Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: آهة

هوى

(هوى) الْمَكَان أَدخل إِلَيْهِ الْهَوَاء النقي (مج) والكيمياوي الْغَاز أذابه فِي سَائل كَالْمَاءِ (مج)
الهوى: ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع.
هوى: الهواء ما بين السماء والأرض. {وأفئدتهم هواء}: قيل: جوف لا عقول لها. وقيل: متخرقة لا تعي شيئا. {استهوته}: هوت به. {تهوي إليهم}: تقصدهم. 
(هوى)
الشَّيْء هويا وهويانا سقط من علو إِلَى سفل يُقَال هوت الْعقَاب على صيد انْقَضتْ وَفُلَان فِي السّير مضى وأسرع وَيَده للشَّيْء امتدت وَارْتَفَعت وَالرجل هوة صعد وارتفع وهويا وهواء هلك وَالْمَرْأَة ثكلت وَلَدهَا وَبهَا فسر قَوْله تَعَالَى فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فأمه هاوية} وصدره هَوَاء خلا والطعنة هويا فتحت فاها بِالدَّمِ وَالرِّيح هويا هبت وَالْأُذن دوت
هوى: بمعنى الرغبة volonté؛ غلب على هواه: ساد عليه (البربرية 444:1 - تكرر الشاهد مرتين؛ حكم الهوى حكم في القضايا وفقاً لهواه خلاف الشرع والمنطق (فريتاج، كرست 10:76).
هوى: طموح (عباد 2:245:1).
أهواء: تقابل في الدين البدع = إلحاد عن الدين (هرطقة) (ابن جبير 6:76): وما سوى ذلك مما لهذه الجهات الشرقية فأهواء وبدع وفرق ضالة وشيع. وفي (محيط المحيط): (فلان من أهل الأهواء لمَنْ زاغ عن الطريقة المثلى ويسمى أهل الأهواء بأهل البدع).
هوى المهوّي في (القاموس) ما يرغب فيه (المقري 6:179:2) والجمع أهوية (حيان-بسّام 114:1): فتلقى جميع الناس بإيناس واستمالهم بالأهوية (أي بما يميلون إليه).
هوى: الشيء المحبوب، المعشوقة (معجم مسلم).
كلنا بالهوى سوى (ألف ليلة 9:72:1). ويبدوا أن معناها (كلنا سواء في جهلنا هذا الشيء أو في عدم علمنا شيئاً عنه. إلا أنني لا أعرف كيف نشأت هذه الصيغة ولا مصدرها. (والصواب كتابتها سوا. المترجم).
هوى: الهَواءُ، ممدود: هو الحَقُّ قال: 

يَحْتَثُّها من هَواءِ الجوِّ تصويب

ويروى: يَجْتَثُّها. ويُقال للإِنسان الجبان: إنّه لَهَواءٌ، وقلبُه هواء، قال الله جل وعزّ: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ . وقال حسّان: 

أَلا أَبْلِغْ أبا سُفْيانَ عَنّي ... فأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ وهَوَى الطائرُ يهْوِي هُوْيّاً. وأمّا الهَوِيُّ المَلِيُّ فالحينُ الطّويلُ من الزّمان، يُقالُ: جَلَسْتُ عنده هَوِيّاً وهَوَى فلانٌ، أي: مات، قال النابغة: 

وقال الشّامِتونَ: هَوَى زيادٌ ... لكُلِّ مَنِيَّةٍ سببُ مُبِينُ

والهَوَى، مقصور: [الحبّ] تقول: هَوِيَ يهوى هَوىً، ورجلٌ هَوٍ ذو هوىً مخامر، وامرأةُ هَوِيَةٌ لا تزال تَهْوَى على تقدير، فَعِلَة، فإذا بُنيَ منه فِعْلٌ يجزم العَيْن قيل: هَيَّة، أَدْغَمْتَ الواو في الياء، مثل: طَيَّة. ويُقالُ للمستهام يَسْتهيمه الجِنُّ: استَهْوَتْهُ الشياطينُ، فهو حَيْرانُ هائم. هاوية: من أسماء جَهَنّم معرفة بغير (أل) . والهاويةُ: كلُّ مَهْواةٍ لا يُدْرَكُ قَعْرُها. والهُوّة: كلُ وَهْدَة عميقة، قال :

كأنه في هوة تقحذما

والمَهْواةُ: موضعٌ في الهواء مُشرفٌ ما دونَه من جَبَلٍ ونحوِه، ويقال: هَوَى يَهْوي هَوَياناً، ورأيتهم يَتَهاوَوْنَ في المَهْواة إذا سقط بَعْضُهم في إِثْرِ بَعْض. وتقول: أَهْوى إليه فأَخَذَهُ، أي: أَهْوَى إليه يَدَهُ، ويقال: هَوَى إليه بيدِهِ. وأمّا (هُوَ) فكناية التذكير، و (هي) كناية التّأنيث، فإذا وقفت على (هو) وصلت الواو، فقلت: هُوَةْ. وإذا أَدْرَجْتَ طرحت هاء الصّلة.

هوى
الْهَوَى: ميل النفس إلى الشهوة. ويقال ذلك للنّفس المائلة إلى الشّهوة، وقيل: سمّي بذلك لأنّه يَهْوِي بصاحبه في الدّنيا إلى كلّ داهية، وفي الآخرة إلى الهَاوِيَةِ، وَالْهُوِيُّ: سقوط من علو إلى سفل، وقوله عزّ وجلّ: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ
[القارعة/ 9] قيل: هو مثل قولهم: هَوَتْ أمّه أي: ثكلت. وقيل: معناه مقرّه النار، والْهَاوِيَةُ:
هي النار، وقيل: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ
[إبراهيم/ 43] أي: خالية كقوله: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً [القصص/ 10] وقد عظّم الله تعالى ذمّ اتّباع الهوى، فقال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ
[الجاثية/ 23] ، وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى
[ص/ 26] ، وَاتَّبَعَ هَواهُ [الأعراف/ 176] وقوله: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ
[البقرة/ 120] فإنما قاله بلفظ الجمع تنبيها على أنّ لكلّ واحد هوى غير هوى الآخر، ثم هوى كلّ واحد لا يتناهى، فإذا اتّباع أهوائهم نهاية الضّلال والحيرة، وقال عزّ وجلّ:
وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الجاثية/ 18] ، كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ
[الأنعام/ 71] أي: حملته على اتّباع الهوى. وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا [المائدة/ 77] ، قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ [الأنعام/ 56] ، وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ [الشورى/ 15] ، وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص/ 50] والهُوِيُّ:
ذهاب في انحدار، والْهَوِيُّ: ذهاب في ارتفاع، قال الشاعر:
يَهْوِي محارمها هويّ الأجدل
والْهَوَاءُ: ما بين الأرض والسماء، وقد حمل على ذلك قوله: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم/ 43] إذ هي بمنزلة الهواء في الخلاء. ورأيتهم يتهاوون في المَهْوَاةِ أي: يتساقطون بعضهم في أثر بعض، وَأَهْواهُ، أي: رفعه في الهواء وأسقطه، قال تعالى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى [النجم/ 53] .
[هوى] الهواءُ ممدودٌ: ما بين السماء والأرض، والجمع الأهْوِيَةُ. وكل خالٍ هواءٌ. قال زهير: كأنَّ الرَحْلَ منها فوق صَعْلٍ * من الظِلمانِ جُؤْجُؤُهُ هَواءُ وقوله تعالى: (وأفئدتهمْ هَواءٌ) يقال: إنَّه لا عقول لهم. والهَوَى مقصورٌ: هَوَى النفس، والجمع الأهْواءُ. وإذا أضفته إليك قلت هَوايَ. وهُذَيْلٌ تقول. هوى وقفى وعصى. وقال أبو ذؤيب: سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم * فتخرموا ولكل جنب مصرع وهذا الشئ أهوى إلى من كذا، أي أحبُّ إليَّ. قال الشاعر : ولليلة منها تعود لنا * في غير ما رَفَثٍ ولا إثْمِ أهْوى إلى نفسي ولو نَزَحَتْ * مما مَلَكْتُ ومن بنى سهم وهوى بالكسر يهوى هوى، أي أحَبَّ. الأصمعيّ: هَوى بالفتح يَهْوي هُوِيًّا، أي سقط إلى أسفل. قال: وكذلك الهُوِيُّ في السير إذا مضى. وهَوى وانْهَوى بمعنى. وقد جمعهما الشاعر في قوله: ومنزلة لولاى طحت كما هوى * بأجرامه من قلة النيق منهوى وهوت الطعنة تهوى: فتحت فاها، ومنه قول ذى الرمة:

هوى بين الكلى والكراكر * (*) وأهوى إليه بيده ليأخذه. قال الاصمعي: أهويت بالشئ، إذا أوْمَأْتَ به. ويقال: أهْوَيْتُ له بالسيف. والهُوَّةُ: الوَهْدَةُ العميقةُ. والأُهْوِيَّةُ على أفعولة مثلها. والمَهْوى والمَهْواةُ: ما بين الجبلين ونحو ذلك. وتهاوى القوم في المَهْواةِ، إذا سقط بعضهم في إثر بعض. قال الشيباني: المُهاواةُ: المُلاجَّة. والمُهاواةُ: شدَّة السير. وأنشد : فلم تستطع مى مهاواتنا السرى * ولا ليل عيس في البرين خواضع ومضى هوى من الليل، على فعيل، أي هزيعٌ منه. واسْتهواهُ الشيطان، أي اسْتَهامَهُ. أبو عبيد: الهَوْهاءةُ بالمدّ: الأحمق. ويقال: ما أدري أيُّ هَيِّ بن بَيٍّ هو، معناه أيُّ الخلق هو. وهَيَّانُ بن بيَّانَ، كما يقال طامِرُ بن طامِرٍ، لمن لا يُعرف أبوه. وهاويةٌ: اسمٌ من أسماء النار، وهي معرفة بغير ألفٍ ولامٍ. قال تعالى: (فأُمُّهُ هاويةٌ) يقول: مُسْتَقَرُّهُ النار. والهاوِيَةُ: المَهْواةُ. وقال : يا عمرو لو نالَتْكَ أرْماحُنا * كنتَ كمن تهوي به الهاوِيهْ وتقول: هَوَتْ أُمُّه فهي هاوِيَةٌ، أي ثاكِلةٌ. قال كعب بن سعد الغنوى أخاه: هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعث الصبحُ غادِياً * وماذا يؤدِّي الليلُ حين يثوب والهَواهي: الباطلُ واللغوُ من القول. قال ابن أحمر: أفي كل يومٍ تَدْعُوانِ أطِبَّةً * إليَّ وما يُجْدون إلا الهَواهِيا الكسائي: يقال يا هَيّ مالي، لا يهمز، معناه: يا عجبا. وما في موضع رفع.
هوى:
هوى: تشير إلى أن البئر عميقة جداً فتسمى بعيد الهوَيّ ومعنى ذلك حرفياً إن ما يسقط فيها يصل بعد زمن طويل نسبياً إلى القعر (البربرية 4:84:2): وذلك إن البئر تحفر عميقة بعيدة الهوى (ولكن الجملة ربما ينبغي أن تقرأ المهوى (انظر الكلمة)).
هوى ب: سقط (عباد 20:3).
هوى إلى فلان: انضم إلى حزب أحدهم (حيان 40): واستدعاه عند ذلك أهل استجة الهاوون إليه فأدخلوه فيها وخالفوا السلطان.
هوى إلى فلان: انقاد له (حيان - بسّام 88:1) (في الحديث عن ابن زيدون الذي ترك ابن جوهر) هوى إلى عبّاد.
هوى الطائر: حطّ (همبرت 62) (الجزائر).
هوّى: حرّك الهواء، تهوّى، حرّك مروحة الهواء وتعرض له، وعلى سبيل المثال، هوّى الغلّة (أي عرضها للتهوية أو حرّكها أو قلبّها لكي ينفذ إليها الهواء) (بقطر).
أهوى إلى فلان: ارتمى عليه (كوسجارتن كرست 3:33). وكذلك أهوى لفلان (المقري 3:208:2).
أهوى: سقط من عل (الكالا).
أهوى الراكب لينزل: تقال عن الفارس الذي يريد أن يترجل فهو يمد يده ليمسك قربوس السرج (معجم الطرائف).
تهوّى: أنظرها في (فوك) في proicere.
تهوّى: تعرّض للهواء (بقطر).
انهوى واستهوى: يبدو أن معناها تعرض للهواء حين كان مريضاً وأصبح، بالتالي تابعاً لهواه capricieux. وتعني أيضاً مجنوناً أو مخبلاً أيضاً (ألف ليلة 9:422:3): وانظر ولديّ الذي واقف كان ضعيفاً واستهوى فأفسد الهواء عقله، أو ما جاء عند (برسل 223:4 الذي أورد ذكر الكلمة مرة واحدة) ولدي الذي واقف كان ضعيفاً فانهوى. (انهوى تعني سقط إلى أسفل أما استهوى فإنها تعني: زيّن له سوء عمله) (المترجم).
استهوى: أصابه زكام (بقطر).
هوىّ: Passion شهوة النفس عاطفتها. ميلها وهواها والجمع أهوية (بقطر في مادة allumer) .

هو

ى1 هَوَى بِهِ He made it to fall down: see an ex. in a verse of Ru-beh, cited voce رِياَغٌ, in art. ريغ. b2: See 4. b3: هَوَتْ أُذُنُهُ His ears heard a confused, or humming, or singing, sound. (K.) b4: هَوَتْ أُمُّهُ is used to express wonder; like as when one says, قَاتَلَهُ اللّٰهُ مَا أَسْمَعَهُ. (IB, in TA, art. ام.) 4 أَهْوَى إِلَى الشَّىْءِ بِيَدِهِ He extended, or stretched forth, his arm, or hand, to the thing to take it; it being near: if it be distant, you say, إِلَيْهِ ↓ هَوَى, without ا. (Msb.) And أَهْوَى إِلى

سَيْفِهِ He reached his sword; took it with his hand, or with his extended hand; or took hold of it. (Msb.) And أَهْوَيْتُ بِالشَّىْءِ [in my copy of the Msb, erroneously, إِلَى الشَّىْءِ] I made a sign with the thing. (As, S.) 5 تَهَوَّهَ

: see آهَةٌ, in art. اوه.7 اِنْهَوَى

: see اِنْغَوَى, in art. غو.

هَاهْ and هَاهُ: see آهِ, in art. اوه.

الهَوَى

Love, and attachment: then, inclination of the soul, or mind, to a thing: then, blameable inclination; as when one says, اِتَّبَعَ هَوَاهُ [He followed his evil inclination]; and هُوَ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَآءِ [see below]. (Msb.) See also حُبٌّ. b2: هَوًى Also signifies Beloved [or an object of love]. (K, Ham, p. 546.) [Being originally an inf. n., it may be used alike as sing. and pl. See an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. زين: and see an ex. voce شَكْلٌ. b3: الهَوَى

The inclination of the soul to that in which the animal appetites take delight, without any lawful invitation thereto; (KT;) [natural desire:] love, and desire; generally, such as is not praiseworthy: (Mgh:) I render it, love, or desirous love. b4: [Its pl.] أَهْوَآءٌ also signifies Opinions declining, or swerving, from the right way, or from the truth. (Bd, ii. 114.) [Hence,] أَهْلُ الأَهْوَآءِ [The people of erroneous opinions]. (T, in art. سمع; &c.) هُوَّةٌ A deep hollow in the ground: (S, JK, M, Msb, K:) or a hollow, or cavity, in the ground; a pit: (Msb:) or a descent in the ground: (K:) or a deep hollow, cavity, or pit; as also ↓ مَهْوَاةٌ: or a low, or depressed, place in the ground. (TA.) b2: إِجْعَلِ الأَمْرَ هُوَّةً وَاحِدَةٌ Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr in TA, in art. بأج.) هَوَآءٌ A vacancy; a vacuity; a vacant, or an empty, space. (Mgh.) b2: A vacant, or an empty, thing. (Msb.) هَوِىٌّ and هُوِىٌّ: see 4, (last sentence), in art. سلم.

هَاوَنٌ

, said to be thus, with fet-h to the و, originally هَاوُونٌ, [A mortar;] the thing in which one pounds, or bruises: pl. هَوَاوِينُ. (Msb.) هَاوِيَةٌ An abyss; a depth, or deep place, of which the bottom cannot be reached. (JK, TA.) مَهْوَى الرَّكِيَّةِ [The cavity of the well]. (K, voce إِزَآءٌ.) b2: See مَهْوَاةٌ.

مَهْوَاةٌ

: see هُوَّةٌ. b2: The space between two mountains; (S, Msb;) and the like; as also ↓ مَهْوًى: (S:) a pit, or hollow, dug, or excavated. (Msb.) مُهَيَّأٌ i. q.

زَُمَاوَرْدٌ. (MF, art. ورد.)

شهق

شهق
عن العبرية بمعنى شهقة.
شهق: {وشهيق}: آخر نهاق الحمار.
[شهق] نه: من "شواهق" الجبال، عواليها، جمع شاهق. غ: "الشهيق" الصوت الطويل في الصدر.
(شهق) - في الحديث : "ليَتَردَّى من رؤوسِ شَواهِقِ الجِبال".
: أي عَواليها. يقال: جَبَلٌ شَاهِقٌ؛ أي مُنِيف عالٍ.
(شهق)
الْبناء والجبل وَنَحْوهمَا شهوقا عظم ارتفاعه فَهُوَ شَاهِق (ج) شَوَاهِق

(شهق)
شهيقا تردد النَّفس فِي حلقه وَسمع وردد الْبكاء فِي صَدره وجذب الْهَوَاء إِلَى صَدره
شهق
الشَّهِيْقُ: ضِدُّ الزَّفِيرِ. ورَدُّ النَّفَسِ، شَهَقَ يَشْهَقُ وَيَشْهِقُ. وجَبَلٌ شاهِقٌ: مُمْتَنِعٌ طُوْلاً، والجَميعُ الشَّوَاهِقُ. ويُقال للرَّجُلِ إذا اشْتَدَّ غَضَبُه: إنَّه لَذُو شاهِقٍ. وشُهَاقٌ: جَبَلٌ قَرِيْبٌ من بَيْلَةَ.
شهق: شهق شَهْقَةً: تأوه آهة طويلة (بوشر) وفي ألف ليلة (1: 600) المصدر شهيق.
شهق شَهْقَة: تعجب مندهشاً (بوشر).
شَهْقَة: تعجب الدهشة (بوشر).
الشهقة: عند العامة سعال شديد يسدّ مجرى النفس حتى يصير صاحبه يشهق ويدعونه بالشرقة (محيط المحيط).
شَهِيق: نحيب (بوشر، همبرت ص229).

شهق


شَهَقَ(n. ac.
شُهَاْق
شَهِيْق
شُهُوْق
تَشْهَاْق)
a. Had a rattling in the throat; sobbed;
hiccoughed.
b.(n. ac. شَهِيْق
تَشْهَاْق), Brayed (ass).
c.(n. ac. شُهُوْق), Was high, lofty.
شَهِقَ(n. ac. شُهَاْق
شَهِيْق
شُهُوْق
تَشْهَاْق)
a. see supra
(a)
شَهْقَة
(a. ???) bray. (???) lofty.
ش هـ ق : شَهَقَ يَشْهَقُ بِفَتْحَتَيْنِ شُهُوقًا ارْتَفَعَ فَهُوَ شَاهِقٌ وَجِبَالٌ شَاهِقَةٌ وَشَاهِقَاتٌ وَشَوَاهِقُ وَشَهَقَ الرَّجُلُ مِنْ بَابَيْ نَفَعَ وَضَرَبَ شَهِيقًا رَدَّدَ نَفَسَهُ مَعَ سَمَاعِ صَوْتِهِ مِنْ حَلْقِهِ. 
شهق
الشَّهِيقُ: طول الزّفير، وهو ردّ النّفس، والزّفير: مدّه. قال تعالى: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
[هود/ 106] ، سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً [الفرقان/ 12] ، وقال تعالى:
سَمِعُوا لَها شَهِيقاً [الملك/ 7] ، وأصله من جبل شَاهِقٍ. أي: متناهي الطّول.
باب الهاء والقاف والشين معهما ش هـ ق مستعمل فقط

شهق: الشّهيقُ ضدُّ الزّفيرِ، فالشهيق ردُّ النَّفَس، والزّفيرُ إخراجُهُ. شَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ شهيقا- لغتان- وجَبَلٌ شاهقٌ: مُمْتَنِعٌ طُولاً، ويُجمَعُ: شواهِقَ، وهو يشهق شهوقا. 
ش هـ ق : (الشَّاهِقُ) الْجَبَلُ الْمُرْتَفِعُ. وَ (شَهِيقُ) الْحِمَارِ آخِرُ صَوْتِهِ وَزَفِيرُهُ أَوَّلُهُ وَقَدْ (شَهَقَ) بِالْفَتْحِ يَشْهَقُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (شَهِيقًا) فِيهِمَا. وَقِيلَ: (الشَّهِيقُ) رَدُّ النَّفَسِ وَالزَّفِيرُ إِخْرَاجُهُ. وَ (الشَّهْقَةُ) كَالصَّيْحَةِ يُقَالُ: (شَهَقَ) فُلَانٌ (شَهْقَةً) فَمَاتَ. 
ش هـ ق

له زفير وشهيق: إخراج نفس ورده. وجبل شاهق: ممتنع طولاً.

ومن المجاز: فحل ذو شاهق وصاهل إذا هاج فسمع له صوت خارج من جوفه. وإن فلاناً لذو شاهق وصاهل إذا اشتدّ غضبه. وشهقت عيني عليه إذا أعجبك فأدمت النظر إليه. قال مزاحم:

إذا شهقت عيني عليه عزوته ... لغير أبيه لست أبرح راقيا

أي أقول: هو هجين لأكسر الناظر إليه حتى لا يعان.
[شهق] شَهِقَ يَشْهَقُ، أي ارتفع. والشاهِقُ: الجبلُ المرتفعُ. وفلان ذو شاهِقٍ، إذا كان يشتدُّ غضبه. وشَهيقُ الحمار: آخرُ صوتِه. وزفيرُه: أوله. وقد شَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ شهيقا. ويقال: الشهيق: رد النفس. والزفيرُ: إخراجُه. والشَهْقَةُ كالصيحة. يقال: شَهِقَ فلانٌ شَهْقَةً فمات. والتَشْهاقُ: الشَهيقُ. قال : بضَرْبٍ يُزيلُ الهامَ عن سكناته وطعن كتشهاق العفاهم بالنهق ويقال: ضحك تشهاق. قال ابن ميادة: تقول خود ذات طرف براق مزاحة تقطع هم المشتاق ذات أقاويل وضحك تشهاق هلا اشتريت حنطة بالرستاق سمراء مما درس ابن مخراق
شهـق
شهَقَ1 يَشهَق، شُهوقًا، فهو شاهق
• شهَقَ البِناءُ: علا، عظُم ارتفاعُه "لهذا القصر علوٌّ شاهق- جبلٌ شاهق- مبانٍ شاهقة". 

شهَقَ2 يَشهَق، شَهِيقًا، فهو شاهق
• شهَقَ الشَّخصُ: تردّد النَّفَسُ في حلقه وسمع له صوتٌ.
• شهَقَ المُتنفِّسُ: أدخل الهواءَ إلى رئتيه. 

شهِقَ يَشهَق، شهيقًا وشُهاقًا، فهو شاهِق
• شهِقَ الشَّخصُ:
1 - شهَقَ2؛ تردّد النَّفسُ في حلقه وسُمِع له صوتٌ "شهِق مستغربًا".
2 - تردّد البكاءُ في صدره "شهِق الباكي".
• شهِقَ المُتنفِّسُ: أدخل الهواءَ إلى رئتيه "طلب منه الطبيبُ أن يشهق ليسمع دقّات قلبه جيدًا".
• شهِقَ المُحتَضَرُ: حَشْرَج، غرغر. 

شُهاق [مفرد]:
1 - مصدر شهِقَ.
2 - سُعال ديكيّ. 

شَهْقة [مفرد]: ج شَهَقات وشَهْقات:
1 - اسم مرَّة من شهِقَ وشهَقَ2: صَيْحة "شهقةٌ واحدة".
2 - تأوُّه، أنين "شهقةُ جريح". 

شُهوق [مفرد]: مصدر شهَقَ1. 

شهيق [مفرد]:
1 - مصدر شهِقَ وشهَقَ2.
2 - صياح؛ صوت شديد منكر " {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} ".
3 - (طب) عمليّة إدخال الهواء إلى الرِّئتين للحصول على الأكسجين، عكسه زفير. 

شهق

1 شَهَقَ, aor. ـَ (S, Msb,) inf. n. شُهُوقٌ, (Msb,) [said of a mountain, and of a building, &c., (see شَاهِقٌ,)] It rose high; or became high, or elevated, or lofty. (S, Msb.) b2: شَهَقَ, aor. ـَ and شَهِقَ, inf. n. شَهِيقٌ [and تَشْهَاقٌ], said of an ass, [He uttered the ending of his braying, or the final sounds thereof;] (S;) [for] شَهِيقٌ signifies the ending, or final part, of the crying, or braying, of the ass; (S, O;) and to this the cries of the punished in Hell are likened in the Kur xi. 108; (O;) and زَفِيرٌ signifies the “ beginning, or commencing part, thereof: ” (S:) or شهيق signifies the drawing back of the breath; and زفير the “ emitting thereof: ” (Lth, S: [but the reverse is said by Lth and in the S in art. زفر:]) and تَشْهَاقٌ signifies the same as شَهِيقٌ: (S:) or both of these words signify [absolutely] the crying, or braying, of the ass: (O, K:) Zj says that شَهِيقٌ as denoting one of the cries of the afflicted [in Hell] means a very high-sounding moaning: and that, accord. to some, زَفِيرٌ [as used in the Kur ubi suprà] is similar to the beginning of the cry of the ass, termed شَهِيق; and that شَهِيقٌ is in the chest. (TA.) [Said of a man,] شَهَقَ, aor. ـَ and شَهِقَ; and شَهِقَ, aor. ـَ inf. n. شَهِيقٌ and شُهَاقٌ (O, K) and شُهُوقٌ (O) and تَشْهَاقٌ; signify The [sound of] weeping became reiterated in his chest: (O, K:) or, as in the L, he reiterated the [sound of] weeping in his chest. (TA.) [Or]

شَهَقَ, aor. ـَ and شَهِقَ, inf. n. شَهِيقٌ, signifies [or signifies also] He reiterated his breath, making his voice audible, naturally. (Msb.) One says also, شَهَقَ فُلَانٌ شَهْقَةً فَمَاتَ Such a one uttered a single cry and died. (S, TA.) b3: And شَهَقَتْ عَيْنُ النَّاظِرِ عَلَيْهِ (tropical:) The eye of the looker smote him with evil influence: (O, K, TA:) or, was pleased with him, and therefore continued looking at him. (A, TA.) شَهْقَةٌ A single cry. (S, TA.) [See 1, last sentence but one.]

شُهْقَةٌ Height, elevation, or loftiness. (TA.) شَاهِقٌ High, or lofty; applied to a mountain, (S, O, Msb, K,) and to a building, &c.: (O, K:) or, applied to a mountain, high and inaccessible: (JK, TA:) pl. شَوَاهِقُ: (JK, Msb, TA:) you say جِبَالٌ شَاهِقَةٌ and شَاهِقَاتٌ and شَوَاهِقُ. (Msb.) b2: Applied to a vein [or an artery], (tropical:) Pulsing upwards: (O, K, TA:) a term of the physicians. (O, TA.) b3: ذُو شَاهِقٍ (tropical:) A man whose anger is vehement: (JK, S, A, O, L, TA:) wrongly expl. in the K by the words لَا يَشْتَدُّ غَضَبُهُ: (TA:) and so ذُو صَاهِلٍ. (A, TA.) And (tropical:) A stallion [camel] Excited by lust, assaulting [the she-camels], and causing a sound to be heard from his inside; as also ذُو صَاهِلٍ. (TA.) تَشْهَاقٌ an inf. n. (S, * O, K. [See 1.]) b2: [and also an epithet.] One says ضَحِكٌ تَشْهَاقٌ [app. meaning (assumed tropical:) A loud laughing, likened to the تَشْهَاق of the ass]. (S, O.)

شهق: الشَّهِيقُ: أَقِبحُ الأصوات، شَهِقَ وشَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ

شَهِيقاً وشُهاقاً، وبعضهم يقول شُهوقاً: ردَّد البكاء في صدره. الجوهري:

شهق يشهق ارتفع. وشَهِيقُ الحمار: آخر صوته، وزفيره أوَّله، وقيل:

شَهِيقُ الحمار نَهيقه. ويقال: الشَّهِيق ردُّ النفَس والزَّفِيرُ إخراجه.

الليث: الشَّهِيقُ ضد الزفير، والزفير إخراج النفس؛ قال الله عز وجل في صفة

أهل النار: لهم فيها زَفِيرٌ وشَهِيق؛ قال الزجاج: الزَّفِير والشَّهِيق

من أَصوات المكروبين، قال: والزفير من شديد الأنِين وقبيحه، والشَّهِيقُ

الأنِينُ الشديد المرتفع جدّاً، قال: وزعم بعض أَهل اللغة من البصريين

والكوفيين أن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار من النهيق، والشهيق بمنزلة

آخر صوته في الشَّهِيق، وروي عن الربيع في قوله لهم فيها زَفِير وشَهِيق،

قال: الزفير في الحلق والشَّهِيق في الصدر.

ورجل ذو شاهقٍ: شديدُ الغضب. ويقال للرجل إذا اشتد غضبه: إنه لذو شاهقٍ

وإنه لذو صاهلٍ. وفحل ذو شاهقٍ وذو صاهلٍ إذا هاجَ وصالَ فسمعت له صوتاً

يخرج من جوفه. الأَصمعي: يقال شَهَقت وشَهِقَت عين الناظر عليه إذا

أَصابه بعين؛ وقال مزاحم العقيلي:

إذا شَهِقت عَيْنٌ عليه، عَزَوْتُه

لغير أَبيه، أو تَسَنَّيْتُ راقِيا

أَخبر أَنه إذا فتح إنسان عينه عليه فخشيت أن يصيبه بعينه، قلت: هو

هجِين لأَرُدَّ عينَ الناظر عنه وإعجابَه به. والشَّهْقة: كالصيحة، يقال:

شَهَقَ فلانٌ وشَهِقَ شَهْقةً فمات. والتَّشْهاقُ: الشَّهِيق؛ وقال حنظلة بن

شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّمَحان:

بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه،

وطَعْنٍ كتَشْهاق العِفَا هَمَّ بالنَّهْقِ

ويقال: ضَحِكٌ تَشْهاق؛ قال ابن ميّادة:

تقول خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرَّاقْ،

مَزَّاحةً تَقْطعُ هَمَّ المُشْتاقْ،

ذاتُ أَقاويلَ وضَحْكٍ تَشْهاقْ،

هلاَّ اشتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ،

سَمْراءَ ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ؟

والشاهِقُ: الجبل المرتفع. وجبل شاهِقٌ: طويل عالٍ، وقد شَهَق شُهوقاً.

وكل ما رُفِعَ من بناء أو غيره وطال فهو شاهِقٌ، وقد شَهَقَ؛ ومنه يقال:

شَهِقَ يَشْهَقُ إذا تَنفَّس تنفُّساً، ومنه الجبل الشاهِقُ. وجبل

شاهِقٌ: ممتنع طولاً، والجمع شواهق. وفي حديث بدء الوحي: ليتَرَدَّى من رُؤوس

الجبال أي شواهِق الجبال أي عواليها.

شهـق
شَهَقَ، كمَنَعَ وضَرَبَ وسَمِعَ شَهِيقاً، وشُهُوقاً، وشُهاقاً بِالضَّمِّ فيهمَا وتَشهاقاً بالفَتح: إِذا تَرَددَ البُكاءُ فِي صَدرِه كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي اللِّسَان: رَدد الْبكاء فِي صَدرِه. وَمن المَجاز: شَهِقَت عَينُ النّاظِرِ عَلَيْهِ: إِذا أَصابَتهُ بعَين، وَفِي الأساسِ: أَعجَبه فأدامَ النظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مَجازٌ، وأَنْشَد الأصمَعِي لمُزاحِمٍ الْعقيلِيّ: (إِذا شَهِقَت عين عليهِ عَزَوتُه ... لغَيرِ أبِيهِ أَو نَسِيتُ تَراقِيَا)
كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي اللِّسَان أَو تَسنيْتُ راقِيَاً، أَخْبَرَ أَنه إِذا فَتَح إِنْسان عَينَه عَلَيْهِ فخَشِيتُ أَن يُصِيبَه بعَينِه قُلتُ: هُوَ هَجِينٌ لأرُد عَينَ الناظِرِ عَنهُ، وإعجابَه بِهِ. والشاهِقُ: الْمُرْتَفع الطوِيلُ العالِي المُمتَنِعُ من الجِبالِ، وَكَذَا من الأبْنِيَةِ وغَيرِها: مَا ارْتَفع مِنْهَا وطالَ، وَالْجمع الشواهِقُ.
وَمن كَلَام الأطِبّاءَ: العِرقُ الشاهِقُ هُوَ الضارَبُ إِذا كانَ إِلَى فَوق نَقَله الصاغانِي، وَهُوَ مَجاز.
وَمن المَجازِ: هُوَ شاهِقٌ، أَي لَا يَشتَد غَضَبُه هَكَذَا فِي سائِر النسَخ، وَهُوَ غلَطٌ، صَوَابه إِذا كانَ يَشتَدُّ غَضَبُه، كَمَا فِي الصِّحاح والعُبابِ واللِّسانِ والأساس، زادَ الأَخِيرُ: وكذلِك ذُو صاهِلٍ، وَفِي اللِّسانِ: رَجُل ذُو شاهِقٍ: شديدُ الغَضَب. وشَهِيقُ الحِمارِ، وتَشْهاقُه: نُهاقهُ، قالَ الجَوْهرِي: شَهِيقُ الحِمارِ: آخِرُ صَوْتِه، وزفِيرُه: أَوله. ويُقال: الشهيق: رَد النفَسِ، والزفيرُ: إِخْراجُه، قلتُ: وَهُوَ قوْلُ اللَّيْثِ، وقالَ الزّجاج: الزفيرُ والشَّهِيقُ: من أَصواتِ المَكْروبِينَ، قَالَ: والشهِيقُ: الأنِينُ المُرْتَفعُ) جِداً، قَالَ: وزَعَم بعضُ أهل اللغَةِ من البَصْرِيينَ والكُوفِيّين أَنَّ اَلزَّفِيرَ بمنزلةِ ابتِداء صَوْتِ الحِمارِ من النهيقِ، والشَّهيقُ فِي الصدرِ، وشاهِدُ التَّشْهاقِ قولُ أَبِي الطمَحانِ:
(بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَن سَكَناتِه ... وطَعنٍ كتشهاقِ العَفا هم بالنَّهْق)
وشُهاق كغُرابٍ: جَبَل بِالْقربِ من بيلَة، عَن ابْنِ عَبّاد. وَمِمَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ: الشهوقُ، بِالضَّمِّ: الارْتِفاع. والشهْقَةُ كالصَّيْحَة، يُقال: شَهَقَ فُلان شَهقةً فماتَ، نَقله الْجَوْهَرِي.
ويُقال: ضَحِكٌ تَشْهاق، قالَ ابْن مَيّادَةَ: تَقُولُ خَوْدٌ ذاتُ طَرْف بَرّاقْ مَزّاحَة تَقْطَعُ هَمَّ المُشتاقْ ذاتُ أَقاوِيلَ وضِحْكِ تَشْاق هَلاّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرًّسْتاقْ سَمراءَ مِمَّا دَرَّسَ ابْن مِخْراق أَو كْنْتَ ذَا بَز وبَغْلٍ دَقْداقْ وفحل ذُو شاهِقٍ، وَذُو صاهل: إِذا هاجَ وصالَ فسَمِعْتَ لَهُ صَوْتاً، فيَخْرُجُ من جَوْفِه، وَهُوَ مجَاز.
وَمِمَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ:

الله

الله
صور القرآن الله المثل الأعلى في جميع صفات الكمال، فهو السميع الخبير، على كل شىء قدير، غفور رحيم، عزيز حكيم، حى قيوم، واسع عليم، بصير بالعباد، يحب المحسنين والصابرين، ولا يحب الظالمين، ويمحق الكافرين، غنى حميد، واحد قهار، نور السموات والأرض، قوى، شديد العقاب، خالق كل شىء، لا إله إلا هو، على كلّ شىء شهيد، عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، الأول والآخر، والظاهر والباطن، الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، سريع الحساب، غنى عن العالمين، عليم بذات الصدور، بكل شىء محيط، علىّ كبير، عفو غفور، شاكر حليم، ليس بظلام للعبيد، يجزى المتصدقين، ولا يهدى كيد الخائنين، لا يخلف الميعاد، عزيز ذو انتقام، خير الرازقين، لطيف خبير، ذو القوة المتين. أوليس من يتصف بهذه الصفات المثالية جديرا بالعبادة والتقديس، وألا يتخذ له شريك، ولا من دونه إله.
ومن بين ما عنى القرآن به أكبر عناية إبراز صفة الإنعام التى يتصف بها الله سبحانه؛ فيوجه أنظارهم إلى النعمة الكبرى التى أودعها قلوبهم وهى نعمة الهدوء والسكينة يحسون بها، عند ما يعودون إلى بيوتهم، مكدودين منهوكى القوى، وإلى هدايتهم إلى بناء بيوت من جلود الأنعام، يجدونها خفيفة المحمل في الظعن
والإقامة، وإلى اتخاذ أثاثهم وأمتعتهم من أصوافها وأوبارها، وإلى نعمة الظل يجدون عنده الأمن والاستقرار، وإن للشمس وحرارتها لوقعا مؤلما في النفوس وعلى الأجسام، ومن أجمل وسائل الاستتار هذه الثياب تقى صاحبها الحر، وبها تتم نعمة الله، فيقول: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (النحل 79 - 81).
ويوجه أنظارهم إلى ما في خلق الزوج من نعمة تسكن إليها النفس، وتجد في ظلها الرحمة والمودة، فيقول: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 21). وهو الذى يرزقهم، ويرزق ما على الأرض من دواب، لا تستطيع أن تتكفل برزق نفسها، وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (العنكبوت 60). وينبههم إلى ما في اختلاف الليل والنهار من تجديد النشاط للجسم، وبعث القوة في الأحياء وما في الفلك المسخرة تنقل المتاجر فوق سطح البحر، فتنفع الناس، وفي الماء ينزل من السماء فيحيى الأرض بعد موتها، وفي الرياح تحمل السحاب المسخر بين السماء والأرض، ينبههم إلى نفع ذلك كله فيقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164). ويسأل عمن يلجئون إليه، حين يملأ قلبهم الرعب من ظلمة البر البحر، أليس الله هو الذى ينجيهم منه ومن كل كرب، فيقول:
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (الأنعام 63 - 64).
ويحدثهم عن نعمة تبادل الليل والنهار، وعما خلق له الليل من نعمة الهدوء والسكون، وعن الشمس والقمر يجريان في دقة ونظام، فيحسب الناس بهما حياتهم، وينظمون أعمالهم، وعن النجوم في السماء تزينها كمصابيح، ويهتدى بها السائر في ظلمات البر والبحر، وعن المطر ينزل من السماء، فتحيا به الأرض وتنبت به الجنات اليانعة، ذات الثمار المشتبهة وغير المشتبهة، وكان للمطر في الحياة العربية قدره وأثره، فعليه حياتهم، فلا جرم أكثر القرآن من الحديث عنه نعمة من أجلّ نعمه عليهم، فيقول: فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 96 - 99)، وتحدث عن هذه النعم نفسها مرارا أخرى كقوله:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم 32 - 34). وتحدث إليهم عما أنعم به عليهم من أنعام، فيها دفء ومنافع، وجمال، وعاد فذكرهم بنعمة المطر وإنباته الزرع، وخص البحر بالحديث عن تسخيره، وما نستخرجه منه من اللحم والحلى، وما يجرى فوقه من فلك تمخر عبابه، فقال: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 5 - 18)، وللأنعام في حياة العرب بالبادية ما يستحق أن يذكروا به، وأن يسجل فضله عليهم بها. ويوجه القرآن نظرهم إلى خلقهم وما منحهم الله من نعمة السمع والبصر والعقل، فيقول: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وكثيرا ما امتنّ عليهم بنعمة الرزق، فيقرّرها مرة، ويقررهم بها أخرى، فيقول حينا: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (غافر 64). ويقول حينا: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (يونس 31). ويسترعى انتباههم إلى طعامهم الذى هو من فيض فضله، فيقول: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً
لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ
(عبس 24 - 32).
وإن في إكثار القرآن من الحديث عن هذه النعم، وتوجيه أنظارهم إليها، وتقريرهم بها، ما يدفعهم إلى التفكير في مصدرها، وأنه جدير بالعبادة، وما يثير في أنفسهم شكرها وتقديس بارئها، ولا سيما أن تلك النعم ليست في طاقة بشر، وأنها باعترافهم أنفسهم من خلق العلىّ القدير. وهكذا يتكئ القرآن على عاطفة إنسانية يثيرها، لتدفع صاحبها عن طريق الإعجاب حينا، والاعتراف بالجميل حينا، إلى الإيمان بالله وإجلاله وتقديسه. كما أن ذلك الوصف يبعث في النفس حب الله المنعم، فتكون عبادته منبعثة عن حبه وشكر أياديه.
ومما عنى القرآن بإبرازه من صفات الله وحدانيته، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وقد أبرز القرآن في صورة قاطعة أنه لا يقبل الشرك ولا يغفره: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48)؛ ويعد الإشراك رجسا فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا (التوبة 28).
أوليس في هذا التصوير ما يبعث في النفس النفور منه والاشمئزاز؟!
والقرآن يعرض لجميع ألوان الإشراك، فيدحضها ويهدمها من أساسها، فعرض لفكرة اتخاذ ولد، فحدثنا في صراحة عن أنه ليس في حاجة إلى هذا الولد، يعينه أو يساعده، فكل من في الوجود خاضع لأمره، لا يلبث أن ينقاد إذا دعى، وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (البقرة 116، 117). وحينا يدفع ذلك دفعا طبيعيا بأن الولد لا يكون إلا إذا كان ثمة له زوجة تلد، أما وقد خلق كل شىء، فليس ما يزعمونه ولدا سوى خلق ممن خلق:
بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الأنعام 101، 102).
ويعرض مرة أخرى لهذه الدعوى، فيقرر غناه عن هذا الولد، ولم يحتاج إليه، وله ما في السموات وما في الأرض، فيقول: قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 68 - 70). ويعجب القرآن كيف يخيل للمشركين عقولهم أن يخصوا أنفسهم بالبنين ويجعلوا البنات لله، فيقول:
أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً (الإسراء 40).
ويصور القرآن- فى أقوى صور التعبير- موقف الطبيعة الساخطة المستعظمة نسبة الولد إلى الله، فتكاد- لشدة غضبها- أن تنفجر غيظا، وتنشق ثورة، وتخر الراسيات لهول هذا الافتراء، وضخامة هذا الكذب، وأصغ إلى تصوير هذا الغضب فى قوله: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91). أما هؤلاء الذين دعوهم أبناء الله، فليسوا سوى عباد مكرمين، خاضعين لأمره، ولن يجرؤ واحد منهم على ادعاء الألوهية، أما من تجرأ منهم على تلك الدعوى فجزاؤه جهنم، لأنه ظالم مبين، وهل هناك أقوى في هدم الدعوى من اعترف هؤلاء العباد أنفسهم الذين يدعونهم أبناء، بأنهم ليسوا سوى عبيد خاضعين، ومن جرؤ منهم على دعوى الألوهية كان جزاؤه عذاب جهنم خالدا فيها، قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (الأنبياء 26 - 29).
وعلى هذا النسق نفسه جرى في الرد على من زعم ألوهية المسيح، فقد جعل المسيح نفسه يتبرأ من ذلك وينفيه، إذ قال: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 116، 117).
وتعرض القرآن مرارا لدعوى ألوهية عيسى، وقوض هذه الدعوى من أساسها بأن هذا المسيح الذى يزعمونه إلها، ليس لديه قدرة يدفع بها عن نفسه إن أراد الله أن يهلكه، وأنه لا امتياز له على سائر المخلوقات، بل هو خاضع لأمره، مقر بأنه ليس سوى عبد الله، وليس المسيح وأمه سوى بشرين يتبوّلان ويتبرّزان، أو تقبل الفطرة الإنسانية السليمة أن تتخذ لها إلها هذا شأنه، لا يتميز عن الناس في شىء، ولا يملك لهم شيئا من الضر ولا النفع، ولننصت إلى القرآن مهاجما دعوى ألوهية عيسى قائلا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 17). لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(المائدة 72 - 76).
وإن الغريزة لتنأى عن عبادة من لا يملك الضرر ولا النفع. وتأمل جمال الكناية في قوله: يَأْكُلانِ الطَّعامَ. والمسيح مقر- كما رأيت- بعبوديته ولا يستنكف أن يكون لله عبدا، لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (النساء 172).
وهاجم القرآن بكل قوة الإشراك بالله، وهو يهاجم ببلاغته العقل والوجدان معا فيأخذ في نقاش المشركين، ليصلوا إلى الحق بأنفسهم، ويلزمهم الحجة، ويقودهم إلى الصواب، فيسألهم عمن يرزقهم، ومن يملك سمعهم وأبصارهم، ومن يخرج الحى من الميت، ويخرج الميت من الحى، ومن يدبر أمر العالم، ومن يبدأ الخلق ثمّ يعيده، ومن يهدى إلى الحق، وإذا كان المشركون أنفسهم يعترفون بأن ذلك إنما هو من أفعال الله، فما قيمة هؤلاء الشركاء إذا، وما معنى إشراكهم لله في العبادة، أو ليس من يهدى إلى الحق جديرا بأن يعبد ويتّبع، أما من لا يهتدى إلا إذا اقتيد فمن الظلم عبادته، ومن الجهل اتباعه، وليست عبادة هؤلاء الشركاء سوى جرى وراءه وهم لا يغنى من الحق شيئا، وتأمل جمال هذا النقاش الذى يثير التفكير والوجدان معا: يثير التفكير بقضاياه، ويثير الوجدان بهذا التساؤل عن الجدير بالاتباع، وتصويره المشرك، مصروفا عن الحق، مأفوكا، ظالما، يتبع الظن الذى لا يغنى عن الحق شيئا، وذلك حين يقول: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (يونس 31 - 36). وفي التحدث إليهم عن الرزق، وهدايتهم إلى الحق، ما يثير في أنفسهم عبادة هذا الذى يمدهم بالرزق، ويهديهم إلى الحق، واستمع إلى هذا النقاش الذى يحدثهم فيه عن نعمه عليهم، متسائلا:
أله شريك في هذه النعم التى أسداها، وإذا لم يكن له شريك فيما أسدى، فكيف يشرك به غيره في العبادة؟ فقال مرة: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (النمل 59 - 71). أو ليس في إنبات الحدائق ذات البهجة، وتسيير الأنهار خلال الأرض، وإجابة المضطر إذا دعا، وكشف السوء، وجعلهم خلفاء الأرض، ما يبعث الابتهاج في النفس، والحب لله، ويدفع إلى عبادته وتوحيده ما دام هو الملجأ في الشدائد، والهادى في ظلمات البر والبحر، ومرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته؟ ومرة يسائلهم قائلا: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (القصص 70 - 73). أوليس في الليل السرمد والنهار السرمد ما يبعث الخوف في النفس، والحب لمن جعل الليل والنهار خلفة؟!
وكثيرا ما تعجب القرآن من عبادتهم ما لا يضر ولا ينفع. والقرآن يبعث الخوف من سوء مصير هؤلاء المشركين يوم القيامة، فمرة يصورهم محاولين ستر جريمتهم بإنكارهم، حين لا يجدون لها سندا من الحق والواقع، فيقول:
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 22 - 24).
وحينا يصورهم، وقد تبرأ شركاؤهم من عبادتهم، فحبطت أعمالهم، وضل سعيهم، وذلك حين يقول: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 28 - 30).
وحينا يصورهم هلكى في أشد صور الهلاك وأفتكها، إذ يقول: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (الحج 31). أما المصير المنتظر لمن يشرك بالله فأن يلقى في جهنم ملوما مدحورا.
ومن أبرز صفات الله في القرآن قدرته، يوجّه النظر إلى مظاهرها، ويأخذ بيدهم ليدركوا آثار هذه القدرة، مبثوثة في أرجاء الكون وفي أنفسهم، فهذه الأرض هو الذى بسطها فراشا، وتلك السماء رفعها بناء، وهذه الجبال بثها في الأرض أوتادا، وهذه الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ووجه النظر إلى هذه الحبوب فلقها بقدرته، كما فلق النوى ليخرج منه النخل باسقات، ويوجه أنظارهم إلى ألوان المخلوقات وأنواعها وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النور 45). وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم 20 - 25). خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (لقمان 10). ويوجّه النظر إلى توالى الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، فيقول: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (لقمان 29، 30)؛ وكرر ذلك مرارا عدة، كقوله: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (ق 6 - 11).
ويوجّه أنظارهم إلى قدرته في خلقهم، إذ يقول: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). ويقول: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6).
صوّر القرآن قدرة الله الباهرة التى لا يعجزها شىء، والتى يستجيب لأمرها كل شىء، بهذا التّصوير البارع إذ قال: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس 82).
ولما وجّه النظر إلى مظاهر قدرته، اتخذ ذلك ذريعة إلى إقناعهم بأمر البعث، فحينا يتساءل أمن خلق السموات والأرض، ولم يجد مشقة في خلقها يعجز عن إحياء الموتى، فيقول: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأحقاف 33). ويقرر أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (غافر 57). ولذا صح هذا التساؤل ليقروا: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (النازعات 27 - 33). وسوف نكمل الحديث عن ذلك في فصل اليوم الآخر.
ومن أظهر صفات الله في القرآن علمه، وإحاطة علمه بكل شىء في الأرض وفي السماء وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (يونس 61). ويقول على لسان لقمان لابنه: يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (لقمان 16). أرأيت هذا التصوير المؤثر لإحاطة علم الله بكل شىء، فلا يغيب عنه موضع ذرّة بين طيات صخرة أو في طبقات السموات، أو في أعماق الأرض، ويعلم الله الغيب، ومن ذلك ما يرونه بأعينهم في كل يوم من أمور غيبيّة، يدركون أنها مستورة عليهم، مع قرب بعضها منهم، إذ يقول: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان 34). وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (طه 7). واقرأ هذا التصوير الشامل لعلمه في قوله: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (الأنعام 59). وهكذا يصور القرآن شمول علم الله تصويرا ملموسا محسا.
ومن أظهر صفاته كذلك شدة قربه إلى الناس، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة 7). وأمر الرسول بأن يخبر الناس بقربه، يسمعهم ويصغى إليهم إذا دعوا، فقال: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (البقرة 186). ولا يستطيع فرد أن يعيش بعيدا عن عينه، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد 4). بل هو أقرب شىء إلى الإنسان، يعلم خلجات نفسه، ويدرك أسراره وخواطره لا يغيب عنه منها شىء، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (ق 16).
والعدل، وقد أطال القرآن في تأكيد هذه الصفة، وأكثر من تكريرها، فكل إنسان مجزى بعمله وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (غافر 31). مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 146). ويقرر في صراحة إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). وإِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ (النساء 40).
وإن في تقرير هذه الصفات وتأكيدها لدفعا للمرء إلى التفكير قبل العمل، كى لا يغضب الله العالم بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، والقريب إليه قربا لا قرب أشد منه، وفي تأكيد صفتى العلم والقرب ما يبعث الخجل في الإنسان من أن يعمل ما يغضب الله وما حرمه، وفي تأكيد صفة العدل ما يبعث على محاسبة النفس لأن الخير سيعود إليها ثوابه، والشر سيرجع عليها عقابه.
وكان وصف القرآن لله بالرحمة والرأفة والحلم والغفران والشكر، أكثر من وصفه بالانتقام وشدّة العذاب، بل هو عند ما يوصف بهما، تذكر إلى جانبهما أحيانا صفات الرحمة؛ فكثيرا ما يكرر القرآن معنى قوله: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (البقرة 143). وقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (النساء 110). وأكّد هذا الوصف حتى قال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 54). وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (المؤمنون 118). أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (الأعراف 155). ويفتح باب رحمته وغفرانه، حتى لمن أسرف ولج في العصيان، إذ يقول: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر 53). وبذلك كانت الصورة التى رسمها القرآن مليئة بالأمل والرجاء، تحيى في النفس التفاؤل، كما أن كثرة وصفه بالرحمة وأخواتها، تجعل عبادة الله منبعثة عن الحب، أكثر منها منبعثة عن الرهبة والخوف، ولكن لما كان كثير من النفوس يخضع بالرهبة دون الرغبة وصف القرآن الله بالعزة والانتقام وشدة العذاب، يقرن ذلك بوصفه بالرحمة حينا، ولا يقرنها بها حينا آخر، فيقول مرة: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة 98). غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ (غافر 3). إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (فصلت 43). ويقول أخرى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (الحشر 7). عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (المائدة 95). إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (آل عمران 4). وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (الزمر 37). وبرغم وصفه بالعزّة والانتقام والجبروت كانت الصفة الغالبة في القرآن هى الإنعام والرحمة والتّفضّل وأنه الملجأ والوزر، يجيب المضطرّ إذا دعاه، ويكشف السوء، وينجّى في ظلمات البرّ والبحر، فهى صورة محبّبة إلى النفوس، تدفع إلى العبادة، عبادة من هو جدير بها، لكثرة فضله وخيره وإنعامه.
وأفحم القرآن من ادّعى الألوهية من البشر إفحاما لا مخلص له منه، وذلك في الحديث الذى دار بين إبراهيم وهذا الملك الذى ادعى أنه إله، إذ يقول: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة 258).
وأرشد القرآن إلى أن العقل السليم والفطرة المستقيمة يرشدان إلى وجود الله ويدلّان على وحدانيته، فهذا إبراهيم قد وجد قومه يتخذون أصناما آلهة، فلم ترقه عبادتهم، فمضى إلى الكون يلتمس إلهه، فلما رأى نورا يشع ليلا من كوكب في الأفق ظنه إلها، ولكنه لم يلبث أن رآه قد أفل، فأنكر على نفسه اتخاذ كوكب يأفل إلها، إذ الإله يجب أن يكون ذا عين لا تغفل ولا تنام، وهكذا أعجب بالقمر، واستعظم الشمس، ولكنهما قد مضيا آفلين، فأدرك إبراهيم أن ليس في كل هؤلاء من يستحق عبادة ولا تقديسا، وأنّ الله الحق هو الذى فطر السموات والأرض، واستمع إلى القرآن يصوّر تأمل إبراهيم في قوله: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 74 - 79).
كان الإيمان بالله ووحدانيته، أساس الدين الإسلامى، وقد رأينا كيف عنى القرآن بإبراز صفاته التى تتصل بالإنسان خالقا له، ومنعما عليه، وعالما بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، وقريبا منه أقرب إليه من حبل الوريد، ورحيما به، عادلا لا يظلمه، ولا يغبنه، يهبه الرزق، ويمنحه الخير، ويجيبه إذا دعاه. أو ليس من له هذه الصفات الكاملة جديرا من الناس بالعبادة والتقديس والتنزيه عن النقص والإشراك؟
الله: علم دَال على الْإِلَه الْحق دلَالَة جَامِعَة لمعاني الْأَسْمَاء الْحسنى كلهَا وَقد مر تَحْقِيقه فِي أول الْكتاب تبركا وتيمنا.
الله: وَإِنَّمَا افتتحت بِهَذِهِ الْكَلِمَة المكرمة المعظمة مَعَ أَن لَهَا مقَاما آخر بِحَسب رِعَايَة الْحَرْف الثَّانِي تيمنا وتبركا وَهَذَا هُوَ الْوَجْه للإتيان بعد هَذَا بِلَفْظ الأحمد وَالْأَصْحَاب وَاعْلَم أَنه لَا اخْتِلَاف فِي أَن لفظ الله لَا يُطلق إِلَّا عَلَيْهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي أَنه إِمَّا علم لذات الْوَاجِب تَعَالَى الْمَخْصُوص الْمُتَعَيّن أَو وصف من أَوْصَافه تَعَالَى فَمن ذهب إِلَى الأول قَالَ إِنَّه علم للذات الْوَاجِب الْوُجُود المستجمع للصفات الْكَامِلَة. وَاسْتدلَّ بِأَنَّهُ يُوصف وَلَا يُوصف بِهِ وَبِأَنَّهُ لَا بُد لَهُ تَعَالَى من اسْم يجْرِي عَلَيْهِ صِفَاته وَلَا يصلح مِمَّا يُطلق عَلَيْهِ سواهُ. وَبِأَنَّهُ لَو لم يكن علما لم يفد قَول لَا إِلَه إِلَّا الله التَّوْحِيد أصلا لِأَنَّهُ عبارَة عَن حصر الألوهية فِي ذَاته المشخص الْمُقَدّس. وَاعْترض عَلَيْهِ الْفَاضِل المدقق عِصَام الدّين رَحمَه الله بِأَنَّهُ كَيفَ جعل الله علما شخصيا لَهُ تَعَالَى لِأَنَّهُ لَا يتَحَقَّق إِلَّا بعد حُصُول الشَّيْء وحضوره فِي أذهاننا أَو القوى المثالية والوهمية لنا أَلا ترى أَنا إِذا جعلنَا العنقاء علما لطائر مَخْصُوص تصورناه بِصُورَة مشخصة بِحَيْثُ لَا يتَصَوَّر الشّركَة فِيهَا وَلَو بالمثال وَالْفَرْض وَهَذَا لَا يجوز فِي ذَاته تَعَالَى الله علوا كَبِيرا. فَإِن قلت وَاضع اللُّغَة هُوَ الله تَعَالَى فَهُوَ يعلم ذَاته بِذَاتِهِ وَوضع لفظ الله لذاته الْمُقَدّس، قلت هَذَا لَا يُفِيد فِيمَا نَحن فِيهِ لِأَن التَّوْحِيد أَن يحصل من قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله حصر الألوهية فِي عقولنا فِي ذَاته المشخص فِي أذهاننا وَلَا يَسْتَقِيم هَذَا إِلَّا بعد أَن يتَصَوَّر ذَاته تَعَالَى بِالْوَجْهِ الجزئي. هَذَا غَايَة حَاصِل كَلَامه وَقد أجَاب عَنهُ أفضل الْمُتَأَخِّرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله بِأَنَّهُ آلَة الْإِحْضَار وَهُوَ وَإِن كَانَ كليا لَكِن الْمحْضر جزئي وَلَا يخفى على المتدرب مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي الْوَاقِع فَهُوَ لَا يُفِيد حصر الألوهية فِي أذهاننا كَمَا هُوَ المُرَاد. وَإِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي عقولنا فَمَمْنُوع، فَإِن وَسِيلَة الْإِحْضَار والموصل إِلَيْهِ إِذا كَانَ كليا كَيفَ يحصل بهَا فِي أذهاننا محْضر جزئي وَمَا الْفرق بَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله وَبَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الْوَاجِب لذاته. فَإِن مَا يصدق عَلَيْهِ هَذَا الْمَفْهُوم أَيْضا جزئي فِي الْوَاقِع. فَإِن قلت التَّوْحِيد حصر الألوهية فِي ذَات مشخصة فِي نفس الْأَمر لَا فِي أذهاننا فَقَط. قلت فَهَذَا الْحصْر لَا يتَوَقَّف على جعل اسْم الله علما بل إِن كَانَ بِمَعْنى المعبود بِالْحَقِّ يحصل أَيْضا ذَلِك، وَلذَلِك يحصل بقولنَا لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَّا الْوَاجِب لذاته كَمَا سبق وَمن ذهب إِلَى الثَّانِي قَالَ إِنَّه وصف فِي أَصله لكنه لما غلب عَلَيْهِ تَعَالَى بِحَيْثُ لَا يسْتَعْمل فِي غَيره تَعَالَى وَصَارَ كَالْعلمِ أجري مجْرى الْعلم فِي الْوَصْف عَلَيْهِ وَامْتِنَاع الْوَصْف بِهِ وَعدم تطرق الشّركَة إِلَيْهِ. وَاسْتدلَّ، بِأَن ذَاته من حَيْثُ هُوَ بِلَا اعْتِبَار أَمر آخر حَقِيقِيّ كالصفات الإيجابية الثبوتية أَو غير حَقِيقِيّ كالصفات السلبية غير مَعْقُول للبشر فَلَا يُمكن أَن يدل عَلَيْهِ بِلَفْظ. ثمَّ على الْمَذْهَب الثَّانِي قد اخْتلف فِي أَصله فَقَالَ بَعضهم إِن لفظ الله أَصله إِلَه من إِلَه الــآهة وإلها بِمَعْنى عبد عبَادَة والإله بِمَعْنى المعبود الْمُطلق حَقًا أَو بَاطِلا فحذفت الْهمزَة وَعوض عَنْهَا الْألف وَاللَّام لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال أَو للْإِشَارَة إِلَى المعبود الْحق وَعند الْبَعْض من إِلَه إِذا فزع وَالْعَابِد يفزع إِلَيْهِ تَعَالَى وَعند الْبَعْض من وَله إِذا تحير وتخبط عقله، وَعند الْبَعْض من لاه مصدر لاه يَلِيهِ ليها ولاها إِذا احتجب وارتفع وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِكَمَال ظُهُوره وجلائه مَحْجُوب عَن دَرك الْأَبْصَار ومرتفع على كل شَيْء وَعَما لَا يَلِيق بِهِ. وَالله أَصله الْإِلَه حذفت الْهمزَة إِمَّا بِنَقْل الْحَرَكَة أَو بحذفها وعوضت مِنْهَا حرف التَّعْرِيف ثمَّ جعل علما إِمَّا بطرِيق الْوَضع ابْتِدَاء وَإِمَّا بطرِيق الْغَلَبَة التقديرية فِي الْأَسْمَاء وَهِي تَجِيء فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
ثمَّ اعْلَم أَن حذف الْهمزَة بِنَقْل الْحَرَكَة قِيَاس وَبِغَيْرِهِ خلاف قِيَاس وَهُوَ هَا هُنَا يحْتَمل احْتِمَالَيْنِ لَكِن على الثَّانِي الْتِزَام الْإِدْغَام ووجوبه قياسي لِأَن السَّاقِط الْغَيْر القياسي بِمَنْزِلَة الْعَدَم فَاجْتمع حرفان من جنس وَاحِد أَولهمَا سَاكن وعَلى الثَّانِي الْتِزَامه على خلاف الْقيَاس لِأَن الْمَحْذُوف القياسي كالثالث فَلَا يكون المتحركان المتجانسان فِي كلمة وَاحِدَة من كل وَجه وعَلى أَي حَال فَفِي اسْم الله المتعال خلاف الْقيَاس فَفِيهِ توفيق بَين الِاسْم والمسمى لِأَنَّهُ تَعَالَى شَأْنه خَارج عَن دَائِرَة الْقيَاس وطرق الْعقل وَعند أهل الْحق وَالْيَقِين رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. حرف الْهَاء فِي لفظ الله إِشَارَة إِلَى غيب هويته تَعَالَى وَالْألف وَاللَّام للتعريف وَتَشْديد اللَّام للْمُبَالَغَة فِي التَّعْرِيف وَلَفظ الله اسْم أعظم من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَقد يُرَاد بِهِ وَاجِب الْوُجُود بِالذَّاتِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {قل هُوَ الله أحد} وَفِي قَوْلهم والمحدث للْعَالم هُوَ الله الْوَاحِد فَلَا يلْزم اسْتِدْرَاك الْأَحَد وَالْوَاحد فيهمَا وتفصيله فِي الْأَحَد إِن شَاءَ الله الصَّمد.
الله: علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى.
(الله) علم على إلاله المعبود بِحَق أَصله إِلَه دخلت عَلَيْهِ ال ثمَّ حذفت همزته وأدغم اللامان
الله: تَبَارَكَ وتَعالى وجَلَّ جَلاَلُهُ- هو عَلَم دالٌّ على الإله الحقِّ دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى كلها قاله السيد في "التعريفات".
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.