَلِ أَحْمُدِي
نَقَلَه السَّمينُ.
وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاس: (أَحْمَدُ إِليكُم غَسْلَ الإِحْلِيل) أَي أَرْضاهُ لكم وأَتقدَّم فِيهِ إِليكم.
وَمن الْمجَاز: أَحْمَدْتُ صَنِيعَه.
والرِّعاءُ يَتحامَدون الكَلأَ.
وجاورتُه فَمَا حَمدْت جِوارَه.
وأَفْعَالُه حَميدةٌ.
وهاذا طَعامٌ ليستْ عِنْده مَحْمِدَةٌ، أَي لَا يَحْمَدُه آكِلَه، وَهُوَ بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة، كَمَا فِي المفصَّل.
وزيادُ بن الرَّبيع اليُحْمِديّ بِضَم الياءِ وَكسر الْمِيم، مَشْهُور، وَسَعِيد بن حِبّانَ الأَزديّ اليحْمدِيّ عَن ابْن عبّاس، وعُتبة بن عبد الله اليحْمدِيّ، عَن مَالك وَمَالك بن الجَليل اليحْمدِيّ، عَن ابْن أَبي عَدِيَ، مَشْهُور، وحَمَدَى بن بَادى، محرّكَةً: بطْنٌ من غَافق بِمصْر، مِنْهُم مالِك بن عُبَادَة أَبو مُوسَى الغافقيّ الحَمَدِيّ، لَهُ صُحْبَةٌ.
وَفِي الأَسماءِ: أَبو البركات سعدُ الله بن محمّد بن حَمَدَى البغداديّ، سمع ابْن طَلْحَة النقاليّ، تُوفِّي سنة 557. وَابْنه إِسماعيل، حدث عَن ابْن ناصرٍ، مَاتَ سنة 614 هـ قَالَه الْحَافِظ. وَعبد الله بن الزُّبَير الحمَيْدِيّ، شيخ البُخَاريّ. وأَبو عبد الله الحُمَيْدِيّ صَاحب (الْجمع بَين الصَّحِيحَيْن) ، وبالفَتْح أَبو بكرٍ عتِيقُ بن عليّ الصِّنهاجِيّ الحميديّ، ولي قضاءَ عَدنَ، وَمَات بهَا، وَآل حَمْدانَ، من رَبِيعةِ الفرَسِ، والحُمَيداتُ من بني أَسدِ بن غري ينسبون إِلى حُمَيْد بن زُهَيْر بن الْحَارِث بن رَاشد، كَمَا فِي (التوشيح) .
وَمن أَمثالهم (حَمْدُ قطَاةٍ يَسْتمِي الأَرانبَ) . قَالَ الميدانيّ: زَعَمُوا أَن الحَمْد فَرْخُ القطَاةِ (وَلم أَرَ لَهُ ذِكْراً فِي الكُتُبِ واللهُ أَعلم بِصحَّته) ، والاسْتِمَاءُ: طَلَبُ الصَّيْدِ. أَي فَرْخُ قطاة يطلُب صَيْدَ الأَرانبِ، يضْرب للضّعيف يَرومُ أَن يَكِيدَ قَوِيًّا.
وحَمَّادُ، جدُّ أَبي عليَ الحسنِ بنِ عليِّ بن مَكِّيّ بن عبد الله بن إِسرافِيلَ بن حَمَّادٍ النّخشبيّ، تَفَقَّه عَلَيْهِ عامَّةُ فُقَهاءِ نَخْشب، ورَوى وحدَّث. وحمَّادُ بن زَيدِ بن دِرْهَمٍ وحَمَّادُ بن زيد بن دِينار، وهما الحَمَّادانِ.
حمد: حَمِد: شيء يُحْمَد: شيء مرضي، نافع، مفيد، موافق، مؤات، مناسب (ألكالا).
أحمد: بمعنى حَمِد أي أثنى (ألكالا) وحمِده وشكر له (الكالا). استحمد إلى فلان: حاول ان يستوجب حمده ورضاه (أخبار ص157) وفي حيان (ص18 ق): وأرسل رأسه إلى ابن حفصون فأنفده ابن حفصون إلى الأمير عبد الله في قرطبة مستحمدا إليه بكفاية شأنه.
حَمْد: تهنئة بنجاح شخص (ألكالا).
وحَمِد: شهاد، دليل (ألكالا) وحمد وجمعه محامد: تسبيح لله تعالى (ألكالا).
حَمْدان: صوت موسيقى، نغمة موسيقية (هوست ص258).
حمادة: حلتيت: صمغ الأنجدان (المستعيني في مادة حلتيت). حُمَادة: فرصة، نهزة، مناسبة (فوك).
الحُمَيِدِيَّة: اسم لخيل أصيلة سميت بذلك نسبة إلى بني حُمَيْد الذين كانوا يربونها والذين كانوا يقطنون بلاد غمارة التي لا تبعد عن سينا (البكري ص108).
حَمَادة: نجد واسع ذو حصباء جدب (بربروجر ص16، 152، رولفز ص67، بارت 1: 143، 148، 431، ريشاردسن سنترال 1: 31، 192، 2: 60، براكس مجلة الشرق والجزائر 7: 259، كولومب ص49، تاريخ البربر 1: 121، 437، 2: 85) ويظهر أن هذه الكلمة لا تستعمل في أفريقية فقط لئن بركهارت (سوريا ص94) يتحدَّث عن صحراء رملية اسمها الحَمَّاد (انظر ص667).
حامِد: من يهنئ شخصا بنجاحه (ألكالا) وشهادة دليل (ألكالا).
تَحْمِيد: خطبة، موعِظة (ألكالا).
مُحَمَّد: محمد وعليّ: جلبان عارش (رولاند).
مُحَمَّدِيّ: اليوم المحمدي: هو حسب قول بعض الصوفية اليوم الذي بدأ يوم وفاة النبي ولا ينتهي إلا بعد مضي ألف سنة (المقدمة 167).
مَحْمُودَة: سقمونيا (ألكالا، بوشر، سنج، راولف ص54) وقد تحرفت فيه الكلمة إلى ميدهيدي)، المستعيني انظر سقمونيا (ابن البيطار 2: 27، 491، ابن العوام 1: 610 بيان 1: 313، ابن صاحب الصلاة ص23 و).
وحمودة: نوع من أنواع اليتوع وتفعل فعل السقمونيا (ابن البيطار 2: 599).
محمودة الدور: ما هو بذانة، وهي بالأندلس طارطقة (راجع مقالتي عن طارطقة. وهي نبات اسمه العلمي: ( Enphorbia lathyris) ( معجم المنصوري في مادة طارطقة).
مَحْمُديّ: قطنية بيضاء، نسيدج قطني ابيض (غدامس ص40).

خَوَتِ

خَوَتِ الدَّارُ: تَهَدَّمَتْ.
وخَوَّتْ وخَوِيَتْ خَيًّا وخُوِيًّا وخَواءً وخَوايَةً: خَلَتْ من أهْلِها.
وأرضٌ خاوِيَةٌ: خالِيَةٌ من أهْلِها.
والخَوَى: خُلُوُّ الجَوْفِ من الطَّعامِ، ويُمَدُّ، والرُّعافُ، وبالمد: الهواءُ بينَ الشيئينِ.
والخَوُّ، وبالضم: العَسَلُ.
وخَوَى، كَرَمَى، خَوًى وخَواءً: تَتابَعَ عليه الجُوعُ،
وـ الزَّنْدُ: لم يُورِ،
كأَخْوَى،
وـ النُّجُومُ خَيًّا: أَمْحَلَتْ فلم تُمْطِرْ،
كأَخْوَتْ وخَوَّتْ،
وـ الشيءَ خَوًى وخَوايَةً: اخْتَطَــفَهُ،
وـ المرأةُ: وَلَدَتْ فَخَلاَ بَطْنُها،
كخَوَّت وكذا إذا لم تَأْكُلْ عند الوِلادَة.
والخَوِيَّةُ، كغَنِيَّةِ: ما أطْعَمْتَها على ذلك.
وخَوَّاها تَخْوِيَةً،
وخَوَّى لها: عَمِلَ لها خَوِيَّةً.
وخَوَّى في سُجُودِهِ تَخْوِيَةً: تَجافَى، وفَرَّجَ ما بينَ عَضُدَيْهِ وجَنْبَيْهِ.
والخَوَى: الثَّابِتُ، والوَطاءُ بينَ الجبلينِ، واللَّيِّنُ من الأرضِ، وبِهاءٍ: مَفْرَجُ ما بينَ الضَّرْعِ والقُبُلِ من الأنْعامِ، ويُمَدُّ.
والخَوايَةُ من السِّنانِ: جُبَّتُه،
وـ من الرَّحْلِ: مُتَّسَعُ داخِلِهِ،
وـ من الخَيْلِ: خَفيفُ عَدْوِها،
وبالضم: ع بالرَّيِّ.
ويَوْمُ خَوًى، ويُضَمُّ: م.
واخْتَوَى البَلَدَ: اقْتَطَعَه،
وـ الفَرَسَ: طَعَنَه في خَوائِهِ، أي: بينَ رِجْلَيْهِ ويَدَيْهِ،
وـ فُلانٌ: ذَهَبَ عَقْلُهُ،
وـ ما عند فُلانٍ: أخَذَ كلَّ شيءٍ منه،
كأَخْوَى،
وـ السَّبُعُ ولَدَ البَقَرَةِ: اسْتَرَقَه، وأكَلَه.
وأَخْوَى: جاعَ،
وـ المالُ: بَلَغَ غايَةَ السِّمَنِ،
كخَوَّى تَخْوِيَةً.
والخَيُّ: القَصْد.
وخَوَّيْتُها تَخْوِيَةً: إذا حَفَرْتَ حَفِيرَةً فأوْقَدْتَ فيها، ثم أقْعَدْتَها فيها لدائِها.
وخُوَيٌّ، كسُمَيٍّ: د بأَذْرَبِيجانَ، منه المُحَدِّثونَ: محمدُ ابنُ عبدِ اللهِ، وأحمدُ بنُ الخَليلِ قاضي دِمَشْقَ، وأبو قاضيها، والطَّبيبُ مُعاذُ بنُ عَبْدانَ الخُوَيِّيُونَ المحدِّثونَ.
وخَيْوانُ: جماعَةٌ مُحَدِّثونَ.
وخالِدُ بنُ عَلْقَمَةَ الخَيْوانِيٌّ: شَيْخٌ للثَوْرِيِّ. 

الصّالحيّة

الصّالحيّة:
[فى الانكليزية] Al -Salihiyya (sect) -Al
[ في الفرنسية] salihiyya (secte) فرقة من المعتزلة أصحاب الصالحي وهم جوّزوا قيام العلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر بالميّت، ويلزمهم جواز كون الناس مع اتصافهم بهذه الصفات أمواتا، وأن لا يكون الباري تعالى حيّا، وجوّزوا خلوّ الجوهر عن الأعراض كلها، كذا في شرح المواقف.
الصّالحيّة:
قرية قرب الرّها من أرض الجزيرة اختطّــها عبد الملك بن صالح الهاشمي، وقال الخالدي: قرب الرّقّة، وقال: عندها بطياس ودير زكّى وهو من أنزه المواضع، وقال الخالديّان في تاريخ الموصل من تصنيفهما: أول من أحدث قصور الصالحية المهدي، فقال منصور بن النميري:
قصور الصالحيّة كالعذارى ... لبسن حليّهنّ ليوم عرس
تقنّعها الرياض بكل نور، ... وتضحكها مطالع كل شمس
مطلّات على نطف المياه ... دبيب الماء طيبة كل غرس
إذا برد الظلام على هواها ... تنفّس نورها من كل نفس
قال عبيد الله الفقير إليه: أما بطياس فقصور كانت لعبد الملك بن صالح وابنه علي بظاهر حلب ذكرتها في بابها، وكذلك الصالحية، ولكني ذكرت كما قالوا، وقال الصّنوبري:
إني طربت إلى زيتون بطياس ... بالصالحية ذات الورد والآس
وقد تقدم بقيتها. والصالحية أيضا: محلة ببغداد تنسب إلى صالح بن المنصور المعروف بالمسكين. والصالحية أيضا: قرية كبيرة ذات أسواق وجامع في لحف جبل قاسيون من غوطة دمشق وفيها قبور جماعة من الصالحين ويسكنها أيضا جماعة من الصالحين لا تكاد تخلو منهم، وأكثر أهلها ناقلة البيت المقدس على مذهب أحمد بن حنبل.

شزن

شزن: شُوزن: هيئة (ديوان الهذليين 206، 5).
(شزن)
شزنا نشط وداوم الْعَمَل وأعيا وتعب بعد إجهاد
(ش ز ن) : (فِي الْحَدِيثِ) فَتَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ أَيْ اسْتَوْفَزُوا وَتَهَيَّئُوا مِنْ الشَّزَنِ الْقَلَقِ.
(شزن) - في حديث الذي اخْتَطَــفَتْه الجنُّ قال: " إذا أكْثَروا هَبطْتُ شَزَنًا أَجِده بين الثَّنْدُوَتَيْن"
الشَّزْن، بسكون الزاى وفتحها، الغَلِيظُ من الأَرضِ، وهو في شَزْنٍ من عَيْشِه: أي نَصَبٍ. والشَّزنةُ: المرَأةُ البَخِيلة.
ش ز ن

نزلوا شزناً من الأرض: غلظاً. قال الأعشى:

تيممت قيساً وكم دونه ... من الأرض من مهمهٍ ذي شزن

وهو في شزن من العيش. وتشزن له: تخشن في الخصومة وغيرها. وتشزن عليه: تعسر. وتشزن للسفر: تهجهز له. ورماه عن شزن وشزن.
[شزن] الشزن، بالتحريك: الغلظ من الارض. قال الأعشى: تَيَمَّمْتُ قيساً وكم دونه من الأرض من مَهْمَهٍ ذى شزن والشزن مثال الطنب: الناحية والجانب. وقال ابن أحمر: ألاَ ليت المنازل قد بَلينا فلا يَرْمينَ عن شُزُنٍ حَزينا ويقال: ما أبالي على أيّ شُزُنَيْهِ وَقَع، أي جانبَيْه. وتَشَزَّنَ له، أي انتصب له في الخصومةِ وغيرها. والشزن: الاعياء. والشزن : الكعب يعلب به. 
شزن: الشَّزَنُ: شِدَّةُ الإِعْيَاءِ من الحَفى، إبِلٌ شَزْنى. والشَّزْنُ والشَّزَنُ: الكَعْبُ الذي يُلْعَبُ به. وتَشْزَّنَ للأمْرِ: تَاَهَّبَ له، وهو من الشُّزُنِ وهو عُرْضُ الشَّيْءِ وجانِبُه. ويُقال: شَزَنٌ أيضاً. وما أُبالي على أيِّ شُزْبَيْهِ وَقَعَ: أي على قُطْرَيْه. وتَشَزَّنَ الكلمةَ: أتى بها على وَجْهِها. وشَزِنَ فلانٌ: نَشِطَ. وأشْزَانُ الخَيْلِ: نَشَاطُها، ويُقال: وُجُوْهُها التي قُصِدَ بها إليها. والشَّزْنَةُ: المَرْأَةُ البَخيلَةُ. وهو في شَزَنٍ من عَيْشِه: أي نَصَبٍ، يُقال منه: شَزِنَ الإِنسانُ، وشُزِّنَ: أي فُعِلَ به.
[شزن] فيه: قرأ سورة ص فلما بلغ السجدة "تشزن" الناس للسجود، التشزن التأهب والتهيؤ لشيء، مأخوذ من عرض الشىء وجانبه، كأن المتشزن يدع الطمأنينة في جلوسه ويقعد مستوفزًا على جانب. ومنه ح: إن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يومًا فقطب و"تشزن" له، أي تأهب. وح: ميعادكم يوم كذا حتى "أتشزن" أي أستعد للجواب. وح: نعم الشيء الإمارة لولا قعقعة البرد و"التشزن" للخطب. وح: فترامت مذحج بأسنتها و"تشزنت" بأعنتها. وفي ح من اختطــفته الجن: كنت إذا هبطت "شزنا" أجده بين ثندوتى، هو بالحركة الغليظ من الأرض. وفيه: ولاهم "شزنه" يروي بفتح شين وزاي وبضمها وبضم شين سكون زاي الشدة والغلظة والجانب، أي يولى أعداءه شدته وبأسه أو جانبه أي إذا دهمهم أمر ولاهم جانبه فحاطهم بنفسه، من وليته ظهري إذا جعله وراءه وأخذ يذب عنه. وح سطيح: تجوب بي الأرض علنداة "شزن"، أي تمشي من نشاطها على جانب، وشزن إذا نشط، وقيل: الشزن المعي من الحفاء.
الشين والزاي والنون ش ز ن

الشَّزَنُ الغَلِيظُ من الأرضِ والجمع شُزُنٌ وَشُزُونٌ ورَجُلٌ شَزِنٌ في خُلُقه عَسَرٌ وتَشَزَّنَ في الأَمْرِ تَصَعَّبَ وشَزِنَتِ الإِبِلُ شَزَناً عَيِيَتْ من الحَفَاءِ والشُّزُنُ الكَعْبُ الَّذي يُلْعَبُ به قال الأجْدَعُ بنُ مالك بنِ مَسْروق

(وكَأَنَّ ضِرْعيها كِعابُ مُقامِرِ ... ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهُنَّ شَوَاعِي)

والشُّزُنُ والشَّزَن ناحيةُ الشيءِ وجانِبُه وتَشَزَّنَ صاحِبَه تَشَزُّنا وتَشْزِيناً على غير قياسٍ صَرَعَهُ ونَظِيرُه {وتبتل إليه تبتيلا} وتَشَزَّنَ الشَّاةَ أَضْجعَها لِيَذْبَحَها وتَشَزَّنَ للرَّمْيِ وغيرِه اسْتَعدّ له وفي حديثِ عُثمانَ رضي اللهُ عنه حين سُئِلَ حُضورَ مَجْلسٍ للمُذاكرِة أنه قال حتى أَتَشَزَّنَ حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبَيْنِ
باب الشين والزاي والنون معهما ش ز ن، ن ش ز مستعملان فقط

شزن: الشَّزَنُ: شِدةُ الإعياء من الحَفاء. شزِنتِ الإبلُ شزناً. والشَّزنُ: الكعب الذي يلعب به، ويقال: شزن، قال: كأنه شزن بالدو محكوك

وتشزن في الأمر: بالغ فيه. والشَّزن: الغليظُ من الأرض. وهو في شزنٍ من عيشه، أي: نَصب.

نشز: نشزَ الشيءُ، أي: ارتفع. وتلٌّ ناشزٌ [وجمعها: نواشِز. وقلبٌ ناشزٌ إذا ارتفع عن مكانه من الرُّعب ] . نشز ينشز نشوزا وينشز لغة. ونشزَ ينشز، إذا زحف عن مجلسه فارتفع فويق ذلك. منه قول الله [جل وعزّ] : فَانْشُزُوا وعرق ناشز: لا يزال مُنتبراً، من داءٍ وغيره. والنشز: اسم لمتن من الأرض مرتفع، والجميع: النُّشوز. ونشزتِ المرأةُ تنشِزُ فهي ناشزٌ، أي: استعصت على زوجها إذا ضربها وجفاها فهي ناشز عليه. ودابةٌ نشزةٌ: لا يكاد يستقر السَّرجُ والراكب على ظهرها. وركبٌ نشزٌ وناشز: ناتيءُ. وأنشزَ الشَّيءَ يُنشزه، إذا رفعه عن مكانه. وكلمني فلان كلاما فأنشزني، أي: أغضبني وأقامني. وأنشزتُ الإبل: شُقتها من موضعٍ إلى موضع.

شزن: الشَّزَنُ، بالتحريك، والشُّزُونة: الغِلَظُ من الأَرض؛ قال

الأَعشى:

تَيمَّمْتُ قَيْساً، وكم دونه

من الأَرض من مَهْمَهٍ ذي شَزَنْ

(* قوله «تيممت قيساً إلخ» الصاغاني الرواية: تيمم قيساً إلخ. على الفعل

المضارع أَي تتيمم ناقتي أي تقصد، وقبله:

فأفنيتها وتعاللتها * على صحيح كرداء الردن.)

وفي حديث الذي اختطــفته الجنُّ: كنت إذا هبطت شَزَناً أَجده بين

ثَنْدُوَتَيَّ؛ الشَّزَن، بالتحريك: الغليظ من الأَرض، والجمع شُزُنٌ وشُزونٌ،

وقد شَزُنَ شُزُونة. ورجل شَزَِن: في خُلُقه عَسَرٌ. وتَشَزَّنَ في الأَمر:

تَصَعَّبَ. وفي حديث لُقْمانَ ابن عادٍ: ووَلاَّهم شَزَنَه، يروى بفتح

الشين والزاي وبضمهما وبضم الشين وسكون الزاي، وهي لغات في الشِّدَّة

والغِلْظة، وقيل: هو الجانب، أَي يُوَلِّي أَعداءَه شِدَّته وبأْسه أَو جانبه

أَي إذا دَهَمَهم أَمر وَلاَّهم جانبه فحَاطَهم بنفسه. يقال: وَلَّيته

ظهري إذا جعله وراءه وأَخذَ يَذُبُّ عنه. وشَزِنَت الإِبل شَزَناً:

عَيِيَتْ من الحفا. والشَّزَنُ: شدة الإِعياء من الحفا، وقد شَزِنت الإِبل.

وروى أَبو سفيان حديث لقمان بن عاد: شُزُنَه، قال: وسأَلت الأَصمعي عنه

فقال: الشُّزُنُ عُرْضُه وجانبه، وهو لغة؛ وأَنشد لابن أَحمر:

أَلا لَيْتَ المَنازِلَ قد بَلِينا،

فلا يَرْمِينَ عن شُزُنٍ حَزِيناً.

يريد أَنهم حين دَهَمَهم الأَمر أَقبل عليهم وولاَّهم جانبه. قال

الأَزهري: وهذا الذي قاله الأَصمعي حسن؛ وقال الهُذَليّ:

كلانا، ولو طالَ أَيَّامُه،

سَيَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ.

قال: الشَّزَنُ الحَرْف يعني به الموت وأَن كل أَحد سَتَزْلَقُ قدمه

بالموت وإن طال عمره؛ وقال ابن مُقْبِل:

إن تُؤْنِسَا نارَ حَيّ قد فُجِعْتُ بهم،

أَمْسَتْ على شَزَنٍ من دارِهم دَارِي

والشُّزُنُ: الكَعْبُ الذي يلعب به؛ قال الشاعر:

كأَنه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ

وقال الأَجْدَعُ بن مالك بن مَسْروق:

وكأَنَّ صِرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ

ضُرِبَتْ على شُزُنٍ، فهنّ شَواعِي

والشَّزَنُ والشُّزُنُ: ناحية الشيء وجانبه. والشُّزُن: الحرف والجانب

والناحية مثال الطُّنُب. ويقال: عن شُزُنٍ أَي عن بُعْدٍ واعتراض

وتَحَرُّف. وفي حديث الخُدْرِيّ: أَنه أَتى جَنازة فلما رآه القوم تَشَزَّنُوا له

ليُوَسِّعُوا له؛ قال شمر: أَي تَحَرَّفُوا. يقال: تَشَزَّنَ الرجلُ

للرَّمْي إذا تَحَرَّفَ واعْتَرض. ورماه عن شُزُنٍ أَي تَحَرَّف له، وهو

أَشد للرمي؛ وفي حديث سَطيح:

تَجُوبُ بي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ

أَي تمشي من نشاطها على جانب. وشَزِنَ فلانٌ إذا نَشِطَ. والشَّزَنُ:

النَّشاط، وقيل: الشَّزَن المُعْيَى من الحَفا. والتَّشَزُّن في الصِّراع:

أَن يَضَعه على وَركه فيَصْرَعه، وهو التَّوَرُّك. ويقال: ما أُبالي على

أَيّ قُطْرَيْهِ وعلى أَيّ شُزْنَيْه وقع، بمعنى واحد أَي جانِبيه.

وتَشَزَّنَ الرجلُ صاحبَه تَشَزُّناً وتَشْزِيناً، على غير قياس: صرعه؛

ونظيره: وتَبَتَّل إليه تَبْتِيلاً. وتَشَزَّنَ الشاةَ: أَضجعها ليذبحها.

وتَشَزَّن للرَّمْي وللأَمر وغيره إذا اسْتَعَدَّ له. وفي حديث عثمان، رضي

الله عنه، حين سُئلَ حُضُورَ مجلس للمذاكرة أَنه قال: حتى أَتَشَزَّنَ.

وتَشَزَّن له أَي انتصب له في الخصومة وغيرها. وفي الحديث: أَنه قرأَ سورة ص،

فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناسُ للسجود، فقال، عليه الصلاة والسلام:

إنما هي توبة نبيّ ولكني رأَيتكم تَشَزَّنْتُم، فنزل وسجد وسجدوا؛

التَّشَزُّنُ: التأَهُّب والتَّهَيُّؤ للشيء والاستعداد له، مأْخوذ من عُرْض

الشيء وجانبه كأَنَّ المُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطمأْنينة في جلوسه ويقعُدُ

مستوفزاً على جانب. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن عمر دخل على النبي،

صلى الله عليه وسلم، يوماً فقَطَّبَ وتَشَزَّنَ له أَي تأَهب. وفي حديث

عثمان: قال لسَعْد وعَمّار ميعادُكم يومُ كذا حتى أَتَشَزَّنَ أَي

أَسْتَعِدَّ للجواب. وفي حديث ابن زياد: نِعْمَ الشيء الإِمارةُ لولا قَعْقَعةُ

البُرُدِ والتَّشَزُّنُ للخُطَب. وفي حديث ظَبْيان: فترامَتْ مَذْحِجُ

بأَسِنَّتِها وتَشَرَّنَتْ بأَعِنَّتها.

شزن
: (الشَّزَنُ، محرَّكةً: شِدَّةُ الإِعْياءِ مِن الحَفَا) ، وَقد شَزِنَتِ الإِبِلُ قالَهُ اللّيْثُ.
(و) الشَّزَنُ: (الشِّدَّةُ والغِلْظَةُ، كالشُّزُونَةِ.
(و) أَيْضاً: (الغِلَظُ مِن الأرْضِ) ؛ عَن الجَوْهرِيِّ؛ قالَ الأَعْشَى:
تَيمَّمْتُ قَيْساً وَكم دونهمن الأَرضِ من مَهْمَةٍ ذِي شَزَنْ (و) الشَّزَنُ: (الرَّجُلُ العَسِرُ الخُلُقِ) ؛ وَقد شَزُنَ شُزُونَةً.
(و) الشَّزَنُ (من العَيْشِ: شَظَفُهُ) ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.
(و) الشَّزَنُ: (النَّاحِيَةُ والجانِبُ، كالشُّزُنِ بضمَّتَيْن) ، وَبِهِمَا رُوِي حدِيثُ لُقْمانَ بنِ عادٍ: (ووَلاَّهُم شَزَنَة) ، أَي جانِبَه، أَو شِدَّتَه وبأْسَه، أَي: إِذا دَهَمَهم أَمْرٌ وَلاَّهُم جانِبَه فحَاطَهم بنفْسِه. يقالُ: وَلَّيته ظَهْرِي إِذا جَعَلَه وَرَاءَه وأَخَذَ يَذُبُّ عَنهُ.
وسُئِل عَنهُ الأَصْمعيُّ فقالَ: شُزُنُه عُرْضُه وجانِبُه؛ وأَنْشَدَ لابنِ أَحْمر:
أَلا لَيْتَ المَنازِلَ قد بَلِينافلا يَرْمِينَ عَن شُزُنٍ حَزِيناوشاهِدُ الشَّزَنِ بمعْنَى الناحِيَة قَوْل ابنِ مُقْبل:
إِن تُؤْنِسَا نارَ حَيّ قد فُجِعْتُ بهمأَمْسَتْ على شَزَنٍ من دارِهم دَارِي (و) الشُّزُنُ، بضمَّتَيْن: (البُعْدُ) والاعْتِراضُ والتَّحَرُّفُ. يقالُ: رَماهُ عَن شُزُنٍ أَي تَحَرَّف لَهُ، وَهُوَ أَشَدُّ الرَّمي.
(والشَّزْنُ، بالفتحِ وبضمَّتَيْن: الكَعْبُ يُلْعَبُ بِهِ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
كأَنَّه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ وقالَ الأَجْدَعُ بنُ مالِكِ بنِ مَسْروق:
وكأَنَّ صِرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنَّ شَواعِي (وذَكَرَ أَحَدَهُما الجَوْهرِيُّ غيرَ مُقَيَّدٍ) ، نبَّه عَلَيْهِ الصَّاغانيُّ.
(وتَشَزَّنَ) فِي الأَمْرِ: (اشْتَدَّ) وتَصَعَّبَ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
(و) تَشَزَّنَ (لَهُ) : إِذا (انْتَصَبَ لَهُ فِي الخُصُومَةِ وغيرِها) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عُثْمانَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، حِين سُئِل حُضُور مَجْلِسٍ للمُذَاكَرَةِ، فقالَ: (حَتَّى أَتَشَزَّنَ) أَي أَسْتَعِدَّ للجَوابِ وَأَتَحَسَّنَ لَهُ. (و) تَشَزَّنَ الرَّجُلُ (صاحِبَهُ تَشَزُّناً) ، على القِياسِ، (وتَشْزِيناً) ، على غيرِ قِياسٍ، ونَظِيرُه: وتَبَتَّل إِلَيْهِ تَبْتِيلاً، (صَرَعَهُ) .
وقيلَ: التَّشَزُّنُ فِي الصِّراعِ: أنْ يَضَعَهُ على وَركِه فيَصْرَعه، وَهُوَ التَّوَرُّكُ.
(و) تَشَزَّنَ (الشَّاةَ: أَضْجَعَها ليَذْبَحَها.
(وشَزِنَ، كفَرِحَ) ، شزناً: (نَشِطَ.
(والشَّزْنَةُ) ، بالفتْح: (البَخِيلَةُ) المتعسِّرَةُ الخلقِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشَّزَنُ، بالتَّحْرِيكِ: الغِلَظُ مِن الأرْضِ، والجَمْعُ شُزُنٌ وشُزُونٌ؛ وَقد شَزُنَتْ، ككَرُمَ، شُزُونَةً.
وشَزِن، ككَتِفٍ: العَييُّ مِن الحَفَا والمُتَعَسِّرُ الخُلُقِ.
وتَشَزَّنَ عَلَيْهِ: تَعَسَّرَ.
والتَّشْزِ ينُ: التَّهيُّؤُ والاسْتِعدادُ لَهُ، مأْخُوذٌ من عُرضِ الشيءِ وجانِبِه، كأَنَّ المُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطُّمَأْنِينَة فِي جلُوسِه ويقعُدُ مُسْتوفزاً على جانِبٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ السَّجْدةِ: (تَشَزَّنَ النَّاسُ للسُّجودِ) .
والشَّزَنُ محرَّكةً: الحَرْفُ؛ قالَ الهُذَليُّ:
كِلانا وَلَو طالَ أيَّامُهسَيَنْدُرُ عَن شَزَنٍ مُدْحِضِيعْنِي بِهِ المَوْت وأنَّ كلَّ أَحدٍ ستلزق قَدَمُه بِهِ وإنْ طالَ عمرُه.
والشُّزنُ، بالضَّمِّ: الجانِبُ. يقالُ: مَا أُبالِي على أَيِّ قطْرَيْهِ وعَلى أَيِّ شُزُيَنْهِ وَقَعَ، بمعْنًى واحِدٍ، وَبِه رُوِي أَيْضاً حدِيثُ لُقْمانَ بن عادٍ. وتَشَزَّنَ لَهُ: تَوَسَّعَ.
وقيلَ: تَحَرَّفَ.
وشزنَ الرَّجُلُ للرَّمي إِذا تَحَرَّفَ.
والشَّزَنُ، محرَّكةً: النَّاقَةُ تَمْشِي من نَشاطِها على جانِبٍ واحِدٍ، وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ سَطِيحِ.
تَجُوبُ بِي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ.
ويُرْوَى: شَجَنْ، بالجيمِ، وَقد تقدَّمَ.

خطا

(خطا)
خطوا مَشى
[خطا] نه فيه:"يتخطى" رقاب الناس، أي يخطو خطوة، هي بالضم بعد ما بين القدمين في المشي، وبالفتح المرة، وجمعها خطا وخطوات بسكون طاء وضمها وفتحها. ومنه ح: وكثرة "الخطى" إلى المساجد. و"خطوات" الشيطان. غ: هي مذاهبه. ك: "فتخطى" بغير همز أي تجاوز، ويجوز التخطي للإمام ولمن لم يجد فرجة إلا بتخطي صف أو صفين لتقصير القوم بإخلاء الفرجة، وكراهته كراهة تحريم، وقيل تنزيه. ومنه: يضع "خطوه". وفيه:"لم يخط خطوة" بفتح تحتية وضم طاء وخطية بالنصب تمييز.
خ ط ا: الْخُطْوَةُ بِالضَّمِّ مَا بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ وَجَمْعُ الْقِلَّةِ (خُطُوَاتٌ) بِضَمِّ الطَّاءِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا وَالْكَثِيرُ (خُطًى) . وَ (الْخَطْوَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَالْجَمْعُ (خَطَوَاتٌ) بِفَتْحِ الطَّاءِ وَ (خِطَاءٌ) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ مِثْلُ رَكْوَةٍ وَرِكَاءٍ. وَ (خَطَا) مِنْ بَابِ عَدَا وَ (اخْتَطَــى) أَيْضًا بِمَعْنًى. وَ (تَخَطَّاهُ) تَجَاوَزَهُ. يُقَالُ: تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ. 
[خطا] الخُطْوَةُ بالضم: ما بين القدمين، وجمع القلة خُطُواتٌ وخُطَواتٌ وخُطْواتٌ، والكثير خُطىً. والخَطْوَةُ بالفتح: المرة الواحدة، والجمع (*) خطوات بالتحريك وخطاء، مثل ركوة وركاء. قال امرؤ القيس: لها وَثباتٌ كَوَثبِ الظِباءِ * فَوادٍ خَطاءٌ ووادٍ مَطِرْ وقولهم في الدعاء إذا دعوا للإنسان: خُطِّيَ عنه السُوءُ، أي دُفِعَ عنه السوء. يقال خطى عنك أي أميط. وخَطَوْتُ واخْتَطَــيْتُ بمعنىً، وأَخْطَيْتُ غيري إذا حملتَه على أن يَخْطُوَ. وتَخَطَيْتُهُ، إذا تجاوزتُه. يقال: تَخَطَّيْتُ رقاب الناس، وتَخَطَّيْتُ إلى كذا ; ولا تقل تخطأت بالهمز.

خطا: خَطَا خَطْواٍ واخْتَطَــى واخْتاطَ، مقلوبٌ: مَشَى. والخُطْوة،

بالضم: ما بين القدمين، والجمع خُطىً وخُطْوات وخُطُوات، قال سيبويه:

وخُطَوات لم يقلبوا الواو لأَنهم لم يجمعوا فُعْلاً ولا فُعْلةً على فُعُلٍ،

وإِنما يدخل التثقيل في فُعُلات، أَلا ترى أَن الواحدة خُطْوَةٌ؟ فهذا

بمنزلة فُعْلة وليس لها مذكر، وقيل: الخَطْوة والخُطْوة لغتان، والخَطْوة

الفِعْل، والخَطْوة بالفتح، المَرَّة الواحدة، والجمع خَطَوات، بالتحريك،

وخِطاءٌ مثل رَكْوة ورِكاءٍ؛ قال امرؤ القيس:

لَها وثَباتٌ كَوَثْبِ الظِّباءِ،

فَوادٍ خِطاءٌ ووادٍ مطَرْ

قال ابن بري: أَي تَخْطُو مرةً فتَكفُّ

عن العَدْوِ وتَعْدُو مرةً عَدْواً يُشْبه المَطَر، وروى أَبو عبيدة:

فَوادٍ خَطِيطٌ. قال الأَصمعي: الأَرض الخَطِيطَة التي لم تُمْطَرْ بَيْن

أَرْضَيْن مَمْطورَتَيْن، وروى غيره: كصَوْبِ الخَرِيف؛ يعني أَن الخريف

يقع بموضع ويُخْطِئُ آخر. وفي حديث الجمعة: رأَى رجلاً يَتَخَطَّى رِقاب

الناس أَي يَخْطُو خَطْوة خَطْوة. وفي الحديث: وكَثْرة الخُطَى إِلى

المَسْجِد. وقوله عز وجل: ولا تَتَّبِعوا خُطُوات الشيطانِ؛ قيل: هي طُرُقه

أَي لا تَسْلُكوا الطريق التي يدعوكم إِليها؛ ابن السكيت: قال أَبو

العباس في قوله تعالى لا تَتَّبِعوا خُطُوات الشَّيْطان أَي في الشر،

يُثَقَّل، قال: واختاروا التثقيل لما فيه من الإِشباع وخفف بعضهم، قال: وإِنما

تَرَك التثقيلَ من تَرَكه استثقالاً للضمة مع الواو يذهبون إِلى أَن الواو

أَجْزتْهم من الضمة، وقال الفراء: العرب تجمع فُعْلة من الأَسماء على

فُعُلات مثل حُجْرة وحُجُرات، فرقاً بين الاسم والنَّعْتُ، يُخَفَّف مثل

حُلْوة وحُلْوات فلذلك صار التثقيل الاختيارَ، وربما خفف الاسم، وربما فُتِح

ثانية فقيل حُجَرات؛ وقال الزجاج: خُطْوات الشيطان طُرُقه وآثارُه؛ وقال

الفراء: معناه لا تتَّبعوا أَثَره فإِنّ اتِّباعه معصية إِنه لكم عدوّ

مبين، وقال الليث: معناه لا تَقْتَدُوا به، قال: وقرأَ بعضهم خُطُؤات

الشيطان من الخَطيئةِ المَأْثم؛ قال الأَزهري: ما علمت أَحداً من قُرَّاءِ

الأَمْصار قرأَه بالهمزة ولا معنى له.

أَبو زيد: يقال ناقتك هذه من المُتَخطِّيات الجِيَفِ أَي هي ناقة

قَوِيّة جَلْدَة تَمْضي وتُخَلِّف التَّي قد سَقَطَت.

وتَخَطَّى الناسَ واخْتَطــاهم: رَكِبَهم وجاوزَهم. وخَطَوْت واخْتَطَــيت

بمعنىً. وأَخْطَيْت غيري إِذا حَمَلْته على أَن يَخْطُو، وتَخَطَّيْته

إِذا تجاوزْته. يقال: تَخَطَّيت رقابَ الناسِ وتَخَطَّيْت إِلى كذا، ولا

يقال تَخَطَّأْت بالهمز. وفلان لا يَتَخَطَّى الطُّنُبَ أَي يَبْعُد عن

البيت للتَّغَوُّطِ جُبْناً ولُؤْماً وقَذَراً. وفي الدعاء إِذا دُعِيَ

للإِنسان:

خُطِّيَ عَنْك السُّوءُ أَي دُفِعَ. يقال: خُطِّيَ عنك أَي أُميطَ.

قال: والخَطَوْطَى النَّزِقُ.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.