كرسفا قَالَتْ: إِنَّه أَكثر من ذَلِك إِنِّي أثُجُّه ثَجًّا قَالَ: تَلَجَّمِي وتحيضي فِي علم اللَّه سِتا أَو سبعا ثمَّ اغْتَسِلِي وَصلي. أما قَوْله: احتشي كُرْسٌفا فَإِن الكرسف القُطن. وَقَوْلها: أثُجُّه ثَجًّا هُوَ من المَاء الثجاج وَهُوَ السَّائِل. وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه سُئِلَ عَن بر الْحَج فَقَالَ: هُوَ العَج ّوالثَّجّ. فالعج: رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ والثج سيلان دِمَاء الْهدى. وَقَوله: تَلَجَّمي يَقُول: شُدَّي لجاما وَهُوَ شَبيه بقوله: استثفري والاستثفار مَأْخُوذ من شَيْئَيْنِ: يكون من ثَفَر الدَّابَّة إِنَّه شبه هَذَا اللجام بالثفر لِأَنَّهُ يكون تَحت ذَنْب الدَّابَّة وَيكون من الثفر و (الثُفر) والثُفر يكون [أَصله -] للسباع كَمَا يُقَال للناقة: حياؤها وَإِنَّمَا هَذِه كلمة استعيرت كَمَا استعارها الأخطل فِي قَوْله: [الطَّوِيل]
جَزَى اللَّه فِيهَا الأعْوَرَيْنِ مَلامَةً ... وَفروةَ ثفر الثورة المتضاجم صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: ثفر الْبَقَرَة وَإِنَّمَا هِيَ للسباع فَكَذَلِك ترى استثفري أَخذه من هَذَا إِنَّمَا [هُوَ -] كِنَايَة عَن الْفرج. وَقَوله: تَحَيَّضِي يَقُول: اقعدي أَيَّام حيضك ودعي فِيهَا الصَّلَاة وَالصِّيَام فَهَذَا التحيض ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصلي وَقَالَ فِي حَدِيث آخر: دعِي الصَّلَاة أَيَّام أَقْرَائِك فَهَذَا قد فسر التحيض وَقَوله: أَيَّام أَقْرَائِك يبين لَك أَن الْأَقْرَاء إِنَّمَا هِيَ الْحيض وَهَذَا مِمَّا اخْتلف فِيهِ أهل الْعرَاق وَأهل الْحجاز فَقَالَ أهل الْعرَاق: إِن قَوْله عز وَجل: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوْءٍ} إِنَّمَا هِيَ الْحيض وَقَالَ أهل الْحجاز: إِنَّمَا هِيَ الْأَطْهَار فَمن قَالَ: إِنَّمَا هِيَ الْحيض فَهَذَا الحَدِيث حجَّة لَهُ لقَوْل النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: دعِي الصَّلَاة أَيَّام أَقْرَائِك وَمن زعم أَنَّهَا الْأَطْهَار فَلهُ حجَّة أَيْضا. يُقَال: قد أَقرَأت الْمَرْأَة إِذا دنا حَيْضهَا وأقرأت إِذا دنا طهرهَا زعم ذَلِك أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي وَغَيرهمَا وَقد ذكر ذَلِك الْأَعْشَى فِي شعر مدح بِهِ رجلا غزا غَزْوَة فظفر فِيهَا وغنم فَقَالَ: [الطَّوِيل]
مورثة عزا وَفِي الْحَيّ رِفْعَةً ... لما ضَاعَ فِيهَا من قُرُوء نسائكا وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فَمَعْنَى القروء هَهُنَا الْأَطْهَار لِأَنَّهُ ضيع أطهارهن فِي غزاته وأثرها عَلَيْهِنَّ وشغل بهَا عَنْهُن وَمثله قَول الأخطل: [الْبَسِيط]
قومٌ إِذا حَاربُوا شَدُّوا مَآزِرَهُمْ ... دون النِّسَاء وَلَو باتت بأطهار
/
جَزَى اللَّه فِيهَا الأعْوَرَيْنِ مَلامَةً ... وَفروةَ ثفر الثورة المتضاجم صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: ثفر الْبَقَرَة وَإِنَّمَا هِيَ للسباع فَكَذَلِك ترى استثفري أَخذه من هَذَا إِنَّمَا [هُوَ -] كِنَايَة عَن الْفرج. وَقَوله: تَحَيَّضِي يَقُول: اقعدي أَيَّام حيضك ودعي فِيهَا الصَّلَاة وَالصِّيَام فَهَذَا التحيض ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصلي وَقَالَ فِي حَدِيث آخر: دعِي الصَّلَاة أَيَّام أَقْرَائِك فَهَذَا قد فسر التحيض وَقَوله: أَيَّام أَقْرَائِك يبين لَك أَن الْأَقْرَاء إِنَّمَا هِيَ الْحيض وَهَذَا مِمَّا اخْتلف فِيهِ أهل الْعرَاق وَأهل الْحجاز فَقَالَ أهل الْعرَاق: إِن قَوْله عز وَجل: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوْءٍ} إِنَّمَا هِيَ الْحيض وَقَالَ أهل الْحجاز: إِنَّمَا هِيَ الْأَطْهَار فَمن قَالَ: إِنَّمَا هِيَ الْحيض فَهَذَا الحَدِيث حجَّة لَهُ لقَوْل النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: دعِي الصَّلَاة أَيَّام أَقْرَائِك وَمن زعم أَنَّهَا الْأَطْهَار فَلهُ حجَّة أَيْضا. يُقَال: قد أَقرَأت الْمَرْأَة إِذا دنا حَيْضهَا وأقرأت إِذا دنا طهرهَا زعم ذَلِك أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي وَغَيرهمَا وَقد ذكر ذَلِك الْأَعْشَى فِي شعر مدح بِهِ رجلا غزا غَزْوَة فظفر فِيهَا وغنم فَقَالَ: [الطَّوِيل]
مورثة عزا وَفِي الْحَيّ رِفْعَةً ... لما ضَاعَ فِيهَا من قُرُوء نسائكا وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فَمَعْنَى القروء هَهُنَا الْأَطْهَار لِأَنَّهُ ضيع أطهارهن فِي غزاته وأثرها عَلَيْهِنَّ وشغل بهَا عَنْهُن وَمثله قَول الأخطل: [الْبَسِيط]
قومٌ إِذا حَاربُوا شَدُّوا مَآزِرَهُمْ ... دون النِّسَاء وَلَو باتت بأطهار
/