[سبح] فيه تكرر ذكر التسبيح وأصله التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص، سبحته تسبيحا وسبحانا، ومعنى سبحان الله تنزيه الله، نصب على المصدر بمحذوف أي أبرئ الله من السوء براءة، وقيل: التسرع إليه والخفة في طاعته، أو السرعة إلى هذه اللفظة، وقد يطلق على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتمجيد والتحميد وغيرهما، وقد يطلق على صلاة التطوع، ويقال للذكر وصلاة النافلة سبحة أيضا، وهى من التسبيح كالسخرة من التسخير، وخصت النافلة بها
وإن شاركتها الفريضة في معناها لأن التسبيحات في الفرائض نوافل فالنافلة شاركتها في عدم الوجوب. فمنها ح: اجعلوا صلاتكم معهم "سبحة" أي نافلة. وح: كنا إذا نزلنا منزلا "لا نسبح" حتى نحل الرحال، أي صلاة الضحى يعنى أنهم مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يحطوها رفقا بالجمال. وفيه: سبوح قدوس، يرويان بالفتح والضم وهو أكثر والفتح أقيس وهو من أبنية المبالغة للتنزيه. ط: وهما خبرا محذوف، أي ركوعى وسجودى لمن هو سبوح، أي طاهر عن أوصاف المخلوقات. ن: وقدوس بمعناه، وقيل: مبارك. نه: فأدخل إصبعيه "السباحتين" في أذنيه، السباحة والمسبحة إصبع تلى الإبهام لأنها تشار بها عند التسبيح. ط: وهذه التسمية من الإسلاميين كراهة للسبابتين. نه: وفيه: لله سبعون حجابا لو دنونا من أحدها لأحرقتنا "سبحات" وجهه، هي جلاله وعظمته، وأصلها جمع سبحة، وقيل: أضواء وجهه، وقيل: محاسنه، لأنك إذا رأيت الحسن الوجه قلت: سبحان الله! وقيل: معناه تنزيه له، أي سبحان وجهه، وقيل في رواية لأحرقت سبحات وجهه كل شئ أدركه بصره: إنه معترض بين فعل ومفعوله بمعنى سبحان الله، أي لأحرقت سبحان الله كل شئ أبصره، نحو لو دخل الملك
البلد لقتل - والعياذ بالله - كل من فيه؛ والأقرب أن معناه: لو انكشف من أنوار الله التى تحجب العباد عنه شئ لأهلك كل من وقع عليه ذلك النور، كما خر موسى صعقا. ن: سبحات بضم سين وباء أي نوره، وأراد بالوجه الذات، وبما انتهى إليه بصره جميع المخلوقات، لأن بصره محيط بجميعها ومن خلقه للبيان لا للتبعيض أي لو أزال المانع من رؤيته المسمى نورًا ونارًا لأحرق جلاله جميعهم لضعف تركيبهم في هذه الدار - ومر شئ في حجابه النور. ط: لو كشف لأحرقت جواب من قال: لم خص حجابه بالنور؟ يعنى لو كان من غره لأحرقت. ك: ما "سبح" أي ما تنفل صلاة الضحى إني لأصليها، وروى: لأستحبها، من الاستحباب وهو إخبار بما رأت وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلاها يوم الفتح وأوصى بها أبوى ذر وهريرة، بل عدوها من الواجبات الخاصة به. وفيه: "التسبيح" للرجال والتصفيق للنساء، أي من نابه شئ في صلاته يقول الرجل: سبحان الله، لينبه بالسهو ونحوه وتصفق للنساء لأنها مأمورة بخفض صوتها. وفيه: "يسبحون" الله بكرة وأصيلا، أي دائما أو مقدارهما إذ لا طلوع ولا غروب هناك وهو للاستلذاذ به إذ ليس دار تكليف. وفيه: "فسبح" بحمد ربك، الحمد مضاف إلى الفاعل والمراد لازمه أي بتوفيقه، أو إلى المفعول أي سبحت بحمدى لك. وفيه: كلمتان حبيبتان "سبحان" الله وبحمده، نصب على المصدر أي أنزهه عما لا يليق به ملتبسا بحمدى له أي من توفيقه للتسبيح، أو سبحته وألتبس فيه بحمدى، قالوا: وعلى الأول للحال وعلى الثإني للعطف، والتسبيح إشارة إلى الصفات الجلالية
والحمد إلى الصفات الوجودية الإكرامية، وكلمتان خبر مبتدأ هو سبحان الله، وحبيبتان صفة الخبر؛ وختم البخارى به كما ابتدأ بالنيات في الأعمال ثم ابتدأ بالوحى وختم بمباحث الكلام، فانتهى الانتهاء إلى ما منه الابتداء. ن: "سبحانك" اللهم وبحمدك، أي سبحتك سبحانا أي تنزيها من كل نقص، وبحمدك أي توفيقك سبحتك لا بقوتى. ج: "سبحان" الله وبحمده، أي أسبح تسبيحا، وباء بحمده متعلق بمحذوف بمعنى وبحمده سبحت، وقيل: الواو زائدة أي سبحت بحمده. ن: لو كنت "مسبحا" أتممت صلاتى، أي لو تنفلت - الروية، لكان إتمام فريضتى أحب، رأي ابن عمر عدم استحباب السنن الرواتب وغيرها، واستحبها الجمهور والشافعيون وأجابوا عن دليله بأن الفرض متحتم فلو شرعت تامة لتحتم إتمامها والنوافل شرعت مع التخير. ط: اتفقوا على استحباب النفل في السفر واختلفوا في السن. ج: لو كنت مسبحا لأتممت، أي الفرائض قصرت، فترك النوافل أولى. ومنه ح: "يسبح" على راحلته، أي يتنفل. وح: قبل أن أقضى "سبحتى" أي صلاة النفل. وح: يصلى في "سبحته" أي نافلته. وح: "لم يسبح" بينهما بشئ أي لم يصل سنة بينهما. وح: يقرأ "المسبحات" أي سورا في أولها سبح لله أو سبحان أو سبح اسم ربك. ط: هي ما أفتتح بسبحان وسبح ويسبح، وإخفاء أية فيها كإخفاء ليلة القدر. ك: "تسبحون" عشرا، وفيما تقدم ثلاثًا وثلاثين لتقييد الدرجات هناك بالعلى مع أن مفهوم العدد لا يعتبر. غ: جلد رجلين "سبحا" بعد العصر، أي صليا. و (("يسبحون" اليل)) قيل: إن مجرى التسبيح فيهم كمجرى النفس لا يشغله عن النفس شئ. و ((لولا "تسبحون")) أي تستثنون، لأن في الاستثناء تعظيمه. و (("سبحًا" طويلًا)) أي اضطرابا وتصرفا، وبالخاء راحة وتخفيفا. و"يسبحون" يجرون، "فالسابحات" السفن والسابقات الخيل، أو أرواح المؤمنين
تخرج بسهولة، أو الملائكة تسبح بين السماء والأرض. نه: "سبحة" اسم فرس، من فرس سابح أي حسن مد اليدين في الجري.